حكامة قطاع التربية الوطنية على ضوء الميثاق الوطني
للتربية والتكوين والرؤية االستراتيجية لإلصالح
من إعداد :ذ .عبدالغاني كرومي باحث بالمركز تبلور مفهوم الحكامة ،في صيغته المتجددة ،في مطلع الخمسينات من القرن الماضي حيث ورد في تقارير بعض المؤسسات الدولية والسيما البنك الدولي .ثم ما فتئ يتم تداوله من قبل المنظمات الدولية والوطنية والشركات ليستقر أخيرا في دساتير الدول ويصبح من األهداف الرئيسة لسياساتها العمومية. في بلدنا المغرب ،تكرس هذا المفهوم بشكل قوي في دستور يوليو ،2011الذي أفرد له الباب 12 تحت عنوان الحكامة الجيدة ،وهو الباب الذي حدد المبادئ العامة التي يتعين مراعاتها من لدن المرافق العمومية ،كما حدد مؤسسات وهيئات حماية الحقوق والحريات والحكامة الجيدة والتنمية البشرية والمستدامة والديمقراطية التشاركية. هذا االهتمام الدستوري ،أعطى للمفهوم زخما كبيرا ،حيث أصبح ديدن السياسات العمومية والقطاعية. وهكذا ،بالنسبة لقطاعات التربية والتكوين والبحث العلمي كانت الحكامة ضمن أوليات البرنامج الحكومي لسنة ،2012من خالل التركيز على مبادئ التخطيط والبرمجة واألهداف وجدولة اإلنجازات، ووجوب تعميق ثقافة التقييم ووضع آليات التتبع والقيادة .كما كانت الحكامة ضمن أولويات الرؤية االستراتيجية 2030-2015المعتمدة من قبل المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،حيث خصتها بالرافعة الخامسة عشرة ،والتي ترمي إلى استهداف حكامة ناجعة لمنظومة التربية والتكوين في أبعادها المختلفة ،المتعلقة بنجاعة التدبير ،والمشاركة ،والشفافية ،وربط المسؤولية بالتقييم والمحاسبة. هذه التطورات التي توضح المكانة االعتبارية التي أصبح يحظى بها مفهوم الحكامة في مجال التعليم، على األقل من الجانب النظري ،ال تعني أن هذه المبادئ وليدة اللحظة ،وإنما مضامينها كانت حاضرة، وإن غاب المصطلح كما سنبين فيما بعد ،السيما في وثيقة الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،الشيء الذي يوضح أن اإلشكال الحقيقي ليس في المفاهيم ولكن في بلورتها وتنزيلها في شكل مشاريع قابلة للتحقيق ،وقادرة على إخراج المنظومة التربوية المغربية من المأزق الذي تعيشه ،وال أدل على ذلك اإلصالحات المتوالية منذ تسعينات القرن الماضي. من خالل هذا المقال ،نحاول إبراز أهم أبعاد الحكامة التي سطرها الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،ثم نعرج على أهم المستجدات التي جاءت بها الرؤية االستراتيجية في المجال والتي تسعى لسد الثغرات واالشكاالت التي تحول دون تحقيق حكامة جيدة للمنظومة ،لنخلص في الختام للفرص المتاحة للنجاح وألهم المحاذير التي يتعين تفاديها للخروج من الدائرة المفرغة ،اإلصالح ،ثم إصالح اإلصالح ،ثم إصالح إصالح االصالح… أبعاد الحكامة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين لم يتم تداول الحكامة كمفهوم ضمن مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،لكن مع ذلك كانت جل أبعاد الحكامة حاضرة فيه .فله يعود قدم السبق فيما يتعلق باعتماد نهج الالتركيز في المنظومة التربوية إلى جانب الالتمركز اإلداري ،والذي يتوخى حل المشكالت العملية التي تعترض هذه المنظومة بأقرب ما يمكن من المؤسسات التعليمية والتكوينية ،وكذا مالءمتها للحاجات والظروف الجهوية والمحلية ،إلى جانب تبسيط مساطر تدبير العدد المتزايد من التجهيزات ،ومن المتعلمين والمؤطرين ،فضال عن تيسير الشراكة والتعاون الميداني مع مختلف الفعاليات المحلية والجهوية المهتمة بالمجال. ويقتضي إقرار الالمركزية والالتمركز في قطاع التربية والتكوين ،حسب الميثاق ،فضال عن استقالل التدبير اإلداري والمالي ،اضطالع المستوى الجهوي بتدبير الموارد البشرية على مستوى الجهة ،بما في ذلك التوظيف والتعيين والتقويم ،فضال عن تعزيز منظومة التدبير باألكاديمية بإحداث مجالس إدارية ولجان مختصة بها تضم فاعلين في القطاعين العام والخاص للتربية والتكوين والمجتمع المدني .أما على مستوى اإلقليم فيقتضي تعزيز المصالح المكلفة بالتربية والتكوين ،من حيث االختصاصات ووسائل العمل وإحداث شبكات للتربية والتكوين ،إلى جانب تعزيز إدارة مؤسسات التربية والتعليم ،على الصعيد المحلي ،بمجالس للتدبير يعهد إليها إبداء الرأي في مختلف أنشطة المؤسسة والمساهمة في التقويم الدوري ألدائها. ولتمكين المستوى الجهوي للتربية والتكوين من أداء المهام المنوطة به ،أوصى الميثاق بضرورة توفير العدة القانونية وكذا الموارد الالزمة لذلك ،كما حرص على تبويئ التربية والتكوين مكان الصدارة ،ضمن أولويات الشأن الجهوي أو المحلي التي تعنى بها الجماعات المحلية ،وذلك من خالل قيامها بواجبات الشراكة مع الدولة ،واإلسهام إلى جانبها في مجهود التربية والتكوين ،وفي تحمل األعباء المرتبطة بالتعميم وتحسين الجودة ،وكذا المشاركة في التدبير .وفي مقابل ذلك ،جعل من واجبات الدولة لفائدة الجماعات المحلية حق التوجيه والتأطير وتفويض االختصاصات الالمركزية والالمتمركزة ،وحق الدعم المادي بالقدر الذي ييسر قيامها بواجباتها على الوجه األمثل. لم يقتصر مفهوم الشراكة ،بحسب الميثاق ،على الجماعات المحلية ،بل تعدى ذلك إلى كل القوى الحية للبالد حكومة وبرلمانا وجماعات محلية وأحزابا سياسية ومنظمات نقابية ومهنية وجمعيات وإدارات ترابية ،وعلماء ومثقفين وفنانين ،وكل المعنيين بقطاع التربية والتكوين ،حيث دعاهم جميعا إلى مواصلة الجهد الجماعي من أجل تحقيق أهداف إصالح التربية والتكوين. من األبعاد األخرى للحكامة التي اعتنى بها الميثاق ،هناك حسن التدبير وما يقتضيه من استثمار أمثل للموارد المتاحة والسيما المالية منها ،وكذلك من تتبع وتقويم يمكنان من ضبط المسؤولية والمحاسبة عليها بوضوح. مستجدات الرؤية االستراتيجية في مجال الحكامة شكلت الحكامة أحد االهتمامات األساسية للرؤية االستراتيجية ،حيث وردت كرافعة ضمن رافعات الفصل الثاني في شأن مدرسة الجودة للجميع ،كما كانت محور الفصل الرابع :من أجل ريادة ناجعة وتدبير جديد للتغيير. بخصوص الرافعة الخامسة عشرة بشأن استهداف حكامة ناجعة لمنظومة التربية والتكوين ،فقد حددت التحديات التي يتعين رفعها في مجال الحكامة في عدة مستويات تتعلق أساسا بمستوى تحقيق التقائية السياسات والبرامج العمومية ،ومستوى إرساء نظام للحكامة الترابية للمنظومة في أفق الجهوية المتقدمة من خالل تحديد واضح للسلط واألدوار والمهام وإرساء استقاللية المؤسسة ونهج الالمركزية وتعزيز تفعيلها في انسجام مع روح وتوجهات الجهوية المتقدمة ،ثم في مستوى إرساء مقومات الشراكة ،وكذا في مستوى إرساء نظام معلوماتي مؤسساتي لقيادة المنظومة التربوية وتقييمها ،وأخيرا مستوى تمويل منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي. أما بخصوص الفصل الرابع :من أجل ريادة ناجعة وتدبير جديد للتغيير ،فقد تم التركيز من خالله على األهمية البالغة للتعبئة المجتمعية المستدامة إلى جانب ريادة وقدرات تدبيرية ناجعة في مختلف مستويات المدرسة .وهكذا تروم التعبئة المجتمعية المستدامة جعل تجديد المدرسة المغربية وتحسين جودتها ومردوديتها أسبقية وطنية لدى الدولة والجماعات الترابية ،ومؤسسات التربية والتكوين والبحث ،والمنظمات النقابية ،والقطاع الخاص واألسر والمجتمع المدني ،والمثقفين والفعاليات الفنية، واإلعالم [1].في حين تتوخى رافعة الريادة والقدرات التدبيرية تمكين نظام التربية والتكوين ،من جهة، من مقومات ريادة ترتكز على حكامة تزاوج بين المسؤولية والمحاسبة وممتلكة لروح التغيير وإرادة التجديد في األساليب ومنهجية الفعل والتدبير ،وتستند إلى كفاءات بشرية بمؤهالت عالية ،وتشتغل بمنطق القيادة والفريق ،وتقدم الحساب ،وتتفاعل فيما بينها ومع محيطها ،كما تستند إلى عدة قانونية تمكن من تسريع تفعيل اإلصالح وقيادته ،وذلك في ظل توطيد لالمركزية والالتمركز وللتدبير بالنتائج والمردودية ،ومن جهة أخرى ،من مقومات التدبير األمثل المتمثلة أساسا في اعتبار قيادة التغيير نظاما متكامال يشمل مجموع الموارد ،والمقاربات ،والمناهج الداعمة للفاعلين في مجال التربية والتكوين والبحث العلمي ،في سيرورة إرساء التغيير[2]. المحاذير والفرص المرتبطة باإلصالح الحالي لمنظومة التربية والتكوين يتضح من خالل المحور السابق أن أبعاد الحكامة التي جاءت بها الرؤية االستراتيجية إلصالح منظومة التربية والتكوين كانت في مجملها ضمن بنك األهداف التي سطرها الميثاق ،مع بعض التدقيق والتمحيص والمواءمة مع المستجدات ،من قبيل ربط المسؤولية بالمحاسبة ،واالشتغال بمنطق القيادة والفريق ،واعتبار قيادة التغيير نظاما متكامال يشمل الموارد والمقاربات والمناهج .لذا يبقى السؤال بشأن مآل هذه التوصيات واألهداف مطروحا :هل تستطيع المنظومة جعل هذه األهداف والغايات واقعا معاشا يمكن من تحقيق قطيعة مع ما سبقه ،وبالتالي يكفل لمنظومة التربية والتكوين االنتقال من شبه الدائرة المفرغة التي تتسم بها المرحلة الحالية إلى مستوى أعلى ينعكس إيجابا على أجيال المستقبل، ويمكن البالد من كسب رهان تنمية بشرية يكون لها وقعها على جميع المجالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية؟ من االجحاف القول إن شيئا لم يتحقق في المراحل السابقة لإلصالح ،بل الواقع يؤكد أن أشياء كثيرة قد تحققت ،لكن ما يؤاخذ عليها أنها لم تصل إلى درجة رفع التحديات التي تواجه المنظومة التربوية المغربية ،وتحقيق نتائج ملموسة وحقيقية على التالميذ وعلى المنظومة وعلى الوطن. فمن اإلنجازات األساسية التي تم تحقيقها في مجال الحكامة هناك مبدأ القرب من المرتفقين من خالل إحداث األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين مع منحها الشخصية المعنوية واالستقالل المالي، وتكليفها ،بحكم القانون ،بعدة مهام أساسية ترتبط بمجاالت التخطيط والبناء وترميم وإصالح المؤسسات التعليمية واإلشراف عليها وعلى مؤسسات التكوين ،فضال على مجاالت اإلشراف على البحث التربوي والشراكة وإعداد سياسة للتكوين المستمر لفائدة الموظفين ،إلى جانب االشراف على التعليم الخاص واألولي وتسليم الرخص المتعلقة بهما[3]. غير أنه بالرغم من هذه االنجازات المهمة فالواقع يؤكد أن هذه المؤسسات لم تصل بعد إلى مرحلة رفع التحديات التي ينتظرها منها المجتمع ،وال أدل على ذلك استمرارية محدودية استقالليتها في ثالث مستويات أساسية على األقل ،المستوى الميزانياتي ،حيث تضل هذه المؤسسات رهينة المنحة السنوية للدولة ،مما يقلص من إمكانية تنفيذ مخططاتها في المجاالت المنوطة بها ،ثم المستوى التربوي ،في ظل انحصار البرامج الجهوية والمبادرات الرامية إلى مالءمة آليات وبرامج التربية والتكوين مع حاجيات الجهة ،وأخيرا مستوى تدبير الموارد البشرية حيث أن محدودية التفويضات في هذا المجال والسيما في مجال التوظيف ،يجعل تدبير الخريطة المدرسية يعاني الكثير من التخبط من قبيل سد الخصاص واالكتظاظ وغيرها من اإلشكاالت. أمام هذا الوضع ،وحتى تتمكن الموجة الجديدة من اإلصالح من تحقيقها نتائجها يتعين تجاوز العديد من اإلشكاالت التي ظلت عالقة ،ومنها العديد من التوصيات التي وردت في الميثاق وبقيت حبرا على ورق، إضافة إلى مجموعة من النقائص التي أفرزتها الممارسة طيلة السنوات الماضية والتي أبرزتها التقارير التي تناولت تقييم نتائج تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،فضال عن االستفادة من التراكمات الجديدة التي طبعت المستوى السياسي والتربوي المغربي. فمن التوصيات التي وردت في الميثاق وبقيت حبرا على ورق ،والتي كان من شأن تفعيلها أن يكون له أثرا بليغا على المنظومة ،نذكر على الخصوص إعداد مشروع قانون إطار يتضمن األهداف والمبادئ واإلجراءات العامة التي ينص عليها الميثاق ،ووضع آلية المتابعة اليقظة والدقيقة ،على مستوى الحكومة ،وكذا عن طريق البرلمان والمجالس المنتخبة والرأي العام[4]. أما بخصوص بعض نتائج التقييمات لتطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،يمكن إثارة االنتباه فيما يتعلق باألكاديميات إلى المالحظات التالية[5]: استمرار سلسلة اتخاذ القرار التي تربط اإلدارة المركزية بالمستويات الالممركزة في االشتغال كما • كانت من قبل؛ التغيرات المتكررة على رأس هرم القطاعات الوزارية المعنية والتي أضرت باالستمرارية الضرورية • لمراكمة المكتسبات التنظيمية واإلدارية والبيداغوجية؛ غياب التناغم بين مراجعة النصوص القانونية وتصريف بنود اإلصالح ،بحيث يتأخر إصدار بعض • النصوص التطبيقية أو في حاالت أخرى يتم تطبيق مشاريع اإلصالح بنصوص قانونية أقل درجة، مذكرات على سبيل المثال؛ عدم التحضير الجيد النخراط الفاعلين في ورش اإلصالح ،مما قلص من مساهماتهم الفاعلة والسيما • في مختلف المجالس المحدثة ،فضال عن ذلك هيمنت على عمل هذه المجالس لغة المطالب على حساب التوجهات االستراتيجية والقرارات الهادفة إلى تحسين أساليب وأدوات العمل؛ عدم تأهيل الفاعلين المعنيين بتنزيل اإلصالح؛ • هيمنة تدبير االكراهات اليومية على عمل األكاديميات على حساب التجديد البيداغوجي الذي يندرج • في صلب تجديد المدرسة؛ الدور الملتبس للنيابات اإلقليمية بين تبعيتها لألكاديميات كمصالح خارجية ،كما هو منصوص عليه • في القانون رقم 7.00المحدث لألكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ،وخضوعها للوزارة على اعتبار أن النائب اإلقليمي يعد ممثال للوزير في النفوذ الترابي للنيابة التي يتولى تسييرها][6؛ تكاثر المسؤوليات على بعض المستويات التدبيرية ،مديري مؤسسات التعليم االبتدائي على سبيل • المثال ،مما حال دون أدائهم للمهام المنوطة بهم على الوجه المطلوب؛ انحصار دور مجالس التدبير لعدة اعتبارات منها عدم توفره على سلطة تقريرية ،وعلى ميزانية، • فضال عن صعوبات تتعلق بالعالقات بين مكوناته وبالصالحيات المخولة لكل منها ،هذا إلى جانب وجود مؤسسات موازية من قبيل جمعية مدرسة النجاح ،مم يخلق إرباكا على مستوى تدبير المؤسسات التعليمية؛ عدم خضوع نظام التربية والتكوين للتقويم المنتظم من حيث مردوديته الداخلية والخارجية على • الرغم من تنصيص الميثاق على ذلك. أما فيما يتعلق بالفرص التي يتعين استثمارها فيمكن استحضار التراكمات الجديدة التي طبعت المستوى السياسي والتربوي المغربي ،ال سيما دستور 2011وورش الجهوية المتقدمة وكذا الرؤية االستراتيجية لإلصالح وما تتيحه هذه المحطات من إمكانيات للنهوض بالمنظومة التربوية المغربية وفي نفس الوقت من تحديات من أجل ضمان انخراطها في األوراش التنموية الكبرى التي اعتمدها المغرب في المجاالت الطاقية والفالحية والصناعية والسياحية وغيرها من المجاالت بمختلف الجهات. مما سبق يتضح أن نجاح إصالح المنظومة التربوية رهين بتحقيق مجموعة من الشروط على رأسها: التفعيل األمثل للتوصيات واألهداف التي جاءت بها الرؤية االستراتيجية ،وكذا بتحديد وتتبع • مؤشرات إنجاز هذه األهداف؛ تفادي الوقوع في بعض األخطاء السابقة ،من قبيل الضبابية في توزيع االختصاصات بين المركز • واألكاديميات من جهة ،وبين هذه األخيرة ومستوياتها اإلقليمية والمحلية من جهة أخرى؛ وأيضا من قبيل عدم توفير شروط الالزمة الستقاللية األكاديميات وعلى رأسها الميزانية والتتبع والتقييم والمراقبة؛ كذلك من قبيل عدم تأهيل األطر اإلدارية والتربوية التي يعهد لها قيادة اإلصالح؛ وكذا من قبيل تعدد المتدخلين وعدم فاعلية المجالس المحدثة؛ االستفادة من السياق الوطني المتسم بدستور يعلي من قيم الشفافية والحكامة والمحاسبة ويعزز من • أدوار الجماعات الترابية ،وأيضا بتوجه وطني نحو تفعيل الجهوية الموسعة وما يقتضيه ذلك من أدوار للجهات في عدة مجاالت ومنها مجال التعليم الذي أصبح من االختصاصات المنقولة من الدولة للجهات. ][1المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،من أجل مدرسة االنصاف والجودة واالرتقاء، رؤية استراتيجية لإلصالح ،2030-2015ص.67 : ][2نفس المرجع السابق ،ص.71 : ][3القانون رقم 07.00القاضي بإحداث األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.00.203الصادر في 19ماي.2000 ][4انظر الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،ص.33 : ][5انظر التقرير التحليلي الصادر عن المجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،تطبيق الميثاق الوطني للتربية والتكوين :2013-2000المكتسبات والمعيقات والتحديات ،دجنبر ،2014 من ص 48 :إلى ص57 : ][6لإلشارة فإن الهيكلة الحالية لألكاديميات ،والتي تندرج في إطار مواكبة هذه المؤسسات لورش الجهوية المتقدمة التي اعتمدته بالدنا ،قد عملت على حل هذا اإلشكال من خالل إعادة تسمية النيابات تحت مسمى جديد وهو المديريات اإلقليمية التي تعتبر مصالح إقليمية لألكاديميات ،كما أعادت تسمية النائب اإلقليمي لصبح المدير اإلقليمي لألكاديمية التي يكون تابعا لها.