You are on page 1of 15

‫تاريخ نظريات االتصال‪ :‬ألراا ماشاال ااتار‬

‫ان التاريخ االجتماعي إلى اجتمع اا بعد الحداثة‬

‫نار هذا العرض على ادمنتنا‪ :‬اقعد مراء التلفزيو ‪.2006-‬‬

‫الدكتور جمال الزر ‪-‬جااعة البحرين‪2006-‬‬

‫"لم يعد هناك تاريخ‪ ،‬مال ماقع‪ ،‬مال حقشقة‪ ،‬إ عالم االتصال ينفجر تحت ضغط تعددية‬
‫العقانشة المحلشة‪ ،‬مالعرقشة مالدينشة‪ .‬مإ تحرر هذا التنوع يمكن أ يكو "فرصة الوسشلة الجديدة‬
‫في أ نكو "أخشرا" بارا"‪ .‬ص‪.200 :‬‬

‫عن هذه الترجمة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الهدف ان هذا العمل في المقام األمل هو تقديم الكتاب المعنو ب "تاريخ نظريات االتصال"‬
‫مهو كتاب ان تألشف كل ان أراا ماشاال ااتار األستاذا بجااعة باريس الثاانة‪ ،‬مقام بنقله‬
‫إلى اللغة العربشة كل ان نصر الدين لعشاضي مالصادق رابح منارته سنة ‪" 2006‬المنظمة العربشة‬
‫للترجمة"‪ 1.‬غشر أ تقديمنا سشخرج عن التقلشد السائد في عرض الكتب‪ ،‬ذلك إننا نطمح ان مراء‬
‫هذه المناسبة مباكل اوجز بشا دمافع الترجمة مانعكاساتها على استقبل مماقع الدراسات‬
‫اإلعااشة ماالتصالشة في الوطن العربي مالتي تعشش حالة ان غشاب الهوية‪ ،‬تؤرق الباحثشن الاباب‪.‬‬
‫مفي هذا السشاق فإ اا قاات به المنظمة العربشة للترجمة مالتي يارف علشها أكاديمي معالم‬
‫اجتماع احدث في حقله مهو الباحث التونسي الطاهر لبشب‪ ،‬يدفعنا إلى ادى تنبه القائمو على‬
‫هذه الدار ان أ الترجمات العربشة في اجال علوم اإلعام تعاني ان ندرة‪ ،‬تساهم في ضعف‬
‫حضور هذا التخصص في األكاديمشات العربشة مفي الاأ الثقافي‪.‬‬
‫قرأنا كتاب اشاال مأراا ااتار في نسخته الفرنسشة‪ ،2‬فالكتاب يوفر اادة علمشة ثرية معرضا‬
‫اوجزا للمناهج مالمقاربات الفكرية التي اعترضت علوم اإلعام ماالتصال انذ بداية النهضة‬
‫األمرمبشة مصوال إلى عصر اا بعد الحداثة‪ .‬مجدنا النص األصلي‪-‬الفرنسي‪-‬للكتاب انغلقا على‬
‫التاريخ األمرمبي‪ ،‬مزادت اللغة في الاعور بالشائس بأ علوم ماإلعام ماالتصال هي علوم غربشة‬
‫ملشدة فلسفات ماناهج في المعرفة تعود إلى عقدة المركزية األمرمبشة‪ ،‬متضائل عندنا أال العثور‬

‫ماشاال ااتار‪ :‬تاريخ نظريات االتصال‪ :‬ترجمة نصر الدين لعشاضي مالصادق رابح‪ ،‬المنظمة العربشة‬ ‫أراا‬ ‫‪1‬‬

‫للترجمة‪ ،‬بشرمت ‪ ،2006‬الطبعة الثالثة‪ 254 ،‬صفحة‪.‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪MATTELART, Armant et Michele: Histoire des théories de la communication, Editions La‬‬
‫‪Découverte, Paris, 2004.‬‬

‫‪1‬‬
‫على كتاب غربي في هذه القشمة ياشر أم يلمح ان قريب أم ان بعشد إلى مجود شعوب أخرى‬
‫تتواصل متجتهد بما أتشح لها ان جهد متراث في البحث مالكتابة في نظريات االتصال‪ .‬جاءت‬
‫النسخة العربشة ان نفس هذا الكتاب لتغشر فتضشف الجديد لقراءتنا الفرنسشة لألثر ملنسق الكتابة‬
‫التاريخشة الخطشة للمؤلفشن‪ .‬قرأنا الكتاب المنقول مقد خرج ان أسر اللغة الفرنسشة فبدت لنا كل‬
‫تلك النظريات ماألفكار مهي اعربة قريبة انا كباحث عربي يهتم بعلوم اإلعام ماالتصال‪.‬‬
‫فما كا تاريخا غربشا لنظريات االتصال تحول عبر الترجمة محضور اللغة العربشة إلى نص‬
‫ينطق لغتنا مهو اا يمكننا ان فرضشة تبشئته هذه العلوم‪ ،‬إذا اا أراد أي باحث أ يستفشد ان كل‬
‫ذلك الكم الهائل ان المعلواات مالنظريات التي يطفح بها كتاب أراو ماشاال ااتار‪ .‬ملعل هذا‬
‫هو دمر الترجمة مهو إخراج النص المنغلق على لغته متحويله إلى لغة أخرى لتحشا به ان جديد‬
‫مهو اا يعنى نقله إلى ثقافة أخرى مخاصة عنداا يتعلق األار بتخصص اتعدد االناغاالت الفكرية‪،‬‬
‫اتجدد التقنشات فقشر اإلرث في الدرس األكاديمي العربي كعلوم اإلعام ماالتصال‪ .‬يوجد فرق بشن‬
‫أ يقرأ أي باحث كتبا باللغة اإلنجلشزية أم الفرنسشة ميستاهد ببعض أفكارها أم فقراتها‪ ،‬في دراسة‬
‫أم كتاب ان إعداده‪ ،‬مأ نجد ترجمة ألثر اتكاال البنشة مالمرجعشة الفكرية‪ .‬مهو اا يحشلنا إلى‬
‫ضرمرة التفريق بشن الترجمات الذاتشة ذات المنفعة الحشنشة (كتاب اقرر) مالترجمات المؤسسة على‬
‫خلفشة محاجة بحثشة إستراتشجشة مهو توجه قلشل الحضور في أغلب اا له صلة بالفكر العربي‬
‫المعاصر‪ .‬مهنا علشنا أ نرد ألصحاب الترجمة حقهم العلمي ماألكاديمي‪ ،‬مهو أ ترجمة هذا‬
‫نصر الدين لعشاضي ‪ 1‬مالصادق رابح ‪2‬‬ ‫الكتاب إ كا لها أ ترى النور فاألملى بها هما األستاذا‬
‫أستاذا االتصال بكل ان جااعتي الجزائر ماإلاارات العربشة المتحدة‪.‬‬
‫ف في كل اا تقذف به المكتبة العربشة ان أدبشات لها صلة بعلوم اإلعام ماالتصال‪-‬على قلتها‪-‬‬
‫تتربع إنتاجات األكاديمششن الجزائريشن على سلم اإلسهااات النوعشة ذات الخلفشة المعرفشة‪ .‬متتمشز‬
‫جهودهم برغبة جااحة مأصشلة في تبشئة علوم اإلعام ماالتصال قل نظشرها في المنطقة العربشة‬
‫رغم الحضور الكمي التواضع لها‪ .‬ميستهدف هؤالء الجااعششن ان أهل الجزائر ضربشن ان الفعل‬
‫األكاديمي‪ :‬األمل يتمثل في الترجمة منقل أهم اتجاهات البحوث مالدراسات اإلعااشة في الغرب‬
‫باقشه اإلنجلوسكسوني ماألمرمبي‪ ،‬مالثاني يظهر لنا في احامالت لقراءة تراثشة لعلوم اإلعام‬
‫ماالتصال في الثقافة العربشة اإلسااشة‪ .‬فقد كا نصر الدين لعشاضي ان بشن المبارين بترجمة‬
‫عدد ان الدراسات الفرنسشة الناشئة في علوم اإلعام ماالتصال اثل أراا ااتار مدانشال بونشو‬
‫مبشار بورديو‪ ،‬في كتابه "مسائل االتصال الجماهشري مالمجتمع"‪ .3‬ان جهة أخرى كا لعبد الرحما‬
‫عزي مهو خريج الجااعات األاريكشة الفضل في استهداف المورمث االتصالي العربي اإلسااي‬

‫‪ 1‬نصر الدين لعشاضي ان الجزائر درس بقسم اإلعام بكلشة العلوم السشاسشة ماإلعااشة بجااعة الجزائر مبجااعة‬
‫اإلاارات مهو ياتغل بمركز التدريب بوزارة الخارجشة باإلاارات اهتم بسشسشولوجشا االتصال ماإلعام‪.‬‬
‫أستاذ اإلعام ماالتصال بجااعة اإلاارات‪-‬عجما ‪-‬مبجااعة الجزائر سابقا اهتم بقضايا استعماالت التكنولوجشا في‬ ‫‪2‬‬

‫االتصال‪.‬‬
‫نصر الدين لعشاضي‪ :‬مسائل االتصال الجماهشري مالمجتمع‪ ،‬آراء مرؤى‪ ،‬دار القصبة للنار‪ ،‬الجزائر ‪187 ،1999‬‬ ‫‪3‬‬

‫صفحة‪ ،‬مكتابه‪ :‬التعاال اع مسائل اإلعام‪ ،‬كتاب الرافد عدد ‪ ،28‬حكواة الاارقة‪ ،‬دائرة الثقافة ماإلعام‪.2006 ،‬‬
‫مأيضا‪ :‬اساءلة اإلعام‪ ،‬المؤسسة الجزائرية للطباعة‪ ،‬الجزائر ‪.1991‬‬

‫‪2‬‬
‫ان خال قراءات سوسولوجشة لعبد الرحما ابن خلدم ماالك بن النبي‪ ،1‬هذا باإلضافة إلى كتاب‬
‫عمر اهشبشل "إشكالشة التواصل في الفلسفة الغربشة المعاصرة"‪ 2.‬مإذا اا أردنا فسح اجال أكثر‬
‫لفرضشتنا لقلنا إنه انذ بداية التسعشنات ان القر الماضي ااتدت تشارات التأصشل الفكري مالتاريخي‬
‫النظري في أدبشات االتصال ماإلعام في المنطقة العربشة‪ ،‬ميمكن –مالمجال ال يسمح‪-‬التوقف عند‬
‫كل ان تجربة صالح أبو أصبع‪ 3‬معصام سلشما اوسي‪ 4‬مكاهما ان األرد ‪ :‬األمل كتب عن ابن‬
‫خلدم أيضا مالثاني خصنا بكتاب عن "العرب مثورة االتصال" األملى أي الكتابة‪ ،‬ماجتهادات راسم‬
‫الجمال ان اصر عن اإلعام ماالتصال في العالم العربي‪5 .‬‬

‫نعود إلى الجزائر مباكل اقتضب مبالتحديد إلى جااعة الجزائر التي اشتغل بها المترجما‬
‫مالتي تكاد تكو الجااعة الوحشدة في الوطن العربي التي ال يوجد بها قسم أم كلشة لإلعام‬
‫ماالتصال باكل انفرد‪ .‬في جااعة الجزائر تعتبر علوم اإلعام ماالتصال الحقة بكلشة العلوم‬
‫السشاسشة مالزال قسم اإلعام يترعرع في ظل تخصصات معلوم ضاربة في القدم مفي الصرااة‬
‫األكاديمشة‪ ،‬كما أ الفضاء البحثي الذي تنمو فشه بحوث اإلعام ماالتصال في جااعة الجزائر هو‬
‫"المجلة الجزائرية للبحوث السشاسشة ماإلعااشة"‪ .‬في بقشة الدمل العربشة مانذ بداية التسعشنات‬
‫اتجهت كل أقسام اإلعام ماالتصال إلى االستقالشة األكاديمشة مهو إعا على اشاد قطشعة‬
‫أبستمولوجشة بشن نظريات االتصال مالنظريات السشاسشة ماالجتماعشة مغدت تلك الكلشات ماألقسام‬
‫عبارة عن اجموعة اعلقة ان المختبرات في فنو الملتمشديا ماإلخراج مالتصوير‪ ،‬فهي توشك أ‬
‫تتحول إلى اراكز لتكوين الفنششن‪ ،‬فركنت الخلفشة األكاديمشة بعشدا لصالح ارجعشة تسششرية براغماتشة‬
‫تتستر مراء ثورة المعلواات ماالتصال مالعولمة ماحتشاجات السوق مغشرها ان الاعارات التي ال‬
‫يستقشم لها حال عنداا نغوص في ااهشة العملشة االتصالشة مصاتها بالمجتمع مالسشاسة ماالقتصاد‬
‫مخاصة في الحالة العربشة‪.‬‬
‫ان هذا المناأ ظهر نصر الدين لعشاضي خريج الجااعة الفرنسشة مالصادق رابح معبد‬
‫الرحما عزي مقبلهم إبراهشم اإلبراهشمي ماعهم جشل كاال ان الباحثشن الاباب‪ ،‬مهو اا لم‬
‫يقطع صلة هؤالء بالتقاطعات الكبرى لعلوم اإلعام ماالتصال ان علوم اجتماعشة مسشاسشة‬
‫منفسشة ماقتصادية‪ .6‬في بقشة األقطار العربشة تحشل القطشعة بشن حقول المعرفة الكبرى معلوم‬
‫اإلعام ماالتصال إلى قطشعة اعرفشة منسف لمجمل المرجعشات التي على أساسها ظهرت مالزالت‬
‫علوم اإلعام ماالتصال مالتي تعتبر مباهادة الجمشع أنها تخصص اتعدد ماتداخل ال يمكن عزله‬

‫عزي‪ :‬دراسات في نظرية االتصال‪ :‬نحو فكر إعااي اتمشز‪ ،‬اركز دراسات الوحدة العربشة‪ ،‬بشرمت‬ ‫عبد الرحما‬ ‫‪1‬‬

‫‪.2004‬‬
‫‪2‬أنظر عمر اهشبل‪ :‬إشكالشة التواصل في الفلسفة الغربشة المعاصرة‪ :‬الدار العربشة للعلوم‪ ،‬اناورات االختاف‪،‬‬
‫بشرمت‪.2005 ،‬‬
‫األرد ‪،‬‬ ‫صالح خلشل أبو أصبع‪ :‬نصوص تراثشة في ضوء علم االتصال المعاصر‪ ،‬دار آرام للطباعة مالنار‪ ،‬عما‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 272 ،2000‬صفحة‪.‬‬
‫‪ 4‬عصام سلشما الموسى‪ :‬العرب مثورة االتصال األملى‪ ،‬مزارة الثقافة‪ ،‬عما األرد ‪ 279 ،1999 ،‬صفحة‬
‫‪ 5‬راسم احمد الجمال‪ :‬اإلعام ماالتصال في الوطن العربي‪ ،‬اركز دراسات الوحدة العربشة‪ ،‬بشرمت‪.1991 ،‬‬
‫تصدر كلشة العلوم السشاسشة ماإلعام‪ :‬المجلة الجزائرية للعلوم السشاسشة ماإلعااشة مهي اجلة فصلشة علمشة‬ ‫‪6‬‬

‫اتخصصة في الدراسات السشاسشة ماإلعااشة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عن احشطه السوسشولوجي مالسشاسي‪ .‬أردنا في هذه المقداة مقبل العودة إلى احامر مفصول‬
‫الكتاب بشا أ هذا المؤلف المترجم مفي هذه الفترة أي ‪ 2006‬له أكثر ان داللة فهو اؤشر على‬
‫مجود حراك داخلي لعلوم اإلعام ماالتصال في المنطقة العربشة‪ ،‬ينزع إلى التأصشل ميبحث عن‬
‫اعتراف أكاديمي ماعرفي‪.‬‬
‫‪-2‬العمق التألشفي‪:‬‬
‫نأتي إلى الكتاب مالذي يمكن مصفه بالكتاب التألشفي فهو خاصة ألهم االتجاهات الفكرية‬
‫مالمعرفشة التي على هديها أخذت علوم اإلعام ماالتصال في الغرب صورتها الحالشة مهي إحدى‬
‫ركائز قوة الكتاب‪ .‬منعرف في اجال البحث العلمي األكاديمي قشمة معناء المغاارة التألشفشة‬
‫مازاياها‪ .‬اشزة الكتاب الثانشة هو أنه جاء عبارة عن ذهاب مإياب بشن المدرسة اإلنجلوسكسونشة‬
‫ذات األصول األمرمبشة مالمدرسة األمرمبشة الصرفة‪ .‬فنحن نعرف أ الحرب العالمشة الثانشة دفعت‬
‫بخشرة النخب مالباحثشن األلما مالمجامرين أللمانشا مخاصة انهم الشهود إلى الهجرة ألاريكا‬
‫مالتفاعل اع اتجاهات جديدة هناك لشتركوا بصمات النزعة األمرمبشة التجريدية مالذهنشة في اواجهة‬
‫نزعة براغماتشة إجرائشة أاريكشة في اعالجة البحوث االجتماعشة‪ .‬مهو اا يدفعنا إلى ضرمرة التأكشد‬
‫على مجود حالة ان التداخل مالغلشا الفكري بشن أغلب االتجاهات البحثشة في هذا التخصص مأ‬
‫حدمد التبا تبدم ضئشلة في أكثر ان اوضوع‪.‬‬
‫يحتوي الكتاب المترجم على سبعة فصول ماقداة للمترجمشن ماقداة للمؤلفشن مثبت‬
‫للمصطلحات مترجمتها ان اللغة العربشة إلى الفرنسشة هذا باإلضافة إلى قائمة ببلشوغرافشة غنشة‬
‫لكل باحث اعنى بتاريخ مبأبستمولوجشا نظريات االتصال‪ .‬في اقداة الترجمة مضعا المترجما‬
‫مبإيجاز أكاديمي اإلطار الذي تتنزل فشه هذه الترجمة مالمكانة األكاديمشة مالعلمشة التي يتمتع بها‬
‫أراا اتار طشلة اسشرته البحثشة مالتي ال يمكن عزل نتائجها عن تحوالت الماهد اإلعااي‬
‫ماالتصالي في دمل الجنوب مبصفة خاصة في انطقة المغرب العربي‪ .‬فقد عرفت كتابات أراا‬
‫اتار العديدة ذيوعا كبشرا مترجمت إلى لغات عدة اع بعض االستثناءات العربشة‪ .‬فباإلضافة إلى‬
‫عواال عدة دفعت بالمترجمشن إلى اختشار هذا المؤلف للترجمة‪ ،‬فهما يقداا عااا آخر يتمثل في‬
‫ابتعاد كتابات ااتار عن التجمشع مالتقرير‪ ،‬متمشزها بالامولشة‪ ،‬مالتحلشل النقدي "فااتا ال يقفا‬
‫انددا بهذا التشار أم ذاك"‪ .1‬ميبدم أ السبب المباشر ان مراء هذه المغاارة في الترجمة يعود‬
‫باألساس إلى "إاكانشة أ تاكل نظريات االتصال المدخل الصحشح لمناقاة الثقافة العربشة‪ ،‬ألنها‬
‫تسلح كل دارس بأدمات إلعادة النظر فشما يعتبر اسلمات‪ ،‬متوجشه نظره إلى المسكوت عنه‪ ،‬مغشر‬
‫المفكر فشه‪ ،‬في زان المطلق العربي الذي يأسر كل اسائلة"‪ .2‬لعل هذا هو أحد أسباب اناغالنا‬
‫بعرض متقديم افردات هذا الكتاب كمساهمة في التعريف به‪ ،‬ألنه كتاب يتجامز االتصالي لنقد‬
‫المعرفي الكاان فشه‪.‬‬
‫أاا اقداة المؤلفا فجاءت أكثر إيجازا متمحور ت حول اإلشكالشة القديمة المتجددة شرقا‬
‫مغربا مالتي أشرنا إلشها‪ ،‬أال مهي افهوم االتصال معلمشته‪ .‬يقر المؤلفا بأ افهوم االتصال هو‬
‫إحالة على دالالت عد ة‪ ،‬مأ تعدد التقنشة جعل ان اإلتصال قشمة احورية لمجتمعاتنا منحن في‬

‫‪ 1‬اقداة الترجمة‪ :‬ص ‪.13‬‬


‫‪ 2‬اقداة الترجمة ص ‪.15‬‬

‫‪4‬‬
‫بداية األفشة الثالثة‪ .‬كما يقرا أيضا بقاعدة ثانشة تتمثل في أ علوم االتصال هي ان العلوم القلشلة‬
‫التي تتكثف متتقاطع فشها اجموعة ان العلوم‪ ،‬إذ يعتبر علما‪/‬التقى للكثشر ان التخصصات العلمشة‬
‫الهدف ان اارمع هذا الكتاب "فهو يسعى إلى تعريف‬ ‫)‪ .1)Interdisciplinary‬ميقدم المؤلفا‬
‫القارئ بالتعددية ماالناطارات‪/‬التوزع التي يعرفها هذا الحقل المعرفي‪ ،‬الذي يتموقع‪ ،‬تاريخشا‪ ،‬بشن‬
‫الابكات المادية مغشر المادية‪ ،‬بشن البشولوجي ماالجتماعي‪ ،‬بشن الطبشعة مالثقافة‪ ،‬بشن الدراسات‬
‫الااالة مالمحدمدة‪ ،‬بشن القرية مالكرة األرضشة‪ ،‬بشن الفاعل االجتماعي مالنسق االجتماعي‪ ،‬بشن‬
‫الفرد مالمجتمع‪ ،‬بشن حرية االختشار مالحتمشات االجتماعشة‪2 ".‬‬

‫‪-3‬النظام االجتماعي‪:‬‬
‫جاء عنوا الفصل األمل ان كتاب أراا ماشاال اتار "تاريخ نظريات االتصال" يحمل عنوا‬
‫"النظام االجتماعي" مهو عنوا به أكثر ان داللة فكرية‪ ،‬فقد دأبت المقاربات المهتمة بالتأريخ‬
‫لنظريات االتصال إلى اعتماد الخلفشة التقنشة في تتبع تبلور هذا الضرب ان المعرفة مخاصة في‬
‫األدبشات اإلنجلوسكسونشة‪ .3‬فقد شهد القر التاسع عار ظهور األنظمة التقنشة األساسشة لاتصال‪،‬‬
‫متكريس ابدأ التبادل الحر‪ ،‬إذ يعتبر القر الذي احتضن اشاد رؤى مأفكارا تأسشسشة ترى في‬
‫االتصال عاال اندااج متواصل للمجتمعات اإلنسانشة‪ .‬فقد تضمن افهوم االتصال‪ ،‬في نهاية القر ‪،‬‬
‫فكرة إدارة التنوع اإلنساني‪ ،‬بعد أ تمركز‪ ،‬في البداية‪ ،‬في اسألة الابكات الفشزيائشة (المادية)‪،‬‬
‫مغدا أساسا أليديولوجشا التقدم‪ .‬مقد تم استشحاء التصورات األملى لـ “علم االتصال" ان الفكر الذي‬
‫يرى في المجتمع كشانا عضويا‪ ،‬أم اجموعة أعضاء تؤدي مظائف اتكاالة احددة بدقة‪ .‬ميعتبر‬
‫المؤلفا في هذا الفصل أ اكتااف التبادالت مالتمدد االقتصادي القائم على قاعدتي "تقسشم‬
‫العمل" مفكرة "الابكة" مالتكاال العضوي متحديدا فكرة "المخشال الابكي" (الهاتف‪ ،‬االتصاالت‬
‫اإلذاعشة‪ ،‬الكابل التحتمائي‪ ،)...‬هذا باإلضافة إلى افهوم التطور الذي أعتبر ان المفاهشم المحورية‬
‫المؤسسة لتحلشل أنظمة اإلتصاالت‪ .‬مفي سشاق آخر تبد م إدارة التعدد القائمة على خلفشة اإلحصاء‬
‫األخاقي ماإلنسا المتوسط ان المحامر المستجدة في النظام االجتماعي الجديد كما بارت به‬
‫الفلسفة الغربشة في القر التاسع عار‪ .‬مان بشن امشزات هذا النظام تبلور فكرة "سشكولوجشا‬
‫الحاود" أم بالتعبشر التجاري الحديث "الجمهور" مالتي تزاان ظهورها اع النقاشات الواسعة حول‬
‫الطبشعة السشاسشة للرأي العام الذي تم تحريره ان اإلكراهات التي كانت افرمضة على حرياته‪ ،‬مال‬
‫سشما حرية التجمع‪ .‬فقد نجحت هذه العبارة|المفهوم مأسند لها اضمونها المعرفي كل ان‬
‫السوسشولوجي اإليطالي سشبشو سشغل مالطبشب الفرنسي المختص باألاراض النفسشة غوستاف‬
‫لوبا مقد تبنى كل انهما الرؤية القائلة بإاكانشة التحكم التوجشهي التضلشلي في المجتمع‪.‬‬
‫‪-4‬التصورات اإلابشريقشة للعالم الجديد‪:‬‬
‫ارتبط االتصال في الواليات المتحدة انذ العقد األمل ان القر العارين بمارمع بناء علوم‬
‫اجتماعشة اؤسسة على قواعد إابشريقشة‪ ،‬حشث اثلت "ادرسة ششكاغو" نقطة االنطاق األملى لهذا‬
‫المارمع مالذي تعتمد في قراءتها على المدينة بوصفها "صورة طشفشة للمجتمع"‪ .‬فمقاربتها‬

‫‪ 1‬المقداة ص ‪.19‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪ 3‬الفصل األمل‪" :‬النظام االجتماعي"‪ :‬ص ‪38-19:‬‬

‫‪5‬‬
‫المشكرمسويولوجشة لدمر أسا لشب االتصال في تنظشم الجماعات البارية تتناغم اع فكرها حول دمر‬
‫األدمات العلمشة المعرفشة في الوصول إلى حلول لاختاالت االجتماعشة الكبرى‪ .1‬مقد سادت‬
‫أطرمحات هذه المدرسة إ لى نهاية الحرب العالمشة الثانشة‪ .‬أاا سنوات األربعشنات‪ ،‬فقد عرفت ظهور‬
‫تشار جديد‪ ،‬اشتهر باسم "بحوث مسائل االتصال" ‪ ،‬مهو ينزع في قراءته للظواهر التي يدرسها إلى‬
‫التحلشل الوظشفي‪ ،‬اعتمدا في اقاربته البحثشة على الدراسات الكشفشة التي رأى أنها أفضل األدمات‬
‫المنهجشة في االستجابة لما يطرحه القائمو على مسائل اإلعام‪ .‬ميعالج الفصل الثاني "التصورات‬
‫اإلابشريقشة للعالم الجديد" المنهجشة االثنوجرافشة (الدراسات الااالة لألحشاء‪ ،‬الماحظة‬
‫بالمااركة‪ )...‬التي تهتم بدراسة التفاعات االجتماعشة التي أسست لظهور سشسشولوجشا فرعشة‬
‫اهتمة بالتجلشات الذاتشة للفاعل االجتماعي‪ .‬مقد تأثرت‪ ،‬في طرح هذا التوجه بالفلسفة‬
‫البراغماتشة‪ /‬الذرائعشة األاريكشة‪ .‬ميمكن في هذا السشاق التوقف عند أعمال عالم الرياضشات‬
‫مالم نطق تارلز بشرس اؤسس البراغماتشة مالسشمشائشة كمنهجشة استجاء افاهشمي في مضع‬
‫أسس نظرية العااات أم السشمشائشة‪.‬‬
‫في اقاربة تاريخشة يذهب الباحثا إلى أ ظهور المفاهشم األملى لتشار بحوث مسائل االتصال‬
‫الجماهشري يعود إلى سنة ‪ ،1927‬ميعتبر كتاب هارملد السوال (‪" )1978-1902‬تقنشات الدعاية‬
‫خال الحرب العالمشة" ان المؤلفات األملى التي قدات قراءة لحرب ‪ 1918-1914‬الموصوفة‬
‫بالحرب الااالة‪ .‬فقد أظهرت الحرب أ مسائل االتصال قد غدت أدمات ضرمرية في إدارة الرأي‬
‫العام ان طرف الحكواات‪ ،‬سواء تعلق األار بالرأي الموجود في الدمل الحلشفة أم في الدمل‬
‫المنامئة‪ .‬مقد عرفت تقنشات االتصال في هذه الفترة اثل التلفو مالسشنما ماإلذاعة قفزات كبرى‬
‫لم تعرفها ان قبل‪ .‬ماعتبر السوال أ الدعاية تتناغم اع الديمقراطشة‪ ،‬فهي تمثل الوسشلة الوحشدة‬
‫في خلق االنتماء مالوالء لدى الجماهشر إضافة على كونها تمثل أكثر اقتصادية ان العنف‪ ،‬مالفساد‬
‫مالتقنشات األخرى ان هذا النوع‪ ،‬مقد أصبح يطلق على هذا األسلوب في االتصال في بعض أدبشات‬
‫السشاسة األاريكشة الشوم ب “القوة الناعمة" (‪.)Soft power‬‬
‫ان؟ ااذا يقول؟ ان خال أية قناة؟ لمن؟ مبأي أثر؟ إنها كما يقول المؤلفا الصشاغة التي‬
‫خلقت شهرة السوال‪ ،‬التي تبدم ألمل مهلة خالشة ان الغموض‪ .‬فلقد توصل السوال سنة ‪1948‬‬
‫إلى تزميد السشسشولوجشا الوظشفشة لوسائل اإلعام بإطار افاهشمي‪ ،‬بعد أ ظلت لسنوات عديدة ال‬
‫تتجامز اجموعة ان دراسات الحالة‪ .‬معند ترجمتها إلى أقسام بحثشة يمكن استخراج الفرمع التالشة‪:‬‬
‫"تحلشل التحكم مالرقابة"‪" ،‬تحلشل المحتوى"‪" ،‬تحلشل مسائل اإلعام أم الحواال"‪ ،‬دراسة الجمهور"‪،‬‬
‫م"دراسة التأثشرات"‬
‫‪-5‬نظرية المعلواات‪:‬‬
‫ضمن سشاقات دينااشكشة تمشزت بالحرص على نقل النماذج العلمشة الخاصة بالعلوم الدقشقة‬
‫إلى العلوم اإلنسانشة ماالجتماعشة‪ ،‬لعبت نظرية المعلواات‪ ،‬انذ نهاية األربعشنات‪ ،‬دمرا اركزيا في‬
‫هذا التوجه‪ .2‬فقد حصلت فكرة "المعلواات" اعتمادا على اآلالت االتصالشة التي أفرزتها الحرب‪،‬‬

‫‪ 1‬أنظر الفصل الثاني‪":‬التصورات اإلابشريقشة للعالم الجديد"‪ :‬ص‪.68-39 :‬‬


‫‪ 2‬راجع الفصل الثالث‪" :‬نظرية المعلواات"‪ :‬ص‪.69 :‬‬

‫‪6‬‬
‫على شرعشتها النهائشة باعتبارها رازا يمكن إخضاعه للتكمشم (ان كمشة)‪ ،‬مقد اكنها هذا التموضع‬
‫الجديد ان أ تصبح أداة ربط أساسشة تضمن تبادال افاهشمشا حرا بشن التخصصات‪.‬‬
‫مفي سشاق عرض داللة المعلواات مالنسق في احاملة ألرخنه نظريات االتصال متحديدا عند‬
‫الحديث عن "النموذج الاكلي" نار األاريكي كلود إيلومد شانو سنة ‪ 1948‬دراسة تفصشلشة‬
‫"النظرية الرياضشة لاتصال"‪ ،‬مذلك في إطار اناورات بحوث اختبرات "بال سشستم ‪Ball‬‬ ‫بعنوا‬
‫‪ "System‬أحد فرمع اؤسسة اإلتصاالت األاريكشة المعرمفة باسم "أ‪-‬ت‪-‬ت ‪ATT: Telephone‬‬
‫‪ ."Americain telegraph‬في السنة الاحقة تحولت هذه الدراسة إلى كتاب طبعته جااعة إيلنوا‪،‬‬
‫ميفر انسق البحوث حو ل الحاسبات اآللشة الكبشرة خال الحرب‬ ‫اتضمنا تعلشقات مشرمحات مار‬
‫العالمشة الثانشة‪.‬‬
‫ماقترح شانو بنشة "نظام عام لاتصال"‪ ،‬إذ كتب ااشرا إلى أ ااكلة االتصال‪ ،‬بالنسبة له‬
‫تكمن في إعادة إنتاج رسالة اا بطريقة دقشقة أم تقريبشة ان نقطة اا اختارة إلى نقطة أخرى‪.‬‬
‫ففي هذه البنشة الخطشة‪ ،‬حشث تحدد األقطاب اصدرا منهاية‪ ،‬يرتكز االتصال على المكونات اآلتشة ‪:‬‬
‫المصدر (‪ )Source‬أي المعلواة الذي يقوم ببث الرسالة (الحديث الهاتفي)‪ ،‬المافر (‪ )Encoder‬أم‬
‫المرسل الذي يقم بتحويل الرسالة (‪ ) Message‬إلى إشارات قابلة لإلرسال (يقوم الهاتف بتحويل‬
‫الصوت إلى ذبذبات كهربائشة)‪ ،‬مالقناة (‪ ،)Channel‬مهي الوسشلة المستخداة في نقل اإلشارات‬
‫(الكابل الهاتفي)‪ ،‬مافسر الاشفرة (‪ ) Decoder‬أم المتلقي‪ ،‬الذي يقوم بإعادة بناء الرسالة‬
‫باالعتماد على اإلشارات‪ ،‬مأخشرا الوجهة (‪ ،) destination‬مهي الاخص أم الايء الذي تنقل إلشه‬
‫الرسالة‪ .‬إ هدف شانو ا ن هذا النموذج هو رسم اإلطار الرياضي الذي يمكننا ان حساب تكلفة‬
‫رسالة اا‪ ،‬أم اتصال اا بشن محدات هذا النظام في سشاق اضطرابات عاوائشة غشر ارغوب فشها‬
‫أطلق علشها تسمشة " التاويش" ميحشل التاويش كما يرى شانو على كل اا يمكن أ يمنع‬
‫التوافق أم التناغم بشن القطبشن‪ .‬فإذا اا أردنا تخفشف التكلفة إلى حدمدها الدنشا‪ ،‬مجب علشنا نقل‬
‫اإلشارات المناسبة بأقل التكالشف‪.‬‬
‫أاا فشما يتعلق بالمرجعشة السشبرنشطشقشة فقد نار نوربرت مينر أستاذ شانو كتابه‬
‫"السشبرنشطشقا أم التحكم ماالتصال عند الحشوا ماآللة" مقد ضمنه رؤية لمسألة التنظشم داخل‬
‫المجتمع المستقبلي القائمة على اادة أملشة جديدة ستظهر قريبا متتمثل حسب رأيه‪ ،‬في‬
‫"المعلواة"‪ .‬مبالرغم ان أنه دعا بكل قوة إلى تخلشق هذا النموذج األعلى لـ “اجتمع المعلواات"‪،‬‬
‫هذه "الطوبامية الجديدة"‪ ،‬إال أنه حذر في نفس الوقت ان اخاطر االنحرافات التي قد يحملها‪.‬‬
‫فالتدهور‪ ،‬كالنزمع للطبشعة على تداشر اا هو انظم متسريع ظاهرة التخريب البشولوجي مالفوضى‬
‫االجتماعشة‪ ،‬يمثل الخطر األعظم الذي يجب تحاششه مقد كتب مينر بهذا الخصوص "إ اجموع‬
‫المعلواات في نظام اا هو اقشاس درجة تنظشمه‪ ،‬مالتدهور هو اقشاس درجة فوضويته‪ ،‬حشث أ‬
‫كل انهما يمثل الوجه السلبي لآلخر"‪.‬‬
‫ظهرت خال األربعشنات ان القر الماضي جماعة ان الباحثشن األاريكششن ان ااارب‬
‫أكاديمشة اختلفة بشنهم أنثرمبولوجششن (علماء أناسه) معلماء ألسنشة‪ ،‬مرياضشات مسشسشولوجشا معلم‬
‫النفس‪ ،‬مقد اتخذت نهجا اعاكسا للنظرية الرياضشة لاانو التي بدأت في الطريق إلى فرض‬

‫‪7‬‬
‫نفسها كمرجعشة اركزية‪ .‬بدأ تاريخ هذه المجموعة مالتي عرفت باسم "المجمع الخفي" أم ادرسة‬
‫"بالو ألتو" نسبة إلى ادينة صغشرة في إحدى الضواحي الجنوبشة لسا فرنسشسكو في سنة ‪1942‬‬
‫‪ Goffman‬مماتزلويك ‪ .Watzlawick‬لقد تركت الجماعة النموذج الخطي‬ ‫بمااركة غوفما‬
‫لاتصال لاانو ‪ ،‬متبنت النموذج الدائري االرتدادي الذي اقترحه مينر‪ ،‬إذ اعتبرت أنها أملى بالنظرية‬
‫الرياضشة‪ ،‬مأ االتصال يجب أ يكو حقل دراسات العلوم االجتماعشة بناء على نموذج خاص بها‪.‬‬
‫‪-6‬الصناعة الثقافشة‪ ،‬األيديولوجشا مالسلطة ‪:‬‬
‫درست السشسشولوجشا الوظشفشة مسائل اإلعام بوصفها أدمات جديدة للديمقراطشة الجديدة‪،‬‬
‫مآلشة اركزية في تنظشم المجتمع‪ .‬مصاغت في هذا السشاق نظرية تعطى األملوية لمسألة إعادة‬
‫إنتاج القشم المجتمعشة للنظام‪ ،‬أي األمضاع االجتماعشة القائمة‪ .‬في المقابل فإ المدارس الفكرية‬
‫النقدية سعت إلى اساءلة نتائج تطور مسائل اإلنتاج مالبث الثقافي هذه‪ ،‬رافضة أ تأخذ بمسلمة‬
‫أ التجديدات التقنشة ستؤدى‪ ،‬حتما إلى تدعشم الديمقراطشة‪ .‬إ الرؤية التي رمج لها التحلشل‬
‫الوظشفي مالتي ترى في مسائل االتصال اشكانشزاات تنظشمشة ضبطشة تعرضت بدمرها لقراءات‬
‫نقدية باعتبار أ مسائل االتصال أصبحت تاكل اصدرا للعنف الرازي مالقهر مالتضلشل مالتسلط‬
‫مالسشطرة‪ .‬انذ األربعشنات أبدى فاسفة ادرسة فرنكفورت الذين يستوحو رؤيتهم ان فلسفة‬
‫اتجددة مفي قطشعة اع الفلسفة الماركسشة التقلشدية‪ ،‬قلقهم على استقبل الثقافة مهم في‬
‫انفاهم بالواليات المتحدة‪ .‬مبعد عارين سنة ملدت الحركة البنشوية في فرنسا‪ ،‬اعارضة المنهج‬
‫اإلابريقي بإعادة اكتااف األيديولوجشا‪ .‬أاا في بريطانشا فقد استحدثت جماعة برانغام‬
‫‪1 .)Studies‬‬ ‫(‪ )Birmingaham‬خال الستشنات احور الدراسات الثقافشة (‪Cultural‬‬
‫استحدث أدمرنو مهوركهايم‪ ،‬في انتصف األربعشنات اصطلح "الصناعات الثقافشة" إذ قداا‬
‫دراسة نقدية لإلنتاج الصناعي للمواد الثقافشة باعتبارها ظاهرة شاالة تهدف إلى تحويل اإلنتاج‬
‫الثقافي إلى سلع‪ .‬فالمنتجات الثقافشة ان اجات مأفام مبرااج إذاعشة تحشل على نفس العقانشة‬
‫التقنشة‪ ،‬منفس الصشغ التنظشمشة مالتخطشط اإلداري المتبع في اإلنتاج الصناعي للسشارات أم المااريع‬
‫الحضرية‪" :‬لقد تم اإلعداد لكل شيء اسبقا‪ ،‬لشجد كل فرد اا يناسبه‪ ،‬بحشث ال يستطشع أحد‬
‫الفكاك"‪ .‬فكل قطاع إنتاجي يماثل القطاعات األخرى‪ ،‬مهي بدمرها اتطابقة بالنظر إلى بعضها‬
‫البعض‪ .‬ذلك أ الحضارة المعاصرة تضفي على كل شيء اسحة تماثلشة تطابقشة‪ .‬فالصناعة‬
‫الثقافشة توصل بضائعها المتماثلة إلى أي اكا ‪ ،‬البشة حاجات كبشرة ماتنوعة‪ ،‬ماعتمدة على اعايشر‬
‫إنتاجشة اوحدة في إ شباع هذه الطلبات‪ .‬مان خال نمط صناعي في اإلنتاج نحصل على ثقافة‬
‫جماهشرية اكونة ان سلسلة ان األششاء التي تحمل‪ ،‬بكل تأكشد بصمة الصناعة الثقافشة‪ :‬إنتاج‬
‫غزير‪-‬تماثل اعشاري‪-‬تقسشم عمل‪ .‬هذه الوضعشة لشست نتشجة قانو يخضع له التطور التكنولوجي‪،‬‬
‫بل اردها إلى مظشفة التكنولوجشا في االقتصاد الحالي‪" ،‬إ العقانشة التقنشة‪ ،‬حالشا‪ ،‬هي عقانشة‬
‫السشطرة ذاتها‪ .‬فالمشدا الذي تتمتع فشه التقنشة بسلطة كبشرة على المجتمع‪ ،‬هو اشدا أمالئك الذين‬
‫يسشطرم علشها اقتصاديا"‪ .‬إ العقانشة التقنشة هي "الخاصشة القسرية" للمجتمع المغترب عن ذاته‪.‬‬
‫إ الصناعة الثقافشة هي عااة ماضحة على إفاس الثقافة أي سقوطها في السلعنة (التسلشع)‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر‪ :‬الفصل الرابع‪" :‬الصناعة الثقافشة‪ ،‬األيديولوجشا مالسلطة"‪ :‬ص‪.85 :‬‬

‫‪8‬‬
‫ذلك أ تحويل الفعل الثقاف ي إلى قشمة تبادلشة يقضي على قوته النقدية ميحراه ان أ يكو أثرا‬
‫لتجربة أصشلة‪ .‬فالصناعة الثقافشة هي العااة الفاصلة على تراجع الدمر الفلسفي‪/‬الوجودي للثقافة‪.‬‬
‫إ العمل الذي بدأته "ادرسة فرنكفورت" على المستوى الفلسفي ثم السوسشولوجي‪ ،‬مإ‬
‫كا أقل شأنا ان المستوى األمل (نظرية الثقافة الجماهشرية مالدراسات حول الاخصشة‬
‫التسلطشة)‪ ،‬فقد أكمله هابرااس في اؤلفه "الفضاء العمواي"‪ ،‬مذلك بالتركز على استعادة مبناء‬
‫اإلطار التاريخي الذي شهد تراجع هذا الفضاء‪ ،‬بعد أ عرف توهجه اع تاكل "الرأي العام" في‬
‫إنجلترا في نهاية القر السابع عار‪ ،‬ثم في فرنسا في القر الذي تاه‪ .‬إ الفضاء العمواي أم‬
‫كما يحبذه البعض "بالمجال العمواي"‪ 1‬مالذي يتسم بكونه فضاء للتوسط بشن الدملة مالمجتمع‪،‬‬
‫يسمح بالمناقاات العااة المؤسسة على االعتراف الجماعي بفضائل العقل مقوته مخصوبة‬
‫التبادل القائم على الحجة بشن األفراد‪ ،‬متصارع األفكار ماآلراء المستنشرة‪ .‬فمبدأ اإلعا يقوم عل‬
‫أساس أنه أتاح الفرصة للرأي العام لإلطاع على المعلواات التي تخص المصلحة العااة‪ .‬لكن‬
‫تطور قوانشن السوق‪ ،‬متسربها إلى فضاء اإلنتاج الثقافي جعاها تستبدل التَفكُر‪ ،‬هذا المبدأ القائم‬
‫على اإلعا مالتواصل الجماعي بنموذج تجاري"لتصنشع الرأي"‪ .‬مقد رأي هابرااس في هذه‬
‫النزعة اا سماه "رؤية إقطاعشة جديدة للمجتمع"‪ .‬مهو بهذا الطرح يتبنى أطرمحات أدمرنو‬
‫مهوركهايمر حول تضلشل الرأي العام‪ ،‬مالتماثل‪ ،‬مالتحاشد متجزئة الجمهور‪ ،‬فالفرد ينزع إلى أ‬
‫يكو استهلكا ذا سلوكشات عاطفشة مهتافشة احتفالشة‪ ،‬أاا االتصال العمواي فإنه ينحلُ في اواقف‬
‫تلقي احكواة بعزلة الفرد‪ ،‬اوصوفة دائما بكونها اقبولة‪.‬‬
‫‪-7‬االقتصاد السشاسي ‪:‬‬
‫بدأ االقتصاد السشاسي في التطور في الستشنات ان القر الماضي‪ ،‬مقد اتخذ في البداية‬
‫شكل التساؤل عن الخلل في تدفق اإلعام ماإلنتاج الثقافي بشن الدمل الواقعة على جهتي الخط‬
‫الفاصل "للتنمشة"‪ .‬مشقت دراسات االقتصاد السشاسي لاتصال طريقها في سنة ‪ 1975‬ان خا‬
‫دراسة حول "الصناعات الثقافشة" مال "الصناعة الثقافشة"‪ .‬ميكاف هذا االنتقال ان المفرد إلى‬
‫الجمع (بمعنى صناعات بدل "صناعة") عن التخلي عن رؤية افتتة بأنظمة االتصال‪ ،‬في الوقت‬
‫الذي اصطدات فشه السشاسات الحكواشة الرااشة إلحداث ديمقراطشة الثقافة بالمنطق التجاري في‬
‫سوق تسشر نحو التدميل‪ .‬إ األار يدل على أننا نواجه تعقد الصناعات المتنوعة في احاملة لفهم‬
‫السشرمرة التصاعدية "إلصاح" النااطات الثقافشة بواسطة رأس المال‪2.‬‬

‫إ االقتصاد السشاسي لاتصال‪ ،‬الذي يمثل قطشعة اع أطرمحة تاريخ الرأسمالشة المعاصرة‬
‫التي طرحها رماد الماركسشة الكاسشكشو ‪ ،‬يبتعد عن اخطط الارق‪/‬الغرب الذي طبع سشسشولوجشا‬
‫مسائل اإلعام األاريكي‪ .‬إ القطبشة التي أفرزتها الحرب الباردة طبعت االنقسام في العلوم‬
‫االجتماعشة لاتصال‪ .‬لقد اعترف الباحث بول الزرزفشلد أاام زاائه في الجمعشة األاريكشة لبحوث‬
‫الرأي العام‪ ،‬بالمجال الجديد للبحث المسمي "االتصال الدملي" مدعاهم إلى تعزيز العاقات اع‬
‫"المجموعات مالهشئات الفاعلة في هذه الساحة االجتماعشة "‪ .‬إ انقسام الفضاء الدملي بما هو‬
‫أرضشة للمواجهة بشن المعسكرين مإيديولوجشتشن قد ناط البحث مالتطور الصناعي مالعسكري‬

‫‪ 1‬راجع‪ :‬نصر الدين لعشادي‪ :‬الفضاء العمواي في القنوات التلفزيونشة‪ ،‬اجلة الرافد‪ ،‬الاارقة‪ ،‬فشفري ‪.2007‬‬
‫‪2‬الفصل الخااس‪" :‬االقتصاد السشاسي" ص‪.127 :‬‬

‫‪9‬‬
‫لتكنولوجشات االتصال ماإلعام الحديثة (ان الكوابشوتر حتى األقمار االصطناعشة)‪ ،‬ماستثمر أيضا‬
‫القسم األكبر ان البحث الوظشفي حول االتصال الدملي كما تؤكده بوضوح البحوث اإلدارية حول‬
‫اإلذاعات المحلشة‪ ،‬كما أ اقاربات ااكات االتصال المرتبطة بإستراتشجشة هذا االنقسام الثنائي‬
‫الذي فرضه اتطلب "األان الوطني" األاريكي‪ .‬هذا اا يفسر سر ارتباط التحلشل الوظشفي بمذهب‬
‫كتابة الدملة األاريكشة الخاص بالتدفق الحر للمعلواات‪ ،‬ماارمع "الطرق السشارة للمعلواات"‬
‫الذي ظهر في عهد رمنالد ريغن(الجمهوريشن) مالمستلهم ان المبدأ الراسخ الخاص بالتبادل الحر‬
‫للسلع‪ ،‬الذي يابه حرية التعبشر التجاري التي يمارسها كل ان الخواص مالسوق بحرية التعبشر‬
‫باكلها المختصر‪.‬‬
‫أاا فشما يتعلق بمسألة التبعشة الثقافشة في الواليات المتحدة التي كانت اناغلة بالنزاعات في‬
‫جنوب شرق آسشا مالثورات المضادة في عديد دمل العالم الثالث فقد غذت أفكار باحث اثل‬
‫هربرت ششلر مخاصة كتابه "مسائل االتصال ماإلابراطورية األاريكشة" الذي نار سنة ‪ 1969‬ميحلل‬
‫فشه صاحبه التداخل بشن المركبات الصناعشة‪-‬العسكرية مصناعة االتصال‪ ،‬مانتهت بالتنديد الواسع‬
‫بالخصخصة المتزايدة للفضاء العمواي في الواليات المتحدة األاريكشة‪ .1‬في ذات السشاق‬
‫األيديولوجي مالفكري مكرد على عولمة اإلعام ماالتصال مبدعم ان حركة عدم االنحشاز طغى‬
‫النقاش حول التدفق غشر المتكافئ للمواد الثقافشة ماإلعااشة على المجتمع الدملي في السبعشنات‬
‫ان القر الماضي مهو عقد "النظام العالمي الجديد لاتصال ماإلعام"‪ .‬ملقد اثلت الشونسكو‬
‫المنبر األساسي للتعبشر عن هذه اإلشكالشة متمخض هذا الجدل بتأسشس "اللجنة الدملشة لدراسة‬
‫اااكل االتصال" مذلك سنة ‪ . 1977‬مبعد ثاث سنوات نارت الصشغة النهائشة لتقرير هذه اللجنة‬
‫التي ترأسها األيرلندي الحائز على جائزة نوبل للسام ششن ااكبرايد‪ .‬ميعتبر هذا التقرير أمل مثشقة‬
‫رسمشة صادرة عن اؤسسة تمثل المجتمع الدملي‪ ،‬تعترف متطرح بوضوح اسألة الخلل في تدفق‬
‫األخبار مالمواد الثقافشة‪ ،‬متتساءل عن اإلستراتشجشة التي يجب اتخاذها لمعالجة خلل التدفق‬
‫مالتكافؤ الحر في تبادل المعلواات‪ .‬ميذهب البعض إلى اعتبار تنظشم المجتمع الدملي (هشئة األام‬
‫المتحدة) لقمة في دمرتشن خاصة "بمجتمع المعلواات" في جشنشف ‪ 2003‬متونس ‪ 2005‬إعادة‬
‫صشاغة لنفس إشكالشة التدفق اإلعااي بشن الامال مالجنوب لكن بمضمو شبكي ذم صلة‬
‫باإلنترنت‪.‬‬
‫ظهرت الخلفشة الثانشة لاقتصاد السشاسي لاتصال في المنتصف الثاني ان سبعشنات القر‬
‫الماضي في أمرمبا‪ ،‬ماحتلت فشه اسألة الصناعات الثقافشة ارتبة ال تضاهى ماضطلع باحثو‬
‫فرنسشو بالسبق مكانت جل اقارباتهم ذات طابع نقدي‪ .‬عالج فريق البحث برئاسة األكاديمي برنار‬
‫اشاج في الكتاب المعنو "الرأسمالشة مالصناعات الثقافشة" طبشعة السلعة الثقافشة محامل اإلجابة‬
‫عن السؤال التالي‪ :‬اا هي المااكل التي تواجهها الرأسمالشة إلنتاج القشم انطاقا ان الفن‬
‫مالثقافة؟ ‪2‬‬

‫بالعقول‪ ،‬ترجمة عبد السام رضوا ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‬ ‫‪1‬حول الكتابات األخرى لهربرت ششلر راجع‪ :‬المتاعبو‬
‫اإلصدار الثاني‪ ،‬عدد ‪ ،243‬الكويت ‪.1999‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪MIEGE Bernard : La société conquise par la communication, T2, La communication et entre‬‬
‫‪l`industrie et l`espace public, Grenoble, PUG, 1997.‬‬

‫‪10‬‬
‫أاا باتريس فلشاي (ان فرنسا) فقد تضمن كتابه "صناعة المخشال" حصرا "للثقافة المتدفقة"‪:‬‬
‫هذا المد المتواصل ان البرااج الذي تكو القشمة الذاتشة ألي عنصر ان عناصرها أقل ان قشمته‬
‫في اجمل البراجة المعرمضة التي تمشز اقتصاديات السمعي‪-‬البصري‪ .1‬مباهتمااه بالبراجشات‬
‫مبالحواال التكنولوجشة التي تنقلها تنامل فلشاي تاكشلة االستخدام االجتماعي آلالت االتصال‬
‫مالتحوالت التي حدثت في المبتكرات التكنولوجشة مفي السلع‪ ،‬فجدد بهذا أصول تاريخ التقنشات‪.‬‬
‫ملقد قاات األبحاث في السابق بتحلشل تقاطع المخططات التقنشة‪-‬االقتصادية مالسشاسشة‪-‬الثقافشة‬
‫لكاف الرهانات السشاسشة للحدث الصناعي مللقواعد الصناعشة التي تتحكم بالنظام الجديد للمراقبة‬
‫االجتماعشة‪ .‬مان جهة أخرى‪ ،‬عبرت هذه البحوث عن حدمد افهوم "اإلابريالشة الثقافشة" الذي كا‬
‫بمثابة اوضة في ذلك الوقت‪ ،‬ان خال التأكشد على التمفصل بشن المستوى الوطني مالمستوى‬
‫المتعدد الجنسشات‪.‬‬
‫‪-8‬عودة الشواي‪:‬‬
‫ظهرت ششئا فاشئا عديد المقاربات التي اهتمت بمفردات التحلشل اثل الفرد مالمجموعة‬
‫مالعاقات الذاتشة في التجارب الشواشة‪ ،‬مترسخت بوصفها ردة فعل على النظريات البنشوية‪-‬الوظشفشة‬
‫التي هشمنت ملفترة طويلة على السشسشولوجشا‪ .‬مقد أحشت هذه المقاربات مالتي مصفها أراا‬
‫ماشاال ااتار ب “عودة الشواي" الجدل الذي كا حاضرا انذ تبلور إبستشموامجشا العلوم اإلنسانشة‬
‫ماالجتماعشة في التاكل مالذي تمحور حول اخاطر تاشؤ األحداث االجتماعشة‪ ،‬مدمر الفاعل‬
‫االجتماعي مالقائم باالتصال بالنسبة للنظام‪ ،‬مدرجة استقالشة الجمهور عن آلشات االتصال‪ .‬ماهتمت‬
‫عديد الدراسات في هذا السشاق بمعالجته هذه اإلشكالشة في البداية بالتركشز على عنصر الحركة اا‬
‫بشن الذاتشة متخصشصا ظهور اقاربات اإلثنواتودملوجشا‪2 .‬‬

‫معمقت التشارات التي انضوت تحت اسمى السشسشولوجشا التأميلشة مالتفاعلشة الرازية‪،‬‬
‫مالظاهراتشة‪ ،‬ماإلثنواتودملوجشا‪ ،‬االنقسام بشن السوسشولوجششن المهتمشن باإلجراءات الجزئشة‪،‬‬
‫مالسوسشولوجشات التي يطلق علشها تسمشة سوسشولوجشا الثقافة المهتمة بالعوائق االجتماعشة‬
‫الخارجة عن الفرد‪ ،‬الذي يكرس أسبقشة "المجتمع" على الفرد‪ ،‬مأملوية البنشة على الممارسة‪.‬‬
‫معلى سبشل المثال فإ "تحلشل المحادثة" أعتبر أحد أهم اكونات اإلثنواتودملوجشا‪ ،‬مالمحادثة هي‬
‫المكا المفضل للتبادل الرازي ‪ ،‬مقد تم تناملها باعتبارها نااطا‪ ،‬مامارسة لسانشة ال لدراسة لغتها‬
‫ان أجل فهم كشف يبنى المتحدثو عملشات هذا الاكل المهشمن ان التفاعل االجتماعي ماالتصالي‬
‫ميمشطو اللثام عن اآللشات م الطموحات التي ان أجلها أنتج هذا التفاعل متم فهمه‪.‬‬
‫أهملت اللسانشات البنشوية المتحدث مالمتلقي بشنما تدرس اللسانشات االتصالشة أم "البرغماتشة‬
‫التلفظشة" العاق ات التي تربطها استفشدة ان تطور فلسفة اللغة العادية (ادرسة أكسفورد) اآلخذة‬
‫بالنظرية اإلنجلوسكسونشة مبأفعال اللغة‪ ،‬مبنظرية الباغة البلجشكشة‪ ،‬مالبراغماتشة األلمانشة‪ .‬ملقد‬
‫تأثرت اإلثنواتودملوجشا بنظرية أفعال اللغة التي تعشد االعتبار للفاعل بما هو انتج للخطاب‬

‫‪1‬‬ ‫‪FLICHY Patrice (2001), L'imaginaire d'Internet, Paris : La Découverte, Sciences et société,‬‬
‫‪272 p. et La question de la technique dans les recherches sur la communication, Réseaux,‬‬
‫‪numéro, 50, 1991.‬‬
‫راجع الفصل السادس ان الكتاب "عودة الشواي" ص‪.172-147 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪11‬‬
‫مالمقصي ان الرؤية البنشوية للعااات‪ .‬مإذا كا التحول اللساني الجذري قد أثر في السشسشولوجشا‬
‫التأميلشة في الستشنات ان القر الماضي فقد أثر أيضا في انظري سشسشولوجشا الفعل‪ .‬لقد ألهم‬
‫فاسفة اللغة الجدد مأثرما على يورغن هابرااس الذي صاغ "سشسشولوجشا الفعل االتصالي"‬
‫سنة‪ .11981‬إ الفعل م"التفاعل" لم يدرسا باعتبارهما نتاجا للتأثشر فحسب بل تم تحلشلهما‬
‫بوصفهما شريكشن في لحمة التبادل الرازي مفي السشاقات اللسانشة‪ .‬مال تستطشع المواقف ماآلراء‬
‫تعبر بمفردها عن الواقع‪ .‬ميرفض هبرااس نظرة أدرنو (‪)Adorno‬‬ ‫التي تصاحب الفعل أ‬
‫الكا رثشة التي تؤمل تحويل العقل إلى عقل أداتي‪ ،‬متعتبره انحرافا للعقل مإفسادا له باكل جذري‪.‬‬
‫ميرى هابراس أ على السشسشولوجشا النقدية أ تدرس شبكات التفاعل في اجتمع ااكل‬
‫ان عاقات اتصالشة مان"إتحاد األشخاص المتعارضشن في االتصال"‪ .‬ميعارض هابرااس "الفعل‬
‫اإلستراتشجي" أي العقل مالفعل ذمي األهداف النفعشة ماألداتشة (الذي تاكل مسائل االتصال‬
‫الجماهشرية عدته المفضلة) التي توشك أ تستعمر "العالم االجتماعي المعشش"‪ ،‬ميقترح بدال انه‬
‫جملة ان أنماط الفعل األخرى أم العاقات اع العالم التي تملك اعشارها الخاص العتماد هذا‬
‫العالم‪ :‬الفعل الموضوعي‪ ،‬مالفعل اإلدراكي الذي يفرض علشك قول الحقشقة‪ ،‬مالفعل اا بشن‬
‫الذاتشات الذي يستهدف العمل األخاقي مالفعل التعبشري الذي يفترض النزاهة‪ .‬مياخص‬
‫هبرااس أزاة الديمقراطشة في اآللشات االجتماعشة التي كا ان المفرمض أ تسهل التبادل‬
‫مانتاار العقانشة االتص الشة‪ ،‬لكنها استقلت ذاتشا‪ ،‬مسشرت ذاتها "تجريدا حقشقشا"‪ .‬متقوم هذه اآللشات‪،‬‬
‫فعا‪ ،‬بتدمير المعلواات غشر أنها تعرقل العاقات االتصالشة‪ ،‬أي تعرقل نااطات تأميل األفراد‪،‬‬
‫مالمجموعات االجتماعشة‪ .‬ميرى هبرااس أ العقانشة لشست لها أية صلة "بااتاك المعرفة‪ ،‬لكنها‬
‫ذات عاقة بالطريقة التي يقوم بها األشخاص الموهوبو بالكام مالفعل‪ ،‬مباكتساب المعرفة‬
‫مباستخدااها"‪2 .‬‬

‫باإلضافة إلى اا ذكر تعرض المؤلفا في فصل "عودة الشواي" إلى إثنوغرافشا الجمهور‬
‫مخاصة اسألة القارئ إذ تكفلت الدراسات األدبشة في الستشنات بإعادة صشاغة إشكالشة القارئ‬
‫مالمتلقي التي شهدت تطورا في الدمل الناطقة باللغة األلمانشة مخاصة ادرسة كونستونس‬
‫بول سارتر‪ ،‬في كتابه "اا األدب" إلى "هذا‬ ‫(‪ 3.)Constance‬لقد أشار الفشلسوف الفرنسي جو‬
‫الجهد الماترك بشن الكاتب مالقارئ الذي يبرز هذا الهدف الملموس المخشالي امثا في العمل‬
‫األدبي"‪ .‬ميذكر الباحثو المهتمو بقضشة االتصال األدبي‪ ،‬مانهم الفرنسي رمبر إسكربي أفكار‬
‫سارتر الذي يرى أ العمل األدبي هو نتشجة نااط الكاتب مالقارئ‪.‬‬
‫كما كا للدارسات الثقافشة مالدراسات النسوية حضور في سشاق تطور متطوير نظريات‬
‫االتصال فقد كتب الباحث ستشوارت هشل في اقداة الكتاب الذي أعده دافشد اورلي معنوانه‬
‫"التلفزيو العائلي‪ :‬السلطة الثقافشة مالترفشه المنزلي" الذي صدر سنة ‪ 1986‬قائا‪ :‬إ "التصورات‬
‫الفردية للمااهد مللجمهور‪ ،‬محتى للتلفزيو ذاته قد إرتحل‪-‬نهائشا‪ ،‬على األقل‪ ،‬حسب اا نتمناه‪-‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Hubermars Jurgen : Théorie de l`agir communicationnel, Fayard, Paris, 1987.‬‬


‫‪2‬لمزيد اإلطاع عن نظرية هبرااس راجع كتابه‪ :‬العلم مالتقنشة ك “إ إيديولوجشا"‪ ،‬ترجمة حسن صقر‪ :‬اناورات‬
‫الجمل‪ ،‬بدم تاريخ‪.‬‬
‫اسم ادينة ألمانشة تقع على ضفة البحشرة التي تحمل نفس االسم (الترجما )‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫بفضل التاديد على االختافات م المتغشرات‪ .‬مإ خريطة التغشرات ناتجة عن العواال التي تعتمل‬
‫في السشاقات االجتماعشة للتلقي التي شرع اورلي في إنجازها‪ .‬مإ اا تكافه هذه الخريطة‪،‬‬
‫بصفة عااة‪ ،‬هو التفاعات الرقشقة بشن المعنى مالمتعة ماالستخدام ماالختشار"‪ .‬لقد انتقل التفكشر‬
‫في تفاعات النص‪/‬السشاق‪ /‬جمهور النساء بسرعة إلى دراسة أنواع المواد التي يبثها التلفزيو لهذه‬
‫الفئة ان الجمهور بصفة خاصة‪ .‬كما انفتحت السشسشولوجشا الوظشفشة أيضا على الدراسات‬
‫اإلثنوغرافشة للتلقي مالمااهدة ان خال التشار الذي يسمي "االستخدااات ماإلشباعات"‪ ،‬في‬
‫السبعشنات ان القر الماضي‪ ،‬مذلك بطرح السؤال المعارض التالي‪" :‬ااذا يفعل الناس بوسائل‬
‫اإلعام؟"‪ ،‬مالذي يبدم بديل أم نقشض لمقولة‪ :‬ااذا تفعل مسائل اإلعام بالناس؟‬
‫‪-9‬هشمنة االتصال‪:‬‬
‫اهتم الباحثا في الفصل السابع ماألخشر بمسائلة إشكالشة "هشمنة االتصال" فهو بمثابة عودة‬
‫على بدء‪ ،‬ذلك أنه توجد اراجعة لنظرية الرابط االجتماعي (الفصل األمل) المؤسس على قاعدة‬
‫االتصال العادي في مقت اارست فشه األنظمة التكنولوجشة لاتصال ماإلعام المعقد دمرا بنائشا في‬
‫تنظشم المجتمع‪ ،‬مفي النظام الجديد للعالم‪ .1‬لقد تم تعريف المجتمع بمفاهشم االتصال‪ ،‬معرف‬
‫هذا األخشر بمفاهشم الابكة‪ ،‬مقد رحلت السشبرنشطشقا النظرية الرياضشة لإلعام (الفصل الثاني)‪.‬‬
‫ميعالج هذا الفصل اوضوع شكل الابكة مذلك ان خال نقد النظرية التوزيعشة‪ ،‬فقد حصر الباحث‬
‫إيفرت رمجرز‪ ،‬خال الستشنات ان القر الماضي‪ ،‬تعريف التجديد ماالبتكار في "المعلن عنه‪ ،‬عبر‬
‫بعض القنوات‪ ،‬خال ادة اعشنة‪ ،‬ضمن نظام اجتماعي اا"‪ .‬معاد رمجرز سنة ‪ 1982‬لشعلن أ‬
‫الارمط أصبحت اتوفرة للتقارب مالتألشف بشن "البحث النقدي" ماا سماه "البحث اإلابريقي" اثشرا‬
‫بذلك الجدل في أمساط البحث النقدي في اجال االتصال بالواليات المتحدة األاريكشة‪ .‬مقد برر‬
‫ر مجرز هذا التقارب الذي لم يكن اطرمحا قبل بضع سنوات ان هذا التاريخ‪ ،‬بأ المدرسة‬
‫اإلابشريقشة قد أدركت ضرمرة إدااج سشاق االتصال‪ ،‬مالجوانب األخاقشة ماألدبشة‪ ،‬في صشرمرة‬
‫االتصال مالمناهج المتعددة‪ ،‬في تحلشلها ملم يؤمَل اا تقدم به رمجرز باعتباره إاكانشة للحوار‪ ،‬بل‬
‫تم تفسشره بأنه إرادة بشنة لنكرا الخافات ذات الطبشعة اإلبستشمولوجشة‪ ،‬ان أجل إخفاء نقطة‬
‫أساسشة ترتبط بتعريف اا هو سشاسي‪ :‬شرمط امارسة السلطة‪ ،‬مالعاقة بشن السلطة مالمعرفة‪،‬‬
‫ماألخذ بعشن االعتبار البنى التنظشمشة مالمؤسساتشة‪.‬‬
‫إ الرغبة في التوفشق بشن البحث اإلابشريقي مالنقدي‪ ،‬التي كانت رغبة الباحث كارتز أيضا‪،‬‬
‫تاشر إلى حالة ذهنشة جديدة‪ .‬ميكمن دمر الابكة في نسشا المجتمع الذي يعشش التباين مالتمايز‪،‬‬
‫ماقتراح رؤية انسجمة له‪ .‬ففي الوقت الذي برزت فشه اإلقصاءات االجتماعشة بقوة‪" ،‬تقوم‬
‫إيديولوجشا االتصال‪ ،‬مالنزعة المساماتشة الجديدة بواسطة االتصال‪ ،‬بدمر اضشف للارعشة‪ ".‬مفي‬
‫هذا السشاق فقد استحدث في الثمانشنات ان القر الماضي الباحثا الفرنسشا برمنو التور‬
‫(‪ )Michel Callon‬مصاغا أنثرمبولوجشا العلوم التقنشة مدرسا‬ ‫()‪ Bruno Latour‬ماشاال كالو‬
‫إشكالشة الابكة التي تتنامل نموذج التأميل أم نموذج البناء االجتماعي‪/‬التقني كنقشض للنموذج‬
‫التوزيعي مفي اعارضتهما للفكرة التي افادها أ التقنشة مالعلوم هي اعطشات‪ ،‬ميقترح الباحثا‬
‫فهمهما لها في حالة الفعل مالحركة‪ ،‬مدراسة كشفشة بناء التقنشة مالعلوم‪ .‬مترفض اقاربتهم اعتبار‬

‫أنظر الفصل السابع‪ :‬هشمنة االتصال‪ :‬ص‪.201-173 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫"االجتماعي الخالص اقتصرا على العاقات بشن البار‪ ،‬متسلم بتداخل العاقات بشن البار‬
‫مالطبشعة ماألششاء التقنشة‪ .‬إ الرابط االجتماعي يتغلغل في اآللة‪".‬‬
‫يختم أراا مااال ااتار هذا الفصل بالتساؤل عن خصوصشات "الكوكب الهجشن" في إحالة‬
‫إلى كشف حولت صشرمرة االتصال الكو إلى عالم ماجتمعات‪ .‬فإذا كا التوتر بشن الجزئي مالكلي‬
‫يطبع السوسشولوجشات التأميلشة‪ ،‬فإ االقتصاد السشاسي النقدي لاتصال يخضع للتوتر ذاته‪ .‬هذا‬
‫االقتصاد الذي يتساءل عن تعقد الترابط الذي يجمع األقالشم الخاصة بالفضاء العالم في عصر‬
‫الابكات المخترقة للحدمد الجغرافشة‪ .‬ملفهم أسلم لهذا الموضوع يمكن اإلشارة بأ التاكات‬
‫المعرفشة اتعددة التخصصات بدأت تترابط‪ ،‬حشث ياارك فشها علم التاريخ‪ ،‬معلم الجغرافشا‪ ،‬مالعلوم‬
‫السشاسشة‪ ،‬ماالقتصاد ماألنثرمبولوجشا‪ .‬كل تخصص ان هذه التخصصات ياارك في هذا الترابط‪،‬‬
‫بدرجات اتفامتة جدا‪ ،‬أل كل انها ال يظهر الحاجة ذاتها للتحالف لحصر األهمشة الجديدة التي‬
‫تكتسشها الابكات االتصالشة ‪ .‬مإ كا التدميل الحالي يعشش مضعا اختلفا عما كا علشه في العقد‬
‫الذي سشطرت فشه افاهشم التبعشة‪ ،‬ماإلابريالشة الثقافشة‪ ،‬التي سمحت بفهم الخلل في التدفق‬
‫العالمي لإلعام ماالتصال‪ ،‬فالسبب في ذلك هم الفاعلو الجدد الذين ظهرما على اسرح يتسم‬
‫بكونه عابرا للقواشات‪ .‬لم تعد الدمل‪ ،‬مالعاقات فشما بشنها‪ ،‬المحور المنظم للعالم‪ ،‬حشث تتاكل‬
‫شبكات اإلعام ماالتصال الكبرى بتدفقها "غشر المرئي" مغشر العادي‪ ،‬أقالشم اجردة انفلتة ان‬
‫الحدمد الجغرافشة‪.‬‬
‫في سنة ‪ 1979‬كتب الفشلسوف الفرنسي فرنسوا لشوتار (‪ )Francois Lyotard‬في كتابه‪:‬‬
‫"شرط اا بعد الحداثة" اا يلي "تدخل اجتمعاتنا عصر اا بعد الصناعة‪ ،‬متدخل الثقافات عصر يقال‬
‫إنه اا بعد حداثي"‪ .‬ميعتبر هذا الفشلسوف أ األسس االجتماعشة لمبدأ التقسشم‪ ،‬مصراع الطبقات‪،‬‬
‫قد فقدت جذريتها‪ .‬مقد استنتج في هذا نهاية اصداقشة النظريات الكبرى متفككها‪ .‬ملقد عمت فكرة‬
‫اا بعد الحداثة العلوم‪ ،‬مالجمالشات‪ ،‬مالسشسشولوجشا ماهدت لمشاد األطرمحات المتحزبة اثل‬
‫أطرمحة "نهاية التاريخ"‪ 1‬م"صراع الحضارات"‪ 2‬م"المجتمع اا بعد الصناعي" لتكو نظريات االتصال‬
‫بدمرها في خضم هذ ا المتغشر‪ .‬لقد رافقت فكرة االتصال مالافافشة اعتقاد فلسفة األنوار بالتقدم‬
‫مبتحرر األفراد‪ .‬مأصبحت هذه الفكرة الشوم اابوهة‪ :‬أصبح االتصال كما يقول بودريار‬
‫(‪ ) Baudrillard‬ضحشة االتصال الزائد أم الفائض"‪ .‬ميرى بودريار في النمو التكنولوجي متزايد‬
‫تعقده على المستوى الكوني كما على المستوى الحمشمي العائلي‪ ،‬هشمنة نظام الرقابة الذي يمجد‬
‫ذاته في "إستشهااات االتصال"‪ :‬أي الرغبة العااة في التواجد على كل الااشات‪ ،‬مفي قلب كل‬
‫البرااج‪" :‬هل أنا إنسا ‪ ،‬هل أنا آلة؟ ألم يعد هناك جواب على هذا السؤال األنثرمبولوجي"‪.‬‬
‫‪-10‬خاتمة‪:‬‬

‫األخشر ‪ :‬ترجمة فؤاد شاهشن‪ ،‬جمشل قاسم‪ ،‬رضا الاايبشن‪ ،‬إشراف‬ ‫فرانس شس فوكويااا ‪ :‬نهاية التاريخ ماإلنسا‬ ‫‪1‬‬

‫ماراجعة متقديم اطاع صفدي‪ ،‬اركز اإلنماء القواي‪ ،‬بشرمت ‪.1993‬‬


‫أنظر‪ :‬صااويل هنغتو ‪" :‬صدام الحضارات مإعادة بناء النظام العالمي"‪ ،‬ترجمة االك عبشد أبو شهشوة ماحمود‬ ‫‪2‬‬

‫احمد خلف‪ ،‬الدار الجماهشرية للنار مالتوزيع‪ ،‬لشبشا‪ .1999 ،‬مكتابه "اإلسام مالغرب‪ :‬آفاق الصدام"‪ ،‬ترجمة اجدي‬
‫شرشر‪ ،‬اكتبة ادبولي‪ ،‬القاهرة‪.1995 ،‬‬

‫‪14‬‬
‫جاءت خاتمة الكتاب اقتضبة لكنها غزيرة المعاني سمشكة التألشف ماإليجاز فقد اعتبر المؤلفا‬
‫أنه مأاام إفاس األيديولوجشا العقانشة للتقدم الخطي المتواصل‪ ،‬تولى االتصال الدمر نشابة عنها‪،‬‬
‫حشث ظهر‪ ،‬بااتشاز‪ ،‬بوصفه اؤشرا على تطور اإلنسانشة في لحظة تاريخشة تبحث فشها بكثشر ان‬
‫الشأس‪ ،‬عن اعنى استقبلها‪ .‬متكاد التصورات الفكرية مالفلسفشة المتباينة إلشكالشة االتصال‬
‫مللقائمشن علشها أ تختفي ان األفق النظري‪ .‬إ العنصر الهام في اضاعفة البحوث التي تتنامل اا‬
‫هو يواي يتمثل في حركة الفكر‪ .‬إنها الحركة التي أعادت إظهار الفاعل أاام البنى ماألنساق‪،‬‬
‫مالنوعشة أاام الكمشة مالمعشش أاام المؤسس‪ .‬لقد اقتربت علوم اإلنسا مالمجتمع بهذا الاكل‬
‫ان "الموضوع العادي" أم الشواي‪ .‬غشر أنه مفي خضم هذه المسشرة بقشت بعض األسئلة المتصلة‬
‫بعاقة المثقف بالمجتمع اعلقة‪ .‬لقد طاملت أزاة الطوبامية مالبدائل فكرة العمل النقدي‪ ،‬حشث‬
‫أصبح كل قائم باالتصال أم مسشط يعاني ان النزعة الوضعشة التسششرية‪ .‬هذه النزعة النفعشة‬
‫الجديدة‪ ،‬التي تحفز البحث عن األدمات اإلبستمولوجشة (المعرفشة)‪ ،‬تسمح بتحششد التوتر عبر الحلول‬
‫التقنشة‪ .‬إ المعارف المتعلقة باالتصال ال تنفلت ان هذا االتجاه‪ .‬إ الصعود القوي لمقوالت‬
‫الخبراء الذي جاءت به الممارسة يضاعف ان نااطات االتصال‪ ،‬التي تكمن مظشفته الضمنشة في‬
‫إضفاء شرعشة على اإلستراتشجشات منماذج تسششر اإلدارة مالمؤسسة‪.‬‬
‫إ البراغماتشة التي تمشز الدراسات العملشاتشة طبعت أكثر فأكثر الصشغ التي نتحدث بها عن‬
‫االتصال ‪ ،‬مقد ترتب عن هذا الوضع أ أصبح هذا الحقل يعاني ان صعوبة التخلص ان الصورة‬
‫األداتشة‪ ،‬مإكسابه شرعشة حقشقشة كموضوع بحث استقل بذاته ماضح المعالم‪ ،‬ميتم التعاال اعه‬
‫على هذا األساس اع االلتزام بالهااش المطلوب الذي ال ينفصل عن كل اقاربة نقدية‪ .‬تثشر هذه‬
‫االنزالقات األيديولوجشة فكرة افادها أننا دخلنا عصر اجتمعات المراقبة كما شبهها الفشلسوف‬
‫الفرنسي جشل دملوز‪ ،‬إنها المجتمعات التي تتضاعف فشها اآللشات االجتماعشة‪/‬التقنشة للمراقبة المرنة‬
‫المستعلمة ان نموذج التسششر اإلداري للاركة الوصشة‪ ،‬أي المراقبة ذات المدى القصشر‪ ،‬مذات‬
‫الدمرة السريعة‪ ،‬مالمتواصلة غشر المحدمدة‪ .‬ميختم المؤلفا بأ اا يطلق علشه ب “اجتمع‬
‫المعلواات" هو أيضا عصر إنتاج الحاالت الذهنشة‪ ،‬لذا مجب التفكشر مباكل اختلف في اسألة‬
‫الحريات مالديمقراطشة‪ .‬ذلك أ الحرية السشاسشة ال يمكن أ تختصر في الحق في امارسة اإلرادة‬
‫الاخص شة‪ ،‬إنها تكمن أيضا في الحق في السشطرة على سشرمرة تاكشل هذه اإلرادة‪ .‬ميبقى‬
‫التساؤل حااا لفرضشات استقبلشة عن دمر االتصال في تاكشل أم إعادة تاكشل تلك اإلرادة‬
‫اإلنسانشة المنقوصة أبدا‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like