Professional Documents
Culture Documents
"لم يعد هناك تاريخ ،مال ماقع ،مال حقشقة ،إ عالم االتصال ينفجر تحت ضغط تعددية
العقانشة المحلشة ،مالعرقشة مالدينشة .مإ تحرر هذا التنوع يمكن أ يكو "فرصة الوسشلة الجديدة
في أ نكو "أخشرا" بارا" .ص.200 :
ماشاال ااتار :تاريخ نظريات االتصال :ترجمة نصر الدين لعشاضي مالصادق رابح ،المنظمة العربشة أراا 1
1
على كتاب غربي في هذه القشمة ياشر أم يلمح ان قريب أم ان بعشد إلى مجود شعوب أخرى
تتواصل متجتهد بما أتشح لها ان جهد متراث في البحث مالكتابة في نظريات االتصال .جاءت
النسخة العربشة ان نفس هذا الكتاب لتغشر فتضشف الجديد لقراءتنا الفرنسشة لألثر ملنسق الكتابة
التاريخشة الخطشة للمؤلفشن .قرأنا الكتاب المنقول مقد خرج ان أسر اللغة الفرنسشة فبدت لنا كل
تلك النظريات ماألفكار مهي اعربة قريبة انا كباحث عربي يهتم بعلوم اإلعام ماالتصال.
فما كا تاريخا غربشا لنظريات االتصال تحول عبر الترجمة محضور اللغة العربشة إلى نص
ينطق لغتنا مهو اا يمكننا ان فرضشة تبشئته هذه العلوم ،إذا اا أراد أي باحث أ يستفشد ان كل
ذلك الكم الهائل ان المعلواات مالنظريات التي يطفح بها كتاب أراو ماشاال ااتار .ملعل هذا
هو دمر الترجمة مهو إخراج النص المنغلق على لغته متحويله إلى لغة أخرى لتحشا به ان جديد
مهو اا يعنى نقله إلى ثقافة أخرى مخاصة عنداا يتعلق األار بتخصص اتعدد االناغاالت الفكرية،
اتجدد التقنشات فقشر اإلرث في الدرس األكاديمي العربي كعلوم اإلعام ماالتصال .يوجد فرق بشن
أ يقرأ أي باحث كتبا باللغة اإلنجلشزية أم الفرنسشة ميستاهد ببعض أفكارها أم فقراتها ،في دراسة
أم كتاب ان إعداده ،مأ نجد ترجمة ألثر اتكاال البنشة مالمرجعشة الفكرية .مهو اا يحشلنا إلى
ضرمرة التفريق بشن الترجمات الذاتشة ذات المنفعة الحشنشة (كتاب اقرر) مالترجمات المؤسسة على
خلفشة محاجة بحثشة إستراتشجشة مهو توجه قلشل الحضور في أغلب اا له صلة بالفكر العربي
المعاصر .مهنا علشنا أ نرد ألصحاب الترجمة حقهم العلمي ماألكاديمي ،مهو أ ترجمة هذا
نصر الدين لعشاضي 1مالصادق رابح 2 الكتاب إ كا لها أ ترى النور فاألملى بها هما األستاذا
أستاذا االتصال بكل ان جااعتي الجزائر ماإلاارات العربشة المتحدة.
ف في كل اا تقذف به المكتبة العربشة ان أدبشات لها صلة بعلوم اإلعام ماالتصال-على قلتها-
تتربع إنتاجات األكاديمششن الجزائريشن على سلم اإلسهااات النوعشة ذات الخلفشة المعرفشة .متتمشز
جهودهم برغبة جااحة مأصشلة في تبشئة علوم اإلعام ماالتصال قل نظشرها في المنطقة العربشة
رغم الحضور الكمي التواضع لها .ميستهدف هؤالء الجااعششن ان أهل الجزائر ضربشن ان الفعل
األكاديمي :األمل يتمثل في الترجمة منقل أهم اتجاهات البحوث مالدراسات اإلعااشة في الغرب
باقشه اإلنجلوسكسوني ماألمرمبي ،مالثاني يظهر لنا في احامالت لقراءة تراثشة لعلوم اإلعام
ماالتصال في الثقافة العربشة اإلسااشة .فقد كا نصر الدين لعشاضي ان بشن المبارين بترجمة
عدد ان الدراسات الفرنسشة الناشئة في علوم اإلعام ماالتصال اثل أراا ااتار مدانشال بونشو
مبشار بورديو ،في كتابه "مسائل االتصال الجماهشري مالمجتمع" .3ان جهة أخرى كا لعبد الرحما
عزي مهو خريج الجااعات األاريكشة الفضل في استهداف المورمث االتصالي العربي اإلسااي
1نصر الدين لعشاضي ان الجزائر درس بقسم اإلعام بكلشة العلوم السشاسشة ماإلعااشة بجااعة الجزائر مبجااعة
اإلاارات مهو ياتغل بمركز التدريب بوزارة الخارجشة باإلاارات اهتم بسشسشولوجشا االتصال ماإلعام.
أستاذ اإلعام ماالتصال بجااعة اإلاارات-عجما -مبجااعة الجزائر سابقا اهتم بقضايا استعماالت التكنولوجشا في 2
االتصال.
نصر الدين لعشاضي :مسائل االتصال الجماهشري مالمجتمع ،آراء مرؤى ،دار القصبة للنار ،الجزائر 187 ،1999 3
صفحة ،مكتابه :التعاال اع مسائل اإلعام ،كتاب الرافد عدد ،28حكواة الاارقة ،دائرة الثقافة ماإلعام.2006 ،
مأيضا :اساءلة اإلعام ،المؤسسة الجزائرية للطباعة ،الجزائر .1991
2
ان خال قراءات سوسولوجشة لعبد الرحما ابن خلدم ماالك بن النبي ،1هذا باإلضافة إلى كتاب
عمر اهشبشل "إشكالشة التواصل في الفلسفة الغربشة المعاصرة" 2.مإذا اا أردنا فسح اجال أكثر
لفرضشتنا لقلنا إنه انذ بداية التسعشنات ان القر الماضي ااتدت تشارات التأصشل الفكري مالتاريخي
النظري في أدبشات االتصال ماإلعام في المنطقة العربشة ،ميمكن –مالمجال ال يسمح-التوقف عند
كل ان تجربة صالح أبو أصبع 3معصام سلشما اوسي 4مكاهما ان األرد :األمل كتب عن ابن
خلدم أيضا مالثاني خصنا بكتاب عن "العرب مثورة االتصال" األملى أي الكتابة ،ماجتهادات راسم
الجمال ان اصر عن اإلعام ماالتصال في العالم العربي5 .
نعود إلى الجزائر مباكل اقتضب مبالتحديد إلى جااعة الجزائر التي اشتغل بها المترجما
مالتي تكاد تكو الجااعة الوحشدة في الوطن العربي التي ال يوجد بها قسم أم كلشة لإلعام
ماالتصال باكل انفرد .في جااعة الجزائر تعتبر علوم اإلعام ماالتصال الحقة بكلشة العلوم
السشاسشة مالزال قسم اإلعام يترعرع في ظل تخصصات معلوم ضاربة في القدم مفي الصرااة
األكاديمشة ،كما أ الفضاء البحثي الذي تنمو فشه بحوث اإلعام ماالتصال في جااعة الجزائر هو
"المجلة الجزائرية للبحوث السشاسشة ماإلعااشة" .في بقشة الدمل العربشة مانذ بداية التسعشنات
اتجهت كل أقسام اإلعام ماالتصال إلى االستقالشة األكاديمشة مهو إعا على اشاد قطشعة
أبستمولوجشة بشن نظريات االتصال مالنظريات السشاسشة ماالجتماعشة مغدت تلك الكلشات ماألقسام
عبارة عن اجموعة اعلقة ان المختبرات في فنو الملتمشديا ماإلخراج مالتصوير ،فهي توشك أ
تتحول إلى اراكز لتكوين الفنششن ،فركنت الخلفشة األكاديمشة بعشدا لصالح ارجعشة تسششرية براغماتشة
تتستر مراء ثورة المعلواات ماالتصال مالعولمة ماحتشاجات السوق مغشرها ان الاعارات التي ال
يستقشم لها حال عنداا نغوص في ااهشة العملشة االتصالشة مصاتها بالمجتمع مالسشاسة ماالقتصاد
مخاصة في الحالة العربشة.
ان هذا المناأ ظهر نصر الدين لعشاضي خريج الجااعة الفرنسشة مالصادق رابح معبد
الرحما عزي مقبلهم إبراهشم اإلبراهشمي ماعهم جشل كاال ان الباحثشن الاباب ،مهو اا لم
يقطع صلة هؤالء بالتقاطعات الكبرى لعلوم اإلعام ماالتصال ان علوم اجتماعشة مسشاسشة
منفسشة ماقتصادية .6في بقشة األقطار العربشة تحشل القطشعة بشن حقول المعرفة الكبرى معلوم
اإلعام ماالتصال إلى قطشعة اعرفشة منسف لمجمل المرجعشات التي على أساسها ظهرت مالزالت
علوم اإلعام ماالتصال مالتي تعتبر مباهادة الجمشع أنها تخصص اتعدد ماتداخل ال يمكن عزله
عزي :دراسات في نظرية االتصال :نحو فكر إعااي اتمشز ،اركز دراسات الوحدة العربشة ،بشرمت عبد الرحما 1
.2004
2أنظر عمر اهشبل :إشكالشة التواصل في الفلسفة الغربشة المعاصرة :الدار العربشة للعلوم ،اناورات االختاف،
بشرمت.2005 ،
األرد ، صالح خلشل أبو أصبع :نصوص تراثشة في ضوء علم االتصال المعاصر ،دار آرام للطباعة مالنار ،عما 3
272 ،2000صفحة.
4عصام سلشما الموسى :العرب مثورة االتصال األملى ،مزارة الثقافة ،عما األرد 279 ،1999 ،صفحة
5راسم احمد الجمال :اإلعام ماالتصال في الوطن العربي ،اركز دراسات الوحدة العربشة ،بشرمت.1991 ،
تصدر كلشة العلوم السشاسشة ماإلعام :المجلة الجزائرية للعلوم السشاسشة ماإلعااشة مهي اجلة فصلشة علمشة 6
3
عن احشطه السوسشولوجي مالسشاسي .أردنا في هذه المقداة مقبل العودة إلى احامر مفصول
الكتاب بشا أ هذا المؤلف المترجم مفي هذه الفترة أي 2006له أكثر ان داللة فهو اؤشر على
مجود حراك داخلي لعلوم اإلعام ماالتصال في المنطقة العربشة ،ينزع إلى التأصشل ميبحث عن
اعتراف أكاديمي ماعرفي.
-2العمق التألشفي:
نأتي إلى الكتاب مالذي يمكن مصفه بالكتاب التألشفي فهو خاصة ألهم االتجاهات الفكرية
مالمعرفشة التي على هديها أخذت علوم اإلعام ماالتصال في الغرب صورتها الحالشة مهي إحدى
ركائز قوة الكتاب .منعرف في اجال البحث العلمي األكاديمي قشمة معناء المغاارة التألشفشة
مازاياها .اشزة الكتاب الثانشة هو أنه جاء عبارة عن ذهاب مإياب بشن المدرسة اإلنجلوسكسونشة
ذات األصول األمرمبشة مالمدرسة األمرمبشة الصرفة .فنحن نعرف أ الحرب العالمشة الثانشة دفعت
بخشرة النخب مالباحثشن األلما مالمجامرين أللمانشا مخاصة انهم الشهود إلى الهجرة ألاريكا
مالتفاعل اع اتجاهات جديدة هناك لشتركوا بصمات النزعة األمرمبشة التجريدية مالذهنشة في اواجهة
نزعة براغماتشة إجرائشة أاريكشة في اعالجة البحوث االجتماعشة .مهو اا يدفعنا إلى ضرمرة التأكشد
على مجود حالة ان التداخل مالغلشا الفكري بشن أغلب االتجاهات البحثشة في هذا التخصص مأ
حدمد التبا تبدم ضئشلة في أكثر ان اوضوع.
يحتوي الكتاب المترجم على سبعة فصول ماقداة للمترجمشن ماقداة للمؤلفشن مثبت
للمصطلحات مترجمتها ان اللغة العربشة إلى الفرنسشة هذا باإلضافة إلى قائمة ببلشوغرافشة غنشة
لكل باحث اعنى بتاريخ مبأبستمولوجشا نظريات االتصال .في اقداة الترجمة مضعا المترجما
مبإيجاز أكاديمي اإلطار الذي تتنزل فشه هذه الترجمة مالمكانة األكاديمشة مالعلمشة التي يتمتع بها
أراا اتار طشلة اسشرته البحثشة مالتي ال يمكن عزل نتائجها عن تحوالت الماهد اإلعااي
ماالتصالي في دمل الجنوب مبصفة خاصة في انطقة المغرب العربي .فقد عرفت كتابات أراا
اتار العديدة ذيوعا كبشرا مترجمت إلى لغات عدة اع بعض االستثناءات العربشة .فباإلضافة إلى
عواال عدة دفعت بالمترجمشن إلى اختشار هذا المؤلف للترجمة ،فهما يقداا عااا آخر يتمثل في
ابتعاد كتابات ااتار عن التجمشع مالتقرير ،متمشزها بالامولشة ،مالتحلشل النقدي "فااتا ال يقفا
انددا بهذا التشار أم ذاك" .1ميبدم أ السبب المباشر ان مراء هذه المغاارة في الترجمة يعود
باألساس إلى "إاكانشة أ تاكل نظريات االتصال المدخل الصحشح لمناقاة الثقافة العربشة ،ألنها
تسلح كل دارس بأدمات إلعادة النظر فشما يعتبر اسلمات ،متوجشه نظره إلى المسكوت عنه ،مغشر
المفكر فشه ،في زان المطلق العربي الذي يأسر كل اسائلة" .2لعل هذا هو أحد أسباب اناغالنا
بعرض متقديم افردات هذا الكتاب كمساهمة في التعريف به ،ألنه كتاب يتجامز االتصالي لنقد
المعرفي الكاان فشه.
أاا اقداة المؤلفا فجاءت أكثر إيجازا متمحور ت حول اإلشكالشة القديمة المتجددة شرقا
مغربا مالتي أشرنا إلشها ،أال مهي افهوم االتصال معلمشته .يقر المؤلفا بأ افهوم االتصال هو
إحالة على دالالت عد ة ،مأ تعدد التقنشة جعل ان اإلتصال قشمة احورية لمجتمعاتنا منحن في
4
بداية األفشة الثالثة .كما يقرا أيضا بقاعدة ثانشة تتمثل في أ علوم االتصال هي ان العلوم القلشلة
التي تتكثف متتقاطع فشها اجموعة ان العلوم ،إذ يعتبر علما/التقى للكثشر ان التخصصات العلمشة
الهدف ان اارمع هذا الكتاب "فهو يسعى إلى تعريف ) .1)Interdisciplinaryميقدم المؤلفا
القارئ بالتعددية ماالناطارات/التوزع التي يعرفها هذا الحقل المعرفي ،الذي يتموقع ،تاريخشا ،بشن
الابكات المادية مغشر المادية ،بشن البشولوجي ماالجتماعي ،بشن الطبشعة مالثقافة ،بشن الدراسات
الااالة مالمحدمدة ،بشن القرية مالكرة األرضشة ،بشن الفاعل االجتماعي مالنسق االجتماعي ،بشن
الفرد مالمجتمع ،بشن حرية االختشار مالحتمشات االجتماعشة2 ".
-3النظام االجتماعي:
جاء عنوا الفصل األمل ان كتاب أراا ماشاال اتار "تاريخ نظريات االتصال" يحمل عنوا
"النظام االجتماعي" مهو عنوا به أكثر ان داللة فكرية ،فقد دأبت المقاربات المهتمة بالتأريخ
لنظريات االتصال إلى اعتماد الخلفشة التقنشة في تتبع تبلور هذا الضرب ان المعرفة مخاصة في
األدبشات اإلنجلوسكسونشة .3فقد شهد القر التاسع عار ظهور األنظمة التقنشة األساسشة لاتصال،
متكريس ابدأ التبادل الحر ،إذ يعتبر القر الذي احتضن اشاد رؤى مأفكارا تأسشسشة ترى في
االتصال عاال اندااج متواصل للمجتمعات اإلنسانشة .فقد تضمن افهوم االتصال ،في نهاية القر ،
فكرة إدارة التنوع اإلنساني ،بعد أ تمركز ،في البداية ،في اسألة الابكات الفشزيائشة (المادية)،
مغدا أساسا أليديولوجشا التقدم .مقد تم استشحاء التصورات األملى لـ “علم االتصال" ان الفكر الذي
يرى في المجتمع كشانا عضويا ،أم اجموعة أعضاء تؤدي مظائف اتكاالة احددة بدقة .ميعتبر
المؤلفا في هذا الفصل أ اكتااف التبادالت مالتمدد االقتصادي القائم على قاعدتي "تقسشم
العمل" مفكرة "الابكة" مالتكاال العضوي متحديدا فكرة "المخشال الابكي" (الهاتف ،االتصاالت
اإلذاعشة ،الكابل التحتمائي ،)...هذا باإلضافة إلى افهوم التطور الذي أعتبر ان المفاهشم المحورية
المؤسسة لتحلشل أنظمة اإلتصاالت .مفي سشاق آخر تبد م إدارة التعدد القائمة على خلفشة اإلحصاء
األخاقي ماإلنسا المتوسط ان المحامر المستجدة في النظام االجتماعي الجديد كما بارت به
الفلسفة الغربشة في القر التاسع عار .مان بشن امشزات هذا النظام تبلور فكرة "سشكولوجشا
الحاود" أم بالتعبشر التجاري الحديث "الجمهور" مالتي تزاان ظهورها اع النقاشات الواسعة حول
الطبشعة السشاسشة للرأي العام الذي تم تحريره ان اإلكراهات التي كانت افرمضة على حرياته ،مال
سشما حرية التجمع .فقد نجحت هذه العبارة|المفهوم مأسند لها اضمونها المعرفي كل ان
السوسشولوجي اإليطالي سشبشو سشغل مالطبشب الفرنسي المختص باألاراض النفسشة غوستاف
لوبا مقد تبنى كل انهما الرؤية القائلة بإاكانشة التحكم التوجشهي التضلشلي في المجتمع.
-4التصورات اإلابشريقشة للعالم الجديد:
ارتبط االتصال في الواليات المتحدة انذ العقد األمل ان القر العارين بمارمع بناء علوم
اجتماعشة اؤسسة على قواعد إابشريقشة ،حشث اثلت "ادرسة ششكاغو" نقطة االنطاق األملى لهذا
المارمع مالذي تعتمد في قراءتها على المدينة بوصفها "صورة طشفشة للمجتمع" .فمقاربتها
1المقداة ص .19
2نفس المرجع.
3الفصل األمل" :النظام االجتماعي" :ص 38-19:
5
المشكرمسويولوجشة لدمر أسا لشب االتصال في تنظشم الجماعات البارية تتناغم اع فكرها حول دمر
األدمات العلمشة المعرفشة في الوصول إلى حلول لاختاالت االجتماعشة الكبرى .1مقد سادت
أطرمحات هذه المدرسة إ لى نهاية الحرب العالمشة الثانشة .أاا سنوات األربعشنات ،فقد عرفت ظهور
تشار جديد ،اشتهر باسم "بحوث مسائل االتصال" ،مهو ينزع في قراءته للظواهر التي يدرسها إلى
التحلشل الوظشفي ،اعتمدا في اقاربته البحثشة على الدراسات الكشفشة التي رأى أنها أفضل األدمات
المنهجشة في االستجابة لما يطرحه القائمو على مسائل اإلعام .ميعالج الفصل الثاني "التصورات
اإلابشريقشة للعالم الجديد" المنهجشة االثنوجرافشة (الدراسات الااالة لألحشاء ،الماحظة
بالمااركة )...التي تهتم بدراسة التفاعات االجتماعشة التي أسست لظهور سشسشولوجشا فرعشة
اهتمة بالتجلشات الذاتشة للفاعل االجتماعي .مقد تأثرت ،في طرح هذا التوجه بالفلسفة
البراغماتشة /الذرائعشة األاريكشة .ميمكن في هذا السشاق التوقف عند أعمال عالم الرياضشات
مالم نطق تارلز بشرس اؤسس البراغماتشة مالسشمشائشة كمنهجشة استجاء افاهشمي في مضع
أسس نظرية العااات أم السشمشائشة.
في اقاربة تاريخشة يذهب الباحثا إلى أ ظهور المفاهشم األملى لتشار بحوث مسائل االتصال
الجماهشري يعود إلى سنة ،1927ميعتبر كتاب هارملد السوال (" )1978-1902تقنشات الدعاية
خال الحرب العالمشة" ان المؤلفات األملى التي قدات قراءة لحرب 1918-1914الموصوفة
بالحرب الااالة .فقد أظهرت الحرب أ مسائل االتصال قد غدت أدمات ضرمرية في إدارة الرأي
العام ان طرف الحكواات ،سواء تعلق األار بالرأي الموجود في الدمل الحلشفة أم في الدمل
المنامئة .مقد عرفت تقنشات االتصال في هذه الفترة اثل التلفو مالسشنما ماإلذاعة قفزات كبرى
لم تعرفها ان قبل .ماعتبر السوال أ الدعاية تتناغم اع الديمقراطشة ،فهي تمثل الوسشلة الوحشدة
في خلق االنتماء مالوالء لدى الجماهشر إضافة على كونها تمثل أكثر اقتصادية ان العنف ،مالفساد
مالتقنشات األخرى ان هذا النوع ،مقد أصبح يطلق على هذا األسلوب في االتصال في بعض أدبشات
السشاسة األاريكشة الشوم ب “القوة الناعمة" (.)Soft power
ان؟ ااذا يقول؟ ان خال أية قناة؟ لمن؟ مبأي أثر؟ إنها كما يقول المؤلفا الصشاغة التي
خلقت شهرة السوال ،التي تبدم ألمل مهلة خالشة ان الغموض .فلقد توصل السوال سنة 1948
إلى تزميد السشسشولوجشا الوظشفشة لوسائل اإلعام بإطار افاهشمي ،بعد أ ظلت لسنوات عديدة ال
تتجامز اجموعة ان دراسات الحالة .معند ترجمتها إلى أقسام بحثشة يمكن استخراج الفرمع التالشة:
"تحلشل التحكم مالرقابة"" ،تحلشل المحتوى"" ،تحلشل مسائل اإلعام أم الحواال" ،دراسة الجمهور"،
م"دراسة التأثشرات"
-5نظرية المعلواات:
ضمن سشاقات دينااشكشة تمشزت بالحرص على نقل النماذج العلمشة الخاصة بالعلوم الدقشقة
إلى العلوم اإلنسانشة ماالجتماعشة ،لعبت نظرية المعلواات ،انذ نهاية األربعشنات ،دمرا اركزيا في
هذا التوجه .2فقد حصلت فكرة "المعلواات" اعتمادا على اآلالت االتصالشة التي أفرزتها الحرب،
6
على شرعشتها النهائشة باعتبارها رازا يمكن إخضاعه للتكمشم (ان كمشة) ،مقد اكنها هذا التموضع
الجديد ان أ تصبح أداة ربط أساسشة تضمن تبادال افاهشمشا حرا بشن التخصصات.
مفي سشاق عرض داللة المعلواات مالنسق في احاملة ألرخنه نظريات االتصال متحديدا عند
الحديث عن "النموذج الاكلي" نار األاريكي كلود إيلومد شانو سنة 1948دراسة تفصشلشة
"النظرية الرياضشة لاتصال" ،مذلك في إطار اناورات بحوث اختبرات "بال سشستم Ball بعنوا
"Systemأحد فرمع اؤسسة اإلتصاالت األاريكشة المعرمفة باسم "أ-ت-ت ATT: Telephone
."Americain telegraphفي السنة الاحقة تحولت هذه الدراسة إلى كتاب طبعته جااعة إيلنوا،
ميفر انسق البحوث حو ل الحاسبات اآللشة الكبشرة خال الحرب اتضمنا تعلشقات مشرمحات مار
العالمشة الثانشة.
ماقترح شانو بنشة "نظام عام لاتصال" ،إذ كتب ااشرا إلى أ ااكلة االتصال ،بالنسبة له
تكمن في إعادة إنتاج رسالة اا بطريقة دقشقة أم تقريبشة ان نقطة اا اختارة إلى نقطة أخرى.
ففي هذه البنشة الخطشة ،حشث تحدد األقطاب اصدرا منهاية ،يرتكز االتصال على المكونات اآلتشة :
المصدر ( )Sourceأي المعلواة الذي يقوم ببث الرسالة (الحديث الهاتفي) ،المافر ( )Encoderأم
المرسل الذي يقم بتحويل الرسالة ( ) Messageإلى إشارات قابلة لإلرسال (يقوم الهاتف بتحويل
الصوت إلى ذبذبات كهربائشة) ،مالقناة ( ،)Channelمهي الوسشلة المستخداة في نقل اإلشارات
(الكابل الهاتفي) ،مافسر الاشفرة ( ) Decoderأم المتلقي ،الذي يقوم بإعادة بناء الرسالة
باالعتماد على اإلشارات ،مأخشرا الوجهة ( ،) destinationمهي الاخص أم الايء الذي تنقل إلشه
الرسالة .إ هدف شانو ا ن هذا النموذج هو رسم اإلطار الرياضي الذي يمكننا ان حساب تكلفة
رسالة اا ،أم اتصال اا بشن محدات هذا النظام في سشاق اضطرابات عاوائشة غشر ارغوب فشها
أطلق علشها تسمشة " التاويش" ميحشل التاويش كما يرى شانو على كل اا يمكن أ يمنع
التوافق أم التناغم بشن القطبشن .فإذا اا أردنا تخفشف التكلفة إلى حدمدها الدنشا ،مجب علشنا نقل
اإلشارات المناسبة بأقل التكالشف.
أاا فشما يتعلق بالمرجعشة السشبرنشطشقشة فقد نار نوربرت مينر أستاذ شانو كتابه
"السشبرنشطشقا أم التحكم ماالتصال عند الحشوا ماآللة" مقد ضمنه رؤية لمسألة التنظشم داخل
المجتمع المستقبلي القائمة على اادة أملشة جديدة ستظهر قريبا متتمثل حسب رأيه ،في
"المعلواة" .مبالرغم ان أنه دعا بكل قوة إلى تخلشق هذا النموذج األعلى لـ “اجتمع المعلواات"،
هذه "الطوبامية الجديدة" ،إال أنه حذر في نفس الوقت ان اخاطر االنحرافات التي قد يحملها.
فالتدهور ،كالنزمع للطبشعة على تداشر اا هو انظم متسريع ظاهرة التخريب البشولوجي مالفوضى
االجتماعشة ،يمثل الخطر األعظم الذي يجب تحاششه مقد كتب مينر بهذا الخصوص "إ اجموع
المعلواات في نظام اا هو اقشاس درجة تنظشمه ،مالتدهور هو اقشاس درجة فوضويته ،حشث أ
كل انهما يمثل الوجه السلبي لآلخر".
ظهرت خال األربعشنات ان القر الماضي جماعة ان الباحثشن األاريكششن ان ااارب
أكاديمشة اختلفة بشنهم أنثرمبولوجششن (علماء أناسه) معلماء ألسنشة ،مرياضشات مسشسشولوجشا معلم
النفس ،مقد اتخذت نهجا اعاكسا للنظرية الرياضشة لاانو التي بدأت في الطريق إلى فرض
7
نفسها كمرجعشة اركزية .بدأ تاريخ هذه المجموعة مالتي عرفت باسم "المجمع الخفي" أم ادرسة
"بالو ألتو" نسبة إلى ادينة صغشرة في إحدى الضواحي الجنوبشة لسا فرنسشسكو في سنة 1942
Goffmanمماتزلويك .Watzlawickلقد تركت الجماعة النموذج الخطي بمااركة غوفما
لاتصال لاانو ،متبنت النموذج الدائري االرتدادي الذي اقترحه مينر ،إذ اعتبرت أنها أملى بالنظرية
الرياضشة ،مأ االتصال يجب أ يكو حقل دراسات العلوم االجتماعشة بناء على نموذج خاص بها.
-6الصناعة الثقافشة ،األيديولوجشا مالسلطة :
درست السشسشولوجشا الوظشفشة مسائل اإلعام بوصفها أدمات جديدة للديمقراطشة الجديدة،
مآلشة اركزية في تنظشم المجتمع .مصاغت في هذا السشاق نظرية تعطى األملوية لمسألة إعادة
إنتاج القشم المجتمعشة للنظام ،أي األمضاع االجتماعشة القائمة .في المقابل فإ المدارس الفكرية
النقدية سعت إلى اساءلة نتائج تطور مسائل اإلنتاج مالبث الثقافي هذه ،رافضة أ تأخذ بمسلمة
أ التجديدات التقنشة ستؤدى ،حتما إلى تدعشم الديمقراطشة .إ الرؤية التي رمج لها التحلشل
الوظشفي مالتي ترى في مسائل االتصال اشكانشزاات تنظشمشة ضبطشة تعرضت بدمرها لقراءات
نقدية باعتبار أ مسائل االتصال أصبحت تاكل اصدرا للعنف الرازي مالقهر مالتضلشل مالتسلط
مالسشطرة .انذ األربعشنات أبدى فاسفة ادرسة فرنكفورت الذين يستوحو رؤيتهم ان فلسفة
اتجددة مفي قطشعة اع الفلسفة الماركسشة التقلشدية ،قلقهم على استقبل الثقافة مهم في
انفاهم بالواليات المتحدة .مبعد عارين سنة ملدت الحركة البنشوية في فرنسا ،اعارضة المنهج
اإلابريقي بإعادة اكتااف األيديولوجشا .أاا في بريطانشا فقد استحدثت جماعة برانغام
1 .)Studies ( )Birmingahamخال الستشنات احور الدراسات الثقافشة (Cultural
استحدث أدمرنو مهوركهايم ،في انتصف األربعشنات اصطلح "الصناعات الثقافشة" إذ قداا
دراسة نقدية لإلنتاج الصناعي للمواد الثقافشة باعتبارها ظاهرة شاالة تهدف إلى تحويل اإلنتاج
الثقافي إلى سلع .فالمنتجات الثقافشة ان اجات مأفام مبرااج إذاعشة تحشل على نفس العقانشة
التقنشة ،منفس الصشغ التنظشمشة مالتخطشط اإلداري المتبع في اإلنتاج الصناعي للسشارات أم المااريع
الحضرية" :لقد تم اإلعداد لكل شيء اسبقا ،لشجد كل فرد اا يناسبه ،بحشث ال يستطشع أحد
الفكاك" .فكل قطاع إنتاجي يماثل القطاعات األخرى ،مهي بدمرها اتطابقة بالنظر إلى بعضها
البعض .ذلك أ الحضارة المعاصرة تضفي على كل شيء اسحة تماثلشة تطابقشة .فالصناعة
الثقافشة توصل بضائعها المتماثلة إلى أي اكا ،البشة حاجات كبشرة ماتنوعة ،ماعتمدة على اعايشر
إنتاجشة اوحدة في إ شباع هذه الطلبات .مان خال نمط صناعي في اإلنتاج نحصل على ثقافة
جماهشرية اكونة ان سلسلة ان األششاء التي تحمل ،بكل تأكشد بصمة الصناعة الثقافشة :إنتاج
غزير-تماثل اعشاري-تقسشم عمل .هذه الوضعشة لشست نتشجة قانو يخضع له التطور التكنولوجي،
بل اردها إلى مظشفة التكنولوجشا في االقتصاد الحالي" ،إ العقانشة التقنشة ،حالشا ،هي عقانشة
السشطرة ذاتها .فالمشدا الذي تتمتع فشه التقنشة بسلطة كبشرة على المجتمع ،هو اشدا أمالئك الذين
يسشطرم علشها اقتصاديا" .إ العقانشة التقنشة هي "الخاصشة القسرية" للمجتمع المغترب عن ذاته.
إ الصناعة الثقافشة هي عااة ماضحة على إفاس الثقافة أي سقوطها في السلعنة (التسلشع).
8
ذلك أ تحويل الفعل الثقاف ي إلى قشمة تبادلشة يقضي على قوته النقدية ميحراه ان أ يكو أثرا
لتجربة أصشلة .فالصناعة الثقافشة هي العااة الفاصلة على تراجع الدمر الفلسفي/الوجودي للثقافة.
إ العمل الذي بدأته "ادرسة فرنكفورت" على المستوى الفلسفي ثم السوسشولوجي ،مإ
كا أقل شأنا ان المستوى األمل (نظرية الثقافة الجماهشرية مالدراسات حول الاخصشة
التسلطشة) ،فقد أكمله هابرااس في اؤلفه "الفضاء العمواي" ،مذلك بالتركز على استعادة مبناء
اإلطار التاريخي الذي شهد تراجع هذا الفضاء ،بعد أ عرف توهجه اع تاكل "الرأي العام" في
إنجلترا في نهاية القر السابع عار ،ثم في فرنسا في القر الذي تاه .إ الفضاء العمواي أم
كما يحبذه البعض "بالمجال العمواي" 1مالذي يتسم بكونه فضاء للتوسط بشن الدملة مالمجتمع،
يسمح بالمناقاات العااة المؤسسة على االعتراف الجماعي بفضائل العقل مقوته مخصوبة
التبادل القائم على الحجة بشن األفراد ،متصارع األفكار ماآلراء المستنشرة .فمبدأ اإلعا يقوم عل
أساس أنه أتاح الفرصة للرأي العام لإلطاع على المعلواات التي تخص المصلحة العااة .لكن
تطور قوانشن السوق ،متسربها إلى فضاء اإلنتاج الثقافي جعاها تستبدل التَفكُر ،هذا المبدأ القائم
على اإلعا مالتواصل الجماعي بنموذج تجاري"لتصنشع الرأي" .مقد رأي هابرااس في هذه
النزعة اا سماه "رؤية إقطاعشة جديدة للمجتمع" .مهو بهذا الطرح يتبنى أطرمحات أدمرنو
مهوركهايمر حول تضلشل الرأي العام ،مالتماثل ،مالتحاشد متجزئة الجمهور ،فالفرد ينزع إلى أ
يكو استهلكا ذا سلوكشات عاطفشة مهتافشة احتفالشة ،أاا االتصال العمواي فإنه ينحلُ في اواقف
تلقي احكواة بعزلة الفرد ،اوصوفة دائما بكونها اقبولة.
-7االقتصاد السشاسي :
بدأ االقتصاد السشاسي في التطور في الستشنات ان القر الماضي ،مقد اتخذ في البداية
شكل التساؤل عن الخلل في تدفق اإلعام ماإلنتاج الثقافي بشن الدمل الواقعة على جهتي الخط
الفاصل "للتنمشة" .مشقت دراسات االقتصاد السشاسي لاتصال طريقها في سنة 1975ان خا
دراسة حول "الصناعات الثقافشة" مال "الصناعة الثقافشة" .ميكاف هذا االنتقال ان المفرد إلى
الجمع (بمعنى صناعات بدل "صناعة") عن التخلي عن رؤية افتتة بأنظمة االتصال ،في الوقت
الذي اصطدات فشه السشاسات الحكواشة الرااشة إلحداث ديمقراطشة الثقافة بالمنطق التجاري في
سوق تسشر نحو التدميل .إ األار يدل على أننا نواجه تعقد الصناعات المتنوعة في احاملة لفهم
السشرمرة التصاعدية "إلصاح" النااطات الثقافشة بواسطة رأس المال2.
إ االقتصاد السشاسي لاتصال ،الذي يمثل قطشعة اع أطرمحة تاريخ الرأسمالشة المعاصرة
التي طرحها رماد الماركسشة الكاسشكشو ،يبتعد عن اخطط الارق/الغرب الذي طبع سشسشولوجشا
مسائل اإلعام األاريكي .إ القطبشة التي أفرزتها الحرب الباردة طبعت االنقسام في العلوم
االجتماعشة لاتصال .لقد اعترف الباحث بول الزرزفشلد أاام زاائه في الجمعشة األاريكشة لبحوث
الرأي العام ،بالمجال الجديد للبحث المسمي "االتصال الدملي" مدعاهم إلى تعزيز العاقات اع
"المجموعات مالهشئات الفاعلة في هذه الساحة االجتماعشة " .إ انقسام الفضاء الدملي بما هو
أرضشة للمواجهة بشن المعسكرين مإيديولوجشتشن قد ناط البحث مالتطور الصناعي مالعسكري
1راجع :نصر الدين لعشادي :الفضاء العمواي في القنوات التلفزيونشة ،اجلة الرافد ،الاارقة ،فشفري .2007
2الفصل الخااس" :االقتصاد السشاسي" ص.127 :
9
لتكنولوجشات االتصال ماإلعام الحديثة (ان الكوابشوتر حتى األقمار االصطناعشة) ،ماستثمر أيضا
القسم األكبر ان البحث الوظشفي حول االتصال الدملي كما تؤكده بوضوح البحوث اإلدارية حول
اإلذاعات المحلشة ،كما أ اقاربات ااكات االتصال المرتبطة بإستراتشجشة هذا االنقسام الثنائي
الذي فرضه اتطلب "األان الوطني" األاريكي .هذا اا يفسر سر ارتباط التحلشل الوظشفي بمذهب
كتابة الدملة األاريكشة الخاص بالتدفق الحر للمعلواات ،ماارمع "الطرق السشارة للمعلواات"
الذي ظهر في عهد رمنالد ريغن(الجمهوريشن) مالمستلهم ان المبدأ الراسخ الخاص بالتبادل الحر
للسلع ،الذي يابه حرية التعبشر التجاري التي يمارسها كل ان الخواص مالسوق بحرية التعبشر
باكلها المختصر.
أاا فشما يتعلق بمسألة التبعشة الثقافشة في الواليات المتحدة التي كانت اناغلة بالنزاعات في
جنوب شرق آسشا مالثورات المضادة في عديد دمل العالم الثالث فقد غذت أفكار باحث اثل
هربرت ششلر مخاصة كتابه "مسائل االتصال ماإلابراطورية األاريكشة" الذي نار سنة 1969ميحلل
فشه صاحبه التداخل بشن المركبات الصناعشة-العسكرية مصناعة االتصال ،مانتهت بالتنديد الواسع
بالخصخصة المتزايدة للفضاء العمواي في الواليات المتحدة األاريكشة .1في ذات السشاق
األيديولوجي مالفكري مكرد على عولمة اإلعام ماالتصال مبدعم ان حركة عدم االنحشاز طغى
النقاش حول التدفق غشر المتكافئ للمواد الثقافشة ماإلعااشة على المجتمع الدملي في السبعشنات
ان القر الماضي مهو عقد "النظام العالمي الجديد لاتصال ماإلعام" .ملقد اثلت الشونسكو
المنبر األساسي للتعبشر عن هذه اإلشكالشة متمخض هذا الجدل بتأسشس "اللجنة الدملشة لدراسة
اااكل االتصال" مذلك سنة . 1977مبعد ثاث سنوات نارت الصشغة النهائشة لتقرير هذه اللجنة
التي ترأسها األيرلندي الحائز على جائزة نوبل للسام ششن ااكبرايد .ميعتبر هذا التقرير أمل مثشقة
رسمشة صادرة عن اؤسسة تمثل المجتمع الدملي ،تعترف متطرح بوضوح اسألة الخلل في تدفق
األخبار مالمواد الثقافشة ،متتساءل عن اإلستراتشجشة التي يجب اتخاذها لمعالجة خلل التدفق
مالتكافؤ الحر في تبادل المعلواات .ميذهب البعض إلى اعتبار تنظشم المجتمع الدملي (هشئة األام
المتحدة) لقمة في دمرتشن خاصة "بمجتمع المعلواات" في جشنشف 2003متونس 2005إعادة
صشاغة لنفس إشكالشة التدفق اإلعااي بشن الامال مالجنوب لكن بمضمو شبكي ذم صلة
باإلنترنت.
ظهرت الخلفشة الثانشة لاقتصاد السشاسي لاتصال في المنتصف الثاني ان سبعشنات القر
الماضي في أمرمبا ،ماحتلت فشه اسألة الصناعات الثقافشة ارتبة ال تضاهى ماضطلع باحثو
فرنسشو بالسبق مكانت جل اقارباتهم ذات طابع نقدي .عالج فريق البحث برئاسة األكاديمي برنار
اشاج في الكتاب المعنو "الرأسمالشة مالصناعات الثقافشة" طبشعة السلعة الثقافشة محامل اإلجابة
عن السؤال التالي :اا هي المااكل التي تواجهها الرأسمالشة إلنتاج القشم انطاقا ان الفن
مالثقافة؟ 2
بالعقول ،ترجمة عبد السام رضوا ،سلسلة عالم المعرفة 1حول الكتابات األخرى لهربرت ششلر راجع :المتاعبو
اإلصدار الثاني ،عدد ،243الكويت .1999
2 MIEGE Bernard : La société conquise par la communication, T2, La communication et entre
l`industrie et l`espace public, Grenoble, PUG, 1997.
10
أاا باتريس فلشاي (ان فرنسا) فقد تضمن كتابه "صناعة المخشال" حصرا "للثقافة المتدفقة":
هذا المد المتواصل ان البرااج الذي تكو القشمة الذاتشة ألي عنصر ان عناصرها أقل ان قشمته
في اجمل البراجة المعرمضة التي تمشز اقتصاديات السمعي-البصري .1مباهتمااه بالبراجشات
مبالحواال التكنولوجشة التي تنقلها تنامل فلشاي تاكشلة االستخدام االجتماعي آلالت االتصال
مالتحوالت التي حدثت في المبتكرات التكنولوجشة مفي السلع ،فجدد بهذا أصول تاريخ التقنشات.
ملقد قاات األبحاث في السابق بتحلشل تقاطع المخططات التقنشة-االقتصادية مالسشاسشة-الثقافشة
لكاف الرهانات السشاسشة للحدث الصناعي مللقواعد الصناعشة التي تتحكم بالنظام الجديد للمراقبة
االجتماعشة .مان جهة أخرى ،عبرت هذه البحوث عن حدمد افهوم "اإلابريالشة الثقافشة" الذي كا
بمثابة اوضة في ذلك الوقت ،ان خال التأكشد على التمفصل بشن المستوى الوطني مالمستوى
المتعدد الجنسشات.
-8عودة الشواي:
ظهرت ششئا فاشئا عديد المقاربات التي اهتمت بمفردات التحلشل اثل الفرد مالمجموعة
مالعاقات الذاتشة في التجارب الشواشة ،مترسخت بوصفها ردة فعل على النظريات البنشوية-الوظشفشة
التي هشمنت ملفترة طويلة على السشسشولوجشا .مقد أحشت هذه المقاربات مالتي مصفها أراا
ماشاال ااتار ب “عودة الشواي" الجدل الذي كا حاضرا انذ تبلور إبستشموامجشا العلوم اإلنسانشة
ماالجتماعشة في التاكل مالذي تمحور حول اخاطر تاشؤ األحداث االجتماعشة ،مدمر الفاعل
االجتماعي مالقائم باالتصال بالنسبة للنظام ،مدرجة استقالشة الجمهور عن آلشات االتصال .ماهتمت
عديد الدراسات في هذا السشاق بمعالجته هذه اإلشكالشة في البداية بالتركشز على عنصر الحركة اا
بشن الذاتشة متخصشصا ظهور اقاربات اإلثنواتودملوجشا2 .
معمقت التشارات التي انضوت تحت اسمى السشسشولوجشا التأميلشة مالتفاعلشة الرازية،
مالظاهراتشة ،ماإلثنواتودملوجشا ،االنقسام بشن السوسشولوجششن المهتمشن باإلجراءات الجزئشة،
مالسوسشولوجشات التي يطلق علشها تسمشة سوسشولوجشا الثقافة المهتمة بالعوائق االجتماعشة
الخارجة عن الفرد ،الذي يكرس أسبقشة "المجتمع" على الفرد ،مأملوية البنشة على الممارسة.
معلى سبشل المثال فإ "تحلشل المحادثة" أعتبر أحد أهم اكونات اإلثنواتودملوجشا ،مالمحادثة هي
المكا المفضل للتبادل الرازي ،مقد تم تناملها باعتبارها نااطا ،مامارسة لسانشة ال لدراسة لغتها
ان أجل فهم كشف يبنى المتحدثو عملشات هذا الاكل المهشمن ان التفاعل االجتماعي ماالتصالي
ميمشطو اللثام عن اآللشات م الطموحات التي ان أجلها أنتج هذا التفاعل متم فهمه.
أهملت اللسانشات البنشوية المتحدث مالمتلقي بشنما تدرس اللسانشات االتصالشة أم "البرغماتشة
التلفظشة" العاق ات التي تربطها استفشدة ان تطور فلسفة اللغة العادية (ادرسة أكسفورد) اآلخذة
بالنظرية اإلنجلوسكسونشة مبأفعال اللغة ،مبنظرية الباغة البلجشكشة ،مالبراغماتشة األلمانشة .ملقد
تأثرت اإلثنواتودملوجشا بنظرية أفعال اللغة التي تعشد االعتبار للفاعل بما هو انتج للخطاب
1 FLICHY Patrice (2001), L'imaginaire d'Internet, Paris : La Découverte, Sciences et société,
272 p. et La question de la technique dans les recherches sur la communication, Réseaux,
numéro, 50, 1991.
راجع الفصل السادس ان الكتاب "عودة الشواي" ص.172-147 : 2
11
مالمقصي ان الرؤية البنشوية للعااات .مإذا كا التحول اللساني الجذري قد أثر في السشسشولوجشا
التأميلشة في الستشنات ان القر الماضي فقد أثر أيضا في انظري سشسشولوجشا الفعل .لقد ألهم
فاسفة اللغة الجدد مأثرما على يورغن هابرااس الذي صاغ "سشسشولوجشا الفعل االتصالي"
سنة .11981إ الفعل م"التفاعل" لم يدرسا باعتبارهما نتاجا للتأثشر فحسب بل تم تحلشلهما
بوصفهما شريكشن في لحمة التبادل الرازي مفي السشاقات اللسانشة .مال تستطشع المواقف ماآلراء
تعبر بمفردها عن الواقع .ميرفض هبرااس نظرة أدرنو ()Adorno التي تصاحب الفعل أ
الكا رثشة التي تؤمل تحويل العقل إلى عقل أداتي ،متعتبره انحرافا للعقل مإفسادا له باكل جذري.
ميرى هابراس أ على السشسشولوجشا النقدية أ تدرس شبكات التفاعل في اجتمع ااكل
ان عاقات اتصالشة مان"إتحاد األشخاص المتعارضشن في االتصال" .ميعارض هابرااس "الفعل
اإلستراتشجي" أي العقل مالفعل ذمي األهداف النفعشة ماألداتشة (الذي تاكل مسائل االتصال
الجماهشرية عدته المفضلة) التي توشك أ تستعمر "العالم االجتماعي المعشش" ،ميقترح بدال انه
جملة ان أنماط الفعل األخرى أم العاقات اع العالم التي تملك اعشارها الخاص العتماد هذا
العالم :الفعل الموضوعي ،مالفعل اإلدراكي الذي يفرض علشك قول الحقشقة ،مالفعل اا بشن
الذاتشات الذي يستهدف العمل األخاقي مالفعل التعبشري الذي يفترض النزاهة .مياخص
هبرااس أزاة الديمقراطشة في اآللشات االجتماعشة التي كا ان المفرمض أ تسهل التبادل
مانتاار العقانشة االتص الشة ،لكنها استقلت ذاتشا ،مسشرت ذاتها "تجريدا حقشقشا" .متقوم هذه اآللشات،
فعا ،بتدمير المعلواات غشر أنها تعرقل العاقات االتصالشة ،أي تعرقل نااطات تأميل األفراد،
مالمجموعات االجتماعشة .ميرى هبرااس أ العقانشة لشست لها أية صلة "بااتاك المعرفة ،لكنها
ذات عاقة بالطريقة التي يقوم بها األشخاص الموهوبو بالكام مالفعل ،مباكتساب المعرفة
مباستخدااها"2 .
باإلضافة إلى اا ذكر تعرض المؤلفا في فصل "عودة الشواي" إلى إثنوغرافشا الجمهور
مخاصة اسألة القارئ إذ تكفلت الدراسات األدبشة في الستشنات بإعادة صشاغة إشكالشة القارئ
مالمتلقي التي شهدت تطورا في الدمل الناطقة باللغة األلمانشة مخاصة ادرسة كونستونس
بول سارتر ،في كتابه "اا األدب" إلى "هذا ( 3.)Constanceلقد أشار الفشلسوف الفرنسي جو
الجهد الماترك بشن الكاتب مالقارئ الذي يبرز هذا الهدف الملموس المخشالي امثا في العمل
األدبي" .ميذكر الباحثو المهتمو بقضشة االتصال األدبي ،مانهم الفرنسي رمبر إسكربي أفكار
سارتر الذي يرى أ العمل األدبي هو نتشجة نااط الكاتب مالقارئ.
كما كا للدارسات الثقافشة مالدراسات النسوية حضور في سشاق تطور متطوير نظريات
االتصال فقد كتب الباحث ستشوارت هشل في اقداة الكتاب الذي أعده دافشد اورلي معنوانه
"التلفزيو العائلي :السلطة الثقافشة مالترفشه المنزلي" الذي صدر سنة 1986قائا :إ "التصورات
الفردية للمااهد مللجمهور ،محتى للتلفزيو ذاته قد إرتحل-نهائشا ،على األقل ،حسب اا نتمناه-
12
بفضل التاديد على االختافات م المتغشرات .مإ خريطة التغشرات ناتجة عن العواال التي تعتمل
في السشاقات االجتماعشة للتلقي التي شرع اورلي في إنجازها .مإ اا تكافه هذه الخريطة،
بصفة عااة ،هو التفاعات الرقشقة بشن المعنى مالمتعة ماالستخدام ماالختشار" .لقد انتقل التفكشر
في تفاعات النص/السشاق /جمهور النساء بسرعة إلى دراسة أنواع المواد التي يبثها التلفزيو لهذه
الفئة ان الجمهور بصفة خاصة .كما انفتحت السشسشولوجشا الوظشفشة أيضا على الدراسات
اإلثنوغرافشة للتلقي مالمااهدة ان خال التشار الذي يسمي "االستخدااات ماإلشباعات" ،في
السبعشنات ان القر الماضي ،مذلك بطرح السؤال المعارض التالي" :ااذا يفعل الناس بوسائل
اإلعام؟" ،مالذي يبدم بديل أم نقشض لمقولة :ااذا تفعل مسائل اإلعام بالناس؟
-9هشمنة االتصال:
اهتم الباحثا في الفصل السابع ماألخشر بمسائلة إشكالشة "هشمنة االتصال" فهو بمثابة عودة
على بدء ،ذلك أنه توجد اراجعة لنظرية الرابط االجتماعي (الفصل األمل) المؤسس على قاعدة
االتصال العادي في مقت اارست فشه األنظمة التكنولوجشة لاتصال ماإلعام المعقد دمرا بنائشا في
تنظشم المجتمع ،مفي النظام الجديد للعالم .1لقد تم تعريف المجتمع بمفاهشم االتصال ،معرف
هذا األخشر بمفاهشم الابكة ،مقد رحلت السشبرنشطشقا النظرية الرياضشة لإلعام (الفصل الثاني).
ميعالج هذا الفصل اوضوع شكل الابكة مذلك ان خال نقد النظرية التوزيعشة ،فقد حصر الباحث
إيفرت رمجرز ،خال الستشنات ان القر الماضي ،تعريف التجديد ماالبتكار في "المعلن عنه ،عبر
بعض القنوات ،خال ادة اعشنة ،ضمن نظام اجتماعي اا" .معاد رمجرز سنة 1982لشعلن أ
الارمط أصبحت اتوفرة للتقارب مالتألشف بشن "البحث النقدي" ماا سماه "البحث اإلابريقي" اثشرا
بذلك الجدل في أمساط البحث النقدي في اجال االتصال بالواليات المتحدة األاريكشة .مقد برر
ر مجرز هذا التقارب الذي لم يكن اطرمحا قبل بضع سنوات ان هذا التاريخ ،بأ المدرسة
اإلابشريقشة قد أدركت ضرمرة إدااج سشاق االتصال ،مالجوانب األخاقشة ماألدبشة ،في صشرمرة
االتصال مالمناهج المتعددة ،في تحلشلها ملم يؤمَل اا تقدم به رمجرز باعتباره إاكانشة للحوار ،بل
تم تفسشره بأنه إرادة بشنة لنكرا الخافات ذات الطبشعة اإلبستشمولوجشة ،ان أجل إخفاء نقطة
أساسشة ترتبط بتعريف اا هو سشاسي :شرمط امارسة السلطة ،مالعاقة بشن السلطة مالمعرفة،
ماألخذ بعشن االعتبار البنى التنظشمشة مالمؤسساتشة.
إ الرغبة في التوفشق بشن البحث اإلابشريقي مالنقدي ،التي كانت رغبة الباحث كارتز أيضا،
تاشر إلى حالة ذهنشة جديدة .ميكمن دمر الابكة في نسشا المجتمع الذي يعشش التباين مالتمايز،
ماقتراح رؤية انسجمة له .ففي الوقت الذي برزت فشه اإلقصاءات االجتماعشة بقوة" ،تقوم
إيديولوجشا االتصال ،مالنزعة المساماتشة الجديدة بواسطة االتصال ،بدمر اضشف للارعشة ".مفي
هذا السشاق فقد استحدث في الثمانشنات ان القر الماضي الباحثا الفرنسشا برمنو التور
( )Michel Callonمصاغا أنثرمبولوجشا العلوم التقنشة مدرسا () Bruno Latourماشاال كالو
إشكالشة الابكة التي تتنامل نموذج التأميل أم نموذج البناء االجتماعي/التقني كنقشض للنموذج
التوزيعي مفي اعارضتهما للفكرة التي افادها أ التقنشة مالعلوم هي اعطشات ،ميقترح الباحثا
فهمهما لها في حالة الفعل مالحركة ،مدراسة كشفشة بناء التقنشة مالعلوم .مترفض اقاربتهم اعتبار
13
"االجتماعي الخالص اقتصرا على العاقات بشن البار ،متسلم بتداخل العاقات بشن البار
مالطبشعة ماألششاء التقنشة .إ الرابط االجتماعي يتغلغل في اآللة".
يختم أراا مااال ااتار هذا الفصل بالتساؤل عن خصوصشات "الكوكب الهجشن" في إحالة
إلى كشف حولت صشرمرة االتصال الكو إلى عالم ماجتمعات .فإذا كا التوتر بشن الجزئي مالكلي
يطبع السوسشولوجشات التأميلشة ،فإ االقتصاد السشاسي النقدي لاتصال يخضع للتوتر ذاته .هذا
االقتصاد الذي يتساءل عن تعقد الترابط الذي يجمع األقالشم الخاصة بالفضاء العالم في عصر
الابكات المخترقة للحدمد الجغرافشة .ملفهم أسلم لهذا الموضوع يمكن اإلشارة بأ التاكات
المعرفشة اتعددة التخصصات بدأت تترابط ،حشث ياارك فشها علم التاريخ ،معلم الجغرافشا ،مالعلوم
السشاسشة ،ماالقتصاد ماألنثرمبولوجشا .كل تخصص ان هذه التخصصات ياارك في هذا الترابط،
بدرجات اتفامتة جدا ،أل كل انها ال يظهر الحاجة ذاتها للتحالف لحصر األهمشة الجديدة التي
تكتسشها الابكات االتصالشة .مإ كا التدميل الحالي يعشش مضعا اختلفا عما كا علشه في العقد
الذي سشطرت فشه افاهشم التبعشة ،ماإلابريالشة الثقافشة ،التي سمحت بفهم الخلل في التدفق
العالمي لإلعام ماالتصال ،فالسبب في ذلك هم الفاعلو الجدد الذين ظهرما على اسرح يتسم
بكونه عابرا للقواشات .لم تعد الدمل ،مالعاقات فشما بشنها ،المحور المنظم للعالم ،حشث تتاكل
شبكات اإلعام ماالتصال الكبرى بتدفقها "غشر المرئي" مغشر العادي ،أقالشم اجردة انفلتة ان
الحدمد الجغرافشة.
في سنة 1979كتب الفشلسوف الفرنسي فرنسوا لشوتار ( )Francois Lyotardفي كتابه:
"شرط اا بعد الحداثة" اا يلي "تدخل اجتمعاتنا عصر اا بعد الصناعة ،متدخل الثقافات عصر يقال
إنه اا بعد حداثي" .ميعتبر هذا الفشلسوف أ األسس االجتماعشة لمبدأ التقسشم ،مصراع الطبقات،
قد فقدت جذريتها .مقد استنتج في هذا نهاية اصداقشة النظريات الكبرى متفككها .ملقد عمت فكرة
اا بعد الحداثة العلوم ،مالجمالشات ،مالسشسشولوجشا ماهدت لمشاد األطرمحات المتحزبة اثل
أطرمحة "نهاية التاريخ" 1م"صراع الحضارات" 2م"المجتمع اا بعد الصناعي" لتكو نظريات االتصال
بدمرها في خضم هذ ا المتغشر .لقد رافقت فكرة االتصال مالافافشة اعتقاد فلسفة األنوار بالتقدم
مبتحرر األفراد .مأصبحت هذه الفكرة الشوم اابوهة :أصبح االتصال كما يقول بودريار
( ) Baudrillardضحشة االتصال الزائد أم الفائض" .ميرى بودريار في النمو التكنولوجي متزايد
تعقده على المستوى الكوني كما على المستوى الحمشمي العائلي ،هشمنة نظام الرقابة الذي يمجد
ذاته في "إستشهااات االتصال" :أي الرغبة العااة في التواجد على كل الااشات ،مفي قلب كل
البرااج" :هل أنا إنسا ،هل أنا آلة؟ ألم يعد هناك جواب على هذا السؤال األنثرمبولوجي".
-10خاتمة:
األخشر :ترجمة فؤاد شاهشن ،جمشل قاسم ،رضا الاايبشن ،إشراف فرانس شس فوكويااا :نهاية التاريخ ماإلنسا 1
احمد خلف ،الدار الجماهشرية للنار مالتوزيع ،لشبشا .1999 ،مكتابه "اإلسام مالغرب :آفاق الصدام" ،ترجمة اجدي
شرشر ،اكتبة ادبولي ،القاهرة.1995 ،
14
جاءت خاتمة الكتاب اقتضبة لكنها غزيرة المعاني سمشكة التألشف ماإليجاز فقد اعتبر المؤلفا
أنه مأاام إفاس األيديولوجشا العقانشة للتقدم الخطي المتواصل ،تولى االتصال الدمر نشابة عنها،
حشث ظهر ،بااتشاز ،بوصفه اؤشرا على تطور اإلنسانشة في لحظة تاريخشة تبحث فشها بكثشر ان
الشأس ،عن اعنى استقبلها .متكاد التصورات الفكرية مالفلسفشة المتباينة إلشكالشة االتصال
مللقائمشن علشها أ تختفي ان األفق النظري .إ العنصر الهام في اضاعفة البحوث التي تتنامل اا
هو يواي يتمثل في حركة الفكر .إنها الحركة التي أعادت إظهار الفاعل أاام البنى ماألنساق،
مالنوعشة أاام الكمشة مالمعشش أاام المؤسس .لقد اقتربت علوم اإلنسا مالمجتمع بهذا الاكل
ان "الموضوع العادي" أم الشواي .غشر أنه مفي خضم هذه المسشرة بقشت بعض األسئلة المتصلة
بعاقة المثقف بالمجتمع اعلقة .لقد طاملت أزاة الطوبامية مالبدائل فكرة العمل النقدي ،حشث
أصبح كل قائم باالتصال أم مسشط يعاني ان النزعة الوضعشة التسششرية .هذه النزعة النفعشة
الجديدة ،التي تحفز البحث عن األدمات اإلبستمولوجشة (المعرفشة) ،تسمح بتحششد التوتر عبر الحلول
التقنشة .إ المعارف المتعلقة باالتصال ال تنفلت ان هذا االتجاه .إ الصعود القوي لمقوالت
الخبراء الذي جاءت به الممارسة يضاعف ان نااطات االتصال ،التي تكمن مظشفته الضمنشة في
إضفاء شرعشة على اإلستراتشجشات منماذج تسششر اإلدارة مالمؤسسة.
إ البراغماتشة التي تمشز الدراسات العملشاتشة طبعت أكثر فأكثر الصشغ التي نتحدث بها عن
االتصال ،مقد ترتب عن هذا الوضع أ أصبح هذا الحقل يعاني ان صعوبة التخلص ان الصورة
األداتشة ،مإكسابه شرعشة حقشقشة كموضوع بحث استقل بذاته ماضح المعالم ،ميتم التعاال اعه
على هذا األساس اع االلتزام بالهااش المطلوب الذي ال ينفصل عن كل اقاربة نقدية .تثشر هذه
االنزالقات األيديولوجشة فكرة افادها أننا دخلنا عصر اجتمعات المراقبة كما شبهها الفشلسوف
الفرنسي جشل دملوز ،إنها المجتمعات التي تتضاعف فشها اآللشات االجتماعشة/التقنشة للمراقبة المرنة
المستعلمة ان نموذج التسششر اإلداري للاركة الوصشة ،أي المراقبة ذات المدى القصشر ،مذات
الدمرة السريعة ،مالمتواصلة غشر المحدمدة .ميختم المؤلفا بأ اا يطلق علشه ب “اجتمع
المعلواات" هو أيضا عصر إنتاج الحاالت الذهنشة ،لذا مجب التفكشر مباكل اختلف في اسألة
الحريات مالديمقراطشة .ذلك أ الحرية السشاسشة ال يمكن أ تختصر في الحق في امارسة اإلرادة
الاخص شة ،إنها تكمن أيضا في الحق في السشطرة على سشرمرة تاكشل هذه اإلرادة .ميبقى
التساؤل حااا لفرضشات استقبلشة عن دمر االتصال في تاكشل أم إعادة تاكشل تلك اإلرادة
اإلنسانشة المنقوصة أبدا.
15