Professional Documents
Culture Documents
المقدمة :-
ُدفن ملوك األسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من عصر الدولة الحديثة (حوالي 1069 - 1550ق.م ).في وادي
نهر جاف على الضفة الغربية من مدينة طيبة القديمة (األقصر الحديثة) ،ومن هنا جاء اسمه وادي الملوك ،غير أن هذا االسم
ليس دقيقًا تما ًما نظ ًر ا ألن بعض أفراد العائلة المالكة بخالف الملوك تم دفنهم فيه ،وكذلك بعض األفراد غير الملكيين ،وإن كانوا
رفيعي المستوى .وينقسم وادي الملوك إلى الواديان الشرقي والغربي .يعد الجزء الشرقي األكثر شهرة بينهما ،حيث يحتوي
الوادي الغربي على عدد قليل من المقابر ،ويضم وادي الملوك إجماالً أكثر من ستين مقبرة باإلضافة إلى عشرين مقبرة غير
.مكتملة ال تزيد عن كونها حفر
تم اختيار هذا الموقع لدفن الملوك بعناية؛ حيث يقع على الضفة الغربية للنيل ،وذلك ألن إله الشمس ينزل (يموت)
في األفق الغربي من أجل أن يولد من جديد ،ويتجدد شبابه في األفق الشرقي ،ولهذا السبب ارتبط الغرب بالمفاهيم الجنائزية
.وكانت المقابر المصرية القديمة تقع عمو ًما على الضفة الغربية لنهر النيل
مقبرة تون عنخ آمون )(1
تعد مقبرة الملك توت عنخ آمون ( 1327-1336ق.م) من األسرة الثامنة عشرذات شهرة عالمية ألنها المقبرة الملكية الوحيدة
بوادي الملوك التي تم اكتشاف محتوياتها سليمة وكاملة نسبيًا .وكان اكتشاف المقبرة الذي تم في عام 1922من قبل هوارد
كارتر قد احتل العناوين الرئيسية في صحف جميع أنحاء العالم ،حيث صاحب ذلك ظهور التحف الذهبية وغيرها من القطع
الفاخرة التي اكتشفت بالمقبرة .تعتبر مقبرة توت عنخ آمون وكنوزها أيقونة لمصر وال يزال اكتشافها أحد أهم االكتشافات
.األثرية حتى اآلن
على الرغم من ثرواتها المهولة ،فإن مقبرة توت عنخ آمون رقم 62في وادي الملوك متواضعة للغاية من ناحية
الحجم والتصميم المعماري مقارنة بالمقابر األخرى في هذا الموقع وذلك بسبب وصول توت عنخ آمون إلى العرش في عمر
صغير جدًا وحكم لمدة تسع سنوات فقط .يمكن للمرء أن يتساءل ما كان يمكن أن تحتويه مقابر ملوك الدولة الحديثة األقوياء مثل
.حتشبسوت وتحتمس الثالث وأمنحتب الثالث ورمسيس الثاني ،إذا كان هذا ما تحتويه مقبرة الملك الصبي
فقط جدران حجرة الدفن هي التي تحمل مناظر على عكس معظم المقابر الملكية السابقة والالحقة والتي تم تزيينها
بشكل ثري بنصوص جنائزية مثل كتاب إمي دوات أو كتاب البوابات والتي كان الغرض منها مساعدة الملك المتوفى في
الوصول إلى العالم اآلخر،فقد تم رسم منظر واحد فقط من كتاب إمي دوات في مقبرة توت عنخ آمون ،أما بقية المناظر في
.المقبرة فتصور منظر الجنازة أو توت عنخ آمون بصحبة العديد من المعبودات
فعندما توفي خليفته (KV62)،خرجت لنا العديد من التكهنات حول الحجم الصغير لمقبرة توت عنخ آمون
والتي ربما كانت في األصل مخصصة لتوت عنخ آمون ولكنها لم تكن (KV23) ،القائد الكبير آي ،تم دفنه في المقبرة
إذا (KV57) .قد اكتملت وقت وفاة الملك الشاب .وهي نفس الحجة التي طالت مقبرة خليفة آي القائد والملك حورمحب
ولكن قيل أنها موجودة بالفعل ،إما ( KV62)،كان األمر كذلك ،فمن غير الواضح لمن نحتت مقبرة توت عنخ آمون
.كمقبرة خاصة أو كمنطقة للتخزين والتي تم توسيعها الحقًا الستقبال مومياء الملك
وأياً كان السبب ،فإن الحجم الصغير للمقبرة قد ضم حوالي 3500قطعة أثرية تم اكتشافها والتي كانت مكدسة
بإحكام شديد .هذه القطع تعكس نمط الحياة في القصر الملكي ،وتشمل األشياء التي كان توت عنخ آمون سيستخدمها في حياته
اليومية مثل المالبس والمجوهرات ومستحضرات التجميل والبخور واألثاث والكراسي واأللعاب واألواني المصنوعة من
.مجموعة متنوعة من المواد والمركبات واألسلحة وغيرها
ومن المفارقات العظيمة في التاريخ أن الملك الصغير توت عنخ آمون تم محو اسمه من تاريخ مصر القديمة ألنه
.مرتبط بالملك إخناتون الذي لم يحظ بشعبية بسبب انقالبه الديني ،قد تخطت شهرته حاليا ً العديد من أعظم ملوك مصر القديمة
تحتوى مناظر المقبرة على العديد من النقوش الجنائزية التي تساعد الملك فى االنتقال بسالم إلى الحياة األخرى ،فقد زينت أولى
الممرات الهابطة بكتاب البوابات وكتاب الكهوف وكتاب السماء ،وزينت الممرات التى تليها بمناظر من األمدوات ،وكتاب
الموتى ،وكتاب السماء ،بينما زينت حجرة الدفن بمناظر من كتاب األرض .زينت األسقف بمناظر ونقوش فلكية بعض هذه
النصوص الجنائزية هي عبارة عن مجموعات من التعاويذ ،والبعض اآلخر عبارة عن خرائط للعالم السفلي ،تصف رحلة إله
.الشمس الليلية اليومية خالله ،والتى تمكن الملك من ضمان إعادة والدته فى األفق الشرقى عند الفجر مثل إله الشمس
الخاتمة :-
كانت الطبيعة المنعزلة لهذا الوادي سببًا آخر الختياره كمكان الراحة األخير للملوك ،فقد سرقت المقابر في العصور القديمة،
وتجنبا ً لذلك المصير كما حدث األهرام الدولة القديمة والوسطى ،اختاروا مقابر خفية تحت األرض في وادي صحراوي منعزل.
أول حكام الدولة الحديثة الذي تأكد دفنه في وادي الملوك كان تحتمس األول (حوالي 1492-1504ق.م ).ثالث ملوك األسرة
الثامنة عشرة وفقا ً إليني ،كبير مسئولي حفر مقبرته" :أشرفت على حفر مقبرته [الملك] في خصوصية ،ال أحد يرى وال أحد
.يسمع
المراجع :-
.حسن صبحي بكري ,االقصر ,طبعة االولي ,القاهرة
عبد الحليم نور الدين ,2009,مواقع االثار المصرية القديمة منذ اقدم العصور و حتى نهاية عصر االسرات المصرية القديمة
,.الجزء الثاني
https://egymonuments.gov.eg/ar/archaeological-sites/valley-
of-the-kings
http://www.antiquities.gov.eg/DefaultAr/Archeological-
sites/Pages/Archeologicaldetails.aspx?ArchCode=113
https://www.skynewsarabia.com/varieties
كتاب وادى الملوك أفق األبدية العالم اآلخر لدى قدماء المصريين ( إريد هور نينج )