You are on page 1of 14

‫المحاضرة الحادية عشر‬

‫البوليمرات في الصناعة‬
‫‪Polymers in Industry‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬

‫يعتبر علم وهندسااة البوليمرات ذات أهمية اسااتراتيجية وتكنولوجية عظيمة وذلك إلمكانية اسااتخدامها في‬
‫مجاالت واستخدامات متنوعة‪.‬‬
‫فهي تسااااتخدم على ساااابيل المثال ال الحصاااار في المفاعالت النووية ككابالت المفاعالت لتتحمل طاقات عالية‬
‫بدون حدو تحطم اوتكسااااااير في بنيتها‪ .‬في المجاالت الحربية كدروع واقية م الرصااااااااص لإلنساااااااان‪.‬‬
‫وكحساااسااات ضااوئية (‪ )sensor‬لقياس الجرعات اإلشااعاعي الناتجة ع االنشااطة الذرية المختلفة‪ .‬ومع بداية‬
‫القرن فإن العالقة الوثيقة بي االشاااعاعات النووية والمواد البوليميرية أصاااب يمثل ركيزة هامة وخاصاااة في‬
‫المجاالت المتعلقة بأبحا الفضااااء وصاااناعة األقمار الصاااناعية – المحطات المدارية إلى جانب اساااتخدامها‬
‫الطبي كخيوط جراحية – وأجهزة تعويضااية لإلنسااان وصاايدالنية – فضااال ع اسااتخدامها في الصااناعة في‬
‫التعبئة والتغلي للمواد الغذائية وأغراض العزل الحراري والمائي والصاااوتي‪ ،‬وصاااناعة المركبات‪ ،‬خراطم‬
‫نقل الماء والوقود وصناعة أنابيب مياه الحريق‪ ،‬الحبال‪ ،‬المظالت‪ ،‬الخيام المالبس‪ ،‬األحذية‪.‬‬

‫‪ 1-11‬اهم اللدائن‪:‬‬
‫المطاط الطبيعي‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫يرجع االسااااااتخدام لهذه المواد إلى تاريخ قديم بدأ في عام ‪ 1838‬م عندما اسااااااتخدمت قطع م المطاط‬
‫الطبيعي في تصاااااانيع قطع الممحاة‪ .‬وقد تم هذا حتى قبل أن يكتشاااااا العالم جودير عملية فلكنة المطاط عام‬
‫‪ 1839‬م‪ .‬وبعد اكتشاف عملية الفلكنة بعشر سنوات بدأت تظهر وتنتشر صناعات عديدة تعتمد على استخدام‬
‫المطاط المفلك ‪ .‬وكذلك تكوي األبونيت أو المطاط القاسي ‪ )(Ebonite‬عام ‪ 1851‬م‪.‬‬
‫نترات السليلوز‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫في عام ‪ 1838‬م اكتشفت طريقة لمعالجة السليلوز بحمض النتريك وإنتاج مركب نترات السليلوز‪ .‬وفي‬
‫عام ‪ 1870‬م أمك إنتاج هذا المركب بطريقة صااناعية وبعدها اكتشاافت طريقة خلط نترات السااليلوز بمركب‬
‫الكامفور (‪ )Camphor‬إلعطاء المادة التي عرفت تحت اسم (السيئوليد) وبعد ذلك اكتش أن بوليمر نترات‬
‫السااليلوز يمك اسااتخدام في العديد م الصااناعات األخرى مثل صااناعة المتفجرات (قط البارود) والحرير‬
‫الصناعي‪ ،‬وصناعة زجاج األمان وفي تصنيع بويات السيارات‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫أسيتات السليلوز‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫في عام ‪ 1856‬م اكتشفت طريقة إنتاج السليلوز نتيجة تفاعل السليلوز مع خليط م حمض الخل المركز‬
‫وبالماء حمض الخل‪ .‬ولك هذا البوليمر لم يساااتخدم صاااناعيا حتى عام ‪ 1900‬م بعد أن اكتشااافت التكنولوجيا‬
‫الخاصة بتحويل إلى ألياف صناعية‪.‬‬
‫السليلوز المرسب‪:‬‬ ‫‪)4‬‬
‫في عام ‪ 1859‬م اكتشفت طريقة إلذابة السليلوز في مذيبات خاصة تتكون م أمالح النحاس النشادرية‬
‫وقد أمك ترسيب السليلوز المذا وحصل بذلك على نوع م الحرير الصناعي والذي عرف في ذلك الوقت‬
‫بحرير الكوبر أمونيوم كما تطورت العملية التكنولوجية عام ‪ 1891‬م إلنتاج حرير الفسكوز‪.‬‬
‫الفينول فورمالدهيد‪:‬‬ ‫‪)5‬‬
‫يعتبر هذا البوليمر م أقدم البوليمرات التي تم تصاانيعها م مصااادر غير طبيعية‪ ،‬وقد اكتشاا طريقة‬
‫تصاااااانيع العالم األمريكي باك الند حيث وجد أن تفاعل مركب الفينول مع مركب الفورمالدهيد يعطي مركبا‬
‫معقدا ساامي (بالبكاليت) على اساام مكتشااف وقد اسااتغل بوليمر البكاليت صااناعيا عام ‪ 1907‬م في إنتاج أجهزة‬
‫التليفون السوداء القديمة‪.‬‬
‫البولي ستيرين‪:‬‬ ‫‪)6‬‬
‫في عام ‪1600‬م اكتشاااافت طريقة لتحويل مركب السااااتيري إلى مركب معقد‪ .‬وقد بدأ في اسااااتغالل هذا‬
‫البوليمر صااااناعيا في ألمانيا عام ‪ 1930‬م وفي الواليات المتحدة عام ‪1937‬م والجدول (‪ )11-1‬يوضاااا اهم‬
‫البوليمرات المذكورة بأعاله باإلضافة إلى مجموعات أخرى م البوليمرات الصناعية الهامة‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫جدول (‪ :)11-1‬اهم البوليمرات الصناعية الهامة‪.‬‬

‫‪ 2-11‬تعاريف أساسية‬
‫‪ )1‬البوليمر ‪:Polymer‬‬
‫إن البوليمر (أو ما يساامى في بعض األحيان بالجزيء العمالق) كلمة التينية تتكون م مقطعي " بولي‬
‫" وتعني " متعدد " والمقطع " مير " وتعني " الوحدة " أي أنها تعني متعدد الوحدات‪ .‬وسااااانساااااتخدم في هذا‬
‫المقرر كلمة بوليمر للتيسااااااير‪ .‬إن جزيئة البوليمر هي جزيئة كبيرة (لها وزن جزيئي عالي ما بي (‪– 106‬‬
‫‪ )103‬تتكون م جزيئات كيميائية صااااااغيرة مرتبطة مع بعضااااااها بروابط كيميائية‪ .‬فقد تكون هذه الجزيئات‬
‫مرتبطة مع بعضها بشكل خطي فيدعى البوليمر بالبوليمر الخطي‪ ،‬الحظ الشكل (‪.)11-1‬‬

‫‪163‬‬
‫وأحيانا أخرى تكون الجزيئة البوليمرية متفرعة فيدعى بالبوليمر المتفرع وقد تكون الفروع في ساالساالة‬
‫البوليمر ذات تركيب مشاااااطي أو ذات تركيب سااااالمي أو ذات شاااااكل صاااااليبي‪ .‬وقد تختل هذه التفرعات في‬
‫أطوالها ويمثل الشكل (‪ )11-1‬شكل تخطيطي ألنواع م البوليمرات المتفرعة وفي بعض الحاالت تكون هذه‬
‫التفرعات متشابكة مع بعضها فيدعى بالبوليمر المتشابك‪.‬‬

‫شكل (‪ :)11-1‬شكل تخطيطي يوض أنواعا م السالسل البوليمرية‬


‫أ) بوليمر خطي ‪ ،‬ج‪ ،‬د‪ ،‬بوليمر متفرع هـ بوليمر متشابك‬
‫‪ )2‬المونومير ‪:Monomer‬‬
‫تدعى الجزيئة البساااااايطة التي تبنى منها جزيئة البوليمر بالمونومير (أحادي الجزيء) وتدعى عملية‬
‫ارتباط هذه الجزيئات البسيطة مع بعضها بعملية البلمرة‪ ،‬إن المونومير مركب كيميائي بسيط ذو وزن جزيئي‬
‫صااااااغير‪ ،‬ويتميز جزيء هذا المركب بتركيب خاص يمكن م التفاعل مع جزيء آخر م نفس نوع أو‬
‫جزيء لمركب آخر وتحت الظروف المناسبة لتكوي سلسلة البوليمر‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫الوحدة التركيبية المتكررة ‪:Structural repeating Unite‬‬ ‫‪)3‬‬
‫تتكون ساااااالساااااالة جزيء البوليمر م وحدات تركيبية والتي تدعى أحيانا بالوحدات المتكررة وهذه‬
‫الاااوحااادات الاااتاااركاااياااباااياااة تاااماااثااال الاااجااازء الاااتاااركاااياااباااي الاااماااتاااباااقاااي مااا جااازيء الاااماااوناااومااار‬
‫( أو المونومرات) بعد تفاعلها لتكوي البوليمر وتوضاااع صااايغتها بي قوساااي ‪ .‬وتكون هذه الوحدات التركيبية‬
‫مكافئة لجزيئة المونومر أو تنقصها ذرة أو مجموعة م الذرات‪.‬‬
‫درجة البلمرة ‪:Degree of Polymerization‬‬ ‫‪)4‬‬
‫و يرمز لها بالرمز )‪ (DP‬وهي تمثل عدد الوحدات التركيبية المتكررة في ساااااالساااااالة جزيء البوليمر‬
‫ويعبر عنها بالعدد (‪ )n‬والتي توضااااااع في أساااااافل نهاية القوس الذي يحتوي على الوحدة التركيبية المتكررة‪.‬‬
‫وكلما ازدادت درجة البلمرة ألي بوليمر كلما دل ذلك على أن وزن الجزيئي كبير‪.‬‬
‫يتوق طول سااالسااالة البولمر على عدد الوحدات األولية التي تدخل في تركيب جزيء هذه السااالساااة‬
‫ويساااامى هذا العدد درجة البلمرة ويكون الوزن الجزيئي للبولمر عبارة ع حاصاااال ضاااار الوزن الجزيئي‬
‫للوحدة األولية في درجة البلمرة‪ .‬بشكل عام يمك التعبير ع البولمر بالصيغة التالية‪:‬‬
‫‪...] - M - n....‬‬
‫حيث ‪ M‬تدل على الوحدة األولية التي تكرر في البولمر‪.‬‬
‫‪ n‬درجة البلمرة‪ ،‬تدل على عدد الوحدات األولية التي تدخل في جزئ البلمرة‪.‬‬
‫الوزن الجزيئي للبولمر ‪ Mn‬يساوي حاصل ضر درجة البلمرة ‪n‬بالوزن للوحدة األولية‪M Mn = M.n‬‬
‫إن معظم البولميرات التي أمك الحصااااول عليها والمسااااتخدمة في الصااااناعة ينحصاااار وزنها الجزيئي بي‬
‫‪.1000000-5000‬‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫عااناااد باالااماارة االيااثااياالااي ا (‪ )CH2=CH2‬لااتااكااوي ا الاابااولااي إيااثااياالااي ا ذو الااتااركااياااب الااكااياامااياااائااي‬
‫(‪ CH2 - CH2)n‬حيث أن (‪ )- CH2 - CH2 -‬تمثل الوحدة التركيبية أو المتكررة وتمثل )‪ (n‬عدد الوحدات‬
‫المتكررة في السلسلة البوليمرية‪ ،‬وتدعى عادة بدرجة البلمرة‪ .‬ويبي الجدول (‪ )2-11‬وجدول (‪ )11-3‬بعض‬
‫البوليمرات المه مة صاااااا ناع يا والوحدات التركيب ية في ها والمونومرات المتكونة من ها‪ .‬يت باي عدد الوحدات‬
‫المتكررة في سااااالسااااالة البوليمر إذ يتراوح م العشااااارات إلى عشااااارات األلوف وعندما يكون عدد الوحدات‬
‫المتكررة قليال نسبيا فيدعى المركب بـااااـااااـااااـاااا (اوليغومير) إال أن البوليمرات المهمة صناعيا تتراوح أوزانها‬

‫‪165‬‬
‫الجزيئية بي (‪ )10000 – 1000000‬ابتداء م المواد الصااااامغية واللواصاااااق وانتهاء بالبالساااااتيكات القوية‬
‫المتينة والمطاط واأللياف‪.‬‬

‫جدول (‪ :)2 -11‬تركيب بعض بوليمرات االضافة المهمة صناعيا والمونومرات المكونة لها‬

‫المهمة صناعيا والمونومرات المكونة لها‬ ‫جدول (‪ :)3- 9‬تركيب بعض بوليمرات التكاث‬

‫‪166‬‬
‫المهمة صناعيا والمونومرات المكونة لها‬ ‫تابع جدول (‪ :)11-3‬تركيب بعض بوليمرات التكثي‬
‫‪167‬‬
168
‫‪ )5‬عامل توزيع الوزن الجزيئي للبوليمر‪.‬‬
‫تختل السالسل البوليمرية في أطوالها وعدد الوحدات التركيبية فيها‪ .‬وإن طول هذه السالسل يعتمد على‬
‫اعتبارات إحصائية فنجد في نفس البوليمر سالسل طويلة جدا ُ عالية الوزن الجزيئي وسالسل أخرى قصيرة‬
‫منخفضااااة الوزن الجزيئي‪ .‬وتتدرج بي هذي الحدي السااااالساااال األخرى‪ .‬ويوضاااا الشااااكل (‪ )11-2‬منحني‬
‫لتوزيع الوزن الجزيئي لنموذج م البوليمر‪.‬‬
‫لهذا السااابب يعبر ع الوزن الجزيئي للبوليمرات بأخذ معدل لألوزان الجزيئية لجميع الساااالسااال ولنفس‬
‫الساابب نجد هنالك تعابير مختلفة للوزن الجزيئي للبوليمرات معتمدة على الطرق المسااتخدمة في تعيي الوزن‬
‫الجزيئي‪ .‬فهنالك ما يعبر ع معدل عدد الجزيئات يدعى بالمعدل العددي للوزن الجزيئي ويرمز ل بالرمز‬
‫‪ ‬‬
‫‪ . M n‬والطرق المسااااااتخدمة في قياساااااا تعتمد على قياس عدد الجزيئات‪ .‬وهنالك ما يعبر ع معدل وزن‬
‫الجزيئات وكتلتها يدعى بالمعدل الوزني للوزن الجزيئي ويرمز ل بالرمز ‪ Mw‬وهنالك ما يعبر ع لزوجة‬
‫‪ ‬‬
‫محلول البوليمر يدعى بالمعدل اللزوجي للوزن الجزيئي ويرمز ل بالرمز ‪. M v‬‬

‫شكل (‪ :)2- 9‬منحني توزيع الوزن الجزيئي لنموذج م البوليمر‬

‫‪ ‬‬
‫إن المعدل العددي للوزن الجزيئي ‪ M n‬يمثل المعدل الوسطي أو الحسابي للوزن الجزيئي‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫للطرق المسااتخدمة في قياس ‪ Mw‬فتعتمد على كتلة الجزيئات كما هو الحال مع الطرق المعتمدة على تشااتيت‬
‫الضااااااوء‪ .‬يكون المعدل الوزني ‪ Mw‬عادة أكبر أو مسااااااااو للمعدل العددي ويعتمد ذلك على توزيع الوزن‬
‫الجزيئي للبوليمر‪ .‬ويستبدل إلى توزيع الوزن الجزيئي عادة م النسبة‪:‬‬

‫‪Mw‬‬
‫‪ ‬توزيع الوزن الجزيئي للبوليمر‬
‫‪Mn‬‬

‫‪169‬‬
‫والتي تدعى نساااااابة توزيع الوزن الجزيئي‪ .‬وتتراوح هذه النساااااابة بي (‪ )1.5 -50‬للوزن الجزيئي للبوليمر‬
‫ولنسبة انتشاره تأثير كبير على خواص البوليمر الفيزيائية والميكانيكية‪.‬‬

‫‪ 3-11‬بنية البوليمرات ‪:The Texture of Polymers‬‬


‫إن البنية الهندساااااية للساااااالسااااال البوليمرية تعتمد علة نوع الروابط التي تربط الذرات في السااااالسااااالة‬
‫البوليمرية ولعل وجود االيزوميرات الفراغية أي وجود تراكيب السااايس والترانس‪ ،‬في الساااالسااال البوليمرية‬
‫هو ابسط مثال على ذلك‪ ،‬وقد تأخذ السالسل البوليمرية وضعيات هندسية مختلفة بسبب الدوران حول الرابطة‬
‫المنفردة وخاصاااة عندما يكون البوليمر على هيئة محلول أو منصاااهر‪ .‬إن إمكانية حدو الحركة الموضاااعية‬
‫لبعض أجزاء الساااالسااال البوليمرية وظهور الوضاااعيات الهندساااية المختلفة للساااالسااال البوليمرية تحدد طبيعة‬
‫خواص البوليمر الفيزيائية والميكانيكية كمرونة المطاط وصااااااالدة بعض البوليمرات األخرى‪ ،‬وما تقسااااااية‬
‫المطاط (الفلكنة) لغرض زيادة صالدت وتقليل مرونت إال مثاال لتقييد حرية حركة السالسل البوليمرية‪.‬‬
‫إن الحركة الموضااعية للسااالساال البوليمرية تعتمد اعتمادا كليا على درجة الحرارة‪ .‬فلو تصااورنا مثال‬
‫منصااهر لبوليمر معي ‪ ،‬في المنصااهر تكون السااالساال البوليمرية حرة الحركة‪ ،‬ولهذا الساابب يكون المنصااهر‬
‫بهيئة ساااائل لزج قابل للحركة والتنقل‪ .‬ويساااتفاد م هذه الخاصاااية في تصااانيع البوليمرات وذلك بتحويلها إلى‬
‫من صهر بتأثير الت سخي المنتظم وم ثم ضغط المن صهر إلى قوالب معينة‪ .‬فعند تبريد من صهر البوليمر يأخذ‬
‫البوليمر شااااكل القالب وتدعى هذه الطريقة م التصاااانيع بالقولبة‪ .‬وعند خفض درجة حرارة المنصااااهر تتقيد‬
‫حرية ال حركة االنتقالية للسالسل البوليمرية وتصب مقتصرة على الحركة الموضعية للسالسل كحركة بعض‬
‫المجموعات المعوضااة وحركة نهايات السااالساال البوليمرية‪ .‬ويرافق هذه التحوالت تغيرات كبيرة في صاافات‬
‫البوليمر الفيزيائية والميكانيكية فيتحول البوليمر م منصاااااهر لزج إلى منصاااااهر صااااالب قوي وتدعى درجة‬
‫الحرارة التي يحصاااااال عندها هذا التغير بدرجة االنتقال الزجاجي وعندما تنخفض درجة الحرارة دون درجة‬
‫االنتقال الزجاجي )‪ (Tg‬فتتقيد الحركة الموضعية ألجزاء السالسل البوليمرية والمجموعات المعوضة فيتحول‬
‫البوليمر إلى مادة صلدة هشة‪ .‬أما عندما يكون البوليمر فوق درجة انتقال الزجاجي فيمتاز بالمرونة‪.‬‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫يمك مالحظة هذه التغيرات مع المطاط مثال‪ ،‬فلو أخذنا المطاط البيوتيلي مثال‪ ،‬الذي تبلح درجة انتقال‬
‫الزجاجية حوالي (‪ )Tg = - 50 ºC‬ففي درجة حرارة الغرفة ()‪ 25 ºC‬يكون مرنا مطاطيا الن هذه الدرجة‬
‫الحرارية هي فوق درجة انتقال الزجاجية‪ .‬ولك عند تبريده بواساااااطة النيتروجي المساااااال إلى)‪(-100 ºC‬‬
‫فيتحول المطاط إلى مادة هشة سهلة التكسر ويفقد صفات المطاطية كليا‪.‬‬
‫إضااااافة إلى الحالة الزجاجية التي تمر بها البوليمرات فإن بعض البوليمرات تعاني عند تبريد منصااااهر‬
‫البوليمر وخاصاااااة عندما يكون التبريد بطيئا‪ .‬إال أن ظاهرة التبلور في البوليمرات مقتصااااارة فقط على بعض‬
‫األصااااااناف م البوليمرات‪ .‬إذ هنالك متطلبات معينة لحدو التبلور كاالنتظام الفراغي للوحدة المتكررة‪،‬‬
‫وخطية الساااالسااال البوليمرية وطبيعة المجموعات المعوضاااة الموجودة على سااالسااالة البوليمر‪ .‬إن التبلور في‬
‫البوليمرات يكون على هي ئة م ناطق متبلورة موز عة بي الم ناطق غير المتبلورة وال يأخذ التبلور أشاااااا كاال‬
‫هندسية ثابتة كما هو مالحظ مع بلورات المركبات العضوية وغير العضوية البسيطة‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ 4-11‬القوى الجزيئية في البوليمرات ‪Intermolecular Forces in Polymers‬‬
‫يوجد نوعان م الروابط أو القوى بي جزيئات البوليمرات‪:‬‬
‫‪ 1-4-11‬النوع األول‪:‬‬
‫الروابط األولية وهي المسؤولة ع ربط الذرات المكونة للسالسل البوليمرية مع بعضها وتمثل الروابط‬
‫المشااتركة الغالبية المطلقة في معظم البوليمرات وهذه الروابط هي التي تربط الوحدات التركيبية مع بعضااها‪.‬‬
‫ويمك إدراج األنواع التالية تحت هذا التعري ‪.‬‬
‫‪ -1‬الرابطة التساندية في البوليمرات‬
‫توجد في بعض البوليمرات غير العضااوية والشااب عضااوية نوع م الروابط التسيياندية والتي تنتج ع‬
‫طريق من إحدى الذرتي المرتبطتي بالرابطة بزوج م االلكترونات إلى الذرة األخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬الرابطة األيونية في البوليمرات‬
‫أما الروابط األيونية فإنها غير مألوفة عادة في البوليمرات عدا في حالة اساااااتعمال بعض األيونات الثنائية‬
‫التكافؤ لغرض تقسية البوليمرات أي تشابك سالسلها مع بعضها‪ ،‬وخاصة بعض الراتنجات الطبيعية لغرض‬
‫تكوي بوليمرات متشاابكة‪ ،‬وقد أدخل هذا الصان م الروابط في صان م المواد تدعى باأليونوميرات‪ ،‬إذ‬
‫تمتاز هذه المواد بصفات ممتازة كالقوة والمرونة وقابليتها التالصقية الكبيرة ومقاومتها للدهون وتستعمل مثل‬
‫هذه المواد في تغلي األغذية وكالواصق طبية وفي صناعة األحذية‪.‬‬
‫‪ -3‬الروابط الفلزية في البوليمرات‬
‫أما الروابط الفلزية (فلز – فلز) فإنها غير مألوفة لحد اآلن في مجال البوليمرات ولك تعتبر الروابط‬
‫الموجودة في المركبات العضاااوية المعدنية (فلز – مركب عضاااوي) األسااااس في إحدى أصاااناف البوليمرات‬
‫المهمة المعروفة ببوليمرات الميتالوسي ‪ ،‬أي البوليمرت الفلزية المعدنية مثل بولي فثالوسياني ‪.‬‬
‫‪ 2-4-11‬النوع الثاني‪:‬‬
‫القوى الثانوية وتكون هذه القوى عادة بي السااااالساااال البوليمرية أو بي أجزاء الساااالساااالة الواحدة‪ .‬لهذه‬
‫القوى تأثير بالح على معظم خواص البوليمرات الفيزيائية والميكانيكية‪ .‬كما يوجد نوع آخر م الروابط في‬
‫البوليمرات ناتجة ع التشااااابك الفيزيائي للسااااالساااال البوليمرية الطويلة‪ .‬م أهم القوى الثانوية الموجودة بي‬
‫جزيئات البوليمرات قوى فاندرفالس ونذكر فيما يلي أنواع هذه القوى الثانوية‪.‬‬
‫‪ -1‬قوى االستقطاب‬
‫تنجم هذه القوى ع وجود جزيئات مسااتقطبة أو مجموعات مسااتقطبة في ساالساالة البوليمر‪ .‬يكون لمثل‬
‫هذه الجزيئات أو المجموعات عزم قطبي أي يكون لها قطبان مختلفي الشااحنة‪ .‬وهذا يؤدي إلى حدو تجاذ‬
‫بي األقطا المختلة وإن هذا النوع م القوى يعتمد على درجة الحرارة‪.‬‬
‫‪ -2‬قوى الحث‪:‬‬
‫ويعود م صدر هذه القوى إلى وجود مجموعات م ستقطبة في سل سلة البوليمر‪ ،‬إذ تؤثر هذه المجموعات‬
‫على ما يحيط بها م الجزيئات أو المجموعات غير المسااااتقطبة فتؤدي إلى حدو اسااااتقطا جزئي في هذه‬
‫الجزيئات أو المجموعات‪ .‬وم الجدير بالذكر أن قوى الحث ال تعتمد على درجة الحرارة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ -3‬قوى االنتشار‪:‬‬
‫يعود مصااااااادر هااذا النوع م القوى إلى تغيير العزم القطبي للجزيئااات أو المجموعااات الموجودة في‬
‫الجزيئات مع الزم ‪ ،‬إال أن محصاالة العزم القطبي تكون مساااوية للصاافر‪ ،‬ويرجع ساابب هذا التغيير في العزم‬
‫القطبي إلى الوضااااااعيات االلكترونية المختلفة التي تتخذها االلكترونات حول نواة كل ذرة ألن هذا يؤثر على‬
‫توزيع القي مة االلكترون ية ل لذرات الم جاورة وا لذي يؤثر على حصااااااول قوى ت جاذ تدعى بقوى الت جاذ‬
‫االنتشاااااااارية‪ .‬إن هذا النوع م القوى موجود في معظم الجزيئات‪ .‬إال أن هذه القوى تختفي في حالة وجود‬
‫مجموعات أو جزيئات مستقطبة قوية وإن هذه القوى االنتشارية ال تعتمد على درجة الحرارة‪.‬‬
‫‪ -4‬الروابط الهيدروجينية‪:‬‬
‫توجد هذه الروابط بي الذرات المرتبطة بذرة هيدروجي وذرة حاوية على مزدوج الكتروني ويكون‬
‫االرت باط م خالل ذرات اله يدروجي ‪ .‬و قد تنشاااااااأ الروابط اله يدروجين ية بي مجموعتي ف عالتي في نفس‬
‫الجزيء وتدعى حينئذ بالروابط الهيدروجينية ضااام الجزيء أو تكون الروابط الهيدروجينية بي مجموعتي‬
‫فعالتي موجودتي على جزيئي مختلفي وتدعى عندئذ بالروابط الهيدروجينية بي الجزيئات‪.‬‬
‫وم أهم المجموعااات القاااادرة على تكوي الروابط الهيااادروجينياااة هي مجموعااات الكربوكساااااايااال‬
‫)‪ (COOH‬ومجموعات االميدات )‪ (-CONH2‬واألمينات )‪ (-NH2‬والهيدروكساااااايل )‪ (-OH‬وغيرها‪ .‬أن‬
‫لوجود هذه المجمو عات المسااااااتقطبة المكونة للروابط الهيدروجينية تأثير كبير على صاااااافات البوليمرات‬
‫الفيز يائ ية والمي كانيك ية‪ .‬وتتراوح طا قة الراب طة اله يدروجين ية بي )‪ ،(12.6 – 29.4 Kj/ mol‬ويتراوح‬
‫المدى الذي تعمل ضمن هذه الروابط بي (‪.)2.4 × 10-8 – 3.2 × 10-8 cm‬‬

‫‪ 5-11‬تأثير القوى بين الجزيئات على خواص البوليمرات‬


‫إن للقوى الجزيئية تأثير كبير على خواص البوليمرات الفيزيائية كدرجة االنصااااااهار ودرجة االنتقال‬
‫الزجاجي واللزوجة‪ ،‬والذوبان والثبات الحراري والتبلور وغيرها‪ .‬يعبر عادة ع مقدار القوى الجزيئية في‬
‫البوليمرات بداللة طاقة التماسااااااك والتي تعرف بأنها كمية الطاقة الالزمة إلبعاد جزيء م المادة في حالتها‬
‫السااااااائلة أو الصاااااالبة إلى موقع بعيد ع الجزيئات المجاورة وتكون هذه الطاقة مقاسااااااة عادة لوحدة الحجوم‬
‫وتدعى عندئذ بطاقة التماساااك النوعية أو كثافة طاقة التماساااك‪ .‬وتكون هذه الطاقة عادة مكافئة لحرارة التبخر‬
‫بالنسبة للمواد السائلة ومكافئة لحرارة التسامي بالنسبة للمواد الصلبة‪.‬‬
‫إن طاقة التماسااك بالنساابة للبوليمرات تختل نساابيا عما للمركبات البساايطة ألن البوليمرات تمتاز عادة‬
‫بأوزانها الجزيئية العالية‪ .‬لذلك فتكون طاقة التماسااااااك للجزيء الواحد كبيرة جدا حتى أكبر م طاقة الروابط‬
‫األساااااسااااية الموجودة في ساااالساااالة البوليمر‪ .‬وعلي يبدأ جزيء البوليمر بالتفكك قبل أن يتطاير وينفصاااال ع‬
‫الجزيئات األخرى‪ .‬إن لطاقة التماساااك في البوليمرات تأثير كبير على درجة انصاااهار البوليمر ودرجة انتقال‬
‫الزجاجي‪ .‬ويبي الجدول (‪ )11-4‬مدى اعتماد بعض الخواص الفيزيائية للبوليمر على كثافة طاقة التماسك‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫يمك حسا كثافة طاقة التماسك للبوليمرات م حاصل جمع كثافة طاقة التماسك للمجموعات المكونة‬
‫لساااااالساااااالة البوليمر ويمك تعيينها عمليا باعتبارها مساااااااوية لكثافة طاقة تماسااااااك المذيب القادر على انتفاخ‬
‫البوليمر‪ .‬ويعبر عادة ع قيم كثافة طاقة التماساااااك بداللة وسااااايط اإلذابة والذي يرمز ل بالرمز (‪ )δ‬حساااااب‬
‫العالقة التالية‪:‬‬
‫‪1/2‬‬
‫(كثافة طاقة التماسك) = ‪δ‬‬

‫جدول (‪ :)11-4‬تأثير كثافة طاقة التماسك على بعض الخواص الفيزيائية لبعض البوليمرات المهمة صناعيا‬

‫يالحظ في الجدول (‪ )4 -11-‬أن‪:‬‬


‫‪ ‬للبوليمرات المطاطية كثافة طاقة تماسااااااك منخفضااااااة نساااااابيا‪ .‬أي أن القوى الجزيئية في هذه البوليمرات‬
‫ضعيفة نسبيا أو أن للجزيء حرية أكثر في الحركة الموضعية‪.‬‬
‫‪ ‬أما بالنساابة للبوليمرات البالسااتيكية الصاالدة فتكون كثافة طاقة التماسااك لها أعلى نساابيا أي تكون سااالساال‬
‫البوليمر اقل مرونة‪.‬‬
‫‪ ‬للبوليمرات الثال األخيرة طاقة تماسااااااك عالية جدا وذلك بساااااابب وجود مجموعات مسااااااتقطبة في هذه‬
‫البوليمرات‪ .‬فإن مثل هذه البوليمرات تمتاز بالمتان ة والقوة‪ ،‬لذلك فإنها تكون مالئمة لصااااااناعة األلياف‬
‫الصناعية التي تتطلب مثل هذه الخصائص‪.‬‬
‫المحاضرة الحادية عشر‬

‫‪173‬‬
‫إضافات مدرس المقرر‬

‫‪174‬‬

You might also like