Professional Documents
Culture Documents
التعليم باؼبنظومات منهج أصيل لدى العلماء اؼبسلمُت وىو لكثرة انتشاره
واشتاره ،ال وبتاج لدليل يظهر مدى قناعة اؼبسلمُت بو ،واعتمادىم عليو.
فقد كتبت اؼبنظومات يف سائر العلوـ الشرعية والكونية منذ قروف طويلة،
وقررت يف حلقات التعليم ،وتناوؿ العلماء يف خدمتها شرحاً وتدريساً وربشية
وتزئيبلً ،حىت أصبحت عنواناً على اؼبعرفة ،وأصبحت جزءاً رئيساً من ذاكرة طبلب
وقل أف ذبد عاؼباً من علماء
العلم ،ومدخبلً واضحاً من مداخل اؼبعرفة األصيلة ّ
العربية اليوـ مل وبفظ ألفية ابن مالك شعراً ،ويدرس شروحها وحواشيها ،وجهود
العلماء عليها ،وكذلك فإف علماء القراءة اليوـ اليزالوف يشرطوف على طالب العلم
ىذا الفن أف يستظهر واحداً من النظمُت :حرز األماين مع الدرة أو طيبة النشر ،وال
يناؿ اللريقة إال باستظهارنبا معاً.
واألمر ذاتو يف ربصيل علم الفرائض واغبديث واألصوؿ وغَتنبا من العلوـ
النظرية.
وال شك أف الذي أؽبم اؼبسلمُت ىذا اؼبنهج ،ىو ذبربتهم األصيلة يف حفظ
القرآف الكرًن ،فاؼبسلموف أمة اختصها اهلل هبذا التنزيل ،وجاءت األحاديث بالتوكيد
على حفظو واستظهاره بدءاً من عصر السلف األوؿ فقد اعترب حفظ القرآف الكرًن
شرطاً رئيسياً ؼبن ىبوض يف التأويل أو التفسَت ،إذاً فهو شرط أساسي لكل عامل
يتصدر للتعليم.
وظهر لؤلقدمُت بركة حفظ النصوص من خبلؿ ذلك فراحوا ينهجوف ذات
النهج يف العلوـ األخرى ،من سبق اغبفظ مث تعقيبو بالفهم والشروح.
وإياؾ أف يأخذ بك الظن إىل تصور أهنم قصدوا ؿباكات النظم القرآين ،يف
إسلوبو اؼبعجز ،فهذا ال يدركو أحد ،وإمبا أرادوا ؿباكات اللريقة التعليمية الناجحة
اليت أؽبمهم إياىا إسلوهبم يف تلقي العلوـ اؼبتصلة بالقرآف الكرًن.
أو كنت يف السوؽ كاف العلم يف السوؽ إف كنت يف البيت كاف العلم فيو معي
وقاؿ آخر:
م ػػالعػ ػػلم إال مػػاح ػ ػواه الصػ ػػدر مالعػػلم فيػػما قػػد حػػوى القػمػػلر
وقد كانوا يعنوف ذلك حينما قالوا :من حفظ اؼبتوف حاز الفنوف ،ومن قرأ
اغبواشي ما حوى شيء.
ولست أدري ؼباذا ال هتتم اللريقة اغبديثة يف التعليم عن مناىج التعليم
باؼبنظومات ،رغم أننا لن كبتاج إىل التدليل على موثوقية علم األقدمُت.
وليس صواباً ما يظنو بعض احملققُت من أف ىذا الفن نشأ يف عصور
االكبلاط والركود وأنو ليس لو أصالة تارىبية كمنهج تعليمي اسبلمي ،بل شبة
منظومات ذباوزت ألف بيت وىي مكتوبة يف القرف السادس اؽبجري ،كقصيدة
النسفي يف فقو اغبنفية فقد أكملها عاـ 504ىجري وبلغت 2669بيتاً ،والرحبية
يف الفرائض البن الرحيب اؼبتويف عاـ 577ىجري ،بل أشار حاجي خليفة يف كشف
الظنوف إىل منظومة يف غريب اللغة لنفلويو النحوي اؼبشهور اؼبتويف 323ىجري.
شـــــــرح
الوعتود في أصىل الفقه
نظم وشرح
اٌذوزٛس ِذّذ اٌذجش
جميع الحقوؽ محفوظة
الطبعة األولى
1996
اغبمد هلل خبَت ما ضبده اغبامدوف ،والصبلة والسبلـ األسباف األكمبلف األزكياف
األعلراف على حبيب رب العاؼبُت ،ؿبمد وعلى آلو الليبُت اللاىرين ،وأصحابو
األخيار اؽبداة اؼبهديُت.
وبعد..
فقد كتبت ىذه اؼبنظومة أياـ الدراسة ،غرة القرف اؽبجري اعبديد ،وكتب اهلل
هبا نفعاً لللبة العلم ،فحفظها عدد منهم ،وأشار علي أستاذي الدكتور ؿبمد
الزحيلي بإعادة طباعتها مشروحة ،وقد وافق ذلك رغبة لدي ،فاستعنت باهلل،
من اهلل بإسبامو ،وىا أنا أدفعو للقارئ الكرًن ،ألتمس منو
وشرعت يف اؼبقصود ،حىت َّ
دعوة صاغبة بظهر الغيب.
وليس يف ىذا الكتاب إال حل عبارة النظم ،من طريق قريب ،وأما بسط
مسائل ىذا العلم فتجدىا يف مظاهنا من الكتب األصوؿ.
وقد قدمت للكتاب دبقدمة يف منهج التعليم باؼبنظومات ،ومزايا ىذه اللريقة
أثبت آخر
وقد سبق أف نشرهتا يف بعض كتيب السابقة وأعيدىا ىنا للفائدة كما ُّ
الكتاب النظم بتمامو ليهوف حفظو على الراغب ،وباهلل التوفيق.
التعليم باؼبنظومات منهج أصيل لدى العلماء اؼبسلمُت ،وىو لكثرة انتشاره
واشتهاره ،ال وبتاج إىل دليل يظهر مدى قناعة اؼبسلمُت بو ،واعتمادىم عليو.
فقد كتبت اؼبنظومات يف سائر العلوـ الشرعية والكونية منذ قروف طويلة،
وقُػِّررت يف حلقات التعليم ،وتناوب العلماء يف خدمتها شرحاً وتدريساً وربشية
وتذييبلً ،حىت أصبحت عنواناً على اؼبعرفة ،وأصبحت جزءاً رئيساً من ذاكرة طالب
العلم ،ومدخبلً واضحاً من مداخل اؼبعرفة األصيلة.
وقل أف ذبد عاؼباً من علماء العربية اليوـ مل وبفظ ألفية ابن مالك مثبلً،
ويتخرج بشروحها وحواشيها ،وجهود العلماء عليها. َّ
وكذلك فإف علماء القراءة اليوـ ال يزالوف يشرطوف على طالب ىذا الفن أف
يستظهر واحداً من النظمُت :حرز األماين مع الدرة أو طيبة النشر ،وال يناؿ اللريقُت
إال باستظهارنبا معاً.
واألمر ذاتو يف ربصيل علوـ الفرائض واغبديث واألصوؿ وغَتنبا من العلوـ
النظرية.
خصائص التعليم بالمنظومات:
وتكشف طريقة التعليم باؼبنظومات عن وعي عميق لدى العلماء اؼبسلمُت،
ذلك أهنم أدركوا أف طاقة العقل لدى اإلنساف تتوزع بُت اغبفظ والفهم ،وأف إطار
اغبفظ يبدأ كبَتاً مع سن اللفولة فيما يكوف إطار الفهم واالستيعاب أقل وأضعف،
مث يبدأ إطار اغبفظ بالتناقص غبساب الفهم واالستيعاب حىت يتساويا مث تصبح
القدرة على الفهم واالستيعاب أكرب من القدرة على اغبفظ والتخزين يف الذاكرة.
فلو افًتضنا أف طاقة العقل مائة درجة ،فإف اإلنساف يف سن العاشرة ،تتوزع
قدرتو على أساس أف الذاكرة ؽبا تسعوف واالستيعاب لو عشرة فإذا بلغ سن العشرين
تناقصت القدرة على اغبفظ إىل طبسُت وتعاظمت القدرة على الفهم إىل طبسُت،
فإذا بلغ الثبلثُت أصبحت القدرة على الفهم تسعُت والقدرة على اغبفظ عشرة.
ولست أزعم أف ىذه القاعدة مللقة حبيث ال تتخلف ،بل ؽبا استثناءات
كثَتة ترتبط بًتكيب اإلنساف النفسي كما ترتبط بظروفو االجتماعية ،ولكن الفًتة
الذىبية للحفظ ىي ببل ريب فًتة اللفولة ،ففي اللفولة يتعلم اؼبرء على ذاكرة
بيضاء ،فتكوف اؼبعلومات أرسخ وأبقى ،حىت إذا كثرت اؼبعارؼ واؼبشاغل ضاقت
ساحة الذاكرة عن استيعاب اعبديد ،فتزاضبت اؼبعارؼ ،وكثرة الكبلـ ينسي بعضو
بعضاً.
ومن ىنا شاع بُت أىل اؼبعرفة :اغبفظ يف الصغر كالنقش على اغبجر ،واغبفظ
يف الكرب كالنقش يف الكدر.
فبينما يرسخ النقش على اغبجر ،فإف النقش على الكدر ،وىو اللُت اعباؼ
ال يلبث أف يتفتت ألوؿ عامل من عوامل الدىر.
وعلى إدراؾ لذلك كلو هنج العلماء اؼبسلموف يف التعليم ،فقدموا للصغَت
أصوؿ اؼبعارؼ على ىيئة منظومات ومتوف ،طلبوا من الفىت حفظها واستظهارىا ،ومل
يشاؤوه على فهم مقاصدىا واحتماالهتا ،فشغلوه دبا ىو بو جدير ،وصرفوه عما ىو
ليس لو بأىل ،إذ لن يبلغ فهم ىذه اؼبنظومات إال بتكليف وتعسف ،بينما يبكنو
حفظها دبتعة ويسر ،ويتخذىا لو نغماً وغبناً.
ف عن فهم عباراهتا ،فيحفظها حفظ األعجم ،بل
ولست أعٍت أنو كاف يُ َك ّ
كانت ربل لو عقد العبائر ،دوف الدخوؿ يف تفاصيل الدالالت.
وىكذا فإف الفىت يفتح عينيو على العلم يف الثامنة عشرة مثبلً وعنده ـبزوف
كبَت من اؼبعرفة ،ملبوع يف الذاكرة ،كلما ناداه قاؿ لو لبيك ،فيشرع بفهم اؼبسائل،
وإف أصوؽبا مبسوطة على صفحة ذاكرتو ،كأنو يراىا عياناً ويلمسها بناناً ،فيكوف
ذلك أدعى للفهم وأوقر يف العقل.
مث يتصدر للتعليم والفتيا وعلمو معو حاضر ،ولسانو لو ذاكر ،فيصبح كالغٍت
عن ضبل القراطيس ،كما قاؿ اإلماـ الشافعي:
صدري وعاء لو ال بطن صندوقي علمي معي أينما يممت يتبعني
أو كنت في السوؽ كاف العلم في السوؽ إف كنت في البيت كاف العلم فيو معي
وقاؿ آخر:
ماالعلم إال ما حواه الصدر مالعلم فيما قد حوى القمطر
وقد كانوا يعنوف ذلك حينما قالوا :من حفظ اؼبتوف حاز الفنوف ،ومن قرأ
اغبواشي ما حوى شي.
ولست أدري ؼباذا تعرض اللريقة اغبديثة يف التعليم عن مناىج التعليم
باؼبنظومات ،رغم أننا لن كبتاج إىل التدليل على موثوقية علم األقدمُت ،وحضوره بُت
أيديهم يف سائر األحواؿ.
وال شك أف الذي أؽبم اؼبسلمُت ىذا اؼبنهج ،ىو ذبربتهم األصيلة يف حفظ
القرآف الكرًن ،فاؼبسلموف أمة اختصها اهلل هبذا التنزيل ،وجاءت األحاديث بالتوكيد
على حفظو واستظهاره ،وبدءاً من عصر السلف األوؿ فقد اعترب حفظ القرآف الكرًن
شرطاً رئيساً ؼبن ىبوض يف التأويل أو التفسَت ،وباغبري إذف فهو شرط أساس لكل
عامل يتصدر للتعليم.
وظهر لؤلقدمُت بركة حفظ النصوص من خبلؿ ذلك ،فراحو ينهجوف النهج
ذاتو يف العلوـ األخرى ،من سبق اغبفظ مث تعقيبو بالفهم والشروح.
وإياؾ أف يأخذ بك الظن إىل تصور أهنم قصدوا ؿباكاة النظم القرآين ،يف
أسلوبو اؼبعجز ،فهذا ال يدركو أحد ،بل مل يزعمو أحد ،وإمبا أرادوا ؿباكاة اللريقة
التعليمية الناجحة اليت أؽبمهم إياىا أسلوهبم يف تلقي العلوـ اؼبتصلة بالقرآف الكرًن.
تاريخ التعليم بالمنظومات:
وتاريخ التعليم باؼبنظومات متقدـ ،وال بد من ىدـ الفكرة القائلة بأف
اؼبنظومات نشأت يف عصور االكبلاط والركود ،وأهنا من تراث القرف العاشر اؽبجري
وما بعده ،ومع ربفظي على اصلبلح ػ االكبلاط والركود ػ فهذا كلو غَت واقعي ،وال
شك أف اؼبنظومات قد ازبذت منهجاً تعليمياً أصيبلً قبل ذلك بزمن بعيد.
ومع أف أقدـ نظم (ملبوع) يعود إىل القرف السادس اؽبجري إال أننا نؤكد أف
ىذا اؼبنهج كاف أصيبلً قبل ذلك بزمن ،ذلك أف اؼبتأمل يف منظومات القرف السادس
اليت اشتهرت بُت الناس هبد أهنا ال تشَت إفصاحاً وال إؼباحاً إىل أهنا لوف مبتدع يف
التعليم ،بل يلتمس القارئ أهنا صلة عبهود سابقة من الفن نفسو وعلى السبيل ذاتو.
ففي منظومة (حرز األماين ووجو التهاين) اليت كتبها اإلماـ الشاطيب يف القرف
السادس اؽبجري ،إذ تويف عاـ 590ىجرية ،ذبد نفسك أماـ علم مكتمل ،ونظم
ٍ
مستوؼ لشرائط اؼبنهج التعليمي اؼبتُت ،فبا يدؿ على أهنا حلقة يف سلسلة متقدمة،
أضف إىل ذلك أف النظم يف القراءات ال يتصور أف يبدأ إال بعد نظم العلوـ األكثر
تداوالً واألسهل مناالً ،كالعقائد واالصلبلح والتجويد والفقو.
كذلك فإف الوصوؿ إىل األلفية ال يتم مرة واحدة ،بل ال بد أف يكوف ىذا
العلاء قد سبقتو منظومات أصغر وأخصر يف الفن ذاتو ،ناىيك عن غَته من الفنوف
القريبة.
أذكر على سبيل اؼبثاؿ ما أورده حاجي خليفة يف كشف الظنوف ص ،1344
حيث ذكر منظومة يف قراءة نافع أليب اغبسن علي بن عبد الغٍت الفهري القَتواين،
اؼبتويف سنة 488ىػ.
كذلك فقد كتب النسفي عمر بن ؿبمد بن أضبد نظماً طويبلً يف فقو اغبنفية
وـبالفيهم ،ذكر أنو استكملو عاـ 504ىجرية ،وقد أورد حاجي خليفة يف كشف
الظنوف تعريفاً جيداً بالكتاب وما قاـ عليو من شروح وحواشي وـبتصرات.
وقد بلغت أبيات ىذا النظم 2669بيتاً ،كما أشار الناظم يف آخرىا:
ألفاف والستوف والستمائة وجملة األبيات يا صدر الفئة
جنات عدف وقصوراً ناعمة وتسعة ،واهلل يجزي ناظمو
وىذا كما ترى كثَت ،وقد صنفو النسفي مللع القرف السادس ،وىو يلتزـ حبر
الرجز الذي اعتمده الناظموف فيما بعد ،واؼبفًتض أف تكوف ىذه األلفية الكبَتة
نتيجة جهود كبَتة سابقة ،وال ريب أف عدداً كبَتاً من القصائد التعليمية قد كتب
قبل ذلك بزمن.
وتبلحظ يف أرجوزة النسفي التزاـ الشيخ رضبو اهلل بلريقة النظم السائدة من
جعل كل بيت بقافية مستقلة ،متلابقة يف الصدر والعجز.
وبالرغم فبا قاـ على ىذه اؼبنظومة من جهود ىامة غَت أهنا مل تفرد باللبع
مستقلة.
كذلك فأنت ذبد أف نظم (بغية الباحث عن صبل اؼبوارث) للشيخ ؿبمد بن
علي الرحيب اؼبتوىف عاـ 577ىجرية ،وقد سلر الرحيب ىذه اؼبنظومة يف وقت مبكر،
وال تزاؿ ىي اؼبنهج الرئيس اؼبعتمد يف تعليم مادة الفرائض يف أكثر اؼبدارس الشرعية،
وإنو ال يتصور أف ينشأ ىذا النظم البديع من فراغ ،ويستمر بعدئذ كبو شبانية قروف
منهجاً أصيبلً من غَت أف يكوف قبلو ذبارب سابقة يفيد منها ،ويقتفي إثرىا ،ومن
غَت أف يشَت ىو إىل أنو ينهج يف تعليم الفرائض هنجاً جديداً مل يكن معروفاً من
قبل.
وليس شبة مربر من إطالة الكبلـ يف تقدـ اؼبنظومات من جهة التاريخ ،فقد
أورد حاجي خليفة يف كشف الظنوف عدداً من اؼبنظومات تعود إىل مللع القرف
الرابع ،وردبا نظمت يف القرف الثالث ،إذ مات مؤلفوىا مللع الرابع.
فمنها قصيدة يف غريب اللغة لنفلويو النحوي اؼبشهور اؼبتوىف 323ىػ ،شرحها
ابن خالويو اؼبتوىف 370ىػ.
ومنها قصيدة نونية يف التجويد أليب اؼبزاحم موسى بن عبد اهلل اػباقاين اؼبتوىف
سنة 325ىػ .وقد أظباىا (عمدة اؼبفيد)( ) ،وشرحها السخاوي اؼبتوىف عاـ 643ىػ.
ومنها القصيدة الرائية يف علم اإلنشاء أليب مزاحم موسى بن عبد اهلل اػباقاين
اؼبتوىف سنة 325ىػ .وذكر يف الكشف كبو عشر منظومات تعليمية تعود إىل القرف
الرابع واػبامس ،وسنأيت على إيرادىا صبيعاً يف ثبت اؼبنظومات العاـ يف آخر
اؼبوسوعة.
ولكن هبب القوؿ أف أقدـ منظومة أثبتناىا يف اؼبوسوعة ىي من أعماؿ القرف
السادس اؽبجري ،على الرغم فبا أكدناه لك أف شبة منظومات أقدـ من ذلك بزمن مل
نوفق ػبدمتها ىنا ،ولعلنا نوفق لذلك يف أعماؿ قادمة.
( ) كذلك قاؿ حاجي خليفة يف كشف الظنوف ص ،1348ولكنو نسب ذلك يف ص 1171إىل علم الدين
السخاوي ،وأغلب الظن أف ىذا االسم (عمدة اؼبفيد) لكتاب السخاوي يف الشرح على النونية اؼبذكورة.
عيوب التعليم بالمنظومات:
ولست أقصد فيما قدمت أف اؼبنظومات كانت على مستوى واحد من حاجة
الناس إليها ،وعكوفهم عليها ،فقد أصبحت اؼبنظومات يف اؼبراحل اؼبتأخرة ضرباً من
اؼبباراة بُت اؼبعلمُت ،وراح بعض اؼبشتغلُت هبذا اللوف من التعليم ينظموف لغَت ما
مقصد علمي صحيح ،فجاءت منظومات ىزيلة ،مل تأت جبديد ،ومل تشتمل على
مفيد ،فيها تقليد ببل توفيق ،وتلفيق ببل ذبديد ،فعلم الذين وبققوف أف السعي قد
أصبح يف غَت سبيل ،وأف اؼبيداف قد اجتازه من ليس من أىلو ،حىت ظهر يف أىل
العلم من يعمم ىذا اغبكم يف كل نظم ،وهبزـ أف ىذا الفن تكلف من غَت تعرؼ،
وتنلع يشغل عن العلم بالشكل دوف اؼبضموف.
ويبكن تلخيص عيوب اؼبنظومات يف وجوه:
األوؿ :كثرة الضرورات واعبوازات ،وقد كبا بعضهم كبواً مل يسمع يف جوازات الشعر
العريب ،كإسكاف اؼبتحرؾ وربريك الساكن ،وترخيم الكلمات يف غَت مظاف
الًتخيم ،بل عبأ بعض النُّظَاـ إىل تغيَت حركة األواخر من خفض لرفع أو من
رفع لفتح أو غَت ذلك ،ؾباراة لوجو القافية!..
ولعمري فإف ىذا زببيص من غَت تنصيص ،إذ ىو عكس مقاصد مؤسسي
ىذه اؼبدرسة ،فقد جعلت القافية لتذكَت اؼبتعلم بفرع اؼبعرفة ،من جهة أهنا
معلومة سلفاً ،فإذا ما التوت كانت باباً لئلشكاؿ ،وصار ربريرىا وبتاج إىل
اشتغاؿ ،والوقت يف كبل اغبالُت ىو الضريبة اؼبؤداة يف غَت مقصد صحيح.
الثاين :التكرار يف النظم ،فقد كتبت يف كل فن منظومتو ،وعلى من يعيد نظم
اؼبعارؼ أف وبقق جدوى سعيو ،فإذا نظم فإف عليو أف يأيت جبديد يف اؼبعرفة،
أو يرتقي بقدًن ،ينتخب من سلفو ،فيزيده بياناً وإيضاحاً ،حبيث يكوف نسخة
أوضح وأفصح ،ولكن الذي حصل كاف عكس ذلك ،فقد ولع النُظَّاـ بسبك
اؼبنظومات إىل حد أنساىم غاياهتا ومقاصدىا ،فصار النظم يتلو النظم وما فيو
من ميزة إال اكبلاط مستواه ،وتعثر مبناه ومعناه ،والتعبَت عن اعبيد بالرديء.
وإف من اإلنصاؼ أف نعترب دبا فعل الزمن ،فقد حكم جزماً يف ىذه
اؼبنلومات ،فألقاىا يف زوايا اإلنباؿ والنسياف ،وكافأىا دبا تستحق ،وصارت ال
تقرأ وال تدرس إال لتحقيق التاريخ فحسب ،بعد أف جعل ناظموىا آخر
مقاصدىم من نظمها إضاءة اؼبعرفة!..
الثالث :النظم يف علوـ ال يصلح فيها النظم ،فقد اشتغل بعض اؼبتأخرين يف نظم
علوـ غَت نظرية ،فكاف يف ذلك تكلف فبل ،وتعسف ـبل ،كالنظم يف
االسلرالب واؽبيئة واالعداد ،فهذه العلوـ ال يللب فيها حشو الذاكرة باحملفوظ
بقد ما يللب فيها حشو العُت باؼبلحوظ ،فأداة اؼبعرفة فيها الرسوـ واعبداوؿ
واألرقاـ ،أضف إىل أهنا علوـ متحولة متجددة ،ال متأصلة ؾبردة.
فاشتغاؿ بعض النُّظَّاـ بنظمها تكلف تنقضي فيو األعمار ،وال يأيت إال
بأخبس الثمار ،واشتغاؿ الللبة حبفظها ضياع لؤلوقات ،وال هبتٌت منو إال أىزؿ
الثمرات.
الرابع :النظم يف الفروع ،وقد كثر ذلك لدى اؼبتأخرين ،وخيل إليهم أف اؼبللوب أف
قبعل اؼبعرفة كلها نظماً ،من غَت أف ندرؾ ؽبا فهماً ،وىذا تنلع ال داعي إليو،
وتغييب للمقصد الرئيس من نظم ىذه اؼبنلومات ،فقد بينا أهنا تنظم أصبلً
للصغَت ،يستحضرىا يف خيالو يوـ ينهض عقلو بالتعبَت والتفسَت ،فحيث طلبنا
منو أف وبفظ ووبفظ ،فقد زاضبنا يف ذاكرتو حق الفهم يف أوانو ،فأصبحنا كمن
يزرع البذر يف غَت ميقاتو وزمانو.
اػبامس :كثرة اغبشو والتلويل ،ىذا تكميل ولع بو اؼبتأخروف ،أعبأىم إليو قصور
العبارة ،وركة اإلشارة ،فراحوا يزضبوف البيت باغبشو اؼبستهجن ،الغريب عن
اؼبعٌت واؼببٌت ،من أجل استكماؿ القافية على القواعد العروضية ،من غَت أدىن
اىتماـ باإليبلؼ بُت العبارة واغبشو ،أو تكامل اؼبعاين واؼبباين.
ولعمري إنو ال يسوغ اغبشو إال إذا جاء عفواً صفواً ،يعرب عن اؼبقصود ،أو
يتصل بو بسبب معقوؿ.
وبغَت ذلك فإننا نكوف قد كلفنا طالب العلم حبفظ اغبشو ،زيادة على
حفظ اؼبنت ،وىل ىذا إال عبء على عبء ،وعناء على عناء ،وتكلف ال
داعي لو ،وال مسوغ لو إال ضعف الناظم ووىى عبارتو.
وال شك أف أفضل اؼبنظومات تلك اليت نظمها العلماء الشعراء أصبلً ،الذين
طاعت ؽبم العبارة ووافتهم اإلشارة ،وخدمتهم الكلمات وأئتمرت بأمرىم العبارات،
فلم هبيئوا إىل فن اؼبنظومات ُمتَػ َق ِّحمُت ،ومل ينظموا متكلفُت ،وكما جاءت قرائحهم
بشعر غٍت باؼبشاعر ،وافتهم كذلك بنظم لُت سهل طافح باؼبعرفة.
فَتة الرعيٍت الشاطيب صاحب حرز األماين، ومن ىؤالء أبو ؿبمد القاسم بن َّ
وؿبمد بن علي الرحيب صاحب بغية الباحث عن صبل اؼبوارث ،وال شك أف اؼبتذوؽ
للشعر العريب يلرب أيبا طرب حُت يلالع يف األعماؿ اؼبتميزة ؽبؤالء األئمة.
ولست أقصد بأف العلماء الشعراء أفرغوا عواطفهم ومشاعرىم يف ىذه
اؼبنظومات كما يصنعوف يف الشعر ،فهذا ال طائل ربتو يف ىذا الفن ،وإمبا كاف
توفيقهم أكرب من حيث طاعت ؽبم العبارة ،وخدمتهم اؼبًتادفات ،إذ ال يراد بالنظم
ما يراد بالشعر ،فكل لو مقاصده ووسائلو ،ولكن قوة السبك مللوبة يف كل واحد
من الفنَُّت ،والعلماء الشعراء على ذلك أقدر من العلماء الذين مل يشتغلوا بالشعر.
تعريف عام بعلن أصىل الفقه
بقلم :األستاذ الدكتور محمد الزحيلي
اغبمد هلل رب العاؼبُت ،ضبداً يوايف نعمو ،ويكاىفء مزيده ،والصبلة والسبلـ
على رسوؿ اهلل ،معلم اػبَت ،ومرشد الناس إىل دين اهلل باغبكمة واؼبوعظة اغبسنة،
القائل« :طلب العلم فريضة على كل مسلم»
ورضي اهلل عن الصحابة والتابعُت ،ومن تبعهم بإحساف إىل يوـ الدين ،وعن
العلماء العاملُت ،والدعاة اؼبخلصُت ،وبعد..
فإف األمة اإلسبلمية سبيزت عن بقية األمم دبيزات كثَتة يف العلوـ والثقافة،
واغبضارة واإلبداع ،ويف ؾباالت متنوعة ،ومن ىذه اؼبيزات اليت انفردت هبا على بقية
األمم والشعوب يف اعبانب العلمي والتلبيقي واؼبنهجي إبداعها لبعض العلوـ اليت مل
يسبق ؽبا مثيل يف التاريخ ،ومل يلحقها فيها أحد حىت اآلف ،ومن ذلك علماف
أساسياف ،و نبا:
-1علم مصللح اغبديث أو علم أصوؿ اغبديث ومصللحو الذي وضعو العلماء
اؼبسلموف ،ليكوف أدؽ منهج علمي يف النقد والًتاجم والرجاؿ ونقل األخبار
والروايات .
-2علم أصوؿ الفقو يف ؾباؿ التشريع واألحكاـ ،واألنظمة والشرائع ،ويف دائرة
االجتهاد والفتوى والقضاء واإلدارة ،واحملاماة والبحث ،وتفسَت النصوص وفهمها.
لذلك يشكل علم أصوؿ الفقو اؼبنارة الوضاءة بُت العلوـ الشرعية ،ويعترب
مفخرة األمة يف حضارهتا وعلومها.
وىو علم فريد يف تاريخ األمم والشرائع القديبة واغبديثة ،وىو فبا انفرد بو
اؼبسلموف بُت األ َُم ِم.
اعلم أف ىذا الفن من الفنوف اؼبستحدثة يف اؼبلة) وعلم
قاؿ ابن خلدوف(:و ْ
أصوؿ الفقو عبارة عن القواعد واؼببادىء اليت سار عليها الفقهاء يف استنباط
األحكاـ من اؼبصادر الشرعية ،وبياهنا للناس ،ويتكوف من الضوابط اليت يلتزـ هبا
الفقيو أو اجملتهد ،بقصد أف يكوف طريقو مستقيماً واضحاً ،ال يعًتيو وىن أو
اكبراؼ ،وال خبط أو اضلراب ،ويوصل إىل اؽبدؼ اؼبقصود.
وىذا العلم ىو اؼبصباح الذي ورثتو األجياؿ ،وضبلو العلماء لبياف األحكاـ
الشرعية لكل جديد يف كل عصر ،ومعاعبة اؼببادىء واألحداث اليت تلرأ ،وغَت ذلك
وفق منهج ؿبدد ،يسَت عليو العامل يف االستنباط واالجتهاد.
وعلم أصوؿ الفقو من العلوـ األساسية يف الدين لضبط اػببلؼ ،وسبييزالغث
من الثمُت ،وكشف مناىج األئمة والعلماء يف االجتهاد واالستنباط واالستدالؿ،
لذلك َّبُت ابن خلدوف أنبية أصوؿ الفقو ،فقاؿ( :اعلم أف أصوؿ الفقو من أعظم
العلوـ الشرعية ،وأجلها قدرا ،وأكثرىا فائدة ...وىو يف األدلة الشرعية من حيث
( )
تؤخذ منها األحكاـ)
وكاف اإلماـ الشافعي ،رضبو اهلل تعاىل أوؿ من دوف علم أصوؿ الفقو وكتب
فيو رسالتو اؼبشهورة (الرسالة) اليت تعترب أصل األصوؿ ،مث وضعها مقدمة لكتابو
الفقهي العظيم (األـ) وازبذىا منهاجا لبلستنباط واالجتهاد وبياف االحكاـ ،قاؿ
( ) مقدمة ابن خلدوف ص ، 455وانظر التعريف بعلم أصوؿ الفقو ،وبياف أنبيتو ،ونشأتو ،وتلوره ،وأشهر
علمائو ،وأىم كتبو يف كتاب «أصوؿ الفقو اإلسبلمي» وكتاب «تعريف عاـ بالعلوـ الشرعية» وكتاب «مرجع
العلوـ اإلسبلمية» وكلها للدكتور ؿبمد الزحيلي.
الرازي ( :اعلم أف نسبة الشافعي إىل علم األصوؿ كنسبة أرسلو إىل علم اؼبنلق،
وكنسبة اػبليل بن أضبد إىل علم العروض) وقاؿ ابن خلدوف( :وكاف أوؿ من كتب
فيو الشافعي)
ومشّر العلماء والفقهاء من ـبتلف اؼبذاىب عن سواعدىم يف التأليف
والتصنيف يف علم أصوؿ الفقو ،وتعددت طرؽ التأليف فيو ،وظهرت اؼبؤلفات
العظيمة ،والكتب القيمة يف األصوؿ ،واستمر ىذا العمل اؼببارؾ طواؿ العصور
اإلسبلمية ،وصار علم أصوؿ الفقو من أوائل العلوـ الشرعية اليت تدرس يف صبيع
اؼبدارس اؼبعاىد الشرعية ،وأصبح مقرراً أساسيا يف صبيع اعبامعات اإلسبلمية وكليات
الشريعة والدعوة ،وؼبست اعبامعات األخرى أنبيتو وفائدتو وخواصو ،فأصبح علم
أصوؿ الفقو أحد اؼبقررات يف صبيع كليات اغبقوؽ يف العامل العريب واإلسبلمي.
وصنفت كتب كثَتة على طريقة اؼبتأخرين ،ومنهج التأليف اؼبعاصر ،الذي
يتناسب مع الدراسة والتدريس يف اعبامعات اإلسبلمية ،وكليات الشريعة والدعوة،
وكليات اغبقوؽ ،وىي كتب قيمة ومفيدة.
كما نشرت يف ربع القرف األخَت أىم كتب األصوؿ القديبة ،وىي اؼبراجع
القيمة ؽبذا العلم ،واؼبصادر األصلية لو ،فبا يبشر خبَت عميم يف دعوة ىذه األمة إىل
تراثها ،وحضارهتا ،وشريعتها ،وعلومها لتكوف دبشيئة اهلل تعاىل خَت خلف ػبَت
سلف ،وأصبحت مكتبة علم أصوؿ الفقو عامرة واغبمد هلل ،ولكنها ربتاج إىل
النلبيق واؼبمارسة لبلستفادة الكاملة منها .
وكنت قد صنفت كتاباً يف (أصوؿ الفقو اإلسبلمي) للبلب السنة الثانية من
كلية الشريعة جبامعة دمشق ،وطبع عدة مرات ،وقاـ الشاب اؼبؤمن النشيط األستاذ
ؿبمد اغببش بنظمو بلريقة مفيدة ،ونافعة ،وميسرة ،مث رجع إىل اؼبنظومة فشرحها
ملتزماً بذلك خلة الكتاب األصلي ومنهجو يف الًتتيب والتبويب والبياف ،وىا ىو
يقدمو للناس وطبلب العلم ليستفيدوا منو ،وينتفعوا بو ،فجزاه اهلل خَت اعبزاء ،ونفع
اهلل بو ،وزاده علماً وأدباً وخلقاً.
نسأؿ اهلل العلي القدير أف يسدد خلانا ؼبا فيو اػبَت والربكة ،وأف يأخذ بيدنا
إىل سواء السبيل ،وأف يبارؾ لنا يف العلم ،وأف يبنحنا الفضل والقدرة على العمل
وااللتزاـ ،وأف يردنا إىل ديننا رداً صبيبلً ،ويلهم اؼبسلمُت العمل بكتاب اهلل ،وسنة
رسوؿ اهلل على الوجو الذي يرضاه ،ويتفق مع التفسَت الصحيح لكتاب اهلل
تعاىل ،والفهم الدقيق للسنة ،وأحكاـ الشرع ،ومصادر التشريع.
واهلل ويل التوفيق ،وىو نعم اؼبوىل ونعم النصَت ،واغبمد هلل رب العاؼبُت.
___________________________________________
(واآلؿ) وآؿ النيب على -3وأتبع اؼبؤلف ذلك بالصبلة على آؿ النيب
اؼبرجح عند الشافعية ىم بنو ىاشم وبنو اؼبللب أوالد عبد مناؼ وىم الذين
، دخلوا مع رسوؿ اهلل شعب أيب طالب ،يف فًتة حصار قريش للنيب
وسائر بٍت ىاشم وبٍت اؼبللب دخلوا يف اإلسبلـ راغبُت ،إال ما كاف من أمر أيب
-1إف آؿ النيب ىم علي وفاطمة وحسن وحسُت وأوالدىم وىم الذين ورد
33 ذكرىم يف حديث (العبا) عن أـ سلمة وسبامو :قالت نزلت ىذه اآلية ػ
األحزاب ػ يف بييت فدعا رسوؿ اهلل علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فدخل معهم
ربت كساء خيربي وقاؿ :ىؤالء أىل بييت وقرأ اآلية وقاؿ :اللهم أذىب عنهم
الرجس وطهرىم تلهَتاً ،فقالت أـ سلمة :وأنا معهم يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ :أنت
على مكانك وأنت على خَت .وقاؿ القشَتي :أدخلت رأسي يف الكساء وقلت
أنا منهم يا رسوؿ اهلل؟ قاؿ :نعم .ػ أخرجو الًتمذي وغَته وقاؿ ىذا حديث
= غريب ػ
__________________________________________
= 2ػ إف آؿ النػبػي ( ىم زوجػاتػو اللػػاىػرات ،ويدؿ لو ورود آية الصػبلة عػلى
آؿ الػب ػيػت {ئٔــّـب ٠ـش٠ـذ هللا ٌــ١ـز٘ـت ػٕىُ اٌـشجظ أ٘ـً
رـــــطـ١ٙشاًاسػورة األحزاب اآليػة ،-33-
} فػي اٌجـ١ـذ ٠ٚـطـٙشوُ
حػيث وردت اآليػة يف سيػاؽ اغبديث عن زوجػات النيب .
-4إف آؿ النيب ىم بنو ىاشم وبنو اؼبللب ،وىم الذين دخلوا مع النيب
يف شعب أيب طالب وناصروه بأنفسهم وأمواؽبم ،وىذا ىو الػمػخػتػار عػنػد
الشػافعػيػة ،وعػليػػو فػإف الصػدقة ال تػحػل لبػنػي ىػػاشػػم وال لبػنػي الػمػلػلػب.
وىذا القوؿ من حيث اؼبآؿ يشتمل على القوؿ األوؿ والثاين ،حيث
ال يوجد للنيب اليوـ نسل إال من فاطمة عليها السبلـ.
ادهُ يػػوـ الػمػعػ ِ
ػاد إ ْذ أَت ػػى وز ُ َ -4وبعػ ُد فالعػل ُػم ذخػيرةُ ال َفتػػى
تقضػػى عم ُػرهُ بركض ػِ ِػو
ولػػو َّ ػاؿ منػوُ غيَر بعضػ ػ ِػو
-5ولن ينػ َ
_________________________________________
( -5ولن يناؿ) أي طالب العلم (منو) أي من العلم (غير بعضو) أي ال يبكن
ربصيل صبيع العلوـ (ولو تقضى عمره بركضو) أي مهما اجتهد يف التحصيل
وقد روي عن اإلماـ الشافعي قولو :كل شيء إذا أعليتو بعضك أعلاؾ كلو إال
العلم فإنك لو أعليتو كلك مل يعلك إال بعضو.
-9الصنف األوؿ من األراضي يصيبها اؼباء فتشرب منو قليبلً وربفظ منو قليبلً
فينتفع بو الناس ( وبعضها لم تستفد فتيبلً ) قاحلة جدباء ال يفيدىا ماء
السماء إال وحبلً وطيناً.
-10والصنف الثالث خصبة غزيرة ،تفتحت ؼببلقاة اؼباء فنفع اهلل هبا الناس فسقوا
وزرعوا.
فاؼباء واحد ينزؿ طاىراً من السماء وإمبا يتنوع حاؿ الناس من االنتفاع بو
حبسب استعدادىم.
واألبيات الثبلثة إشارة إىل ما أخرجو البخاري من رواية أيب موسى األشعري
رضي اهلل عنو عن النيب قاؿ« :مثل ما بعثٍت اهلل بو من اؽبدى والعلم كمثل
الغيث الكثَت ،أصاب أرضاً ،فكاف منها نقية قبلت اؼباء فأنبتت الكؤل والعشب
الكثَت ،وكانت منها أجادب أمسكت اؼباء فنفع اهلل هبا الناس ،فشربوا وسقوا
وزرعوا ،وأصاب منها طائفة أخرى ،إمبا ىي قيعاف ال سبسك ماء وال تنبت كؤل،
فذلك مثل من فقو يف دين اهلل ونفعو ما بعثٍت اهلل تعاىل بو فعلم وعلم ،ومثل
من مل يرفع بذلك رأساً ،ومل يقبل ىدى اهلل الذي أرسلت بو»
تنػالػوُ م ػػن ب ِ ػبلـ نػػور ِ
ػب اهلل
ػاب حػ ِّ اهلل والعلم في اإلس ِ ُ
ُ -11
ػلوا من ِ ِ
حب اهلل قَ ْد ت َك َّم ُ
باب ِّ ػل
كم ُ
المخلص ُوف الُ َّ -12فػاألنبياءُ
__________________________________________
-11ال ينفعك العلم عن العمل يف اإلسبلـ ،وال يقبل علم عامل حىت يعمل
الزبَ ْد:
دبايعلم ،ويف ُ
معذب من قبػل عػبَّػ ِ
الػػوثن ػاد ُ وعػالػم بعػلمػو مل يعملن َّ ٌ
ػل
يعمل أعػمػالػو مػػردودة ال تػقػبػ ُ
وكل من بغَت علم ُ
وكاف السلف ال يللقوف اسم(عامل) إال على من عظمت خشيتو ،وكثرت
طاعاتو ،واشتهر صبلحو
على قدر علم اؼبرء يعظم خوفو فبل عامل إال من اهلل خائف
وعلوـ الشرع علوـ نظيفة طاىرة ال يناؽبا إال من طهرت سريرتو ،وزكت نفسو،
وعظمت ؿببتو
وؼبا حدثك عن سبيل ربصيل العلم الشريف ،شرع يضرب لك األمثاؿ عن
سلوؾ األنبياء واألولياء يف تلقي ىذا العلم الشريف من باب اإلستقامة واللاعة
-12والػمخػلِػص (بػالكسػر) من أخلص قػلبػو هلل ،والػمخػلص (بػالفتػح) مػن
استػخػلصػػو اهلل سبحػانو واصلػفػاه فهػو أرفػع منػزلػة مػن األوؿ ،غػيػر أف الفػريػقػيػن
اشػػًتكػا يف إخػبلص التػوجػو إىل اهلل ،وتصػحيػح الػمػعػػاملػػة فػي مػا بينػهػم وبػػُت
مػوالىػم سبػحػػانػو .وإنػمػػا ربصػػل لػهػم الكػمػاؿ مػن بػاب االشتػغػاؿ بػاهلل وحػده
االنػقػلػاع عػمػا س ػواه.
ػاب
ضػ ُ ػور والػه َ
ػار والمزمػ ُ
والغ ُ ػاب
والخليل والحج ػ ُ
ُ فالطور
ُ -13
الص ْد ِؽ
أىل ِّ
يناؿ القص َد ُبها ُ الخلق لب ِ
ػاب الحػ َّػق مسالـ ِ
ُ -14
-13لقد كاف لكل نيب ولكل ويل معتكف ىبلو بو مع اهلل ،وينقلع عن األغيار،
ومن استأنس باهلل استوحش فبا سواه ،ففي جبل اللور كاف موسى ىبلو بربو
سبحانو ،وىو جبل موحش مقفر يف قلب صحراء سيناء ،غَت أف موسى رآه
عامراً باألنس ؼبا كلمو ربو فيو ،وقد بلغ شوؽ موسى إىل اهلل عز وجل وتعلقو بو
حداً جعلو ينسى شعب بٍت إسرائيل ويسرع إىل مناجاة اهلل يف (اللور) حىت
يسجلِٛعٝ ذكره اهلل عز وجل بقومو {ِٚب أػجٍه ػٓ لِٛه ٠ب } ،ومل
ئٌ١ه
ة أسٔ ٟأٔظش } القرآف ؼبوسى من مناجاة اللور إال سؤاالً واحداً { :س ِّب
األعراؼ ػ 7ػ وذلك شأف كل مشتاؽ ،ويف اغبديث القدسي« :من شغلو القرآف
وذكري عن مسأليت أعليتو فوؽ ما أعلي السائلُت» رواه الًتمذي والدارمي.
وأما ( الخليل) فهي بلدة كاف يعتكف فيها ابراىيم اػبليل يف فلسلُت وقيل
موضع يف برزة بدمشق ،وهبا قرب ينسب إليو ،وىو يعكس صورة ما بُت اػبليل
وربو من ذبليات وإشراؽ،حىت استحق أف يدعى خليل اهلل ،وكاف اشتغالو باهلل
عز وجل حباً وشوقاً يشغلو عن مسألتو ،ويف اػبرب أف إبراىيم عليو السبلـ ؼبا
قدـ إىل النار ،وكاف قومو قد أوقدوا ربتها عشرة أياـ ،حىت عظم ؽبيبها ،وكاف
اللَت إذا طار فوقها سقط فيها مشوياً من شدة طوؿ ألسنة اللهب فيها،
فوضعوه يف اؼبنجنيق ودفعوه ،فأتاه جربيل وىو يف رمية اؼبنجنيق فقاؿ :يا
ابراىيم .ألك من حاجة؟ قاؿ :أما إليك فبل .قاؿ :سل ربك؟ قاؿ :علمو حبايل
يغٍت عن سؤايل{ ،لٍٕب ٠ب ٔبس و ٟٔٛثشداًا ٚعسِبًا ػٍ= }ٝ
ئثشاُ٘١
__________________________________________
= قاؿ :اؼبفسروف لو أف اهلل قاؿ :يا نار كوين برداً على ابراىيم ؼبات ابراىيم يف
جوفها من شدة الربد ،ولكن قاؿ :كوين برداً وسبلماً على إبراىيم.
و(الحجاب) إشارة إىل قولو عز وجل يف مرًن ابنة عمراف { فبرخزد ِٓ
دجبثبًاواؼبراد أف مرًن عليها السبلـ احتجبت عن قومها لتفرغ
د} ُٙٔٚ
لعبادة اهلل ،حىت طهرت نفسها وتزكت جوارحها ،فأكرمها اهلل عز وجل بعيسى
ابن مرًن.
و(الغار) إشارة إىل غار حراء ،وىو الغار الذي كاف النيب يتعبد فيو قبل
النبوة ،وكانت قد حببت إليو اػبلوة ،فكاف ىبرج إىل الغار وىو كهف يتسع
لرجل أورجلُت ،يف أعلى جبل أيب قبيس ،يلل على مكة ،يبلغو الفىت النشيط
يف كبو ساعة ونصف ،وال شك أف ىذا الغار كاف يبثل اؼبدرسة اليت تلقى فيها
النيب معارؼ النبوة ،ونفحات العلم اإلؽبي.
و(المزمور) إشارة إىل مزامَت داود اليت كاف يتغٌت هبا يف مناجاتو لربو ،وىي
ؾبموعة من األدعية والضراعات ،كاف يتغٌت هبا يف جوؼ الليل ،وىي تكشف
لك عند تأملها ،عن شفافية ما كاف بُت داود ومواله من الشوؽ واغبب.
و(الهضاب) وىي إشارة إىل تلك اػبلوات اليت كاف يلتزمها العابدوف يف
انقلاعهم عن األغيار.
( -14مسالـ الخلق ) أي ىذه اػبلوات اليت كاف يدخلها األنبياء واألولياء ،ىي
الدروب الصحيحة اليت كانت تصلهم ( لباب الحق) سبحانو وتعاىل ( بها يناؿ
القصد أىل الصدؽ ) وشعار السالكُت( :إؽبي أنت مقصودي ورضاؾ
مللويب)
الورى آحاداً
رب َفاختصهم ُّ
َّ ػام ُه ْم فُػرادى
ضػوا أيّ َ
-15بهػػا قَ َ
ػل فَ ِّن
ػاب ُك ِّ
فأصبحػػوا أربػ َ ْمػ ِػو اللَّػ ُدنِّي
-16علَّمهػػم من عل ِ
ْ َ
صابراً ِ
بالخليل َ خلوت
َ وكم عكفت في حر ٍاء ذاكراً َ -17فكم
_________________________________________
-15ويف تلك اػبلوات كانت سبضي أيامهم بالقنوت والسجود ،والعبادة والضراعة،
تفيض عيوهنم بالدمع شوقاً وحباً ،وتأنس أرواحهم باهلل زلفاً وقرباً ،فاصلفاىم
اهلل سبحانو ،وأفاض عليهم أنواره وبره.
-16والعلم اللدين إشارة إىل قولو سبحانو وتعاىل يف اػبضر { آرٕ١بٖ سدّخ ِٓ
ػٍّبًااللدين مػا يقػذفػو الػموىل سبحػانو يف
ػٕذٔـب ٚػٍّٕبٖ ِٓ ٌذٔب} والعلم
قلب الذاكر من بركة ونور ،يلمئن بو قلبو ،ويزداد بو إيبانو ،ويعظم بو شوقو.
ويف ىذه اػبلوات كاف اتصاؿ األرض بالسماء ،وكانت األنبياء تتلقى الوحي يف
سكينة وجبلؿ ،فيعلمهم اهلل علم األولُت واآلخرين.
-17وىذا التفات إىل طالب العلم ليصحح سلوكو على ىدي األنبياء ،فيبدأ
بتحصيل العلم من تصحيح اؼبعاملة فيما بينو وبُت اهلل ،ويبحث عن ( حراء)
يغسل فيو قلبو ويزكي فيو نفسو ،ويبحث عن ( خليل) يليل فيو استغراقو باهلل،
صابراً على دواـ اللاعة
-20وطػالػب العلم يسعى يف ربصيل اؼبعايل ،وىذا ال ينالو إال من صدؽ يف طلبو،
وظػهػرت عػبلمػات صػدقػو على جػوارحػو { عّ١بُ٘ فٚ ٟج ِٓ ُٙ٘ٛأثش
اٌغجٛد
}
-21مث أشار إىل أف ىذه اغبقائق اليت تتم هبا تصفية القلب و اعبوارح ،من الذكر
واػبلوة واؼبناجاة ،إمبا ىي األصل الذي يرتكز إليو سلوؾ طالب العلم ،وتبٌت
عليو معرفتو و شخصيتو ،وىي الوقود الذي يغذيو يف العلم والدعوة ،وما سوى
ىذا العلم الرباين السلوكي فهو قشور حافظة وقيود ضابلة.
-22فاؼبعرفة باهلل ىي الثمرة اليت يقصد العلم من أجلها ،ولذلك درج العلماء على
تسمية علم السلوؾ بػ(اغبقيقة) وعلم اللساف بػ(الشريعة) وىذه التسمية متفقة مع
منهج القرآف الكرًن { :فٍٛال ٔفش ِٓ وً فشلخ ِٕ ُٙطبئفخ ٌ١زفمٛٙا فٟ
٠ذزسْٚ
اٌذٕ١ٌٚ ٓ٠زسٚا لٌ ُِٙٛؼٍ } ُٙالتوبة()9
فجعل اغبذر واػبوؼ من اهلل شبرة وغاية للفقو والعلم .وقولو { :ئّٔب ٠خشٝ
اٌؼٍّبء
فجعل خشية اهلل شبرة رئيسة من شبرات العلم .غَت أف هللا ِٓ ػجبدٖ }
ىذه الثمرة البد ؽبا من قشور حافظة حىت اليصيبها التلف ،كما أف علم اللساف
من غَت سلوؾ إمبا ىو كالبيت األجوؼ اػباوي ،ال خَت فيو وال نفع منو.
فعلم القلب يراد بو أف يبلحظ العبد نوراهلل يف قلبو فيشتغل بالذكر واؼبراقبة حىت
يفتح اهلل عليو من فضلو ونوره.
وأما علم اللساف فاؼبراد بو ملالعة النصوص و الدراية هبا ،ومبلحظة ما قالو
العارفوف .ويف ىذا اؼبعٌت ما روي عن النيب « :من ازداد علماً ومل يزدد يف
كرـ اهلل
الدنيا زىداً مل يزدد من اهلل إال بعداً» رواه الديلمي يف الفردوس عن علي َّ
وجهو.
لو كاف بالعلم من دوف التقى شرؼ لكاف أشرؼ خلق اهلل إبليس
كماؿ الطَّ ِ
الب الغَيُوِر وذا ُ شوِراللباب بال ُق ُ
َ فحص ِن
ِّ -27
ِ
والقرآف ِ
الحديث فقوٌ مع العلوـ باإلتْ ِ
قاف وأجدر ِ -28
َُ
ِ وىـهِ
ت تَػ ْعلَ ُمليس ْببل أصوؿ الدِّي ِن َ فهم
ت تُ ُ ليس ْ الثبلث َ
ُ -29
الز ِ
ماف صار إِماماً طيلةَ َّ فكل من وعاهُ با ِإلتْػ َق ِ
اف -30
َ ُّ َ ْ
ِ
والحديث والتَػ ْقري ِر والف ْق ِو
ِ يخوض في التَػ ْفسػي ِر
َ وجاز أ ْف
َ -31
-27وىذا عود على بدء ،واؼبراد أف الكماؿ ال وبصل إال بعلم القلب واللساف
صبيعا ،فعلم القلب ىو الغذاء والزاد إىل اآلخرة ،وعلم اللساف كاغبارس الناىض
حباجة السيد فكل منهما ضروري لآلخر.
-28وؼبا كاف الزماف يقصر عن ربصيل العلوـ صبيعها فإف العاقل ىبتار األىم
فاؼبهم .وقد أفصح اإلماـ الشافعي رضي اهلل عنو عن مراتب العلوـ بقولو:
إال اغبديػث وإال الفقػو يف الػديػن كػل العلػوـ عن القػرآف مشغػلة
وما سوى ذاؾ وسواس الشياطُت العػلم مػا كػاف فيو قػاؿ حدثنػا
-29علم أصوؿ الفقو يتناوؿ بشكل رئيس مبحثُت اثنُت :مصادر الشريعة ،وأصوؿ
(االستنباط) ،وبذلك فإنو يكوف حاكماً على علم الفقو موجهاً لو ،مبينا للسبيل
اليت هبب أف تتخذ يف فهم الكتاب والسنة موضحاً سبيل اغبق من سبيل
اؽبالكُت وبو تعلم أف اؼبعرفة بالعلوـ الثبلثة اؼبذكورة :القرآف والسنة والفقو،
متوقفة على معرفة علم األصوؿ كما حددىا ورتبها أئمة ىذا العلم من خَتة
علماء السلف الصاغبُت.
30ػ31ػ فكل من أحاط بعلم اصوؿ الفقو إحاطة تامة بدقائقو وحقائقو صار لو
اغبق أف يديل بدلوه مع الفقهاء يف تقرير االحكاـ واالستنباط من الكتاب
والسنة .وقد أصبعوا أنو ال بد للمجتهد مللقاً كاف أو مقيداً من معرفة تامة بعلم
أصوؿ الفقو.
-33-32ومثل اؼبكثر من الفقو ببل أصوؿ ،كمثل الساعي يف الربية ليبل ببل نور،
وتاريخ العلم مليء بسَتة رجاؿ كثر اطبلعهم على العلوـ ومل تكن ؽبم موازين
دقيقة فيما يتعلموف ويعلموف ،فسرعاف ما اشتلت آراؤىم ،وزاغت أفكارىم
وأضلوا. فضلوا
وقد جاء يف اغبديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص« :إف اهلل
ال يقبض العلم انتزاعاً ينتزعو من العباد ،ولكن يقبض العلم بقبض العلماء،
حىت إذا مل يبق عاؼباً ازبذ الناس رؤوساً جهاالً فسئلوا فأفتوا بغَت علم فضلوا
وأضلوا»
34ػ -35األبيات يف بياف حكم اؼبقلد .فالفتوى اليت عليها صبهور الفقهاء أنو ال
وبل لو االجتهاد حىت تكتمل عنده شرائلو وىي اليت نفصلها يف حبث االجتهاد
فيما بعد.
وعليو فإنو يلزـ اؼبقلد أف ال يفيت إالَّ بقوؿ اؼبشايخ اؼبأذوف ؽبم باالجتهاد اؼبللق
واؼبقيد كل يف بابو ،وعليو الرجوع إىل نصوصهم فيما نصوا عليو ،والسكوت
فيما مل ينصوا عليو.
وىذا من فضل اهلل عز وجل على ىذه األمة ،وللفو هبا.
ببل ٍ
ض َرْر
أصوؿ مؤلُوا الدُّنيا َ االجتهاد للبَ َش ْر
ُ إِ ْذ لو َ
أبيح -36
الش ْي ِ
طاف ت شريعةُ َّ وح َك َم ْ ت شريعةُ ال ُقر ِ
آف وعطِّلَ ْ
ُ -37
َ ْ
ِ
جليل ِّبره إِلَْينا
وم ْن ِ ِ ضلِ ِو َعلَينا فَ ِم ْن ِ
عظيم فَ ْ -38
الوص ُوِؿ
ائق ُ َّدوا طر َوحد ُ وؿُص ِوض ُعوا قواع َد األ ُ أ ْف َ -39
تسود ِشر َعةُ ال ُف ِ
رقاف الش ْي ِ
منافـ َّسدَّا على ِ
حتَّى َ ْ طاف َ -40
هيرْة أصوؿ فِ ْق ِهنَا َّ ِ
الش َ حوت َ ْ صغيرْة
وىـه منظومةٌ َ -41
36ػ فلو أف االجتهاد كاف مباحاً للناس بغَت حساب وال أصوؿ المتؤلت الدنيا
باؼبفاسد ،وصارت األىواء ديناً يتبع.
-40-39-38-37لذلك (فمن عظيم فضلو) سبحانو وتعاىل (علينا) أي على
اؼبؤمنُت (ومن جليل بره) سبحانو وتعاىل (إلينا) أي فبا مشلنا بو من فضلو وإحسانو
(أف وضعوا) أي وضع العلماء واجملتهدوف (قواعد األصوؿ) وخصوصاً شرائط
االجتهاد (وحددوا طرائق الوصوؿ) إىل رتبة االجتهاد واستنباط األحكاـ (سداً
على منافـ الشيطاف) وبذلك فقد سدوا األبواب على كل منفذ من منافذ
الشيلاف يتخذه للعبث بالشريعة وتعليل األحكاـ ،وذلك كلو (حتى تسود شرعة
الفرقاف) والفرقاف اسم من أظباء القرآف العظيم.
( -41وىـه منظومة صغيرة) وىي نظم يف كبو ست مائة ونيف وأربعُت بيتاً بيت
من حبر الرجز ( حوت أصوؿ فقهنا الشهيرة ) من حبوث اؼبصادر واؼبقاصد
والدالالت وقد أعاف اهلل سبحانو وتعاىل فنظمت ىذه األبيات قصدت فيها
تبسيط ىذا العلم الشريف لللبة العلم ليكوف بُت أيديهم كالقواعد الناظمة قريباً
من القلوب سهبل على األلسنة
ورْمتُها نِهاية للم ْقتَ ِ
ص ْد ْم ْجتَ ِه ْد ِ
ُ -42نَظمتُها بدايَةً لل ُ
شيخنا ُم َح َّم ِدكتاب ِعلى ِ -43س َّميتها منظومةَ المعت ِ
مد ُ َْ َ ُ
42ػ وىي نافعة إف شاء اهلل لكل من اجملتهد واؼبقتصد ،فاؼبقتصد يف ىذا العلم
الشريف لو فيها كفاية وغناء ،وىي تكوف بإذف اهلل مقرراً دراسياً يقرؤه طلبة العلم
يف اؼبعاىد الشرعية ،وكذلك فإهنا مرحلة تدريب ضروري للمجتهد يف أولو ،ترسم
طريق االجتهاد على أصولو الصحيحة .وقد استعار الناظم ىذه التسمية من
العبلمة الفقيو اؼبالكي ابن رشد يف كتابو العظيم( :بداية اجملتهد وهناية اؼبقتصد)
-43وقد ظبيت اؼبنظومة باسم ( المعتمد في أصوؿ الفقو ) ألنٍت صبعت فيها
أقواؿ األئمة اؼبعتمدين ،ومل أتعرض لرأي اؼبخالفُت ،ولو كاف لو وجو ،وذلك ألف
اؼبقصود من اؼبنظومة ىذه ترسيخ قدـ طالب العلم على سكة ىذا العلم
الشريف ،مث للجدؿ بعد ذلك اختصاص وأىل اختصاص.
(على كتاب شيخنا ؿبمد) وقد جريت يف نظم قواعد األصوؿ على الًتتيب
الذي جرى عليو أستاذنا الدكتور :ؿبمد الزحيلي وىو أستاذ أصوؿ الفقو
اإلسبلمي يف كلية الدعوة اإلسبلمية ،وكلية الشريعة جبامعة دمشق ،وكتابو
اؼبسمى :أصوؿ الفقو اإلسبلمي مقرر دراسي يف كلية الشريعة جبامعة دمشق.
والدكتور ؿبمد الزحيلي من مواليد 1941ـ يف منلقة دير علية من أعماؿ
الشاـ يف منتصف اللريق بُت دمشق وضبص ،سلك على العبلمة الكبَت الشيخ
عبد القادر القصاب مؤسس النهضة العلمية يف دير علية ،مث ارربل إىل الشاـ
حيث زبرج بكلية الشريعة عاـ 1971ـ والتحق باألزىر الشريف وناؿ رتبة
الدكتوراه يف الفقو اإلسبلمي اؼبقارف.
عمماًويجعل الخيَر بها ُم َّ
َ تمماالرحمن أ ْف يُ ِّ
َ فأسأؿ
ُ -44
ِ
اإلخبلص في أَقْوالنَا ويكتب ياء َع ْن أَعمالِنا
َ َ -45وينزعُ الر َ
-44فأسأؿ الرضبن سؤاؿ عبد واثق بفضلو سبحانو ( أف يتمما ) أي يتمم فضلو
يجعل الخير بها ) أي هبذه فيما أؽبمنا إياه من خدمة العلم الشريف وأف (
اؼبنظومة (معمماً) يف الناس يقرؤوهنا وينتفعوف هبا ويذكرونا بدعوة صاغبة.
( -45وينزع الرياء ) علف على الدعاء السابق أي أسألو أف ينزع الرياء واؼبفاخرة
عن أعمالنا يف ؾباؿ خدمة العلم الشريف ( ويكتب اإلخبلص في ) أقوالنا وال
نكوف من الذين ضل سعيهم يف اغبياة الدنيا وىم وبسبوف أهنم وبسنوف صنعاً.
والرياء آفة العمل الصاحل وقد كاف السلف رضواف اهلل عليهم وبذروف من الرياء
أشد من حذرنا من الكفر.
وكاف اغبسن البصري رضواف اهلل عليو يقوؿ :إذا استلعت أف تعيش وسبوت وال
يعرفك أحد فافعل ،وما عليك أال يعرفوؾ يف األرض إذا عرفك اهلل يف السماء.
تعزيف عهى أصىل انفمّ
الموصبلت ِ
القاصدا ِ ِ
الشامبلت تعرؼ ال َق ِ
واعدا -46تعري ُفو أ ْف َ
من الد ِ
َّليل مثلما لنَا نُمي -47إلى طر ِ
يقة اختيا ِر الحكم
َ
.... جمهورىم َع َّرفو
ُ -48فهكـا
والوضعي
ْ تخييره اقتضا ُؤه
ُ ِ
الحكم أي في بحوث
ُ ثم
َّ -53
-56شرع الناظم يعدد فوائد علم األصوؿ ،فبدأ بتأكيد الغاية الكربى من ىذا
العلم الشريف وىي الوصوؿ إىل رضا اهلل سبحانو وطاعة رسولو ،إذ ال يتوصل
إىل ذلك إال بعد معرفة مراد اؼبوىل سبحانو وتعاىل من األوامر والنواىي.
-57ذكروا لو من الفو ِ
ائد ما ال يستليع أحد إحصاءه.
-58فهو السبيل القوًن لبلجتهاد ،وذلك أف االجتهاد يف اإلسبلـ ؿبكوـ دبوازين
دقيقة ،هبب اتباعها ،وإال كاف االجتهاد ببل ضوابط لوناً من العبث.
-59ومن فوائده أنو أظهر مزايا التشريع اإلسبلمي وحيويتو ومرونتو ،وبو حفظ اهلل
القرآف العظيم من العبث والتأوؿ وحفظ األحكاـ من الفوضى.
-60ومن فوائده أنو يظهر مناىج األئمة يف استنباط األحكاـ ،وبذلك ترتفع
الشحناء من النفوس ويعذر اؼبسلم إخوانو من اؼبسلمُت فيما اختاروه من
مذاىب فقهية.
بالص ِ
واب مل َكةَ التفكي ِر َّ -61وأنَّوُ يمنَ ُح للطُبلَّ ِ
ب
َّ
استجد في األيَّاـ لكل ما
ِّ المبين لؤلحك ِػاـ
ُ وأنَّو -62
فيص ُل الجمي ِع ِ
األصوؿ َ مع روع
ط لل ُف ِ وأَنَّوُ الضَّاب ُ -63
وطالبِ كل ٍ
قاصد دليل ِّ
ُ
الم َـ ِ
اىب وأَنَّوُ لِ َد ِ
ارس َ -64
ِ
اختبلؼ األ َُّم ْة نرى فوائ َد ف عنَّا الغُ َّم ْة ثامنُها ِ
يكش ُ -65
الر ْ
سوؿ كتاب َربِّي ثُ َّم سنَّةُ َّ ْ
الرسوؿ -66مصادر التشري ِع في ِ
عهد
ُ ُ
أَربعةٌ فيما َرَوْوا و َذا َك ُروا فالمصادر الص ْح ِ
ب ِ
-67وفي زماف َّ
ُ
اعوا
القياس قَ ْد أَ َذ ُ
ُ وبع َدهُ فالحديث فاإلجماعُ
ُ الـكر
ُ -68
-66بدأ الناظم بإيراد نبذةٍ سريعة عن تاريخ علم أصوؿ الفقو ،وبياف ما طرأ عليو
من متغَتات ،فأخرب أف مصادر التشريع يف زمن النيب كانت تقتصر على
أمرين اثنُت فقط ونبا :كتاب اهلل وسنة النيب ،ومل يكن أي اجتهاد أو
استحساف أو إصباع معترباً حىت يرد إىل الرسوؿ فيقره أو يبللو.
= اػبمر قياساً على عقوبة القذؼ وقاؿ :إف الشارب إذا سكر ىذى ،وإذا
ىذى افًتى وعقوبة اؼبفًتي شبانوف جلدة.
(وعدة اغبامل بعد قربه)
واستدؿ كذلك بتداوؽبم يف أمر عدة اغبامل اؼبتوىف عنها زوجها ،فهي بُت آيتُت
اثنتُت:
األوىل قولو عز وجلٚ { :اٌز٠ ٓ٠زٛفِٕ ْٛىُ ٠ٚزس ْٚأصٚاجبًا
ٚػششاًا
البقرة -234- ٠زشثظٓ ثأٔفغ ٓٙأسثؼخ أشٙش} سورة
دٍّٓٙ
ٚأٚالد اادّبي أجٍُت ٓٙأْ ٠ضؼٓ }
ُت والثانية قولو عز وجل{ :
سورة اللارؽ ػ4ػ
فاختلف الصحابة يف ذلك مث انتهوا إىل قوؿ عبد اهلل بن مسعود الذي كاف
يقوؿ من شاء باىلتو أف آية النساء الصغرى -سورة اللبلؽ -نزلت بعد آية
النساء الكربى -سورة البقرة .-
وىكذا فإف الصحب الكراـ رضواف اهلل عليهم اتفقوا على رأي ابن مسعود
النص اؼبتأخر ينسخ أو ىبصص النص اؼبتقدـ.
فكاف إصباعاً بأف َّ
71ػ72ػ أخرب الناظم أف الفقو اإلسبلمي بعد عصر الصحابة الكراـ تعرض ألىواء
فرؽ سياسية وباطنية ـبتلفة ،وىكذا
أصحاب اؼبلامع واؼبصاحل ،فظهرت ٌ
فقد تضافرت األسباب الداعية إىل ربديد مناىج االستنباط ووسائلو سداً
ألبواب اؽبوى والتشهي.
الحديث في الحجا ِز كـا مدرس ْة ِ
ُ صار َأي في العراؽ َ
-73فالر ُ
رسة
َم ْد َ
في ِ
ُصوال يدونوا األ ُ
الفقو لم ِّ صوالَكتب ال ُف ُهم قد َ وكلُّ ْ -74
الفروع انتثرا
ِ ِ
مسائل لدى وكا َف في ُكتُبهم ُمبَػ ْعثَرا -75
ِ
استداللو محيلَ ْو ومـىب كل ٍ
واحد دليلَ ْو يـكر ُّ -76
َ ُ
ِ
الحثيث ِ
بسعيو أو غي ِرهِ ِ
الحديث الكتاب أو على ِ على -77
خير ناف ِع ِ ِ فسب َق الجميع ِ
فره في الباب ُ وس ُ فيو الشافعي َ َ -78
74وَ -75كتَ َ
ب األئمة األحكاـ الفقهية قبل اف يدونوا مناىجهم يف استنباطها،
وكاف اؼبفًتض أف مصادر التشريع األربعة ال خبلؼ فيها وىي الكتاب والسنة
واإلصباع والقياس .فكتبت كتب األحكاـ ومل تكتب كتب يف أصوؿ االستنباط
من األحكاـ ،وكانت ىذه األصوؿ موزعة يف ثنايا كتب الفروع واألحكاـ منتثرة
فيها.
76و -77فكاف كل فقيو يأيت باغبكم والدليل عليو مبيناً طريقتو يف االستدالؿ
ووجو الداللة ،مث وبيل القارىء إىل القرآف الكرًن أو السنة أو غَتىا من اؼبصادر
األربعة ،وعلى طالب العلم أف يسعى حثيثاً ليفهم منهج كل إماـ.
-78وىكذافقد سبق اإلماـ الشافعي أقرانو وصار أوؿ من كتب يف علم األصوؿ.
كـا جماعُ ِ
العلم فيما قالَ ْو المدو ِف ِّ
الرسالَ ْة -79فأ ََّو ُؿ َّ
الحديث في الميز ِ
اف ِ شكل إبطاؿ االستحس ِ
وم ُُ اف َ -80وبع َدهُ ُ
تصنيف ِو
ِ دوف في
أ ََّو ُؿ ما ِّ -81وىـهِ األَربع ِمن ِ
تأليفو َُ ْ
َوَز ْف واألصوؿ قد
ُ فالفقوُ وز ٌف الزَم ْن
وؿ في َّ
ُص َ
-82وسبَ َق الفقوُ األ ُ
-79وأوؿ كتاب كتبو الشافعي يف األصوؿ ىو «كتاب الرسالة» ،وىو عبارة عن
ؿباولة أوىل لتحديد طرؽ االستنباط ومصادر التشريع ،وقد كتبو اإلماـ
الشافعي أساساً رداً على صباعة منكري السنة الذين ظهروا يف عصره ،فأثبت
فيو حجية السنة ،مث توسع فبُت مصادر التشريع تفصيبلً ومناىج االستدالؿ
هبا.
وكذلك صنف الشافعي كتباً أخرى يف األصوؿ منها :صباع العلم ،وىو كتاب
قصد منو إثبات وجوب اتباع خرب اآلحاد الصحيح ،وأقاـ األدلة على ذلك.
81ػ 82ػ وشبو الناظم الفقو وأصولو باؼبتاع واؼبيزاف ،فاألصوؿ ىو اؼبيزاف الذي يوزف
بو اؼبتاع ،والفقو ىو اؼبتاع الذي يراد وزنو ،وال شك أف الفقو كاف أسبق من
األصوؿ من حيث بدء الكتابة فيو.
طزق انتأنيف فـي األصىل
ِ
المطالب الموافقات ذو وخالف الجميع ِ
فيو َّ
ُ لوُ اطبي
الش ْ َ َ -94
يمتاز بالمب ِ
اى ِجترتيبُها ُ َ المناىج
ِ وظهرت طريقةُ
ْ -95
-95أشار الناظم إىل اؼبؤلفات اغبديثة يف علم أصوؿ الفقو ،وبُت أهنا كتب نفيسة
نافعة ،وقد عد منها أستاذنا الدكتور الزحيلي:
وال شك أف ىذه الكتب اغبديثة تشتمل على فوائد جليلة وأسلوب بديع ،بلغة
عصرية واضحة.
-96بُت الناظم أف اختبلؼ الفقهاء ليس ظاىرة سلبية يف تاريخ الفقو اإلسبلمي
بل ىي ظاىرة عافية ،ودليل ثراء يف ىذا الفقو ،فأمر الناظم بًتؾ كبلـ
اغباقدين ،الذين يفًتوف بغَت دليل ،مث شرع وبرر الفوائد اليت أشبرىا اختبلؼ
الفقهاء .ولكنو قبل ذلك نبو إىل أمرين اثنُت ،األوؿ:
-97وذلك أف سائر العلماء يف ـبتلف الفنوف ،تصدر عنهم آراء متعددة يف
اؼبسألة الواحدة ،وىذا أمر عادي بُت العلماء يف ـبتلف فروع اؼبعرفة ،وذكر من
ذلك علماء النقد وعلماء القانوف ،وعلماء الرياضيات.
-98وىذا ىو األمر الثاين الذي أراد التنبيو إليو ،وىو أف اػببلؼ وإف وقع فإنو
غالباً ما يكوف يف الفروع مع اتفاقهم يف األصوؿ ،فهم ال ىبتلفوف يف حجية
الكتاب والسنة ،ولكنهم ىبتلفوف يف بعض دالالهتا.
-99مث بُت أف ىذا اػببلؼ يأيت أحيانا يف اؼبصادر ،ولكنو عند التحقيق خبلؼ
لفظي ،أو خبلؼ نادر سرعاف ما يزيلو العلماء ،وىذا ما سنقف على أمثلة
كثَتة لو فيما يأيت.
ومدَّنا بثروةٍ ثمينة َ -100وخل ُفهم َمنَحنا المرونَة
لَ ْو أَنَّهم ما اختلفوا المتنعا الفروع ِ
توس َع ْة ِ -101وخل ُفهم على
الرتَػبَا
للهوى أو يشتهو َف ُّ أو َ عصباً
-102ولم يكن خبلفُهم تَ ُّ
كخب ِر اآلحاد ال اليقيني ِ
المظنوف -103وانحصر الخبلؼ في
االختبلؼ
ْ ذاؾ
أسباب َ خـ واضحاً ْ بلؼ كت حكمةَ ِ
الخ ْ -106وبع َد ما أدر َ
َ
العقوؿ الملّ ْة
َ إذ لم ِ
تقيد -107فاختلفوا في واق ِع ِ
الجبِّػلَ ْة
َّكاح في البػي ِ
اف ِ
كالقرء والن ِ ِ
القرآف -108واختل ُفوا في ِ
لغة
ََ
وع ْرف ِهم ِ ِ ِ
وحالهم وبالهم ُ ص ِرىم وم ْ
صرىم -109واختل ُفوا في َع ْ
106و -107شرع الناظم يعدد أسباب االختبلؼ بُت الفقهاء فذكر منها:
أوالً :االختبلؼ يف أصل اعببلة ،وذلك أف الناس -والعلماء منهم -مل
ىبلقوا على طبيعة واحدة ،فتجد فيهم اغبازـ واللُت ،والشديد واؽبُت وىذا
تفاوت قضى بو أمر اهلل وال مبدؿ لكلمات اهلل.
ومل تأت اؼبلّة السمحاء بقيد على العقوؿ ،بل كاف كلٌّ ىبتار ما يناسب
فلرتو فبا أذف بو اهلل سبحانو.
ترد على أكثر
فرب كلمة يف العربية ُ اللغوي للكلمةَّ ،
ِّ -108ثانياً :اختلفوا يف اؼبعٌت
كل فقيو ىبتار واحداً من ىذه الوجوه ،ودلَّ َل الناظم على
من معٌت فكاف ُّ
ذلك دبثالُت :القرء فهو يستعمل يف العربية دبعٌت اللهر بُت اغبيضتُت -
وىو اختيار الشافعية ،ويستعمل أيضاً دبعٌت اغبيض -وىو اختيار
اغبنفية ،-وكذلك لفظ النكاح فإنو يأيت دبعٌت العقد ،ويأيت دبعٌت الدخوؿ
اغبقيقي.
-109وذكر من أسباب االختبلؼ ،اختبلؼ الزماف واؼبكاف والبيئات واألعراؼ،
فلكل ٍ
زماف أحكامو وظروفو ،والشريعة السمحاء فيها سعة وتنوع يسع كل ِ
وبيئة وعرؼ ،ولكن اػبلأ إمضاء حكم ما ـبصوص على عصر ومكاف ٍ
سائر األعصر.
ِ
االجتهاد ص في ِ
سبيل بالنَ ِّ هم للمر ِاد
-110واختلفوا في ال َف ِ
ِ
المباش َرْة -111فهـهِ
وىا ُك ُم أسبابَوُ تباشرْه
األسباب لن َ
ُ
كل ما أتى ببل تواتُ ِرِم ْن ِّ الخبلؼ في المص ِ
اد ِر َ ُ -112أ ََّولُّها
ِ
والمباى ُج الغايات كـلـ ىي النتائِ ُج ِ -121
مقاص ُد َّ
ُ َ الش ْر ِع َ
الفروع الظَّ ِ
اى َرْة وأَثبتَْتها في َّرْة
ِ ت بها الشريعةُ المطَه َ -122أَتَ ْ
بكل أم ِرىا ونهيها دوماً ِّ ِ
تحقيقها ت إلى ِ -123
وى َي التَّي َس َع ْ
الرشادُدنيا وأخرى بهد ِى َّ فحققت مصالح ِ
العباد ْ -124
َ
كم َعلَّلَ ْ ُّصوص الو ِ
ِّح ْة
ت موض َ ت وبَػيَّػنَ ْ اض َح ْة 125أَال ترى إلى الن ِ َ
ِ
والتهـيب الخلق والتشري ِع في ِ لعاقل ِ
لبيب وظاىر ٍ ٌ 126
شرعنا معلَّبل وجاء ج ُّل ِ الرحمن شيئاً باطبلً 127لم ِ
يخلق
ُ ُ
121و122و -123مقاصد الشريعة يف اصلبلح العلماء ىي الغايات و
األىداؼ والنتائج واؼبعاين اليت أتت هبا الشريعة وأثبتتها يف
األحكاـ وسعت إىل ربقيقها وإهبادىا والوصوؿ إليها يف كل
زماف ومكاف.
-124جاء الدين ػبدمة اإلنساف وسعادتو واهلل غٍت عن العاؼبُت ،ويف اغبديث
القدسي« :يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروين ،ولن تبلغوا نفعي
فتنفعوين» رواه مسلم عن أيب ذر ،ويف التنزيل العزيز ِٓ { :ػًّ طبٌذب
ٌٍؼج١ذ ثظسَ
فصلت -46- فٍٕفغٗ ِٓٚأعبء فؼٍٙ١ب ِٚب سثه }
125و126و -127أراد الناظم التوكيد على تنزيو اؼبوىل سبحانو وتعاىل عن
العبث يف التشريع ،فما من حكم إال ولو حكمة ،علم ذلك
من علم وجهل ذلك من جهل ،ولذلك كانت أكثر
األحكاـ تأيت معللة مبيَّنة يف الكتاب والسنة.
منيعة ٍ -128ومن وعى ِ
فعلُموُ كقلعة َ مقاص َد الشريعة َْ
حكم ِو وال َف ْر ِع
كـا إطار ِ
َ الب ِس َّر ال َش ْر ِع
-129فيد ِر ُؾ الطَّ ُ
الموازنة
َ دليلُوُ المفي ُد في اسة المقا ِرنَةالدر ِ
-130وىو في ِ
وذاؾ شأ ُف المصلحيَن ال ُك َّم ِل َ وىدؼ الدَّعوةِ فِيها يَػ ْنجلِي
ُ -131
ُجمبل ِِ ِ
األحكاـ مما أ ْ معرفة العلما بها على ويستنير ُ
ُ -132
الح َك ْم
قبل ُ ُّصوص َ لغامض الن ِِ -133ويستعينو َف بها في ال َف ْه ِم
128و -129شرع الناظم يذكر الفائدة من معرفة مقاصد الشريعة فعدَّد منها:
أوالً :إدراؾ حكمة الشريعة فيما جاءت بو من أحكاـ ،وذلك يلقي اليقُت
يف نفس طالب العلم ويزيده ارتباطاً بالشريعة ودعوة إليها ،وفهماً عنها
ِ
لغايات الشريعة اؼبلهرة أصوالً وحرصاً عليها ،ويكسبو تصوراً شامبلً
وفروعاً وإطاراً ومناطاً.
130و -131ثانياً :وبناء على معرفة مقاصد الشريعة يبكن الًتجيح واؼبقارنة بُت
االجتهادات اؼبختلفة للفقهاء ،فما كاف منها أكثر ربقيقاً ؼبصاحل الناس
ومنافعهم كاف أقرب إىل القبوؿ ،وأدىن إىل اغبق.
ثالثاً :وتبُت اؼبقاصد أيضا أىداؼ الشريعة السامية يف سائر األحكاـ ،وىذا
منهج اؼبصلحُت الكاملُت يف دعوهتم وإرشادىم.
قوي يف تفسَت األدلة وربديد 132و133ػ رابعاً :إف معرفةَ مقاصد الشريعة ٌ
دليل ٌّ
معاين اجململ منها.
األصويل يف بياف تفصيل غامض النص قبل َّ خامساً:كذلك فإهنا تعُت
استنباط اغبكم منو.
ض ُمونَا مدلولَها في اللَّ ْفظ َ
والم ْ -134وأَنَّػ ُه ْم بها يُحد ُ
ِّدونَا
وص
ص ُ بهديها تَستَػ ْنبَط ال ُف ُ وص
ص ُ -135وحينَما تفتَػ َق ُد النُ ُ
حيح
الص ِ بها يرجحو َف في َّ للترجيح
ِ نحتاج
ُ -136وحينَما
المقاؿ ِ
الواض ِح ِ ثبلثةٌ على الح
ص ِ ِ
الم َ
بحسب َ تقسيمها
ُ -137
ٍ
لخمسة أموِر ت
ونػُ ِّو َع ْ ضروري سم َي ال َ -138أ ََولُها ما ِّ
وع ْقلِ ِهم وعرض ِهم ومالِ ِه ْم َ -139فحفظُوُ لدين ِهم ونفس ِه ْم
134ػ سادساً :ومن خبلؿ اؼبقاصد يبكن ربديد مدلوؿ النصوص الشرعية لفظاً
ومضموناً.
135ػ سابعاً :وكذلك يبكن تشريع األحكاـ اليت سكت عن بياهنا الشارع اغبكيم،
على ىدي اؼبقاصد العامة ،والفصوص :حقائق األشياء ،واؼبراد ىنا حقيقة
األحكاـ.
136ػ ثامناً :وكذلك فإف مقاصد الشريعة مرجح قوي لدى التنازع يف حكم من
أحكاـ الشريعة.
137ػ138ػ139ػ شرع يذكر تقسيم اؼبصاحل الشرعية ،فأشار إىل أهنا تنقسم ثبلثة
أقساـ:
أوالً :اؼبصاحل الضرورية :وىي اليت تقوـ عليها حياة الناس الدينية والدنيوية،
وال يبكن أف تستقر اغبياة بفقد واحد منها ،وىي تنحصر يف حفظ طبسة
أشياء :الدين والنفس ،والعقل ،والعرض ،واؼباؿ.
قاؿ اإلماـ الغزايل :فكل ما يتضمن حفظ ىذه األصوؿ اػبمسة فهو
مصلحة ،وكل ما يفوت ىذه األصوؿ فهو مفسدة ،ودفعها مصلحة.
شق ٍة َح ِريَّة
بدفْ ِع ُك ِّل َّ -140وبع َدهُ المصالح ِ
الحاجيَّ ْة ُ
الكماؿ ألُولي التبيي ِن ُ وىي ِ
سم َي التحسيني -141ثالثُها ما ِّ
َ
ظ وال ِوقايَ ْة يجادىا والحف ُ إِ ُ الرعايَة ومنهج التَّ ْشري ِع في ِّ
ُ -142
اد فيها رابعاً تماماً وز َ ْس ْاما فح ِف َ
ظ الثبلثَة األَق َ َ -143
كي ال يكو َف حفظُو اعتباطاً مكمبل محتاطاً -144أتى ِبو َّ
140ػ ثانياً :اؼبصاحل اغباجيَّةَ :وىي اليت وبتاجها الناس لتأمُت معاشهم بيسر
وسهولة ،وحيث مل تتحقق واحدة منها أصاب الناس مشقة وعسر وىو ما
عرب عنو الناظم بقولو( :حرية بدفع كل مشقة) أي الزمة لدفع اؼبشاؽ.
-141ثالثاً :اؼبصاحل التحسينية ،وىي األمور اليت يقتضيها األدب واؼبروءة ،وال
يصيب الناس بفقدىا حرج وال مشقة ،ولكن الكماؿ والفلرة هبداف فقدىا.
-142وىكذا فإف منهج الشريعة السمحة لرعاية ىذه اؼبصاحل يتلخص يف خلوتُت
اثنتُت:
أوالً :إهباد ىذه اؼبصاحل عن طريق النصوص اليت أمرت هبا.
ثانياً :حفظها عن طريق تشريع موجبات التزاـ الناس هبا ،وعدـ اإلساءة
إليها.
143و -144وىكذا فقد حفظ أقساـ اؼبصاحل الثبلثة ،وزاد اؼبصاحل التكميلية
وىي اليت يتم هبا ربقيق اؼبصاحل الثبلثة على أحسن وجو ،كاألذاف للصبلة
بقصد حفظ الدين ،والقصاص بقصد حفظ األنفس ،ومنع النظر بقصد
حفظ األعراض وربرًن اػبمر بقصد حفظ العقل ،واغبجر على السفيو
بقصد حفظ اؼباؿ.
كالحاجي والـي تَبل
ِّ ِسواهُ دـ على
مق ٌ وري َّ
َّر ُّ
-145ثُ َّم الض ُ
خص ِم َن األ ِ
َناـ على الـي َّ عم في األ ِ
َحكاـ َّموا ما َّ
-146وقَد ُ
حاجة عظمى ِ
ومن خطيرة من ٍ ُ ذو ْي الضػرورة -147ورتَّػبُوا أيضاً َ
س على التَوالي ِّـ الدين على األ ِ
وىكـا النَػ ْف ُ َمواؿ -148فَػ ُقد َ ُ
-145هبب تقدًن اؼبصاحل الضرورية على اغباجية عند التعارض وكذلك اغباجية
على التحسينية.
فسًت العورة واجب ولكن أبيح كشفها لللبيب حفظاً للنفس ،ألف حفظ
النفس من اؼبصاحل الضرورية ،وسًت العورة من اؼبصاحل التحسينية.
-146أيضاً تُقدـ اؼبصلحة العامة على اؼبصلحة اػباصة ،فالقصاص قتل للنفس
ولكن فيو حفظ ألنفس الناس ،إذ أف ترؾ القاتل ببل عقاب فيو ترويع
لؤلبرياء وىو مظنة قتل أبرياء آخرين.
147و -148أفاد الناظم بأف اؼبصاحل مرتبة أيضاً داخل التقسيم الواحد ،فحفظ
الدين مقدـ على حفظ النفس ،وحفظ النفس مقدَّـ على حفظ اؼباؿ
وىكذا وفق ترتيب األبيات السابقة .فشرع اعبهاد بالنفس للحفاظ
على الدين ،وشرع بذؿ اؼباؿ للتداوي حفاظاً على النفس ،وىكذا
دواليك.
الباب األول
هصادر التشر يع
اإلسالهي
انفصم األول :انًصادر انًتفك عهيها
انًثذث األول :انكتاب انكزيى
كتاب ربِّي ِ
المعج ُز البيا ُف وأو ُؿ المصاد ِر ال ُقرآ ُف
َّ -149
ُ
ولفظَوُ وخطُّوُ َ
بالعربي العربي
َّبي َ -150منزالً على الن ِّ
الصبلةِ ُم ْنتَفي
وما ِسواهُ في َّ ِ
بالمصاحف كتب
-151تواتراًَ ..
والخلف قاـ في ِ
ثبوت البَ ْس َملَة َص ِح التَػ ْر َج َمة
ُ َ تجوز في األ َ -152وال ُ
وأشار الناظم إىل اػببلؼ يف البسملة ،وىل ىي آية من القرآف الكرًن ،وال =
خبلؼ أف البسملة بعض آية من القرآف الكرًن ،وردت يف سورة النمل يف
قولو سبحانو وتعاىل{ :ئٔٗ ِٓ عٍّ١بْ ٚئٔٗ ثغُ هللا اٌشدّٓ
اٌشدُ١
}
واؼبسألة على ثبلثة أقواؿ:
األوؿ :البسملة آية يف كل سورة إال سورة براءة ،وىو قوؿ الشافعي أي ىي
( )113آية ،تضاؼ إليها آية النمل.
الثاين :البسملة ليست بآية يف أوائل السور مللقاً وىو قوؿ اؼبالكية.
الثالث :البسملة آية واحدة مث وضعت يف أوائل السور صبيعاً تربكاً.
-153أشار الناظم بذلك إىل أف القراءات اليت مل تنقل بالتواتر ال تسمى قرآناً،
وبذلك زبرج القراءات الشاذة واآلحادية واؼبشهورة .فليست قرآناً وال يتعبد
هبا ،وال تصح هبا الصبلة.
154و -155ذكر الناظم شروط اإلعجاز وىي ثبلثة:
األوؿ :وجود التحدي ،أي بأف يدعى اؼبعارضوف إىل اإلتياف دبثلو.
الثاين :أف هتيأ الدوافع لدى اؼبعارضُت لقبوؿ اؼبنازلة.
الثالث :أف تنتقي اؼبوانع اليت ربوؿ دوف قيامهم بالتحدي.
وىذه الشرائط الثبلثة توفرت يف اإلعجاز القرآين ،فقد ربداىم أف يأتوا دبثلو،
فبل مسوغ لقوؽبم لو شئنا لقلنا مثل ىذا ،ووجد الدافع لدى اػبصوـ
للمعارضة ألهنم كانوا حريصُت على تكذيبو ،وانتقى اؼبانع عنهم ألنو
ربداىم بلغتهم وكبلمهم.
ومعاف ِ
فيو ٍ نظاـ ٍ
لفظ -156وىـهِ بعض الوجوهِ ِ
فيو
ُ ُ
والفصيح
ْ وأثر اللَّ ْف ِظ البلي ِغ
ُ الصحيح
ْ
-157ثُ َّم انطباقُوُ على ِ
العل ِْم
وم ْن َجلي
واضح ُ
ٌ ذاؾ
كل َ و ُّ ِ
بالمستقبل كـلـ ا ِإل ُ
خبار َ -158
عمليةٌ خلقيةٌ ثُ َّم اعتقا ْد أحكامو ثبلثَةٌ لِ َم ْن أَرا ْد
ُ -159
ومنوُ ما أبا َف ِم ْنوُ مجمبلً -160فَ ِم ْنوُ ما أبانَوُ مفصبلً
وقد أفاض أستاذنا الزحيلي يف إيراد األمثلة على ربقق ىذه الوجو ،فبل داعي
لتفصيل القوؿ فيها.
-159يبكن تصنيف األحكاـ اليت تضمنها القرآف الكرًن إىل ثبلثة أقساـ:
-161بُت الناظم أف القرآف الكرًن يشتمل على صبيع العقائد ،ويشتمل على صبيع
األحكاـ على سبيل اإلصباؿ فيما ترؾ تفصيل األحكاـ اجململة لتقوـ السنة
اؼبشرفة ببيانو.
قلعي الثبوت ،أي ال شك يف نسبتو إىل اهلل عز162و -163القرآف الكرًن كلو ُّ
وجل ولكنو ليس قلعي الداللة على سائر األحكاـ ،فمنو قلعي الداللة
ومنو ظٍت الداللة ،مثاؿ ذلك قولو عز وجل { أ ٚالِغزُ إٌغبء فٍُ
النساء ،-43-فاآلية تدؿ على أف مبلمسة اؼبرأة فزّّٛ١ا
} رجذٚا ِبء
تنقض الوضوء ،ولكن ما ىي اؼببلمسة اؼبقصودة؟ ىل ىي ؿبض اللمس؟،
أـ ىي اعبماع؟ ،أـ ىي اؼببلمسة بشهوة؟ ثبلثة أقواؿ ،لكل منها قرائن
يستدؿ هبا القائلوف بذلك ،واآلية ظنية الداللة على كل قوؿ .وللقرآف
الكرًن :أساليب ـبتلفة يف األمر والنهي والندب والكراىة واإلباحة نبينها
فيما بعد إف شاء اهلل.
انًثذث انثاَي :انسُح
سادة
قوـ كر ٌاـ َ
قَ ْد حدَّىا ٌ المعتاد ْة
َ والسنَةُ الطري َقةُ
ُ -164
َّبي ِ -165
قوالً وفعبلً ..ثم تقر ُير الن ْ َّبي
أضيف للن ْ
َ وى َي اصطبلحاً ما
ِ
كالسبلـ والفعل ما رأَوهُ
ُ
ِ
الكبلـ جاء ِم َن
فالقوؿ ما َُ -166
ِم ْن فعلهم فما أَبَى وال نَأى
ِ -167وبع َدهُ التَّقر ُير وىو ما َرأَى
ِ
الحديث َمالوا أىل
ضى ُ لِ َما َم َ األقواؿ
ُ ت في السن َِّة
-168واختل َف ْ
اب ٍ ِ
بها ..وما لتارؾ ع َق ُ يثاب
ولؤلصوليين ما ُ
َ -169
-165والسنة يف اصلبلح احمل ّدثُت :ىي ما أضيف للنيب من قوؿ أو فعل أو
وصف أو تقرير.
-166ويراد بالقوؿ :كبلـ النيب اؼبرفوع إليو بإسناد ،ويراد بالفعل ما أخرب بو
،ومثل الناظم بالسبلـ الصحابة الكراـ أو التابعوف من أحواؿ النيب
ليعرب عن السنة الفعلية.
-167أما التقرير :فهو ما رآه من أحواؿ الصحابة فلم ينكره ومل يأمر بو.
ِ
فاعرؼ دليل ٍ
ودليل ألف ٍ ِ ت حجيةُ السن َِّة في -173وثَػبَتَ ْ
َّحل للنَّبِ ِّي بالبػي ِ
اف في الن ْ ِ
القرآف -174أ ََّولُها إشارةُ
ََ
الر ُس ْ
وؿ تحب اهلل فاتب ِع َّ وإف َّ الر ُس ْ
وؿ ِ
بطاعة َّ األمر
-175وبع َدىا ُ
وجوب الرجوع إليها يف تقرير األحكاـ ،وقد دأب بعضُ -173يراد حبجية السنة
الناس على التشكيك هبا ،والتقليل من شأهنا فراح الناظم يرد عليهم فأورد
األدلة أوالً من القرآف الكرًن فقاؿ:
-174يريد قولو تعاىل يف سورة النحل آية :-64-
{ِٚب أٔضٌٕب ػٍ١ه اٌىزبة ئال ٌزج ٌُٙ ٓ١اٌز ٞاخزٍفٛا ف٘ٚ ،ٗ١ذٜ
٠إِْٕٛ
ٚسدّخ ٌم} َٛ
-175أراد بالشلر األوؿ قوؿ اهلل عز وجل يف النساء -59-
{٠ب أٙ٠ب اٌز ٓ٠إِٓٛا أط١ؼٛا هللا ٚأط١ؼٛا اٌشعٛي ٚأ ٌٟٚااِش
ِٕىُ فاْ رٕبصػزُ ف ٟشٟء فشد ٖٚئٌ ٝهللا ٚاٌشعٛي ئْ وٕزُ
ٚأدغٓ رأ٠ٚس
}. رإِٕ ْٛثبهلل ٚاٌ َٛ١ا٢خش ،رٌه خ١ش
وأراد بالشلر الثاين قولو عز وجل يف سورة آؿ عمراف { -31-لً ئْ وٕزُ
رذج ْٛهللا فبرجؼ٠ ٟٔٛذججىُ هللا ٠ٚغفش ٌىُ رٔٛثىُ ٚهللا غفٛس
سد}ُ١
بالر ِ
واد ِع الم ِ
نك َر َّ وحـر ِ
ِّ التناز ِع -176وردُّىم ِ
إليو في ُ
محلِّ ٌل ِّ
محرٌـ ..ال َع ْن َى َوى -177وأَنَّوُ أوتي حكمةَ ُ
الهدى
-59 -176أشار يف الشلر األوؿ إىل قولو سبحانو وتعاىل يف سورة النساء -
{فاْ رٕبصػزُ ف ٟشٟء فشد ٖٚئٌ ٝهللا ٚاٌشعٛي ئْ وٕزُ
ا٢خش
رإِٕ ْٛثبهلل ٚاٌ.} َٛ١
أٌُ١
ػزاة }
-4 وأشار بقولو :العن ىوى إىل قولو سبحانو وتعاىل يف سورة النجم -
{ِٚب ٕ٠طك ػٓ اٌ ،ٜٛٙئْ ٘ ٛئال ٚدٛ٠ ٟد ،ٝػٍّٗ
شذ٠ذاٌمٜٛ
}
وأشار يف الثانية إىل أنو ال خَتة ؼبسلم أطاع اهلل ورسولو يف االتباع وعدمو، =
بل يلزمو اتباع الرسوؿ يف كل شيء دبجرد دخولو يف اإليباف وىو
مقتضى اللاعة ،وذلك ىو مضموف قوؿ اهلل عز وجل يف سورة األحزاب-
ِٚ{ :-36ب وبْ ٌّإِٓ ٚال ِإِٕخ ئرا لض ٝهللا ٚسع ٌٗٛأِشاًا
أْ ٠ى ٌُٙ ْٛاٌخ١شح ِٓ أِشُ٘٠ ِٓٚ ،ؼض هللا ٚسع ٌٗٛفمذ
ثؼ١ذاًا
ضً ضسال ًا }
-181وعقب بأف ىذه النصوص وغَتىا مسلورة يف صريح القرآف الكرًن ،وىي
دبجملها قلعية الداللة على وجوب اتباع سنة النيب .
دجيح انسُح يٍ غيز انمزآٌ
صحت نسبتها إىل النيب فهي معصومة ،ال خبلؼ أف السنَّة إذا َّ
َ -185وال
يتلرؽ إليها الزلل ،وذلك ألف القرآف معصوـ ،وقد ظبيت السنة بياناً
للقرآف ،واغبكيم ال يَ ِك ُل بياف اؼبعصوـ إىل غَت اؼبعصوـ.
-186وقد جاءت أحاديث كثَتة عن النيب تأمر باتباع السنة وربذر من
ـبالفتها ،وتعد اؼبنكرين بلهيب النار ،وإمبا أعرض الناظم عن إيرادىا ألف
الشيء ال يكوف حجة لنفسو ،فاػبصوـ هبادلوف يف حجية السنة
واالحتجاج هبا ىنا مصادرة على اؼبللوب.
ونورد ىنا استئناساً حديث اؼبقداد بن معد يكرب فيما يرويو عن النيب
َّث حبديث من حديثي فيقوؿ: أنو قاؿ« :يوشك أف يقعد الرجل متكئاً وبد ُ
بيننا وبينكم كتاب اهلل ،فما وجدنا فيو من حبلؿ استحللناه ،وما وجدنا فيو
حرـ رسوؿ اهلل مثل ما حرـ اهلل» أخرجو أبو
من حراـ حرمناه ،أال وإف ما َّ
داوود والًتمذي وأضبد.
تمسيى انسُح يٍ ديث انسُد
العلم اليقيني القاط ِع يفي ُد في ِ -187وما أتى تواتراً في الواق ِع
كفروا الجاح َد في ثُػبُوتِِو و َّ كالـك ِر في ِ
ثبوتو -188وأنَّوُ ِّ
وفَ َّسقوا جاح َدهُ إ ْف لَ ْم يَِف ْي اد الحنفي
المشهور ز َ
َ والخبر
َ -189
187و -188أخرب أف السنة تقسم من حيث عدد الرواة إىل أنواع فذكر منها:
اؼبتواتر ،وىو ما رواه صبع عن صبع ربيل العادة تواطؤىم على الكذب وحيث
ربققت شروط التواتر فإف ذلك يلزـ العلم اليقيٍت القاطع ،وهبب العلم بو
وربرـ ـبالفتو ،وثبوتو كثبوت القرآف ،ألف القرآف إمبا نقل أيضا بلريق التواتر،
ومنكر اؼبتواتر ببل ٍ
بينة كافر.
-189اعبمهور يقسموف اغبديث إىل آحاد ومتواتر ،فاؼبتواتر ما بيناه ،واآلحادي
ما يف إحدى حلقات اسناده را ٍو واحد ،ولكن اغبنفية أضافوا صنفاً ثالثاً
وىواؼبشهور ،وىو ما كاف متواترا إىل الصحايب مث مل يروه عن رسوؿ اهلل إال
صحايب واحد ،جبامع أف الصحابة كلهم عدوؿ .ومنكر اػبرب اؼبشهور فاسق
عند اغبنفية إف مل يقم بينة على إنكاره ،وىو ما عرب عنو بقولو :إف مل يفي،
أي مل يو ِ
اؼ بالبينة.
لكن اؼبتأخرين من ِ
علماء االصلبلح يصنفوف السنة على االعتبار اآليت:
اؼبتواتر :ما رواه عشرة فما فوؽ.
اؼبشهور :ما رواه أربعة إىل تسعة من الرواة.
العزيز :ما رواه اثناف أو ثبلثة.
اآلحاد :ما رواه واحد.
وال ىبفى أف اؼبراد باألعداد اؼبذكورة ىو أضعف حلقة يف سلسلة اإلسناد.
واالحتجاج مل ِزـ
ُ َع َملنا -190واتَّػ َفقوا بأنَّها تستل ِزُـ
أَ ْف ِ
تنـ َر الطائفةُ ال َقبيبل ِ
اآلحاد ُخ ْـ دليبل -191وخبر
وبلِّغوا عنِّي كما نَػر ِ
ويو حامل إلى ِ
فقيو ورب ٍَّ -192
ْ
-190وال خبلؼ بأف العمل باؼبتواتر من اغبديث الزـ ،واغبجة بو قائمة ملزمة،
مع اإلشارة إىل ما سبق من رأي اغبنفية.
-191ذكر الناظم نوعاً ثالثاً ىو حديث اآلحاد ،وقد سبق تعريفو ،وأورد على
وجوب االحتجاج بو من األدلة :قولو تعاىل { :فٍٛال ٔفش ِٓ وً فشلخ
ِٕ ُٙطبئفخ ٌ١زفمٛٙا ف ٟاٌذٕ١ٌٚ ٓ٠زسٚا ل ُِٙٛئرا سجؼٛا ئٌُٙ١
٠ذزسْٚ
التوبة -122- } ٌؼٍُٙ
فالفرقة ثبلثة ،واللائفة واحد أو اثناف ،وقد أخرب سبحانو بأف اللائفة
مأمورة بإنذارالفرقة.
-192و َّ
استدؿ كذلك باغبديث الذي يبلغ رتبة التواتر اؼبعنوي ،وىو ما أخرجو
األئمة عن جبَت بن ملعم وعبد اهلل بن مسعود قاؿ رسوؿ اهلل « :نَضَّر
اهلل عبداً ظبع مقاليت فحفظها ووعاىا وأداىا ،فرب ِ
حامل فقو غَت فقيو،
ورب حامل فقو إىل من ىو أفقو منو»
وقولو( :بلغوا عٍت) إشارة إىل مانرويو من حديث اإلماـ البخاري عن ابن
عمر يف قولو « :بلغوا عٍت ولو آية».
ِ
وجوب األخذ خبرب اآلحاد ،واإلصباع -193و َّ
استدؿ أيضاً بانعقاد اإلصباع على
اؼبقصود ىنا ىو اإلصباع السكويت ،ومعناه أف الصحابة أخذوا حبديث
اآلحاد ومل ينكر عليو أحد منهم فكاف إصباعاً.
فقد عمل عمر بن اػبلاب رضي اهلل عنو حبديث عبد الرضبن بن عوؼ،
وىو قوؿ النيب يف اجملوس( :سنُّوا هبم سنة أىل الكتاب) فأخذ منهم
اعبزية وىو حديث آحاد ،ومل ينكر عليو أحد من الصحابة.
ُّ
ويستدؿ أيضاً بالقياس على وجوب األخذ خبرب الواحد ،وذلك أف القاضي -194
يقضي بشهادةِ الرجلُت كما يف نص القرآف الكرًن.
-195و َّ
استدؿ عقبل بأف علم اعبرح والتعديل تكفل ببياف أحواؿ الرجاؿ ،فصار
الصدؽ أدىن من الكذب ،وصارت الرواية تفيد الظن القوي.
-196شرع يف بياف شروط األخذ خبرب الواحد ،فنقل أوالً شروط الصحابة الكراـ،
فقد كاف اػبليفتاف الراشدياف أبو بكر وعمر رضي اهلل عنهما يشًتطاف
شاىدين مع اغبديث حىت وبكما بو.
-197وأحيانا كاف عمررضي اهلل عنو يستحلف الراوي فيما يروي ،مث اشار الناظم
إىل أف ذلك مل يكن منهجاً ملرداً ،بل كاف ذلك عائداً ؼبدى قناعة اػبليفة
رضي اهلل عنو دبوثوقية احملدث.
خبلؼ
ُ أَ ْف ال يُرى في فعلِ ِو وىـهِ َش َّرطَها األَحنَ ُ
اؼ ِ -198
عمل األَتْػبَاع ِ -199أو ليس مما ِ
أولم يُواف ْق َ حثت الدَّواعي َ
-200في الفقو ...........
202و -203واشًتط الشافعي أربعة شروط وىي العقل ،والضبط ،واالستقامة يف
الدين يف كل راو من الرواة ،وأف ال يكوف منت رواية ـبالفاً ؼبا ىو رواية
اعبماعة.
-204ومذىب اإلماـ أضبد يف الرواية كمذىب الشافعي ،غَت أنو يرى أف اغبديث
الضعيف خَت من قوؿ الرجاؿ ،وكذلك وبتج باغبديث اؼبرسل.
يكاَح انسُح
والص ِ
واب الحق َّ ثبلثَةٌ في ِّ اب السن َِّة في ِ
الكتَ ِ وعمل ُّ -205
ُ
اف ِ
والجهاد وا ِإلحس ِ كالبر
ِّ -206أَولُها التأكي ُد لل ُق ِ
رآف
َ
صا
قي َده فَ َّسرهُ أ َْو َخ َّ صا
تبيين الـي قَ ْد نُ َّ ِ
-207والثاف ُ
كرجم محص ٍن وما إِ ِ
ليو ِ يادةٌ علَْي ِو
-208ثالثُها ز َ
قاؿ ال وبَاناعي َ فالشافِ ُّ
َّ -209واختلفوا في نَ ْس ِخها ال ُقرآنا
-205أشار الناظم إىل أف موقع السنة من القرآف واحد من ثبلثة :التوكيد والبياف
والزيادة.
-206فتكوف أوالً مؤكدة ؼبا أمر بو القرآف الكرًن من الفضائل واألحكاـ وما هنى
عنو من الرذائل واألفعاؿ.
210ػ اختار اعبمهور بأف السنة تنسخ القرآف الكرًن ،ودليلهم على ذلك الوقوع
الفعلي ،فقد نسخت آية الوصية يف البقرة :-180-
{وزت ػٍ١ىُ ئرا دضش أدذوُ اٌّٛد ئْ رشن خ١شاًا اٌٛط١خ
ػٍ ٝاٌّزمٓ١
} ٌٍٛاٌذٚ ٓ٠االشث ٓ١ثبٌّؼشٚف دمبًا
أف ركن اإلصباع ىو اتفاؽ سائر اجملتهدين ،وال عربة خببلؼ أىل -219بَػ َُّت َّ
األىواء ،وعامة القراء الذين اليعتربوف من اجملتهدين.
مث بُت أف اإلصباع نوعاف :إصباع صريح وإصباع سكويت ،فاإلصباع الصريح
ىو ما قررناه ،وأما اإلصباع السكويت فهو أف يتكلم ؾبتهد يف مسألة ،فتشيع
بُت الناس وال ينكرىا من معاصريو أحد.
-220مل يقبل الشافعية والظاىرية االحتجاج باإلصباع السكويت ،لكن اغبنفية
وأضبد يرونو مصدراً مستقبلً من مصادر التشريع.
شزوط اإلجًاع
وىاؾ َعدُّىا
فيو َ ف ِ ُمختَػلَ ُ ضها وعدَّدوا شروطَوُ وبَػ ْع ُ َ -221
ضوا ٍ
حديث قد َر ُ ِ
الكتاب أو مع ضػار ُ ُّ
-222أ ََّولها أَ ْف ينتفي التَع ُ
واضح أذَاعوا
ٍ إلى ِ
دليل ِ -223
والثاف أَ ْف يستن َد ا ِإل ْجماعُ
ماعدا
جميعهم ال َ ُ واتَّػ َفقوا المجتهدين َعػددا
َ -224وأَ ْف ترى
وقيل ال بَ ْل ُك ُّل أم ٍر ناف ِع
َ الشار ِِع -225وأَ ْف يكو َف ِم ْن أموِر َّ
يعود واح ٌد ُر ُجوعاًفبل َ عصرى ْم َجميعاًُ -226وأَ ْف يَ ُم َّر
الخبلؼ قبلو قَ ْد انتُفي
َ أ َّ
َف الحنَ ِف ْي
اد َ وبعضهم نَػ َفوا ..وز َ
ُ -227
احاْ
َّج َ
فاحفظْوُ عني تبل ِغ الن َ اصطبلحاً القياس ْ
َ وعرفوا
َّ -233
فيو ِمثْػلَ ْو
حكمو ،فالحكم ِ
ُ
ِ أي -234فرعٌ يسا ِوي أصلَوُ في ِ
العلَّة
ِ
األصل حكم
أصل وفرعٌ ثم ُ ٌ الع ْق ِل
-235أركانُوُ أر َبعةُ في َ
مثالُوُ النَبي ُـ في اإلسكا ِر -236رابعها ِ
العلَّةُ في اإلطا ِر ُ
233و -234أشار الناظم إىل تعريف القياس لدى ابن اغباجب يف ـبتصره
ونصو( :مساواة فرع ألصل يف علة حكمو) .وىو يف تعريف آخر (إغباؽ
فرع بأصلو يف اغبكم عبامع العلة بينهما)
فالشارع الكرًن بُت عدداً من األحكاـ بالنص صراحة ،ولكن النصوص
متناىية ،واغبوادث غَت متناىية ،وما يتناىى ال يضبط ما ال يتناىى ،فبل بد
من االجتهاد ،والقياس أظهر أبواب االجتهاد ،فيبحث الفقيو عن العلة اليت
حرـ من أجلها الشارع اغبراـ ،ويقيس األمور عليها.
مثاؿ ذلك :نص الشارع صراحة على ربرًن اػبمر ،وعلة التحرًن ببل ريب
اإلسكار ،فكل ما ربقق فيو اإلسكار كاف حراماً.
األصل الذي
ُ 235و -236شرع الناظم يعدد أركاف القياس فقاؿ :ىي أربعة:
نقيس ألجلو ،وحكم األصل :إذ ال بد أف يكوف
نقيس عليو ،والفرعُ الذي ُ
األصل الذي نقيس عليو قد بُت الشارع حكمو صراحة ،والرابع ىو وجود
علة مشًتكة بُت األصل والفرع ليكوف حكم اؼبسألتُت واحداً يف اإلطار
ذاتو .مث أورد الناظم مثاال لذلك :النبيذ ،فرع عن اػبمر بعلة اإلسكار
فيهما ،فحكمهما واحد ،وقد سبق بيانو.
فاعتبروا ..عن شافع ٍي نقلُوُ -237دليلُو من الكتاب قولُوُ
قاس في ال ُقبَ ْلالنبي حيَن َ
كـا ُّ وخ ْـ ِم َن ُّ
السن َِّة َ
قوؿ اب ِن َجبَ ْل ُ -238
-237أخرب بأف اإلماـ الشافعي استدؿ على القياس بقوؿ اهلل عز وجل :فاعتربوا
يا أويل األبصار .فقاؿ :االعتبار قياس الشيء بالشيء عبامع العلة بينهما.
-238واستدؿ من السنة حبديث معاذ بن جبل رضي اهلل عنو ،ؼبا بعثو النيب
إىل اليمن( ،فقاؿ لو :كيف تقضي إف عرض لك قضاء ؟قاؿ بكتاب اهلل،
قاؿ :فإف مل ذبد ؟ قاؿ :فبسنة رسوؿ اهلل ،قاؿ :فإف مل ذبد ؟ قاؿ :أجتهد
رأيي وال آلو) .ويف رواية قاؿ( :أقيس األمر باألمر ،فما كاف أقرب إىل اغبق
عملت بو ،فقاؿ النيب :أصبت) -أخرجو أضبد وأبو داوود والًتمذي.
وكذلك استدؿ الناظم خبرب عمر رضي اهلل عنو كما رواه أبو داوود ،وىوأف
عمر سأؿ النيب عن القبلة ىل تفلر الصائم؟ قاؿ أرأيت إف
:فمو ؟) يريد ما سبضمضت ،أكنت تفلر ؟ قاؿ :ال .فقاؿ النيب
الفارؽ؟..
-239وىناؾ أخبار كثَتة تزيد عن مائة يبكن أف ذبد فيها تعامل النيب
والصحابة من بعده ،على أساس القياس.
وأورد من األمثلة على ذلك حديث أيب ىريرة الذي أخرجو البخاري،
ونصو :أف رجبل من فزارة أتى النيب فقاؿ :إف امرأيت ولدت غبلماً
أسود ،فقاؿ لو النيب :ىل لك من إبل؟ قاؿ نعم .قاؿ :ما ألواهنا ؟
فأىن أتاىا
قاؿ :ضبر ،قاؿ فهل فيها من أورؽ ؟ قاؿ :إف فيها لورقاً ،قاؿَّ :
ذلك؟ قاؿ :عسى أف يكوف نزعو عرؽ ،قاؿ :وىذا عسى أف يكوف نزعو
عرؽ.
-240وال خبلؼ أف الصحب الكراـ أخذوا بالقياس يف اؼبسائل ومل ينكر بعضهم
على بعض ذلك ،حىت قاؿ ابن عقيل اغبنبلي( :وقد نقل التواتر اؼبعنوي عن
الصحابة يف استعماؿ القياس)
وأورد حديث الصديق رضي اهلل عنو حُت أفىت يف الكبللة وقاؿ :أقوؿ فيو
برأيي ،فإف يكن صواباً فمن اهلل ،وإف يكن خلأ فمٍت ومن الشيلاف،
الكبللة ما عدا الوالد والولد.
241ػ أشار إىل أف القياس دليل ظٍت ،وقاؿ :إف الظن حجة يعمل هبا طاؼبا مل
يتوفراليقُت
الفصل الثاني
المصادر المختلف فيها
االستذساٌ
احاً
صر َ
ِ
ما لم يَ ِر ْد في حكمها ُ اص ِطبلحػا ِ
وعرفوا المصال َح ْ
َّ -251
وال على إلغائِها أ َْوردِّىا ْمها شرع في اعتبا ِر حك ِ
ُ دليل ٍ ُ -252
ْف في استقبللِها في وال ُخل ُ والسج ِ
وف ِ ِ
كالجند والديواف ُّ ُ
ُ -253
بارع
قاؿ ِ الدَّيِـ ِنىا على َم ٍ
لنَْب األحناؼ ثم الشافِ ِع ْي
ُ فـىب -254
َ
251و -252اؼبصاحل اؼبرسلة :ىي اؼبصلحة اليت مل ينص الشارع على حكم
لتحقيقها ،ومل يدؿ دليل شرعي على اعتبارىا أو إلغائها.
وىكذا فإف اؼبصاحل ثبلثة أنواع:
-1مصاحل معتربة ،نص عليها الشارع وأمر هبا ودعا إليها :كالزواج والسفر
والصيد..
-2مصاحل ملغاة ،حرمها الشارع وهنى عنها :كالربا والقمار وغَتىا...
-3مصاحل مرسلة ،سكت عنها الشارع ،وىي اؼبراد باالستصبلح.
-253وأورد من األمثلة على اؼبصاحل اؼبرسلة أنظمة اعبند ،وتدوين الدواوين،
وإحداث السجوف لردع اجملرمُت ،فكل ىذه اؼبصاحل قررىا األصحاب فبا
سكت عنو الشارع العظيم.
مث أخرب أف األصوليُت ـبتلفوف يف اعتبار اؼبصلحة اؼبرسلة دليبلً مستقبلً يف
الدين .فمنهم من يعدىا دليبلً مستقبلً ،ومنهم من يعتربىا دليل استئناس
يعضد بو الدليل األصل.
-254أخرب أف اغبنفية والشافعية مل يعتربوا اؼبصاحل دليبلً شرعياً ،وؽبم يف ذلك
كبلـ أوضحو البيت التايل:
كتاباً أو حديثاً أو إجماعاً كل أم ِرنا قد راعى َّ -255
فالش ْرعُ َّ
الحكم ُمستَ ِقبلً ُ
يػبنى ِ
عليو ُْ أصبلً اف َج َعبلهُ ْ -256واآلخر ِ
بغالب األَ ناـ أَ ْف تُحيطَاِ -257واشتَرطوا ثبلثةً شروطاً
ض حجةً َش ْر ِعيَّ ْة تعار ْ
ولم َ واقعي ْة
كـاؾ أ ْف تكو َف ََّ -258
والسد لل َـرائ ِعُّ درءُ األَ َذى -259ثَ َّم لها أَربعةٌ د ِ
واع ْي َ َ
الببلغ ُم ْؤتَ َم ْن
ِ ت في
ْه ْم فأنْ َ
فافػ َ مصالح ،تغُّ ُير َّ
الزَم ْن ٍ جلب
ُ -260
-255احتج األحناؼ والشافعية بأف الشرع جاء كامبل فيو تبياف كل شيء ،عن
طريق سبلو الثبلثة الكتاب واغبديث واإلصباع ،وقرروا أف سائر مصاحل
اؼبسلمُت موجودة يف ىذه اؼبصادر الثبلثة.
-256أخرب أف مالكاً وأضبد جعبل اؼبصلحة اؼبرسلة أصبلً تبٌت عليو األحكاـ
الشرعية باستقبلؿ ،إذ الزماف يتغَت وتبدو يف كل عصر مصاحل جديدة ،مل
يكن يراىا األولوف ،فلو مل يشرع االستصبلح لتعللت مصاحل كثَتة للعباد،
وإف القوؿ بتحرًن اؼبصلحة ليس أىوف من القوؿ بإباحتها ،فكبلنبا نوع من
الرأي فيما ال نص فيو.
257و -258واشًتط القائلوف حبجية اؼبصاحل اؼبرسلة ثبلثة شروط:
األوؿ :أف تكوف مصلحةعامة ال خاصة.
الثاين :أف تكوف مصلحة حقيقية ال ونبية.
الثالث :أف ال تعارض أصبلً شرعياً معترباً.
259و -260وؽبذه اؼبصاحل عند القائلُت هبا أربعة دو ٍاع تلجىءإليها وىي :درء
األذى عن الناس ،وسد الذرائػع اليت توصل إىل األذى =
واإلمث،وجلب اؼبصاحل لؤلمة ،وتغَت الزمن الذي يستلزـ طروء مصاحل =
جديدة للناس.
وقولو( :فافهم فأنت في الببلغ مؤتمن )توجيو للالب العلم ليفهم ضوابط
اؼبصلحة يف الشرع ،فبل يقفز فوؽ النصوص حبجة اؼبصلحة ،وال يتساىل
يف ربقيق شروطها السالفة.
االستصذاب
فيو ِ
قاض يقض ِ لحاض ٍر لم ِ ِ حكم أَم ٍر ِ
ماضي اصطحاب ِ -261ىو
ُ
ثبوت غي ِره مبلئماً إلى ِ فيستمر الحكم فيو قائماً ُّ -262
نَػ ْفياً وإِثْباتاً بِبل أَ ْخ ٍـ َوَر ْد -263واعتَبَروه ُح َّجةً إذا ان َف َر ْد
ِ
بالقيود األحناؼ
ُ وردَّه -264مثالُوُ الحياةُ للم ْف ِ
قود َ
263و -264أورد الناظم اؼبثاؿ الذي قررناه ،مث بُت أف اغبنفية ال يروف
االستصحاب حجة شرعية ،ولكن احملققُت من اغبنفية يعتربونو
حجة يف الدفع دوف اإلثبات ،أي يف إبقاء ما كاف على ما كاف،
فاؼبفقود مثبل وبرـ توزيع مَتاثو استصحابا على األصل ،ولكن ال
يثبت لو مَتاث جديد من قريب لو يتوىف .وأخرب يف البيت الذي
قبلو أف الباقُت من الفقهاء اعتربوا االستصحاب حجة شرعية يف
النفي واإلثبات صبيعاً.
ِ
األصل اصطحاب ِ
حكم ُ أولها ِ
األصل -265أنواعو ثبلثةٌ في
ِ
للحقوؽ بالبر َاء ْة ِ
كالحكم -266وبع َده ما أصلُو البر َاء ْة
على ثبوتِِو إلى زوالِ ِو حكم حالِ ِو
اصطحاب ِ ُ -267ثالثُها
ِ
وآخ َر األ َِدلَّ ِة المحكيَّة -268واعتَبروا َدليلَو ظَنِّػيَّا
ِ
العقوؿ ال الطُ ِ
روس من ِ
جهة استقر في النُّػ ُف ِ
وس والعرؼ ما َُّ -269
...... وؿ.. ضاه النَّاس بال َقبُ ِ
-270ثُ َّم ْارت َ
ُ
أنواعو أربعةٌ..فالقولي
ُ ..... -270
اب في إطبلقِ ِو كاللحم والشر ِ
ِ الناس على إطبلقِ ِو تعارؼ ُ
َ -271
كالم ْه ِر في أَوانِ ْو كاأل ِ
َكل أو َ عارفوا إِتْػيَانَ ْو
والع َملي تَ َ
َ -272
269و -270العرؼ عند اغبنفية :ما استقر يف النفوس من جهة العقوؿ ،وتلقتو
اللباع السليمة بالقبوؿ.
وقوؿ الناظم ( كالطروس) أفاد بأف اؼبقصود بالعرؼ ما تعارفو الناس بغَت
قانوف مكتوب يف اللروس أي الصفحات ،إذ كل قانوف وضعي وبكم بو
زمنا يصبح عرفاً ،فمراد الناظم نفي ذلك وربديد العرؼ بأنو ما دفعت إليو
اللباع السليمة بغَت مؤثر خارجي.
270و -271أخرب بأف العرؼ أربعة أنواع:
أوالً :عرؼ قويل :إذا تعارؼ الناس علىإطبلؽ لفظ ما للداللة على معٌت
معُت كما لو تعارفوا على إطبلؽ اللحم على اغبيواف وعدـ إطبلقو
على السمك واللَت.
- 272ثانياًٌ :
عرؼ عملي :كما لو تعارؼ الناس على تقسيم اؼبهر إىل معجل
ومؤجل.
ثلة أفر ِاد عرؼ ٍ
والخاص ُ عم في ِ
الببلد والعاـ ما يَ ُّ
ُ -273
واختلفوا َى ْل يَ ْستَ ِق ُّل ؟...قيبل -274واتَّػ َف ُقوا في كونِو دليبلً
كامبلًَ ..و َدلِّ ِلخـه دليبلً ِ والحنبَلي ِ ِ
ُ والحنَفي َ للمػالكي َ َ -275
وما رأَوه حسناً فلتع ِر ِ الكتاب أَمره بالعر ِ ِ -276م َن
ؼ ُْ َ َ َ ؼ ِ ْ ُُ ُْ
العقل عن َد مع َشر ا ِإلنْس ِ
اف َ في ِ السل ِ
ْطاف كـاؾ مالوُ ِم َن َُّ -277
إال إذا أرش َد العتبا ِرهِ ماؿ إلى إنكا ِرهِوالشافعي َ -278
ْ
- 273ثالثاً :عرؼ عاـ :ىوما كاف متفقاً على التعامل فيو يف سائر الببلد.
رابعاً :عرؼ خاص :ىو عرؼ صباعة بعينهم ،كعرؼ التجار ،وعرؼ
اغبا َك ِة ،وعرؼ اغبرفيُت.
احتف بغَته من
العرؼ حجةٌ شرعية إذا َّ -275-274واتفق الفقهاءُ على أف َ
األدلة ،ولكن اختلفوا ىل يكوف وحده دليبل شرعياً إذا مل يوجد سواه ،فقاؿ
اؼبالكية واغبنفية واغبنابلة :وبتج بالعرؼ وحده يف األحكاـ ،واستدلوا لذلك
دبا يلي:
-276أي استدلوا من القرآف الكرًن بقولو تعاىل { :خز اٌؼفٚ ٛأِش ثبٌؼشف
اٌجبٍ٘ٓ١
سورة األعراؼ آية -200- } ٚأػشع ػٓ
ومن السنة ما رواه ابن مسعود موقوفاً( :ما رآه اؼبسلموف حسناً فهو عند اهلل
حسن).
-277واستدلُّوا باؼبعقوؿ ،وىو ما تبلحظو من سللاف العرؼ يف نفوس الناس،
واحتكامهم إليو بالفلرة والبداىة.
-278وعبارة الشافعية :إف العرؼ ليس حجة وال دليبلً شرعياً إال إذا أرشد الشارع
إىل اعتباره.
يخالف ثابتاً ِ
للناس ُ ولم عموموُ في ِ
الناس -279واشترطوا َ
-279واشًتط اعبمهور لدى احتجاجهم بالعرؼ شرطُت اثنُت :أف يكوف عاماً
يف الناس ،أو عاماً يف مناطو كما قدمنا ،فعرؼ التجار حجة على التجار
دوف الصناع ،وعرؼ اغباكة حجة على اغباكة دوف البنائُت ،والثاين أف ال
ىبالف دليبلً شرعياً ثابتاً.
لىل انصذاتي
قوؿ الصحايب حجةٌ إذا تكلم يف أموٍر ال سبيل إىل -280اتفق الفقهاء على أف َ
معرفتها يف االجتهاد ،كأمور القيامة والعقائد والعبادات ،وإف كبلمهم يف
ىذه اؼبسائل ينزؿ منزلة اغبديث اؼبرفوع.
-281واتفقوا كذلك أف قوؿ الصحايب إذا مل يوجد لو ـبالف من الصحابة ،يكوف
دبنزلة اإلصباع السكويت ،حجة الزمة على اؼبسلمُت.
282و -283واختلف األصوليوف لدى اختبلؼ أقواؿ الصحابة ،على قولُت:
األوؿ :وىو قوؿ أيب حنيفة هبب التزاـ قوؿ واحد منهم ببل تعيُت ،ألف
اختبلفهم على قولُت إصباع بأنو ال ثالث يف اؼبسألة وىذا ملزـ
باجتناب ما أصبعوا على نفيو.
-284الثاين :قوؿ أضبد والشافعي ،وىو أف قوؿ الصحايب ليس حجة يف شيء،
وقد اختلف األصحاب فيما بينهم ،وترؾ التابعوف أقواؿ الصحابة،
إذ العربة باألدلة اليت نقلها الصحابة ال باآلراء اليت رآىا الصحابة.
شزع يٍ لهثُا
-292الذريعة لغة :الوسيلة ،وىي يف تعريف األصوليُت :ما ظاىره مباح ،ويتوصل
سد بو إىل ؿبرـ .فالنهي عن ىذا اؼبباح خوفاً من أثره ،وىو ما يسمى( :
الـرائع) مثالو :النهي عن سب اؼبشركُت يف قولو تعاىلٚ { :ال رغجٛا
فسبػٍُ
ثغ١ش ُّ
اٌز٠ ٓ٠ذػ ِٓ ْٛد ْٚهللا ف١غجٛا هللا ػذٚا}،
اؼبشركُت وأوثاهنم مباح يف األصل ،ولكن هنى اهلل عنو لئبل يكوف ذريعة
لسب اهلل.
-293أخرب بأف اؼبالكية واغبنابلة قالوا بأف َّ
سد الذرائ ِع حجةٌ تتقرر ألجلها
األحكاـ ،وعرب الناظم بقولو ( أباه) عن منعهم للذريعة وإبائهم ؽبا ؼبا فيها
من مدخل للمفاسد ،أما الشافعي رضي اهلل عنو فقد اتفق مع اعبمهور يف
اؼبآؿ ،ولكنو ال يرى ذات السبيل ،بل يقوؿ :إمبا ربرـ الذريعة ذاهتا باألدلة
اؼبعتربة ،وال داعي لتحريبها بالتبع.
294ػ وأكدا أي أضبد ومالك ،أكدا ىذه القاعدة باؼبثاؿ السابق الذي أشرنا إليو،
حوؿ منع شتم اؼبشركُت.
حرَـ الوقيعة
لـاتها أي َّ حرـ الـريعة
والشافعي َ
ُّ -295
295ػ ورأى الشافعي أف منع شتم اؼبشركُت تقرر باآلية وليس باالجتهاد ،فلو مل
تنص عليو اآلية مل يكن ألحد أف يقوـ بتحريبو حبجة سد الذرائع .وىو ما
أراده الناظم بقولو :أي حرـ الوقيعة.
الباب الثاني
هباحث الحكن
انفصم األول :انذكى
األوؿ :اغبكم الشرعي الذي دؿ الدليل الشرعي عليو ،فهو إذف ال =
يتوقف على حجج عقلية ،بل هبب التزامو حاؿ ثبوتو ،وىو يشمل أحكاماً
عملية وأحكاماً اعتقادية .وقوؿ الناظم (دوف مين) أراد بو دوف شك.
َّ
دليل شرعي ،بل عرؼ دبحض العقل 302و -303الثاين :اغبكم الذي مل يدؿ لو ٌ
اغبس أو العرؼ ،كما لو قلت :الكل أكرب من اعبزء ،أو التواتر يفيد
أو ِّ
اليقُت ،أو البحر ىائج .فهذه كلها أحكاـ يلزـ اؼبصَت إليها ،ولو مل ينص
عليها الشارع ،ألف الشارع توجو إىل العقبلء ،وىذه بديهيات يقررىا العقل.
وقوؿ الناظم (فـاؾ دوف شرع قد زكن) أي قد علم.
اآلمدي يف
ُّ 304و -305ذكر الناظم تعريف اغبكم عند اعبمهور كما أورده
األحكاـ :اغبكم ىو خلاب الشارع اؼبتعلق بأفعاؿ اؼبكلفُت اقتضاءً أو زبيَتاً
أو وضعاً.
واؼبراد باالقتضاء :اػبلاب الذي يتضمن الللب ،وىويشتمل على ما شبرتو
اإلهباب أو التحرًن أو الندب أو الكراىة.
واؼبراد بالتخيَت :اػبلاب الذي يتضمن زبيَت اؼبكلف بُت الفعل والًتؾ ،أي
وضع شيء) أي جعل شيء اإلباحة .واؼبراد بالوضع :اػبلاب الذي يتضمن ( َ
ما سبباً أو مانعاً أو شرطاً أو صحيحاً أو فاسداً أو رخصةً أو
= عزيبة.
قسمين فالتكليفي ما أدَّى إلى الشرعي من ٍ
حكم إلى َّ وقسموا
َّ -306
ِ
كالنداء كـاؾ في التخيي ِر ِ
اقتضاء ِ
الخمسة في ٍ -307
حكم من
ٍ
لحكم قد األمر
يجعل ََ أف الوضعي وىو ما اقتضى
ُّ -308وبع َده
ب
مانعاً أو رخصةً أو يُجتنَ ْ
مضى أو سبب
-309عبلمةً تجعلُو لو ْ
أو رخصةً أحكامها سليَم ْة يم ْة ِِ
-310لكونو فاسداً او عز َ
حكم المباح قاؿ تخييراً بدا اآلمدي واحداً
ُّ -311وزاد فيها
وظهر أف األحكاـ الشرعية نوعاف :أحكاـ تكليفية وأحكاـ وضعية .فثمرة =
األحكاـ التكليفية :معرفة الواجب واغبراـ واؼبندوب واؼبكروه واؼبباح.
وشبرة األحكاـ الوضعية :معرفة السبب والشرط واؼبانع والصحة والفساد
الرخصة والعزيبة.
من 306إلى -310سبق بياف ذلك كلو ،وىو أف األحكاـ الشرعية تنقسم
قسمُت:
تكليفي ووضعي وقوؿ الناظم ( رخصة أحكامها سليمة ) قي ٌد أر َاد بو
االحًتاز من اخًتاع الرخص اليت مل يأذف هبا اهلل.
-311أخرب الناظم أف اآلمدي وىو من األئمة األصولُت احملققُت ،قسم اغبكم
الشرعي إلىثبلثة أقساـ :األوؿ :اغبكم االقتضائي :وىو يشمل الواجب
واغبراـ واؼبندوب واؼبكروه ،والثاين :اغبكم التخيَتي :وىو يشمل اؼبباح،
والثالث :اغبكم الوضعي وتعريفو عنده ملابق ؼبا قرره اعبمهور.
انذكى انتكهيفي
مر آنفا وخبلصتو :أف 312و -313أخرب الناظم أف تعريف اغبكم التكليفي َّ
اغبكم التكليفي ىو الذي يًتتب عليو التحرًن أو الكراىة أو الندب
أو اإلهباب أو اإلباحة.
-314أخرب الناظم أف اغبنفية جعلوا أقساـ اغبكم التكليفي سبعة :فزادوا فيها
سادساً حُت جعلوا الكراىة قسمُت :تنزيهية وربريبية ،وزادوا فيها سابعاً حُت
أضافوا الفرض ،وميزوا بينو وبُت الواجب.
وسيأيت تفصيل قوؽبم يف الكراىة يف باب اؼبكروه.
أما قوؽبم يف تسمية (الفرض) فوؽ الواجب فقد ميزوا بينو وبُت الواجب من
وجوه:
-1الفرض :ما طلب الشارع فعلو طلباً جازماً بدليل قلعي الثبوت
والداللة ،كالصبلة والزكاة ،وفعلو واجب ،ومنكره كافر ،وتاركو بدوف
عذر فاسق.
-2الواجب :ما طلب الشارع فعلو طلباً جازماً بدليل ظٍت الثبوت أو ظٍت
الداللة كصبلة الوتر وصدقة الفلر ،وفعلو واجب ،لكن منكره ال يكفر،
وتاركو ال يسمى فاسقاً إال إف تركو استخفافاً.
انىاجة
321و -322األسلوب الثالث :الفعل اؼبضارع اؼبقًتف ببلـ األمر ،مثالو قولو
}عؼزٗ -7-فاؼبعٌت :هبب علىعزوجل { ٌٕ١فك ر ٚعؼخ ِٓ اللبلؽ
كل ذي سعة أف ينفق من سعتو.
األسلوب الرابع :اسم الفعل ،مثل :مو ،وعليكم ،مثالو قوؿ اهلل عز وجل:
-105 أٔفغىُ
{٠ب أٙ٠ب اٌز ٓ٠إِٓٛا ػٍ١ىُ } .اؼبائدة -
وقوؿ الناظم ( وذا في األمر لو ) قيد احًتازي ،إذ قد تأيت ( عليكم) حملض
اعبر ،فأراد الناظم بياف أف ( عليكم) أسلوب من أساليب األمر بشرط أف
تأيت يف معرض األمر.
ئْ هللا -323األسلوب اػبامس :التصريح بلفظ األمر .مثالو قولو تعاىل{ :
}أٍ٘ٙب -58-
٠أِشوُ أْ رإدٚا ااِبٔبد ئٌ . ٝالنساء
-324األسلوب السادس :أساليب اللغة العربيةاألخرى اليت تستخدـ لؤلمر اعبازـ
البقرة -183 -وقولو: اٌظ١بَ
} ؾبازاً،كقولو تعاىل { :وزت ػٍ١ىُ
عج١س
ئٌٗ١عمراف
{ٚهلل ػٍ ٝإٌبط دج اٌج١ذ ِٓ اعزطبع} آؿ
-97-وغَت ذلك.
ض ِ
حية لتا ِر ِؾ ِ
الفعل كما األُ ْ للعقوبَِة
تيب ُ
-325وبع َدهُ التَّر ُ
الص ِ كالص ِ يح با ِإل ِ ِ
واب ياـ في َّ ِ
والفرض ِّ يجاب -326والثام ُن التَّص ِر ُ
ومطْلَ ٌق ..فَ ُك ُّل َما ُم َؤقَّ ٌ ب قسمي ِن ُى َما ِ
ت ُ وقس َم الواج ُ
ِّ -327
مثل ِمنَى
تُ .. لوقتِ ِو ُم َؤقَ ٌ -328طلَبوُ محتمػاً معيناً
-325األسلوب السابع :ترتيب العقوبة من الشارع على تارؾ الفعل ،سواء كانت
عقوبة دنيوية أو أخروية .مثالو قوؿ النيب يف األضحية« :من وجد سعة
ألف يضحي فلم يضح ،فبل وبضر مصبلنا» .رواه أضبد بن حنبل عن أيب
ىريرة.
-326األسلوب الثامن :التصريح بلفظ وجب وهبب وفرض ،كقولو « :إف اهلل
فرض عليكم صياـ رمضاف وسننت لكم قيامو»
327و -328ينقسم الواحب باعتبارات كثَتة أورد منها الناظم أربعة تقسيمات:
التقسيم األوؿ :حبسب وقت أدائو فهو :مؤقت ومللق
التقسيم الثاين :حبسب التقدير وعدمو فهو :ؿبدد وغَت ؿبدد
التقسيم الثالث :حبسب اؼبكلف بو وىو :عيٍت وكفائي
وـبَت.
معُت َّ
التقسيم الرابع :حبسب الفعل اؼبأمور بو وىوَّ :
وشرع يتكلم عن الواجب حبسب وقت أدائو فأشار إىل أنو مؤقت ومللق،
فاؼبؤقت ما طلبو الشارع طلباً حتماً يف وقت معُت ،وأورد الناظم مثاالً على
ذلك ( ِم ٌَت) إذ أمر الشارع برمي صبرة مٌت يف وقت معُت فبل تصح يف غَته.
ومثل ذلك الصبلة يف مواقيتها ،والصياـ يف رمضاف ،واغبج يف ميقاتو.
مثل النُّ ُـوِر ُ
المطْلَ َق ْة فمطلَ ٌق ُ كل ما طلَبَوُ وأَطْلَ َق ْو
-329و ُّ
في غي ِر وقتِ ِو قبولَوُ َرأ َْوا -330فَحيثُما أدَّاهُ مطْلَقاً ولَ ْو
أنواع لمن قد ارتضى ستَّةَ ٍ ضىت ال ّـي َم َ الم َؤقَّ ُ
وج َعلُوا ُ
َ -331
مستغر ُؽ
َ ضا َف كلو
َك َرَم َ مؤقت مضيَّ ُق فأوؿ ٌ ٌ -332
س فهي تَ َس ُع ِ
كالصلوات ال َخ ْم ِ ت ُم َو َّس ُعوبع َدهُ ُم َؤقَّ ٌ -333
ِ ِ الم َؤقَّ ُ
لم يَػتَّس ْع فرضاً سواهُ معوُ ت المشتبوُ والثالث ُ
ُ -334
ووسعوُ
كالحج ..فانظُْر ضي َقو َ ِ جميعوُ
والوقت ما استغرقَوُ َ ُ -335
الوقت ،ويبكن عقبل أف يأيت اؼبرء بعدة حجج يف موسم واحد ،ولكن ال =
يصح منو إال حج واحد .و( ما) يف قوؿ الناظم ( ما استغرقو ) نافية ،ال
موصولة فتأمل.
-336أخرب بأف أنواع الواجب اؼبؤقت من حيث التوقيت ثبلثة وقد مرت ،ومن
حيث تنفيذ الواجب فهو أيضاً أنواع ثبلثة األداء واإلعادة والقضاء ،وشرع
يعدىا فقاؿ:
337و -338األداء ىو فعل الواجب يف وقتو اؼبقدرلو شرعاً أوال ،والقيد بكلمة:
(أوال) يراد بو التفريق بُت األداء واإلعادة.
-339اإلعادة :ىي فعل الواجب يف وقتو اؼبقدر لو شرعاً ثانياً بعد سبق األداء،
وقد تكوف اإلعادة لنقص أو خلل أو الحتياط ؿبض.
فعل الواجب اؼبؤقت بعد وقت األداء استدراكاً ؼبا سبق لو -340القضاء :ىو ُ
وجوب مللقاً .وعربالناظم بقولو ( وقد تمضَّى ظلُّو ) إلىانقضاء وقتو اؼبقرر
شرعاً.
ِ -341وقُ ِّسم ِ
الواجب في ِ
قسماف :محدو ٌد كما الظِّ ُ
هار الم ْقدا ِر ُ َ
َّعز ُير
حداً لَوُ مثالُو التػ ْ شير ِ ِ
-342والثاف لم يحدَّد البَ ُ
فاأل ََّو ُؿ :العينِ ُّي ..لم ي ِ
ساى ِل وقسموه باعتبا ِر ِ
الفاع ِل -343
ُ َْ َّ ُ ُ
والزكاةِ والوفَاياـ َّ الص ِ
مثل ِّ ُ
-344في فعلِ ِو ِمن ِ
خلق ِو ُمكلَّ َفاً ْ
كفاى ْم ِم ْنوُ ذَا
ضهم ُ أتاهُ بع ُ الـي إذَا ب الكفايَِة ِّ ِ
-345وواج ُ
..... بلـ والجها ْد الس ِ
-346مثالُوُ َر ُّد َّ
346و -347ينب الناظم أف فرض الكفاية يصبح فرض عُت على كل قادر إف مل
يوجد من يقوـ بو ،فاعبهاد يصبح فرض عُت إذا تعرضت الببلد لغزو،
وكذلك إذا أسند اإلماـ إىل مكلف ما فرض كفاية صار متعيناً عليو ،وربوؿ
إىل فرض عُت ثابت عليو .وقولو أداه ،أي أداءه وىو مقصور.
-348والتقسيم الرابع للواجب حبسب نوع الفعل اؼبللوب ،وىو نوعاف :واجب
معُت وواجب ـبَت.
-349فالواجب اؼبعُت :حدده الشارع بذاتو ومل يأذف باستبدالو بشيء آخر،
كالصبلة والصياـ فبل هبوز استبداؿ ذلك بقربة أخرى ،ومثاؿ ذلك أيضاً
رد اؼبغصوب ،فاؼبللوب رده بعينو دوف قيمتو.
اجب اؼبخيَّػ ُر :ما طلب الشارع فعلو من أموٍر متعددة ،وترؾ
350و -351والو ُ
للمكلف االختيار ،فحيث أدى منها واحداً كفاه وأجزأه.
ومثاؿ ذلك حكم كفارة اليمُت ،فاغبانث ـبَت بُت ثبلثة أشياء ،قاؿ تعاىل:
{ال ٠إاخزوُ هللا ثبٌٍغ ٛف ٟئّ٠بٔىُ ٌٚىٓ ٠إاخزوُ ثّب ػمذرُ
ااّ٠بْ فىفبسرٗ ئطؼبَ ػششح ِغبو ِٓ ٓ١أٚعظ ِب رطؼّْٛ
سلجخسورة البقرة- 225 -
أٍ٘١ىُ أ ٚوغٛر ُٙأ ٚرذش٠ش }
=
ِ ِ ِ -352وُك ُّل ما لَْي ِ
إِالَّ بو فإنُّوُ لواج ُ
ب ب
س يَت ُّم الواج ُ
َ
ومثاؿ آخر يف زبيَت اإلماـ الزباذ ما يراه بصدد أسرى اؼبعركة بُت اؼبن =
ٚئِب فذا ًاء
ثؼذ }وبُت الفداء ،قاؿ تعاىل { :فشذٚا اٌٛثبق فا َِّب ِ َّٕبًا ُت
سورة ؿبمد ،اآلية ػ 4ػ
-352وختم فصل الواجب بتقرير قاعدة أصولية ىامة ،تسمى قاعدة مقدمة
الواجب ،وىي( :كل ما ال يتم الواجب إال بو فهو واجب)
انًُدوب
جزـ فمندوباً تراه ُجعبل ِ طلب الشارعُ فعلَو ببل -353ما َ
وال يُ َـ ُّـ تا ِر ٌؾ َ
أىملَوُ فاعل لَوُ
يحم ُد ٌ وقيل ما َ
ُ -354
وليس يل َقى التَّا ِر ُؾ ِ
الع َقابَا ويستحق ِ
الفاع ُل الثَّوابَا ُّ -355
َ
َّرويح
ت في الت ِ ِ ِ
كقولو َسنَػ ْن ُ يح
بالصر ِ
دوب َّ الم ْن ُ -356ويَظ َْه ْر َ
كآية الديوف للتراحم ب غَْير الجازـ كـاؾ في الطَّلَ ِ
َ -357
3ػ النذر هبب إسبامو مع أنو قد يكوف يف األصل مندوباً أو مباحاً ،والنذر =
التزاـ قويل ،فالشروع يف اؼبندوب التزاـ عملي فيجب إسبامو.
مث أعرض الناظم عن ىذا الرأي وقاؿ ىو قياس واىن لعدـ استيفاء شروط
القياس اؼبعتربة.
381ػ قرر الناظم أف األولُت دليلهم أقوى ،ألف اغبديث لديهم صحيح وىو نص
يف الباب( ،الصائم أمَت نفسو).
383و -384اغبراـ :ما طلب الشارع تركو على وجو اغبتم واإللزاـ ،وفاعلو
يستحق العقاب .وزاد الشوكاين :ويبدح تاركو .فالتعريف كما ترى يشمل
على طبيعتو ومآلو.
من 385حتى389ػ أشار إىل أف األساليب اليت يثبت هبا التحرًن ستة:
-1أف يرد اػبلاب صروباً بلفظ التحرًن ،كقولو سبحانو {دشِذ ػٍ١ىُ
اٌّ١زخسورة اؼبائدة - 3 -وقولو ( عدا المـبوح) إشارة إىل قوؿ اهلل
}
رو١زُأي إال ما ذحبتم =
} عز وجل يف نفس اآلية {ئال ِب
مكلف ،فإ ْف أتاهُ ُخ ِـال
ٍ وجوب تركِ ِو على
ُ وحكمو
ُ -390
-2صيغة النهي إما بتصريح بلفظ هنى ،كقولو تعاىل ٕٝٙ٠ٚ { :ػٓ =
ٚاٌجغٟ
سورةالنحل -90 -وإما باستخداـ اٌفذشبء ٚإٌّىش }
(ال) الناىية كقولو سبحانوٚ { :ال رجغغٛا ٚال ٠غزت ثؼضىُ
ثؼضبًا} سورة اغبجرات ػ 12ػ
٠ب أٙ٠ب اٌزٓ٠ -3األمر باالجتناب والًتؾ ،كقولو تعاىل يف اػبمر{ :
إِٓٛا ئّٔب اٌخّش ٚاٌّ١غش ٚاأظبة ٚااصالَ سجظ ِٓ
رفٍذ- 90 -ْٛ
ٌؼٍىُسورة اؼبائدة
} ػًّ اٌش١طبْ فبجزٕجٖٛ
-4صيغة لفظ (ال وبل) كقولو تعاىل يف اؼبللقة ثبلثاً { فاْ طٍمٙب فس
غ١شٖ
البقرة،-230- رذً ٌٗ ِٓ ثؼذ دز ٝرٕىخ صٚج}بًا سورة
ومثلو قولو « :الوبل ماؿ امرىء مسلم إال عن طيب نفسو»
واأللفاظ اليت تشَت إىل غضب اهلل كثَتة عد منها الناظم أربعاً :غضب اهلل،
ومقت اهلل ،وحرب اهلل ،ولعنة اهلل.
-390أفاد أف اؼبكلف مأمور بوجوب ترؾ اغبراـ لدى ثبوتو ،وأف من يأيت اغبراـ
ـبذوؿ عند اهلل.
واء ِِ
محرماً لـاتو َس ً ابتداء
ً وجعلُوا ما ُح ِّرَـ
َ -391
كالخم ِر والميس ِر أو َش ِ
رب نفس ِو أو غيِ ِره َّ
محرماً -392مع ِ
َْ
ِّماُك ْم ِبو لغيرهِ ُم َح َّرَما
فاحَ
الد ثم ح ِرما
ِع َ -393وكل ما ُشر َ
كالصوـ يوـ ِ
وب ك َـا َّ
الزكاة ص ٍ بِ ُك ِّل َمغْ ُ والصبلة
العيد َّ َ َّ -394
ٍَّ ْم َع ْق ِدىم على -395واختلفوا في ُحك ِ
فقيل :ال محرـ لغي ِرهَ ،
َخ َـا
الجميع أ َ
ُ للشافِعي ِبو َّ وباطل وذَا
ٌ
-396فر َؽِ ،
ففاس ٌد
ت فاسدةً ال ِ
باطلَة فج ِعلَ ْ ناؼ ىـي المسألَ ْة األح ُ
ُ ص َل ْ -397وفَ َّ
391و -392أخرب أف األصوليُت جعلوا اغبراـ نوعُت:
األوؿ :ؿبرـ لذاتو ،وىو ما حرمو الشارع ابتداءً وأصالةً ،كاػبمر والزنا
واؼبيسر وشرب الدـ.
-393الثاين :ؿبرـ لغَته ،وىو ما كاف مشروعاً يف أصلو ،ولكن اقًتف بو أمر آخر،
تسبب يف مفسدة وأذى ،فصار حراماً.
-394أورد الناظم أمثلة على احملرـ لغَته ،فالصوـ مشروع يف األصل ولكنو ؿبرـ
يوـ العيد ،والصبلة بالثوب اؼبغصوب ،والزكاة من اؼباؿ اؼبغصوب ،كلها
مشروعات يف األصل طرأ عليها ما هبعلها حراماً.
395و396و -397أورد الناظم مذاىبهم يف مسألة العقد على احملرـ لغَته،
وباعبملة فالعلماء على قولُت:
األوؿ :العقد على ؿبرـ لغَته باطل ال يًتتب عليو أي أثر ،وىو كأف مل
يكن ،وىو مذىب الشافعية وعليو صبهوراألئمة.
الثاين :العقد على ؿبرـ لغ َِتهِ فاسد ال باطل ،هبب فسخو ،ولكن إذا نفذ
ترتبت آثاره عليو ،مع ِ
ثبوت اإلمث وىو قوؿ اغبنفية.
والقتل الحر ِاـ والزنا
ِ كالخم ِر وغالب الحر ِاـ ما قد ُعيِّناُ -398
يم ِو
البعض من حر ِ
ِ مثل ِ
طبلؽ -399وربما ُخيِّر في تحريِ ِم ِو
يجم َعا
كـاؾ َّأماً وابنةً أف َ زواج االختين معاً كـاؾ في ِ َ -400
النقيض
ُ الواجب
ُ وفي الحر ِاـ النقيض
ُ يحرـ ِ
الوجوب ُ -401وفي
وـبَت.
ُت َّ -398بُت أف اغبر َاـ على نوعُتُ :م َع ٌ
نص عليو الشارع بذاتو كاػبمر وقتل النفس والزنا.
فاحملرُـ اؼبعُتَّ :
َّ
-399واحملرـ اؼبخَت :أف وبرـ الشارع أمراً من عدةِ أمور ،فيؤمر اؼبكلف بأف يًتؾ
بعضها ،وأوضح األمثلة على ذلك نكاح أكثر من أربع نسوة ،فحينئذ
الكل حراماً حىت هبتنب منهن ما سوى اؼبأذوف بو شرعاً وىوأربعة
يصبح ُّ
فقط.
احملرِـ َِّ
اؼبخَت ربرًن نكاح األختُت ،فبل بد حينئذ من تلليق -400ومن األمثلة على َّ
الكل حراماً ،وكذلك نكاح األـ وابنتها.
واحدة ببل تعيُت وإال صار ُّ
تعُت ربرًنُ الشيء
وحيث َّ
ُ -401وحيث تعُت وجوب األمر صار ُ
نقيضو حراماً،
نقيضو واجباً.
صار ُ
انًكزوِ
جزـ فـا المكروهُ شرعاً ُج ِعبل طلب الشارعُ ترَكوُ ببل ما َ -402
فاعل يفعلُو
وال يُ َـ ُّـ ٌ تارؾ لَوُ
يمدح ٌ وقيل ما ُ َ -403
يح
الحبلؿ في التسر ِ ِ ِ
كأبغض يح
ويثبت المكروهُ بالتَّصر ُِ -404
اد ُك ْرُىو َّ
ودؿ أنَّما المر ُ ـ ترُكوُ ب ِم ْن َ و ُّ ِ
كل ما طُل َ -405
مفهوـ
ُ خصص ذا فحيث قد َّ تقسيم
ُ --414والشافعية لهم
خبلؼ أولى اجعلْو في التخصيص ِ
تخصيص النهي ببل
يـ ُ --415وإف ُ
ظٍت ،فهو اؼبكروه ربريباً ،وأورد لذلك مثاال :النهي عن لبس اغبرير =
والذىب للرجاؿ ،فقد هنى النيب عنو ،ففي حديث أيب داوود والنسائي
عن علي بن أيب طالب أف النيب قاؿ( :إف ىذين حراـ على ذكور أميت
حل إلناثهم) ،فقد ثبت التحرًن بدليل ظٍت ،ومثلو يف ذلك ربرًن بيع
اؼبسلم على اؼبسلم ،وخلبة الرجل على خلبة غَته.
وأما ما طلب تركو طلباً غَت جازـ ،فهو اؼبكروه تنزيهاً ،وحكمو كحكم
اؼبكروه عن اعبمهور كما أسلفنا.
415-414ػ جعل بعض الشافعية اؼبكروه على رتبتُت:
األوىل :ما جاء دليل النهي فيو ـبصوصا بوقت أو مكاف معُت ،فهو مكروه
كالنهي عن الصبلة يف أعلاف اإلبل.
الثانية :ما جاء دليل النهي فيو غَت ـبصوص بوقت أو مكاف معُت ،فهو:
(خبلؼ األوىل) ،كإفلار اؼبسافر يف رمضاف.
انًثاح
يعرؼ
والترؾ مباحاً ُِ في ِ
الفعل المكلف
ُ -416وكل ما قػد ُخيِّػ َر
يجانف
ُ يــ من
لو ،وال ُّ يمدح المفار ُؽ
ػل ما ال ُ -417وقي َ
كافعل إذا شئت فقد أُبيحا نص بو صريحػاً --418وحيث ما َّ
ونحوه (ال إثم) قد أباحا --419كـاؾ حيث قاؿ ال جناحا
تبيحو كاألكل أو كالزينَ ْة -420واألمر إف ترد بو قرينَ ْة
417و -418اؼبباح ىو ما خَت اؼبكلف بُت فعلو وتركو ،وىو ما ال يبدح على
فعلو وال على تركو.
وقولو :وال يبدح اؼبقارؼ ،أي ال يبدح من يقًتفو ويفعلو.
وقولو :وال يذـ من هبانف ،أراد بو :ال يذـ من يًتكو ويبتعد عنو.
-418وبعد أف أورد تعريف اؼبباح ،شرع يعدد األساليب اليت تفيد اإلباحة:
اإلسلوب األوؿ :النص الصريح على اإلباحة والتخيَت كقولو :افعلوا إف
شئتم.
-419األسلوب الثاين :النص على عدـ اإلمث ،كقولو :ال جناح عليكم ،أوال إمث
عليكم ،كقولو تعاىل { :فاْ خفزُ أال ٠مّ١ب دذٚد هللا فس جٕبح
ثٗالبقرة -229- افزذدسورة
} ػٍّٙ١ب فّ١ب
-420األسلوب الثالث :األمر بالفعل مع القرينة الدالة على أف األمر لئلباحة،
رغشفٛا
يف سورة األعراؼ - } كقولو تعاىلٚ { :وٍٛا ٚاششثٛا ٚال
-31
الحل حيث قصدا ِ
كالصيد بعد ِّ --421واألمر بعد حظ ِرهِ إف َوَردا
حل لكم كـا ا ِإل َما
طعامهم ُّ
ُ صراحاً مثلَمابالحل ُ
ِّ والنص
ُّ --422
نص بها صراحاًما لم يرد ٌّ --423واألصل في األشياء أف تباحا
-421األسلوب الرابع :األمر بالفعل بعد حظر سابق ،كما يف أمره بالصيد يف
فبططبدٚا
فإنو أمر بالصيد ،ولكن } سورة اؼبائدة ٚ { -2 -ئرا دٍٍزُ
األمر لئلباحة وليس للوجوب ،بدليل اغبظر السابق يف قولو تعاىل:
دشِبًا
سورة اؼبائدة -98 - {ٚدشَ ػٍ١ىُ ط١ذ اٌجش ِب دِزُ }
فأفادت اآليتاف ربرًن الصيد على احملرـ ،وإباحتو ؼبن ربلل من إحرامو.
-422األسلوب اػبامس :أف ينص صراحة على اإلباحة ،كقولو تعاىلٚ { :طؼبَ
ٌىُاؼبائدة -4-وكذلك قولو يف ذات
اٌز ٓ٠أٚرٛا اٌىزبة دً} سورة
لجٍىُ
اآليةٚ { :اٌّذظٕبد ِٓ اٌز ٞأٚرٛا اٌىزبة ِٓ} معلوفا
على قولو :أحل لكم الليبات.
-423اإلسلوب السادس :اإلباحة األصلية للفعل ،وىو يف القضايا اليت سكت
الشارع العظيم عن بياف اغبكم فيها ،ومل يبكن معرفة مراده يف بالكتاب أو
السنة أو االصباع أو القياس اعبلي ،فتكوف اؼبسألة مسكوتاً عنها ،وقد
ػٍ١ىُ
فصل اهلل اغبراـ كلو فقاؿٚ { :لذ فظً ٌىُ ِب دشَ } سورة
األنعاـ ،فبقي ما مل يفصلو يف احملرمات داخبلً يف حكم اؼبباح ،واستناداً
على ذلك قرر األصوليوف قاعدة كلية يف الشريعة وىي( :األصل يف األشياء
اإلباحة).
منَّا ولم يَ ِر ْد َك َـا اقترابُ ْو طلب اجتنػابُ ْو
--424وح ُكمو لم يُ ْ
المباح طاعةٌ ِ
هلل ِ ِم َن قصدتَوُ ِ
هلل كل ما ْ
--425و ُّ
بي في ترتيبِ ِو
وخالف ال َك ْع ُّ الحق مأموراً ِبو
-426ولَ ْم ي ُك ْن في ِّ
ال ضر في إتيانها وتركها --427أقسامو ثبلثة أولها
والصباغ والشر ِ
اب ِ ِ
والصيد واللباس والثي ِ
ػاب ِ ِ
كاألكل --428
َّم ِ
وضره محق ٌق محت ُ
ُّ محرـ
--429والثاف ما في أصلو ُ
المشهورْة ِ
األمثلة وذاؾ في للضرورْة ُبيح
َ َ --430لكنو أ َ
الجاىلي دينا
ِّ ما كاف عند المعفو عنو دينا
ُّ والثالث
ُ --431
الطعاـ ٍ
ُ في واحد مثالُوُ األحكاـ
ُ تجتمع
ُ -432وربما
الثالث :ما جاء الشرع بتحريبو وقد كاف قبل االسبلـ فبا اعتاده =
اعباىليوف ،فهو عندئذ حراـ أصبل ،ولكن عفا عنو الشارع فأدرج يف
هبب ما قبلو.
اؼبباح تبعاً ال أصالة ،ألف االسبلـ ُّ
مث أشار يف البيت األخَت إىل أف األحكاـ التكليفية اػبمسة قد تتناوب يف
مسألة واحدة كاللعاـ فإنو يكوف مباحاً يف األحواؿ العادية ولكنو يصَت
فرضاً إذا كاف تركو يفضي إىل موت ؿبقق ،ويصَت مكروىاً إف كاف يفضي
إىل مرض مظنوف ،ويكوف مستحباً إف كاف تركو يؤدي إىل إهناؾ و إرىاؽ،
ويصَت حراماً إف كاف يتسبب يقيناً يف آفة أو مرض.
واألمر نفسو يف الزواج والقتاؿ وغَته من األحكاـ.
انذكى انىضعي
اد
ط إذ ير ُ
والترؾ واإلسقا ُ
ُ اإليبلد
ُ --433تعريفو في اللغة
تعلقت بجعل شيء ما ىنا -434وىو اصطبلحا كلمات ربنا
ب ِ --435شرطاً ٍ
أو مانعاً أو فاسداً فليجتن ْ سبب
لفعل أوصحيحاً أو ْ
القويم ْة
َ فسر على طريقتي يم ْة
-436أو رخصةً في الشيء أو عز َ
-433الوضع يف اللغة يللق على معاف منها :الوالدة والًتؾ ،واإلسقاط ،وذلك
حبسب مراد اؼبتكلم يف مورد السياؽ.
وقوؿ الناظم( :كلمات ربنا) يراد هبا خلاب الشارع :كتابا أو سنة.
فالوقيت :ما ال تبدو فيو حكمة باعثة ظاىرة ،بل ىو ؿبض توقيت ،كالزواؿ =
سبب يف وجوب الظهر ،واؽببلؿ سبب يف وجوب الصياـ. ٌ
واؼبعنوي :ما يستلزـ حكمة باعثة يف تعريفو للحكم الشرعي ،ومثالو:
اإلسكار سبب يف ربرًن اػبمر ،والعقد على ؾبهوؿ سبب يف ربرًن القمار.
وعليو فإنو هبوزالقياس على اؼبعنوي وال هبوز القياس على الوقيت.
448و -449ينقسم السبب من حيث قدرة اؼبكلف على القياـ بو وعدمها إىل
قسمُت:
األوؿ :ما ىو من فعل اؼبكلف وىو مقدور لو ،كالبيع سبب النتقاؿ ملكية
اؼببيع ،وثبوت الثمن ،والقتل العمد سبب لثبوت القصاص.
وقوؿ الناظم ( فخـ لآلخرة ) أراد بو أف اؼبرء مأمور أف يستعد لآلخرة
باجتنابو ما حرـ اهلل ،حيث التكاليف كلها مقدور عليها من قبل العباد.
450و451و -452أراد أف السبب الذي يبلك فيو اؼبكلف اؼبقدرة يكوف على
ثبلثة أحواؿ:
مأمور بو شرعاً ،كالنكاح يكوف سببا يف ثبوت الولد
سبب ٌ األوؿٌ :
= والتوارث.
مثل الزواؿ في الصبلة -453والثاف ليس في يدؾ المقدرْة
ْ..ة أي المسبَّبَ ُ
ات الحاضر
لغيرىا مقصودات
ُ األسباب
ُ -454وإنما
ٍ
مصلحة وإف يكن فيو ببل والسبب المشروعُ ما أدى إلى -455
ُ
فربَّما أدى إلى ِ
إتبلؼ ػاد فػي الفيػافي
-456مثالػو الجه ُ
مفسدةٍ مثل تبنِّي من خبل -457وغير مشروع كما أدى إلى
الثاين :سبب هنى عنو الشارع ،كالسرقة سبب يف وجوب اغبد ،وكذلك =
منهي عنو شرعاً.
قلع اللريق سبب يف ثبوت حد اغبرابة ،مع أف كبلً منها ٌّ
الثالث :سبب أذف بو الشارع إذف إباحة ،كذبح اغبيواف سبب يف صحة
أكلو.
-453القسم الثاين :قسم ليس من فعل اؼبكلفُت ،بل ىو ؿبض وضع إؽبي،
كاؼبوت سبب لنقل اؼبلكية ،والزواؿ سبب لوجوب الظهر ،واغبيض سبب
إلسقاط الصبلة والصوـ.
-454أشار إىل أف األسباب ليست مقصودة لذاهتا ،بل يراد منها إيضاح أحكاـ
اؼبسببات.
455و456و -457التقسيم الثالث للسبب ،حبسب اؼبشروعية وعدمها ،وىو
قسماف:
-1سبب مشروع :وىوما أدى إىل مصلحة يف نظر الشارع ،وإف اقًتنت بو
بعض اؼبفاسد فهي عارضة ،كاعبهاد سبب لنشر الدعوة وىي مصلحة
حقيقية للناس ولو أف البعض يراىا سبباً تزىق بو األنفس .وقولو ( :فيو
= ببل) أي ببلء.
الحكم قسمين على تحري ِرهِ ِ في -485ويقسم السبػب في تأثي ِرهِ
ُ
كالسك ِر في التحر ِيم فهو العلَّ ْة -486مؤثّػ ٌر وذاؾ يدعى العلَّ ْة
ِ
لحكم ذي ِ
كالوقت ليس علةً -460وغير ما أثَّر وىو الـي
فامح الريبا
فإنو قسماف ْ نوع ما تسبَّبا
-461وباعتبار ِ
القم ْر
ىل َ مثالو الصوـ إذا َّ ظه ْر -462أولها لحكم تكليف َ
ِ
كالعتق والبي ِع كـا الزوجيَّة للحل أو الملكيّة ِ
والثاف ِّ -463
-2سبب غَت مشروع :وىو ما أدى إىل مفسدة يف نظر الشارع ،وإف =
اقًتنت بو بعض اؼبنافع العاجلة ،كالتبٍت فإنو سبب غَت مشروع ال
تًتتب آثاره عليو شرعاً ،وىو وإف بدا مفيداً لبعض اليتامى ،ولكنو مؤذ
للمجتمع ؼبا ينشأ عنو من ضياع األنساب وتفرؽ العوائل.
وقولو ( تبنّي من خبل) أشار إىل عادة األمم اػبالية يف إقرار التبٍت.
458و489و -460التقسيم الرابع للسب اعتبار تأثَته يف اغبكم وعدمو ،وىو
نوعاف:
-1السبب اؼبؤثر يف اغبكم ،وىو ما يسميو األصوليوف :العلة ،وىو ما
يكوف بينو وبُت اغبكم مناسبة يدركها العقل ،ويبكن القياس عليها،
كالسكْر سبب ربرًن اػبمرة -أي علتو.-
ُّ
-2السبب غَت اؼبؤثر يف اغبكم ،وىو الذي ال يكوف بينو وبُت اغبكم
مناسبة يدركها العقل ،وال يصلح القياس عليو.
461و462و -463التقسيم اػبامس للسبب اعتبار نوع اؼبسبَّب ،وىو نوعاف:
-1سبب غبكم تكليفي :كالوقت للصبلة واؽببلؿ للصياـ.
-2سبب إثبات أو إلغاء ملك أو حل :كالعتق سبب إلزالة اؼبلكية ،والزواج
سبب ينتج عنو ربليل اؼبعاشرة ،والبيع سبب إلثبات ملك أو إلغائو.
أقساموُ ثبلثَ ْة
ُ بينهما -464وباعتبار مصدر العبلقَ ْة
شرع كالصبلة والزَكا
من حكم ٍ -465أولها الشرعي وىو ما زكى
ِ
كالنقيض ٍ
عقل ِ
حكم عن العقلي وىو ما نَػتَ ْج
ُّ -466وبعدىا
المحبو ْجأو عادةٌ ببل مرا
في ٌ
عرؼ َ -467والثالث العادي وىو ما جرى
حتماً لو الوجود للمسبَّ ِ
ب ِ
السبب -468والزـ عند وجود
حتماً لو الزواؿ للمسبَّ ِ
ب ِ
السبب والزـ عند انعػداـ
ٌ -469
من 464حتى -467التقسيم السادس للسبب وىو تقسيم فلسفي ؿبض ،وىو
حبسب مصدر الرابلة والعبلقة بينو وبُت اؼبسبَّب ،وىو ثبلثة أقساـ:
-1سبب شرعي :وىو ما تقرر بناء على حكم شرعي ،كالنصاب سبب
لوجوب الزكاة ،والوقت سبب لوجوب الصبلة.
-2سبب عقلي :وىو ما تقرر بناء على حكم عقلي ،كالقوؿ بأف الليل
سبب يف انعداـ النهار ،وأف النقيض سبب يف بلبلف نقيضو ،وأراد
بقولو (في المحج) أي يف احملاججة واؼبناظرة.
-3سبب عادي :وىو ما تقرر بناء على عرؼ وعادة ،كما لو قيل :الذبح
سبب يف اؼبوت.
وأشار بقولو ( :ببل مرا ) إىل أف العادة هبب أف تكوف غالبة ببل امًتاء أو
قيود.
468و -469اؼبعٌت أنو يلزـ من وجود السبب وجود اؼبسبَّب ،ومن عدمو عدمو،
وقد سبقت اإلشارة إىل ذلك يف البيتُت 443-442 :فلينظر.
انشزط
ِ
للوجود للحكم شرعاً منو ِ
بالوجود -470والشرط ما الوقوؼ
عدـ ٍ
لحكم ُ من ِ
عدـ الشرط ػزـ
-471وكاف عنو خارجػاً ويل ُ
مختلف فافهمو وافهم فَػنَّوُ
ُ -472وإنو كالركن إال أنوُ
داخل الماىيَّ ْة
َ جاء
كن َ والر ُ خارج الماىيَّ ْة
جاء َ
ط َ -473فالشر ُ
كـلـ السبب في ِ
عدم ِو -474ويلزـ العدـ من ِ
عدم ِو
ُ ُ ُ
-475ولكن يف حاؿ وجوده فإنو ىبتلف عن السبب ،فبينما هبب وجود اؼبسبب
عند وجود السبب ،فإنو الهبب وجود اغبكم عند وجود الشرط.
ِ
واستطب ) أراد بو توجيو طالب العلم إىل الفارؽ الدقيق بُت وقولو ( فتعلَّ ْم
الشرط والسبب فيجب تعلمو لتليب بذلك نفسو.
476و477و -478التقسيم األوؿ للشرط باعتبار ارتباطو بالسبب واؼبسبب:
-1الشرط اؼبكمل للسبب :كاغبوؿ شرط ال بد منو ليكمل السبب وىو
النصاب إذ ال يثبت وجوب الزكاة إال بالنصاب وال يثبت النصاب إال
حبوالف اغبوؿ.
واغبق أف السبب ينلبق سباماً على (ؾبموعة الشروط الصحيحة).وقولو:
(فانجب) توجيو للالب العلم لبلوغ النجابة يف ربصيل العلم.
-2الشرط اؼبكمل للمسبَّب :كاللهارة وسًت العورة مكمبلف للصبلة اليت
وجبت بسبب بلوغ الصيب ،فهي ذبب عليوَ ،ستَػَر العورة أو مل يسًت،
ولكن ال تكمل صبلتو إال بسًت العورة.
479و -480التقسيم الثاين للشرط من حيث جهة اشًتاطو وىو على نوعُت= :
من المكلف الـي لو اشتُ ِر ْط لي وىو ما اشتُ ِر ْطالج ْع ّ
-481وبعده َ
والبيع في استبلمو ونقلِ ِو تقديم ِو في فعلِ ِو
-482كالمه ِر في ِ
مثل البيع حيث أطلقا للشرع َ
ِ وشرطو إف جاء أف يوافقا -483
بكل مشروط ثبلث َعدُّه وباعتبار نوع ما يربطو -484
شرط الصبلة بعد ما ِ
طروء ِ
كالوضوء الشرعي أولها -485
ُّ
ِ
كالفهم في تكليفنا نتاجوُ
ُ العقلي من عقولنا
ُّ وبعده -486
عن عادة كالنا ِر تكوي من َولَ ْج العادي وىو ما نَػتَ ْج
ُّ ثالثها -487
-493والقػػوؿ الثػػاين يف الػمسػػألة ىػػو مػذىب اغبنفية إذ قالوا إف اإليباف شرط يف
سائر التكاليف ،ودليلهم يف ذلك أف الكافر إذا أسلم ال يلالب بقضاء
ب ما قبلو ،وذلك دليل على أنو مل يكن مكلفاً هبا. الصبلة ألف اإلسبلـ َهبُ ُّ
-494ورجح الناظم رأي األولُت ،ووصف دليلهم بأنو منمق-أي ظاىر اعبماؿ-
موضح ،ودفع استدالؽبم بذات اغبديث ،فقولو« :اإلسبلـ هبب ما كاف
قبلو» رواه ابن سعد عن الزبَت ،يدؿ على أهنم كانوا ملالبُت بالتكاليف
أصبل مث خفف ذلك عنهم بدخوؽبم يف اإلسبلـ.
واؼبسألة كما ترى ؿبض خبلؼ لفظي ال طائل ربتو.
انًاَع
حيث يخت
اث ُ كالقتل في المير ِ
ِ الجلي
ُّ الوصف
ُ والمانع -495
ُ
مستفيدهِ
ِ لِ ْطِ وجودهِ
العدـ من ِ
لكل
أفت بو ِّ المنضبِ ْط ُ
ويلزـ
ُ -496
وال وجو ٌد ..فتعلم ال تُػنَ ْم عدـ لو َع َد ْـ يجب من ٍولم ْ -497
عليهما قسمين في تحري ِرهِ ويقسم المانع في تأثي ِرهِ -498
ِ
المحيض كالترؾ للصبلة في ِ
النقيض أولها لحكمة -499
ِ
اؼبكلفة 500ػ األوؿ :اؼبانع الذي هبتمع مع أىلية التكليف ،كاغبيض يلرأ على
شرعاً فَتفع عنها التكليف اؼبوجو إليها يف الصبلةوالصوـ
خصوصا.مع بقاء التكليف عليها يف سوى ذلك.
501ػ الثاين :اؼبانع الذي ال هبتمع مع اغبكم التكليفي ،بل يرفع التكليف كلو حُت
يلرأ ،كالنوـ واعبنوف واإلغماء.
فابق مسلما ) أف يستدًن اؼبؤمن يف سبسكو باإلسبلـ حىت يلقى
وأراد بقولو ( َ
اهلل على التوحيد.
-502الثالث :اؼبانع الذي يلرأ فبل يرفع التكليف ،بل يرفع اللزوـ عنو إىل زبيَت،
كاؼبرض فإنو يرفع وجوب صبلة اعبمعة ،فيكوف أداؤىا حينئذ على
سبيل التخيَت بينها وبُت فرض الظهر.
-503القسم الثاين من أقساـ اؼبانع من حيث تأثَته على السبب والشرط ىو:
ِ
حبكمة السبب.مثالو الدَّين على مالك زبل ٍ
غبكمة ُّ اغبكم اؼبانع الذي يبنع
َ
أحرز السبب اؼبوجز للزكاة ،ولكن بوجود
النصاب ،فهو دبلكو للنصاب َ
ِ
وجوب أداء الزكاة عليو. الدَّين عليو وِج َد اؼبانع الذي وبوؿ دوف ِ
ثبوت ُ
تقسيم خاص للموانع فيجعلوهنا طبسة أقساـ:
ُ -504أخرب أف اغبنفيةَ ؽبم
كإفتاء الصبيحر أو ِ كبي ِع ٍّ أي ِ
سبب انعقاد ِّ -505ما يمنع
َ
غير مالِ ِو ِ
كبي ِع ذي الفضوؿ َ
والثاف ما يمنع من ِ
تمام ِو ُ
ِ -506
ِ
الشرط للمسلَّ ِم مثل خيا ِر ِ
الحكم بدء
َ يمنع َ -507ثالثها ُ
مثل خيا ِر العي ِن في ِ
إلمام ِو -508رابعها يمنع من ِ
تمام ِو
َ ُ ُ
العيب في ِ
لزوم ِو مثل خيا ِر ِ -509والخامس المانع من ِ
لزوم ِو ُ
-505األوؿ :يبنع انعقاد السبب أصبل ،كبيع اغبر ،فاغبرية مانع من انتقاؿ
التملك عن طريق البيع ،إذ ىي مانعة للبيع أصبلً.
-506الثاين :يبنع سباـ السبب يف حق غَت العاقد ،كبيع الفضويل ،فاؼبالك ىنا ـبَت
بُت إسباـ العقد أو إبلالو مع أف العقد قد مت يف حق العاقد.
يبنع ابتداءَ اغبك ِم ،كخيا ِر الشرط للبائع ،فالعقد منعقد يف
-507الثالث :ما ُ
حقِّهما ،ولكن انتقاؿ اؼبلكية فبنوع بسبب اػبيا ِر اؼبشًتط.
-508الرابع :يبنع سباـ اغبكم ،كخيار الرؤية ،فالعقد منعقد يف حقهما ،وانتقاؿ
اؼبلكية صار معترباً لكنو غَت تاـ ،ووبق لصاحب اػبيار أف يفسخ العقد
بإرادتو ،لدى إؼبامو :أي لدى اطبلعو على خفايا وصف اؼبنيع.
-509اػبامس :يبنع من ِ
لزوـ اغبكم ،كخيا ِر العيب ،فالعقد منعق ٌد يف حقِّهما، ُ
فسخ العقد بعد سبامو
وبق للمشًتي ُ وقد انعقد تاماً ،لكنو غَت نافذ ،إذ ُّ
خبيار العيب.
انصذيخ وغيز انصذيخ
ِ
األحكاـ ِ
جميعهم بدءاً من شرع ِ
لؤلناـ األصل ما َ ِ -515في
رخصةٌ معيَّػنَ ْة
وما سواه َ -516فإنو عزيػمةٌ مبيَّػنَ ْة
والتنصيص األصل عليو فهو الترخيص -517وطالػما لم يطرأِ
ُ ُ ُ
أربعةٌ تظهر باطِّ ِ
بلع األنواع
ِ -518وفي العزيمة من
من أوؿ األمر لكل متَّبِ ْع ع
-519فاألوؿ الغالب وىو ما ُش ِر ْ
ِ
التناوء سب أولي كالنه ِي عن ِّ -520والثاف ما شرع للطَّ ِ
وارىء
515و516و -517العزيبة والرخصة من أقساـ اغبكم الوضعي ،وعلى ىذا الرأي
اآلمدي والشاطيب.
ايل و ِّكبار األصوليُت كالغز ِّ
وتعريف العزيبة :ما شرعو اهلل عز وجل ابتداء لعامة عباده من األحكاـ .
وعرفها البعض :اغبكم الثابت الذي خولف لعذر.
وعليو فإف األصل يف األحكاـ العزائم ،مث قد يلرأ عليها ما هبعلها رخصة
لعذر ما.
-518ويدخل يف العزيبة أربعة أنواع:
-519األوؿ :ما شرع ابتداءً لصاحل اؼبكلفُت عامة ،وىو يشمل غالب األحكاـ
الشرعية
ٍ
للارىء ما ،خبلفاً لؤلصل ،كالنهي عن سب األوثاف -520الثاين :ما شر َ
ع
واؼبشركُت يف قولو تعاىلٚ { :ال رغجٛا اٌز٠ ٓ٠ذػ ِٓ ْٛد ْٚهللا
ػٍُاألنعاـ ،-108-وعرب الناظم عنهم ف١غجٛا هللا ػذٚاًا }
ثغ١ش سورة
بقولو ( :أولي التناوء ) أي العداوة .فها ىنا حكم مل يشرع ابتداء ،وإمبا
شرع لسبب طارئ ،ولكنو ال ىبرج عن كونو عزيبة.
العزـ..على ىـا اتَػ َفق ِ َّاسخ للَّـي َسبَ ْق
فالنَّاس ُخ ُ والثالث الن ُ
ُ -521
واج ما ُعلِ ْم كقولِ ِو لدى َّ
الز ِ -522رابِ ُعها استثني ِم َّما قَ ْد ُح ِك ْم
َحبلَّ ساء إالَّػات ِمن نِ ٍ
ت أيمانُكم) أ َما مل َك ْ ( -523والمحػصن ُ َ
أصل ٍ
لدليل ُس ْقتَوُ خبلؼ ٍ ْم الـي أثبتَّوُ والر ْخصةُ الحك ُ
ُّ -524
فـ ْيياسر ِ
ِ مبيح كالَّـي
بن َ ار ُ
عم ُ
أتاهُ َّ عـر ٌ
-525سبَّبَوُ ٌ
اله َو ْى مات ِ المحر ِ األحكاـ ُكلَّها ِس َو ْى
فاترؾ َ ُ َّ حكم
َ َ مل
-526وت َش ُ
521ػ الثالث :اغبكم الناسخ غبكم سابق ،فهو مل ينزؿ ابتداء ،ومع ذلك فهو
عزيبة.
-523-522الرابع :االستثناء الوارد يف حكم سابق ،كما يف قولو سبحانو:
{دشِذ ػٍ١ىُ أِٙبرىُ ٚثٕبرىُٚ ...اٌّذظٕبد
أّ٠بٔىُ23ػ فإباحة
ِٓ إٌغبء ئال ِب ٍِىذ } النساء ػ
التزوج دبا ملكت أيبانكم عزيبة ،وإف تكن مل تنزؿ ابتداء.
-525-524تعريف الرخصة( :اغبكم الثابت على خبلؼ الدليل لعذر).
وأورد الناظم مثاالً لذلك حديث عمار بن ياسر ،حيث عذبو اؼبشركوف،
فلم يكفوا عنو حىت ناؿ من النيب وذكر آؽبتهم خبَت ،فجاء إىل النيب
مذعوراً فقاؿ لو النيب « :مالك؟» قاؿ :ىلكت يا رسوؿ اهلل ،ما تركٍت
اؼبشركوف حىت نلت منك ،وذكرت آؽبتهم خبَت ،فقاؿ لو النيب « :كيف
ذبد قلبك؟» قاؿ :أجده ملمئناً يا رسوؿ اهلل .قاؿ« :فإف عادوا فعد»..
-526وتدخل الرخصة يف سائر األحكاـ التكليفية سوى اغبراـ ،فتدخل يف
الواجب واؼبندوب واؼبباح واؼبكروه.
بـاؾ قَد أقَػ ُّروا ٍ
لميتة َ ضطَُّراألكل لِ َم ْن يُ ْ
ُ فالواجب
ُ -527
ثم المباح والطبيب ِ
ناظ ُر َّدب كالقص ِر لمن يُسافِ ُر
ُ َّ ُ ُ -528والن ُ
ظاىراً إ ْف أ ُْر ِغما
فيو ِ ي ْك ُفر ِ ابع المكروهُ كالنُّط ِْق بِما
-529والر ُ
ُج ِمبل ٍ
فافه ْم لما قد أ ْ أ َْربعة َ الرخصةُ أنواعاً على
-530وتُ ْج َع ُل ُّ
الع ِ
باد ثُ َّم لَ ْم يَحيفا عن ِ ط التكليفا أس َق َ
َّ -531أولُها ما ْ
كاأل ْك ِل للميتَ ِة إف تحتَّما محرما
أصلو َّ -532عن كونِو في ِ
ْ
أِ
ُرغ َم أ ْف يك ُف َر فلي ْقتَل إِذاً ورجحوا األّ ْخ َـ بها إالَّ إذا
َّ -533
-527مثاؿ الواجب يف الرخصة األكل من اؼبيتة ؼبن يضلر ،فهو واجب عليو،
ولو أف جائعاً يف برية مل يكن حولو إال غبم ميتة فًتكو حىت ىلك ،مات
آشباً ،لًتكو الرخصة الواجبة.
-528مثاؿ اؼبندوب يف الرخصة قصر الصبلة للمسافر ،وىو مذىب الشافعية،
واختار اغبنفية الوجوب يف رخصة القصر.
مثاؿ اؼبباح يف الرخصة نظر اللبيب إىل العورة فهي مأذوف هبا شرعاً ولكن
على سبيل اإلباحة ال الندب وال اإلهباب.
-529مثاؿ اؼبكروه يف الرخصة النلق بكلمة الكفر حاؿ اإلكراه ،فهي رخصة
مأذوف هبا شرعاً ،ولكن األحب إىل اهلل الصرب على اإلكراه ،وعدـ النلق
بكلمة الكفر.
-530والرخصة على أربعة أنواع
-533-532-531األوؿ من أنواع الرخصة :ما سقلت فيها اؼبؤاخذة عن
العباد ألعذارىم مع بقائها حراماً يف األصل ،كاألكل اؼبيتة للمضلر،
= والنلق بكلمة الكفر للمكره.
صراحاً مع ِ
قياـ َسبَ ٍ ِ -534
ب ُ والثاف ما َج َعلَوُ ُمباحاً
كالفطْر في سف ِرهِ في ِ
يوم ِو ِ لحكم ِو
ِ موجب مع التَّراخي
ٌ َ -535
عما يُِه ُّم أ ْشغَلَ ْو
إالَّ إذا َّ ضلَ ْوالم َف َّ -536فها ُىنا العزيمةُ ُ
فهو مجازاً رخصةٌ قَ ْد ُج ِعبل وخ ِم ْن ِ
شرع األلى س ُ الم ْن ُ
والثالث َ
ُ -537
ف ُك ْن لما أذ ُكرهُ َس ِم ْيػ َعاً يجوز فِ ْعلُها ت ْش ِر َيعاً
والُولَى ُ -538األ
فـاؾ فانْظُ ِر رخصة َ ٍ مجاز ص ِر
َ ْم ال َق ْ األحناؼ حك َ ُ -539واعتبَػ َر
صةُ التي بها تَػنَػ َّزال يجوز عن َد ُىم أَ ْف تُك ِ
فالر ْخ َ
ُّ ْمبل ْ -540وال ُ
وىذا النوع من الرخص يستحب األخذ فيو واستثنوا منو حالة واحدة وىي =
حالة اإلكراه على الكفر فقد تقرر أف الصرب أفضل.
-536-535-534الثاين من أنواع الرخصة ىو الرخصة اليت ذبعل الفعل يف
حكم اؼبباح خبلؿ فًتة العذر اللارئ ،ولكن اغبكم ٍ
باؽ مًت ٍاخ غبُت زواؿ
العذر ،كاإلفلار يف السفر ،فقد شرع اإلفلار للعذر مع بقاء اغبكم وىو
الصياـ مؤجبلً غبُت زواؿ العذر ،ويف ىذه اغبالة فالعزيبة أفضل إال إف كاف
يناؿ اؼبكلف هبا حرج أو ضيق.
-538-537النوع الثالث من أنواع الرخصة :ما جاء رافعاً ؼبشقة كانت حكماً
مقرراً يف شريعة سابقة ،كنسخ قص موضع النجاسة كما كاف مشروعاً لدى
بٍت إسرائيل ،وىذه تسمى رخصة ؾبازاً ،وال هبوز األخذ باألصل اؼبنسوخ
ألنو ليس من شريعتنا.
-540-539أضاؼ اغبنفية نوعاً رابعاً للرخصة وىو :ما سقط عن العباد بإخراج
سببو ،ومثَّلوا لذلك بقصر الصبلة للمسافر ،فالعزيبة عندىم ىنا ال هبوز
فعلها وىي إسباـ الصبلة يف السفر ،ألف الرخصة ىنا حكم مبتدئ ثبت
= بالنص بعد زواؿ السبب اؼبوجب لئلسباـ وىو اإلقامة.
صلُوا والشاطبِي لَخ َ
َّص ما تَػ َو َّ َّ َّل
-541واختلَفوا أَيُّهما يُػ َفض ُ
القيم ْة ِ َ -542
عظيم َ دليلُ ُه ْم حقاً ُ يم ْة
العز َ رج ُحوا َ يم ْن َّ
فقاؿ ف َ
فاسم ِع
وتثبت الرخصةُ فيها َ ُ -543فأ ََّوالً ثبوتُها بال َقطْ ِع
ض بها اتِّفاقَاً والرخص عا ِر ٌ
ُ عمومها إِطبلقاً -544وثانياً ُ
بِها كما النَّبِ ُّي عن َد صب ِرهِ بالصب ِر مثل أم ِرهِ
َْ وأمرهُ َّ ْ ُ ُ -545
َّمايُ ِع ِ الـ َرائِ ِع
-546وأخ ُـىا يَقضي على َّ
وتَػ ْرُكها يُػ ْفضي إلى الت َ
فيف
سفاؼ والتَّ ْخ ُ ال الهو ُف وا ِإل ُ التكليف
ُ الشرائِ ِع
َص ُل في َّ -547واأل ْ
ويللق اغبنفية عليها زبلصاً :رخصة إسقاط. =
-541اختلف األصوليوف يف تفضيل الرخصة والعزيبة ،وقد أصبل الشاطيب كبلً من
اؼبذىبُت وأورد األدلة عليو.
-543-542أورد الشاطيب أوالً أدلة ترجيح العزيبة فقاؿ:
1ػ العزيبة ثابتة قلعاً وبسبب قلعي ،أما الرخصة فإهنا وإف ثبتت بدليل
قلعي ولكن سببها مظنوف غَت منضبط وىو اؼبشقة.
2 -544ػ العزيبة حكم عاـ يف الناس ،والرخصة جواز طارئ ،وال شك أف الدخوؿ
يف ما عليو األمة خَت من االنفراد باألعذار.
3 -545ػ إف اهلل عز وجل أمر بالصرب يف ربمل التكاليف (فاصرب غبكم ربك)
وأمره بالصرب على التكاليف دبثابة أمره بالعزائم دوف الرخص.
4 -546ػ إف األخذ بالعزائم ضمانة حقيقية لسد الذرائع ،بينما يؤدي تتبع الرخص
إىل التهاوف أحياناً يف بعض شرائع الدين.
5 -547ػ إف األصل يف الشريعة ىو التكليف ،وىو خبلؼ ما يهواه اإلنساف
غالباً من التهوين والتخفيف ،والتكليف أقرب إىل العزيبة من الرخصة.
بخم َس ِة
فَ َـلَّلُوا مثلَ ُه ُم ْ ص ِة أخ ُـوا بِ ُّ
الر ْخ َ الـين َ
َّ -548أما َ
بلـ ِ
القرآف وا ِإل ْس ِ في ِ
شرعة -549فالظَ ُّن كال َقطْ ِع لدى األ ِ
َحكاـ
ِ
صوا
نص ُ
العموـ ىكـا قد َّ على ص
ص ُ الم َخ َّ
َّـ ُ -550وإنَّما يُػ َقد ُ
صالر َخ ْ
ب أَ ْف تُؤتَى ُّ وربُّنا يُ ِح ُّ ص ِ
ِّين يُ ْس ٌر فيو نَ ْ
َف ىـا الد َ -551وأ َّ
فاعم ْل لما يقص ُدهُ اللَّطيف َ التخفيف
ُ وأف قص َدهُ بِها َّ -552
بالس ِ
بلمة الكفيل َّ وفِعلُها ػآم ِة ِ
ُ -553وترُكها يُودي إلى الس َ
الش َقةَ وارفَ ِع ِ
الم َراْ فَػ َق ِّد ِر ِّ َّرجيح ِمثْػلَ َما تَػ َرى
-554وإِنَّما الت ُ
5 -553ػ إف اجملاىدة اؼبستمرة للنفس بقصد اؼبداومة على العزائم تودي باإلنساف
إىل اؼبلل والسآمة ،ولكن ترويض النفس على العزائم مع األخذ بالرخص يف
اؼبشقات ىو الكفيل بالسبلمة.
-554واغبق أف األدلة متكافئة ،وعلى اؼبرء أف يكوف فقيو نفسو ،فالرخصة والعزيبة
متناوبتاف ،وليس فيها حكم واحد ،بل تقدر كل منهما حبسب ظروؼ
اؼبكلف واستعداده.
انفصم انثاَي :انذاكى
فاح ُك ْم بِ ِه ْم كما أر َ
اد اهللُ -555والحاكِ ُم ُّ
الحق ُى َو ا ِإللَوُ
السيِّ ِد الع ْدنَ ِ
اف أو في ِ ِ
كبلـ َّ َ القرآف -556وربَّما يَظ َْه ُر في
فكلُّهم يبيِّنو َف قَ ْ
ص َدهُ العلماء بَػ ْع َدهُ ِ
-557أو في اجتهاد ُ
بل
صْ حمن ثُ َّم فَ َّ
الر ُ
أج َملَوُ َّ
ْ وجاء في قُرآنِنَا ُم َّ
فصبلً َ -558
صبلْ
َحكاـ أو َم ْن فَ َّ
أظهر األ َ
َم ْن َ -559وجائُِز إطبلقُوُ أيضاً على
-555اغباكم دبعٌت واضع األحكاـ ومنشئها وىو اهلل عز وجل ،ال ىبالف أحد
من أىل اؼبلة يف ذلك ،وقد أُمر النيب صراحاً بذلك يف قوؿ اهلل عز
أ٘ٛاءُ٘
وجلٚ { :أْ ادىُ ث ُٕٙ١ثّب أٔضي هللا ٚال رزجغ }اؼبائدة
()49
-556وإف مظهر إرادة اغباكم سبحانو وتعاىل يُعرؼ يف صريح القرآف الكرًن الذي
ىو كبلـ اهلل عز وجل ،ويعرؼ كذلك من خبلؿ سنَّة النيب اليت ىي
بياف لوحي إؽبي غَت متلو أنزلو اهلل عز وجل على قلب نبيو.
-557كذلك فإف اجتهاد العلماء سواء كاف إصباعاً أـ قياساً ما ىو إال جهد
يبذلونو يف سبيل الكشف والبياف عن إرادة اهلل سبحانو وتعاىل الذي ىو يف
النهاية اغباكم اغبقيقي يف اإلسبلـ.
-558أراد أف البياف اإلؽبي لؤلحكاـ جاء مفصبلً يف القرآف الكرًن ،أو ؾبمبلً يف
القرآف مفصبلً يف السنَّة.
-559ويللق اغباكم ويراد بو أيضاً من أدرؾ األحكاـ وفصلها وكشف عنها.
فيع وذاؾ بع َد أَ ْف أتَى َّ ص ُل ُى َو التَّ ْش ِريْ ُع ِ
الش ُ َ -560فالحاك ُم ال َف ْ
فقيل ال حاكِ َم ُمطلقاً َوفَ ْى المصطَفى ِ
َ قبل مجيء ُ -561واختَلفوا َ
الـين اعتَػ َزلػوا َّ
بأنَّوُ ُ
العقل كما قَ ْد فن ُدوا فأك ُدوا َّ -562أما َ
ِّي العقل فَد ْع َ ِوالقبح في ِ الح ْس ِن ِ
ـ من ْ ِ أمر ُ ب الخبلؼ ُ وسبَ ُ
َ -563
-560وال خبلؼ بُت األصوليُت فيما قدمناه ،من أف اغباكم اغبق ىو الشارع
العظيم سبحانو وتعاىل ،فيجب على العباد اتباع أمره وإرادتو كما بينها
اؼبصلفى بعد بعثتو.
-562-561وقع اػببلؼ بُت األصوليُت يف معرفة اغباكم الذي يلزـ اتباعو شرعاً
قبل بعثة النيب على قولُت:
األوؿ :إنو ال يوجد تكليف بدوف ؾبيء األنبياء ،لتعذر معرفة حكم اهلل
سبحانو بدوف ىدى من األنبياء ،وقولو( :ال حاكم مللقاً وىف) أي واىف
دبعٌت جاء .وىذا ىو قوؿ أىل السنة واعبماعة.
الثاين :اغباكم اغبق ىو اهلل عز وجل ،وإرادتو إما أف يبديها الكتاب بعد
النبوة ،أو العقل قبل ؾبيء األنبياء .إذ العقل أىل لفهم مراد اهلل وأمره.
وىذا ىو قوؿ اؼبعتزلة.
وقولو ( :كما قد فندوا ) إشارة إىل أف دعوى اؼبعتزلة ىنا تفنيد وادعاء ال
دليل عليها.
-563أشار إىل أف اػببلؼ اؼبتقدـ سببو اختبلفهم يف مسألة :ىل اغبسن
والقبح أمر عقلي أـ شرعي
وقولو ( :فدعـ مني ) أشار إىل أف ىذه اؼبنظومة يف أصوؿ الفقو ليست
ؿببلً لبلختبلؼ يف ىذه اؼبسألة ،بل هبب إحالتها إىل كتب العقائد.
خبلؼ ىائِل فأثْبِ ِ
ت ِ
فيو -564وىل يحاسب أىػالي ال َف ْترةِ
ٌ ٌ ُ َ
محسن مسيئُػ ُه ْم
ٌ فَػ ُه ْم سواءٌ -565فاألشعريو َف نفوا تكل ْيػ َف ُه ْم
فص ْ بالعقل كما بِ َـا و ِ
ُ ِ وليس الش ْرع عُ ِر ْ
ؼ والقبح ِم َن َّ
ُ والح ْس ُن
ُ -566
ونُِقلَ ْ ِ
ت م ْنػ ُه ْم إِلينا َ
الم ْسأَلَ ْة المعتزلَ ْةف الجماعة ُ -567وخالَ َ
حتماً ولَ ْو لَ ْم يأت ِه ْم ِم ْن ُم ْر َس ِل تكليف ُك ِّل عاقِ ِل
َ فأوجبوا
َ -568
فتابع لَوُ ومكتَ ِش ْ َّ الع ْق ِل ُع ِر ْ ِ
فالشرعُ ٌ ؼ والقبح م َن َ
ُ والحسنُ -569
فقاؿ اؼباتريديوف :إف اإلنساف مكلف باإليباف باهلل ،فإف كفر أو أشرؾ فإنو
ؿباسب مسؤوؿ ،سواء جاءه نذير أو مل يأتو نذير ،إذ اإليباف ال ىبتلف يف
حسنو عقل وال شرع.
-578قد يكوف الفعل احملكوـ فيو تكليفياً وذلك إذا ظباه الشارع واجباً أو مندوباً
أو حراماً أو مكروىاً أو مباحاً ،وقد يكوف وضعياً وذلك إذا ظباه الشارع
سبباً أو مانعاً أو شرطاً.
-579اشًتط األصوليوف يف ثبوت الوصف الشرعي على اغبكم وترتب أثره عليو أف
يعلم بو اؼبكلف تفصيبلً.
-580واشًتطوا كذلك أف يكوف اؼبكلف عارفاً بأف التكليف صادر عن اهلل عز
وجل ،فبل يكفي أف يعلم أف الزنا فبنوع ليصَت ؿباسباً عليو بل ال بد من أف
يعلم أف ذلك ىو حكم اهلل وإرادتو.
-581واشًتطوا أيضاً أف يكوف اؼبكلف قادراً على فعلو وعلى تركو بإرادتو دوف
إعباء أو اضلرار.
لِ ِف ْعلِ ِو لَ ْم يَ ِجدوا َسبيبلً -582فبل يُ َكلَّ ُفو َف ُمستحيبلً
فأمرُى ْم لِ َربِّ ِه ْم ِ
وتَػ ْرك ِه ْم ُ فعل غي ِرِى ْم
-583والَ يكل ُفو َف َ
دفعاً وجلْباً ..إ ْذ ىم لَن ِ
يقدروا ُُ ْ َ -584وال يُ َكلَّ ُفو َف ما قَ ْد فُ ِط ُروا
ص َداْ لمختَ ٍ وأوِؿ ِ
ف لوُ اإللوُ قَ َ حيث َوَر َداْ
الظاىر ُ ِّ -585
األوؿ :ال يصح شرعاً التكليف باؼبستحيل الذي ال هبد اؼبكلف سبيبلً فبكناً
لفعلو.
الثاين ال يكلف اؼبرء بفعل غَته أو بًتكو ،فاؼبرء ال يسأؿ إال عن نفسو.
وصباع ىذه األمرين يف قولو تعاىل { :ال ٠ىٍف هللا ٔفغبًا ئال ٚعؼٙب ٌٙب
اوزغجذ
البقرة ()286 ِب وغجذ ٚػٍٙ١ب ِب } سورة
الثالث :ال يكلف اؼبرء شرعاً بفعل أو ترؾ ما ىو مفلور عليو كحمرة الوجو
عند الغضب ،واغبزف عند اؼبصيبة ،واللوؿ والقصر والبياض
والسمرة إىل غَت ذلك..
-585أشار إىل وجوب تأويل كثَت من النصوص عن ظاىرىا إذا أونبت نفي ما
ٚأٔزُ رّٛرٓ ئال {ٚال تعاىل: قولو فمثبلً بيناه،
ِغٍّْٛآؿ عمراف ( ،)102ظػاىره تكليػف بتحصيػػل حكم حػاؿ
}
الػمػػوت ،مع أف ساعة األجل =
حصوؿ ِ
شرط الشرع موقنينا ِ
األحناؼ يشرطونا وأكثر
َ ُ -586
خبلؼ جا ٍر
ٌ بالفرع في الدين؟..
ِ التكليف للكفا ِر
ُ 587فهل جرى
ال يعلمها اؼبكلف وىذا تكليف باؼبستحيل .ولكن مراد اهلل سبحانو أف =
يستدًن اؼبرء على االستقامة حىت تلزمو حاؿ اؼبوت.
وقولو سبحانوٌ { :ى ٟال رأعٛا ػٍِ ٝب فبرىُٚ ،ال رفشدٛا ثّب
آربوُ اغبديد ( )23ظاىره النهي عن الفرح عند النعمة ،وىو أمر فلري
}
ال يبلك اؼبرء أف يتحكم فيو ،ولكن اؼبراد من النهي ىنا ىو النهي عن
تبعات اغبزف من الللم والنواح ،وتبعات الفرح من األشر والبلر ،وذلك
مقدور لئلنساف.
بالعاد ْة
يفعلُها جميعهم َ -588وُكلِّفوا مشقةً َ
معتاد ْة
الش َّق ْة
فضل اإللو عند بعد ُّ َ
َّ
المشق ْة ت شديدةُ
ِّص ْ
-589ورخ َ
ت ما ِىيَّتَوُ فمنو ما
نظر َ
ْ المحكوـ فيو حيثما
ُ وقس َم
ِّ -590
كشرب أو ِشفا ٍ كأكل أو شرعاً ٍ حساً وانتفى ِ
-591رأيتو ُوج َد ّ
منو كما الزنا بأي وض ِع حكم شرعيب ٌ -592وربما ُسبِّ َ
الحج إذا ما قد قُ ِ
ص ْد مثالُوُ ُّ والشرع ُو ِج ْد
ِ بالحس
ِّ -593وربما
أحكاـ تَ ِر ْد
ٌ ورتبت عليو والشرع ِ
وج ْد ِ بالحس
ِّ -594وربما
والتمليـ والحوالَ ْة
ُ والبيع
ُ النكاح واإلقالَ ْة
ُ -595مثالُوُ
الثالث :ما وجد حساً وشرعاً ،وال يًتتب عليو حكم شرعي آخر .كاغبج =
والزكاة.
الرابع :ما وجد حساً وشرعاً ،وترتب عليو حكم شرعي آخر .كالنكاح
والبيع والتمليك واإلقالة واغبوالة ،فكل واحد منها لو وجود شرعي
إذا ربقق بشروطو وأسبابو ترتب عليو حكم آخر.
-597-596واغبنفية يقسموف احملكوـ فيو باعتبا ِر ما يضاؼ إليو إىل أربعة أقساـ:
خالص هلل كالصبلة والصياـُّ ،
وحد شرب اػبمر والزنا ،فيجب ٌ حق
األوؿٌّ :
وبق ٍ
ألحد إسقاطُو ،ولكن هبب درؤه على اغباكم شرعاً إنفاذُه ،وال ُّ
بالشبهات.
وقولو (ومالو تناىي ) أراد بو أنو ليس لئلنساف أف يتنازؿ عنو ألف اغبق فيو
هلل عز وجل ال يتناىى إىل غَته= .
كل ِ
قاتل سادسها حرما ُف ِّ
ُ ِ
الصائل وقطع
والخامس الزنا ُ
ُ -606
المقبوض ْة
َ الغنائم
ُ ثامنها المفروض ْة
َ سابعها الكفارةُ
ُ -607
فأمره لَوُ ببل نواىي -608وقِسمها الثاني ِ
لعبد اهلل
ُ ُْ
وإف يشأْ يترُكوُ فـا ىو شاء أو يأباهُ
-609يسقطُوُ إف َ
من 598إلى -607مث ىذا القسم شبانية أنواع عددىا الناظم مث أورد عليها =
األمثلة يف أبيات مستقلة:
-1عبادات خالصة هلل ،ما فيها معٌت اؼبؤونة وال العقوبة .كالصبلة
والصياـ.
-2عبادات فيها معٌت اؼبؤونة ،واؼبؤونة :الكلفة.كصدقة الفلر
الع ْشر يف األرض الزراعية.
-3مؤونة فيها معٌت العبادة ،كدفع ُ
-4مؤونة فيها معٌت العقوبة كاػبراج.
-5عقوبة كاملة ،كحد الزنا والسرقة وقلع يد الصائل إذا سرؽ.
-6عقوبة قاصرة ،كحرماف القاتل من اؼبَتاث ،فهي عقوبة قاصرة على
اؼباؿ دوف البدف.
-7حقوؽ دائرة بُت األمرين ،كالكفارات فيها معٌت العقوبة ومعٌت العبادة.
-8حق قائم بنفسو ،كدفع اػبمس من اؼبغنم.
-609-608القسم الثاين من أقساـ احملكوـ فيو عند اغبنفية ىو :حق خالص
للعبد يبلك رفع الدعوى لو ،ويبلك إسقاطو والعفو فيو ،وىواغبقوؽ اليت
تتعلق هبا مصلحة اؼبكلف الدنيوية ،كحرمة مالو.
يغلب ُّ
حق ربنا فليعلما ُ -610والثالث اجتماعها وإنَّما
حقهم بها فليعلمايغلب ُّ اجتماعها وإنما
ُ -611والرابع
يفه ُم
القصاص وىو َ
ُ ابع
والر ُ وذاؾ يعلَ ُم
القـؼ َ
ُ فالثالث
ُ -612
-615الشرط األوؿ :أف يكوف قادراً على فهم دليل التكليف ،سواء كاف قادراً
على فهمو من النص مباشرة ،أو من خبلؿ السؤاؿ والتعلم.
-616وال يكمل الشرط األوؿ إال إذا كاف اؼبكلف عاقبل فانباً للخلاب ،وال
يسمى اؼبرء عاقبلً إال إذا بلغ سن البلوغ ،والبلوغ عند اعبمهور يعرؼ
باالحتبلـ من الرجل واغبيض من اؼبرأة ،أو ببلوغو طبس عشرة سنة قمرية.
-617أخرب أف سن البلوغ عند أيب حنيفة ىو شباف عشرة سنة للرجل بزيادة ثبلثة،
وذلك زبفيف من اؼبوىل سبحانو وتعاىل ورضبة .وسبعة عشرة سنة للمرأة.
وخ ْـ فروعاً بعد ذا تكو ُف
ُ -618وال تكلِّ ْ
ف من بو جنو ُف
مكلف صوابا
ٌ لو كافراً تصوَر الخطابا
-619فكل من َّ
والصواب
ُ فاألصل
ُ الصبي
ْ إلى الخطاب
ُ -620وحيثما توجو
المـىب
ُ ومثلُوُ المجنو ُف وىو ب
الولي يطلَ ُ
-621بأنو من ِّ
المنن
يترجموه أو تصلهم ْ -622وال يكلف األعجاـ قبل أ ْف
أىبلً لما كلَّ َفوُ يَقينَا -623وشرطُوُ الثاني بأ ْف ي ُكونَا
وصالح أيضاً لِبللْتز ِاـٌ لئللز ِاـ
من يصلُ ُح َ واألىل ْ
ُ -624
-630القسم األوؿ :تكوف األىلية عديبة بالكلية من حيث األداء ،فبل يثبت
بكبلـ اإلنساف وتصرفاتو شيء ،وىي خاصة باللفل قبل التمييز ،واجملنوف،
فسائر العقود والتصرفات منها باطلة النعداـ أىلية األداء أصبلً.
-631القسم الثاين :أىلية األداء الناقصة ،وتكوف كذلك يف اؼبعتوه ،ويف اللفل
اؼبميز إىل بلوغو ،وفيها تصح منو التصرفات النافعة لو نفعاً ؿبضاً ،كقبوؿ
اؽبدية والوصايا واؼبواريث ،وتقع باطلة كل التصرفات الضارة بو ضرراً ؿبضاً
كالتربع منو وإسقاط حقوقو ،وينعقد موقوفا كل تصرؼ منو يكوف دائراً بُت
النفع والضرر إىل حُت بلوغو أو إجازة وليو فيما وبق لو أف هبيز.
-632القسم الثالث :أىلية األداء الكاملة ،وىي تثبت لكل بالغ عاقل ،وفيها
تثبت كل تصرفاتو ويكوف مسؤال عنها قضاء وديانة.
وقولو ( :فإنو بزغ ) إشارة إىل أنو بلغ مبلغ الرجاؿ ببزوغ الشعر يف مواضع
ظهوره من الرجاؿ.
-634-633وبعد أف تثبت األىلية كاملة لئلنساف فإف شبة عوارض قد تزيلها أو
تنقص منها ،وىي على ثبلثة أنواع:
أوالً -عوارض تزيل أىلية األداء بالكامل كالنوـ واعبنوف واإلغماء واإلكراه،
ويف ىذه اغبالة فإف كل تصرفاتو تقع باطلة ال أثر ؽبا.
اد لَ ْو
فاقبلْو إف ن َف َعوُ وز َ العتَ ْو
مثل َ
أنقصها ُ
-635وربما َ
غرِـ
وم َ
ٍ ٍ
َك َس َفو وغفلَة َ ِ
الحكم بعض
غير َ
-636وربما َ
تنقص أىلية األداء ،كالعتو ،وىنا يكوف اؼبكلف كاؼبميز قبلارض ُ -635ثانياً -عو ٌ
يضره ضرراً البلوغ ،يصح من تصرفاتو ما ينفعو نفعاً ؿبضاًِ ،
ويبل ُل ما ُّ
ؿبضاً ،وينعقد موقوفاً ما كاف دائراً بُت اغبالُت.
-636ثالثاً -عوارض ال تزيل األىلية وال تنقصها ،ولكن تغَت بعض األحكاـ
اؼبًتتبة عليها كالسفو والغفلة والوقوع يف اؼبغارـ ،فللقاضي أف وبجر على
السفيو ،وتتحوؿ ذمم الغارمُت إىل غَتىم بالتربع وأشباه ىذه اؼبسائل.
خاتًح
مفهوم ْة نظمتُها واضحةً المنظوم ْة -637وىكـا قد ِ
تمت
َ َ
والعفو واإلكر َاـ واإلحسانَا َ الثواب والغفرانَا
َ -638أرجو بها
أنار دربَنا لنا
لكل من َ الجميل والثنا
َ الشكر
َ -639وأرفع
أنار لي دربي وأحيا قلبي -640أولهم أستاذي المربي
األفاضل األبر ُار
ُ وصحبوُ إمامنا وشي ُخنا كفتارو
ُ -641
637إلى -639سبت حبمد اهلل منظومة اؼبعتمد يف أصوؿ الفقو وعدة أبياهتا أربعة
وأربعُت وستمائة بيت وقد مت نظمها حبمد اهلل عاـ 1983يف جامع الزىراء
دبزة دمشق.
-641-640خص بالشكر ىنا ظباحة الشيخ كفتارو وإخوانو وصحبة األبرار،
والشيخ أضبد كفتارو ىو شيخ اؼبسلمُت يف الديار الشامية ولد عاـ 1912
ألبوين فاضلُت ،كاف أبوه الشيخ أمُت كفتارو علماً من أعبلـ اؽبدى والعلم
يف ببلد الشاـ ،وقد أسندت إليو مشيخة اللريقة النقشبندية بعدوفػػاة شيخو
العػػارؼ باهلل الشيخ عيسى النقشبندي ،فأدبو بآداب اللريقة واغبقيقة،
وعلمو علوـ الشريعة ،وعٍت بو عناية فائقة ،فنبغ منذ صغره يف سائر العلوـ
الشرعية ،حيث حفظ القرآف الكرًن على يد مقرىء الشاـ الكبَت الشيخ
ؿبمد سليم اغبلواين مث لزـ كبار علماء الشاـ فحصل منهم العلم الغزير،
وبدأ بتأسيس حركة هنضة اسبلمية قوية فأسس عاـ 1959صبعية األنصار
اػبَتية اليت ال زالت تعترب رائدة اؼبؤسسات العلمية والًتبوية يف الشاـ ،مث
انتخبو علماء سوريا مفتياً عاماً لسوريا عاـ = 1964
كما مت انتخابو رئيساً جمللس اإلفتاء األعلى ،وقاـ بتأسيس عدد من اؼبعاىد =
الشرعية ومدارس القرآف الكرًن ويف عاـ 1975قاـ بافتتاح ؾبمع أيب النور
اإلسبلمي يف دمشق ،وفيو أوؿ جامعة يف سوريا متخصصة بالدعوة
اإلسبلمية وقد تعاظم تأثَت ىذه اعبامعة وأثرىا وأصبحت سبنح درجة
الدكتوراة يف الشريعة اإلسبلمية وزبرج هبا لببة من خيار الدعاة إىل اهلل عز
وجل يف سوريا ،كما أحدث معاىد متخصصة للدعاة اإلسبلمُت القادمُت
من بلداف إسبلمية خصوصاً من صبهوريات اإلرباد السوفيايت اؼبستقلة ،وقد
شرع بدءاً من عاـ 1991يف إحداث معاىد شرعية يف تلك الببلد فأسس
أكثر من طبسة عشر معهداً خارجياً يف ـبتلف بلداف العامل ،كما شارؾ يف
نشاط واسع على اؼبستوى العاؼبي ،ووجو مساعيو كبو ربقيق الوحدة
اإلسبلمية مث االنلبلؽ إىل األخوة اإلنسانية وتفاىم أبناء الديانات وقبح يف
ىذا اؼبسعى قباحاً عظيماً ،ومت انتخابو رئيساً جمللس الديانات العاؼبي الذي
نادت إليو األمم اؼبتحدة ،وانعقد يف الربازيل ضمن نشاط قمة األرض
التارىبية يف عاـ 1991ـ.
وقد أسس منهجو على أساس العلم والسلوؾ ،فحافظ على طريقة األقدمُت
يف االىتماـ بعلوـ السلف وأمر بالعػودة إىل مصنفاهتم يف ذلك ،وأمر
بالعناية باعبانب الروحي يف إعداد طالب العلم وتربيتو وتزكيتو.
ومن نشاطو العلمي تفسَت القرآف الكرًن فقد قاـ بتفسَت القرآف الكرًن يف
ؿباضرات كبَتة يف أكرب مساجد دمشق كاألموي ويلبغا وتنكز وأبوالنور،
واستوىف تفسَته أربع مرات ،وقاـ تبلمذتو جبمع ىذه الدروس النافعة وىي
= تصدر قريباً ملبوعة بعوف اهلل.
ِ
أستاذنا محمد الزحيلي ِ
األصيل للمؤص ِل
ِّ -642كـاؾ
شيخاً بو اقتدى المريد واحتـى -643جزاىم الرحمن خير ما جزى
ِ
والختاـ في البدء والموضوع -644والحمد هلل على ِ
التماـ
كما قاـ برواية سَتة النيب وربليلها ربليبلً دقيقاً بارعاً خبلؿ ست =
سنوات وقاـ إخوانو جبمعها وهتذيبها يف كتاب ـبتصر وىو ملبوع ومتداوؿ
ينتفع بو الناس اليوـ بعنواف سَتة رسوؿ اهلل.
انظر كتايب كفتارو رسالة التجديد.
642ػ وخص بالشكر أيضاً العامل ِّ
اؼبتبحر الشيخ الدكتور ؿبمد الزحيلي األستاذ يف
كلية الشريعة ويف اجملمع اإلسبلمي يف جامع أيب النور بدمشق ،والشيخ
ؿبمد الزحيلي من مواليد مدينة دير علية 1941وتقع على بعد 90كم
مشاؿ دمشق ،وينتسب إليها صباعة من أىل العلم والفضل ،على رأسهم
الشيخ عبد القادر القصاب ،وقد حصل الدكتور الزحيلي على درجة
الدكتوارة يف الفقو اإلسبلمي اؼبقارف من كلية الشريعة باألزىر عاـ ،1971
مث عُت أستاذاً يف جامعة دمشق ويف اجملمع اإلسبلمي يف جامع أيب النور،
وصدرت لو عدة أعماؿ علمية نعد منها :مرجع العلوـ اإلسبلمية ،وتعريف
عاـ بالعلوـ الشرعية ،وعلم أصوؿ الفقو الذي قامت اؼبنظومة أصبلً عليو.
والدكتور الزحيلي مبوذج يقتدى بو يف السلوؾ والتواضع واػبلق الكرًن أطاؿ
اهلل يف عمره ونفع بو اؼبسلمُت كما نفعنا بو آمُت.
644-643ػ ختم الناظم منظومتو بالدعاء ألشياخو وأساتذتو كما يقتضيو الوفاء
واالعًتاؼ باعبميل.
واختتم باغبمد هلل على سباـ اؼبنظومة ،التزاماً هبدي القرآف الكرًن.
اٌؼبٌّٓ١
{ٚآخش دػٛاُ٘ أْ اٌذّذ هلل سة }
إٌّظِٛخ
ػ ػ ِغشد
مقدمة
ثم لوُ الحم ُد على اإلحس ػ ِ
ػاف 1بس ِػم اإللػ ِػو مب ِ
ػدع األَ ْك ػ ِ
ػواف
المصط ْفى ُم َح ػ َّػم ِد َّبي ُ علػى الن ِّ السرم َديوالسبلـ َُّ ثم الصػبلةُ 2
ػاىرين الخيَػػرْة والصحب الك ِ
ِ ِ
ػابعين الط ػ َ والت ػ َ ررْة
ػراـ البَ َ واآلؿ 3
ػاد إ ْذ أَت ػػى وزادُهُ يػػوـ الػمػعػ ِ وبعػ ُد فالعػل ُػم ذخػيرةُ ال َفتػػى 4
َ
تقضػػى عمػرهُ بركض ػِػوِ ولػػو َّ ػاؿ منػوُ غيَر بعضػ ػ ِػو ولن ينػ َ 5
ُ
وال تُبػػالي بالثَّ ػػنَػا والػ ػ َّػـ ِّـ ػـاؾ فابػػدأْ منْػوُ َ
باألىػ ِّػم لػ َ 6
ػب ذاك ػ ٍر يُػلَُّقػ ػ ُ
ػف لكل قػل ٍ
ِّ يقـؼ
ُ نور
العلم ٌ
بأف َ واعلم َّ 7
ػث تفتَّػػحت ل ػَػوُ أبوابُهػػا غيػ ٌ ِ
كاألرض إذا أصػابَهػا ػاس
8والنػ ُ
َم تَست ِػف ػ ْد فَتِيػ ػ ػبلً
ضها ل ْ
وبعػ ُ ػت قليػ ػبلً
ضهػ ػػا تشػربَّػ ْفبعػ ُ 9
جميػع ػاً
ػـ نػػالػت خيَػػرهُ َ فتػل َ ضهػػا تفتَّػحػػت سريػع ػاً وبػعػ ُ 10
ػبلـ نػػور ِ
ػب اهلل ػاب حػ ِّ تنػالػوُ م ػػن ب ِ اهلل والعلم في اإلس ِ ُ ُ 11
ػلوا من ِ ِ
حب اهلل قَ ْد ت َك َّم ُ باب ِّ ػل
ُكم ُ
المخلص ُوف ال َّ فػاألنبياءُ 12
ػاب
ضػ ُ ػور والػه َ
ػار والمزمػ ُوالغ ُ ػاب
والخليل والحج ػ ُ
ُ فالطور
ُ 13
الص ْد ِؽ
أىل ِّ يناؿ القص َد ُبها ُ الخلق لب ِ
ػاب الحػ َّػق ِ مسالـ
ُ 14
الورى آحاداً رب َ
فاختصهم ُّ
َّ ػام ُه ْم فُػرادى ضػوا أيّ َ
15بهػػا قَ َ
ػل فَ ِّن
ػاب ُك ِّ
فأصبحػػوا أربػ َ من عل ِْمػ ِػو اللَّػ ُدنِّي 16علَّ َمهػػم ْ
صابراً ِ عكفت في ٍ
بالخليل َ خلوت
َ وكم حراء ذاكراً َ 17فكم
سرت باكياً الهضاب َ ِ وكم على احتجبت خالياً
َ ِ
الخلق وكم ع ِن 18
الحجاب قائِ ُم
ِ كل عيسى في و ُّ دائم
حب ُ طور ٍّ
وسى ُ ػل ُم َ
لك ِّ 19
النهار باللَّيالي ِ وذاؾ شأ ُف ِ
يواص ُل َ طالب المعالي َ 20
يود فهـهِ
ِ
القشور و ال ُق ُ
ُ وغيرىا
ُ والوقود
ُ األصوؿ
ُ 21
ؼ
َج َو ُ بيت أ ْ
ب ٌ والقشر دو َف اللُّ ِّ
ُ فثمر من غير قش ٍر يُػ ْتػلَ ُ
ف ٌ 22
ِم ْن غي ِر َش ْر ٍع إنَّما تَػ َزنْ َدقا كل َم ْن تَحققا وقيل َّ
إف َّ َ 23
سقا ببل ٍ
تحقق فـا تَػ َف َّ تعم َقػا
رع قَ ْد َّ كل َم ْن َّ
بالش ِ و ُّ 24
بالر ِّ
لقاء َّ حجتنا يوـ ِ ِ
القلب فعلم ِ
ُ َ والعلم علمافُ .. 25
وذاؾ حجةٌ على اب ِن ِ
آدـ َ ساف فا ِ
علم وبع َدهُ علم اللِّ ِ 26
ُ
الب الغَيُوِركماؿ الطَّ ِ
وذا ُ شوِراللباب بال ُق ُ
َ فحص ِن
ِّ 27
ِ
والقرآف ِ
الحديث فقوٌ مع العلوـ باإلتْ ِ
قاف وأجدر ِ 28
َُ
ِ وىـهِ
ت تَػ ْعلَ ُم ليس ْ ببل أصوؿ الدِّي ِن َ فهم
ت تُ ُ ليس ْ الثبلث َ
ُ 29
الز ِ
ماف صار إِماماً طيلةَ َّ فكل من وعاهُ با ِإلتْػ َق ِ
اف 30
َ ُّ َ ْ
ِ
والحديث والتَػ ْقري ِر والف ْق ِو
ِ يخوض في التَػ ْفسػي ِرَ وجاز أ ْف
َ 31
الجهل ببل قَرا ِر ينالُو أصوؿ قاريكل َم ْن ببل ٍ 32و ُّ
ُ
األمصار واألقطارا وجاوَز األسفارا 33ولو حوى في ْ ِ ِ
َ َ ذىنو ْ
في الدِّين أو يفتي بغير ما ُو ِج ْد يجوز مطلقاً أ ْف يجتهد
34فبل ُ
كل ذا ِم ْن ِمنَ ِن اللَّ ِ
طائف و ُّ اجتهاد ِ
عارؼ ٍ شيخ ذي
قوؿ ٍ ِ 35م ْن ِ
ض َرْر
أصوؿ مؤلُوا الدُّنيا َ ببل ٍ ش ْر
االجتهاد للبَ َ
ُ 36إِ ْذ لو َ
أبيح
الشي ِ ت شريعةُ ال ُقر ِ 37وعُطِّلَ ْ
طاف ت شريعةُ َّ ْ وح َك َم ْ
َ آف ْ
ِ
جليل ِّبره إِل َْينا
وم ْن ِ ِ ضلِ ِو َعلَينا 38فَ ِم ْن ِ
عظيم فَ ْ
الوص ُو ِؿ
طرائق ُ َ وحدَّدُوا ُص ِ
وؿ وضعُوا قواع َد األ ُ أ ْف َ 39
تسود ِشر َعةُ ال ُف ِ
رقاف الش ْي ِ سدَّا على ِ
منافـ َّ
حتَّى َ ْ طاف َ 40
هيرْة أصوؿ فِ ْق ِهنَا َّ ِ
الش َ حوت َ ْ صغيرْة
وىـه منظومةٌ َ 41
ص ْدورْمتُها نِهاية للم ْقتَ ِ ْم ْجتَ ِه ْد ِ
ُ نَظمتُها بدايَةً لل ُ 42
شيخنا ُم َح َّم ِد كتاب ِ على ِ س َّميتُها منظومةَ الم ْعتَ ِ
مد ُ َ 43
عمماً
ويجعل الخيَر بها ُم َّ
َ تمما الرحمن أ ْف يُ ِّ
َ فأسأؿ
ُ 44
اإلخبلص في أَقْوالِنَا
َ ويكتب
َ الرياء عَ ْن أَعمالِنا
وينزعُ َ 45
تعريف علم أصوؿ الفقو
الموصبلت ِ
القاصدا ِ ِ
الشامبلت تعرؼ ال َق ِ
واعدا 46تعري ُفو أ ْف َ
َّليل مثلما لنَا نُمي من الد ِ 47إلى ِ
طريقة اختيا ِر الحكم
َ
ِ
ػاؿ فػيػػو:أَنَّػو
والش ػػافػعػ ُّػي قػ َ جمهورىم َع َّرفو 48فهكـا
ُ
وكيف نستفيد منها شيَّا 49معرفة الدالئل الفقهية
فات عائِ َده ومالَوُ ِم َن ِّ
الص ِ 50وحالةُ الـي يري ُد الفائِ َد ْه
مقاصد الشريعة
ج ِ ِ ِ
مقاص ُد َّ
الغايات والمباى ُ
ُ كـلـ
َ ج
ىي النتائ ُالش ْر ِع َ 121
الفروع الظَّ ِ
اى َرْة وأَثبتَْتها في َّرْة
ِ ت بها الشريعةُ المطَه َ أَتَ ْ 122
بكل أم ِرىا ونهيها دوماً ِّ ِ
تحقيقها ت إلى ِ
وى َي التَّي َس َع ْ 123
الرشادُدنيا وأخرى بهد ِى َّ فحققت مصالح ِ
العباد ْ 124
َ
كم َعلَّلَ ْ ُّصوص الو ِ
ِّح ْة
ت موض َ ت وبَػيَّػنَ ْ اض َح ْة أَال ترى إلى الن ِ َ 125
ِ
والتهـيب ِ
الخلق والتشري ِع في لعاقل ِ
لبيب وظاىر ٍ
ٌ 126
شرعنا معلَّبل وجاء ج ُّل ِ الرحمن شيئاً باطبلً لم ِ
يخلق 127
ُ ُ
منيعة ٍ ومن وعى ِ
فعلُموُ كقلعة َ مقاص َد الشريعة َْ 128
حكم ِو وال َف ْر ِع
كـا إطار ِ
َ الب ِس َّر ال َ
ش ْر ِع فيد ِر ُؾ الطَّ ُ 129
الموازنة
َ دليلُوُ المفي ُد في الد ِ
راسة المقا ِرنَة وىو في ِ 130
وذاؾ شأ ُف المصلحيَن ال ُك َّم ِل َ وىدؼ الدَّعوةِ فِيها يَػ ْنجلِي
ُ 131
ُجمبل ِ ِ ِ
األحكاـ مما أ ْ معرفة ويستنير العُلما بها على
ُ 132
الح َك ْم
قبل ُ لغامض الن ِ
ُّصوص َ ِ 133ويستعينو َف بها في ال َف ْه ِم
ض ُمونَا مدلولَها في اللَّ ْفظ َ
والم ْ 134وأَنَّػ ُه ْم بها يُحد ُ
ِّدونَا
وص
ص ُ بهديها تَستَػ ْنبَط ال ُف ُ وص
ص ُ 135وحينَما تفتَػ َق ُد النُ ُ
حيح
الص ِبها يرجحو َف في َّ للترجيح
ِ نحتاج
ُ 136وحينَما
المقاؿ ِ
الواض ِح ِ ثبلثةٌ على الح
ص ِ ِ
الم َ
بحسب َ تقسيمها
ُ 137
ٍ
لخمسة أموِر ت
ونُػ ِّو َع ْ ضروري سم َي ال َأ ََولُها ما ِّ 138
وع ْقلِ ِهم وعرض ِهم ومالِ ِه ْم َ فحفظُوُ لدين ِهم ونفس ِه ْم 139
شق ٍة َح ِريَّة
بدفْ ِع ُك ِّل َّ ِ
الحاجيَّ ْة المصالح
ُ وبع َدهُ 140
الكماؿ ألُولي التبيي ِن
ُ وىي التحسيني ِ سم َي
ثالثُها ما ِّ 141
َ
ظ وال ِوقايَ ْة إِ ُ
يجادىا والحف ُ الرعايَة ومنهج التَّ ْشري ِع في ِّ
ُ 142
وزاد فيها رابعاً تماماً
َ ظ الثبلثَة األَق َ
ْس ْاما فح ِف َ
َ 143
كي ال يكو َف حفظُو اعتباطاً مكمبل محتاطاً أتى ِبو َّ 144
كالحاجي والـي تَبل
ِّ ِسواهُ دـ على مق ٌوري َّ
َّر ُّ
ثُ َّم الض ُ 145
خص ِم َن األ ِ
َناـ على الـي َّ عم في األ ِ
َحكاـ َّموا ما َّ وقَد ُ 146
حاجة عظمى ِ
ومن خطيرة من ٍ ُ 147ورتَّػبُوا أيضاً َ
ذو ْي الضػرورة
س على التَوالي ِّـ الدين على األ ِ
وىكـا النَػ ْف ُ َمواؿ 148فَػ ُقد َ ُ
الباب األول :هصادر التشريع اإلسالهي
أوالً ػ المصادر المتفق عليها
الكتاب
كتاب ربِّي ِ
المعج ُز البيا ُف وأو ُؿ المصاد ِر ال ُقرآ ُف
َّ 149
ُ
ولفظَوُ وخطُّوُ َ
بالعربي العربي
َّبي َ 150منزالً على الن ِّ
الصبلةِ ُم ْنتَفيوما ِسواهُ في َّ ِ
بالمصاحف كتب
151تواتراًَ ..
والخلف قاـ في ِ
ثبوت البَ ْس َملَة َص ِح التَػ ْر َج َمة
ُ َ تجوز في األ َ
152وال ُ
مشهورهُ فبل تُػ َع ْد
َ آحادهُ
ُ السنَ ْد
كل َما لم يتواتَر في َّ و ُّ 153
يوج َد التَحدِّي أولُّها أ ْف َ ط في اإلعجا ِز ما سأبدي والشر ُ 154
ثالثُها أ ْف تنتفي الموانِ ُع والثاف أ ْف تُػ َهيأ الدوافِ ُع
ِ 155
ومعاف ِ
فيو ٍ نظاـ ٍ
لفظ وىـهِ بعض الوجوهِ ِ
فيو 156
ُ ُ
والفصيح ِ
وأثر اللَّ ْفظ البلي ِغ الصحيح ِ
ثُ َّم انطباقُوُ على العل ِْم 157
ْ ُ ْ
ومنْ َجلي واضح ُ
ٌ ذاؾ
كل َ و ُّ ِ
بالمستقبل كـلـ ا ِإل ُ
خبار َ 158
عمليةٌ خلقيةٌ ثُ َّم اعتقا ْد أحكامو ثبلثَةٌ لِ َم ْن أَرا ْد
ُ 159
ومنوُ ما أبا َف ِمنْوُ مجمبلً فَ ِمنْوُ ما أبانَوُ مفصبلً 160
َت ماعدا ِ
والمجمبلت وأَحال ْ ت آياتُوُ العقػائِدا واستوعبَ ْ
َ 161
ضوُ داللةٌ ظَنػِّيَة
وبع ُ ضوُ داللَةٌ قَطْعِيَّةْ وبع ُ 162
ِ
والحراـ ِ
والحبلؿ ِ
والندب األسلوب في ا ِإل ِ
لزاـ ُ واختلف
َ 163
السنة
سادة
كراـ َ
قوـ ٌ
قَ ْد حدَّىا ٌ المعتاد ْة
َ والسنَةُ الطري َقةُ
ُ 164
َّبي ِ 165
تقرير الن ْ
قوالً وفعبلً ..ثم ُ َّبي
أضيف للن ْ
َ وى َي اصطبلحاً ما
ِ
كالسبلـ والفعل ما رأَوهُ
ُ
ِ
الكبلـ جاء ِم َن
فالقوؿ ما َ
ُ 166
ِم ْن فعلِهم فما أَبَى وال نَأى َّقرير وىو ما َرأَى
167وبع َدهُ الت ُ
ِ
الحديث َمالوا أىل
ضى ُ لِ َما َم َ األقواؿ
ُ ت في السن َِّة
168واختل َف ْ
اب ٍ ِ
بها ..وما لتارؾ ع َق ُ يثاب
ولؤلصوليين ما ُ
َ 169
بعثة ِ
ومنَّة ما كا َف قبل ٍ السنَّةْ
وأربَ ٌع لم تُعتَ ْبرفي ُّ 170
َ
ِ ِ
وما استَقى ..كطبِّو في العلَّة ػاف ما أتى على ِ
الجبِلَّة والثػ ِ 171
الزو ِ
جات ِِ ِ ِ بالـ ِ خصوُ َّ
من حالو كعدد َّ ْ ات رابعُها ما َّ 172
ِ
فاعرؼ دليل ٍ
ودليل ألف ٍ ِ ت حجيةُ السن َِّة في وثَػبَتَ ْ 173
في النَّحل للنَّبِ ِّي بالبػي ِ
اف ِ
القرآف أ ََّولُها إشارةُ 174
ََ ْ
الر ُس ْ
وؿ تحب اهلل فاتب ِع َّ وإف َّ الر ُس ْ
وؿ بطاعة َِّ األمر
وبع َدىا ُ 175
بالر ِ
واد ِع المنكِ َر َّ وحـر ِ ِّ التناز ِع
إليو في ُ وردُّىم ِ 176
محرٌـ ..ال َع ْن َى َوى محلِّ ٌل ِّ الهدى وأَنَّوُ أوتي حكمةَ ُ 177
ت ِ وقُ ِرنَ ْ
وأَنَّو لـي اليقي ِن أ ْ
ُسوتُو طاعتُو
باهلل فعبلً َ 178
نهاؾ َم ْو
حباؾ ُخ ْـ وما َ وما َ َم ِّ
يحك َم ْو ِ ِ
وليس ُم ْؤمناً م ْن ل ْ
َ 179
أطاعا
لمسلم ٍَ ال خيرةً وؿ َك ْي يُطاعا الر ُس َُوأ ُْر ِس ُل َّ 180
مسطورةٌ تقص ُد ِ
للبياف ِ
القرآف واضح
ِ وكلُّها في 181
والتَزموا سؤاالً أو إِجابَةْ أجمع الصحابةْ وىكـا قد َ 182
ِ
والتفصيل ضرورةُ التبيي ِن ِ
المعقوؿ دليلها ِم َن
ثُ َّم َ 183
الـ ْك ِر ِم ْن َش ِ
رع العلي لِ ُك ِّل ما في ِّ الع َمػلِ ْي
وفعلُو كا َف البيا َف َ 184
فعصمةُ المبي ِن كالمب ِ
اف كعصمة ال ُق ِ
رآف ِ ت وعُ ِ
ص َم ْ 185
َُ
الم ْنكِ َر باللَّ ِ
هيب وح َّـ ِر ُ
َ بالو ُج ِ
وب اآلثار ُ
ودلت ُ
َ َّ ِ 186
العلم اليقيني القاط ِع يفي ُد في ِ وما أتى تواتراً في الواق ِع 187
كفروا الجاح َد في ثػُبُوتِِو و َّ كالـك ِر في ِ
ثبوتو وأنَّوُ ِّ 188
َم يَِف ْي
سقوا جاح َدهُ إ ْف ل ْ
وفَ َّ زاد الحنفي
المشهور َ
َ والخبر
َ 189
واالحتجاج مل ِزـ
ُ َع َملنا 190واتَّػ َفقوا بأنَّها تستل ِزُـ
أَ ْف ِ
تنـ َر الطائفةُ ال َقبيبل ِ
اآلحاد ُخ ْـ دليبل 191وخبر
وبلِّغوا عنِّي كما نَػر ِ
ويو حامل إلى ِ
فقيو ورب ٍ َّ 192
ْ
فعل عم ِر ِ
المجوس ُ فجزيةُ َي لم ينك ِر
193وانعق َد اإلجماعُ ..أ ْ
الحكم يكفي واح ٌد في الن ِ
َّاس ِ في ِ
بالقياس َّ
استدؿ ـ 194كـلِ َ
الصد َؽ على التكـيب رج ْح بِ َها ِّ
ِّ ِ
التصويب والتعديل في
ُ والجرح
ُ 195
َّكـيبالواحد شاىدي ِن مع خب ِرِ الت 196ونقلوا عن الخليفتي ِن
ألخـ أو لَِر ّْد عنهم طريقة ٍ 197وربما حلَّ َفوُ لم تَطَّ ِر ْد
خبلؼ
ُ أَ ْف ال يُرى في فعلِ ِو اؼوىـهِ َش َّرطَها األَحنَ ُ ِ 198
عمل األَتْػبَاع ِ 199أو ليس مما ِ
أولم يُواف ْق َ حثت الدَّواعي َ
ـمما في َخبَ ِر المصراةِ قد تَ َّ ٍ
200في الفقو والراوي ببل فقو كما
يثرب لم يَ ْسلَما خالف فعل ٍ لمالـ بأ َّ
َف َما ٍ 201واشتَرطوا
َ َ
وض ْبطُوُ كل را ٍو عقلوُ َ في ِّ أربع ُشروطُوُوالشافعي ٌ
ُّ 202
ف متنُهم لِ َم ْتنِ ِو ولم يخالِ ْ وأَ ْف يكو َف ثقة في ِ
دينو 203
المقاؿ الرائِ ِع ِ فصلْتُها على َّ كالشافِعِ ْي
وأحم ٌد شروطُو َّ 204
والص ِ
واب الحق َّ ثبلثَةٌ في ِّ السن َِّة في الكِتَ ِ
اب وعمل ُّ 205
ُ
والجهاد وا ِإلحس ِ
اف ِ كالبر
ِّ أَولُها التأكي ُد لل ُق ِ
رآف 206
َ
صاسرهُ أ َْو َخ َّ قي َده فَ َّ صا تبيين الـي قَ ْد نُ َّ ِ
والثاف ُ 207
كرجم محص ٍن وما إِ ِ
ليو ِ زيادةٌ علَْي ِو
ثالثُها َ 208
قاؿ ال وبَانا عي َ فالشافِ ُّ
َّ واختلفوا في نَ ْس ِخها ال ُقرآنا 209
دليلُهم وقوعُوُ ِ
بالف ْع ِل الج ِّل خها على ِ
مقاؿ ُ ونَ ْس ُ 210
اإلجماع
اإلماـ الهادي من ِ
أمة النَّبي ِ ِ
االجتهاد 211ىو اتفا ُؽ ِ
أىل
حكم أم ٍر ّما ..ببل تَوانِ ْي في ِ ِ
واألزماف 212في أ ِ
َحد العصوِر
ِّقاؽ ،ثُ َّم ِ
فيو َو ْع ُدهُ ع ِن الش ِ ِ
الكتاب نَػ ْهيُوُ 213دليلُوُ ِم َن
وخير ٍ
أمة فإنَّها فَػ َق ْ
ط ُ ط كـاؾ وص ُفها بأنَّها َ
الو َس ْ َ 214
ضبلالً ليس اجتماعُ أ َُّمتي َ حيث قاال ِ
الحديث ُ وص َّح في
َ َ 215
ِ
سن عن َد اإللو ُك ُّل َما
وح ٌ َ المسلمين األَعظما
َ سواد
والزْـ ََ 216
أصحاب ِ
علم أ َُمنَا ُ نقلَها حسنَػا
المسلمين َ
َ جمع
217رآهُ ُ
ُّ
فالحق ذا ت آرا ُؤىمتوافَػ َق ْ فج ْمعُهم إذا ِ
218واح ُك ْم بو عقبلً َ
بقول ِه ْم وفاقاً أ َْو ُسكوتِهم وركنُوُ اتفاقُهم جميعُهم 219
وَك ْم حكاهُ ِم ْن ٍ
إماـ ماى ِر اى ِر ْيالشافِعِي والظَّ ِ
ور َّد ىـا َّ ْ َ 220
وىاؾ َعدُّىا
فيو َ ف ِ ُمختَػلَ ُ ضها وعدَّدوا شروطَوُ وبَػ ْع ُ
َ 221
ضوا
حديث قد َر ُ ٍ ِ
الكتاب أو مع ض
ػار ُ ُّ
أ ََّولها أَ ْف ينتفي التَع ُ 222
واضح أ َذاعوا
ٍ إلى ِ
دليل ِ
والثاف أَ ْف يستن َد ا ِإل ْجماعُ 223
ماعدا
جميعهم ال َ ُ واتَّػ َفقوا المجتهدين َعػددا
َ وأَ ْف ترى 224
وقيل ال بَ ْل ُك ُّل أم ٍر ناف ِع
َ وأَ ْف يكو َف ِم ْن أموِر َّ
الشار ِِع 225
يعود واح ٌد ُر ُجوعاً
فبل َ عصرى ْم َجميعاً
ُ وأَ ْف يَ ُم َّر 226
الخبلؼ قبلو قَ ْد انتُفي
َ أ َّ
َف الحنَ ِف ْي
وزاد َ
وبعضهم نَػ َفواَ ..
ُ 227
وحكموُ في األَم ِر ال يُػنَ َ
ازعُ رع حكم ِ
قاط ُع ْموُ في َّ
ُ الش ِ ٌ وحك ُ ُ 228
ِ
فال َكرخي واآلمدي لم يػثْبِ ِ
ت ِ ِ
واختلَ ُفوا في ُح َّجة السكوت ِي 229
ُ ْ
نزاع أىل ٍ
يثرب ببل ِ من ِ باإلجماع
ِ ومالـ يحتج
ٌ 230
الصحاب في ٍ
مقاؿ جائ ِر ِ على أىل الظاى ِر
اإلجماع ُ
َ وقصر
َ 231
والراشدين بَ ْل لشيخي ِن َم َعا
ُ 232واعتَبروا للعترة ا ِإلجماعا
القياس
احاْ
َّج َ
فاحفظْوُ عني تبل ِغ الن َ اصطبلحاً
القياس ْ
َ وعرفوا
َّ 233
فيو ِمثْػلَ ْو
حكمو ،فالحكم ِ
ُ
ِ أي 234فرعٌ يسا ِوي أصلَوُ في العِلَّة
ِ
األصل حكم
أصل وفرعٌ ثم ُ ٌ الع ْق ِل
أربعةُ في َ أركانُوُ َ 235
مثالُوُ النَبي ُـ في اإلسكارِ رابعُها العِلَّةُ في اإلطا ِر 236
فاعتبروا ..عن شافع ٍي نقلُوُ دليلُو من الكتاب قولُوُ 237
قاس في ال ُقبَ ْلالنبي حيَن َ
كـا ُّ قوؿ اب ِن َجبَ ْل وخ ْـ ِم َن ُّ
السن َِّة َ ُ 238
الولي ُد ٍ
األسود َ
ُ ذاؾ
مثاؿ َ ُ وغيرىا َع ْن مائَة تَزي ُد 239
لؤلتباع ديق
الص ُفعلَوُ ِّ باإلجماع ياس َ ِ
ِ َ ِ وثبت الق ُ 240
ِ
بالوىم ضخ ْ ِ
فاح ُك ْم بِو وال تَ ُ ظن الحك ِ
ْم وحكمػو يفيد َّ 241
ثانياً ػ المصادر المختلف فيها
االستحساف
قياس أمر يردُ عن مقتضى ِ يعدؿ المجته ُد
242وحدُّه أف َ
حكم كل ٍي لمستثنى خفي أو ِ واضح إلى ٍ
قياس مختػفي ٍ ِ 243م ْن
ح في عقلِو عدولَو ِّ
يرج ُ وذاؾ من أجل دلي ٍػل ُ
يقدح َ 244
ترجيح استثناء ِ
للبياف وظاىر بأنَّو ِ
نوعاف 245
ُ ٌ
ِ
كالضماف فاألو ُؿ الترجيح كالحل ِ
والثاف االستثناءُ ْفاف ُ َ َّ 246
إلى اعتباره دليبلً قابلَ ْو األحناؼ والحنابل ْة
ُ وذىب
َ 247
سنا
وما رآهُ المسلمو َف َح َ سنا
َح َ
ِ
الكتاب :يتبعو َف األ ْ ِم َن 248
القياس أي ِ
قياس الثاني ِ على ِ
االستحساف تفضيل وأكدواَّ 249
َ
حا ا ِإلبْطاال ِ
وص َّح ُ
بنفيو َ والشافعي قاال
ُّ ومالـ
ٌ 250
المصلحة المرسلة
راحاً
ص َ
ِ
ما لم يَ ِر ْد في حكمها ُ اص ِطبلحػا ِ
وعرفوا المصال َح ْ َّ 251
وال على إلغائِها أ َْوردِّىا ْمها شرع في اعتبا ِر حك ِ
ُ دليل ٍ ُ 252
ْف في استقبللِها في الدَّي ِن خل ُ
وال ُ والسجوفِ ِ
كالجند والديواف ُّ ُ
ِ
ُ 253
بارع
قاؿ ِلنَْب ِـىا على َم ٍ ِ ِ
األحناؼ ثم الشافع ْي
ُ فـىب 254
َ
كتاباً أو حديثاً أو إجماعاً كل أم ِرنا قد راعى َّ
فالش ْرعُ َّ 255
الحكم ُمستَ ِقبلً
ُ
يػبنى ِ
عليو ُْ أصبلً ِ
واآلخراف َج َعبلهُ ْ 256
ِ
بغالب األَ ناـ أَ ْف تُحيطَا واشتَرطوا ثبلثةً شروطاً 257
ض حجةً َش ْرِعيَّ ْة
تعار ْ
ولم َ واقعي ْة
كـاؾ أ ْف تكو َف َّ
َ 258
والسد لل َـرائ ِعُّ درءُ األَذَى 259ثَ َّم لها أَربعةٌ د ِ
واع ْي َ َ
الببلغ ُم ْؤتَ َم ْن
ِ ت في
فافْػ َه ْم فأنْ َ مصالح ،تغُّ ُير َّ
الزَم ْن ٍ جلب
ُ 260
االستصحاب
فيو ِ
قاض يقض ِ ِ
لحاض ٍر لم ِ حكم أَم ٍر ِ
ماضي اصطحاب ِ 261ىو
ُ
إلى ِ
ثبوت غي ِره مبلئماً فيستمر الحكم فيو قائماً ُّ 262
نَػ ْفياً وإِثْباتاً بِبل أَ ْخ ٍـ َوَر ْد واعتَبَروه ُح َّجةً إذا ان َف َر ْد 263
ِ
بالقيود األحناؼ
ُ وردَّه مثالُوُ الحياةُ للم ْف ِ
قود 264
َ
ِ
األصل اصطحاب ِ
حكم ُ أولها ِ
األصل أنواعو ثبلثةٌ في 265
بالبراء ْة ِ
للحقوؽ ِ
كالحكم البراء ْة
َ 266وبع َده ما أصلُو َ
على ثبوتِِو إلى زوالِ ِو حكم حالِ ِو
اصطحاب ِ ُ 267ثالثُها
ِ
وآخ َر األ َِدلَّ ِة المحكيَّة 268واعتَبروا َدليلَو ظَنِّػيَّا
العرؼ
ِ
العقوؿ ال الطُ ِ
روس من ِ
جهة استقر في النُّػ ُف ِ
وس والعرؼ ما َّ ُ 269
أنواعُو أربعةٌ..فالقولي وؿ.. ضاه النَّاس بال َقبُ ِ ثُ َّم ْارت َ 270
ُ
والشراب في إطبلقِ ِو ِ ِ
كاللحم الناس على إطبلقِ ِو تعارؼ ُ َ 271
كالم ْه ِر في أَوانِ ْو َكل أو َ كاأل ِ عارفوا إِتْػيَانَ ْو
والع َملي تَ َ
َ 272
ثلة ِ
أفراد عرؼ ٍ
والخاص ُ عم في ِ
الببلد والعاـ ما يَ ُّ 273
ُ
واختلفوا َى ْل يَ ْستَ ِق ُّل ؟...قيبل واتَّػ َف ُقوا في كونِو دليبلً 274
خـه دليبلً ِ
كامبلًَ ..و َدلِّ ِل والحنبَلي ِ ِ
ُ والحنَفي َللمػالكي َ َ 275
وما رأَوهُ حسناً فلتع ِرؼِ
ْ ََ َ
الكتاب أَمرهُ بالعرؼِ
ِ ْ ُ ُْ ِم َن 276
شر ا ِإلنْس ِ
اف َ في ِ
العقل عن َد مع َ السل ِ
ْطاف كـاؾ مالوُ ِم َن ُّ
َ 277
إال إذا أرش َد العتبا ِرهِ ماؿ إلى إنكا ِرهِ
والشافعي َ 278
ْ
يخالف ثابتاً ِ
للناس ُ ولم عموموُ في ِ
الناس 279واشترطوا َ
قوؿ الصحابي
ليس لَوُ َس ْبي ُل
في كل ما َ واتَػ َفقوا في أنَّوُ ُ
دليل 280
يكوف حجةً كما روينا كـاؾ إف أقَّرهُ الباقونا 281
التزامنا بِ ِه ْم ِ
اختبلؼ رأي ِه ْم
فقيل يَنبغي ُ َ واختلَ ُفوا لدى 282
ِ ِ ِ
لخب ِر النُّجوـ فيه ْم فاقتفي والحنَ ِفي ٍ ٍ
بواحد لمالـ َ 283
المخالََفة تابعين نَػ َقلُوا ُ
َ َع ْن والشافِعِ ُّي خالََف ْو
وأحم ٌد َّ 284
شرع من قبلنا
ِم ْن قبلِنا ملغيةٌ أ َْـ دينَا 285واختلَ ُفوا في ِ
شرعة الـينا
كالص ِ
ياـ الدين ِّ أقر ُ مما َّ 286فاتفقوا في األخ ِػـ باألحك ِػاـ
ِ نسخ ما قد نُ ِسخا
في َش ْرعنا .كالقط ِع مما اتَّ َ
سخا 287واتفقوا في ِ
َم يُؤيَّدا
س ْخ ثُ َّم ل ْ
ولم يُػ ْن َ 288واختلَ ُفوا في ِ
حكم ما قَ ْد َوردا
والبعض قَػ ّر
ُ والحنبلي فالحنفي ض ْر
ب محت َ بالنفس و ُش ْر ِ
ِ 289كالنفس
ْ ْ
لكل سام ِع ِ
والرجم واقتد ْه ِّ 290ودلَّلوا بوحدةِ الشرائ ِع
هاج ُه ْم ٍِ ِ أنكر استِدالل َُه ْم
بأَف ل ُك ِّل أمة م ْن ُ والشافعي َ
ُّ 291
سد الـرائع
اح ِ ِ ِ
وموص ٌل لما بو ُجنَ ُ باح
كل ما ظاى ُره ُم ُ 292و َّ
الشافِعِ ْي
حنبل ال َّ وابن ٍ مالـ ُ ُ 293أباه سداً م ْنوُ لِ َّ
لـرائِ ِع
لم ِ
لِ ُك ِّل َم ْن يَػ ْع ُدوبغي ِر ع ِ ذاؾ بمن ِع ِ
الشتم َّ 294
وأك َدا َ
حرَـ الوقيعة
لـاتها أي َّ حرـ الـريعة
والشافعي َ
ُّ 295
الباب الثاني ـ هباحث األحكام
الحكم
وأطلقوه فار ِو ما تشاءُ 296وحدُّهُ في اللغة القضاءُ
ثم الـي عند القضاة واردُ إثبات أم ٍر ما ألم ٍر واح ُد
ُ 297
خطاب َربنا لنا ُمب ْيػنَا
ُ 298تعري ُفوُ عنَد األصوليينَا
ش َرا
الخطاب قَ ْد َجبل وانْػتَ َ ِ عَ ِن اعتبروه األَثَرا
299والفقهاءُ ُ
رع ُّي ..دو َف َم ْي ِن الش ِ
فاألو ُؿ َّ قس َمي ِن
َّ صدراً ْ وقس ُموهُ َم ْ
َّ 300
وعمبلً أَو اِعتقاداً فهو ذا اإللو أ ُِخ َـاْ
وذاؾ ما ِمن ِ
َ َ 301
َحكاـ كالحكم الـي شارع األ ِ من ِ َم يُػ ْؤ َخ ِـ
وبع َدهُ ُك ُّل الَّـي ل ْ 302
عرؼ فـاؾ دوف شرع قد ُزكِ ْن ٍ عقل ومن حس ٍن ِ
وم ْن أُخ َـ من ِ 303
ّ
خطاب ربنا الغفوِر ُ ىو والحكم حدُّهُ لدى الجمهوِر 304
ضى
الم ْرتَ َ
وىـا ُ
ضعاً َ
تخييراً أو َو ْ ضا
305ومتعل ٌق بفعلنا اقت َ
قسمين فالتكليفي ما أدَّى إلى الشرعي من ٍ
حكم إلى َّ وقسموا
َّ 306
ِ
كالنداء كـاؾ في التخيي ِر ِ
اقتضاء ِ
الخمسة في ٍ
حكم من 307
ٍ
لحكم قد مضى األمر
يجعل ََ أف الوضعي وىو ما اقتضى
ُّ 308وبع َده
ب
أو مانعاً أو رخصةً أو يُجتنَ ْ سبب
309عبلمةً تجعلُو لو ْ
أو رخصةً أحكامها سليَمةْ عزيمةْ ِِ
310لكونو فاسداً او َ
حكم المباح قاؿ تخييراً بدا اآلمدي واحداً
ُّ 311وزاد فيها
الحكم التكليفي
يكرهُ ِ
التحريم أو ما َ أدَّى إلى 312وقد مضى تعري ُفو وأنَّوُ
الكراىوْ
َ س َم
والحنفي قَ َّ
ُّ واإلباحوْ
َ ِ
واإليجاب ِ
والندب 313
ِ
بالفرض وزاد حكماً سابعاً
َ 314قسمين تنزيهاً وتحريماً رضي
الواجب
كصوـ في َزَم ْن ف حتما ٍ مكلَّ ٍ عل ِمن ِ ِ
ً ُ طلب الشارِعُ فيو الف َ ما َ 315
فاعلُوُ استَ َح َّق للث ِ
َّواب ِ ِ
والعقاب َّأما ِم َن الث ِ
َّواب 316
س الطُبلَّبَا ِ َّارؾ العِقابا ويَ ْستَ ِح ُّق الت ُ
فافه ْموُ َك ْي تُػنَاف َ
َ 317
اب ٍ
ثماف ْأو ُجو على أبْػ َو ِ ِ بالخ ِ
طاب ويثبت الواجب ِ ُ 318
ُ
بالزكاةِ بالصبلةِ
واألم ُر َّ
قامةً ْ إِ َ نحو األ َْم ِر َّ األ َْم ُر َ 319
قاب إِ ْف لقيتُ ْم ظالِم الر ِ ضرب َِّ فعل كما ب َع ْن ٍ والمصد ِ
َّر النائ ُ ُ 320
مثالُو إنفا ُؽ ذي الوسعة ِم ْن ِ
مضارع ببلـ أم ٍر يَػ ْقتَر ْف 321
كـا علي ُك ْم وذا في األمر لَ ْو َس َعتِ ِو .كـاؾ باسم الفعل َم ْو 322
مماَ يأمرُك ْم بأ ْف تؤدُّوا ِّ َّصريح باأل َْم ِر كما ِ
الـ َ سها الت ُ خام ُ 323
الح ُّج لَ ْو)الصياـ) ثُ َّم ( َ ُ َكػ ( ُكتِب أساليب اللُّغَة
ِ ذاؾ ِم ْن
وغير َ
ُ 324
ض ِ
حية الفعل كما األُ ْ لتا ِر ِؾ ِ وبع َدهُ التَّرتيب للعقوبةِ
ُ ُ َ 325
الص ِ كالص ِ يح با ِإل ِ ِ
واب ياـ في َّ والفرض ِّ ِ يجاب والثام ُن التَّص ِر ُ 326
ومطْلَ ٌق ..فَ ُك ُّل َما ُم َؤقَّ ٌ ب قسمي ِن ُى َما ِ
ت ُ وقس َم الواج ُ ِّ 327
مثل ِمنَى تُ .. لوقتِ ِو ُم َؤقَ ٌ طلَبوُ محتمػاً معيناً 328
المطْلَ َقةْمثل النُّ ُـوِر ُ فمطلَ ٌق ُ كل ما طلَبَوُ وأَطْلَ َق ْو و ُّ 329
في غي ِر وقتِ ِو قبولَوُ َرأ َْوا فَحيثُما أدَّاهُ مطْلَقاً ول َْو 330
أنواع لمن قد ارتضى
ستَّةَ ٍ ضى
ت ال ّـي َم َ الم َؤقَّ ُ
وج َعلُوا ُ َ 331
مستغر ُؽ
َ ضا َف كلوَك َرَم َ مؤقت مضيَّ ُق فأوؿ ٌ ٌ 332
س ُع ِ
كالصلوات ال َخ ْم ِ وبع َدهُ ُم َؤقَّ ٌ
س فهي تَ َ ت ُم َو َّس ُع 333
َّس ْع فرضاً ِسواهُ معوُ لم يػت ِ
َ ت المشتبوُ الم َؤقَّ ُ
والثالث ُ
ُ 334
ووسعوُ
كالحج ..فانظُْر ضي َقو َ
ِ جميعوُ
والوقت ما استغرقَوُ َ
ُ 335
تنفيـهِ
وخـ ثبلثاً من لدف ِ َّبلث في توقيتِ ِو 336فهـه الث ُ
فاح َـ ِر الم َق َّد ِر ِِ ِ
َشرعاً لو فهو األداءُْ .. 337فَفعلُوُ في وقتو ُ
المكروه
جزـ فـا المكروهُ شرعاً ُجعِبل طلب الشارعُ ترَكوُ ببل
402ما َ
فاعل يفعلُو
وال يُ َـ ُّـ ٌ تارؾ لَوُ
يمدح ٌ
وقيل ما ُ
َ 403
التسريح
ِ ِ
الحبلؿ في ِ
كأبغض َّصريح
ويثبت المكروهُ بالت ِ
ُ 404
المراد ُك ْرُىو
ُ َّ
ودؿ أنَّما ب ِم ْن َ
ـ ترُكوُ
405و ُّ ِ
كل ما طُل َ
ٍ
كالسؤاؿ عن أموٍر تأتي و 406كالبي ٍع عند ساعة الصبلةٍ
العـابَا
الفاعل َ
ُ وليس يلقى
َ التارؾ الثَّوابا ُّ
ويستحق ُ 407
مأمور بو ِ ِ والحق في المكروهِ أنَّوُ نُهي
ُّ
فالترؾ ٌ
ُ عن فعلو 408
كليف
بل تَ ُقاؿْ :
واالسفراني َ تكليف
ُ ليس ِبو ُّ
والحق أف َ 409
ذي ٍ
حرمة منو وذي تنزيو األحناؼ في المكروه:
ُ وفر َؽ
َّ 410
بالظن ..تحريما فَػ ُهو
تركاً.وذا ِّ طلب الشارعُ جازماً لَوُ
411ما َ
بوج ْ
فـلـ المكروهُ تحريما َ لبس الحري ِر والـىب
412مثالو ُ
ٍ
جزـ ..فـا المكروهُ تنزيهاً َجبل طلب ترَكو ببل
413وكل ما َ
مفهوـ
ُ خصص ذافحيث قد َّ تقسيم
ُ 414والشافعية لهم
خبلؼ أولى اجعلْو في التخصيص ِ
تخصيص النهي ببل
يـ ُ 415وإف ُ
المباح
يعرؼ ِ
والترؾ مباحاً ُ في ِ
الفعل المكلف
ُ 416وكل ما قػد ُخيِّػ َر
يجانف
ُ يــ من
لو ،وال ُّ يمدح المفار ُؽ
ػل ما ال ُ 417وقي َ
كافعل إذا شئت فقد أُبيحا نص بو صريحػاً
418وحيث ما َّ
ونحوه (ال إثم) قد أباحا 419كـاؾ حيث قاؿ ال جناحا
تبيحو كاألكل أو كالزينَ ْة 420واألمر إف ترد بو قرينَ ْة
الحل حيث قصدا ِ
كالصيد بعد ِّ 421واألمر بعد حظ ِرهِ إف َوَردا
حل لكم كـا ا ِإل َما طعامهم ُّ
ُ صراحاً مثلَما
بالحل ُ
ِّ والنص
ُّ 422
نص بها صراحاً ما لم يرد ٌّ 423واألصل في األشياء أف تباحا
منَّا ولم يَ ِر ْد َك َـا اقترابُ ْو طلب اجتنػابُ ْو
424وح ُكمو لم يُ ْ
المباح طاعةٌ ِ
هلل ِ ِم َن كل ما قص ْدتَوُ ِ
هلل 425و ُّ
بي في ترتيبِ ِو وخالف ال َك ْع ُّ الحق مأموراً ِبوَم ي ُك ْن في ِّ 426ول ْ
ال ضر في إتيانها وتركها 427أقسامو ثبلثة أولها
ِ
والشراب والصباغ
ِ ِ
والصيد واللباس والثي ِ
ػاب ِ ِ
كاألكل 428
َّم ِ
وضره محق ٌق محت ُ
ُّ محرـ
429والثاف ما في أصلو ُ
المشهورْة ِ
األمثلة وذاؾ في للضرورْة ُبيح
َ َ 430لكنو أ َ
الجاىلي دينا
ِّ ما كاف عند المعفو عنو دينا
ُّ والثالث
ُ 431
الطعاـ في ٍ
واحد مثالُوُ األحكاـ تجتمع 432وربما
ُ ُ ُ
الحكم الوضعي
يراد
ط إذ ُ والترؾ واإلسقا ُ
ُ اإليبلد
ُ 433تعريفو في اللغة
تعلقت بجعل شيء ما ىنا 434وىو اصطبلحا كلمات ربنا
ب ِ 435شرطاً ٍ
أو مانعاً أو فاسداً فليجتن ْ سبب
لفعل أوصحيحاً أو ْ
القويمةْ
َ فسر على طريقتي عزيمةْ
436أو رخصةً في الشيء أو َ
ٍ
تكليف لخمسة بو ِ
بحكم الوضعي في ِ
ارتباط ِو ُّ 437ويقسم
أو رخصةٌ سميحة كريمة والسبب والعزيمة
ُ ط
438الشر ُ
صريح
ُ باطل
أو فاس ٌد أو ٌ والصحيح
ُ المانع
ُ والرابع
ُ 439
السبب
دليل سم ِع واشتُ ِر ْط َّ
دؿ لَوُ ُ ط
الجلي المنضب ْ
ُّ الوصف
ُ ب
والسبَ ُ
َّ 440
شرعي َك َفى
ٍّ حكم
للحكم وىو ُ ِ معرفاً ِ
الدليل كونُو ِّ 441لَدى
ال بُ َّد موجود كما قد ىـبوا ب
يوج ُد فالمسبَّ ُ
442وحينَما َ
ال بُ َّد َم ْع ٌ
دوـ كما قَ ْد َكتَبُوا ب
443وحيثما يُع َد ُـ فالمسبَّ ُ
وجبَا
فالحد بو َُّ في ِّ
الحد سبَّبا
الزنَا تَ َ 444مثالُو أ َّ
َف ِّ
فالوقتي للجمي ِع
ُّ ِ
قسماف: الموضوع
ِ أقساموُ من جهة 445
ُ
ِ
بالهبلؿ ولصياـ الشه ِر 446مثالُوُ الظهر لدى ِ
الزواؿ ُ
القمار
ُ ب تحريماً كـا
سبَّ َ اإلسكار
ُ والمعنوي مثالُوُ
ْ 447
قسماف فافهمها لدي تكتفي 448أقسامو من جهة المكلف
لآلخرْة
َ خ ْـ ِ
والقتل ف ُ كالبي ِع المقدرْة
َ ْت فيو
449أولها ملك َ
مأمور بِ ِو
النكاح ٌ
ُ مثالو 450وربما يكوف مأموراً بِ ِو
القاطع ِ
كالسرقات وكـاؾ نهاؾ عنو الشارعُ 451وربما َ
ُ
الصحيح
ِ يحل أكلُوُ على
ُّ كالـبيح
ِ يباح
452وربما ُ
مثل الزواؿ في الصبلة الحاضرْة 453والثاف ليس في يديـ المقدرْة
ات
لغيرىا ..أي المسبَّبَ ُ مقصودات
ُ األسباب
ُ 454وإنما
ٍ
مصلحة وإف يكن فيو ببل والسبب المشروعُ ما أدى إلى 455
ُ
فربَّما أدى إلى ِ
إتبلؼ ػاد فػي الفيػافي
456مثالػو الجه ُ
مفسدةٍ مثل تبنِّي من خبل 457وغير مشروع كما أدى إلى
الحكم قسمين على تحري ِرهِ
ِ في 458ويقسم السبػب في تأثي ِرهِ
ُ
التحريم فهو العلَّةْ
ِ كالسك ِر في 459مؤثّػ ٌر وذاؾ يدعى العلَّةْ
ِ
لحكم ذي ِ
كالوقت ليس علةً 460وغير ما أثَّر وىو الـي
فامح الريبا
فإنو قسماف ْ نوع ما تسبَّبا
461وباعتبار ِ
القم ْر
ىل َ مثالو الصوـ إذا َّ ظه ْر
462أولها لحكم تكليف َ
ِ
كالعتق والبي ِع كـا الزوجيَّة للحل أو الملكيّة ِ
والثاف ِّ 463
أقساموُ ثبلثَ ْة
ُ بينهما 464وباعتبار مصدر العبلقَ ْة
شرع كالصبلة والزَكا من حكم ٍ 465أولها الشرعي وىو ما زكى
ِ
كالنقيض حكم ٍ
عقل عن ِ العقلي وىو ما نَػتَ ْج
ُّ 466وبعدىا
المح ْجأو عادةٌ ببل مرافي ٌ
عرؼ بوَ 467والثالث العادي وىو ما جرى
حتماً لو الوجود للمسبَّ ِ
ب ِ
السبب 468والزـ عند وجود
حتماً لو الزواؿ للمسبَّ ِ
ب ِ
السبب والزـ عند انعػداـ
ٌ 469
الشرط
ِ
للوجود للحكم شرعاً منو ِ
بالوجود 470والشرط ما الوقوؼ
عدـ ٍ
لحكم ُ من ِ
عدـ الشرط ػزـ
471وكاف عنو خارجػاً ويل ُ
مختلف فافهمو وافهم فَػنَّوُ
ُ وإنو كالركن إال أنوُ 472
داخل الماىيَّ ْة
َ جاء
كن َ والر ُ خارج الماىيَّ ْة
جاء َ ط َ فالشر ُ 473
كـلـ السبب في ِ
عدم ِو ويلزـ العدـ من ِ
عدم ِو 474
ُ ُ ُ
ِ ِ
وجود حكم .فتعلَّ ْم واستط ْ
ب ُ ب أما إذا وج َد شرط لم يَج ْ 475
ِ
احتياط ِو ٍ
بسبب نوعين في ط لدى ِ
ارتباط ِو ويقس ُم الشر ُ 476
َ
ِ
فانجب ِ
النصاب مكمل فالحوؿ
ُ ِ
للسبب جاء مكمبلً فحيث َ 477
ُ
كالستر مكمبلً بلوغاً للصبي ِ
المسبب مكمل
ُ 478وقد يجيءُ
ِ
الرتباط ِو نوعاف .فالشرعي ِ
اشتراط ِو 479وباعتبار جهة
ِ
والصياـ وسائر الحدود ِ
كاألحكاـ بالشارع العل ِي
ِ 480
من المكلف الـي لو اشتُ ِر ْط لي وىو ما اشتُ ِر ْطالج ْع ّ
481وبعده َ
والبيع في استبلمو ونقلِ ِو تقديم ِو في فعلِ ِو
482كالمه ِر في ِ
مثل البيع حيث أطلقا
للشرع َ
ِ 483وشرطو إف جاء أف يوافقا
بكل مشروط ثبلث َعدُّه 484وباعتبار نوع ما يربطو
شرط الصبلة بعد ما ِ
طروء ِ
كالوضوء الشرعي
ُّ 485أولها
ِ
كالفهم في تكليفنا نتاجوُ
ُ العقلي من عقولنا
ُّ 486وبعده
عن عادة كالنا ِر تكوي من َول ْ
َج العادي وىو ما نَػتَ ْج
ُّ 487ثالثها
مع فقده ِ
لشرط ِو؟ ٌ
خلف نُ ِم ْي ِ
بالحكم 488فهل يُرى تكلي ُفوُ
بالفرع من تشريعِنا ..فاحتاروا
ِ الكفار
ُ خوطب
َ 489مثالو ىل
ِ
تخفيف والشرط لم يحصل ببل ِ
للتكليف 490فقيل بالصحة
تعنيف ِو
فرض ..ثم في ِبكل ٍ تكليف ِو
بالجنب في ِِ 491قاسوه
حاؿ ِ
كفرى ِم ْأمر الصبلةِ رغم ِ 492في الـكر للكفار عند تركهم
َ
لسائر الكفار إيماناً لهم 493وخالف األحناؼ في اشتراطهم
َّح
منم ٌق موض ُ
دليلهم ّ أرجح
494وما رآه األولوف ُ
المانع
حيث يختلِ ْ
ط ِ
الميراث ُ ِ
كالقتل في الجلي المنضبِ ْ
ط ُّ الوصف
ُ والمانع
ُ 495
مستفيدهِ
ِ لكل ِ
أفت بو ِّ وجودهِ
ويلزـ العدـ من ِ 496
ُ ُ
وال وجودٌ ..فتعلم ال تُػنَ ْم عدـ لو َع َد ْـ يجب من ٍولم ْ 497
عليهما قسمين في تحري ِرهِ ويقسم المانع في تأثي ِرهِ 498
ِ
المحيض كالترؾ للصبلة في ِ
النقيض 499أولها لحكمة
ِ
الظريف مثل المثاؿ السابق ِ
بالتكليف 500فربما اجتمع
فابق مسلما
في النوـ والجنوفَ .. 501وربما لم يجتمع بو كما
السقيم
ُ مخيَّراً ..مثالُوُ اللزوـ
ُ ينقلب
ُ 502وربما
السبب أبطل ِ
ْ فالدين في الزكاة َ ُ السبب
ْ 503والثاف ما أخل حكمةَ
لدي سامعالخمسة فكن َّ ٍ قس َم الموانعا
والحنفي َّ
ُّ 504
ِ
كإفتاء الصبي حر أوكبي ِع ٍّ أي ِ
سبب انعقاد ِّ ما يمنع 505
َ
غير مالِ ِو ِ والثاف ما يمنع من ِ
تمام ِو ِ
كبي ِع ذي الفضوؿ َ ُ 506
ِ
الشرط للمسلَّ ِم مثل خيا ِر ِ
الحكم بدء
َ يمنع َ
ثالثها ُ 507
مثل خيا ِر العي ِن في ِ
إلماموِ رابعها يمنع من ِ
تمام ِو 508
َ ُ ُ
العيب في ِ
لزوموِ مثل خيا ِر ِ والخامس المانع من ِ
لزوم ِو 509
ُ
الصحيح وغير الصحيح
ب الثمرةِ المطلوبَ ْة ترتُّ ُ الصحيح دو َف ريبَ ْة
َ 510وعرفوا
وأوجبت
ْ آثاره ِ
كاملَةً ترتبت
عليو منو أي ْ 511شرعاً ِ
ُُ
فافهم لهـا عنَدهُ
ْ آثارهُ
ُ 512وغيره ما لم ترتَّ ْ
ب بع َدهُ
لكلِّهم ..والحنفي قائل 513فما مضى يقاؿ عنو الباطل
يمي ِز الجمهور في ِ
تعريف ِه ْم الفساد بطبلناً ،ولػم
ُ يغاير 514
ُ ُ
العزيمة والرخصة
ِ
األحكاـ جميعِهم بدءاً من شرع ِ
لؤلناـ ِ
األصل ما َ 515في
رخصةٌ معيَّػنَ ْة
وما سواه َ 516فإنو عزيػمةٌ مبيَّػنَ ْة
والتنصيص األصل عليو فهو الترخيص 517وطالػما لم يطرأِ
ُ ُ ُ
أربعةٌ تظهر باطِّ ِ
بلع األنواع
ِ 518وفي العزيمة من
من أوؿ األمر لكل متَّبِ ْع ع
فاألوؿ الغالب وىو ما ُش ِر ْ 519
ِ
التناوء سب أولي كالنه ِي عن ِّ والثاف ما شرع للطَّ ِ
وارىء 520
العزـ..على ىـا اتَػ َفق فالن ِ َّاسخ للَّـي َسبَ ْق
خ ُ َّاس ُ والثالث الن ُ
ُ 521
واج ما عُلِ ْم كقولِ ِو لدى َّ
الز ِ رابِعُها استثني ِم َّما قَ ْد ُحكِ ْم 522
َحبلَّ ساء إالَّػات ِمن نِ ٍ
ت أيمانُكم) أ َما مل َك ْ (والمحػصن ُ َ 523
أصل ٍ
لدليل ُس ْقتَوُ خبلؼ ٍ ْم الـي أثبتَّوُ والر ْخصةُ الحك ُ
ُّ 524
فـ ْي ياسر ِ ِ مبيح كالَّـي
بن َ ار ُ عم ُ
أتاهُ َّ عـر ٌ
سبَّبَوُ ٌ 525
اله َو ْى مات ِ المحر ِ األحكاـ ُكلَّها ِس َو ْى
فاترؾ َ ُ َّ حكم
َ َ مل
ش ُوت َ 526
بـاؾ قَد أقَػ ُّروا ٍ
لميتة َ ضطَُّر األكل لِ َم ْن يُ ْ
ُ فالواجب
ُ 527
ثم المباح والطبيب ِ
ناظ ُر ِ
َّدب كالقص ِر لمن يُساف ُر
ُ َّ ُ ُ والن ُ 528
ظاىراً إ ْف أ ُْرِغما فيو ِ ي ْك ُفر ِ والرابع المكروهُ كالنُّط ِْق بِما
ُ 529
ُج ِمبل ٍ
فافه ْم لما قد أ ْ أ َْربعة َ الرخصةُ أنواعاً على
530وتُ ْج َع ُل ُّ
َم يَحيفا ِ ِ
عن العباد ثُ َّم ل ْ ط التكليفا أس َق َ َّأولُها ما ْ 531
كاأل ْك ِل للميتَ ِة إف تحتَّما محرما
أصلو َّ عن كونِو في ِ
ْ 532
أِ
ُرغ َم أ ْف يك ُف َر فلي ْقتَل إِذاً ورجحوا األّ ْخ َـ بها إالَّ إذا َّ 533
صراحاً مع ِ
قياـ َسبَ ٍ ِ
ب ُ والثاف ما َج َعلَوُ ُمباحاً 534
كالفطْر في سف ِرهِ في ِ
يوم ِو ِ لحكم ِو
ِ موجب مع التَّراخي 535
ٌ َ
عما يُِه ُّم أ ْشغَلَ ْو
إالَّ إذا َّ الم َف َّ
ضلَ ْو 536فها ُىنا العزيمةُ ُ
فهو مجازاً رخصةٌ قَ ْد ُجعِبل وخ ِم ْن ِ
شرع األلى س ُالم ْن ُ
والثالث َ
ُ 537
ف ُك ْن لما أذ ُكرهُ َس ِم ْيػ َعاً يجوز فِ ْعلُها ت ْش ِر َيعاً
وال ُ 538
فـاؾ فانْظُ ِر رخصة َ ٍ مجاز ص ِر
َ ْم ال َق ْ األحناؼ حك َ ُ واعتبَػ َر 539
صةُ التي بها تَػنَػ َّزال يجوز عن َد ُىم أَ ْف تُك ِ
فالر ْخ َ
ُّ ْمبل ْ وال ُ 540
صلُوا
َّص ما تَػ َو َّ والشاطبِي لَخ َ
َّ َّل
واختلَفوا أَيُّهما يُػ َفض ُ 541
القيمةْ َ ِ
عظيم َ دليلُ ُه ْم حقاً ُ زيمةْ
الع َ حوا َ رج ُيم ْن َّ فقاؿ ف َ 542
فاسم ِع
وتثبت الرخصةُ فيها َ ُ فأ ََّوالً ثبوتُها بال َقطْ ِع 543
ض بها اتِّفاقَاً والرخص عا ِر ٌ
ُ عمومها إِطبلقاً وثانياً ُ 544
بِها كما النَّبِ ُّي عن َد صب ِرهِ بالصب ِر مثل أم ِرهِ
َْ وأمرهُ َّ ْ ُ ُ 545
َّمايُ ِع ِ ِ َّ
وتَػ ْرُكها يُػ ْفضي إلى الت َ وأخ ُـىا يَقضي على الـ َرائ ِع 546
فيف
سفاؼ والتَّ ْخ ُ ال الهو ُف وا ِإل ُ التكليف
ُ الشرائِ ِع
َص ُل في َّ واأل ْ 547
س ِة فَ َـلَّلُوا مثلَ ُه ُم ْ
بخم َ ص ِةالر ْخ َ أخ ُـوا بِ ُّ الـين َ
َّأما َ 548
القرآف وا ِإل ْس ِ
بلـ ِ في ِ
شرعة فالظَ ُّن كال َقطْ ِع لدى األ ِ
َحكاـ 549
ِ
صوا
نص ُ العموـ ىكـا قد َّ على ص ص ُ الم َخ ََّّـ ُوإنَّما يُػ َقد ُ 550
صالر َخ ْ ب أَ ْف تُؤتَى ُّ وربُّنا يُ ِح ُّ ص ِ
ِّين يُ ْس ٌر فيو نَ ْ َف ىـا الد َ وأ َّ 551
فاعم ْل لما يقص ُدهُ اللَّطيف َ التخفيف
ُ وأف قص َدهُ بِها َّ 552
بالسبلمةِ الكفيل َّ وفِعلُها ػآم ِة ِ
ُ وترُكها يُودي إلى الس َ 553
الش َقةَ وارفَ ِع ِ
الم َراْ فَػ َق ِّد ِر ِّ َّرجيح ِمثْػلَ َما تَػ َرىوإِنَّما الت ُ 554
الحاكم
فاح ُك ْم بِ ِه ْم كما َ
أراد اهللُ والحاكِ ُم ُّ
الحق ُى َو ا ِإللَوُ 555
السيِّ ِد الع ْدنَ ِ
اف أو في ِ ِ
كبلـ َّ َ القرآف وربَّما يَظ َْه ُر في 556
ِ
فكلُّهم يبيِّنو َف قَ ْ
ص َدهُ اجتهاد العُلماء بَػ ْع َدهُ أو في 557
صبلْ
حمن ثُ َّم فَ َّ
الر ُ
أج َملَوُ َّ
ْ وجاء في قُرآنِنَا ُم َّ
فصبلً َ 558
صبلْ
َحكاـ أو َم ْن فَ َّ
أظهر األ َ َم ْن َ وجائُِز إطبلقُوُ أيضاً على 559
فيع وذاؾ بع َد أَ ْف أتَى َّ ص ُل ُى َو التَّ ْش ِريْ ُع ِ
الش ُ َ 560فالحاك ُم ال َف ْ
فقيل ال حاكِ َم ُمطلقاً َوفَ ْى المصطَفى ِ
َ قبل مجيء ُ واختَلفوا َ 561
بأنَّوُ ُ
العقل كما قَ ْد فن ُدوا فأك ُدواالـين اعتَػ َزلػوا َّ
َّأما َ 562
ِّي العقل فَد ْع َ ِ والقبح في ِ الح ْس ِن ِ
ـ من ْ ِ أمر ُ ب الخبلؼ ُ وسبَ ُ
َ 563
تخبلؼ ىائِل فأثْبِ ِ ِ
فيو وىل يحاسب أىػالي ال َف ْترةِ 564
ٌ ٌ ُ َ
محسن مسيئُػ ُه ْم ٌ فَػ ُه ْم سواءٌ فاألشعريو َف نفوا تكل ْيػ َف ُه ْم 565
فص ْ بالعقل كما بِ َـا و ِ
ُ ِ وليس الش ْرع عُ ِر ْ
ؼ والقبح ِم َن َّ
ُ والح ْس ُن
ُ 566
ونُِقلَ ْ ِ
ت منْػ ُه ْم إِلينا َ
الم ْسأَلَةْ المعتزلَةَْف الجماعة ُ وخال َ 567
َم يأت ِه ْم ِم ْن ُم ْر َس ِل
حتماً ول َْو ل ْ تكليف ُك ِّل عاقِ ِل َ فأوجبوا
َ 568
فتابع لَوُ ومكتَ ِش ْ َّ الع ْق ِل عُ ِر ْ ِ
فالشرعُ ٌ ؼ والقبح م َن َ ُ والحسنُ 569
ط فأوجبوا معرفَةَ ِ
اهلل فَػ َق ْ ط
الو َس ْ
َُ والماتريديو َف َجاؤوا في َ 570
نَػ َف ْوهُ َع ْنػ ُهم ..رحمةَ اللَّ ِ
طيف ْ
ِ
التكليف ذاؾ ِم َنوما سوى َ 571
َع ْق ٌل ..ولَكِ ْن ما َ
أراد اهللُ الف ْع ِل مارآهُ وليس حسن ِ
َ ُُْ 572
تكليف َم ْن تبلُغُوُ ويَ ْس َم ُع
َ َج َمعُوا هم قَ ْد أ ْ وىك َـا ف ُكلُّ ْ 573
َّص ْل بهم ،نجا ًة أَو ىبلكاً مت ِ واختلفوا في ُك ِّل من لم تَػت ِ
َّص ْل 574
ُ ْ َْ
ِ َ ِ
َصبلً؟ ..نظروا س التَّ ْشري ِع أ ْ ُس ِ
م ْن أ ُ العقل َى ْل يعتَبَػ ُر كـاؾ إ َّف َ 575
والم ْسأَلَ ْة
أىل النُّهى َ ضوُ ُ َرف َ الم ْعتَ ِزلَ ْة
ـ ُ جعلَوُ كـلِ َ 576
المحكوـ فيو
فيو فاحتَ ِـ ْي الخطاب ِ
ُ
تعلَّ َق ِ ف الػـي تعري ُفوُ فعل الم َكلَّ ِ
ُ ُ 577
ضعِيَّاً
وتارًة تج ُدهُ َو ْ ِ
فربَّما يجيءُ تكْليفيَّاً 578
ُ
مفصبلً فاعرفْوُ حقاً وانتَبِ ْو َّ واشتَرطوا ِعلْم المكلفين ب ْوِ 579
َ َ
بـاؾ فاح َـ ِر
ضوا جهبلً َ وما َر ْ ص َد ِر الم ْ ِ
واشتَػ َرطُوا معرفَةً ب َ 580
وتركِ ِو ..ال ملزماً ِ
بفعلو ُ اختيارهُ في فِ ْعلِ ِو
َ واشترطُوا 581
َم يَ ِجدوا َسبيبلً ِِ ِ ِ فبل يُ َكلَّ ُفو َف ُمستحيبلً
لف ْعلو ل ْ 582
فأمرُى ْم لَِربِّ ِه ْم ِ
وتَػ ْرك ِه ْم ُ فعل غي ِرِى ْم
583والَ يكل ُفو َف َ
دفعاً وجلْباً ..إ ْذ ىم لَن ِ
يقدروا ُُ ْ َ 584وال يُ َكلَّ ُفو َف ما قَ ْد فُ ِط ُروا
ص َداْ لمختَ ٍ وأو ِؿ ِ
ف لوُ اإللوُ قَ َ حيث َوَر َداْ
الظاىر ُ ِّ 585
حصوؿ ِ
شرط الشرع موقنينا َ األحناؼ يشرطونا ِ وأكثر 586
ُ
خبلؼ جا ٍر
ٌ بالفرع في الدين؟..
ِ التكليف للكفا ِر
ُ 587فهل جرى
بالعاد ْة
يفعلُها جميعهم َ 588وُكلِّفوا مشقةً َ
معتاد ْة
الش َّق ْة
فضل اإللو عند بعد ُّ َ َّ
المشق ْة ت شديدةُ
ِّص ْ
589ورخ َ
ِ
ت ما ىيَّتَوُ فمنو ما
نظر َ المحكوـ فيو حيثما وقس َم
ِّ 590
ْ ُ
ِ
كشرب أو شفا ٍ كأكل أوشرعاً ٍ حساً وانتفى ِ
رأيتو ُوج َد ّ 591
منو كما الزنا بأي وض ِع حكم شرعي ب ٌ وربما ُسبِّ َ 592
الحج إذا ما قد قُ ِ
ص ْد مثالُوُ ُّ والشرع ُو ِج ْد
ِ بالحس
ِّ وربما 593
أحكاـ تَ ِر ْد
ٌ ورتبت عليو والشرع ِ
وج ْد ِ بالحس
ِّ وربما 594
والتمليـ والحوالَ ْة
ُ والبيع
ُ النكاح واإلقالَ ْة
ُ مثالُوُ 595
يضاؼ رتَّبوهُ ب ما ِ
ُ سََح َ قسموهُ األحناؼ َّ وجملةُ 596
مخلَّص ومالَو تناىي 597أربعة أولُها ِ
هلل
وبعدىا التي بها مؤونَةْ ليس بها مؤونَةْ
598عبادةٌ َ
معنى عبادةٍ ُّ
تحل فيها 599ثالثها مؤونَةٌ وفيها
تحل فيها معنى ٍ
عقوبة ُّ 600رابعُها مؤونةٌ وفيها
سادسها قاصرةٌ منم َق ْةُ خامسها عقوبةٌ محق َق ْة
ُ 601
عبادةٌ عقوبةٌ تحويها تدور معنى فيها 602سابعُها ُ
الغنائم
ُ بنفس ِو مثالُوُ
ِ قائم
تماـ ُ
حق ٌ 603ثامنُها ٌّ
ِ
الصياـ وبعدىا الفطرةُ في ِ
اإلسبلـ 604أولُها الصبلةُ في
الخراج ..فافهم فكري
ُ والرابع
ُ ونصف العش ِر
ُ والثالث العش ِر
ُ 605
كل ِ
قاتل سادسها حرما ُف ِّ
ُ ِ
الصائل وقطع
والخامس الزنا ُ
ُ 606
المقبوض ْة
َ الغنائم
ُ ثامنها المفروض ْة
َ 607سابعُها الكفارةُ
فأمره لَوُ ببل نواىي 608وقِسمها الثاني ِ
لعبد اهلل
ُ ُْ
وإف يشأْ يترُكوُ فـا ىو شاء أو يأباهُ
609يسقطُوُ إف َ
يغلب ُّ
حق ربنا فليعلما ُ 610والثالث اجتماعها وإنَّما
حقهم بها فليعلمايغلب ُّ 611والرابع اجتماعُها وإنما
يفه ُم
القصاص وىو َ
ُ والرابع
ُ وذاؾ يعلَ ُم
القـؼ َ
ُ فالثالث
ُ 612
المحكوـ عليو
خطاب ربِّنا بو َّ
محق َقا ُ الشخص الـي تعلَّ َقا
ُ 613تعريفو
ع تعنيفي
ود ْ
فافهموُ َ ِ 614واشترطوا في ِ
شرطين ْ التكليف صحة
فهم الدليل واضحاً أو مجمبل 615فالشرط أف يكوف قادراً على
خمس عش ٍر تمما
َ أي بالغاً أو 616وأف يكوف عاقبلً وفاىمػاً
ثبلثةً من بعدىا تخفي َفا السن أبو حني َف ْة
617وزاد في ِّ
وخ ْـ فروعاً بعد ذا تكو ُف
ُ ف من بو جنو ُف 618وال تكلِّ ْ
مكلف صوابا
ٌ لو كافراً تصوَر الخطابا
619فكل من َّ
والصواب
ُ فاألصل
ُ الصبي
ْ إلى الخطاب
ُ 620وحيثما توجو
المـىب
ُ ومثلُوُ المجنو ُف وىو ب
الولي يطلَ ُ
621بأنو من ِّ
المنن
يترجموه أو تصلهم ْ وال يكلف األعجاـ قبل أ ْف 622
أىبلً لما كلَّ َفوُ يَقينَا وشرطُوُ الثاني بأ ْف ي ُكونَا 623
وصالح أيضاً لِبلل ِ
ْتزاـ ٌ لئللز ِاـ
ح َ من يصلُ ُواألىل ْ 624
ُ
وجوب أو أداء في ِ
البياف ٌ وتقسم األىليةُ ِ
اثنتاف 625
ُ
ِ
النحيب ِ
كالطفل في ناقصةً ِ
الوجوب وربما تكو ُف في 626
ِ ِ
وأمر ُمطَّل ْ
ب واجب ٌ ٌ عليو ب
فتثبت الحقو ُؽ لَ ْو وال يَج ْ ُ 627
نقيصةْ
إذا أتى طفبل ببل َ النقيصةْ
َ وتكمل األىلية 628
خ ْـ بياناً مجمبل ٍ
ثبلثة ف ُ وتقسم األداءُ أقساماً إلى 629
ُ
ومثلُوُ المجنو ُف دوماً أُح ِرزا ٍ
عديمة في ِ
الطفل حتى ميَّزا 630
كل مميِّ ٍز إلى أف يكتفي ِّ كل معتوهٍ وفي
وناقص في ِّ
ٌ 631
غ
وكاف عاقبلً فإنو بَػ َز ْ 632وكامل األىلية الـي بَػلَ ْغ
أمر يزيلها ببل بقيَّ ْة 633وربما يع ِر ُ
ض لؤلىليَّ ْة
كـلـ اإلكراه في ِ
الببلء ِ
واإلغماء ِ
والجنوف ِ
كالنوـ 634
ُ
وزاد لَ ْو
فاقبلْو إف ن َف َعوُ َ العتَ ْو
مثل َ
أنقصها ُ
635وربما َ
غرِـ
وم َ
ٍ َك ٍ
س َفو وغفلَة ََ ِ
الحكم بعض
غير َ
636وربما َ
خاتمة
مفهوم ْة نظمتُها واضحةً المنظوم ْة 637وىكـا قد ِ
تمت
َ َ
واإلكراـ واإلحسانَا
َ والعفو
َ الثواب والغفرانَا
َ 638أرجو بها
أنار دربَنا لنا
لكل من َ الجميل والثنا
َ الشكر
َ 639وأرفع
أنار لي دربي وأحيا قلبي 640أولهم أستاذي المربي
األبرار
ُ األفاضل
ُ وصحبوُ خنا كفتارو
إمامنا وشي ُ
ُ 641
ِ
أستاذنا محمد الزحيلي ِ
األصيل للمؤص ِل
ِّ 642كـاؾ
شيخاً بو اقتدى المريد واحتـى 643جزاىم الرحمن خير ما جزى
ِ
والختاـ في البدء والموضوع 644والحمد هلل على ِ
التماـ
* * *
عجذبْ سثه سة اٌؼضح ػّب ٠ظفْٛ
ٚعــــسَ ػــٍ ٝاٌـّـــشعــــــــٍٓ١
ٚاٌذّذ هلل سة اٌؼبٌّٓ١
الفهرس
الصفحة الموضوع
3 مدخل
4 مقدمة يف منهج التعليم باؼبنظومات
8 تاريخ التعليم باؼبنظومات
11 عيوب التعليم باؼبنظومات
14 تعريف عاـ بعلم أصوؿ الفقو د .الزحيلي
18 اؼبقدمة
37 تعريف علم أصوؿ الفقو
38 موضوع علم األصوؿ
40 فائدة علم األصوؿ
42 تاريخ أصوؿ الفقو
46 تدوين علم األصوؿ
48 طرؽ التأليف يف األصوؿ
52 حكمة اختبلؼ الفقهاء
55 أسباب اختبلؼ الفقهاء
60 مقاصد الشريعة
65
وفيو فصبلف الباب األوؿ ػ مصادر التشريع اإلسبلمي.
الفصل األوؿ :المصادر المتفق عليها
66 المبحث األوؿ :الكتاب الكريم
70 المبحث الثاني :السنة
72 حجية السنة من القرآف
76 حجية السنة من غَت القرآف
78 تقسيم السنة من حيث السند
83 مكانة السنة
85 المبحث الثالث :اإلجماع
88 شروط اإلصباع
90 المبحث الرابع :القياس
93
الفصل الثاني :المصادر المختلف فيها.
94 االستحساف
96 اؼبصاحل اؼبرسلة
99 االستصحاب
101 العرؼ
104 قوؿ الصحايب
105 شرع من قبلنا
107 سد الذرائع
109
وفيو أربعة فصوؿ الباب الثاني ػ مباحث الحكم.
110
الفصل األوؿ :الحكم
113 اغبكم التكليفي
114 الواجب
122 اؼبندوب
128 اغبراـ
132 اؼبكروه
135 اؼبباح
139 اغبكم الوضعي
141 السبب
146 الشرط
151 اؼبانع
154 الصحيح وغَت الصحيح
155 العزيبة والرخصة
162
الفصل الثاني :الحاكم
167
الفصل الثالث :المحكوـ فيو
174
الفصل الرابع :المحكوـ عليو
178 خاسبة
182 مسرد اؼبنظومة
214 الفهرس