You are on page 1of 102

‫كتاب أصول الدين‬

‫] عقيدة أهل البيت الطاهرين ‪ -‬عليهم‬


‫السلم ‪[ -‬‬
‫تأليف‪:‬‬
‫المام الهادي إلى الحق القويم‬
‫يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم‬
‫‪ -‬عليهم السلم ‪-‬‬
‫تقديم‪:‬‬
‫المام الحجة مجد الدين المؤيدي‬
‫‪ -‬رضوان ال تعالى وسلمه عليه ‪-‬‬
‫تحقيق‪:‬‬
‫مكتبة أهل البيت عليهم السلم للدراسات السلمية‬

‫الهداء‬

‫شكر وعرفان‬

‫مقدمة المام الحجة مجد الدين المؤيدي )ع(‬


‫مقدمة التحقيق‬

‫نجاح دور أهل البيت عليهم السلم‬

‫قيمة الرسالة العلمية‬

‫تنبيه مهم‬

‫ترجمة المام الهادي عليه السلم‬

‫المام الهادي إلى الحق عليه السلم‬

‫صفته عليه السلم‬

‫قيامه عليه السلم‬

‫شيء من الثار الواردة فيه‬

‫شيء مما قيل فيه‬

‫خروجه إلى اليمن‬

‫شيء من كلمه‬

‫عبادته‬

‫مؤلفاته‬

‫وفاته‬

‫أولده المعقبون‬
‫رواية مولنا المام الحجة مجد الدين المؤيدي )ع(لمذاهب آل محمد صلوات ال تعالى‬
‫عليهم‬

‫السناد إلى مولنا أمير المؤمنين الهادي إلى الحق القويم عليه أفضل الصلوات والتسليم‬

‫عملي في هذه الرسالة المباركة وطريقة التحقيق‬

‫أصول الدين‬

‫مقدمة المام الهادي عليه السلم‬

‫التوحيد‬

‫عدل ال‬

‫الوعد والوعيد‬

‫المر بالمعروف والنهي عن المنكر‬

‫إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلم‬

‫فيمن تكون المامة‬

‫خاتمة الكتاب‬

‫]الهإداء[‬
‫وتتشسسسرف مكتبسسسة أهسسسل السسسبيت عليهم السسسسلما‬
‫ّ‬ ‫تتقسسسدّما‬
‫للدراسات السلمية بإهسسداء هسسذا العمسسل إلى روح سسسيدنا‬
‫وسسسيد المرسسسلين صسسلى اللسسه عليسسه وعلى آلسسه الطيسسبين‬
‫الطسساهرين‪ ،‬وأخيسسه مولنسسا وأميرنسسا علي سسسيد الوصسسيين‪،‬‬
‫وزوجته فاطمة البتول سسسيدة نسسساء العسسالمين‪ ،‬وولسسديهما‬
‫الحسسسن والحسسسين سسسيدي شسسباب أهسسل الجنسسة أجمعين‪،‬‬
‫وأولدهم الئأمسسسة الهسسسادين‪ ،‬وأشسسسياعهم الكسسسرمين‪ ،‬كمسسسا‬
‫تتشرف المكتبسسة بتقسسديم هسسذا العمسسل الجليسسل إلى مولنسسا‬
‫ّ‬
‫وحجتنا وقائأسسدنا وإمامنسسا وإمسساما المسسسلمين أبي الحسسسنين‬
‫مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيسسدي ‪ -‬رضسسوان اللسسه‬
‫تعالى وسلمه عليهم ‪.-‬‬

‫]شكر وعرفان[‬
‫تتقسسدّما مكتبسسة أهسسل السسبيت عليهم السسسلما للدراسسسات‬
‫السلمية بالشكر والثنسساء والعرفسسان إلى كسسل من سسساهم‬
‫في إخراج هذا العمل وعلى رأسهم مولنا شسسيخ السسسلما‬
‫والمسلمين الماما الهادي إلى الحق المبين أبي الحسنين‬
‫مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيسسدي ‪ -‬رضسسوان اللسسه‬
‫تعالى وسلمه عليهم ‪.-‬‬
‫سسسائألين المسسولى سسس جسسل وعل سسس أن يجعلسسه من العمسسال‬
‫المقبولة‪ ،‬والثآار المكتوبة‪ ،‬إنه ولي ذلك‪ ،‬والقادر على ما‬
‫هنالك‪.‬‬
‫ماكتبة أهإل البيت )ع( للدراسإات السإلماية‬
‫اليمن‬

‫]مقدمة الماما الحجة مجدالدين المؤيدي ‪ -‬رضسسوان اللسسه‬


‫تعالى وسلمه عليه ‪-‬س [‬
‫)) بسم الله الرحمن الرحيم ((‬
‫الحمسسد للسسه رب العسسالمين‪ ،‬والصسسلة والسسسلما على سسسيد‬
‫المرسلين‪ ،‬وآله الطيبين الطاهرين‪- :‬‬
‫قال مولنا المسساما الحجسسة مجدالسسدين المؤيسسدي ‪ -‬رضسسوان‬
‫الله تعالى وسلمه عليه ‪:-‬‬
‫اعلم أيدنا الله تعالى وإياك بتأييده‪ ،‬وأمدنا بمواد لطفه‬
‫وتسسسديده‪ ،‬أن من أقسسدما مسسا يتحتم‪ ،‬وأهم مسسا يتعين على‬
‫الناظر في كتاب ربه وسنة نبيه سس صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه‬
‫وسلم س من ذوي اللباب عرفان الحق والمحقين المشار‬
‫إليهمسسسا بقولسسسه عسسسز وجسسسل } اتقسسسوا اللسسسه وكونسسسوا مسسسع‬
‫الصادقين [ لما يتوقف عليه من روايسسة السسسنة الشسسريفة‪،‬‬
‫وتفسسسير الكتسساب‪ ،‬ولتسسوليهم‪ ،‬واتبسساع سسسبيلهم المسسأخوذين‬
‫على كافسسسة المكلفين بقواطسسسع الدلسسسة‪ ،‬وإجمسسساع جميسسسع‬
‫المختلفين‪ .‬ومن المعلسسوما أن اللسسه تعسسسالى أمسسر عبسساده‬
‫بسسسسلوك دين قسسسويم‪ ،‬وصسسسراط مسسسستقيم‪ ،‬ونهسسساهم عن‬
‫الفسستراق في السسدين‪ ،‬واتبسساع أهسسواء المضسسلين‪ .‬قسسال جسسل‬
‫جلله } شرع لكم من السسدين مسسا وصسسى بسسه نوحسسا ً والسسذي‬
‫أوحينا إليك وما وصينا بسسه إبسسراهيم وموسسسى وعيسسسى أن‬
‫أقيمسسوا السسدين ول تتفرقسسوا فيسسه [‪} ،‬وأن هسسذا صسسراطي‬
‫مستقيما فاتبعوه ول تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‬
‫ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون [ في آيات بينسسات‪ ،‬وأخبسسار‬
‫نيرات‪ ،‬وما كان العليم الحكيم سبحانه ليسسأمرهم وينهسساهم‬
‫إل بمسسا يسسستطيعون‪ ،‬ولسسه يطيقسسون‪ ،‬بعسسد إبانسسة السسدليل‪،‬‬
‫وإيضاح السبيل } ل يكلسسف اللسسه نفسسسا إل وسسسعها [‪ } ،‬ل‬
‫يكلف الله نفسا ً إل ما آتاها[‪ } ،‬فمن تبع هسسداي فل يضسسل‬
‫ول يشقى [‪ } ،‬فهدى الله الذين آمنوا لمسسا اختلفسسوا فيسسه‬
‫من الحسسسق بإذنسسسه واللسسسه يهسسسدي من يشسسساء إلى صسسسراط‬
‫مستقيم [‪ } ،‬ليهلك من هلسسك عن بينسسة ويحيسسا من حسسيي‬
‫عن بينة وإن اللسسه لسسسميع عليم [‪ ،‬وقسسد قص اللسسه تعسسالى‬
‫على هذه المة أنبسساء المم السسسابقة‪ ،‬والقسسرون السسسالفة‪،‬‬
‫وما كسسان سسسبب هلكهم‪ ،‬من الختلف في السسدين‪ ،‬وعسسدما‬
‫الئأتلف على ما جاءتهم بسسه أنبيسساؤهم من الحسسق المسسبين‪.‬‬
‫قال عز وجل } ول تكونوا كالذين تفرقوا واختلفسسوا من‬
‫بعد ما جاءهم البينات وأولئسسك لهم عسسذاب عظيم [‪ } ،‬إن‬
‫السسسذين فرقسسسوا دينهم وكسسسانوا شسسسيعا ً لسسسست منهم في‬
‫ل كثيرة …‪..‬‬ ‫آي منيرة‪ ،‬ودلئأ َ‬
‫شيء [ في ٍ‬
‫هذا وقد علم ما عمت به البلوى من الفتراق‪ ،‬وقامت به‬
‫سوق الفتنة في هذه المة على ساق‪ ،‬وصسسار كسسل فريسسق‬
‫يدعي النجاة لفريقه‪ ،‬والهلكة على من عدل عن منهاجسسه‬
‫وطريقه‪ ،‬وأن حزبه أولسسو الطاعسسة‪ ،‬وأولى النسساس بالسسسنة‬
‫والجماعة كمسسا قسسال ذو الجلل } كسسل حسسزب بمسسا لسسديهم‬
‫فرحون [‬
‫بينسسات أبناؤهسسا والسسسسسدعاوى إن لم‬
‫أدعيسسسسسسسسسسساءُ تقيمسسسسسسسسسسوا عليها‬

‫وسبيل طالب النجاة‪ ،‬المتحري لتقديم مراد اللسسه تعسسالى‪،‬‬


‫وإيثسسار رضسساه‪ ،‬العتمسساد على حجج اللسسه تعسسالى‪ ،‬وتحكيم‬
‫كتاب ربه تعالى‪ ،‬وسنة نبيه س صلى الله عليه وآله وسسسلم‬
‫س‪ ،‬واطراح الهوى والتقليد‪ ،‬اللذين ذمهمسسا اللسسه تعسسالى في‬
‫الكتاب المجيسسد‪ ،‬وتسسوخي محجسسة النصسساف‪ ،‬وتجنب سسسبل‬
‫الغي والعتساف؛ غير مكترث في جانب الباطسسل لكسسثرة‪،‬‬
‫ول مستوحش عن طريق الحق لقلة }ومسسا أكسسثر النسساس‬
‫ولسسو حرصسست بمؤمسسنين[‪}،‬وإن تطسسع أكسسثر من في الرض‬
‫يضسسلوك عن سسسبيل اللسسه إن يتبعسسون إل الظن وإن هم إل‬
‫يخرصون[‪.‬‬
‫وقد قرع سمعك أيها الناظر س وفقنا الله تعسسالى وإيسساك س‬
‫مسسا نعى اللسسه تعسسالى على المتخسسذين أحبسسارهم ورهبسسانهم‬
‫أربابسسا ً من دون اللسسه تعسسالى‪ ،‬ومسسا ذاك إل اتبسساعهم لهم‪،‬‬
‫وطاعتهم إياهم؛ كما فسر ذلك س رسول الله صلى اللسسه‬
‫عليسسه وآلسسه وسسسلم سس لعسسدي بن حسساتم سس رضسسي اللسسه عنسسه‬
‫وسمعت ما حكى من تبري بعضسسهم‬ ‫َ‬ ‫س)) فتلك عبادتهم ((‪،‬‬
‫عن بعض‪ ،‬ولعن بعضسسهم لبعض‪ ،‬وتقطسسع السسسباب عنسسد‬
‫رؤيسسة العسسذاب سس أعاذنسسا اللسسه تعسسالى منسسه‪ ،‬وأنالنسسا بفضسسله‬
‫وكرمسسه السسزلفى‪ ،‬وحسسسن المسسآب سسس واللسسه جسسل جللسسه‬
‫يقسسول‪ } :‬يسسا أيهسسا السسذين آمنسسوا كونسسوا قسسوامين بالقسسسط‬
‫شهداء لله ولسسو على أنفسسسكم أو الوالسسدين والقسسربين {‪،‬‬
‫ومن المعلوما أنه متى كان النظر من أهلسسه‪ ،‬فيمسسا يحتسساج‬
‫الناظر فيه إلى النظسسر على هسسذه الطريقسسة‪ ،‬معتصسسما ً في‬
‫كسسل مقسساما بهسسذه الوثآيقسسة‪ ،‬تتنسسور بصسسائأر صسساحبه بسسبراهين‬
‫اليقين‪ ،‬وتنكشف عنسسه ريب المرتسسابين‪ } .‬والسسذين اهتسسدوا‬
‫زادهم هسسسسسسدى {‪ } ،‬إن تتقسسسسسسوا اللسسسسسسه يجعسسسسسسل لكم‬
‫فرقانا ً {‪} ،‬والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سسسبلنا {‪ } ،‬وإن‬
‫الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مسسستقيم {‪ } ،‬ليهلسسك‬
‫من هلسسك عن بينسسة ويحيسسا من حسسيي عن بينسسة وإن اللسسه‬
‫لسميع عليم {‪ ،‬وقد أقاما الله جل جلله حججه على هذه‬
‫المسسة كمسسا أقامهسسا على المم‪ ،‬فكسسان ممسسا أوجب عليهم‬
‫وحتم‪ ،‬وأمسسرهم بسسه وألسسزما‪ ،‬وافترضسسه عليهم وحكم‪ ،‬في‬
‫محكم كتابسسه الكسسبر‪ ،‬وعلى لسسسان رسسسوله سسسيد البشرس‬
‫صلى الله عليه وآله وسلم س المأخوذ ميثاقه في منسزلت‬
‫السسسور‪ ،‬العتصسساما بحبلسسه‪ ،‬والستمسسساك بعسسترة نبيسسه وآل‬
‫رسوله س صلى الله عليه وآله وسلم س الهادين إلى سبيله‪،‬‬
‫الحاملين لتنسسسزيله‪ ،‬الحسسافظين لقيلسسه‪ ،‬العسساملين بمحكمسسه‬
‫وتأويلسسه‪ ،‬ومجملسسه وتفصسسيله‪ ،‬السسذين سسسيدهم ومقسسدمهم‬
‫وإمسسسامهم ولي المؤمسسسنين‪ ،‬ومسسسولى المسسسسلمين‪ ،‬سسسسيد‬
‫الوصياء‪ ،‬وإماما الولياء‪ ،‬وأخو خاتم النبياء س صلوات الله‬
‫وسلمه عليهم أجمعين سسس‪ ،‬وقسسد أعل اللسسه تعسسالى شسسأنهم‪،‬‬
‫وأعلن برهسسانهم بمسسا شسسهد بسسه كتسساب اللسسه تعسسالى‪ ،‬وسسسنة‬
‫رسوله س صلى الله عليه وآله وسلم س‪ ،‬مما أجمعت عليسسه‬
‫المسسة على اختلف أهوائأهسسا‪ ،‬وافسستراق آرائأهسسا‪ ،‬فخسسرج في‬
‫جميع دواوين السلما‪ ،‬وعلم به الخسساص والعسساما‪ ،‬ولسسزمت‬
‫به الحجة جميع الناما‪ ،‬امتلت به السفار‪ ،‬واشتهر اشتهار‬
‫الشمس رابعة النهار‪ ،‬فل يستطاع دفعه برد ول إنكسسار …‬
‫ما فيه تذكرة لولي البصار‪ ،‬وبلغا لذوي العتبار‪ ،‬والوارد‬
‫فيهم عن الله سبحانه وعلى لسان رسوله سسس صسسلى اللسسه‬
‫عليسسه وآلسسه وسسسلم س س على أعظم البيسسان وأبلسسغ البرهسسان‪،‬‬
‫وأعظمسسه وأبلغسسه‪ ،‬لمسساما المتقين‪ ،‬أمسسير المؤمسسنين وسسسيد‬
‫الوصسسسيين وأخي سسسسيد المرسسسسلين عليهم صسسسلوات رب‬
‫العالمين‪ ،‬وهو مال يسسستطاع حصسسره‪ ،‬ول يطسساق إحصسساؤه‬
‫وذكره‪ ،‬فما زال إماما المرسلين وخاتم النبيين س صسسلوات‬
‫الله عليهم وسلمه س يسسبين للمسسة مقامسسه في كسسل مقسساما‪،‬‬
‫ويقرر لهم حجته عند الله تعالى‪ ،‬وعند رسوله من ابتسسداء‬
‫الدعوة النبوية‪ ،‬إلى آخر اليسساما‪ ،‬فأمسسا المقامسسات العظسساما‬
‫التي خطب بها الرسول س صلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم س‬
‫لبلغا الحجسسة أهسسل السسسلما‪ ،‬فسسإن أكثرهسسا من أعلما نبسسوة‬
‫سسسيد النسساما‪ ،‬ومعجزاتسسه المخسسبرة بسسالغيوب على مسسرور‬
‫العواما‪...‬‬
‫وما أوجب التقسسديم لسسذلك‪ ،‬والهتمسساما بمسسا هنالسسك إل أنهسسا‬
‫كثرت في هذه العصار الضللت‪ ،‬وانتشرت كل النتشار‬
‫الجهالت‪ ،‬وصار يدعي اتباع الحسسق والسسدليل‪ ،‬ويمسسوه على‬
‫الرعاع من التبسساع بسسالوقوف على منهسساج السسسنة‪ ،‬ورفض‬ ‫ّ‬
‫التقليد‪ ،‬ليصدهم عن السسسبيل من ليس من ذلسسك القبيسسل‪،‬‬
‫بل هو رافض للحجج النيرة‪ ،‬مفسسرق لعمى بصسسره بين مسسا‬
‫جمع الله تعالى على لسان رسوله س صلى الله عليه وآله‬
‫وسسسلم سس في اليسسات المتكسساثآرة‪ ،‬والخبسسار المتسسواترة‪ ،‬من‬
‫الكتسساب والسسسنة والعسسترة المطهسسرة‪ ،‬واقسسف في حومسسة‬
‫السسسسسدعوى‪ ،‬داع إلى تقليسسسسسد أربسسسسساب الزيسسسسسغ بمجسسسسسرد‬
‫الهواء } ومن النسساس من يجسسادل في اللسسه بغسسير علم ول‬
‫هدى ول كتاب منير ثآاني عطفه ليضل عن سبيل الله لسسه‬
‫في الدنيا خسسزي ونذيقسسه يسسوما القيامسسة عسسذاب الحريسسق {‪،‬‬
‫ووقعت شسسسبههم هسسسذه الباطلسسسة‪ ،‬وتسسسأثآرت محسسسالتهم‬
‫المضسسسمحلة الماحلسسسة في قلسسسوب كثسسسير ممن ل ثآبسسسوت‬
‫لفهسسامهم في مجسسال العلسسوما‪ ،‬ول رسسسوخ لقسسدامهم في‬
‫مقاما المنطوق والمفهسسوما‪ ،‬ول اطلع لهم على الحقسسائأق‪،‬‬
‫ول تمييز بالنظر الصحيح بين مخالف وموافق‪.‬‬
‫ومن ل يتق الضحضاح زلت به قدماه في البحر العميق‬
‫وصار الحال كما قال‪:‬‬
‫أتسساني هواهسسا قبسسل أن‬ ‫ف قلبا ً فارغا ً فتمكنا‬
‫فصاد َ‬
‫أعسسسسسسسسسرف الهسسسسسسسسسوى‬

‫وأكد هذا أن مؤلفات المخالفين منشورة‪ .‬قد امتلت بهسسا‬


‫جوانب المعمورة‪ ،‬وأسسسفار الهسسداة من سسسفن النجسساة عن‬
‫النتشار محصورة ومهجورة)]‪ ،([1‬حتى صار الذين ل هسسوى‬
‫لهم في مجانبسسة الحسسق‪ ،‬يطلعسسون على نقسسولت الباطسسل‬
‫المختلسسسق‪ ،‬ول يهتسسسدون إلى أقسسسوال أئأمتهم‪ ،‬وردود أعلما‬
‫ملتهم‪ ،‬ويسسرون الروايسسات عن السسرواة‪ ،‬فل يفرقسسون بين‬
‫معَدّل ومجروح‪ ،‬ومقبول ومطسسروح‪ ،‬ول يعرفسسون من هسسو‬ ‫ُ‬
‫في حزب المضلين الغواة‪ ،‬ومن هو في حسسزب المهتسسدين‬
‫الهداة‪ ،‬مع سفن النجاة‪.‬‬
‫وإن من العجائأب وما عشت أراك الدهر عجبسسا أن أناسسسا ً‬
‫من رؤساء هؤلء الفريق‪ ،‬صسساروا يموهسسون على الغمسسار‪،‬‬
‫بأن العترة الطهار سس عليهم السسسلما سسس‪ ،‬وأتبسساعهم البسسرار‬
‫رضسسي اللسسه عنهم‪ ،‬ينهسسون عن اتبسساع السسدليل‪ ،‬ويسسأمرون‬
‫مون من خسسالف آل محمسسد سس صسسلوات اللسسه‬ ‫سس ُ‬
‫بالتقليد‪ ،‬وي َ ِ‬
‫عليسسه وعليهم سسس‪ ،‬ورفض الدلسسة المعلومسسة من الكتسساب‬
‫والسنة‪ :‬بالجتهاد المطلق‪ ،‬والتباع للحق‪.‬‬
‫ويا سبحان الله ومن الذي دعا الخلسسق إلى الحسسق‪ ،‬واتبسساع‬
‫الكتسسساب والسسسسنة‪ ،‬و هسسسدى العبسسساد‪ ،‬وسسسسن لهم الجهسسساد‬
‫والجتهسساد‪ ،‬والخسسذ ببرهسسان الدلسسة غسسير أهسسل بيت النبسسوة‪،‬‬
‫ومعدن الرسالة‪ ،‬قرناء التنسزيل‪ ،‬وأمناء التأويل س صسسلوات‬
‫الله وسلمه عليهم س‪.‬‬
‫وقد علم‪ :‬أولوا العلم أن هؤلء الئأمة …كسسانوا من أنصسسار‬
‫أئأمسسة العسسترة‪ ،‬القسسائأمين بمسسا أمسسرهم اللسسه تعسسالى لهم من‬
‫المودة والنصرة‪ ،‬وأقوالهم وأفعالهم معلومسسة‪ ،‬وحاشسساهم‬
‫عن رفض التمسك بالثقلين وتنكب سفينة النجسساة‪ ،‬وتسسرك‬
‫المودة لمن أمرهم الله تعالى بمودته‪ ،‬وألزمهم بموالتسسه‬
‫وطاعته‪ ،‬من أعلما أهل بيت نبيهم الهداة‪.‬‬
‫قسسال المحسسدث الكبسسير يحسسيى بن أبي بكسسر العسسامري في‬
‫الرياض المستطابة‪:‬‬
‫وقسسد ذكسسر ابن الجسسوزي وغسسيره أن الئأمسسة المتبسسوعين في‬
‫المذاهب بايع كل واحد منهم لماما من أئأمة أهسسل السسبيت‪،‬‬
‫بسسايع أبوحنيفسسة لبسسراهيم بن عبسسد اللسسه بن الحسسسن‪ ،‬وبسسايع‬
‫مالك لخيه محمد‪ ،‬وبايع الشسسافعي لخيهمسسا يحسسيى‪ .‬انتهى‬
‫المراد‪.‬‬
‫ومتابعسسة أبي حنيفسسة للمسساما العظم زيسسد بن علي عليهمسسا‬
‫السسسلما مشسسهورة‪ .‬قسسال السسسيوطي في تسساريخ الخلفسساء‬
‫صسسفحة ]‪ [243‬طبعسسة سسسنة ‪ 1408‬هجريسسة‪ :‬وفي سسسنة ]‬
‫‪145‬هس [‪":‬كان خروج محمسسد وإبسسراهيم ابسسني عبداللسسه بن‬
‫حسسسن بن الحسسسن بن علي بن أبي طسسالب إلى قولسسه‪:‬‬
‫وآذى المنصور خلقا ً من العلماء ممن خرج معهما‪ ،‬أو أمر‬
‫وغير ذلسسك‪ ،‬منهم أبسسو حنيفسسة‪ ،‬وعبسسد‬
‫َ‬ ‫بالخروج‪ ،‬قتل ً وضربا ً‬
‫الحميسسسد بن جعفسسسر‪ ،‬وابن عجلن‪ ،‬وممن أفسسستى بجسسسواز‬
‫أنس سس رحمسسه‬
‫ٍ‬ ‫بن‬
‫ك ُ‬ ‫الخروج مع محمد على المنصور‪ :‬مال ُ‬
‫ة للمنصور؛ فقال‪ :‬إنما‬ ‫ن في أعناقنا بيع ً‬ ‫الله س‪ ،‬وقيل له‪ :‬إ ّ‬
‫مك ْ َرهٍ يمين انتهى‪...‬‬‫بايعتم مكرهين‪ ،‬وليس على ُ‬
‫ُ‬
‫وما أرادوا إل ّ سلب المر عن أولي المر‪ ،‬وطم َ‬
‫س السسذ ّكر‬
‫لُولي السسذ ّكر‪ ،‬فخسساب مسسا رامسسوا‪ ،‬وظهسسر أمسسر اللسسه وهم‬
‫كسسسارهون } ويسسسأبى اللسسسه إل أن يتم نسسسوره ولسسسو كسسسره‬
‫الكافرون {‪.‬‬
‫هسسذا فكيسسف ينسسسب المبتسسدعون ذلسسك إلى ورثآسسة الكتسساب‬
‫والسنة‪ ،‬وكل إماما منهم عليهم السسسلما يسسدعو إلى كتسساب‬
‫الله تعالى‪ ،‬وسنة رسوله س صلى الله عليه وآلسسه وسسسلم س‬
‫كل من بلغته الدعوة‪ ،‬ومؤلفسساتهم مشسسحونة بالدلسسة على‬
‫وجوب اتبسساع الدلسسة‪ ،‬ولكن ل بسسد لكسسل مبتسسدع من دعسسوى‬
‫كلمة حق يراد بها باطل‪ ،‬أو تلفيق شبهة زيغ يستهوي بها‬
‫الجاهل الغافل‪ ،‬وهذا هو لبس الحسسق بالباطسسل السسذي نهى‬
‫عنه الملك العسسادل‪ ،‬بأمثسسال قولسسه عسسز وجسسل} ول تلبسسسوا‬
‫الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون{‪.‬‬
‫ولهذا تعين البيان بحسب المكان لما أخذ الله تعالى من‬
‫الميثسساق في منسسسزل الفرقسسان‪ ،‬وسسسنة سسسيد ولسسد عسسدنان‪،‬‬
‫ولسنا والحمد لله تعالى نستنكر من غلبة الباطل‪ ،‬وكثرة‬
‫أهله‪ ،‬ول نستوحش لنقباض الحق وقلة حزبه‪ ،‬فإن سسسنة‬
‫الله س عز وجل في عباده‪ ،‬وعادتسسه المسسستمرة في بلده س‬
‫ة بين خلقسسه في هسسذه السسدار؛ ليتمكن الجميسسع من‬ ‫التخليسس ُ‬
‫الختيار‪ ،‬وقد أخر الجزاء لسسدار القسسرار‪ ،‬واقتضسست حكمتسسه‬
‫الربانيسسة قبض السسدنيا عن خاصسسة أوليائأسسه‪ ،‬وانسسسزواءها عن‬
‫خلصة أصفيائأه‪ ،‬ليكون التبسساع لخسسالص السسدين‪ ،‬والطاعسسة‬
‫لمحض اليقين‪.‬‬
‫وعلى كل حسسال فحزبسسه المنصسسورون وإن قُهسسروا‪ ،‬وجنسسده‬
‫الغسسالبون وإن غلبسسوا‪ ،‬كمسسا قصسسه عسسز وجسسل في الكتسساب‬
‫المبين } والعاقبة للمتقين { وقد قال عمسسار السسذي يسسدور‬
‫سر سس عن‬ ‫س‬‫خ‬
‫ِ‬ ‫مع الحق حيثما دار‪ ،‬رضسسوان اللسسه عليسسه‪ ،‬لمسسا أ ُ‬
‫َ‬
‫المقاما الذي اختاره الله تعالى له ورسسسوله س س صسسلى اللسسه‬
‫ما البرار‪:‬‬ ‫ه وإما ُ‬ ‫م ُ‬
‫عليه وآله وسلم س إما ُ‬
‫م‬‫نسسساعي السسسسلما ِ ق ْ‬
‫َ‬ ‫يسسسا‬ ‫قسسد مسسات عسسرف وبسسدا‬
‫فانْعِسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهِ‬ ‫منكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر‬
‫ُ‬
‫ش ل عل كَعْبُهَا‬ ‫مسسا لقسسري ٌ‬ ‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ما و َ‬ ‫ن قَسسد ّ ُ‬
‫موا اليسسو َ‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫ّروا‬ ‫خ‬ ‫أَ‬
‫ُ‬

‫وذلك في صدر السلما فكيف بمثل هذه الياما السستي هي‬


‫من أعلما النبوة بتصديق مواعيد اللسسه تعسسالى على لسسسان‬
‫رسسسوله س س صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم س س من اغسستراب‬
‫السلما‪ ،‬وتغيسسير العلما‪ ،‬واقسستراب ظهسسور دينسسه الحسسنيف‪،‬‬
‫وتجديد شرعه الشريف‪ ،‬بقياما خاتم الئأمة ومقيم الحجسسة‬
‫من أهسسل بيت نبيسسه‪ ،‬مهسسدي هسسذه المسسة كاشسسف الظلمسسة‪،‬‬
‫ومفرج الغمة } فعسى اللسسه أن يسسأتي بسسالفتح أو أمسسر من‬
‫عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نسسادمين { إنسسه‬
‫على كل شيء قدير‪ ،‬وهو حسبنا ونعم الوكيل‪.‬‬
‫واعلم أن من أعظم مسسا كلسسف الل ّسسه تعسسالى بسسه الخلسسق‬
‫ودعاهم به إلى سبيل نجسساتهم‪ ،‬ودلهم على نهج سسسلمتهم‬
‫إخلص الطاعة لهل بيت رسوله وإصداق الوليسسة لورثآتسسه‬
‫وعترته في محكم قوله حسستى قسسرنهم بكتابسسه وجعلهم من‬
‫كسسل السسورى أدرى بسسه المطهسسرين عن السسرجس المشسسهود‬
‫لعصمتهم وحجيتهم بآية التطهير والمودة وأخبسسار الكسسساء‬
‫وأحاديث التمسك وخبري السفينة وغيرها مما طفحت به‬
‫السفار‪ ،‬ووضحت به الحجة لذوي البصسسار فل حاجسسة بنسسا‬
‫هنا إلى سرد السسدلئأل القطعيسسة‪ ،‬والحجج المنسسيرة الجليسسة‬
‫من الكتاب العزيز والسنة النبويسسة على وجسسوب التمسسسك‬
‫بسسآل محمسسد سس صسسلوات الل ّسسه عليسسه وآلسسه سس والكسسون معهم‬
‫ومودتهم وتقديمهم على الكافة وأنه ل يفضسسلهم أحسسد من‬
‫الخلئأق غيره س صلى الله عليه وآله وسلم س‪ ،‬وأنهم ورثآسسة‬
‫الكتسساب‪ ،‬وحجج الل ّسسه تعسسالى على ذوي اللبسساب‪} ،‬وربك‬
‫يخلق ماايشاء ويختار مااكان لهم الخيرة{ وكسسونهم‬
‫عسسترة الرسسسول خلقسسوا من لحمسسه ودمسسه‪ ،‬وأوتسسوا علمسسه‬
‫وفهمسسه‪ ،‬والمسسدعو لهم بجعسسل العلم والحكمسسة في زرعسسه‬
‫وزرع زرعه وعقبه وعقب عقبه فل نجاة إل بتسليم المر‬
‫للسسه تعسسالى‪ ،‬والنسسسزول عنسسد حكمسسه } ومااكان لمممؤمان‬
‫ولماؤمانة إذا قضى اللّه ورسإوله أماممرا ً أن تكممون‬
‫لهم الخيرة مان أمارهإم { ثآم نقول لسسه‪ :‬والسسذي يقسسول‬
‫في كتابسسه المجيد } مامما يلفممظ مان قممول إل لديممه‬
‫رقيب عتيد }‪ ،‬مسسا حمسسل على هسسذا إل النصسسح بإيضسساح‬
‫الحجسسة‪ ،‬وبيسسان المحجسسة بعسسد أن علمنسسا أن الل ّسسه سسسبحانه‬
‫وتعالى ل يرضى بالسكوت منا‪ ،‬وأن القسسرار عليسسه قسسبيح‪،‬‬
‫وأن اللّه سبحانه وتعالى له غير مسسبيح‪ ،‬ثآم شسسأنك وخلص‬
‫نفسك‪ ،‬والنظر لما ينجيك عند حلول رمسك‪ ،‬فإن كنت ل‬
‫ترضى بقبوله‬
‫فتلك شكاة ظاهإر عنك عارهإا‬
‫وإنا بحمسسد الل ّسسه تعسسالى ل نحب هلك أحسسد من عبسساد الل ّسسه‬
‫تعالى‪ ،‬ونحرص س كما علم اللّه تعالى س على هدايسسة جميسسع‬
‫خلسسق الل ّسسه تعسسالى }ومامما أكممثر النمماس ولممو حرصممت‬
‫بمؤمانين{‪ ،‬هذا وليس المقصسسود بمسسا أثآبتسسه الل ّسسه تعسسالى‬
‫من لم‬ ‫لهل بيت نبيئه س صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم سس َ‬
‫يكونسسسسوا من المعاصسسسسرين‪ ،‬ولم ينتظمسسسسوا في سسسسسلك‬
‫الحاضسسرين‪ ،‬كل فسإنهم صسسفوة الل ّسسه تعسسالى في كسسل أوان‪،‬‬
‫وحملة حجته في كل زمان‪ ،‬كمسسا أفادتسسه نصسسوص السسسنة‪،‬‬
‫ومحكم القرآن)]‪ )) :([2‬إني تارك فيكم‪ )) ،(( ..‬كلمسسا أفسسل‬
‫نجم طلع نجم‪ )) ،(( ..‬إن عند كل بدعة تكون من بعسسدي‬
‫يكاد بها السلما وليا ً من أهسسل بيسستي يعلن الحسسق وينسسوره‪،‬‬
‫ويرد كيسسد الكايسسدين؛ فسساعتبروا يسسا أولي البصسسار‪ ،‬وتوكلسسوا‬
‫على اللّه ((‪ )) ،‬يحمل هذا العلم من كل خلف من أهسسل‬
‫بيسستي عدولسسه ينفسسون عن هسسذا السسدين تحريسسف الغسسالين‪،‬‬
‫وانتحال المبطلين‪ ،‬وتأويل الجاهلين (( إلى مسسا ل يحصسسى‬
‫كثرة كتابا ً وسنة‪.‬‬
‫اللهم صسسل على محمسسد وآلسسه وأتمم علينسسا نعمتسسك في‬
‫الدارين‪ ،‬واكتب لنا رحمتك السستي تكتبهسسا لعبسسادك المتقين‪،‬‬
‫اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنسسا بمسسا علمتنسسا‪ ،‬واجعلنسسا هسسداة‬
‫مهتدين }ربنا اغفر لنا ولخواننا السسذين سسسبقونا باليمسسان‪،‬‬
‫ول تجعسسل في قلوبنسسا غل ً للسسذين آمنسسوا ربنسسا إنسسك رؤوف‬
‫أنعمت‬
‫َ‬ ‫أشسسكر نعمتسسك السستي‬
‫َ‬ ‫رحيم{ } رب أوزعسسني أن‬
‫ل صسسالحا ً ترضسساه وأدخلسسني‬ ‫علي وعلى والسسدي‪ ،‬وأن أعم س َ‬ ‫ّ‬
‫برحمتك في عبادك الصالحين { “‪.‬‬
‫سسسسسسسسسسسس‬
‫]مقدمة التحقيق[‬
‫الحمسسد للسسه رب العسسالمين‪ ،‬والصسسلة والسسسلما على سسسيد‬
‫المرسلين‪ ،‬وآله الطيبين الطاهرين‪.‬‬
‫إن موضوع العقيدة لمن الموضسسوعات المهمسسة في حيسساة‬
‫كل فرد في أي مجتمع‪.‬‬
‫يجب علينا كأمة إسلمية أن نواجه تحديات أعداء السلما‬
‫اليوما مواجهة صحيحة قوية؛ لن أعداء السلما في عمسسل‬
‫دؤوب لضعاف السلما وإسقاطه‪ ،‬وقديما ً ما حاول أعداء‬
‫م نسسوره ولسسو كسسره‬ ‫السلما ذلك‪ ،‬ولكن يسسأبى اللسسه إل ّ أن يُت َ‬
‫الكافرون‪.‬‬
‫إذا ً ما هو الفكر الذي يمكنه أن يواجه كل تحدي من‬
‫تحديات أعداء السلما؟ بكسسل صسسلبة ومتانسسة‪ ،‬وبكسسل قسسوة‬
‫وحصانة؛ الفكر الذي يُدمر وينسسسف هسسذه التحسسديات بكسسل‬
‫عقلنية ومنطق‪.‬‬
‫ومسسا هسسو الفكسسر السسذي يطمئن إليسسه الخسساطر‪ ،‬ويرتسساح لسسه‬
‫الضمير‪ ،‬ويربط العبد بربه ربطا ً صحيحاً؟‬
‫ك أيها المسترشد الكريم أود ّ أن أضعك‬ ‫أجيب علي َ‬ ‫َ‬ ‫قبل أن‬
‫أماما هسسذه النصسسوص لتكسسون مقتنعسسا ً بالجابسسة‪ ،‬وإل ّ فيجب‬
‫ة أمسساما هسسذه‬ ‫ة صسسادق ً‬ ‫عليسسك أن تقسسف مسسع نفسسسك وقفسس ً‬
‫النصسسوص القرآنيسسة‪ ،‬والنصسسوص النبويسسة‪ ،‬وهسسل أنت ممن‬
‫يطبقهسسا ويلسستزما بهسسا حسسق اللسستزاما أما ل؟! وأعسسد لنفسسسك‬
‫الجسسواب‪ ،‬ول تغالسسط نفسسسك أو تكسسذب عليهسسا‪ .‬إليسسك أخي‬
‫القاري النصوص‪:‬‬
‫َ‬
‫س أهْس َ‬
‫ل‬ ‫ج َ‬ ‫سر ْ‬
‫م الس ّ‬ ‫ب عَنك ُ ُ‬ ‫ه لِي ُسذْهِ َ‬ ‫مسسا يُرِيسد ُ الل ّ ُ‬ ‫قال تعالى } إِن ّ َ‬
‫يرا{‪.‬‬‫ً‬ ‫ِ‬ ‫م تَطْه‬ ‫ت وَيُطَهّ َرك ُ ْ‬‫الْبَي ْ ِ‬
‫َ‬ ‫قال تعسسالى } قُسسل ل أ َ َ‬
‫سرا إِل ّ ال ْ َ‬
‫مسسوَدّة َ فِي‬ ‫جس ً‬‫م ع َلَي ْ سهِ أ ْ‬
‫س سألُك ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫الْق ُْربَى {‪.‬‬
‫ض فِي‬ ‫ضسسهُ ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫قسسال تعسسالى } وَأوْل ُسسوا ْ ال َ ْر َ‬
‫م أوْلى بِبَعْ ٍ‬ ‫حسساما ِ بَعْ ُ‬
‫اب اللّهِ{‪ ،‬فهل أحد أولى برسول الله س صلى الله عليه‬ ‫كِت َ ِ‬
‫وآله وسلم س أخي القاري من أولده وذريتسسه؟ تأمسسل ذلسسك‬
‫بتدبر‪.‬‬
‫م َ ْ ْ‬ ‫جسساء َ‬ ‫ج َ‬ ‫قال تعالى }فَ َ‬
‫ن العِلم ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫ما َ‬ ‫من بَعْد ِ َ‬ ‫ك فِيهِ ِ‬
‫َ‬
‫حآ ّ‬
‫َ‬
‫ن َ‬‫م ْ‬
‫م‬‫سسساءك ُ ْ‬ ‫سسساءنَا وَن ِ َ‬ ‫م َون ِ َ‬ ‫ل تَعَسسالَوْا ْ ن َسسدْع ُ أبْنَاءن َسسا وَأبْن َسساءك ُ ْ‬
‫فَقُسس ْ‬
‫ة الل ّسسهِ عَلَى‬ ‫جعَسسل لّعْن َسس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل فَن َ ْ‬
‫م نَبْتَهِسس ْ‬ ‫م ثآ ُ ّ‬ ‫ُسسسك ُ ْ‬
‫ُسسسنَا وأنف َ‬ ‫َوأنف َ‬
‫ين{‪ ،‬هسسذه أخي القسساري آيسسة المباهلسسة‪ ،‬السستي أخسسرج‬ ‫الْكَاذِب ِ َ‬
‫رسول الله س صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم سس فيهسسا أحب‬
‫الخلق إليه وهم أبناؤه الحسسسن والحسسسين‪ ،‬ونسسساؤه وهم‬
‫بنته فاطمسسة الزهسسراء‪ ،‬ونفسسسه وهم علي بن أبي طسسالب‪،‬‬
‫لن الحسنين س عليهما السلما س س المسسرادون بقولسسه تعسسالى‬
‫}نسسدع أبناءنسسا{‪ ،‬ولن فاطمسسة الزهسسراء سس عليهسسا السسسلما س‬
‫المرادة بقوله تعالى }ونساءنا{‪ ،‬ولن عليا ً س عليه السلما‬
‫سس هسسو المسسراد بقولسسه تعسسالى }وأنفسسسنا{‪ .‬لنسسه أخسسرجهم س‬
‫صلواته الله تعالى عليه وعليهم وعلى آلهم س ليباهل س أي‬
‫م‬
‫مل ْ‬ ‫يلعن سسس بهم نصسسارى نجسسران‪ .‬تأمسسل أخي القسساري ل ِ َ‬
‫يُخرج الرسول س صلى الله عليه وآله وسلم سس غسسير أهلسسه‪،‬‬
‫وأعزته‪ ،‬وأفلذ كَبِده‪.‬‬
‫قال رسول الله س صلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم س س )) إني‬
‫تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي‬
‫أبدا‪ ،‬كتاب الله وعسسترتي أهسسل بيسستي؛ إن اللطيسسف الخبسسير‬
‫علي الحسسوض((‪ .‬تأمسسل‬ ‫ّ‬ ‫نبأني أنهما لن يفترقسسا حسستى يسسردا‬
‫أخي القاري هذا الحديث الذي ترويسسه المسسة بأسسسرها‪ .‬من‬
‫هم الذين أمر الرسول س صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم س‬
‫بالتمسك بهم مع كتاب الله تعالى؟! ومن هم أهل السسبيت‬
‫السسذين ل يفسسارقون كتسساب اللسسه تعسسالى إلى يسسوما القيامسسة؟‬
‫طسسالع أخي القسساري تسسراجم أهسسل السسبيت‪ ،‬وانظسسر من هي‬
‫الفرقة السلمية التي ل تزال ولن تسسزال متمسسسكة بأهسسل‬
‫السسبيت س س عليهم السسسلما س س ؟! ومن هي الفرقسسة السستي لم‬
‫تقطع حجة الله تعالى عليها إلى يومنا هذا؟!‪.‬‬
‫قال رسول الله س صلى الله عليه وآلسسه وسسسلم س س )) مثسسل‬
‫أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبهسسا نجسسا‪ ،‬ومن تخلسسف‬
‫عنها غرق وهوى((‪.‬‬
‫قال رسول الله س صلى الله عليه وآله وسلم س )) أذكركم‬
‫الله في أهل بيتي‪ ،‬أذكركم اللسسه في أهسسل بيسستي‪ ،‬أذكسسركم‬
‫الله في أهل بيتي((‪.‬‬
‫ل أريسسد أن أُطيسسل عليسسك س س أخي القسساري س س فعليسسك بتتبسسع‬
‫الحاديث الواردة في فضل أهل البيت س عليهم السلما سسس‪،‬‬
‫فإن هذه الوقفة قصيرة‪ ،‬ولعل لنا س إن شاء الله تعسسالى س‬
‫وقفة أطول حول هذا الموضوع‪.‬‬
‫إذا ً ل أظن أن فكسسرا ً يمكن أن نواجسسه بسسه أعسسداء السسسلما‬
‫كفكر أهل البيت عليهم السلما ذلك الفكسسر المسسستمد من‬
‫العقسسسل الصسسسافي‪ ،‬والقسسسرآن الكسسسريم‪ ،‬والسسسسنة النبويسسسة‬
‫الصحيحة الجامعة غير المفرقة‪.‬‬
‫هل من المعقسسول أو المنطسسق أو حسستى السسذوق أن نواجسسه‬
‫ح‬ ‫فكر أعداء السلما‪ ،‬ونواجه تحدياتهم العديدة‪ ،‬وأن نتسل َ‬
‫لمواجهتهم بخرافات التشبيه والتجسسسيم‪ ،‬تلسسك الخرافسسات‬
‫الخبيثسسة السستي تقطسسع علقسسة النسسسان بربسسه‪ ،‬وتنهي هسسذه‬
‫العلقة العظيمة ويصسسبح حامسسل هسسذا الفكسسر الخسسبيث غسسير‬
‫عارف بربه‪ ،‬ول معظما ً له إذ كيف يعظمه وي ُ َقدّره وهو ل‬
‫يعرفه!!‬
‫إن فكسسرة التشسسبيه والتجسسسيم مسسستمدة من الخرافسسات‬
‫اليهوديسسة‪ ،‬والتصسسسورات الفرعونيسسة‪ ،‬إنهسسسا مسسستمدة من‬
‫التصسسورات القديمسسة لللهسسة‪ .‬فكيسسف نواجسسه هسسذا التحسسدي‬
‫الخطير بهذا الفكر السطحي الضحل الجمودي‪.‬‬
‫وهسسل نواجسسه هسسذه التحسسديات بعقيسسدة الجسسبر؟! إن عقيسسدة‬
‫الجبر س التي معناها‪ :‬أن الله تعالى يقضسسي وي ُ َقسدّر أفعالنسسا‬
‫ل الحركسسة‬ ‫علينا من غير أن يكون لنا إختيار أو إرادة س تَشّ ُ‬
‫السلمية‪ ،‬وتسلب الحريسسة النسسسانية‪ ،‬والرادة البشسسرية!‬
‫فيظسسل معتنقسسوا هسسذا الفكسسر يغسسالطون أنفسسسهم بأنسسه لن‬
‫يسسأتيَهُم إل ّ مسسا قُسسد ّ َر لهم فيشسسلون الحركسسة وإرادة المسسة‬
‫فيقولسسون‪ :‬ل تفعلسسوا شسسيئا ً إن قضسسى اللسسه تعسسالى شسسيئا ً‬
‫يقض لن يسسأتي فيثبطسسون بهسسذه الفكسسرة‬ ‫ِ‬ ‫فسيأتي‪ ،‬وإن لم‬
‫ة متواكلة‬ ‫حركة المة‪ ،‬ويشلون إرادتها‪ ،‬ويجعلون المة أم ً‬
‫ل متكلسسة‪ ،‬مهسسزوزة الرادة ل متحسسررة‪ ،‬ضسسعيفة السسرأي ل‬
‫قويته‪.‬‬
‫وهل نواجه هذه التحديات بتلك العقيدة والفكسسرة السستي ل‬
‫توجب المر بسسالمعروف ول النهي عن المنكسسر في تحريسسر‬
‫المة من ظلم الظالمين‪ ،‬وجور المستبدين‪ ،‬فنقسسول كمسسا‬
‫قالت المامية الجعفريسسة بعسسدما جسسواز الخسسروج على أئأمسسة‬
‫الظلم والجور حتى يسسأتي المسساما المهسسدي عليسسه السسسلما‪،‬‬
‫وتظل المة السلمية ضعيفة ميتة ل تخيسسف الظلمسسة‪ ،‬ول‬
‫تنغص عيشهم‪ ،‬طيلة قرون عديدة‪ ،‬تفعل الظلمة مسسا بسسدا‬
‫له لها وما حلى‪ ،‬آمنسسة في قصسسورها‪ ،‬مطمئنسسة في ملكهسسا‬
‫المستبد؛ لنها تعرف أن أحدا ً لن يُنكر عليهم أفعسسالهم‪ ،‬أو‬
‫يقوما بتغييرها عليهم‪ ،‬أو نقول كما قالت الحشوية النابتة‪،‬‬
‫والسنية الناصبة‪ :‬أنسسه ل يجسسوز الخسسروج على أئأمسسة الجسسور‬
‫سر كفسسرا ً بواحسساً‪ ،‬وهسسل سسسيقول أح سد ٌ من‬
‫والظلم مسسا لَم نس َ‬
‫الحكاما على هذه النظرية أنه فعل الكفر البسسواح فيقسسول‪:‬‬
‫فعلت الكفر البسسواح‪ ،‬فهسسذا‬
‫ُ‬ ‫علي حكمي لني‬ ‫ّ‬ ‫قوموا غيّروا‬
‫معاوية بن أبي سفيان السسذي فعسسل الفاعيسسل يحظى عنسسد‬
‫هسسؤلء السسسنية الناصسسبة بكسسل الحسستراما والتقسسدير بسسل‬
‫والتقديس‪ ،‬وكذلك ابنه يزيد بن معاوية س الكسسافر الخسسبيث‬
‫الظالم الطاغي قاتسسل الحسسسين بن علي بن أبي طسسالب س‬
‫جدوه بل ونافحوا عنه ودافعوا الدفاع الذي ما‬ ‫عظّموه وم ّ‬
‫بعده من دفاع)]‪ ،([3‬بل لقسسد دافعسسوا عن السسوزغا بن السسوزغا‬
‫الملعسسون بن الملعسسون مسسروان بن الحكم‪ ،‬وعبسسدالملك بن‬
‫مروان‪ ،‬وهشسساما بن عبسسدالملك الحسسول الطسساغي السسذميم‬
‫الحقسسير الجبسسار العنيسسد قاتسسل إمسساما الئأمسسة زيسسد بن علي س‬
‫عليهم السسسلما سسس‪ ،‬وغسسيرهم من حكسساما بسسني أميسسة وبسسني‬
‫العبسساس فهسسؤلء عنسسد أهسسل السسسنة أئأمسسة المسسة‪ ،‬وخلفسساء‬
‫الرسول س صلى الله عليه وآلسسه وسسسلم سسس‪ ،‬والواجبسسة على‬
‫ن من خسسرج عليهم‪ ،‬وغَي ّ َر حكمهم فهسسو‬ ‫المسسة طسساعتهم‪ ،‬وأ ّ‬
‫من الخسسارجين على السسسلما‪ ،‬والمرتكسسبين الثآم والسسوزر‬
‫والحراما‪ ،‬والمشتتين شمل المة‪ ،‬فيكسسون على هسسذا أئأمسسة‬
‫أهل البيت الخسسارجون على الطغيسسان‪ ،‬والمنغصسسون عيش‬
‫الظسسالمين مثسسل المسساما الحسسسين بن علي بن أبي طسسالب‬
‫سيد شباب أهل الجنة‪ ،‬السسذي أسسسقط اللسسه تعسسالى ببركسسة‬
‫دعوته وخروجسسه دولسسة بسسني سسسفيان‪ ،‬ومثسسل حفيسسده إمسساما‬
‫الئأمة زيسسد بن علي‪ ،‬وولسسده المسساما يحسسيى بن زيسسد‪ ،‬السسذي‬
‫أطاح الله تعالى وأسقط ببركة دعوتهم‪ ،‬وخسسروجهم على‬
‫الظسسالمين دولسسة بسسني مسسروان‪ ،‬وكسسأولد كاملنسسا النسسسمة‬
‫المرضسسية‪ ،‬وخلصسسة الذريسسة الزكيسسة عبداللسسه بن الحسسسن‪:‬‬
‫كالماما النفس الزكية مهسسدي أهسسل السسبيت عليهم السسسلما‬
‫محمسسد بن عبداللسسه‪ ،‬واخوتسسه المسساما العظيم إبسسراهيم بن‬
‫عبدالله بن الحسن‪ ،‬والمسساما يحسسيى بن عبداللسسه‪ ،‬وإدريس‬
‫بن عبدالله‪ ،‬وغيرهم من سسسادات المسسة‪ ،‬ونجسسوما الئأمسسة س‬
‫عليهم صلوات الله تعالى وسلمه س‪ ،‬على نظريتهم هسسذه‪:‬‬
‫من الخوارج‪ ،‬ومن الذين شتتوا شسسمل المسسة‪ ،‬ولم يرأبسسوا‬
‫صدْع َها‪ ،‬ولم يوحدوا كلمتها‪.‬‬
‫وهسسل يمكن أن نواجسسه تحسسديات هسسذا العصسسر ومغرياتسسه‪،‬‬
‫واسترسسسال أكسسثر أهلسسه في شسسهواتهم ولسسذاتهم‪ ،‬وسسسهولة‬
‫الحصول عليها بعقيدة الرجاء‪ ،‬تلك العقيسسدة السستي تقسسول‪:‬‬
‫إن من زنى أو سرق أو شرب الخمسسر أو فعسسل أيّ كبسسيرة‬
‫فإنسسسه من المؤمسسسنين‪ ،‬ومن السسسذين يسسسستحقون شسسسفاعة‬
‫الرسول المين س صلى الله عليه وآله الطيبين الطسساهرين‬
‫س‪ ،‬وأنه سيخرج من النار س هذا إذا دخلها؛ لنه قد ل يدخلها‬
‫من أصله سس إن عقيسسدة الرجسساء تسسدعي وتسسروي كسسذبا ً على‬
‫رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم أنسسه قسسال‬
‫)) شفاعتي لهل الكبائأر من أمتي((‪ ،‬ويروون عن أبي ذر‬
‫الغفاري س رضي الله تعالى عنه س عنه س صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫آت من ربي فسسأخبرني‪ ،‬أو قسسال‪:‬‬ ‫وسلم س أنه قال‪ )):‬أتاني ٍ‬
‫بشرني أنه‪ :‬من مات من أمتي ل يشرك بالله شيئا ً دخسسل‬
‫قلت‪ :‬وإن زنى وإن سسسرق؟ قسسال‪)) :‬وإن زنى‬ ‫ُ‬ ‫الجنسسة((‪.‬‬
‫وإن سرق((‪ ،‬وفي رواية‪ :‬أن أبا ذر س رضي اللسسه عنسسه س س‬
‫قال‪ :‬أتيت النبي س صلى الله عليسسه وآلسسه وسسسلم س س وعليسسه‬
‫ثآوب أبيض‪ ،‬وهو نائأم‪ ،‬ثآم أتيته وقد اسسستيقظ‪ ،‬فقسسال‪) :‬مسسا‬
‫من عبد قال‪ :‬ل إله إل الله‪ ،‬ثآم مسسات على ذلسسك إل دخسسل‬
‫الجنسسة(‪.‬قلت‪ :‬وإن زنى وإن سسسرق؟ قسسال‪) :‬وإن زنى وإن‬
‫سرق(‪ .‬قلت‪ :‬وإن زنى وإن سسسرق؟ قسسال‪) :‬وإن زنى وإن‬
‫سسسرق(‪.‬قلت‪ :‬وإن زنى وإن سسسرق؟ قسسال‪) :‬وإن زنى وإن‬
‫سرق على رغم أنف أبي ذر(‪ ،‬وغسسير ذلسسك من الحسساديث‬
‫المكذوبة والموضوعة على رسول الله س صلى الله عليسسه‬
‫وآلسسه وسسسلم سسس‪ ،‬إن هسسذه الحسساديث تسسدعو النسساس إلى‬
‫الفواحش وفعل المنكرات وتغري بذلك‪ ،‬وتسسرغب النسساس‬
‫سسهّلها في نظسسرهم فسسإذا سسسرق سسسارق‪ ،‬أو‬ ‫في عملها‪ ،‬وت ُ َ‬
‫زان‪ ،‬أو فعل إنسان أيّ جريمسسة فهسسذه الجسسرائأم على‬ ‫ٍ‬ ‫زنى‬
‫مذهب هؤلء المرجئة هينة سهلة بسيطة بل إن الشفاعة‬
‫تكون لهل هذه الجرائأم والموبقات‪.‬‬
‫ل أن يحذر السلما من الكبائأر والموبقات‪ ،‬والفواحش‬ ‫بد َ‬
‫والمنكسسرات‪ ،‬ويتوعسسد فاعلهسسا بسسأنواع العقوبسسات‪ ،‬وبأشسسد‬
‫التحذيرات‪ ،‬حتى تسير حيسساة المجتمسسع في أحسسسن حالسسة‪،‬‬
‫ويعيش المجتمسسع في أمن وأمسسان‪ ،‬وإيمسسان واطمئنسسان‪،‬‬
‫وسسسلما هسسدوء غسسير قلسسق‪ ،‬يسسأتي السسسلما على رأي وكلما‬
‫المرجئة بعكس ذلك تماما ً فيقومون بتسهيل هذه الكبائأر‬
‫والفسسسواحش للنسسساس ويغسسسرونهم بهسسسا‪ ،‬ويطمعسسسونهم في‬
‫الشفاعة‪ ،‬والخروج من النار‪ ،‬كسسل مسسا عليسسك إل ّ أن تقسسول‬
‫] ل إله إل ّ الله‪ ،‬محمد رسسسول اللسسه[س س وتحصسسل على كسسل‬
‫هذه المميزات والخصسسائأص من‪ :‬شسسفاعة‪ ،‬والحكم عليسسك‬
‫بأنسسك مسسؤمن‪ ،‬والخسسروج من النسسار‪ ،‬وتحصسسل على كافسسة‬
‫الحقوق والمميزات والخصسسائأص الجتماعيسسة السستي تكسسون‬
‫للمؤمن الصالح الذي ل يفعل الكبائأر ول يرتكبها‪.‬‬
‫ن فكرة وعقيدة المرجئة هذه طمعت الفساق في عفسسو‬ ‫إ ّ‬
‫الله تعالى‪ ،‬وقد تبرأ أهسسل السسبيت عليهم السسسلما من هسسذه‬
‫الفكرة والعقيدة‪ ،‬فقال إمسساما الئأمسسة زيسسد بن علي عليهم‬
‫السسسلما‪":‬وأبسسرأ إلى اللسسه من المرجئسسة السسذين طمعسسوا‬
‫الفساق في عفو الله تعالى<‪.‬‬
‫إذا ً ما هو البديل لحل مشاكل العصر الشائأكة؟!‪.‬‬
‫ما هو الحل الذي يكفل للمة السلمية سعادتها وعزتهسسا‪،‬‬
‫وقوتها وأوج عظمتها؟!‪.‬‬
‫ما هو الفكر الذي يجعل المة تعيش في أمن وأمان‪ ،‬في‬
‫سلما واطمئنان؟!‪.‬‬
‫مسسا هسسو الفكسسر السسذي ينغص عيش الظسسالمين‪ ،‬ويزلسسزل‬
‫أركانهم‪ ،‬ويهدما بنيانهم؟! مسسا داما فكسسر التشسسبيه‪ ،‬والجسسبر‪،‬‬
‫والرجاء وغيرها غير صالحة‪.‬‬
‫أقسسول وبكسسل صسسراحة س س رضسسي من رضسسي‪ ،‬وسسسخط من‬
‫سخط س‪ :‬أيها الناس لقد أمر الله تعالى‪ ،‬ورسوله المين س‬
‫صلى الله عليه وآله الطسساهرين المسسة بالتمسسسك بشسسيئين‬
‫اثآنين فقط‪:‬‬
‫الول‪ :‬الثقل الكبر‪ :‬كتاب الله تعالى الذي ل يأتيه الباطل‬
‫من بين يديه ول من خلفه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الثقسسل الصسسغر‪ :‬أهسسل بيت الرسسسول سس صسسلى اللسسه‬
‫عليه وآله وسلم س وعترته‪.‬‬
‫قال رسول الله س صلى الله عليسسه وآلسسه وسسسلم س س )) إني‬
‫تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي‬
‫أبدا‪ ،‬كتاب الله وعسسترتي أهسسل بيسستي؛ إن اللطيسسف الخبسسير‬
‫علي الحوض((‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا‬
‫ل الله س صلوات الله وسلمه عليه‬ ‫إذا ً هذا هو الحل؛ رسو ُ‬
‫وعلى آله س يخبرنا س وهسسو الصسسادق المين السسذي ل ينطسسق‬
‫ك فينسسا شسسيئين‬‫عن الهوى إن هو إل ّ وحي يوحى س أنه تسسار ٌ‬
‫عظيمين خليفتين كريمين هما‪ :‬كتاب الله تعالى‪ ،‬وعترتسسه‬
‫أهل بيته س صلى الله عليه وآله وسلم س‪ ،‬ويطمئننا س صسسلى‬
‫الله عليه وآله وسلم س بأننسسا إذا تمسسسكنا بهسسذين الشسسيئين‬
‫العظيمين فلن نضل أبداً‪.‬‬
‫إذا ً ما هي الحلول؟‬
‫إن حلول المشاكل أي مشاكل كانت‪ :‬موجودة في كتسساب‬
‫الله تعالى وفي فكر أهل البيت عليهم السلما‪.‬‬
‫إن فكر أهل البيت س عليهم السلما س تنسزيه لله تعالى من‬
‫غير تشبيه‪.‬‬
‫عدل من غير جبر‪ ،‬يعمل النسان تصرفاته من غسسير جسسبر‬
‫أو سلب حرية‪ .‬يعمل تصرفاته باختياره وإرادته ومشسسيئته‬
‫ويكون مسئول ً أماما الله تعسسالى وأمسساما المجتمسسع عن كسسل‬
‫تصرفاته‪.‬‬
‫إن فكر أهل البيت س عليهم السلما سس صسسدق وعسد ٍ ووعيسسد‬
‫من غسسير إرجسساء‪ ،‬من غسسير تسسسهيل بالمعاصسسي‪ ،‬وتهسسوين‬
‫لخطورتها‪ ،‬بل وعيد صادق ل بسسد من تحققسسه لمن لم يتب‬
‫من فعل الكبائأر‪ .‬ل خروج من النار لمن دخلها‪ ،‬ل شفاعة‬
‫للظالمين الفاسقين الذين يرتكبون الكبائأر الذين يموتون‬
‫من غير توبة‪ ،‬إن هذا الفكر يظل كل إنسان معه يخشسسى‬
‫أن يفعل الجرائأم ويحسب لهسسا ألسسف حسسساب‪ ،‬ولسسو تتبعنسسا‬
‫مسسذهب آل محمسسد س س عليهم الصسسلة والسسسلما س س وأظهرنسسا‬
‫جوانب عظمته لطال الكلما‪.‬‬
‫إذا ً فالحلول الصحيحة والطسسرق القويمسسة هي عنسسد قرنسساء‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وخلفاء الرسول المين س صلى الله عليسسه‬
‫وآله الطاهرين‪.‬‬
‫وإن في هسسذه الرسسسالة الرائأعسسة وغيرهسسا من مؤلفسسات آل‬
‫الرسول‪ ،‬وأسباط الوصسسي والبتسسول من الراء الصسسحيحة‪،‬‬
‫والفكسسار العظيمسسة مسسا هسسو بحسسق كفيسسل بحسسل المشسساكل‬
‫العقائأديسسسسسة‪ ،‬والجتماعيسسسسسة‪ ،‬والمنيسسسسسة‪ ،‬والسياسسسسسسية‪،‬‬
‫والقتصادية‪ ،‬والتربوية…‬
‫]نجاح دور أهإل البيت عليهم السلما[‬
‫إن الدور الذي قاما به الئأمة الهداة من آل س رسول اللسسه‬
‫صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم سسس لهسسو السسدور العظيم‪،‬‬
‫والسلوب الحكيم‪ ،‬إنه أسلوب الطسسرح الهسسادي‪ ،‬والحسسوار‬
‫ه‬‫ج ُ‬
‫الحكيم إنه السلوب الذي دعا إليه القرآن الكريم‪ ،‬وَنَهَ َ‬
‫ل البيت عليهم السلما في كافة مراحلهم وأدوارهم‪.‬‬ ‫أه ُ‬
‫إن أساليب أهل السسبيت عليهم السسسلما في نشسسر السسدعوة‬
‫السلمية جهادية كسسانت أما علميسسة موفقسسة غايسسة التوفيسسق‬
‫في العرض والتحليل والحوار وصول ً إلى النتسسائأج العلميسسة‬
‫المسندة بالدلسسة والسسبراهين المنطقيسسة القاطعسسة‪ ،‬والحجج‬
‫الدامغة الساطعة‪.‬‬
‫]مان هإم أهإل البيت عليهم السلما؟[‬
‫ة معرفة جوابه‪.‬‬ ‫سؤال عظيم يجب على الناس كاف ً‬
‫أهل البيت عليهم السلما هم ذرية س س رسسسول اللسسه صسسلى‬
‫الله عليه وآله وسلم س وعصبته‪ ،‬وعترتسسه وأسسسرته‪ ،‬خلقسسوا‬
‫من طينته‪ ،‬وأتوا فهمه وعلمه وحكمته‪.‬‬
‫أهل البيت عليهم السلما هم السسذين طهسسرهم اللسسه تعسسالى‬
‫من الرجسساس‪ ،‬وفضسسلهم واصسسطفاهم على كافسسة النسساس‪.‬‬
‫قال تعسسالى}إنمسسا يريسسد اللسسه ليسسذهب عنكم السسرجس أهسسل‬
‫البيت ويطهركم تطهيراً{‪ ،‬وقال تعالى }ثآم أورثآنا الكتاب‬
‫الذين اصطفينا من عبادنا{‪.‬‬
‫أهسسل السسبيت عليهم السسسلما هم السسذين أوجب اللسسه تعسسالى‬
‫على المسسسسة مسسسسودتهم ومحبتهم وتعظيمهم واحسسسسترامهم‬
‫وتقسسديرهم قسسال تعسسالى }قسسل ل أسسسألكم عليسسه أجسسرا ً إل ّ‬
‫المودة في القربى{‪.‬‬
‫أهل البيت عليهم السلما هم الذين أرادهم الله عز وجسسل‬
‫بقوله تعالى }اتقوا الله وكونوا مع الصادقين{‪.‬‬
‫أهل البيت عليهم السلما هم المعسسنيون بقولسسه عسسز وجسسل‬
‫}فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون{‪.‬‬
‫أهل السسبيت عليهم السسسلما هم المسسرادون بقولسسه جسسل من‬
‫قائأل عليماً}لتكونوا شهداء على النسساس{‪ ،‬وقولسسه تعسسالى‬
‫}فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعسسالَوا‬
‫ندع ُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونسائأكم وأنفسسسنا وأنفسسسكم‬
‫ل لعنة الله على الكاذبين{‪ ،‬وقولسسه تعسسالى‬ ‫ثآم نبتهل فنجع ْ‬
‫}إن البرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا س عينسسا ً‬
‫يشرب بها عبسساد اللسسه يفجرونهسسا تفجسسيرا ً سس يوفسسون بالنسسذر‬
‫ويخافون يوما ً كان شره مستطيرا ً س س ويطعمسسون الطعسساما‬
‫على حبه مسكينا ً ويتيما ً وأسيراً…{‪.‬‬
‫أهل البيت س سلما اللسسه تعسسالى عليهم سس هم أحسسد الثقلين‬
‫السسذين أمسسر الرسسسول س س صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم س‬
‫بالتمسك بهم‪ ،‬وجعل الهداية عندهم‪ ،‬والحق في أيسسديهم‪،‬‬
‫والضسسللة في مخسسالفتهم‪ ،‬والباطسسل في مجسسانبتهم فقسسال‬
‫صلوات الله تعالى عليه وعلى آلسسه وسسسلمه )) إني تسسارك‬
‫فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا‪،‬‬
‫كتاب الله وعترتي أهل بيسستي؛ إن اللطيسسف الخبسسير نبسسأني‬
‫علي الحوض((‬ ‫ّ‬ ‫أنهما لن يفترقا حتى يردا‬
‫أهل البيت س عليهم السلما س هم معسسدن الرسسسالة‪ ،‬ومحسسل‬
‫الوراثآة‪ ،‬ومختلسسف الملئأكسسة سس عليهم الصسسلة والسسسلما سسس‪،‬‬
‫ومهبط وحي الله تعالى‪.‬‬
‫أهل السسبيت سس عليهم السسسلما سس هم درة تسساج المسسة‪ ،‬ونسسور‬
‫سراج الظلمة‪.‬‬
‫أهل البيت س عليهم السلما س هم سادات البسسرار‪ ،‬وقسسادات‬
‫الخيار‪ ،‬قال صلى الله عليه وآله وسسسلم‪)):‬نحن ولسسد عبسسد‬
‫المطلب سادة أهسسل الجنسسة أنسسا‪ ،‬وحمسسزة‪ ،‬وجعفسسر‪ ،‬وعلي‪،‬‬
‫والحسن والحسين‪ ،‬والمهدي((‪.([4]) ،‬‬
‫أهل البيت عليهم السلما أقمار الهداية‪ ،‬وشموس الدراية‬
‫)عقلوا عقل وعاية ورعاية‪ ،‬ل عقسسل سسسماع وروايسسة( كمسسا‬
‫وصفهم أبوهم الماما العظم أمير المؤمسسنين علي سسسلما‬
‫الله تعالى عليهم أجمعين‪.‬‬
‫أهل البيت عليهم السلما نجوما البرية‪ ،‬وكواكب البشسسرية‬
‫كما قال سس رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم س‬
‫)) النجوما أمسسان لهسسل السسسماء‪ ،‬وأهسسل بيسستي أمسسان لهسسل‬
‫الرض؛ فإذا ذهب أهل بيتي من الرض ذهب أهل الرض‬
‫((‪ ،‬وعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه‪):‬مثل أهل بيتي‬
‫مثل النجوما كلمسسا مسسر نجم طلسسع نجم(‪ ،‬وفي نهج البلغسسة‬
‫)مثل آل محمد كمثسسل النجسسوما إذا خسسوى نجم طلسسع نجم(‪،‬‬
‫وأقول كما قال الول بتغيير غسسير مخسسل وكسسل إنسساء بالسسذي‬
‫فيه ينضح‪:‬‬
‫أولئسسسسك سسسسساداتي‬ ‫إذا جمعتنا يا جرير‬
‫فجئسسسسسني بمثلهسسسم‬ ‫المجامسسع‬

‫ولله در القائأل‪:‬‬
‫ما سسسادةٌ‬
‫ما كسسرا ٌ‬
‫قسسو ٌ‬ ‫ن هم ثآم‬
‫م ْ‬
‫ن هم و َ‬‫م ْ‬‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫َ‬

‫فهسسذه صسسفاتهم س س عليهم السسسلما س س الطسساهرة‪ ،‬ومنسساقبهم‬


‫الظسساهرة‪ ،‬وعلسسومهم الزاخسسرة‪ ،‬وكرامسساتهم البسساهرة‪ ،‬وهم‬
‫أبناء التحريم والتحليل‪ ،‬وذرية التنسزيل والتأويل‪ ،‬ول يوجد‬
‫عصر من العصار إل وفيهم سلما اللسسه تعسسالى عليهم من‬
‫يصلح للمامة والسيادة‪ ،‬والزعامة والقيادة‪ ،‬كما دل على‬
‫ذلك حديث الثقلين‪ ،‬وحسسديث النجسسوما‪ ،‬وقولسسه صسسلى اللسسه‬
‫عليه وآله وسلم‪ )):‬إن كل بدعة تكون من بعدي يكاد بهسسا‬
‫السلما وليا ً من أهل بيتي موكل ً يعلن الحق وينوره ويسسرد‬
‫كيد الكائأدين فاعتبروا يا أولي البصار وتوكلوا على الله((‬
‫إلى غير ذلك‪ ،‬وقسال أمسسير المؤمسسنين علي بن أبي طسسالب‬
‫صلوات اللسسه عليسسه‪ ):‬اللهم بلى ل تخلسسو الرض من قسسائأم‬
‫ما ظسساهرا ً مشسسهوراً‪ ،‬أو خافيسسا ً مغمسسورا ً كيل‬
‫للسسه بحجسسة إ ّ‬
‫تبطل حجج الله وبيناته(‪.‬‬
‫أهسسسل السسسبيت عليهم السسسسلما هم السسسذين بسسسذلوا النفس‬
‫والنفيس لخراج البشسسرية من سسسرادق الجهسسل‪ ،‬إلى نسسور‬
‫المعرفة والعلم‪ ،‬ومن عمايات الغواية إلى أنوار الهدايسسة‪،‬‬
‫ومن السسستعباد والسسذل تحت وطسسأة وقهسسر أهسسل الظلم‬
‫والطغيسسان إلى حيسساة الع س ّز والحريسسة والمن والمسسان؛ من‬
‫تشبيه الله تعسسالى‪ ،‬وتجسسويره وإضسسافة القبسسائأح إليسسه‪ ،‬وهي‬
‫التي يتسنسزه منها أهل الفسسساد أن تضسساف إليهم‪ ،‬وتكذيبسسه‬
‫في وعسسده ووعيسسده‪ ،‬إلى معرفسسة اللسسه تعسسالى وتنسسسزيهه‪،‬‬
‫وتوحيسسده في ذاتسسه‪ ،‬وتعديلسسه في أفعالسسه‪ ،‬وتصسسديقه في‬
‫أقوالسسسه‪ ،‬وهسسسذه العقيسسسدة هي دين السسسسلما‪ ،‬وهي دين‬
‫الملئأكة المقربين‪ ،‬والنبيسساء والمرسسسلين سس صسسلوات اللسسه‬
‫تعالى عليهم أجمعين س وهسسو السسدين القسسويم السسذي أرسسسل‬
‫ل النبياء والمرسسسلين سس عليهم السسسلما سس إلى‬ ‫الله ع ّز وج ّ‬
‫ك من هلسسك عن بينسسة ويحسسيى‬ ‫الناس لدعائأهم إليه‪ } ،‬ليهل ِس َ‬
‫ي عن بينسسسسسة { ]النفسسسسسال‪ ،[42 :‬وكمسسسسسا قسسسسسال‬ ‫ح ّ‬‫من َ‬
‫تعالى } رسل ً مبشرين ومنسسذرين لئل يكسسون للنسساس على‬
‫الله حجة بعد الرسل { ]النساء‪ ،[165 :‬وواصسسل السسدعوة‬
‫إلى هذا السسدين القسسويم‪ ،‬والصسسراط المسسستقيم‪ ،‬والعقيسسدة‬
‫ة نوح المنجية من الغرق‪،‬‬ ‫القرآن‪ ،‬وسفين ُ‬
‫ِ‬ ‫الصحيحة‪ :‬قرناءُ‬
‫ن من الضلل‪ ،‬وهم أهسسل السسبيت س س عليهم السسسلما س‬ ‫والما ُ‬
‫فقاموا س سلما الله تعالى عليهم س بأداء هذه الرسسسالة أتم‬
‫قياما‪ .‬قال الماما الحجة مجدالدين المؤيسسدي س س أيسسده اللسسه‬
‫وسسسفْرِهِ الكسسريم‪ ،‬ومؤلفسسه‬ ‫ِ‬ ‫تعسسالى سسس في كتابسسه العظيم‪،‬‬
‫ل كسسل‬ ‫الفخيم لوامع النسسوار ]ط ‪/1‬ج ‪/1‬ص ‪>:[228‬وأص س ُ‬
‫ضللة وفتنسسة‪ ،‬ومنبسسع كسسل فرقسسة ومحنسسة في هسسذه المسسة‪،‬‬
‫والمم السالفة‪:‬اتباع الهواء‪ ،‬والخلد إلى السسدنيا‪ ،‬ومحبسسة‬
‫السسترأس على الحيسساء؛ فإنسسه لم يسسستقم الملسسك للملسسوك‬
‫العاتية‪ ،‬والجبابرة الطاغية إل بمخالفسسة أنبيسساء اللسسه تعسسالى‬
‫وكتبه‪ ،‬ومباينة أوليائأه‪ ،‬وأهل دينسسه كمسسا قصسسه اللسسه تعسسالى‬
‫في كتابه‪ ،‬وعلى ألسنة رسله‪.‬‬
‫ولم تتم لعلماء السسسوء الرئأاسسسة منهم‪ ،‬والتقسسرب لسسديهم‪،‬‬
‫ونيل حطاما دنياهم إل بتقرير ما هم عليه‪ ،‬وتأييد ما مالوا‬
‫إليه‪ ،‬وقد علم كل ذي علم‪ ،‬وفهم كسسل ذي فهم مسسا جسسرى‬
‫لهل بيت النبوة في هذه المة‪ ،‬وما فعله ملوك السسدولتين‬
‫الطاغيتين مع العترة المطهرة‪ ،‬ومسسا سسساعدهم بسسه علمسساء‬
‫السوء‪ ،‬وفقهاء الضلل من اتباع أهوائأهم على كسسل حسسال‪،‬‬
‫ورفض أهسسل بيت نسسبيهم‪ ،‬وطسسرح مسسا يسسدينون بسسه من دين‬
‫ربهم حتى غيّروا معالم دين الله تعالى‪ ،‬وافتروا على الله‬
‫تعالى‪ ،‬ورسوله س صلى الله عليه وآله وسلم س لترويج مسسا‬
‫يهوونسسه من الصسسد عن سسسبيل اللسسه تعسسالى في الفعسسال‪،‬‬
‫والقوال‪ ،‬كل ذلك معارضة للل‪ ،‬ومخالفة لما أمرهم بسسه‬
‫في شأنهم ذو الجلل‪.‬‬
‫وقسسسد قصسسسد ملسسسوك السسسسفيانية والمروانيسسسة والعباسسسسية‬
‫استيصال السللة النبوية‪ ،‬وإبادة الذرية العلوية‪ ،‬وإزالتهم‬
‫عن وجسسه البسسسيطة بالكليسسة‪ ،‬وأبلغسسوا مجهسسودهم في ط َ ّ‬
‫م‬
‫منسسارهم‪ ،‬وطمس أنسسوارهم‪ ،‬فسسأبى اللسسه تعسسالى لهم ذلسسك‪،‬‬
‫وغلبهم على ما هنالك‪ ،‬كيف! وهم قرناء الكتاب‪ ،‬والحجة‬
‫على ذوي اللباب‪ ،‬والسفينة المنجية من العذاب‪ ،‬والثقل‬
‫الصسسغر السسذين خلفهم الرسسسول مسسع الثقسسل الكسسبر في‬
‫الرض‪ ،‬ولن يفترقا إلى يوما العرض }يريدون أن يطفئسسوا‬
‫نور الله بأفواههم ويسسأبى اللسسه إل أن يتم نسسوره ولسسو كسسره‬
‫الكافرون{‪.‬‬
‫وتهافت س في أثآسسر الملسسوك الجبسسارين‪ ،‬والعلمسساء المضسسلين‬
‫الذين حسسذر عنهم سسسيد المرسسسلين سس التبسساعُ من العسسواما‪،‬‬
‫ة كسسل‬‫الرع َاع من الطغاما؛ أتباعُ كل نسساعق‪ ،‬وسسسيق ُ‬
‫ج ّ‬‫والهم ُ‬
‫سائأق‪ ،‬وركضوا في ميادين الدول‪ ،‬كما وصفهم اللسسه عسسز‬
‫وجسسسل }إن هم إل كالنعسسساما بسسسل هم أضسسسل{‪ ،‬وهم الجم‬
‫ن تطسسع أكسسثر من في الرض‬ ‫الغفير‪ ،‬والجمع الكثسسير }وإ ْ‬
‫يضلوك عن سبيل الله{ }وما أكسسثر النسساس ولسسو حرصسست‬
‫بمؤمسسنين{ فعظمت الفتنسسة‪ ،‬واشسستدت المحنسسة‪ ،‬وتمت‬
‫الفرقسسة المنهي عنهسسا في الكتسساب المسسبين‪ ،‬وعلى لسسسان‬
‫الرسول المين‪.‬‬
‫وحجج الله تعالى واضسسحة المنهسساج‪ ،‬بينسسة الفجسساج‪ ،‬ودينسسه‬
‫قويم‪ ،‬وصراطه مستقيم } ليهلك من هلك عن بينة ويحيا‬
‫من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم {‪.‬‬
‫والمقصسسود بالخطسساب أربسساب النظسسر‪ ،‬والعتبسسار من ذوي‬
‫البصسسار }إنمسسا يتسسذكر أولسسو اللبسساب{‪ ،‬فأمسسا من أعمى‬
‫سارهُم السسردى من طسسائأفتي‬ ‫بصائأرهُم الهوى‪ ،‬وأغشسسى أبصس َ‬ ‫َ‬
‫المتمردين‪ ،‬والمقلدين الذين ألفوا آبائأهم ضسسالين فليسسسوا‬
‫بمقصسسودين } إنسسك ل تسسسمع المسسوتى ول تسسسمع الصسسم‬
‫السسسدعاء إذا ولسسسوا مسسسدبرين ومسسسا أنت بهسسسادي العمي عن‬
‫ضللتهم إن تسمع إل من يؤمن بآياتنسسا فهم مسسسلمون {“‬
‫اهس كلمه س أيده الله تعالى س‪.‬‬
‫ومن فرائأد قصائأد الماما الحجسسة المنصسسور باللسسه عبداللسسه‬
‫بن حمزة س عليهما سلما رب العسسزة سس في مسسا لقيسسه أهسسل‬
‫البيت س عليهم السلما س من هذه المة‪.‬‬
‫فمنهسسا كمسسا ذكرهسسا والسسدنا ومولنسسا وحجتنسسا مجدالسسدين‬
‫المؤيسسدي س س أيسسده اللسسه تعسسالى س س في كتابسسه الرائأسسع عيسسون‬
‫المختار‪:‬‬
‫سديث فعسسد ّ عن المنسسازل‬ ‫َ‬ ‫وهسسات لنسسا حس‬
‫م والتصسسسسسسسسسسسسسابي‬ ‫غسسسسسسسسسسسسسسديرِ خ ّ‬
‫آذان فيالسسسسك موقفسسسسا ً‬ ‫ِ‬ ‫م ّر في‬ ‫ولكن َ‬
‫ماكسسسسسان أسسسسسسنى‬ ‫صم‬
‫كسسأن خروجنسسا من لقد مال الناما معا ً‬
‫خلسسسسسسسسسسسسف ردما ِ علينا‬
‫م‬ ‫س كُلّهُ ُ‬
‫وكم بين المسسسسسبين هدينا النسسا َ‬
‫جميعسسسسسسسسسسسسسسسسسا ً‬ ‫مي‬ ‫والمع ّ‬
‫بسسسبيض الهنسسسد في فكان جزاؤنا منهم‬
‫م قراعسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ً‬ ‫السسسسسسسسسرهَ ِج الج ّ‬
‫ّ‬
‫حسن‬
‫ٍ‬ ‫م قتلوا أبا‬
‫وغسسسسالوا سسسسسبطه ه ُ‬
‫عليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ً‬ ‫حسسسسسسسسسسسسنا ً بسم‬
‫وهم حظسسسسسسسسسسروا‬ ‫ومسسسا صسسسانوه من‬
‫الفسسسسسسسسسرات على‬ ‫نصسسسسسل وسسسسسسهم ِ‬
‫ٍ‬
‫حسسسسسسسسسسسسسسسسسسين‬
‫ٍ‬ ‫سسسرما ٍ أتسسسوه‬
‫ج ْ‬ ‫فكم ُ‬
‫وزيسسسسسسسسدا ً أوردوه‬ ‫بعسسسسسسسد جسسسسسسسرما‬
‫ظسسسسسبى المواضي‬ ‫النسساس من‬
‫ِ‬ ‫هسسداة ُ‬
‫ُْ‬ ‫َُ‬
‫وأولد الهمسسسسسسساما ِ‬ ‫ظلم ٍ وظلم ِ‬
‫الشسسسسسسسسسسسسيخ منا‬
‫ِ‬ ‫فيالسسك من وسسسيع‬
‫ولَم أ َ َر هالكسسسسسسسسا ً‬ ‫البسسسسسساع ضسسسسسسخم‬
‫خ‬ ‫كقتيسسسسسسسسسسسسسل فَ ّ‬
‫ِ‬ ‫مسسسسارق‬
‫ٍ‬ ‫بخدعسسسسة‬
‫أئأمسسسة أمسسسة جهلت‬ ‫)]‪([5‬‬
‫وشسسسسسعاع غتم‬
‫هسسسسسسسسسسسسسسسسسسداها‬ ‫فقسساموا عن خسسديج‬
‫هموا قسسدحوا زنسساد‬ ‫غسسسسسسسسسسسسسسسسسير تم‬
‫النسسسسسسسسسسسسسسار فينا‬ ‫س أو ديسسارِ بلد ِ‬ ‫بسسآن َ‬
‫متشسسيع عسسادٍ‬
‫ٍ‬ ‫وكم‬ ‫قم‬
‫علينا‬ ‫كسسسسسسذي خطسسسسسسل‬
‫وجسسسبري ينازعنسسسا‬ ‫عرفسسسني بإسسسسمي‬ ‫يُ ّ‬
‫هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدانا‬

‫إلخ سلما الله تعالى على قائألها في العالمين‪.‬‬


‫]قيمة الرسإالة العلمية[‬
‫ظ‪ ،‬فهي‬ ‫ة اللفسسا ِ‬
‫ن هذه الرسالة البديعة وإن كسسانت قليل س َ‬ ‫إ ّ‬
‫سلوب والطسسرح‪،‬‬‫ِ‬ ‫ة السس‬ ‫ة المعاني‪ ،‬رائأع س ُ‬ ‫غزيرة ُ الفكارِ‪ ،‬قيّم ُ‬
‫ة‬‫ة العبارة‪ ،‬رشيقة الشارة‪ ،‬بديعسسة الموضسسوع؛ متنوعس ُ‬ ‫أنيق ُ‬
‫الفوائأسسد؛ حسسوت دّرر العقيسسدة َ وقلئأسسدها‪ ،‬واشسستملت على‬
‫سان‪ ،‬وحلوة َ‬
‫ة اللسس ِ‬ ‫حكمِ‪ ،‬وفصسساح َ‬ ‫سرار العلمِ‪ ،‬وينسسابيعَ ال ُ‬
‫أسس َ‬
‫والبرهان‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المنطق‬
‫ِ‬
‫سر ناحيتهسسا العلميسسة من‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫إن هسسذه الرسسسالة العظيمسسة لتَظهَس ُ‬
‫جوانب عديدة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ /1‬أنها تمثل عقيدة المتقدمين من أهل البيت الطسساهرين‬
‫س عليهم سلما رب العالمين س‪.‬‬
‫‪ /2‬أنها تبين الطريقسسة المثلى لسسسلوك المسسؤمن الصسسادق‪،‬‬
‫وكيف يتعامل مع الله تعالى من خلل معرفتسسه الصسسحيحة‬
‫به عز وجل‪.‬‬
‫‪ /3‬أن المتتبسسع والنسساظر لهسسذه العقيسسدة الصسسحيحة‪ ،‬والعين‬
‫الصافية والداعيسسة إلى التوحيسسد‪ ،‬والعسسدل‪ ،‬وصسسدق الوعسسد‬
‫والوعيد‪ ،‬والمسسر بسسالمعروف والنهي عن المنكسسر‪ ،‬وإثآبسسات‬
‫المامسسة لهسسل السسبيت عليهم السسسلما لَيَجسسد ُ فيهسسا راحسسة‬
‫النفس‪ ،‬وهدوء البال‪ ،‬وطمأنينة الصدر‪ ،‬وصسسفاء الخسساطر‪،‬‬
‫من ظلمة تشبيه الله تعسسالى‪ ،‬ونسسسبة الظلم والعبث إليسسه‬
‫وتجويره‪ ،‬وتكذيبه في وعده ووعيده‪ ،‬وإخراج المامة من‬
‫أهل البيت عليهم السلما‪.‬‬
‫إن ظلمة التشبيه‪ ،‬والجبر‪ ،‬والرجاء‪ ،‬والنصب لل محمد س‬
‫عليهم السلما س تجعل صاحبها في قلق‪ ،‬وفكسسر مشسسوش‪،‬‬
‫وخسساطر متكسسدر‪ ،‬وصسسدر متحسسرج‪ ،‬وتسسساؤلت عديسسدة‪،‬‬
‫وإشسسكالت كثسسيرة‪ ،‬وإيمسسان متذبسسذب‪ ،‬ومعرفسسة ملوثآسسة‬
‫متكدرة‪.‬‬
‫إن الناظر في معالم مدرسة آل محمد س عليهم السسسلما س‬
‫وأبعادهسسسا الفكريسسسة والعقائأديسسسة والفقهيسسسة والتفسسسسيرية‬
‫والثقافيسسة والخلقيسسة والرشسسادية تظهسسر لسسه عظمتهسسا‬
‫وروعتها وقداسسستها وحرمتهسسا‪ ،‬ويعلم السسسر في أمسسر اللسسه‬
‫تعالى وأمر رسوله الكريم س صلى الله عليه وآله وسلم س‬
‫بأخسسذ العلم عن أهسسل السسبيت سسس عليهم السسسلما سسس‪ ،‬ويعلم‬
‫السسسبب في كسسونهم خلفسساء الرسسسول‪ ،‬وأعسسدال الكتسساب‬
‫وقرنائأه‪ ،‬والثقل الصغر‪.‬‬
‫سسسسسسس‬
‫]تنبيه ماهم[‬
‫سيرى القاري الكريم النسساظر بعين البصسسيرة‪ :‬أن عقيسسدة‬
‫الماما العظم الهادي إلى الحق القوما سس عليسسه السسسلما س‬
‫هي عقيسسدة جسسده أمسسير المؤمسسنين علي بن أبي طسسالب‬
‫عليهما السلما‪ ،‬وهي عقيدة أمير المؤمسسنين زيسسد بن علي‬
‫بن الحسسسين بن علي عليهم السسسلما‪ ،‬وهي عقيسسدة أهسسل‬
‫السسبيت عليهم السسسلما جميعسسا ً إبتسسداءا ً بسسأمير المؤمسسنين‪،‬‬
‫وحليسسف السسذكر المسسبين‪ ،‬وإنتهسساءا ً بمولنسسا إمسساما العصسسر‬
‫مجدالدين المؤيدي س أيده الله تعسسالى سسس‪ ،‬وهي مسسستمرة س‬
‫إن شاء الله تعالى س إلى ورود الحوض كمسسا هسسو مصسسداق‬
‫حديث التمسك بالثقلين‪ ،‬وهو قوله س صلى الله عليه وآله‬
‫وسلم س‪ )):‬إني تارك فيكم ما إن تمسسسكتم بسسه لن تضسسلوا‬
‫من بعدي أبداً‪ :‬كتاب الله وعترتي أهل بيسستي إن اللطيسسف‬
‫الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض((‪.‬‬
‫إن ما يقوله الماما مجدالدين المؤيدي س أيده الله تعالى س‬
‫ويعتقده هو نفس وعين ما يقوله الماما الهادي إلى الحق‬
‫والماما زيد والمسساما أمسسير المؤمسسنين علي بن أبي طسسالب‬
‫عليهم السلما‪ ،‬وسأقوما س أخي القاري الكريم سسس بإيضسساح‬
‫ذلك‪ ،‬والله تعالى المعين على ما هنالك‪.‬‬
‫]ترجمة المااما الهادي عليه السلما[‬
‫سأنقل هنسسا ترجمسسة المسساما الحجسسة مجدالسسدين المؤيسسدي س‬
‫أيده الله تعالى بتأييسسده‪ ،‬وأمسسده بمسسواد ّ لطفسسه وتسسسديده س‬
‫للمسساما العظم‪ ،‬والقسسسائأم بحجسسسة السسسرب المكسسسرما أمسسسير‬
‫المؤمنين الهادي إلى الحق المبين يحيى بن الحسسسين بن‬
‫القاسم بن إبراهيم س عليهم أفضل التحيات والتسليم س‪.‬‬
‫قال مولنا س أيده الله تعسسالى سس في كتابسسه العظيم التحسسف‬
‫شرح الزلف‪:‬‬
‫الزلف‪:‬‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫‪31‬سسسسس وأظْهَ َ‬
‫سسسسر أعل َ‬ ‫بن‬‫سدين يحسسيى ُ‬ ‫عن الس ِ‬
‫النبسسسسسسسسوةِ ذائأسسسسسسسسدا ً‬ ‫الحسسسسسسين يقسسسسسارِع ُ‬
‫ِ‬

‫التحف‪:‬‬
‫]الماما الهادي إلى الحق عليه السلما[‬
‫هو الماما الهادي إلى الحق المبين‪ ،‬أبو الحسين يحيى بن‬
‫الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبسسراهيم‬
‫بن الحسسسن بن الحسسسن بن علي بن أبي طسسالب سس عليهم‬
‫السلما س‪.‬‬
‫ولد بالمدينسسة المطهسسرة سسسنة خمس وأربعين ومسسائأتين‪،‬‬
‫وحمل إلى جده القاسم س عليهمسسا السسسلما سس فوضسسعه في‬
‫جسسرِهِ المبسسارك وعسسوذه‪ ،‬وقسسال لبيسسه‪ :‬بم سسسميته؟ قسسال‪:‬‬ ‫ح ْ‬
‫َ‬
‫يحيى س وقد كسسان للحسسسين أخ يسسسمى يحسسيى تسسوفي قبسسل‬
‫ذلك س فبكى القاسم حين ذكره‪ ،‬وقسسال‪ :‬هسسو واللسسه يحسسيى‬
‫صاحب اليمن‪ ،‬وإنما قال ذلك لخبارٍ رويت بذكره‪.‬‬
‫وبقي القاسم س عليه السلما س بعد ذلك سنة واحدة‪ ،‬وإلى‬
‫ن بقوله‪:‬‬ ‫س ِ‬‫ح ّ‬ ‫م َ‬
‫ذلك أشار الماما الداعي يحيى بن ال ُ‬
‫م‬‫وأعلن القاسسسسسسسسسسسسسس ُ‬
‫َ‬ ‫بقسسسائأم ٍ فيسسسه لسسسه أمسسساره‬
‫بالبشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساره‬ ‫ث فيسسه المصسسطفى‬ ‫قسسد ب َ ّ‬
‫من الهسسسسسسسسسدى والعلم ِ‬ ‫أخبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساره‬
‫والطهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساره‬

‫بفضسسسسسسسسسسله وأوجب‬
‫انتظسسسسسسسسسسسسسسسسسساره‬

‫‪...‬إلى آخره‪.‬‬
‫]صفته عليه السلما[‬
‫قال الماما المنصور بالله س عليسسه السسسلما سسس‪ :‬كسسان أسسسديا ً‬
‫أنجل العينين)]‪ ،([6‬غليظ الساعدين بعيد مسسا بين المنكسسبين‬
‫والصدر‪ ،‬خفيف الساقين والعجز‪ ،‬كالسد)]‪.([7‬‬
‫]قيامه عليه السلما[‬
‫سنة ثآمانين ومائأتين‪ ،‬أقاما الله تعالى به السسدين في أرض‬
‫اليمن‪ ،‬وأحيا به رسوما الفسسرائأض والسسسنن‪ ،‬فجسسدد أحكسساما‬
‫خاتم النبسسيين‪ ،‬وآثآسسار سسسيد الوصسسيين‪ ،‬ولسسه مسسع القرامطسسة‬
‫الخارجين عن السلما نيف وسبعون وقعة‪ ،‬كانت له اليسسد‬
‫فيها كلها‪ ،‬ومع بني الحارث‪ ،‬نيف وسبعون وقعة‪.‬‬
‫وخطب له بمكة المشرفة سبع سنين‪ ،‬كما ذكر ذلسسك في‬
‫عمدة الطالب)]‪ ،([8‬وغيره‪.‬‬
‫قال الماما أبو طالب سس عليسسه السسسلما سسس‪ :‬وكسسان سس المسساما‬
‫الناصر الطروش س يحث الناس على نصرة الهادي يحسسيى‬
‫بن الحسين‪ ،‬ويقسسول‪ :‬من يمكنسسه أن ينصسسره وقسسرب منسسه‬
‫فنصرته واجبة عليه‪ ،‬ومن تمكن من نصرتي وقرب مسسني‬
‫فلينصرني)]‪.([9‬‬
‫]شيء من الثآار الواردة فيه[‬
‫وفيه آثآار عن جسسده النسسبي وأبيسسه الوصسسي‪ ،‬منها‪ :‬عن أمسسير‬
‫المؤمنين س عليسسه السسسلما سسس‪ ،‬قسسال‪) :‬مسسا من فتنسسة إل وأنسسا‬
‫أعسسرف سسسائأقها وناعقهسسا‪ ،‬ثآم ذكسسر فتنسسة بين الثمسسانين‬
‫والمائأتين )قسسال(‪ :‬فيخسسرج رجسسل من عسسترتي اسسسمه اسسسم‬
‫نسسبي‪ ،‬يمسسيز بين الحسسق والباطسسل‪ ،‬ويؤلسسف اللسسه قلسسوب‬
‫المؤمنين على يديه(‪.‬‬
‫وأشار الرسول س صلى الله عليه وآله وسسسلم س س بيسسده إلى‬
‫اليمن‪ ،‬وقال‪)) :‬سيخرج رجل من ولسسدي في هسسذه الجهسسة‬
‫اسمه يحيى الهادي يحيي الله به الدين((‪.‬‬
‫ويسر اللسسه لسسه علم الجفر)]‪([10‬السسذي أوحى اللسسه إلى نبيسسه‬
‫فيه علم ما يكون إلى يوما القيامة‪ ،‬وكان معسسه ذو الفقسسار‬
‫سيف أمير المؤمنين‪ ،‬وإلى ذلسسك أشسسار صسساحب البسسسامة‬
‫بقوله‪:‬‬
‫من خص بسسسالجفر من‬ ‫وذي الفقسسسسسسار ومن‬
‫أبنسسسسسسساء فاطمسسسسسسسةٍ‬ ‫فقَر‬
‫أروى ظمسسسسسسا ال ِ‬
‫]شيء مما قيل فيه[‬
‫ومن الشهادات التاريخية الحقة ما شهد به للماما الهادي‬
‫ابن حجسسر في‬‫ُ‬ ‫إلى الحق وللئأمة من أهل السسبيت الحافس ُ‬
‫سظ‬
‫فتح البسساري شسسرح البخسساري)]‪ ،([11‬حيث فسسسر بهم الخسسبر‬
‫النبوي المروي في البخاري)]‪ ([12‬وغيره‪ ،‬وهو‪)) :‬ل يزال هسسذا‬
‫المر في قريش ما بقي منهم اثآنان((‪ ،‬فأفاد أنه صدق الحسسديث‬
‫ببقاء المر في قريش باليمن من المائأة الثالثسسة في طائأفسسة من‬
‫بني الحسن‪ ،‬قال‪ :‬ول يتولى المامسسة فيهم إل من يكسسون عالمسسا ً‬
‫متحريا ً للعدل‪.‬‬
‫إلى قوله‪ :‬والسسذي في صسسعدة وغيرهسسا من اليمن‪ ،‬ل شسسك‬
‫في كونه قرشياً؛ لنه من ذرية الحسن بن علي‪.‬‬
‫وقال العلمة إمسساما المحسسدثآين في عصسسره‪ ،‬مؤلسسف بهجسسة‬
‫المحافسسسل يحسسسيى بن أبي بكسسسر العسسسامري في الريسسساض‬
‫المسسستطابة مسسا لفظسسه‪ :‬ثآم في زمن المعتمسسد والمعتضسسد‬
‫والمقتدر إلى المستعصسسم آخسسر ملسسوك العباسسسيين‪ ،‬تحسسرز‬
‫أهسسل السسبيت إلى بلسسدان ل يقسسدر عليهم فيهسسا مثسسل‪ :‬جيلن‬
‫وديلمسسان ومسسا يواليهسسا من بلد العجم‪ ،‬ومثسسل نجسسد اليمن‬
‫كصسسنعاء وصسسعدة وجهاتهسسا‪ ،‬واسسستوثآق أمسسرهم وقسساموا‬
‫بالمامة بشسسروطها قسساهرين ظسساهرين‪ ،‬فقسساما منهم بنجسسد‬
‫اليمن نحسسو بضسسع وعشسسرين إمامسسا ً أولهم وأولهم بالسسذكر‬
‫الماما الهادي يحيى بن الحسسسين بن القاسسسم بن إبسسراهيم‬
‫بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى‪ ،‬كسسان مولسسده‬
‫بالمدينة‪ ،‬ومنشاؤه بالحجاز‪ ،‬وتعلمه به وبالعراق‪ ،‬وظهسسور‬
‫سسسلطانه بسساليمن سسسنة ثآمسسانين ومسسائأتين‪ ،‬وكسسان جسساء إلى‬
‫اليمن وقد عم بها مذهب القرامطة والباطنية‪ ،‬فجاهسسدهم‬
‫جهادا ً شسسديداً‪ ،‬وجسسرى لسسه معهم نيسسف وثآمسسانون وقعسسة لم‬
‫ينهسسزما في شسسيء منهسسا‪ ،‬وكسسان لسسه علم واسسسع‪ ،‬وشسسجاعة‬
‫مفرطة‪.‬‬
‫بن‬
‫إلى قوله‪ :‬ثآم قاما بعد الهادي ول سدُهُ المرتضسسى محم سد ُ ُ‬
‫الناصر أحمد بن يحسسيى‪ ،‬وكانسسا ممن جمسسع‬‫ُ‬ ‫يحيى‪ ،‬ثآم ولدُه ُ‬
‫خصال الكمال والفضل كأبيهما‪ ،‬ودفنا إلى جنبسسه بصسسعدة‪،‬‬
‫ومن ذريتهما أكثر أشراف اليمن‪.‬‬
‫ثآم ساق في تعسسداد الئأمسسة فسسأورد قطعسسة تاريخيسسة‪ ،‬وبحثسسا ً‬
‫نفيسا ً يدل على غزارة علم‪ ،‬واطلع وإنصسساف‪ ،‬واعسستراف‬
‫بالحق وبُعْدٍ عن النحراف‪.‬‬
‫ن الئأمسسة‬ ‫حسستى قسسال‪ :‬وقسسد ذكسسر ابن الجسسوزي وغسسيره‪ :‬أ ّ‬
‫المتبوعين في المسسذاهب بسايع كسسل واحسسد منهم لمسساما من‬
‫أئأمة أهل البيت‪ ،‬بايع أبو حنيفسسة لبسسراهيم بن عبداللسسه بن‬
‫الحسن‪ ،‬وبايع مالك لخيه محمد‪ ،‬وبايع الشافعي لخيهمسسا‬
‫يحيى‪.‬‬
‫وقال ابن حسسزما صسساحب المحلى س س في ذكسسر أولد المسساما‬
‫الناصر س ما لفظه‪ :‬والحسن المنتخب‪ ،‬والقاسم المختسسار‪،‬‬
‫ومحمد )المهدي)]‪ ،(([13‬بنو أحمد الناصر بن يحيى الهسسادي‬
‫بن الحسسسين بن القاسسسم الرسسسي بن إبسسراهيم طباطبسسا‪،‬‬
‫وليحيى هسسذا الملقب بالهسسادي رأي في أحكسساما الفقسسه قسسد‬
‫رأيته لم يبعد فيه عن الجماعة كل البعد‪..‬إلى آخره)]‪.([14‬‬
‫وقال نشوان الحميري في كتاب الحور العين ص ‪196‬مسسا‬
‫لفظه‪ :‬وأول من دعا بسساليمن إلى مسسذهب الزيديسسة ونشسسر‬
‫مذهب أئأمتهم‪ :‬يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبسسراهيم‬
‫بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسسسن بن علي‬
‫بن أبي طسسالب‪ ،‬ولقبسسه الهسسادي إلى الحسسق‪ ،‬فنسسسزل بين‬
‫خولن‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫واللسسسه واللسسسه العظيم‬ ‫يهتز عرش الله منها‬
‫ة‬
‫الي ّ ً‬ ‫العظم‬
‫إني لسسودك يسسا حسسسين‬ ‫في الله أبديه وحينسسا ً‬
‫لمضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسمر‬ ‫أكتم‬

‫إلى قوله‪:‬‬
‫ولسسسود سسسسائأر بيت آل‬ ‫علي‬
‫ّ‬ ‫ض‬
‫فودادُهُم فر ٌ‬
‫محمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد‬ ‫ومغنم‬
‫قسسسسسسسسسوما أدين بحبهم‬ ‫ونصوصسسسسهم أفسسسستي‬
‫وبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدينهم‬ ‫الخصسسسسسسسوما وأحكم‬

‫]خروجه إلى اليمن[‬


‫ما انتشرت فضائأله‪ ،‬وظهرت أنواره وشمائأله‪ ،‬وفد إليه‬ ‫ول َ ّ‬
‫وفد أهل اليمن‪ ،‬فسسسألوه إنقسساذهم من الفتن‪ ،‬فسسساعدهم‬
‫وخرج الخرجة الولى‪ ،‬ثآم كر راجعا ً لمسسا شسساهد من بعض‬
‫الجند أخذ شسسيء يسسسير من أمسسوال النسساس‪ ،‬فنسسسزل بأهسسل‬
‫اليمن من الشسسدائأد والفتن مسسا ل قبسسل لهم بسسه‪ ،‬فعسساودوا‬
‫الطلب وتضرعوا إليسسه‪ ،‬فأجسسابهم وخسسرج ثآانيسسا ً عسساما أربعسسة‬
‫وثآمانين‪.‬‬
‫ومن كلمسسه المسسأثآور‪”:‬يسسا أهسسل اليمن لكم علي ثآلث‪ :‬أن‬
‫أحكم فيكم بكتاب الله‪ ،‬وسسسنة رسسسوله صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وآله وسسسلم‪ ،‬وأن أقسسدمكم عنسسد العطسساء‪ ،‬وأتقسسدمكم عنسسد‬
‫اللقسساء‪ ،‬ولي عليكم‪ :‬النصسسح‪ ،‬والطاعسسة مسسا أطعت اللسسه"‪،‬‬
‫ولقسسد أقسسسم في بعض مقاماتسسه أنسسه ل يغيب عنهم من‬
‫رسول الله إل شخصه )إن أطاعوه(‪.‬‬
‫ولقد حكى عالم من علماء الشافعية س وصل من العسسراق‬
‫لزيارته س من علمه وعدله وفضله وسيرته النبوية ما بهسسر‬
‫اللبسساب‪ ،‬وأنسسه شسساهده يتسسولى بيسسده الكريمسسة معالجسسة‬
‫الجسسرحى‪ ،‬ويتسسولى بنفسسسه إطعسساما اليتسسامى والمسسساكين‪،‬‬
‫وغسسير ذلسسك ممسسا هسسو مشسسهور‪ ،‬وعلى صسسفحات التسساريخ‬
‫مسطور‪.‬‬
‫إذا كسسان فضسسل المسسرء‬ ‫فليس بمحتسسسساج إلى‬
‫في النسسسساس ظسسسساهرا ً‬ ‫كسسسسسسسسسسسثرة الوصف‬
‫وما نشر الله تعسسالى في أقطسسار السسدنيا أنسسواره‪ ،‬وبث في‬
‫اليمن الميمون بركاته وآثآاره س منذ أحسسد عشسسر قرنسسا ً سس إل‬
‫لشأن عظيم‪ ،‬ولقد مل اليمن أمنا ً وإيماناً‪ ،‬وعلمسسا ً وعسسدلً‪،‬‬
‫ومساجد ومعاهد‪ ،‬وأئأمة هسسدى‪ ،‬ومسسا أصسسدق قسسول القائأسسل‬
‫فيه عليه السلما‪:‬‬
‫فسسسائأل الشسسهب عنسسه‬ ‫والفجسسسسر حين بسسسسدا‬
‫مطالعهسسسسسسسسسسسسسا‬ ‫في َ‬ ‫والصسسسسسسبح حين أضا‬
‫ة المصسسطفى‬ ‫س سن ّ َ‬
‫ل ُ‬ ‫س ْ‬
‫َ‬ ‫من علم النسسسسسسسساس‬
‫سسسسل صسسسساحبها‬
‫ِ‬ ‫ج‬
‫عن ن َ ْ‬ ‫مسسسسسسسنونا ً ومفترضا‬

‫وكراماته المنيرة‪ ،‬وبركاتسسه المعلومسسة الشسسهيرة مشسسرقة‬


‫النوار‪ ،‬دائأمة الستمرار على مرور العصسسار‪ ،‬ومسسا أحقسسه‬
‫بقول القائأل في جده الحسين السبط صلوات الله عليه‪:‬‬
‫أرادوا ليخفسسسوا قسسسبره‬ ‫فطيب تسسراب القسسبر‬
‫وليه‬ ‫عن‬ ‫دل على القسسسسسسسسسسبر‬

‫)]‪([15‬‬
‫بينه وبين الدعاما‬
‫ومن قصيدة له س عليه السلما س س إلى السسدعاما بن إبسسراهيم‬
‫الرحبي‪ ،‬يحثه على الجهاد في سبيل الله‪ ،‬ويذكر سسسوابق‬
‫همدان مع أمير المؤمنين وأخي سيد المرسلين‪ ،‬صسسلوات‬
‫الله تعالى وسلمه عليهم أجمعين‪:‬‬
‫انهض فقسسسسد أمكنتنسسسسا‬ ‫وصل فضسسائأل كسسانت أول‬
‫فرصسسسسسسسسسسسسسة اليمن‬ ‫السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسزمن‬
‫وسسسسسابقات وإكرامسسسسا ً‬
‫ٍ‬ ‫كانت مع الطاهر الهسسادي‬
‫ة‬ ‫مك ْ ُر َ‬
‫مسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ً‬ ‫و َ‬ ‫أبي الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن‬
‫ويسسسسسسسسوما صسسسسسسسسفين‬ ‫تخسسسسسوض في غمسسسسسرات‬
‫والفرسسسسان معلمسسسة‬ ‫ن‬
‫جن َ ِ‬
‫المسسسسسسسسسسسوت في ال ُ‬
‫والسسسروح حسسساما ٍ ويسسسوما‬ ‫والنقسسسع مرتفسسسع بسسسالبيض‬
‫النهسسسسسسسسسسسسروان لكم‬ ‫)]‪([16‬‬
‫صسسسسسسسسسسسسسسسسسن‬
‫ح ُ‬‫وال ُ‬
‫ونصسسسسسسرهم لمسسسسسسير‬ ‫محض المسسسودة والحيسسساء‬
‫المؤمسسسسسسسسسسنين على‬ ‫للسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسنن‬
‫وقم فسسزد شسسرفا ً يعلسسو‬ ‫في حي همسسدان والحيسساء‬
‫على شسسسسسسسسسسسسسسرف‬ ‫من يمن‬
‫ففيك ذاك بحمسسد اللسسه‬ ‫إذ أنت ليث الوغسسسسسسا في‬
‫نعرفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬ ‫السسسسسسسسسسسسسسسسلم والفتن‬
‫واستغنم المر نهضا ً يا‬ ‫ما داما روح حيسساة النفس‬
‫دعسسسسسسسسسساما بسسسسسسسسسسه‬ ‫في البسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدن‬

‫‪...‬إلى آخرها‪.‬‬
‫فأجابه الدعاما بهذا الشعر‪:‬‬
‫سادق‬
‫كتاب إماما ٍ صس ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أتى‬ ‫بسسسسالفرض يأمرنسسسسا منسسسسه‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ل ِق ِ‬ ‫وبالسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسنن‬
‫هذا أبسسوه رسسسول اللسسه‬ ‫خير البرايا إمسساما من بسسني‬
‫يتبعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬ ‫الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن‬
‫السسزكي‬
‫ّ‬ ‫أبسسو الحسسسين‬ ‫خذلنسسسسه بحلل يسسسسا ذوي‬
‫الهاشسسسسسسمي فمسسسسسسا‬
‫ّ‬ ‫الفطن‬
‫وكيسسسسف ذاك وفي خم‬ ‫فرض علينا به قد قسساما لم‬
‫لطاعتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬ ‫يهن‬
‫أنت المقسسسدما يسسسا ابن‬ ‫)]‬
‫لنسا سسواكم بسرغم الكاشح‬
‫المصسسسسسطفين فمسسسسسا‬ ‫‪ ([17‬الضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسغن‬
‫أقسسسسدما على الرشسسسسد‬ ‫على اللسسه فعنسسدي النصسسر‬
‫والتوفيسسسسق معتمسسسسدا ً‬ ‫بالبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدن‬
‫وبسسسسالبنين وبسسسسالموال‬ ‫وبالعشائأر من همدان في‬
‫قاطبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسنَن‬
‫َ‬
‫تسسترى بنصسسرك يسسا ابن‬ ‫تترى من الماء أسبال من‬
‫الطسسسسسساهرين كمسسسسسسا‬ ‫المسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسزن‬
‫معي فسسسسسسسسوارس من‬ ‫للسسسه صسسسادقة في القسسسول‬
‫همسسسسسسدان ناصسسسسسسحة‬ ‫ن‬
‫والسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدّي َ ِ‬
‫أنسسا سسسنانك أُوْهِي حسسد‬ ‫ناواك يسسا ابن رسسسول اللسسه‬
‫ورةِ من‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسس َ‬
‫َ‬ ‫في اليمن‬
‫أقود خيلسسك أحمي عن‬ ‫بذي كعسسوب ومسساض حسسده‬
‫مكارههسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬ ‫)]‪([18‬‬
‫أرن‬
‫ِ‬
‫ساب‬
‫سدور كتس ٌ‬ ‫شسسفى الصس َ‬ ‫هسسسذا وأيقظنسسسا من نومسسسة‬
‫ه‬
‫أنت كاتب ُسسسسسسسسسسسسسسسسس ُ‬ ‫الوسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن‬
‫ف أجسسدادي‬ ‫ذكرت سال َ‬ ‫َ‬ ‫في نصر جسسدك في مسساض‬
‫السسسسسسسذين سسسسسسسسعوا‬ ‫من السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسزمن‬
‫أنا خليفتهم في نسسسل‬ ‫يحسسيى المسساما بل عجسسز ول‬
‫قائأسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدهم‬ ‫غَبَن‬
‫ما بعد قولك من قول‬ ‫يسسسا ابن الحطيم ويسسسا ابن‬
‫فنتبعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬ ‫والسسسسسسسسسركن‬
‫ّ‬ ‫الحجسسسسسسسسسر‬
‫يسسا ابن الوصسسي أمسسير‬ ‫نسل البتول ومن قد فسسساز‬
‫المؤمسسسسسسسنين ويسسسسسسسا‬ ‫بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالمنن‬
‫حبلي بحبلك موصسسول‬ ‫والسسسود مسسسني لكم ينقسسساد‬
‫بل كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذب‬ ‫)]‪([19‬‬
‫بالرسن‬ ‫ّ‬
‫إلى اتباعسسك فاحفظهسسا‬ ‫من سسسامع لسسك ل ينسسساك‬
‫منحلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة‬ ‫في السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوطن‬
‫إنا نسسرى من تنحى عن‬ ‫سل إلى‬ ‫جهْس ٍ‬
‫ل من َ‬ ‫كجاحد ما َ‬
‫وليتكم‬ ‫وثآن‬

‫ومنها‪:‬‬
‫واعسسزما على مسسا أراك‬ ‫حتى تميز عن كشسسف من‬
‫اللسسسسسسه من رشسسسسسسد‬ ‫المحن‬
‫وتسسستبين فعسسالي في‬ ‫حقسسا ً وليس مقسسالي فيسسك‬
‫مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيركم‬ ‫)]‪([20‬‬
‫بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالفن‬
‫]شيء من كلمه[‬
‫قال س عليه السلما سس في تفسسسيره ليسسات من كتسساب اللسسه‬
‫تعالى‪ :‬والقرآن‪ ،‬فإنما نزل على العرب بلغتهم‪ ،‬وخاطبهم‬
‫ة‬
‫خلها العرب في كلمها صل ً‬ ‫الله فيه بكلمهم‪ ،‬والنفس تُد ِ‬
‫لجميع ما تسسأتي بسسه من مقالهسسا‪ ،‬وقسسد تزيسسد غسسير ذلسسك في‬
‫مخاطبتها‪ ،‬ومسسا تسسسطره من أخبارهسسا‪ ،‬مثسسل‪] :‬مسسا[ و ]ل[‪،‬‬
‫وغير ذلك مما ليس له عندها معنى‪ ،‬غير أنهسسا تحسسسن بسسه‬
‫كلمها‪ ،‬وتصل به قيلها وقالها‪.‬‬
‫إلى أن قال‪ :‬وفي ذلك ما يقول الرحمن السسرحيم س س فيمسسا‬
‫أنزل على نبيسسه من الفرقسسان العظيم من قسسول موسسسى س‬
‫ضسسلّوا)‬ ‫َ‬ ‫منَعَسس َ‬ ‫عليه السلما س‪} :‬قَا َ‬
‫م َ‬ ‫ك إِذ ْ َرأيْتَهُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ارو ُ‬ ‫ل يَاهَ ُ‬
‫َ‬ ‫‪(92‬أ َ ّل تتبع َ‬
‫مسسرِي)‪] {(93‬طسسه‪92:‬س ‪ ،[93‬إلى‬ ‫تأ ْ‬ ‫ن أفَعَ َ‬
‫صي ْ َ‬ ‫َِّ َ ِ‬
‫أن قال‪ :‬ومثل هذا كثير فيما ن َ ّزل ذو الجلل والكراما‪.‬‬
‫م‬‫ت لَهُ ْ‬‫ن اللّهِ لِن ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫م س ةٍ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫مسسا َر ْ‬ ‫ومن ذلك قوله سسسبحانه‪} :‬فَب ِ َ‬
‫ك{ ]آل‬ ‫حوْل ِسس َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫َضسسوا ِ‬ ‫ب َلنْف ّ‬ ‫يسسظ الْقَل ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ت فَظّا غَل ِ‬‫َول َسسوْ كُن ْ َ‬
‫م{ ]النسسساء‪:‬‬ ‫ميث َسساقَهُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ْضسهِ ْ‬ ‫ما نَق ِ‬ ‫عمران‪ ،[159:‬وقوله‪}:‬فَب ِ َ‬
‫‪..،[155‬إلى آخر كلمه)]‪.([21‬‬
‫وقال س مبينا ً لما خاطب الله به الخلق س وسألت عن قول‬
‫مين ِ سهِ{ ]الزمسسر‪:‬‬ ‫مطْوِي ّ ٌ‬
‫ات بِي َ ِ‬ ‫ات َ‬ ‫الس سماوَ ُ‬ ‫اللسسه سسسبحانه‪} :‬وَ ّ‬
‫ل ضربه اللسسه لهم ممسسا تعرفسسه‬ ‫مث َ ٌ‬‫‪ ،[67‬وهذا رحمك الله فَ َ‬
‫العرب وتمثل به‪ ،‬وذلك أن العرب تقول لمالسسك الشسسيء‪:‬‬
‫هو في يده وهو في يمينه‪ ،‬تريسسد بسسذلك تأكيسسد الملسسك لسسه؛‬
‫لن كل ما كان في يد المالك فهو أقدر ما يكون عليه‪.‬‬
‫مينِهِ{ فإخبار منسسه لهم‬ ‫مطْوِي ّ ٌ‬
‫ات بِي َ ِ‬ ‫حتى قال‪ :‬فأما قوله‪َ } :‬‬
‫بأن السماوات مطويات في ملكه‪ ،‬متصرفات في أمسسره‪،‬‬
‫مجموعات في حكمه‪ ،‬كما يجمع الشيء المطوي جامعه‪،‬‬
‫ويحوزه ويضم عليه طاويسسه‪ ،‬فمثسسل لهم أمسسر نفسساذ حكمسسه‬
‫في السماوات‪ ،‬وقدرته عليهم بما يعرفون من مقسسدرتهم‬
‫على ما يطوونه وينشرونه‪..‬إلى تماما كلمه)]‪.([22‬‬
‫وقال س عليه السلما س في جواب مسسسألة النبسسوة والمامسسة‬
‫في النبياء‪ :‬ثآم أبان معهم العلم والدليل‪ ،‬الذي يسسدل على‬
‫أنهم رسل مبعوثآون برسالته إلى خلقه‪.‬‬
‫وأشسسار إلى معجسسسزات الرسسسسول‪ ،‬حسسستى قسسسال في ذكسسسر‬
‫الوصياء‪ :‬والعلم والدليل فهو فضلهم على أهسسل دهسسرهم‪،‬‬
‫وبيانهم على جميع أهل ملتهم‪.‬‬
‫إلى أن قسسال‪ :‬وعلمهم ودليلهم فهسسو العلم بغسسامض علم‬
‫النبيسساء‪ ،‬والطلع على خفي أسسسرار الرسسسل‪ .‬قسسال‪ :‬من‬
‫ذلك ما كان يوجد عند وصي موسى‪ ،‬وعند وصي عيسسسى‬
‫عليهم السلما‪ ،‬مما ل يوجد عند غيرهم من أهل دهسسرهم‪،‬‬
‫ومن ذلك ما يوجد عند وصسسي محمسسد سس صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وآله وسلم س علي بن أبي طالب‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومن ذلك ما كان عنده من كتاب الجفسسر‪ ،‬ومسسا كسسان‬
‫عنده من علم ما يكون إلى يوما القيامة‪.‬‬
‫وقال في وصف المستحقين للمامة من ذريسسة الرسسسول‪:‬‬
‫بسسولدة الرسسسول سسس صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم سسس‪،‬‬
‫وبمعرفتهم بذي الجلل والكراما‪ ،‬والورع الذي جعله اللسسه‬
‫قواما ً للسلما‪ ،‬وبالمعرفة بالحلل عند الله والحراما‪ ،‬وبما‬
‫يحتاج إليه في الدين جميع الناما‪.‬‬
‫حتى قسسال‪ :‬وبكشسسف السسرؤوس‪ ،‬وتجريسسد السسسيوف‪ ،‬ورفسسع‬
‫الرايات لله تعالى وفي الله عز وجسسل‪ ،‬والمنابسسذة لعسسداء‬
‫الله‪ ،‬وبإظهار الدعاء إلى الله‪.‬‬
‫إلى أن قال‪ :‬وإحياء الكتاب والسنة‪ ،‬وإقامة الحق والعدل‬
‫في الرعية‪ ،‬والطلع على غامض كتاب الله ووحيه‪ ،‬الذي‬
‫ل يطلسسع عليسسه إل من قلسسده اللسسه السياسسسة‪ ،‬وحكم لسسه‬
‫بالمامة‪..‬إلى تماما كلمه)]‪.([23‬‬
‫]عبادته[‬
‫روى سليم الذي كان يتسسولى خدمتسسه‪ :‬أنسسه تبعسسه في بعض‬
‫الليالي‪ ،‬وكان يسير مع المسساما إلى الموضسسع السسذي يسسبيت‬
‫فيه ثآم ينصرف‪ ،‬وفي تلك الليلة رأى أن يبيت على الباب‬
‫س ولم يعلم به الماما س لينظر ما يصنع‪ ،‬قال‪ :‬فسهر الليسسل‬
‫أجمع ركوعا ً وسجوداً‪ ،‬وكنت أسمع وقع دموعه‪ ،‬ونشسسيجا ً‬
‫في حلقه )ع(‪.‬‬
‫]مؤلفاته[‬
‫كان س عليه السسسلما س س ل يتمكن من إملء مسسسألة إل وهسسو‬
‫على ظهر فرسه في أغلب الوقات‪ ،‬ومن مؤلفاته‪ :‬كتاب‬
‫الحكسساما‪ ،‬والمنتخب‪ ،‬وكتسساب الفنسسون‪ ،‬وكتسساب المسسسائأل‪،‬‬
‫ومسسسائأل محمسسد بن سسسعيد‪ ،‬وكتسساب التوحيسسد‪ ،‬وكتسساب‬
‫القياس‪ ،‬وكتاب المسترشد‪ ،‬وكتاب الرد على أهل الزيسسغ‪،‬‬
‫وكتسسساب الرادة والمشسسسيئة‪ ،‬وكتسسساب الرضسسساع‪ ،‬وكتسسساب‬
‫المزارعة‪ ،‬وكتسساب أمهسسات الولد‪ ،‬وكتسساب العهسسد‪ ،‬وكتسساب‬
‫تفسير القسسرآن سسستة أجسسزاء)]‪ ،([24‬ومعسساني القسسرآن تسسسعة‬
‫أجسسزاء‪ ،‬وكتسساب الفوائأسسد جسسزآن‪ ،‬وكتسساب مسسسائأل السسرازي‬
‫جسسزآن‪, ،‬كتسساب السسسنة‪ ،‬وكتسساب السسرد على ابن الحنفيسسة‪،‬‬
‫وكتاب تفسير خطايا النبياء‪ ،‬وكتسساب أبنسساء السسدنيا‪ ،‬وكتسساب‬
‫الولء‪ ،‬وكتسساب مسسسائأل الحسسسين بن عبداللسسه ]الطسسبري[‪،‬‬
‫ومسائأل ابن أسعد‪ ،‬وكتاب جواب مسائأل نصارى نجران‪،‬‬
‫وكتسساب بسسوار القرامطسسة‪ ،‬وكتسساب أصسسول السسدين‪ ،‬وكتسساب‬
‫المامسسة وإثآبسسات النبسسوة والوصسساية‪ ،‬وكتسساب مسسسائأل أبي‬
‫الحسين‪ ،‬وكتسساب السسرد على الماميسسة‪ ،‬وكتسساب السسرد على‬
‫أهل صنعاء‪ ،‬والرد على سليمان بن جريسسر‪ ،‬وكتسساب البسسالغ‬
‫المدرك في الصسسول شسسرحه المسساما أبسسو طسسالب‪ ،‬وكتسساب‬
‫المنسزلة بين المنسزلتين‪.‬‬
‫قال الماما المنصور بالله س عليه السلما س‪ :‬وقد تركنا قدر‬
‫ثآلثآسسة عشسسر كتابسسا ً كراهسسة التطويسسل‪ ،‬وهي عنسسدنا معروفسسة‬
‫موجودة)]‪ .([25‬انتهى كلما الماما س عليه السلما س‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فانظر إلى هذا مع اشتغاله بإظهار السسدين الحسسنيف‪،‬‬
‫وضربه بسسذي الفقسسار رؤوس أهسسل الزيسسغ والتحريسسف‪ ،‬وقسسد‬
‫كان ابتداؤهم في التأليف من عصر الوصي عليه السلما‪،‬‬
‫فقد كسسانوا يكتبسسون مسسا يمليسسه عليهم من العلسسوما الربانيسسة‪،‬‬
‫والحكم البالغة‪ ،‬التي خص الله تعالى بها أهل هسسذا السسبيت‬
‫الشريف‪ ،‬ومؤلفاتهم بين ظهراني المة قد ملؤوها بحجج‬
‫العقول‪ ،‬وأكدوها بصحة المنقول‪.‬‬
‫أما التوحيد والعدل‪ ،‬فإمامهم فيه والدهم الوصسسي‪ ،‬السسذي‬
‫خطب به‪ ،‬وبلغ الخلق على رؤوس المنسسابر‪ ،‬ولقنسسه أولده‬
‫الوارثآين له كابرا ً عن كابر‪.‬‬
‫وأما سنة جدهم فمن باب المدينة دخلوا‪ ،‬وصاحب السسبيت‬
‫أدرى بالذي فيسسه‪ ،‬ولقسسد حفسسظ بعضسسهم)]‪([26‬عن بسساقر علم‬
‫النبياء محمد بن علي سبعين ألف حديث‪.‬‬
‫وأما علوما اللغة فمنها ارتضعوا‪ ،‬وفيها دبوا ودرجسسوا‪ ،‬ومن‬
‫زللهسسا كرعسسوا‪ ،‬يتلقونهسسا أبسسا ً عن أب‪ ،‬لم تدنسسسها ألسسسنة‬
‫العجم‪ ،‬ول غيرتها تحاريف المولدين‪ ،‬بل تربوا في حجسسور‬
‫آبائأهم الطاهرين‪ ،‬ليس لهم هم إل تعريفهم ما أنسسزل اللسسه‬
‫تعسسالى من الفسسرائأض‪ ،‬وتبسسيين مسسا ضسسل عن الخلسسق من‬
‫الغوامض‪ ،‬لم يكن بينهم وبين أبيهم أمير المؤمنين وأخي‬
‫ن كلمسسه فسسوق كلما المخلسسوق‪ ،‬ودون‬ ‫م ْ‬‫سيد المرسلين س س َ‬
‫كلما الخسسسالق‪ ،‬من احتسسسذت على آثآسسساره فصسسسحاء المسسسة‪،‬‬
‫ما سسسابق‪،‬‬ ‫واقتبسسست من أنسسواره بلغسساء الئأمسسة سسس إل إمسسا ٌ‬
‫ومقتصسسد لحسسق‪ ،‬وهم العسسرب الصسسميم‪ ،‬وأربسساب زمسسزما‬
‫والبسساطح والحطيم‪ ،‬فلسسول أن مسسا نقلتسسه النقلسسة من أهسسل‬
‫اللغة موافق لكلما الله تعسسالى وكلما رسسسوله وأهسسل بيتسسه‬
‫لما قبلناه منهم‪ ،‬ولمسسا أخسسذناه عنهم‪ ،‬فهسسو معسسروض على‬
‫هذه الصول الحكيمة‪ ،‬والقواعد الراسسسخة القويمسسة‪ ،‬ومن‬
‫له عناية في اقتفاء آثآار أهل بيت نبيه‪ ،‬أمكنه أن يأخذ من‬
‫كلمهم متون اللغة وإعرابها وتصسسريفها‪ ،‬ومعانيهسسا وبيانهسسا‬
‫وبديعها وتأليفها‪ ،‬وحقائأق التأويل‪ ،‬وطرائأق التنسسسزيل‪ ،‬فلم‬
‫يسسأتمنهم اللسسه تعسسالى على دينسسه‪ ،‬إل وهم أهسسل لحملسسه‬
‫وتلقينه‪}،‬الل ّ َ‬
‫ه{ ]النعاما‪.[124:‬‬ ‫سالَت َ ُ‬ ‫جعَ ُ‬
‫ل رِ َ‬ ‫ث يَ ْ‬
‫حي ْ ُ‬‫م َ‬ ‫ه أعْل َ ُ‬
‫ُ‬
‫]وفاته[‬
‫قبضسسه اللسسه تعسسالى إليسسه شسسهيدا ً بالسسسم‪ ،‬وهسسو في ثآلث‬
‫وخمسسسين سسسنة‪ ،‬ليلسسة الحسسد لعشسسر بقين من ذي الحجسسة‬
‫سنة ثآمان وتسعين ومائأتين‪ ،‬ودفن يوما الثآسسنين في قسسبره‬
‫الشريف المقابل لمحراب جامعه السسذي أسسسسه بصسسعدة‪،‬‬
‫وروى السيد أبو العباس س س عليسسه السسسلما س س أنسسه نعي إلى‬
‫المسساما الناصسسر الطسسروش فبكى بنحيب ونشسسيج‪ ،‬وقسسال‪:‬‬
‫اليوما انهد ركن السلما‪.‬‬
‫مشسسهده بصسسعدة)]‪ ([27‬من أرض اليمن‪ ،‬وقسسد كسسان سس عليسسه‬
‫السلما س رأى نورا ً ساطعا ً في حال حياته‪ ،‬واختط الجسسامع‬
‫المقدس على جسسذوة ذلسسك النسسور‪ .‬ذكسسر ذلسسك بتمامسسه في‬
‫]السسانيد اليحيوية)]‪ [([28‬في قصسة ل يسسع الحسال التيسان‬
‫بهسسا‪ ،‬وكسسان ذلسسك أول أسسساس لصسسعدة هسسذه الموجسسودة‬
‫المعمسسورة ببركتسسه‪ ،‬وكسسانت صسسعدة القديمسسة تحت جبسسل‬
‫تلمص)]‪ ([29‬كما هو المشهور‪.‬‬
‫]أولده المعقبون[‬
‫محمد‪ ،‬وأحمد‪ ،‬والحسن‪ .‬انتهت ترجمسسة المسساما الهسسادي س‬
‫عليه السسسلما سس من التحسسف شسسرح الزلسسف للمسساما الحجسسة‬
‫مجدالدين المؤيدي س أيده الله تعالى س‬
‫ولمزيد المعرفة في سيرة هذا الماما العظيم‪ ،‬والمصسسسلح‬
‫الكريم انظر على سبيل المثال‪:‬‬
‫الشافي للماما الحجة المنصور بالله عبداللسسه بن حمسسزة س‬
‫عليهما السلما س‪.‬‬
‫سيرة الماما الهسسادي س س عليسسه السسسلما س س للعلمسسة علي بن‬
‫محمد بن عبيدالله العلوي العباسي س عليه السلما س‪.‬‬
‫الفادة في تاريخ الئأمة السادة للماما العظم أبي طالب‬
‫يحيى بن الحسين الهاروني س عليهما السلما س‪.‬‬
‫شرح أنوار اليقين للماما المنصور باللسسه الحسسسن بن بسسدر‬
‫الدين س عليهما السلما س‪.‬‬
‫حميسسد بن أحمسسد‬ ‫الحدائأق الوردية للعلمة الشهيد السسسعيد ُ‬
‫المحلي س رضي الله تعالى عنه س‪.‬‬
‫النسسوار البالغسسة شسسرح البيسسات الدامغسسة للسسسيد العلمسسة‬
‫الحسن بن صلح الداعي اليحيوي س عليهما السلما س‪.‬‬
‫الللي المضية للسيد الماما الشرفي س عليه السلما س‪.‬‬
‫وغيرها كثير كما يعرفه المتتبع البصير‪.‬‬
‫] روايسسسسسسة مولنسسسسسسا المسسسسسساما الحجسسسسسسة مجدالسسسسسسدين‬
‫المؤيدي ‪ -‬رضوان الله تعالى وسلمه عليه ‪ -‬لمذاهب آل‬
‫محمد س صلوات الله تعالى عليهم س [‬
‫يقول عبد اللسسه المفتقسسر إلى اللسسه تعسسالى المعيسسد المبسسدي‬
‫مجد ُ الدين بن محمد المؤيدي س أفرغا الله تعسسالى عليهمسسا‬
‫فيض فضله السسوفي‪ ،‬ولطفسسه الخفي س س بعسسد الحمسسد لسسولي‬
‫الحمسسد ومسسستحقه‪ ،‬وصسسلواته وسسسلمه على خيرتسسه من‬
‫خلقه‪:‬‬
‫مذاهب آل محمد س صسسلوات اللسسه عليهم س س وأصسسول‬ ‫َ‬ ‫أروي‬
‫عقائأدهم ودياناتهم في العدل والتوحيد‪ ،‬والوعد والوعيسسد‪،‬‬
‫والنبسسسؤات‪ ،‬والمامسسسات‪ ،‬والمسسسر بسسسالمعروف والنهي عن‬
‫المنكر‪ ،‬وفقههم‪ ،‬وأحاديث الحكاما من سنة جسسدهم سسسيد‬
‫الناما عن‪:‬‬
‫والسسسدي وشسسسيخي العلمسسسة السسسولي عابسسسد آل محمسسسد‪،‬‬
‫وزاهدهم‪ :‬محمد بن منصور بن أحمد المؤيدي رضي الله‬
‫عنهم قراءة وإجازة لجميع طرقسسه‪ ،‬وهسسو يسسروي ذلسسك عن‬
‫شيخه أمسسير المؤمسسنين المهسسدي لسسدين اللسسه رب العسسالمين‬
‫محمد بن القاسم الحوثآي الحسيني س صلوات الله عليه س‬
‫قراءة وإجازة عامة‪.‬‬
‫وأروي أيضا ً عن الماما س عليه السلما س ذلك وغيره بجميع‬
‫طرقنا‪ ،‬وهو يروي ذلك وغيره عن شيخه أمسسير المؤمسسنين‬
‫المنصور بالله رب العسسالمين محمسسد بن عبسسد اللسسه السسوزير‬
‫قراءة وإجازة عامة‪ ،‬وعن شيخه السيد المسساما محمسسد بن‬
‫محمسسد بن عبسسد اللسسه الكبسسسي سس عليهم السسسلما سس قسسراءة‬
‫وإجازة عامة‪ ،‬وعن شيخه القاضي العلمة شسسيخ السسسلما‬
‫أحمد بن إسماعيل القرشي العلفي س س رضسسي اللسسه عنسسه س‬
‫قراءة وإجازة عامة‪.‬‬
‫فأما الماما المنصور بالله محمد بن عبد الله س س عليهمسسا‬
‫السلما س فسسيروي ذلسسك قسسراءة وإجسسازة عن السسسيد المسساما‬
‫يحيى بن عبدالله بن عثمسسان السسوزير‪ ،‬وعن السسسيد المسساما‬
‫مؤلف أنسسوار التمسساما‪ :‬أحمسسد بن يوسسسف زبسسارة الحسسسني‪،‬‬
‫وعن السيد الماما أحمد بن زيسسد بن عبسسد اللسسه الكبسسسي س‬
‫عليهم السلما س‪.‬‬
‫وأما السيد الماما الحافظ محمد بن محمسسد بن عبسسد اللسسه‬
‫الكبسسسي‪ ،‬وكسسذا السسسيد المسساما أحمسسد بن زيسسد الكبسسسي‪،‬‬
‫والقاضي العلمة أحمسسد بن إسسسماعيل القرشسسي فسسيروون‬
‫جميعا ً ذلك وغيره عن شيخهم السيد المسساما نجم العسسترة‬
‫العلما محمد بن عبد الرب بن محمسسد بن زيسسد بن المسساما‬
‫المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم س عليهم السلما س‬
‫قراءة وإجازة‪ ،‬وهو يسسروي ذلسسك وغسسيره عن عمسسه السسسيد‬
‫العلمة إسماعيل بن محمد عن والده العلمسسة محمسسد بن‬
‫زيد عن والسسده العلمسسة زيسسد بن المسساما عن والسسده المسساما‬
‫الواه أمسسير المؤمسسنين المتوكسسل على اللسسه إسسسماعيل عن‬
‫والسسده المسساما العظم المجسسدد للسسدين أمسسير المؤمسسنين‬
‫المنصور بالله رب العالمين أبي محمد القاسم بن محمسسد‬
‫بن رسول الله س صلوات الله عليه وعلى آله وسلمه س‪.‬‬
‫]ح ]‪ [ [30‬ويروي السيد الماما محمد بن عبسسد السسرب أيضسسا ً‬
‫ذلسسك وغسسيره عن شسسيخه السسسيد العلمسسة إسسسماعيل بن‬
‫إسماعيل بن ناصسسر السسدين عن السسسيد العلمسسة محمسسد بن‬
‫زيد بن محمد بن الحسسسن بن القاسسسم سس عليهم السسسلما س‬
‫عن والده زيد المتوفى سنة ثآلث ومسسائأتين وألسسف مؤلسسف‬
‫اليجاز في المعاني والبيسسان‪ ،‬والقسسسطاس في السسرد على‬
‫صاحب النسسبراس عن والسسده محمسسد بن الحسسسن بالجسسازة‬
‫العامة من الماما القاسم لولده سلطان السلما الحسسسن‬
‫بن الماما القاسم واخوته س عليهم السلما س‪.‬‬
‫وأما السيد الماما بدر الل الكراما يحيى بن عبسسد اللسسه بن‬
‫عثمسسان السسوزير‪ ،‬وكسسذا السسسيدان المامسسان أحمسسد بن زيسسد‬
‫الكبسسسي‪ ،‬وأحمسسد بن يوسسسف زبسسارة سسس عليهم السسسلما س‬
‫فيروون ذلسك وغسسيره‪ ،‬عن شسسيخهم السسسيد المسساما حافسسظ‬
‫علوما آل محمد س عليهم السلما س الحسين‪ ،‬المتوفى سنة‬
‫إحدى وثآلثآين ومائأتين وألسسف بن يوسسسف‪ ،‬المتسسوفى سسسنة‬
‫تسع وسبعين ومائأسسة وألسسف بن الحسسسين‪ ،‬المتسسوفى سسسنة‬
‫إحسسدى وأربعين ومائأسسة وألسسف‪ ،‬بن أحمسسد بن صسسلح زبسسارة‬
‫الحسني س عليهم السلما سسس‪ ،‬وهسسو يسسروي ذلسسك وغسسيره عن‬
‫أبيه العلمة يوسف عن أبيه السيد الماما شيخ آل محمسسد‬
‫حافسسظ العلسسوما والسسسانيد الحسسسين بن أحمسسد عن المسساما‬
‫الزاهسسد العابسسد أمسسير المؤمسسنين المؤيسسد باللسسه محمسسد بن‬
‫إسماعيل عن أبيه المسساما المتوكسسل على اللسسه إسسسماعيل‬
‫عن أبيه الماما المنصور بالله القاسم بن محمسسد س س عليهم‬
‫السلما س‪.‬‬
‫]ح[ ويروي أيضا ً السيد الماما الحافسسظ السسسابق الحسسسين‬
‫بن أحمد بن صلح زبسسارة ذلسسك وغسسيره عن شسسيخه السسسيد‬
‫العلمة عامر‪ ،‬المتوفى سنة مائأة وألسسف بن عبسسد اللسسه بن‬
‫عامر الشهيد عن المسساما العظم‪ ،‬والبحسسر الخضسسم‪ ،‬أمسسير‬
‫المؤمنين‪ ،‬المؤيد بالله رب العسسالمين أبي علي محمسسد بن‬
‫الماما القاسم عن أبيه الماما المنصور باللسسه القاسسسم بن‬
‫محمد س عليهم السلما س‪.‬‬
‫]ح[ ويروي السسسيد المسساما الحسسسين بن أحمسسد أيضسسا ً ذلسسك‬
‫وغيره عن القاضي العلمة المفضال أحمسسد بن صسسالح بن‬
‫أبي الرجال عن شيخه القاضي العلمة حواري الل شسسيخ‬
‫السسسلما‪ ،‬وإمسساما الشسسيعة العلما أحمسسد بن سسسعد السسدين‬
‫المسوري رضي الله عنهم عن الماما المؤيد بالله محمسسد‬
‫بن القاسسسم عن أبيسسه المسساما المنصسسور باللسسه القاسسسم بن‬
‫محمد س عليهم السلما س‬
‫]ح[ ويروي أيضا ً السيد الماما‪ ،‬نجم العترة العلما‪ ،‬محمد‬
‫بن عبد الرب بن المسساما‪ ،‬ذلسسك وغسسيره عن شسسيخه السسسيد‬
‫الماما علي بن عبد اللسسه الجلل‪ ،‬من السسسادة اليحيسسويين‪،‬‬
‫وقسسد سسسبق نسسسبهم في التحسسف الفاطميسسة‪ ،‬تسسوفي سسسنة‬
‫خمس وعشرين ومائأتين وألف‪ ،‬عن شيخه السيد العلمة‬
‫الحافسسظ عبسسد القسسادر بن أحمسسد بن الناصسسر الكوكبسساني‪،‬‬
‫المتوفى سنة سبع ومائأتين وألف‪ ،‬من ذرية المسساما يحسسيى‬
‫شرف الدين س عليه السلما س‪.‬‬
‫]ح[ ويروى أيضا ً السيد الماما أحمد بن زيد الكبسي‪ ،‬عن‬
‫القاضي العلمة الحسين بن محمسسد العنسسسي‪ ،‬عن السسسيد‬
‫العلمة إبراهيم‪ ،‬المتسسوفى سسسنة ثآلث وعشسسرين ومسسائأتين‬
‫وألف‪ ،‬بن عبسسد القسسادر عن أبيسسه الحافسسظ عبسسد القسسادر بن‬
‫أحمد بن الناصر‪ ،‬وهو يروي بطريقين‪:‬‬
‫إحداهما عن شسسيخه السسسيد العلمسسة يوسسسف بن الحسسسين‬
‫زبارة بسنده السابق‪ ،‬والخرى عن القاضي العلمة أحمد‬
‫بن محمسسد قسساطن‪ ،‬المتسسوفى سسسنة تسسسع وتسسسعين ومائأسسة‬
‫وألف‪ ،‬عن السيد العلمة أحمد بن عبد الرحمن الشسسامي‬
‫المتوفى سنة اثآنسستين وسسسبعين ومائأسسة وألسسف‪ ،‬عن السسسيد‬
‫الماما الحافظ الحسين بن أحمد زبارة بسنده المتقدما‪.‬‬
‫وأروي أيضا ذلك وغيره عن والدي قدس الله روحه‪ ،‬عن‬
‫شيخه السيد الماما عالم آل الرسول الكراما عبد الله بن‬
‫أحمد البصسسير المؤيسسدي العنسسثري قسسراءة وإجسسازة وبجميسسع‬
‫الطرق السابقة إليه‪ ،‬عن شيخيه شيخي السلما عبد الله‬
‫بن علي الغالبي‪ ،‬وأحمد بن إسماعيل القرشي العلفي‪.‬‬
‫فأما القاضسسي الحافسسظ شسسيخ السسسلما عبسسد اللسسه بن علي‬
‫الغالبي فعن شيخيه السيدين المامين أحمسسد بن يوسسسف‬
‫زبارة‪ ،‬وأحمد بن زيسسد الكبسسسي قسسراءة وإجسسازة بطرقهمسسا‬
‫السابقة آنفاً‪ ،‬والتية إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫وأما القاضي العلمسسة أحمسسد بن إسسسماعيل القرشسسي فعن‬
‫شيخه السيد المسساما محمسسد بن عبسسد السسرب بن المسساما ثآم‬
‫بطرقه المارة‪ ،‬والتية إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫ويروي أيضا ً ذلسسك وغسسيره المسساما العظم‪ ،‬المجسسدد للسسدين‬
‫المهدي لدين الله محمسسد بن القاسسسم بن سس رسسسول اللسسه‬
‫صلى الله عليه وآلسسه وسسسلم س س عن شسسيخه السسسيد المسساما‬
‫محمد بن محمد الكبسي‪ ،‬وهو يروي هسسو والسسسيد المسساما‬
‫شيخ بسسني الحسسسن أحمسسد بن زيسسد الكبسسسي عن شسسيخهما‬
‫السسسيد العلمسسة الحسسسن المتسسوفى سسسنة ثآمسسان وثآلثآين‬
‫ومسسائأتين وألسسف‪ ،‬بن يحسسيى الكبسسسي عن أخيسسه محمسسد‬
‫المتسسوفى سسسنة تسسسع عشسسرة ومسسائأتين وألسسف بن يحسسيى‬
‫الكبسي قراءة‪ ،‬وعن السيد العلمة قاسم؛ المتوفى سنة‬
‫إحدى ومائأتين وألف بن محمد الكبسي إجازة عن السسسيد‬
‫العلمة الكبير هاشم المتوفى سنة ثآمان وخمسين ومائأسسة‬
‫وألف بن يحيى الشسسامي اليحيسسوي مؤلسسف نجسسوما النظسسار‬
‫حاشسسية على البحسسر الزخسسار عن السسسيد العلمسسة زيسسد بن‬
‫محمد بن الحسن بن المسساما القاسسسم بن محمسسد سس عليهم‬
‫السلما س عن القاضي العلمة علي؛ المتسسوفى سسسنة تسسسع‬
‫عشسسرة ومائأسسة وألسسف‪ ،‬بن يحسسيى بن أحمسسد بن مضسسمون‬
‫السسبرطي عن إمسساما العلسسوما‪ ،‬وطسسود الحلسسوما؛ سسسيد أعلما‬
‫التحقيق الحسين عن أبيه الماما المنصسسور باللسسه القاسسسم‬
‫بن محمد س عليهم السلما س‪.‬‬
‫فهذا مختار الطرق إلى الماما المنصور بالله القاسسسم بن‬
‫محمسسد ومعتمسسدها…هسسذا وفيمسسا قسسد حصسسلناه هنسسا فائأسسدة‬
‫عظمى‪ ،‬ومهمة كبرى‪ ،‬وهي‪ :‬أن كل من اتصل به السسسند‬
‫هذا المبارك‪ ،‬فهو طريقنا إليسسه في كسسل مالسسه من روايسسة‪،‬‬
‫ودراية‪ ،‬وتسسأليف من لسسدينا إلى المسساما القاسسسم بن محمسسد‬
‫عليهما السلما يعلم ذلسسك‪ ،‬وإنمسسا تيسسسر لنسسا هسسذا المطلب‬
‫العظم بمن اللسسه تعسسالى وفضسسله‪ ،‬لمزيسسد العنايسسة‪ ،‬وكليسسة‬
‫البحث في اختيار الرواة‪ ،‬الناقلين عمن اتصلوا به لجميسسع‬
‫ماله‪ ،‬حتى اتصل السند‪ ،‬والحمد للسسه تعسسالى…ولنعسسد إلى‬
‫المقصود؛ بعون الملك المعبود‪ ،‬فنقسسول‪ :‬والمسساما العظم‬
‫المجدد للدين أمير المؤمنين المنصور بالله رب العسسالمين‬
‫القاسم بن محمد يروي ذلسسك وغسسيره بطرقسسه إلى المسساما‬
‫الناصسسر لسسدين اللسسه الحسسسن بن علي بن داود بن الحسسسن‬
‫ابن المسساما الهسسادي لسسدين اللسسه علي بن المؤيسسد س س عليهم‬
‫السسسلما سس بطرقسسه إلى المسساما المتوكسسل على اللسسه يحسسيى‬
‫شسسرف السسدين بن شسسمس السسدين بطرقسسه إلى المسسساما‬
‫المنصور بالله محمد بن علي السراجي الوشلي س س عليهم‬
‫السلما س بطرقسسه إلى المسسامين العظمين المتوكسسل على‬
‫الله المطهر بن محمد بن سليمان الحمزي‪ ،‬والهادي إلى‬
‫الحق عز السسدين بن الحسسسن المؤيسسدي سس عليهم السسسلما س‬
‫بطرقهما إلى الماما المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن‬
‫المرتضى س عليهم السسسلما س س بطرقسسه إلى المسساما الناصسسر‬
‫لسسدين اللسسه صسسلح السسدين محمسسد بن علي‪ ،‬ووالسسده المسساما‬
‫المهسسدي لسسدين اللسسه علي بن محمسسد سسس عليهم السسسلما س‬
‫بطرقهما إلى الماما المؤيد بالله يحيى بن حمزة س عليهم‬
‫السلما س بطرقه إلى المسساما المتوكسسل على اللسسه المطهسسر‬
‫بن يحسسيى وولسسده المسساما المهسسدي لسسدين اللسسه محمسسد بن‬
‫المطهر س عليهم السلما س س بطرقهمسسا إلى المسساما الشسسهيد‬
‫المهدي لدين اللسسه أحمسسد بن الحسسسين سس عليهم السسسلما س‬
‫بطرقه‪ ،‬إلى الماما المنصور بالله عبد اللسسه بن حمسسزة بن‬
‫سليمان وشيخي آل رسسسول اللسسه‪ :‬شسسمس السسدين يحسسيى‪،‬‬
‫وبدر الدين محمد ابني أحمد بن يحيى بن يحسسيى سس عليهم‬
‫السلما س بطرقهم إلى الماما المتوكل على الله أحمد بن‬
‫سليمان س عليهما السلما س بطرقه إلى الماما المؤيد بالله‬
‫أحمد بن الحسين الهاروني‪ ،‬وأخيه الماما النسساطق بسسالحق‬
‫أبي طسسالب يحسسيى بن الحسسسين‪ ،‬وأبي العبسساس أحمسسد بن‬
‫إبراهيم الحسني س عليهم السسسلما سس بطسسرقهم إلى المسساما‬
‫عماد الدين يحيى بن المرتضى محمسسد بن المسساما الهسسادي‬
‫إلى الحق يحيى بن الحسسسين س س عليهم السسسلما س س بطرقسسه‬
‫إلى عمه الماما الناصر لدين الله أحمد بن يحيى سس عليهم‬
‫السلما سس بطرقسسه إلى إمسساما الئأمسسة‪ ،‬وهسسادي المسسة؛ أمسسير‬
‫المؤمنين الهادي إلى الحق المبين يحيى بن الحسسسين بن‬
‫القاسم س عليهم السلما س عن أبيسسه الحافسسظ الحسسسين عن‬
‫أبيه ترجمان الدين نجم آل الرسول القاسسسم بن إبسسراهيم‬
‫عن أبيه إبراهيم الغمر عن أبيه إسماعيل الديباج عن أبيه‬
‫إبراهيم الشبه س عليهم السلما س عن أبيسسه الحسسسن الرضسسا‬
‫عن أبيه الحسن السبط عن أبيسسه أمسسير المؤمسسنين‪ ،‬وسسسيد‬
‫الوصيين‪ ،‬وأخي سيد النبيين علي بن أبي طالب سسس عليهم‬
‫السلما س عن الرسول المين صسسفوة رب العسسالمين خسساتم‬
‫النبيين محمد بن عبد الله سس صسسلوات اللسسه وسسسلمه عليسسه‬
‫وعلى آلسسه الطسساهرين سس فهسسذه السلسسسلة النبويسسة الهاديسسة‬
‫المهديسسة من العسسترة الطسساهرة‪ ،‬نجسسوما السسدنيا‪ ،‬وشسسموس‬
‫الخرة‪:‬‬
‫ة من ذهب‬ ‫منوطسسسسسسسسسسسة سلسسسل ٌ‬
‫بالشسسسسسسسسسسهب ونسسسسسبة تسسسسرددت‬
‫بين وصسسسسسسسي سسسسسسسسسسسبحان من‬
‫ونسسسسسسسسسسسسسسبي طّهَرها‬
‫عن شسسسسسايبات‬
‫النسب‬

‫من استمسك بهم فقد استمسك بقوي السسسباب‪ ،‬وهسسدي‬


‫إلى منهج السنة والكتاب‪:‬‬
‫وخسسسسسسير حبسسسسسسال هم العسسروة السسوثآقى‬
‫العسسسسسالمين وثآيقها وهم معسسسسدن التقى‬
‫ذلسسسك فضسسسل اللسسسه يؤتيسسسه من يشسسساء واللسسسه ذو الفضسسسل‬
‫العظيم‪ <.‬انتهى كلمه س أيده الله تعالى س‪.‬‬

‫]السسسناد إلى مولنسسا أمسسير المؤمسسنين الهسسادي إلى الحسسق‬


‫القويم عليه أفضل الصلوات والتسليم[‬
‫قال والدنا ومولنا وحجة عصرنا شيخ السلما وإماما أهسسل‬
‫البيت الكراما مجدالسسدين بن محمسسد بن منصسسور المؤيسسدي‬
‫أيده الله تعالى وأطال بقاه‪:‬‬
‫أروي مؤلفات إماما اليمن الهادي إلى الحق المبين‪ ،‬أمسسير‬
‫المؤمسسنين ‪-‬يحسسيى بن الحسسسين بن القاسسسم بن إبسسراهيم‬
‫عليهم السلما‪ ،‬الحكاما‪ ،‬والمنتخب والمجموع] ومنه هسسذه‬
‫الرسالة التي بين يديك[‪ ،‬وغيرها؛ بالطرق المسسذكورة في‬
‫كتابنا الجامعة المهمة لسانيد كتب الئأمة؛ وكتابنسسا لوامسسع‬
‫النوار وجوامع العلوما والثآسسار‪ -‬إلى المسساما المتوكسسل على‬
‫الله يحيى شرف الدين )ع ( التي منها‪:‬‬
‫عن والدي العلمة محمد بن منصور المؤيدي رضسسى اللسسه‬
‫تعالى عنهما سماعا ً فيما سمعت فيه منها بقراءتي عليسسه‬
‫س رضي اللسسه عنسسه سسس‪ ،‬وبالجسسازة العامسسة‪ ،‬وهسسو عن والسسدنا‬
‫الماما المهدي لدين اللسسه محمسسد بن القاسسسم‪ ،‬عن شسسيخه‬
‫السيد الماما محمد بن محمد الكبسي‪ ،‬عن شيخه السسسيد‬
‫الماما محمد بن عبد الرب‪.‬‬
‫ويروي الماما المهدي محمد بن القاسم ذلك وغسسيره‪ ،‬عن‬
‫شيخه الماما المنصور بالله محمد بن عبدالله الوزير‪ ،‬عن‬
‫شيخه السيد المسساما أحمسسد بن زيسسد الكبسسسي‪ ،‬عن شسسيخه‬
‫السيد الماما محمد بن عبد الرب‪.‬‬
‫والسيد الماما محمد بن عبد الرب يروي ذلك وغسسيره عن‬
‫عمه العلمة إسماعيل‪ ،‬عن أبيه العلمة محمسسد‪ ،‬عن أبيسسه‬
‫العلمة زيد‪ ،‬عن أبيه الماما المتوكل على الله إسماعيل‪،‬‬
‫عن أبيسسه المسساما المنصسسور باللسسه القاسسسم بن محمسسد‪ ،‬عن‬
‫السسسادة العلما إبسسراهيم بن المهسسدي القاسسسمي؛ وأمسسير‬
‫الدين بن عبد الله المطهسسري‪ ،‬وصسسلح بن أحمسسد بن عبسسد‬
‫الله الوزير‪ ،‬ثآلثآتهم عن السيد الماما أحمسسد بن عبسسد اللسسه‬
‫الوزير‪ ،‬عن الماما المتوكل على الله يحيى شرف السسدين‬
‫)ع (؛ عن القاضسسي العلمسسة علي بن أحمسسد‪ ،‬عن القاضسسي‬
‫العلمة علي بن زيد رضي الله عنهم؛ عن الماما المتوكل‬
‫على اللسسه المطهسسر بن محمسسد بن سسسليمان الحمسسزي‪ ،‬عن‬
‫الفقيه نجم السسدين يوسسسف بن أحمسسد‪ ،‬عن الفقيسسه شسسرف‬
‫الدين الحسن بن محمد النحوي‪ ،‬عن الفقيه عمسساد السسدين‬
‫يحسسيى بن حسسسن البحيبح رضسسي اللسسه تعسسالى عنهم؛ عن‬
‫المير الخطير المؤيد بن أحمد؛ عن المير الكبير الناصسسر‬
‫للحسسق الحسسسين بن بسسدر السسدين محمسسد )ع (‪ ،‬عن الشسسيخ‬
‫محيي الدين عطية بن محمد‪ ،‬عن الميرين الداعيين إلى‬
‫اللسسه تعسسالى شسسيبتي الحمسسد شسسمس السسدين وبسسدره يحسسيى‬
‫ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى عليهم السسسلما‪ ،‬عن‬
‫القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد رضسسي اللسسه تعسسالى‬
‫عنه‪ ،‬عن القاضي أحمد بن أبي الحسسسن الكسسني‪ ،‬عن أبي‬
‫الفسسسوارس تسسسوران شسسساه‪ ،‬عن أبي علي بن آمسسسوج‪ ،‬عن‬
‫القاضسسي زيسسد بن محمسسد‪ ،‬عن علي خليسسل‪ ،‬عن القاضسسي‬
‫يوسسسف الخطيب رضسسي اللسسه تعسسالى عنهم؛ عن المسساما‬
‫المؤيد بالله‪ ،‬والماما أبي طالب‪ ،‬عن السيد أبي العبسساس‪،‬‬
‫عن السيد الماما علي بن العبسساس الحسسسني‪ ،‬عن المسساما‬
‫الهادي إلى الحق‪ ،‬جميع مؤلفاته‪.‬‬
‫ويروي المامان المؤيد بالله‪ ،‬وأبسسو طسسالب‪ ،‬وأبسسو العبسساس‬
‫الحسسسني عن السسسيد المسساما يحسسيى الهسسادي بن المسساما‬
‫المرتضى محمد بن يحيى‪ ،‬عن عمه الماما الناصر للسسدين‬
‫أحمد بن يجيى‪ ،‬عن والسسده إمسساما اليمن محسسيي الفسسرائأض‬
‫والسنن‪ ،‬أمير المؤمنين الهادي إلى الحق القسسويم‪ ،‬يحسسيى‬
‫بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلما‪.‬‬
‫* وأروى أيضا ً مؤلفات المسساما الهسسادي إلى الحسسق القسسويم‬
‫يحيى بن الحسين عليهما السلما عن والدي س رضي اللسسه‬
‫عنه س عن الماما المهسسدي لسسدين اللسسه محمسسد بن القاسسسم‪،‬‬
‫عن الماما المنصور بالله محمد بن عبد اللسسه السسوزير‪ ،‬عن‬
‫مشائأخه السادة العلما‪ ،‬أحمد بن زيسسد الكبسسسي‪ ،‬وأحمسسد‬
‫بن يوسف زبارة‪ ،‬ويحيى بن عبداللسسه السسوزير‪ ،‬ثآلثآتهم عن‬
‫السيد الماما الحسين‪ ،‬عن أبيه يوسف‪ ،‬عن أبيه الحسين‬
‫بن أحمد زبارة الحسني‪ ،‬عن السيد العلمة عامر بن عبد‬
‫الله بن عامر‪ ،‬عن المسساما المؤيسسد باللسسه محمسسد‪ ،‬عن أبيسسه‬
‫الماما القاسم بن محمد‪ ،‬عن السادة العلما أمسسير السسدين‬
‫بن عبد الله‪ ،‬وإبراهيم بن المهسسدي؛ وصسسلح بن أحمسسد بن‬
‫عبد اللسسه السسوزير‪ ،‬عن السسسيد المسساما أحمسسد بن عبسسد اللسسه‬
‫الوزير‪ ،‬عن المسساما شسسرف السسدين‪ ،‬عن المسساما محمسسد بن‬
‫علي السسسراجي‪ ،‬عن المسساما عسسز السسدين بن الحسسسن‪ ،‬عن‬
‫الماما المطهر بن محمسسد‪ ،‬عن المسساما المهسسدي أحمسسد بن‬
‫يحيى عليهم السلما‪ ،‬عن أخيه الهادي بن يحسسيى‪ ،‬وشسسيخه‬
‫محمد بن يحيى‪ ،‬عن القاسم بن أحمد بن حميد الشسسهيد‪،‬‬
‫عن أبيه عن جده‪ ،‬عن الماما المنصور بالله عز وجل عبد‬
‫اللسسه بن حمسسزة )ع (‪ ،‬عن محسسيي السسدين محمسسد بن أحمسسد‬
‫القرشسسي رضسسي اللسسه تعسسالى عنهم‪ ،‬عن المسساما المتوكسسل‬
‫على الرحمن أحمد بن سسسليمان )ع (‪ ،‬عن الشسسيخ الجسسل‬
‫إسسسسحاق بن أحمسسسد‪ ،‬عن عبسسسد السسسرزاق بن أحمسسسد‪ ،‬عن‬
‫الشسسريف علي بن الحسسارث‪ ،‬وأبي الهيثم يوسسسف بن أبي‬
‫العشسسيرة‪ ،‬عن الحسسسن بن أحمسسد الضسسهري إمسساما مسسسجد‬
‫الهادي‪ ،‬عن محمد بن أبي الفتح رضوان اللسسه عليهم‪ ،‬عن‬
‫الماما المرتضى لدين الله محمسسد‪ ،‬عن أبيسسه إمسساما الئأمسسة‬
‫وهادي المة أمير المؤمنين وسيد المسلمين الهسسادي إلى‬
‫الحق المبين يحسسيى بن الحسسسين بن القاسسسم بن إبسسراهيم‬
‫رضوان الله وسلمه عليهم‪.‬‬
‫فسسسائأل الشسسهب عنسسه‬ ‫والصسسسبح حين بسسسدا‬
‫مطالعها‬ ‫في‬ ‫والبسسسسسسسدرحين أضا‬
‫سل سنة المصسسسطفى‬ ‫من علم النسسسسسساس‬
‫عن نجسسسسل صسسسساحبها‬ ‫مسسسسسنونا ً ومفترضا‬

‫فالله تعالى نسأل‪ ،‬أن يمن لنا وللمؤمنين بمرافقتهم‪ ،‬مع‬


‫الذين أنعم الله عليهم من النبيين‪ ،‬والصديقين والشسسهداء‬
‫والصالحين؛ وحسن أولئك رفيقاً‪.‬‬
‫نعم وكل من تقدما في هذا السناد المبارك من مشسساهير‬
‫علمسسساء الزيديسسسة‪ ،‬وأعلما الثقسسساة الثآبسسسات من العصسسسابة‬
‫المرضية‪ ،‬ولو نقلت فضائألهم وأحوالهم لضاق المقاما‪.‬‬

‫]عملي في هذه الرسالة المباركة وطريقة التحقيق [‬


‫كسسسان تحقيقي لهسسسذه الرسسسسالة العظيمسسسة معتمسسسدا ً على‬
‫الخطوات التالية‪:‬‬
‫اعتمسسسدت على النسسسسخة السسستي حققهسسسا الخ العلمسسسة‬
‫ُ‬ ‫‪/1‬‬
‫المحقق الفاضل عبدالله بن محمد الشاذلي حفظسسه اللسسه‬
‫تعالى ضمن تحقيقه حفظسسه اللسسه تعسسالى لمجمسسوع المسساما‬
‫العظم الهادي إلى الحق القوما عليهم السلما الذي قاما‬
‫بصسسسفه وإخراجسسسه مركسسسز أهسسسل السسسبيت عليهم السسسسلما‬
‫للدراسسسات السسسلمية‪ ،‬وطبعتسسه مؤسسسسة المسساما زيسسد بن‬
‫علي عليهمسسا السسسلما الثقافيسسة‪.‬تسساريخ الطبع ‪ 1421‬هسسس ‪/‬‬
‫‪2001‬ما‪.‬‬
‫‪ /2‬خسسرجت الحسساديث المسسذكورة في الرسسسالة تخريجسسا ً‬
‫مختصرا ً من مظانها بقدر الستطاعة‪.‬‬
‫حاولت بقدر الستطاعة أن أوضح للقسساري الكسسراما أن‬ ‫ُ‬ ‫‪/3‬‬
‫ما يقوله الماما الهادي س عليه السلما س ويعتقده هو بعينسسه‬
‫الذي يقوله ويعتقده جده أمير المؤمنين وسسسيد الوصسسيين‬
‫علي بن أبي طسسالب وإمسساما الئأمسسة زيسسد بن علي صسسلوات‬
‫اللسسه تعسسالى عليهم‪ ،‬وأن هسسذه العقيسسدة ل زالت مسسستمرة‬
‫وممتسسسدة إلى وقت مولنسسسا المسسساما الحجسسسة مجدالسسسدين‬
‫المؤيدي س أيده الله تعالى س ليعلم المطلع أن أهسسل السسبيت‬
‫س عليهم السلما س‪:‬‬
‫سلسسسسسلة‬ ‫منوطسسسسسسة‬
‫من ذهب‬ ‫بالشسسسسسهب‬

‫‪ /4‬شسسرحت بعض المفسسردات اللغويسسة السستي تحتسساج إلى‬


‫إيضاح وبيان‪.‬‬
‫‪ /5‬علقت على بعض المواضع عند اللزوما‪.‬‬
‫‪ /6‬قمت بعمسسل مقدمسسة للرسسسالة‪ ،‬مبينسسا ً فيهسسا أهميتهسسا‪،‬‬
‫وفضل أهل البيت عليهم السلما ودورهم في حياة المة‪،‬‬
‫وأن فكرهم هو الفكر الصسسحيح السسذي يمكنسسه إنقسساذ المسسة‬
‫من مشاكلها‪.‬‬
‫‪ /7‬نقلت ترجمة المسساما مجسسد السسدين المؤيسسدي ‪ -‬رضسسوان‬
‫الله تعالى وسلمه عليه ‪ -‬للماما الهادي س عليه السلما س‪.‬‬
‫‪ /8‬ذكسسرت إسسسناد مولنسسا المسساما مجسسد السسدين المؤيسسدي ‪-‬‬
‫رضسسوان اللسسه تعسسالى وسسسلمه عليسسه ‪ -‬لمؤلفسسات المسساما‬
‫العظم الهادي س عليه السسسلما س س لمسسا للسسسناد من أهميسسة‬
‫علمية‪.‬‬
‫‪ /9‬نقلت إسسسسناد مولنسسسا المسسساما مجدالسسسدين المؤيسسسدي ‪-‬‬
‫رضوان الله تعالى وسسسلمه عليسسه ‪ -‬لمسسذاهب آل محمسسد س‬
‫صلوات الله تعالى عليهم س‪.‬‬
‫‪ /10‬قمت بعمل فهرسة لتسسسهيل الرجسسوع إلى المبسساحث‬
‫المطلوبة‪.‬‬
‫وفي النهايسسة نسسسأل اللسسه العلي العظيم بحسسق نسسور وجهسسه‬
‫الكسسريم لنسسا ولمشسسائأخنا في السسدين‪ ،‬وعلمائأنسسا الهسسادين‪،‬‬
‫وإخواننا المؤمنين‪ ،‬وكل من ساهم معنسسا في إخسسراج هسسذا‬
‫العمل العظيم أن يوفقنسسا لمسسا يحبسسه ويرضسسى‪ ،‬وأن يصسسلح‬
‫أعمالنا‪ ،‬ويغفر ذنوبنا‪ ،‬ويستر عيوبنا‪ ،‬ويطهسسر قلوبنسسا‪ ،‬وأن‬
‫يرزقنسسسا الهسسسدى والتقى‪ ،‬والعفسسساف والغسسسنى‪ ،‬والصسسسواب‬
‫والرشاد‪ ،‬والتوفيق والسسسداد‪ ،‬والعلم النسسافع والعمسسل بسسه‪،‬‬
‫والثبات على منهاج آل محمد س عليهم السسسلما س س والكسسون‬
‫معهم‪ ،‬وأن يحشرنا في زمرتهم‪ .‬آمين يا رب العالمين‪.‬‬

‫]أصول الدين[‬
‫]مقدمة الماما الهادي عليه السلما[‬
‫]‪[31‬‬
‫)بسم الله الرحمن الرحيم(‬
‫قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه‪:‬‬
‫ين اللسسه بسسه‪ ،‬ول‬
‫ما ن َسدِ ُ‬
‫ك‪ ،‬ع ّ‬‫ك الله ون َ َفعَ َ‬
‫م َ‬‫سألت يا بني‪ ،‬فَهّ َ‬
‫َ‬
‫يسع أحسسدا ً من المكلفين جهل ُسسه‪ ،‬من معرفسسة الصسسول من‬
‫توحيسسد اللسسه‪ ،‬وعدلسسه‪ ،‬وإثآبسسات وعسسده ووعيسسده‪ ،‬والمسسر‬
‫بسسسالمعروف والنهي عن المنكسسسر‪ ،‬وإثآبسسسات المامسسسة في‬
‫المصطفين من آل نبي الله عليه السلما]‪:[32‬‬
‫]‪[33‬‬
‫]التوحيد[‬
‫فإنا ندين بأن الله واحد ٌ أحد ٌ ]‪ ،[34‬ليس كمثلسسه شسسيء ]‪،[35‬‬
‫ول لسسه نسسد من الشسسياء ول ضسسد ]‪[36‬؛ لن النسسد لمسسا ينسساده‬
‫مكاف‪ ،‬والضد ّ لما يضسساده منسساف‪ ،‬وليس من الشسسياء مسسا‬
‫]‬
‫يكافيه‪ ،‬ول يضاده فينافيه]‪ ،[37‬وأنسسه ليس بجسسسم محسسدود‬
‫سان‬ ‫]‪[39‬‬
‫‪ ،‬ول شبح مماثآل ‪ ،‬وأنه بكل مكان على غسسير اجتنس ٍ‬
‫‪[38‬‬

‫ول كينونة]‪،[40‬وكسذلك قسال تبسارك وتعسالى‪}:‬وهسو معكم أينمسا‬


‫كنتم{]الحديد‪[41] ،[4:‬وقال‪}:‬ما يكسسون من نجسسوى ثآلثسسة إل‬
‫هو رابعهم ول خمسة إل هو سادسسسهم ول أدنى من ذلسسك‬
‫ول أكثر إل هو معهم أينما كانوا{]المجادلة‪ ،[7:‬وقال عسسز‬
‫وجسسسسل‪}:‬ونحن أقسسسسرب إليسسسسه من حبسسسسل الوريسسسسد{ ]ق‪:‬‬
‫‪ ،[16‬وقال‪} :‬وهو الذي في السماء إله وفي الرض إله{‬
‫]الزخرف‪ ،[84:‬مع آيات كثيرة تدل على أنه ل يحتاج إلى‬
‫المكان]‪ ،[42‬وأنسسه بكسسل مكسسان مسسدبر‪ ،‬وأنسسه كسسان قبسسل كسسل‬
‫مكسسان‪ ،‬وحين وأوان‪ ،‬وأنسسه كسسان ول سسسماء ول أرض‪ ،‬ول‬
‫عسسرش ول كرسسسي‪ ،‬ول كلما ول صسسوت‪ ،‬ول حسسروف ]‪.[43‬‬
‫وأنسسه كسسان قبسسل التسسوراة والنجيسسل والقسسرآن‪ ،‬وأن القسسرآن‬
‫أنزله على نبيه س عليسسه السسسلما سس]‪ ،[44‬وأنشسسأه‪ ،‬وخلقه]‪،[45‬‬
‫ه ‪ ،‬وأل ّ َفس ُ‬
‫َ ]‪[46‬‬
‫ه]‪ ،[48‬وأنسسه يقسسدر أن‬ ‫حدَثآ َس ُ‬
‫ه]‪ ،[47‬وأ ْ‬ ‫ووصله‪ ،‬وفَ ّ‬
‫صل ُ‬
‫يسسذهب بسسه‪ ،‬ويجيء بغسسيره]‪ ،[49‬وأنسسه محفسسوظ‪ ،‬وأن اللسسه‬
‫حافظه]‪ ،[50‬وأنه يقسسدر أن يجي بمثلسسه‪،‬كمسسا قسال سسسبحانه‪:‬‬
‫}ما ننسسسخ من آيسسة أو ننسسسها نسسأت بخسسير منهسسا أو مثلهسسا{‬
‫]البقرة‪.[106:‬‬
‫وأن الله ل مثل لسسه ول نظسسير‪ ،‬وأن البصسسار ل تدركسسه في‬
‫سر‬‫السسدنيا ول في الخسسرة؛ وذلسسك أن كلمسسا وقسسع عليسسه البصس ُ‬
‫محاط بسسه‪ ،‬لسسه كس ٌ‬
‫ل‬ ‫ٌ‬ ‫ج‪ ،‬محويّ‪،‬‬ ‫ل‪ ،‬محتا ٌ‬ ‫ف ذلي ٌ‬ ‫فمحدود ٌ ضعي ٌ‬
‫ض‪ ،‬ولسسون وطعم‪ ،‬ورايحسسة ومحسسسة‪ ،‬وفسسوق وتحت‪،‬‬ ‫وبع ٌ‬
‫ويمين وشمال‪ ،‬وخلف وأماما‪ .‬وأن اللسسه ل يوصسسف بشسسي‬
‫من صفات المخلوقين؛ لنه غني قسسديم ]‪ ،[51‬وهكسسذا قسسال‪:‬‬
‫}ليس كمثله شي وهو السسسمع البصسسير{ ]الشسسورى‪[11:‬؛‬
‫لن الله تبارك وتعالى ليس بشسسخص‪ ،‬فتجسساهره البصسسار؛‬
‫ول هسسو صسسوت فتوعيسسه السسسماع؛ ول رائأحسسة‪ ،‬فتشسسمه‬
‫المشاما؛ ول حسسار ول بسسارد‪ ،‬فتذوقسسه اللهسسوات؛ ول لين ول‬
‫خشن فتلمسه اليدي؛ لن الله سبحانه خلق اليسسدي ومسسا‬
‫لمست‪ ،‬وخلق البصار وما جاهرت‪ ،‬والسماع وما وعت‪،‬‬
‫والمشسساما ومسسا شسسمت‪ ،‬واللهسسوات ومسسا ذاقت]‪ ،[52‬فهسسذه‬
‫الخمس الحسسواس المسسدركات كلهسسا مخلوقسسات مجعسسولت‬
‫محدثآات‪ ،‬ليس فيها شي يشسسبه اللسسه‪ ،‬ول اللسسه عسسز وجسسل‬
‫يشبه شيئا ً منها؛ ولسسذلك قسسال تبسسارك وتعسسالى‪} :‬ل تدركسسه‬
‫البصار وهو يدرك البصار وهو اللطيف الخبير{ ]النعاما‪:‬‬
‫]‬
‫‪[53][103‬؛ لن مسسا وقسسع عليسسه البصسسر فمحسسدود ضسسعيف‬
‫‪،[54‬تعالى الله عن ذلك علوا ً كبيرا ً)]‪.([55‬‬
‫]‪[56‬‬
‫]العدل والحكمة[‬
‫ل في قضسسائأه‪ ،‬جسسواد ٌ في‬ ‫ونسسدين بسسأن اللسسه عسسز وجسسل عسسد ٌ‬
‫عطائأسسسه‪ ،‬رحيم بعبسسساده‪ ،‬نسسساظر لخلقسسسه‪ ،‬ل يكلفهم مسسسا ل‬
‫م‬‫ه ل َ يَظْل ِ ُ‬
‫ن الل ّس َ‬‫يطيقون]‪ ،[57‬ول يسألهم مسسا ل يجسسدون‪} ،‬إ ِ ّ‬
‫سرا‬ ‫ع ْفها ويؤْت من لّدن س َ‬ ‫ل ذ َّرةٍ وَإِن ت َ ُ‬‫مثْقَا َ‬
‫جس ً‬
‫هأ ْ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ضا ِ َ َ ُ ِ ِ‬ ‫ة يُ َ‬
‫سن َ ً‬
‫ح َ‬ ‫ك َ‬ ‫ِ‬
‫ما{]النساء‪ ،[ 40 :‬وأنه لسم يخلسسق الظلم ول الجسسور‪،‬‬ ‫عَظِي ً‬
‫ول الكفر)]‪ ([58‬في العباد‪ ،‬ولسم يسسردالظلم والفسسساد]‪ ،[59‬ول‬
‫الجهر بالسوء من القول]‪ ،[60‬وأنه ل يشاء قتسل أوليائأسه‪ ،‬ول‬
‫تكسسذيب رسسسله]‪ ،[61‬ول يقضسسي ول ي ُ َق سدّر شسستم نفسسسه‪ ،‬ول‬
‫الفرية عليسسه‪ .‬وأن من فعسسل ذلسسك‪ ،‬أو أراد معسسه الصسساحبة‬
‫والولد فغير حكيم ول عليم‪.‬‬
‫]‬
‫وأن اللسسه رحمن رحيم حكيم عليم ل يجسسوز عليسسه العبث‬
‫‪ ،[62‬فكيسسف يمنسسع عبسساده من اليمسسان ثآم يقسسول في كتابسسه‪:‬‬
‫}ومسسا منسسع النسساس أن يؤمنسسوا{ ]السسسراء‪} ,[64:‬ومسساذا‬
‫عليهم لو آمنوا بالله واليوما الخسسر{ ]النسسساء‪} ،[ 39:‬فمسسا‬
‫لهم ل يؤمنسسون{ ]النشسسقاق‪[20:‬؟! أو يسسأمرهم بالهسسدى‬
‫ويصرفهم عنه‪ ،‬ثآم يقسسول ﴿ أنى تصسسرفون ﴾‪ ،‬ويخلسسق فيهم‬
‫الكفسسر ثآسسسم يقسسول‪} :‬لقسسد جئتم شسسيئا ً إدا ً تكسساد السسسموات‬
‫يتفطرن منه وتنشق الرض وتخسسر الجبسسال هسسداً{] مسسريم‪:‬‬
‫‪ !![ 90‬بل نقول‪ :‬سسهّل ربنسسا لعبسساده السسسبيل‪ ،‬وأقسساما لهم‬
‫السسدليل‪ ،‬وأرسسسل إليهم الرسسسول‪ ،‬وأنسسزل عليهم القسسرآن‪،‬‬
‫وجعل فيه الشفاء والبرهان‪ ،‬أحل فيه الحلل‪ ،‬وحرما فيسسه‬
‫الحراما‪ ،‬وأقاما الحدود والحكاما‪ ،‬ثآم مكنهم ممسسا طسسوقهم‪،‬‬
‫ثآم دعاهم جميعا ً إلى اليمان به‪ ،‬ثآسم أمرهم ونهاهم‪ ،‬ثآسسسم‬
‫آمنهم من ظلمسسه‪ ،‬ورغبهم في جزيسسل ثآوابسسه‪ ،‬ولسسسم يسسرد‬
‫منهم غير ما به أمرهم‪ ،‬ولسم يزجرهم وينههم عمسسا يريسسده‬
‫منهم ويشاءه‪ ،‬لسما في ذلك من خلف الحكمة والرحمة‪،‬‬
‫كما قال سبحانه‪} :‬ولله السماء الحسسسنى فسسادعوه بهسسا{‬
‫]العراف‪ ,[180:‬ويقول‪} :‬إنه بهم رؤوف رحيم{]التوبة‪:‬‬
‫‪ ,[117‬وقسسسال‪} :‬ول تسسسزر وازرة وزر أخسسسرى‪ ،‬وأن ليس‬
‫للنسسسان إل مسسا سسسعى وأن سسسعيه سسسوف يسسرى{ ]النجم‪:‬‬
‫‪﴿ ،([63]) [ 39‬وما ربك بظلما للعبيد﴾]فصلت‪.[46:‬‬
‫]صدق الوعد والوعيد[‬
‫وندين بسسأن اللسسه صسسادقٌ في أخبسساره كلهسسا‪ ،‬وأنسسه ل يخلسسف‬
‫الميعاد‪ ،‬ول يبدل القول لديه]‪.[64‬‬
‫وأن أهل الكبائأر من أهل ملتنا إن لسم يتوبسسوا من ذنسسوبهم‪،‬‬
‫وخرجسسسوا من السسسدنيا مصسسسرين عليهسسسا‪ ،‬غسسسير نسسسادمين ول‬
‫مسسستغفرين‪ ،‬أنهم من أهسسل النسسار‪ ،‬خالسسدون مخلسسدون‪ ،‬ل‬
‫يخرجسسون منهسسا‪ ،‬ول يغيبسسون عنهسسا‪ ،‬بسسل يبقسسون فيهسسا أبسسدا ً‬
‫سرمداً‪ ،‬لقوله‪} :‬ومن يعص الله ورسسسوله ويتعسسد حسسدوده‬
‫)]‬
‫يدخله نارا ً خالدا ً فيها ولسسه عسسذاب مهين{ ]النسسساء‪[14 :‬‬
‫‪ ،([65‬ولقولسسسه‪} :‬إن البسسسرار لفي نعيم وإن الفجسسسار لفي‬
‫جحيم يصسسسلونها يسسسوما السسسدين ومسسسا هم عنهسسسا بغسسسائأبين{‬
‫]النفطسسسسار‪ ،([66])[14:‬ولقولسسسسه‪} :‬إن السسسسذين يرمسسسسون‬
‫المحصنات الغافلت المؤمنات لعنسسوا في السسدنيا والخسسرة‬
‫ولهم عذاب عظيم{ ]النور‪ ،[23 :‬والملعون في الخرة ل‬
‫يدخل الجنة]‪[67‬؛ لن الخسرة دار جسزاء‪ ،‬ل دار عمسل وبلسوى‪.‬‬
‫ولقوله‪} :‬ول تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن‬
‫يفعل ذلك عدوانا ً وظلما ً فسوف نصسسليه نسسارا ً وكسسان ذلسسك‬
‫على اللسسه يسسسيراً{ ]النسسساء‪ ,[30:‬وبمثسسل آيسسة الفسسار من‬
‫الزحف]‪ ،[68‬وبمثل آية القاتل]‪ ،[69‬وبمثسسل آيسسة آكسسل أمسسوال‬
‫اليتامى ظلما ً]‪ ،[70‬فبهذه اليات علمنا أن الله يعذب أهسسل‬
‫الكبائأر بالنار ثآم يخلدهم فيها أبد البد]‪.[71‬‬
‫]المر بالمعروف والنهي عن المنكر[‬
‫وندين بالمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر]‪ ،[72‬وأن نصر‬
‫]‬
‫المظلسوما والخسذ على يسد الظسالم فسرض لزما‪ ،‬وحسق واجب‬
‫ة‪ ،‬وفي تسسرك‬ ‫‪ ،[73‬لن في ترك المر بالمعروف للحق إمات ٌ‬
‫النهي عن المنكر للباطل حياةٌ‪ ،‬ولذلك أوجبسسه اللسسه على‬
‫عباده‪ ،‬وفرضه عليهم فرضاً‪ ،‬بكل ما أمكنهم ولذلك قسسال‬
‫رب العسسالمين‪}:‬وتعسساونوا على السسبر والتقسسوى ول تعسساونوا‬
‫على الثآسم والعدوان واتقوا الله إن الله شسسديد العقسساب{‬
‫]المائأدة‪ ،[2:‬وقسسال‪ }:‬قسساتلوا السستي تبغي حسستى تفيء إلى‬
‫أمر الله { ]الحجرات‪ ,[9:‬وقال‪}:‬والمؤمنون والمؤمنسسات‬
‫بعضسسهم أوليسساء بعض يسسأمرون بسسالمعروف وينهسسون عن‬
‫المنكر{]التوبة‪ [71:‬مع آيسسات كثسسيرة تسسدل على مسسا قلنسسا‪،‬‬
‫وتصحح ما شرحنا]‪.[74‬‬
‫]إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلما[‬
‫وندين بسسأن أمسسير المؤمسسنين علي بن أبي طسسالب صسسلوات‬
‫سير هسسذه المسسة بعسسد نبيهسسا عليسسه السسسلما]‪[75‬؛‬
‫اللسسه عليسسه خس ُ‬
‫لطاعته لربه‪ ،‬وبذله لمهجته واستغراقه لقوتسسه في طاعسسة‬
‫اللسسه وطاعسسة رسسسوله عليسسه السسسلما‪ ،‬وقسسرب قرابتسسه من‬
‫]‬
‫رسول الرحمن )]‪ ،([76‬وعلمه بمسسا أنسسزل اللسسه من القسسرآن‬
‫‪ ،[77‬وزهده في هذه الدنيا]‪ ،[78‬ولقوال رسول صسسلى اللسسه‬
‫عليه وآله المشهورة المعلومة فيه يسسوما غسسدير خم‪ )):‬من‬
‫كنت مسسوله فعلى مسسوله‪ ،‬اللهم وال من واله‪ ،‬وعسساد من‬
‫عسسساداه‪ ،‬واخسسسذل من خذلسسسه‪ ،‬وانصسسسر من نصسسسره)]‪،((([79‬‬
‫ولقوله‪)):‬علي مني بمنسزلة هارون من موسسسى‪ ،‬إل ّ أنسسه ل‬
‫)]‬
‫نسسبي بعسسدي)]‪)) ،((([80‬وأنت قاضسسي ديسسني ومنجسسز وعسسدي‬
‫‪ ،(( ([81‬مع ما قد خصه الرسول س عليه السلما س س من علم‬
‫ما يكون من أمته من الحداث والفتن)]‪ ،([82‬ومسا كسان علي‬
‫ينادي به من قصة المرادي الذي قتله)]‪ ،([83‬وغسير ذلسك من‬
‫الفرقة القاسطة والناكثة والمارقة)]‪ ،([84‬مع إجمسساع أمتنسسا‬
‫على أن خلل الخير كلها كانت مجتمعة فيه‪ ،‬مفترقسسة في‬
‫غيره)]‪ ، ([85‬وذلسسك أنهم أجمعسسوا أنسسه كسسان أحسسد السسسابقين‪،‬‬
‫وأحد العلماء‪ ،‬وأحد الزهاد‪ ،‬وأحد الباذلين لنفسهم‪ ،‬ولسسسم‬
‫يجمعوا على أن هذه الخصال اجتمعت في غسسيره‪ ،‬فتسسبين‬
‫فضله عليهم)]‪.([86‬‬
‫ابن عم ِ محم سدٍ عليسسه السسسلما‪ ،‬وأبسسا السسسبطين‬ ‫َ‬ ‫ثآسسسم كسسان‬
‫ة صسسسلى اللسسسه عليهم‬ ‫ج فاطمسسس َ‬‫الحسسسسن والحسسسسين‪ ،‬وزو َ‬
‫أجمعين‪ ،‬وقد أجمعوا جميعا ً أن عليا ً س صسسلى اللسسه عليسسه س‬
‫كان يصلح للخلفة موضعا ً لها يسسوما قبض اللسسه نبيسسه عليسسه‬
‫السسسلما‪ ،‬واختلفسسوا في غسسيره فسسالحق مسسا أجمعسسوا عليسسه‪،‬‬
‫والباطل ما اختلفوا فيه‪.‬‬
‫] الخلفا بين الماة فيمن تكون فيهم المااماة[‬
‫وجميسسع أهسسل الصسسلة عنسسدنا خمسسسة أصسسناف‪ :‬الشيسسسعة‪،‬‬
‫والسمعتزلسة‪ ،‬والخوارج‪ ،‬والمرجيسة‪ ،‬والعامسة‪.‬‬
‫فسقالست المعتسزلة‪ ،‬والخوارج‪ :‬المامة جسسائأزة في النسساس‬
‫كلهم‪ ،‬ما صسسلحوا بأنفسسسهم‪ ،‬وكسسانوا عسسالمين بكتسساب اللسسه‬
‫ربهم‪ ،‬وسنة نبيهم عليه السلما‪.‬‬
‫وقسسالت المرجئسسة‪ ،‬والعامسسسة‪ :‬المامسسة جسسائأزة في قسسريش‪،‬‬
‫محظورة على غيرهم‪.‬‬
‫وقسالست الشسيعة‪ :‬المامة جائأزة في آل محمد‪ ،‬محظورة‬
‫على غيرهم‪.‬‬
‫فإذا ذلك إجماع من الفرق كلها في آل محمسسد‪ ،‬وذلسسك أن‬
‫من أجازها في قريش فقد أجازها في آل محمد؛ إذ كانوا‬
‫خير قريش وأوسطهم دارا ً )]‪ ،([87‬فأمسا المعتزلسة والخسوارج‬
‫فشهادتهم ساقطة إذ ادعوها لنفسهم‪ ،‬وفي السنة أن ل‬
‫تجاز شهادة الجار إلى نفسه‪.‬‬
‫فجميع هذه الفرق قد أقرت للشيعة بجواز هذا المسسر في‬
‫آل محمد‪ ،‬وأنكرت الشيعة أن تكسسون جسسائأزة في غسسيرهم‪،‬‬
‫فالحق ما أجمعوا عليه‪ ،‬والباطل ما اختلفوا فيه)]‪.([88‬‬
‫وأجمعت المة أن رسسسول اللسسه سس صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه‬
‫وسلم س س قسسال‪ )) :‬الحسسسن والحسسسين سسسيدا شسسباب أهسسل‬
‫الجنة وأبوهمسسا خسسير منهما)]‪ ،(( ([89‬وقسسال همسسا )) إمامسسان‬
‫قاما أو قعدا)]‪ .(( ([90‬وأجمعوا أن س رسول الله صلى اللسسه‬
‫عليه وآله وسلم س قال‪ )) :‬إني تارك فيكم الثقلين مسسا إن‬
‫تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا‪ ،‬كتاب اللسسه وعسسترتي‬
‫أهل بيتي؛ إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حسستى‬
‫علي الحسسوض)]‪ (( ([91‬فكمسسا ل يجسسوز تسسرك التمسسسك‬ ‫ّ‬ ‫يسسردا‬
‫بالكتاب‪ ،‬كسسذلك ل يجسسوز تسسرك التمسسسك بسسالعترة)]‪([92‬؛ لن‬
‫الكتاب يدل على العترة‪ ،‬والعسسترة تسسدل على الكتسساب‪ ،‬ول‬
‫يقوما واحد منهما إل بصاحبه)]‪.([93‬‬
‫وقال عليه السلما‪)):‬مثل أهسسل بيسستي فيكم كسسسفينة نسسوح‬
‫من ركبها نجا‪ ،‬ومن تخلف عنها غرق وهوى)]‪ ،((([94‬مسع مسا‬
‫جاء فيهم‪ ،‬وفي أبيهم‪ ،‬من تسسواتر الخبسسار‪ ،‬وتظاهرها)]‪،([95‬‬
‫عليهم صلوات الله ورحمته وبركاته‪.‬‬
‫فهذه الصول هي التي نسسدين اللسسه بها)]‪ ،([96‬فمن دان بهسسا‬
‫فهسسو أخونسسا وولينسسا‪ .‬نسسدعوا إليهسسا من أجابنسسا‪ ،‬ونجيب من‬
‫دعانا‪ ،‬هذا ديننا ونحلتنا‪ ،‬والطيبسسون من آل محمسسد قادتنسسا‪،‬‬
‫فمن وافقنسسا فهسسو ولينسسا‪ ،‬ومن فارقنسسا عليسسه حاججنسساه‬
‫بالمحكم من كتاب اللسسه‪ ،‬ورددنسساه إلى المجمسسع عليسسه من‬
‫سنة رسول الله صلى الله عليسسه وعلى آلسسه وسسسلم‪ ،‬فسسإن‬
‫قبل ذلك كان له ما لنا‪ ،‬وعليه ما علينا‪ .‬نتسسولى كسسل مهتسسد‬
‫مضى قبلنا‪ ،‬وسيرتنا في ولينسسا وعسسدونا سسسيرة نبينسسا‪ .‬اللسسه‬
‫ربنسسا‪ ،‬ومحمسسد نبينسسا‪ ،‬والقسسرآن إمامنسسا‪ ،‬والسسسلما ديننسسا‪،‬‬
‫والموت غايتنا‪ ،‬والحشر يجمعنا‪ ،‬والموقف موعدنا‪ ،‬وحكم‬
‫الله يفصل بيننسسا‪ ،‬فمن أقسسر بمسسا أقررنسسا بسسه وجبت وليتسسه‬
‫ومؤاخاتسسسه‪ ،‬ومن أبى إل المخالفسسسة للحسسسق‪ ،‬والمعانسسسدة‬
‫للصدق‪ ،‬كان الله حسيبه وولي أمره‪ ،‬والحاكم بيننا وبينه‪،‬‬
‫وهو خير الحاكمين)]‪.([97‬‬
‫تمت الصول‪ ،‬والحمد للسسه‪ ،‬وصسسلواته على سسسيدنا محمسسد‬
‫وآله وسلم‪.‬‬
‫خاتمة الكتاب‬
‫)) انتهت الرسالة العظيمة ((‬
‫والحمد للسسه رب العسسالمين‪ ،‬والصسسلة والسسسلما على سسسيد‬
‫المرسلين‪ ،‬وخاتم النبيين‪ ،‬وعلى آلسسه الطيسسبين الطسساهرين‬
‫في كل وقت وحين‪.‬‬
‫نسسسأل اللسسه السسرحيم بنسسور وجهسسه الكسسريم‪ ،‬وجلل ملكسسه‬
‫العظيم‪ ،‬وبحق جبريل المين‪ ،‬والملئأكة المقربين‪ ،‬وبحق‬
‫النبياء والمرسلين‪ ،‬وبحق خاتم النبيين‪ ،‬وسيد المرسلين‪،‬‬
‫وبحق سيد الوصيين‪ ،‬وقائأد الغر المحجلين‪ ،‬وبحق سسسيدة‬
‫نساء العالمين‪ ،‬وبحق سيدي شباب أهسسل الجنسسة أجمعين‪،‬‬
‫م على سسسيدنا‬ ‫تصلي وتسل َ‬
‫َ‬ ‫وبحق آل محمد الطاهرين‪ :‬أن‬
‫سرنا‬
‫رسول الله س صلى الله عليه وآلسسه وسسسلم سس وأن تحشس َ‬
‫في زمرتسسه‪ ،‬وتميتَنسسا على ملتسسه‪ ،‬وأن توفقَنسسا لمسسا تحبسسه‬
‫ف بنسسا في السسدارين‪ ،‬وأن تثبتَنسسا بسسالقول‬ ‫وترضى‪ ،‬وأن تلط َ‬
‫م‬‫الثابت في الحيسساة السسدنيا وفي الخسسرة‪ ،‬وأن ترزقَنسسا العل َ‬
‫م‬ ‫ما العظ َ‬ ‫منسسا المسسا َ‬
‫ل بسسه‪ ،‬وأن تجسسزيَ إما َ‬ ‫النسسافعَ والعمسس َ‬
‫الهادي إلى الحسسق القسسوما سس عليسسه السسسلما سس عنسسا أفضسسل‬
‫الجزاء‪ ،‬وأجسسزل العطسساء‪ ،‬وأكسسرما الثسسواب‪ ،‬وأرفسسع العقسسبى‬
‫والمسسآب‪ ،‬وأن تعيسسد َ علينسسا من نسسوافح بركاتسسه‪ ،‬وكسسرائأم‬
‫ما مجسد َ السسدين‬ ‫ما الكسسر َ‬
‫منا الما َ‬
‫حسناته‪ ،‬وأن تجزيَ عنا إما َ‬
‫خير مسسا‬‫َ‬ ‫بن منصورٍ المؤيديّ س أيده الله تعالى س‬ ‫بن محمد ٍ ِ‬ ‫َ‬
‫جزيت إماما ً عن رعيتسسه‪ ،‬وأن تؤيسد َ بسسه السسدين‪ ،‬وتقمسعَ بسسه‬ ‫َ‬
‫المعتسسدين‪ ،‬وأن توف َقسسه لكسسل خسسيرٍ يسسا رب العسسالمين‪ ،‬وأن‬
‫ل من‬ ‫وتنصر من نصره‪ ،‬وتخسسذ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‪ ،‬وتعاديَ عدوَهُ‪،‬‬ ‫توالي ولي َ ُ‬ ‫َ‬
‫ة ج سدّهِ‬ ‫م بعلمسسه وجهسساده واجتهسساده شسسريع َ‬ ‫خذلسسه‪ ،‬وأن تقي َ‬
‫سيد ِ المرسلين س صلى الله عليه وعلى آله الطسساهرين سسس‪،‬‬
‫ه بزمسسسرة آبائأسسسه الهسسسادين المهتسسسدين‪ ،‬الئأمسسسة‬ ‫حقَسسس ُ‬‫وأن تُل ْ ِ‬
‫سن‬ ‫الجل‪ ،‬وحسس ِ‬ ‫ِ‬ ‫فسح‬
‫ِ‬ ‫السابقين‪ ،‬والدعاة المقتصدين‪ ،‬بعد‬
‫ه‪ ،‬وقاما‬ ‫المل‪ ،‬وأن تَجعلنا ممن عرف ح َق ُ‬ ‫ِ‬ ‫وتحقيق‬
‫ِ‬ ‫العمل‪،‬‬
‫ِ‬
‫بها كما يستحقه‪ ،‬إنسسك أنت اللسسه المنعم الوهسساب‪ ،‬الكسسريم‬
‫التواب‪ .‬آمين رب العالمين‪ ،‬والحمد لله الواحد العدل‪.‬‬

‫]‪ - ([1‬هذه دعسسوة منسسه رضسسوان اللسسه تعسسالى عليسسه إلى أبنسساء الزيديسسة‬
‫للهتمسساما بشسسأن تسسراثآهم الزاخسسر‪ ،‬وفكسسرهم العظيم‪ ،‬والعمسسل على‬
‫نشره وإخراجه بالصورة الحسنة غير المشوهة‪.‬‬
‫))]‪ ([2‬كقوله تعالى}إنما يريد اللّه ليذهإب عنكم الرجس أهإل‬
‫الممبيت{‪} ،‬قممل ل أسإممألكم عليممه أجممرا ً إل المممودة في‬
‫القربى{‪.‬‬
‫)]‪ ( [3‬ومثال ذلك س وإن كانت أمثلته كثيرة س ما ألفه المسسدعو هسسزاع‬
‫بن عيسسد الشسسمري في كتابيسسه عن يزيسسد وتبرئأتسسه لسسه من المطسساعن‬
‫المزعومة الموجهة إليه‪ ،‬فإنه قد بلغ في المدافعسسة عن يزيسسد وأبيسسه‬
‫معاوية ما ل يبلغه إبليس اللعين‪ ،‬وقد دخسسل المؤلسسف س س كافسساه اللسسه‬
‫ؤلء‬ ‫هإم ؤ‬
‫م َ‬ ‫تعسسالى بمسسا يسسستحقه س س في ضسسمن قولسسه تعسسالى } َ َ‬
‫هإاأنت ؤ ْ‬
‫م‬
‫ه ْ‬‫عن ْ ؤ‬
‫ه َ‬‫ل الل ّم َ‬‫جمما ِد ؤ‬
‫من ي ؤ َ‬ ‫ة المدّنْيَا َ‬
‫ف َ‬ ‫في ال ْ َ‬
‫حي َمما ِ‬ ‫م ِ‬
‫ه ْ‬
‫عن ْ ؤ‬
‫م َ‬‫جممادَلْت ؤ ْ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫قياما َ‬
‫وكِيلً{‪ ،‬ودخل تحت قوله س‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬ ‫مان يَك ؤ ؤ‬
‫ون عَلي ْ ِ‬ ‫وما ال ْ ِ َ َ ِ‬
‫ة أما ّ‬ ‫يَ ْ‬
‫صلى الله عليه وآله وسلم س )) يؤحشر المرء ماع مان أحب((‪.‬‬
‫)]‪ )) [4‬أول سإممبعة يممدخلون الجنممة أنمما‪ ،‬وحمممزة‪ ،‬وعلي‪،‬‬
‫وفاطمة‪ ،‬والحسن‪ ،‬والحسممين‪ ،‬والمهممدي ماحمممد بن عبممد‬
‫الله(((‪.‬‬
‫قال الكنجي‪ :‬هإذا سإند اجتمع فيه جماعممة أئمممة الماصممار‬
‫مانهم ابن جرير الطبري‪ ،‬ومانهم إمامماما أهإممل الحممديث ابن‬
‫ثابت الخطيب ذكره في تاريخممه‪ ،‬ومانهم ماحمممد بن تممماما‬
‫ابن عساكر في تاريخه‪..‬‬
‫)) أيها الناس إن الفضل‪ ،‬والشرفا‪ ،‬والمنمممزلة‪ ،‬والوليممة‬
‫لمرسإول الله م صلى الله عليه وآله وسإلم ممم وذريتممه‪ ،‬فل‬
‫تذهإبن بكم الباطيل(( انتهى مان لواماع النوار‪.‬‬
‫)]‪ ([5‬س الغتمه س بالضم س‪ :‬العجمة والغتم السسذي ليفصسسح شسسيئاً‪ .‬تمت‬
‫ق‪.‬‬
‫))]‪([6‬‬
‫‪ -‬النجل بالتحريك‪ :‬سعة العينين‪.‬‬
‫)]‪ -([7‬الشافي ‪.303 /1‬‬
‫)]‪ -([8‬عمدة الطالب ‪.204‬‬
‫)]‪ -([9‬الفادة‪.‬‬
‫)]‪([10‬‬
‫>="" ‪<";font="" style="font-size: 17pt‬‬

‫لقد عجبسسوا لهسسل السسبيت‬ ‫أتسساهم علمهم في مسسسك‬


‫لمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬ ‫جفر‬
‫ومسسسسسسسسرآة المنجم وهي‬ ‫أرتسسه كسسل عسسامرة وقفسسر‬
‫صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسغرى‬

‫غيب ممم َ‬
‫ن‬ ‫حممم دًا)‪(26‬إ ِ ّل َ‬
‫ما ِ‬ ‫هأ َ‬‫مممر عَلَى َ ْ ِ ِ‬
‫ه ؤ‬ ‫ْ‬
‫فل يؤظ ِ‬
‫ب َ َ‬ ‫غي ْ ِ‬‫م ال ْ َ‬ ‫}عَمممال ِ ؤ‬
‫ول{ ]الجن‪26:‬م ‪ ،[27‬وقال تعالى‪} :‬ذَل ِم َ‬
‫مك‬ ‫سإ ٍ‬ ‫ن َر ؤ‬ ‫ما ْ‬‫ضى ِ‬ ‫ارت َ َ‬
‫ْ‬
‫ه إِلي ْممك{ ]آل عمممران‪ ،[44:‬ولي في‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫حي ِ‬
‫ب نؤو ِ‬ ‫غي ْ ِ‬‫ء ال َ‬ ‫ن أنْبَا ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫ِ‬
‫ذلك رسإالة )إيضاح المار في علم الجفممر( جممواب سإممؤال‬
‫ورد في هإمممذا مان الزنمممداني‪ ،‬واللمممه الموفمممق‪ .‬تمت مان‬
‫المؤلف المااما ماجدالممدين المؤيممدي رضمموان اللممه تعممالى‬
‫عليه‪.‬‬
‫))]‪ -([11‬فتح الباري ‪/13‬م ‪ ،100‬كتاب الحكاما‪ ،‬بماب المامراء‬
‫مان قريش‪.‬‬
‫)]‪ -([12‬صحيح البخمماري ‪/9‬م ‪ 112‬رقم )‪ (7140‬عن عبداللممه‬
‫بن عمر‪.‬‬
‫)]‪ -([13‬زيادة مان جمهممرة النسمماب لبن حممزما‪ ،‬والصممواب‪:‬‬
‫والمهدي كما في المشجر‪.‬‬
‫)]‪ -([14‬جمهرة أنساب العرب ‪.44‬‬
‫)]‪ - ([15‬الدعاما بن إبراهإيم بن عبداللممه بن يممأس الرحممبي‪،‬‬
‫سإمميد هإمممدان في عصممره‪ ،‬اشممتهر بالنجممدة والفروسإممية‬
‫والممدهإاء والجممود‪ ،‬قمماما على آل يعفممر فاسإممتلب المملكممة‬
‫مانهم‪ ،‬ودخل صنعاء فاسإتعنوا عليه بالموفق والمعتضممد‪،‬‬
‫فخرج مان صنعاء‪ ،‬ثم دخلهمما ماممع المامماما الهممادي سإممنة‪) :‬‬
‫‪288‬هإم (‪ ،‬وكانت له ماعه ماواقف عظيمة‪ ،‬وظل ماعممه إلى‬
‫آخر أياماه‪.‬‬
‫)]‪ -([16‬الحصن‪ :‬جمع حصان‪.‬‬
‫)]‪ -([17‬الكاشح‪ :‬ماضمر العداوة‪.‬‬
‫)]‪ -([18‬أرن‪ :‬نشط‪.‬‬
‫)]‪ -([19‬الرسإن م ماحركة م‪ :‬الحبل‪ ،‬وماا كممان مان زمامماما على‬
‫أنف‪.‬‬
‫)]‪ -([20‬أي الضعيف‪.‬‬
‫)]‪ -([21‬كتاب المسترشد‪.‬‬
‫)]‪ -([22‬ماسائل الرازي‪.‬‬
‫)]‪ -([23‬جواب ماسائل الطبري‪.‬‬
‫)]‪ -([24‬الذي في علوما الحديث للسيد صممارما الممدين ص ‪51‬‬
‫أنه سإبعة أجزاء‪ ،‬وقد صممح للمؤلممف أنهمما سإممتة‪ ،‬كممما في‬
‫الشافي‪.‬‬
‫)]‪ -([25‬الشافي ‪303 /1‬م ‪.304‬‬
‫)]‪ -([26‬هإو جابر بن يزيد الجعفي المتوفى سإنة )‪128‬هإم(‪.‬‬
‫)]‪ -([27‬صممعدة‪ :‬مادينممة كبمميرة مان ماممدن اليمن‪ ،‬تقممع على‬
‫الشمال مان صنعاء‪ ،‬وتبعد عنهمما حمموالي ‪250‬كم‪ ،‬اتخممذهإا‬
‫المااما الهادي عاصمة لدولته‪ ،‬وغالبا ً ماا كممانت تحت حكم‬
‫أئمة الزيدية‪.‬‬
‫)]‪ - ([28‬طبممع بعنمموان‪) :‬درر الحمماديث النبويممة بالسإممانيد‬
‫اليحيوية(‪ ،‬بتحقيق وتعليق‪ :‬يحمميى عبممد الكممريم الفضمميل‬
‫رحمه الله‪.‬‬
‫)]‪ -([29‬تلمص‪ :‬جبممل يطممل على مادينممة صممعدة مان ناحيممة‬
‫الجنوب الغربي‪ ،‬ويبعد عنها حوالي ‪3‬كم‪.‬‬
‫)]‪ ([30‬علماة تحويل السإناد‪.‬‬
‫)]‪ ([31‬ابتدأ إمااما الئمة الهادي م عليه السلما م م بالبسممملة‬
‫اقتداءا ً بالكتاب العزيز‪ ،‬والسممنة النبويممة المطهممرة؛ قممال‬
‫تعممالى} بسممم اللممه الممرحمن الممرحيم الحمممد للممه رب‬
‫العمالمين…{‪ ،‬وقمال عمز وجمل } إنمه مان سإمليمان وإنمه‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم{‪ ،‬وقال م صلى الله عليه وآلممه‬
‫مم اللممه عليممه فهممو‬ ‫بال لم يؤذْ ِ‬
‫كر اسإم ؤ‬ ‫ٍ‬ ‫أمار ذي‬
‫ٍ‬ ‫ؤ‬
‫م))كل‬ ‫وسإلم‬
‫أبتر((‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫)]‪ ([32‬قال ماولنا المااما الحجة إمااما أهإممل الممبيت الكممراما‬
‫ماجدالدين المؤيدي أيده الله تعالى بتأييده‪ ،‬وأماده بممموادّ‬
‫لطفمممممممه وتسمممممممديده في كتابمممممممه القيم ماجممممممممع‬
‫الفوائد‪>:‬المعلوما مان دين أهإل بيت الرسإول م صلى الله‬
‫عليه وآله وسإلم م القول بالعدل والتوحيد وصممدق الوعممد‬
‫والوعيد ونفي الرجاء المباين للرجا وأنهم يحكمون بممما‬
‫حكم الل ّممه تعممالى بممه نحممو قولممه عممز وجممل في ماحكم‬
‫كتابه‪} :‬ليس بأماانيكم ول أمااني أهإممل الكتمماب مان يعمممل‬
‫سإممموءا ً يجمممز بمممه{‪ ،‬ونحمممو قولمممه تعمممالى في التهديمممد‬
‫بالوعيمممد‪} :‬ماايبمممدل القمممول لمممدي وأماممما أنممما بظلما‬
‫للعبيد{‪ ،‬وسإواهإما مان حجج العقل والنقل…<‪.‬‬
‫)]‪([33‬وماعناه كممما قممال أماممير المؤماممنين وسإمميد الوصمميين‬
‫المااما علي بن أبي طالب عليهما السمملما‪ ) :‬التوحيممد أن‬
‫ف اللمه‬‫ل تتوهإمه(‪،‬وصدق مم عليمه السملما مم فمإن مان كي ّ َ‬
‫تعالى‪ ،‬أو توهإمه‪ ،‬أو شممبهه‪ ،‬أو ماثّلممه بشمميء مان صممفات‬
‫د في الحقيقة‪ ،‬وقممال‬ ‫وخصائص المخلوقين فليس بموح ٍ‬
‫المااما العظم زيد بن علي عليهما السمملما‪ >:‬وأبممرأ إلى‬
‫الله مان المشبهة الذين شبهوا الله بخلقه<‪ ،‬قال ماولنمما‬
‫المااما الحجممة ماجدالممدين المؤيممدي أيممده اللممه تعممالى في‬
‫لواماع النمموار ]ط ‪/1‬ج ‪ /1‬ص [‪>:‬فممأقول وبتسممديد اللممه‪،‬‬
‫وبتوفيقه أصول‪ :‬إن ماما نقمه طائفممة التوحيممد‪ ،‬والعممدل‬
‫مان آل الرسإول م صلى الله عليه وآله وسإلم م‪ ،‬ومان دان‬
‫بدينهم مان علماء المعقول‪ ،‬والمنقول على سإممائر فممرق‬
‫الماة مان العاماة ماجموع أماور مان الصول‪:‬‬
‫الول‪ :‬التشبيه للطيف الخبير‪ ،‬الذي ليس كمثله شمميء‪،‬‬
‫وهإممو السممميع البصممير‪.‬فمنهم مان تكلم بممه صممراحة مان‬
‫الحشوية‪ ،‬والمجبرة‪ ،‬والروافض‪ ،‬وصنفوا فيه‪ ،‬وحققوه‪،‬‬
‫ومانهم مان ألزما بممذلك إلزامامما‪ ،‬كممالمثبتين للرؤيممة‪ .‬ولقممد‬
‫أحسن الزماخشري حيث يقول‪:‬‬
‫وجماعة سموا هسسواهم سسسنة‬ ‫وجماعة حمسسر لعمسسري موكفه‬
‫قد شسسبهوه بخلقسسه وتخوفسسوا‬ ‫شنع الورى فتسسستروا بالبلكفه‬

‫اهإم كلماه أيده الله تعالى ممم‪ ،‬وقممال أماممير المؤماممنين علي‬
‫بن أبي طممممالب عليهممممما السمممملما في توحيممممد اللممممه‬
‫ث‬ ‫حم دَ ِ‬ ‫م ْ‬‫وب ِ ؤ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫قم ِ‬ ‫ه بِخَل ْ ِ‬ ‫جممو ِد ِ‬ ‫و ؤ‬ ‫ال عَلَى ؤ‬ ‫ه ال مدّ ّ‬ ‫مم دؤ لِل ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫تعالى )ال ْ َ‬
‫َ‬ ‫قم ه عَلَى أ َ‬
‫ه‪ ،‬ل‬ ‫ه لَم ؤ‬ ‫ش مب َ َ‬ ‫نل َ‬ ‫م عَلَى أ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫هإ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫اش‬‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ز‬‫َ‬ ‫خَل ْ ِ ِ‬
‫و‬ ‫ع َ‬ ‫الص مان ِ َ ِ‬ ‫ّ‬ ‫اق‬
‫مر ِ‬ ‫ف ت ِم َ‬ ‫وات ِ ؤر ِل ْ‬ ‫الس َ‬ ‫ّ‬ ‫ه‬‫جب ؤ ؤ‬ ‫ح ؤ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫ع ؤر‪َ ،‬‬ ‫شا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫م ؤ‬ ‫ستَل ِ ؤ‬ ‫تَ ْ‬
‫د‬‫حم ِ‬ ‫ال َ‬ ‫موب‪ْ ،‬‬ ‫م ْرب ؤم ِ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫مر ّ‬ ‫و الم ّ‬ ‫حدؤو ِد‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫حادّ َ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫وع‪َ ،‬‬ ‫ال ْ َ‬
‫صن ؤ ِ‬ ‫م ْ‬
‫بل تَأ ْ‬
‫و‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫صممم ٍ‬ ‫و نَ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ح َرك َممم ٍ‬ ‫عنَى َ‬ ‫م ْ‬ ‫ق ل بِ َ‬ ‫يممل عَمممدَ ٍد‪ْ َ ،‬‬
‫والخَممال ِ ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫هإد ل‬ ‫الشمما ِ‬ ‫و ّ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫يممق آل َمم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ف ِ‬ ‫يرل بِت َ ْ‬ ‫صمم ِ‬ ‫والْب َ ِ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫يع ل ب ِممأدَا ٍ‬ ‫م ِ‬ ‫السمم ِ‬ ‫ّ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ؤي َ م ٍ‬ ‫رل ب ِ ؤر ْ‬ ‫هإ ِ‬ ‫والظا ِ‬ ‫ّ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫ف ٍ‬ ‫س ما َ‬ ‫ما َ‬ ‫خي َ‬ ‫مرا ِ‬ ‫ن ل بِت َم َ‬ ‫ْ‬
‫و البَائ ِ ِ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫اسإ ٍ‬ ‫م ّ‬ ‫م َ‬ ‫بِ ؤ‬
‫ة‬ ‫قدْ َر ِ‬ ‫وال ْ ؤ‬ ‫ها‪َ ،‬‬ ‫ر لَ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ء بِال ْ َ‬ ‫الشيَا ِ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬
‫ما َ‬ ‫ان ِ‬ ‫ة؛ ب َ َ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ن ل بِلَطَا َ‬ ‫ِ‬ ‫والْبَاطِ‬ ‫َ‬
‫ه‪،‬‬ ‫موع إِلي ْم ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ت ال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جم ِ‬ ‫الر ؤ‬ ‫و ّ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫وع ل م ؤ‬ ‫ؤضم ِ‬ ‫ه بِالخ ؤ‬ ‫مان ْم ؤ‬ ‫شيَاءؤ ِ‬ ‫وبَان َ ِ‬ ‫ها‪َ ،‬‬ ‫عَلي ْ َ‬
‫قدْ‬ ‫ف َ‬ ‫عدّهؤ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ْ‬ ‫و َ‬ ‫عدّهؤ‪َ ،‬‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫حدّهؤ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ْ‬ ‫و َ‬ ‫حدّهؤ‪َ ،‬‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ه َ‬ ‫ف ؤ‬ ‫ص َ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ْ‬ ‫َ‬
‫مال‬ ‫ن قم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫نق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَبْط َ‬ ‫َ‬
‫ما ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫ص مف ؤ‬ ‫و َ‬ ‫اسإت َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫د‬‫مف فقم ِ‬ ‫ال كي ْم َ‬ ‫ما ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫ل أ َزل ؤ‬
‫َ‬
‫و‬ ‫موب‪َ ،‬‬ ‫ما ْرب ؤم ٌ‬ ‫ب إِذْ ل َ‬ ‫و َر ّ‬ ‫موما‪َ ،‬‬ ‫عل ؤم ٌ‬ ‫ما ْ‬ ‫م إِذْ ل َ‬ ‫عممال ِ ٌ‬ ‫حي ّ َزهؤ‪َ ،‬‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ن َ‬ ‫أي ْ َ‬
‫مم دؤ‬ ‫ح ْ‬ ‫ور (‪ ،‬وقال م عليه السلما م م أيضمماً‪):‬ال ْ َ‬ ‫قدؤ ٌ‬ ‫ما ْ‬ ‫قا ِد ٌر إِذْ ل َ‬ ‫َ‬
‫َت‬ ‫ر َ‬ ‫َن كؤن ْمم ِ‬ ‫ت ْ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫لِل ّ ِ‬
‫و َردَع ْ‬ ‫ه َ‬ ‫فت ِمم ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫ه َ‬ ‫افا ع ْ‬ ‫صمم ؤ‬ ‫و َ‬ ‫ال ْ‬ ‫سمم َر ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ذي ان ْ َ‬
‫ه‬ ‫مالَكؤوت ِ م ِ‬ ‫ة َ‬ ‫غاي َ م ِ‬ ‫موغ َ‬ ‫اغا إِلى بؤل م ِ‬
‫ؤ‬ ‫ً َ‬ ‫س‬‫ما َ‬ ‫جدْ َ‬ ‫م تَ ِ‬ ‫فل َ ْ‬ ‫ول َ‬ ‫ق َ‬ ‫ع ؤ‬ ‫ه ال ْ ؤ‬ ‫مت ؤ ؤ‬ ‫عَظَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫مون ل َ ْ‬ ‫عي ؤم ؤ‬ ‫مرى ال ْ ؤ‬ ‫م ا ت َم َ‬ ‫ما ّ‬ ‫ن ِ‬ ‫و أبْي َ ؤ‬ ‫ق َ‬ ‫حم ّ‬ ‫ين أ َ‬ ‫مب ِ ؤ‬ ‫ق ال ْ ؤ‬ ‫حم ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫مو الل ّ ؤ‬ ‫هإم َ‬ ‫ؤ‬
‫ه‬‫ع عَلَي ْ م ِ‬ ‫قم ْ‬ ‫م تَ َ‬ ‫و لَ ْ‬ ‫ش مبّها ً َ‬ ‫ما َ‬ ‫مون ؤ‬ ‫فيَك ؤم َ‬ ‫د َ‬ ‫دي م ٍ‬ ‫ح ِ‬ ‫ول بِت َ ْ‬ ‫قم ؤ‬ ‫ع ؤ‬ ‫ه ال ْ ؤ‬ ‫غم ؤ‬ ‫تَبْل ؤ ْ‬
‫ق عَلَى َ‬ ‫ْ َ‬
‫يل‬ ‫مث ِ ٍ‬ ‫ر تَ ْ‬‫غي ْ َِ‬ ‫ق الْخَل ْ َ‬ ‫مث ّ ًل خَل َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ون ؤ‬ ‫فيَك ؤ َ‬ ‫ير َ‬ ‫د ٍ‬ ‫ق ِ‬ ‫اما بِت َ ْ‬ ‫هإ ؤ‬ ‫و َ‬ ‫ال ْ‬
‫و‬ ‫ه َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه ب ِممأ ْ‬ ‫قم ؤ‬ ‫م خَل ْ ؤ‬ ‫فت َ ّ‬ ‫ين َ‬ ‫ع ٍ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة ؤ‬ ‫عون َ ِ‬ ‫ما ؤ‬ ‫ول َ‬ ‫ير‪َ ،‬‬ ‫شَ ٍ‬ ‫ما ِ‬ ‫ة ؤ‬ ‫ور ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ما ؤ‬ ‫ول َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫و ان ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مازعْ(‪،‬‬ ‫م يؤن َم ِ‬ ‫ول ْ‬ ‫قم ادَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ف ْ‬ ‫م ي ؤ مدَا ِ‬ ‫ول ْ‬ ‫ماب َ‬ ‫جم َ‬ ‫فأ َ‬ ‫عت ِ ِ‬ ‫َن لِطا َ‬ ‫أذْع َ‬
‫وقال م عليه السملما مم في توحيمد اللمه تعمالى وتنممزيهه‬
‫المروي في أماالي المااما أبي طالب م عليممه السمملما ممم ]‬
‫‪ ):[190‬ليس بشبح فمميرى‪ ،‬ول بجسممم فيتجممزأ‪ ،‬ول بممذي‬
‫ث فيتصمممرفا‪ ،‬ول بمسمممتتر‬ ‫حممم دَ ٍ‬ ‫م ْ‬ ‫غايمممة فيتنممماهإى‪ ،‬ول ب ِ ؤ‬
‫فيتكشف‪ ،‬ول كان بعد أن لم يكن‪ ،‬بل حارت الوهإمماما أن‬
‫مف المكيمّف للشياء‪ ،‬مان لم يزل ل بمكان‪ ،‬ول يممزول‬ ‫تؤكي ّ َ‬
‫لختلفا الزماان‪ ،‬ول يقلبه شممأن بعممد شممأن‪ ،‬البعيممد مان‬
‫تخيممل القلمموب‪ ،‬المتعممالي عن الشممباه والضممروب‪ ،‬علما‬
‫الغيوب‪،‬فمعان الخلق عنه مانفية‪ ،‬وسإممرائرهإم عليممه غممير‬
‫خفيممة‪ ،‬المعممروفا بغممير كيفيممة‪ ،‬ليممدرك بممالحواس‪ ،‬ول‬
‫يقاس بالناس‪ ،‬لتدركه البصار‪ ،‬ول تحيط به القدار‪ ،‬ول‬
‫تقدره العقول‪ ،‬ول تقع عليه الوهإاما(‪،‬‬
‫)]‪( [34‬ل ثاني ماعه يشاركه في اللهية والقدما‪ ،‬وأنه تعالى‬
‫المتفرد بصفات الكمممال‪ ،‬والعظمممة والقدسإممية والجلل‪،‬‬
‫والمتعالي عن النداد والشكال والشباه والماثال‪.‬‬
‫)]‪([35‬قمممال تعمممالى}ليس كمثلمممه شممميء وهإمممو السمممميع‬
‫البصير{‪،‬ووجه الدللة مان الية الكريمة‪ :‬أن الله سإبحانه‬
‫مل أو‬ ‫وتعممالى نفى على جهممة العممموما أن يكممون لممه ماثيم ٌ‬
‫نظير فلو كان اللممه تعممالى جسممما ً أوعرضمما ً لممما‬ ‫ٌ‬ ‫ه أو‬ ‫شبي ٌ‬
‫قممال} ليس كمثلممه شمميء{ بممل يكممون اللممه تعممالى ماثممل‬
‫ما بقي لهذه الية الكريمة ماعنى‪.‬‬ ‫الجساما والعراض‪ ،‬ول َ َ‬
‫قمممال نجم آل الرسإمممول القاسإمممم بن إبمممراهإيم عليهم‬
‫مل ثنمماؤه ل يشممبه الخلممق‪ ،‬ول يشممبهه‬ ‫السمملما‪>:‬فهممو جم ّ‬
‫الخلممق‪ ،‬لنممه الخممالق الممذي } ليس كمثلممه شمميء وهإممو‬
‫عم‬ ‫ّ‬ ‫السميع البصير { لم يَخص بذلك شيئا ً دون شيء بممل‬
‫الشياء كلها ماا كممان مانهمما ومامما يكممون‪ ،‬فل شممبيه لممه ول‬
‫عديل ل الضياء ول النوار ول الظلمات ول النار”‪ ،‬وقال‬
‫أماير المؤمانين علي بن أبي طممالب عليهممما السمملما كممما‬
‫في أماالي المااما أبي طممالب عليممه السمملما]‪ ):[203‬ومامما‬
‫زال هإمممو اللمممه المممذي ليس كمثلمممه شممميء عن صمممفة‬
‫المخلوقين‪ ،‬ماتعاليا ً عن الشباه والنداد إلى قولممه عليممه‬
‫السلما‪:‬وليس له ماثل فيكممون بممالخلق ماشممبهاً‪ ،‬ومامما زال‬
‫عند أهإل المعرفة به عن الشباه والنممداد مانمممزهإاً‪ ،‬كممذب‬
‫ة‬‫حلْي َمم َ‬ ‫حل ؤمموهَ ِ‬ ‫العممادلون باللممه إذ شممبهوه بأصممنافهم‪ ،‬ون َ َ‬
‫ممما ل يقممدر قممدره ماقممدار‬ ‫المخلوقين بأوهإاماهم‪ ،‬وكيف ل ِ َ‬
‫البشممر‬
‫ؤ‬ ‫حمم دّهؤ‬ ‫أجممل مان أن ت َ ؤ‬ ‫ّ‬ ‫في رويممات الوهإمماما‪ ،‬لنممه‬
‫بتفكير‪ ،‬وهإو أعلى مان أن يكون له كفممو فيشممبه بنظممير‪،‬‬
‫فسبحانه وتعالى عن جهل المخلوقين‪ ،‬فسبحانه وتعالى‬
‫ك ماما ل‬ ‫ر ؤ‬ ‫عن إفك الجاهإلين‪ ،‬فأين يتاه بأحمدكم‪ ،‬وأين ي ؤمدْ ِ‬
‫فأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ك ؟ والله المستعان! (‪ ،‬وفي النهج ]‪َ ):[113‬‬ ‫يؤدْ َر ؤ‬
‫هدؤ‬ ‫شمم َ‬
‫اق‬ ‫ح َ‬ ‫قمم َ‬ ‫ء خَل ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫قمم ِ‬ ‫حم ِ ِ‬ ‫و تَل ؤ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ْضمما ِ‬ ‫ن أع َ‬ ‫ك بِتَب َمماي ؤ ِ‬ ‫شممب ّ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ن َ‬ ‫أ ّ‬
‫ه‬
‫ير ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ضمم ِ‬ ‫ب َ‬ ‫غي ْ َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ع ِ‬
‫م يَ ْ‬ ‫ك لَ ْ‬ ‫مت ِ َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫ير ِ‬ ‫ِ‬ ‫ة لِتَدْب ِ‬ ‫جب َ ِ‬‫حت َ ِ‬‫م ْ‬ ‫م ال ْ ؤ‬ ‫ه ؤ‬ ‫صل ِ ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫اش ْر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر َ‬ ‫َ‬
‫ه ل ن ِ مدّ ل ممك‪َ ،‬‬ ‫ين بِأن ّ ؤ‬ ‫ق ؤ‬ ‫ه الي َ ِ‬ ‫قلب َ م ؤ‬ ‫م يؤب َ ِ‬ ‫ول ْ‬ ‫فتِك َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ما ْ‬
‫عَلى َ‬
‫قول ؤ‬ ‫َ‬
‫مون‬ ‫َ‬ ‫ين إِذْ ي َ ؤ‬ ‫ع َ‬ ‫متْب ؤمو ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ين ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ؤ التّاب ِ ِ‬ ‫مر َ‬ ‫ع تَب َ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫سم َ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه لَ ْ‬ ‫كَأن ّ ؤ‬
‫ب‬ ‫مممممر ّ‬
‫َ‬ ‫م بِ‬ ‫ويك ؤ ْ‬ ‫سممممم ّ‬ ‫ين إِذْ ن ؤ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ماب ِ‬
‫لل ؤ‬ ‫ضممممم ٍ‬ ‫في َ‬ ‫ن كؤنّا ل َ ِ‬ ‫ه إِ ْ‬ ‫}تَالل ّ ِ‬
‫ش مبه َ َ‬
‫و‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫ه ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫صمنَا ِ‬ ‫وك بِأ ْ‬ ‫مك إِذْ َ ّ ؤ‬ ‫ون ب ِم َ‬ ‫عمما ِدل ؤ َ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ين{ ك َمذَ َ‬ ‫م َ‬ ‫الْعال َ ِ‬
‫َ‬ ‫مخْل ؤممو ِ‬
‫ة‬ ‫زئ َ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫وك ت َ ْ‬ ‫ممزءؤ َ‬ ‫ج ّ‬ ‫و َ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫ه ْ‬ ‫ما ِ‬‫هإمما ِ‬ ‫و َ‬ ‫ين بِأ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ة ال ْ َ‬ ‫حلْي َمم َ‬ ‫مموك ِ‬ ‫َ‬ ‫حل ؤ‬ ‫نَ َ‬
‫ة‬ ‫ف ِ‬ ‫ختَل ِ َ‬ ‫م ْ‬‫ة ال ْ ؤ‬ ‫ق ِ‬ ‫خل ْ َ‬‫وك عَلَى ال ْ ِ‬ ‫قدّ ؤر َ‬ ‫و َ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫هإ ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َواطِ‬ ‫ات بِخ َ‬ ‫م ِ‬ ‫س َ‬ ‫ج ّ‬ ‫م َ‬ ‫ال ْ ؤ‬
‫ء‬
‫ي ٍ‬ ‫اك ب ِ َ‬ ‫او َ‬ ‫َ‬ ‫و أَ ْ‬ ‫حع ؤ‬ ‫وى ب ِ َ‬ ‫ال ْ ؤ‬
‫شمم ْ‬ ‫سإمم َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ْ‬‫ن َ‬ ‫هدؤ أ ّ‬ ‫شمم َ‬ ‫م‪َ ،‬‬ ‫ه ْ‬ ‫ؤقول ِ ِ‬ ‫ق َرائ ِ ِ‬ ‫ق َ‬
‫ه‬
‫ت بِ ِ‬ ‫ما تَن َ ّزل َ ْ‬ ‫ف ٌر ب ِ َ‬ ‫ك كَا ِ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫عا ِد ؤ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ل بِ َ‬ ‫عدَ َ‬ ‫قدْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫ك َ‬ ‫ق َ‬ ‫ن خَل ْ ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫و إِن ّ َ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ج بَيّنَات ِ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ح َ‬ ‫هإدؤ ؤ‬ ‫وا ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ه َ‬ ‫عن ْ ؤ‬
‫ت َ‬ ‫ق ْ‬ ‫و نَطَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ات آيَات ِ َ‬ ‫م ؤ‬ ‫حك َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ؤ‬
‫ب‬ ‫فتَك ؤ‬ ‫ول َ‬ ‫ع ؤ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ه ّ‬ ‫ما َ‬‫في َ‬ ‫مممون ِ‬
‫َ‬ ‫قممم ِ‬ ‫في ال ؤ‬ ‫م تَتَن َممماهَ ِ‬ ‫ذي ل ْ‬ ‫ه ال ِ‬ ‫ت الل ؤ‬ ‫أن ْ َ‬
‫حم دؤودا ً‬ ‫ما ْ‬
‫مون َ‬ ‫فتَك ؤم َ‬ ‫هإمما َ‬ ‫ر َ‬ ‫َواطِ ِ‬ ‫ات خ َ‬ ‫وي ّ ِ‬ ‫في َر ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ماكَيّفاً‪َ ،‬‬ ‫هإا ؤ‬ ‫ر َ‬ ‫فك ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ّرفا…(‬ ‫ً‬ ‫ما َ‬ ‫ؤ‬
‫ل عن‬ ‫ضممم َ‬ ‫ً‬
‫) (قمممال تعمممالى‪}:‬وجعمممل للمممه أنمممدادا لي ؤ ِ‬ ‫]‪[36‬‬

‫سإمببيله{‪.‬قمال الماماما زيمد بن علي عليهممما السمملما في‬


‫تفسيرهإا ]‪:[273‬ماعناه أشباه وأماثال انتهى‪ ،‬فمن اعتقد‬
‫أن لله تعالى شبيها ً أوماثيل ً فقد ضل عن سإبيل الله عممز‬
‫وجمممل‪ ،‬وقمممال تعمممالى }فل تجعلممموا للمممه أنمممدادا ً وأنتم‬
‫تعلمون{‪ ،‬وعن عبد اللممه بن ماسممعود رضممي اللممه تعممالى‬
‫عنه أنه قال‪ :‬سإئل النبي م صلى الله عليه وآلممه وسإمملم م‬
‫أي المممذنب أعظم قمممال ))أن تجعمممل للمممه نمممدا ً وهإمممو‬
‫خلقممك(( رواه الماممير الحسممين بن بممدر الممدين عليهممما‬
‫السلما في ينابيع النصيحة‪ ،‬ورواه الشافعي رحمممه اللممه‬
‫تعممالى في الما‪ ،‬والبخمماري‪ ،‬وماسمملم عن ابن ماسممعود م‬
‫رضوان اللممه تعممالى عليممه ممم‪ .‬انظممر تلخيص الحبممير ] ‪/ 4‬‬
‫‪.[ 1310‬‬
‫]‪[37‬‬
‫)و‬ ‫) ( قال المااما علي بن أبي طالب عليهممما السمملما َ‬
‫ه…(‪،‬‬ ‫اوي َ ؤ‬‫س ِ‬ ‫في ؤ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ير ل َ ؤ‬ ‫ول نَظِ َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫فئ َ ؤ‬ ‫فيؤكَا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل كؤفءَ ل َ ؤ‬
‫)]‪ ([38‬الجسممم في اللغممة هإممو‪ :‬الطويممل العممريض العميممق‬
‫الممتممد في الجهممات الممذي يشممغل حمميزا ً وفراغمماً‪ .‬قممال‬
‫الراغب الصفهاني في مافرداته] ‪ >:[106‬الجسم‪ :‬ماالممه‬
‫طول وعرض وعمق‪ ،‬ول تخرج أجزاء الجسممم عن كونهمما‬
‫جزي قممال اللممه‬ ‫ئ ماا قد ؤ‬ ‫وج ّز َ‬ ‫ؤ‬ ‫ع‪،‬‬ ‫قط ِ َ‬ ‫ع ماا ؤ‬ ‫قط ِ َ‬ ‫أجساماا ً وإن ؤ‬
‫تعالى }وزاده بسطة في العلم والجسم{‪} ،‬وإذا رأيتهم‬
‫تعجبممك أجسمماماهم{…<‪ ،‬فل يجمموز وصممف اللممه تعممالى‬
‫بالجسمممية أبممدا ً لن مافهمموما الجسممم هإممو مامما يصممح فيممه‬
‫التزايد كأن يقال الفيل أجسم مان الجمل أي زائممد عليممه‬
‫في الجسمية‪ ،‬والتزايد والنقصان مان صفات المحممدثات‪،‬‬
‫ولن كل ماا صممح عليممه المجيء والممذهإاب والنتقممال مان‬
‫ماكان إلى آخر فهو ماحدود ماتناه فيكمون ماختصما ً بمقمدار‬
‫ماعين‪ ،‬ماع أنه كان يجوز في العقممل وقوعممه على ماقممدار‬
‫أزيممد مانممه أو أنقص مانممه لنممه ل اختصمماص لمقممدار دون‬
‫ماقممدار‪ ،‬وحينئممذ يكممون اختصاصممه بممذلك المقممدار لجممل‬
‫تخصيص ماخصص‪ ،‬وتممرجيح ماممرجح فيكممون ماحممدثاً‪ ،‬وذلممك‬
‫على الله القممديم ماحممال‪ .‬ذكممر هإممذا الممرازي في أسإمماس‬
‫التقديس ] ‪.[ 118‬‬
‫)]‪ ([39‬الشممبح‪ :‬الشممخص انتهى مان القمماماوس‪ ،‬قممال أماممير‬
‫المؤمانين م عليه السلما م في وصممف اللممه تعممالى‪ ):‬ليس‬
‫بشبح فيرى‪ ،‬ول بجسم فيتجممزأ( رواه في أماممالي المامماما‬
‫أبي طالب م عليه السلما م]‪.[190‬‬
‫)]‪ ([40‬قممال أماممير المؤماممنين المامماما علي بن أبي طممالب‬
‫ماك َم ٍ‬
‫مان‪،‬‬ ‫ه لَبِك ؤم ّ‬
‫مل َ‬ ‫)و إِن ّ ؤ‬‫صملوات اللمه تعمالى عليمه وسإملماه‪َ :‬‬
‫ان(‪.‬‬ ‫ع كؤ ّ‬ ‫حين َ‬ ‫في ك ؤ ّ‬
‫ج ّ‬ ‫و َ‬‫س َ‬
‫ل إِن ْ ٍ‬ ‫ما َ‬
‫و َ‬ ‫ان‪َ ،‬‬‫و ٍ‬‫وأ َ‬‫ل ِ ٍ َ‬ ‫و ِ‬
‫َ‬
‫]تنبيه ماهم[‪ :‬اعلم أيها المسترشد الكريم أن ماعنى قول‬
‫أئمتنا عليهم السلما‪ :‬إن الله تعالى في كممل ماكممان ليس‬
‫مل عن ذلممك‪،‬‬ ‫مز وجم ّ‬ ‫حال في المامماكن‪ ،‬عم ّ‬ ‫ّ‬ ‫يعنون أنه تعالى‬
‫فهذه صممفات الجسمماما والعممراض واللممه يتعممالى عنهمما‪،‬‬
‫وإنما يعنون أنه تعالى عالم بما في المااكن‪ ،‬ماحيممط بهمما‬
‫ومادبر لها وشاهإد لها غير غممائب عنهمما كممما قممال المامماما‬
‫زيمممد بن علي عليهمممما السممملما‪ ،‬وقمممال السممميد الماممماما‬
‫الشرفي م عليه السلما م في شرح السإمماس الصممغير ]‪/1‬‬
‫حدين‪ :‬إن الله بكل ماكان فمعنمماه‪:‬‬ ‫‪>:[135‬وأماا قول المو ّ‬
‫أنه حافظ مادبر بكل ماكان ل يغيب عن الشياء‪ ،‬ول يغيب‬
‫علي م م عليممه السمملما م م في‬ ‫ّ‬ ‫ب أو نأى‪ .‬قال‬ ‫عنه شيء َ‬
‫ق ؤر َ‬
‫جواب الجاثليق حين قال لممه‪ :‬أخممبرني عن اللممه سإممبحانه‬
‫أين هإممو ؟ فقممال م م عليممه السمملما ممم‪ :‬هإممو هإاهإنمما وهإاهإنمما‬
‫وهإاهإنا فوقنمما وتحتنمما وماحيممط بنمما‪ ،‬وهإممو ماعنمما ل يممزول‪،‬‬
‫ة إل ّ هإممو‬
‫وذلك قوله سإبحانه‪} :‬مامما يكممون مان نجمموى ثلث م ٍ‬
‫هم ول أدنى مان ذلممك ول‬ ‫سإادسإ ؤ‬
‫ؤ‬ ‫ة إل ّ هإو‬ ‫هم ول خمس ٍ‬ ‫ع ؤ‬
‫راب ؤ‬
‫أكثر إل ّ هإممو ماعهم أين مامما كممانوا {اليممة”‪ ،‬وقممال المامماما‬
‫العظم الهممادي إلى الحممق القمموما يحمميى بن الحسممين‬
‫عليهممما السمملما‪ >:‬إن سإممأل سإممائل ماسترشممد أو ماتعنت‬
‫فقال‪ :‬ماا ماعنى قولكم إن اللممه بكممل ماكممان‪ ،‬تبممارك اللممه‬
‫المن والحسان ؟ قلنا‪ :‬ذلك في ربنا نريد به‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وتعالى ذو‬
‫أنه الشاهإد علينا غير الغممائب عنمما‪ ،‬ل يغيب عن الشممياء‪،‬‬
‫ول يغيب عنممه شمميء قممرب أو نممأى‪ ،‬وهإممو اللممه الواحممد‬
‫الجليل العلى‪ ،‬لن مان غاب عن الشياء كممان في عزلممة‬
‫مانها‪ ،‬والعزلة فموجدة للحممد والتحديممد‪ ،‬ومان غممابت عنممه‬
‫المعلوماات كان مان أمارهإا في أجهممل الجهممالت‪ ،‬وكممانت‬
‫عازبة غائبة‪ ،‬والله سإبحانه فل تخفى عليممه خافيممة سإممرا ً‬
‫ج قولنمما‪ :‬إن اللممه بكممل‬ ‫مر ؤ‬ ‫خم ّ‬ ‫كممانت أو علنيمةً‪ ،‬فعلى هإممذا ي ؤ َ‬
‫ماكان نريد أنه العالم الشاهإد لكل شأن”‪.‬‬
‫)]‪ ([41‬قال السيد المااما الشرفي في تفسير أهإل الممبيت‬
‫عليهم السلما‪ >:‬قال المتكلمون‪ :‬هإذه المعية إماا بممالعلم‪،‬‬
‫وإمامما بالحفممظ والحراسإممة‪ ،‬وعلى التقممديرين فقممد انعقممد‬
‫عن َمما بالمكممان والجهممة‬ ‫ما َ‬ ‫الجممماع على أنممه سإممبحانه ليس َ‬
‫والحيز‪ ،‬فمإذا ً قولمه‪}:‬وهإمو ماعكم{ لبمد فيمه مان التأويمل‪،‬‬
‫وإذا جوزنمما التأويممل في ماوضممع وجب تجممويزه في سإممائر‬
‫المواضع”‪.‬‬
‫)]‪ ([42‬مانها قولممه تعممالى }وهإممو اللممه في السممموات وفي‬
‫الرض يعلم سإركم وجهركم…{‪.‬‬
‫)]‪ ([43‬قممال أماممير المؤماممنين المامماما علي بن أبي طممالب‬
‫قب م َ َ‬ ‫ه الْك َممائ ِ‬
‫مون‬ ‫ن يَك ؤم َ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫ن َ ْ‬ ‫ِ‬ ‫مدؤ لِل ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫عليه الصلة والسلما‪ ):‬ال ْ َ‬
‫س‪ ،‬ل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كؤرسإممي أَو عَممرش أَو سإممماءٌ أ َ َ‬
‫و إِن ْ ٌ‬ ‫ممان أ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ج‬‫و َ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫و أ ْر ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ٌ ْ َ َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ْ ِ‬
‫ل‪ ،‬ول‬ ‫سإممائ ِ ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫شممغَل ؤ ؤ‬ ‫ول ي َ ْ‬ ‫همٍ‪َ ،‬‬ ‫ف ْ‬‫قمم دّ ؤر ب ِ َ‬ ‫و ل يؤ َ‬ ‫هإمٍ‪َ ،‬‬ ‫ممو ْ‬‫ك بِ َ‬ ‫ي ؤممدْ َر ؤ‬
‫َ‬
‫ف‬ ‫وص م ؤ‬
‫ول ي ؤ َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫حم دّ ب ِممأي ْ ٍ‬ ‫ول ي ؤ َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫عي ْ ٍ‬ ‫مر ب ِ َ‬ ‫ول يَنْظؤم ؤ‬ ‫ل‪َ ،‬‬ ‫ه نَائ ِ ٌ‬ ‫ص ؤ‬‫ق ؤ‬ ‫يَن ْ ؤ‬
‫َ‬
‫س‬ ‫قمم ا ؤ‬ ‫ول ي ؤ َ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫وا ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ك بِال ْ َ‬ ‫ول يؤدْ َر ؤ‬ ‫لج‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬
‫ق بِ ِ‬‫ول يخْل َ ؤ‬ ‫اج‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫بِال ْز َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ن آيَات ِمممم ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫و أ َراهؤ ِ‬ ‫وسإممممى تَكْلِيممممماً‪َ ،‬‬ ‫ما َ‬ ‫م ؤ‬ ‫ذي كَل ّ َ‬ ‫اس‪ ،‬ال ّ ِ‬
‫ِ‬ ‫بِالن ّ‬
‫َ‬
‫ات…(‪.‬‬ ‫و ٍ‬ ‫ه َ‬ ‫ول ل َ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ْ‬
‫و ل نؤط ٍ‬ ‫ات‪َ ،‬‬ ‫و ٍ‬ ‫و ل أدَ َ‬ ‫ح َ‬‫ار َ‬ ‫و ِ‬ ‫عظِيماً‪ ،‬بِل َ‬
‫ج َ‬ ‫َ‬
‫]‪[44‬‬
‫) ( قمممال تعمممالى }إنممما نحن نزلنممما المممذكر وإنممما لمممه‬
‫لحممافظون{‪ ،‬وقممال تعممالى} وبممالحق أنزلنمماه وبممالحق‬
‫نزل{‪ ،‬وقال تعالى } نزل عليممك الكتمماب بممالحق ماصممدقا ً‬
‫لما بين يديه…{‪ ،‬وغير ذلك كثير‪.‬‬
‫)]‪ ([45‬قال ماولنا الماير الحسممين بن بممدر الممدين عليهممما‬
‫السلما في الينابيع‪ >:‬وأماا أنه ماخلوق فمعنى وصفنا له‬
‫بأنه ماخلوق‪ :‬أنه ماصور مارتب ماقممدر مانمممزل على ماقممدار‬
‫ماعلمموما ماطممابق للمصمملحة‪ .‬فهممذا هإممو ماعممنى قولنمما إنممه‬
‫ماخلوق…<‪.‬‬
‫)]‪ ([46‬قممممال تعممممالى } قممممد فصمممملنا اليممممات لقمممموما‬
‫يعلمون{‪،‬وقال عز وجل} ولقد جئنمماهإم بكتمماب فصمملناه‬
‫على علم…{‪،‬وقال سإبحانه }كتمماب فصمملت آياتممه قرآنمما ً‬
‫عربيا ً لقوما يعلمون{‪،‬وغير ذلك‪ ،‬فإذا كان القرآن الكريم‬
‫ه‪.‬‬ ‫صل َ ؤ‬ ‫ف ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ف ّ‬ ‫ما َ‬‫صل فل بد له مان ؤ‬ ‫ف ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ؤ‬
‫ف مان سإور عديممدة‪ ،‬وأجممزاء‬ ‫ماؤل َ ٌ‬ ‫) ( لن القرآن الكريم ؤ‬
‫]‪[47‬‬

‫وماركب‬
‫ٌ‬ ‫كثيرة‪ ،‬فما كان هإذا صفته يقال فيه‪ :‬إنه ماؤلف‪،‬‬
‫ولعمممر الحممق إن مان تممدبر ماسممألة القممرآن الكممريم بعين‬
‫التممدبر والبصمميرة علم أن الحممق مامما ذهإب إليممه الئمممة‬
‫الطاهإرون مان أهإل الممبيت عليهم السمملما‪ ،‬ومان وافقهم‬
‫ث ماخلوقٌ؛ لن‬ ‫مان علماء السإلما أن القرآن الكريم ماحدَ ٌ‬
‫ف ألفممه‪،‬‬ ‫ف ل بد له مان ماؤل ِ ٍ‬ ‫ماؤلف والمؤل َ ؤ‬ ‫ٌ‬ ‫القرآن الكريم‬
‫ع ل بد له مان صممانع صممنعه‪ ،‬ومافصممل يحتمماج إلى‬ ‫وماصنو ٌ‬
‫ب‬ ‫مرت ِ ٌ‬ ‫مام َ‬ ‫ب له ؤ‬ ‫ما َرت َ ٌ‬ ‫شي أنشأه‪ ،‬و ؤ‬ ‫ٌ‬ ‫مان ْ‬
‫ومانشأ له ؤ‬ ‫َ‬ ‫ه‪،‬‬‫صل َ ؤ‬‫لف ّ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ف ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ؤ‬
‫ث أحدثممه‪،‬‬ ‫د ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫ث له ؤ‬ ‫حدَ ٌ‬ ‫ما ْ‬ ‫جاعل جعله‪ ،‬و ؤ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وماجعول له‬ ‫رتبه‪،‬‬
‫فإذا لم تكن هإذه صفة المحدثات‪ ،‬فما هإي ؟!‬
‫)]‪ ([48‬قمممال تعمممالى }ماممما يمممأتيهم مان ذكمممر مان ربهم‬
‫ْ‬
‫ن‬
‫ما َ‬ ‫مر ّ‬ ‫مان ِذك ْم ٍ‬ ‫يهم ّ‬ ‫مامما ي َممأت ِ ِ‬ ‫و َ‬ ‫مل } َ‬ ‫ث…{‪ ،‬وقممال عممز وجم ّ‬ ‫حدَ ٍ‬ ‫ما ْ‬ ‫ؤ‬
‫ما كممانت هإاتممان اليتممان الكريمتممان‬ ‫ث{‪ ،‬ول ّ‬ ‫حم دَ ٍ‬ ‫ما ْ‬ ‫ن ؤ‬ ‫م ِ‬ ‫ح َ‬ ‫الر ْ‬ ‫ّ‬
‫نصان صممريحان في المقصممود قممامات الحشمموية الناصممبة‬
‫حم دَث في‬ ‫ما ْ‬ ‫وقعدت‪ ،‬وأبرقت وأرعدت‪،‬وقممالت إن ماعممنى ؤ‬
‫ث في إنزالممه‪ ،‬والمعلمموما أيهمما‬ ‫حمم دَ ٌ‬ ‫ما ْ‬ ‫اليممة الكممريم أي ؤ‬
‫المسترشد الكريم أن ماذهإب الحشوية النابتة عدما تأويل‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وهإذا الذي قالوه في هإذه اليممة الكريمممة‬
‫تأويل ل شك في ذلك ول لبس‪ ،‬فإذا كان ماذهإبهم الخممذ‬
‫بالظاهإر فما لهم والتأويل‪ ،‬فهم بين أمارين ل ماحيد لهم‬
‫ماا الخمذ بالظماهإر وتمرك التأويمل‪،‬‬ ‫عنهما‪ :‬إماا التأويل‪ ،‬وإ ّ‬
‫وهإكممذا شممأن المممذاهإب المخالفممة لمممذهإب أهإممل الممبيت‬
‫الطمماهإرين‪ ،‬سإممفن النجمماة‪ ،‬وقرنمماء الكتمماب‪ ،‬وأمانمماء رب‬
‫الرباب‪.‬‬
‫حيْنَا إِلَي ْم َ‬ ‫َ‬
‫مك‬ ‫و َ‬ ‫ذي أ ْ‬ ‫ن بِال ّ ِ‬ ‫شئْنَا لَنَذْ َ‬
‫هإب َ ّ‬ ‫ولَئِن ِ‬ ‫) ( قال تعالى} َ‬
‫]‪[49‬‬

‫وكِيلً{ }‪{86‬‬ ‫ه عَلَيْنَا َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫جدؤ ل َ َ‬ ‫م ل َ تَ ِ‬ ‫ثؤ ّ‬


‫)]‪ ([50‬قمممال تعمممالى } إنممما نحن نزلنممما المممذكر وإنممما لمممه‬
‫لحافظون{ فلو كان القرآن الكممريم قممديما ً غممير ماحممدث‬
‫ظ يحفظممه‪ ،‬ولَممما بقي لهممذه اليممة‬ ‫لَممما احتمماج إلى حاف م ٍ‬
‫الكريمة ماعنى‪.‬‬
‫)]‪ ([51‬قال أماير المؤمانين علي صلوات الله تعممالى عليممه‬
‫متَكَل ّ ؤ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ف َرب ّ َ‬ ‫صم ِ‬ ‫و ْ‬ ‫ف لِ َ‬ ‫همما ال ْ ؤ‬ ‫ص ما ِدقا ً أي ّ َ‬ ‫ت َ‬ ‫ن كؤن ْ َ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫وسإلماه‪ ):‬ب َ ْ‬
‫في‬ ‫ين ِ‬ ‫قمم ّرب ِ َ‬ ‫م َ‬ ‫ة ال ْ ؤ‬ ‫ملئِك َمم ِ‬ ‫جنؤودَ ال ْ َ‬ ‫و ؤ‬ ‫يل َ‬ ‫مايكَائ ِ َ‬ ‫و ِ‬ ‫يل َ‬ ‫ر َ‬ ‫جب ْ ِ‬‫ف ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫حم دّوا‬ ‫ن يَ ؤ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ؤقم ول ؤ ؤ‬ ‫ةع ؤ‬ ‫هم ً‬ ‫ول ّ َ‬ ‫مات َ َ‬ ‫ين ؤ‬ ‫حن ّ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫مر َ‬ ‫مام ْ‬ ‫س ؤ‬ ‫قم دؤ ِ‬ ‫ات ال ْ ؤ‬ ‫مر ِ‬ ‫جم َ‬ ‫ح ؤ‬ ‫ؤ‬
‫َ‬
‫ات‬ ‫هيْئ َ ِ‬ ‫وو ال ْ َ‬ ‫ات‪ :‬ذَ ؤ‬ ‫ف ِ‬ ‫الص م َ‬
‫ّ‬ ‫ك بِ‬ ‫ممما ي ؤ مدْ َر ؤ‬ ‫فإِن ّ َ‬ ‫ين‪َ ،‬‬ ‫ق َ‬ ‫خممال ِ ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫سم َ‬ ‫ح َ‬ ‫أ ْ‬
‫قضي إذَا بل َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫فل إِل َمم َ‬ ‫ء َ‬ ‫فن َمما ِ‬ ‫ه بِال ْ َ‬ ‫حدّ ِ‬ ‫مادَ َ‬ ‫غأ َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ن يَن ْ َ ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫و َ‬ ‫ات‪َ ،‬‬ ‫و ِ‬ ‫والدَ َ‬ ‫َ‬
‫ه ك ممل ظلماٍ…(‪ ،‬وقممال عليممه السمملما‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ؤ‬ ‫َ‬
‫مور ِ‬ ‫ضماءَ بِن ؤم ِ‬ ‫مو أ َ‬ ‫هإم َ‬ ‫إِل ؤ‬
‫ال‬ ‫قم ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫غممال ِ ِ‬ ‫ين ال ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫مخْل ؤممو ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ش مب َ ِ‬ ‫َن َ‬ ‫يع ْ‬ ‫عل ِ ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫مم دؤ لِل ّ ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫)ال ْ َ‬
‫ين…(‪.‬‬ ‫ف َ‬ ‫ص ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫)]‪ ([52‬قال أماير المؤمانين م عليه السلما م في وصف الله‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫فط َ ؤ‬ ‫ه ال ْ ِ‬ ‫ممم ؤ‬ ‫هإ ؤ‬ ‫و ّ‬ ‫ول تَت َ َ‬ ‫قمم دّ َرهؤ‪َ ،‬‬ ‫فت ؤ َ‬ ‫مماما َ‬ ‫هإ ؤ‬ ‫و َ‬ ‫ه ال ْ‬ ‫تعممالى) ل تَنَال ؤمم ؤ‬
‫دي‬ ‫الَي ْ م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫سم ؤ‬ ‫م ؤ‬ ‫ول تَل ْ ِ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫س ؤ‬ ‫ح ّ‬ ‫فت ؤ ِ‬ ‫س َ‬ ‫وا ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫رك ؤ ؤ‬ ‫ِ‬ ‫ول تؤدْ‬ ‫و َرهؤ‪َ ،‬‬ ‫ص ّ‬ ‫فت ؤ َ‬ ‫َ‬
‫ول‬ ‫ال‪َ ،‬‬ ‫ممو ِ‬ ‫ح َ‬ ‫في ال َ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ول يَتَب َممدّ ؤ‬ ‫ممال‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫غي ّ ؤر ب ِ َ‬ ‫ول يَت َ َ‬ ‫ه‪َ ،‬‬ ‫سمم ؤ‬ ‫م ّ‬ ‫فت َ َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ول‬ ‫لما‪َ ،‬‬ ‫والظّ ؤ‬ ‫الضممميَاءؤ َ‬ ‫ّ‬ ‫غي ّ ؤرهؤ‬ ‫ول ي ؤ َ‬ ‫اما‪َ ،‬‬ ‫والي ّ ؤ‬ ‫ه اللّي َمممالِي َ‬ ‫تؤبْلِيممم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ول‬ ‫ْضمماءِ‪َ ،‬‬ ‫و الع َ‬ ‫ح َ‬ ‫ار ِ‬ ‫وَ ِ‬ ‫ج َ‬ ‫ول ب ِممال ْ َ‬ ‫ج َزاءِ‪َ ،‬‬ ‫ن ال ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ء ِ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ف بِ َ‬ ‫ص ؤ‬ ‫يؤو َ‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ال ل َ م ؤ‬ ‫ق ؤ‬ ‫ول ي ؤ َ‬ ‫اض‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫والب ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ري ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫غي ْ‬ ‫ول بِال ْ َ‬ ‫اض‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫الع َْر‬ ‫ن ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ع َر ٍ‬ ‫بِ َ‬
‫شمميَاءَ‬ ‫ن ال ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ول َ‬ ‫قطَمما ٌ‬
‫ول أ ّ‬ ‫غاي َممةٌ‪َ ،‬‬ ‫ع َ‬ ‫ول ان ْ ِ‬ ‫هاي َممةٌ‪َ ،‬‬ ‫ول ن ِ َ‬ ‫حمم دّ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ؤ‬ ‫ً‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ه َ‬
‫هأ ْ‬ ‫ميل مم ؤ‬ ‫في ؤ ِ‬ ‫مل مم ؤ‬ ‫ح ِ‬ ‫شمميْئا ي َ ْ‬ ‫وأ ّ‬ ‫ه‪ ،‬أ ْ‬ ‫وي َمم ؤ‬ ‫ه ِ‬ ‫و تؤ ْ‬ ‫ه‪ ،‬أ ْ‬ ‫قل ؤ‬ ‫فت ؤ ِ‬ ‫ويمم ِ‬ ‫ح ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫َ‬
‫ممر ل‬ ‫ج‪ ،‬يؤخْب ِ ؤ‬ ‫َممار ٍ‬ ‫ها َ بِخ ِ‬ ‫عن ْ َ‬ ‫ول َ‬ ‫ج‪َ ،‬‬ ‫وال ِ ٍ‬ ‫ء بِ َ‬ ‫شيَا ِ‬ ‫في ال ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ه‪ ،‬لَي ْ َ‬ ‫عدّل َ ؤ‬ ‫يؤ َ‬
‫ول‬ ‫ول َ‬ ‫قم ؤ‬ ‫ات‪ ،‬ي َ ؤ‬ ‫و ٍ‬ ‫وأدَ َ‬ ‫وق َ‬ ‫مر ٍ‬ ‫خم ؤ‬ ‫ع ل بِ ؤ‬ ‫م ؤ‬ ‫سم َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ات‪َ ،‬‬ ‫مو ٍ‬ ‫هم َ‬ ‫و لَ َ‬ ‫ان َ‬ ‫س ٍ‬ ‫بِل ِ َ‬
‫و‬ ‫ب َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م ؤر‪ ،‬ي ؤ ِ‬ ‫ضمم ِ‬ ‫و َل ي ؤ ْ‬ ‫ريممدؤ َ‬ ‫وي ؤ ِ‬ ‫ظ‪َ ،‬‬ ‫ف ؤ‬ ‫ح ّ‬ ‫ول يَت َ َ‬ ‫ظ َ‬ ‫فمم ؤ‬ ‫ح َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ظ‪َ ،‬‬ ‫فمم ؤ‬ ‫يَل ْ ِ‬
‫ة‪،‬‬ ‫ق ٍ‬ ‫شم ّ‬ ‫ما َ‬ ‫مر َ‬ ‫غ ي ْم ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫ْض م ؤ‬ ‫و يَغ َ‬ ‫ض َ‬ ‫غ ؤ‬ ‫و يؤب ْ ِ‬ ‫ة‪َ ،‬‬ ‫ق ٍ‬ ‫ر ّ‬ ‫ر ِ‬ ‫غ َي ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ضى ِ‬ ‫ي َ ْر َ‬
‫ول‬ ‫قمم َرعؤ‪َ ،‬‬ ‫ت يَ ْ‬ ‫و ٍ‬ ‫صمم ْ‬ ‫ممون ل ب ِ َ‬ ‫ؤ‬ ‫فيَك ؤ‬ ‫ن َ‬ ‫ه كؤ ْ‬ ‫ون َمم ؤ‬ ‫ن أ َرادَ ك َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ول ل ِ َ‬ ‫قمم ؤ‬ ‫يَ ؤ‬
‫مل مان ْمه أَن ْ َ َ‬
‫و‬ ‫شمأهؤ َ‬ ‫عم ٌ ِ ؤ‬ ‫ف ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫حان َ ؤ‬ ‫سإمب ْ َ‬ ‫ه ؤ‬ ‫مام ؤ‬ ‫ممما كَل ؤ‬ ‫و إِن ّ َ‬ ‫ع‪َ ،‬‬ ‫م ؤ‬ ‫سم َ‬ ‫ء يؤ ْ‬ ‫بِنِدَا ٍ‬
‫مان‬ ‫ديما ً لَك َم َ‬ ‫قم ِ‬ ‫مان َ‬ ‫و ك َم َ‬ ‫و لَ ْ‬ ‫ك كَائِناً‪َ ،‬‬ ‫ل ذَل ِ َ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫م يَك ؤ ْ‬ ‫ه‪ ،‬ل َ ْ‬ ‫ماثّل َ ؤ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ي عَلَي ْ م ِ‬
‫ه‬ ‫مر َ‬ ‫جم ِ‬ ‫فت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م يَك ؤ ْ‬ ‫ن لَ ْ‬ ‫ع م دَ أ ْ‬ ‫مان ب َ ْ‬ ‫ال ك َم َ‬ ‫قم ؤ‬ ‫إِلَهمما ً ثَانِيمماً‪ ،‬ل ي ؤ َ‬
‫ات…(‬ ‫حدَث َ ؤ‬ ‫م ْ‬ ‫ات ال ْ ؤ‬ ‫ف ؤ‬ ‫ص َ‬ ‫ال ّ‬
‫]‪[53‬‬
‫) ( وجه الدللة مان الية الكريمممة على انتفمماء الرؤيممة‬
‫يتلخص في عدة أماور‪ 1 :‬م أن إدراك البصار هإو رؤيتها‪.‬‬
‫‪ 2‬م أن الله تعالى تمدح بنفي إدراك البصار‪ 3 .‬م أن هإممذا‬
‫التمممدح راجممع إلى الممذات‪ 4 .‬مم أن كممل صممفة تمممدح اللممه‬
‫تعالى بنفيها فإثباتها نقص‪ 5 .‬م أن صممفات المممدح عاماممة‬
‫في جميممع الحمموال‪ ،‬والزمانممة والماكنممة‪ ،‬شممامالة لجميممع‬
‫الفممراد‪ ،‬وقممد جمعهمما الماممير الحسممين بن بممدر الممدين م‬
‫عليهما السمملما مم في ينممابيع النصمميحة حيث يقممول‪ ”:‬إن‬
‫الله تعالى تمدح بنفي إدراك البصممار عن نفسممه تمممدحا ً‬
‫راجعا ً إلى ذاته‪ ،‬وإدراك البصار هإو رؤيتها‪ ،‬وكل ماا تمدح‬
‫الله تعممالى بنفيممه فإثباتممه نقص‪ ،‬والنقص ل يجمموز عليممه‬
‫في حممال فثبت أنممه تعممالى ل يممرى في الممدنيا ول في‬
‫الخرة” اهإمم‪ ،‬وقمال تعممالى نافيما ً للرؤيممة بعمد أن سإمألها‬
‫ماوسإى م عليه السلما م لقوماه ل له‪ } :‬لن تممراني{‪ ،‬ومان‬
‫الدلة الدالممة على نفي الرؤيممة مان كتب العاماممة مامما رواه‬
‫البخاري وماسلم عن أبي ماوسإى عن م رسإول الله صلى‬
‫اللممه عليممه وآلممه وسإمملم مممأنه قممال‪ )) :‬جنتممان مان فضممة‬
‫آنيتهما وماا فيهما‪ ،‬وجنتان مان ذهإب آنيتهما وماا فيهممما‪،‬‬
‫ومامممما بين القمممموما وبين أن ينظممممروا إلى ربهم إل ّ رداء‬
‫الكبريمماء على وجهممه (( فهممذا الحممديث صممريح في عممدما‬
‫الرؤية‪ ،‬لن رداء الكبرياء ل يفارق الله سإبحانه أبداً‪ .‬قال‬
‫المااما الحجة المنصور بالله م عليه السلما م في الجوبممة‬
‫الشافية‪ ”:‬أن ماذهإب آل ماحمد م سإلما الله عليممه وعليهم‬
‫م وكافة أهإل العدل والتوحيممد مان أتبماعهم مم رضممي اللممه‬
‫عنهم م م ماتقممرر على نفي الرؤيممة عن اللممه سإممبحانه في‬
‫الدنيا والخرة لكون ذلك ماستحيل ً في حقه مم جممل وعل م‬
‫مان أن تدركممه البصممار‪ ،‬وتحيممط بممه القطممار‪ ،‬وتدركممه‬
‫الحواس‪ ،‬أو يقاس بالناس‪ ،‬وكيف تدرك الجوارح باريهمما‪،‬‬
‫وتشمماهإد الدوات خالقهمما‪ ،‬فلممو شمماركها في أن يكممون‬
‫مادْ َركَا ً لكان ماحتاجا ً إلى الصانع ماثلها”‪.‬‬
‫ؤ‬
‫)]‪ ([54‬ل بد أن يكون ماحتاجا ً إلى المكممان والحمميز‪ ،‬ماحويمما ً‬
‫ماحاطا ً به‪ ،‬له كل وبعض‪ ،‬ولون وطعم‪ ،‬ورايحة وماحسممة‪،‬‬
‫وفوق وتحت‪ ،‬ويمين وشمال‪ .‬والقائل بالرؤية مان هإؤلء‬
‫المتسمممين بالسممنة‪ :‬فريقممان‪،‬الول‪:‬الشمماعرة يقولممون‪:‬‬
‫يؤرى اللممه تعممالى بل كيممف‪ ،‬ل فمموق ول تحت‪ ،‬ل يمين ول‬
‫شمال‪ ،‬ل في جهة‪ ،‬وهإذه رؤيممة غممير ماعقولممة‪ .‬والفريممق‬
‫الثاني‪ :‬الحنابلة‪ ،‬قالوا برؤية الله تعالى جهممرة بالبصممار‬
‫وعيانا ً وفي جهة‪ ،‬ولم يبالوا بالفتضاح بين الماة في أن‬
‫هإذا القول ماوافق لقول اليهممود الممذين سإممألوا ماوسإممى م‬
‫عليممه السمملما ممم الرؤيممة فقممالوا كممما حكى اللممه تعممالى‬
‫عنهم}أرنا الله جهرة{‪.‬‬
‫)]‪ ([55‬زيادة مان )ب( و)ج(‪.‬‬
‫)]‪ ([56‬قممال أماممير المؤماممنين علي بن أبي طممالب صمملوات‬
‫اللممه تعممالى عليممه وسإمملماه في ماعناهإمما )والعممدل أن ل‬
‫تتهمه(‪ ،‬وصدق م عليه السلما م فإن مان اتهم الله تعممالى‬
‫قم دّ ؤر عليممه المعاصممي والفجممور‪ ،‬والكفممر والفسممق‬ ‫بأنممه ي ؤ َ‬
‫والشممرور‪ ،‬واتهم اللممه تعممالى بأنممه يقضممى بالباطممل‪ ،‬أو‬
‫اتهم اللممه تعممالى بأنممه يكلممف العبمماد فمموق اسإممتطاعتهم‬
‫وقوتهم‪ ،‬أو اتهم الله تعالى بأنه يريد الظلم والمعاصي‪،‬‬
‫ويحب الفساد‪ ،‬ويرضى لعباده الكفر‪ ،‬أو اتهم الله تعالى‬
‫بأنه يعذب العباد مان غير ذنب فعلوه‪ ،‬أو جممرما اكتسممبوه‪،‬‬
‫وغير ذلممك مان العقائممد الفاسإممدة‪ ،‬والراء الكاسإممدة فهممو‬
‫في الحقيقممة لم ينمممزه اللممه تعممالى‪ ،‬ولم يجعلممه عممدل ً‬
‫حكيما ً‪ ،‬وليس مان أهإل العدل الذين نزهإوا الله تعالى عن‬
‫فعممل القبممائح‪.‬وقممال المامماما علي مم عليممه السمملما مم في‬
‫وصفه جل وعل)وتنمزه عن الفعال القبيحة‪،‬وصممدق في‬
‫مايعمماده‪ ،‬وارتفممع عن ظلم عبمماده‪ ،‬وقمماما بالقسممط في‬
‫خلقمممه‪ ،‬وعدلمممه عليهم في حكممممه‪ ،‬وأحسمممن إليهم في‬
‫قسمممه(‪ ،‬رواه المامماما أبوطممالب ممم عليممه السمملما ممم في‬
‫الماالي ]‪ ،[192‬وقال حفيده المااما زيد بن علي عليهممما‬
‫السلما”وأبرأ ؤ إلى الله مان المجبرة الذين حملوا ذنمموبهم‬
‫على اللممه<‪ ،‬وقممال ماولنمما المامماما الحجممة ماجدالممدين‬
‫المؤيدي م أيده الله تعالى م مابينا ً وماوضحا ً لِما نقمه أهإل‬
‫الممبيت م م عليهم السمملما م م وطائفممة العدليممة على هإممؤلء‬
‫الذين تَسموا بالسنية‪ >:‬الرابممع‪ :‬اعتقممادهإم الجممبر‪ ،‬فممذو‬
‫الجلل هإو جل وعل عندهإم الفاعل لكل ضلل‪ ،‬والخممالق‬
‫لكممل عصمميان‪ ،‬وفسممق‪ ،‬وكفممر‪ ،‬والقاضممي بكممل فسمماد‪،‬‬
‫والمريد لكل غي وعناد‪ ،‬وأنممه جممل وعممز خلممق في عبممده‬
‫المعصية‪ ،‬وأرادهإا مانه‪ ،‬ونهاه عنها‪ ،‬ويعذبممه عليهمما‪ ،‬وأنممه‬
‫تعالى ماا خلق الكافرين إل للكفر والعصيان‪ ،‬وأنه تعممالى‬
‫كممره مانهم الممبر واليمممان‪ ،‬وأنممه تعممالى كلممف العاصممين‬
‫الطاعة‪ ،‬ومانعهم عليهمما السإممتطاعة‪ ،‬تعممالى اللممه الملممك‬
‫القممائم بالقسممط‪ ،‬العزيممز الحكيم‪ ،‬الممذي ل يريممد ظلممما ً‬
‫للعممالمين‪ ،‬ول يرضممى لعبمماده الكفممر‪ ،‬ول يحب الفسمماد‪،‬‬
‫وفي هإذا القول‪ :‬أبطال جميع ماا أنمممزل اللممه تعممالى مان‬
‫المار والنهي‪ ،‬والوعد والوعيد‪ ،‬ولم يبممق ماعممنى لرسإممال‬
‫الرسإل‪ ،‬وإنمزال الكتب م تعممالى اللممه عممما يقولمون علمموا‬
‫ة‪،‬‬‫جهميمم ٍ‬
‫كبمميرا ممم‪ ،‬وقممد دان بممذلك جميممع الجبريممة مان َ‬
‫ة وسإاير القدرية…<‪.‬‬ ‫وأشعري ٍ‬

‫)]‪ ([57‬إن اللممه تعممالى ل يكلممف أحممدا ً مان عبمماده مامما ل‬


‫يطيقه لن تكليف مامما ل يطمماق قممبيح‪ ،‬وقممد ثبت أن اللممه‬
‫تعالى ليفعل القبيح‪ .‬وقال تعالى } ل يكلف الله نفسمما ً‬
‫إلوسإممعها {‪ ،‬والوسإممع دون الطاقممة‪،‬وقممال تعممالى } ل‬
‫يكلف الله نفسا ً إل مامما آتاهإمما {‪ ،‬وقممال تعممالى } فمماتقوا‬
‫الله ماا اسإتطعتم {‪ ،‬وقال تعممالى}وللممه على النمماس حج‬
‫البيت مان اسإتطاع إليه سإبيل ً {‪ ،‬وقممال صمملى اللممه عليممه‬
‫بممممأمار فممممأتوا مانممممه‬
‫ٍ‬ ‫وآلممممه وسإمممملم‪ )) :‬إذا أماممممرتم‬
‫ماااسإممتطعتم(( فثبت أن اللممه تعممالى ليكلممف أحممدا ً مان‬
‫عباده ماا ليطيقه وليستطيعه‪.‬‬
‫)]‪ ] ([58‬ول [زيادة مان )ج(‪.‬‬
‫)]‪ ([59‬قال تعالى}ومامما اللممه يريممد ظلممما ً للعبمماد{‪ ،‬وقممال‬
‫تعالى}وماا الله يريد ظلما ً للعممالمين{‪،‬ووجممه الدللممة مان‬
‫هإاتين اليتين الكريمممتين على صممحة مامما نقممول مامما قممال‬
‫المامممير الحسمممين بن بمممدر المممدين عليهمممما السممملما في‬
‫الينممابيع‪”:‬فاللممه تعممالى نفى عن نفسممه إرادةَ كممل ظلم‬
‫على العموما‪ ،‬وإثبات مامما نفمماه اللممه تعممالى عن نفسممه ل‬
‫يجمموز‪ ،‬لنممه يكممون تكممذيبا ً للصممادق وذلممك ل يجمموز‪ ،‬ولن‬
‫إثبممات مامما نفمماه اللممه تعممالى عن نفسممه يكممون نقصمماً…‪،‬‬
‫والنقائص ل تجوز عليه بإجماع المسلمين<‪.‬‬
‫ن‬ ‫ما َ‬
‫ء ِ‬ ‫و ِ‬
‫السممم َ‬
‫ّ‬ ‫مممر ب ِ‬
‫ه َ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫ج ْ‬ ‫ب الل ّممم ؤ‬
‫ح ّ‬‫)]‪ ([60‬قمممال تعمممالى} ل ّ ي ؤ ِ‬
‫ل {]النساء‪.[148:‬‬ ‫و ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ق ْ‬
‫)]‪ ([61‬قال ماولنا المااما الحجة ماجدالدين المؤيدي م أيممده‬
‫الله تعالى بتأييده‪ ،‬وأماممده بمممواد لطفممه وتسممديده مم في‬
‫ماجممممع الفوائمممد‪ >:‬أماممما المشممميئة وفي ماعناهإممما الرادة‬
‫فالتحقيق الذي يقتضيه الكتاب والسنة والعممدل والنقممل‬
‫واللغة العربية أنها على وجهين‪[1]:‬ماشمميئة حتم ٍ )قسممر(‬
‫وإجبار‪[2] ،‬وماشمميئة رضمماء واختيممار‪ .‬فأمامما ماشمميئة الحتم‬
‫والجبار فمما شماء اللمه تعمالى كونمه كمان‪ ،‬وهإي الممراد‬
‫بقولممه عممز وجممل‪} :‬ولممو شمماء ربممك لمان مان في الرض‬
‫كلهم جميعاً{ أي لو شاء ان يكرهإهم على اليمان لمانوا‬
‫كلهم ولممذا قممال عممز وجممل‪} :‬أفممأنت تكممره النمماس حممتى‬
‫يكونوا ماؤمانين{ لنه ليقدر على إكراهإهم جبرا ً وقسممرا ً‬
‫إل اللممه سإممبحانه‪ ،‬ولممو أجممبرهإم لبطممل التكليممف‪ ،‬ول َ َ‬
‫ممما‬
‫اسإتحقوا الثواب ول العقاب‪.‬‬
‫وأماا ماشيئة الختيار فقد شمماء مان العبمماد كلهم اليمممان‬
‫ولممذا رد على المشممركين قممولهم‪} :‬ولممو شمماء اللممه مامما‬
‫أشركنا ول آباءنا{‪،‬وكذبهم ونفى أن يكون عندهإم بممذلك‬
‫مان سإلطان‪ ،‬ولول اختلفا المشيئتين لتناقض كلما اللممه‬
‫سإبحانه الذي ل يأتيه الباطل مان بين يديمه ول مان خلفممه‬
‫فنقممول‪ :‬لممو شمماء أن يمنعهم جممبرا ً وقسممرا ً مان قتممل‬
‫الحسممين السممبط م م عليممه السمملما م م وغمميره مان أنبيائممه‬
‫وأوليائه لمنعهم لنه على كل شيء قممدير‪ ،‬ولكن قضممت‬
‫حكمته بالتخلية في هإذه الممدار بين العبمماد‪ ،‬وأخممر الجممزاء‬
‫لهم إلى يوما المعماد‪ ،‬وحاشمما اللمه أن يشمماء أويرضممى أو‬
‫يحب أو يريمممممد قتمممممل أوليائمممممه لن ذلمممممك مان الظلم‬
‫والفساد }وماا الله يريد ظلما للعالمين{‪} ،‬والله ل يحب‬
‫الفساد{<‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م‬‫وأنّك ؤ ْ‬ ‫عبَثمما ً َ‬
‫م َ‬ ‫ممما خَل َ ْ‬
‫قن َمماك ؤ ْ‬ ‫م أن ّ َ‬ ‫سمبْت ؤ ْ‬‫ح ِ‬ ‫)]‪ ([62‬قال تعممالى}أ َ‬
‫ف َ‬
‫ممممون{ ]المؤمانممممون‪ ،[115 :‬وقممممال عممممز‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫ج ؤ‬‫إِلَيْن َمممما ل َ ت ؤ ْر َ‬
‫ين م‬ ‫قنَا الس مماء و ْ َ‬ ‫ماا خَل َ ْ‬
‫عب ِ َ‬ ‫ممما ل ِ‬ ‫ه َ‬
‫مامما بَيْن َ ؤ‬
‫و َ‬‫ض َ‬‫ال ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫وجل } َ‬
‫ين {]‬ ‫عل ِ َ‬ ‫فا ِ‬‫مان لّدؤنّا إِن كؤنّا َ‬ ‫خذْنَاهؤ ِ‬ ‫وا ّلت ّ َ‬ ‫ه ً‬ ‫خذَ ل َ ْ‬‫و أ َ َردْنَا أن نّت ّ ِ‬
‫َ‬
‫لَ ْ‬
‫النبياء‪.[16/17:‬‬

‫)]‪([63‬وقولممه تعممالى }ول تممزروا وازرة وزر أخممرى{‪ ،‬قممال‬


‫المامماما زيممد بن على عليهممما السمملما في تفسمميرهإا‪ ”:‬ل‬
‫يؤاخذ بذنب غيره”‪.‬‬
‫]‪[64‬‬
‫ي ومامما أنمما بظلما ٍ‬
‫) ( قال تعالى} مامما يبممدل القممول لممد ّ‬
‫ف الميعاد{‪ ،‬وقممال‬ ‫خل ِ ؤ‬
‫للعبيد{‪ ،‬وقال تعالى } إن الله ل ي ؤ ْ‬
‫عز وجل}ومان أصدق مان الله قيلً{‪ ،‬وقال سإبحانه} قل‬
‫صدق الله {‪ ،‬وقال جل جلله } وصدق الله ورسإوله{‬
‫)]‪ ([65‬وقال تعالى‪ }:‬ومان يعص الله ورسإوله فممإن لممه نممار‬
‫جهنم خالدين فيها أبدا ً {‪ ،‬ومان المعلوما عنممد كممل عاقممل‬
‫أن القاتل والزاني وشارب الخمر والسارق وغيرهإم مان‬
‫أهإل الكبائر قد عصوا الله تعالى ورسإمموله وتعممدوا حممدود‬
‫الله تعالى ورسإوله فهم داخلون في وعيد هإاتين اليتين‬
‫العظيمتين بلشك‪.‬‬
‫قال الشمميخ ماحمميي الممدين القرشممي مم رضمموان اللممه‬
‫تعممالى عليممه مم في الرسإممالة الرادعممة المرضممية‪ >:‬فاللممه‬
‫عاص على طريق العموما بدخول النممار‬ ‫ٍ‬ ‫سإبحانه توعد كل‬
‫والخلود فيها‪ ،‬وذلممك يعم الفاسإممق وغمميره‪ ،‬والخلممود هإممو‬
‫الممدواما‪ ،‬وإخلفا الوعيممد كالكممذب‪ ،‬والكممذب قممبيح‪ ،‬واللممه‬
‫تعالى ل يفعل القبيح<‪.‬‬
‫مل مان‬ ‫مزاني فمماجر‪ ،‬وكم ّ‬
‫َ‬ ‫)]‪ ([66‬ول شك أن القاتل فاجر‪ ،‬والم‬
‫عمممل كبمميرة فهممو فمماجر‪ ،‬واللممه تعممالى لم يثبت للفجممار‬
‫ماكانا ً إل الجحيم فلو خرجمموا مان الجحيم لكممان ردا ً لليممة‬
‫الكريمة وماعارضة لها‪ ،‬ول يجوز تكذيب الله تعالى‪ ،‬ويدل‬
‫قوله تعممالى}ومامما هإم عنهمما بغممائبين{ أن الفجممار سإممواء‬
‫كانوا مان الكفار أو مان فجار أماة ماحمد م صلى الله عليممه‬
‫وآله وسإلم م ل يغيبون عن النار والجحيم وهإذا يدل على‬
‫صحة ماذهإبنا‪.‬‬
‫)]‪ ([67‬لن الملعممون ماطممرودٌ مان رحمممة اللممه تعممالى‪،‬قممال‬
‫المامممماما زيممممد بن علي عليهممممما السمممملما في كتابممممه‬
‫اليمان‪>:‬إن هإممؤلء مم أي المرجئممة م م إنممما فارقونمما عنممد‬
‫شممهادتنا على أهإممل الموجبممات الممتي أحممل الل ّممه تبممارك‬
‫وشم ّراب الخمممر‬ ‫ؤ‬ ‫والزن َمماة‬
‫ّ‬ ‫والقتَل َممة‬
‫َ‬ ‫مار‪،‬‬‫وتعالى أصحابَها النم َ‬
‫والممذين يعملممون عمممل قمموما لمموط‪ ،‬والممذين يسممعون في‬
‫الرض فسادا ً‪ ،‬ويسفكون الدمااء‪ ،‬والممذين يممأكلون الربمما‪،‬‬
‫إنا شهدنا عليهم بما أنزل الل ّممه تبممارك وتعممالى فيهم مان‬
‫أهإممل البممدع‬ ‫ؤ‬ ‫قن َمما‬ ‫ار َ‬
‫ف َ‬ ‫ف َ‬ ‫النقمممة والعممذاب وتبرأنمما مانهم‪َ ،‬‬
‫والباطل مانهم‪ ،‬وغضبوا لهم وشممهدوا أن إيمممانهم ثممابت‬
‫عنممد الل ّممه تبممارك وتعممالى ممم كإيمممان جبريممل ومايكائيممل‬
‫والملئكمممة المقمممربين صممملوات الل ّمممه وسإممملماه عليهم‪،‬‬
‫وأدخلوهإم في وليتهم حين تبرأنا مانهم‪.‬‬
‫قم رأ ؤ‬‫فل يحل لمؤمان يممؤمان باللممه تعممالى واليمموما الخممر ي ؤ ْ‬
‫الكتاب إل أقاما الشهادة للممه الحممق‪ ،‬أنحن أولى‬ ‫ؤ‬ ‫عليه هإذا‬
‫بالحق بتبرئنا مامن سإخط اللّه عليممه وأوجب لممه العقمماب‪،‬‬
‫أما هإمممؤلء المممذين أدخلممموهإم في دينهم وتولممموهإم فلم‬
‫يتبرأوا مانهم؟…<‪.‬‬
‫لقيتم‬
‫ؤ‬ ‫)]‪ ( [68‬وهإي قولممه تعممالى}ياأيهمما الممذين آمانمموا إذا‬
‫الذين كفروا زحفا ً فل تولوهإم الدبار‪ ،‬ومان يولهم يومائذ‬
‫ة فقد باء بغضب‬ ‫لقتال أو ماتحيزا ً إلى فئ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫دبره إل ّ ماتحرفا ً‬
‫جهنم وبئس المصير{]النفال‪[15/16:‬‬ ‫ؤ‬ ‫مان الله وماأواه‬
‫مدًا‬ ‫ع ّ‬ ‫مات َ َ‬
‫مان ًممما ّ‬ ‫ما ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫مممل ؤ‬‫ْ‬ ‫قت ؤ‬‫مان ي َ ْ‬
‫و َ‬‫) ( وهإي قولمممه تعمممالى } َ‬
‫]‪[69‬‬

‫ع م دّ‬‫وأ َ َ‬‫ه َ‬ ‫ول َ َ‬


‫عن َ م ؤ‬ ‫ه َ‬ ‫ه عَلَي ْ م ِ‬ ‫ب الل ّ ؤ‬‫ض َ‬‫غ ِ‬ ‫و َ‬ ‫ها َ‬
‫في َ‬ ‫م خَالِدًا ِ‬ ‫هن ّ ؤ‬
‫ج َ‬‫ؤهؤ َ‬‫ج َزآ ؤ‬‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ممما{]النسمماء‪ ،[93:‬وهإممذه اليممة تممدل دللممة‬ ‫عظِي ً‬ ‫عمذَابًا َ‬‫ه َ‬ ‫لَ ؤ‬
‫قاطعة بأن مان قتل ماؤمانا ً ماتعمدا ً فإن جممزاءه أن يممدخل‬
‫جهنم خالممدا ً فيهمما‪ ،‬وأنممه مامن غضممب اللممه تعممالى عليممه‪،‬‬
‫ولعنه‪ ،‬وأن الله تعالى أعد له العذاب العظيم إذا لم يتب‪.‬‬
‫قال المااما ماجد الدين المؤيدي م أيده اللممه تعممالى م م في‬
‫ماجمع الفوائد‪ >:‬وهإل بعد ماا ورد في كتماب اللمه العزيمز‬
‫بالنص الصريح في قاتل المؤمان عمدا ً بالخلود في النممار‬
‫تصريح‪ ،‬والقتل ل يوجب الكفر بالله سإبحانه‪ ،‬فإن حملممه‬
‫على الكممافر الخممارج عن الملممة فهممو تحريممف وإخممراج‬
‫للوعيد على القتل”‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫مممو َ‬ ‫َ‬ ‫ما‬
‫ون أ ْ‬ ‫ين ي َمممأكؤل ؤ َ‬ ‫ذ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫)]‪ ([70‬وهإي قولمممه تعمممالى } إ ِ ّ‬
‫ْ‬
‫ن‬ ‫و َ‬ ‫ص مل َ ْ‬ ‫سإي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫مارا َ‬ ‫م ن َم ً‬ ‫ه ْ‬ ‫في بؤطممون ِ ِ‬
‫ؤ‬ ‫ون ِ‬ ‫ما يَأكؤل ؤ َ‬ ‫ما إِن ّ َ‬ ‫ماى ظؤل ْ ً‬ ‫الْيَتَا َ‬
‫يرا {]النساء‪.[10 :‬‬ ‫ع ً‬ ‫سإ ِ‬ ‫َ‬
‫ى‬ ‫ه َ‬ ‫فممانت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫مان ّرب ّ ِ‬ ‫ة ّ‬ ‫عظ م ٌ‬ ‫َ‬ ‫و ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫جمماءهؤ َ‬ ‫من َ‬ ‫ف َ‬ ‫) (وقال تعالى } َ‬ ‫]‪[71‬‬
‫َ‬ ‫ولَممئ ِ َ‬ ‫ؤ‬ ‫ف َ‬
‫اب‬ ‫ح ؤ‬ ‫صم َ‬ ‫كأ ْ‬ ‫فأ ْ‬ ‫عممادَ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ؤرهؤ إِلَى الل ّ ِ‬ ‫وأ ْ‬ ‫سإل َ َ َ‬ ‫ماا َ‬ ‫ه َ‬ ‫فل َ ؤ‬ ‫َ‬
‫ون{]البقرة‪ ،[275:‬فممدلت هإممذه اليممة‬ ‫ها خَالِدؤ َ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫هإ ْ‬ ‫ار ؤ‬ ‫الن ّ ِ‬
‫الكريمة أن مان أكل الربا بعممد تحريمممه فهممو مان أصممحاب‬
‫النار الخالدين فيها‪ .‬وهإذه الية وغيرهإا تممدل على صممحة‬
‫ماممذهإب الزيديممة ممم رضممي اللممه عنهم ممم في أن مارتكممبي‬
‫الكبائر الذين يموتون مان غير توبة هإم خالدون في النار‬
‫والعياذ بالله تعالى‪ .‬قال ماولنمما أماممير المؤماممنين زيممد بن‬
‫علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب م عليهم الصمملة‬
‫القرآن فزعم أن‬ ‫َ‬ ‫والسلما م في كتابه اليمان‪>:‬ومان قرأ‬
‫د مان أهإل القبلة كبيرةً‬ ‫اللّه تبارك وتعالى يغفر له أو لح ٍ‬
‫ة‪ ،‬وأن الل ّممه تبممارك وتعممالى‬ ‫مان الموجبات أتاهإا بغير توب م ٍ‬
‫يؤدخله الجنة بغير عمل يرضى به اللّه تبارك وتعالى‪ ،‬فقد‬
‫افترى على اللّه تبارك وتعالى‪ ،‬وقمال غممير الحممق‪ ،‬وشممك‬
‫في قول اللّه تبارك وتعممالى‪ ،‬واعتلج الحممق والباطممل في‬
‫قلبه‪ ،‬فلم يدر أيهما يتبممع‪ ،‬فهممو في لبس مان دينممه يممتردد‬
‫في ضللة<‪.‬‬
‫ؤون إِلَى ال ْ َ‬ ‫ؤ‬
‫مانك ؤ ْ‬ ‫ولْتَكؤن ّ‬
‫]‪[72‬‬
‫ممر‬‫خي ْ ِ‬ ‫ة ي َممدْع َ‬ ‫ما ٌ‬ ‫مأ ّ‬ ‫) (قممال تعممالى} َ‬
‫م‬ ‫ولَمممئ ِ َ‬ ‫وي ممأْمارون ب ممالْمعروفا وينْهممون عَن الْمنك َممر ؤ‬
‫هإ ؤ‬
‫ك ؤ‬ ‫وأ ْ‬ ‫ِ َ‬ ‫ؤ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ ْ ؤ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ َ ؤ ؤ‬
‫ممر‬ ‫خي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ون{]آل عمران‪ ،[104:‬وقوله تعالى } كؤنت ؤ ْ‬ ‫ح َ‬ ‫فل ِ ؤ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ْ ؤ‬
‫ْ‬ ‫أؤما ؤ‬
‫َن‬ ‫نع ِ‬ ‫مممو َ‬
‫ه ْ‬ ‫وتَن ْ َ‬ ‫وفا َ‬ ‫ِ‬ ‫ع ؤر‬ ‫م ْ‬ ‫ون ب ِمممال ْ َ‬ ‫ما ؤر َ‬ ‫اس ت َمممأ ؤ‬ ‫ِ‬ ‫ت لِلن ّ‬ ‫ج ْ‬ ‫ْمممر َ‬
‫ة أخ ِ‬ ‫ّ ٍ‬
‫ه…{]آل عمممران‪ ،[110 :‬وقولممه‬ ‫ّ‬
‫ممون بِالل مم ِ‬ ‫َ‬ ‫مان ؤ‬
‫ؤ ِ‬ ‫وت ؤ ْ‬‫ممر َ‬ ‫منك َ ِ‬ ‫ال ْ ؤ‬
‫ان‬ ‫سم ِ‬ ‫يل عَلَى ل ِ َ‬ ‫سإم َرائ ِ َ‬ ‫مان بَنِي إ ِ ْ‬ ‫ف ؤروا ْ ِ‬ ‫ين ك َ َ‬ ‫ذ َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫تعالى } ل ؤ ِ‬
‫ون }‬ ‫عتَدؤ َ‬ ‫وكَانؤوا ْ ي َ ْ‬ ‫صوا ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫م ذَل ِ َ‬ ‫ما ْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫يسى اب ْ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫و ِ‬‫اوودَ َ‬ ‫دَ ؤ‬
‫مامما ك َممانؤوا ْ‬ ‫س َ‬ ‫عل ؤمموهؤ لَبِئ ْ َ‬ ‫ف َ‬ ‫مر َ‬ ‫ٍ‬ ‫مانك َم‬ ‫ن عَن ّ‬ ‫و َ‬ ‫‪{78‬ك َممانؤوا ْ ل َ يَتَن َمما َ‬
‫هإ ْ‬
‫فعلؤون{] المائدة[‪ ،‬وقوله تعالى } ْ‬
‫ه‬ ‫وان ْ َ‬ ‫وفا َ‬ ‫ِ‬ ‫ع ؤر‬ ‫م ْ‬ ‫ما ْر بِال ْ َ‬ ‫وأ ؤ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يَ ْ َ‬
‫َ‬
‫َممزما ِ‬ ‫نع ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ممك ِ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬ ‫ك إِ ّ‬ ‫صمماب َ َ‬ ‫مامما أ َ‬ ‫اصممب ِ ْر عَلَى َ‬ ‫ْ‬ ‫منك َ ِ‬
‫ممر‬ ‫َن ال ْ ؤ‬ ‫ع ؤِ‬
‫ور {]لقمان‪ ،[17:‬ولقول رسإول الله صلى الله عليه‬ ‫ما ِ‬ ‫ال ؤ‬ ‫ْ‬
‫وعلى أهإمممل بيتمممه الطممماهإرين وسإممملم‪ )) :‬مان رأى مانكم‬
‫مانكرا ً فليغمميره بيممده فممإن لم يسممتطع فبلسممانه فممإن لم‬
‫يستطع فبقلبه وذلممك أضممعف اليمممان ((‪ ،‬وقولممه صمملى‬
‫الله عليه وآله وسإلم‪ )) :‬والذي نفس ماحمد بيده لتممأمارن‬
‫ن عن المنكر أو ليوشممكن اللممه أن يبعث‬ ‫بالمعروفا ولَتَن ْ ؤ‬
‫ه ّ‬
‫عليكم عقابمما ؤ مان عنممده ثم تدعونممه فل يسممتجاب لكم ((‪،‬‬
‫وروى المامماما العظم زيممد بن علي عليهممما السمملما عن‬
‫أبيمممه عن جمممده عن علي بن أبي طمممالب صممملوات اللمممه‬
‫عليهم ) لتممممأمارن بممممالمعروفا ولتنهن عن المنكممممر أو‬
‫ليسممملطن اللمممه عليكم شمممراركم فيمممدعوا خيممماركم فل‬
‫يسممتجاب لهم (‪ ،‬وروى أيضمما ً عن آبائممه عن علي عليهم‬
‫السلما قال‪ :‬قال رسإممول اللممه م م صمملى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإلم م‪ )):‬ل قدسإممت أماممة ل تممأمار بممالمعروفا‪ ،‬ول تنهى‬
‫عن مانكممر‪ ،‬ول تأخممذ على يممد ظممالم‪ ،‬ول تعين المحسممن‪،‬‬
‫ولترد المسيء عن إسإاءته((‪.‬‬
‫)]‪ ([73‬قال م صلى الله عليه وآله وسإلم م )) لتأخذن على‬
‫يد الظالم ولتأطرنممه على الحممق أطممرا ً (( الخممبر أخرجممه‬
‫الناصر الطروش وغيره( اهإم مان المجمممع‪ ،‬وروى المامماما‬
‫الناصر الطروش عليه السلما عن رسإول الله صلى الله‬
‫عليه وآله وسإمملم‪)):‬لممما وقممع النقص في بممني اسإممرائيل‬
‫جعل أحدهإم يرى أخاه على الذنب فينهاه عنممه وليمنعممه‬
‫ذلك أن يكون أكيله وشريبه وجليسه فصرفا اللممه قلمموب‬
‫بعضممهم ببعض ونمزل فيهم القممرآن‪}:‬لعن الممذين كفممروا‬
‫مان بممني اسإممرائيل { الخ اربممع آيممات}ولكن كثمميرا مانهم‬
‫فاسإقون{قال‪ :‬وكان رسإول الله صمملى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإلم ماتكئا فاسإتوى جالسا ثم قال‪ )):‬كل والذي نفسي‬
‫بيده حتى يأخذوا على يدي الظالم فيممأطروه على الحممق‬
‫أطراً((‬
‫قال” الناصممر” الحسممن بن علي عليممه السمملما‪ :‬يممأطروه‬
‫على الحق‪ :‬أي يعطفوه على الحق عطفا‪.‬‬
‫)]‪ ([74‬وقد قدمانا في بيان دور أهإل البيت عليهم السمملما‬
‫ماا يكفي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهإو شهيد‪.‬‬
‫)]‪ ([75‬قممال تعممالى }إن الممذين آمانمموا وعملمموا الصممالحات‬
‫أولئك هإم خير البرية{ والمراد بخير البريممة كممما ورد في‬
‫التفسير علي بن أبي طممالب عليممه السمملما‪ ،‬وقممد أشممبع‬
‫ماولنا المااما الحجة ماجدالدين المؤيدي م أيده الله تعممالى‬
‫م في لواماع النوار]ط ‪/1‬ج ‪/1‬ص ‪ ،[90‬وسإمميأتي في هإممذه‬
‫البحمماث الشممريفة مامما يممدل دللممة واضممحة على أن أماممير‬
‫المؤمامممنين هإمممو خمممير خلمممق اللمممه تعمممالى بعمممد النبيممماء‬
‫والمرسإلين م صلوات الله تعالى عليهم أجمعين م‪.‬‬
‫)]‪ ([76‬قممال شمميخ السإمملما المامماما ماجدالممدين المؤيممدي‬
‫علي م‬
‫ّ‬ ‫رضوان الله تعالى عليه في ماجمع الفوائد‪>:‬كممان‬
‫عليه السلما م يقممول‪) :‬أنمما عبداللممه‪ ،‬وأخممو رسإمموله‪ ،‬وأنمما‬
‫الصممديق الكممبر؛ ل يقولهمما بعممدي إل كمماذب(‪ .‬أخرجممه‬
‫النسائي في الخصائص‪ ،‬والحاكم‪ ،‬وابن أبي شمميبة‪ ،‬وابن‬
‫أبي عاصم‪ ،‬وأبو نعيم‪ ،‬وقال علي عليه السلما‪ )) :‬واللممه‬
‫إني لخوه‪ ،‬ووليه‪ ،‬وابن عمه‪ ،‬ووارث علمه فمن أحق به‬
‫ماني (( أخرجه في المستدرك‪ ،‬والذهإبي ماسلما ً بصممحته‪.‬‬
‫قممال ابن عبممدالبر في السإممتيعاب‪ :‬آخى م م رسإممول اللممه‬
‫صلى الله عليه وآله وسإلم م بين المهاجرين‪ ،‬ثم آخمما بين‬
‫المهمماجرين والنصممار‪ ،‬وقممال في كممل واحممدة مانهممما‬
‫لعلي‪ )) :‬أنت أخي في الممدنيا والخممرة ((‪،‬ومامن أخممرج‬
‫أخبار المؤاخمماة بين الرسإممول وبين علي م م صمملوات اللممه‬ ‫َ‬
‫بن حنبممل في المنمماقب‪،‬‬ ‫ؤ‬ ‫عليهما وآلهما وسإلماه م م أحم مدؤ‬
‫والطممبراني والممبيهقي في‬
‫ّ‬ ‫وابن عسمماكر في تاريخممه‪،‬‬ ‫ؤ‬
‫وابن عممممدي‪،‬‬
‫ؤ‬ ‫ماجمعيهممممما‪ ،‬والبمممماوردي في المعرفممممة‪،‬‬
‫وغمميرهإم‪ ،‬وأخممرج المامماما أحمممد في ماسممنده‪ ،‬والمامماما‬
‫النسائي في خصائصه‪ ،‬والحاكم في ماستدركه‪ ،‬والذهإبي‬
‫في تلخيصه ماعترفا ً بصحته‪ ،‬وغيرهإم مان أصحاب السممنن‬
‫بطرق ماجمع على صحتها عن عمممرو بن مايمممون عن ابن‬
‫عباس رضي الله عنهما أنه م صلى الله عليه وآله وسإمملم‬
‫م قممال في حممديث طويممل‪ )) :‬ليممذهإب بهمما أي بممراءة إل‬
‫رجل هإو ماني وأنا مانه ((‪ ،‬وأنه قال لممه صمملى اللممه عليممه‬
‫وآله وسإلم‪ )) :‬أماا ترضى أن تكون ماني بمنمزلة هإممارون‬
‫مان ماوسإى إل أنه ليس بعدي نبي إنممه لينبغي أن أذهإب‬
‫إل وأنت خليفتي((‪ ،‬وأنه قال لممه صمملى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإلم‪ )) :‬أنت وليي في الدنيا والخرة ((‪ ،‬وأنممه قممال لممه‬
‫صلى الله عليه وآله وسإلم‪ )) :‬أنت ولي كل ماؤمان بعدي‬
‫وماؤمانة ((‪ ،‬وفيه‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬وسإ مدّ م م رسإممول اللممه‬
‫مواب المسممجد غممير بمماب‬ ‫َ‬ ‫صلى الله عليه وآله وسإمملم مم أبم‬
‫علي فكان يممدخل المسممجد جنبمماً‪ ،‬وهإممو طريقممه ليس لممه‬
‫طريق غيره‪ ،‬وأنه قال رسإول الله صلى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإلم‪ )) :‬مان كنت ماوله فإن ماوله علي ((…<‬
‫علي صلوات الله تعممالى عليممه‬ ‫ّ‬ ‫)]‪ ([77‬قال أماير المؤمانين‬
‫ف َلَن َمما‬ ‫قب م َ َ‬ ‫َ‬
‫قم دؤونِي َ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫مل أ ْ‬ ‫سإ ملؤونِي َ ْ‬‫س َ‬‫همما النّا ؤ‬ ‫وسإلماه‪ ):‬أي ّ َ‬
‫ض…(‪ ،‬وقممال أيضمماً‪:‬‬ ‫ْ َ‬ ‫بطؤرق السما ِ َ‬
‫ق ال ْر ِ‬ ‫مانّي بِطؤ ؤر ِ‬ ‫ء أعْل َ ؤ‬
‫م ِ‬ ‫ّ َ‬ ‫ِ ؤ ِ‬
‫) سإلوني قبل أن تفقممدوني‪ ،‬فواللممه الممذي فلممق الحبممة‪،‬‬
‫وبرأ النسمة لو سإألتموني عن آية آية في ليل أنزلت‪ ،‬أو‬
‫في نهار أنممزلت‪ ،‬ماكيهمما‪ ،‬وماممدنيها‪ ،‬سإممفريها‪ ،‬وحضممريها‪،‬‬
‫ناسإمممخها‪ ،‬ومانسممموخها‪ ،‬ماحكمهممما‪ ،‬وماتشمممابها‪ ،‬تأويلهممما‪،‬‬
‫وتنمزيلها لخبرتكم…(‪.،‬وفي لواماممع النمموار]ط ‪/1‬ج ‪/2‬ص‬
‫‪ >:[ 539‬كان م أماير المؤماممنين عليممه السمملما مم إذا صممعد‬
‫المنممبريقول‪):‬سإمملوني قبممل أن تفقممدوني‪ ،‬فعنممدي علم‬
‫المنايا‪ ،‬وا لقضايا‪ ،‬والوصايا‪ ،‬وفصل الخطاب‪ ،‬وا لله لنا‬
‫أعلم بطرق السماء مان العالم مانكم بطممرق الرض‪ ،‬ومامما‬ ‫ؤ‬
‫مان آية نمزلت في ليل‪ ،‬ول نهار‪ ،‬ول سإممهل‪ ،‬ول جبممل إل‬
‫إلي‬
‫ّ‬ ‫أسإممر‬
‫ّ‬ ‫وأنمما أعلم فيمن نمممزلت‪ ،‬وفيم نمممزلت‪ ،‬ولقممد‬
‫رسإول الله م صلى الله عليه وآله وسإلم مم ألممف بمماب مان‬ ‫ؤ‬
‫ماكنممون علمممه‪ ،‬فتح كممل بمماب مانهمما ألممف بمماب(‪ ،‬إلى أن‬
‫قال‪ :‬والله يقول‪}:‬أفمن يهدي إلى الحممق أحممق أن يتبممع‬
‫أمان ل يهدي {(‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وقولممه م م رضمموان اللممه عليممه ممم‪):‬سإمملوني قبممل أن‬
‫تفقدوني ( مان أخباره المعلوماة بين الماة‪ ،‬وقممد أخرجممه‬
‫ماسلم عن علي م سإلما الله عليه م بلفممظ‪):‬سإمملوني قبممل‬
‫أن تفقدوني سإلوني عن كتاب الله‪ ،‬وماا مان آيممة إل وأنمما‬
‫أعلم حيث نمزلت بحضيض جبل‪ ،‬أو سإهل أرض‪ ،‬وسإلوني‬
‫عن الفتن‪ ،‬فممما مان فتنممة إل وقممد علمت كبشممها ومان‬
‫يقتممممل فيهمممما(‪ ،‬قممممال‪ :‬ولم يكن أحممممد مان الصممممحابة‬
‫يقول‪:‬سإلوني غيره‪ ،‬وأخرجه أحمد عن سإممعيد بلفممظ‪ :‬لم‬
‫يكن أحد مان أصحاب رسإول الله م صلى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإلم مم يقممول‪ :‬سإمملوني قبممل أن تفقممدوني إل علي بن‬
‫أبي طالب‪.‬وأخرجه ابن عبد البر في السإتيعاب بلفظ ماا‬
‫كممان أحممد مان النمماس يقممول‪:‬سإمملوني غمميرعلي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬وذكره شارح النهج…< انتهى كلماممه مم أيممده اللممه‬
‫تعالى م‬
‫)]‪ ([78‬قال ماولنا المااما ماجدالدين المؤيممدي مم أيمده اللمه‬
‫تعممالى ممم في لواماممع النمموار ]ط ‪/1‬ج ‪/1‬ص ‪>:[ 138‬روى‬
‫المااما الحجة المنصور بالله عبد الله بن حمزة م م عليهممما‬
‫السلما م في الشافي أن عمارا ً م رضي الله عنممه م م خممرج‬
‫في بعض أياما صفين‪ ،‬والقراء ماحدقون به حممتى دنمما مان‬
‫ماقاما علي في الصف؛ فقال‪ :‬أل أحدثكم بحديث سإمممعته‬
‫مان رسإول الله م صلى الله عليه وآلممه وسإمملم مم في هإممذا‬
‫الواقف يعني عليمما ً مم عليمه السملما مم قلنما‪ :‬هإمات يما أبمما‬
‫اليقظان‪ .‬قال‪ :‬سإمعت رسإول الله م صلى الله عليه وآله‬
‫وسإلم م يقول لهذا‪ )):‬ياعلي إن الله زينك بزينة لم يزين‬
‫أهإممل الممدنيا بزينممة هإي أحب إلى اللممه مانهمما وهإي زينممة‬
‫البرارعند الله‪ ،‬الزهإد في الممدنيا‪ ،‬فجعلممك لتميممل إليهمما‬
‫ول تميممل إليممك‪ ،‬ووهإب لممك ماممع ذلممك حب المسمماكين‪،‬‬
‫فجعلهم يرضون بك إمااماا‪ ،‬وترضى بهم أتباعمماً‪ ،‬فطمموبى‬
‫لمن صدق عليك‪ ،‬وويممل لمن كممذب عليممك‪ ،‬فممإني أقسممم‬
‫بالله‪ ،‬ليوقفنهم الله ماوقف الكذابين((…< انظممر تخممريج‬
‫هإذا الحديث الجليل في لواماع النوار‪.‬‬
‫)]‪([79‬قال ماولنا المااما الحجممة ماجممد الممدين بن ماحمممد بن‬
‫مانصور المؤيدي م أيده اللممه تعممالى م م في لواماممع النمموار‬
‫] ط ‪ / 1‬ج ‪ / 1‬ص ‪ >:[ 38‬خممممبر الممممموالة ماعلمممموما مان‬
‫ضرورة الدين ماتواتر عند علماء المسمملمين فمنكممره مان‬
‫الجاحدين‪ ،‬أماا آل ماحمد صلوات الله عليهم فل كلما في‬
‫إجماعهم عليه‪ .‬قال المااما الحجة المنصور بالله عبد الله‬
‫بن حمزة عليهما السلما في الشافي‪ :‬هإذا حديث الغممدير‬
‫ظهمممر ظهمممور الشممممس‪ ،‬واشمممتهر اشمممتهار الصممملوات‬
‫مبر‬
‫الخمس…وقد ذكر ماحممدؤ بن جريممر صمماحب التمماريخ خم َ‬
‫يوما الغدير وطرقه مان خمس وسإبعين طريقا ً وأفممرد لممه‬
‫كتابا ً سإماه ]كتاب الولية[‪ ،‬وذكممر أبممو العبمماس أحمممد بن‬
‫ماحمد بن عقدة خبر يوما الغدير‪ ،‬وأفرد له كتاباً‪ ،‬وطرقممه‬
‫مان ماائة وخمس طرق‪ ،‬ولشممك في بلوغممه حممد التممواتر‪،‬‬
‫ولم نعلم خلفا ً مامن يعتممد بممه مان الماممة إلى آخممر كلماممه‬
‫عليه السلما‪ ،‬وكلما أئمممة آل ماحمممد صمملوات اللممه عليهم‬
‫في هإممذا المقمماما الشممريف وغمميره ماعلمموما في جميممع‬
‫ماؤلفمماتهم في هإممذا الشممأن‪ ،‬وقممد رواه السمميد المامماما‬
‫الحسين بن المااما عليهما السلما في الهداية عن ثمانية‬
‫وثلثين صممحابيا ً بأسإمممائهم غممير الجملممة كلهمما مان غممير‬
‫طرق أهإل الممبيت عليهم السمملما‪ ،‬وقممال السمميد الحافممظ‬
‫ماحمد بن إبممراهإيم المموزير‪ :‬إن خممبر الغممدير يممروى بمائممة‬
‫وثلث وخمسين طريقا ً انتهى‪ .‬وأماا غمميرهإم فقممد أجمممع‬
‫حفاظ جميع الطوائف‪ ،‬وقممامات بممه وبأماثالممه‬ ‫ؤ‬ ‫على تواتره‬
‫حجة اللممه تعممالى على كممل ماوالممف وماخممالف‪ ،‬وقممد قممال‬
‫الذهإبي‪ :‬بهرتني طرقممه فقطعت بوقوعممه انتهى‪ ،‬وعممده‬
‫السيوطي في الحماديث المتمواترة‪ ،‬وقمال الغمزالي في‬
‫كتابه سإر العالمين‪ :‬لكن أسإفرت الحجة وجههمما‪ ،‬وأجمممع‬
‫الجماهإير على خطبة يوما الغدير‪ ،‬وذكر الحديث‪ ،‬واعترفا‬
‫ابن حجر في صواعقه أنممه رواه ثلثممون صممحابياً‪ ،‬وذكممره‬
‫ابن حجر العسقلني في تخريجممه أحمماديث الكشممافا عن‬ ‫ؤ‬
‫سإبعة وعشرين صحابيا‪ ،‬ثم قال‪ :‬وآخرون كل مانهم يذكر‬ ‫ً‬
‫ة عشر‪،‬‬ ‫أسإماء أفرادهإم غير الجملة ماثل‪ :‬اثني عشر؛ ثلث َ‬
‫جمع مان الصحابة‪ ،‬ثلثين رجلً‪ ،‬وقممال المقبلي فيممه في‬
‫أبحاثه‪ :‬فإن كان هإذا ماعلوماا ً وإل فممما في الممدنيا ماعلمموما‬
‫انتهى…وقد روى خبر الموالة بلفممظ‪)) :‬مان كنت مامموله‬
‫فعلي ماوله اللهم وال مان واله وعمماد مان عمماداه (( مان‬
‫بن‬
‫ؤ‬ ‫مبراني‪ ،‬وسإممعيدؤ‬‫ّ‬ ‫بن حنبل‪ ،‬والطم‬ ‫ؤ‬ ‫العاماة خصوصاً‪ :‬أحمدؤ‬
‫أرقم‪ ،‬وثلثين‬ ‫َ‬ ‫بن‬‫د ِ‬ ‫مور عن علي عليممه السمملما‪ ،‬وزي م ِ‬ ‫مانصم ٍ‬
‫وجمممع مان الصممحابة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أيوب‪،‬‬
‫َ‬ ‫رجل ً مان الصحابة‪ ،‬وعن أبي‬
‫والحممماكم في المسمممتدرك عن علي مممم عليمممه السممملما م‬ ‫ؤ‬
‫بن أبي‬ ‫د ِ‬ ‫وطلحةَ‪ ،‬وأبو نؤعيم في فضائل الصحابة عن سإع ِ‬
‫والطممبراني عن‬
‫ّ‬ ‫ماالممك‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫بن‬
‫أنس ِ‬
‫ِ‬ ‫والخطيب عن‬
‫ؤ‬ ‫وقمماص‪،‬‬
‫عازب‪ ،‬وعن أبي‬ ‫ٍ‬ ‫بن‬
‫ء ِ‬ ‫ة عن البرا ِ‬ ‫وابن أبي شيب َ‬ ‫ؤ‬ ‫عمر‪،‬‬
‫َ‬ ‫ابن‬
‫ِ‬
‫مبراني عن‬‫ّ‬ ‫ً‬
‫هإريرةَ‪ ،‬واثني عشممر رجل مان الصممحابة‪ ،‬والطم‬
‫بن أرقم ٍ بزيادة ))وانصممر مان نصممره‬ ‫د ِ‬ ‫مارةَ‪ ،‬وزي ِ‬
‫بن ؤ‬ ‫َمرو ِ‬‫ع ِ‬
‫وأعن مان أعانه(( تطابق على هإذا اللفظ هإممؤلء الممرواة؛‬
‫دع عنك مان سإواهإم وماا سإواه”إلخ البحث يرجع إليممه مان‬
‫أراد زيادة التحقيق والتدقيق‪ ،‬والله تعالى ولي التوفيق‪.‬‬
‫)]‪ ([80‬قال شميخ السإمملما الماماما ماجمد الممدين المؤيمدي م‬
‫أيده الله تعممالى م م في لواماممع النمموار ]ط ‪/1‬ج ‪ /1‬ص ‪[98‬‬
‫في تخريج حديث المنمزلة” قال المامماما الحجمة المنصمور‬
‫بالله عبد الله بن حمزة عليهممما السمملما‪ :‬فيممه مان الكتب‬
‫المشهورة عند المخالفين أربعون إسإنادا ً مان غير روايممة‬
‫الشيعة وأهإل الممبيت انتهى‪ ،‬وقممال الحمماكم‪ :‬هإممذا حممديث‬
‫الحافظ يقول‪ :‬خرجته‬ ‫ؤ‬
‫المنمزلة الذي كان شيخنا أبوحازما ٍ‬
‫ابن أبي شميبةَ‪،‬ورواه‬ ‫ؤ‬ ‫بخمسممة آلفا إسإممناد انتهى‪ ،‬ورواه‬
‫ملم مان فمموق سإممبع‬ ‫في ماسند أحمد بعشرة أسإانيد‪ ،‬وماسم ٌ‬
‫طممممرق‪ ،‬ورواه البخمممماري في صممممحيحيهما‪ ،‬وأبمممموداود‪،‬‬
‫والنسممائي‪ ،‬والترماممذي‪ ،‬وابن مااجممه‪ ،‬والحمماكم صمماحب‬
‫المسممممممممتدرك‪ ،‬والطممممممممبراني‪ ،‬والخطيب‪ ،‬والعقيلي‪،‬‬
‫والشيرازي‪ ،‬وابن النجممار‪،‬وعلى الجملممة الماممر كممما قممال‬
‫المااما الحجة عبد الله بن حمزة عليهما السلما‪>:‬والخممبر‬
‫ماما علم ضرورة<انتهى‪،‬قال السمميد المامماما الحسممين بن‬
‫المااما عليهما السلما في شرح الغاية بعد سإياق رواياتممه‬
‫مان كتب المحممدثين‪ ”:‬واتفممق الجميممع على صممحته حممتى‬
‫صار ذلك إجماعا ً مانهم”‪.‬قممال الحمماكم النيسممابوري‪ :‬هإممذا‬
‫حديث دخل في حد التممواتر‪ .‬قممال ابن المامماما‪ :‬وقممد رواه‬
‫عدد كثير مان أصحاب م رسإول الله صلى الله عليممه وآلممه‬
‫وسإلم م مانهم علي‪ ،‬وعمر‪ ،‬وسإممعد بن أبي وقمماص‪ ،‬وأبممو‬
‫هإريممرة‪ ،‬وابن عبمماس‪ ،‬وابن جعفممر‪ ،‬وماعاويممة‪ ،‬وجممابر بن‬
‫عبد الله‪ ،‬وأبو سإعيد الخدري‪ ،‬والممبراء بن عممازب‪ ،‬وماالممك‬
‫بن الحممويرث‪ ،‬وأما سإمملمة وأسإممماء بنت عميس‪ ،‬وأخرجممه‬
‫ابن المغممازلي في ماناقبممه عن سإممعد بن أبي وقمماص مان‬
‫اثني عشر طريقاً‪ ،‬وعن أنس وابن عباس وابن ماسممعود‪،‬‬
‫وماعاوية بن أبي سإفيان انتهى‪.‬قلت‪ :‬وقممد سإمماق المامماما‬
‫المنصور بالله م عليه السمملما مم في الشممافي طرقممه مان‬
‫كتب العاماة بما فيه كفاية‪ ،‬وفي إحدى الطرق المسممندة‬
‫ماا نصه‪ :‬سإأل رجل ماعاوية عن ماسألة فقال‪ :‬سإممل عنهمما‬
‫علي بن أبي طممالب؛ فإنممه أعلم إلى قولممه‪ :‬قولممك فيهمما‬
‫أحب إلي مان قول علي فقمال‪ :‬بئس مامما قلت‪ ،‬ولمؤما ماما‬
‫كرهإت رجل ً كان مم رسإممول اللممه صمملى اللممه‬
‫َ‬ ‫جئت به لقد‬
‫عليه وآله وسإلم م يغره العلم غراً‪ ،‬ولقد قال لممه رسإممول‬
‫الله صمملى اللممه عليممه وآلممه وسإمملم‪ )):‬أنت ماممني بمنمممزلة‬
‫هإارون مان ماوسإى إل أنه ل نبي بعدي((‪ ،‬ولقد كان عمممر‬
‫مر إذا‬
‫مهدت عمم َ‬
‫ؤ‬ ‫بن الخطمماب يسمأله فيأخممذ عنممه‪ ،‬ولقممد شم‬
‫أشممكل عليممه شمميءٌ قممال‪ :‬هإاهإنمما علي‪ ،‬قم ل أقمماما اللممه‬
‫رجليك‪ ،‬وماحى اسإمه مان الديوان‪.‬‬
‫والحممق مامما شممهدت بممه‬ ‫وماناقب شممهد العممدو بفضمملها‬
‫العداء‬
‫انتهى كلماه م أيده الله تعالى م‪.‬‬
‫)]‪ ([81‬قال ماولنا المااما الحجة ماجدالممدين المؤيممدي أيممده‬
‫اللممه تعممالى في لواماممع النمموار]ط ‪ /1‬ج ‪ /2‬ص ‪[ 588‬‬
‫>أخرج الطبراني في الكبير عن ابن عمر قولممه م م صمملى‬
‫الله عليه وآله وسإمملم ممم‪ )):‬أل أرضمميك يمما علي أنت أخي‪،‬‬
‫ووزيري‪ ،‬تقضممي ديممني‪ ،‬وتنجممز ماوعممدي‪ ،‬وتممبرئ ذماممتي؛‬
‫فمن أحبك في حياة ماني فقد قضممى نحبممه‪ ،‬ومان أحبممك‬
‫في حياة مانك بعدي‪ ،‬فقد ختم الله له بممالمان واليمممان‪،‬‬
‫وأمانه يوما الفزع‪ ،‬ومان ماممات وهإممو يبغضممك يمما علي ماممات‬
‫مايتة جاهإلية يحاسإبه الله بما عمل في السإلما ((<‬
‫)]‪ ([82‬ومان ذلك ماا كان علم الجفر‪ .‬قممال شمميخ السإمملما‪،‬‬
‫وإمااما أهإل البيت الكراما ماجدالدين بن ماحمممد بن مانصممور‬
‫المؤيممدي ممم رضمموان اللممه تعممالى عليهم وسإمملماه ممم في‬
‫رسإالته الموسإوماة بإيضاح الماممر في علم الجفممر‪ >:‬علم‬
‫الجفر هإو‪ :‬علم أوحاه اللّه تعالى إلى رسإوله صمملى الل ّممه‬
‫عليممه وآلممه وسإمملم بممما يكممون مان المغيبممات كممما قممال‬
‫تعالى‪} :‬ذلك مان أنباء الغيب نوحيه إليك{ وقد اختص به‬
‫أماير المؤماممنين علي بن أبي طممالب رضمموان الل ّممه عليممه‪،‬‬
‫كممما اختص حذيفممة بن اليمممان رضممي الل ّممه عنممه بعلم‬
‫المنممافقين كممما هإممو ماعلمموما‪ ،‬وماممازال يتناقممل عنممد أهإممل‬
‫البيت عليهم السلما حتى وصل إلى المامماما الهممادي إلى‬
‫ما كممان‬ ‫الحممق يحمميى بن الحسممين رضممي الل ّممه عنهممما‪ ،‬ول َ ّ‬
‫هم ماعانيممه‪ ،‬وكممانت تلممك الملكممة‬ ‫ة َ‬
‫لف ْ‬ ‫مالَك َم ٍ‬
‫يحتاج إلى قوة َ‬
‫لبعض الفممراد قيممل‪ :‬اختص بممه كممما يقممال في سإممائر‬
‫العلمموما‪ ،‬اختص فلن بعلم النحممو ماثلً‪ ،‬أو علم الفقممه‪ ،‬أو‬
‫نحوه ماما يكون له فيه مالكة زائدة‪ ،‬وهإي عبممارة ماتداولممة‬
‫بين أهإل العلم وغيرهإم‪ ،‬ولهذا قال العلماة ماحدث اليمن‬
‫إبراهإيم بن ماحمد المموزير في المامماما الهممادي إلى الحممق‬
‫رضي اللّه عنهم‪:‬‬
‫ء‬
‫ر مان أبنا ِ‬ ‫ج ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ص بال َ‬
‫خ ّ‬ ‫ن ؤ‬
‫ما ْ‬
‫ن أروى َ‬ ‫ما ْ‬‫ار و َ‬ ‫الف َ‬
‫قمممم ِ‬ ‫َ‬ ‫وذي‬
‫ة‬‫ر فاطممممممممممممممممممممممممممم ٍ‬ ‫قممممممممممممممممممم ِ‬‫الف َ‬
‫ِ‬ ‫ظمى‬

‫كثير مان علممماء المسمملمين السمملف‬ ‫ٌ‬ ‫علم الجفر‬


‫َ‬ ‫وقد ذكر‬
‫والخلف وصححوا وجوده‪.‬قال السيد العلماة البدر ماحمممد‬
‫بن إسإماعيل الماير في شممرح التحفممة في سإممياق إخبممار‬
‫أماير المؤمانين علي م عليه السلما م بالمغيبات ماالفظممه‪:‬‬
‫وماعلوما أنها ل تكممون إل بتوقيممف حممتى قممال‪ :‬إن النفي‬
‫في أنه مااخصه رسإول اللّه م صلى اللّه عليه وآله وسإمملم‬
‫م بشيء عايد إلى أخبار الحكمماما والشممرايع الممتي يبلغهمما‬
‫رسإول اللّه م صلى اللّه عليممه وآلممه وسإمملم م م إلى النمماس‬
‫على السوية‪ ،‬ويأمار أن يبلغها الشاهإد الغايب‪ ،‬فهذه هإي‬
‫الممتي نفاهإمما الوصممي مم عليممه السمملما ممم‪ ،‬وأمامما المغيبممات‬
‫ص بشمميء مانهمما دون‬ ‫خ ّ‬ ‫وأخبار الملحم فل ماممانع مان أن ي ؤ َ‬
‫غيره إكراماا ً مان اللّه سإبحانه وتعممالى‪ ،‬ورسإمموله م م صمملى‬
‫اللّه عليه وآلممه وسإمملم ممم‪ ،‬ولممما علمممه الل ّممه ورسإمموله مان‬
‫حالهمما‬
‫ِ‬ ‫اماتحانه بقتال الثلث الفرق‪ ،‬وأنه ماحتاج إلى علم ِ‬
‫خص رسإول اللّه م‬ ‫وصفاتها‪ ،‬ولغرو أن يخص بذلك‪ ،‬وقد َ‬
‫بن اليمممان وغمميره‬‫َ‬ ‫صلى اللّه عليه وآله وسإمملم مم حذيف م َ‬
‫ة‬
‫بمأعلما كثمميرة ماممما علم بممه؛ لكن لممما خصممه اللمه بمالذن‬
‫الواعية لم ينس شيئاً‪ ،‬ماما سإمعه‪ ،‬وقد ثبت عن الوصممي‬
‫أخبار كثيرة مان الملحم‪ ،‬وعن أماممراء بأعيممانهم كإخبمماره‬
‫بعمممر بن عبممدالعزيز م م رضممي الل ّممه عنممه م م فيممما أخرجممه‬
‫عبدالله بن أحمد بن حنبل في الزهإد إلى قوله‪ :‬وإخبمماره‬
‫بالحجاج إلى قوله‪ :‬وفي الجاماع الكبير‪ ،‬وسإممائر ماؤلفممات‬
‫الناس كثير ماما أخبر به مان الملحم‪ ،‬واشتهر عنه الجفر‬
‫في المغيبات حتى اسإتعمله الشعراء كما قال أبممو العلء‬
‫المعري‪:‬‬
‫س مك لقد عجبوا لهإمممل البيمممت‬ ‫ما ْ‬
‫أتمماهإم علمهم في َ‬
‫ر لَ ّ‬
‫مما‬ ‫ج ْ‬
‫فممممممممممممممممممممممممممممم ِ‬ ‫َ‬

‫إلى آخر كلماه وهإو بحث ماهم مافيد‪..‬‬


‫وأماا لماذا سإمي بذلك فلنه كتب في جلد جفر كمما ذكمر‬
‫ذلممك أبممو العلء في شممعره وابن قتيبممة في كتمماب أدب‬
‫الكاتب وغيرهإما…< إلخ البحث يرجع إليه مان أراد زيممادة‬
‫تحقيق‪ ،‬وهإذه الرسإالة الموسإوماة بإيضاح الماممر في علم‬
‫الجفمممر هإي جمممواب سإمممؤال ورد على ماولنممما الماممماما‬
‫ماجدالدين المؤيممدي م م أيممدهإم اللممه تعممالى م م مان السإممتاذ‬
‫عبدالمجيد الزنداني‪.‬‬
‫)]‪ ([83‬فممالمروي عنممه عليممه السمملما أنممه خطب لممما قممدما‬
‫الكوفة‪ ،‬مانها‪ :‬سإلوني قبل أن تفقدوني‪ ،‬فإني عن قليل‬
‫ماقتممول‪ ،‬فممما يحبس أشممقاهإا أن يخضممبها بممدما أعلهإمما‬
‫فوالذي فلق الحبة‪ ،‬وبرأ النسمممة ل تسممألوني عن شمميء‬
‫فيممما بينكم وبين السمماعة‪ ،‬ول عن فتنممة تضممل ماائممة‪ ،‬أو‬
‫تهدي ماائة إل ّ أنبأتكم بناعقها وقائدهإا وسإائقها إلى يوما‬
‫القياماة إلخ‪ ،.‬وروى أبمموالفرج الصممفهاني مم رحمممه اللممه‬
‫تعممالى م م في ماقاتممل الطممالبيين ]‪ [31‬عن أبي الطفيممل‬
‫علي النمماس للبيعممة فجمماء‬ ‫ّ‬ ‫قممال‪ :‬جمممع أماممير المؤماممنين‬
‫عبممدالرحمن بن مالجم فممرده ماممرتين أو ثلثمما ً ثم بايعممه‪،‬‬
‫علي‪ :‬ماا يحبس أشقاهإا؟ فوالممذي نفسممي بيممده‬ ‫ّ‬ ‫فقال له‬
‫لتخضبن هإذه مان هإذه‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫ت‪ ،‬فسسسسسسسسسسإن‬‫أشدد حيازيمسسك ِ‬
‫المسسسوت لقيك‬ ‫للمو‬
‫ت؛ إذا حسسسسسس ّ‬
‫ل‬ ‫ول تجسسسسسزع من ِ‬
‫بواديك‬ ‫المو‬

‫قال‪ :‬وروى غمميره أن عليمما ً أعطى النمماس فلممما بلممغ إلى‬


‫ابن مالجم قال‪:‬‬
‫أريسسسسسد ُ حياتسسسسسه عسسسسسسسذيرك من‬
‫ويريسسسسسسسد قتلي خليلسسسسسسسسك من‬
‫مراد‬

‫انتهى مان المقاتل‪ ،‬ولله ابن عبممدون في بسمماماته حيث‬


‫يقول‪:‬‬
‫ممممرا ً‬
‫ع ْ‬
‫فمممدت َ‬
‫ْ‬ ‫بمن شاءت مان وليتهممما إذ‬
‫ْ‬ ‫فدت عليا ً‬
‫ْ‬
‫ة‬‫بخارجمممممممممممممممممممممممممم ٍ‬ ‫البشر‬

‫قال ماولنا المااما الحجة ماجدالممدين المؤيممدي أيممده اللممه‬


‫تعممالى في ماجمممع الفوائممد نقل ً عن فتح البمماري شممرح‬
‫البخمماري لبن حجممر العسممقلني‪ >:‬قممال مم رسإممول اللممه‬
‫صلى الله عليه وآله وسإلم م م لعلي‪ :‬مان أشممقى الولين؟‬
‫قال‪ :‬عاقر الناقة‪ .‬قال‪ :‬فمن أشقى الخرين؟ قال‪ :‬الله‬
‫ورسإوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬قاتلك‪ .‬أخرجه الطبراني وله شمماهإد‬
‫مان حديث عمار بن ياسإر عند أحمد‪ ،‬ومان حممديث صممهيب‬
‫عند الطممبراني‪ ،‬وعن علي نفسممه عنممد أبي يعلى بإسإممناد‬
‫لين‪ ،‬وعند البزار بإسإناد جيد<‪.‬‬
‫)]‪([84‬قال ماولنا المامماما الربمماني‪ ،‬مافممتي الممدنيا والقطممر‬
‫اليماني أبو الحسنين ماجدالدين بن ماحمد المؤيدي م أيده‬
‫الله تعالى مم في لواماممع النمموار ]ط ‪/1‬ج ‪ / 2‬ص [‪>:‬ومان‬
‫طرقها ماا رواه المااما العظم زيد بن علي عن أبيممه عن‬
‫جده عن علي م عليهم السلما م قال‪) :‬أمارني رسإول الله‬
‫صلى الله عليه وآله وسإلم بقتال الناكثين‪ ،‬والقاسإطين‪،‬‬
‫والمارقين‪ ،‬وماا كنت لترك شيئا ماممما أمامرني بمه حبيممبي‬
‫رسإول الله صلى الله عليه وآله وسإلم(‪.‬‬
‫قال أيممده اللممه تعممالى في التخممريج‪ :‬قممال في التلخيص‪:‬‬
‫رواه النسائي في الخصائص‪ ،‬والبزار‪ ،‬والطممبراني‪ ،‬وفي‬
‫كنمز العمال‪:‬أخرجه ابن عدي‪ ،‬والطممبراني في الوسإممط‪،‬‬
‫وعبد الغني بن سإعيد في إيضاح الشممكال‪ ،‬والصممفهاني‬
‫في الحجة‪ ،‬وابن مانده في غممرائب شممعبة‪ ،‬وابن عسمماكر‬
‫مان طرق‪ ،‬وفي رواية عن علي م عليه السمملما م م )أماممرت‬
‫بقتممال ثلثممة‪ :‬القاسإممطين‪ ،‬والنمماكثين‪ ،‬والمممارقين‪.‬فأمامما‬
‫القاسإطون فأهإل الشاما‪ ،‬وأماا النمماكثون فممذكرهإم‪ ،‬وأمامما‬
‫المارقون فأهإل النهروان( أخرجه الحمماكم في الربعين‪،‬‬
‫وابن عسممماكر‪ ،‬وخرجمممه مان طمممريقين عن أبي أيممموب‬
‫بلفممظ‪) :‬أماممر رسإممول اللممه علي بن أبي طممالب بقتممال‬
‫الناكثين‪ ،‬والقاسإطين والمارقين(‪ ،‬وفي الرواية الخرى‬
‫سإمعت رسإول الله م صلى الله عليه وآله وسإمملم م‬ ‫ؤ‬ ‫بلفظ‪:‬‬
‫يقول لعلي بن أبي طالب‪ :‬يقاتل النمماكثين والقاسإممطين‬
‫والمارقين((‪ ،‬وسإاقه بإسإممنادين ماختلفين إلى أبي أيمموب‬
‫إلخ‪ ،‬مان تتمة الروض النضير‪ ،‬وفي الروض النضير قممال‪:‬‬
‫أخرجمممه الحممماكم‪ ،‬وغممميره عن أبي أيممموب‪ ،‬وهإمممو ماتلقى‬
‫بالقبول إن لم يكن ماتواترا ً انتهى‪.‬‬
‫وقمد مامر الحمديث عن ابن عبماس‪ ،‬وفيمه )اشمهدي يما أما‬
‫سإلمة أنه قاتل الناكثين‪ ،‬والقاسإممطين‪ ،‬والمممارقين( مان‬
‫رواية المامماما في الشممافي‪ ،‬والقاسإممم بن إبممراهإيم‪،‬وأبي‬
‫العباس الحسني‪ ،‬والفقيه حميد الشهيد‪ ،‬وعبممد اللممه بن‬
‫طممماهإر‪ ،‬والعقيلي‪ ،‬والكنجي‪ ،‬ورواه ابن المغمممازلي مان‬
‫حديث المناشدة‪ ،‬وروى الكنجي بإسإممناده إلى أبي سإممعيد‬
‫الخدري‪ ،‬قال‪ :‬أمارنا رسإول الله م صمملى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإلم مم بقتممال النمماكثين‪ ،‬والقاسإممطين‪ ،‬والمممارقين ماممع‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬وقال‪ :‬أخرجه الحاكم أبو عبممد اللممه‪،‬‬
‫وأخرجه الكنجي أيضمما ً عن علي‪ .‬قممال أيممده اللممه تعممالى‪:‬‬
‫وأخرجه إبراهإيم بن ديزيل عن أبي أيوب‪ ،‬وقال عمار بن‬
‫ياسإر‪ :‬أماا إني أشهد أن رسإول الله صلى الله عليه وآلممه‬
‫وسإلم أمار عليمما ً بقتممال النمماكثين والقاسإممطين‪ ،‬رواه أبممو‬
‫ماخنف‪ ،‬قال عمار ردا على أبي ماوسإى لممما ثبممط النمماس‬
‫عن الجهاد ماممع علي مم عليممه السملما مم‪ ،‬ورواه ماحممد بن‬
‫سإممليمان الكمموفي عن علقمممة‪ ،‬وعن أبي سإممعيد الممتيمي‬
‫إلي رسإم ؤ‬
‫مول اللممه‬ ‫ّ‬ ‫كليهما عن علي لفظ أبي سإعيد‪ ”:‬عهد‬
‫صممملى اللمممه عليمممه وآلمممه وسإممملم أن أقتمممل النممماكثين‬
‫والقاسإطين والمارقين‪ ،‬فقال‪ :‬النمماكثين‪ :‬أهإممل الجمممل‪،‬‬
‫والقاسإطين‪ :‬أهإممل الشمماما‪ ،‬والمممارقين‪ :‬الخمموارج‪ .‬قلت‪:‬‬
‫بالنصب على الحكاية” انتهى مان اللواماع‪.‬‬
‫)]‪ ([85‬قال الشاعر‪:‬‬
‫مع فيه مسسا تفسسرق‬ ‫تج ّ‬ ‫فمن لم يعسسسسدده فسسسسإني‬
‫في السسسسسسسسسسسسسسسورى‬ ‫معسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدد‬
‫ُ‬

‫وقممال السمميد العلماممة ماحمممد بن إسإممماعيل الماممير في‬


‫التحفة العلوية‪:‬‬
‫فلسسه السسسبق‬ ‫كل مسسا للصسسحب‬
‫تسسسسسراه الوليا‬ ‫مكرمة‬ ‫من‬

‫فلهذا فوقهم‬ ‫جمعت فيسسه‬


‫صسسسسسسار عليا‬ ‫وفيهم‬
‫فسسسسسسسسرقت‬

‫)]‪ ([86‬قممال ماولنمما إمامماما أهإممل الممبيت الكممراما ماجدالممدين‬


‫المؤيمممدي أيمممده اللمممه تعمممالى في ماجممممع الفوائمممد ]ط‬
‫‪/1‬ص [‪>:‬قممال في الجمزء السمابع مان فتح البمماري شممرح‬
‫ؤ‬
‫مماعيل‬ ‫البخمماري صممفح ]‪ [71‬ماالفظممه‪ :‬قممال أحم مدؤ‪ ،‬وإسإم‬
‫والنسائي‪ ،‬وأبو علي النيسممابوري‪ :‬لم يممرد في‬ ‫ّ‬ ‫القاضي‪،‬‬
‫حق أحد مان الصحابة بالسإانيد الجياد أكثر ماممما جمماء في‬
‫علي‪ ،‬وقممال في صممفح ]‪ [58‬مانممه بعممد كلما مامما لفظممه‪:‬‬
‫ويؤيده ماا رواه البزار عن ابن ماسعود قممال‪ :‬كنمما نتحممدث‬
‫أن أفضمممل أهإمممل المدينمممة علي بن أبي طمممالب رجالمممه‬
‫ماوثقممون انتهى‪.‬قلت‪ :‬وقممال الحافممظ ابن عبممدالبر في‬
‫السإتيعاب‪ :‬وقال أحمد بن حنبل‪ ،‬وإسإماعيل بن إسإممحاق‬
‫د مان الصمحابة بالسإممانيد‬ ‫رو في فضائل أح ٍ‬ ‫القاضي‪ :‬لم ي ؤ َ‬
‫الحسان ماا روي في علي بن أبي طممالب‪ ،‬وكممذلك أحمممد‬
‫بن شعيب بن علي النسائي رحمه الله انتهى مان صفح ]‬
‫‪ [51‬مان الجممزء الثممالث في السإممتيعاب أيضمما ً وروي عن‬
‫سإمملمان وأبي ذر والمقممداد وخبمماب وجممابر وأبي سإممعيد‬
‫الخدري وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالبم رضممي اللممه‬
‫عنه مأول مان أسإلم وفضله هإممؤلء على غمميره‪ .‬وفيممه أي‬
‫السإتيعاب بالسند إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال‪:‬‬
‫كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وفي الجممزء السممابع مان فتح البمماري صممفح )‪ :(73‬فقممد‬
‫روى ابن سإممعد بإسإممناد صممحيح عن ابن عبمماس قممال‪ :‬إذا‬
‫حدثنا ثقة عن علي بفتيا لم نتجاوزهإا‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫)]‪ ([87‬قال ماولنا المااما الحجة ماجدالممدين المؤيممدي أيممده‬
‫اللممه تعممالى في ماجمممع الفوائممد]ط ‪ /1‬ص [‪ >:‬قممال ابن‬
‫تيميممة في الجممزء التاسإممع عشممر مان الفتمماوى ]ص ‪/29‬‬
‫الطبعة الولى‪ /‬سإنة ‪ 1382‬هإم[ ماا لفظه‪ :‬وقد ثبت عنه م‬
‫صمملى اللممه عليممه وآلممه وسإمملم ممم أنممه قممال‪ )) :‬إن اللممه‬
‫اصطفى كنانة مان بني إسإماعيل واصممطفى قريشمما ً مان‬
‫كنانة واصطفى بني هإاشم مان قريش فأنا خيركم نفسا ً‬
‫مرب‬
‫س العم ِ‬ ‫ونسبا ً ((‪ .‬قال‪ :‬وجمهممور العلممماء على أن جن َ‬
‫خير مان غيرهإم‪ ،‬وقد‬ ‫ٌ‬ ‫س بني هإاشم‬ ‫خير مان غيرهإم‪ ،‬وجن َ‬ ‫ٌ‬
‫ثبت في الصممحيح‪)) :‬النمماس ماعممادن كمعممادن الممذهإب‬
‫والفضة خيارهإم في الجاهإليممة خيممارهإم في السإمملما إذا‬
‫ص قريشا ً بممأن‬ ‫خ ّ‬‫فقهوا ((‪ ،‬وقال في صفح ]‪ :[30‬ولكن َ‬
‫المااماة فيهم‪ ،‬وخص بني هإاشممم بتحممريم الزكمماة عليهم‪،‬‬
‫وذلك لن جنس قريش لما كممانوا أفضممل الجنمماس وجب‬
‫أن تكون المااماة في أفضل الجناس ماع الماكان‪ .‬انتهى‬
‫كلماه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ولهذا أوجب أهإل البيت عليهم السلما ومان تبعهم‬
‫أن تكون المااماة في أبناء الحسنين‪،‬وقد أجمعت طوايف‬
‫الماة مان حنفية وشافعية وماالكية وحنبلية وجميممع فممرق‬
‫الماممة إل الخمموارج ومان تبعهم أن مانصممب المااماممة في‬
‫قريش للنص النبوي‪ )) :‬الئمة مان قريش ((…<‪.‬‬
‫)]‪ ([88‬قمممال شممميخ السإممملما الماممماما الحجمممة ماجدالمممدين‬
‫المؤيدي أيده الله تعالى في ماجمع الفوائد]ط ‪/1‬ص [‪>:‬‬
‫ة المممدد؛‬ ‫إن أدلة القصر في البطنين كثيرةؤ العدد‪ ،‬واسإممع ؤ‬
‫نيرةؤ البرهإان؛ راسإخة البنيممان؛ مان ذلكم قولممه عممز جممل‪:‬‬
‫}أطيعوا اللّه وأطيعوا الرسإول وأولي الماممر مانكم{‪ ،‬ماممع‬
‫إجماعهم على كممونهم المممرادين‪ ،‬وإجممماعهم حجممة كممما‬
‫قضت به الممدليل النمميرة‪ ،‬وقولممه تعممالى‪}:‬والممذين آمانمموا‬
‫واتبعتهم ذريتهم بإيمممان ألحقنمما بهم ذريمماتهم‪{..‬اليممة‪،‬‬
‫وقولممممه تعممممالى‪}:‬وأولمممموا الرحمممماما بعضممممهم أولى‬
‫ببعض{‪ ،‬وأخبممار الثقلين‪ ،‬والتمسممك‪ ،‬والسممفينة‪ ،‬فإنهمما‬
‫قضمممت بالسإمممتخلفا فيكونمممون قمممائمين ماقممماما مان‬
‫اسإتخلفهم في كل ماالممه إل مامما خصممه الممدليل‪ ،‬وبوجمموب‬
‫التمسك بهم في كل شيء‪ ،‬ومان جملته المااماممة‪ ،‬وكممون‬
‫الراكب لغير سإفينتهم هإالكا ً في كممل شمميء‪ ،‬وهإي تفيممد‬
‫القتممداء والمااماممة قطعمما ً بممل هإي ماعظم ذلممك‪ ،‬وعليهمما‬
‫أسإممماس أركمممان المممدين‪ ،‬وبهممما تتم ماصمممالح السإممملما‬
‫والمسلمين‪ ،‬والنصوص كثيرة تبلغ حد التواتر ماعنى نحو‪:‬‬
‫)) قممدماوهإم ول تقممدماوا عليهم((‪ ،‬و))إن عنممد كممل بدعممة‬
‫تكون مان بعدي يكاد بها السإلما وليا ً مان أهإل بيتي يعلن‬
‫الحق وينوره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي البصار‬
‫وتوكلممموا على الل ّمممه((‪ ،‬و))أهإمممل بيمممتي أمامممان لهإمممل‬
‫الرض…((‪ ،‬و))مان سإمع واعيتنا أهإل الممبيت…((‪ ،‬و))مان‬
‫أمار بالمعروفا‪ ،‬ونهى عن المنكر مان ذريتي فهو خليفممة‬
‫الله‪،‬وخليفة رسإوله‪ ،‬وخليفة كتابه((الخبر الممذي احتج بممه‬
‫إمامماما الئمممة وهإممادي الماممة يحمميى بن الحسممين عليهممما‬
‫السلما‪،‬وقوله صلى اللّه عليه وآله وسإلم‪)) :‬مان سإره أن‬
‫يحيمما حيمماتي‪ ،‬ويممموت مايتممتي‪ ،‬ويممدخل جنممة عممدن الممتي‬
‫وعدني ربي فليتول علي بن أبي طممالب وذريتممه )عليهم‬
‫أفضل الصلة والسلما( الطاهإرين أئمة الهدى‪ ،‬وماصابيح‬
‫الدجا مان بعدي فإنهم لم يخرجوكم مان بمماب الهممدى إلى‬
‫بمماب الضممللة(( هإممذا مان روايممة آل ماحمممد صمملوات الل ّممه‬
‫عليهم‪ ،‬ومان روايممة العاماممة مامما أخرجممه السإمميوطي في‬
‫الجاماع الكبير‪ ،‬وروى أبو نعيم في الحلية والممرافعي عن‬
‫ويموت ماممماتي‪،‬‬
‫َ‬ ‫ابن عباس‪)) :‬مان سإره أن يحيى حياتي‪،‬‬
‫َ‬
‫وليتول‬ ‫ويسكن جنة عدن التي غرسإها ربي فليتول علياً‪،‬‬ ‫َ‬
‫د بأهإل بيتي مان بعدي؛ فإنهم عترتي خلقمموا‬ ‫وليه‪ ،‬وليقت ِ‬
‫مي‪ ،‬وويممل للمكممذبين بفضمملهم‬ ‫ه ِ‬ ‫مان طينممتي‪ ،‬ورزقمموا َ‬
‫ف ْ‬
‫مان أمامممتي‪ ،‬القممماطعين فيهم صممملتي ل أنمممالهم الل ّمممه‬
‫شفاعتي((‪ ،‬ونحو‪ :‬خبر التجديد‪ ،‬والضممارب بسمميفه أمامماما‬
‫ذريممتي‪ ،‬وغممير ذلممك جم غفممير‪ ،‬وجمممع كثممير‪ ،‬والممواماض‬
‫اليسير يدل على النو المطير‪ ،‬وقممد خرجنمما هإممذه الخبممار‬
‫في لواماع النوار‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬إجماعهم المحقق المعلمموما مان الصممدر الول ومان‬
‫بعممده على حصممرهإا فيهم‪ ،‬ويكفي احتجاجممات الوصممي‬
‫والحسنين صمملوات اللممه عليهم على قصممرهإا فيهم نحممو‬
‫قولممه‪) :‬احتجمموا بالشممجرة‪ ،‬وأضمماعوا الثمممرة(‪ ،‬وقولممه‬
‫صلوات اللّه عليممه‪ ):‬في هإممذا البطن مان هإاشممم ل تصمملح‬
‫على سإواهإم‪ ،‬ول تصلح الولة مان غيرهإم( وهإو ماع الحق‬
‫والقممرآن‪ ،‬والحممق والقممرآن ماعممه‪ ،‬وقممول ولممده الحسممن‬
‫السممبط المعصمموما المطهممر عن الممرجس‪ :‬فلممما تمموفي م‬
‫مرب‬
‫ه العم ؤ‬ ‫صلى الله عليه وآلممه وسإمملم م م تنممازعت سإمملطان َ ؤ‬
‫ه وأولياؤه إلى قولممه‪:‬‬ ‫ه وأسإرت ؤ ؤ‬
‫فقالت قريش‪ :‬نحن قبيلت ؤ ؤ‬
‫العرب أن القول كما قالت قريش وأن الحجممة في‬ ‫ؤ‬ ‫فرأت‬
‫ذلك على مان نازعها أمار ماحمد م م صمملى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإلم مم فممأنعمت لهم العممرب وسإمملمت ذلممك ثم حاججنمما‬
‫نحن قريشا ً بمثل ماا به حاجت العرب فلم تنصفنا قريش‬
‫إنصافا العرب لها‪ ..‬الخ كلماممه صمملوات الل ّممه عليممه وذلممك‬
‫ماعلممموما مان صمممرايح أقممموالهم وأفعمممالهم الدالمممة على‬
‫اعتقادهإم انحصارهإا فيهم أولهم وآخممرهإم‪ ،‬وللممه المامماما‬
‫المنصور بالله عبداللّه بن حمزة بن م رسإول اللممه صمملى‬
‫الله عليه وآله وسإلم م حيث يقول‪:‬‬
‫ماولت أمان غممممير أبنمممماء‬ ‫َ‬ ‫إمامماما لقممد حم‬
‫نقممممممل شممممممماما النممممممممبي ماحمممد‬
‫زمامماما لمممدين الل ّممه تمسممممك بأبنممممماء‬
‫أي زمامممممممممممممماما النممممممممبي فإنهمم‬
‫إذا قيممممل للوفممممد لتنجو ماممع النمماجين‬
‫ادخلمممموا بسمممملما مان كممممممممل ماوبق‬
‫فتعدد لقممول الل ّممه فيدعو الممورى يمموما‬
‫خمممممممير إماممممممماما الجمممزاء بإماممماماهم‬

‫ثالثاً‪ :‬مااذكرتم مان إجماع الماة على جوازهإا فيهم وعممدما‬


‫الممدليل على غمميرهإم ماممع اشممتمالها على أماممور شممرعية‬
‫ليجوز تناولها إل بدللممة قطعيممة فالحصممر في الحقيقممة‬
‫ماممركب مان الجممماع وعممدما الممدليل على سإممواهإم هإكممذا‬
‫قرروه‪.‬نعم فما ذكرتم مان إيراد خلفا المااماية‪.‬‬
‫فمممالجواب‪ :‬أول ً‪:‬أن خلفهم ماسمممبوق بالجمممماع العممماما‬
‫وإجماع آل ماحمد م صلى الله عليه وآله وسإلم م خصوصمما ً‬
‫فالمعلوما أنهم كانوا يطبقممون على إمااماممة القممائم مانهم‬
‫مان أي البطممنين كممان‪ ،‬ولم يخممالف ماخممالف في إمااماممة‬
‫المااما العظم زيد بن علي‪ ،‬وولده يحيى عليهم السلما‪،‬‬
‫والنفس الزكية ماحمد بن عبدالله‪ ،‬واخوته الئمممة عليهم‬
‫بن‬‫َ‬ ‫د‪:‬ماحمممدَ‬
‫بن ماحممم ٍ‬
‫ؤ‬ ‫مر‬
‫السمملما؛ بممل بممايع الصممادقؤ جعفم ؤ‬
‫عبداللممه عليهم السمملما‪ ،‬وأخممرج ماعممه ولديممه ماوسإممى‬
‫الكاظم‪ ،‬وعبدالله عليهما السلما‪ ،‬وهإما مان الثني عشر‪،‬‬ ‫َ‬
‫خ‬‫ف ّ‬‫صاحب َ‬
‫َ‬ ‫علي‬
‫ٍ‬ ‫بن‬
‫َ‬ ‫الحسين‬
‫َ‬ ‫المااما‬
‫َ‬ ‫الكاظم‬
‫ؤ‬ ‫وبايع ماوسإى‬
‫عليهم السلما‪ ،‬وذلممك ماعلمموما مان أحمموالهم ضممرورة لمن‬
‫عرفا سإيرهإم وأخبممارهإم‪ ،‬ماممع أنممه كممما قممال المامماما عممز‬
‫الدين بن الحسن عليهممما السمملما في المعممراج مااماعنمماه‬
‫ليس خلفا ً في ماحل النمزاع وهإو عدما جواز المااماممة في‬
‫غير أولد الحسنين بممل هإم ماوافقممون وإنممما بممالغوا فيممه‬
‫فقصروا على بعضهم‪.‬‬
‫ثانيمماً‪ :‬أن الماامايممة إنممما بنمموا قممولهم على دعمموى النص‬
‫قطعا ً فإذا ثبت بطلنه ارتفع الخلفا‪ ،‬وهإذا القممدر كممافا‬
‫في المقصود‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أنممه لم تقم حجيممة الجممماع على ذلممك إل ماممع فقممد‬
‫الدليل على جوازهإا في غيرهإم‪ ،‬ولم يتم هإذا إل في حق‬
‫سإائر الماة‪ ،‬وأماا أهإل الممبيت عليهم السمملما فقممد قممامات‬
‫الدلة كممما أشممرنا إليهمما على جوازهإمما فيهم بممل قصممرهإا‬
‫عليهم…إلخ كلماه أيده الله تعالى‪.‬‬
‫)]‪ ([89‬قال ماولنا المااما الحجة شيخ السإلما ماجدالدين‬
‫المؤيدي م أيمده اللممه تعمالى مم في لواماممع النموار]ط ‪/1‬ج‬
‫‪/2‬ص [‪>:‬قممال المامماما المنصممور باللممه في الشممافي‪:‬‬
‫وروينا مان غير طريق أن النبي مم صمملى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإلم مم قممال‪ )):‬الحسممن‪ ،‬والحسممين سإمميدا شممباب أهإممل‬
‫الجنة‪ ،‬وأبوهإما خير مانهما(( انتهى‪ .‬قممال السمميوطي في‬
‫الجاماع الصممغير‪ :‬وقممد سإمماق الممرواة‪ ،‬والمخممرجين لقولممه‬
‫صلى الله عليه وآلممه وسإمملم‪ )):‬الحسممن والحسممين سإمميدا‬
‫شممباب أهإممل الجنممة((‪ ،‬مامما لفظممه‪ :‬وهإممو ماتممواتر أفمماده‬
‫العزيزي…<‪.‬‬
‫)]‪ ([90‬قال ماولنا المااما الحجة ماجدالدين المؤيدي م أيممده‬
‫اللممه تعممالى ممم في لواماممع النمموار ]ط ‪/1‬ج ‪/2‬ص ‪>:[522‬‬
‫وقال المامماما م م أي المامماما الحجممة المنصمموربالله م م عليممه‬
‫السمملما ممم في الشممافي‪ :‬والماممة لم تختلممف في قممول م‬
‫رسإول اللممه صمملى اللممه عليممه وآلممه وسإمملم ممم‪)):‬الحسممن‬
‫والحسين إمااماان قاماا أو قعممدا‪ ،‬وأبوهإممما خممير مانهممما((‪،‬‬
‫وقال أيضاً‪ :‬والخبر ماشهور تلقتممه الماممة بممالقبول‪ .‬قممال‬
‫أيده الله تعالى في التخريج‪ :‬قال المااما الحسن بن بممدر‬
‫الدين )ع (‪ :‬والعترة ماجمعة على صحته‪ ،‬وقممال‪ :‬إنممه ماممما‬
‫ظهر واشتهر بين الماة‪ ،‬وتلقته بالقبول‪ ،‬ول جحده أحممد‬
‫مامن يعممول عليممه مان علممماء المسمملمين‪ ،‬ثم حكى عن‬
‫المامماما القاسإممم بن ماحمممد‪ ،‬والمرتضممى بن المفضممل‪،‬‬
‫والشرفي‪ ،‬وحميد الشممهيد بروايممة المامماما عممز الممدين بن‬
‫الحسن‪ ،‬والقاضي عبد الله بن زيد‪ ،‬والنجري‪ ،‬والقاضممي‬
‫أحمد حابس‪”.‬‬
‫)]‪ ([91‬قال المااما العظم ماجد الدين المؤيدي م أيده الله‬
‫تعالى م في لواماع النوار ]ط ‪/1‬ج ‪/1‬ص ‪”:[51‬وقد أخممرح‬
‫ؤ‬
‫وحفمممماظ‬ ‫أعلما الئمممممة‪،‬‬
‫ؤ‬ ‫أخبممممار الثقلين والتمسممممك‪:‬‬
‫َ‬
‫الماممة‪ ،‬فمن أئمممة آل ماحمممد صمملوات اللممه عليهم‪:‬المامماما‬
‫العظم زيد بن علي‪ ،‬والماماما نجم آل الرسإمول القاسإمم‬
‫بن إبراهإيم‪ ،‬وحفيده إمااما اليمن الهادي إلى الحق يحمميى‬
‫بن الحسممين‪ ،‬والمامماما الرضمما علي بن ماوسإممى الكمماظم‪،‬‬
‫والمامماما الناصممر الطممروش الحسممن بن علي‪ ،‬والمامماما‬
‫المؤيممد باللممه‪ ،‬والمامماما أبممو طممالب‪ ،‬والسمميد المامماما أبممو‬
‫العباس‪ ،‬والمااما الموفممق باللممه‪ ،‬وولممده المامماما المرشممد‬
‫باللممه‪ ،‬والمامماما المتوكممل على اللممه أحمممد بن سإممليمان‪،‬‬
‫والمااما المنصور بالله عبد الله بن حمزة‪ ،‬والسيد المامماما‬
‫أبمو عبمد اللمه العلموي صماحب الجماماع الكمافي‪ ،‬والماماما‬
‫المنصور بالله الحسن بن بدر الدين‪ ،‬وأخوه الناصر للحق‬
‫حافظ العترة الحسين بن ماحمد‪ ،‬والمامماما المهممدي لممدين‬
‫الله أحمد بن يحيى‪ ،‬والمااما الهادي لدين الله عممز الممدين‬
‫بن الحسن‪ ،‬والماماما المنصمور باللمه القاسإمم بن ماحممد‪،‬‬
‫وولده إمااما التحقيق الحسممين بن القاسإممم‪ ،‬وغمميرهإم مان‬
‫سإمملفهم وخلفهم‪ .‬ومان أوليممائهم إمامماما الشمميعة العلما‬
‫قاضي إمااما اليمن الهادي إلى الحممق ماحمممد بن سإممليمان‬
‫رضي الله عنهم‪ ،‬رواه بإسإممناده عن أبي سإممعيد مان سإممت‬
‫طممممرق‪ ،‬وعن زيممممد بن أرقم مان ثلث‪ ،‬وعن حذيفممممةَ‪،‬‬
‫خ العممالم الحافممظ أبممو‬ ‫ماحب المحيممط بالمااماممة الشممي ؤ‬
‫ؤ‬ ‫وصم‬
‫الحسن علي بن الحسممين‪ ،‬والحمماكم الجشمممي‪ ،‬والحمماكم‬
‫الحسكاني‪ ،‬والحافظ أبممو العبمماس بن عقممدة‪ ،‬وأبممو علي‬
‫وصاحب شمس الخبار رضي اللممه عنهم‪ ،‬وعلى‬ ‫ؤ‬ ‫الصفار‪،‬‬
‫الجملمممة كمممل مان ألمممف مان آل ماحممممد عليهم السممملما‪،‬‬
‫وأتبمماعهم مم رضممي اللممه عنهم مم في هإممذا الشممأن يرويممه‬
‫ويحتج بممه على ماممرور الزماممان‪ .‬ومان العاماممة‪ :‬أحمممد بن‬
‫حنبممل في ماسممنده‪ ،‬وولممده عبممد اللممه‪ ،‬وابن أبي شمميبة‪،‬‬
‫والخطيب ابن المغممممممممازلي‪ ،‬والكنجي الشممممممممافعيان‪،‬‬
‫والسمهودي الشافعي‪ ،‬والمفسممر الثعلممبي‪ ،‬وماسمملم بن‬
‫الحجاح القشيري في صحيحه رواه في خطبة الغدير مان‬
‫طرق ولم يستكملها‪ ،‬بل ذكر خبر الثقلين وطوى البقية‪،‬‬
‫والنسائي‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والترماذي‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬والطممبراني‬
‫في الثلثة‪ ،‬والضيا في المختارة‪ ،‬وأبو نعيم في الحليممة‪،‬‬
‫وعبد بن حميد‪ ،‬وأبو ماوسإى المممدني في الصممحابة‪ ،‬وأبممو‬
‫الفتممموح العجلي في المممموجز‪ ،‬وإسإمممحاق بن راهإويمممه‪،‬‬
‫والممدولبي في الذريممة الطمماهإرة‪ ،‬والممبزار‪ ،‬والزرنممدي‬
‫الشممافعي‪ ،‬وابن البطريممق في العمممدة‪ ،‬والجعممابي في‬
‫الطالبيين مان حديث عبد الله بن ماوسإى بن عبد اللممه بن‬
‫الحسممن بن الحسممن بن علي عن آبائممه عن علي عليهم‬
‫السلما وغيرهإم”‪.‬‬
‫)]‪([92‬قال المااما ماجدالدين المؤيدي مم أيممده اللممه تعممالى م‬
‫في لواماع النوار ] ط ‪ ،1‬ج ‪ ،1‬ص ‪ :>[ 79‬والعترة‪ :‬نسل‬
‫ع حكم بممدخول‬ ‫ة وعرفما ً وشممرعاً‪ ،‬إل ّ أن الشمر َ‬ ‫الرجمل لغم ً‬
‫أماير المؤمانين مم صمملوات اللممه عليممه م م في ماعممنى عممترة‬
‫الرسإول م صلى الله عليه وآلممه وسإمملم مم قطعمما ً كممما في‬
‫أخبممار الكسمماء مان الشممارة إليهم بهممؤلء أهإممل بيممتي‪،‬‬
‫وعممترتي‪ ،‬وغيرهإممما ماممما ل يحصممى‪ ،‬بممل هإممو إمامماماهم‬
‫وسإمميدهإم المقممدما‪ ،‬والمقصممود العظم بممما ورد فيهم م‬
‫صلوات الله عليهم م على العموما‪ .‬وقد قال أبوبكر‪ :‬علي‬
‫بن أبي طالب عترة م رسإول الله صلى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإلم م لما علم أنه أعظم ماقصممود‪ ،‬وأجممل ماعهممود‪ .‬إلى‬
‫قوله م أيده الله تعالى م‪ :‬نعم قال المااما الحجة المنصور‬
‫بالله عبد الله بن حمزة عليهما السلما في الشممافي‪ :‬ممم”‬
‫ولهذا أكدّ حممديث الثقلين بممذكر العممترة وهإم الذريممة لغممة‬
‫وعرفاً‪ .‬أمامما اللغة‪ :‬فإنمه أؤخممذ مان العتمميرة‪ ،‬وهإمو نبت في‬
‫الباديممة‪ ،‬سإمممي بممه أولد الرجممل وأولد أولده ذكممره ابن‬
‫فارس في المجمممل وغمميره‪ .‬وأمامما العممرفا فمممتى أطلممق‬
‫لفظ العترة لم يسبق إلى الفهم إل ّ الولد دون القارب‬
‫على أن العممترة لممو كممانت في الصممل هإم القرابممة لكممان‬
‫الحكم للعرفا كممما يعرفممه أهإممل المعرفممة‪ .‬انتهى‪ ،‬ومامن‬
‫نص على ذلك مان أئمة اللغة صمماحب كتمماب العين فقممال‬
‫حاكيمما ً عن العممرب‪ :‬عممترة الرجممل هإم ولممده وولممد ولممده‪،‬‬
‫وقال ابن العرابي‪ :‬عترة الرجل ولده وذريته وعقبه مان‬
‫صلبه‪ .‬قممال فعممترة الرسإممول ولممد فاطمممة البتممول انتهى‬
‫سإ ميده‪ ،‬وقممال إمامماما أئمممة اللغممة‬
‫وهإممذا المممروي عن ابن ِ‬
‫والشممرع الناصممر للحممق الحسممن بن علي الطممروش م‬
‫عليهما السلما م‪ :‬إنما سإماهإم عترة لن الولد عند والممده‬
‫أطيب ريحانممة مان عممترة المسممك‪ ،‬ولهممذا تقممول العممرب‬
‫للولد‪ :‬ريحانة أبيه‪ ،‬ول شممك أن عممترة المسممك أطيب مان‬
‫الريحانة‪ ،‬فسمى رسإممول اللممه مم صمملى اللممه عليممه وآلممه‬
‫وسإمملم ممم بممأطيب الطيب‪ ،‬وجعممل ذلممك صممفة لهم غممير‬
‫ماشتركة انتهى‪.‬‬
‫)]‪([93‬قممال المامماما العظم أبوطممالب يحمميى بن الحسممين‬
‫عليهما السلما في كتاب الدعاماة‪ :‬فأخبر صلى الله عليه‬
‫وآله بممأن المتمسممك بعترتممه غممير ضممال وهإممذا يمموجب أن‬
‫يكون ماا أجمعوا عليه حقا ً إذ لوجمماز أن يجمعمموا على مامما‬
‫ليس بحق لم يجز أن يكون المتمسك بهم غير ضال على‬
‫كممل وجممه‪ ،‬وقممال السمميد المامماما الحسممين بن بدرالممدين‬
‫عليهما السلما في ينابيع النصيحة‪ :‬فجعممل التمسممك بهم‬
‫كالتمسك بالكتاب‪ ،‬فكما أن المتمسممك بالكتمماب ل يضممل‪،‬‬
‫فكذلك المتمسك بهم‪ ،‬وإل بطلت فائدة الخطمماب‪.‬وقممال‬
‫السيد المااما نجم آهإل الممبيت الكممراما حميممدان بن يحمميى‬
‫عليهما السلما في كتابه التصممريح‪ :‬ولن النممبي م م صمملى‬
‫الله عليه وآله وسإلم م وهإو لينطق عن الهوى قممد قممرن‬
‫العترة بالكتاب وأمار بالتمسك بممه وبهم ماعمما ً فممدل بممذلك‬
‫على أنه ل يصح دعوى التمسك بهم بالكتاب ماع رفضممهم‬
‫كما ليصح دعوى التمسك بهم ماممع رفض الكتمماب‪ ،‬وقممال‬
‫السيد المااما أحمد بن ماحمممد لقمممان عليهم السمملما في‬
‫كتابه شرح الكافل‪ :‬وهإذا تصممريح بممأنهم ل يخرجممون عن‬
‫الحق إذ قد جعلهم قسيم الكتاب والكتاب ليأتيه الباطل‬
‫مان بين يديممه ول مان خلفممه فكممذلك أهإممل الممبيت عليهم‬
‫السلما وإل ّ لكان م صلى الله عليه وآله وسإلم م قد سإوى‬
‫بين الحق والباطل وهإذا ماحال‪ ،‬والمعلمموما أنممه خممرج عن‬
‫الحق بعض آحادهإم فتعين أن المقصود جممماعتهم وذلممك‬
‫واضمممح‪ ،‬وقمممال شممميخنا الماممماما العظم والبمممدر التم‬
‫ماجدالممدين المؤيممدي م م رضممي اللممه عنممه م م في الجاماعممة‬
‫المهمة‪ :‬التمسممك بالكتمماب واجب قطعمما ً وقممد قرنمموا بممه‬
‫فيكممون حكمهم حكمممه‪ ،‬وأيضمما ً قممد جعلهم اللممه خليفتممه‬
‫وللخليفممممة مامممما للمسممممتخلف بل خلفا وإل فل ماعممممنى‬
‫للسإممتخلفا الخ كلماممه مم عليممه السمملما ممم‪ ،‬وقممال السمميد‬
‫المامماما أحمممد بن ماحمممد الشممرفي عليهممما السمملما في‬
‫الشرح الصغير‪ :‬أنه م صلى الله عليه وآلممه وسإمملم مم تممرك‬
‫في أماته مان يقوما ماقاماه فيما تحتاج إليه الماة وأن الله‬
‫سإبحانه قد أخبره أن العممترة ل تفممارق الكتمماب إلى يمموما‬
‫القياماة ففيه دليل على عصمة العترة عليهم السلما الخ‬
‫كلماه م عليه السلما‪ ،‬وقال القاضي العلماة ابن حممابس م‬
‫رضى الله عنه م م في اليضمماح شممرح المصممباح ماالفظممه‪:‬‬
‫وفيه دللة على أن العممترة عليهم السمملما على حممق مان‬
‫وجوه‪:‬‬
‫مانها‪ :‬أنممه مم صمملى اللممه عليممه وآلممه وسإمملم مم أماننمما مان‬
‫الضلل إذ تمسكنا بهم فلو كان ماممذهإبهم الممذي يجمعممون‬
‫عليه خطأ وضلل لممما حسممن مانممه أن يؤمانمما مان الضمملل‬
‫عند تمسكنا بهم لن ذلك يكون كذبا ً وتلبيسا ً على العبمماد‬
‫وتغريرا ً وهإذا ل يجوز عليه م صلى الله عليه وآله وسإلم م‬
‫لنه ماعصوما عنه فلو جاز لبطلت عصمته وأنقض الغرض‬
‫ببعثته لن الغرض بها إذا كان تعريممف ماصممالح العبمماد فل‬
‫شبهة أن الكذب والتلبيس يبطلهما حاشا له م صلى اللممه‬
‫عليه وآله وسإمملم م م عن ذلممك وهإممو أماين اللممه في أرضممه‬
‫والمتحمل لشرائعه فإذا لم يجز ذلك قضممينا بممأن العممترة‬
‫عليهم السمملما على الحممق الممذي يجب على كممل عاقممل‬
‫الرجوع إليه والتمسك به‪.‬‬
‫ومانها‪ :‬أنه جمممع م م عليممه السمملما م م بين العممترة والكتمماب‬
‫فلول أن التمسك بالعترة واجب كالكتاب لما جمع بينهما‬
‫لنممه ليحسممن في الحكمممه أن يجمممع بينممما هإممو حجممة‬
‫ومااليس بحجة لسإيما وقد علق نفي الضلل عليهما‪.‬‬
‫ومانها‪ :‬أنه م صلى الله عليه وآله وسإلم م أخبر أنهممما لن‬
‫يفترقا أعممنى العمترة والكتماب حمتى يمردا عليمه الحموض‬
‫وهإممذا يممدل على أن العممترة ل تحكم بخلفا الكتمماب ول‬
‫تعدل عن الصواب وإل كانت قد فارقتممه وإذا كممان كممذلك‬
‫كان المتمسك بهم على يقين مان إصابته وثقة مان صحة‬
‫ديانته }وفي ذلك فليتنممافس المتنافسممون { اهإم م كلماممه‬
‫رضي الله عنه‪.‬‬
‫)]‪ ([94‬قال المااما الحجة ماجدالدين المؤيدي ممم أيممده اللممه‬
‫تعممالى ممم في اللواماممع ]ط ‪/ 1‬ج ‪/ 1‬ص ‪ [93‬في بحث عن‬
‫أخبار السفينة‪>:‬قال رسإول اللمه صمملى اللمه عليممه وآلمه‬
‫وسإمملم‪)) :‬ماثممل أهإممل بيممتي فيكم ماثممل سإممفينة نمموح مان‬
‫ركبهمما نجمما ومان تحلممف عنهمما غممرق وهإمموى((‪،‬رواه إمامماما‬
‫اليمن الهادي إلى الحق م م عليممه السمملما م م في الحكمماما‪،‬‬
‫وهإو خبر ماعلوما بالتواتر ل اختلفا فيه بين الماة‪ ،‬ورواه‬
‫بن ماوسإممى‬ ‫ؤ‬ ‫علي‬
‫ّ‬ ‫ماما‬
‫مان أئمة العممترة عليهم السمملما‪:‬المام ؤ‬
‫والمامماما‬
‫ؤ‬ ‫الصممحيفة‪،‬والمامماما أبممو طممالب‪،‬‬
‫ؤ‬ ‫الكمماظم في‬
‫ق‬
‫والمااما أبو عبد الله الموف ؤ‬
‫ؤ‬ ‫المرشدؤ بالله في أمااليهما‪،‬‬
‫مور باللممه عب مدؤ اللممه بن‬
‫ماما المنصم ؤ‬
‫باللممه الجرجمماني‪ ،‬والمام ؤ‬
‫حمزة في الشافي وغيرهإم عليهم السلما كثير …وقممال‬
‫في دلئممل السممبل‪:‬وقممد أخرجممه أي خممبر السممفينة مان‬
‫المحدثين‪:‬الحاكم في ماستدركه‪ ،‬وابن الثير في نهايتممه‪،‬‬
‫والخطيب ابن المغمممممازلي في ماناقبمممممه‪ ،‬والكنجي في‬
‫ماناقبه‪ ،‬وأبو يعلى المحدث في ماسنده‪ ،‬والطممبراني في‬
‫الثلثممة‪ ،‬والسمممهودي في جممواهإر العقممدين‪ ،‬وأخرجممه‬
‫السإيوطي في جاماعيه‪ ،‬وأخرجه المل‪ ،‬وأخرجممه ابن أبي‬
‫سدّدٌ‪ ،‬وهإو في كتاب الجواهإر للقاسإم بن ماحمد‬ ‫ما َ‬
‫شيبة‪ ،‬و ؤ‬
‫اليمممني المعممروفا بالشممقيقي‪ ،‬وهإممو في ذخممائر المحب‬
‫الطبري الشافعي‪ ،‬وأخرجه غيرهإم مامن يكممثر تعممدادهإم‪،‬‬
‫وأكممثرهإم أخرجممه بطممرق كثمميرة عن عممدة مان الصممحابة‬
‫مانهم‪ :‬علي كمممرما اللمممه وجهمممه‪ ،‬وابن عبممماس‪ ،‬وأبمممو ذر‬
‫الغفاري‪ ،‬وسإلمة ابن الكوع‪ .‬قلت‪ :‬وأبو سإمعيد الخمدري‪،‬‬
‫مار‪ :‬أحممدؤ بن حنبممل‪ ،‬وعن‬ ‫وابن الزبممير‪ ،‬وأخرجممه عن عمم ٍ‬
‫مبراني‪ ،‬أفمماده‬
‫ّ‬ ‫عمر‪:‬الطم‬
‫َ‬ ‫أنس‪ :‬أحمد‪ ،‬والترماذي‪ ،‬وعن ابن‬ ‫ٍ‬
‫السيوطي …”‬
‫)]‪([95‬ومان كلما لمامممير المؤمامممنين علي بن أبي طمممالب‬
‫صلوات الله تعالى عليهما في أهإل البيت عليهم الصمملة‬
‫ة‬ ‫ممم ٌ‬ ‫قائ ِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫الع َْل ؤ‬
‫ون و ْ َ‬
‫فك ؤ َ َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫و أَنّى ت ؤ ْ‬ ‫ون َ‬ ‫هإب ؤ َ‬ ‫ن تَذْ َ‬ ‫فأي ْ َ‬
‫والسلما‪َ َ ):‬‬
‫ة َ َ‬
‫مف‬ ‫و كَي ْم َ‬ ‫م َ‬ ‫ن يؤت َمماهؤ بِك ؤ ْ‬ ‫فأي ْ َ‬ ‫صوب َ ٌ‬ ‫مان ْ ؤ‬ ‫ار َ‬ ‫من َ ؤ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ة َ‬ ‫ح ٌ‬ ‫ض َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ات َ‬ ‫الي َ ؤ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ؤ‬ ‫ؤ‬
‫و أعْل ؤ‬ ‫ق َ‬ ‫حم ّ‬ ‫ة ال َ‬ ‫ما ؤ‬ ‫ز ّ‬ ‫مأ ِ‬ ‫هإ ْ‬ ‫و ؤ‬ ‫م َ‬ ‫مرةؤ نَبِيّك ْ‬ ‫عت ْم َ‬ ‫م ِ‬ ‫و بَيْنَك ْ‬ ‫مون‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫هم‬ ‫م ؤ‬ ‫ع َ‬ ‫تَ ْ‬
‫ل ال ْ ؤ‬ ‫َ‬ ‫زلؤو ؤ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫آن َ‬ ‫ق ْر ِ‬ ‫از ِ‬ ‫مان َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫س ِ‬ ‫ح َ‬ ‫م بِأ ْ‬ ‫هإ ْ‬ ‫ِ‬ ‫فأن ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ِ‬ ‫صدْ‬ ‫ة ال ّ‬ ‫سن َ ؤ‬ ‫و أل ْ ِ‬ ‫ين َ‬ ‫ِ‬ ‫الدّ‬
‫خذؤو َ‬ ‫َ‬ ‫عطَ‬ ‫هيم ِ ال ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫َن خَاتَم ِ‬ ‫هإا ع ْ‬ ‫س ؤ‬ ‫ها النّا ؤ‬ ‫اش أي ّ َ‬ ‫ِ‬ ‫و ؤرودَ ال ِ‬ ‫م ؤ‬ ‫هإ ْ‬ ‫ردؤو ؤ‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫َ ِ ّ َ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ما‬ ‫ممات‬ ‫ما‬
‫ِّ ؤ َ ؤ ؤ َ ْ َ‬‫ن‬ ‫ما‬ ‫وت‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫(‬ ‫وآله‬ ‫عليه‬ ‫الله‬ ‫صلى‬ ‫)‬ ‫ين‬‫ّ ِ ّ َ‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫قول مموا‬ ‫ؤ‬ ‫فل ت َ ؤ‬ ‫َ‬ ‫ممال َ‬ ‫ٍ‬ ‫س بِب َ‬ ‫و لي ْ َ‬ ‫َ‬ ‫مانّا َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ن بَل ِ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫و يَبْلى َ‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ّ ٍ‬ ‫س بِ َ‬ ‫لَي ْ َ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫ما ْ‬ ‫ذ ؤروا َ‬ ‫ع ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫ون َ‬ ‫ما تؤنْك ِ ؤر َ‬ ‫في َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن أكْث َ َر ال ْ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫ون َ‬ ‫ف َ‬ ‫ر ؤ‬ ‫ِ‬ ‫ما َل ت َ ْ‬
‫ع‬ ‫بِ َ‬
‫قل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫الكْب َ ِ‬ ‫م بِالث ّ َ ِ‬ ‫فيك ؤ ْ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫و أنَا أ ل َ ْ‬ ‫هإ َ‬ ‫و ؤ‬ ‫ه َ‬ ‫م عَلَي ْ ِ‬ ‫ة لَك ؤ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َل ؤ‬
‫مان‬ ‫مم ِ‬ ‫الِي َ‬ ‫ة ْ‬ ‫م َراي َ َ‬ ‫فيك ؤ ْ‬ ‫ت ِ‬ ‫قدْ َرك َ ْز ؤ‬ ‫َر َ‬ ‫صغ َ‬ ‫ال ْ‬
‫ل ْ َ‬ ‫ق َ‬ ‫م الث ّ َ‬ ‫فيك ؤ ؤ‬ ‫ك ِ‬ ‫و أَت ْ ؤر ْ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ؤ‬ ‫ق ْ‬ ‫و َ‬
‫سممممتؤك ؤ‬ ‫و ألب َ ْ‬ ‫ممممراما ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ح‬‫و ال َ‬ ‫ل َ‬ ‫حل ِ‬ ‫حمممم دؤو ِد ال َ‬ ‫م عَلى ؤ‬ ‫فتؤك ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫ممولِي َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ْ‬ ‫وفا ِ‬ ‫َ‬ ‫ممر‬
‫ع ؤ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال َ‬ ‫ْ‬ ‫شممتؤك ؤ‬‫ؤ‬ ‫ف َر ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن عَممدْلِي َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫في َمم َ‬ ‫عا ِ‬ ‫ال َ‬ ‫ْ‬
‫ملؤوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ِ‬ ‫س مت َ ْ‬ ‫ف َل ت َ ْ‬ ‫س مي َ‬ ‫ف ِ‬ ‫ن نَ ْ‬ ‫ما ْ‬ ‫ق ِ‬ ‫ْل ِ‬ ‫الخ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ك َ َرائ ِ َ‬ ‫و أ َريْتؤك ؤ ْ‬ ‫علِي َ‬ ‫ف ْ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ه‬‫َممل إِلَي ْمم ِ‬ ‫و َل تَتَغَلْغ ؤ‬ ‫صمم ؤر َ‬ ‫ممرهؤ الْب َ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ر ؤ‬ ‫ممما َل ي ؤممدْ ِ‬ ‫في َ‬ ‫ي ِ‬ ‫الممرأ َ‬ ‫ّ‬
‫و‬ ‫ار َ‬ ‫ع ؤ‬ ‫الشمم َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬‫ح ؤ‬ ‫فك ؤر…(‪ ،‬وقال رحمة الله تعالى عليممه‪ ):‬ن َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ ِ‬
‫موت إ ِ ّل ِ‬ ‫ةو ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫ن‬ ‫ما ْ‬ ‫ؤتَى الْبؤي ؤم ؤ‬ ‫و َل ت ؤ م ْ‬ ‫اب َ‬ ‫مو ؤ‬ ‫الب ْم َ‬ ‫َزن َ م ؤ َ‬ ‫و الْخ َ‬ ‫اب َ‬ ‫ح ؤ‬ ‫ص َ‬ ‫ال ْ‬
‫ارقاً‪.‬‬ ‫غي َ‬ ‫ن أَتَا َ‬ ‫َ‬
‫سإ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫م َ‬ ‫سإ ّ‬ ‫ها ؤ‬ ‫واب ِ َ‬ ‫ر أب ْ َ‬ ‫ن َ ْ ِ‬ ‫ما ْ‬ ‫هإا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ها َ‬ ‫واب ِ َ‬ ‫أب ْ َ‬
‫قوا‬ ‫ن نَطَ ؤ‬ ‫ن إِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ح َ‬ ‫الر ْ‬ ‫ّ‬ ‫م كؤن ؤ ؤ‬
‫وز‬ ‫هإ ْ‬ ‫و ؤ‬ ‫آن َ‬ ‫ق ْر ِ‬ ‫م ال ْ ؤ‬ ‫م ك َ َرائ ِ ؤ‬ ‫يه ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫مانها‪ِ :‬‬
‫َ‬
‫و‬ ‫ه َ‬ ‫هإل َمم ؤ‬ ‫صممدؤقْ َرائِدٌ أ ْ‬ ‫فلْي َ ْ‬ ‫قوا َ‬ ‫سممب َ ؤ‬ ‫م يؤ ْ‬ ‫متؤوا ل َ ْ‬ ‫صمم َ‬ ‫ن َ‬ ‫و إِ ْ‬ ‫قوا َ‬ ‫صممدَ ؤ‬ ‫َ‬
‫ه(‪ ،‬وقممال ماولنمما المامماما الحجممة ماجدالممدين‬ ‫َ‬
‫ض م ْر عَقل م ؤ‬ ‫ْ‬ ‫ح ِ‬ ‫لْي ؤ ْ‬
‫المؤيدي أيده الله تعمالى في أهإمل المبيت عليهم الصملة‬
‫والسممملما‪ >:‬عترتمممه وورثتمممه‪ ،‬خممميرة اللمممه مان ذؤابمممة‬
‫إسإماعيل‪ ،‬وحملة حجته مان سإللة إبراهإيم الخليل‪ ،‬قرناء‬
‫الكتمماب‪ ،‬وأمانمماء رب الربمماب‪ ،‬وأماممان أهإممل الرض مان‬
‫العذاب‪ ،‬ماصابيح الظلم‪ ،‬ومافمماتيح البهم‪ ،‬وينممابيع الحكم‪،‬‬
‫المشممهور بعصمممة جممماعتهم‪ ،‬وحجيممة إجممماعهم‪ ،‬بممآي‬
‫التطهمممير‪ ،‬والممممودة‪ ،‬والمامممر بالطاعمممة‪ ،‬والشمممهادة‪،‬‬
‫والصطفاء‪ ،‬والعتصمماما‪ ،‬وأحمماديث التمسممك‪ ،‬والسممفينة‬
‫والماممان‪ ،‬وأخبممار الكسمماء‪ ،‬وماممال يحمماط بممه كممثرة‪ ،‬كتابمما ً‬
‫وسإنة‪ ،‬وماا أصدق قول قائلهم‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ولهم فضائأ ُ‬
‫لسسست أحصسسي‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ب لم تتعسسددِ‬ ‫ما عَد ّ الشّ هْ ِ‬ ‫ن را َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫عَسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدّها‬ ‫ص محمسسسسسسسسدِ‬ ‫َلن للثقلين ن ُ‬ ‫ثآّق ِ‬
‫ف‬‫ن فسسساعر ْ‬ ‫ما والقسسسرآ ُ‬ ‫والقسسسو ُ‬
‫م‬
‫قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدرهُ ْ‬
‫َ‬
‫اصممطفاهإم اللممه للقيمماما بالسممنة والفممرض‪ ،‬وإن رغمت‬
‫أنوفا أولي النصب والممرفض‪ ،‬وارتضمماهإم لخلفممة جممدهإم‬
‫في الرض إلى يوما العرض‪ ،‬ولله قائلهم‪:‬‬
‫ومسسسسسسسا إن زال أولنسسسسسسسا نبيا‬ ‫ول ينفسسسسسسك آخرنسسسسسسا إماما‬
‫يصسسسسسلي كسسسسسل محتلم علينا‬ ‫إذا صسسسلى ويتبعهسسسا السسسسلما‬

‫جعلنمما اللممه مامن اسإتمسممك بممالعروة المموثقى‪ ،‬واعتصممم‬


‫بالحبل المتين القوى‪ ،‬واقتفى سإوي مانهاجهم‪ ،‬وماشممى‬
‫على سإمممنن أدراجهم‪ ،‬وهإمممو دينمممه القمممويم‪ ،‬وصمممراطه‬
‫المستقيم‪ ،‬إنه هإو السميع العليم‪.‬‬

‫)]‪ ([96‬ولعمممر الحممق إن مان نظممر في هإممذه الصممول بعين‬


‫البصمميرة؛ سإممالكا ً ماحجممة النصممافا‪ ،‬ماتنكبمما ً عن كاهإممل‬
‫العتسافا ليجممدهإا العقيممدة الصممحيحة‪ ،‬والعين الصممافية‪،‬‬
‫والممدين القممويم‪ ،‬والصممراط المسممتقيم‪ ،‬والنممور المممبين‪،‬‬
‫والحق الممداماغ‪ ،‬وعقيممدة أهإممل اليمممان‪ ،‬وقرنمماء القممرآن‪،‬‬
‫وذرية سإيد ولد عدنان م صلى الله عليه وآله الطاهإرين‪.‬‬
‫)]‪ ([97‬قال إمااما أئمة الفرقة الناجية الزيديمة الماماما زيمد‬
‫بن علي بن الحسين بن علي م صلوات الله تعالى عليهم‬
‫م في رسإالته إلى علماء الماة‪ >:‬اللهم قد طلبنا المعذرة‬
‫مل المفسمدين‪ ،‬فمأنت‬ ‫م َ‬‫ع َ‬‫فتَنَا أنك ل تؤصملح َ‬ ‫إليك‪ ،‬وقد ع َّر ْ‬
‫اللهم ولينا‪ ،‬والحاكم فيما بيننا وبين قومانا بممالحق‪ .‬هإممذا‬
‫ماا نقممول‪ ،‬وهإممذا مامما نممدعوا إليممه‪ ،‬فمن أجابنمما إلى الحممق‬
‫فممأنت تؤثِيْبممه وتجازيممه‪ ،‬ومان أبى إل عؤتمموا ً وعنممادا ً فممأنت‬
‫تعاقبه على عتوه وعناده‪.‬‬
‫فالله اللّه عباد اللّه أجيبوا إلى كتاب اللّه‪ ،‬وسإارعوا إليه‪،‬‬
‫جر بينكم‪ ،‬وعدل فيما فيه اختلفنا‪،‬‬ ‫ش َ‬ ‫حكَما ً فيما َ‬ ‫واتخذوه َ‬
‫وإمااماا ً فيما فيه تنازعنا‪ ،‬فإنا به راضون‪ ،‬وإليه مانتهممون‪،‬‬
‫سلِمون لنا وعلينا‪ ،‬لنريممد بممذلك سإمملطانا ً في‬ ‫ما ْ‬ ‫ولما فيه ؤ‬
‫الدنيا‪ ،‬إل سإلطانك‪ ،‬ول نلتمس بممذلك أثممرة على ماممؤمان‪،‬‬
‫ح ّر‪ ،‬ول عبد‪.‬‬ ‫ول ماؤمانة‪ ،‬ول ؤ‬
‫سمنة تكن لكم البشممرى بقممول‬ ‫ح َ‬‫عباد اللّه فأجيبونا إجابة َ‬
‫ين‬
‫ذ َ‬ ‫عب َمما ِد }‪ {17‬ال ّ ِ‬ ‫شمم ْر ِ‬ ‫الل ّممه عممز وجممل في كتابممه‪َ }:‬‬
‫فب َ ّ‬
‫فيتّبعممون أَحس من َ ؤ‬
‫م‬‫هإ ؤ‬
‫هإم دَا ؤ‬‫ين َ‬
‫ذ َ‬‫ك ال ّ ِ‬
‫ولَئ ِ َ‬
‫هأ ْ‬‫َ ْ َ ؤ‬ ‫ل َ َ ِ ؤ‬
‫و َ‬‫قم ْ‬‫ون ال ْ َ‬
‫ع َ‬
‫م ؤ‬
‫ست َ ِ‬
‫يَ ْ‬
‫ؤ‬ ‫اللّه ؤ‬
‫مممماب {]الزماممممر‪/17:‬مممم ‪،[18‬‬ ‫ِ‬ ‫الَلْب َ‬
‫ول ؤمممموا ْ‬ ‫مأ ْ‬ ‫هإ ْ‬
‫ك ؤ‬ ‫ولَئ ِ َ‬ ‫وأ ْ‬‫ؤ َ‬
‫َ‬
‫مم َ‬
‫مل‬ ‫ع ِ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬ ‫عمما إِلَى الل ّ ِ‬
‫من د َ َ‬
‫ما ّ‬‫مول ً ّ‬ ‫قم ْ‬ ‫ن َ‬ ‫سمم ؤ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ما ْ‬‫}و َ‬
‫َ‬ ‫ويقممول‪:‬‬
‫ين{‪] ،‬فصلت‪.[33 :‬‬ ‫م َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ؤ‬ ‫ما َ‬
‫ال إِنّنِي ِ‬ ‫ق َ‬ ‫و َ‬‫حا َ‬ ‫صال ِ ً‬
‫َ‬
‫عباد اللّه فاسإرعوا بالنابة وابذلوا النصمميحة‪ ،‬فنحن أعلم‬
‫الماة بالله‪ ،‬وأوعى الخلق للحكمة‪ ،‬وعلينا نزل] القرآن[‪،‬‬
‫ن عنممدنا‬ ‫ما ْ‬‫وفينا كان يهبممط جبريممل م م عليممه السمملما ممم‪ ،‬و ِ‬
‫م خمميرا ً فمنمما اقتبسممه‪ ،‬ومان قممال‬ ‫عل ِ َ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫س الخير‪َ ،‬‬ ‫اقتؤب ِ َ‬
‫خيرا ً فنحن أصممله‪ ،‬ونحن أهإممل المعممروفا‪ ،‬ونحن النّاهإون‬
‫عن المنكر‪ ،‬ونحن الحافظون لحدود اللّه<‪.‬‬
‫وقال ماولنا المااما الحجممة ماجدالهممدى والممدين والسإمملما‬
‫ماجدالدين بن ماحمد بن مانصور المؤيدي م أيده الله تعالى‬
‫مم في كتابمه القيم التحممف شممرح الزلمف‪ >:‬قسممما ً باللمه‬
‫العلي الكبممير‪ ،‬قسممما ً يعلم صممدقه العليم الخبممير أن ل‬
‫غرض ول هإوى لنمما غممير النمممزول عنممد حكم اللممه تعممالى‪،‬‬
‫والوقوفا على ماقتضى أماره‪ ،‬وأنمما لممو علمنمما الحممق في‬
‫جانب أقصممى الخلممق مان عممربي أو عجمي أو قرشممي أو‬
‫حبشي لقبلناه مانه‪ ،‬وتقبلناه عنه‪ ،‬ولما أنفنا مان اتباعممه‪،‬‬
‫ولكنا مان أعوانه عليه وأتباعه‪ ،‬فليقل الناظر ماا شاء ول‬
‫يراقب إل ربه‪ ،‬ول يخشى إل ذنبه‪ ،‬فالحكم الله والموعممد‬
‫القياماممة‪ ،‬وإلى اللممه ترجممع الماممور<‪ ،‬والحمممد للممه رب‬
‫العالمين‪ ،‬والصلة والسلما على سإيد المرسإمملين‪ ،‬وعلى‬
‫علي أماير المؤمانين‪ ،‬وعلى زوجته فاطمممة الزهإممراء‬ ‫ّ‬ ‫أخيه‬
‫سإيدة نساء العالمين‪ ،‬وعلى ولممديهما الحسممن والحسممين‬
‫سإيدي شباب أهإل الجنة أجمعين‪ ،‬وعلى أولدهإم الهادين‬
‫المهتدين‪.‬‬

You might also like