Professional Documents
Culture Documents
ركزت هذه المدرسة في مجملها على العمل معتبرة ان الفرد الة و ليس من المتغيرات التي لها تاثير على
السلوك التنظيمي و لقد اطلق بعض علماء هذه المدرسة تسمية "نموذج االلة" على هذه المدرسة ،و كان التحدي
الرئيس الذي يواجه المسير يشمل محورين :
كيفية زيادة االنتاجية و جعل العمل اكثر سهولة و يسرع في االداء. •
قبل معرفة نشاة هذه المدرسة البد ان نعرف تاريخ وشاة علم التسيير اوال ،من االخطاء الشائعة ان نتناول االفكار
الخاصة بعلم التسيير بدءا من القرن التاسع عشر و من ظهور المدرسة العلمية ،اذ ان التسيير كممارسة يعتبر قديما قدم
االنسان نفسه ،و لقد تطورت اساليبه و عملياته بتطور االنسان و بظهور االسر و الجماعات و تحولها الى قبائل و عشائر
و من ثم الى امم و مجتمعات ،و ان التجمعات البشرية المختلفة عبر تطورها و تعاقبها تؤكد البعد التاريخي للسلوك
االداري و القيادة االدارية السائدة ،و الحاضارات القديمة دليل قاطع على وجود نوع من التنظيم الحكومي المتطور في
تلك الحضارات.
اي ان التسيير ظهر مع بداية وجود االنسان ككائن حي اجتماعي يعمل من خالل الجماعة يؤثر فيها و يتاثر بها.
.1التسييير عند سيدنا آدم :عن طريق تقسيم العمل بين سيدنا آدم و امنا حواء.
.2التسييير في عهد سيدنا سليمان عليه السالم :الذي اشرف على ابرام عدة اتفاقيات تجارية و مشروعات انشائية و
اتفاقيات السالم في عهده.
.3التسيييرفي الحضارات القديمة :و تتبلور في ثالثة حضارات اساسية و هي:
التسييير في الحضارات الشرقية :منها الحضارة الفرعونية ،البابلية ،الصينية. -
التسييير في الحضارات الغربية :منها االغريقية و الرومانية. -
التسييير في الحضارة العربية االسالمية :ان االدارة فب ظل الدولة االسالمية هي خدمة و تربية و توجيه ،بحيث ان -
من يتوالها يكون اهال لتحمل المسؤولية ،فهي ليست السلطة و لكنها العدالة في الحكم ،و قدوة حسنة ،و تنظيم
لالمور و بناء عالقات انسانية و تتمثل االدارة في القرارات بشتى صورها و اكثرها ديموقراطية ،و في مخاطبة
الرسول لكافة المؤمنين قائال ":كلّكم راع و ك ّل راع مسؤول على رعيته".
و لالدارة في االسالم دعائم و ركائز مستمدة من الدين االسالمي الحنيف و تتمثل في اختبار الرجل االصلح ،القدوة
الحسنة ،الشورى ،الطاعة ،الطموح ،والتهيؤ للمستقبل ،تحمل المسؤولية ،التخطيط السليم ،العمل المبني على العلم
...،الخ)2(.
و من ثم نتناول مراح نشاة المدرسة الكالسيكية :
1
مرت بثالث مراحل وهي كالتالي :
مرحلة ظهور الثورة الصناعية : -
التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال. •
ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل. •
تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع. •
إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة. •
مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة : -
كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك تايلور بعرضه لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ
األربعة لإلدارة إلى جانبه ''فرنك جلبرت'' و''وهنري جانت'' و 'هنري فايول'' و''ماكس ويبر'' من خالل بعض اإلضافات
إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر االولي لميالد المدرسة الكالسيكية
مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي : -
كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة حتمية للرد على ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار
العشوائية في التسيير االداري وكان تأثره بمبادئ تايلور هو البذور االولى التي ادت الى ظهور المدرسة الكالسيكية و
هناك العديد من األسباب التي تفسر االهتمام المتزايد بالمدرسة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع
علم اإلدارة وتحملها ما يلي:
-التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من قبل.
-زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين)3(.
بدايةً البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية ( )CLASSIQUEإذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى الكلمة هو
الشيء التقليدي أو القديم .لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أوالمثالي أو النموذجي أو الممتاز وهي كلمة
يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية ظهرت في القرن الثامن عشر ،إذ أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام مدرسة اقتصادية
عريقة تعرف تحت اسم "المدرسة الكالسيكية" في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام ،حيث أعترف لها بالسبق في معالجة
القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين .وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع الشخصية واألخالقية
و باالعتماد على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل .وبهذا أعطت االقتصاد صفته العلمية
الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين)4(.
ي ارتبط بكل من العلوم اإلداريّة واالقتصاديّة ،م ّما ساهم في الوصول إلى الكفاءة التي تُساعد على
بأنّها أسلوب فكر ّ
ظل ال ُمنافسة بين قطاعات األعمال ال ُمختلفة .وتُعرف
تحقيق المصالح ،وتوفير القدرة في الحصول على األرباح ،في ّ
المدرسة الكالسيكيّة أيضا ً بأنّها المدرسة الفكريّة التي استخدمت أفكارها من أجل دراسة االقتصاد واإلدارة؛ من خالل
.المهدي الطاهر .مبادئ ادارة الحديثة .دار الثقافة والنشرعمان طبعة . 2002صفحة(3): 24
(:)4احمد صقر .تاريخ النظرية االقتصادية .ليبيا طبعة. 2000صفحة.7
2
ي في الفترة الزمنيّة بين القرنين الثّامن
االعتماد على نماذج نظريّة .وقد ساهمت هذه المدرسة في تطوير الفكر االقتصاد ّ
عشر والتّاسع عشر للميالد.
المطلب الثالث :علم التسيير و الفكر الكالسيكي
.1حسب "فريدريك تايلور" :عمل في مصنع للحديد مهندسا ،و اثناء عمله الحظ انخفاض االنتاجية و ضياع الوقت و
الجهد و الموارد دون تحقيق فائدة انتاجية ،حيث قام باجراء التجارب الميدانية من اجل زيادة الكفاءة االنتاجية ،ونشر
تجاربه بعد ذلك في كتابه 'مبادئ االدارة العلمية' حيث عرف التسيير كما يلي :
هو المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال ان يعملوه ثم التاكد من انهم يقومون بعمله باحسن طريقة و •
ارخصها)5(.
.2حسب "هنري فايول" :عمل مديرا تنفيذيا لشركة صناعية صغيرة ،من خاللها نال خبرته العملية التي قادته الى
النجاح في مجال االدارة الصناعية ،و عمل على تطوير منهجية النظرية االدارية ،و وثق ذلك في كتابه المشهور
'االدارة العامة و الصناعية' و يعرف التسيير قائال :
إن جوهر التسيير هو قوة التنبؤ قبل حدوث األشياء ،فال بد أن يكون لدى القائد بُعد النظر والقدرة على توقع •
المستقبل ،بحيث يُقدر كل االحتماالت ويُقدر أن أصعبها قد يقع ،ومن ثم يستعد له ،ويعرف التسيير بأنه ما يقوم
بالتنبؤ ،والتخطيط ،والتنظيم ،وإصدار األوامر ،والمراقبة والتنسيق)6(.
.3حسب "ماكس ويبر" :من أهم علماء االجتماع ،ولذلك فأنه لم يهتم فقط بإدارة المشروعات الفردية وإنما كان اهتمامه
بالمنظمات كبيرة الحجم باعتبارها وحدات اجتماعية ،درس جميع االديان و كان يرى ان االخالثق البروستنتانتية
اخالق مثالية و منها استقى النموذج المثالي للبيروقراطية .ومن أهم األفكار األساسية التي ساهم بها ماكس فيبر في
'اإلدارة العلمية' ؛النموذج البيروقراطي لإلدارة و عرف التسيير كالتالي :
وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق االخرين و معهم ،و لكل واحد مكانه الخاص حسب تسلسل هرمي و االشراف •
و الرقابة على الجميع من قبل المسير)7(.
التعريف األول :عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة
والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة.
التعريف الثاني :النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصياغة األهداف ،وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها بكفاءة،
لتحقيق نمو المنظمة واستقرارها ،عن طريق مجموعة من الوظائف أهمها :التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والتقويم
وت ّم التأكيد على أن التسيير مجموعة متكاملة من الخبرات والمهارات والقدرات أغلبها مكتسب بالتعليم والتدريب والمران
( :)5محمد قاسم القرويتي ،االدارة و المهارات ،المكتبة االكاديمية طبعة ، 1998صفحة.16
( :)6نفس المرجع السابق ،صفحة.19
( :)7نفس المرجع السابق ،صفحة.23
3
العملي ،وقليل منها فطري موروث وهي إلى جانب ذلك علم وتقنية.
التعريف الثالث :هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار والوقت من خالل
العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط ،والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق األهداف.
ويقصد بـالموارد:
-الموارد البشرية :األفراد الذين يعملون في المنظمة .
-الموارد المادية :كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآالت .
-الموارد المالية :كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير األعمال الجارية واالستثمارات الطويلة األجل .
-المعلومات واألفكار :تشمل األرقام والحقائق والقوانين واألنظمة .
-الوقت :الزمن المتاح إلنجاز العمل)8(.
هل التسيير فن أم علم؟
التسيير فن ألنه البد للمسير أن يمتلك القدرة الشخصية على تطبيق األفكار والنظريات والمبادئ اإلدارية بطريقة
ذكية ولبقة تعكس الخبرة والتجربة و الممارسة ،والتسيير علم ألننا ندرس في الجامعات نظريات ومبادئ وأفكار إدارية
وبذلك يمكن القول أن التسيير هو فن وعلم في نفس الوقت ،فالعلم يعلم اإلنسان أن يعرف بينما الفن يعلمه أن يعمل)9(.
4
المبحث الثاني :اسهامات المدرسة الكالسيكية.
صة في المدرسة الكالسيكيّة بمجموعة من النّظريات العلميّة والفكريّة ،ومن
ارتبط إنشاء وصياغة األفكار الخا ّ
أه ّمها :
5
وانسباب خطوط السلطة داخل هذه التنظيمات ,وهذه الدراسات كانت تدور في نطاق اهتماماته األساسية التي توضح لماذا
يطيع األفراد األوامر التي تصدر اليهم ؟ ...ولماذا يقوم األشخاص بأداء األعمال وفقا ً للتعليمات التي تنساب إليهم في
حدود األوامر المشددة والتي تتلخص في مفهوم "إصدع بما تؤمر" وقد قام في هذه الدراسة بتوضيح أسلوب إكساب
الشرعية لممارسة السلطة داخل هذه التنظيمات وقسمها إلى ثالثة أنواع.
النوع األول :السلطة البطولية.
النوع الثاني :السلطة التقليدية.
النوع الثالث :السلطة القانونية الرشيدة.
وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه األنواع ,مع أعترافه بأن هذه األنواع الثالثة يمكن أن يتضمنها تنظيم واحد كما
أوضح في دراسته:
-أن النوع األول يمارس السلطة من خالل المواصفات الشخصية التي يتحلى بها القائد ,ولذلك استخدم كلمة Charism
وهي مقتبسة من اللغة اليونانية والتي توضح مدى تحلي اإلنسان بمواصفات غير عادية ,وتمكنه من ممارسة سلطاته
باألسلوب الذي يحقق له قدرا ً هائال من ضبط النفس ,وطاقة استثنائية في ممارسة هذه السلطة في التأثير على العاملين معه
بحيث يتقبلون هذه التعليمات أو هذه التوجيهات برحابة صدر ورضى كامل .وقد أدى هذا إلى اتجاه عدد من العلماء
والمفكرين الذين تأثروا بدراسات ماكس فيبر إلى البحث عن سمات وصفات هؤالء القادة.
-أما فيما يتعلق بالنوع الثاني القائم على " العالقات التقليدية" فإن القائد يمارس سلطته من خالل موقعة في التنظيم.
وكثيرا ً ما يمارس مثل هذه القائد سلطته من خالل العادات والتقاليد المتوازنة ,وقد ضرب ماكس ويبر في بحوثه الكثير من
األمثلة التي توضح هذه األساليب ،ومن بينها األساليب التي أدار بها اإلقطاعيون ممتلكاتهم ومنشآتهم الواسعة ,وأوضح أن
المراكز اإلدارية كانت تنتقل بالوراثة من األب إلى اإلبن.
-أما النوع الثالث ,وهو ترشيد العالقات القانونية داخل المنشآت والوحدات من خالل الشكل البيروقراطي للتنظيم وهو
التنظيم الذي يوجد في المنشآت الحديثة ,ويرى ويبر أن هذا التعبير يتفق مع التطور الذي وصلت إليه مختلف الوحدات في
المجتمعات المعاصرة ،ذلك أن الشرعية أو قانونية السلطة يمارسها القائد من خالل مجموعة من القواعد واإلجراءات.
هذه القواعد واإلجراءات هي التي تكسبه شرعية ممارسة السلطة في الموقع الذي يتواجد فيه أثناء الفترة الزمنية التي
يصدر فيها تعليماته ويمارس فيها سلطاته ,وهذه المجموعة من القواعد واإلجراءات التي تمارس من خالل المراكز التي
تشغلها المستويات اإلدارية المختلفة في التنظيمات الضخمة والحديثة ,وهي التي أطلق عليها ماكس فيبر كلمة بيروقراطية.
ويالحظ عند اإلطالع على بحوث ودراسات فاكس ويبر أنه كان يهدف إلى تحقيق تنظيم على أعلى قدر ممكن من
الكفاءة إذ يُرى أن البيروقراطية هي خير أسلوب فني إلنجاز األعمال المكتبية واإلدارية بأعلى قدر ممكن من الكفاءة
القائمة على التخصص وتقسيم العمل ،وهو ما يجعله يصف البيروقراطية بأنها النموذج المثالي للتنظيمات اإلدارية
الضخمة)11(.
ويرى ماكس ويبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على األسس التالية:
6
-1هناك مجاالت للتخصص الوظيفي محددة رسميا ً وثابته ,وتنظم القواعد واللوائح عملية تجديد تلك المجاالت الوظيفية.
-2توزع النشاطات واألعمال الالزمة لتسيير دفة التنظيم البيروقراطي على أعضاء التنظيم باعتبارها واجبات رسمية
وبطريقة ثابتة ومحددة.
-3توزع السلطة الالزمة إلعطاء األوامر بتنفيذ الواجبات المحددة بشكل رسمي ثابت ووفقا ً لقواعد واضحة ومحددة,
وتحدد هذه القواعد مدى السلطة التي تمح لكل موظف ,ونوع تلك السلطة.
-4هناك طرق وأساليب محددة للعمل وتنفيذ المهام والواجبات وبالتالي ال يعين في التظيم البيروقراطي إال من كان مؤهالً
ألداء تلك المهام.
-5ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذا شكالً هرميا ً وبالتالي يوحد نظام حاسم ودقيق من الرئاسة ,حيث
تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات الدنيا .ويسمح هذا النظام للعاملين أو
المرؤوسين بأن يتظلموا من قرارات أحد الرؤساء إلى المستوى اإلداري األعلى منه بطريقة منظمة ومحددة ,ويسود هذا
التنظيم الهرمي أشكال التنظيمات الضخمة كافة ,العامة والخاصة على حد السواء.
-6تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على المستندات وبالتالي يوجد جهاز من الموظفين والكتبة مهمتهم االحتفاظ بالوثائق
والمستندات ,وعلى هذا األساس يرى فيبر أن مجموعة العاملين بقسم معين ومايستخدمونه من معدات ووقائق (ملفات)
يكونون مكتباً.
-7يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف ,بمعنى أن العمل البيروقراطي يجب أن ينفصل
ويبتعد عن حياة الموظف الخاصة ,وعلى هذا األساس فإن األموال العامة والمعدات الخاصة بالتنظيم يجب أن تُفصل تماما
عن الملكية الشخصية للموظف.
-8إن اإلدارة المكتبية تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب ,ومن ناحية أخرى فحين يكتمل التنظيم فإنه يتطلب عادة كل نشاط
وجهد الموظف حتى ولو كانت ساعات عملة محددة بمعنى أن العمل الرسمي يأتي في المقام األول بالنسبة لوقتالموظف
وال يمكن تأخيره ألداء أعمال خاصة.
-9تطبق اإلدارة في هذه المنظمات قواعد وتعليمات للعمل وتتصف بالشمول والعمومية والثبات النسبي ,كذلك تستخدم
اإلدارة أنواع القواعد والتعليمات التي يمكن للموظف تعلمها وفهمها ,كلما زاد فهم الموظف لتلك القواعد واإلجراءات كلما
ارتفعت خبرته وكفاءته.
وتلك هي خصائص التنظيم البيروقراطي كما رسمها ماكس ويبر في أوائل هذا القرن وتدل على اهتمامه بتقديم نظرية
مثالية تحدد نمط العمل والسلوك الواجب في التنظيم المثالي)12(.
ومن ثم ،فإن ماكس ويبر يقصد بالبيروقراطية وصف التنظيم اإلداري الضخم وما يتضمنه من قواعد وتأثيره في
اإلدارة والسلوك التنظيمي ،كل ذلك في إطار ما يجب أن يكون ,كما يعدد مزايا كثيره للتنظيم البيروقراطي ،أهمها:
السرعة ،اإلنضباط ،االستقرار ،االستمرارية ،الدقة في تطبيق مبدأ التخصص ،تقسم العمل ،المعرفة في مسائل المستندات
،الوضوح التام في خطوط السلطة وتسلسلها الهرمي ،الخضوع الكامل للرؤساء ،تخفيض اإلحتكاك بين األفراد وتخفيض
التكلفة اإلنسانية واالقتصادية للعمل.
7
مما سبق ,يتضح أن تفكير ماكس ويبر عن البيروقراطية يختلف تماما ً عن المفاهيم الشائعة عنها والتي تربط بينها وبين
انخفاض الكفاءة ،وتعقيد اإلجراءات في األجهزة الحكومية وصعوبة التعامل مع الجماهير .وقد كانت معظم التحليالت
الناقدة للنموذج ،والموضحة لآلثار السلبية غير المتوقعة التي تترتب عليه ،تدور في إطار المنظمة الواحدة ،وقد أوضحت
هذه التحليالت أن المنظمة البيروقراطية مثلما تؤدي إلى الضبط واالستقرار وزيادة القدرة على التنبؤ ،فهي تؤدي أيضا ً
إلى إمكانية الجمود وإلى خطر إحالل الوسائل محل األهداف النهائية ,وإلى تقييد كفاءة األداء ،فهناك إذن آثار سلبية غير
متوقعة تترتب على األخذ بالنمط البيروقراطي للتنظيم ،وكان ميرتون ( )Mertonفي األعوام 1939م وما بعدها،
وسلزنيك عام 1943م وجولدنر عام 1954م .من أوائل علماء االجتماع الذين تنبهو إلى ما بالنموذج المثالي من نقاط
ضعف ،فقد كان ويبر يعتقد أن اإلشراف الدقيق والرقابة التامة على أعمال وسلوك أعضاء التنظيم ،وتطبيق القواعد
والتعليمات يؤدي إلى استقرار سلوك األفراد وإمكان التنبؤ بالسلوم البيروقراطي ولعل الصفة األساسية التي تميز هذه
االتجاهات الحديثة في دراسة البيروقراطية ،هي إدخال العنصر اإلنساني والبيئة المحيطة كمحددات أساسية للسلوك
البيروقراطي)13(.
هناك بعض االنتقادات على النظرية كحال غيرها من النظريات والتي ال تخلو من أشياء سلبية وخاصة حال تطبيقها،
ومن تلك االنتقادات:
إهمالها للجانب اإلنساني في التعامل مع الموظف أو العامل. •
تركيز سلطة اتخاذ القرارات في يد مجموعة قليلة من القادة والرؤساء في اإلدارة العليا. •
النموذج البيروقراطي ال يعترف بأثر المجتمع على التنظيم ،وتعده نظاما ً مغلقا ً ال يتأثر بالبيئة أو يؤثر فيها. •
عزل الموظف في عمله عن حياته الخاصة وعدمن فتح مجال للتداخل بينهما. •
االلتزام بالبيروقراطية يقود إلى آثار ونتائج غير متوقعة مناقضة للكفاءة المفترضة فيها ،كما أنه يؤدي إلى •
الجمود وإلى خطر إحالل الوسائل كغايات محل األهداف)14(.
8
المطلب الثاني :نظرية االدارة العلمية "فريديريك تايلور"
إذا كانت النظرية األولى من النظريات التقليدية وهي نظرية البيروقراطية قد نشأت في ألمانيا على يدي ماكس فيبر،
فإن نظرية اإلدارة العلمية قد نشأت وتطورت في الواليات المتحدة األمريكية في الفترة بين 1900م – 1925م ،على يد
مجموعة من المفكرين يأتي في مقدمتهم فريدريك تايلور الذي يعتبر المنظر الرئيس ألفكار هذه الحركة.
وقد تطورت حركة التصنيع في بداية تلك الفترة نظرا ً لتوافر الموارد الطبيعية الالزمة وكفاية أعداد العاملين ,وكثرة
األسواق الداخلية وأتساعها باإلضافة إلى الزيادة الكبيرة في أسواق التصدير .األمر الذي جعل المنتجين يركزون على
مشكالت اإلنتاج حيث لم يكن التسويق يمثل مشكلة بالنسبة لهم ,وقد ساعدت التعريفية الجمركية آنداك على تشجيع
.الصناعة وسرعة نموها
ومن العوامل األساسية التي ساعدت على النهضة الصناعية في ذلك الوقت ,واضطراد االختراعات العلمية الحديثة
وتطور التقنية من ناحية ،وظهور فئة من المنظمين الذين تخصصوا في عمليات اإلدارة والتنظيم ،وبرغم كل تلك
الظروف والعوامل المساعدة ،فقد كان اإلسراف وانخفاض اإلنتاجية الصناعية يميزان المؤسسات والمنشآت الصناعية.
وكانت رواتب العمالة زهيدة ومختلفة من مصنع آلخر للحرفة نفسها وبالمدينة نفسها وذلك لعدم توافر قاعدة علمية لتقدير
األجور العادلة ،ولم يكن هناك تدريب للعاملين ،فصاحب العمل كان يهدف إلى زيادة الربح بشكل كبير وذلك عن طريق
تخفيض أجور العمال قدر اإلمكان ودون أي اهتمام بالعامل من النواحي النفسية أو التحفيزية ،ولم تكن هناك معايير لتقويم
إنتاج العامل كأساس لتحديد األجور.
وقد استرعى ذلك أنظار عدد من المفكرين من أمثال فريدريك تايلور وهارنجيتون وايميرسون وهنرى جانت وغيرهم، ...
فقد بدأوا يفكرون في أسباب انخفاض اإلنتاجية الصناعية ،وكفاءة العمل اإلداري ،وكيفية التواصل إلى حلول لهذه
المشكالت
ومن هنا بدأ التفكير في تقديم نظرية لإلدارة تساعد على تقديم الحلول لمشكلة اإلنتاجية ،وفي هذا اإلطار التاريحية
واالجتماعي ظهرت نظرية اإلدارة العلمية لتكون انعكاسا ً صادقا ً لطبيعة المجتمع والظروف التي ظهرت فيها النظرية ،
.والتي يعتبر فريديك تايلور(1856م1915-م) هو المؤسس لها
انصرف اهتمام تايلور إلى محاولة تحقيق كفاية أداء العنصر البشري واالمكانيات المادية المستخدمة في اإلنتاج وترتيب
.أدوات اإلنتاجية ترتيبا ً منطقيا ً عن طريقة دراسة الوقت والحركة
وتهدف هذه الدراسة التي أصبح يطلق عليها “حجر األساس في تحقيق الكفاية اإلنتاجية” عن طريق االستغالل األمثل
للقوى البشرية والموارد المادية إلى تقرير الحركات الضرورية للعامل الممتاز لكي يؤدي العملية الموكولة إلى في أقصر
وقت بأقل جهد ممكن ،ثم يدرب باقي العمال على هذه الحركات نفسها حتى يتقنوها)15(.
وقد كان تايلور يرى أن مشكلة األداء تتلخص في أن الرؤساء والمشرفين ال يعرفون بصفة قاطعة معدل إنتاج
مرؤوسيهم ،كما أن العامل ال يعرف المطلوب منه أداؤه من حيث الكم والكيف ،ولحسم هاتين المشكلتين أكد تايلور على
إتباع األسلوب العلمي التالي :
(:)15د.مهدي الطاهر غنية .مبادئ ادارة االعمال .دار الكتب الوطنية .طبعة اولى 2003طرابلس.
9
التحديد الدقيق لكل عنصر في عمل األفراد ,ويعني ذلك دراسة طرق العمل على أساس علمي لكل وظيفة عن طريق -
تحليل خطوات العمل واستبعاد غير الضروري منها وتحديد الحركات الضرورية ألداء العمل والوقت المحدد إلنجازها.
-اختيار العمال وتدريبهم بطريقة علمية ووضعهم في المكان المناسب ,حتى يؤدي كل عامل عمله بأعلى قدر ممكن من
الكفأءة.
-.استخدام الحوافز المادية لحث العاملين على أداء العمل بالطريقة المطلوبة وبالسرعة والمعدل المطلوبان
اإلشراف الدقيق على العاملين إلنجاز األعمال والقضاء على اإلسراف واتخفاض واإلنتاجية وبذلك تركزت أفكار -
.نظرية اإلدارة العلمية عند مستوى العامل الصناعي أو مستوى اإلنتاج
وواضح أن إصرار تايلور على استخدام الطريقة العلمية في اإلدارة ،وعلى ترشيد العملية اإلدارية واختصار الوقت
الضائع والخطوات غير الضرورية منها ،هو في واقع األمر إصرار على تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وإضرار أيضا
على استنزاف جهد العامل وفكره وإمكاناته من أجل زيادة اإلنتاج.
وهكذا راجت نظرية اإلدارة العلمية وبدأ التسابق على األخذ بأصولها وخاصة في كل من الواليات المتحدة األمريكية
وبريطانيا.
أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية :
فإصرار المنظمات على األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصا ً على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج •
واألرباح سنوياً ,جاء على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج تماما ً
كاآللة ,تحسب عليه حركاته ,ويعمل وفقا ً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل ,وتقتل المبادأة واالبتكار
والطموح ,وقد أدى ذلك إلى مقاومة العمال لهذا األسلوب ,فقد تبينوا أنهم مجرد آالت وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية
هو زيادة اإلنتاج على حسابهم ,فعارضوا تطبيقها ,ودخلت النقابات العمالية ,وأخيرا ً تدخلت الحكومة األمريكية لمنع
تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح.
أهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية على •
المشروع ،ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج ،لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد إدارة
المصنع ،بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية للعاملين فيه)16(.
ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية المثالية التي
تصف مايجب أن يكون ,وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ،وأهملت اإلنسان والعالقات
اإلنسانية داخل التنظيم ،كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على مستوى المصنع ،ولم تعط االهتمام الكافي لحقيقة
التفاعل والتبادل بين التنظيم والمجتمع المحبط به ،فلقد أغفلت النظرية األثر الذي تحدثه التغيرات المستمرة في المجتمع
.على أداء التنظيم وتكوينه
وبرغم سلبيات هذه النظرية ،فلها إيجابياتها ،إذ أنها تمثل جهد الرعيل األول في التفكير العلمي ،كما أنها قد تصدت
.د.محمد القاسم القرويتي .مبادئ االدارة .دار وائل النشر و التوزيع طبعة ثانية 2004عمان(16) :
10
للمشكالت اإلدارية بسالح العلم ،واألساليب العلمية ،واتخذت من البرمجة أسلوبا ً ،فأبدعت في دراسة الوقت والحركة ،
).(17وهي أدوات التحليل الحديث في كل دراسات الزمن والحركة ،وأساس التنظيم واألساليب
إن أهم ما يميّز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا ً لعمليات التنظيم
والتصميم اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة ،حيث إن هنري فايول فرنسي ،وليندال أرويك بريطاني
،أما لوثر جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ
اإلدارية التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة ،وذلك فإن أفكار هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريداً من نظرية اإلدارة
العلمية واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد
علم إداري.
لقد تميّز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ،بأنه كان من بين الكتاب األوائل الذين حاولوا
تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا ،بينما كان تايلور يعمل في خط اإلنتاج ،ومن ثم اهتم فايول
بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة ،وحاول يطور نظاما ً فكريا ً إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته.
فعلي حين شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع الكفاءة اإلنتاجية
للعام ل في المصنع ،كانت هناك محاوالت مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري فايول رجل الصناعة الفرنسي
لوضع نظرية عامة لإلدارة ،اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في فرنسا عام 1916م تحت عنوان ” اإلدارة الصناعية
والعامة".
فلقد اهتم فايول باإلدارة في قطاع األعمال ،ولما كانت األصول العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة
وإدارة األعمال ،ونظرا ً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري.
لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى سنة مجموعات رئيسة ،وهي على النحو التالي:
-النشاطات الفنية ( اإلنتاج والتصنيع)
-النشاطات التجارية ( المشتريات ،المبيعات والتبادل)
-النشاطات التمويلية ( الموارد المالية ،االستثمارات والمصروفات)
-النشاطات األمنية ( الممتلكات واألشخاص)
-النشاطات المحاسبية (تقدير التكاليف واإلحصاءات)
-النشاطات اإلدارية (التخطيط ،التنظيم والتوجية ،التنسيق والرقابة)
وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها .كما أكد على أهمية النشاطات اإلدارية بالنسبة
للوظائف العليا ،فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة)18(.
ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية :
-1صفات اإلداريين وتدريبهم.
11
-2األسس العامة لإلدارة.
-3وظائف اإلدارة.
أوالً :صفات اإلداريين وتدريبهم
يرى فايول أن اإلداريين يحتاجون إلى مجموعة من السمات والصفات الفذة يجب توافرها ,وهي صفات جسمية وصفات
ذهنية وصفات أخالقية ,يضاف إليها سعة إطالع المديرين وثقافتهم العامة .وأشار فايول إلى أن أهمية هذه الصفات
نسبية ,وأن القدرات والمهارات اإلدارية تتزايد أهميتها كلما ارتفع المدير في السلم اإلداري ,في حين تكون القدرات
والمهارات الفنية مهمة في المستويات اإلدارية الوسطى والدنيا.
-1تقسيم العمل :ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به االقتصاديون كضرورة لالستخدام األمثل
للقوى العاملة ,ويرى فايول انطباق هذا المبدأ على جميع أنواع النشاطات اإلدارية والفنية.
-2السلطة والمسؤولية :أوضح فايول االرتباط الوثيق بين السلطة والمسؤولية ,وأن األخيرة موزاية للسابقة منبثقة عنها,
ويرى فايول السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي واختصاصاته ,والسلطة الشخصية التي
قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة.
-3اإللتزام بالقواعد :وهي في نظر فايول احترام االلتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ ومظاهر االحترام ,ويقرر
فايول أن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع المستويات.
-4وحدة األمر:وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس واحد يتلقى منه األامر والتوجيهات ويرفع إليه التقارير.
-5وحدة اإلتجاه :ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة وخطة واحدة ,وتختلف
عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط ال باألفراد.
-6خضوع األفراد للمصلحة العامة :وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح العاملين مع المصالحة
العامة أو األهداف العامة للمنظمة ,وذلك من أجل المحافظة على استقرار التنظيم واستمراريته.
-7المكافآت :يقضى هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في جميع المستويات.
-8المركزية :ويقصد بها مدى تركيز السلطة أو توزيعها ,وهذا المدى يتختلف من منظمة ألخرى ,وتحكمة ظروف
وعوامل متداخلة في الموقف اإلداري ,ويجب أن يكون هناك نقطة توازن بين المركزية المطلقة والمركزية الكاملة.
-9تسلسل القيادة :يرى فايول تدرج مستويات القيادة في التنظيم بشكل هرمي.
-10النظام :ويقصد به فايول وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسمه فايول إلى قسمين ،نظام مادي يعني بوضع
12
اآلالت واألدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل ,ونظام اجتماعي يتهم بوضع كل شخص في المكان
المناسب ,كما يتهم بتنسيق الجهود ,وتحقيق االنسجام بين نشاطات الوحدات المختلفة في التنظيم.
-11العدالة :يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على والئهم وانتمائهم ,وأن يلتزم كل منهم بأداء
واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه.
-12االستقرار الوظيفي :ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة ,كما يؤكد على أن المنظمات الناجحة
هي المنظمات المستقرة.
-13المبادأة :المبادأة عند فايول تعني المبادرة إلعداد الخطط وكيفية تنفيذها ,ويطالب فايول الرؤساء بإعطاء الفرصة
للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية روح اإلبتكار.
-14العمل بروح الفريق :يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية االتصاالت الفعالة ,والتعاون بين الرئيس
والمرؤوسين بما يكفل أداء األعمال بكفاءة وفاعلية .وهو مايرتبط بقدرة القائد اإلداري على التأثير في سلوك
العاملين)19(.
وهكذا ،يتضح أن نظريات التقسيم اإلداري قد ركزت على تقسيم التنظيم إلى إدارات وبالتالي فهي تهتم بتكوين الهيكل
التنظيمي ،وال يزال هدفها هو تحقيق الكفاءة.
وتتفق نظريات التقسيم اإلداري مع نظرية اإلدارة العامة العلمية في األساس الفكري ،إال أنها تختلف عنها في نطاق
التطبيق حيث ركزت على المستوى اإلداري للتنظيم ،بعكس نظرية اإلدارة العلمية التي ركزت على المستوى الفني أو
اإلنتاجي)20(.
و هناك بعض االنتقادات على النظرية كحال غيرها من النظريات التي ال تخلو من أشياء سلبية وخاصة حال تطبيقها
ومن تلك االنتقادات مايلي:
-الكثير من المبادئ التي وضعها فايول تصلح كشعارات ال أكثر.
-تتوقف صالحية المبادئ التي وضعها فايول على الظروف التي تمر بها كل منظمة وكل بلد حيث ال يمكن فصل القضايا
اإلدارية عن االعتبارات السياسية واالقتصادية وثقافية واالجتماعية.
-قد تتصادم هذه المبادئ مع الواقع العملي ما يتطلب للجوء إلى تعديلها،بما يتالءم والواقع المعيشي.
( :)19د.محمد القاسم القرويتي .مبادئ االدارة الحديثة .عمان طبعة .2005صفحة .35
13
-تتسم المبادئ الذكورة بالروتين والجمود وإعطاء صالحيات للمديرين (األقوياء) بحيث تمكنهم من فرض همينتهم على
الضعفاء (المرؤوسين) والسيطرة عليهم والتحكم فيهم.
-ال يمكن فصل القضايا اإلدارية (التسيرية) عن المتغيرات المحيطة (السياسية،االقتصادية،الثقافية،االجتماعية والقانونية)
مما يؤدي إلى وجود خالفات في تطبيق هذه المبادئ على أرض الواقع.
14