You are on page 1of 14

‫المبحث االول‪ :‬مدخل الى الفكر التقليدي‪.

‬‬

‫ركزت هذه المدرسة في مجملها على العمل معتبرة ان الفرد الة و ليس من المتغيرات التي لها تاثير على‬
‫السلوك التنظيمي و لقد اطلق بعض علماء هذه المدرسة تسمية "نموذج االلة" على هذه المدرسة ‪،‬و كان التحدي‬
‫الرئيس الذي يواجه المسير يشمل محورين ‪:‬‬

‫كيفية زيادة االنتاجية و جعل العمل اكثر سهولة و يسرع في االداء‪.‬‬ ‫•‬

‫كيفية تحفيز العمال لالستفادة القصوى من جهودهم في تشغيل االداء‪)1(.‬‬ ‫•‬

‫المطلب االول‪ :‬نشاة المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫قبل معرفة نشاة هذه المدرسة البد ان نعرف تاريخ وشاة علم التسيير اوال ‪،‬من االخطاء الشائعة ان نتناول االفكار‬
‫الخاصة بعلم التسيير بدءا من القرن التاسع عشر و من ظهور المدرسة العلمية ‪،‬اذ ان التسيير كممارسة يعتبر قديما قدم‬
‫االنسان نفسه ‪،‬و لقد تطورت اساليبه و عملياته بتطور االنسان و بظهور االسر و الجماعات و تحولها الى قبائل و عشائر‬
‫و من ثم الى امم و مجتمعات ‪،‬و ان التجمعات البشرية المختلفة عبر تطورها و تعاقبها تؤكد البعد التاريخي للسلوك‬
‫االداري و القيادة االدارية السائدة ‪،‬و الحاضارات القديمة دليل قاطع على وجود نوع من التنظيم الحكومي المتطور في‬
‫تلك الحضارات‪.‬‬
‫اي ان التسيير ظهر مع بداية وجود االنسان ككائن حي اجتماعي يعمل من خالل الجماعة يؤثر فيها و يتاثر بها‪.‬‬
‫‪ .1‬التسييير عند سيدنا آدم ‪:‬عن طريق تقسيم العمل بين سيدنا آدم و امنا حواء‪.‬‬
‫‪ .2‬التسييير في عهد سيدنا سليمان عليه السالم ‪:‬الذي اشرف على ابرام عدة اتفاقيات تجارية و مشروعات انشائية و‬
‫اتفاقيات السالم في عهده‪.‬‬
‫‪ .3‬التسيييرفي الحضارات القديمة ‪:‬و تتبلور في ثالثة حضارات اساسية و هي‪:‬‬
‫التسييير في الحضارات الشرقية ‪:‬منها الحضارة الفرعونية ‪،‬البابلية ‪،‬الصينية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التسييير في الحضارات الغربية ‪:‬منها االغريقية و الرومانية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التسييير في الحضارة العربية االسالمية ‪:‬ان االدارة فب ظل الدولة االسالمية هي خدمة و تربية و توجيه ‪،‬بحيث ان‬ ‫‪-‬‬
‫من يتوالها يكون اهال لتحمل المسؤولية ‪،‬فهي ليست السلطة و لكنها العدالة في الحكم ‪،‬و قدوة حسنة ‪،‬و تنظيم‬
‫لالمور و بناء عالقات انسانية و تتمثل االدارة في القرارات بشتى صورها و اكثرها ديموقراطية ‪،‬و في مخاطبة‬
‫الرسول لكافة المؤمنين قائال ‪":‬كلّكم راع و ك ّل راع مسؤول على رعيته"‪.‬‬
‫و لالدارة في االسالم دعائم و ركائز مستمدة من الدين االسالمي الحنيف و تتمثل في اختبار الرجل االصلح ‪،‬القدوة‬
‫الحسنة ‪،‬الشورى ‪،‬الطاعة ‪،‬الطموح ‪،‬والتهيؤ للمستقبل ‪،‬تحمل المسؤولية ‪،‬التخطيط السليم ‪،‬العمل المبني على العلم‬
‫‪...،‬الخ‪)2(.‬‬
‫و من ثم نتناول مراح نشاة المدرسة الكالسيكية ‪:‬‬

‫(‪ :)1‬ا‪.‬سهالي ‪.‬محاضرات علم اجتماع المنظمات ‪.03-01-2018.‬‬


‫(‪ :)2‬ا‪.‬رفيقة حروش ‪.‬تسيير مؤسسة ‪.‬جامعة الجزائر ‪.2015-2014.‬‬

‫‪1‬‬
‫مرت بثالث مراحل وهي كالتالي ‪:‬‬
‫مرحلة ظهور الثورة الصناعية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال‪.‬‬ ‫•‬
‫ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل‪.‬‬ ‫•‬
‫تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع‪.‬‬ ‫•‬
‫إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة‪.‬‬ ‫•‬
‫مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك تايلور بعرضه لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ‬
‫األربعة لإلدارة إلى جانبه ''فرنك جلبرت'' و''وهنري جانت'' و 'هنري فايول'' و''ماكس ويبر'' من خالل بعض اإلضافات‬
‫إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر االولي لميالد المدرسة الكالسيكية‬
‫مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة حتمية للرد على ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار‬
‫العشوائية في التسيير االداري وكان تأثره بمبادئ تايلور هو البذور االولى التي ادت الى ظهور المدرسة الكالسيكية و‬
‫هناك العديد من األسباب التي تفسر االهتمام المتزايد بالمدرسة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع‬
‫علم اإلدارة وتحملها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من قبل‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين‪)3(.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬تعريف المدرسة الكالسيكية‪.‬‬

‫بدايةً البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية (‪ )CLASSIQUE‬إذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى الكلمة هو‬
‫الشيء التقليدي أو القديم ‪.‬لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أوالمثالي أو النموذجي أو الممتاز وهي كلمة‬
‫يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية ظهرت في القرن الثامن عشر ‪،‬إذ أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام مدرسة اقتصادية‬
‫عريقة تعرف تحت اسم "المدرسة الكالسيكية" في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام ‪،‬حيث أعترف لها بالسبق في معالجة‬
‫القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين ‪.‬وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع الشخصية واألخالقية‬
‫و باالعتماد على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل ‪.‬وبهذا أعطت االقتصاد صفته العلمية‬
‫الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين‪)4(.‬‬
‫ي ارتبط بكل من العلوم اإلداريّة واالقتصاديّة‪ ،‬م ّما ساهم في الوصول إلى الكفاءة التي تُساعد على‬
‫بأنّها أسلوب فكر ّ‬
‫ظل ال ُمنافسة بين قطاعات األعمال ال ُمختلفة‪ .‬وتُعرف‬
‫تحقيق المصالح‪ ،‬وتوفير القدرة في الحصول على األرباح‪ ،‬في ّ‬
‫المدرسة الكالسيكيّة أيضا ً بأنّها المدرسة الفكريّة التي استخدمت أفكارها من أجل دراسة االقتصاد واإلدارة؛ من خالل‬

‫‪.‬المهدي الطاهر ‪.‬مبادئ ادارة الحديثة ‪.‬دار الثقافة والنشرعمان طبعة ‪. 2002‬صفحة‪(3): 24‬‬
‫(‪:)4‬احمد صقر ‪.‬تاريخ النظرية االقتصادية ‪.‬ليبيا طبعة‪. 2000‬صفحة‪.7‬‬

‫‪2‬‬
‫ي في الفترة الزمنيّة بين القرنين الثّامن‬
‫االعتماد على نماذج نظريّة‪ .‬وقد ساهمت هذه المدرسة في تطوير الفكر االقتصاد ّ‬
‫عشر والتّاسع عشر للميالد‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬علم التسيير و الفكر الكالسيكي‬
‫‪ .1‬حسب "فريدريك تايلور"‪ :‬عمل في مصنع للحديد مهندسا ‪،‬و اثناء عمله الحظ انخفاض االنتاجية و ضياع الوقت و‬
‫الجهد و الموارد دون تحقيق فائدة انتاجية ‪ ،‬حيث قام باجراء التجارب الميدانية من اجل زيادة الكفاءة االنتاجية ‪،‬ونشر‬
‫تجاربه بعد ذلك في كتابه 'مبادئ االدارة العلمية' حيث عرف التسيير كما يلي ‪:‬‬

‫هو المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال ان يعملوه ثم التاكد من انهم يقومون بعمله باحسن طريقة و‬ ‫•‬
‫ارخصها‪)5(.‬‬

‫‪ .2‬حسب "هنري فايول"‪ :‬عمل مديرا تنفيذيا لشركة صناعية صغيرة ‪،‬من خاللها نال خبرته العملية التي قادته الى‬
‫النجاح في مجال االدارة الصناعية ‪،‬و عمل على تطوير منهجية النظرية االدارية ‪،‬و وثق ذلك في كتابه المشهور‬
‫'االدارة العامة و الصناعية' و يعرف التسيير قائال ‪:‬‬

‫إن جوهر التسيير هو قوة التنبؤ قبل حدوث األشياء‪ ،‬فال بد أن يكون لدى القائد بُعد النظر والقدرة على توقع‬ ‫•‬
‫المستقبل ‪،‬بحيث يُقدر كل االحتماالت ويُقدر أن أصعبها قد يقع‪ ،‬ومن ثم يستعد له‪ ،‬ويعرف التسيير بأنه ما يقوم‬
‫بالتنبؤ ‪،‬والتخطيط ‪،‬والتنظيم ‪،‬وإصدار األوامر ‪،‬والمراقبة والتنسيق‪)6(.‬‬

‫‪ .3‬حسب "ماكس ويبر"‪ :‬من أهم علماء االجتماع‪ ،‬ولذلك فأنه لم يهتم فقط بإدارة المشروعات الفردية وإنما كان اهتمامه‬
‫بالمنظمات كبيرة الحجم باعتبارها وحدات اجتماعية ‪،‬درس جميع االديان و كان يرى ان االخالثق البروستنتانتية‬
‫اخالق مثالية و منها استقى النموذج المثالي للبيروقراطية‪ .‬ومن أهم األفكار األساسية التي ساهم بها ماكس فيبر في‬
‫'اإلدارة العلمية' ؛النموذج البيروقراطي لإلدارة و عرف التسيير كالتالي ‪:‬‬

‫وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق االخرين و معهم ‪،‬و لكل واحد مكانه الخاص حسب تسلسل هرمي و االشراف‬ ‫•‬
‫و الرقابة على الجميع من قبل المسير‪)7(.‬‬

‫‪:‬أهم التعاريف الموجودة للتسيير‬

‫التعريف األول‪ :‬عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة‬
‫والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة‪.‬‬
‫التعريف الثاني ‪ :‬النشاط المسؤول عن اتخاذ القرارات وصياغة األهداف‪ ،‬وتجميع الموارد المطلوبة واستخدامها بكفاءة‪،‬‬
‫لتحقيق نمو المنظمة واستقرارها‪ ،‬عن طريق مجموعة من الوظائف أهمها‪ :‬التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والتقويم‬
‫وت ّم التأكيد على أن التسيير مجموعة متكاملة من الخبرات والمهارات والقدرات أغلبها مكتسب بالتعليم والتدريب والمران‬
‫(‪ :)5‬محمد قاسم القرويتي ‪،‬االدارة و المهارات ‪،‬المكتبة االكاديمية طبعة ‪، 1998‬صفحة‪.16‬‬
‫(‪ :)6‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬صفحة‪.19‬‬
‫(‪ :)7‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬صفحة‪.23‬‬

‫‪3‬‬
‫العملي‪ ،‬وقليل منها فطري موروث وهي إلى جانب ذلك علم وتقنية‪.‬‬
‫التعريف الثالث‪ :‬هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار والوقت من خالل‬
‫العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط‪ ،‬والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق األهداف‪.‬‬
‫ويقصد بـالموارد‪:‬‬
‫‪-‬الموارد البشرية‪ :‬األفراد الذين يعملون في المنظمة ‪.‬‬
‫‪-‬الموارد المادية‪ :‬كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآالت ‪.‬‬
‫‪-‬الموارد المالية‪ :‬كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير األعمال الجارية واالستثمارات الطويلة األجل ‪.‬‬
‫‪-‬المعلومات واألفكار‪ :‬تشمل األرقام والحقائق والقوانين واألنظمة ‪.‬‬
‫‪-‬الوقت‪ :‬الزمن المتاح إلنجاز العمل‪)8(.‬‬
‫هل التسيير فن أم علم؟‬
‫التسيير فن ألنه البد للمسير أن يمتلك القدرة الشخصية على تطبيق األفكار والنظريات والمبادئ اإلدارية بطريقة‬
‫ذكية ولبقة تعكس الخبرة والتجربة و الممارسة ‪،‬والتسيير علم ألننا ندرس في الجامعات نظريات ومبادئ وأفكار إدارية‬
‫وبذلك يمكن القول أن التسيير هو فن وعلم في نفس الوقت‪ ،‬فالعلم يعلم اإلنسان أن يعرف بينما الفن يعلمه أن يعمل‪)9(.‬‬

‫(‪ :)8‬نفس المرجع السابق ‪،‬صفحة‪.24‬‬


‫(‪ :)9‬احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪، 2004‬صفحة‪.13‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬اسهامات المدرسة الكالسيكية‪.‬‬
‫صة في المدرسة الكالسيكيّة بمجموعة من النّظريات العلميّة والفكريّة‪ ،‬ومن‬
‫ارتبط إنشاء وصياغة األفكار الخا ّ‬
‫أه ّمها ‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬النظرية البروقراطية "ماكس ويبر"‬


‫تعتبر النظرية البيروقراطية كما وصفها 'ماكس ويبر' هي البداية لنظرية التنظيم العلمية ‪،‬وقد هدف ويبر من نظريته‬
‫عن البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات وكيف يؤثر على األداء والسلوك التنظيمي وكان ويبر يقصد‬
‫بتعبير البيروقراطية أن يصف النموذج المثالي للتنظيم والذي يقوم على اساس من التقسيم االداري والعمل المكتبي‪...‬‬
‫ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبيا ً لما تتضمنه من معان متعددة‪ ,‬وفق الهدف من استعماله‪ ,‬وذلك‬
‫أن مصطلح البيروقراطية يتكون من كلمتين ‪ Bureau‬بمعنى مكتب و ‪ Cracy‬بمعنى حكم والكلمة في مجموعها تعني‬
‫سلطة المكتب أو حكم المكتب‪ ,‬وبعبارة أخرى فإن البيروقراطية تعني أسلوب ممارسة العمل اإلداري من خالل التنظيم‬
‫المكتبي الذي يكتسب سلطته من خالل هذا التنظيم‪ ,‬ومن جهة أخرى‪ ,‬فإن كلمة ‪ Bureaucrats‬تعني الموظفين‬
‫المكتبيين‪ ,‬أي الذين يعملون في الوظائف المكتبية واإلدارية في المكاتب الحكومية وتتعدد معاني المفهوم في االستعماالت‬
‫التي شاع فيها‪ ,‬فعلى سبيل المثال ‪:‬‬
‫‪ -1‬قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخما ً يتسم بخصائص ومميزات معينة‪.‬‬
‫‪ -2‬وقد تعني مجموعه اإلجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو‬
‫التنظيمات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -3‬وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام‪ ,‬أو التنظيم اإلداري الحكومي‪.‬‬
‫‪ -4‬وقد تعني البيروقراطية الدور ( ‪ )Role‬الذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي وذلك لتنفيذ‬
‫السياسة العامة في الدولة‪.‬‬
‫‪ -5‬يمكن النظر إلى البيروقراطية من خالل خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء السلطة الهرمية‬
‫( ‪ )Hierarchical‬في التنظيم اإلداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل‪.‬‬
‫‪ -6‬هناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد (‪ )Rules‬واإلجراءات المحددة‬
‫سلفاً‪.‬‬
‫‪ -7‬قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في اإلدارة وفي تحديد‬
‫الوسائل التي تحكم التنظيم االجتماعي بدقة‪.‬‬
‫‪ -8‬قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدرا ً للروتين وتعقيد اإلجراءات‬
‫وصعوبة التعامل مع الجماهير‪)10(.‬‬
‫دراسات ماكس ويبر‪:‬‬
‫يكاد جميع الباحثون في العلوم اإلدارية على أن أهم الدراسات التي أسهم بها ماكس فيبر‪ ,‬فيما يتعلق بالدراسات‬
‫التنظيمية واإلدارية‪ ,‬هي كتاباته الخاصة بنظرية السلطة هذه الدراسات قادته إلى تحليل كثير من التنظيمات وأساليب‬

‫(‪ :)10‬االء جرار ‪.‬تطور الفكر االداري ‪2017-04-11.‬‬

‫‪5‬‬
‫وانسباب خطوط السلطة داخل هذه التنظيمات‪ ,‬وهذه الدراسات كانت تدور في نطاق اهتماماته األساسية التي توضح لماذا‬
‫يطيع األفراد األوامر التي تصدر اليهم ؟ ‪ ...‬ولماذا يقوم األشخاص بأداء األعمال وفقا ً للتعليمات التي تنساب إليهم في‬
‫حدود األوامر المشددة والتي تتلخص في مفهوم "إصدع بما تؤمر" وقد قام في هذه الدراسة بتوضيح أسلوب إكساب‬
‫الشرعية لممارسة السلطة داخل هذه التنظيمات وقسمها إلى ثالثة أنواع‪.‬‬
‫النوع األول ‪ :‬السلطة البطولية‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬السلطة التقليدية‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬السلطة القانونية الرشيدة‪.‬‬
‫وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه األنواع‪ ,‬مع أعترافه بأن هذه األنواع الثالثة يمكن أن يتضمنها تنظيم واحد كما‬
‫أوضح في دراسته‪:‬‬

‫‪ -‬أن النوع األول يمارس السلطة من خالل المواصفات الشخصية التي يتحلى بها القائد‪ ,‬ولذلك استخدم كلمة ‪Charism‬‬
‫وهي مقتبسة من اللغة اليونانية والتي توضح مدى تحلي اإلنسان بمواصفات غير عادية‪ ,‬وتمكنه من ممارسة سلطاته‬
‫باألسلوب الذي يحقق له قدرا ً هائال من ضبط النفس‪ ,‬وطاقة استثنائية في ممارسة هذه السلطة في التأثير على العاملين معه‬
‫بحيث يتقبلون هذه التعليمات أو هذه التوجيهات برحابة صدر ورضى كامل‪ .‬وقد أدى هذا إلى اتجاه عدد من العلماء‬
‫والمفكرين الذين تأثروا بدراسات ماكس فيبر إلى البحث عن سمات وصفات هؤالء القادة‪.‬‬
‫‪ -‬أما فيما يتعلق بالنوع الثاني القائم على " العالقات التقليدية" فإن القائد يمارس سلطته من خالل موقعة في التنظيم‪.‬‬
‫وكثيرا ً ما يمارس مثل هذه القائد سلطته من خالل العادات والتقاليد المتوازنة‪ ,‬وقد ضرب ماكس ويبر في بحوثه الكثير من‬
‫األمثلة التي توضح هذه األساليب ‪،‬ومن بينها األساليب التي أدار بها اإلقطاعيون ممتلكاتهم ومنشآتهم الواسعة‪ ,‬وأوضح أن‬
‫المراكز اإلدارية كانت تنتقل بالوراثة من األب إلى اإلبن‪.‬‬
‫‪ -‬أما النوع الثالث‪ ,‬وهو ترشيد العالقات القانونية داخل المنشآت والوحدات من خالل الشكل البيروقراطي للتنظيم وهو‬
‫التنظيم الذي يوجد في المنشآت الحديثة‪ ,‬ويرى ويبر أن هذا التعبير يتفق مع التطور الذي وصلت إليه مختلف الوحدات في‬
‫المجتمعات المعاصرة ‪،‬ذلك أن الشرعية أو قانونية السلطة يمارسها القائد من خالل مجموعة من القواعد واإلجراءات‪.‬‬
‫هذه القواعد واإلجراءات هي التي تكسبه شرعية ممارسة السلطة في الموقع الذي يتواجد فيه أثناء الفترة الزمنية التي‬
‫يصدر فيها تعليماته ويمارس فيها سلطاته‪ ,‬وهذه المجموعة من القواعد واإلجراءات التي تمارس من خالل المراكز التي‬
‫تشغلها المستويات اإلدارية المختلفة في التنظيمات الضخمة والحديثة‪ ,‬وهي التي أطلق عليها ماكس فيبر كلمة بيروقراطية‪.‬‬
‫ويالحظ عند اإلطالع على بحوث ودراسات فاكس ويبر أنه كان يهدف إلى تحقيق تنظيم على أعلى قدر ممكن من‬
‫الكفاءة إذ يُرى أن البيروقراطية هي خير أسلوب فني إلنجاز األعمال المكتبية واإلدارية بأعلى قدر ممكن من الكفاءة‬
‫القائمة على التخصص وتقسيم العمل ‪،‬وهو ما يجعله يصف البيروقراطية بأنها النموذج المثالي للتنظيمات اإلدارية‬
‫الضخمة‪)11(.‬‬
‫ويرى ماكس ويبر أن التنظيم البيروقراطي المثالي يقوم على األسس التالية‪:‬‬

‫(‪ :)11‬عال األطرش ‪.‬ما هي البيروقراطية ؟ ‪. 2017-01-10 .‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -1‬هناك مجاالت للتخصص الوظيفي محددة رسميا ً وثابته‪ ,‬وتنظم القواعد واللوائح عملية تجديد تلك المجاالت الوظيفية‪.‬‬
‫‪ -2‬توزع النشاطات واألعمال الالزمة لتسيير دفة التنظيم البيروقراطي على أعضاء التنظيم باعتبارها واجبات رسمية‬
‫وبطريقة ثابتة ومحددة‪.‬‬

‫‪ -3‬توزع السلطة الالزمة إلعطاء األوامر بتنفيذ الواجبات المحددة بشكل رسمي ثابت ووفقا ً لقواعد واضحة ومحددة‪,‬‬
‫وتحدد هذه القواعد مدى السلطة التي تمح لكل موظف‪ ,‬ونوع تلك السلطة‪.‬‬
‫‪ -4‬هناك طرق وأساليب محددة للعمل وتنفيذ المهام والواجبات وبالتالي ال يعين في التظيم البيروقراطي إال من كان مؤهالً‬
‫ألداء تلك المهام‪.‬‬
‫‪ -5‬ينقسم التنظيم البيروقراطي إلى عدة مستويات متخذا شكالً هرميا ً وبالتالي يوحد نظام حاسم ودقيق من الرئاسة‪ ,‬حيث‬
‫تشرف المستويات العليا من التنظيم البيروقراطي على أعمال ونشاطات المستويات الدنيا‪ .‬ويسمح هذا النظام للعاملين أو‬
‫المرؤوسين بأن يتظلموا من قرارات أحد الرؤساء إلى المستوى اإلداري األعلى منه بطريقة منظمة ومحددة‪ ,‬ويسود هذا‬
‫التنظيم الهرمي أشكال التنظيمات الضخمة كافة‪ ,‬العامة والخاصة على حد السواء‪.‬‬
‫‪ -6‬تعتمد إدارة التنظيم البيروقراطي على المستندات وبالتالي يوجد جهاز من الموظفين والكتبة مهمتهم االحتفاظ بالوثائق‬
‫والمستندات‪ ,‬وعلى هذا األساس يرى فيبر أن مجموعة العاملين بقسم معين ومايستخدمونه من معدات ووقائق (ملفات)‬
‫يكونون مكتباً‪.‬‬
‫‪ -7‬يفصل التنظيم البيروقراطي المكتب عن النشاط الخاص للموظف‪ ,‬بمعنى أن العمل البيروقراطي يجب أن ينفصل‬
‫ويبتعد عن حياة الموظف الخاصة‪ ,‬وعلى هذا األساس فإن األموال العامة والمعدات الخاصة بالتنظيم يجب أن تُفصل تماما‬
‫عن الملكية الشخصية للموظف‪.‬‬
‫‪ -8‬إن اإلدارة المكتبية تحتاج إلى خبرة ومران وتدريب‪ ,‬ومن ناحية أخرى فحين يكتمل التنظيم فإنه يتطلب عادة كل نشاط‬
‫وجهد الموظف حتى ولو كانت ساعات عملة محددة بمعنى أن العمل الرسمي يأتي في المقام األول بالنسبة لوقتالموظف‬
‫وال يمكن تأخيره ألداء أعمال خاصة‪.‬‬
‫‪ -9‬تطبق اإلدارة في هذه المنظمات قواعد وتعليمات للعمل وتتصف بالشمول والعمومية والثبات النسبي‪ ,‬كذلك تستخدم‬
‫اإلدارة أنواع القواعد والتعليمات التي يمكن للموظف تعلمها وفهمها‪ ,‬كلما زاد فهم الموظف لتلك القواعد واإلجراءات كلما‬
‫ارتفعت خبرته وكفاءته‪.‬‬
‫وتلك هي خصائص التنظيم البيروقراطي كما رسمها ماكس ويبر في أوائل هذا القرن وتدل على اهتمامه بتقديم نظرية‬
‫مثالية تحدد نمط العمل والسلوك الواجب في التنظيم المثالي‪)12(.‬‬
‫ومن ثم ‪،‬فإن ماكس ويبر يقصد بالبيروقراطية وصف التنظيم اإلداري الضخم وما يتضمنه من قواعد وتأثيره في‬
‫اإلدارة والسلوك التنظيمي ‪،‬كل ذلك في إطار ما يجب أن يكون‪ ,‬كما يعدد مزايا كثيره للتنظيم البيروقراطي ‪،‬أهمها‪:‬‬
‫السرعة ‪،‬اإلنضباط ‪،‬االستقرار ‪،‬االستمرارية ‪،‬الدقة في تطبيق مبدأ التخصص ‪،‬تقسم العمل ‪،‬المعرفة في مسائل المستندات‬
‫‪،‬الوضوح التام في خطوط السلطة وتسلسلها الهرمي ‪،‬الخضوع الكامل للرؤساء ‪،‬تخفيض اإلحتكاك بين األفراد وتخفيض‬
‫التكلفة اإلنسانية واالقتصادية للعمل‪.‬‬

‫(‪What Is the Bureaucracy? - Role, Structure & Characteristics . www.study.com :)12‬‬

‫‪7‬‬
‫مما سبق‪ ,‬يتضح أن تفكير ماكس ويبر عن البيروقراطية يختلف تماما ً عن المفاهيم الشائعة عنها والتي تربط بينها وبين‬
‫انخفاض الكفاءة ‪،‬وتعقيد اإلجراءات في األجهزة الحكومية وصعوبة التعامل مع الجماهير‪ .‬وقد كانت معظم التحليالت‬
‫الناقدة للنموذج ‪،‬والموضحة لآلثار السلبية غير المتوقعة التي تترتب عليه ‪،‬تدور في إطار المنظمة الواحدة ‪،‬وقد أوضحت‬
‫هذه التحليالت أن المنظمة البيروقراطية مثلما تؤدي إلى الضبط واالستقرار وزيادة القدرة على التنبؤ ‪،‬فهي تؤدي أيضا ً‬
‫إلى إمكانية الجمود وإلى خطر إحالل الوسائل محل األهداف النهائية‪ ,‬وإلى تقييد كفاءة األداء ‪،‬فهناك إذن آثار سلبية غير‬
‫متوقعة تترتب على األخذ بالنمط البيروقراطي للتنظيم ‪،‬وكان ميرتون (‪ )Merton‬في األعوام ‪1939‬م وما بعدها‪،‬‬
‫وسلزنيك عام ‪1943‬م وجولدنر عام ‪1954‬م‪ .‬من أوائل علماء االجتماع الذين تنبهو إلى ما بالنموذج المثالي من نقاط‬
‫ضعف ‪،‬فقد كان ويبر يعتقد أن اإلشراف الدقيق والرقابة التامة على أعمال وسلوك أعضاء التنظيم ‪،‬وتطبيق القواعد‬
‫والتعليمات يؤدي إلى استقرار سلوك األفراد وإمكان التنبؤ بالسلوم البيروقراطي ولعل الصفة األساسية التي تميز هذه‬
‫االتجاهات الحديثة في دراسة البيروقراطية ‪،‬هي إدخال العنصر اإلنساني والبيئة المحيطة كمحددات أساسية للسلوك‬
‫البيروقراطي‪)13(.‬‬

‫اهم االنتقادات الموجهة له ‪:‬‬

‫هناك بعض االنتقادات على النظرية كحال غيرها من النظريات والتي ال تخلو من أشياء سلبية وخاصة حال تطبيقها‪،‬‬
‫ومن تلك االنتقادات‪:‬‬
‫إهمالها للجانب اإلنساني في التعامل مع الموظف أو العامل‪.‬‬ ‫•‬

‫تركيز سلطة اتخاذ القرارات في يد مجموعة قليلة من القادة والرؤساء في اإلدارة العليا‪.‬‬ ‫•‬

‫النموذج البيروقراطي ال يعترف بأثر المجتمع على التنظيم‪ ،‬وتعده نظاما ً مغلقا ً ال يتأثر بالبيئة أو يؤثر فيها‪.‬‬ ‫•‬

‫عزل الموظف في عمله عن حياته الخاصة وعدمن فتح مجال للتداخل بينهما‪.‬‬ ‫•‬

‫االلتزام بالبيروقراطية يقود إلى آثار ونتائج غير متوقعة مناقضة للكفاءة المفترضة فيها‪ ،‬كما أنه يؤدي إلى‬ ‫•‬
‫الجمود وإلى خطر إحالل الوسائل كغايات محل األهداف‪)14(.‬‬

‫(‪ :)13‬رفيقة حروش ‪.‬تسيير المؤسسة ‪.‬صفحة‪. 19-18‬‬

‫(‪ :)14‬أ‪.‬بوعكاز نوال ‪ .‬مــــــدارس الفكـــــر اإلداري ‪.‬جامعة سطيف‪. 1‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬نظرية االدارة العلمية "فريديريك تايلور"‬
‫إذا كانت النظرية األولى من النظريات التقليدية وهي نظرية البيروقراطية قد نشأت في ألمانيا على يدي ماكس فيبر‪،‬‬
‫فإن نظرية اإلدارة العلمية قد نشأت وتطورت في الواليات المتحدة األمريكية في الفترة بين ‪1900‬م – ‪1925‬م ‪،‬على يد‬
‫مجموعة من المفكرين يأتي في مقدمتهم فريدريك تايلور الذي يعتبر المنظر الرئيس ألفكار هذه الحركة‪.‬‬
‫وقد تطورت حركة التصنيع في بداية تلك الفترة نظرا ً لتوافر الموارد الطبيعية الالزمة وكفاية أعداد العاملين‪ ,‬وكثرة‬
‫األسواق الداخلية وأتساعها باإلضافة إلى الزيادة الكبيرة في أسواق التصدير‪ .‬األمر الذي جعل المنتجين يركزون على‬
‫مشكالت اإلنتاج حيث لم يكن التسويق يمثل مشكلة بالنسبة لهم‪ ,‬وقد ساعدت التعريفية الجمركية آنداك على تشجيع‬
‫‪.‬الصناعة وسرعة نموها‬
‫ومن العوامل األساسية التي ساعدت على النهضة الصناعية في ذلك الوقت‪ ,‬واضطراد االختراعات العلمية الحديثة‬
‫وتطور التقنية من ناحية ‪،‬وظهور فئة من المنظمين الذين تخصصوا في عمليات اإلدارة والتنظيم ‪،‬وبرغم كل تلك‬
‫الظروف والعوامل المساعدة ‪،‬فقد كان اإلسراف وانخفاض اإلنتاجية الصناعية يميزان المؤسسات والمنشآت الصناعية‪.‬‬
‫وكانت رواتب العمالة زهيدة ومختلفة من مصنع آلخر للحرفة نفسها وبالمدينة نفسها وذلك لعدم توافر قاعدة علمية لتقدير‬
‫األجور العادلة ‪،‬ولم يكن هناك تدريب للعاملين ‪،‬فصاحب العمل كان يهدف إلى زيادة الربح بشكل كبير وذلك عن طريق‬
‫تخفيض أجور العمال قدر اإلمكان ودون أي اهتمام بالعامل من النواحي النفسية أو التحفيزية ‪،‬ولم تكن هناك معايير لتقويم‬
‫إنتاج العامل كأساس لتحديد األجور‪.‬‬
‫وقد استرعى ذلك أنظار عدد من المفكرين من أمثال فريدريك تايلور وهارنجيتون وايميرسون وهنرى جانت وغيرهم‪، ...‬‬
‫فقد بدأوا يفكرون في أسباب انخفاض اإلنتاجية الصناعية ‪،‬وكفاءة العمل اإلداري ‪،‬وكيفية التواصل إلى حلول لهذه‬
‫المشكالت‬
‫ومن هنا بدأ التفكير في تقديم نظرية لإلدارة تساعد على تقديم الحلول لمشكلة اإلنتاجية ‪،‬وفي هذا اإلطار التاريحية‬
‫واالجتماعي ظهرت نظرية اإلدارة العلمية لتكون انعكاسا ً صادقا ً لطبيعة المجتمع والظروف التي ظهرت فيها النظرية ‪،‬‬
‫‪.‬والتي يعتبر فريديك تايلور(‪1856‬م‪1915-‬م) هو المؤسس لها‬
‫انصرف اهتمام تايلور إلى محاولة تحقيق كفاية أداء العنصر البشري واالمكانيات المادية المستخدمة في اإلنتاج وترتيب‬
‫‪.‬أدوات اإلنتاجية ترتيبا ً منطقيا ً عن طريقة دراسة الوقت والحركة‬
‫وتهدف هذه الدراسة التي أصبح يطلق عليها “حجر األساس في تحقيق الكفاية اإلنتاجية” عن طريق االستغالل األمثل‬
‫للقوى البشرية والموارد المادية إلى تقرير الحركات الضرورية للعامل الممتاز لكي يؤدي العملية الموكولة إلى في أقصر‬
‫وقت بأقل جهد ممكن ‪،‬ثم يدرب باقي العمال على هذه الحركات نفسها حتى يتقنوها‪)15(.‬‬
‫وقد كان تايلور يرى أن مشكلة األداء تتلخص في أن الرؤساء والمشرفين ال يعرفون بصفة قاطعة معدل إنتاج‬
‫مرؤوسيهم ‪،‬كما أن العامل ال يعرف المطلوب منه أداؤه من حيث الكم والكيف ‪،‬ولحسم هاتين المشكلتين أكد تايلور على‬
‫إتباع األسلوب العلمي التالي ‪:‬‬
‫(‪:)15‬د‪.‬مهدي الطاهر غنية ‪.‬مبادئ ادارة االعمال ‪.‬دار الكتب الوطنية ‪.‬طبعة اولى ‪ 2003‬طرابلس‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التحديد الدقيق لكل عنصر في عمل األفراد‪ ,‬ويعني ذلك دراسة طرق العمل على أساس علمي لكل وظيفة عن طريق ‪-‬‬
‫تحليل خطوات العمل واستبعاد غير الضروري منها وتحديد الحركات الضرورية ألداء العمل والوقت المحدد إلنجازها‪.‬‬
‫‪-‬اختيار العمال وتدريبهم بطريقة علمية ووضعهم في المكان المناسب‪ ,‬حتى يؤدي كل عامل عمله بأعلى قدر ممكن من‬
‫الكفأءة‪.‬‬
‫‪ -.‬استخدام الحوافز المادية لحث العاملين على أداء العمل بالطريقة المطلوبة وبالسرعة والمعدل المطلوبان‬
‫اإلشراف الدقيق على العاملين إلنجاز األعمال والقضاء على اإلسراف واتخفاض واإلنتاجية وبذلك تركزت أفكار ‪-‬‬
‫‪.‬نظرية اإلدارة العلمية عند مستوى العامل الصناعي أو مستوى اإلنتاج‬

‫وواضح أن إصرار تايلور على استخدام الطريقة العلمية في اإلدارة ‪،‬وعلى ترشيد العملية اإلدارية واختصار الوقت‬
‫الضائع والخطوات غير الضرورية منها ‪،‬هو في واقع األمر إصرار على تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة وإضرار أيضا‬
‫على استنزاف جهد العامل وفكره وإمكاناته من أجل زيادة اإلنتاج‪.‬‬
‫وهكذا راجت نظرية اإلدارة العلمية وبدأ التسابق على األخذ بأصولها وخاصة في كل من الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وبريطانيا‪.‬‬

‫أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية ‪:‬‬
‫فإصرار المنظمات على األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصا ً على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج‬ ‫•‬
‫واألرباح سنوياً‪ ,‬جاء على حساب تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج تماما ً‬
‫كاآللة‪ ,‬تحسب عليه حركاته‪ ,‬ويعمل وفقا ً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل‪ ,‬وتقتل المبادأة واالبتكار‬
‫والطموح‪ ,‬وقد أدى ذلك إلى مقاومة العمال لهذا األسلوب‪ ,‬فقد تبينوا أنهم مجرد آالت وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية‬
‫هو زيادة اإلنتاج على حسابهم‪ ,‬فعارضوا تطبيقها‪ ,‬ودخلت النقابات العمالية‪ ,‬وأخيرا ً تدخلت الحكومة األمريكية لمنع‬
‫تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح‪.‬‬
‫أهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية على‬ ‫•‬
‫المشروع ‪،‬ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج ‪،‬لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد إدارة‬
‫المصنع‪ ،‬بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية للعاملين فيه‪)16(.‬‬

‫ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية المثالية التي‬
‫تصف مايجب أن يكون‪ ,‬وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ‪،‬وأهملت اإلنسان والعالقات‬
‫اإلنسانية داخل التنظيم ‪،‬كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على مستوى المصنع ‪،‬ولم تعط االهتمام الكافي لحقيقة‬
‫التفاعل والتبادل بين التنظيم والمجتمع المحبط به ‪،‬فلقد أغفلت النظرية األثر الذي تحدثه التغيرات المستمرة في المجتمع‬
‫‪.‬على أداء التنظيم وتكوينه‬
‫وبرغم سلبيات هذه النظرية ‪،‬فلها إيجابياتها ‪،‬إذ أنها تمثل جهد الرعيل األول في التفكير العلمي ‪،‬كما أنها قد تصدت‬

‫‪.‬د‪.‬محمد القاسم القرويتي ‪.‬مبادئ االدارة ‪.‬دار وائل النشر و التوزيع طبعة ثانية‪ 2004‬عمان‪(16) :‬‬

‫‪10‬‬
‫للمشكالت اإلدارية بسالح العلم ‪،‬واألساليب العلمية ‪،‬واتخذت من البرمجة أسلوبا ً ‪،‬فأبدعت في دراسة الوقت والحركة ‪،‬‬
‫)‪.(17‬وهي أدوات التحليل الحديث في كل دراسات الزمن والحركة ‪،‬وأساس التنظيم واألساليب‬

‫المطلب الثالث ‪:‬نظرية التقسيم اإلداري "هنري فايول"‬

‫إن أهم ما يميّز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا ً لعمليات التنظيم‬
‫والتصميم اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة ‪،‬حيث إن هنري فايول فرنسي ‪،‬وليندال أرويك بريطاني‬
‫‪،‬أما لوثر جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ‬
‫اإلدارية التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة ‪،‬وذلك فإن أفكار هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريداً من نظرية اإلدارة‬
‫العلمية واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد‬
‫علم إداري‪.‬‬
‫لقد تميّز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ‪،‬بأنه كان من بين الكتاب األوائل الذين حاولوا‬
‫تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا ‪،‬بينما كان تايلور يعمل في خط اإلنتاج ‪،‬ومن ثم اهتم فايول‬
‫بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة ‪،‬وحاول يطور نظاما ً فكريا ً إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته‪.‬‬
‫فعلي حين شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع الكفاءة اإلنتاجية‬
‫للعام ل في المصنع ‪،‬كانت هناك محاوالت مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري فايول رجل الصناعة الفرنسي‬
‫لوضع نظرية عامة لإلدارة ‪،‬اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في فرنسا عام ‪1916‬م تحت عنوان ” اإلدارة الصناعية‬
‫والعامة"‪.‬‬
‫فلقد اهتم فايول باإلدارة في قطاع األعمال ‪،‬ولما كانت األصول العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة‬
‫وإدارة األعمال ‪،‬ونظرا ً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري‪.‬‬
‫لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى سنة مجموعات رئيسة ‪،‬وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-‬النشاطات الفنية ( اإلنتاج والتصنيع)‬
‫‪-‬النشاطات التجارية ( المشتريات ‪،‬المبيعات والتبادل)‬
‫‪-‬النشاطات التمويلية ( الموارد المالية ‪،‬االستثمارات والمصروفات)‬
‫‪-‬النشاطات األمنية ( الممتلكات واألشخاص)‬
‫‪-‬النشاطات المحاسبية (تقدير التكاليف واإلحصاءات)‬
‫‪-‬النشاطات اإلدارية (التخطيط ‪،‬التنظيم والتوجية ‪،‬التنسيق والرقابة)‬
‫وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها‪ .‬كما أكد على أهمية النشاطات اإلدارية بالنسبة‬
‫للوظائف العليا ‪،‬فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة‪)18(.‬‬
‫ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬صفات اإلداريين وتدريبهم‪.‬‬

‫(‪:)18‬مرجع سبق ذكره صفحة ‪. 4‬د‪.‬احمد هامر ‪.‬صفحة‪26‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -2‬األسس العامة لإلدارة‪.‬‬
‫‪ -3‬وظائف اإلدارة‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬صفات اإلداريين وتدريبهم‬
‫يرى فايول أن اإلداريين يحتاجون إلى مجموعة من السمات والصفات الفذة يجب توافرها‪ ,‬وهي صفات جسمية وصفات‬
‫ذهنية وصفات أخالقية‪ ,‬يضاف إليها سعة إطالع المديرين وثقافتهم العامة‪ .‬وأشار فايول إلى أن أهمية هذه الصفات‬
‫نسبية ‪ ,‬وأن القدرات والمهارات اإلدارية تتزايد أهميتها كلما ارتفع المدير في السلم اإلداري‪ ,‬في حين تكون القدرات‬
‫والمهارات الفنية مهمة في المستويات اإلدارية الوسطى والدنيا‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬األسس العامة لإلدارة‬


‫مع تسليم فايول بأن أسس اإلدارة مرنة وال تعبر عن قواعد ثابتة ومحددة‪ ,‬فقد وضع أربعة عشر ( ‪ )14‬مبدأ من مبادئ‬
‫اإلدارة التي توصل إليها نتيجة مشاهداته وخبراته مؤكدا ً أنها تتضمن حسن أداء المدير لدوره إذا ما التزم بها وسار عليها‪,‬‬
‫وهذه المبادئ هي ‪:‬‬

‫‪-1‬تقسيم العمل ‪ :‬ينتج تقسم العمل عن تطبيق مبدأ التخصص الذي نادي به االقتصاديون كضرورة لالستخدام األمثل‬
‫للقوى العاملة‪ ,‬ويرى فايول انطباق هذا المبدأ على جميع أنواع النشاطات اإلدارية والفنية‪.‬‬
‫‪-2‬السلطة والمسؤولية ‪ :‬أوضح فايول االرتباط الوثيق بين السلطة والمسؤولية‪ ,‬وأن األخيرة موزاية للسابقة منبثقة عنها‪,‬‬
‫ويرى فايول السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي واختصاصاته‪ ,‬والسلطة الشخصية التي‬
‫قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة‪.‬‬
‫‪-3‬اإللتزام بالقواعد ‪ :‬وهي في نظر فايول احترام االلتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ ومظاهر االحترام‪ ,‬ويقرر‬
‫فايول أن تحقيق النظام يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في جميع المستويات‪.‬‬
‫‪-4‬وحدة األمر‪:‬وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس واحد يتلقى منه األامر والتوجيهات ويرفع إليه التقارير‪.‬‬
‫‪-5‬وحدة اإلتجاه ‪ :‬ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة وخطة واحدة‪ ,‬وتختلف‬
‫عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط ال باألفراد‪.‬‬
‫‪-6‬خضوع األفراد للمصلحة العامة ‪ :‬وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح العاملين مع المصالحة‬
‫العامة أو األهداف العامة للمنظمة‪ ,‬وذلك من أجل المحافظة على استقرار التنظيم واستمراريته‪.‬‬
‫‪-7‬المكافآت ‪ :‬يقضى هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في جميع المستويات‪.‬‬
‫‪-8‬المركزية ‪ :‬ويقصد بها مدى تركيز السلطة أو توزيعها‪ ,‬وهذا المدى يتختلف من منظمة ألخرى‪ ,‬وتحكمة ظروف‬
‫وعوامل متداخلة في الموقف اإلداري‪ ,‬ويجب أن يكون هناك نقطة توازن بين المركزية المطلقة والمركزية الكاملة‪.‬‬
‫‪-9‬تسلسل القيادة ‪ :‬يرى فايول تدرج مستويات القيادة في التنظيم بشكل هرمي‪.‬‬
‫‪-10‬النظام ‪ :‬ويقصد به فايول وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسمه فايول إلى قسمين‪ ،‬نظام مادي يعني بوضع‬

‫‪12‬‬
‫اآلالت واألدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل‪ ,‬ونظام اجتماعي يتهم بوضع كل شخص في المكان‬
‫المناسب‪ ,‬كما يتهم بتنسيق الجهود‪ ,‬وتحقيق االنسجام بين نشاطات الوحدات المختلفة في التنظيم‪.‬‬
‫‪-11‬العدالة ‪ :‬يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على والئهم وانتمائهم‪ ,‬وأن يلتزم كل منهم بأداء‬
‫واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه‪.‬‬
‫‪-12‬االستقرار الوظيفي ‪ :‬ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة‪ ,‬كما يؤكد على أن المنظمات الناجحة‬
‫هي المنظمات المستقرة‪.‬‬
‫‪-13‬المبادأة ‪ :‬المبادأة عند فايول تعني المبادرة إلعداد الخطط وكيفية تنفيذها‪ ,‬ويطالب فايول الرؤساء بإعطاء الفرصة‬
‫للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية روح اإلبتكار‪.‬‬
‫‪-14‬العمل بروح الفريق ‪ :‬يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية االتصاالت الفعالة‪ ,‬والتعاون بين الرئيس‬
‫والمرؤوسين بما يكفل أداء األعمال بكفاءة وفاعلية‪ .‬وهو مايرتبط بقدرة القائد اإلداري على التأثير في سلوك‬
‫العاملين‪)19(.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬وظائف اإلدارة ‪:‬‬


‫حيث يرى فايول أن وظائف اإلدارة تشمل على‪ :‬التخطيط ‪،‬التنظيم ‪،‬التوجيه ‪،‬التنسيق ‪،‬الرقابة‪.‬‬
‫وقد كرس هنري فايول جانبا ً من اهتماماته كممارس لإلدارة لمناقشة هذه الوظائف ‪.‬وقد كان ألفكاره وما تركته من أثر‬
‫مميز في الفكر اإلداري – سواء في فرنسا أو غيرها – أهمية ال تقل عن أهمية األثر الذي تركته أفكار فريدريك تايلور‬
‫في الفكر اإلداري األمريكي‪.‬‬

‫وهكذا ‪ ،‬يتضح أن نظريات التقسيم اإلداري قد ركزت على تقسيم التنظيم إلى إدارات وبالتالي فهي تهتم بتكوين الهيكل‬
‫التنظيمي ‪،‬وال يزال هدفها هو تحقيق الكفاءة‪.‬‬
‫وتتفق نظريات التقسيم اإلداري مع نظرية اإلدارة العامة العلمية في األساس الفكري ‪،‬إال أنها تختلف عنها في نطاق‬
‫التطبيق حيث ركزت على المستوى اإلداري للتنظيم ‪،‬بعكس نظرية اإلدارة العلمية التي ركزت على المستوى الفني أو‬
‫اإلنتاجي‪)20(.‬‬

‫و هناك بعض االنتقادات على النظرية كحال غيرها من النظريات التي ال تخلو من أشياء سلبية وخاصة حال تطبيقها‬
‫ومن تلك االنتقادات مايلي‪:‬‬
‫‪-‬الكثير من المبادئ التي وضعها فايول تصلح كشعارات ال أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬تتوقف صالحية المبادئ التي وضعها فايول على الظروف التي تمر بها كل منظمة وكل بلد حيث ال يمكن فصل القضايا‬
‫اإلدارية عن االعتبارات السياسية واالقتصادية وثقافية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬قد تتصادم هذه المبادئ مع الواقع العملي ما يتطلب للجوء إلى تعديلها‪،‬بما يتالءم والواقع المعيشي‪.‬‬

‫(‪ :)19‬د‪.‬محمد القاسم القرويتي ‪.‬مبادئ االدارة الحديثة ‪.‬عمان طبعة ‪.2005‬صفحة ‪.35‬‬

‫(‪ :)20‬مرجع سبق ذكره صفحة ‪. 4‬د‪.‬احمد هامر ‪.‬صفحة ‪.38‬‬

‫‪13‬‬
‫‪-‬تتسم المبادئ الذكورة بالروتين والجمود وإعطاء صالحيات للمديرين (األقوياء) بحيث تمكنهم من فرض همينتهم على‬
‫الضعفاء (المرؤوسين) والسيطرة عليهم والتحكم فيهم‪.‬‬
‫‪-‬ال يمكن فصل القضايا اإلدارية (التسيرية) عن المتغيرات المحيطة (السياسية‪،‬االقتصادية‪،‬الثقافية‪،‬االجتماعية والقانونية)‬
‫مما يؤدي إلى وجود خالفات في تطبيق هذه المبادئ على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like