You are on page 1of 293

‫أفضل الصلوات على سيد‬

‫السادات‬
‫جمعها القاضي الشيخ يوسف بن إسماعيل‬
‫النبهاني‬

‫مقدمة‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين حمداً يقترن بحكمته‬


‫البالغة * ويحيط بنعمه السابغة * ويخص نعمته‬
‫علي باإليمان واإلسالم فإنها أعظم نعمه * وأن‬
‫ّ‬
‫جعلني من أمة سيدنا محمد خير األنام وجعلها‬
‫خير ّأمة * كما أحمده على أن صلّى هو‬
‫ومالئكته على هذا النبي الكريم وأمر المؤمنين‬
‫بذلك تشريفاً له وتعظيماً * فقال تعالى َّ‬
‫إن اهلل‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫آمنُوا‬
‫ين َ‬ ‫صلُّو َن َعلَى النَّب ِّي يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫َو َمالَ َكتَهُ يُ َ‬
‫يما * اللهم صلى عليه‬ ‫صلُّوا َعلَي ِه وسلِّموا تَسلِ‬
‫ْ ََ ُ ْ َ‬ ‫َ‬
‫وعلى آله أفضل صالة صليتها أو تصليها على‬
‫أحد من عبادك األبرار والمقربين * تكون‬
‫صالتك على سيدنا إبراهيم وآله مع كما لها‬
‫بالنسبة إليها كالذرة بالنسبة إلى جميع العالمين‬
‫* وعلى إخوانه األنبياء الذين تقدموه في‬
‫الزمان * تقدم األمراء على السلطان *‬
‫وأصحابه نجوم الهدى * وأئمة أمته ومن بهم‬
‫اقتدى * وسلم اللهم عليهم تسليماً كذلك *‬
‫فالكل مملوك وأنت وحدك المالك * وأشهد‬
‫أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له * وأشهد‬
‫نبي أرسله *‬
‫أن سيدنا محمداً نبيّه ورسوله خير ّ‬
‫{أما بعد} فيقول الفقير المذنب يوسف بن‬
‫إسمعيل النبهاني إني تفكرت في كثرة ذنوبي‬
‫وقلة أعمالي الصالحة فعظم بذلك بالئي *‬
‫وغلب خوفي على رجائي * ثم ألهمني اهلل‬
‫سبحانه أن ال دواء لهذا الداء * أنفع من صدق‬
‫االلتجاء * إلى سيد المرسلين * وحبيب رب‬
‫العالمين * فقد قال تعالى وابتغوا إليه الوسيلة‬
‫وهو صلى اهلل عليه وسلم أعظم الوسائل‬
‫والوسائط لديه * وأفضل الخالئق وأحبهم إليه‬
‫* وها أنا قد التجأت إلى جنابه الكريم صلى‬
‫اهلل عليه وسلم وخدمته بهذا المجموع الذي‬
‫جمعته في فضل الصالة عليه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وسميته {أفضل الصلوات على سيد‬
‫السادات} وجعلته قسمين وخاتمة القسم‬
‫األول أبين فيه فضلها إجماالً وفوائدها *‬
‫أفصل فيه غرر كيفياتها‬
‫والقسم الثاني ّ‬
‫وفرائدها * وأنسب كل صيغة إلى أهلها * مع‬
‫بيان رواتها وفضلها * وليس لي في ذلك أدنى‬
‫فضل * إال مجرد النقل * ولم آل جهداً في‬
‫اختيار الكتب المعتمدة وأهليها * وعز وجميع‬
‫األقوال إلى قائليها * أما األحاديث الشريفة‬
‫التي ذكرتها في فصول القسم األول فإني أبين‬
‫هنا الكتب التي نقلتها منها * ورويتها عنها *‬
‫روماً لالختصار * وفراراً من ركاكة التكرار *‬
‫وهي إحياء علوم الدين لإلمام حجة اإلسالم‬
‫الغزالي * والشفاء للقاضي عياض * واألذكار‬
‫لإلمام محي الدين النووي * والمواهب اللدنية‬
‫للعالمة أحمد القسطالني * وكشف الغمة‬
‫ولواقح األنوار كالهما للوارث المحمدي بحر‬
‫الشريعة والحقيقة سيدي عبد الوهاب‬
‫الشعراني * والزواجر والجوهر المنظم كالهما‬
‫لخاتمة المحققين العالمة شهاب الدين أحمد‬
‫بن الحسني وشرحها شيخي وأستاذي خادم‬
‫سنة رسول اهلل العالمة الشيخ حسن العدوي‬
‫المصري قرأت عليه األربعين النووية في جامع‬
‫سيدنا الحسين رضي اهلل عنه وقسماً من‬
‫صحيح البخاري في الجامع األزهر سنة سبع‬
‫وثمانين ومائتين وألف فمتى قلت الشيخ فهو‬
‫المراد وقد جعل لشرحه مقدمة حافلة هي‬
‫أجمع الكتب المذكورة وأنفعها في هذا الشأن‬
‫وجل اعتماده فيها على كتاب القول البديع في‬
‫فضل الصالة على الحبيب الشفيع للحافظ‬
‫السخاوي رحمهم اهلل أجمعين وفيما عدا‬
‫األحاديث النبوية أصرح باسم المنقول عنه في‬
‫محله * وأنسب كل قول إلى أهله * وها أنا‬
‫أبرُأ إلى اهلل من حولي وقوتي * وأسَأله سبحانه‬
‫جزاءه أفضل من نيتي * وأن يجعل‬
‫أن يجعل َ‬
‫هذا العمل مقبوالً عنده وعند رسوله * وأن‬
‫يسعف هذا السائل في الدارين ببلوغ سؤله *‬
‫بجاه سيدنا محمد نبيه الكريم * عليه وعلى‬
‫آله وأصحابه أفضل الصالة والتسليم *‬
‫ويشتمل القسم األول على سبعة فصول ‪-:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬في تفسير أن اهلل ومالئكته اآلية‬


‫وما يناسبها من األقوال‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬في األحاديث التي ورد فيها‬


‫الترغيب في الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫بصيغة األمر ونحوه وما ورد فيها ذكر األعداد‬
‫كقوله عليه الصالة والسالم من صلى على‬
‫واحدة صلى اهلل عليه بها عشراً وما يناسب‬
‫ذلك‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬في األحاديث التي ورد فيها‬


‫الحث على الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ّ‬
‫يوم الجمعة وليلتها وبيان حكمة ذلك‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬في األحاديث التي ورد فيها‬


‫الترغيب في اإلكثار من الصالة عليه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم وما يتعلق بذلك من النقول‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬في األحاديث التي ورد فيها‬
‫ذكر شفاعته صلى اهلل عليه وسلم لمن يصلي‬
‫عليه أو الترغيب في الصالة عليه مطلقا‪.‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬في األحاديث التي ورد فيها‬


‫التحذير من ترك الصالة عليه عند ذكره صلى‬
‫اهلل عليه وسلم والنقول التي تناسب ذلك‪.‬‬

‫الفصل السابع‪ :‬في بيان الفوائد الجمة‬


‫والمنافع المهمة التي تحصل في الدنيا‬
‫واآلخرة لمن يصلي عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وهو إجمال التفصيل المتقدم في الفصول‬
‫السابقة وزيادة‪.‬‬

‫ويشتمل القسم الثاني على سبعين كيفية‬


‫للصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم هي أكمل‬
‫الكيفيات وأفضل الصلوات مع بيان فوائدها‬
‫ومن رواها‪ .‬وشرح منافعها ومزاياها‪ .‬والصالة‬
‫المتممة للسبعين هي الصالة الكبرى لسلطان‬
‫األولياء سيدنا عبد القادر الجيالني رضي اهلل‬
‫عنه وهي وحدها تشتمل على أكثر من سبعين‬
‫صالة كل واحدة منها ذات فضل عظيم نقلتها‬
‫من شرحها للعارف باهلل سيدي عبد الغني‬
‫النابلسي رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫وتشتمل الخاتمة على سبع قصائد فرائد *‬


‫جعلتها لخرائد هذه الصلوات قالئد * فعليك‬
‫بهذا الكتاب أيها األخ المسلم المحب لنبيه‬
‫الراغب في الصالة عليه لصالح دينه ودنياه *‬
‫فإنك مهما فتشت ال تكاد تجد ما اشتمل عليه‬
‫مجموعا في كتاب سواه * وإني أبتهل إلى اهلل‬
‫تعالى أن ينفعني به وكل مسلم سليم القلب من‬
‫نقي اللسان الجنان من داء‬
‫األمراض * ّ‬
‫ولي ذلك‪.‬‬
‫االعتراض * إنه ّ‬

‫الفصل األول‪ :‬في تفسير آية ِإ َّن اهلل ومالِئ َكتَهُ‬


‫صلُّوا‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا َ‬
‫ين َ‬ ‫صلُّو َن على النَّب ّي يا َأيُّها الذ َ‬
‫يُ َ‬
‫َعلَْي ِه َو َسلِّ ُموا تَ ْسلَيماً وما يناسبها من األقوال‪.‬‬

‫صلُّو َن‬
‫قال العالمة شمس الدين الخطيب {يُ َ‬
‫َعلَى النَّبِي} أي محمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫قال ابن عباس أراد الحق سبحانه أن اهلل تعالى‬
‫يرحم النبي والمالئكة يدعون له والصالة من‬
‫اهلل الرحمة ومن المالئكة االستغفار وقال أبو‬
‫العالية صالة اهلل تعالى ثناؤه عليه عند المالئكة‬
‫آمنُوا‬ ‫وصالة المالئكة الدعاء {يا ُّّأيها الَّ ِ‬
‫ين َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫َ َ‬
‫صلُّوا َعلَْي ِه} أي ادعوا له بالرحمة { َو َسلِّ ُموا‬‫َ‬
‫تَ ْسلِيماً} أي حيوه بتحية اإلسالم وأظهروا‬
‫شرفه بكل ما تصل قدرتكم إليه من حسن‬
‫متابعته وكثرة الثناء الحسن عليه واالنقياد‬
‫ألمره في كل ما يْأمر به والسالم عليه‬
‫بألسنتكم وذكر في السالم المصدر للتأكيد‬
‫ولم يذكره في الصالة ألنها كانت مؤكدة‬
‫صلُّو َن َعلَى النَّبِي‬ ‫ِئ‬
‫بقوله تعالى ِإ َّن اهلل َو َمالَ َكتَهُ يُ َ‬
‫وأقل الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم اللهم‬
‫صل على محمد وأكملها اللهم صل على‬
‫محمد وعلى آل محمد كما صليت على‬
‫إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد‬
‫وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم‬
‫وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وآل‬
‫إبراهيم إسمعيل واسحق وأوالدهما ا‪.‬ه‪.‬‬
‫ملخصاً وقال اإلمام البيضاوي {ِإ َّن اهلل‬
‫صلُّو َن َعلَى النَّبِي} يعتنون بإظهار‬ ‫ِئ‬
‫َو َمالَ َكتَهُ يُ َ‬
‫صلُّوا‬ ‫َّ ِ‬
‫آمنُوا َ‬
‫ين َ‬ ‫شرفه وتعظيم شأنه {يَا َُّأي َها الذ َ‬
‫َعلَْي ِه} اعتنوا أنتم أيضاً فإنكم أولى بذلك‬
‫وقولوا اللهم صل على محمد { َو َسلِّ ُموا‬
‫تَ ْسلِيماً} قولوا السالم عليك أيها النبي وقيل‬
‫وانقادوا ألوامره واآلية تدل على وجوب‬
‫الصالة والسالم عليه صلى اهلل عليه وسلم في‬
‫الجملة وقيل تجب الصالة كلما جرى ذكره‬
‫وقال الشيخ رحمه اهلل قال الحافظ السخاوي‬
‫قال ابن عبد البر َأجمع العلماء على أن الصالة‬
‫على النبي صلى اهلل عليه وسلم فرض على كل‬
‫مؤمن بقوله تعالى يا َأيها الذين آمنوا صلوا‬
‫عليه وسلموا تسليماً وقال اإلمام القرطبي ال‬
‫خالف في وجوبها في العمر مرة وَأنها واجبة‬
‫في كل حين وجوب السنن المؤكدة وسبقه‬
‫ابن عطية في ذلك فقال الصالة على النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم في كل حال واجبة‬
‫وجوب السنن المؤكدة التي ال يسع تركها وال‬
‫يغفلها إال من ال خير فيه وعند اإلمام الشافعي‬
‫رضي اهلل عنه واجبة في الصالة في التشهد‬
‫األخير وبقوله قال بعض أصحاب اإلمام مالك‬
‫رضي اهلل عنه وقال بعضهم بوجوب اإلكثار‬
‫منها من غير تحديد وقال اإلمام الطحاوي‬
‫تجب كلما سمع ذكر النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم من غيره أو ذكره بنفسه وقال اإلمام‬
‫الحليمي في كتاب شعب اإليمان أن تعظيم‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم من شعب اإليمان‬
‫فتعظيمه منزلة فوق المحبة فحق علينا أن نحبه‬
‫ونجلّه ونعظمه أكثر وَأوفر من إجالل كل عبد‬
‫سيده وكل ولد والده وبمثل هذا نطق الكتاب‬
‫ووردت أوامر اهلل تعالى ا‪.‬ه‪ .‬ملخصاً‪ .‬وفي‬
‫الدر المنثور للحافظ السيوطي قال لما نزلت‬
‫هذه اآلية جعل الناس يهنونه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وفي كثير من التفاسير وكتب الحديث‬
‫عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى أنه لقيه كعب‬
‫ابن عجرة فقال أهدى إليك هدية سمعتها من‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقلت بلى‬
‫فَأهدها لي قال لما نزلت أن اهلل ومالئكته‬
‫يصلون على النبي اآلية قلنا يا رسول اهلل قد‬
‫علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك‬
‫قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل‬
‫محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل‬
‫إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد‬
‫كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‬
‫إنك حميد مجيد ورويت بزيادة ونقص‪.‬‬

‫{فائدة}‬
‫نقل العالمة القسطالني في شرحه على‬
‫البخاري وكتابه المواهب اللدنية عن العارف‬
‫الرباني أبي محمد المرجاني أنه قال‪:‬‬
‫{وسر قوله صلى اهلل عليه وسلم كما صليت‬
‫على إبراهيم وكما باركت على إبراهيم ولم‬
‫يقل كما صليت على موسى ألن إبراهيم عليه‬
‫الصالة والسالم كان التجلي له بالجمال ألن‬
‫المحبة والخلة من آثار التجلي بالجمال ولهذا‬
‫أمرهم صلى اهلل عليه وسلم َأن يصلوا عليه‬
‫كما صلى على إبراهيم ليسألوا له التجلي‬
‫بالجمال وهذا ال يقتضي التسوية فيما بينه‬
‫وبين الخليل صلوات اهلل وسالمه عليهما ألنه‬
‫إنما أمرهم أن يسألوا له التجلي بالوصف الذي‬
‫تجلى به للخليل عليه الصالة والسالم والذي‬
‫يقتضيه الحديث المشاركة في الوصف الذي‬
‫هو التجلي بالجمال وال يقتضي التسوية في‬
‫المقامين وال في الرتبتين فإن الحق سبحانه‬
‫يتجلى بالجمال لشخصين بحسب مقاميهما‬
‫وإن اشتركا في وصف التجلي بالجمال‬
‫فيتجلى لكل واحد منهما بحسب مقامه عنده‬
‫ورتبته منه ومكانته فيتجلى للخليل عليه‬
‫الصالة والسالم بالجمال بحسب مقامه‬
‫ويتجلى لسيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم‬
‫بالجمال على حسب مقامه فعلى هذا يفهم‬
‫الحديث}‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬
‫يعني ومقام سيدنا محمد أرفع من مقام سيدنا‬
‫إبراهيم فتكون الصالة المطلوبة له من اهلل‬
‫تعالى أعلى وأرفع من الصالة على سيدنا‬
‫إبراهيم وهذا يؤيد ما قاله اإلمام النووي من أن‬
‫أحسن األجوبة عن أشكال تشبيه الصالة على‬
‫سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم بالصالة‬
‫على سيدنا إبراهيم عليه الصالة والسالم مع‬
‫كونه أفضل منه ما نسب إلى اإلمام الشافعي‬
‫رضي اهلل عنه من أن التشبيه ألصل الصالة‬
‫بأصل الصالة‪.‬‬

‫وقال العالمة أحمد بن حجر المكي في كتابه‬


‫الجوهر المنظّم في زيارة القبر الشريف النبوي‬
‫المكرم‪:‬‬
‫َّ‬
‫{سبب إيثار سيدنا إبراهيم الخليل وآله‬
‫المؤمنين أن اهلل تعالى لم يجمع بين البركة‬
‫والرحمة إال لهم بقوله في سورة هود َر ْح َمةُ‬
‫ت إنَّهُ َحمي ٌد َم ِجي ٌد‬
‫اهلل وبر َكاتُهُ َعلَْي ُكم َْأهل الب ْي ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫وأنه أفضل األنبياء بعد نبينا محمد صلى اهلل‬
‫عليه وسلم} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫وقال الحافظ السخاوي {أن المقصود من‬


‫هذه اآلية أن اهلل تعالى أخبر عباده بمنزلة نبيه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم عنده في المأل األعلى‬
‫بأنه يثني عليه عند المالئكة المقربين وأن‬
‫المالئكة يصلون عليه ثم أمر أهل العالم‬
‫السفلي بالصالة عليه والتسليم ليجتمع الثناء‬
‫عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي‬
‫جميعاً}‪.‬‬

‫{فائدة مهمة}‬
‫قال العالمة أحمد بن المبارك في كتاب اإلبريز‬
‫الذي تلقاه من شيخه غوث الزمان وبحر‬
‫العرفان سيدنا عبد العزيز الدباغ في الباب‬
‫الحادي عشر‪:‬‬
‫{وسمعته رضي اهلل عنه يقول في قولهم أن‬
‫الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم مقبولة‬
‫قطعاً من كل أحد‪ .‬فقال رضي اهلل عنه ال شك‬
‫أن الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أفضل األعمال وهي ذكر المالئكة الذين هم‬
‫على أطراف الجنة ومن بركة الصالة على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم أنهم كلما ذكروها‬
‫زادت الجنة في االتساع فهم ال يفترون عن‬
‫ذكره والجنة ال تفتر عن االتساع فهم يجرون‬
‫والجنة تجري خلفهم وال تقف الجنة عن‬
‫االتساع حتى ينتقل المالئكة المذكورون إلى‬
‫التسبيح وال ينتقلون إليه حتى يتجلى الحق‬
‫سبحانه ألهل الجنة بالجنة فإذا تجلى لهم‬
‫وشاهده المالئكة المذكورون أخذوا في‬
‫التسبيح فإذا أخذوا فيه وقفت الجنة واستقرت‬
‫المنازل بأهلها ولو كانوا عندما خلقوا أخذوا‬
‫في التسبيح لم تزد الجنة شيئاً فهذا من بركة‬
‫الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬ولكن‬
‫القبول ال يقطع به إال للذات الطاهرة والقلب‬
‫الطاهر ألنها إذا خرجت من الذات الطاهرة‬
‫خرجت سالمة من جميع العلل مثل الرياء‬
‫والعجب والعلل كثيرة جداً وال يكون شيء‬
‫منها في الذات الطاهرة والقلب الطاهر وهذا‬
‫معنى ما في األحاديث اآلخر من قال ال إله إال‬
‫اهلل دخل الجنة يعني به إذا كانت ذاته طاهرة‬
‫ٍ‬
‫حينئذ يقولها اهلل تعالى‬ ‫وقلبه طاهراً فإن قائلها‬
‫مخلصاً قال ابن المبارك وسألته رضي اهلل عنه‬
‫لم كانت الجنة تزيد بالصالة على النبي صلى‬
‫َ‬
‫اهلل عليه وسلم دون التسبيح وغيره من‬
‫األذكار فقال رضي اهلل عنه ألنم الجنة أصلها‬
‫من نور النبي صلى اهلل عليه وسلم فهي تحن‬
‫إليه حنين الولد إلى أبيه وإذا سمعت بذكره‬
‫انتعشت وطارت إليه ألنها تسقى منه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم والمالئكة الذين في أطراف الجنة‬
‫وأبوابها يشتغلون بذكر النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم والصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫فتحن الجنة إلى ذلك وتذهب نحوه من في‬
‫جميع نواحيها فتتسع من جميع الجهات قال‬
‫رضي اهلل عنه ولوال إرادة اهلل ومنعه لخرجت‬
‫إلى الدنيا في حياة النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وتذهب معه حيث ذهب وتبيت معه حيث بات‬
‫إال أن اهلل تعالى منعها من الخروج إليه صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ليحصل اإليمان به صلى اهلل‬
‫عليه وسلم على طريق الغيب قال رضي اهلل‬
‫عنه وإذا دخل النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫الجنة وأمته فرحت بهم الجنة واتسعت لهم‬
‫وحصل لها من السرور والحبور ما ال‬
‫يحصى}‪ .‬ا‪.‬ه‪ .‬باختصار مع تقديم وتأخير‪.‬‬

‫ونقل الشيخ رحمه اهلل عن الحافظ السخاوي‬


‫عن الفاكهاني‪:‬‬
‫{أن الصالة من اهلل تعالى على سيدنا محمد‬
‫صلى اهلل عليه وسلم من خصوصياته دون‬
‫إخوانه الرسل وأنه ليس في القرآن وال غيره‬
‫نبي غير نبينا صلى‬
‫فيما علم صالة من اهلل على ّ‬
‫اهلل عليه وسلم فهي خصوصية اختصه اهلل بها‬
‫دون سائر األنبياء}‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫قال وروى أبو عثمان الواعظ عن اإلمام سهل‬


‫بن محمد بن سليمان قال‪:‬‬
‫شرف اهلل تعالى به‬
‫{هذا التشريف الذي َّ‬
‫محمداً صلى اهلل عليه وسلم بقوله أن اهلل‬
‫أتم وأجمع‬
‫ومالئكته يصلون على النبي اآلية ّ‬
‫من تشريف آدم عليه السالم بأمر المالئكة له‬
‫بالسجود ألنه ال يجوز أن يكون اهلل مع‬
‫المالئكة بذلك التشريف وقد أخبر اهلل تعالى‬
‫عن نفسه جل جالله بالصالة على النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ثم عن المالئكة بالصالة عليه‬
‫فتشريف يصدر عنه تعالى أبلغ من تشريف‬
‫تختص به المالئكة من غير أن يكون اهلل تعالى‬
‫معهم في ذلك‪ .‬قال الحافظ وروى الواحدي‬
‫بسنده عن األصمعي قال سمعت المهدي على‬
‫منبر البصرة يقول أن اهلل أمركم بأمر بدأ فيه‬
‫بنفسه * وثنى بمالئكة قدسه * فقال تشريفاً‬
‫لنبيه وتكريماً * إن اهلل ومالئكته يصلون على‬
‫النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا‬
‫تسليماً * آثره بها من بين الرسل الكرام *‬
‫وأتحفكم بها من بين األنام * فقابلوا نعمه‬
‫بالشكر * وأكثروا من الصالة عليه بالذكر *‬
‫قال السخاوي واإلجماع منعقد على أن في‬
‫هذه اآلية من تعظيم النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫والتنويه بقدره الشريف ما ليس في غيرها}‪.‬‬

‫وفي كتاب الجوهر المنظم للعالمة ابن حجر‬


‫أخرج البيهقي عن ابن فديك قال‪:‬‬
‫{سمعت بعض من أدركت من الفضالء يقول‬
‫بلغنا أنه من وقف عند قبر النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فتال قوله تعالى أن اهلل ومالئكته يصلون‬
‫على النبي اآلية ثم قال صلى اهلل على محمد‬
‫وسلم وفي رواية صلى اهلل عليك يا محمد‬
‫سبعين مرة ناداه ملك صلى اهلل عليك يا فالن‬
‫لم تسقط لك اليوم حاجة‪.‬‬
‫قال‪ :‬وال دليل فيه لجواز ندائه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم باسمه فقد صرح أئمتنا بحرمة ذلك قال‬
‫تعالى ال تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء‬
‫بعضكم بعضاً وإنما ينادي بنحو يا نبي اهلل يا‬
‫رسول اهلل وال يعارض ذلك الحديث الصحيح‬
‫أن رجالً ضريراً أتى النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫فقال ادع اهلل لي أن يعافيني فأمره أن يتوضأ‬
‫وضوءه ويدعو بهذا الدعاء اللهم إني‬
‫َ‬ ‫فيحسن‬
‫أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى اهلل‬
‫نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك‬
‫عليه وسلم ّ‬
‫في‬
‫إلى ربي في حاجتي لتقضي لي اللهم شفعه ّ‬
‫فقام وقد أبصر وإنما لم يعارض ذلك هذا‬
‫الحديث ألنه صلى اهلل عليه وسلم صاحب‬
‫الحق فله أن يتصرف كيف يشاء وال يقاس به‬
‫غيره وقد استعمل السلف هذا الدعاء في‬
‫حاجاتهم بعد موته صلى اهلل عليه وسلم وعلّمه‬
‫بعض الصحابة لمن كانت له حاجة عند عثمان‬
‫بن عفان رضي اهلل عنه أيام خالفته وفعله‬
‫فقضاها‪ .‬قال ابن حجر وال فرق بين ذكر‬
‫التوسل واالستغاثة والتشفع والتوجه به صلى‬
‫اهلل عليه وسلم أو بغيره من األنبياء وكذا‬
‫األولياء وفاقاً للسبكي} ا‪.‬ه‪ .‬بتصرف‬
‫واختصار‪.‬‬

‫{تنبيهات}‬
‫{األول} قال الشيخ رحمه اهلل‪{ :‬الصالة من‬
‫اهلل على نبيه رحمته المقرونة بالتعظيم وعلى‬
‫غيره مطلق الرحمة ومن غيره تعالى الدعاء‬
‫مطلقاً ال فرق بين ملك وبشر كذا حققه األمير‬
‫والصبان} ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وعبارة ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم‬
‫معنى الصالة والسالم عليه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪{ :‬أن الصالة من اهلل سبحانه وتعالى هي‬
‫الرحمة المقرونة بالتعظيم ومن المالئكة‬
‫واآلدميين سؤال ذلك وطلبه له صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وأما السالم فهو السالمة من المذام‬
‫والنقائص فمعنى اللهم سلم عليه اللهم اكتب‬
‫له في دعوته وأمته وذكره السالمة من كل‬
‫نقص فتزداد دعوته على ممر األيام علواً وأمته‬
‫تكاثراً وذكره ارتفاعاً قال ويكره إفراد الصالة‬
‫عن السالم} وعكسه كما نقله النووي رحمه‬
‫اهلل تعالى عن العلماء لورود األمر بهما في‬
‫اآلية‪.‬‬

‫وفي حاشية العالمة البجيرمي على الخطيب‪:‬‬


‫{أن محل ذلك في غير ما ورد عن الشارع‬
‫كالصالة اإلبراهيمية فال يقال أن أفراد الصالة‬
‫فيها مكروه}‪.‬‬

‫وشرح ابن حجر معنى البركة في محل آخر‬


‫من الكتاب المذكور فقال‪:‬‬
‫{والبركة النمو وزيادة الخير والكرامة وقيل‬
‫التطهير من العيب وقيل دوام ذلك فمعنى بارك‬
‫على محمد وأعطه من الخير أوفاه وأدم ذكره‬
‫وعرفهم من يمنه وكرامته‬
‫وشريعته وكثر أتباعه ّ‬
‫أن تشفعه صلى اهلل عليه وسلم فيهم وتحلهم‬
‫دار رضوانك ومعنى بارك على آهل أعطهم من‬
‫الخير ما يليق بهم وأدم لهم ذلك}‪.‬‬
‫وقال القاضي عياض عن بكر القشيري قال‪:‬‬
‫{الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم من‬
‫اهلل تشريف وزيادة تكرمة وعلى من دون النبي‬
‫رحمة قال وبهذا التقرير يظهر الفرق بين النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وبين سائر المؤمنين حيث‬
‫قال تعالى إن اهلل ومالئكته يصلون على النبي‬
‫اآلية‪ .‬وقال قبلها في نفس السورة هو الذي‬
‫يصلي عليكم ومالئكته ومن المعلوم أن القدر‬
‫الذي يليق بالنبي صلى اهلل عليه وسلم من ذلك‬
‫أرفع مما يليق بغيره}‪.‬‬

‫وقال القسطالني في المواهب اللدنية‪:‬‬


‫{قال ابن العربي فائدة الصالة عليه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ترجع إلى الذي يصلي عليه لداللة‬
‫ذلك على نصوح العقيدة وخلوص النية‬
‫وإظهار المحبة والمداومة على الطاعة‬
‫واالحترام للواسطة الكريمة صلى اهلل عليه‬
‫وسلم}‪.‬‬

‫ونقل القسطالني وشيخه السخاوي عن‬


‫اإلمامين الجليلين الحليمي وعز الدين بن عبد‬
‫السالم‪{ :‬أن صالتنا على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ليست شفاعة منا له فإن مثلنا ال يشفع‬
‫لمثله ولكن اهلل أمرنا بالمكافأة لمن أحسن إلينا‬
‫وأنعم علينا فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء‬
‫فأرشدنا اهلل لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا‬
‫صلى اهلل عليه وسلم إلى الصالة عليه لتكون‬
‫صالتنا عليه مكافأة على إحسانه إلينا وإفضاله‬
‫علينا إذ ال إحسان أفضل من إحسانه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم}‪.‬‬

‫وقال الشيخ رحمه اهلل قال اإلمام المرجاني‪:‬‬


‫{صالتك عليه صلى اهلل عليه وسلم لما كان‬
‫نفعها عائداً عليك صرت في الحقيقة داعياً‬
‫لنفسك}‪.‬‬
‫وقال غيره‪{ :‬من أعظم شعب اإليمان الصالة‬
‫على النبي صلى اهلل عليه وسلم محبة له وأداء‬
‫لحقه وتوقيراً له وتعظيماً والمواظبة عليها من‬
‫باب أداء شكره صلى اهلل عليه وسلم وشكره‬
‫واجب لما عظم منه من األنعام فإنه عليه‬
‫السالم سبب لنجاتنا من الجحيم ودخولنا في‬
‫دار النعيم وإدراكنا الفوز بأيسر األسباب‬
‫ونيلنا السعادة من كل األبواب ودخولنا إلى‬
‫المراتب السنية والمناقب العلية بال حجاب‬
‫من اهلل على المؤمنين إذ بعث‬
‫قال تعالى لقد ّ‬
‫فيهم رسوالً من أنفسهم يتلو عليهم آياته‬
‫ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا‬
‫من قبل لفي ضالل مبين} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫وقال ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم‪:‬‬


‫{سئل الغزالي رحمه اهلل تعالى عن معنى صالتنا‬
‫عليه وصالة اهلل تعالى أي عشراً ومائة على من‬
‫صلى عليه واحدة وعن معنى استدعائه من أمته‬
‫الصالة منهم عليه صلى اهلل عليه وسلم َأيرتاح‬
‫بذلك فأجاب بما حاصله مع الزيادة عليه معنى‬
‫صالة اهلل على نبيه وعلى المصلين عليه إفاضة‬
‫أنواع الكرامات ولطائف النعم وسوابغ المنن‬
‫والكرم عليه صلى اهلل عليه وسلم بحسب ما‬
‫يليق به وعليهم بحسب ما يليق بهم وأما‬
‫صالتنا وصالة المالئكة عليه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فمعناها السؤال واالبتهال في طلب تلك‬
‫الكماالت والرغبة في إفاضتها عليه‪ .‬وأما‬
‫استدعاؤه صلى اهلل عليه وسلم الصالة من أمته‬
‫فلثالثة أمور أحدها أن األدعية مؤثرة في‬
‫استدرار فضل اهلل سبحانه وتعالى ونعمته ال‬
‫سيما في الجمع الكثير فإن الهمم إذا اجتمعت‬
‫مع تخليتها عن النفس والهوى اتحدت مع‬
‫روحانيات مالئكة المأل األسفل لما بينهما من‬
‫المناسبة الناشئة عن التخلي عن كدورات‬
‫ثم قلما يخطئ دعاء الجمع‬
‫الشهوات ومن َّ‬
‫الذين هم كذلك ولذا طُلب أي الجمع الكثير‬
‫في االستسقاء وغيره ثانيها ارتياحه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم بذلك كما قال صلى اهلل عليه‬
‫وسلم إني أباهي بكم األمم كما يرتاح العالم‬
‫تم به فالحهم‬
‫في حياته بتالمذته الذين ّ‬
‫ورشادهم وصدقت منهم محبته وإجالله على‬
‫ذكر ثالثها شفقته صلى اهلل عليه وسلم على‬
‫أمته بتحريضهم على القربة بل القربات الكثيرة‬
‫التي تجمعها الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫كتجديد اإليمان باهلل سبحانه ثم برسوله ثم‬
‫تعظيمه ثم العناية بطلب الكرامات له ثم باليوم‬
‫اآلخر ألنه محل أكثر تلك الكرامات ثم بذكر‬
‫آهل وأصحابه وعند ذكر الصالحين تنزل‬
‫الرحمة ثم بتعظيم اهلل سبحانه ثم بسبب نسبته‬
‫إليه ثم بإظهار المودة له ولهم ثم باالبتهال‬
‫والتضرع فيا لدعاء ثم باالعتراف بأن األمر‬
‫كله إليه سبحانه وتعالى وأن النبي صلى اهلل‬
‫جل قدره لم يصل أحد لمرتبته‬
‫عليه وسلم وإن َّ‬
‫عبد له سبحانه وتعالى محتاج إلى فضله‬
‫ورحمته}‪.‬‬

‫{التنبيه الثاني} قال اإلمام النووي في األذكار‪:‬‬


‫{أجمعوا على الصالة على نبينا محمد صلى‬
‫اهلل عليه وسلم وكذلك أجمع من يعتديه على‬
‫جوازها واستحبابها على سائر األنبياء‬
‫والمالئكة استقالالً والصالة على غير األنبياء‪.‬‬
‫قال بعض أصحابنا هي حرام‪ .‬وقال بعضهم‬
‫خالف األولى والصحيح الذي عليه األكثرون‬
‫لها مكروهة كراهة تنزيه ألنه سعار أهل البدع‬
‫وقد نُهينا عن شعارهم‪ .‬قال أصحابنا والمعتمد‬
‫في ذلك أن الصالة صارت مخصوصة في‬
‫لسان السلف باألنبياء صلوات اهلل وسالمه‬
‫عليهم كما أن قولنا عز وجل مخصوص باهلل‬
‫سبحانه وتعالى فكما ال يقال محمد عز وجل‬
‫علي‬
‫وإن كان عزيزاً جليالً ال يقال أبو بكر أو ّ‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وإن كان معناه صحيحاً‬
‫واتفقوا على جواز جعل غير األنبياء تبعاً لهم‬
‫في الصالة فيقال اللهم صلى على محمد‬
‫وعلى آل محمد وأصحابه وأزواجه وذريته‬
‫وأتباعه لألحاديث الصحيحة في ذلك وقد‬
‫ُأمرنا به في التشهد ولم يزل السلف عليه‬
‫خارج الصالة أيضاً‪ ،‬وأما السالم فقال الشيخ‬
‫أبو محمد الجويني من أصحابنا هو في معنى‬
‫الصالة فال يستعمل في الغائب فال يفرد به غير‬
‫علي عليه السالم وسواء في‬
‫األنبياء فال يقال ّ‬
‫هذا األحياء واألموات‪ ،‬وأما الحاضر فيخاطب‬
‫به فيقال سالم عليك أو سالم عليكم أو‬
‫السالم عليك أو عليكم وهذا مجمع عليه‪،‬‬
‫قال ويستحب الترضي والترحم على الصحابة‬
‫والتابعين فمن بعدهم من العلماء والعباد وسائر‬
‫األخيار وتخصيص بعض العلماء الترضي‬
‫بالصحابة والترحم في غيرهم ال يوافق عليه‬
‫قال ولقمان ومريم ليسا بنبيين فإذا ذكرا‬
‫فاألرجح أن يقال رضي اهلل عنه أو عنها‪ .‬وقال‬
‫بعضهم يقال صلى اهلل على األنبياء وعليه أو‬
‫وعليها وسلم ولو قال عليه السالم أو عليها‬
‫فالظاهر أنه ال بأس به} ا‪.‬ه‪ .‬ملخصاً‪.‬‬

‫{التنبيه الثالث} في معنى آله صلى اهلل عليه‬


‫وسلم‪.‬‬
‫قال ابن حجر في كتابه الجوهر المنظم‪:‬‬
‫{المراد بهم هنا أي في الصالة عليهم عند‬
‫الشافعي رحمه اهلل تعالى والجمهور من حرمت‬
‫عليهم الزكاة وهم مؤمنو بني هاشم والمطلب‪.‬‬
‫وقيل أزواجه وذريته‪ .‬وقيل ذرية فاطمة رضي‬
‫علي‬
‫اهلل عنها وعنهم خاصة‪ .‬وقيل ذرية ّ‬
‫والعباس وجعفر وعقيل وحمزة‪ .‬وبالغ بعضهم‬
‫في االنتصار لهذا‪ ،‬وقيل جميع قريش وقيل‬
‫جميع أمة اإلجابة‪ .‬ومال إليه مالك رحمه اهلل‬
‫واختاره األزهري وبعض الشافعية ورجحه‬
‫النووي في شرح مسلم لكن قيده القاضي‬
‫ض ِّعف بأن المراد‬
‫حسين وغيره باألتقياء منهم و ُ‬
‫بالصالة عليهم الرحمة المطلقة وهي تعم غير‬
‫تقي سنده‬
‫األتقياء أيضاً وخبر آل محمد كل ّ‬
‫واه جداً‪ .‬وروي من قول جابر بسند ضعيف‬
‫والصالة على األصحاب معهم في غير تشهد‬
‫الصالة سنة بقياس األولى ألنهم أفضل من‬
‫اآلل غير الصحابة فقول ابن عبد السالم رحمه‬
‫اهلل تعالى األولى االقتصار على الوارد ضعيف}‬
‫ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وقال العارف باهلل سيدي الشيخ عبد الغني‬
‫النابلسي في أوائل شرح الصلوات المحمدية‬
‫للغوث الرباني سيدي عبد القادر الجيالني عند‬
‫قوله وعلى آل محمد‪{ :‬أي الذين آلوا إليها‬
‫رجعوا بالنسب أو اإلتباع إلى يوم االجتماع‬
‫وهم العارفون الكاملون من أهل االجتماع‬
‫الروحاني واللقاء الجسماني} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬في األحاديث التي ورد فيها‬


‫الترغيب في الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫بصيغة األمر ونحوه وما ورد فيها ذكر األعداد‬
‫علي‬
‫كقوله عليه الصالة والسالم من صلى َّ‬
‫صالة صلى اهلل عليه بها عشراً وما يناسب‬
‫ذلك‪.‬‬

‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه بِ َها‬ ‫صلَّى َعلَ َّي َ‬
‫صالَ ًة َ‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫َع ْشراً} رواه مسلم‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صالَتَك َعلَ َّي َز َكاةٌ لَ ُك ْم َوِإَّن َها‬
‫صلُّوا َعلَ َّي فَِإ َّن َ‬
‫{َ‬
‫اع َفةٌ}‪.‬‬
‫ضَ‬ ‫اف ُم َ‬ ‫َأ ْ‬
‫ض َع ٌ‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫صلُّوا َعلَ َّي فَِإ َّن اهلل َع َّز َو َج َّل يُ َ‬
‫صلِّي َعلَْي ُك ْم}‪.‬‬ ‫{َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صلُّوا َعلَ َّي فَِإ َّن‬ ‫ِ‬
‫{الَ تَ ْج َعلُوا َق ْب ِري عيداً َو َ‬
‫صالَتَ ُك ْم َت ْبلُغُنِي َح ْي ُ‬
‫ث ُك ْنتُ ْم}‪.‬‬ ‫َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صالَتَ ُك ْم َت ْبلُغُنِي‬
‫صلُّوا َعلَ َّي فَِإ َّن َ‬
‫{ َح ْيثُ َما ُك ْنتُ ْم فَ َ‬
‫ث ُك ْنتُ ْم}‪.‬‬ ‫َح ْي ُ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صلُّوا َعلَ ُّي فَِإ ُّن َ‬
‫صالَتَ ُك ْم‬ ‫{ َح ْيثُ َما ُك ْنتُ ْم فَ َ‬
‫َت ْبلُغُنِي}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ين ُيَبلِّغُونِي َع ْن ُُّأمتِي‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫{ِإ ُّن هلل َمالَ َكةً َسيّاح َ‬
‫السالَ َم}‪.‬‬
‫َّ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ت َعلَْي ِه‬
‫صلُّْي ُ‬ ‫ِ‬
‫صلُّى َعلَ ُّي َبلَغَْتني َ‬
‫صالَتُهُ َو َ‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫ات}‪.‬‬‫ك َع ْشر حسنَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب لَهُ س َوى َذل َ ُ َ َ‬ ‫َو ُكت َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ِ‬
‫صلُّى َعلَ ُّي ع ْن َد َق ْب ِري َس ِم ْعتُهُ َو َم ْن َ‬
‫صلُّى‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫َعلَ َّي غَاِئباً ُبلِّغْتُهُ}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫{ما ِمن َأح ٍد يسلِّم علَي ِإالَّ ر َّد اهلل علَي ر ِ‬
‫وحي‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ُ َ ُّ َ‬
‫َحتَّى َُأر َّد َعلَْي ِه َّ‬
‫السالَ َم}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ول‬ ‫ال لِي ِإنِّي ُأبَ ِّ‬
‫ش ُر َك َّ‬
‫َأن َي ُق ُ‬ ‫يل َف َق َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ج‬‫يت ِ‬
‫ُ‬ ‫{لَِ‬
‫ق‬
‫صلَّى َعلَْي َ‬ ‫ك سلَّم ُ ِ‬
‫ك‬ ‫ت َعلَْيه َو َم ْن َ‬ ‫َم ْن َسلَّ َم َعلَْي َ َ ْ‬
‫ت َعلَْي ِه}‪.‬‬
‫صلَّْي ُ‬
‫َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ال يَا ُم َح َّم ُد الَ‬ ‫يل َعلَْي ِه َّ‬
‫السالَ ُم َف َق َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫{ج ِاءنِي ِ‬
‫ج‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫صلَّى َعلَْي ِه َس ْبعُو َن َأل َ‬
‫ْف‬ ‫َأح ٌد ٍإالَّ َ‬
‫ك َ‬ ‫صلِّي َعلَْي َ‬ ‫يُ َ‬
‫ت َعلَْي ِه ال َْمالَِئ َكةُ َكا َن ِم ْن َْأه ِل‬
‫صلَّ ْ‬ ‫ٍ‬
‫َملَك َو َم ْن َ‬
‫ْجن َِّة}‪.‬‬
‫ال َ‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫اع الْ َخالَِئ ِق قَاِئ ٌم‬ ‫{ِإ َّن هلل َت َعالَى َملَكاً َأ ْعطَاهُ ْ‬
‫َأس َم َ‬
‫صلِّي َعلَ َّي‬‫َأح ٌد يُ َ‬
‫س َ‬ ‫ت َفلَْي َ‬ ‫َعلَى َق ْب ِري ِإذَا ُم ُّ‬
‫صلَّى‬ ‫ال‪ :‬يَا ُم َح ُّم ٌد َ‬ ‫ادقاً ِم ْن َق ْلبِ ِه ِإالَّ قَ َ‬
‫صالَ ًة ص ِ‬
‫َ َ‬
‫ب َتبَ َار َك‬ ‫صلِّي َّ‬
‫الر ُّ‬ ‫ال َفيُ َ‬‫ك فُالَ ٌن ابْ ُن فُالَ ٍن قَ َ‬ ‫َعلَْي َ‬
‫اح َد ٍة َع ْشراً‬ ‫الرج ِل بِ ُك ِّل و ِ‬ ‫َوَت َعالَى َعلَى َذلِ َ‬
‫َ‬ ‫ك َّ ُ‬
‫صلِّي َعلَ َّي}‪.‬‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫صلِّي َعلَْيه ال َْمالَ َكةُ َما َد َام يُ َ‬ ‫َوتُ َ‬
‫وعن أبي طلحة رضي اهلل عنه قال‪:‬‬
‫دخلت على النبي صلى اهلل عليه وسلم فرَأيت‬
‫ال‪:‬‬‫سَألْتُهُ َف َق َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِِ‬
‫من بشره َوطَالَقَته ما لم ََأرهُ قَط فَ َ‬
‫يل آنِفاً فََأتَانِي‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫{وما يمَنعنِي وقَ ْد َخرج ِ‬
‫ج‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َْ ُ َ‬
‫ش ُر َك َأنَّهُ‬
‫ك ُأبَ ِّ‬‫ش َار ٍة ِم ْن َربِّي ِإ َّن اهلل َب َعثَنِي ِإلَْي َ‬‫بِبِ َ‬
‫صلَّى اهلل‬ ‫ك ِإالَّ َ‬ ‫صلِّي َعلَْي َ‬ ‫ك يُ َ‬‫َأح ٌد ِم ْن َُّأمتِ َ‬
‫س َ‬ ‫لَْي َ‬
‫َعلَْي ِه َو َمالَِئ َكتُهُ بِ َها َع ْشراً}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه َع ْشراً‬ ‫ِ‬
‫صلَّى َعلَ َّي َواح َد ًة َ‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫صلَّى‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل ماَئةً َو َم ْن َ‬ ‫صلَّى َعلَ َّي َع ْشراً َ‬ ‫َو َم ْن َ‬
‫اء ًة ِم َن‬ ‫ِ‬
‫ب اهلل لَهُ َب ْي َن َع ْيَن ْيه َب َر َ‬
‫ِ‬
‫َعلَ َّي ماَئةً َكتَ َ‬
‫َأس َكنَهُ اهلل َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة‬ ‫اق وبر ِ‬ ‫ِّ ِ‬
‫اءةً م َن النًا ِر َو ْ‬ ‫الن َف َ َ َ َ‬
‫الش َه َد ِاء فََأ ْكثِ ُروا ِم َن َّ‬
‫الصالَ ِة َعلَ َّي ُكلَّ َما‬ ‫َم َع ُّ‬
‫سيَِّئاتِ ُك ْم}‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ذُكِ ْر ُ ِإ‬
‫ت فَ َّن َها َك َّف َارةٌ ل َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه‬ ‫ِ‬
‫صلَّى َعلَ َّي َم َّرةً َواح َدةً َ‬
‫{ َم ْن َ‬
‫صلَّى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫صلَّى َعلَ َّي َع ْش َر َم َّرات َ‬ ‫َع ْش َر َم َّرات َو َم ْن َ‬
‫صلَّى َعلَ َّي ِماَئةَ َم ًر ٍة‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫اهلل َعلَْيه ماَئةَ َم َّرة َو َم ْن َ‬
‫صلَّى َعلَ َّي َأل َ‬
‫ْف‬ ‫صلَّى اهلل َعلَي ِه َأل َ ٍ‬
‫ْف َم َّرة َو َم ْن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س َدهُ َعلَى النَّا ِر َو َثبَّتَهُ بِالْ َق ْو ِل‬ ‫ج‬ ‫اهلل‬ ‫م‬ ‫ر‬‫َّ‬ ‫ح‬ ‫م َّر ٍ‬
‫ة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اآلخ َر ِة ِع ْن َد‬
‫الد ْنيا وفِي ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ت فِي الحي ِ‬
‫اة‬ ‫ََ‬
‫الثَّابِ ِ‬
‫صالَتُهُ َعلَ َّي نُوراً لَهُ َي ْو َم‬ ‫ِ‬
‫ت َ‬ ‫اء ْ‬
‫ال َْم ْسَألَة َو َج َ‬
‫اط َم ِس َيرةَ‪َ R‬خ ْم ِس ِماَئ ِة َع ٍام‬ ‫الصر ِ‬
‫ال ِْقيَ َام ِة َعلَى َِّ‬
‫ْجن َِّة‬ ‫وَأ ْعطَاهُ اهلل بِ ُك ِّل صالَ ٍة صالَّها قَ ْ ِ‬
‫صراً في ال َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫صلَّى‬‫ك َْأو َك ُث َر}‪ .‬وفي رواية‪َ { :‬و َم ْن َ‬ ‫قَ َّل ذَلِ َ‬
‫اب‬‫ت َكتِ ُفهُ َكتِ ِفي َعلَى بِ ِ‬ ‫َعلَ َّي َألْفاً َز َ‬
‫اح َم ْ‬
‫ْجنً ِة}‪.‬‬
‫ال َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ب اهلل لَهُ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫{من صلَّى َعلَ َّي صالَةً ِمن َُّأمتِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫ات َو َر َف َعهُ‬‫ات ومحا َع ْنهُ َع ْشر سيَِّئ ٍ‬ ‫َع ْشر ح ٍ‬
‫َ َ‬ ‫سنَ َ َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫اب}‪.‬‬ ‫ات و ُك َّن لَهُ َع ْد َل َع ْش ِر ِرقَ ٍ‬ ‫بِ َها َع ْشر َدرج ٍ‬
‫َ ََ َ‬
‫ِ ِ‬
‫صالَ ًة‬‫صلَّى َعلَ َّي م ْن َُّأمتي َ‬ ‫وفي رواية‪َ { :‬م ْن َ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه بِ َها َع ْش َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُم ْخلصاً م ْن َق ْلبِه َ‬
‫ب لَهُ بِ َها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صلَ َوات َو َر َف َعهُ ب َها َع ْش َر َد َر َجات َو َكتَ َ‬ ‫َ‬
‫ات}‪.‬‬ ‫ات ومحا َع ْنهُ َع ْشر سيَِّئ ٍ‬ ‫َع ْشر ح ٍ‬
‫َ َ‬ ‫سنَ َ َ َ‬ ‫َ ََ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫{من صلَّى علَي و ِ‬
‫اح َد ًة صلى اهلل ِ‬
‫عليه‬ ‫َ ْ َ َ َّ َ‬
‫صالَةً}‪.‬‬ ‫سبعين َ‬
‫َ‬ ‫َو َمالَِئ َكتُهُ‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫ٍ‬
‫ْف َم َّر ٍة لَ ْم يَ ْم ُ‬
‫ت َحتَّى‬ ‫صلَّى َعلَ َّي فِي َي ْوم َأل َ‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫ْجن َِّة}‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َي َرى َم ْق َع َدهُ م َن ال َ‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫ٍ‬
‫صلَّى َعلَ َّي فِي ُك ِّل َي ْوم ِماَئةَ َم َّر ٍة قَ َ‬
‫ضى اهلل‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫س ُر َها ِع ْت ُقهُ َم َن النَّا ِر}‪.‬‬‫َأي‬
‫ْ‬
‫َ َ َ‬
‫لَهُ ِماَئةَ حاج ٍ‬
‫ة‬

‫ونقل الحافظ السخاوي عن أمير المؤمنين‬


‫علي رضي اهلل عنه وكرم اهلل وجهه أنه قال‪:‬‬
‫عز وجل ما تقربت إال‬
‫{لوال أن أنسى ذكر اهلل َّ‬
‫بالصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم فإني‬
‫سمعت رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‬
‫ول َم ْن‬‫يل يَا ُم َح ُّم ُد ِإ َّن اهلل َع َّز َو َج َّل َي ُق ُ‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ال ِ‬
‫ج‬ ‫قَ َ‬
‫ُ‬
‫ب اَأل َما َن ِم ْن‬‫اسَت ْو َج َ‬
‫ٍ‬
‫ك َع ْش َر َم َّرات ْ‬ ‫صلَّى َعلَْي َ‬
‫َ‬
‫َس َخ ِطي}‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم ألبي كاهل‬
‫الصحابي رضي اهلل عنه‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫{يا َأبا َك ِ‬
‫ث‬ ‫صلَّى َعلَ َّي ُك َّل َي ْوم ثَالَ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ٍ‬
‫ل‬ ‫اه‬ ‫َ َ‬
‫ات ُحبَّاً لِي َو َش ْوقاً‬ ‫ث م َّر ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َم َّرات َو ُك َّل لَْيلَ ٍى ثَالَ َ َ‬
‫ِإلَ َّي َكا َن َح َّقاً َعلَى اهلل َأ ْن َيغْ ِف َر لَهُ ذُنُوبَهُ تِل َ‬
‫ْك‬
‫اللَّْيلَةَ َو َذلِ َ‬
‫ك الَْي ْو َم‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ب اهلل لَهُ قِيَراطاً ِم َن‬ ‫صلَّى َعلَ َّي َ‬
‫صالَةً َكتَ َ‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫ُأح ٍد}‪.‬‬ ‫طِ‬ ‫ِ‬
‫اَأل ْج ِر َوالْق َيرا ُ ُ ُ‬
‫ل‬‫ث‬
‫ْ‬ ‫م‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ِئ‬
‫صالَ ًة لَ ْم َت َز ِل ال َْمالَ َكةُ تُ َ‬
‫صلِّي‬ ‫صلَّى َعلَ َّي َ‬
‫{ َم ْن َ‬
‫ك َع ْب ٌد َْأو‬‫صلَّى َعلَ َّي َفلْيُ ِق َّل ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه َما َ‬
‫لِيُ ْكثِ ْر}‪.‬‬

‫وروى أبو غسان المدني‪:‬‬


‫{من صلى على رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم مائة مرة في اليوم كان كمن داوم‬
‫العبادة طول الليل والنهار}‪.‬‬
‫قال اإلمام الشعراني رضي اهلل عنه في كتابه‬
‫لواقح األنوار‪:‬‬
‫{وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه اهلل‬
‫يقول‪:‬‬
‫صالة اهلل تعالى على عبده ال يدخلها العدد ألنه‬
‫ليس لصالته تعالى ابتداء وال انتهاء وإنما‬
‫دخلها العدد من حيث مرتبة العبد المصلي ألنه‬
‫فتنزل الحق تعالى للعبد‬
‫محصور مقيد بالزمان َّ‬
‫بحسب شاكلة العبد وأخبر أنه تعالى يصلي‬
‫على عبده بكل مرة عشراً فافهم ويؤيد ما قلنا‬
‫كون العبد يسأل اهلل تعالى أن يصلي على نبيه‬
‫دون أن يقول هو اللهم إني صليت على محمد‬
‫مثالً ألن العبد إذا كان يجهل رتبة رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فرتبة الحق تعالى أولى‬
‫فعلم أن تعداد الصلوات على النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم إنما هو من حيث سؤالنا نحن اهلل‬
‫أن يصلي عليه فيحسب لنا كل سؤال مرة}‬
‫ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وقال العارف ابن عباد في كتابه المفاخر العلية‬
‫في المآثر الشاذلية قال أبو الحسن الشاذلي‬
‫رضي اهلل عنه‪{ :‬كنت في سياحتي فبت ليلة‬
‫في موضع كثير السباع فجعلت السباع تهمهم‬
‫علي فجلست على ربوة عالية وقلت واهلل‬
‫َّ‬
‫ألصلين على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫علي مرة صلى اهلل عليه بها‬
‫فإنه قال من صلى َّ‬
‫علي عشراً أبيت في أمن‬
‫عشراً فإذا صلى اهلل َّ‬
‫اهلل قال ففعلت ذلك فلم أخف شيئاً}‪.‬‬

‫وقال العارف باهلل تاج الدين بن عطاء اهلل‬


‫السكندري في كتابه تاج العروس الحاوي‬
‫لتهذيب النفوس ما نصه‪:‬‬
‫{من قارب فراغ عمره ويريد أن يستدرك ما‬
‫فاته فليذكر باألذكار الجامعة فإنه إذا فعل‬
‫ذلك صار العمر القصير طويالً كقوله سبحان‬
‫اهلل العظيم وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه‬
‫وزنة عرشه ومداد كلماته وكذلك من فاته‬
‫كثرة الصيام والقيام فليشغل نفسه بالصالة‬
‫على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فإنك لو‬
‫فعلت في جميع عمرك كل طاعة ثم صلى اهلل‬
‫عليك صالة واحدة رجحت تلك الصالة‬
‫الواحدة على كل ما عملته في عمرك كله من‬
‫جميع الطاعات ألنك تصلي على قدر وسعك‬
‫وهو يصلي على حسب ربوبيته هذا إذا كانت‬
‫صالة واحدة فكيف إذا صلى عليك عشراً‬
‫بكل صالة كما جاء في الحديث الصحيح فما‬
‫أحسن العيش إذا أطعت اهلل فيه بذكر اهلل‬
‫تعالى أو الصالة على رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫قال الشيخ ابن عطاء اهلل‪:‬‬


‫{من صلى عليه ربنا صالة واحدة كفاه هم‬
‫الدنيا واآلخرة وقال الحافظ السخاوي نقالً‬
‫عن اإلمام الفاكهاني وغاية مطلوب األولين‬
‫واآلخرين صالة واحدة من اهلل تعالى وأنَّى لهم‬
‫بذلك بل لو قيل للعاقل أيما أحب إليك أن‬
‫تكون أعمال جميع الخالئق في صحيفتك أو‬
‫صالة من اهلل عليك لما اختار غير الصالة من‬
‫اهلل تعالى فما ظنك بمن يصلي عليه ربنا‬
‫سبحانه وجميع مالئكته على الدوام‬
‫واالستمرار يعني إذا داوم العبد على الصالة‬
‫على النبي صلى اهلل عليه وسلم فكيف يحسن‬
‫بالمؤمن أن ال يكثر من الصالة عليه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم أو يغفل عن ذلك}‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬في األحاديث التي ورد فيها‬


‫الحث على الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫يوم الجمعة وليلتها وبيان حكمة ذلك‪:‬‬

‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ْج ُم َع ِة َولَْيلَ ِة‬ ‫{َأ ْكثِروا علَي من َّ ِ ِ ِ‬
‫الصالَة في َي ْوم ال ُ‬ ‫ُ َ َّ َ ْ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه‬ ‫صلَّى َعلَ ًي َ‬
‫صالَ ًة َ‬
‫ال ِ‬
‫ْج ُم َعة فَ َم ْن َ‬
‫ُ‬
‫َع ْشراً}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ْج ُم َع ِة فَِإ نَّهُ َأتَانِي‬ ‫{َأ ْكثِروا من َّ ِ‬
‫الصالَة َعلَ َّي َي ْو َم ال ُ‬ ‫ُ ََ‬
‫ال َما َعلَى‬ ‫يل آنِفاً َع ْن َربِِّه َع َّز َو َج َّل َف َق َ‬
‫ج ْب ِر ُ‬
‫ِ‬
‫اح َدةً ِإالَّ‬ ‫ك م َّرةً و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَألر ِ ِ‬
‫صلِّي َعلَْي َ َ َ‬ ‫ض م ْن ُم ْسل ٍم يُ َ‬ ‫ْ‬
‫ت َأنَا َو َمالَِئ َكتِي َعلَْي ِه َع ْشراً}‪.‬‬ ‫صلًْي ُ‬‫َ‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫ْج ُم َع ِة فَِإ نَّهُ َي ْو ٌم‬ ‫{َأ ْكثِروا ِمن َّ ِ‬
‫الصالَة َعلَ َّي َي ْو َم ال ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ِئ‬
‫صلِّ َي‬
‫َأحداً لَ ْن يُ َ‬ ‫َم ْش ُهو ٌد تَ ْش َه ُدهُ ال َْمالَ َكةُ َوِإ َّن َ‬
‫غ ِم ْن َها‪.‬‬ ‫صالَتُهُ َحتَّى َي ْف ُر َ‬ ‫ت َعلَ َّي َ‬ ‫َعلَ َّي ِإالَّ عُ ِر َ‬
‫ض ْ‬
‫ال ِإ َّن اهلل‬ ‫قال أبو الدرداء قلت وبعد الموت قَ َ‬
‫اد اَألنْبِيَ ِاء}‪.‬‬ ‫سَ‬ ‫ض َأ ْن تَْأ ُك َل ْ‬
‫َأج َ‬ ‫َح َّر َم َعلَى اَأل ْر ِ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ْج ُم َع ِة فَِإ َّن‬ ‫{َأ ْكثِروا َعلَ َّي ِمن َّ ِ‬
‫الصالَة َي ْو َم ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض َعلَ َّي فِي ُك ِّل َي ْوِم ُج ُم َع ٍة فَ َم ْن‬ ‫صالَ َة َُّأمتِي ُت ْع َر ُ‬ ‫َ‬
‫صالَ ًة َكا َن َأ ْق َر َب ُه ْم ِمنِّي‬
‫َكا َن َأ ْك َث َر ُه ْم َعلَ َّي َ‬
‫َم ْن ِزلَةً}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ضل َأيَّ ِ‬ ‫{ِ‬
‫ْج ُم َع ِة فِ ِيه ُخلِ َق َ‬
‫آد ُم‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫م‬
‫ْ َْ ُ ُ‬‫و‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ام‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫الن ْف َخةُ َوفِ ِيه ال َّ‬
‫ْص ْع َقةُ فََأ ْكثِ ُروا‬ ‫ض َوفِ ِيه َّ‬ ‫ِِ‬
‫َوفيه قُبِ َ‬
‫َعلَ َّي ِمن َّ ِ ِ ِ‬
‫ضةٌ‬‫صالَتَ ُك ْم َم ْع ُرو َ‬ ‫الصالَة فيه فَِإ َّن َ‬ ‫َ‬
‫صالَُتنَا‬
‫ض َ‬ ‫ف ُت ْع َر ُ‬ ‫ول اهلل َك ْي َ‬ ‫َعلَ َّي قَالُوا يَا َر ُس َ‬
‫ت أي بفتحتين أو بضم الهمزة‬ ‫ك َوقَ ْد ََأر ْم َ‬ ‫َعلَْي َ‬
‫ال ِإ َّن اهلل‬‫ت َف َق َ‬ ‫ت} يعني بَلِ ْي َ‬ ‫فكسر الراء {ُأ ِر ْم َ‬
‫اد‬
‫سَ‬ ‫َأج َ‬ ‫َع َّز َو َج َّل َح َّر َم َعلَى اَأل ْر ِ‬
‫ض َأ ْن تَْأ ُك َل ْ‬
‫اَألنْبِيَ ِاء}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ْج ُم َع ِة َولَْيلَةَ‬ ‫{َأ ْكثِروا َعلَ َّي ِمن َّ ِ‬
‫الصالَة َي ْو َم ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت لَهُ َش ِهيداً َو َش ِفيعاً‬ ‫ك ُك ْن ُ‬ ‫ْج ُم َع ِة فَ َم ْن َف َع َل َذلِ َ‬
‫ال ُ‬
‫َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫الصالَةَ َعلَى نَبِيِّ ُك ْم فِي اللًْيلَ ِة الغََّر ِاء‬
‫{َأ ْكثِ ُروا َّ‬
‫َوالَْي ْوِم اَأل ْز َه ِر‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ت لَهُ‬‫ْج ُم َع ِة ِماَئةَ َم َّر ٍة غُ ِف َر ْ‬
‫صلَّى َعلَ َّي َي ْو َم ال ُ‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫ين َسنَةً‪ .‬وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬ ‫َخ ِطيَئةُ ثَمانِ‬
‫َ َ‬
‫ْف َم َّر ٍة لَ ْم‬ ‫{من صلَّى علَي فِي يوِ‬
‫ْج ُم َع ِة َأل َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ ْ َ َ َّ َ ْ ُ‬
‫ْجن َِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ت َحتَّى َي َرى َم ْق َع َدهُ م َن ال َ‬ ‫يَ ُم ْ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫اعةً لَهُ‬ ‫ْج ُم َع ِة َكانَ ْ‬
‫ت َش َف َ‬ ‫صلَّى َعلَ َّي َي ْو َم ال ُ‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫َي ْوِم ال ِْقيَ َام ِة‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫ت‬‫ين َم َّرةً غُ ِف َر ْ‬ ‫{من صلَّى َعلَ َّي يوم الْجمع ِة ثَمانِ‬
‫َْ َ ُ ُ َ َ َ‬ ‫َْ َ‬
‫ف‬‫ول اهلل َك ْي َ‬ ‫يل لَهُ َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َعاماً فَق َ‬ ‫وب ثَ َمان َ‬ ‫لَهُ ذُنُ ُ‬
‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد‬ ‫ول اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ال َت ُق ُ‬
‫ك قَ َ‬ ‫الصالَةُ َعلَْي َ‬‫َّ‬
‫ك النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي َوَت ْع ِق ُد‬‫ك َو َر ُسولِ َ‬‫َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬
‫اح َدةً}‪.‬‬ ‫وِ‬
‫َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ْج ُم َع ِة َف َق َ‬ ‫{من صلَّى صالةَ الْع ِ ِ‬
‫ال‬ ‫ص ِر م ْن َي ْوم ال ُ‬ ‫َْ َ َ َ َ ْ‬
‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد‬ ‫ِِ‬ ‫َقبل َأ ْن ي ُق ِ‬
‫وم م ْن َم َقامه اللَّ ُه َّم َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلَّ َم تَ ْسلِيماً‬ ‫ِِ‬
‫النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي َو َعلى آله َو َ‬
‫ين َعاماً‬ ‫ِ‬
‫وب ثَ َمان َ‬ ‫ت لَهُ ذُنُ ُ‬ ‫ين َم َّر ًة غُ ِف َر ْ‬‫ِ‬
‫ثَ َمان َ‬
‫ين َسنَةً}‪.‬‬ ‫و ُكتِب لَهُ ِعب َ ِ‬
‫ادةُ ثَ َمان َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫{ِإ َّن هلل َمالَِئ َكةً ُخلِ ُقوا ِم َن النُّو ِر الَ َي ْهبِطُو َن ِإالَّ‬
‫ْج ُم َع ِة بَِأيْ ِدي ِه ْم َأقْالَ ٌم ِم ْن‬ ‫لَيلَةَ ال ِ‬
‫ْج ُم َعة َو َي ْو َم ال ُ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يس ِم ْن نُو ٍر الَ يَ ْكتُبُو َن ِإالَّ َّ‬
‫الصالَةَ‬ ‫ب و َقر ِ‬
‫ذَ َه َ َ ُ‬
‫اط‬ ‫ٍ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم}‪.‬‬ ‫َعلَى النَّبِ ِّي َ‬
‫قال الحافظ السخاوي قال إمامنا الشافعي‬
‫رضي اهلل عنه‪:‬‬
‫{أحب كثرة الصالة على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم في كل حال وأنا في ليلة الجمعة ويومها‬
‫أشد استحباباً}‪.‬‬

‫وقال ابن حجر في كتابه الدر المنضود عن‬


‫بعضهم‪:‬‬
‫{أن االشتغال بها يوم الجمعة وليلتها أعظم‬
‫أجراً من االشتغال بتالوة القرآن ما عدا سورة‬
‫الكهف لنص الحديث على قراءتها ليلة‬
‫الجمعة ويومها}‪.‬‬
‫قال الشيخ رحمه اهلل وهو حجة في النقل‬
‫ولعله أخذه من كثرة الروايات عنه عليه‬
‫الصالة والسالم في حثّه على كثرة الصالة‬
‫عليه صلى اهلل عليه وسلم في ليلة الجمعة‬
‫ويومها ا‪.‬ه‪.‬‬

‫وفي المواهب اللدنية للعالمة القسطالني ما‬


‫نصه‪:‬‬
‫{فإن قلت ما الحكمة في خصوصية اإلكثار‬
‫من الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم يوم‬
‫الجمعة وليلتها؟ أجاب ابن القيم‪ :‬أن رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم سيد األنام ويوم‬
‫الجمعة سيد األيام فللصالة عليه فيه مزية‬
‫ليست لغيره‪ .‬مع حكمة أخرى وهي أن كل‬
‫خير نالته أمته في الدنيا واآلخرة فإنما نالته‬
‫على يده صلى اهلل عليه وسلم فجمع اهلل َألمته‬
‫به بين خيري الدنيا واآلخرة وأعظم كرامة‬
‫تحصل لهم يوم الجمعة فإن فيه بعثهم إلى‬
‫منازلهم وقصورهم في الجنة وهو يوم المزيد‬
‫لهم إذا دخلوا الجنة وهو عيد لهم في الدنيا‬
‫ويوم فيه ينفعهم اهلل تعالى بطلباتهم وحوائجهم‬
‫وال يرد سائلتهم وهذا كله إنما عرفوه وحصل‬
‫لهم بسببه وعلى يده صلى اهلل عليه وسلم فمن‬
‫شكره وحمده وأداء القليل من حقه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم أن يكثروا عليه من الصالة في هذا‬
‫اليوم وليلته} ا‪.‬ه‪.‬‬
‫في األحاديث التي ورد فيها الترغيب في‬
‫اإلكثار من الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وما يتعلق بذلك من النقول‪:‬‬

‫كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫{ ََّأو َل َما تُ ْسَألُو َن فِي الْ َق ْبر َعنِّي}‪.‬‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫ور َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة َع ْن َد ِظل َْم ِة‬‫ِ‬ ‫{ َّ ِ‬
‫الصالَة َعلَ َّي ن ٌ‬
‫الصالَ ِة َعلَ َّي}‪.‬‬ ‫اط فََأ ْكثِ ُروا ِم َن َّ‬ ‫الصر ِ‬
‫ِّ َ‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫{ َم ْن َس َّرهُ َأ ْن َي ْل َقى اهلل َت َعالَى َو ُه َو َع ْنهُ َر ٍ‬
‫اض‬
‫َفلْيُ ْكثِ ْر ِم َن َّ‬
‫الصالَ ِة َعلَ َّي}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫اجتُهُ َفلْيُ ْكثِ ْر ِم َن َّ‬
‫الصالَ ِة‬ ‫{من َعسر ْ ِ‬
‫ت َعلَْيه َح َ‬ ‫َ ْ َُ‬
‫وب‬
‫وم َوالْ ُك ُر َ‬
‫وم َوالْغُ ُم َ‬ ‫َعلَ َّي فَِإ َّن َها تَ ْك ِش ُ‬
‫ف ال ُْه ُم َ‬
‫ْح َواِئ َج}‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوتُ ْكث ُر اَأل ْر َزا َق َوَت ْقضي ال َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫س َر َعلَْي ِه َش ْيءٌ َفلْيُ ْكثِ ْر ِم َن َّ‬
‫الصالَ ِة َعلَ َّي‬ ‫{ َم ْن َع ُ‬
‫ب}‪.‬‬ ‫فَِإ َّن َها تَ ُح ُّل الْعُ َق َد َوتَ ْك ِش ُ‬
‫ف الْ ُك َر َ‬

‫َو َكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫{َإ َّن َأنْ َجا ُك ْم َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة ِم ْن َْأه َوالِ َها َأ ْك َث ُر ْك ُم‬
‫الد ْنيَا ِإنَّهُ قَ ْد َكا َن فِي اهلل‬ ‫صالَ ًة فِي َدا ِر ُّ‬ ‫َعلَ َّي َ‬
‫ين‬ ‫ِِ‬ ‫َو َمالَِئ َكتِ ِه كِ َفايَةٌ َوِإنَّ َما ََأم َر بِ َذلِ َ‬
‫ك ال ُْمْؤ من َ‬
‫لِيُثِ َيب ُه ْم َعلَْي ِه}‪.‬‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫ض َعلَ َّي َأ ْق َو ٌام الَ َأ ْع ِر ُف ُه ْم ِإالَّ‬
‫ْح ْو َ‬‫{لَيَ ِر َد َّن ال َ‬
‫الصالَ ِة َعلَ َّي}‪.‬‬
‫بِ َك ْث َر ِة َّ‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫{َأ ْك َثر ُكم َأ ْزواجاً فِي ال ِ‬
‫ْجنَّة َأ ْك َث ُر ُك ْم َ‬
‫صالَةً‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬
‫َعلَ َّي}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫َّاس بِي َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة َأ ْك َث ُر ُه ْم َعلَ َّي‬
‫{ َْأولَى الن ِ‬
‫صالَ ًة}‪.‬‬
‫َ‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫ش اهلل َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة َي ْو َم الَ‬‫ت ِظلِّهَ َع ْر ِ‬‫{ثَالَثَةٌ تَ ْح َ‬
‫ال‪:‬‬
‫ول اهلل؟ قَ َ‬ ‫يل َم ْن ُه ْم يَا َر ُس َ‬ ‫ِظ َّل ِإالَّ ِظلُّهُ‪ِ .‬‬
‫ق‬
‫َ‬
‫وَأحيَى ُسنَّتِي‬ ‫من َف َّرج عن م ْكر ٍ ِ‬
‫وب م ْن َُّأمتِي ْ‬ ‫َْ َ َْ َ ُ‬
‫َوَأ ْك َث َر َّ‬
‫الصالَةَ َعلَ َّي}‪.‬‬

‫وفي رسالة اإلمام أبي القاسم القشيري عن ابن‬


‫عباس رضي اهلل عنهما قال‪:‬‬
‫عز وجل إلى موسى عليه السالم‬
‫{أوحى اهلل َّ‬
‫أني قد جعلت فيك عشرة‪ R‬آالف سمع حتى‬
‫سمعت كالمي وعشرة‪ R‬آالف لسان حتى‬
‫إلي وأقربهُ إذا أكثرت‬
‫َأجبتني وَأحب ما تكون َّ‬
‫الصالة على محمد صلى اهلل عليه وسلم}‪.‬‬

‫ونقل الشيخ في شرحه على الدالئل عن‬


‫شارحيها الفاسي والجمل وعن الشنواني في‬
‫حاشيته على مختصر البخاري والحافظ‬
‫السخاوي في كتابه القول البديع رحمهم اهلل‬
‫أجمعين أنهم ذكروا في كتبهم هذه عن كعب‬
‫األحبار رضي اهلل عنه قال‪:‬‬
‫{َأوحى اهلل عز وجل إلى موسى على نبينا‬
‫وعليه الصالة والسالم في بعض ما أوحى إليه‬
‫يا موسى لوال من يعبدني ما أسهلت من‬
‫يعصيني طرفة عين يا موسى لوال من يشهد أن‬
‫ال ِإله إال اهلل َألسلت جهنم على الدنيا يا‬
‫موسى إذا لقيت المساكين فسائلهم كما‬
‫تسائل األغنياء فإن لم تفعل ذلك فاجعل كل‬
‫ٍ‬
‫شيء عملته تحت التراب يا موسى َأتحب أن‬
‫ال ينالك من عطش يوم القيامة قال إلهي نعم‬
‫قال فَأكثر الصالة على محمد صلى اهلل عليه‬
‫وسلم}‪.‬‬

‫قال السخاوي‪:‬‬
‫{ويروى في بعض األخبار أنه كان في بني‬
‫إسرائيل عبد مسرف على نفسه فلما مات قد‬
‫غفرت له قال يا ربي وبماذا قال إنه فتح‬
‫التوراة يوماً ووجد فيها اسم محمد صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فصلى عليه فقد غفرت له بذلك}‪.‬‬

‫وعن ُأبَ ِّي بن كعب رضي اهلل عنه قال‪:‬‬


‫كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إذا ذهب‬
‫َّاس اذْ ُك ُروا اهلل‬
‫ربع الليل قام فقال‪ :‬يا أيُّها الن ُ‬
‫اج َفةُ َت ْتبعها َّ ِ‬ ‫جاء ِ‬
‫ت بِ َما‬
‫اء ال َْم ْو ُ‬
‫الرادفَةُ َج َ‬ ‫الر ِ َ ُ َ‬ ‫ت َّ‬ ‫ََ‬
‫فِ ِيه‪.‬‬
‫ول اهلل ِإني ُأ ْكثِ ُر‬ ‫ب‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ال ُأبَ ُّي بْ ُن َك ْع ٍ‬
‫َف َق َ‬
‫صالَتِي؟‬ ‫ك فَ َكم َأجعل لَ َ ِ‬
‫ك م ْن َ‬ ‫الصالَ َة َعلَْي َ ْ ْ َ ُ‬ ‫َّ‬
‫ال َما ِشْئ َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫َف َق َ‬
‫الربْ َع؟‬
‫ال‪ُّ :‬‬ ‫قَ َ‬
‫ت‪َ ،‬وِإ ْن ِز ْد ُ‬
‫ت َف ُه َو َخ ْي ٌر‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ما ِشْئ َ‬
‫ف؟‬‫ِّص َ‬
‫ال‪ :‬الن ْ‬
‫قَ َ‬
‫ت‪ ،‬فَِإ ْن ِز ْد َ‬
‫ت َف ُه َو َخ ْي ٌر‪.‬‬ ‫قال‪ :‬ما ِشْئ َ‬
‫شئت‪َ ،‬وِإ ْن ِز ْد َ‬
‫ت َف ُه َو‬ ‫الثل َْث ْي ِن؟ قال‪ :‬ما َ‬ ‫قال‪ُّ :‬‬
‫َخ ْي ٌر‪.‬‬
‫صالَتِي ُكلَّ َها لَ َ‬
‫ك؟‬ ‫َأج َع ُل َ‬ ‫ول اهلل فَ ْ‬ ‫رس َ‬
‫قال‪ :‬يا ُ‬
‫ك‪.‬‬‫ك َو ُيغْ َف ُر َذ ْنبُ َ‬‫ال ِإذاً تُ ْك َفى َه َّم َ‬
‫قَ َ‬
‫اك‬
‫يك اهلل َه َّم ُد ْنيَ َ‬ ‫وفي رواية‪ِ :‬إذاً يَ ْك ِف َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫و ِ ِ‬
‫آخ َرت َ‬ ‫َ‬

‫وفي طبقات اإلمام الشعراني في ترجمة أبي‬


‫المواهب الشاذلي رضي اهلل عنهما قال‪:‬‬
‫{رأيت النبي صلى اهلل عليه وسلم في المنام‬
‫أبي بن كعب‬
‫فقلت يا رسول اهلل ما معنى قول ّ‬
‫فكم اجعل لك من صالتي؟ قال‪ :‬معناه أن‬
‫يهدي ما في ذلك من الثواب في صحيفتي‬
‫دونه‪}.‬‬

‫ونقل الشيخ عن الحافظ السخاوي عن ابن‬


‫أبي حجلة عن أبي حطيب‪:‬‬
‫{أن رجالً من الصالحين أخبره أن كثرة‬
‫الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم تدفع‬
‫الطاعون}‪.‬‬

‫وقال اإلمام الشعراني في كشف الغمة‪ :‬قال‬


‫بعض العلماء رضي اهلل عنهم‪:‬‬
‫{وأقل اإلكثار من الصالة عليه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم سبعمائة مرة كل يوم وسبعمائة مرة كل‬
‫ليلة}‪.‬‬

‫وقال غيره‪:‬‬
‫{أقل اإلكثار ثالثمائة وخمسون كل يوم‬
‫وثالثمائة وخمسون كل ليلة}‪.‬‬
‫وقال رضي اهلل عنه في كتابه لواقح األنوار‬
‫القدسية في بيان العهود المحمدية‪:‬‬
‫{أخذ علينا العهد العام من رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم أن نكثر من الصالة والتسليم على‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ليالً ونهاراً‬
‫ونذكر إلخواننا في ذلك ما في ذلك من األجر‬
‫والثواب ونرغبهم فيه كل الترغيب إظهاراً‬
‫لمحبته صلى اهلل عليه وسلم وأن جعلوا لهم‬
‫ورداً كل يوم وليلة صباحاً ومساء من ألف‬
‫صالة إلى عشرة آالف صالة كان ذلك من‬
‫أفضل األعمال}‬

‫ثم قال‪:‬‬
‫{ويحتاج المصلي إلى طهارة وحضور مع اهلل‬
‫َألنها مناجاة هلل كالصالة ذات الركوع‬
‫والسجود‪ .‬وإن لم تكن الطهارة لها شرطاً في‬
‫صحتها‪ ،‬ثم قال فمن واظب على ما ذكرناه‬
‫كان له أجر عظيم وهو من أولى ما يتقرب به‬
‫إليه صلى اهلل عليه وسلم وما في الوجود من‬
‫جعل اهلل تعالى له الحل والربط دنيا وأخرى‬
‫مثله صلى اهلل عليه وسلم فمن خدمه على‬
‫الصدق والمحبة والصفاء دانت له رقاب‬
‫الجبابرة وأكرمه جميع المؤمنين كما ترى‬
‫ذلك في من كان مقرباً عند ملوك الدنيا ومن‬
‫خدم السيد خدمته العبيد وكان ورد شيخنا‬
‫وقدوتنا إلى اهلل تعالى الشيخ نور الدين‬
‫الشوني كل يوم عشرة‪ R‬آالف وكان ورد‬
‫الشيخ أحمد الزواوي أربعين ألف صالة وقال‬
‫لي مرة طريقتنا أن نكثر من الصالة على النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم حتى يصير يجالسنا يقظة‬
‫ونصبحه مثل الصحابة ونسأله عن أمور ديننا‬
‫وعن األحاديث التي ضعفها الحفاظ عندنا‬
‫ونعمل بقوله صلى اهلل عليه وسلم فيها وما لم‬
‫يقع لنا ذلك فلسنا من المكثرين للصالة عليه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫واعلم يا أخي أن طريق الوصول إلى حضرة‬
‫اهلل من طريق الصالة على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم من أقرب الطرق فمن لم يخدمه صلى‬
‫اهلل عليه وسلم الخدمة الخاصة به وطلب‬
‫دخول حضرة اهلل فقد رام المحال وال يم ّكنه‬
‫حجاب الحضرة أن يدخل وذلك لجهله‬
‫باألدب مع اهلل تعالى فحكمه حكم الفالح إذا‬
‫طلب االجتماع بالسلطان من غير واسطة‬
‫فافهم فعليك يا أخي باإلكثار من الصالة على‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فإن خدام‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ال يتعرض لهم‬
‫الزبانية يوم القيامة إكراماً لرسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فقد نفعت الحماية مع التقصير ما‬
‫ال تنفعه كثرة األعمال الصالحة مع عدم‬
‫االستناد إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫االستناد الخاص وواهلل ليس مقصود كل‬
‫صادق من جمع الناس على ذكر اهلل إال‬
‫المحبة في اهلل وال من جمعهم على الصالة‬
‫على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إال‬
‫المحبة فيه وقد قدمنا أوائل العهود أن صحبة‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم البرزخية تحتاج إلى‬
‫صفاء عظيم حتى يصلح العبد لمجالسته صلى‬
‫اهلل عليه وسلم وأن من كان له سريرة سيئة‬
‫يستحي من ظهورها في الدنيا واآلخرة ال‬
‫يصلح له صحبة مع رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ولو كان على عبادة الثقلين كما لم تنفع‬
‫صحبة المنافقين ومثل ذلك تالوة الكفار‬
‫للقرآن ال ينتفعون بها لعدم إيمانهم بأحكامه‬
‫وقد حكى الثعقلي في كتاب العرائس أن هلل‬
‫تعالى خلقاً وراء جبل قاف ال يعلم عددهم إال‬
‫اهلل ليس لهم عبادة إال الصالة على رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم} ا‪.‬ه‪ .‬ملخصاً‪.‬‬

‫وذكر العالمة الشيخ أحمد ابن المبارك في‬


‫كتاب اإلبريز في مناقب شيخه غوث الزمان‬
‫سيدنا عبد العزيز الدباغ‪:‬‬
‫{أن سيدنا الخضر على نبينا وعليه السالم‬
‫أعطاه ورداً في بداية أمره أن يذكر كل يوم‬
‫سبعة آالف مرة اللهم يا رب بجاه سيدنا‬
‫محمد بن عبد اهلل صلى اهلل عليه وسلم اجمع‬
‫بيني وبين سيدنا محمد بن عبد اهلل في الدنيا‬
‫قبل اآلخرة وداوم على هذا الورد رضي اهلل‬
‫عنه وذكر في الكتاب المذكور في أماكن‬
‫متعددة أنه كان رضي اهلل عنه يجتمع بالنبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يقظة ويسأله مسائل‬
‫فيجيبه بأجوبة مطابقة لما ذكره أئمة العلماء‬
‫مع أنه رضي اهلل عنه كان أميا ال يقرأ وال‬
‫يكتب}‪.‬‬

‫وقال سيدي عبد الغني النابلسي في شرح‬


‫صلوات سيدي الغوث الشيخ عبد القادر‬
‫الكيالني رضي اهلل عنهما عند قوله وأتحفنا‬
‫بمشاهدته صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫{أي رؤيته ومعاينته يقظة في الدنيا للشيخ‬
‫جالل الدين السيوطي رسالة في ذلك سماها‬
‫إنارة الحلك في جواز رؤية النبي والملك وقد‬
‫اجتمعت في المدينة المنورة عام مجاورتي بها‬
‫في شهر رمضان سنة خمس بعد المائة واأللف‬
‫بالشيخ اإلمام الهمام الفاضل الكامل العالم‬
‫العامل محمود الكردي رحمه اهلل تعالى وكنت‬
‫أجلس معه عند باب الحجرة النبوية على‬
‫ساكنها أشرف الصالة وأكمل السالم والتحية‬
‫وكان يخبرني أنه يرى النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم يقظة ويتكلم معه ويأتي مرة إلى الحجرة‬
‫فيقال له ذهب يزور عمه حمزة رضي اهلل عنه‬
‫ويحكي له وقائع جرت بينه وبين النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم في اليقظة وأنا مؤمن بذلك‬
‫ومصدق له فيه وهو رجل من العلماء‬
‫الصادقين حتى أنه مرة دعاني إلى بيته داخل‬
‫المدينة وأضافني وأخرج لي تفسيراً جمعه‬
‫للقرآن العظيم في ثمان مجلدات ورأيت له‬
‫كتاباً في الصالة على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم مثل كتاب دالئل الخيرات المشهور‬
‫وأكبر منه وله غير ذلك}‪.‬‬

‫وذكر الشهاب ابن حجر الهيثمي في شرح‬


‫همزية المديح النبوي‪:‬‬
‫{قال في حديث مسلم من رآني في منامه‬
‫فسيراني في اليقظة أنه حكي عن ابن أبي‬
‫جمرة والبارزي واليافعي وغيرهم عن جماعة‬
‫من التابعين ومن بعدهم أنهم رأوه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم في المنام ورأوه بعد ذلك في‬
‫اليقظة وسألوه عن أشياء غيبية فأخبرهم بها‬
‫فكانت كما َأخبر قال ابن أبي جمرة وهذه من‬
‫جملة كرامات األولياء فيلزم منكرها الوقوع‬
‫في ورطة إنكار كراماتهم وفي المنقذ من‬
‫الضالل للغزالي رحمه اهلل أن أرباب القلوب‬
‫في يقظتهم قد يشاهدون المالئكة وأرواح‬
‫واألنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون‬
‫منهم فوائد ومن المعلوم أنه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم حي في قبره وأنه ال يراه في اليقظة‬
‫ولي وأنه ال يبعد أنه من أكرم‬
‫الرؤية النافعة إال ّ‬
‫برؤيته أن يكرم بإزالة الحجب بينه وبينه صلى‬
‫اهلل عليه وسلم مع كونه في قبره فقد يراه‬
‫األولياء في اليقظة في قبره ويحادثونه وإن‬
‫بعدت ديارهم واختلفت مراتبهم وال يلزم من‬
‫وقوع ذلك منهم على جهة الكرامة الباهرة‬
‫أنهم صحابة ألن الصحبة انقطعت بموته صلى‬
‫اهلل عليه وسلم وإذا كان من رآه بعد موته قبل‬
‫دفنه غير صحابي فهؤالء كذلك باألولى‬
‫فاندفع قول فتح الباري هذا مشكل جداً ولو‬
‫حمل على ظاهره كانوا صحابة}‪.‬‬
‫قال الشهاب ابن حجر أن القطب أبا العباس‬
‫المرسي تلميذ القطب األكبر أبي الحسن‬
‫الشاذلي‪:‬‬
‫{حفظت عنه رؤية النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫يقظة مراراً ال سيما عند قبر والده بالرافة ولقد‬
‫كان شيخي وشيخ والدي الشمس محمد بن‬
‫أبي الحمائل يرى النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ثم يدخل رأسه في جيب قميصه ثم يقول قال‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم فيه كذا فيكون كما‬
‫أخبر ال يتخلف ذلك أبداً فاحذر من إنكار‬
‫ذلك فإنه السم الموحى}‪ .‬قال النابلسي‪:‬‬
‫وليس هذا بأمر عجيب وال شأن غريب فإن‬
‫أرواح الموتى مطلقاً لم تمت وال تموت أبداً‬
‫ولكنها إذا فارقت األجسام الترابية العنصرية‬
‫تصورت في صورها كتصور الروح األمين‬
‫جبريل عليه السالم في صورة أعرابي وفي‬
‫صورة دحية الكلبي كما ورد في األحاديث‬
‫الصحيحة عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وإذا كان هذا في أرواح عامة الناس الذين لم‬
‫تحبس أرواحهم بالتبعات والحقوق التي ماتوا‬
‫وهي عليه من كما قال تعالى كل نفس بما‬
‫كسبت رهينة إال أصحاب اليمين فما بالك‬
‫بأرواح النبيين والمرسلين عليهم صلوات اهلل‬
‫وسالمه أجمعين وليس الموت بإعدام لألرواح‬
‫وإن بليت أجسامها وسؤال القبر حق وكذلك‬
‫نعيمه وعذابه حق في مذهب أهل السنة‬
‫والجماعة والسؤال والنعيم والعذاب إنما‬
‫يكون في عالم البرزخ ال في عالم الدنيا وعالم‬
‫البرزخ بابه القبر وليس في القبور إال أجسام‬
‫الموتى ألن القبور من عالم الدنيا وأرواح‬
‫الموتى في عالم البرزخ إحياء بالحياة األمرية‬
‫وإنما كانت األجسام في الدنيا إحياء‬
‫بأرواحها‪ ،‬فلما عزلت عن التصرف فيها ماتت‬
‫األجسام واألرواح باقية في حياتها على ما‬
‫كانت‪ ،‬وإنما الموت نقلة من عالم إلى عالم‪،‬‬
‫فاألرواح المكلفة غير المرهونة بما كسبت‬
‫تسرح في عالم البرزخ وهي في صور‬
‫أجسامها ومالبسها وتظهر في الدنيا لمن شاء‬
‫اهلل تعالى أن يظهرها له كأرواح األنبياء‬
‫واألولياء والصالحين من عباد اهلل تعالى وهذا‬
‫أمر ال ينبغي للمؤمن أن يشكك فيه ألنه مبني‬
‫على قواعد اإلسالم وأصول األحكام وال‬
‫يرتاب فيه إال المبتدعة الضالون الجاحدون‬
‫على ظواهر العقول واألفهام واهلل يهدي من‬
‫يشاء إلى صراط مستقيم وهو بكل ٍ‬
‫شيء‬
‫عليم‪}.‬‬

‫وذكر الجندي في شرح الفصوص‪{ :‬أن‬


‫الشيخ األكبر قدس اهلل سره كان بعد موته‬
‫يأتي إلى بيته يزور أم ولد له ويقول لها كيف‬
‫حالك كيف أنت أخبرته بذلك وهو ال يشك‬
‫في صدقها} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫وقال الحافظ السخاوي في كتابه القول‬


‫البديع‪:‬‬
‫أي وسيلة أشفع‪ ،‬وأي عمل أنفع‪ ،‬من الصالة‬
‫{ ّ‬
‫على من صلى اهلل عليه وجميع مالئكته‪،‬‬
‫وخصه بالقربة العظيمة منه في دنياه وآخرته‪،‬‬
‫فالصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم أعظم نور‪،‬‬
‫وهي التجارة التي ال تبور‪ ،‬وهي ديدن األولياء‬
‫في المساء والبكور‪ ،‬فكن مثابراً على الصالة‬
‫على نبيك صلى اهلل عليه وسلم فبذلك تظهر‬
‫من غيك ويزكو منك العمل‪ ،‬وتبلغ غاية‬
‫األمل‪ ،‬ويضيء نور قلبك‪ ،‬وتنال مرضاة ربك‪،‬‬
‫وتأمن من األهوال‪ ،‬يوم المخاوف واألوجال‪،‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم تسليماً}‪.‬‬

‫{قال الشيخ عبد نقله هذه العبارة وهل تنويرها‬


‫للقلوب إذا صلى مع اإلخالص والمهابة‬
‫ولكونه الواسطة العظمى صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وفاء بحقه العظيم أو ولو قصد الرياء {قطع‬
‫اإلمام الشاطبي والسنوسي بحصول ثوابها‬
‫للمصلي ولو قصد الرياء} وحقق العالمة األمير‬
‫في حاشيته على عبد السالم نقالً عن بعض‬
‫المحققين أن لها جهتين فمن جهة القدر‬
‫الواصل له صلى اهلل عليه وسلم فهذا ال شك‬
‫في وصوله ومن جهة القدر الواصل للمصلي‬
‫فكبقية األعمال ال ثواب فيه إال باإلخالص‬
‫وهذا هو الحق لعموم طلب اإلخالص في كل‬
‫عبادة وذم ضده في الكل أيضاً} ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وان شئت تحقيق هذه المسألة بأكثر من هذا‬
‫فعليك بكتاب اإلبريز للعالمة أحمد ابن‬
‫المبارك فقد حقق فيه هذا البحث تحقيقاً‬
‫شافياً في أواخر الباب الحادي عشر منه‪.‬‬
‫وقال في آخر ذلك‪:‬‬
‫{إذا فهمت هذا ونحوه علمت أنه ال دليل عل‬
‫القطع بقبول الصالة على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم نعم هي أرجى في القبور من غيرها واهلل‬
‫تعالى أعلم} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫قال بعض العارفين‪:‬‬


‫{ولفخامتها عن غيرها من أنواع العبادة ذكر‬
‫بعض أهل الحقيقة أنها توصل إلى اهلل تعالى من‬
‫غير شيخ}‪.‬‬
‫ونقل ذلك الفاسي في شرح الدالئل عن‬
‫الشيخ السنوسي والشيخ زروق والشيخ أبي‬
‫العباس أحمد بن موسى اليمني ولكن قال‬
‫القطب الملوي‪:‬‬
‫{أن هذا من حيث أن لها تأثيراً عجيباً لتنوير‬
‫القلوب وإال فالواسطة في الوصول ال بد منه}‬
‫ا‪.‬ه‪ .‬بتصرف}‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬في األحاديث الواردة فيها‬


‫ذكر شفاعته صلى اهلل عليه وسلم لمن يصلي‬
‫عليه أو التغريب في الصالة عليه مطلقاً‬

‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صلُّوا‬
‫ول َو َ‬ ‫المَؤ ذِّ َن َف ُقولُوا ِمثْ َل َما َي ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ِإذَا َسم ْعتُ ُم ْ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه‬ ‫صلَّى َعلَ َّي ّم َّر ًة َ‬ ‫َعلَ َّي فَِإ نَّهُ َم ْن َ‬
‫َع ْشراً ثً َّم َسلُوا لِ َي ال َْو ِسيلَةَ فَِإ َّن َها َم ْن ِزلَةٌ فِي‬
‫اد اهلل َت َعالَى‬ ‫الْجن َِّة الَ َت ْنب ِغي ّإالَّ لِعب ٍد ِمن ِعب ِ‬
‫َْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َأل لِ َي الَِو ِسيلَةٌ‬‫َو َْأر ُجو َأ ْن َأ ُكو َن َأنَا ُه َو فَ َم ْن َس َ‬
‫اعةُ}‪.‬‬ ‫ت َعلَْي ِه َّ‬
‫الش َف َ‬ ‫َحلَّ ْ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ين يَ ْس َم ُع اَأل َذا َن َواِإل قَ َامةَ اللَّ ُه َّم‬ ‫{من قَ َ ِ‬
‫ال ح َ‬ ‫َْ‬
‫ص ِّل‬ ‫َّام ِة و َّ ِ ِئ ِ‬ ‫ب ه ِذ ِه َّ ٍ‬
‫الصالَة ال َقا َمة َ‬ ‫الد ْع َوة الت َّ َ‬ ‫َر َّ َ‬
‫ك َوَأ ْع ِط ِه ال َْو ِسيلَةَ‬ ‫َعلَى ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َو َر ُسولِ َ‬
‫اعةَ َي ْو َم‬ ‫الرفِ َيعةَ َو َّ‬
‫الش َف َ‬ ‫ضيلَةَ َو َّ‬
‫الد َر َجةَ َّ‬ ‫والْ َف ِ‬
‫َ‬
‫اعتِي}‪.‬‬ ‫ت لَهُ َش َف َ‬‫ال ِْقيَ َام ِة َحلَّ ْ‬

‫قال العالمة ابن حجر في كتابه الجوهر‬


‫المنظّم‪:‬‬
‫َأل اهلل لِ َي ال َْو ِسيلَةَ‬
‫{صح في األحاديث فَ َم ْن ِس َ‬
‫اعتِي َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة وفي رواية َو َجبَ ْ‬
‫ت‬ ‫َحلَّ ْ‬
‫ت لَهُ َش َف َ‬
‫ي بالوعد الصادق الذي ال تخلف له وفيه‬
‫بشرى عظيمة بالموت على دين اإلسالم إذ ال‬
‫تجب الشفاعة إال لمن هو كذلك وشفاعته‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ال تختص بالمذنبين بل‬
‫قد تكون برفع الدرجات وغيرها من الكرامات‬
‫الخاصة كاإليواء في ظل العرش وعدم‬
‫الحساب وسرعة دخول الجنة فسائل الوسيلة‬
‫يخص بذلك أو بعضه‪ ،‬ثم قال والوسيلة هي‬
‫أعلى درجة في الجنة كما قاله صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وأصلها لغة يتقرب به إلى الرب عز‬
‫وجل أو إلى الملك أو السيد}‪.‬‬

‫وفي كتاب شعب اإليمان لخليل القصري ذكر‬


‫في تفسير الوسيلة التي اختص بها نبينا صلى‬
‫اهلل عليه وسلم {أنها التوسل وأن النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم يكون في الجنة بمنزلة الوزير‬
‫من الملك من عير تمثيل وال تشبيه تعالى اهلل‬
‫عن ذلك علوماً كبيراً فال يصل إلى أحد شيء‬
‫من العطايا والمنح ذلك اليوم إال بواسطته‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬قال اإلمام السبكي‬
‫رحمه اهلل تعالى بعد ذكره ذلك وإن كان‬
‫كذلك فالشفاعة في زيادة الدرجات في الجنة‬
‫ألهلها تكون خاصة به صلى اهلل عليه وسلم ال‬
‫يشاركه فيها غيره والمقام المحمود هو‬
‫الشفاعة العظمى في فصل القضاء لنبينا صلى‬
‫اهلل عليه وسلم يحمده فيه األولون واآلخرون‬
‫ومن ثم فسر في أحاديث بالشفاعة وعليه‬
‫إجماع المفسرين‪ .‬كما قاله الواحدي} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫قال اإلمام الشعراني رضي اهلل عنه في المبحث‬


‫الثاني والثالثين من كتابه اليواقيت والجواهر‬
‫في بيان عقائد األكابر‪:‬‬
‫{فإن قلت فهل الوسيلة مختصة به صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فال تكون لغيره أو يصح أن تكون‬
‫لغيره لقوله في الحديث ال ينبغي أن تكون إال‬
‫لعبد من عباد اهلل وأرجو أن أكون أنا هو فلم‬
‫يجعلها له صلى اهلل عليه وسلم نصاً فالجواب‬
‫كما قاله الشيخ محيي الدين في الباب الرابع‬
‫والسبعين يعني من الفتوحات المكية في‬
‫الجواب الثالث والتسعين أن الذي نقول به أنه‬
‫ال يجوز ألحد سؤال الوسيلة لنفسه أدباً مع‬
‫اهلل تعالى في حق رسوله صلى اهلل عليه وسلم‬
‫الذي هدانا اهلل به وإيثار له أيضاً على أنفسنا‬
‫وما طلب منا أن نسأل اهلل له الوسيلة إال‬
‫تواضعاً منه صلى اهلل عليه وسلم وتأليفاً لنا‬
‫نظير المشاورة فتعين علينا أدباً وإيثاراً ومروءة‬
‫ومكارم أخالق أن الوسيلة لو كانت لنا‬
‫لوهبناها له صلى اهلل عليه وسلم وكان هو‬
‫األولى بأفضل الدرجات لعلو منصبه ولما‬
‫عرفناه من منزلته عند اهلل تعالى‪ .‬وقال رضي‬
‫اهلل عنه في الباب السابع والثالثين وثالثمائة‬
‫أن منزلته صلى اهلل عليه وسلم في الجنان هي‬
‫الوسيلة التي يتفرع منها ي جميع الجنان وهي‬
‫في جنة عدن دار المقامة ولها شعبة في كل‬
‫جنة من الجنان ومن تلك الشعبة يظهر محمد‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ألهل تلك الجنة وهي في‬
‫كل جنة أعظم منزلة فيها} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫{فائدة}‬
‫في ثبت العالمة السيد محمد عابدين عن أبي‬
‫المواهب الحنبلي بسنده إلى اإلمام العالمة‬
‫الصوفي ذي التصانيف المعتبرة المفيدة الشيخ‬
‫علوان علي بن عطية الحموي الشافعي‬
‫الشاذلي أنه قال في كتابه مصباح الدراية‬
‫ومفتاح الهداية‪:‬‬
‫{أسباب حسن الخاتمة االستقامة ودوام الذكر‬
‫ومواظبة جواب المؤذن وسؤال الوسيلة أي له‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ومنها بل أرجاها المواظبة‬
‫على هذا الدعاء وهو اللهم َأكرم هذه األمة‬
‫المحمدية بجميل عوائدك في الدارين إكراماً‬
‫لمن جعلتها من أمته صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ومنها المالزمة على سيد االستغفار الوارد في‬
‫الحديث الصحيح وهو اللهم أنت ربي ال إله‬
‫إال أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك‬
‫ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما‬
‫علي وأبوءُ بذنبي‬
‫صنعت أبوءُ لك بنعمتك ّ‬
‫ُ‬
‫الذنوب إال أنت ومنها‬
‫َ‬ ‫فاغفر لي فإنه ال يغفر‬
‫صالة الصبح والعصر في الجماعة وغير ذلك‬
‫من أوجه الخير المحمودة قوالً وفعالً‪ .‬وأما‬
‫أسباب سوء الخاتمة والعياذ باهلل تعالى فهي‬
‫حب الدنيا والكبر والعجب والحسد والغفلة‬
‫والعقيدة الفاسدة واإلصرار على فعل منهي عنه‬
‫والنظر إلى المرد والنساء ومخالفة السنة‬
‫المأثورة عنه صلى اهلل عليه وسلم وغير ذلك‬
‫من أوجه الشر المذمومة قوالً وفعالً‪ .‬وروى‬
‫أبو المواهب المذكور عن والدها لشيخ عبد‬
‫الباقي الحنفي عن الشيخ المعمر على اللقاني‬
‫عن الشيخ عبد الوهاب الشعراني رضي اهلل‬
‫عنه عن الخضر عليه السالم عن النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم عن جبريل عليه السالم عن‬
‫ب على آية‬
‫رب العزة عز وجل من واظَ َ‬
‫الرسول إلى آخر سورة البقرة‬
‫ُ‬ ‫الكرسي وآمن‬
‫وشهد اهلل أنه ال إله إال هو إلى قوله أن الدين‬
‫ْك‪ .‬إلى‬ ‫اللهم َمالِ َ‬
‫ك ال ُْمل َ‬ ‫عند اهلل اإلسالم وقل‪َّ :‬‬
‫ِ‬
‫اإلخالص‬ ‫ِ‬
‫وسورة‬ ‫قوله‪ :‬بغير حساب‬
‫والمعوذتين والفاتحة عقب كل صالة أمن م‬
‫سلب اإليمان} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ين‬ ‫ِ‬ ‫صلَّى َعلَ َّي ِحين يُ ْ ِ‬
‫صب ُح َع ْشراً َوح َ‬ ‫َ‬ ‫{من َ‬
‫اعتِي َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة‪ .‬وعن‬
‫يُ ْم ِسي َع ْشراً َأ ْد َر َك ْتهُ َش َف َ‬
‫أبي بكر الصديق رضي اهلل عنه قال‪ :‬سمعت‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يقول‪َ :‬م ْن‬
‫ت َش ِف َيعهُ َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة}‪.‬‬
‫صلَّى َعلَ َّي ُك ْن ُ‬
‫َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صلِّي َعلَ َّي َو َم ْن‬ ‫{ِإ َّن اهلل َت َعالَى لََي ْنظُُر ِإلَى َم ْن يُ َ‬
‫نَظََر اهلل َت َعالَى ِإلَْي ِه الَ ُي َع ِّذبُهُ َأبَداً‪ .‬وكان صلى‬
‫صلُّو َن‬ ‫س َق ْو ٌم يُ َ‬ ‫ِإ‬
‫اهلل عليه وسلم يقول‪َ :‬ذا َجلَ َ‬
‫ت بِ ِه ُم ال َْمالَِئ َكةُ ِم ْن لَ ُد ْن َأقْ َد ِام ِه ْم ِإلَى‬
‫َعلَ َّي َح َّف ْ‬
‫َّة َوَأقْالَ ُم‬ ‫اطيس ال ِْفض ِ‬ ‫السم ِاء بَِأي ِدي ِهم َقر ِ‬ ‫ِ‬
‫َعنَان َّ َ ْ ْ َ ُ‬
‫صلَّى اهلل‬ ‫الصالَ َة َعلَى النَّبِ ِّي َ‬
‫ب يَ ْكتُبُو َن َّ‬ ‫َّ‬
‫الذ َه ِ‬
‫اد اهلل فَِإ ذَا‬‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َو َي ُقولُو َن ِزي ُدوا َز َ‬
‫الس َم ِاء‬
‫اب َّ‬ ‫الذ ْك َر فُتِ َح ْ‬
‫ت لَ ُه ْم َْأب َو ُ‬ ‫اسَت ْفتَ ُحوا ِّ‬ ‫ْ‬
‫يب لَ ُه ُم ُّ‬
‫الد َعاءُ َوَأ ْقبَ َل اهلل َع َّز َو َج َّل‬ ‫و ْ ِ‬
‫استُج َ‬ ‫َ‬
‫يث غَْي ِر ِه‬‫ضوا فِي ح ِد ٍ‬
‫َ‬ ‫َعلَْي َه ْم َب َو ْج ِه ِه َما لَ ْم يَ ُخو ُ‬
‫ف الْ َكتَبةُ يلْتَ ِ‬
‫سو َن‬ ‫ص َر َ َ َ ُ‬
‫م‬ ‫َو َيَت َف َّرقُوا فَِإ ذَا َت َف َّرقُوا انْ َ‬
‫الذ ْك ِر}‪.‬‬‫ِحلَ َق ِّ‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫الصالَةُ َعلَ َّي َْأم َح ُق لِ ْل َخطَايَا ِم َن ال َْم ِاء لِلنَّا ِر‬ ‫{ َّ‬
‫اب َو ُحبِّي‬ ‫الرقَ ِ‬ ‫ض ُل ِم ْن ِع ْت ِق ِّ‬ ‫السالَ ُم َعلَ َّي َأفْ َ‬ ‫َو َّ‬
‫ب‬‫ض ْر ِ‬ ‫ال ِم ْن َ‬ ‫س َْأو قَ َ‬ ‫ض ُل ِم ْن ُم َه ِج اَألْن ُف ِ‬ ‫َأفْ َ‬
‫صلَّى َعلَ َّي‬ ‫يل اهلل َع َّز َو َج َّل َو َم ْن ّ‬ ‫ف فِي َسبِ ِ‬ ‫الس ْي ِ‬
‫َّ‬
‫اح َد ًة ُحبّاً لِي َو َش ْوقاً ِإلَ َّي ََأم َر اهلل َحافِظَْي ِه َأ ْن‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫الَ يَ ْكتُبَا َعلَْي ِه َذنْباَ ثَالَثَةَ َأيَّ ٍام}‪.‬‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫ف‬‫ت الْبَا ِر َحةَ َع َجباً َر ُجالً ِم ْن َُّأمتِي َي ْز َح ُ‬ ‫{ َرَأيْ ُ‬
‫الصر ِ‬
‫اط َم َّر ًة َويَ ْحبُو َم َّر ًة َويَ ِخ ُّر َم َّر ًة‬ ‫َعلَى ِّ َ‬
‫ت بِيَ ِد ِه‬‫صالَتُهُ َعلَ َّي فََأ َخ َذ ْ‬ ‫اءتْهُ َ‬ ‫َّ‬
‫َو َيَت َعل ُق َم َّر ًة فَ َج َ‬
‫اط َحتَّى َج َاو َزهُ}‪.‬‬ ‫الصر ِ‬
‫فَأقَ َام ْتهُ َعلى ِّ َ‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫{ َزيِّنوا م ِجالِس ُكم بٍ َّ ِ‬
‫الصالَة َعلَ َّي فَِإ َّن َ‬
‫صالَتَ ُك ْم‬ ‫َ َ ْ‬
‫نُور لَ ْك ِم يوم ال ِْقيام ِة‪ .‬وفي ٍ‬
‫رواية َز ِّينُوا‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫ٌ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه‬ ‫مجالِس ُكم بِ َّ ِ‬
‫الصالَة َعلَى النَّبِ ِّي َ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫اب رضي اهلل‬ ‫َو َسلَّم َوبِ ِذ ْك ِر عُ َمر بْ ِن الْ َخطَّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عنه‪}.‬‬

‫{وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬


‫صلَّى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأح ُد ُك ْم منِّي ِإ َذا ذَ َك َرني َو َ‬
‫ب َما يَ ُكو ُن َ‬ ‫َأ ْق َر ُ‬
‫َعلَ َّي‪ .‬وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪َ :‬م ْن‬
‫اق َك َما يُطَ ِّه ُر‬ ‫صلَّى َعلَ َّي طَ َّه َر اهلل َقلْبَهُ ِم َن ِّ‬
‫الن َف ِ‬ ‫َ‬
‫َّوب ال َْماءُ}‪.‬‬ ‫الث َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ِ‬
‫{ َما م ْن َع ْب َديْ ِن ُمتَ َح َّاب ْي ِن يَ ْسَت ْقبِ ُل َ‬
‫َأح ْد ُه َما‬
‫يان َعلَى النِّبِ ِّي صلى اهلل عليه‬ ‫احبهُ ويصلِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َ َُ َ‬ ‫َ‬
‫وسلم ِإالَّ لَ ْم َيَت َف َّرقَا َحتَّى يُغ َف َر لَ ُه َما ذُنُ ُ‬
‫وب ُه َما َما‬
‫َّر}‪.‬‬ ‫َأخ‬ ‫َ‬‫ت‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َت َق َّدم ِ‬
‫م‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقل‪:‬‬


‫ِّث بِح ِد ٍ ِ‬
‫ص ِّل‬‫يث َفنَسيَهُ َفلْيُ َ‬ ‫اد َأ ْن يُ َحد َ َ‬ ‫َم ْن ََأر َ‬
‫ف ِمن ح ِديثِ ِ‬
‫سى‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫َعلَ َّي فَِإ َّن َ‬
‫صالَتَهُ َعلَ َّي َخلَ ٌ ْ َ‬
‫َأ ْن يَ ْذ ُك َرهُ}‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫صلُّوا َعلَى َأنْبِيَ ِاء اهلل َو ُر ُسلِ ِه‬
‫صلَّْيتُ ْم َعلَ َّي فَ َ‬
‫{ِإذَا َ‬
‫فَِإ َّن اهلل َب َع َث ُه ْم َك َما َب َعثَنِي صلى اهلل عليه‬
‫وعليهم أجمعين}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صلَّى َعلَ َّي فِي َكتَ ٍ‬
‫اب لَ ْم َت َز ٍل ال َْمالَِئ َكةُ‬ ‫{ َم ْن َ‬
‫اب}‪.‬‬ ‫ْكتَ ِ‬‫ك ال ِ‬ ‫اس ِمي فِي َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تَ ْسَتغْف ُر لَهُ َما بَق َي ْ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫يد َربِِّه َس ْب َحانَ ْه‬
‫{ِإ َذا صلَّى َأح ُد ُكم َفلْيب َدْأ بِتَم ِج ِ‬
‫َ َ ْ َْ ْ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه‬ ‫ِ ِ‬
‫صلِّي َعلَى النَّبِ ِّي َ‬ ‫َوالثَّنَاء َعلَْيه ثُ َّم يُ َ‬
‫ِ‬
‫اء}‪.‬‬ ‫َو َسلَّ َم ثُ َّم يَ ْدعُو ب َما َش َ‬

‫وعن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه قال‪:‬‬


‫{ذكر لي َّ‬
‫أن الدعاء يكون بين السماء واألرض‬
‫صلَّى على النبي صلى‬
‫ال يصعد منه شيء حتى يُ َ‬
‫اهلل عليه وسلم‪ .‬وعن ابن مسعود رضي اهلل عنه‬
‫إذا أراد أحدكم أن يسأل اهلل شيئاً فليبدْأ‬
‫بمدحه والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلي على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ثم يسأل اهلل بعد‬
‫فإنه أجدر أن ينجح أو يصيب}‪.‬‬

‫وقال أبو سليمان الداراني رضي اهلل عنه‪:‬‬


‫{من أراد أن يسأل اهلل حاجته فليبدأ بالصالة‬
‫على النبي صلى اهلل عليه وسلم ثم يسأل اهلل‬
‫حاجته وليختم بالصالة على النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فإن اهلل يقبل الصالتين وهو أكرم‬
‫من أن يدع ما بينهما}‪.‬‬

‫قال الحافظ ابن الصالح‪:‬‬


‫{ينبغي أن يحافظ على كتابة الصالة والتسليم‬
‫على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن ذكره‬
‫السمه الشريف وال يسأم من تكرير ذلك عند‬
‫تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد وليحذر من‬
‫فعل الكسالى وعوام الطلبة فيكتبون صورة‬
‫صلعم بدالً عن صلى اهلل عليه وسلم وكفى‬
‫شرفاً قوله صلى اهلل عليه وسلم من صلَّى َّ‬
‫علي‬
‫في كتاب لم تزل المالئكة يستغفرون له ما‬
‫دام أسمي في ذلك الكتاب} ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫ال َج َزى اهلل َعنَّا ُم َح َّمداً َما ُه َو َْأهلُهُ‬
‫{ َم ْن قَ َ‬
‫ين َكاتِباً َأل َ‬ ‫ِ‬
‫اح‪ .‬ذكرها سيدي‬ ‫صبَ ٍ‬ ‫ْف َ‬ ‫َأْت َع َ‬
‫ب َس ْبع َ‬
‫عبد الوهاب الشعراني في عهوده الكبرى‬
‫وغيره‪ R.‬وقال وهي من أورادي فْقولها ألف مرة‬
‫صباحاً وألف مرة مساءُ كل يوم والحمد هلل}‪.‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬في األحاديث التي ورد فيها‬


‫التحذير من ترك الصالة عليه عند ذكره صلى‬
‫اهلل عليه وسلم والنقول التي تناسب ذلك‬

‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ف رجل ذُكِر ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِّل َعلَ َّي‬‫ت ع ْن َد ْه َفلَ ْم يُ َ‬ ‫ْ‬ ‫{ َرغ َم َأنْ ُ َ ُ‬
‫سلَ َخ َق ْب َل‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ث‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫م‬‫ر‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫م‬ ‫ور ِ‬
‫غ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫َأ ْن ُيغْ َف َر لَ ْه َو َر ِغ َم َأنْ ُ‬
‫ف َر ُج ٍل َأ ْد َر َك ع ْن َدهُ َأب ََواهُ‬
‫ْجنَّةَ}‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْكَب َر َفلَ ْم يُ ْدخالَهُ ال َ‬

‫وفي ٍ‬
‫رواية‬
‫ص ِع َد ال ِْم ْنَب َر‬ ‫ِ‬
‫َأن النَّبِ َّي َ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْيه َو َسلَّ ِم َ‬ ‫{ َّ‬
‫ص ِع َد َف َق َ‬
‫ال‬ ‫آمين ثُ َّم ص ِع َد َف َق َ ِ‬‫َف َق َ ِ‬
‫ين ثُ َّم َ‬
‫ال آم ْ‬ ‫َ‬ ‫ال ْ‬
‫ك َف َق َ ِإ ِ‬ ‫سَألَهُ ُم َعاذٌ َع ْن َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ال َّن ج ْب ِر َ‬
‫يل‬ ‫ين فَ َ‬
‫َأم ْ‬
‫يت‬
‫ال يَا ُم َح َّم ُد َم ْن ُس ِّم َ‬ ‫السالَ ُم َأتَانِي َف َق َ‬ ‫َعلَْي ِه َّ‬
‫َّار‬ ‫ص ِل َعلَْي َ‬ ‫ِ‬
‫ات فَ َد َخ َل الن َ‬ ‫ك فَ َم َ‬ ‫لم يُ َ‬ ‫َب ْي َن يَ َديْه فَ ْ‬
‫ضا َن‬ ‫ال لِي ِم ْن َأ ْد َر َك َر َم َ‬ ‫ين َوقٌ َ‬ ‫ِ‬
‫فَ َْأب َع َدهُ اهلل قُ ْل آم ْ‬
‫ك َو َم ْن َأ ْد َر َك ََأب َويْ ِه‬‫ثل ذَلِ َ‬ ‫م‬‫ات ِ‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َفلَم ي ْقبل ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َُْ‬
‫ات ِم ْثلَهُ}‪.‬‬‫َأح َد ُه َما َفلَ ْم يَبِ َّر ُه َما فَ َم َ‬
‫َْأو َ‬

‫َأس َح َقهُ َب ْع َد فَ َْأب َع َدهُ اهلل في‬ ‫{وفي رواية ِزيَ َ‬


‫ادةُ َو ْ‬
‫ث م َّر ٍ‬
‫ِ‬
‫ات}‪.‬‬ ‫الثَّالَ َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ص ِّل َعلَ َّي‪.‬‬ ‫{الْب ِخيل الَّ ِذي ذُكِر ُ ِ‬
‫ت ع ْن َدهُ َفلَ ْم يُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫يل َم ْن ذُ ْك ِر ُ‬
‫ت‬ ‫يل ُك َّل الْبَ ِخ ِ‬ ‫ٍ ِإ ِ‬
‫وفي رواية َّن الْبَخ َ‬
‫ص ِّل َعلَ َّي}‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ع ْن َدهُ َفلَ ْم يُ َ‬

‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫{من ذُكِر ُ ِ‬
‫ص ِّل َعلَ َّي َأ ْخطََأ طَ ِر َ‬
‫يق‬ ‫ت ع ْن َدهُ َفلَ ْم يُ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫ْجن َِّة}‪.‬‬
‫ال َ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫س ُه ْم ثُ َّم َت َف َّرقُوا َق ْب َل َأ ْن‬ ‫ِ‬
‫سوا َم ْجل َ‬ ‫{َأيُّ َما َق ْوم َجلَ ُ‬
‫صلُّوا َعلَى النَّبِ َّي صلى اهلل عليه‬ ‫يَ ْذ ُك ُروا اهلل َويُ َ‬
‫اء‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِإ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫ت َعلَْي ِهم ِمن اهلل َداِئ‬ ‫وسلم َكانَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫َع َّذ َب ُه ْم َوِإ ْن َش َ‬
‫اء غَ َف َر لَ ُه ْم}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ْجن َِّة}‪.‬‬ ‫الصالَةَ َعلَ َّي نَ ِس َي طَ ِر َ‬
‫يق ال َ‬ ‫{ َم ْن نَ ِس َي َّ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صلِّي‬ ‫ْج َف ِاء َأ ْن ُأذْ َك َر ِع ْن َد َّ‬
‫الر ُجل فَالَ يُ َ‬
‫ِ‬
‫{م َن ال َ‬
‫َعلَ َّي}‪.‬‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫س َق ْو ٌم َم ْجلِساً ثُ َّم َت َف َّرقُوا َعلَى غَْي ِر‬
‫{ َما َجلَ َ‬
‫صالَ ٍة َعلَى النبي صلى اهلل عليه وسلم ِإالَّ‬ ‫َ‬
‫ْجي َف ِة}‪.‬‬
‫يح ال ِ‬ ‫َت َف َّرقُوا َعلى َأْنتَ َن ِم ْن ِر ِ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫َّار}‪.‬‬ ‫{من ذُكِر ُ ِ‬
‫ص ِّل َعلَ َّي َد َخ َل الن َ‬
‫ت ع ْن َدهُ َفلَ ْم يُ َ‬ ‫َْ ْ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫ص ِّل َعلَ َّي َف َق ْد َش ِق َي}‪.‬‬ ‫{من ذُكِر ُ ِ‬
‫ت ع ْن َدهُ َفلَ ْم يُ َ‬ ‫َْ ْ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫صالَ ًة‬ ‫ِ‬ ‫{ َم ْن ذُكِ ْر ُ‬
‫ص ِّل َعلَ َّي َ‬
‫ت َب ْي َن يَ َديْه َولَ ْم يُ َ‬
‫ثم قال صلى اهلل‬ ‫س ِمنِّي َوالَ َأنا منهُ َّ‬ ‫تَ َّامةً َفلَْي َ‬
‫صلَنِي َواقْطَ ْع َم ْن‬ ‫ص ْل َم ْن َو َ‬ ‫عليه وسلم اللَّ ُه َّم َ‬
‫صلْنِي}‪.‬‬ ‫لَم ي ِ‬
‫َْ‬

‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬


‫{َأالَ ُأَنبُِّئ ُك ْم بَِأبْ َخ ِل الْبُ َخالَِء َأالَ ُأَنبُِّئ ُك ْم بَِأ ْع َج ِز‬
‫ت‬‫ال َم ْن ذُكِ ْر ُ‬ ‫ول اهلل قَ َ‬ ‫َّاس قَالُوا َبلَى يَا َر ُس َ‬ ‫الن ِ‬
‫ِع ْن َدهُ َفلَم يص ِّل َعلَ َّي وفي ٍ‬
‫رواية َأالَ ُأ ْخبِ ُر ُك ْم‬ ‫َُْ‬
‫ال َم ْن‬ ‫ول اهلل قَ َ‬ ‫َّاس قَالُوا َبلَى يَا َر ُس َ‬ ‫بَِأبْ َخ ِل الن ِ‬
‫ك َأبْ َخ ُل‬ ‫ص ِّل َعلَ َّي فَ َذلِ َ‬ ‫ِإذَا ذُكِر ُ ِ‬
‫ت ع ْن َدهُ َفلَ ْم يُ َ‬ ‫ْ‬
‫َّاس}‪.‬‬ ‫الن ِ‬

‫يقول‪:‬‬
‫وكان صلى اهلل عليه وسلم ُ‬
‫ت َعاِئ َ‬
‫شةُ‬ ‫{ َويْ ٌل لِ َم ْن الَ َي َرانِي َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة َف َقالَ ْ‬
‫ال‬
‫رسول اهلل قَ َ‬
‫َ‬ ‫اك يا‬ ‫رضي اهلل عنها َو َم ْن الَ َي َر َ‬
‫صلِّي‬ ‫ت وم ِن الْب ِخيل قَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال الذي الَ يُ َ‬ ‫يل قَالَ ْ َ َ َ ُ‬ ‫الْبَخ ُ‬
‫اس ِمي}‪.‬‬ ‫َعلَ َّي ِإذَا َس ِم َع بِ ْ‬
‫وكان صلى اهلل عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫س َق ْو ٌم َم ْجلِساً لَ ْم يَ ْذ ُك ُروا اهلل فِ ِيه َولَ ْم‬ ‫{ َما َجلَ َ‬
‫صلُّوا َعلَى نَبِيِّ ِه محمد صلى اهلل عليه وسلم ِإالَّ‬ ‫يُ َ‬
‫َكا َن َعلَْي ِه ْم َح ْس َرةً‪َ R‬ي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة}‪.‬‬

‫قال العالمة ابن حجر في كتاب الزواجر عن‬


‫اقتراف الكبائر‪:‬‬
‫{الكبيرة الستون ترك الصالة على النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم عند سماع ذكره صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وذكر جملة من هذه األحاديث السابقة‬
‫ثم قال ع ّد هذا كبيرة هو صريح هذه‬
‫األحاديث ألنه صلى اهلل عليه وسلم ذكر فيها‬
‫وعيداً شديداً كدخول النار وتكرر الدعاء عن‬
‫جبريل والنبي صلى اهلل عليه وسلم َِ‬
‫بالذل‬
‫والهوان من النبي صلى اهلل عليه وسلم بالذل‬
‫والهوان والوصف بالبخل بل بكونه أبخل‬
‫الناس وهذا كله وعيد شديد جداً فاقتضى أن‬
‫ذلك كبيرة لكن هذا إنما يأتي على القول‬
‫الذي قال به جمع من الشافعية والمالكية‬
‫والحنفية الحنابلة أنه تجب الصالة عليه صلى‬
‫اهلل عليه وسلم كلما ذكر وهو صريح هذه‬
‫األحاديث وإن قيل أنه مخالف لإلجماع قبل‬
‫هؤالء على أنها ال تجب مطلقاً في غير الصالة‬
‫فعلى القول بالوجوب يمكن أن يقال أن ترك‬
‫الصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم عند سماع‬
‫ذكره كبيرة وأما على ما عليه األكثرون ومن‬
‫عدم الوجوب فهو مشكل مع هذه األحاديث‬
‫الصحيحة اللهم إال أن يحمل الوعيد فيها على‬
‫من ترك الصالة على وجه يشعر بعدم تعظيمه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم كأن يتركها الشتغاله بلهو‬
‫ولعب محرم فهذه الهيئة االجتماعية ال يبعدان‬
‫يقال أنه ح ّفها من القبح واالستهتار بحقه صلى‬
‫ٍ‬
‫حينئذ لما‬ ‫اهلل عليه وسلم ما اقتضى أن الترك‬
‫ٍ‬
‫فحينئذ يتضح أنه ال‬ ‫اقترن به كبيرة مفسق‬
‫معارضة بين هذه األحاديث وما قاله األئمة من‬
‫عدم الوجوب الكلية فتأمل من ذلك فإنه مهم‬
‫ولم َأر من نبه على شيء منه وال بأدنى إشارة}‬
‫ا‪.‬ه‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬في بيان الفوائد الجمة‬
‫والمنافع المهمة التي تحصل في الدنيا‬
‫واآلخرة لمن يصلى عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وهو إجمال التفصيل المتقدم في الفصول‬
‫السابقة وزيادة‬

‫قال سيدي العارف باهلل الشيخ عبد الوهاب‬


‫الشعراني في كتابه لواقح األنوار القدسية‪:‬‬
‫{وقد حبب لي أن أذكر لك يا أخي جملة من‬
‫فوائد الصالة والتسليم على رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم تشويقاً لكل لعل اهلل تعالى أن‬
‫يرزقك محبته الخالصة ويصير شغلك في أكثر‬
‫أوقاتك الصالة والتسليم عليه وتصير تهدي‬
‫ثواب كل عمل عملته في صحيفة رسول اهلل‬
‫أبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم كما أشار إليه خبر ّ‬
‫ابن كعب أني أجعل لك صالتي كلها أي‬
‫اجعل لك ثواب جميع أعمالي فقال له النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم إذاً يكفيك اهلل تعالى هم‬
‫دنياك وآخرتك‪ .‬فمن ذلك وهو أهمها صالة‬
‫اهلل وسالمه ومالئكته ورسله على من صلى‬
‫وسلم عليه‪ .‬ومنها تكفير الخطايا وتزكية‬
‫األعمال ورفع الدرجات‪ .‬ومنها مغفرة الذنوب‬
‫واستغفار الصالة عليه لقائلها‪ .‬ومنها كتابة‬
‫قيراط من األجر مثل جبل أحج والكيل‬
‫بالمكيال األوفى‪ .‬ومنها كفاية أمر الدنيا‬
‫واآلخرة لمن جعل صالته كلها عليه كما‬
‫تقدم‪ .‬ومنها محوا لخطايا وفضلها على عتق‬
‫الرقاب‪ .‬ومنها النجاة من سائر األهوال‬
‫وشهادة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بها‬
‫يوم القيامة ووجوب الشفاعة‪ .‬ومنها رضا اهلل‬
‫ورحمته واألمان من سخطه والدخول تحت‬
‫ظل العرش‪ .‬ومنها رجحان الميزان في اآلخرة‬
‫وورود الحوض واألمان من العطش‪ .‬ومنها‬
‫العتق من النار والجواز على الصراط كالبرق‬
‫الخاطف ورؤية المقعد المقرب من الجنة قبل‬
‫الموت‪ .‬ومنها كثرة األزواج في الجنة والمقام‬
‫الكريم‪ .‬ومنها رجحانها على أكثر من عشرين‬
‫غزوة وقيامها مقامها‪ .‬ومنها أنها زكاة وطهرة‬
‫وينمو المال ببركتها‪ .‬ومنها أنه تقضى له بكل‬
‫صالة مائة حاجة بل أكثر‪ .‬ومنها أنها عبادة‬
‫وأحب األعمال إلى اهلل تعالى‪ .‬ومنها أنها‬
‫عالمة على أن صاحبها من أهل السنة‪ .‬ومنها‬
‫أن المالئكة تصلي على صاحبها ما دام يصلي‬
‫على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬ومنها أنها‬
‫تزين المجالس وتنفي الفقر وضيق العيش‪.‬‬
‫ومنها أنها يلتمس بها مظان الخير‪ .‬ومنها أن‬
‫فاعلها أولى به صلى اهلل عليه وسلم يوم‬
‫القيامة‪ .‬ومنها أنه ينتفع هو وولده بها وثوابها‬
‫وكذلك من أهديت في صحيفته‪ .‬ومنها أنها‬
‫تقرب إلى اهلل عز وجل وإلى رسوله صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ .‬ومنها أنها نور لصاحبها في قبره‬
‫ويوم حشره وعلى الصراط‪ .‬ومنها أنها تنصر‬
‫على األعداء وتطهر القلب من النفاق والصدا‪.‬‬
‫ومنها أنها توجب محبة المؤمنين فال يكره‬
‫صاحبها إال منافق ظاهر النفاق‪ .‬ومنها رؤية‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم في المنام وأن أكثر‬
‫منها ففي اليقظة‪ .‬ومنها أنها تقلل من اغتياب‬
‫صاحبها وهي من أبرك األعمال وأفضلها‬
‫وأكثرها نفعاً في الدنيا واآلخرة وغير ذلك من‬
‫األجور التي ال تحصى وقد رغبتك بذكر بعض‬
‫ثوابها فالزم يا أخي عليها فإنها من أفضل‬
‫ذخائر األعمال وقد أمرني بها أيضاً موالنا أبو‬
‫العباس الخضر عليه السالم‪ ،‬وقال الزم عليها‬
‫بعد الصبح كل يوم إلى طلوع الشمس ثم‬
‫اذكر اهلل عقبها مجلساً لطيفاً فقلت له سمعاً‬
‫وطاعة وحصل لي وألصحابي بذلك خير الدنيا‬
‫واآلخرة وتيسير الرزق بحيث لو كان أهل‬
‫مصر كلهم عائلتي ما حملت لهم هما فالحمد‬
‫هلل رب العالمين ا‪.‬ه‪ .‬وقال الفاسي في شرح‬
‫الدالئل بعد قول المصنف وهي من أهم‬
‫المهمات لمن يريد القرب من رب األرباب‬
‫وجه أهمية الصالة على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم في حق من يريد القرب من مواله من‬
‫وجوه منها ما فيها من التوسل إلى اهلل تعالى‬
‫بحبيبه ومصطفاه‪ .‬وقد قال اهلل تعالى {وابتغوا‬
‫إليه الوسيلة} وال وسيلة إليه تعالى أقرب وال‬
‫أعظم من رسوله األكرم صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫ومنها أن اهلل تعالى أمرنا بها وحضنا عليها‬
‫تشريفاً له صلى اهلل عليه وسلم وتكريماً‪.‬‬
‫وتفضيالً وتعظيماً‪ .‬ووعد من استعملها حسن‬
‫المآب‪ .‬والفوز بجزيل الثواب‪ .‬فهي من أنجح‬
‫األعمال‪ .‬وأرجح األقوال‪ .‬وأزكى األحوال‪.‬‬
‫وأحظى القربات‪ .‬وأعم البركات‪ .‬وبها يتوصل‬
‫إلى رضا الرحمن‪ .‬وتنال السعادة والرضوان‪.‬‬
‫وبها تظهر البركات‪ .‬وتجاب الدعوات‪.‬‬
‫ويرتقي إلى أعلى الدرجات‪ .‬ويجبر صدع‬
‫القلوب‪ .‬ويعفى عن عظيم الذنوب‪ .‬وأوحى اهلل‬
‫تعالى إلى موسى على نبينا وعليه الصالة‬
‫والسالم يا موسى أتريد أن أكون أقرب إليك‬
‫من كالمك إلى لسانك ومن وسواس قلبك‬
‫إلى قلبك ومن روحك إلى بدنك ومن نور‬
‫بصرك إلى عينك قال نعم يا رب قال فأكثر‬
‫الصالة على محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫ومنها أنه صلى اهلل عليه وسلم محبوب اهلل عز‬
‫وجل عظيم القدر عنده وقد صلى عليه هو‬
‫ومالئكته وأمر المؤمنين بالصالة والتسليم عليه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فوجبت محبة المحبوب‬
‫والتقرب إلى اهلل تعالى بمحبته وتعظيمه‬
‫والصالة عليه واإلقتداء بصالته تعالى وصالة‬
‫مالئكته عليه‪ .‬ومنها ما ورد في فضلها والوعد‬
‫عليها من جزيل األجر وعظيم الذكر وفوز‬
‫مستعملها برضا اهلل تعالى وقضاء حوائج‬
‫آخرته ودنياه‪ .‬ومنها ما فيها من شكر الواسطة‬
‫في نعم اهلل علينا المأمور بشكره فما من نعمة‬
‫هلل علينا سابقة والحقة من نعمة ال يجاد‬
‫واإلمداد في الدنيا واآلخرة إال وهو السبب‬
‫في وصولها إلينا وإجرائها علينا فنعمه صلى‬
‫اهلل عليه وسلم علينا تابعة لنعم اهلل تعالى و نعم‬
‫اهلل ال يحصرها عدد كما قال سبحانه وإن‬
‫تعدوا نعمة اهلل ال تحصوها فوجب حقه صلى‬
‫اهلل عليه وسلم علينا ووجب علينا في شكر‬
‫نعمته أن ال نفتر عن الصالة عليه مع دخول‬
‫كل نفس وخروجه‪ .‬ومنها ما فيها من القيام‬
‫برسم العبودية يعني امتثال أمره تعالى‪ .‬ومنها ما‬
‫جرب من تأثيرها والنفع بها في التنوير ورفع‬
‫الهمة حتى قيل أنها تكفي عن الشيخ في‬
‫الطريق وتقوم مقامه‪ .‬ومنها ما فيها من سر‬
‫االعتدال الجامع لكمال العبد وتكميله ففي‬
‫الصالة على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ذكر اهلل ورسوله وال كذلك عكسه‪.‬‬
‫ثم قال وفي كتاب ابن فرحون القرطبي واعلم‬
‫أن في الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫عشر كرامات‪:‬‬
‫إحداهن صالة الملك الجبار‪.‬‬
‫والثاني شفاعة النبي المختار‪.‬‬
‫والثالث اإلقتداء بالمالئكة األبرار‪.‬‬
‫والرابع مخالفة المنافقين والكفار‪.‬‬
‫والخامس محو الخطايا واألوزار‪.‬‬
‫والسادس العون على قضاء الحوائج والوطار‪.‬‬
‫والسابع تنوير الظواهر واألسرار‪.‬‬
‫والثامن النجاة من دار البوار‪.‬‬
‫والتاسع دخول دار القرار‪.‬‬
‫والعاشر سالم الرحيم الغفار‪.‬‬

‫ثم قال وفي كتاب حدائق األنوار في الصالة‬


‫والسالم على النبي المختار صلى اهلل عليه‬
‫وسلم الحديقة الخامسة في الثمرات التي‬
‫يجتنيها العبد بالصالة على رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم والفوائد التي يكتسبها ويقتنيها‪:‬‬
‫األولى امتثال أمر اهلل بالصالة عليه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫الثانية موافقته سبحانه وتعالى في الصالة عليه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫الثالثة موافقة المالئكة في الصالة عليه صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫الرابعة حصول عشر صلوات من اهلل تعالى‬
‫على المصلي عليه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫واحدة‪.‬‬
‫الخامسة أن يرفع له عشر درجات‪.‬‬
‫السادسة يكتب له عشر حسنات‪.‬‬
‫السابعة يمحى عنه عشر سيئات‪.‬‬
‫الثامنة ترجى إجابة دعوته‪.‬‬
‫التاسعة أنها سبب لشفاعته صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫العاشرة أنها سبب لغفران الذنوب وستر‬
‫العيوب‪.‬‬
‫الحادية عشر أنها سبب لكفاية العبد ما أهمه‪.‬‬
‫الثانية عشر أنها سبب لقرب العبد منه صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫الثالثة عشر أنها تقوم مقام الصدقة‪.‬‬
‫الرابعة عشر أنها سبب لقضاء الحوائج‪.‬‬
‫الخامسة عشر أنها سبب لصالة اهلل ومالئكته‬
‫على المصلي‪.‬‬
‫السادسة عشر أنها سبب زكاة المصلي‬
‫والطهارة له‪.‬‬
‫السابعة عشر أنها سبب لتبشير العبد بالجنة‬
‫قبل موته‪.‬‬
‫الثامنة عشر أنها سبب للنجاة من أهوال يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫لرده صلى اهلل عليه‬
‫التاسعة عشر أنها سبب ّ‬
‫وسلم على المصلى عليه‪.‬‬
‫الموفية عشرين أنها سبب لتذكر ما نسيه‬
‫المصلي عليه صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫اإلحدى والعشرون أنها سبب لطيب المجلس‬
‫وأن ال يعود على أهله حسرة يوم القيامة‪.‬‬
‫الثانية والعشرون أنها سبب لنفي الفقر عن‬
‫المصلي عليه صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫الثالثة والعشرون أنها تنفي عن العبد اسم‬
‫البخل إذا صلى عليه عند ذكره صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫الرابعة والعشرون نجاته من دعائه عليه برغم‬
‫أنفه إذا تركها عند ذكره صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫الخامسة والعشرون أنها تأتي بصاحبها على‬
‫طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها‪.‬‬
‫السادسة والعشرون أنـها تنجـي من نتن‬
‫المجلس الذي ال ذكر فيه اسم اهلل ورسوله‬
‫صلى اهلل عليـه وسلم‪.‬‬
‫السابعة والعشرون أنها سبب لتمام الكالم‬
‫الذي ابتدئ بـحمد اهلل والـصالة على رسولـه‬
‫صلى اهلل علـيه وسلم‪.‬‬
‫الثامنة والعشرون أنها سبب لفوز العبد بالجواز‬
‫على الصراط‪.‬‬
‫التاسعة والعشرون أنه يخرج العبد عن الجفاء‬
‫بالصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫الموفية ثالثين أنها سبب إللقاء اهلل تعالى الثناء‬
‫الحسن على المصلي عليه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم بين السماء واألرض‪ .‬اإلحدى والثالثون‬
‫أنها سبب رحمة اهلل عز وجل‪.‬‬
‫الثانية والثالثون أنها سبب البركة‪.‬‬
‫الثالثة والثالثون أنها سبب لدوام محبته صلى‬
‫اهلل عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها وذلك من‬
‫عقود اإليمان ال يتم إال به‪.‬‬
‫الرابعة والثالثون أنها سبب لمحبة الرسول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم للمصلي عليه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ .‬الخامسة والثالثون أنها سبب‬
‫لهداية العبد وحياة قلبه‪.‬‬
‫السادسة والثالثون أنها سبب لعرض المصلي‬
‫عليه صلى اهلل عليه وسلم وذكره عنده صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫السابعة والثالثون أنها سبب لتثبيت القدم يعني‬
‫على الصراط‪.‬‬
‫الثامنة والثالثون تأدية الصالة عليه ألقل القليل‬
‫من حقه صلى اهلل عليه وسلم وشكر نعمة اهلل‬
‫التي أنعم بها علينا‪.‬‬
‫التاسعة والثالثون أنها متضمنة لذكر اهلل‬
‫وشكره ومعرفة إحسانه‪.‬‬
‫الموفية أربعين أن الصالة عليه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم من العبد دعاء وسؤال من ربه عز وجل‬
‫فتارة يدعو لنبيه صلى اهلل عليه وسلم وتارة‬
‫لنفسه وال يخفى ما في هذا من المزية للعبد‪.‬‬
‫اإلحدى واألربعون من أعظم الثمرات وأجل‬
‫الفوائد المكتسبات بالصالة عليه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم انطباع صورته الكريمة في النفس‪.‬‬
‫الثانية واألربعون أن اإلكثار من الصالة عليه‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يقوم مقام الشيخ المربي‬
‫ا‪.‬ه‪.‬‬

‫قال‪{ :‬وسيأتي أن الصالة على النبي صلى اهلل‬


‫عليه وسلم تكسب األزواج والقصور ويأتي‬
‫في الحديث أنها تعدل عتق الرقاب} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫ونقل الشيخ عن بعض العارفين‪:‬‬


‫{أن من كان شأنه كثرة الصالة على النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يحصل له الشرف األكبر‬
‫بكونه صلى اهلل عليه وسلم يحضره عند‬
‫سكرات الموت وهناك يهنأ برؤية ما أعد اهلل‬
‫له من الحور والقصور والولدان وكثرة‬
‫األزواج والتهنئة بالسالم عليه من العزيز الغفار‬
‫كما قال جل شأنه {الذين تتوفاهم المالئكة‬
‫طيبين يقولون سالم عليكم ادخلوا الجنة بما‬
‫كنتم تعملون}‪ .‬ا‪.‬ه‪}.‬‬

‫{فائدة}‬
‫ومن خواص تكرار الصالة والسالم على النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم أنها تنزيل العطش الغالب‬
‫على اإلنسان في وقت الحمى وغيره‪R.‬‬

‫قال الشيخ اإلمام الكامل الراسخ العارف باهلل‬


‫تعالى سيدي الشيخ عبد الغني النابلسي رضي‬
‫اهلل عنه ونفعنا ببركاته في شرحه المسمى‬
‫بالطلعة البدرية على القصيدة المضرية‪:‬‬
‫{ومما وقع لنا في تكرار الصالة والسالم على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم أنها تزيل العطش‬
‫الغالب على اإلنسان في وقت الحمى وغيرها‬
‫وإني جربت ذلك وأفدته لبعض إخواني‬
‫فجربوه في طريق الحج عند فقد الماء لكن‬
‫بشرط أن ال يكون في تلك الصيغة التي يصلى‬
‫بها على النبي صلى اهلل عليه وسلم ذكر لفظ‬
‫اهلل ألنه حار وإنما الصيغة التي تزيل العطش‬
‫هكذا الصالة والسالم على سيدنا محمد خير‬
‫األنام الصالة والسالم على سيدنا محمد‬
‫المبعوث إلينا بالحق المبين الصالة والسالم‬
‫على سيدنا محمد األمي األمين وأفضل‬
‫الصلوات وأشرف التسليمات إلى النبي‬
‫الصادق والرسول المؤيد بأسرار الحقائق‬
‫وأمثال ذلك} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫وقال الحافظ السخاوي‪:‬‬


‫{روى أن امرأة جاءت إلى الحسن البصري‬
‫فقالت له يا شيخ توفيت لي بنية وأريد أن‬
‫صل أربع‬
‫أراها في المنام فقال لها الحسن‪ِّ :‬‬
‫ركعات واقرئي في كل ركعة فاتحة الكتاب‬
‫مرة وسورة ألهاكم التكاثر مرة وذلك بعد‬
‫صالة العشاء اآلخرة ثم اضطجعي وصلي على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم حتى تنامي ففعلت‬
‫ذلك فرَأتها في النوم وهي في العقوبة‬
‫والعذاب وعليها لباس القطران ويداها مغلولة‬
‫ورجالها مسلسلة بسالسل من النار فلما‬
‫انتبهت جاءت إلى الحسن فأخبرته بالقصة‬
‫فقال لها تصدقي بصدقة لعل اهلل يعفو عنها‬
‫ونام الحسن تلك الليلة فرأى كأنه في روضة‬
‫من رياض الجنة ورأى سريراً منصوباً وعليه‬
‫جارية حسناء جميلة وعلى رأسها تاج من النور‬
‫فقالت يا حسن أتعرفني فقال ال فقالت أنا ابنة‬
‫تلك المرأة التي أمرتها بالصالة على محمد‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فقال لها الحسن أن أمك‬
‫وصفت لي حالك بغير هذه الرؤية فقالت له‬
‫هو كما قالت قال فبماذا بلغت هذه المرتبة‬
‫فقالت كنا سبعين ألف نفس في العقوبة‬
‫والعذاب كما وصفت لك والدتي فعبر رجل‬
‫من الصالحين على قبورنا وصلى على النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم مرة وجعل ثوابها لنا‬
‫فقبلها اهلل عز وجل منه وأعتقنا كلنا من تلك‬
‫العقوبة وذلك العذاب ببركة الرجل الصالح‬
‫وبلغ نصيبي ما قد رأيته وشاهدته‪ .‬ذكرها‬
‫القرطبي في التذكرة بغير هذا اللفظ} ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وسبب تأليف الدالئل‪{ :‬أن مؤلفها اإلمام‬
‫محمد بن سليمان الجزولي رحمه اهلل حضره‬
‫وقت صالة فقام يتوضأ فلم يجد ما يخرج به‬
‫الماء من البئر فبينما هو كذلك إذ نظرت إليه‬
‫صبية من مكان عال فقالت له من أنت فأخبرها‬
‫فقالت أنت الرجل الذي يثنى عليك بالخير‬
‫وتتحير فيما تخرج به الماء من البئر وبصقت‬
‫في البئر ففاض ماؤها حتى ساح على وجه‬
‫األرض فقال الشيخ بعد أن فرغ من وضوئه‬
‫أقسمت عليك بم نلت هذه المرتبة فقالت‬
‫بكثرة الصالة على من كان إذا مشى في البر‬
‫األقفر تعلقت الوحوش بأذياله فحلف يميناً أن‬
‫يؤلف كتاباً في الصالة على النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم}‪.‬‬

‫وحكى أبو الليث عن سفيان الثوري أنه قال‪:‬‬


‫{كنت أطوف فإذا أنا برجل ال يرفع قدماً وال‬
‫يضع قدماً إال ويصلي على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فقلت له يا هذا إنك قد تركت التسبيح‬
‫والتهليل وأقبلت على الصالة على النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم فهل عندك من هذا شيء فقال‬
‫من أنت عافاك اهلل فقلت أنا سفيان الثوري‬
‫فقال لوال أنك غريب في أهل زمانك لما‬
‫أخبرتك عن حالي وال أطلعتك على سري‪ ،‬ثم‬
‫قال خرجت أنا ووالدي حاجين إلى بيت اهلل‬
‫الحرام حتى إذا كنت في بعض المنازل مرض‬
‫والدي فقمت ألعالجه فبينما أنا ذات ليلة عند‬
‫رْأسه إذ مات واسود وجهه فقلت إنّا هلل وإنّا‬
‫إليه راجعون مات والدي فاسود وجهه‬
‫فجذبت اإلزار على وجهه فغلبتني عيناي‬
‫فنمت فإذا أنا برجل لم َأر أجمل منه وجهاً وال‬
‫أنظف منه ثوباً وال أطيب منه ريحاً يرفع قدماً‬
‫ويضع أخرى حتى دنا من والدي فكشف‬
‫اإلزار عن وجهه فمر بيده على وجهه فعاد‬
‫وجهه أبيض ثم ولى راجعاً فتعلقت بثوبه فقلت‬
‫من اهلل على والدي‬
‫يا عبد اهلل من أنت الذي ّ‬
‫بك في ديار الغربة فقال أو ما تعرفني أنا‬
‫محمد بن عبد اهلل صاحب القرآن أما إن‬
‫والدك كان مسرفاً على نفسه ولكن كان يكثر‬
‫علي فلما نزل به ما نزل استغاث بي‬
‫الصالة َّ‬
‫علي فانتبهت فإذا‬
‫وأنا غياث لمن يكثر الصالة َّ‬
‫وجهه أبيض} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫القسم الثاني‬

‫الصالة األولى اإلبراهيمية‬

‫آل ُم َح َّم ٍد َك َما‬‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬


‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫يم َوبَا ِر ْك‬ ‫ِ ِإ ِ‬ ‫ِإ ِ‬ ‫صلَّْي َ‬
‫يم َو َعلَى آل ْب َراه َ‬ ‫ت َعلَى ْب َراه َ‬ ‫َ‬
‫ت َعلَى‬ ‫آل ُم َح َّم ٍد َك َما بَ َار ْك َ‬
‫َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬
‫ك‬‫ين ِإنَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫آل ِإبر ِاه ِ‬ ‫ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬
‫يم في ال َْعالَم َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد‪.‬‬

‫هذه الصالة هي أكمل صيغ الصلوات على‬


‫النبي صلى اهلل عليه وسلم المأثورة وغيرها‬
‫ولذلك خصوا بها الصالة لالتفاق على صحة‬
‫حديثها فقد رواه مالك في الموطأ والبخاري‬
‫ومسلم في صحيحهما وأبو داود والترمذي‬
‫والنسائي‪ .‬وقال الحافظ العراقي والحافظ‬
‫السخاوي أنه متفق عليه ذكر ذلك الشيخ في‬
‫شرح دالئل الخيرات وغيره وقد ورد في‬
‫ألفاظها روايات هذه إحداها وهي رواية اإلمام‬
‫البيهقي وجماعة كما في شرح الدالئل‬
‫للفاسي‪ .‬وقال الشيخ أحمد الصاوي روى‬
‫البخاري في كتبه أنه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ت لَهُ َي ْو َم‬ ‫ال َه ِذ ِه َّ‬
‫الصالَةَ َش ِه ْد ُ‬ ‫قال‪َ :‬م ْن قَ َ‬
‫ت لَهُ‪ .‬وهو حديث‬ ‫ادةِ َو َش َف ْع ُ‬ ‫ال ِْقيَ َام ِة بِ َّ‬
‫الش َه َ‬
‫حسن ورجاله رجال الصحيح‪ .‬وذكر بعضهم‬
‫أن قراءتها ألف مرة توجب رؤية النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ا‪.‬ه‪ .‬وهي في الحديث بدون‬
‫لفظ السيادة قال اإلمام الشمس الرملي في‬
‫شرح المنهاج األفضل اإلتيان بلفظ السيادة‬
‫ألن فيه اإلتيان بما أمرنا به وزيادة األخبار‬
‫بالواقع الذي هو األدب فهو أفضل من تركه‪.‬‬
‫وأما حديث ال تسيدوني في الصالة فباطل ال‬
‫أصل له‪ .‬كما قاله بعض متأخري الحفاظ‪.‬‬
‫وقال اإلمام أحمد بن حجر في الجوهر المنظم‬
‫وزيادة سيدنا قبل محمد ال بأس به بل هي‬
‫األدب في حقه صلى اهلل عليه وسلم ولو في‬
‫الصالة أي الفريضة ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وقال العالمة القسطالني في المواهب‪:‬‬
‫{وقد استدل العلماء بتعليمه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ألصحابه هذه الكيفية بعد سؤالهم عنها‬
‫أنها أفضل كيفيات الصالة عليه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ألنه ال يختار لنفسه إال األشرف األفضل‬
‫ويترتب على ذلك أنه لو حلف أن يصلي على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم أفضل الصالة‬
‫البر أن يأتي بذلك هكذا صوبه النووي‬
‫فطريق ّ‬
‫في الروضة بعد ذكر حكاية الرافعي عن‬
‫إبراهيم المروزي أنه قال يبرأ إذا قال اللهم‬
‫صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد‬
‫ِّ‬
‫كلما ذكره الذاكرون وكلما سها عن ذكره‬
‫الغافلون‪ .‬قال النووي وكأنه أخذ ذلك من‬
‫كون الشافعي ذكر هذه الكيفية يعني في خطبة‬
‫الرسالة ولكن بلفظ غفل بدل سها‪ ،‬وقال‬
‫القاضي حسين طريق البر أن يقول اللهم صل‬
‫على محمد كما هو أهله ويستحقه وكذا نقله‬
‫البغوي ولو جمع بينها فقال ما في الحديث‬
‫وأضاف إليه أثر الشافعي وما قاله القاضي‬
‫لكان أشمل ولو قيل يعمد إلى جميع ما‬
‫اشتملت عليه الروايات الثابتة فيستعمل منها‬
‫ذكر أيحصل به البر لكان حسناً} ا‪.‬ه‪.‬‬

‫وقال البارزي‪:‬‬
‫{عندي أن البر يحصل بأن يقول اللهم صلى‬
‫على محمد وعلى آل محمد أفضل صلواتك‬
‫وعدد معلوماتك فإنه أبلغ فيكون أفضل}‪.‬‬

‫ونقل المجد اللغوي عن بعضهم‪:‬‬


‫{لو حلف إنسان أن يصلي أفضل الصالة على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول اللهم صل‬
‫على سيدنا محمد وعلى كل نبي وملك وولي‬
‫عدد الشفع والوتر وعدد كلمات ربنا التامات‬
‫المباركات}‪.‬‬

‫وعن بعضهم أنه يقول‪:‬‬


‫{اللهم صل على محمد عبدك ونبيك‬
‫ورسولك النبي األمي وعلى آله وأزواجه‬
‫وذريته وسلم عدد خلقك ورضا نفسك وزنة‬
‫عرشك ومداد كلماتك}‪.‬‬
‫واختار بعضهم من الكيفيات‪:‬‬
‫{اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا‬
‫محمد صالة دائمة بدوامك‪ .‬وبعضهم اختار‬
‫اللهم يا رب محمد وآل محمد صل على‬
‫محمد وعلى آل محمد واجز محمداً صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ما هو أهله}‪.‬‬

‫قال المجد‪:‬‬
‫{وفي هذا دليل على أن األمر فيه سعة من‬
‫الزيادة والنقص وأنها ليست مختصة بألفاظ‬
‫مخصوصة في زمان مخصوص لكن األفضل‬
‫األكمل ما علمناه منه صلى اهلل عليه وسلم‬
‫كما قدمناه ا‪.‬ه‪ .‬عدوى عن الحافظ‬
‫السخاوي}‪.‬‬

‫الصالة الثانية‬

‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َو َر ُسولِ َ‬


‫ك النَّبِ ِّي‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫صلَّْي َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫و َعلَى ِ‬
‫ت‬ ‫آل ُم َح َّمد َوَأ ْز َواجه َوذُ ِّريَّته َك َما َ‬ ‫َ‬
‫يم َوبَا ِر ْك َعلَى‬ ‫ِ ِإِ ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫يم َو َعلَى آل ب َراه َ‬ ‫َعلَى ْب َراه َ‬
‫اج ِه‬‫آل مح َّم ٍد وَأ ْزو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ُم َح َّمد النِّب ِّي اُألِّم ِّي َو َعلَى ُ َ َ َ‬
‫ت َعلَى ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬
‫آل‬ ‫َوذُ ِّريَّتِ ِه َك َما بَ َار ْك َ‬
‫َ ََ‬
‫ك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد‪.‬‬
‫ين ِإنَّ َ‬ ‫ِإ ْبر ِاه ِ ِ ِ‬
‫يم في ال َعالَم َ‬ ‫َ َ‬

‫قال اإلمام محيي الدين النووي رضي اهلل عنه‬


‫في األذكار أن هذه الصالة هي أفضل من‬
‫سواها لثبوتها في صحيحي البخاري ومسلم‬
‫رضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫الصالة الثالثة‬

‫ك النَّبِ ِّي‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َو َر ُسولِ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬


‫اج ِه َُّأم َه ِ‬ ‫آل مح َّم ٍد وَأ ْزو ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫اُألِّم ِّي َو َعلَى ُ َ َ َ‬
‫ت َعلَى‬ ‫صلَّْي َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫الْمْؤ ِمنِين وذُ ِّريَّتِ ِه و َْأه ِل بيتِ ِ‬
‫ه‬
‫َ َْ َ َ‬ ‫ُ ََ‬
‫ك‬‫ين ِإنَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫آل ِإبر ِاه ِ‬ ‫ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬
‫يم في ال َْعالَم َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد َوبَا ِر ْك َعلَى ُم َح َّم ٍد ِع ْب ِد َك‬
‫{ل ُم َح َّم ٍد‬ ‫ك النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي و َعلَى ِ‬
‫َ‬ ‫َو َر ُسولِ َ‬
‫ين َوذُ ِّريَّتِ ِه َو َْأه ِل َب ْيتِ ِه‬ ‫ات الْمْؤ ِمنِ‬ ‫اج ِه َُّأم َه ِ‬ ‫وَأ ْزو ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫يم‬ ‫ِ ِإ ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫يم َو َعلَى آل ْب َراه َ‬ ‫ت َعلَى ْب َراه َ‬ ‫َك َما بَ َار ْك َ‬
‫يق بِ َع ِظ ِيم‬ ‫ك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد َك َما يَلِ ُ‬ ‫ين ِإنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫في ال َْعالَم َ‬
‫ِ‬
‫ضى‬ ‫ب َوَت ْر َ‬ ‫اك َع ْنهُ َو َما تُ ِح ُّ‬ ‫ضَ‬ ‫َش َرفِ ِه َو َك َمالِ ِه َو ِر َ‬
‫ك‬‫اد َكلِ َماتِ َ‬ ‫لَه داِئماً َأبداً بِع َد ِد معلُوماتِ َ ِ‬
‫ك َوم َد َ‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫َُ‬
‫صالَ ٍة‬‫ض َل َ‬ ‫ك َأفْ َ‬‫ك َو ِزنَةَ َع ْر ِش َ‬ ‫ضا َن ْف ِس َ‬ ‫َو ِر َ‬
‫َوَأ ْك َملَ َها َوَأتَ َّم َها ُكلَّ َما ذَ َك َر َك َوذَ َك َرهُ ال َّْذاكِ ُرو َن‬
‫َوغَ َف َل َع ْن ِذ ْك َر َك َو ِذ ْك ِر ِه الْغَافِلُو َن َو َسلِّ ْم‬
‫تَ ْسلَيماً َك َذلِ َ‬
‫ك َو َعلَْينَا َم َع ُه ْم‪.‬‬

‫ذكر هذه الصالة العالمة ابن حجر الهيثمي في‬


‫كتابه الجوهر المنظم ثم قال جمعت فيها بين‬
‫الكيفيات الواردة جميعها بل وبين كيفيات‬
‫أخر استنبطها جماعة وزعم كل منهم أن‬
‫كيفيته أفضل الكيفيات لجمعها الوارد وقد‬
‫بينت في الدر المنضود أن تلك الكيفية‬
‫جمعت ذلك كله وزادت عليه بزيادات كثيرة‬
‫بليغة فعليك باإلكثار منها أمام الوجه الشريف‬
‫ٍ‬
‫حينئذ تكون آتياً بجميع‬ ‫بل ومطلقاً ألنك‬
‫الكيفيات الواردة في صالة التشهد وزيادات‬
‫ا‪.‬ه‪.‬‬

‫الصالة الرابعة‬
‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد النَّبِ ِّي اُّألِم ِّي و َعلَى ِ‬
‫آل‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫َ‬
‫ت َعلَى ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬
‫آل‬ ‫صلَّْي َ‬ ‫ٍ‬
‫ُم َح َّمد َك َما َ‬
‫َ ََ‬
‫يم َوبَا ِر ْك َعلَى ُم َح َّم ٍد النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي َو َعلَى‬ ‫ِإبر ِ‬
‫اه‬
‫َْ َ‬
‫ت َعلَى ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬
‫آل‬ ‫آل ُم َح َّم ٍد َك َما بَ َار ْك َ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ‬
‫ك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد اللَّ ُه َّم َوَت َر َّح ْم َعلَى‬ ‫يم ِإنَّ َ‬ ‫ِإبر ِ‬
‫اه‬
‫َْ َ‬
‫ت َعلَى‬ ‫آل ُم َح َّم ٍد َك َما َت َر َّح ْم َ‬ ‫ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬
‫ك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد‬ ‫يم ِإنَّ َ‬ ‫آل ِإبر ِ‬
‫اه‬ ‫ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬
‫آل ُم َح َّم ٍد َك َما‬‫َّن َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َوتَ َحن ْ‬
‫ك‬‫يم ِإنَّ َ‬ ‫آل ِإبر ِ‬
‫اه‬ ‫ت َعلَى ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬ ‫تَ َحَّن ْن َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬
‫َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد اللَّ ُه َّم و َسلِّم َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫آل‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫آل‬‫ت َعلَى ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬ ‫ُم َح َّم ٍد َك َما َسلَّ ْم َ‬
‫َ ََ‬
‫ك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد‪.‬‬ ‫يم ِإنَّ َ‬ ‫ِإبر ِ‬
‫اه‬
‫َْ َ‬

‫قال اإلمام الشعراني في كشف الغمة كان‬


‫علي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يقول إذا صليتم َّ‬
‫فقولوا وذكر هذه الصالة وقال بعدها قال‬
‫صلى اهلل عليه وسلم هكذا َع َّد ُه َّن فِي يَ ِدي‬
‫ال‬
‫يل َوقَ َ‬ ‫ال َع َّد ُه َّن فِي ي ِدي ِمي َكاِئ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫يل‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ب‬‫ج‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ب ال ِْع َّز ِة َج َّل َجالَلَهُ فَ َم ْن‬
‫َع َّد ْه َّن فِي يَ ِدي َر ُّ‬
‫ادةِ‬ ‫ت لَهُ َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة بِ َّ‬
‫الش َه َ‬ ‫صلَّى َعلَ َّي بِ ِه َّن َش ِه ْد ُ‬‫َ‬
‫ت لَهُ َوَأسندها في الشفاء إلى علي بن‬
‫َو َش َف ْع ُ‬
‫الحسين عن أبيه الحسين عن علي ابن أبي‬
‫طالب‪.‬‬

‫الصالة الخامسة‬

‫ٍ‬
‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّمد َوَأنْ ِزلْهُ ال َْم ْن ِز َل ال ُْم َق َّر َ‬
‫ب‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ِم ْن َ‬
‫ك َي ْو َم ال ِْقيَ َامة‪.‬‬

‫في شروح الدالئل أخرج الطبراني وأحمد‬


‫والبزار وابن أبي عاصم رواية هذه الصالة عن‬
‫ّ‬
‫رويفع بن ثابت األنصاري رضي اهلل عنه قال‬
‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من قال‬
‫اللهم صلى على محمد وأنزله المنزل المقرب‬
‫اعتِي‪ .‬قال ابن كثير وإسناده‬
‫ت له َش َف َ‬
‫منك َو َجبَ ْ‬
‫لفظ المقعد المقرب عندك وذكر‬ ‫حسن وفي ٍ‬
‫اإلمام الشعراني في كشف الغمة هذه الصالة‬
‫بلفظ المقعد المقرب عندك يوم القيامة‪.‬‬

‫وح ُم َح َّم ٍد‬ ‫الصالة السادسة‪ :‬اللَّ ُه َّم َ‬


‫ص ِّل َعلَى ُر ِ‬
‫اح َو َعلَى‬‫وح ُم َح َّم ٍد فِي اَأل ْر َو ِ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ص ِّل َعلَى ُر ِ‬
‫اد َو َعلى َق ْب ِر ِه فِي القبو ِر‪.‬‬‫جس ِد ِه فِي اَألجس ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬

‫قال اإلمام الشعراني كان صلى اهلل عليه وسلم‬


‫يقول من قال هذه الكيفية رآني في منامه ومن‬
‫رآني في منامه رآني يوم القيامة ومن رآني يوم‬
‫شفعت له ومن شفعت له ش ِر َ‬
‫ب من‬ ‫ُ‬ ‫القيامة‬
‫وحرم اهلل جسده على النار‪ .‬وذكر‬
‫حوضي َّ‬
‫ذلك ُشراح الدالئل أيضاً بزيادة سبعين مرة‬
‫عن الفاكهاني قلت وقد جربت هذه الصالة‬
‫قبيل النوم حتى نمت فرأيت وجهه الشريف‬
‫صلى اهلل عليه وسلم في داخل القمر وخاطبته‬
‫ثم غاب في القمر واسَأل اهلل العظيم بجاهه‬
‫عليه الصالة والتسليم أن يحصل لي باقي النعم‬
‫التي وعد بها صلى اهلل عليه وسلم في هذا‬
‫الحديث الشريف‪.‬‬

‫الصالة السابعة‬
‫آل ُم َح َّمد في‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫َ‬
‫ين َوفِي ال َْمِأل اَأل ْعلَى ِإلَى َي ْوِم‬ ‫ِ‬
‫ين َواآلخ ِر َ‬
‫ِ‬
‫اَأل َّول َ‬
‫الْدِّي ِن‪.‬‬

‫قال اإلمام الشعراني جاء رجل مرة فدخل على‬


‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو جالس في‬
‫المسجد فقال السالم عليكم يا أهل العز‬
‫الشامخ والكرم الباذخ فأجلسه النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم بينه وبين أبي بكر رضي اهلل عنه‬
‫فعجب الحاضرون من تقديم رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم له فقال رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم أن جبريل عليه السالم أخبرني أنه‬
‫علي أحد قبله‬
‫علي صالة لم يصلها ّ‬
‫يصلي ّ‬
‫فقال أبو بكر كيف يصلي يا رسول اهلل فذكر‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم هذه الصالة‪.‬‬

‫الصالة الثامنة‬

‫ٍ‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬


‫صالَةً‬ ‫آل ُم َح َّمد َ‬ ‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫اء َوَأ ْع ِط ِه ال َْو ِسيلَةَ‬ ‫ض ِ‬
‫اء َول َح ِّق ِه َ‬
‫َأد ً‬ ‫ك ِر َ ً‬ ‫تَ ُكو ُن لَ َ‬
‫َوال َْم َق َام الَّ ِذي َو َع ْدتَهُ‪.‬‬
‫ذكر هذه الصالة اإلمام الشعراني وقال كان‬
‫ت له‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يقول من قالها َو َجبَ ْ‬
‫شفاعتي‪.‬‬

‫الصالة التاسعة‬

‫ص ِّل‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َو َر ُسولِ َ‬


‫ك َو َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ين‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين َوال ُْمْؤ منَات َوال ُْم ْسلم َ‬ ‫َعلَى ال ُْمْؤ من َ‬
‫ات‪.‬‬‫والْمسلِم ِ‬
‫َ ُْ َ‬

‫قال اإلمام الشعراني كان صلى اهلل عليه وسلم‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقول َأيُّ َما َر ُج ٍل ُم ْسل ٍم لَ ْم تَ ُك ْن ع ْن َد ْه َ‬
‫ص َدقَةٌ‬
‫َفلَْي ُق ْل فِي ُد َعاِئِه َه ِذ ِه َّ‬
‫الصالَ َة فَِإ َّن َها َز َكاةٌ َوالَ‬
‫ْجنَّةَ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يَ ْشبَ ُع ُمْؤ م ٌن َخ ْيراً َحتَّى يَ ُكو َن ُم ْنَت َهاهُ ال َ‬
‫وذكر ذلك في شرح الدالئل ما عدا الجملة‬
‫األخيرة‪ .‬وقال أخرج هذا الحديث جماعة عن‬
‫أبي سعيد الخدري رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫صلَّى اهلل َعلَى ُم َح َّم ٍد‬


‫الصالة العاشرة‪َ :‬‬

‫صلَّى اهلل َعلَى ُم َح َّم ٍد‬


‫َ‬
‫قال اإلمام الشعراني كان صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ال َه ِذ ِه َّ‬
‫الصالَةَ َف َق ْد َفتَ َح َعلَى‬ ‫يقول‪َ :‬م ْن قَ َ‬
‫ين بَاباً ِم َن َّ‬
‫الر ْح َم ِة َوَألْ َقى اهلل َم َحبَّتَهُ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َن ْفسه س ْبع َ‬
‫ضهُ إالَّ َم ْن فِي َق ْلبِ ِه‬ ‫وب الن ِ‬
‫ًّاس فَالَ َي ْبغُ ُ‬ ‫فِي ُقلُ ِ‬
‫نَِفا ٌق‪ .‬قال شيخنا يعني علياً الخواف رضي اهلل‬
‫عنهما هذا الحديث والذي قبله وهو قوله‬
‫َأح ُد ُك ْم‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم َأ ْق َر ُ‬
‫ب َما يَ ُكو ُن َ‬
‫صلَّى َعلَ َّي رويناهما عن بعض‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ِّن ِإذَا ذَ َك َرني َو َ‬
‫العارفين عن الخضر عليه السالم عن رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهما عندنا صحيحان‬
‫في أعلى درجات الصحة وإن لم يثبتهما‬
‫المحدثون على مقتضى اصطالحهم واهلل أعلم‬
‫ا‪.‬ه‪ .‬ويؤيد ذلك ما نقله الحافظ السخاوي‬
‫عن مجد الدين الفيروزبادي صاحب القاموس‬
‫بسنده إلى اإلمام السمرقندي قال سمعت‬
‫الخضر وإلياس على نبينا وعليهما السالم‬
‫يقوالن سمعنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫يقول ما من مؤمن يقول صلى اهلل على محمد‬
‫إال أحبه الناس وإن كانوا أبغضوه وواهلل ال‬
‫يحبونه حتى يحبه اهلل عز وجل وسمعناه صلى‬
‫اهلل عليه وسلم يقول على المنبر من قال صلى‬
‫اهلل على محمد فقد فتح على نفسه سبعين باباً‬
‫من الرحمة‪ .‬ونقل الحافظ المذكور بالسند‬
‫المتقدم أن اإلمام السمرقندي سمع الخضر‬
‫نبي‬
‫وإلياس أيضاً يقوالن كان في بني إسرائيل ّ‬
‫يقال له إسمويل قد رزقه اهلل النصر على‬
‫األعداء وأنه خرج في طلب عدو فقالوا هذا‬
‫ساحر جاء ليسحر أعيننا ويفسد عساكرنا‬
‫فنجعله في ناحية البحر ونهزمه فخرج في‬
‫أربعين رجالً فجعلوه في ناحية البحر فقال‬
‫أصحابه كيف نفعل فقال احملوا وقولوا صلى‬
‫اهلل على محمد فحملوا وقالوا فصار أعداؤهم‬
‫في ناحية البحر فغرقوا أجمعهم‪ .‬وروى‬
‫الحافظ أيضاً أنه جاء رجل من الشام إلى النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فقال يا رسول اهلل أبي‬
‫شيخ كبير وهو يحب أن يراك فقال ائتني به‬
‫فقال إنه ضرير البصر فقال قل له ليقل في‬
‫سبع أسبوع يعني في سبع ليال صلى اهلل على‬
‫محمد فإنه يراني في المنام حتى يروي عني‬
‫الحديث ففعل فرآه في المنام فكان يروي‬
‫عنه‪.‬‬

‫الصالة الحادية عشرة‬

‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه َو َسلَّم‪.‬‬


‫اللَّ ُه َّم َ‬

‫في شروح الدالئل قال األستاذ أبو بكر محمد‬


‫جبر عن أنس بن مالك رضي اهلل عنه قال قال‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من قال اللهم‬
‫صل على محمد وعلى آله وسلم وكان قائماً‬
‫غُ ِف َر له قبل أن َي ْقعُ َد وإن كان قاعداً غُ ِف َر له‬
‫وم‪.‬‬
‫قبل أن َي ُق َ‬

‫ب ُم َح َّم ٍد‬
‫الصالة الثانية عشر‪ :‬اللَّ ُه َّم يَا َر َّ‬

‫ص ِّل َعلَى‬ ‫ٍ‬ ‫ب ُم َح َّم ٍد و ِ‬ ‫اللَّ ُه َّم يَا َر َّ‬


‫آل ُم َح َّمد َ‬ ‫َ‬
‫آل ُم َح َّم ٍد َوَأ ْع ِط ُم َح َّمداً َّ‬
‫الد َر َجةَ‬ ‫ُم َح َّم ٍد و ِ‬
‫َ‬
‫ب ُم َح َّم ٍد و ِ‬
‫آل‬ ‫ْجن َِّة اللَّ ُه َّم يَا َر َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوال َْوسيلَةَ في ال َ‬
‫َ‬
‫مح َّم ٍد اج ِز مح َّمداً صلَّى اهلل ِ‬
‫عليه َو َسلَّ َم َما ُه َو‬ ‫ْ َُ‬ ‫َُ‬
‫َْأهلُهُ‪.‬‬
‫قال الشيخ في شرح الدالئل قال اإلمام‬
‫السجاعي ذكر شيخنا الملوي أن النبي صلى‬
‫سى‬
‫وَأم َ‬
‫اهلل عليه وسلم قال من أصبح من َُّأمتي ْ‬
‫ين َكاتِباً َأل َ‬ ‫ِ‬
‫ْف‬ ‫وقال هذه الصالة َأْت َع َ‬
‫ب َس ْبع َ‬
‫باح َوغُ ِف َر لَهُ َولَِوالِ َديْ ِه ا‪.‬ه‪.‬‬
‫ص ٍ‬ ‫َ‬

‫وفي شرح الفاسي هذه الصالة ذكرها جبر‬


‫مرفوعة من حديث جابر بن عبد اهلل رضي اهلل‬
‫تعالى عنهما وذكر لها فضالً كبيراً ونسبها‬
‫لكتاب الشرف وروى الطبراني في الكبير‬
‫واألوسط عن ابن عباس رضي اهلل تعالى عنهما‬
‫بسند ضعيف قال قال رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم من قال جزى اهلل عنا محمداً ما هو‬
‫أهله َأتعب سبعين كاتباً ألف صباح‪ .‬ورواه أبو‬
‫نعيم في الحلية ا‪.‬ه‪ .‬ونقل الشيخ عن الحافظ‬
‫السخاوي عن مجد الدين الفيروزآبادي أنه لو‬
‫حلف إنسان أن يصلي أفضل الصالة على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم يقول‪ :‬اللهم يا رب‬
‫محمد وآل محمد صل على محمد وعلى آل‬
‫محمد واجز محمداً صلى اهلل عليه وسلم ما‬
‫هو أهله‪.‬‬

‫الصالة الثالثة عشرة‬

‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬


‫ك النَّبِ ِّي‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫اُألِّم ِّي‪.‬‬

‫قال اإلمام الغزالي في اإلحياء قال صلى اهلل‬


‫ْج ُم َع ِة‬ ‫ِ ِ‬
‫صلَّى َعلَ َّي في َي ْوم ال ُ‬
‫عليه وسلم َم ْن َ‬
‫ين َسنَةً‪ .‬فقيل يا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وب ثَ َمان َ‬
‫ين َم َّر ًة غُف َر لَهُ ذُنُ ُ‬
‫ثَ َمان َ‬
‫رسول اهلل كيف الصالة عليك قال تقول اللهم‬
‫صل على محمد عبدك ونبيك النبي األمي‬
‫وتعقد واحدة‪ .‬ونقل الشيخ عن بعض العارفين‬
‫نقالً عن العارف المرسي رضي اهلل عنه أن من‬
‫واظب على هذه الصالة وهي اللهم صل على‬
‫سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي‬
‫األمي وعلى آله وصحبه وسلم في اليوم‬
‫والليلة خمسمائة مرة ال يموت حتى يجتمع‬
‫بالنبي صلى اهلل عليه وسلم يقظة‪ .‬ونقل عن‬
‫اإلمام اليافعي في كتابه بستان الفقراء أنه ورد‬
‫عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنه قال من‬
‫علي يوم الجمعة ألف مرة بهذه الصالة‬
‫صلى ّ‬
‫وهي اللهم صل على سيدنا محمد النبي األمي‬
‫فإنه يرى ربه في ليلته أو نبيه أو منزلته في‬
‫الجنة فإن لم َير فليفعل ذلك في جمعتين أو‬
‫ثالث أو خمس‪ .‬وفي رواية زيادة وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم‪ .‬وفي كتاب الغنية للقطب‬
‫الرباني سيدي عبد القادر الجيالني عن األعرج‬
‫عن أبي هريرة رضي اهلل عنه قال قال رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم من صلى ليلة الجمعة‬
‫ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية‬
‫الكرسي مرة وخمس عشرة‪ R‬مرة قل هو اهلل‬
‫أحد ويقول في آخر صالته ألف مرة اللهم‬
‫صل على محمد النبي األمي فإنه يراني في‬
‫المنام وال تتم له الجمعة األخرى إال وقد رآني‬
‫ومن رآني فله الجنة وغفر له ما تقدم من ذنبه‬
‫وما تأخر ا‪.‬ه‪.‬‬

‫الصالة الرابعة عشرة‬


‫آل ُم َح َّم ٍد َو َعلَى‬
‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫َْأه ِل َب ْيتِ ِه‪.‬‬

‫هذه الصالة نقل الشارح عن أحمد بن موسى‬


‫عن أبيه عن جده أن من قالها كل يوم مائة مرة‬
‫قضى اهلل له مائة حاجة منها ثالثون في الدنيا‪.‬‬
‫وقال ابن حجر في كتاب الصواعق روي عن‬
‫جعفر بن محمد عن جابر مرفوعاً من صلى‬
‫على محمد وعلى أهل بيته مائة مرة قضى اهلل‬
‫له مائة حاجة سبعين منها في آخرته‪ .‬قال‬
‫الشيخ السجاعي في حاشيته عليه ولفظها‬
‫اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا‬
‫محمد وعلى أهل بيته‪.‬‬

‫الصالة الخامسة عشرة‪R‬‬

‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ص ِّل َعلَى‬ ‫ين َو َ‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّمد في اَأل َّول َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد فِي‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ين َو َ‬‫ُم َح َّمد في اآلخ ِر َ‬
‫ص ِّل‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫النَّبِيِّين وص ِّل َعلَى مح َّم ٍد فِي الْم ِرسلِ‬
‫ُ َ ََ َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ َ‬
‫َعلَى ُم َح َّم ٍد فِي ال َْمِأل اَأل ْعلَى ِإلَى َي ْوِم الدِّي ِن‪.‬‬
‫نقل الشيخ عن السجاعي قال روى سعيد بن‬
‫عطارد من قال هذه الصالة ثالثاً حين يمسي‬
‫وحين يصبح هدمت ذنوبه ومحيت خطاياه‬
‫ودام سروره واستجيب دعاؤه وأعطي أمله‬
‫وأعين على عدوه‪.‬‬

‫الصالة السادسة عشرة‪R‬‬

‫صلُّو َن َعلَى النَّبِّ ِّي يَا َُّأي َها‬ ‫ِئ‬


‫ِإ َّن اهلل َو َمالَ َكتَهُ يُ َ‬
‫ك‬‫صلُّوا َعلَْي ِه َو َسلِّ ُموا تَ ْسلِيماً لََّب ْي َ‬ ‫آمنُوا َ‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫الر ِح ِيم‬‫ات اهلل الَْب ِّر َّ‬ ‫صلَ َو ُ‬‫ك َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َربِّي َو َس ْع َديْ َ‬
‫ين‬ ‫والْمالَِئ َك ِة الْم َق َّربِين والنَّبِيِّين و ِّ ِ‬
‫الصدِّيق َ‬ ‫ُ ََ ََ‬ ‫َ َ‬
‫ك ِم ْن َش ْي ٍء‬ ‫ين َو َما َسبَّ َح لَ َ‬ ‫َ‬ ‫ح‬‫الصالِ ِ‬
‫َّ‬ ‫و‬ ‫الشه َد ِ‬
‫َو ُّ َ َ‬
‫اء‬
‫ين َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ِد ب ِن َع ْب ِد اهلل‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫يَا َر َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين َوِإ َم ِام ال ُْمتَّق َ‬
‫ين‬ ‫ين َو َسيِّد ال ُْم ْر َسل َ‬ ‫َخات ِم النَّبيِّ َ‬
‫اعي‬ ‫الد ِ‬ ‫اه ِد الْبَ ِشي ِر َّ‬ ‫الش ِ‬
‫ين َّ‬ ‫ول ر ِّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالم َ‬ ‫َو َر ُس َ‬
‫السالَ ُم‪.‬‬ ‫اج ال ُْمنِي ِر َو َعلَْي ِه َّ‬‫الس َر ِ‬
‫ك ِّ‬ ‫ك بِِإ ْذنِ َ‬ ‫ِإلَْي َ‬
‫ذكر هذه الصالة في الشفاء عن سيدنا علي بن‬
‫أبي طالب رضي اهلل عنه ونقل في شرح‬
‫الدالئل عن المواهب أن الشيخ زين الدين بن‬
‫الحسين المراغي ذكرها في كتابه تحقيق‬
‫النصرة‪ .‬وقال أنه روى لما صلى على النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم بعد موته أهل بيته لم يد ِر‬
‫الناس ما يقولون فسألوا ابن مسعود فأمرهم أن‬
‫يسَألوا علياً فقال لهم هذه الصالة‪.‬‬

‫الصالة السابعة عشرة‪ :R‬اللَّه َّم د ِ‬


‫احي الْم ْدح َّو ِ‬
‫ات‬ ‫ُ َ َ َ ُ‬

‫ات وبا ِرَئ الْمسمو َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ات‬ ‫َ ُْ‬ ‫اللَّ ُه َّم َداح َي ال َْم ْد ُح َّو َ َ‬
‫ك َو َرْأفَةَ‬ ‫ك َو َن َو ِام َي َب َر َكاتِ َ‬ ‫صلَ َواتِ َ‬‫ف َ‬ ‫اج َع ْل َش َراِئ َ‬‫ْ‬
‫ك‬‫ك َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم ًح َّم ٍد َع ْب ِد َك َو َر ُسولِ َ‬ ‫تَ َحنُّنِ َ‬
‫الْ َفاتِ ِح لِ َما ُأ ْغلِ َق َوالْ َخاتِ ِم لِ َما َسبَ َق َوال ُْم ْعلِ ِن‬
‫يل َك َما ُح ِّم َل‬ ‫اط ِ‬ ‫ات اَألب ِ‬
‫َ‬
‫ش ِ‬ ‫الد ِام ِغ لِ َج ْي َ‬
‫ْح ِّق َو َّ‬‫ال َ‬
‫ك‬‫ضاتِ َ‬ ‫ك ُم ْسَت ْوفِزاً فِي َم ْر َ‬ ‫اعتِ َ‬
‫ضطَلَ َع بِ َْأم ِر َك بِطَ َ‬‫فَا ْ‬
‫اضياً َعلَى َن َف ِ‬ ‫ك حافِظاً لِع ْه ِد َك م ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اذ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َواعياً ل َو ْحيِ َ َ‬
‫ص ُل‬ ‫س آالَء اهلل تَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َْأم ِر َك َحتَّى َْأورى َقبَساً لَِقابِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ات‬‫ض ِ‬ ‫وب َب ْع َد َخ ْو َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْ ِِ‬
‫َأسبَابَهُ بَهَ ُهديَت الْ ُقلُ ُ‬ ‫بَأهله ْ‬
‫ات اَأل ْعالَِم‬ ‫وضح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْفتَ ِن َواِإل ثْ ِم َو ْأب َه َج ُم َ‬
‫ك‬‫ات اِإل ْسالَِم َف ُه َو َِأمينُ َ‬ ‫ات اَأل ْح َك ِام ومنِير ِ‬
‫َُ َ‬
‫ونَاِئر ِ‬
‫َ َ‬
‫ك الْم ْخز ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َو َش ِهي ُد َك َي ْو َم‬ ‫ال َْم ُْأمو ُن َو َخا ِز ُن عل ِْم َ َ ُ‬
‫ْح ِّق َر ْح َمةً‬ ‫ك بِال َ‬ ‫الدِّي ِن َوبَ ِعيثُ َ‬
‫ك نِ ْع َمةً َو َر ُسولُ َ‬
‫اءهُ َوَأ ْك ِر ْم َم ْث َواهُ‬ ‫اللَّ ُه َّم َأ ْع ِل َعلَى بِنَ ِاء الن ِ ِ‬
‫َّاس بنَ َ‬
‫ك‬‫اج ِز ِه ِمن ابْتِ َعاثِ َ‬ ‫ك و ُنزلَهُ وَأتْ ِمم لَهُ نُورهُ و ِ‬
‫َ َ‬ ‫لَ َديْ َ َ ُ َ ْ‬
‫ض َّي ال َْم َقالَ ِة َذا َم ْن ِط ٍق‬
‫اد ِة ومر ِ‬
‫الش َه َ َ َ ْ‬ ‫ول َّ‬ ‫لَهُ َم ِقبُ َ‬
‫ان َع ِظ ٍيم‪.‬‬ ‫ص ٍل وبر َه ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َع ْدل َو ُخطَّة فَ ْ َ ُ ْ‬
‫ٍ‬

‫ذكر هذه الصالة القاضي عياض في الشفاء‬


‫والجزولي في دالئل الخيرات والقسطالني في‬
‫المواهب اللدنية وغيرهم‪ .‬قال القسطالني عن‬
‫سالمة الكندي أن علياً كرم اهلل وجهه كان‬
‫يعلم الناس هذا الدعاء‪ .‬وفي لفظ يعلم الناس‬
‫الصالة على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫فيقول اللهم داحي المدحوات الخ وقال‬
‫ُشراح الدالئل ذكرها في الشفاء عن سالمة‬
‫علي رضي اهلل عنه‪ .‬وأخرجها‬
‫الكندي عن ّ‬
‫الطبراني في األوسط وابن أبي شيبة في‬
‫المصنف وسعيد بن منصور عن علي رضي اهلل‬
‫عنه‪.‬‬
‫صلَ َواتِ َ‬
‫ك‬ ‫الصالة الثامنة عشرة‪ :‬اللَّ ُه َّم ْ‬
‫اج َع ْل َ‬

‫ك َعلَى‬‫ك َو َب َر َكاتِ َ‬ ‫ك َو َر ْح َمتَ َ‬ ‫صلَ َواتِ َ‬ ‫اج َع ْل َ‬‫اللَّ ُه َّم ْ‬


‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َو َخات ِم النَّبيِّ َ‬
‫ين‬ ‫ين َوِإ َم ِام ال ُْمتَّق َ‬ ‫َسيِّد ال ُْم ْر َسل َ‬
‫ك ِإ َم ِام الْ َخ ْي ِر َوقَاِئ ِد الْ َخيِ ِر‬ ‫َع ْب ِد َك َو َر ُسولِ َ‬
‫الر ْح َم ِة اللَّ ُه َّم ْاب َعثْهُ ال َْم َق َام ال َْم ْح ُم َ‬
‫ود‬ ‫ول َّ‬ ‫ور ُس ِ‬
‫ََ‬
‫الَّ ِذي يغْبِطُه بِ ِه اَأل َّولُو َن و ِ‬
‫اآلخ ُرو َن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬

‫قال اإلمام الشعراني كان عبد اهلل بن مسعود‬


‫يقول إذا صليتم على رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فأحسنوا الصالة عليه لعل ذلك يعرض‬
‫عليه قولوا وذكر هذه الصالة وأسندها سيدي‬
‫العارف باهلل السيد مصطفى البكري في شرحه‬
‫على القصيدة المنفرجة لإلمام الغزالي إلى‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ال إلى عبد اهلل ابن‬
‫مسعود وهذه عبارته قد ورد في فضل الصالة‬
‫والتسليم على إمام المتقين وعلم اليقين‪ .‬سيد‬
‫المرسلين‪ .‬وقائد الغرب المحجلين‪ .‬من‬
‫األحاديث ما ينوف على التسعين‪ .‬منها إ َذا‬
‫َأح ِسنُوا َّ‬
‫الصالَةَ فَِإ نَّ ُك ْم الَ تَ ْد ُرو َن‬ ‫صلَّْيتُ ْم َعلَ َّي فَ ْ‬
‫َ‬
‫ض َعلَ َّي قُولُوا اللهم اجعل‬ ‫لَ َع َّل َذلِ َ‬
‫ك ُي ْع َر ُ‬
‫صلواتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام‬
‫المتقين وخاتم النبيين عبدك ورسولك إمام‬
‫الخير وقائد الخير وإمام الرحمة اللهم ابعثه‬
‫المقام المحمود الذي يغبطه فيه األولون‬
‫واآلخرون ا‪.‬ه‪ .‬فالظاهر أن ابن مسعود رضي‬
‫اهلل عنه هو الذي روى هذه الصالة عن النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فنسبت إليه‪.‬‬

‫الصالة التاسعة عشرة‬

‫آل ُم َح َّم ٍد َحتَّى‬‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬


‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫الَ َي ْب َقى ِم َن َّ‬
‫الصالَ ِة َش ْيءٌ َو ْار َح ْم ُم َح َّمداً َو َ‬
‫آل‬
‫ُم َح َّم ٍد َحتَّى الَ َي ْب َقى ِم َن َّ‬
‫الر ْح َم ِة َش ْيءٌ َوبَا ِر ْك‬
‫آل ُم َح َّم ٍد َحتَّى الَ َي ْب َقى ِم َن‬
‫َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬
‫آل‬‫الَْبر َك ِة َشيءٌ و َسلِّم َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ُم َح َّم ٍد َحتَّى الَ َي ْب َقى ِم َن َّ‬
‫السالَِم َش ْيءٌ‪.‬‬

‫قال الفاسي ذكر هذه الصالة جبر عن ابن عمر‬


‫رضي اهلل عنهما مرفوعة وذكر لها فضالً‬
‫عظيماً ومنقبة وقعت لرجل قالها في حضرة‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫صلَ َواتِ َ‬
‫ك‬ ‫اجعل فَ َ ِئ‬
‫ضا َل َ‬ ‫َّ‬
‫الصالة العشرون‪ :‬الل ُه َّم ْ َ ْ‬

‫ك‬ ‫ك َو َن َو ِام َي َب َر َكاتِ َ‬ ‫صلَ َواتِ َ‬


‫ضا َل َ‬
‫اجعل فَ َ ِئ‬
‫الل ُه َّم ْ َ ْ‬
‫َّ‬
‫ك‬‫ك َوتَ ِحيَّتَ َ‬ ‫ك َو َر ْح َمتَ َ‬ ‫ك َو َرْْأ َفتَ َ‬‫ف َز َك َواتِ َ‬ ‫َو َش َراِئ َ‬
‫ين‬ ‫َعلَى مح َّم ٍد سيِّ ِد الْمرسلِين وِإم ِام الْمت ِ‬
‫َّق‬
‫ُ َ َ ُْ َ َ َ َ ُ َ‬
‫ين قَاِئ ِد الْ َخ ْي ِر‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫ول َر ِّ‬ ‫و َخاتِ ِم النَّبِيِّين ور ُس ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫الر ْح َم ِة َو َسيِّ ِد اُألَّم ِة اللَّ ُه َّم‬‫َوفَاتِ ِح الْبِ ِّر َونَبِ ِّي َّ‬
‫ف بِ ِه ُق ْربَهُ َوتُِق ُّر بِ ِه‬ ‫ْاب َعثْهُ َم َقاماً َم ْح ُموداً ُت ْزلَ ُ‬
‫اآلخ ُرو َن اللَّ ُه َّم َأ ْع ِط ِه‬‫عينه يغُبِطُه اَأل َّولُو َن و ِ‬
‫َ‬ ‫َْ َ ُ َ ُ‬
‫الد َر َجةَ‬ ‫ف َوال َْو ِسيلَةَ َو َّ‬ ‫ضيلَةَ َو َّ‬
‫الش َر َ‬ ‫ضل والْ َف ِ‬
‫الْ َف ْ َ َ‬
‫المنِي َفةَ اللَّ ُه َّم َأ ْع ِط‬ ‫الرفِيعةَ والم ْن ِزلَةَ َّ ِ‬
‫الشام َخةَ ُ‬ ‫َّ َ َ َ‬
‫اج َعلْهُ ََّأو َل‬ ‫َسيِّ َدنَا ُم َح َّمداً ُسْؤ لَهُ َو َبلِّغْهُ َم ُْأمولَهُ َو ْ‬
‫ش َّف ٍع اللَّ ُه َّم َعظِّ ْم ُب ْر َهانَهُ َو َث ِّق ْل‬ ‫َشافِ ٍع َّ‬
‫وَأو َل ُم َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْم‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ي‬ ‫ِميزانَهُ وَأبلِج ح َّجتَهُ وارفَع فِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َْ ْ ُ َْ ْ‬
‫اج َعلْنَا ِم ْن‬ ‫ِِ‬ ‫َدرجتَهُ اللَّه َّم اح ُ ِ‬
‫ش ْرنَا في ُز ْم َرته َو ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ََ‬
‫َأحيِنَا َعلَى ُسنَّتِ ِه َوَت َو َّفنَا َعلَى ِملَّتِ ِه‬ ‫َْأه ِل َش َف َ ِ‬
‫اعتِه َو ْ‬
‫ْأس ِه غَْي َر َخ َزايَا َوالَ‬ ‫ضهُ واس ِقنَا بِ َك ِ‬
‫َو َْأو ِر ْدنَا َح ْو َ َ ْ‬
‫ين َوالَ‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين َوالَ فَاتن َ‬
‫ين َوالَ ُمبَدِّل َ‬
‫ين َوالَ َشاك َ‬
‫نَادم َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫م ْفتونِ ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬‫ين يَا َر َّ‬
‫ين آم ْ‬
‫َُ َ‬

‫قال اإلمام الغزالي في األحياء بعد ذكر‬


‫الصالتين السابقتين وإن أراد أن يزيد أتى‬
‫بالصالة المأثورة وذكر هذه الصالة واختياره‬
‫رضي اهلل عنه إياها يدل على أنها من أفضل‬
‫كيفيات الصالة على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وأكثرها ثواباً‪ .‬قال الحافظ العراقي في‬
‫تخريج أحاديث األحياء حديث اللهم اجعل‬
‫فضائل صلواتك أخرجه ابن أبي عاصم في‬
‫كتاب الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫من حديث ابن مسعود‪.‬‬

‫الصالة الحادية والعشرون‬

‫ٍ‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬


‫صالَ ًة‬ ‫آل ُم َح َّمد َ‬ ‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫اء َوَأ ْع ِط ِه ال َْو ِسيلَةَ‬ ‫ض ِ‬
‫اء َول َح ِّق ِه َ‬
‫َأد ً‬ ‫ك ِر َ ً‬ ‫تَ ُكو ُن لَ َ‬
‫اج ِز ِه َعنَّا‬ ‫وابعثْهُ الم َقام الْمحم َ ِ‬
‫ود الَّذي َو َع ْدتَهُ َو ْ‬ ‫َ َْ َ َ َ ْ ُ‬
‫ت نَبِيَّاً َع ْن‬
‫ض َل َما َج َازيْ َ‬ ‫اج ِز ِه َأفْ َ‬
‫َما ُه َو َْأهلُهُ َو ْ‬
‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص ِّل َعلَْيه َو َعلَى َجمي ِع ِإ ْخ َوانه م َن النَّبيِّ َ‬
‫ين‬ ‫ْأ َّمته َو َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫الصالِ ِحين يا َأرحم َّ ِ ِ‬
‫الراحم َ‬ ‫َو َّ َ َ ْ َ َ‬

‫ذكر هذه الصالة اإلمام الغزالي في األحياء‬


‫ورغب في قراءتها سبع مرات يوم الجمعة‬
‫ونقل عن بعضهم أن من قالها في سبع جمع‬
‫في كل جمعة سبع مرات وجبت له شفاعته‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬

‫الصالة الثانية والعشرون‬

‫َأص َحابِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬


‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّمد َو َعلَى آله َو ْ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫َأص َها ِر ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجه َوذُ ِّريَّتِه َو َْأه ِل َب ْيتِه َو ْ‬
‫وَأوالَ ِد ِه وَأ ْزو ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬
‫وَأنْصا ِر ِه وَأ ْشي ِ‬
‫اع ِه َو ُم ِحبِّ ِيه َو ُِّأمتِ ِه َو َعلَْينَا َم َع ُه ْم‬‫َ َ َ َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫م‬ ‫الر ِ‬
‫اح ِ‬ ‫ين يَا َْأر َح َم َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َأج َمع َ‬
‫ْ‬

‫ذكر هذه الصالة في الشفاء عن الحسن‬


‫البصري وأنه كان يقول من أراد أن يشرب‬
‫بالكأس األوفى من حوض المصطفى صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فليقلها‪.‬‬
‫الصالة الثالثة والعشرون‬

‫ك‬‫ص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬


‫ك النَّبِ ِّي اُألِم ِّي و َعلَى آلِ ِه وَأ ْزو ِ‬
‫اج ِه‬ ‫َو َر ُسولِ َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ك َو ِزنَةَ‬ ‫ضا َن ْف ِس َ‬ ‫ك َو ِر َ‬ ‫َوذُ ِّريَّتِ ِه َو َسلِّ ْم َع َد َد َخل ِْق َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫اد َكلِ َماتِ َ‬ ‫عر ِش َ ِ‬
‫ك َوم َد َ‬ ‫َْ‬

‫نقل الشيخ عن الحافظ السخاوي عن المجد‬


‫الفيروزابادي عن بعضهم لو حلف إنسان ن‬
‫يصلي أفضل الصالة على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم يقول هذه الصالة قال ومال إليه شيخنا‬
‫والظاهر أن القائل هو الحافظ السخاوي‬
‫وشيخه اإلمام الحافظ ابن حجر العسقالني‬
‫ا‪.‬ه‪ .‬وقال ُشراح الدالئل هذه األلفاظ في هذه‬
‫الصالة مأخوذة من حديث تسبيح أم المؤمنين‬
‫جويرية بنت الحرث رضي اهلل تعالى عنها في‬
‫صحيح مسلم قال لها صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وقد خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح‬
‫وهي تسبح ثم رجع وهي جالسة بعد أن‬
‫أضحى فقال لها ما ِزل ِ‬
‫ْت على الحال التي‬
‫قلت بع َد ِك‬
‫فارقتك عليها‪ ،‬قالت نعم قال لقد ُ‬
‫ت بِما ُقل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َأربع َكلِم ٍ‬
‫ْت‬ ‫ث َم َّرات لو ُو ِزنَ ْ َ‬
‫ات ثَالَ َ‬ ‫ََْ َ‬
‫الي ْوِم لَو َز َن ْت ُه َّن سبحان اهلل وبحمده عدد‬
‫ُم ْن ُذ َ‬
‫خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته‬
‫ورواه أيضاً أصحاب السنن قال الشيخ وبهذا‬
‫قوي بعضهم القول بتضاعف الثواب وتعدده‬
‫ّ‬
‫للمصلي بقدر ذلك العدد بالتضعيف وقيل‬
‫يكتف له ذلك بدون تضعيف ويختلف ذلك‬
‫باختالف األحوال واألشخاص والذي قواه‬
‫اإلمام التلمساني األول لصريح حديث مسلم‬
‫السابق ا‪.‬ه‪ .‬ورأيت في فتاوى ابن حجر ما‬
‫يؤيده‪.‬‬

‫الصالة الرابعة والعشرون‬

‫الر ْح َم ِة‬
‫ص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َحاءُ َّ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫السيِّ ُد ال َك ِام ُل‬
‫الد َو ِام َّ‬‫ال َّ‬ ‫ْك َو َد ُ‬ ‫و ِميما الْمل ِ‬
‫َ َ ُ‬
‫ك كِاِئ ٌن َْأو قَ ْد‬ ‫الْ َفاتِ ُح الْ َخاتِ ُم َع َد َد َما فِي ِعل ِْم َ‬
‫الذاكِ ُرو َن َو ُكلَّ َما‬
‫َكا َن ُكلَّ َما ذَ َك َر َك َوذَ َك َرهُ َّ‬
‫صالَةً َداِئ َمةً‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫غَ َف َل َع ْن ذ ْك ِر َك َوذ ْك ِره الْغَافلُو َن َ‬
‫ك الَ ُم ْنَت َهى لَ َها ُدو َن‬ ‫ك بَاقِيَةً بَِب َقاِئ َ‬ ‫بَ َد َو ِام َ‬
‫ك َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير‪.‬‬ ‫ك ِإنَّ َ‬‫ِعل ِْم َ‬
‫هذه الصالة بألف حسنة فقد نقل في شرح‬
‫الدالئل عن جده الشيخ يوسف الفاسي عن‬
‫الصالح الولي أبي العباس أحمد الحاجري‬
‫رضي اهلل عنه قال بلغني أن من صلى على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم بهذه الصالة له‬
‫عشر حسنات فرأى شخص النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فقال له يا نبي اهلل ألمن صلى‬
‫عليك بهذه الصالة عشر حسنات كما يقولون‬
‫فقال النبي صلى اهلل عليه وسلم بل عشر‬
‫صلوات لكل صالة عشر حسنات والحسنة‬
‫بعشر أمثالها‪ .‬ونقل عن الشيخ الصالح أبي‬
‫الحسن على المدارسي أنها تعرف باأللفية وأنه‬
‫نقلها عن الولي الصالح عبد اهلل بن موسى‬
‫الطرابلسي وذكر أنه نقلها عن الشيخ محمد‬
‫بن عبد اهلل الزيتوني وقال أنه أخذها عن نحو‬
‫العشرين شيخاً‪.‬‬

‫الصالة الخامسة والعشرون‬


‫ت َقلْبَهُ‬ ‫ص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد الَّ ِذي َمْأل َ‬
‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫َأصبَ َح فَ ِرحاً‬
‫ك فَ ْ‬ ‫ك َو َع ْينَهُ ِم ْن َج َمالِ َ‬‫ِم ْن َجالَلِ َ‬
‫ص ْحبِ ِه‬ ‫و‬ ‫مسروراً مَؤ بَّداً م ْنصوراً و َعلَى آلِ ِ‬
‫ه‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ُْ ُ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ْح ْم ُد هلل َعلَى ِذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫َو َسلِّ ْم تَ ْسليماً َوال َ‬

‫نقل الشيخ عن شرح المنهاج للدميري أن‬


‫الشيخ أبا عبد اهلل بن النعمان رحمه اهلل رأى‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في النوم مائة‬
‫مرة فقال في األخيرة يا رسول اهلل أي الصالة‬
‫عليك أفضل فقال قل اللهم صل على سيدنا‬
‫محمد الذي مألت قلبه من جاللك وعينه من‬
‫جمالك فأصبح فرحاً مسروراً مؤيداً منصوراً‬
‫وباقي الصالة مذكور في دالئل الخيرات‪.‬‬

‫الصالة السادسة والعشرون‪ :‬المنجية‬

‫صالَةً ُت ْن ِجينَا بِ َها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫ص ِّل َعلَى َسيِّدنَا ُم َح َّمد َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ضي لَنَا بِ َها‬ ‫ِ‬
‫ات وَت ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫م ْن َجمي ِع اَأل ْه َوال َواآلفَ َ‬
‫ات َوتْطَ ِّه ُرنَا بِ َها ِم ْن َج ِمي ِع‬
‫ج ِميع الْحاج ِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫الدرج ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ات‬ ‫السيِّئات َوَت ْر َفعُنَا بِ َها ع ْن َد َك َأ ْعلَى َّ َ َ‬
‫ات ِمن ج ِمي ِع الْ َخ ْير ِ‬
‫ات‬ ‫و ُتبلِّغُنَا بِ َها َأقْصى الْغَاي ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فِي الْحي ِاة وب ْع َد الْمم ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ََ َ َ َ َ‬

‫نقل في شرح الدالئل عن الحسن بن علي‬


‫األسواني أنه قال من قال هذه الصالة في كل‬
‫مهم وبلية ألف مرة فرج اهلل عنه وأدرك مأموله‬
‫وعن ابن الفاكهاني عن الشيخ الصالح موسى‬
‫الضرير رحمه اهلل قال ركبت البحر الملح‬
‫قل من ينجو منها من الغرق‬
‫وقامت علينا ريح ّ‬
‫وضج الناس فغلبتني عيني فنمت فرأيت النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وهو يقول قل ألهل‬
‫المركب يقولون ألف مرة اللهم صل على‬
‫سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صالة‬
‫تنجينا بها إلى الممات فاستيقظت وعلمت أهل‬
‫المركب بالرؤيا فصلينا بها نحو ثالثمائة مرة‬
‫وفرج اهلل عنا ا‪.‬ه‪ .‬وقال السيد محمد أفندي‬
‫عابدين في ثبته ذكر العالمة المسند أحمد‬
‫العطار في ثبته الصالة المنجية‪ .‬وقال في‬
‫آخرها زاد العارف األكبر يا أرحم الراحمين يا‬
‫اهلل قال وقد قال بعض األشياخ من قالها في‬
‫مهم أو نازلة ألف مرة فرج اهلل تعالى عنه‬
‫وأدرك مأموله ومن أكثر منها زمن الطاعون‬
‫أمن منه ومن أكثر منها عند ركوب البحر أمن‬
‫من الغرق ومن قرأها خمسمائة مرة ينال ما‬
‫يريد في الجلب والغنى إن شاء اهلل تعالى وهي‬
‫مجربة صحيحة في جميع ذلك واهلل تعالى‬
‫أعلم ا‪.‬ه‪ .‬وذكر نحو ذلك الشيخ الصاوي في‬
‫شرح ورد الدردير نقالً عن السمهودي‬
‫والملوي‪ .‬وقال الشيخ العارف محمد حقي‬
‫أفندي النازلي في كتابه خزينة األسرار أعلم أن‬
‫الصالة متنوعة إلى أربعة آالف وفي رواية إلى‬
‫اثني عشر ألفاً كل منها مختار جماعة من أهل‬
‫الشرق والغرب بحسب ما وجدوه رابطة‬
‫المناسبة بينهم وبينه عليه الصالة والسالم‬
‫وفهموا فيه الخواص والمنافع ووجدوا فيه‬
‫أسراراً بعضها مشهور بالتجربة والمشاهدة في‬
‫تفريج الكروب وتحصيل المرغوب كالصالة‬
‫المنجية وهي هذه وذكر صيغتها‪ ،‬ثم قال‬
‫واألفضل أن يقول اللهم صل على سيدنا‬
‫محمد وعلى آل سيدنا محمد صالة تنجينا إلى‬
‫آخرها لقوله عليه الصالة والسالم إذا صليتم‬
‫علي َفعُ ُّموا فتأثيرها مع ذكر اآلل أتم وأعم‬
‫َّ‬
‫وأكثر وأسرع كذا أوصاني وأجازني بعض‬
‫المشايخ وأيضاً ذكرها الشيخ ألكبر بذكر آل‬
‫وقال أنها كنز من كنوز العرش فإن من دعا‬
‫بها ألف مرة في جوف الليل ألي حاجة كانت‬
‫من الحاجات الدنيوية واألخروية قضى اهلل‬
‫تعالى حاجته فإنه أسرع لإلجابة من البرق‬
‫الخاطف وإكسير عظيم وترياق جسيم فال بد‬
‫من إخفائه وستره عن غير أهله كذا في سر‬
‫األسرار وكذا ذكر الشيخ البوني واإلمام‬
‫الجزولي خواص الصالة المنجية وبيَّنوا‬
‫أسرارها فتركتها كي ال تقع في أيدي‬
‫الجاهلين وتكفيك هذه اإلشارة ا‪.‬ه‪.‬‬

‫الصالة السابعة والعشرون‪ :‬صالة نور القيامة‬

‫ص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد بَ ْح ِر َأْن َوا ِر َك‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫وس‬
‫ك َو َع ُر ِ‬ ‫ان ُح َّجتِ َ‬ ‫وم ْع ِد ِن َأسرا ِر َك ولِس ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ك و ِطرا ِز مل ِ‬ ‫ضرتِ‬
‫ك‬‫ْك َ‬ ‫ك َوِإ َم ِام َح ْ َ َ َ ُ‬
‫َ‬ ‫َم ْملَ َكتِ َ‬
‫ك ال ُْمَتلَ ِّذ ِذ‬‫ك َوطَ ِر ِيق َش ِر َيعتِ َ‬ ‫َو َخ َزاِئ ِن َر ْح َمتِ َ‬
‫ب فِي ُك ِّل‬ ‫السبَ ِ‬
‫ود َو َّ‬ ‫ان َعي ِن الْوج ِ‬ ‫يد َك ِإنْ ِ‬ ‫بَِتو ِح ِ‬
‫س ْ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ك ال ُْمَت َقدِِّم ِم ْن نُو ِر‬‫ان َخل ِْق َ‬ ‫موج ٍ‬
‫ود َع ْي ِن َأ ْعي ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ك الَ‬‫ك َوَت ْب َقى بَِب َقاِئ َ‬ ‫وم بِ َد َو ِام َ‬
‫صالَ ًة تَ ُد ُ‬‫ك َ‬ ‫ضيَاِئ َ‬ ‫ِ‬
‫ض ِيه‬
‫يك و ُتر ِ‬ ‫ِ‬
‫صالَ ًة تُ ِرض َ َ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫ُم ْنَت َهى لَ َها ُدو َن ِعل ِْم َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ضى بِ َها َعنَّا يَا َر َّ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫َوَت ْر َ‬

‫قال سيدي أحمد الصاوي وغيره هذه الصالة‬


‫وجدت على حجر بخط القدرة وهي صالة‬
‫نور القيامة سميت بذلك لكثرة ما يحصل‬
‫لذاكرها بذلك اليوم من النور في شرح‬
‫الدالئل عن بعض األولياء األكابر أنها بأربعة‬
‫عشر ألف صالة‪.‬‬

‫الثامنة والعشرون والتاسعة والعشرون‪:‬‬


‫للشافعي‬

‫الصالة الثامنة والعشرون‬

‫صلَّى َعلَْي ِه‬ ‫ٍ ِ‬


‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّمد بِ َع َدد َم ْن َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫ص ِّل‬
‫ص ِّل َعلَْيه َو َ‬‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّمد بِ َع َدد َم ْن لَ ْم يُ َ‬
‫َو َ‬
‫ص ِّل‬ ‫ت بِ َّ ِ ِ‬ ‫َعلَى ُم َح َّم ٍد َك َما ََأم ْر َ‬
‫الصالَة َعلَْيه َو َ‬
‫ِ‬ ‫َعلَى ُم َح َّم ٍد َك َما تُ ِح ُّ‬
‫ص ِّل‬ ‫صلَّى َعلَْيه َو َ‬ ‫ب َأ ْن يُ َ‬
‫الصالَةُ َعلَْي ِه‪.‬‬
‫َعلَى ُم َح َّم ٍد َك َما َت ْنبَ ِغي َّ‬

‫الصالة التاسعة والعشرون‬

‫صلَّى اهلل َعلَى نَبِِّينَا ُم َح َّم ٍد ُكلَّما ذَ َك َرهُ‬‫َ‬


‫الذاكِ ُرو َن َوغَ َف َل َع ْن ِذ ْك ِر ِه الْغَا َفلُو َن‪.‬‬
‫َّ‬

‫هاتان الصالتان الشريفتان لسيدنا اإلمام‬


‫الشافعي رضي اهلل عنه‪ .‬أما الصالة األولى التي‬
‫أولها اللهم صل على محمد بعدد من صلى‬
‫عليه إلى آخرها فقد قال شارح الدالئل ذكر‬
‫أبو العباس ابن منديل في تحفة المقاصد أن‬
‫اإلمام الشافعي رضي اهلل عنه رؤى في المنام‬
‫فقيل له ما فعل اهلل بك فقال غفر لي قيل له‬
‫بماذا قال بخمس كلمات كنت أصلي بهن‬
‫على النبي صلى اهلل عليه وسلم فقيل له وما‬
‫هن قال كنت أقول وذكر هذه الصالة‪.‬‬
‫وأما الصالة الثانية التي أولها صلى اهلل على نبينا محمد‬
‫كلما ذكره الذاكرون إلى آخرها فهي الصحيحة وإن‬
‫خالف بعض ألفاظها ما سيأتي نقله ألني نقلتها من نسخة‬
‫من كتاب الرسالة منقولة عن نسخة عليها خط اإلمام‬
‫المزني صاحب إمامنا الشافعي رضي اهلل عنهما وهذه‬
‫عبارته فيها فصلى اهلل على نبينا محمد كلما ذكره‬
‫الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وصلى عليه في‬
‫األولين واآلخرين أفضل وأكثر وأزكى ما صلى على‬
‫أحدج من خلقه وزكانا وإياكم بالصالة عليه أفضل ما‬
‫زكى أحداً من أمته بصالته عليه السالم عليه ورحمة اهلل‬
‫وبركاته وجزاه اهلل عنا أفضل ما جزى مرسالً عمن أرسل‬
‫إليه ا‪.‬ه‪ .‬ثم صلى بالصالة اإلبراهيمية بعد أسطر فقال‬
‫فصلى اهلل على محمد وعلى آل محمد كما صلى على‬
‫إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنه حميد مجيد ا‪.‬ه‪ .‬وحكى‬
‫الرافعي عن إبراهيم المروزي أنه لو حلف شخص أن‬
‫يصلي عليه صلى اهلل عليه وسلم أفضل الصالة فطريق البر‬
‫أن يأتي بهذه الصالة‪ .‬قال النووي وكأنه أخذ ذلك من‬
‫كون الشافعي رضي اهلل عنه ذكر هذه الكيفية ولعله أول‬
‫من استعملها وقد صوب في الروضة أن البر يكون‬
‫بالكيفية اإلبراهيمية فإن النبي صلى اهلل عليه وسلم علمها‬
‫ألصحابه بعد سؤالهم عنها فال يختار لنفسه إال األشرف‬
‫األفضل وإن كانت صيغة الشافعي هي من أكمل الصيغ‬
‫وأكثرها ثواباً فقد روي عن عبد اهلل بن الحكم قال رأيت‬
‫الشافعي رضي اهلل عنه في النوم فقلت له ما فعل اهلل بك‬
‫قال رحمني وغفر لي وزففت إلى الجنة كما يزف‬
‫بلغت‬
‫علي كما ينثر على العروس فقلت بم ُ‬‫العروس ونثر ّ‬
‫هذه الحالة فقال لي قائل بقولك في كتاب الرسالة وصلى‬
‫اهلل على محمد عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره‬
‫الغافلون قال فلما أصبحت نظرت الرسالة فوجدت األمر‬
‫كما رأيت‪ .‬وفي رواية من طريق المزني أنه قال رأيت‬
‫الشافعي في المنام بعد موته فقلت له ما فعل اهلل بك فقال‬
‫غفر لي بصالة صليتها على النبي صلى اهلل عليه وسلم في‬
‫كتاب الرسالة وهي اللهم صل على محمد كلما ذكره‬
‫الذاكرون وصل على محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون‬
‫نقل جميع ذلك الشيخ في شرحه على دالئل الخيرات عن‬
‫الحافظ السخاوي في كتابه القول البديع وتقدم بعضه عن‬
‫المواهب اللدنية عند ذكر الصالة اإلبراهيمية‪ .‬ونقل اإلمام‬
‫الغزالي في األحياء عن أبي الحسن الشافعي قال رأيت‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول اهلل‬
‫بِ َم جوزي الشافعي عنك حيث يقول في كتابه الرسالة‬
‫وصلى اهلل على محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن‬
‫ذكره الغافلون فقال صلى اهلل عليه وسلم جوزي عني أنه‬
‫ال يوقف للحساب‪.‬‬

‫الصالة الثالثون‪:‬صالة أبي الحسن الكرخي‬

‫آل ُم َح َّم ٍد ِم ْل َء‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬


‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫آل ُم َح َّم ٍد‬ ‫الد ْنيا و ِملء ِ‬
‫اآلخ َر ِة َو ْار َح ْم ُم َح َّمداً َو َ‬ ‫ُّ َ َ ْ َ‬
‫آل‬‫اج ِز ُم َح َّمداً َو َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِملء ُّ ِ‬
‫الد ْنيَا َوم ْل َء اآلخ َرة َو ْ‬ ‫َْ‬
‫الد ْنيا و ِملء ِ‬
‫اآلخ َر ِة َو َسلِّ ْم َعلَى‬ ‫ُّ‬ ‫ء‬ ‫ل‬‫م‬‫مح َّم ٍد ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َُ‬
‫الد ْنيَا َو ِم ْل َء‬
‫آل ُم َح َّم ٍد ِم ْل َء ُّ‬‫ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اآلخ َر ِة‪.‬‬

‫ذكر في شرح الدالئل أن هذه الصالة هي‬


‫صالة أبي الحسن الكرخي صاحب معروف‬
‫الكرخي رضي اهلل عنهما التي كان يصلي بها‬
‫على النبي صلى اهلل عليه وسلم ونقل ذلك عن‬
‫كثير من العلماء األكابر‪.‬‬

‫الصالة الحادية والثالثون‬


‫السابِ ِق لِ ْل َخل ِْق‬
‫ص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َّ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ضى‬ ‫ورهُ َع َد َد َم ْن َم َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين ظُ ُه ُ‬‫ورهُ َو َر ْح َمةٌ لل َْعالَم َ‬ ‫نُ ُ‬
‫ك َو َم ْن بَِق َي َو َم ْن َس ِع َد ِم ْن ُه ْم َو َم ْن َش ِق َي‬ ‫ِم ْن َخل ِْق َ‬
‫صالَ ًة الَ‬ ‫ْح ِّد َ‬ ‫ط بِال َ‬‫صالَ ًة تَ ْسَتغْ ِر ُق ال َْع َّد َوتُ ِحي ُ‬‫َ‬
‫صالَةً َداِئ َمةً‬ ‫غَايةَ لَها والَ م ْنَتهى والَ انِْ‬
‫اء َ‬ ‫َ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ َ َ ُ َ َ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلِّ ْم تَ ْسلِيماً ِمثْ َل‬ ‫ِِ‬
‫ك َو َعلَى آله َو َ‬ ‫بِ َد َو ِام َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِذلِ َ‬

‫ذكر ُشراح الدالئل أن سيدنا عبد القادر‬


‫الجيالني رضي اهلل عنه ختم بهذه الصالة حزبه‬
‫ونقل عن السخاوي أنه قال أفاد بعض‬
‫معتمدي شيوخنا أن لها قصة تفيد أن كل مرة‬
‫منها بعشرة آالف صالة‪ .‬وقال الشيخ في‬
‫شرحه قال اإلمام محيي الدين الذي عرف‬
‫بجنيد اليمن رضي اهلل عنه من صلى بهذه‬
‫ُ‬
‫الصالة عشر مرات صباحاً ومساء استوجب‬
‫رضاء اهلل األكبر واألمان من سخطه وتواترت‬
‫عليه الرحمة والحفظ اإللهي من األسواء‬
‫وتسهل عليه األمور‪.‬‬
‫الصالة الثانية والثالثون‪ :‬لإلمام الغزالي وقيل‬
‫لسيدنا عبد القادر الجيالني رضي اهلل عنهما‬

‫ك َأبَداً‪َ .‬وَأنْ َمى‬ ‫صلَ َواتِ َ‬‫ض َل َ‬ ‫اج َع ْل َأفْ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم ْ‬
‫ضالً‬ ‫ك فَ ْ‬ ‫ك َس ْر َمداً‪َ .‬وَأ ْز َكى تَ ِحيَّاتِ َ‬ ‫َب َر َكاتِ َ‬
‫سانِيَّ ِة‪.‬‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫َو َع َدداً‪َ .‬علَى َأ ْش َرف الْ َخالَ ِق اِإل نْ َ‬
‫ات‬‫وم ْجم ِع الْح َقاِئ ِق اِإل يمانِيَّ ِة‪ .‬وطُو ِر الْتَّجلِّي ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫اسطَ ِة‬ ‫الرحمانِيَّ ِة‪ .‬و ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اِإل ح ِ ِ‬
‫َ‬ ‫سانيَّة‪َ .‬و َم ْهبط اَأل ْس َرا ِر َّ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫ين‪َ .‬وقَاِئ ِد‬ ‫ِ‬ ‫ين‪َ .‬و ُم َق َّدِم َج ْي ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ش ال ُْم ْر َسل َ‬ ‫ع ْقد النَّبيِّ َ‬
‫ض ِل الْ َخالَِئ ِق‬ ‫ين‪َ .‬وَأفْ َ‬ ‫م‬‫ب اَألنْبِي ِاء الِم َك َّر ِ‬ ‫ر ْك ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ك َأ ِز َّم ِة‬ ‫َأجم ِعين‪ .‬ح ِام ِل لِو ِاء الْع ِّز اَأل ْعلَى‪ .‬ومالِ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫اه ِد‬ ‫شِ‬ ‫َأس َرا ِر اَأل َز ِل‪َ .‬و ُم َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الَ َم ْجد اَأل ْسنَى‪َ .‬شاهد ْ‬
‫ان ال ِْق َدِم‪.‬‬ ‫ان لِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َأْنوا ِر َّ ِ‬
‫الس َواب ِق اُألَول‪َ .‬وَت ْر ُج َم َ‬ ‫َ‬
‫ْح َك ِم‪ .‬مظْه ِر ِس ِّر الْج ِ‬
‫ود‬ ‫ْحل ِْم وال ِ‬ ‫وم ْنب ِع ال ِْعل ِْم وال ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ي‬‫ود الْعُ ْل ِو ِّ‬ ‫ان َعي ِن الْوج ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِإ‬‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫ل‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫الْجزِئ‬
‫َ َ ْ ُُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُْ َ‬
‫س ِد الْ َك ْو َن ْي ِن‪َ .‬و ِع ْي ِن َحيَ ِاة‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫وح‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬
‫ِّ‬
‫الس ْفلِ‬
‫َو ُّ‬
‫وديَِّة‪.‬‬‫ب الْعب ِ‬
‫الد َاريْ ِن‪ .‬ال ُْمتَ َح ِّق ِق بَِأ ْعلَى ُرتَ ِ ُُ‬ ‫َّ‬
‫ص ِط َفاِئيَّ ِة‪ .‬الْ َخلِ ِ‬
‫يل‬ ‫ات اِإل ْ‬ ‫المتَ َخلِّ ِق بَِأ ْخالَ ِق الْم َقام ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫يب اَأل ْك َرِم‪َ .‬سيِّ ِدنَا ُم َح َّم ِد بْ ِن‬ ‫ْحبِ ِ‬‫اَأل ْعظَ ِم‪َ .‬وال َ‬
‫ب َو َعلَى َساِئ ِر اَألنْبِيَ ِاء‬ ‫َع ْب ِد اهلل بْ ِن َع ْب ِد ال ُْمطَّلِ ِ‬
‫ين‪.‬‬ ‫والْمرسلِين‪ .‬و َعلَى آلِ ِهم وصحبِ ِهم ِ‬
‫َأج َمع َ‬ ‫َْ َْ ْ ْ‬ ‫َ ُْ َ َ َ‬
‫الذاكِ ُرو َن‪َ .‬وغَ َف َل َع ْن ِذ ْك ِر ِه ُم‬
‫ُكلَّ َما ذَ َك َر َك َّ‬
‫الْغَافِلُو َن‪.‬‬

‫قال سيدي أحمد الصاوي في شرح ورد‬


‫الدردير أن هذه الصالة نقلها حجة اإلسالم‬
‫الغزالي عن القطب العيدروس وتسمى شمس‬
‫الكنز األعظم ومن قرأها حجب قلبه عن‬
‫وساوس الشيطان‪ .‬وقال عن بعضهم أنها‬
‫للقطب الرباني سيدي عبد القادر الجيالني‬
‫وأن من قرأ بعد صالة العشاء اإلخالص‬
‫والمعوذتين ثالثاً وصلي على النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم بهذه الصالة رأى النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪.‬‬

‫الصالة الثالثة والثالثون‪ :‬للرفاعي‬

‫لسيدنا أحمد الرفاعي رضي اهلل عنه‬


‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوبَا ِر ْك َعلَى نُو ِر َك اَأل ْسبَ ِق‪.‬‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ك ال ُْم َح َّق ِق‪ .‬الَّ ِذي َْأب َر ْزتَهُ َر ْح َمةً َش ِاملَةً‬ ‫اط َ‬ ‫صر ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َ‬
‫شه ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اصطََفيِتَهُ‬ ‫ود َك‪َ .‬و ْ‬ ‫ل ُو ُجود َك‪َ .‬وَأ ْك َر ْمتَهُ بِ ُ ُ‬
‫ك َو َْأر َسلْتَهُ بَ ِشيراً َونَ ِذيراً‪.‬‬ ‫ك َو ِر َسالَتِ َ‬ ‫لِنُُب َّوتِ َ‬
‫اعياً ِإلَى اهلل بِِإ ْذنِِه َو ِسراجاً ُمنِيراً‪ُ .‬ن ْقطَ ِة‬ ‫ود ِ‬
‫ََ‬
‫َأسرا ِر اَأللِ ِ‬ ‫مر َك ِز الْب ِاء َّ ِئ ِ ِ ِ ِ‬
‫ف‬ ‫الدا َرة اَأل َّوليَّة‪َ .‬وس ِّر ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ت بِ ِه رتْ َق الوج ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ود‪.‬‬ ‫الْ ُقطْبَانيَّة‪ .‬الَّذي َفَت ْق َ َ ُ ُ‬
‫ب اِإل متِنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫ص ْتهُ بَِأ ْش َرف ال َْم َق َامات بِ َم َواه ِ ْ‬ ‫صَ‬ ‫َو َخ َّ‬
‫ك‬‫ت بِ َحيَاتِِه فِي كِتَابِ َ‬ ‫س ْم َ‬‫َ‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫والْم َق ِام الْمحم ِ‬
‫ود‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ َ‬
‫ود‪َ R.‬ف ُه َو ِس ُّر َك‬ ‫الشه ِ‬
‫ف َو ُّ ُ‬ ‫ود‪َِ .‬أل ْه ِل الْ َك ْش ِ‬ ‫الْم ْشه ِ‬
‫َ ُ‬
‫ْج ْو َه ِريَِّة‬
‫السا ِري‪َ .‬و َماءُ َج ْو َه ِر ال َ‬ ‫يم َّ‬ ‫ِ‬
‫الْ َقد ُ‬
‫ات‪ِ .‬م ْن‬ ‫ود ِ‬ ‫ت بِ ِه ال َْم ْو ُج َ‬ ‫ِ‬
‫ْجا ِري‪ .‬الَّذي ْ‬
‫َأحَي ْي َ‬ ‫ال َ‬
‫وح‬‫وب َو ُر ِ‬ ‫ْب الْ ُقلُ ِ‬ ‫ات‪َ .‬قل ِ‬ ‫ان و َنب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫َم ْعدن َو َحَي َو َ َ‬
‫ات‪ .‬الْ َقلَ ِم‬ ‫ات الطَّيِّب ِ‬ ‫اح وِإ ْعالَِم الْ َكلِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَأل ْر َو ِ َ‬
‫س ِد الْ َك ِو َن ْي ِن‪.‬‬ ‫ش الْم ِح ِ‬
‫وح َج َ‬ ‫يط ُر ِ‬ ‫اَأل ْعلَى َوال َْع ْر ِ ُ‬
‫َو َب ْر َز ِخ الْبَ ْح َريْ ِن‪َ .‬وثَانِي ا ْثَن ْي ِن‪َ .‬وفَ ْخ ِر الْ َك ِو َن ْي ِن‪.‬‬
‫ب َسيِّ ْدنَا ُم َح َّم ِد بْ ِن َع ْب ِد‬ ‫اس ِم َأبِي الطَّيِّ ِ‬ ‫َأبِي الْ َق ِ‬
‫ك‬‫ك َو َحبِيبِ َ‬ ‫ب َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬ ‫اهلل بْ ِن َع ْب ِد ال ُْمطَّلِ ِ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلِّ ْم‬ ‫و‬ ‫ك النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي و َعلَى آلِ ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ورسولِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ت‬‫ك فِي ُك ِّل وقْ ٍ‬
‫َ‬ ‫تَ ْسلِيماً َكثِيراً بَِق ْد ِر َعظَ َمةَ َذاتِ َ‬
‫ب ال ِْع َّز ِة َع َّما ي ِ‬
‫ص ُفو َن‬ ‫َ‬ ‫ك َر ِّ‬‫َو ِحي ٍن ُس ْب َحا َن َربِّ َ‬
‫ب‬
‫ْح ْم ُد هلل َر ِّ‬ ‫ِ‬
‫ين َوال َ‬ ‫َو َسالَ ُم َعلَى ال ُْم ْر َسل َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال َْعالَم َ‬

‫نقل هذه الصالة سيدي الولي الشهير الشيخ‬


‫عز الدين أحمد الصياد الرفاعي في كتابه‬
‫المعارف المحمدية والوظائف األحمدية‬
‫ونسبها إلى قطب الزمان وبحر العرفان سيدنا‬
‫أبي العلمين أحمد الرفاعي قدس اهلل سره‬
‫ونفعنا ببركاته فقال ومن أوراده الشريعة هذه‬
‫الصالة واسمها جوهرة األسرار وهي مجربة‬
‫ومعروفة بين أهل الكمال من السادات‬
‫الرفاعية والمداومة عليها من أحسن الوسائل‬
‫لنيل المعالي ومعاني األسرار الخفية من جانب‬
‫الحضرة النبوية‪.‬‬

‫الصالة الرابعة والثالثون‪ :‬للبدوي‬

‫لسيدنا أحمد البدوي رضي اهلل عنه‬


‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوبَا ِر ْك َعلَى َسيِّ ُدنَا َو َم ْوالَنَا‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ض ِة‬ ‫ُّورانِيَّ ِة َولَ ْم َع ِة الْ َق ْب َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ص ِل الن َ‬ ‫ُم َح َّمد َش َج َرة اَأل ْ‬
‫ف‬ ‫ض ِل الْ َخلِي َق ِة اِإل نْسانِيَّ ِة وَأ ْش ِر ِ‬ ‫الر ْح َمانِيَّ ِة َوَأفْ َ‬
‫َّ‬
‫َ َ‬
‫الربَّانِيَّ ِة‬
‫ْج ْس َمانِيَّ ِة َو َم ْع ِد ِن اَأل ْس َرا ِر َّ‬ ‫الصور ِة ال ِ‬
‫ُّ َ‬
‫ض ِة‬ ‫اح ِ‬‫وم اِإل ص ِط َفاِئيَّ ِة ص ِ‬ ‫وخزاِئ ِن الْعلُ ِ‬
‫ب الْ َق ْب َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬
‫الر ْتبَ ِة ال َْعلِيَّ ِة َم ِن‬ ‫صلِيَّ ِة َوالَْب ْه َج ِة َّ‬
‫السنِيَّ ِة َو ُّ‬ ‫اَأل ْ‬
‫ت لَِواِئِه َف ُه ْم ِم ْنهُ َوِإلَْي ِه‬ ‫ت النَّبِيُّون تَ ْح َ‬ ‫انْ َدر ِج ِ‬
‫َ‬
‫ص ْحبِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوبَا ِر ْك َعل ْيه َو َعلَى آله َو َ‬ ‫َو َ‬
‫ت ِإلَى‬ ‫َأحَي ْي َ‬
‫ت َو ْ‬ ‫ت َو ََأم َّ‬‫ت َو َر َزقْ َ‬ ‫َع َد َد َما َخلَ ْق َ‬
‫ِ‬
‫ت َو َسلِّ ْم تَ ْسلِيماً َكثِيراً‬ ‫ث َم ْن َأ ْفَن ْي َ‬ ‫َي ْوم َت ْب َع ُ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫ْح ْم ُد هلل َر ِّ‬ ‫َوال َ‬

‫الصالة الخامسة والثالثون‪ :‬للبدوي أيضا‬

‫لسيدنا أحمد البدوي أيضاً رضي اهلل عنه‬

‫ص ِّل َعلَى نُو ِر اَألْن َوا ِر‪َ .‬و ِس ِّر اَأل ِس َرا ِر‪.‬‬‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫سا ِر‪َ .‬سيِّ ِدنَا‬ ‫اق اَأل ْغيَا ِر‪َ .‬و ِم ْفتَ ِ ِ‬ ‫وتِري ِ‬
‫اح بَاب الْنَ َ‬ ‫َ َْ‬
‫َأص َحابِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫ُم َح َّمد ال ُْم ْختَا ِر‪َ .‬وآله اَألط َْها ِر‪َ .‬و ْ‬
‫ضالِ ِه‪.‬‬ ‫ِأ‬
‫اَأل ْخيَا ِر‪َ .‬ع َدد نِ َع ِم اهلل َو فْ َ‬
‫هاتان الصالتان الشريفتان لقطب األقطاب‬
‫سيدي أحمد البدوي نفعنا اهلل به‪ .‬أما الصالة‬
‫األولى التي أولها اللهم صل وسلم وبارك على‬
‫سيدنا وموالنا محمد شجرة األصل النورانية‬
‫ولمعة القبضة الرحمانية إلى آخرها‪ .‬فقد قال‬
‫سيدي أحمد الصاوي ذكر بعضهم أنها تقرأ‬
‫عقب كل صالة سبعاً وأن كل مائة منها بثالثة‬
‫وثالثين من دالئل الخيرات‪ .‬وقال العالمة‬
‫السيد أحمد بنزيني دحالن مفتي الشافعية‬
‫بمكة المشرفة رحمه اهلل تعالى في مجموعة له‬
‫ذكر فيها جملة صلوات على النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم وفوائدها ونبذة من التصوف ذكر‬
‫كثير من العارفين أن الصالة المنسوبة للقطب‬
‫الكامل سيدي أحمد البدوي رضي اهلل عنه‬
‫سبب لحصول كثير من األنوار وانكشاف‬
‫كثير من األسرار وهي من أعظم األسباب‬
‫لالتصال بالنبي صلى اهلل عليه وسلم في المنام‬
‫واليقظة وهي سبب في وصول كثير إلى مرتبة‬
‫القطبانية وفيها أسرار في تسهيل الرزق‬
‫الظاهري وهو رزق األشباح والباطني وهو‬
‫رزق األرواح أعني العلوم والمعارف وبها‬
‫يحصل النصر على النفس والشيطان وسائر‬
‫األعداء ولها خواص كثيرة ال تعد وال تحصى‬
‫وذكروا أن قراءة ثالث مرات منها بقراءة‬
‫دالئل الخيرات وينبغي لقارئها أن يكون في‬
‫وقت قراءتها مستحضراً ألنوار النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم وعظمته في قلبه وأنه السبب‬
‫األعظم في وصول كل خير والواسطة العظمى‬
‫والنور األعظم وال يقرؤها الشخص إال وهو‬
‫متطهر فمن واظب على قراءتها بهذه الشروط‬
‫كل يوم مائة مرة واستمر على ذلك أربعين‬
‫يوماً مع االستقامة يحصل له من األنوار والخير‬
‫ما ال يعلم قدره إال اهلل تعالى ومن واظب على‬
‫قراءتها كل يوم ثالث مرات بعد صالة الصبح‬
‫وثالثاً بعد المغرب يرى لها أسراراً كثيرة واهلل‬
‫الموفق للصواب‪ .‬ثم ذكر الصالة المذكورة‬
‫بأجمعها وأما الصالة الثانية التي أولها اللهم‬
‫صل على نور األنوار وسر األسرار إلى آخرها‬
‫فقد قال األستاذ السيد أحمد دحالن في‬
‫مجموعته المذكورة بعد ذكر الصالة السابقة‬
‫وفوائدها ومما ينسب أيضاً إلى سيدنا القطب‬
‫الكامل السيد أحمد البدوي رضي اهلل عنه هذه‬
‫الصالة أيضاً وبعد أن ذكر قال ذكر كثير من‬
‫العارفين أنها مجربة لقضاء الحاجات وكشف‬
‫الكربات ودفع المعضالت وحصول األنوار‬
‫واألسرار بل مجربة لجميع األشياء وعدة‬
‫وردها مائة مرة كل يوم وينبغي أن يبتدئ‬
‫المريدون في أول سلوكهم باستعمالها وفي‬
‫انتهائهم بالصيغة األولى‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬

‫الصالة السادسة والثالثون‪ :‬للدسوقي‬

‫ات ال ُْم َح َّم ِديَِّة‪ .‬اللَّ ِطي َفةَ‬


‫الذ ِ‬‫ص ِّل َعلَى َّ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫س َس َم ِاء اَأل ْس َرا ِر‪َ .‬و َمظ َْه ِر‬ ‫اَأل َح ِديَِّة‪َ .‬ش ْم ِ‬
‫ْب َفلَ ِ‬ ‫ْجالَ ِل‪َ .‬وقُط ِ‬
‫ك‬ ‫اَألْن َوا ِر‪َ .‬و َم ْر َك ِز َم َدا ِر ال َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫سيِ ِرهِ ِإلِْي َ‬ ‫ال‪ .‬اللَّ ُه َّم بِ ِس ِّر ِه لَ ِديْ َ ِ‬
‫ك‪َ .‬وب َ‬
‫ْجم ِ‬
‫ال َ َ‬
‫ب ُح ِزنِي‬ ‫ه‬‫آمن َخوفِي ِوَأقِل َع ْثرتِي وَأ ْذ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ك ِمنِّي‪َ .‬و ْار ُزقِنِي‬ ‫صي َو ُك ْن لِي َو ُخ ْذنِي ِإلَْي َ‬ ‫و ِحر ِ‬
‫َ ْ‬
‫اء َع ِّن‪َ .‬والَ تَ ْج َعلْنِي َم ْفتُوناً بَِن ْف ِسي‪.‬‬ ‫الْ َفنَ َ‬
‫ف لِي َع ْن َك ِّل ِس ٍّر‬ ‫سي‪َ .‬وا ْك ِش ْ‬ ‫َم ْح ُجوباً بِ ِح ِّ‬
‫وم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َم ْكتُوم‪ .‬يَا َح ُّي يَا َقيُّ ُ‬
‫هذه صالة سيدي إبراهيم الدسوقي بحر‬
‫الحقيقة والشريعة نفعنا اهلل به وهي من الصيغ‬
‫الفاضلة ولم اطلع على كالم مخصوص على‬
‫هذه الصالة الشريفة ولكن نسبتها إلى القطب‬
‫الجليل سيدي إبراهيم الدسوقي واختيار الولي‬
‫الكبير الشيخ أحمد الدردير لها في أول ورده‬
‫دليل كاف على زيادة فضلها والترغيب في‬
‫قراءتها واهلل أعلم‪.‬‬

‫السابعة والثالثون والثامنة والثالثون للشيخ‬


‫األكبر‬

‫الصالة السابعة والثالثون‬

‫للشيخ األكبر سيدنا محيي الدين ابن العربي‬


‫رضي اهلل عنه‬

‫ك‪.‬‬‫يماتِ َ‬ ‫ك‪ .‬وسالَمةَ تَسلِ‬ ‫َ‬ ‫صلَةَ صلَواتِ‬ ‫ض ِ‬ ‫اللَّه َّم َأفِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ض ِة ِم َن ال َْع َم ِاء َّ‬
‫الربَّانِي‪.‬‬ ‫َعلَى ََّأو ِل الْتَّعُّينَ ِ‬
‫ات ال ُْم َفا َ‬ ‫َ‬
‫سانِي‪.‬‬ ‫ْ‬‫ن‬ ‫ِإل‬ ‫ا‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫َّو‬‫الن‬ ‫ى‬ ‫َ‬‫ل‬‫ضافَ ِة ِإ‬‫َ‬ ‫ْم‬‫ل‬‫ا‬ ‫آخ ِر التََّن ُّزالَ ِ‬
‫ت‬ ‫و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال ُْم َهاج ِر م ْن َم َّكة َكا َن اهلل َولَ ْم يَ ُك ْن َم َعهُ َش ْيءٌ‬
‫ان‪ِ .‬إلَى َم ِدينَ ِة َو ُه َو اآل َن َعلَى َما َعلَْي ِه َكا َن‪.‬‬ ‫ثَ ٍ‬
‫س فِي‬ ‫ات اِإل لَ ِهيَّ ِة الْ َخ ْم ِ‬‫ضر ِ‬ ‫ْح ََ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫صي َعوالِ‬ ‫م ْح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ص ْينَاهُ فِي ِإ َم ٍام ُمبِي ٍن‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫َأح َ‬
‫ُو ُجوده َو ُك َّل َش ْيء ْ‬
‫ود ِه َو َما‬ ‫ادتِها بِنَ َداهُ وج ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َُ‬ ‫استِ ْع َد َ َ‬‫َو َراح ِم ساِئلي ْ‬
‫ين‪ُ .‬ن ْقطَ ِة الْبَ ْس َملِ ِة‬ ‫ِ ِِ‬
‫اك ِإالَّ َر ْح َمةً لل َْعالم َ‬ ‫َْأر َسلْنَ َ‬
‫ْج ِام َع ِة لِ َما يَ ُكو ُن َولِ َما َكا َن‪َ .‬و ُن ْقطَ ِة اَأل ْم َر‬ ‫ال َ‬
‫ان‪ِ .‬س ِّر ال ُْه ِويَِّة الِّتِي فِي‬ ‫الْج َّوالَ ِة بِ َدواِئ ِر اَألكِو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُك ِّل َش ْي ٍء َسا ِريًةٌ‪َ .‬و َع ْن ُك ِّل َش ْي ٍء ُم َج َّر َدةٌ‬
‫اض َل‬ ‫و َعا ِريةٌ‪َِ .‬أمي ِن اهلل َعلَى َخزاِئ ِن الْ َفو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ب الْ َق َوابِ ِل‬ ‫سِ‬ ‫ومسَتو َد ِع َها‪ .‬وم َق ِّ ِ‬
‫سم َها َعلَى َح َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ ْ ْ‬
‫االس ِم اَأل ْعظَ ِم‪َ .‬وفَاتِ َح ِة الْ َكنِ ِز‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُم َوزِّعها‪َ .‬كل َمة ْ‬
‫وديَِّة‬ ‫الْمطَلْس ِم‪ .‬الْمظْه ِر اَألتَم الْج ِام ِع بين الْعب ِ‬
‫ْ َ َ ْ َ ُُ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫َّش ِء اَأل َع ِّم َّ‬
‫الش ِام ِل لِِإل ْم َكانِيَّ ِة‬ ‫و ُّ ِ‬
‫الربُوبِيَّة‪َ .‬والن ْ‬ ‫َ‬
‫الو ُجوبِيَّ ِة‪ .‬الطَّْو ِد اَأل َش ْم الَّ ِذي لَ ْم ُي َز ْح ِز ْحهُ‬ ‫َو ُ‬
‫ات َع ْن َم َق ِام الت َّْم ِكي ِن‪َ .‬والْبَ ْح ِر‬ ‫تَجلِّي التَّعُّينَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َع ْن‬ ‫ف الْغَ َفالَ ِ‬ ‫ض ِّم الَّ ِذي لَ ْم ُت َع ِّك ْرهُ ِجيَ َ‬ ‫ْخ َ‬ ‫ال ِ‬
‫ْجا ِري بِ ِم َد ِاد‬ ‫ص َف ِاء الْي ِقي ِن‪ .‬الْ َقلَ ِم الن ِ‬
‫ُّوران ِّي ال َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫السا ِري‬ ‫الر ْح َمانِ ِّي َّ‬ ‫س َّ‬ ‫الن َف ِ‬
‫ات‪َ .‬و َّ‬ ‫وف الْعالِي ِ‬ ‫الْحر ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُُ‬
‫س‬‫ض اَألقْ َد ِ‬ ‫ات‪ .‬الْ َف ْي ِ‬ ‫َّام ِ‬
‫ات الت َّ‬ ‫بمو ِاد الْ َكلِم ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫استِ ْع َد َ‬ ‫الذاتِ ِّي الَّ ِذي َتعَّينَ ْ ِ‬
‫ادا ُت َها‪.‬‬ ‫ت بِه اَأل ْعيَا ُن َو ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ت بِ ِه‬ ‫الص َفاتِ ِّي الَّ ِذي تَ َك َّونَ ْ‬‫س َ‬ ‫ض ال ُْم َق َّد ِ‬ ‫َوالْ َف ْي ِ‬
‫ات فِي‬ ‫الذ ِ‬ ‫س َّ‬ ‫ادا ُت َها‪َ .‬مطْلَ ِع َش ْم ِ‬ ‫استِ ْم َد َ‬ ‫اَأل ْك َوا ُن َو ْ‬
‫ض ِ‬
‫ات‬ ‫ات‪َ .‬و َم ْنبَ ِع نُو ِر اِإل فَا َ‬ ‫َس َم ِاء اَأل ْس َم ِاء َو ِّ‬
‫الص َف ِ‬
‫ط ال َْو ْح َد ِة َب ْي َن‬ ‫ات‪َ .‬خ ِّ‬ ‫ضافَ ِ‬ ‫ب َواِإل َ‬ ‫سِ‬ ‫َ‬
‫اض الِّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬‫ي‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫فِ‬
‫اسطَ ِة التَُّن ُّز ِل ِم ْن‬ ‫اح ِديِِّة‪ .‬وو ِ‬
‫ََ‬
‫َقوس ِي اَألح ِديَِّة والْو ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ُّس َخ ِة‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫‪.‬‬ ‫ض اَألب ِديَِّ‬
‫ة‬ ‫ِ‬ ‫َأر‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ِإ‬ ‫سم ِاء اَأل َزلِيَّ ِ‬
‫ة‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫الد َّر ِة‬
‫ت َع ْن َها الْ ُك ْب َرى‪َ .‬و ُّ‬ ‫الصغْ َرى الَّتِي َت َف َّر َع ْ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ضاء الَّتِي َتَن َّزلَ ْ‬
‫ْح ْم َراء‪.‬‬ ‫ت ِإلَى الْيَاقُوتَة ال َ‬ ‫الَْب ْي َ‬
‫ث اِإل ْم َكانِيَّ ِة الَّتِي الَ تَ ْخلُو َع ْن‬ ‫جو َهر ِة الْحو ِاد ِ‬
‫َْ َ ََ‬
‫ون‪َ .‬و َماد َِّة الْ َكلِ َم ِة الْ َف ْه َوانِيَّ ِة‬ ‫الس ُك ِ‬ ‫ْح َر َك ِة َو ُّ‬ ‫ال َ‬
‫ِ‬
‫اد ِة َفيَ ُكو ُن‪ُ .‬هيُولَى‬ ‫الْطَالِ َع ِة م ْن كِ ِّن ُك ْن ِإلَى َش َه َ‬
‫الص َور الَّتِي الَ َتتَ َجلَّى بِِإ ْح َد َاها َم َّر ًة ِال ْثَن ْي ِن‪َ .‬والَ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫بِص ٍ ِ َِأل ٍ‬
‫ورة م ْن َها َحد َم َّرَت ْي ِن‪ُ .‬ق ْرآن ال َ‬
‫ْج ْم ِع‬ ‫ُ َ‬
‫ان الْ َف ْر ِق‬ ‫الش ِام ِل لِلْممتَنِ ِع والْع ِد ِيم‪ .‬و ُفرقَ ِ‬ ‫َّ‬
‫َ ْ‬ ‫ُْ َ َ‬
‫صاِئ ِم َن َها ِر ِإنِّي‬ ‫ِ‬ ‫اصل ب ْين ال ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْحادث َوالْ َقد ِيم‪َ .‬‬ ‫الْ َف ً َ َ َ‬
‫ِئ‬ ‫َأبِ ُ ِ‬
‫ام‬
‫اي َوالَ َينَ ُ‬ ‫يت ع ْن َد َربِّي‪َ .‬وقَا ِم لَْي ٍل َتنَ ْام َع ْينَ َ‬
‫دم َم َر َد‬ ‫ود َوال َْع ِ‬ ‫اس ِط ِة ما بين الْوج ِ‬ ‫َق ْلبِي‪ .‬و ِ‬
‫َ َْ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫وث بِال ِْق َدِم‬ ‫ان‪ .‬ورابِطَ ِة َتعلُّ ِق الْح ُد ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫الْبَ ْح َريْ ِن َيلْتَقيَ َ َ‬
‫ان‪ .‬فَ ْذلَ َك ِة َد ْفتَ ِر اَأل َّو ِل‬ ‫خ الَ ي ْب ِغي ِ‬
‫بَ َين ُه َما َب ْر َز ٌ َ َ‬
‫اه ِر‪َ .‬حبِيبِ َ‬ ‫اط ِن والظَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫َواآلخ ِر‪َ .‬و َم ْر َك ِز ِإ َحاطَة الْبَ َ‬
‫ص ِة‬ ‫ك َعلَى ِمنَ َّ‬ ‫ال ذَاتِ َ‬ ‫ت بِ ِه َج َم َ‬ ‫الَّذي ْ‬
‫استَ ْجلَْي َ‬ ‫ِ‬
‫ك فِي َجام ِع‬ ‫ص ْبتَهُ قِ ْبلَةً لَِت َو ُّج َهاتِ َ‬
‫ك‪َ .‬ونَ َ‬ ‫تَ َجلِّيَاتِ َ‬
‫ات‬ ‫الص َف ِ‬‫ت َعلَْي ِه ِخل َْعةَ ِّ‬ ‫ك‪َ .‬و َخلَ ْع َ‬ ‫تَ َجلِّيَاتِ َ‬
‫ْخالَفَ ِة الْعُظ َْمى‪.‬‬ ‫اج ال ِ‬ ‫َواَأل ْس َماء‪َ .‬وَت َّو ْجتَهُ َبتَ ِ‬
‫ْح َر ِام‬ ‫ِ‬ ‫ت بِج ِ ِ‬
‫سده َي ْقظَةَ م َن ال َْم ْس َج َد ال َ‬ ‫َأس َريْ َ َ َ‬ ‫َو ْ‬
‫صى‪َ .‬حتَّى ا ْنَت َهى ِإلَى ِس ْد َر ِة‬ ‫ِِ‬
‫ِإلَى ال َْم ْسجد اَألقْ َ‬
‫اب َق ْو َس ْي ِن َْأو َأ ْدنَى‪.‬‬ ‫ال ُْم ْنَت َهى‪َ .‬وَترقَّى ِإلَى قَ ِ‬
‫َ‬
‫شه ِ‬
‫اح َوالَ‬ ‫صبَ َ‬ ‫ث الَ َ‬ ‫ود َك َح ْي ُ‬ ‫ادهُ بِ ُ ُ‬ ‫س َّر ُفَؤ ُ‬ ‫فَانْ َ‬
‫ص ُرهُ‬ ‫اد َما َرَأى‪َ .‬و َق َّر بَ َ‬ ‫ب الْ ُفَؤ ُ‬ ‫سا‪َ .‬ما َك َذ َ‬ ‫َم َ‬
‫ص ُر‬ ‫بِوج ِ‬
‫غ الْبَ َ‬ ‫ث الَ َخالَ َء َوالَ َمالَ‪َ .‬ما َزا َ‬ ‫ود َك َح ْي ُ‬ ‫ُُ‬
‫ص ُل بِ َها‬ ‫وما طَغَى‪ .‬ص ِّل اللَّ ُه َّم َعلَْي ِه صالَ ًة ي ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ضي ِإلَى ُكلِّي‪ .‬لِتَت ِ‬ ‫َأصلِي‪ .‬وب ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫َّح َد‬ ‫َف ْرعي ِإلَى ْ َ َ‬
‫ص َفاتِِه‪َ .‬وَت َق َّر ال َْع ْي ُن‬ ‫ص َفاتِي بِ ِ‬ ‫ذَاتِي بِ َذاتِي‪ .‬و ِ‬
‫َ‬
‫بَال َْع ْي ِن‪َ .‬ويَِف َّر الَْب ْي ُن ِم َن الَْب ْي ِن‪َ .‬و َسلِّ ْم َعلَْي ِه َسالَماً‬
‫َأسلَ ُم فِي‬ ‫ف‪َ .‬و ْ‬ ‫َأسلَم بِ ِه فِي متَاب َعتِ ِه ِمن التَّ َخلُّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫اب َم َحبَّتِ َ‬ ‫س ِ َِأل‬ ‫ِِ ِ‬
‫ك‬ ‫ف‪ْ .‬فتَ َح بَ َ‬ ‫طَ ِر ِيق َش ِر َيعته م َن الت َ‬
‫َّع ُّ‬
‫اسي‬ ‫اح ُمتَ َاب َعتِ ِه‪َ .‬وَأ ْش َه َد َك فِي َح َو ِّ‬ ‫اي بِ ِم ْفتَ ِ‬
‫ِإيَّ َ‬
‫ِ‬ ‫ض ِ ِ‬
‫اعتِ ِه‪َ .‬وَأ ْد ُخ َل‬ ‫ائي م ْن م ْش َك ِاة َش ْرع ِه َوطَ َ‬ ‫َوَأ ْع َ َ‬
‫ص ِن الَ ِإلَهَ َإالَّ اهلل‪َ .‬وفِي َأثَ ِر ِه ِإلَى‬ ‫ِ‬
‫اءهُ ِإلَى ح ْ‬ ‫َو َر َ‬
‫ك الَّ ِذي َم ْن‬ ‫ت َم َع اهلل‪ِ .‬إ ْذ ُه َو بَابُ َ‬ ‫َخل َْو ِة لِي َوقْ ٌ‬
‫لَم ي ْقص ْد َك ِم ْنهُ س َّد ْ ِ‬
‫اب‪.‬‬ ‫ت َعلَْيه الطُُّر ُق َواَألْب َو ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ َ‬
‫اب‪ .‬اللَّ ُه َّم يَا‬ ‫الد َو ِّ‬ ‫ب ِإلَى ِإ ْسطَْب ِل َّ‬ ‫صا اَأل َد ِ‬ ‫َو ُر َّد بِ َع َ‬
‫ب يا من لَي ِ‬
‫ُّور‪َ .‬والَ َخ َفاُؤ هُ‬ ‫س ح َجابُهُ َإالَّ الن َ‬ ‫َر ِّ َ َ ْ ْ َ‬
‫ك فِي َم ْرَتبَ ِة‬ ‫ك بِ َ‬ ‫َإالَّ ش َّدةَ الظُّ ُهو ِر‪ْ .‬‬
‫َأسَألُ َ‬ ‫ِ‬
‫يد‪ .‬الَّتِي َت ْف َع ُل فِ َيها َما‬ ‫ك َعن َك ِّل َت ْقيِ ٍ‬
‫ِإطْالَق َ ْ‬
‫ِ‬
‫ك بِال ِْعل ِْم‬ ‫ك َع ْن ذَاتِ َ‬ ‫شاءُ َوتُ ِري ُد‪َ .‬وبِ َك ْش َف َ‬ ‫تَ َ‬
‫ك‬‫ص َفاتِ َ‬ ‫كو ِ‬
‫َأس َما َ َ‬
‫ك فِي صو ِر ْ ِئ‬
‫َُ‬ ‫ي‪َ .‬وتَ َح ُّولِ َ‬ ‫النُّو ِر ِّ‬
‫صلِّي َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫ي‪َ .‬أ ْن تُ َ‬ ‫الصو ِر ِّ‬
‫ود ُّ‬ ‫بالْوج ِ‬
‫َ ُُ‬
‫وش فِي‬ ‫ص َيرتِي بِالنُّو ِر ال َْم ْر ُش ِ‬ ‫صالَ ًة تَ ْكحل بِ َها ب ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ َِأل‬
‫اء َما لَ ْم‬ ‫اء َما لَ ْم يَ ُك ْن َو َب ْق َ‬‫اَأل َزل‪ْ .‬ش َه َد َفنَ َ‬
‫ومةً‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ه‬ ‫يز ْل‪ .‬وَأرى اَأل ْشياء َكما ِهي فِي َأصلِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ضالً‬ ‫ود فَ ْ‬ ‫ش َّم راِئحةَ الْوج ِ‬
‫ود ًة‪َ .‬و َك ْو َن َها لَ ْم تَ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َم ْف ُق َ‬
‫الصالَ ِة‬
‫ودةً‪َ .‬وَأ ْخ ِر ْجنِي اللَّ ُه َّم بِ َّ‬ ‫َع ْن َك ْونِ َها َم ْو ُج َ‬
‫َعلَْي ِه ِم ْن ظُل َْم ِة َأنَانِيَّتِي ِإلَى الْنُّو ِر‪َ .‬و ِم ْن قَبِ ِر‬
‫ْح ْش ِر َو َف ْر ِق النُّ ُ‬ ‫ِِ‬
‫شو ِر‪.‬‬ ‫ُجثَ َمانيَّتي ِإلَى َج ْم ِع ال َ‬
‫اك‪َ .‬ما‬ ‫ض َعلَ َّي ِمن سم ِاء َتو ِح ِ‬
‫يد َك ِإيَّ َ‬ ‫َوَأفِ ْ‬
‫ْ ََ ْ‬
‫اك‪.‬‬ ‫الشر ِك واِإل ْشر ِ‬
‫س ِّ ْ َ َ‬ ‫تُطَ ِّه ُرنِي بِ ِه ِم ْن ِر ْج ِ‬
‫َوَأنْ ِع ْشنِي بِال َْم ْوتَ ِة اُألولَى َوالْ ِوالَ َد ِة الثَّانِيَ ِة‪.‬‬
‫الد ْنيَا الْ َفانِيَ ِة‪.‬‬ ‫ْحيَ ِاة الْبَاقِيَ ِة فشي َه ِذ ِه ُّ‬ ‫ِِ‬
‫َوَأحيِني بِال َ‬
‫َّاس‪َ .‬و ََأرى بِ ِه‬ ‫اج َع ْل لِي نُوراً َْأم ِشي بِ ِه فِي الن ِ‬ ‫َو ْ‬
‫اس‪.‬‬ ‫ون ا ْشتِبَ ٍاه َوالَ الْتِبَ ٍ‬ ‫ت بِ ُد ِ‬ ‫ك َْأينَ َما َت َولَّْي ُ‬ ‫َو ْج َه َ‬
‫صالً بِ ُح ْك ِم‬ ‫اظراً بِع ْينَ ِي الْجم ِع والْ َفر ِق‪ .‬فَ ِ‬ ‫نَ ِ‬
‫َْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك‪ .‬و َه ِ‬ ‫ِ‬
‫ادياً‬ ‫ْحقِّ‪َ .‬داالًّ َعلَْي َ َ‬ ‫الْ َقطْ ِع َب ْي َن الْبَاط ِل َوال َ‬
‫ص ِّل‬ ‫الر ِ‬
‫اح ِ‬ ‫ك ِإلَْي َ‬ ‫بِِإ ْذنِ َ‬
‫ين {ثالثاً} َ‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ك‪ .‬يَا َْأر َح َم َّ‬
‫صالَ ًة َتَت َقبَّ ُل بِ َها‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّدنَا ُم َح َّمد َ‬
‫ُد َعاِئي‪ .‬وتُ َح ِّق ُق بِ َها ر َجاِئي‪ .‬و َعل آلِ ِه ِ‬
‫آل‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الذ ْو ِق‬ ‫ِ‬ ‫ود وال ِْعرفَ ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫اب َّ‬ ‫َأص َح ِ‬ ‫َأص َحابِه ْ‬ ‫ان‪َ .‬و ْ‬ ‫الش ُه َ ْ‬
‫ْكي ِ‬‫ِ‬ ‫والْ ِو ْج َد ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ت طَُّرةُ لَْي ِل ال َ‬ ‫ش َر ْ‬‫ان‪َ .‬ما ا ْنتَ َ‬ ‫َ‬
‫ين {ثالثاً}‬ ‫ان ِ‬
‫آم‬ ‫ت غَُّرةُ جبِي ِن ال ِْعي ِ‬ ‫َأس َف َر ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو ْ‬
‫ب‬‫ْح ْم ُد لِلَّ ِه َر ِّ‬‫ين َوال َ‬
‫ِ‬
‫َو َسالَ ٌم َعلَى ال ُْم ْر َسل َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال َْعالَم َ‬

‫الصالة الثامنة والثالثون‬

‫الصالة األكبرية له أيضاً رضي اهلل عنه‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنا ُم َح َّمداً َأ ْك َم ِل‬‫اللَّ ُه َّم َ‬


‫ك َو َْأه ِل َس َم َواتِ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ضَ‬ ‫ك‪ .‬وسيِّ ِد َْأه ِل َأر ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َم ْخلُوقَات َ َ َ‬
‫ْس ٍم‪َ .‬وال َ‬
‫ْج ْو َه ِر‬ ‫النُّو ِر اَأل ْعظَ ِم‪َ .‬وال َك ْن ِز ال ُْمطَل َ‬
‫س لَهُ ِم ْي ٌل‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫َ‬‫ل‬ ‫ي‬ ‫ذ‬‫الس ِّر الممتَدِّ‪ .‬الَّ ِ‬
‫الْ َف ْر َد‪َ .‬و ِّ ُ ْ‬
‫ض َع ْن َخلِي َفتِ ِه‬ ‫ِ‬
‫َم ْنطُو ٌق‪َ .‬والَ ش ْبهٌ َم ْخلُو ٌق‪َ .‬و َْأر َ‬
‫ان‪.‬‬‫س َعالَ ِم اِإل نْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ان‪ِ .‬من ِ‬
‫ج‬ ‫الزم ِ‬ ‫َّ‬ ‫ا‬‫ذ‬‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫فِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِّد‪ُ .‬ح َّج ِة اهلل‬ ‫دج الْمَتعد ِ‬
‫سد‪َ .‬والْ َف ْر ِ ُ َ‬
‫وح الْمتَج ِّ ِ‬
‫الر ِ ُ َ‬ ‫ُّ‬
‫ضيَ ِة‪َ .‬م َح ِّل‬ ‫ضي ِة‪ .‬وعُم َد ِة اهلل فِي اَأل ْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫في اَألقْ َ َ ْ‬
‫َأح َك ِام ِه َب ْيَن ُه ْم‬ ‫ِِ‬
‫نَظَ ِر اهلل م ْن َخلْقه‪ُ .‬مَن ِّفذاً ْ‬
‫ِ‬
‫وحانِيَّتِ ِه‪ .‬ال ُْم ِف ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫يض‬ ‫بِص ْدقه‪ .‬ال ُْمم ِّد لل َْع َوال ِم بُِر َ‬
‫ورانِيَّتِ ِه‪َ .‬م ْن َخلَ َقهُ اهلل َعلَى‬ ‫ُ‬‫ن‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ُ‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫علَي ِهم ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫صهُ فِي‬ ‫ص‬
‫َّ‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫صورتِِه‪ .‬وَأ ْشه َدهُ َأرواح مالَِئ َكتِ ِ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ َْ َ َ‬
‫ْب‬ ‫ِ ِ‬ ‫ه َذا َّ ِ ِ‬
‫ين ََأمان‪َ .‬ف ُه َو قُط ُ‬ ‫الز َمان‪ .‬ليَ ُكو َن لل َْعالَم َ‬ ‫َ‬
‫الشه ِ‬ ‫َداِئر ِة الْوج ِ‬
‫ود‪ .‬فَالَ‬ ‫الس ْم ِع َو ُّ ُ‬ ‫ود‪َ .‬و َم َح ُّل َّ‬ ‫َ ُُ‬
‫َتتَ َح َّر ُك ذَ َّرةٌ فِي الْ َك ْو ِن ِإالَّ بِ ِعل ِْم ِه‪َ .‬والَ تَ ْس ُك ُن‬
‫الص ْد ِق‪.‬‬ ‫ِ ِ َِأل‬
‫ْحقِّ‪َ .‬و َم ْع َد ُن ِّ‬ ‫ِإالَّ بِ ُح ْكمه‪ .‬نَّهُ َمظ َْه ُر ال َ‬
‫اللَّ ُه َّم َبلِّ ْغ َسالَِمي ِإلَْي ِه‪َ .‬و َْأوقِ ْفنِي َب ْي َن يَ َديْ ِه‪.‬‬
‫اح ُر ْسنِي بِعُ َد ِد ِه‪َ .‬وا ْن ُف ْخ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ض َعلَ َّي م ْن َم َدده‪َ .‬و ْ‬ ‫َوَأفِ ْ‬
‫َأحيَى بُِر ْو ِح ِه‪َ .‬وَأل ْش َه َد‬ ‫ِِ‬
‫ف َّي م ْن ُروحه‪َ .‬ك ْي ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ك الْ َكثِ َير‬ ‫ف بِ َذلِ َ‬ ‫يل‪ .‬فََأ ْع ِر َ‬ ‫صِ‬ ‫َح ِقي َقتِي َعلَى َّ‬
‫الت ْف ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َو ِري‬ ‫يل‪َ .‬و ََأرى َع َوال ِمي الْغَْيبِيَّةَ‪َ .‬تتَ َجلَّى بِ ُ‬ ‫َوالْ َقل َ‬
‫اه ِر‪َِ .‬أل ْج َم َع َب ْي َن‬ ‫ف الْمظَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ِ ِ‬
‫وحانيَّة‪َ .‬علَى ا ْختالَ َ‬ ‫ُّ َ‬
‫اه ِر‪ .‬فََأ ُكو َن َم َع‬ ‫اط ِن والظَّ ِ‬ ‫اآلخ ِر‪ .‬والْب ِ‬ ‫اَأل َّو ِل و ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫س لِي ِم َن اَأل ْم ِر‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫َ‬‫ل‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ص َفاتِِه وَأ ْفعالِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اهلل آلِ ْه‪ .‬ب ْين ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وم‪ .‬فََأ ْعبُ َدهُ بِ ِه فِي‬ ‫س ٌ‬ ‫وم‪َ .‬والَ ُج ْزءٌ َم ْق ُ‬ ‫َش ْيءٌ َم ْعلُ ٌ‬
‫ْجالَ ِل‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َجمي ِع اَأل ْح َو ِال‪ .‬بَ ْل بِ َح ْو ِل َو ُق َّوة ذي ال َ‬
‫ب‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ال‬ ‫م‬‫َّاس لِيوٍ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫واِإل ْكر ِام‪ .‬اللَّه َّم يا ج ِ‬
‫ام‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اج َم ْعنِي بِ ِه َو َعلَْي ِه َوفِ ِيه‪َ .‬حتَّى الَ ُأفَا ِرقَهُ فِي‬ ‫فيه‪ْ .‬‬
‫ِِ‬
‫ْحالَْي ِن‪ .‬بَ ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الد َاريْ ِن‪َ .‬والَ َأْن َفص َل َع ْنهُ في ال َ‬ ‫َّ‬
‫َأ ُكو َن َكَأنِّي َإيَّاهُ‪ِ .‬في ُك ِّل َْأم ٍر َت َوالَّهُ‪ِ .‬م ْن طَ ِر ِيق‬
‫اع‪ .‬الَ ِم ْن طَ ِر ِيق ال ُْم َما َثلَ ِة‬ ‫االنْتِ َف ِ‬
‫اع و ِ‬
‫اِإل ِّتبَ ِ َ‬
‫ْح ْسنَى‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ك‬ ‫َأسماِئ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫ُ‬‫َأ‬ ‫َأس‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫اع‬
‫ِ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫واالرتِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ك ِمنَّةً ُم ْستَطَابَةً‪َ .‬والَ‬ ‫ال ُْم ْستَ َجابَِة‪َ .‬أ ْن ُتَبلِّغَنِي ذَلِ َ‬
‫ك‬‫ك نَاِئب‪ .‬فَِإ نً َ‬ ‫ك َخاِئب‪َ .‬والَ ِم َّم ْن لَ َ‬ ‫َت ُردَّنِي ِم ْن َ‬
‫صلَّى اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪َ .‬و َ‬ ‫يم‪َ .‬وَأنَا ال َْع ْب ُد ال َْعد ُ‬ ‫ال َْواج ُد الْ ُك ِر ُ‬
‫ص ْحبِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو َسلَّ َم َعلَى َسيِّدنَا ُم َح َّمد َو َعلَى آله َو َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫ْح ْم ُد هلل َر ِّ‬ ‫ين‪َ .‬وال َ‬ ‫َأج َمع َ‬‫ْ‬

‫هاتان الصالتان الشريفتان هما لسيدنا وموالنا‬


‫ِإمام العارفين وخاتمة األولياء المحققين الشيخ‬
‫األكبر سيدي محيي الدين ابن العربي رضي‬
‫اهلل عنه‪ .‬أما الصالة األولى وهي اللهم َأفض‬
‫صلة صلواتك‪ .‬وسالمة تسليماتك ِإلى آخرها‬
‫فقد نقلتها من شرحها المسمى ورد الورود‬
‫وفيض البحر المورود للولي الكبير العارف‬
‫الشهير سيدي الشيخ عبد الغني النابلسي‬
‫رضي اهلل عنه‪ .‬وذكر في آخره ما يفيد أنها‬
‫تقرأ في كل وقت من األوقات خصوصاً ليلة‬
‫الجمعة ويومها السر قريب وأمر عجيب‪.‬‬

‫{فائدة} من فوائد هذا الشرح قال رضي اهلل‬


‫عنه عند قول المصنف كلمة االسم األعظم‬
‫وفاتحة الكنز المطلسم‪ .‬وقد ورد في الحديث‬
‫ت َأ ْن‬
‫َأحبَْب ُ‬
‫ف فَ ْ‬ ‫ت َك ْنزاً لَ ْم ُأ ْع َر ْ‬
‫القدسي‪ُ :‬ك ْن ُ‬
‫ت ِإلَْي ِه ْم فَبِي‬‫ت َخلْقاً َوَت َع َّرفْ ُ‬ ‫ُأ ْع َر َ‬
‫ف فَ َخلَ ْق ُ‬
‫َع َرفُونِي‪ .‬وقوله فبي من حيث عدد الجمل‬
‫اثنان وتسعون وعدد حساب محمد اثنان‬
‫وتسعون فقوله تعالى فبي عرفوني معناه‬
‫فبمحمد صلى اهلل عليه وسلم عرفوني ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وأما الصالة الثانية وهي المسماة باألكبرية فقد‬
‫نقلتها من شرحها المسمى الهبات األنورية‬
‫على الصلوات األكبرية لسيدي الولي الكبير‬
‫العارف الشهير السيد مصطفى بن كمال الدين‬
‫البكري الصديقي رضي اهلل عنه ونسخة‬
‫الشرح التي نقلتها منها في غاية الصحة ألنها‬
‫قُرئت على المؤلف وقد ذكر الشارح ترجمة‬
‫سيدي الشيخ محي الدين مؤلف هذه الصالة‬
‫رضي اهلل عنه مختصرة فلنذكرها هنا بحروفها‬
‫تبركاً بذكره الشريف رضي اهلل عنه‪ .‬قال اعلم‬
‫أيها األخ في رضاعة ثدي اإلسالم‪ .‬وفقني اهلل‬
‫وإياك للقبول واالستسالم‪ .‬أن واضع هذه‬
‫الصلوات النبوية الدالة على علو المنزلة‬
‫القطبية‪ .‬هو اإلمام الهمام المقدام الضرغام‬
‫خاتم الوالية المحمدية‪ .‬المحقق المدقق‪.‬‬
‫والحبر البحر الرائق الفائق المتدفق‪ .‬والعارف‬
‫العارف الموفَّق الموقِّق‪ .‬بين كالم األئمة الذين‬
‫ممزق‪ .‬الكبريت األحمر‪.‬‬
‫كل منهم للحجب ِّ‬
‫ِ‬
‫والم ْنطيق األبهر‪ .‬والحقيق بكل مقام َأفخر‪.‬‬
‫الشيخ األكبر‪ .‬أبو عبد اهلل محيي الدين‪ .‬بهجة‬
‫األولياء الراسخين‪ .‬محمد بن علي بن محمد‬
‫بن العربي الحاتمي الطائي األندلسي قدس اهلل‬
‫سره وروح روحه‪ .‬ووالى عليه فتحه وفتوحه‪.‬‬
‫العلم الفرد الغني عن التعريف وذكر المناقب‪.‬‬
‫فإن من مارس كتبه علم أنه آية باهرة ونجم‬
‫علم ثاقب‪ .‬بل قمر منير زاهر‪ .‬بل بدر مستنير‪R‬‬
‫ظاهر‪ .‬بل شمس وعلى التحقيق شموس بواهر‪.‬‬
‫فماذا يقول المادح‪ .‬أو يتفوه به المثنى‬
‫الصادح‪ .‬وقد عبق األكوان طيب فتوحاته‪.‬‬
‫وعطر أرجاء الملوين عبير مؤلفاته‪ .‬وأثنى عليه‬
‫الجهابذة األعالم‪ .‬أولو التحديث واألخبار‬
‫واألعالم‪ .‬ولد رضي اهلل عنه ليلة االثنين سابع‬
‫عشرين من رمضان سنة ستين وخمسمائة‬
‫بمرسية من بالد األندلس وانتقل إلى ِإشبيلية‬
‫في سنة ثمان وستين وأقام بها ِإلى سنة ثمان‬
‫وتسعين ثم دخل ِإلى بالد المشرق وطرق بالد‬
‫الشام ودخل بالد الروم وكان من عجائب‬
‫الزمان وكان يقول َأعرف اسم اهلل األعظم‬
‫وَأعرف الكيمياء بطريق المنازلة ال طريق‬
‫الكسب وكانت وفاته رضي اهلل عنه بدمشق‬
‫في دار القاضي محيي الدين بن الزكي وغسله‬
‫الجمال ابن عبد الخالق ومحيي الدين يحيى‬
‫قاضي القضاة ومحيي الدين محمد بن علي‬
‫وكان العماد ابن النحاس يصب الماء وحمل‬
‫ِإلى قاسيون ودفن بتربة بني الزكي وذلك ليلة‬
‫الجمعة الثاني والعشرين من ربيع الثاني سنة‬
‫ثمان وثالثين وستمائة فيكون عمره ثمانياً‬
‫وسبعين سنة قدس اهلل سره وَأنالنا من علومه‬
‫سهماً‪.‬وقد اصطفاه اهلل تعالى وهو يكتب في‬
‫تفسيره الكبير فوقف قلمه عند قوله تعالى‬
‫وعلمناه من لدنا علما‪ .‬نافت مؤلفاته على‬
‫األربعمائة بل قيل بلغت َألفاً‪ .‬وكانت‬
‫الروحانيون تخطف بعضها غيرة َأن يظهر لهذا‬
‫العالم منها حرفاً‪ .‬ا‪.‬ه‪ .‬وقال الشارح عند قول‬
‫المصنف في شَأن قطب دائرة الوجود اللهم يا‬
‫جامع الناس ليوم ال ريب فيه اجمعني به وعليه‬
‫وفيه وقد استجاب اهلل دعوته فجمعه به وعليه‬
‫وفيه بل تولى مرتبته بذاته كما صرح بذلك‬
‫َأوائل فتوحاته ا‪.‬ه‪ .‬ووجد في بعض المجاميع‬
‫صيغة صالة شريفة منسوبة أيضاً لسيدنا محيي‬
‫الدين ابن العربي رضي اهلل عنه وهي هذه اللهم‬
‫صل على طلعة الذات المطلسم‪ .‬والغيث‬
‫المطمطم‪ .‬والكمال المكتَّم‪ .‬الهوت الجمال‪.‬‬
‫وناسوت الوصال‪ .‬وطلعة الحق هوية إنسان‬
‫األزل‪ .‬في نشر من لم يزل‪ .‬من َأقمت به‬
‫نواسيت الفرق‪ِ .‬إلى طريق الحق‪ .‬فصل اللهم‬
‫به منه فيه عليه وسلم تسليماً‪.‬‬

‫الصالة التاسعة والثالثون‪ :‬للفخر الرازي‬

‫للشيخ فخر الدين الرازي رحمه اهلل تعالى‬

‫ت َوفِي َه ِذ ِه‬ ‫اللَّ ُه َّم ج ِّد ْد وج ِّر ْد فِي َه َذا الْوقْ ِ‬


‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ك‬‫ات‪َ .‬وتَ ِحيَّاتِ َ‬ ‫َّام ِ‬
‫ك الت َّ‬ ‫صلَ َواتِ َ‬ ‫الس ِ ِ‬
‫اعة م ْن َ‬ ‫َّ َ‬
‫ك اَأل ْكبَ ِر اَألتَ ِّم اَأل ْد َوِم ِإلَى‬ ‫ض َوانِ َ‬‫ات‪َ .‬و ِر ْ‬ ‫الزاكِي ِ‬
‫َّ َ‬
‫ِ‬
‫آد َم‪.‬‬‫ك فِي َه َذا ال َْعالَ ِم‪ .‬م ْن بَنِي َ‬ ‫َأ ْك َم ِل َع ْب ٍد لَ َ‬
‫ك قِ ْبلَةً‬ ‫ك ِظالًّ‪َ .‬ولِ َح َواِئ ِج َخل ِْق َ‬ ‫الَّ ِذي َج َعلْتَهُ لَ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك َوَأقَ ْمتَهُ بِ ُح َّجتِ َ‬ ‫اصطََف ْيتَهُ لَِن ْف ِس َ‬ ‫َو َم َحالًّ‪َ .‬و ْ‬
‫وَأظْهرته بِص ِ‬
‫يك‪.‬‬ ‫ك‪َ .‬وا ْخَت ْرتَهُ ُم ْسَت ًوى لِتَ َجلِّ َ‬ ‫ورت َ‬ ‫َ َ ْ َُ ُ َ‬
‫ك‬ ‫ضَ‬ ‫يك‪ .‬فِي َأر ِ‬
‫ْ‬ ‫يذ ََأو ِام ِر َك َو َن َو ِاه َ‬ ‫وم ْن ِزالً لَِت ْن ِف ِ‬
‫ََ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك َو َب ْي َن ُم َك َّونَاتِ َ‬‫اسطَةً َب ْينَ َ‬ ‫ك ‪ .‬وو ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َس َم َوات َ َ َ‬
‫ك اآل َن َع ْن‬ ‫َو َبلِّ ْغ َسالَ َم َع ْب ِد َك َه َذا ِإلَْي ِه َف َعلَْي ِه ِم ْن َ‬
‫َّسلِ ِيم َوَأ ْز َكى‬ ‫ف الت ْ‬ ‫الصالَ ِة َوَأ ْش َر ُ‬
‫ض ُل َّ‬ ‫َع ْب ِد َك َأفْ َ‬
‫ات اللً ُه ًم ذَ ِّك ْرهُ بِ َي لِيَ ْذ ُك َرنِي ِع ْن َد َك بِ َما‬ ‫الت ِ‬
‫َّحيَّ ِ‬
‫وآجالً َعلَى قَ ْد ِر‬ ‫اجالً ِ‬ ‫ت َأ ْعلَم َأنَّهُ نَافِ ٌع لِي َع ِ‬
‫َأنْ َ ُ‬
‫ك الَ َعلَى ِم ْق َدا ِر ِعل ِْمي‬ ‫ك َو َم َكانَتِ ِه لَ َديْ َ‬ ‫َم ْع ِرفَتِ ِه بِ َ‬
‫ض ٍل َج ِد ٌير َو َعلى َما‬ ‫َو ُم ْنَت َهى َف ْه ِمي ِإنَّ َ‬
‫ك بِ ُك ِّل فَ ْ‬
‫صلَّى اهلل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى‬ ‫تَ َ ِ‬
‫شاءُ قَد ٌير َو َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ب ال َْعالَ ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬ ‫ه‬‫آلِ ِه وصحبِ ِه وسلَّم والْحم ُد لِلَّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ َْ‬
‫ثم يقرأ الفاتحة ويهديها إلى حضرة النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم وللقطب الفرد الجامع ورجال‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬

‫هذه الصالة الشريفة وجدت في بعض‬


‫المجاميع منسوبة إلى اإلمام الهمام العالمة‬
‫المتفنن في جميع العلوم معقولها ومنقولها‬
‫ناصر السنة على البدعة والحق على الباطل‬
‫والهدى على الضاللة بالبراهين القاطعة‬
‫والحجج الدامغة األستاذ األعظم الشيخ فخر‬
‫الدين الرازي صاحب التفسير الكبير‪.‬‬
‫والمؤلفات التي ليس لها نظير‪ .‬وقد أهدى‬
‫هذه الصالة إلى الحافظ الكبير والمحقق‬
‫الشهير الشيخ ولي الدين العراقي وهذا دليل‬
‫كاف لعظم مزيتها ورفعة قدرها وكثرة‬
‫فضائلها وزيادة األجر في قراءتها‪.‬‬

‫الصالة األربعون‪ :‬لشمس الدين الحنفي‬


‫لسيدي شمس الدين محمد الحنفي رضي اهلل‬
‫عنه‬

‫َّبي اُألِّم ِّي َو َعلَى آلِ ِه‬


‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد الن ِّ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ت َو ِزنَةَ َما َعلِ ْم َ‬
‫ت‬ ‫ص ْحبِ ِه َو َسلِّ ْم َع َد َد َما َعلِ ْم َ‬
‫َو َ‬
‫َو ِم ْل َء َما َعلِ ْم َ‬
‫ت‪.‬‬

‫قال السيد أحمد دحالن في مجموعته ذكر‬


‫اإلمام الشعراني لهاتين الصيغتين يعني هذه‬
‫صالة سيدي محمد الحنفي صالة سيدي‬
‫إبراهيم المتبولي اآلتية من األسرار والعجائب‬
‫ما ال يدخل تحت حصر وال ينبغي لنا أن نطيل‬
‫بتعداد ذلك واللبيب تكفيه اإلشارة ا‪.‬ه‪ .‬وقال‬
‫سيدنا وموالنا الشيخ عبد الوهاب الشعراني‬
‫رضي اهلل عنه في طبقات في ترجمة سيدي‬
‫محمد الحنفي رضي اهلل عنه ما نصه وكان‬
‫الشريف النعماني رضي اهلل عنه أحد أصحاب‬
‫سيدي محمد رضي اهلل عنه يقول رأيت جدي‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في خيمة‬
‫عظيمة واألولياء يجيئون فيسلمون عليه واحداً‬
‫بعد واحد وقائل يقول هذا فالن وهذا فالن‬
‫فيجلسون إلى جانبه صلى اهلل عليه وسلم حتى‬
‫جاءت كبكبة عظيمة وخلق كثير وقائل يقول‬
‫هذا محمد الحنفي فلما وصل إلى النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم أجلسه بجانبه ثم التفت صلى‬
‫اهلل عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وقال لهما‬
‫إني أحب هذا الرجل إال عمامته الصماء أو‬
‫قال الزعراء وأشار إلى سيدي محمد فقال له‬
‫أبو بكر رضي اهلل عنه أتأذن لي يا رسول اهلل‬
‫أن أعممه فقال نعم فأخذ أبو بكر رضي اهلل‬
‫عنه عمامة نفسه وجعلها على رأس سيدي‬
‫محمد وأرخى لعمامة سيدي محمد عذبة عن‬
‫يساره وألبسها لسيدي محمد فلما قصها على‬
‫سيدي محمد رضي اهلل عنه بكى وبكى الناس‬
‫وقال للشريف محمد إذا رأيت جدك صلى اهلل‬
‫عليه وسلم فاسأله لي في إمارة يعلمها من‬
‫أعمالي فرآه صلى اهلل عليه وسلم بعد أيام‬
‫وسأله األمارة فقال له بإمارة الصالة التي‬
‫علي في الخلوة قبل غروب الشمس‬
‫يصليها َّ‬
‫كل يوم وهي اللهم صل على محمد النبي‬
‫األمي وعلى آله وصحبه وسلم عدد ما علمت‬
‫وزنة ما علمت وملء ما علمت فقال سيدي‬
‫محمد رضي اهلل عنه صدق رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وأخذ عمامته وأرخى لهذا عذبة ونزع‬
‫كل من في المجلس عمامته وأرخى لها عذبة‬
‫وصار سيدي محمد رضي اهلل عنه إذا ركب‬
‫يرخى العذبة وترك الطيلسان الذي كان يركب‬
‫به إلي إن مات رضي اهلل عنه ثم إن الشريف‬
‫رضي اهلل عنه رأى النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫بعد ذلك أيضاً وقال له إني أرسلت إلى محمد‬
‫الحنفي أمارة مع رجل من رجال الصعيد وأن‬
‫يعمل لعمامته عذبة فوصل الرجل الصعيدي‬
‫بعد مدة وأخبر سيدي محمداً بالرؤيا رضي اهلل‬
‫عنه ا‪.‬ه‪ .‬وقد ترجمه رضي اهلل عنه بترجمة‬
‫حافلة ذكر فيها كثيراً من مناقبه الدالة على‬
‫رفعة منزلته وعلو مقامه وذكر أنه كان رضي‬
‫اهلل عنه يقول واهلل لقد مرت بنا القطبية ونحن‬
‫شباب فلم نلتفت إليها دون اهلل عز وجل‪.‬‬
‫وقال كان سيدي الشيخ إسماعيل نجل سيدي‬
‫محمد الحنفي رضي اهلل عنه يقول إن الشيخ‬
‫رضي اهلل عنه أقام في درجة القطبانية ستاً‬
‫وأربعين سنة وثالثة أشهر وأياماً وهو القطب‬
‫الغوث الفرد الجامع هذه المدة ومما قاله في‬
‫وصفه في أول الترجمة وهو أحد أركان هذه‬
‫الطريق وصدور أوتادها وأكابر أئمتها وأعيان‬
‫علمائها علماً وعمالً وحاالً وقاالً وزهداً‬
‫وتحقيقاً ومهابة وهو أحد من أظهره اهلل إلى‬
‫الوجود وصرفه في الكون ومكنه في األحوال‬
‫وأنطقه بالمغيبات وخرق له العوائد وقلب له‬
‫األعيان وأظهر على يديه العجائب وأجرى على‬
‫لسانه الفوائد ونصبه قدوة للطالبين حتى تلمذ‬
‫له جماعة من أهل الطريق وانتمى إليه خلق من‬
‫الصالحين واألولياء واعترفوا بفضله وأقروا‬
‫بمكانته وقصد للزيارات من سائر األقطار‬
‫وحل مشكالت أحوال القوم وكان رضي اهلل‬
‫عنه ظريفاً جميالً في بدنه وثيابه وكان الغالب‬
‫عليه شهود الجمال وكان رضي اهلل عنه من‬
‫ذرية أبي بكر الصديق رضي اهلل تعالى عنه‬
‫توفي رضي اهلل عنه سنة سبع وأربعين‬
‫وثمانمائة رضي اهلل عنه‪ ،‬وقد أفرد الناس‬
‫ترجمته بالتأليف ثم قال قال شيخ اإلسالم‬
‫العيني في تاريخه الكبير واهلل ما سمعنا وال‬
‫رأينا فيما حويناه من كتبنا وكتب غيرنا وال‬
‫فيما اطلعنا عليه من أخبار الشيوخ والعباد‬
‫واألستاذين بعد الصحابة إلى يومنا هذا أن‬
‫أحداً أعطي من العز والرفعة والكلمة النافذة‬
‫والشفاعة المقبولة عند الملوك واألمراء‬
‫وأرباب الدولة والوزراء عند من يعرفه وعند‬
‫من ال يعرفه مثل ما أعطي الشيخ سيدي شمس‬
‫الدين الحنفي‪ .‬ثم قال وابلغ من ذلك أنه لو‬
‫طلب السلطان أن ينزل إليه خاضعاً حتى‬
‫يجلس بين يديه ويقبل يديه لكان ذلك اليوم‬
‫أحب األيام إليه ولم يقم قط ألحد من الملوك‬
‫فمن دونهم إذا دخلوا عليه وكان إذا دخل‬
‫منهم أحد يجلس جاثياً على ركبتيه متأدباً‬
‫خاضعاً وال يلتفت يميناً وال شماالً ومن أراد‬
‫زيادة الوقوف على أحواله رضي اهلل عنه‬
‫فليراجع الطبقات والكتب المؤلفة في مناقبه‬
‫رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫الصالة الحادية واألربعون‪ :‬للمتبولي‬

‫لسيدي إبراهيم المتبولي رضي اهلل عنه‬

‫صلِّ َي َعلَى َسيِّ ِدنَا‬


‫ك َأ ْن تُ َ‬‫ك بِ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم ِإنِّي ْ‬
‫َأسَألُ َ‬
‫ين َو َعلَى‬ ‫مح َّم ٍد و َعلَى ساِئ ِر اَألنْبِي ِاء والْمرسلِ‬
‫َ َ ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫ين َوَأ ْن َتغْ ِف َر لِي َما َم َ‬
‫ضى‬ ‫آلِ ِهم وصحبِ ِهم ِ‬
‫َأج َمع َ‬‫َْ َْ ْ ْ‬
‫يما بَِق َي‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َوتَ ْح َفظَني ف َ‬

‫ذكر هذه الصالة العالمة السيد َأحمد دحالن‬


‫في مجموعته وذكر معها صالة سيدنا شمس‬
‫الدين الحنفي السابقة بعد ذكره الصالتين‬
‫المتقدمتين لسيدي أحمد البدوي رضي اهلل‬
‫عنه‪ .‬قال ينبغي أن يشتغل المريدون في‬
‫توسطهم بالصيغة المنسوبة لسيدي العارف‬
‫باهلل تعالى الشيخ إبراهيم المتبولي أو بالصيغة‬
‫المنسوبة لسيدي الشيخ شمس الدين الحنفي‪.‬‬
‫وقد ذكر اإلمام الشعراني لهاتين الصيغتين من‬
‫األسرار والعجائب ما ال يدخل تنحت حصر‬
‫وال ينبغي لنا أن نطيل بتعداد ذلك واللبيب‬
‫تكفيه اإلشارة‪ .‬وقال الشيخ المتبولي وددت‬
‫أنها ال تخرج من لسان مسلم انتهت عبارة‬
‫السيد أحمد دحالن ووجدت هذه الصالة في‬
‫بعض المجاميع منسوبة إلى سيدي إبراهيم‬
‫المتبولي رضي اهلل عنه وقد كتب تحتها أن‬
‫سيدنا وموالنا بحر الشريعة والحقيقة ومجدد‬
‫معالم الطريقة الذي أجمعت األمة المحمدية‬
‫على واليته وجاللة قدره الشيخ عبد الوهاب‬
‫الشعراني رضي اهلل عنه ونفعنا بعلومه‪ ،‬قال‬
‫وددت أن كل من أعرفه من أصحابي وأحبابي‬
‫يواظب على هذه الصالة وكفى بهذا القول من‬
‫هذا األستاذ دليالً على زيادة فضل هذه الصالة‬
‫وكثرة نفعها وصاحبها سيدي إبراهيم المبتولي‬
‫هو شيخ الوارث المحمدي الشيخ على‬
‫الخواص شيخ سيدي عبد الوهاب الشعراني‬
‫وقد ترجمه في طبقات األولياء بترجمة حافلة‬
‫قال في أولها كان من أصحاب الدوائر‬
‫الكبرى في الوالية ولم يكن له شيخ إال رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم وكان يرى النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم كثيراً في المنام فيخبر بذلك‬
‫أمه فتقول يا ولدي إنما الرجل من يجتمع به‬
‫في اليقظة فلما صار يجتمع به في اليقظة‬
‫ويشاوره على أموره قالت له اآلن قد شرعت‬
‫في مقام الرجولية ثم قال وكان يقول وعزة‬
‫ربي ما رأيت في األولياء أكبر فتوة من سيدي‬
‫أحمد البدوي رضي اهلل عنه ولذلك وآخى‬
‫بيني وبينه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ولو‬
‫كان هناك من هو أكبر فتوة منه آلخى بيني‬
‫وبينه وذكر له كرامات كثيرة منها أنه كان‬
‫يسأل الفقراء القاطنين عن أحوالهم ويباسطهم‬
‫فرأى يوماً شخصاً منهم كثير العبادة واألعمال‬
‫الصالحة والناس منكبون على اعتقاده فقال يا‬
‫ولدي مالي أراك كثير العبادة ناقص الدرجة‬
‫لعل والدك غير راض عنك فقال نعم فقال‬
‫تعرف قبره فقال نعم فقال اذهب بنا إلى قبره‬
‫لعله يرضى‪ .‬قال الشيخ يوسف الكردي فواهلل‬
‫لقد رأيت والده خرج من القبر ينفض التراب‬
‫عن رأسه حين ناداه الشيخ‪ ،‬فلما استوى قائماً‬
‫قال الشيخ الفقراء جاؤوا شافعين تطيب‬
‫خاطرك على ولدك هذا فقال أشهدكم أني قد‬
‫رضيت عنه فقال ارجع مكانك فرجع وقبره‬
‫بالقرب من جامع شرف الدين برأس الحسينية‬
‫في مصر انتهى‪.‬‬

‫الصالة الثانية واألربعون‪ :‬للشوني‬

‫لسيدي نور الدين الشوني واسمها مصباح‬


‫الظالم في الصالة والسالم على خير األنام‬

‫آل ُم َح َّم ٍد‬ ‫ص ِّل و َسلِّم َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬


‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ َ ْ‬
‫يم‬ ‫آل ِإبر ِ‬
‫اه‬ ‫ت َعلَى ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬ ‫صلَّْي َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َك َما َ‬
‫آل ُم َح َّم ٍد َك َما‬ ‫وبَا ِر ْك َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يم فِي‬ ‫آل ِإبر ِ‬
‫اه‬ ‫ت َعلَى ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬ ‫بَ َار ْك َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬
‫ضا‬ ‫ك َو ِر َ‬ ‫ك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد َع َد َد َخل ِْق َ‬ ‫ين ِإنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫ال َْعالَم َ‬
‫ك ُكلَّ َما‬ ‫اد َكلِ َماتِ َ‬ ‫ك و ِزنَةَ عر ِش َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َوم َد َ‬ ‫َن ْفس َ َ َ ْ‬
‫الذاكِ ُرو َن َو ُكلَّ َما غَ َف َل َع ْن ِذ ْك ِر ِه‬ ‫ذَ َك َر َك َّ‬
‫صالَ ٍة َعلَى‬ ‫ض َل َ‬ ‫الْغَافلُو َن‪ }2{ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫ص ِّل َأفْ َ‬ ‫ِ‬
‫ك َسيِّ ِدنا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه‬ ‫ض ِل َم ْخلُوقَاتِ َ‬ ‫َأفْ َ‬
‫ك‬‫ك َو ِم َد ِاد َكلِ َماتِ َ‬ ‫وماتِ َ‬ ‫و ِ‬
‫ص ْحبِه َو َسلِّ ْم َع َد َد َم ْعلُ َ‬ ‫َ َ‬
‫الذاكِ ُرو َن َو ُكلً َما غَ َف َل َع ْن ِذ ْك ِر ِه‬ ‫ُكلَّ َما ذَ َك َر َك َّ‬
‫ص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫الْغَافلُو َن‪ }3{ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫ِ‬
‫ك النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي َو َعلَى آلِ ِه‬ ‫ك َو َر ُسولِ َ‬ ‫َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬
‫ات َو َما فِي‬ ‫السمو ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْحبه َو َسلِّ ْم َع َد َد َما في َّ َ َ‬
‫و ِِ‬
‫َ َ‬
‫ك فِي ُُأمو ِرنَا‬ ‫َأج ِر لُطْ َف َ‬ ‫ض َو َما َب ْيَن ُه َما َو ْ‬ ‫اَأل ْر ِ‬
‫ين‪}4{ .‬‬ ‫م‬‫ب ال َْعالَ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ين‬ ‫والْمسلِ ِمين َأجم ِ‬
‫ع‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ َْ َ َ َ‬
‫ص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلِّ ْم َع َد َد َما َكا َن َو َع َد َد َما يَ ُكو ُن‬ ‫َو َ‬
‫َو َع َد َد َما ُه َو َكاِئ ٌن فِي ِعل ِْم اهلل‪ }5{ .‬اللَّ ُه َّم‬
‫وح َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد فِي‬ ‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى ُر ِ‬ ‫َ‬
‫اح وص ِّل وسلِّم َعلَى جس ِد ِه فِي اَألجس ِ‬
‫اد‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫اَأل ْر َو ِ َ َ َ َ ْ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم‬ ‫ِِ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َق ْب ِره في الْ ُقبُو ِر َو َ‬ ‫َو َ‬
‫َعلَى ِ ِ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم‬ ‫اس ِمه في اَأل ْس َماء‪ }6{ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ْ‬
‫ب ال َْعالَ َم ِة َوالْغَ َم َام ِة‪{ .‬‬ ‫اح ِ‬‫علَى سيِّ ِدنَا مح َّم ٍد ص ِ‬
‫َ َ َُ َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد الَّ ِذي‬ ‫‪ }7‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى‬ ‫مر َو َ‬ ‫س َوالْ َق َِ‬ ‫ُه َو َْأب َهى ِم َن َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫ات َأبِي بَ ْك ٍر َوعُ َم َر‬ ‫سيِّ ِدنَا مح َّم ٍد َع َد َد حسنَ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َُ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك الَّ ِذي‬ ‫َو َ‬
‫ت‬‫ك الَّ ِذي َجلَْي َ‬ ‫وس َونَبِيِّ َ‬ ‫الن ُف ِ‬‫ات ُّ‬ ‫ت بِ ِه َشتَ َ‬ ‫َج َم ْع َ‬
‫ك الَّ ِذي ا ْخَت ْرتَهُ َعلَى‬ ‫وب َو َحبِيبِ َ‬‫بِ ِه ظَالَ َم الْ ُقلُ ِ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا‬ ‫يب‪ }9{ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ُك ِّل َحبِ ٍ‬
‫ْح ِّق ال ُْمبِي ِن َو َْأر َسلْتَهُ َر ْح َمةً‬ ‫ٍ َّ ِ‬
‫اء بِال َ‬
‫ُم َح َّمد الذي َج َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا‬ ‫ِ ِ‬
‫ين‪ }10{ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫لل َْعالَم َ‬
‫يح ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ب ال َْم َق ِام اَأل ْعلَى‬ ‫اح ِ‬ ‫ُم َح ًمد النَّبِ ِّي ال َْمل ِ َ‬
‫واللِّس ِ‬
‫ان الْ َف ِ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم‬ ‫يح‪ }11{ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َ َ‬
‫ف ُنُب َّوتِِه‬ ‫شر ِ‬ ‫َ‬ ‫َعلَى سيِّ ِدنَا مح َّم ٍد َكما ي ْنب ِغي لِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َُ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َول َعظ ِيم قَ ْد ِره ال َْعظ ِيم َو َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُم َح َّمد َح َّق قَ ْد ِره َوم ْق َدا ِره ال َْعظ ِيم َو َ‬
‫َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َح َّق قَ ْد ِر ِه َو ِم ْق َدا ِر ِه ال َْع ِظ ِيم‬
‫ول الْ َك ِر ِيم‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنا ُم َح َّم ٍد َّ‬ ‫َو َ‬
‫الْمطَ ِ ِ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى‬ ‫اع اَألمي ِن‪ }12{ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ُ‬
‫يم‬ ‫يب و َعلَى َأبِ ِيه ِإبر ِ‬
‫اه‬ ‫ِ‬ ‫ْحبِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬‫سيِّ ِدنَا مح َّم ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫وسى الْ َكلِ ِيم َو َعلَى ُر ِ‬ ‫يل وعلَى ِ‬
‫وح‬ ‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫َأخ ِ‬
‫يه‬ ‫الْ َخلِ ِ َ َ‬
‫يسى اَألِمي ِن َو َعلَى َد ُاو َد َو ُسلَْي َما َن َو َز َك ِريَّا‬ ‫ِ‬
‫اهلل ع َ‬
‫الذاكِ ُرو َن‬ ‫َويَ ْحيَى َو َعلَى آلِ ِه ْم ُكلَّ َما ذَ َك َر َك َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ِّل‬ ‫َوغَ َف َل َع ْن ذ ْك ِره ُم الْغَافلُو َن‪ }13{ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫َو َسلِّ ْم َوبَا ِر ْك َعلَى َع ْي ِن ال ِْعنَايَِة َو َزيْ ِن ال ِْقيَ َام ِة‬
‫وس ال َْم ْملَ َك ِة‬ ‫ْحلَّ ِة َو َع ُر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َك ْن ِز الْ ِه َدايَة َوط َرا ِز ال ُ‬
‫ض َر ِة‬ ‫ِ‬ ‫ان ال ِ ِ‬ ‫ولِس ِ‬
‫ْح ْ‬ ‫ْح َّجة َو َشفي ِع اُألَّمة َوِإ َم ِام ال َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫وح‬‫آد َم َونُ ٍ‬ ‫الر ْح َم ِة َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى َ‬ ‫َونَبِ ِّي َّ‬
‫وسى الْ َكلِ ِيم‬ ‫ِ ِ‬ ‫يم الْ َخلِ ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫يل َو َعلَى َأخيه ُم َ‬ ‫َو ْب َراه َ‬
‫يسى اَألِمي ِن َو َعلَى َد ُاو َد‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫وح اهلل ِ‬ ‫َو َعلَى ُر ِ‬
‫َو ُسلَْي َما َن َو َز َك ِريَّا َويَ ْحيَى َو َعلَى آلِ ِه ْم ُكلَّ َما‬
‫الذاكِ ُرو َن َوغَ َف َل َع ْن ِذ ْك ِر ُه ُم الْغَافِلُو َن‪.‬‬
‫ذَ َك َر َك َّ‬

‫هذه الصالة الشريفة مركبة من ثالث عشرة‬


‫صيغة صممتها إلى بعضها وعددتها صالة‬
‫واحدة وهي لسيدنا وموالنا الشيخ علي نور‬
‫الدين الشوني رتب قراءتها بالجامع األزهر‪ ،‬ثم‬
‫انتشرت عنه في حياته وبعد مماته في القطر‬
‫المصري وكثيرة من األقطار‪ .‬وقد شرحها‬
‫تلميذه وخليفته من بعده في مجلس الصالة‬
‫على النبي صلى اهلل عليه وسلم العارف باهلل‬
‫تعالى سيدي الشيخ شهاب الدين البلقيني وقد‬
‫نقلتها من شرحه وقابلتها على نسخ أخرى‬
‫وهي موجودة في حزب تلميذ المصنف سيدنا‬
‫وموالنا اإلمام الجليل الشيخ بد الوهاب‬
‫الشعراني وفي أوراد الطريقة العلية السعدية مع‬
‫اختالفات قليلة قال تلميذه سيدي عبد‬
‫الوهاب الشعراني في كتابه األخالق المتبولية‬
‫ومن مشايخي سيدي وشيخي العابد الزاهد‬
‫المقبل على عبادة ربه ليال ونهارا الشيخ نور‬
‫الدين الشوني منشئ جميع مجالس الصالة‬
‫على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في مصر‬
‫وقراها واليمن والقدس والشام ومكة والمدينة‬
‫ومكث في مجلس الصالة على رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم في الجامع األزهر وفي‬
‫بلد سيدي أحمد البدوي رضي اهلل عنه مدة‬
‫ثمانين سنة‪ ،‬كما أخبرني عن ذلك في مرض‬
‫موته‪ .‬وقال عمري اآلن مائة سنة وإحدى‬
‫عشرة‪ R‬سنة وكان من أصحاب الخطوة وكان‬
‫يرونه كل سنة في عرفات ولو لم يكن له من‬
‫المناقب إال ذكره في حضرة رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم صباحاً ومساء لكان في ذلك‬
‫كفاية في علو شأنه فإني لما حججت سنة‬
‫ثالث وستين وتسعمائة حضرت مجلس نائبه‬
‫وتلميذه الشيخ عبد اهلل اليميني في الروضة‬
‫الشريفة كلما فرغ من مجلس الصالة على‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وذكر اهلل‬
‫تعالى يقول بأعلى صوته الفاتحة للشيخ نور‬
‫الدين الشوني فيقرؤها الحاضرون ورسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم يسمع وهذه منقبة ما‬
‫سمعنا بمثلها ألحد من األولياء إلى عصرنا هذا‬
‫ذلك فضل اهلل يؤتيه من يشاء انتهى‪ .‬وذكره‬
‫في طبقات األولياء وأثنى عليه كثيراً فمما قال‬
‫فيه هو أطول أشياخي خدمة خدمته خمساً‬
‫علي يوماً واحد أو شوني‬
‫وثالثين سنة لم يتغير ّ‬
‫اسم بلدة بنواحي طنطا بلد سيدي أحمد‬
‫البدوي رضي اهلل عنه ربي بها صغيراً ثم انتقل‬
‫إلى مقام سيدي أحمد البدوي رضي اهلل عنه‬
‫وأنشأ فيه مجلس الصالة على رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم وهو شاب أمرد فاجتمع في‬
‫ذلك المجلس خلق كثير وكانوا يجلسون فيه‬
‫من بعد صالة المغرب ليلة الجمعة إلى أن‬
‫يسلم على المنارة لصالة الجمعة ثم أنشأ في‬
‫الجامع األزهر مجلس الصالة على رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم في عام سبع وتسعين‬
‫وثمانمائة وأخبرني رضي اهلل عنه قال من حين‬
‫كنت صغيراً أرعى البهائم في شوني وأنا أحب‬
‫الصالة على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وكنت أدفع غدائي إلى الصغار وأقول لهم‬
‫كلوه وصلوا أنا وإياكم على رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم فكنا نقطع غالب النهار في‬
‫الصالة على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ورأيت مرة قائالً يقول في شوارع مصر أن‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عند الشيخ‬
‫نور الدين الشوني رضي اهلل عنه فمن أراد‬
‫االجتماع به فليذهب إلى مدرسة السيوفية‬
‫فمضيت إليها فوجدت السيد أبا هريرة رضي‬
‫اهلل عنه على بابها األول فسلمت عليه ثم‬
‫وجدت المقداد ابن األسود رضي اهلل عنه على‬
‫بابها الثاني فسلمت عليه ثم وجدت شخصاً ال‬
‫أعرفه على بابها الثالث فلما وقفت على باب‬
‫خلوة الشيخ وجدت الشيخ ولم أجد رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم عنده فبهت في وجه‬
‫الشيخ فأمعنت النظر فرأيت رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ماء أبيض شفافاً يجري من‬
‫جبهته إلى أقدامه فغاب جسم الشيخ وظهر‬
‫جسم النبي صلى اهلل عليه وسلم فسلمت عليه‬
‫ورحب بي وأوصاني بأمور وردت في سنته‬
‫علي فيها ثم استيقظت فلما أخبرت‬
‫فأكد َّ‬
‫الشيخ رضي اهلل عنه بذلك قال واهلل ما سررت‬
‫في عمري كله كسروري بهذا وصار يبكي‬
‫بل لحيته رضي اهلل عنه وتفرعت عنه‬
‫حتى ّ‬
‫سائر مجالس الصالة على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم التي على وجه األرض اآلن في الحجاز‬
‫والشام ومصر والصعيد والمحلة الكبرى‬
‫وإسكندرية وبالد الغرب وبالد التكرور وذلك‬
‫لم يعهد ال حد قبله إنما كان الناس لهم أوراد‬
‫في الصالة على رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فرادى في أنفسهم وأما اجتماع الناس‬
‫على هذه الهيئة فلم يبلغنا وقوعه من أحد من‬
‫عهد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إلى‬
‫عصره رضي اهلل عنه ورأيته بعد موته فقلت يا‬
‫سيدي ايش حالكم فقال جعلوني بواب البرزخ‬
‫علي وما‬
‫فال يدخل البرزخ عمل حتى يعرض ّ‬
‫رأيت أضوأ وال أنور من عمل أصحابنا يعني‬
‫من قراءة قل هو اهلل أحد والصالة على رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم وال إله إال اهلل محمد‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال ورأيته بعد‬
‫سنتين ونصف من وفاته وهو يقول لي غطني‬
‫بالمالية فإني عريان فلم أعرف ما المراد بذلك‬
‫فمات ولدي محمد تلك الليلة فنزلنا به ندفنه‬
‫بجانبه في الفسقية فرأيته عرياناً على الرمل لم‬
‫يبق من كفنه وال خيط واحد ووجدته طرياً‬
‫يخر ظهره دماً مثلما دفناه سواء لم يتغير من‬
‫جسده شيء فغطيته بالمالية وقلت له إذا قمت‬
‫وكسوك أرسل لي ماليتي وهذا من أدل دليل‬
‫على أنه من شهداء المحبة فإن األرض لم‬
‫تأكل من جسده شيئاً بعد سنتين ونصف وال‬
‫انتفخ وال نتن له لحم وإنما وجدنا الدم يخر‬
‫من ظهره طرياً ألنه لما مرض لم يستطع أحد‬
‫أن يقلبه مدة سبع وخمسين يوماً فذاب لحم‬
‫ظهره فضممناه بالقطن وورق الموز ولم يتأوه‬
‫قط ولم يئن في ذلك المرض انتهى‪ .‬قال‬
‫األستاذ العدوى في شرح البردة الذي نقلت‬
‫منه عبارة الشعراني األولى المنقولة عن‬
‫األخالق المتبولية نص العارف الشعراني على‬
‫أن العارف الشوني ممن كان يجتمع بالنبي‬
‫كالخواص‬
‫ّ‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم يقظة‬
‫والمتبولي والسيوطي ا‪.‬ه‪.‬‬
‫{فائدة} من جملة صيغ هذه الصالة الشريفة‬
‫اللهم صل وسلم على سيدنا محمد الذي هو‬
‫أبهى من الشمس والقمر وصل وسلم على‬
‫سيدنا محمد عدد حسنات أبي بكر وعمر‬
‫وصل وسلم على سيدنا محمد عدد نبات‬
‫األرض وأوراق الشجر وجد على هامش‬
‫النسخة المنقولة عنها نقالً عن العالمة الشيخ‬
‫عبد المعطي السمالّوي أن النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم قال لجبريل عليه السالم صف لي‬
‫حسنات عمر فقال له لو كانت البحار مداداً‬
‫والشجر أقالماً لما حصرتها فقال صف لي‬
‫حسنات أبي بكر فقال عمر حسنة من حسنات‬
‫أبي بكر وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني‬
‫من اهلل تبارك وتعالى به‬
‫في المنن الكبرى ومما ّ‬
‫علي انشراح صدري من منذ وعيت على‬
‫ّ‬
‫نفسي لكثرة ذكر اهلل تعالى وكثرة الصالة على‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وذلك من سنة‬
‫أربع عشرة وتسعمائة عام بلوغي فسألت اهلل‬
‫تعالى أن يرزقني ذلك بين الباب والركن وفي‬
‫مقام أبينا إبراهيم عليه الصالة والسالم وتحت‬
‫الميزاب ولم يكن شيء أحب في تلك الحجة‬
‫من سؤالي اهلل عز وجل أن يرزقني ذلك إلهاماً‬
‫منه تبارك وتعالى فمن جعل الذكر والصالة‬
‫على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم شغله فاز‬
‫في الدارين بفضل اهلل ورحمته ألنم اهلل تبارك‬
‫وتعالى هو السيد األعظم وليس عنده أحد من‬
‫الوسائط أفضل من رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فال ير ّد تعالى له سؤاالً في شيء سأله‬
‫فيه ألحد من أمته وإذا علم اإلنسان أن‬
‫السلطان ال ير ّد كالم الوزير األعظم عنده فمن‬
‫العقل أن طالب الحاجة ال يبرح عن باب‬
‫الوزير ليقضي له حوائجه في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وقد روى الطبراني أن رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم قال أريت حمزة وجعفراً وكان بين‬
‫أيدهما طبق كله نبق كالزبرجد يأكالن منه‬
‫فقلت لهما ما وجدتما من أفضل األعمال‬
‫واألقوال فقاال ال إله إال اهلل قلت ثم ماذا قاال‬
‫الصالة عليك يا رسول اهلل قلت ثم ماذا قاال‬
‫حب أبي بكر وعمر رضي اهلل عنهما انتهى‪.‬‬
‫فكما أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫واسطة لنا عند اهلل تبارك وتعالى فكذلك أبو‬
‫بكر وعمر واسطة لنا عند رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ومن األدب إذا كان لنا عند رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم حاجة أن نسألهما‬
‫ليسأال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيها‬
‫وذلك أقرب إلى قضائها وأكثر أدباً من سؤالنا‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم من غير‬
‫واسطتهما فإياك يا أخي أن تطلب حاجة من‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بغير واسطة‬
‫أبي بكر وعمر رضي اهلل تعالى عنهما فتخطئ‬
‫طريق األدب معهما وإياك أن تستبعد سماعهما‬
‫صوتك إذا توجهت إليهم بقلبك من غير تلفظ‬
‫فإنهما أعظم مقاماً بيقين من جميع أشياخ‬
‫الطريق وقد صرحوا بأن من شرط الشيخ أن‬
‫يسمع نداء مريده له ولو كان بينهما مسيرة‬
‫ألف عام فتأمله وقد جربنا الوزير إذا كان‬
‫يحب إنساناً يقضي حاجته بسهولة بخالف ما‬
‫إذا كان يكرهه فاخدم يا أخي الوسائط وحبهم‬
‫المحبة الخالصة إن أردت سهولة قضاء‬
‫حوائجك في الدنيا واآلخرة فافهم ذلك‬
‫واعمل على التخلق به واهلل تبارك وتعالى‬
‫يتولى هداك وهو يتولى الصالحين والحمد هلل‬
‫رب العالمين انتهت عبارة المنن رضي اهلل عن‬
‫مؤلفها‪.‬‬

‫الصالة الثالثة واألربعون‪ :‬المشيشية‪R‬‬

‫لسيدي عبد السالم بن مشيش رضي اهلل عنه‬

‫األس َر ُار‪.‬‬
‫ت ْ‬ ‫ش َّق ِ‬‫ص ِّل َعلَى َم ْن ِم ْنهُ انْ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ْح َقاِئ ُق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َوا ْن َفلَ َقت األ ْن َو ُار‪َ .‬وفيه ْارَت َقت ال َ‬
‫آد َم فَأ ْع َج َز الْ َخالَِئ ِق‪َ .‬ولَهُ‬ ‫وم َ‬‫ت عُلُ ُ‬ ‫َوَتَن َّزلَ ْ‬
‫وم َفلَ ْم يُ ْد ِر ْكهُ ِمنَّا َسابِ ٌق َوالَ‬ ‫ت الْ ُف ُه ُ‬ ‫ضاءلَ ِ‬
‫تَ َ َ‬
‫وت بَِز ْه ِر َج َمالِ ِه ُمونَِقةٌ‪.‬‬ ‫اض الْملَ ُك ِ‬ ‫ِ‬
‫الَح ٌق‪ .‬فَ ِريَ ُ َ‬
‫ض أ ْن َوا ِر ِه ُمتَ َد ِّف َقةٌ‪َ .‬والَ‬‫وت بَِف ْي ِ‬‫اض الْجبر ِ‬ ‫ي‬ ‫ح‬‫وِ‬
‫ََ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫اسطَةُ‬ ‫َشيء ِإالً وهو بِ ِه منُوطٌ‪ِ .‬إذ لَوالَ الْو ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ َ َُ َ‬
‫ك‬‫يق بِ َ‬ ‫صالَةً تَلِ ُ‬ ‫ط‪َ .‬‬ ‫يل ال َْم ْو ُسو ُ‬ ‫لَ َذهب َكما قِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫ْج ِام ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن َ ِ‬
‫ك ِإلَْيه َك َما ُه َو ْأهلُهُ اللَّ ُه َّم ِإنَّهُ س ُّر َك ال َ‬
‫ك َب ْي َن‬ ‫ك األ ْعظَ ُم الْ َقاِئ ُم لَ َ‬ ‫ك‪َ .‬و ِح َجابُ َ‬ ‫ال َعلَْي َ‬‫الد ُ‬ ‫َّ‬
‫سبِ ِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫سبه‪َ .‬و َح ِّق ْقني ب َح َ‬
‫ْح ْقنِي بِنَ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ك‪ .‬اللَّه َّم أل ِ‬
‫يَ َديْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْج ْه ِل‪.‬‬ ‫أسلَ ُم بِ َها م ْن َم َوا ِرد ال َ‬ ‫َو َع ِّرفْنِي ِإيَّاهُ َم ْع ِرفَةً ْ‬
‫اح ِملْنِي َعلَى‬ ‫ض ِل‪َ .‬و ْ‬ ‫َوأ ْك َرعُ بِ َها ِم ْن َم َوا ِر ِد الْ َف ْ‬
‫ضرتِك‪ .‬حمالً مح ُفوفاً بِن ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ص َرت َ‬ ‫ُْ‬ ‫َسبِيله ِإلَى َح ْ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫ج بِي فِي‬ ‫ف بِي َعلَى الْب ِ‬
‫اط ِل فَأ ْد َمغَهُ َو ُز َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َواقْذ ْ َ‬
‫التو ِح ِ‬ ‫شلْنِي ِم ْن ْأو َح ِ‬ ‫األح ِديَِّة َوانْ ُ‬
‫يد‬ ‫ال ِّ ْ‬ ‫بِ َحا ِر َ‬
‫َوأ ْغ ِرقْنِي فِي َع ْي ِن بَ ْح ِر ال َْو ْح َد ِة َحتَّى الَ َأرى‬
‫أج َد والَ ِ‬ ‫أسمع والَ ِ‬
‫اج َع ِل‬‫س ِإالً بِ َها َو ْ‬ ‫ُأح َّ‬ ‫َ‬ ‫َوالَ ْ َ َ َ‬
‫وح ِه ِس َّر‬‫وحي ور ِ‬ ‫ْحجاب األ ْعظَم حياةَ ر ِ‬ ‫ال ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْح ِّق‬‫يق ال َ‬ ‫َح ِقي َقتِي َو َح ِقي َقتِ ِه َج ِام َع َع َوالِ ِمي بِتَ ْح ِق ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس َم ْع‬‫األو ِل يَا َّأو ُل يَا آخ ُر يَا ظَاه ُر يَا بَاط ُن ْ‬ ‫َّ‬
‫ص ْرنِي‬ ‫ِ‬ ‫نِ َداِئي بِما س ِم ْع َ ِ‬
‫اء َع ْبد َك َز َك ِريَّا َوانْ ُ‬ ‫ت ن َد َ‬ ‫َ َ‬
‫ك‬ ‫اج َم ْع َب ْينِي َو َب ْينَ َ‬‫ك َو ْ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫ك َوأيِّ ْدنِي بِ َ‬ ‫ب لَ َ‬ ‫َِ‬
‫َو ُح ْل َب ْينِي َو َب ْي َن غَْي ِر َك اهلل اهلل اهلل ِإ َّن الَّ ِذي‬
‫اد َر َّبنَا آتِنَا‬ ‫ُّك ِإلَى مع ِ‬ ‫ك الْ ُق ْرآ َن لََراد َ‬ ‫ض َعلَْي َ‬
‫ََ‬ ‫َف َر َ‬
‫ك َر ْح َمةً وهيئ لَنَا ِم ْن ْأم ِرنَا َر َشداً ِإ َّن‬ ‫ِم ْن لَ ُدنْ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫صلُّو َن َعلَى النَّب ِّي يَا ُّأي َها الذ َ‬
‫ين‬ ‫اهلل َو َمالَ َكتَهُ يُ َ‬
‫صلُّوا َعلَْي ِه َو َسلِّ ُموا تَ ْسلِيماً‪.‬‬ ‫آمنُوا َ‬ ‫َ‬

‫هذه صالة سيدي عبد السالم بن مشيش وهي‬


‫من أفضل الصيغ المشهورة ذات الفضل‬
‫العظيم‪ .‬قال العالمة السيد محمد عابدين‬
‫صاحب حاشية الدر في ثبته صالة الشيخ‬
‫اإلمام القطب العارف باهلل تعالى والدال عليه‬
‫ذي الطريقة السنية المستقيمة‪ R‬واألحوال السنية‬
‫العظيمة شريف النسب وأصيل الحسب سيدنا‬
‫وموالنا السيد الشريف عبد السالم بن بشيش‬
‫يقال بالباء في أوله وبالميم الحسني المغربي‬
‫التي أولها اللهم صلى على من منه انشقت‬
‫األسرار وانفلقت األنوار الخ قد أوردها‬
‫الشهاب أحمد النخلي وتلميذه الشهاب‬
‫المنيني في ثبتيهما وذكر النخلي أنه أخذها عن‬
‫الشيخ أحمد البابلي والشيخ عيسى الثعالبي‬
‫قال وأمراني أن أقرأها بعد صالة الصبح مرة‬
‫وبعد صالة المغرب مرة قال ورأيت في بعض‬
‫التعاليق تقرأ ثالث مرات بعد الصبح وبعد‬
‫المغرب وبعد العشاء وفي قراءتها من األسرار‬
‫ومن األنوار ما ال يعلم حقيقته إال اهلل تعالى‬
‫وبقراءتها المدد اإللهي والفتح البراني ولم‬
‫يزل قارئها بصدق وإخالص مشروح الصدر‬
‫ميسر األمر محفوظا بحفظ اهلل تعالى من جميع‬
‫اآلفات والبليات واألمراض الظاهرة والباطنة‬
‫منصوراً على جميع األعداء مؤيداً بتأييد اهلل‬
‫العظيم في جميع أموره ملحوظاً بعين عناية اهلل‬
‫الكريم الوهاب وعناية رسوله صلى اهلل تعالى‬
‫عليه وعلى اآلل واألصحاب وتظهر فائدتها‬
‫بالمداومة عليها مع الصدق واإلخالص‬
‫والتقوى ومن يطع اهلل ورسوله ويخش اهلل‬
‫ويتقه فأولئك هم الفائزون ا‪.‬ه‪ .‬وقد زاد بعض‬
‫أكابر العارفين من مشايخ الطريقة الشاذلية‬
‫فيها زيادات شريفة مزجها بها وجعلها وظيفة‬
‫يقرؤها أهل طريقته العلية صباحاً ومساء نفعنا‬
‫اهلل بهم‪.‬‬

‫الرابعة واألربعون‪ :‬النور الذاتي للشاذلي‬

‫صالة النور الذاتي لسيدي أبي الحسن‬


‫الشاذلي رضي اهلل عنه‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوبَا ِر ْك َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫السا ِري فِي َساِئ ِر اَأل ْس َم ِاء‬ ‫الس ِّر َّ‬‫الذاتِي َو ِّ‬ ‫النُّو ِر َّ‬
‫ات‪.‬‬‫الص َف ِ‬
‫َو ِّ‬

‫قال سيدي أحمد الصاوي هذه صالة النور‬


‫الذاتي لسيدي أبي الحسن الشاذلي رضي اهلل‬
‫عنه ونفعنا به وهي بمثابة ألف صالة وعدتها‬
‫خمسمائة لتفريج الكرب وذكرها ابن عابدين‬
‫في ثبته نقالً عن ثبت الشراباتي فقال كيفية‬
‫صالة جليلة أخذتها سابقاً عن شيخنا العارف‬
‫باهلل السيد أحمد البغدادي القادري ونسبها‬
‫لبعض العارفين وهي اللهم صل على سيدنا‬
‫محمد النور الذاتي الساري في جميع اآلثار‬
‫واألسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫وأفاد سيدي الشيخ أحمد الملوي في صلوات‬
‫له أنها لإلمام الشاذلي وأنها بمائة ألف صالة‬
‫وأنها لفك الكرب ولكنها بزيادة ونقص على‬
‫ما تقدم وهذه صورتها اللهم صل وسلم وبارك‬
‫على سيدنا محمد النور الذاتي والسر الساري‬
‫في جميع األسماء والصفات وذكرها شيخنا‬
‫الشيخ محمد عقيلة في صلوات له بلفظ اللهم‬
‫صل وسلم وبارك على سيدنا وموالنا محمد‬
‫النور الذاتي والسر الساري سره في جميع‬
‫اآلثار واألسماء والصفات وسلم تسليماً ا‪.‬ه‪.‬‬

‫الصالة الخامسة واألربعون ‪ :‬للنووي‬

‫لإلمام النووي رضي اهلل عنه‬

‫ك يَا‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬‫ول اهلل‪َّ .‬‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ َم َعلَْي َ‬


‫َّ‬
‫ك يَا ِخ َير َة اهلل‪َّ .‬‬
‫السالَ ُم‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫نَبِ َّي اهلل‪َّ .‬‬
‫يب‬ ‫ِ‬ ‫ك يَا َخ ْي َر َخل ِْق اهلل‪َّ .‬‬
‫ك يَا َحب َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫َعلَْي َ‬
‫ك يَا‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫ك يَا نَ ِذ ُير‪َّ .‬‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫اهلل‪َّ .‬‬
‫ك يَا‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬‫ك يَا طُ ْه ُر‪َّ .‬‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫بَ ِش ُير‪َّ .‬‬
‫الر ْح َم ِة‪َّ .‬‬
‫السالَ ُم‬ ‫ك يَا نَبِ َّي َّ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫اه ُر‪َّ .‬‬ ‫طَ ِ‬
‫ول‬‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫اس ِم‪َّ .‬‬ ‫ك يا أبا الْ َق ِ‬
‫َعلَْي َ َ َ‬
‫ين‬ ‫ك يا سيِّ َد الْمرسلِ‬ ‫ِ‬
‫السالَ ُم َعلَْي َ َ َ ُ ْ َ َ‬ ‫ين‪َّ .‬‬ ‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫َر ِّ‬
‫ك يَا َخ ْي َر الْ َخالَِئ ِق‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫ين‪َّ .‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َخات َم النَّبيِّ َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫ك يَا قَا َد الْغُِّر ال ُْم َح َّجل َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫ين‪َّ .‬‬ ‫أج َمع َ‬‫ْ‬
‫ك‬‫ك َو ْأه ِل َب ْيتِ َ‬ ‫ك َو َعلَى آلِ َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫َّ‬
‫ك ِ‬ ‫ك َوذُ ِّريَّتِ َ‬ ‫وأ ْزو ِ‬
‫السالَ ُم‬
‫ين‪َّ .‬‬ ‫أج َمع َ‬‫أص َحابِ َ ْ‬ ‫ك َو ْ‬ ‫اج َ‬ ‫َ َ‬
‫اد اهلل‬ ‫ك و َعلَى ساِئ ِر اَألنْبِي ِاء وج ِمي ِع ِعب ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َعلَْي َ َ‬
‫ض َل‬ ‫ول اهلل َع َّن أفْ َ‬ ‫اك اهلل يَا َر ُس َ‬ ‫ين‪َ .‬ج َز َ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫ِِ‬
‫ك‬‫صلَّى اهلل َعلَْي َ‬ ‫َما َج َزى نَبِيًّا َو َر ُسوالً َع ْن َُّأمته َو َ‬
‫ُكلَّ َما ذَ َك َر َك َذاكِ ٌر َوغَ َف َل َع ْن ِذ ْك ِر َك غَافِ ٌل‬
‫أح ٍد ِم َن‬ ‫صلَّى َعلَى َ‬ ‫ب َما َ‬ ‫ض َل َوأ ْك َم َل َوأطْيَ َ‬ ‫أفْ َ‬
‫ين‪ .‬أ ْش َه ُد أ ْن الَ ِإلِهَ ِإالَّ اهلل َو ْح َدهُ‬ ‫أج َمع َ‬
‫الْ َخل ِْق ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫يك لَهُ َوأ ْش َه ُد أنَّ َ‬ ‫الَ َش ِر َ‬
‫ك َع ْب ُدهُ َو َر ُسولُهُ َوخ َيرتُهُ‬
‫ت‬‫الر َسالَةَ َوأدَّيْ َ‬ ‫ت ِّ‬ ‫ك قَ ْد َبلَّغْ َ‬ ‫ِم ْن َخل ِْق ِه َوأ ْش َه ُد أنَّ َ‬
‫ت فِي اهلل َح َّق‬ ‫اه ْد َ‬ ‫ت اُألَّمةَ َو َج َ‬ ‫ص ْح َ‬ ‫اَأل َمانَةَ َونَ َ‬
‫ضيلَةَ َو ْاب َعثْهُ‬ ‫اد ِه‪ .‬اللَّ ُه َّم وآتِِه الْو ِسيلَةَ والْ َف ِ‬ ‫ِجه ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َم َقاماً َم ْح ُموداً الَّ ِذي َو َع ْدتَهُ َوآتِِه نِ َهايَةَ َما َي ْنبَ ِغي‬
‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد‬ ‫السا لُو َن‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫أ ْن يسألَهُ َّ ِئ‬
‫َْ‬
‫آل ُم َح َّم ٍد‬ ‫ك النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي و َعلَى ِ‬
‫َ‬ ‫َع ْب ِد َك َو َر ُسولِ َ‬
‫يم‬ ‫ت َعلَى ِإبر ِ‬
‫اه‬ ‫ي‬ ‫صلَّ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫اج ِه وذُ ِّريَّتِ ِ‬
‫ه‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوأ ْز َو َ‬
‫يم َوبَا ِر ْك َعلَى ُم َح َّم ٍد النَّبِ ِّي‬ ‫ِ ِإ ِ‬
‫َو َعلَى آل ْب َراه َ‬
‫اج ِه َوذُ ِّريَّتِ ِه َك َما‬ ‫آل مح َّم ٍد وأ ْزو ِ‬ ‫ِ‬
‫اُألِّم ِّي َو َعلى ُ َ َ َ‬
‫يم فِي‬ ‫ِ ِإ ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫يم َو َعلَى آل ْب َراه َ‬ ‫ت َعلَى ْب َراه َ‬ ‫بَ َار ْك َ‬
‫ك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد‪.‬‬ ‫ين ِإنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫ال َْعالَم َ‬
‫هذه الصالة الشريفة المشتملة على كيفية‬
‫السالم والصالة عليه صلى اهلل عليه وسلم عند‬
‫زيارته ذكرها اإلمام محيي الدين النووي في‬
‫مناسكه قال رضي اهلل عنه بعد كالم ويقف أي‬
‫الزائر ناظراً إلى أسفل ما يستقبله من جدار‬
‫القبر غاض الطرف في مقام الهيبة واإلجالل‬
‫فارغ القلب من عالئق الدنيا مستحضراً في‬
‫قلبه جاللة موقفه ومنزلة من هو بحضرته ثم‬
‫يسلم وال يرفع صوته بل يقتصد فيقول السالم‬
‫عليك يا رسول اهلل السالم عليك يا نبي اهلل‬
‫إلى آخرها‪ .‬ثم قال بعد ذكره هذه الكيفية‬
‫بأجمعها ومن عجز عن حفظ هذا أو ضاق‬
‫وقته عنه اقتصر على بعضه وأقله السالم عليك‬
‫يا رسول اهلل صلى اهلل عليك وسلم‪ .‬ثم قال‬
‫رضي اهلل عنه ومن أحسن ما يقول ما حكاه‬
‫أصحابنا عن العتبي مستحسنين له قال كنت‬
‫جالساً عند قبر النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أعرابي فقال السالم عليك يا رسول اهلل‬
‫ّ‬ ‫فجاء‬
‫سمعت اهلل يقول ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم‬
‫جاؤوك فاستغفروا اهلل واستغفر لهم الرسول‬
‫لوجدوا اهلل تواباً رحيماً وقد جئتك مستغفراً‬
‫من ذنبي مستشفعاً‪ R‬بك إلى ربي ثم أنشأ يقول‪:‬‬

‫يا خير من دفنت بالقاع أعظمه *** فطاب من‬


‫طيبهن القاع واألكم‬
‫نفسي فداء لقبر أنت ساكنه *** فيه العفاف‬
‫وفيه الجود والكرم‬
‫أنت الشفيع الذي ترجى شفاعته *** على‬
‫الصراط إذا ما زلت القدم‬
‫وصاحباك فال أنساهما أبداً *** مني السالم‬
‫عليكم ما جرى القلم‬

‫قال ثم انصرف فغلبتني عيناي فرأيت رسول‬


‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي‬
‫شره بأن اهلل تعالى قد غفر له‬
‫الحق األعرابي وب ّ‬
‫انتهى‪ .‬قال العالمة ابن حجر المكي في‬
‫حاشيته على هذه المناسك‪.‬‬

‫{فائدة} مما يدل لطلب التوسل به صلى اهلل‬


‫عليه وسلم وأن ذلك هو سيرة السلف الصالح‬
‫األنبياء واألولياء وغيرهم ما أخرجه الحاكم‬
‫وصححه أنه صلى اهلل عليه وسلم قال لما‬
‫اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق‬
‫محمد صلى اهلل عليه وسلم إال ما غفرت لي‬
‫فقال يا آدم كيف عرفت محمداً ولم أخلقه‬
‫في‬
‫قال يا رب إنك لما خلقتني بيدك ونفخت ّ‬
‫من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم‬
‫العرش مكتوباً ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل‬
‫فعرفت أنك لت تضف السمك إال أحب‬
‫الخلق إليك فقال اهلل تعالى صدقت يا آدم إنه‬
‫إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت‬
‫ألحب الخلق ّ‬
‫لك ولوال محمد لما خلقتك وأخرج النسائي‬
‫والترمذي وصححه أن رجالً ضرير أتى النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فقال ادع اهلل أن يعافيني‬
‫صبرت فهو‬
‫َ‬ ‫شئت‬
‫دعوت وإن َ‬
‫ُ‬ ‫شئت‬
‫قال إن َ‬
‫خير لك فقال فادع فأمره أن يتوضأ فيحسن‬
‫وضوءه فيدعو بهذا الدعاء اللهم ِإني أتوجه‬
‫بك ِإلى ربي في حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه‬
‫في وصححه البيهقي وزاد فقام وقد أبصر‬
‫ّ‬
‫وروى الطبراني بسند جيد أنه صل اهلل عليه‬
‫وسلم ذكر في دعائه بحق نبيك واألنبياء الذين‬
‫من قبلي وال فرق بين ذكر التوسل واالستغاثة‬
‫والتشفع والتوجه به صلى اهلل عليه وسلم أو‬
‫بغيره من األنبياء ثم قال واستحسن بعضهم أنه‬
‫يضم للسالم الذي ذكره المصنف قراءة آية‬
‫أن اهلل ومالئكته يصلون على النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم ثم صلى اهلل عليك يا محمد سبعين‬
‫مرة لقول بعض القدماء بلغنا أنه يناديه ملك‬
‫صلى اهلل عليك يا فالن لم تسقط لك اليوم‬
‫حاجة والصواب أن يقول يا رسول اهلل لحرمة‬
‫ندائه صلى اهلل عليه وسلم باسمه وقول بعضهم‬
‫محل الحرمة في نداء لم يقترن به صالة‬
‫مر في‬
‫وسالم مردود‪ R‬نقالً وبحثاً وال يرد ما َّ‬
‫الحديث ألن ذلك مستثنى لتصريحه صلى اهلل‬
‫عليه وسلم باإلذن فيه انتهى‪.‬‬

‫السادسة واألربعون ألبي المواهب الشاذلي‬

‫سيدي الشيخ محمد أبي المواهب الشاذلي‬


‫رضي اهلل عنه‬
‫ضر ِة النَّب ِويَِّة‪ .‬الْه ِ‬
‫اديَِة‬ ‫ِِ‬
‫َ‬ ‫الح ْ َ َ‬ ‫ص ِّل َعلَى َهذه َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫َّام ِ‬ ‫صلَ َواتِ َ‬ ‫الْم ْه ِديَِّة ِ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ك الت َّ‬ ‫الر ُسليَّة‪ .‬بِ َج ِمي ِع َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ات‪ .‬بَ ْل‬ ‫وم بِالْم ْعلُوم ِ‬ ‫صال ًة تستغ ِر ُق ج ِميع الْعلُ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َْ ْ َ َ ُ‬
‫اد َها‪َ .‬والَ انِْقطَ َ‬
‫اع‬ ‫صالَ ًة الَ نِهايةَ لَها فِي آم ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫ك َعلَى َه َذا النَّبِ ِّي يَا‬ ‫إلم َد ِاد َها‪َ .‬و َسلِّ ْم َك َذلِ َ‬‫ْ‬
‫ود ِمن الْوج ِ‬
‫ود‪.‬‬ ‫ص ُ َ ُُ‬ ‫ت ال َْم ْق ُ‬ ‫ول اهلل أنْ َ‬ ‫َسيِّ َدنَا يَا َر ُس َ‬
‫ْج ْو َه َرةُ‬ ‫ت سيِّ ُد ُك ِّل والِ ٍد ومولُ ٍ‬
‫ت ال َ‬ ‫ود‪َ .‬وأنْ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َوأنْ َ َ‬
‫ات‪.‬‬‫اف الْم َك َّونَ ِ‬ ‫يمةُ الَّتِي َد َار ْ‬ ‫ِ‬
‫أصنَ ُ ُ‬ ‫ت َعلَْي َها ْ‬ ‫الْيَت َ‬
‫ِ‬ ‫ت الن َّ ِ‬
‫ُّور الذي َمَأل ِإ ْش َراقُهُ اَأل ْرض َ‬
‫ين‬ ‫َوأنْ َ ُ‬
‫ك الَ‬ ‫صى‪َ .‬و ُم ْع ِج َزاتُ َ‬ ‫السمو ِ‬
‫ك الَ تُ ْح َ‬ ‫ات‪َ .‬ب َر َكاتُ َ‬ ‫َو َّ َ َ‬
‫ار َواَأل ْش َج ُ‬
‫ار‬ ‫صى‪ .‬اَأل ْح َج ُ‬ ‫يَ ُح ُّد َها ال َْع َد ُد َفتُ ْسَت ْق َ‬
‫ت‬‫الص ِامتَةُ نَطََق ْ‬ ‫ات َّ‬ ‫ْحَي َوانَ ُ‬ ‫ك‪َ .‬وال َ‬ ‫ت َعلَْي َ‬ ‫َسلَّ َم ْ‬
‫ك‪َ .‬وال َْماءُ َت َف َّج َر َو َج َرى ِم ْن َب ْي ِن‬ ‫َب ْي َن يَ َديْ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك َح َّن ِإلَْي َ‬ ‫ْج ْذعُ ِع ْن َد فِ َراقِ َ‬ ‫ك‪ .‬وال ِ‬
‫ُأص ُب َع ْي َ َ‬ ‫ْ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ت بَِت ْفلَ ٍة ِم ْن َب ْي ِن َش َفَت ْي َ‬ ‫َوالْبِْئ ُر ال َْمالِ َحةُ َحلَ ْ‬
‫ف‬‫ك ال ُْمبَ َار َك ِة ِأمنَّا ال َْم ْس َخ َوالْ َخ ْس َ‬ ‫بِبِ ْعثَتِ َ‬
‫ش ِاملَ ِة َش ِملَْتنَا اَأللْطَ ُ‬
‫اف‬ ‫ك ال ً‬ ‫اب‪َ .‬وبَِر ْح َمتِ َ‬ ‫َوال َْع َذ َ‬
‫ور يَا ُمطَ َّه ُر يَا‬ ‫ْح َج ِ‬ ‫و َنرجو رفْع ال ِ‬
‫اب يَا طَ ُه ُ‬ ‫َ ُْ َ َ‬
‫اه ُر‪.‬‬‫اطن يا ظَ ِ‬ ‫آخر يا ب ِ‬ ‫اهر‪ .‬يا َّأو ُل يا ِ‬ ‫طَ ِ‬
‫َ َُ َ َُ‬ ‫ُ َ‬
‫كبِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َش ِر َيعتُ َ‬
‫اه َرةٌ‬ ‫ك ُم َق َّد َسةٌ طَاه َرةٌ‪َ .‬و ُم ْعج َزاتُ َ َ‬
‫اآلخ ُر فِي‬ ‫ت اَأل َّو ُل فِي النِّظَ ِام‪ .‬و ِ‬ ‫اه َرةٌ‪ .‬أنْ َ‬ ‫ظَ ِ‬
‫َ‬
‫اه ُر بِاَألْن َوا ِر‪.‬‬ ‫اطن بِاَألسرا ِر‪ .‬والظَّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْختَ ِام‪َ .‬والْبَ ُ ْ َ َ‬
‫ام‬ ‫م‬ ‫ِإ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ص‬ ‫ْو‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫يب‬ ‫ض ِل‪ .‬و َخ ِ‬
‫ط‬ ‫ف‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫تجِ‬
‫ََُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أنْ َ َ ُ‬
‫ام‬
‫ْجالَ ِل‪.‬‬ ‫ْجم ِ‬ ‫ال‪ .‬و ِ‬
‫ال َوال َ‬ ‫ب ال َ َ‬ ‫صاح ُ‬ ‫ْأه ِل الْ َك َم ِ َ َ‬
‫اع ِة الْعُظ َْمى‪َ .‬وال َْم َق ِام‬ ‫وص بِ َّ‬
‫الش َف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َوال َْم ْخ ُ‬
‫ْح ْم ِد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال َْم ْح ُمود ال َْعل ِّي اَأل ْس َمى‪َ .‬وبِل َواء ال َ‬
‫ود‪َ .‬فيَا َسيِّداً‬ ‫ود‪ .‬والْ َكرِم والْ ُف ُت َّو ِة والْج ِ‬ ‫الْم ْع ُق ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫اد‪َ .‬عبِي ُد‬ ‫اسَتنَ َد ِإلَْي ِه ال ِْعبَ ُ‬ ‫اد‪َ .‬ويَا َسنَداً ْ‬ ‫اد اَأل ْسيَ َ‬ ‫َس َ‬
‫ك فِي غُ ْفر ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫صاةُ‪َ .‬يَتو َّسلُو َن بِ‬ ‫ْع‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫مولَ ِويَّتِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ض ِاء الْحاج ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫السيَِّئات‪َ .‬و َس ْت ِر ال َْع ْو َرات َوقَ َ َ َ‬
‫ض ِاء اَأل َج ِل َو َب ْع َد‬ ‫الد ْنيَا َو ِع ْن َد انِْق َ‬ ‫فِي َه ِذ ِه ُّ‬
‫اه ِه ِع ْن َد َك َت َقبَّ ْل ِمنَّا‬‫ات‪ .‬يا ر َّبنَا بِج ِ‬
‫ال َْم َم َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ات‪َ .‬واقْ ِ‬ ‫الدرج ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ض َعنَّا‬ ‫الد َع َوات‪َ .‬و ْارفَ ْع لَنَا َّ َ َ‬
‫َّات‪َ .‬وأبِ ْحنَا النَّظََر‬ ‫ات‪ .‬وأس ِكنَّا أ ْعلَى الْجن ِ‬ ‫التَّبع ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫اه َد ِ‬ ‫ضر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإلَى َو ْج ِه َ‬
‫ات‪.‬‬ ‫شَ‬ ‫ات ال ُْم َ‬ ‫ك الْ َك ِر ِيم في َح َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ت َعلَْي ِه ْم م َن النَّبيِّ َ‬
‫ين‬ ‫ين أ ْن َع ْم َ‬
‫اج َعلْنَا َم َعهُ َم َع الذ َ‬ ‫َو ْ‬
‫اب الْ َكرام ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫و ِّ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ين ْأه ِل ال ُْم ْعج َزات َو ْأربَ ِ َ َ‬ ‫الصدِّيق َ‬ ‫َ‬
‫ض ِاء‬‫ْف فِي الْ َق َ‬ ‫و َهب لَنَا ال َْع ْفو وال َْعافِيَةَ مع اللُّط ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ك‬‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫ين‪َّ .‬‬ ‫ب ال َْعالَ ِ‬
‫م‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ين‬ ‫ِ‬
‫آم‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫الصالَةُ‬ ‫ك َعلَى اهلل‪َّ .‬‬ ‫ول اهلل‪َ .‬ما أ ْك َر َم َ‬ ‫يَا َر ُس َ‬
‫اب َم ْن‬ ‫ول اهلل‪َ .‬ما َخ َ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫َو َّ‬
‫ك يَا‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫ك ِإلَى اهلل‪َّ .‬‬ ‫َت َو َّس َل بِ َ‬
‫ك ِع ْن َد اهلل‪.‬‬ ‫ت بِ َ‬ ‫ش َّف َع ْ‬
‫ول اهلل‪ .‬أَأل ْمالَ ُك تَ َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِ‬
‫ول اهلل‪ .‬اَألنْبيَاءُ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫َّ‬
‫ت‬‫صَ‬ ‫ص ْ‬ ‫ودو َن ِمن م َد ِد َك الَّ ِذي ُخ ِ‬ ‫الر ُس ُل َم ْم ُد ُ‬ ‫َو ُّ‬
‫ْ َ‬
‫ول‬
‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫بِ ِه ِم َن اهلل‪َّ .‬‬
‫ت الَّ ِذي َوالَْيَت ُه ْم فِي َعالَ ِم‬ ‫اهلل‪ .‬اَأل ْولِيَاءُ أنْ َ‬
‫الصالَةُ‬‫ادةِ َحتَّى َت َوالَّ ُه ُم اهلل‪َّ .‬‬ ‫ب َو َّ‬
‫الش َه َ‬ ‫الْغَْي ِ‬
‫ك فِي‬ ‫ول اهلل‪َ .‬م ْن َسلَ َ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫َو َّ‬
‫الصالَةُ‬
‫ك أيَّ َدهُ اهلل َّ‬ ‫ك َوقَ َام بِ ُح َّجتِ َ‬ ‫َم َح َّجتِ َ‬
‫ول َم ْن‬ ‫ول اهلل‪ .‬ال َْم ْخ ُذ ُ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫َو َّ‬
‫الصالَةُ‬‫ك ِإي َواهلل‪َّ .‬‬ ‫ض َع ِن اِإل قْتِ َد ِاء بِ َ‬ ‫أ ْع َر َ‬
‫ك َف َق ْد‬‫اع َ‬
‫ول اهلل‪َ .‬م ْن أطَ َ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫َو َّ‬
‫ول‬
‫ك يَا َر ُس َ‬
‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫الصالَةُ َو َّ‬
‫اع اهلل‪َّ .‬‬ ‫أطَ َ‬
‫الصالَةُ‬
‫صى اهلل‪َّ .‬‬ ‫اك َف َق ْد َع َ‬ ‫صَ‬‫اهلل‪َ .‬م ْن َع َ‬
‫ك‬‫ول اهلل‪َ .‬م ْن أتَى لِبَابِ َ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫َو َّ‬
‫ك يَا‬‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫ُمَت َو ِّسالً قَبِلَهُ اهلل‪َّ .‬‬
‫الصالَةُ َو َّ‬
‫ك‬‫ط َر ْح َل ذُنُوبِ ِه فِي َعتَبَاتِ َ‬ ‫ول اهلل‪َ .‬م ْن َح َّ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ول‬
‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫غَ َف َر لَهُ اهلل‪َّ .‬‬
‫ك َخاِئفاً َّأمنَهُ اهلل َّ‬
‫الصالَةُ‬ ‫اهلل‪َ .‬م ْن َد َخ َل َح َر َم َ‬
‫ك‬‫ول اهلل‪َ .‬م ْن الَ َذ بِ َجنَابِ َ‬
‫ك يَا َر ُس َ‬‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫َو َّ‬
‫ال ج ِ‬ ‫ِ‬
‫السالَ ُم‬
‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫أع َّزهُ اهلل‪َّ .‬‬
‫ك َ‬ ‫اه َ‬ ‫َو َعل َق بِأ ْذيَ ِ َ‬
‫ك لَ ْم‬‫ك َو َّأملَ َ‬ ‫ول اهلل‪َ .‬م ْن َّأم لَ َ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫َعلَْي َ‬
‫السالَ ُم‬
‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫ك الَ َواهلل‪َّ .‬‬ ‫ضلِ َ‬ ‫ب ِم ْن فَ ْ‬ ‫يَخ ْ‬
‫ِ‬
‫ك َو ِج َوا ِر َك‬ ‫اعتِ َ‬ ‫ش َف َ‬ ‫ول اهلل‪َّ .‬أملْنَا لِ َ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫َعلَْي َ‬
‫ول اهلل‪.‬‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫ِع ْن َد اهلل‪َّ .‬‬
‫سى َولَ َع َّل نَ ُكو ُن ِم َّم ْن‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ول‬‫ك فِي الْ َقبُ ِ‬ ‫َت َو َّسلْنَا بِ َ‬
‫ول‬‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫َت َوالَّهُ اهلل‪َّ .‬‬
‫ش‬‫اف ال َْعطَ َ‬ ‫غ اَأل َم ِل َوالَ نَ َخ ُ‬ ‫ك َن ْر ُجو ُبلُو َ‬ ‫اهلل‪ .‬بِ َ‬
‫ول‬‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫َحا َشا َواهلل‪َّ .‬‬
‫ك يَا أ ْك َر َم‬ ‫ك َواقِ ُفو َن بِبَابِ َ‬ ‫وك ِم ْن َُّأمتِ َ‬ ‫اهلل‪.‬م ِحبُّ َ‬
‫ُ‬
‫ول اهلل‪.‬‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫َخل ِْق اهلل‪َّ .‬‬
‫ول اهلل‪.‬‬ ‫اك يَا َر ُس َ‬ ‫اك َوقَ ْد فَ َار ْقنَا ِس َو َ‬ ‫ص ْدنَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ب‬‫ول اهلل‪ .‬ال َْع َر ُ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫َّ‬
‫ت َسيِّ ُد‬ ‫يل َوأنْ َ‬ ‫الت ْن ِزيل وي ِجيرو َن َّ ِ‬
‫الدخ َ‬ ‫يَ ْح ُمو َن َّ َ َ ُ ُ‬
‫السالَ ُم‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫ول اهلل‪َّ .‬‬ ‫ب َوال َْع َج ِم يَا َر ُس َ‬ ‫ال َْعر ِ‬
‫َ‬
‫استَ َج ْرنَا‬ ‫ك َو ْ‬ ‫ول اهلل‪ .‬قَ ْد َن َزلْنَا بِ َحيِّ َ‬ ‫ك يَا َر ُس َ‬ ‫َعلَْي َ‬
‫ت‬‫ك َعلَى اهلل‪ .‬أنْ َ‬ ‫س ْمنَا بِ َحيَاتِ َ‬ ‫ك َوأقْ َ‬ ‫بِ َجنَابِ َ‬
‫ك ال َْو ِج ِيه‬ ‫اه َ‬ ‫أغ ْثنَا بِج ِ‬ ‫ت الْمالَذُ فَ ِ‬ ‫ال ِْغيَ ُ‬
‫َ‬ ‫اث َوأنْ َ َ‬
‫ك يَا‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫الَّ ِذي الَ َي ُردُّهُ اهلل‪َّ .‬‬
‫ك يَا نَبِ َّي اهلل‪.‬‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫ول اهلل‪َّ .‬‬ ‫َر ُس َ‬
‫الصالَةُ‬ ‫يب اهلل‪َّ .‬‬ ‫ِ‬
‫ك يَا َحب َ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫َّ‬
‫صالَ ًة‬ ‫اهلل‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ت ديم ِ‬
‫وم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ك َما َد َام ْ َ ْ ُ‬ ‫السالَ ُم َعلَْي َ‬
‫َو َّ‬
‫ضى بِ ِه َما َعنَّا يَا َسيِّ َدنَا يَا‬ ‫اه َما َوَت ْر َ‬‫ضُ‬ ‫َو َسالَماً َت ْر َ‬
‫السالَ ُم َعلَى اَألنْبِيَ ِاء‬ ‫الصالَةُ َو َّ‬ ‫َم ْوالَنَا يَا اهلل‪َّ .‬‬
‫ين‪.‬‬ ‫والْمرسلِين و َعلَى ساِئ ِر الْمالَِئ َك ِة ِ‬
‫أج َمع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ض َعن َ ِ‬
‫صلَّى اهلل‬ ‫ضج َيع ْي نَبِِّينَا ُم َح َّمد َ‬ ‫اللِّ ُه َّم َو ْار َ ْ‬
‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم أبِي بَ ْك ٍر َوعُ َم َر َو َع ْن عُثْ َما َن َو َعلِي‬
‫ين لَ ُه ْم‬ ‫ِ ِِ‬ ‫الصحاب ِة ِ‬ ‫ِِ‬
‫ين‪َ .‬وتَاب ِع التَّابع َ‬ ‫أج َمع َ‬ ‫َو َع ْن بَقيَّة َّ َ َ ْ‬
‫ك ُّأي َها النَّبِ ُّي‬ ‫ِ‬ ‫بِِإ ْحس ٍ‬
‫السالَ ُم َعلَْي َ‬ ‫ان ِإلَى َي ْوم الدِّي ِن َّ‬ ‫َ‬
‫َو َر ْح َمةُ اهلل َو َب َر َكاتُهُ ثالث مرات َو َسالَ ٌم َعلَى‬
‫ين آمين‪.‬‬ ‫م‬‫ب ال َْعالَ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬ ‫هلل‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫ْح‬‫ل‬‫ا‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫الْمرسلِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ َ َ َ َ ْ‬

‫هذه الصالة لسيدنا الولي الكبير العارف‬


‫الشهير أبي المواهب الشاذلي رضي اهلل عنه‬
‫ألفها ليقرأها الزائرون أمام الحضرة النبوية عند‬
‫زيارتهم وال مانع من قراءتها في كل زمان‬
‫ومكان ويستحضر القارئ أنه بين يدي رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم يخاطبه بما فيها من‬
‫الخطابات فإن صيغة السالم في تحيات الصالة‬
‫وهي قول المصلي السالم عليك أيها النبي‬
‫ورحمة اهلل وبركاته هي من هذا القبيل خطاب‬
‫له صلى اهلل عليه وسلم وقد افتتحها رضي اهلل‬
‫عنه بعد البسملة بقوله الحمد هلل الذي أرسل‬
‫إلينا فاتح الدورة الكلية الربانية اإللهية‬
‫القدسية‪ .‬بالخاتمة العنبرية الندية المسكية‬
‫الخاصة العامة المحمدية الكاملة المكملة‬
‫األحمدية‪ .‬اللهم فصل على هذه الحضرة‬
‫النبوية الخ‪ .‬فينبغي لمن قرأها أن يضم لها هذه‬
‫الحمدلة وإنما حذفتها من أولها لتكون هذه‬
‫الصلوات على نسق واحد وال بأس بذكر نبذة‬
‫من أحوال مؤلفها ليعرف قدرها بمعرفة قدره‬
‫مع أن جميع ما أذكره عنه ال يخرج عن‬
‫مقصود هذا الكتاب من الصالة على النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وما يناسبها‪ .‬قال سيدنا‬
‫وموالنا الشيخ عبد الوهاب الشعراني في‬
‫طبقاته ومنهم سيدي الشيخ محمد أبي‬
‫المواهب الشاذلي رضي اهلل تعالى عنه كان من‬
‫الظرفاء األجالء األخيار والعلماء الراسخين‬
‫األبرار أعطي رضي اهلل عنه ناطقة سيدي علي‬
‫أبي الوفاء وعمل الموشحات الربانية وألّف‬
‫الكتب الفائقة اللدنية وله كتاب القانون في‬
‫علوم الطائفة وهو كتاب بديع لم يولف مثله‬
‫يشهد لصاحبه بالذوق الكامل في الطريق‬
‫وذكر له حكماً كثيرة ومعارف غزيرة تدل‬
‫على علو مقامه ثم قال‪ .‬وكان رضي اهلل عنه‬
‫كثير الرؤيا بالرسول صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وكان يقول قلت لرسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أن الناس يكذبوني في صحة رؤيتي لك‬
‫فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وعزة اهلل‬
‫وعظمته من لم يؤمن بها أو كذبك فيها ال‬
‫يموت إال يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً هذا‬
‫منقول من خط الشيخ أبي المواهب رضي اهلل‬
‫تعالى عنه‪ .‬وكان رضي اهلل عنه يقول رأيت‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على سطح‬
‫الجامع األزهر عام خمسة وعشرين وثمانمائة‬
‫فوضع يده على قلبي وقال يا ولدي الغيبة‬
‫حرام ألم تسمع قول اهلل تعالى وال يغتب‬
‫بعضكم بعضاً وكان قد دلس عندي جماعة‬
‫فاغتابوا بعض الناس ثم قال لي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فإن كان وال بد من سماعتك غيبة الناس‬
‫فاقرأ سورة اإلخالص والمعوذتين وأهد ثوابها‬
‫للمغتاب فإن الغيبة والثواب يتوافقان‪ .‬وكان‬
‫رضي اهلل عنه يقول رأيت رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم في المنام فقال لي قل عند النوم‬
‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم خمساً بسم اهلل‬
‫الرحمن الرحيم خمساً ثم قال اللهم بحق‬
‫محمد أرني وجه محمد حاالً ومآالً فإذا قلتها‬
‫عند النوم فإني آتي إليك وال أتخلف عنك‬
‫أصالً ثم قال وما أحسنها من رقية ومن معنى‬
‫لمن آمن به هذا منقول من لفظه رضي اهلل‬
‫عنه‪ .‬وكان رضي اهلل عنه يقول رأيت رسول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقلت يا رسول اهلل ال‬
‫علي الكوثر‬
‫تدعني فقال ال ندعك حتى ترد ّ‬
‫وتشرب منه َألنك تقرأ سورة الكوثر وتصلي‬
‫علي أما ثواب الصالة فقد وهبته لك وأما‬
‫ّ‬
‫ثواب الكوثر فأبقه لك ثم قال وال تدع أن‬
‫تقول استغفر اهلل العظيم الذي ال إله إال هو‬
‫الحي القيوم وأتوب إليه وأسأله التوبة والمغفرة‪R‬‬
‫إنه هو التواب الرحيم مهما رأيت عملك أو‬
‫وقع خلل في كالمك هذا منقول من لفظه‬
‫رضي اهلل عنه‪ .‬وكان رضي اهلل عنه يقول رأيت‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فقال لي أنت‬
‫تشفع لمائة ألف قلت له بم استوجبت ذلك يا‬
‫رسول اهلل قال بإعطائك لي ثواب الصالة‬
‫علي‪ .‬وكان رضي اهلل عنه يقول استعجبت مرة‬
‫ّ‬
‫في صالتي عليه صلى اهلل عليه وسلم ألكمل‬
‫وردي وكان ألفاً فقال لي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫أما علمت أن العجلة من الشيطان ثم قال قل‬
‫اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا‬
‫محمد بتمهل وترتيل إال إذا ضاق الوقت فما‬
‫عليك إذا عجلت ثم قال وهذا الذي ذكرته‬
‫لك على جهة األفضل وإال فكيفما صليت فهي‬
‫صالة واألحسن أن تبتدىء بالصالة التامة أول‬
‫صالتك ولو مرة واحدة وكذلك في آخرها‬
‫تختم بها قال لي صلى اهلل عليه وسلم والصالة‬
‫التامة هي اللهم صل على سيدنا محمد وعلى‬
‫آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا‬
‫إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على‬
‫سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما‬
‫باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا‬
‫إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد السالم‬
‫عليك أيها النبي ورحمة اهلل وبركاته هذا‬
‫منقول من لفظه رضي اهلل عنه‪ .‬وكان رضي اهلل‬
‫عنه يقول رأيت رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فقال لي إن شيخك أبا سعيد الصفروي‬
‫علي الصالة التامة ويكثر منها وقل له‬
‫يصلي ّ‬
‫إذا ختم الصالة أن يحمد اهلل عز وجل‪.‬‬

‫الصالة السابعة واألربعون‪ :‬للبكري‬

‫لسيدي محمد ابن أبي الحسن البكري رضي‬


‫اهلل عنهما وعن أسالفهما وأعقابهما‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى نُو ِر َك اَأل ْسنَى‪َ .‬و ِس ِّر َك‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ك اَأل ْز َكى‪.‬‬ ‫ص ِفيِّ َ‬‫ك اَأل ْعلَى‪َ .‬و َ‬ ‫اَألْب َهى‪َ .‬و َحبِيبِ َ‬
‫وح‬
‫ب‪ُ .‬ر ُِ‬ ‫ب‪َ .‬وقِ ْبلَ ِة َْأه ِل الْ ُق ْر ِ‬
‫ْح ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َواسطَة َْأه ِل ال ُ‬
‫اه ِد الْملَ ُكوتِي ِة‪ .‬ولَو ِح اَألسرا ِر الْ َقيُّ ِ‬
‫وميَّ ِة‪.‬‬ ‫شِ‬‫ال ُْم َ‬
‫َْ‬ ‫َ ً َْ‬
‫ب الَّ ِذي الَ‬ ‫ان الْغَْي ِ‬ ‫ان اَأل َز ِل واَألب ِد‪ .‬لِس ِ‬ ‫َترجم ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ َُ‬
‫ْح ِقي َق ِة الْ َف ْر َدانِيَّ ِة‪.‬‬ ‫ط بِ ِه َأح ٌد‪ .‬ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ورة ال َ‬
‫يُحي ُ َ ُ َ‬
‫الر ْح َمانِيَّ ِة‪.‬‬ ‫ور ِة ال ُْم َز َّينَ ِة بِاَألْن َوا ِر َّ‬ ‫َو َح ِقي َق ِة ُّ‬
‫الص َ‬
‫ص بِال ِْعبَ َار ِة َع ْنهُ‪ِ .‬س ِّر قَابِلِيَّ ِة‬ ‫ان اهلل ال ُْم ْختَ ِّ‬ ‫ِإنْس ِ‬
‫َ‬
‫أح َم ِد َم ْن َح ِم َد‬ ‫ِِ‬ ‫الت ِ‬
‫َّهيُّىء اِإل ْم َكانِ ِّي ال ُْمَتلَ ِّقيَة م ْنهُ‪ْ .‬‬ ‫َ‬
‫يل‬‫اه ِر بَِت ْف ِع ِ‬ ‫اط ِن والظَّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُحم َد َع ْن َد َربِّه‪ُ .‬م َح َّمد الْبَ َ‬
‫ب ُق ْربِ ِه‪ .‬غَايَِة طََرفَي‬ ‫الذاتِي فِي َم َراتِ ِ‬ ‫يل َّ‬ ‫التَّ ْك ِم ِ‬
‫الذاتِ ِّي فِي‬ ‫يل َّ‬ ‫يل التَّ ْك ِم ِ‬‫الد ْو َر ِة النَّبَ ِويَِّة بَِت ْف ِع ِ‬
‫َّ‬
‫الد ْو َر ِة النَّبَ ِويَِّة‬
‫ب ُق ْربِ ِه‪ .‬غَايَِة طََرفَي َّ‬ ‫َم َراتِ ِ‬
‫َّصلَ ِة بِاَأل َّو ِل نَظَراً َوِإ ْم َداداً‪ .‬بِ َدايَِة ُن ْقطَ ِة‬ ‫الْمت ِ‬
‫ُ‬
‫ي ِإ ْر َشاداً َوِإ ْس َعاداً‪ِ .‬أمي ِن اهلل‬ ‫ود َّ‬‫ال الْوج ِ‬
‫االنْف َع ِ ُ ُ‬
‫ِِ‬
‫يظ ِه َعلَى‬ ‫وهيَّ ِة الْمطَلْس ِم‪ .‬وح ِف ِ‬ ‫َعلَى ِس ِّر اُأللُ ِ‬
‫ُ َ ََ‬
‫ول‬‫ب الالَّ ُهوتِيَّ ِة ال ُْم َكت َِّم‪َ .‬م ْن الَ تُ ْد ِر ُك الْعُ ُق ُ‬ ‫غَْي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وم َعلَْي َها بِ ِه ُح َّجتُهُ‬ ‫الْ َكاملَةُ م ْنهُ ِإالَّ م ْق َد َار َما َت ُق ُ‬
‫وس ال َْع ْر ِشيَّةُ ِم ْن َح ِقي َقتِ ِه‬ ‫الن ُف ُ‬ ‫ف ُّ‬ ‫اه َرةُ‪َ .‬والَ َت ْع ِر ُ‬ ‫الْب ِ‬
‫َ‬
‫الز ِاه َر ِة‪.‬‬ ‫ف لَ َها بِ ِه ِم ْن لََو ِام ِع أ ْن َوا ِر ِه َّ‬ ‫ِإالَّ َما َيَت َع َّر ُ‬
‫ين َوقَ ْد بَ َد ْوا ِم َّما َف ْو َق َعالَ ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُم ْنَت َهى ه َم ِم الْ ُق ْدسيِّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫ت‬‫ين َوقَ ْد طَ َم َح ْ‬ ‫صا ِر ال ُْم َو ِّحد َ‬ ‫الطَّبَا ِع‪َ .‬م ْر َمى أبْ َ‬
‫أش َّعةُ اهلل‬ ‫الس ِّر الْج ِامع‪ .‬من الَ تُجلَى ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫اه َدة ِّ َ‬ ‫ل ُم َ َ‬
‫الش ْف ِع ُّي‬ ‫آة ِس ِّر ِه‪َ .‬و ُه َو الْ ِو ْت ُر َّ‬ ‫ْب ِإالَّ ِمن ِمر ِ‬ ‫لَِقل ٍ‬
‫ْ ْ‬
‫َّعى‬‫ْج ْه ِل َعلَى ُك ِّل َم ِن اد َ‬ ‫وم بِال َ‬
‫ال ُْم َح َّق ُق‪ .‬ال َْم ْح ُك ُ‬
‫س اَأل ْم ِر َع ْن َن َف ِس ِه‬ ‫َم ْع ِرفَةَ اهلل ُم َج َّر َد ًة فِي َن ْف ِ‬
‫ْح ْدثَانِ ِّي ال ُْمَت َر ْع ِر ِع فِي‬ ‫ي‪ .‬الْ َفر ِع ال ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُْم َح َّمد ِّ ْ‬
‫ي‪َ .‬جنِ ِّي َش َج َر ِة‬ ‫أص ٍل أبَ ِد ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نَ َماِئه بِ َما يُ ِم ُّد بِه ُك َّل ْ‬
‫ود َوال َْع َدِم‪َ .‬ع ْب ِد‬ ‫ال ِْق َدِم‪ُ .‬خالَص ِة نُس َختَي الْوج ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ ْ‬
‫ال‪َ .‬و َعابِ ِد‬ ‫ال الْ َكم ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫اهلل َون ْع َم ال َْع ْب ُد الذي به َك َم ُ َ‬
‫ِ‬
‫صٍ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل بِاهلل بِالَ ُحلُ ٍ‬
‫ال َوال‬ ‫ول َوالَ اتِّ َحاد َوال اتِّ َ‬
‫اط ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬ ‫صر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ِ ِ َّ .‬إ‬ ‫صٍ‬ ‫ِ‬
‫الداعي لَى اهلل َعلَى َ‬ ‫انْف َ‬
‫ات َو َعلَْي ِه ْم‬ ‫الذ ِ‬ ‫نَبِ ِّي اَألنْبِيَ ِاء َو ُم ِم ِّد ُّ‬
‫الر ُس ِل َعلَْي ِه بِ َّ‬
‫َّسلِ ِيم‪ .‬يَا اهلل يَا‬ ‫ف الت ْ‬ ‫الصالَ ِة َوأ ْش َر ُ‬ ‫ض ُل َّ‬ ‫ِم ْنهُ أفْ َ‬
‫ص ِّل و َسلِّم َعلَى َجم ِ‬ ‫رحمن يا ر ِ‬
‫ال‬ ‫َ‬ ‫يم {اللَّ ُه َّم} َ َ ْ‬ ‫ح‬
‫َ َْ ُ َ َ ُ‬
‫اصيَّ ِة‪ .‬وجالَ ِل التَّ َدلِّي ِ‬ ‫اال ْختِص ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َّجلِّيَات ِ َ‬ ‫الت َ‬
‫ات ال ِْع ِّز‬ ‫ك فِي غَياب ِ‬ ‫اط ِن بِ َ‬ ‫اِإل ص ِط َفاِئيَّ ِة‪ .‬الْب ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫شا ِر ِق ال َْم ْج ِد‬ ‫اه ِر بِنُو ِر َك فِي َم َ‬ ‫اَأل ْكب ِر‪ .‬الظَّ ِ‬
‫َ‬
‫الصم ِديَِّة‪ .‬وس ْل َك ِ‬
‫ان‬ ‫اَألفْ َخ ِر‪َ .‬ع ِزي ِز الْح ْ ِ‬
‫َُ‬ ‫ض َرة َّ َ‬ ‫َ‬
‫ت َك َما‬ ‫ث أنْ َ‬ ‫ال َْم ْملَ َك ِة اَأل َح ِديَِّة‪َ .‬ع ْب ِد َك ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ص َفاتِ َ‬ ‫كو ِ‬
‫أس َما َ َ‬
‫ث َكافَّةُ ْ ِئ‬ ‫ُه َو َع ْب ُد َك ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ك فِي‬ ‫ك َو ُح ْك ِم َ‬ ‫ك َو َر ْح َمتِ َ‬ ‫ُم ْسَت َوى تَ َجلِّي َعظَ َمتِ َ‬
‫ك‬‫ْت بِنُو ِر قُ ْد ِس َ‬ ‫ك‪َ .‬م ْن َك َحل َ‬ ‫َج ِمي ِع َم ْخلُوقَاتِ َ‬
‫ت َع ْن‬ ‫ك ال َْعلِيَّةَ ِج َهاراً‪َ .‬و َسَت ْر َ‬ ‫ُم ْقلَتَهُ َف َرأى ذَاتَ َ‬
‫أس َراراً‪.‬‬ ‫ك فِي ب ِ‬
‫اطنِ ِه لَ َ‬ ‫ُك ِّل أح ٍد ِمن َخل ِ‬
‫ك ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْق‬ ‫َ ْ‬
‫ت بِ َكلِم ِة ُخص ِ‬
‫وصيَّتِ ِه ال ُْم َح َّم ِديَِّة بِ َح َار‬ ‫َو َفلَ ْق َ َ ُ‬
‫ك‬ ‫ك َو َج َمالِ َ‬ ‫ت ِم ْنهُ بِ َم ْع ِرفَتِ َ‬ ‫َّع َ‬
‫ْج ْم ِع‪َ .‬و َمت ْ‬ ‫ال َ‬
‫ت َع ْن‬ ‫الس ْم َع‪َ .‬وأخ َّْر َ‬ ‫ص َر َو َّ‬ ‫ْب َوالْبَ َ‬ ‫ك الْ َقل َ‬ ‫َو ِخطَابِ َ‬
‫َأح ٍد‪َ .‬و َج َعلْتَهُ بِ ُح ْك ِم‬ ‫ل‬
‫َّ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫ًّ‬‫ْأخيراً َذاتِ‬ ‫م َق ِام ِه تَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ك الْ َخافِ ِق‪ .‬لِس ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ك ِو ْت َر ال َْع َد ِد‪ .‬لَِو ِاء ِع َّزت َ‬ ‫أح ِديَّتِ َ‬
‫َ‬
‫ِّدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه‬ ‫َّاط ِق سد ِ‬
‫َ‬
‫ك الن ِ‬ ‫ِح ْك َمتِ َ‬
‫ص ْحبِ ِه‪َ .‬و ِش َيعتِ ِه َو َوا ِرثِ ِيه َو ِح ْزبِ ِه‪ .‬يَا اهلل يَا‬ ‫َو َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َداِئَر ِة‬ ‫رحمن يا ر ِ‬
‫يم {اللَّ ُه َّم} َ‬ ‫ح‬
‫َ َْ ُ َ َ ُ‬
‫ك‬‫يط الْ َفلَ ِ‬‫اِإل حاطَ ِة الْعظْمى‪ .‬ومر َك ِز م ِح ِ‬
‫ُ َ َ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ص ِمن علُ ِ‬
‫ك بِ َما لَ ْم‬ ‫وم َ‬ ‫اَأل ْس َمى‪َ .‬ع ْب ِد َك ال ُْم ْختَ ِّ ْ ُ‬
‫ك‬ ‫ان ممالِ ِ‬ ‫اد َك‪ .‬س ْلطَ ِ‬ ‫ُتهيِّىء لَهُ أحداً ِمن ِعب ِ‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ْ َ‬
‫ك فِي َكافَّ ِة بِالَ ِد َك‪ .‬بَ ْح ِر أ ْن َوا ِر َك الَّ ِذي‬ ‫ال ِْع َّز ِة بِ َ‬
‫اجهُ‪ .‬قَاِئ ِد‬ ‫اح التَّعيُّ ِن َّ ِ‬
‫الص َم َدان ِّي ْأم َو ُ‬ ‫ت بِ ِريَ ِ َ‬ ‫تَالَطَ َم ْ‬
‫ك‬ ‫ك ِإلَْي َ‬ ‫ت بِ َ‬ ‫س َار َع ْ‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫َج ْي ِ‬
‫الندب َّوة الذي تَ َ‬ ‫ش ُ‬
‫ك‬ ‫ك‪ِ .‬أمينِ َ‬ ‫ك َعلَى َكافَّ ِة َخلِي َقتِ َ‬ ‫اجهُ‪َ .‬خلِي َفتِ َ‬ ‫أ ْف َو ُ‬
‫يد فِي‬ ‫ك‪ .‬من غَايةُ الْم ِج ِّد الْم ِج ِ‬
‫ُ‬ ‫َعلَى َجمي ِع بَ ِريَّت َ َ ْ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َفاتِِه‪.‬‬ ‫اف بِالْع ْج ِز َع ِن ا ْكتِنَ ِاه ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الثَّنَاء َعلَْيه اال ْعت َر ْ َ‬
‫ص َل ِإلَى َمبَالِ ِغ‬ ‫ونِ َهايةُ الْبلِي ِغ الْمبالِ ِغ أ ْن الَ ي ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ْح ْم ِد َعلَى َم َكا ِر ِم ِه َو ِهبَاتِِه‪َ .‬سيِّ ِدنَا َو َسيِّ ِد ُك ِّل‬ ‫ال َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ك َعلَْي ِه ِسيَ َ‬
‫ب‬‫اسَت ْو َج َ‬ ‫ادةٌ‪ُ .‬م َح َّمد َك الَّذي ْ‬ ‫َم ْن لَ َ‬
‫ادهُ‪َ .‬و َعلَى آلِ ِه‬ ‫ْح ْم ِد بِ َ‬ ‫ِ‬
‫ص َد َارهُ َوِإ َير َ‬ ‫ك ِإ ْ‬ ‫ك لَ َ‬ ‫م َن ال َ‬
‫أص َحابِ ِه ال ِْعظَ ِام‪َ .‬و ُو َّراثِِه ال ِْف َخ ِام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الْك َر ِام‪َ .‬و ْ‬
‫اصطََفى‬ ‫ِ ِ ِ َّ ِ‬
‫ين ْ‬ ‫ْح ْم ُد هلل َو َسالَ ٌم َعلَى عبَاده الذ َ‬ ‫ال َ‬
‫َسبعاً أي يكرر هذه اآلية تالي الصلوات سبع‬
‫الع َّز ِة َع َّما‬
‫ب ِ‬ ‫ك َر ِّ‬ ‫مرات ثم يقول‪ُ :‬س ْب َحا َن َربِّ َ‬
‫ب‬
‫ْح ْم ُد هلل َر ِّ‬ ‫ص ُفو َن وسالَم َعلَى الْمرسلِ‬ ‫يِ‬
‫ين َوال َ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫َ‬
‫ين ويقرأ الفاتحة ويهديها لمنشىء هذه‬ ‫ِ‬
‫ال َْعالَم َ‬
‫ت‬‫ك أنْ َ‬ ‫الصلوات ويقول‪َ :‬ر َّبنَا َت َقبَّ ْل ِمنَّا ِإنَّ َ‬
‫اب‬ ‫ب َعلَْينَا ِإنَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّو ُ‬ ‫ت الت َّ‬ ‫ك أنْ َ‬ ‫يم َوتُ ْ‬
‫يع ال َْعل ُ‬
‫السم ُ‬
‫صلَّى اهلل َو َسلَّ َم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫الر ِ‬
‫يم َو َ‬ ‫ح‬
‫َّ ُ‬
‫ْح ْم ُد‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ين‬ ‫و َعلَى ِإ ْخوانِِه ِمن اَألنْبِي ِاء والْمرسلِ‬
‫َ َ َ ُْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬‫هلل َر ِّ‬

‫الصالة الثامنة واألربعون‪ :‬الصلوات البكرية‬

‫المعروفة بالصلوات البكرية‬

‫ك اَأل ْعظَ ِم َو ِس ِّر‬ ‫ك بَِنيِّ ِر ِه َدايَتِ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم ِإنِّي ْ‬


‫أسألُ َ‬
‫ِِ‬ ‫ادتِ َ‬
‫ْس ِم‪ُ .‬م ْختَا ِر َك‬ ‫ك ال َْم ْكنُون م ْن نُو ِر َك ال ُْمطَل َ‬ ‫ِإ َر َ‬
‫ك َق ْب َل ُك ِّل َش ْيء‪َ .‬ونُو ِر َك ال ُْم َج َّر ِد َب ْي َن‬ ‫ك لَ َ‬‫ِم ْن َ‬
‫اك‪.‬‬‫ك اللُّ َق ْي‪َ .‬ك ْن ِز َك الَّ ِذي لَ ْم يُ ِح ْط بِ ِه ِس َو َ‬ ‫مسالِ ِ‬
‫ََ‬
‫ت‬‫ك َك َّونْ َ‬ ‫ادتِ َ‬‫ك الَّ ِذي بِ ُح ْك ِم ِإ َر َ‬ ‫ف َخل ِْق َ‬‫وأ ْشر ِ‬
‫َ َ‬
‫أج َر َام اَألفْالَ ِك َو َهيَاكِ َل اَأل ْمالَ ِك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن نُو ِره ْ‬
‫ك َت ْع ِظيماً‬ ‫الصافُّو َن َح ْو َل َع ْر ِش َ‬ ‫ت بِ ِه َّ‬ ‫فَطَافَ ْ‬
‫ك‬‫السالَِم َعلِ ْي ِه بَِق ْولِ َ‬ ‫الصالَ ِة َو َّ‬ ‫َوتَ ْك ِريماً‪َ .‬و َأم ْرَتنَا بِ َّ‬
‫صلُّو َن َعلَى النَّبِ ِّي يَا ُّأي َها‬ ‫ِئ‬
‫ِإ َّن اهلل َو َمالَ َكتَهُ يُ َ‬
‫صلُّوا َعلَْي ِه َو َسلِّ ُموا تَ ْسلِيماً‪.‬‬ ‫آمنُوا َ‬ ‫ين َ‬ ‫َ‬
‫الَّ ِ‬
‫ذ‬
‫ك لَِو ِاء‬ ‫ْك َ‬‫ت مل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ت َف ْو َق َه َامته في تَ ْخ ُ‬ ‫ش ْر َ‬ ‫َونَ َ‬
‫ك‬‫وش ُس ْلطَانِ َ‬ ‫يد ُجيُ ِ‬ ‫اد ِ‬
‫حم ِد َك‪ .‬وقَ َّدمتَهُ َعلَى صنَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ‬
‫ك بِال َ‬
‫ْح ِّق‬ ‫أص ِفيَاِئ َ‬
‫ت لَهُ َعلَى ْ‬ ‫ك‪َ .‬وَأ َخ ْذ َ‬ ‫بُِق َّو ِة َع ْز ِم َ‬
‫ك‬‫ك َولَ َ‬ ‫ك َو ِم ْن َ‬‫ك اَأل َّو َل‪َ .‬و َق َّر ْبتَهُ بِ َ‬ ‫ِميثَاقَ َ‬
‫ك فِي‬ ‫َّعتَهُ بِ َج َمالِ َ‬ ‫وجعل َ ِ‬
‫ْت َعلَْيه ال ُْم َع َّو َل‪َ .‬و َمت ْ‬ ‫َ ََ‬
‫ب‬ ‫اب َق ْو َس ْي ِن ُق ْر ِ‬ ‫صتَهُ بَِق ِ‬ ‫ص ْ‬‫َّجلِّي َو َخ َ‬ ‫َمظ َْه ِر الت َ‬
‫ك‬ ‫وهيَّتِ َ‬ ‫ت بِ ِه فِي نُو ِر ُألُ ِ‬ ‫الد ُن ِّو َوالتَّ َدلِّي َو َز َّج ْي َ‬
‫ُّ‬
‫آدم ح َقاِئ َق الْحر ِ‬ ‫الْعظْمى‪ .‬و َع َّرفْ َ ِ‬
‫وف‬ ‫ُُ‬ ‫ت بِه َ َ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ك ِإالَّ بِ ِه‪َ .‬و َما‬ ‫ك َم ْن َع َرفَ َ‬ ‫َواَأل ْس َماء‪ .‬فَ َما َع َرفَ َ‬
‫سبَبِ ِه‪.‬‬ ‫ك ِإالَّ َم ِن اتَّ َ ِ‬
‫ص َل ب َ‬ ‫ص َل ِإلَْي َ‬‫ص َل َم ْن َو َ‬ ‫َو َ‬
‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ض الْ َك َرم َعلَى َساِئ ِر َم ْخلُوقَاتِ َ‬ ‫ك بِ َم ْح ِ‬ ‫َخلِي َفتِ َ‬
‫يص ح ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سيِّ ِد َْأه ِل أر ِ‬
‫ك‬‫ض َرت َ‬ ‫ك‪َ .‬خص ِ َ‬ ‫ك َو َس َم َواتِ َ‬ ‫ضَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ات آالَِئ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ص َن ْع َماِئ َ‬ ‫صاِئ ِ‬
‫ك‪ .‬أ ْعظَ ِم‬ ‫ك‪َ .‬و ُفيُو َ‬ ‫بِ َخ َ‬
‫ضلْتَهُ بِ َما‬ ‫ك‪َ .‬وفَ َّ‬ ‫ت بِ َع ْم ِر ِه فِي كِتَابِ َ‬ ‫س ْم َ‬ ‫ٍ‬
‫َم ْنعُوت أقْ َ‬
‫ت بِ ِه‬ ‫ك‪َ .‬و َفتَ ْح َ‬ ‫أس َرا ِر ِخطَابِ َ‬ ‫صل َ ِ ِ‬
‫ْت بِه م ْن ْ‬ ‫فَ َّ‬
‫ْجالَلَ ِة‪َ .‬و َختَ ْم َ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫اب َسابِ ِق الن ُُّب َّوة َوال َ‬ ‫ال ْأب َو ِ‬ ‫أ ْق َف َ‬
‫الر َسالَ ِة‪َ .‬و َر َف ْع َ‬ ‫بِ ِه َدور َدواِئ ِر مظَ ِ‬
‫ت ِذ ْك َرهُ‬ ‫اه ِر ِّ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ك‬ ‫وديَِّة ِإلَْي َ‬‫مع ِذ ْك ِر َك‪ .‬وسيَّ ْدتَهُ بِنِسب ِة الْعب ِ‬
‫ْ َ ُُ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬
‫ك‬‫ت بِ ِه َق َواِئ َم َع ْر ِش َ‬ ‫ض َع َِأل ْم ِر َك‪َ .‬و َشيَّ ْد َ‬ ‫فَ َخ َ‬
‫ك الْ ُك ْب َرى‪َ .‬و َم ْنطَ ْقتَهُ بِ ِم ْنطََق ِة‬ ‫وط بِ ِحيطَتِ َ‬ ‫الْمح ِ‬
‫َُ‬
‫الد ْنيَا َواُأل ْخ َرى‪َ .‬وألْبَ ْستَهُ‬ ‫ال ِْع ِّز فَ َم ْنطَ َق بِعُ ِّز ِه ْأه َل ُّ‬
‫ف ُحلَّ ٍة‪َ .‬وَت َّو ْجتَهُ‬ ‫ك أ ْش َر َ‬ ‫ات َجالَلِ َ‬ ‫ِمن سر ِادقَ ِ‬
‫ْ َُ‬
‫اج الْ َك َر َام ِة َوال َْم َحبَّ ِة َوالْ ُخلَّ ِة‪ .‬نَبِ ِّي اَألنْبِيَ ِاء‬ ‫بِتَ ِ‬
‫وث بِ ْأم ِر َك ِإلَى الْ َخل ِْق‬ ‫والْمرسلِين‪ .‬والْم ْبع ِ‬
‫َ ُْ َ َ َ ُ ُ‬
‫ك ال ُْمتَالَ ِط ِم بِ ْأم َو ِ‬
‫اج‬ ‫ضَ‬ ‫أجم ِعين‪ .‬ب ْح ِر َف ْي ِ‬
‫َْ َ َ‬
‫ب‬‫اس ِم لِ ِح ْز ِ‬ ‫اه ِر الْح ِ‬
‫َ‬
‫ك الْ َق ِ‬ ‫ف َع ْز ِم َ‬ ‫اَأل ْسرا ِر‪ .‬وس ْي ِ‬
‫َ ََ‬
‫الْ ُك ْف ِر والْبغْ ِي واِإل نْ َكا ِر‪ .‬أحم ِد َك الْمحم ِ‬
‫ود‬ ‫َ ُْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ب‬‫اش ِر ال َْعاقِ ِ‬ ‫ان التَّ ْك ِر ِيم‪ .‬مح َّم ِد َك الْح ِ‬ ‫بِلِس ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ك بِ ِه‬ ‫وف َّ ِ‬ ‫الرُؤ ِ‬ ‫س َّمى بِ َّ‬
‫أسألُ َ‬ ‫الرح ِيم‪ْ .‬‬ ‫ال ُْم َ‬
‫ت‬‫ك َوأنْ َ‬ ‫ك بِ َ‬ ‫س ِام اُألَو ِل‪َ .‬وأَت َو َّس ُل ِإلَْي َ‬ ‫ِ‬
‫َوباَألقْ َ‬
‫سلِّ َم َعلَْي ِه‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫صلِّ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬ ‫أل‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫الْم ِجيب لِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫ك أ ْد َرى‬ ‫ك َو َذاتِِه ال ُْم َح َّم ِديَِّة َِأل نَّ َ‬ ‫يق بِ َذاتِ َ‬‫صالَ ًة تَلِ ُ‬‫َ‬
‫ص َفاتِِه َع َدداً الَ تُ ْد ِر ُكهُ الظُّنُو ُن‪.‬‬ ‫بِم ْن ِزلَتِ ِه وأ ْعلَم بِ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫اد ًة َعلَى َما َكا َن َو َما يَ ُكو ُن‪ .‬يَا َم ْن ْأم ُرهُ َب ْي ِن‬ ‫ِزيَ َ‬
‫للش ْي ِء ُك ْن َفيَ ُكو ُن‪.‬‬ ‫ول َّ‬ ‫ُّون‪َ .‬و َي ُق ُ‬‫اف والن ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َك َ‬
‫ي َم َدداً ُأ ْد ِر ُك بِ ِه‬ ‫َوأ ْن تُ ِم َّدنِي بِ َم َد ِد ِه ال ُْم َح َّم ِد ِّ‬
‫س بِ ِه فِي َج ِمي ِع ِج َهاتِي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أستَْأنِ‬
‫ْ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ي‪.‬‬ ‫ول َتو ُّج َهاتِ‬
‫َقبُ َ َ‬
‫فَأ ُكو َن َم ْح ُفوظاً بِ ِه ِم ْن َش ِّر اَأل ْع َداء‪َ .‬و َي ْع ُم َر‬
‫سانِي‬ ‫ِ ِ‬ ‫بِ ِ ِ ِ ِ‬
‫س َواب ِغ ن َعمه اُألولَى َواُأل ْخ َرى‪َ .‬و َي ْنطَل َق ل َ‬ ‫َ‬
‫يد‪َ .‬وأَت َعلَّ َم ِم ْن‬ ‫مَتر ِجماً َعن أسرا ِر َكلِم ِة التَّو ِح ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُْ‬
‫أسَتغْنِي بِ ِه َع ِن‬ ‫س ال َْو ْهبِ ِّي َما ْ‬ ‫ك اَألقْ َد ِ‬ ‫ِعل ِْم َ‬
‫ص ُف َو ِم ْرآةُ‬ ‫ْح ِمي ُد ال َْم ِجي ُد‪َ .‬وتَ ْ‬ ‫ت ال َ‬ ‫ال ُْم َعلِّ ِم َوأنْ َ‬
‫ص ِر‬ ‫ب‬‫ِ‬
‫ب‬ ‫ر‬ ‫س ِريرتِي بِنَظْرتِِه الْمح َّم ِديَّة‪ .‬وُأبْ ِ‬
‫ص‬
‫َ َ ََ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫ص َيرتِي َح َقاِئ َق اَأل ْشيَ ِاء الثَّابِتَ ِة ال َْعلِيَّ ِة‪َِ .‬أل ْرقَى‬ ‫بِ‬
‫َ‬
‫ْك َرام‪َ .‬وأظْ َف َر‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ِج ُرتَ ِ‬ ‫ِج َم َدار ِ‬ ‫بِ ِه َّمتِ ِه َعلَى َم َعار ِ‬
‫وغ ال َْم َر ِام‪ِ .‬في ال َْم ْب َدأ‬ ‫وص بُِبلُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ِ‬ ‫بِس ِّره ال َْم ْخ ُ‬
‫السالَ ُم‬‫ك َّ‬ ‫السالَ ُم َو ِم ْن َ‬ ‫ت َّ‬ ‫ك أنْ َ‬ ‫ْختَ ِام‪ .‬فَِإ نَّ َ‬‫وال ِ‬
‫َ‬
‫آمنَّا بِ َما أ ْن َزل َ‬
‫ْت‬ ‫السالَ ُم‪َ .‬ر َّبنَا َ‬ ‫ود َّ‬ ‫ك َيعُ ُ‬ ‫َوِإلَْي َ‬
‫الش ِ‬
‫اه ِ‬
‫اج َعلْنَا‬‫ين‪َ .‬و ْ‬ ‫ول فَا ْكتُْبنَا َم َع َّ َ‬
‫د‬ ‫الر ُس َ‬ ‫َو َّاتَب ْعنَا َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ت َعلَْي ِه ْم م َن النَّبيِّ َ‬
‫ين‬ ‫ين أ ْن َع ْم َ‬‫اللَّ ُه َّم َم َع الذ َ‬
‫س َن‬ ‫ح‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ين‬ ‫ح‬ ‫الصالِ ِ‬
‫َّ‬ ‫و‬ ‫الشه َد ِ‬
‫اء‬ ‫ُّ‬ ‫و‬ ‫ين‬ ‫الصد ِ‬
‫ِّيق‬ ‫َو ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ِر َك‬ ‫ص ْرنَا بِنَ ْ‬ ‫ين‪َ .‬وانْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫ك َرفِيقاً يَا َر َّ‬ ‫ُأولَِئ َ‬
‫ك‬‫اج َعلْنَا ِم ْن ِح ْزبِ َ‬ ‫ون‪َ .‬و ْ‬ ‫ْس ُك ِ‬ ‫ْح َر َك ِة َوال ُّ‬‫في ال َ‬
‫ِ‬
‫ون‪ .‬لِنَ ْد ُخ َل‬ ‫ك الْم ْكنُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الَّ ِذين و َّف ْقَت ُهم لَِف ْه ِم كِتَابِ‬
‫ْ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫فِي ِح ْر ِز َق ْولِ َ‬
‫ب اهلل ُه ُم‬ ‫ك أالَ ِإ ًن ح ْز َ‬
‫ف َعلَْي ِه ْم‬‫ال ُْم ْفلِ ُحو َن‪ .‬أالَ ِإ َّن ْأولِيَ ِاء اهلل الَ َخ ْو ٌ‬
‫آمنُوا َو َكانُوا َيَّت ُقو َن‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َ‬‫َوالَ ُه ْم يَ ْح َزنُو َن الذ َ‬
‫ب‬ ‫ُ‬‫ت‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫يم‬ ‫الس ِميع الْعلِ‬‫َّ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِإ‬ ‫َّا‬
‫ن‬ ‫ر َّبنا َت َقبَّل ِ‬
‫م‬
‫ُ َ ُ َ ْ‬ ‫ََ ْ‬
‫يم‪َ .‬والَ َح ْو َل َوالَ‬ ‫َّواب َّ ِ‬ ‫َعلَْينَا ِإنَّ َ‬
‫الرح ُ‬ ‫ت الت َّ ُ‬ ‫ك أنْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل َعلَى‬ ‫ُق َّوةَ ِإالَّ بِاهلل ال َْعل ِّي ال َْعظ ِيم‪َ .‬و َ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلَّ َم تَ ْسلِيماً‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫َسيِّدنَا ُم َح َّمد َو َعلَى آله َو َ‬
‫ِ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫ْح ْم ُد هلل َر ِّ‬ ‫َوال َ‬

‫التاسعة واألربعون‪ :‬الصلوات الزاهرة‬

‫المسماة بالصلوات الزاهرة على سيد أهل‬


‫الدنيا واآلخرة‬

‫ْجم ِ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬


‫س‪َ .‬والنُّو ِر‬ ‫ال اَألْن َف ِ‬ ‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى ال َ َ‬
‫ث ال ُْه ِويَّةُ‪َ .‬وال ُْم َر ِاد‬‫يب ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫ْحبِ ِ‬ ‫س‪َ .‬وال َ‬ ‫األقْ َد ِ‬
‫اب اَأل َز ِل‪َ .‬وال ُْمَت َعالِي‬ ‫فِي الالَّ ُهوتِيَّ ِة‪ُ .‬مَت ْر ِج ِم كِتَ ِ‬
‫ْح ِقي َق ِة َع ْن َح ِقي َق ِة اَألثَ ِر َحتَّى َكَأنَّهُ ال َْمثَ ُل‪.‬‬
‫بِال َ‬
‫وص اَأل ْولَى‪.‬‬ ‫ص ِ‬ ‫س اَأل ْعلَى‪َ .‬وال َْم ْخ ُ‬ ‫الح ْب ِ‬
‫َ‬
‫ْح ْك َم ِة‬ ‫ٍ‬ ‫ْح ْكم ِة َّ ِ ِ‬
‫السا ِريَة في ُك ِّل َم ْو ُجود‪َ .‬وال ُ‬ ‫َوال َ‬
‫ِ‬
‫ص َو ِر اَأل ْس َرا ِر‬ ‫الْ َكابِح ِة لِ ُك ِّل َكُؤ ٍ‬
‫وح ُ‬ ‫ود‪ُ .‬ر ِ‬ ‫َ‬
‫وش الْعلُ ِ‬
‫وم اَأل َح ِديَِّة‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ال َْملَ ُكوتيَّة‪َ .‬ولَ ْو ِح ُن ُق ِ ُ‬
‫ان اَألبَ ِد‪.‬‬ ‫َأحم ِد َك ِوتْ ِر الْع َد ِد‪ .‬ولِس ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُم َح َّمد َك َو ْ َ‬
‫الذاتِ ِّي فَالَ‬ ‫االستِ َو ِاء َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ش الْ َقاِئ ِم بِتَ َح ُّم ِل َكل َمة ْ‬ ‫ال َْع ْر ِ‬
‫ض‪ .‬الْمتَجلِّي بِس ْلطَ ِ‬
‫ان َق ْه ِر َك َعلَى ظُلَ ِل‬ ‫ُ‬ ‫َعا ِر َ ُ َ‬
‫الن ْقطَ ِة الَّتِي‬ ‫ظُلَ ِم اَأل ْغيَا ِر لِ َم ْح ِق ُك ِّل ُم َعا ِرض‪ُّ .‬‬
‫ات بِ َج ِمي ِع‬ ‫ود ِ‬ ‫وف ال َْم ْو ُج َ‬ ‫َعلَيها م َدار حر ِ‬
‫ْ َ َ ُ ُُ‬
‫س َحتَّى الَ‬ ‫ِج الْ ُق ْد ِ‬ ‫اع ِد فِي َم َعار ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫ات‪َّ .‬‬ ‫اال ْعتِبار ِ‬
‫ََ‬
‫ص ْحبِ ِه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫يُ ْد َر ُك ُك ْن ُههُ َوالَ اِإل َش َار ُ‬
‫ات‪َ .‬و َعلى آله َو َ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ك أ ْن‬ ‫أسألُ َ‬ ‫َوش َيعتِه َوح ْزبِه‪ .‬آمين‪ .‬اللَّ ُه َّم ِإنِّي ْ‬
‫ب َوأ ْك َم ِل َما تُ ِري ُد‪.‬‬ ‫ض ِل َما تُ ِح ُّ‬ ‫سلِّ َم بِأفْ َ‬ ‫تُ َ ِّ‬
‫صل َي َوتُ َ‬
‫يد‪َ .‬و ُن ْقطَ ِة‬ ‫يد‪ .‬وِإم ِام ْأه ِل التَّو ِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َعلَى َسيِّد ال َْعبِ َ َ‬
‫يد‪ .‬لَ ْو ِح اَأل ْس َرا ِر‪َ .‬ونُو ِر اَألْن َوا ِر‪.‬‬ ‫َدواِئ ِر الْم ِز ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يب َمنَابِ ِر األبَ ِد‬ ‫صا ِر‪َ .‬و َخ ِط ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َمالَذ ْأه ِل اَأل ْع َ‬
‫وت فِي‬ ‫األز ِل‪ .‬وم ِظ َه ِر أ ْنوا ِر الالَّ ُه ِ‬ ‫بِلِ ِ‬
‫َ‬ ‫سان َ َ َ‬ ‫َ‬
‫وت ال َْمثَ ِل‪ .‬الْ َقاِئ ِم بِ ُك ِّل َح ِقي َق ٍة َس َرياناً‬ ‫نَاس ِ‬
‫ُ‬
‫ضى تَ ْش ِريفاً‬ ‫الر َ‬
‫ت ِّ‬ ‫وتَ ْح ِكيماً‪ .‬الْواس ِع لَِتَن ُزالَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك َأ ِز َّم ِة اَأل ْم ِر اِإل لَ ِهي َت َهيَُئاً‬ ‫وَت ْع ِظيماً‪ .‬مالِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وديَِّة ِإ ْم َداداً‬ ‫ال الْعب ِ‬ ‫ِِ‬ ‫و ِْ‬
‫س ِ ُُ‬ ‫است ْع َداداً‪َ .‬سالك َم َ‬ ‫َ‬
‫اه ِر الْ َك َمالِيَّ ِة‪.‬‬ ‫ود الْمظَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫است ْم َداداً‪ُ .‬س ْلطَان ُجنُ َ‬
‫و ِْ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫صلِّي لَ َ‬ ‫ْم‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫‪.‬‬ ‫اه ِد الْجمالِيَّ ِ‬
‫ة‬ ‫شِ‬ ‫اق ال َْم َ‬ ‫س آفَ ِ‬ ‫َش ْم ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ََ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ص َفاتِ َ‬ ‫كوِ‬ ‫ب ِع ْن َد َك فِي جو ِام ِع ْ ِئ‬ ‫َِ‬
‫َأس َما َ َ‬ ‫ََ‬
‫ات َْأولِيَ ِاء‬ ‫الْمحلَّى بِزو ِاه ِر جو ِاه ِر ا ْختِصاص ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ َ َ ََ‬
‫ك‪ .‬الْ ِوتْ ِر ال ُْمطْلَ ِق فِي َح ِّق ُنُب َّوتِِه َع ِن‬ ‫ض َراتِ َ‬‫َح َ‬
‫س ِس َُر ُم َح َّم ِديَّتِ ِه‬ ‫اَأل ْشبَ ِاه َوالنَّظَاِئ ِر‪ .‬الْ َف ْر ِد ال ُْم َق َّد ِ‬
‫ب‬ ‫اه ِر‪ .‬اَأل ِ‬ ‫اط ِن والْظَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫َع ْن ُم َدانَاة َم َقامه في الْبَ َ‬
‫ات اَأل ْو َه ِام‬ ‫احي ظُلُم ِ‬ ‫السيِّ ِد الْعلِ ِيم‪ .‬م ِ‬ ‫َّ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يم‬ ‫ح‬‫الر ِ‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ات الت َّْم ِو ِيه‬ ‫اط ِع ُشب َه ِ‬ ‫اع الْح ِّق والْي ِقي ِن‪ .‬قَ ِ‬ ‫بِ ُ‬
‫ُ‬ ‫ش َع ِ َ َ َ‬
‫الشافِ ِع‬
‫اه ِر النَُو ِر ال ُْمبِي ِن‪َّ .‬‬ ‫اه ِر ب ِ‬‫َّ ِ ِ‬
‫الش ْيطَان ِّي بَِق َ‬
‫اط اَأل ْق َوِم‪.‬‬ ‫ْصر ِ‬ ‫ش َّف ِع اَأل ْك َرِم‪َ .‬وال َِّ‬ ‫اَأل ْعظَ ِم‪َ .‬وال ُْم َ‬
‫الدلِ ِ‬
‫يل‬ ‫ص‪َِ .‬و َّ‬ ‫يب اَأل َخ ِّ‬ ‫ْحبِ ِ‬ ‫الذ ْك ِر ال ُْم ْح َك ِم‪َ .‬وال َ‬ ‫َو ِّ‬
‫ْح َقاِئ ِق الْ َف ْر َدانِيَّ ِة‪.‬‬
‫س ال َ‬ ‫ص‪ .‬ال ُْمتَ َجلِّي بِ َمالَبِ ِ‬ ‫اَألنَ ِّ‬
‫الحافِ ِظ َعلَى‬ ‫ون َّ ِ ِ‬
‫الربَّانيَّة‪َ .‬‬
‫الشُؤ ِ‬ ‫ص ْف َو ِة ُّ‬ ‫ال ُْمتَ َميِّ ِز بِ َ‬
‫اص‬‫ص ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك‪َ .‬ك ْعبَة اال ْخت َ‬ ‫اَأل ْشيَ ِاء ُق َو َاها بُِق َّوتِ َ‬
‫الص َم َدانِ ِّي‪َ .‬قيُّ ٌ‬
‫وم‬ ‫َّعيُّ ِن َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫الر ْح َمان ِّي‪َ .‬م َح ِّج الت َ‬
‫ول‪ُ .‬أ ْقن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْمع ِ‬
‫وم‬ ‫ت لَ َها حبَاهُ الْعُ ُق ِ ُ‬ ‫اه ِد الَّتِي َس َج َد ْ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫ول‪.‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫ور َك بِنُو ِر َك َم ْو ُ‬ ‫وم َوِإنَّ َما نُ ُ‬ ‫ال َْو ْح َدة َوالَ ُأ ْقنُ َ‬
‫ْك َر ِام‪.‬‬ ‫ك ال ِ‬ ‫ت ِم ْن َخل ِْق َ‬ ‫ت َو َسَت ْر َ‬ ‫ض ِل َم ْن َأظ َْه ْر َ‬ ‫َأفْ َ‬
‫ك‬ ‫ت ِم ْن َم ْخلُوقَاتِ َ‬ ‫ت َوَأ ْخ َف ْي َ‬ ‫َوَأ ْك َم َل َما َأبْ َديْ َ‬
‫ض ِة فِي‬ ‫الن ْقطَ ِة ال َْم ْف ُرو َ‬ ‫ال ُّ‬ ‫ال ِْعظَ ِام‪ُ .‬م ْنَت َهى َكم ِ‬
‫َ‬
‫ال‪ .‬وم ْب َدأ ما ي ِ‬ ‫ِئ ِ‬
‫اس ُم‬ ‫ص ُّح َأ ْن يَ ْش َملَهُ ْ‬ ‫َد َوا ِر االنْف َع ِ َ َ َ َ‬
‫ض ِاء َوالْ َق َد ِر فِي‬ ‫ات الْ َق َ‬ ‫ود الْ َقابِ ِل لَِتَن ُّو َع ِ‬
‫الْوج ِ‬
‫ُُ‬
‫ف َعلَى ممالِ ِ‬ ‫ك الْوا ِر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ََ‬ ‫اَأل ْق َوال َواَأل ْف َعال‪ .‬ظلِّ َ َ‬
‫اك‬‫ف َعلَى َما ِس َو َ‬ ‫الذا ِر ِ‬ ‫ض َِل َّ‬ ‫ك اِإل لَ ِهيَّ ِة‪َ .‬وفَ ْ‬ ‫ِحيطَتِ َ‬
‫ك‬‫ضاتِ َ‬ ‫ت ِم ْن ُفيُو َ‬ ‫ت بِ َما ِشْئ َ‬ ‫ت َأنْ َ‬ ‫ث َأنْ َ‬ ‫ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ي‪َ .‬و ِس ِّر َس َراِئ ِر‬ ‫االسَت َو ِاء ال َْم ْعنَ ِو ِّ‬‫ال َْعليَّة‪َ .‬س ِري ِر ْ‬
‫ِِ‬
‫ي‪َ .‬ش ِام ِل َّ‬
‫الد ْع َو ِة لِل َْعالَ ِم‬ ‫الص َم ِد ِّ‬
‫ي َّ‬ ‫الْ َك ْن ِز اَأل َح ِد ِّ‬
‫ضيالً‬ ‫ك َت ْف ِ‬ ‫صيالً َوِإ ْج َماالً‪َ .‬أ ْك َم ِل َخل ِْق َ‬ ‫َت ْف ِ‬
‫ت‬‫ْت ال َْع ْث َرات َوَِأل ْجلِ ِه غَ َف ْر َ‬ ‫َو َج َماالً‪َ .‬م ْن بِ ِه َأ َقل َ‬
‫ات‪.‬‬ ‫السمو ِ‬
‫ين َو َّ َ َ‬
‫ِ‬
‫ت اَأل ْرض َ‬ ‫ضلِ ِه غَ َم ْر َ‬ ‫ت‪َ .‬وبَِف ْ‬ ‫الزالَّ ِ‬
‫َّ‬
‫ات‪َ .‬ولَهُ‬ ‫ف الْم َقام ِ‬ ‫وبِ ِذ ْك ِر ِه َع َّمر َ ِئ‬
‫ت َش َرا َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت فِي ِ‬
‫اآلخ َر ِة‬ ‫ت ال َْمَأل اَأل ْعلَى‪َ .‬و َعلَْي ِه َأْثَن ْي َ‬ ‫َأ ْخ َد ْم َ‬
‫ت َعلَى‬ ‫ت فِي َك ْن ِز ِه َأْن َف ْق َ‬ ‫األولَى‪َ .‬و ِم َّما َْأو َد ْع َ‬ ‫َو ُ‬
‫ٍ‬
‫ُك ِّل َش ْيء َو ُه َو َم ْملُوءٌ َعلَى َحالِ ِه‪َ .‬وبِ َما َأْن َزل َ‬
‫ْت‬
‫ضلْتَهُ َعلَى َج ِمي ِع َخ َو ِّ‬
‫اص‬ ‫َعلَْي ِه َو َح َّق ْقتَهُ فِ ِيه فَ َّ‬
‫وك َك َمالِ ِه‪َ .‬سيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫س وملُ ِ‬
‫ك اَألقْ َد ِ َ ُ‬ ‫َم َق ِام َ‬
‫ك‬ ‫ك َو َخلِيلِ َ‬ ‫ك َو َحبِيبِ َ‬ ‫ك َو َر ُسولِ َ‬ ‫َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬
‫اك َوالْ َقاِئ ِم‬ ‫ضَ‬ ‫اك َو ُم ْرتَ َ‬ ‫ك َو ُم ْجتَبَ َ‬ ‫ك َونَ ِجيِّ َ‬ ‫ص ِفيِّ َ‬
‫َو َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ان ُح َّجتِ َ‬ ‫َّاط ِق بِلِس ِ‬ ‫ك‪ .‬والن ِ‬ ‫َ‬ ‫بَِأ ْعب ِاء َد ْعوتِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك لِ َما لَ َديْ َ‬ ‫اعي بِِإ ْذنِ َ‬ ‫الد ِ‬‫ك‪َ .‬و َّ‬ ‫ك ِإلَْي َ‬ ‫ادي بِ َ‬ ‫والْه ِ‬
‫َ َ‬
‫ب آفَ ِ‬
‫اق‬ ‫ص ْحبِ ِه َو ُو َّراثِِه َك َواكِ ِ‬ ‫و‬ ‫و َعلَى آلِ ِ‬
‫ه‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ك َوظُ ُهو ِر َك‪ُ .‬خ َّد ِام‬ ‫ِ‬
‫ون‬ ‫ُ‬‫ط‬ ‫ب‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫نو ِر َك‪ .‬ونج ِ‬
‫وم‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ين فِي ُق ْربِ ِه‪.‬‬ ‫بابِ ِه‪ .‬و ُف َقر ِاء جنابِ ِه‪ .‬والْمتالَ ِز ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ََ َ َُ‬
‫ين َِأل ْح َك ِام‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫َأ‬ ‫اذلِ‬
‫والْب ِ‬
‫س ُه ْم في َسبيله‪َ .‬والتَّابع َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ين‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َت ْن ِزيلِ ِه‪َ .‬وال َْم ْح ُفوظَ ِة َس َراِئُر ُه ْم َعلَى ال َْع َقاِئ ِد‬
‫ض َماِئُر ُه ْم َع ْن َأ ْن يَ ِح َّل‬ ‫ْح َّق ِة فِي ِملَّتِ ِه َوال ُْمَن َّز َه ِة َ‬
‫ال َ‬
‫اع ِه ْم بِ َح ٍّق‬ ‫ض ِيه فِي َش ِريعتِ ِه‪ .‬وَأْتب ِ‬ ‫بِ َها ما الَ ير ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ْح ْم ُد هلل‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ين‬ ‫آمين ِ‬
‫آم‬ ‫آمين ِ‬ ‫ِإلَى يوِم الدِّي ِن ِ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ب ال ِْع َّز ِة َع َّما‬‫ك َر ِّ‬ ‫ين ُس ْب َحا َن َربِّ َ‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫َر ِّ‬
‫ب‬‫هلل َر ِّ‬ ‫ص ُفو َن وسالَ ٌم َعلَى الْمرسلِين والْحم ُد ِ‬ ‫يِ‬
‫ُْ َ َ َ َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال َْعالَم َ‬

‫الصالة الخمسون‪ :‬صالة الفاتح‬

‫صالة الفاتح‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوبَا ِر ْك َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬‫اللَّ ُه َّم َ‬


‫الْ َفاتِ ِح لِما َُأ ْغلِ َق والْ َخاتِ ِم لِما سب َق والن ِ‬
‫َّاص ِر‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك ال ُْم ْستَ ِق ِيم‬ ‫صر ِ‬ ‫ِ ِإ ِ‬
‫اط َ‬ ‫ْح ِّق َوال َْهادي لَى َ‬ ‫ْح َّق بِال َ‬‫ال َ‬
‫َأص َحابِ ِه َح َّق قَ ْد ِر ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْيه َو َعلَى آله َو ْ‬ ‫َ‬
‫َو ِم ْق َدا ِر ِه ال َْع ِظ ِيم‪.‬‬
‫هذه الصلوات األربع للولي الكبير وعلم العلم‬
‫الشهير قطب دائرة الوجود وساللة أبي بكر‬
‫الصديق الذي ورث عنه مقام الصديقية حتى‬
‫بلغ في دقائق المعارف اإللهية على درجات‬
‫التحقيق سيدنا وموالنا أبي المكارم الشيخ‬
‫محمد شمس ابن أبي الحسن البكري رضي‬
‫اهلل عنهما وعن أسالفهما وأعقابهما ونفعنا‬
‫ببركاتهم أجمعين‪ .‬أما الصالة األولى منها وهي‬
‫اللهم صل وسلم على نورك األسنى‪ .‬وسرك‬
‫األبهى‪ .‬وحبيبك األعلى‪ .‬وصفيك األزكى‪ .‬إلى‬
‫آخرها فقد نقلتها من شرحها لسيدي العارف‬
‫باهلل السيد مصطفى البكري رضي اهلل عنه وقد‬
‫ُكتب على هامش هذا الشرح في عدة مواضع‬
‫ما يصرح بَأن صاحبه وكاتبه َأحمد العروسي‬
‫قرَأه على شيخه مؤلفه المشار ِإليه رضي اهلل‬
‫عنه ولذلك كانت هذه النسخة في غاية‬
‫الصحة والضبط ما فضل هذه الصلوات‬
‫ومزيتها فكفاها فضالً وشرفاً َأن صاحبها‬
‫سيدي محمد البكري المشهود له بالقطبانية‬
‫والتقديم قد تلقاها عن صاحب الرسالة‬
‫الحبيب الخليل الكليم وهذه عبارة السيد‬
‫مصطفى البكري في مقدمة شرحه المذكور‪.‬‬
‫وقال العالمة ابن عابدين في ثبته بعد ذكره‬
‫المسبعات العشر نقالً عن ثبت سيدي ولي اهلل‬
‫الشيخ محمد البديري القدسي‪ .‬قال يعني‬
‫البديري وهذه المسبعات العشر تنقذ من‬
‫يقرؤها كل يوم على هذا الترتيب من جميع‬
‫المهالك في الدنيا وفي يوم الحشر وهي من‬
‫المكفرات لجميع السيئات وحرز حصين من‬
‫جميع اآلفات فهي في النفع كصلوات األستاذ‬
‫األعظم والمالذ األفخم العارف الرباني‬
‫والقطب الغوث الصمداني سيدي محمد‬
‫الكبير البكري الصديقي األشعري سبط‬
‫الحسين صاحب األنفاس العلية والكرامات‬
‫السنية وتلك الصلوات العليات قد تلقاها‬
‫األستاذ المذكور من إمالء النبي صلى اهلل‬
‫تعالى عليه وسلم كما هو مشهور فكم لقارئها‬
‫من األجور‪ .‬ومزيد القرب من اهلل الغفور‪ .‬ونيل‬
‫المقاصد والحبور‪ .‬ولو لم يكن له إال دخوله‬
‫في سلك السادات البكرية والعبور‪ .‬قال ابن‬
‫عابدين ثم ذكرها يعني البديري بتمامها في ثبته‬
‫المزبور‪ .‬فمن أحب االطالع عليها فليراجعها‬
‫فإنه مشهور‪ .‬ا‪.‬ه‪ .‬والمسبعات العشر هي‬
‫الفاتحة فالناس فالفلق فاإلخالص فالكافرون‬
‫فآية الكرسي سبعاً سبعاً ثم سبحان اهلل‬
‫والحمد هلل وال إله إال اهلل واهلل أكبر وال حول‬
‫وال قوة إال باهلل العلي العظيم سبعاً ثم الصالة‬
‫ولوالدي‬
‫ّ‬ ‫اإلبراهيمية سبعاً ثم اللهم اغفر لي‬
‫وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات‬
‫األحياء منهم واألموات سبعاً ثم اللهم افعل بي‬
‫وبهم عاجالً وآجالً في الدين والدنيا واآلخرة‬
‫ما أنت أهل وال تفعل بنا يا موالنا ما نحن له‬
‫أهل إنك غفور حليم جواد كريم رؤوف رحيم‬
‫سبعاً ومن أراد زيادة الوقوف على فوائدها‬
‫فليراجع األحياء ومقدمة صلوات الدردير مع‬
‫شرحها للعارف الصاوي‪.‬‬

‫{فائدة} من فوائد شرح هذه الصالة نقل‬


‫الشارح رحمه اهلل عند قول المصنف وقبلة‬
‫أهل القرب عن الفشاء أن أبا جعفر أمير‬
‫المؤمنين قال لإلمام مالك يا أبا عبد اهلل‬
‫أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول اهلل‬
‫ولم تصرف‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وادعوا فقال َ‬
‫وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم‬
‫عليه السالم إلى يوم القيامة بل استقبله‬
‫واستشفع به قال اهلل تعالى ولو أنهم إذ ظلموا‬
‫أنفسهم اآلية ا‪.‬ه‪.‬‬

‫{فائدة أخرى منه} قال الشارح عند قول‬


‫المصنف رضي اهلل عنه يا اهلل يا رحمن يا رحيم‬
‫وقد جعل المؤلف رحمه اهلل تعالى لهذه‬
‫الصلوات النبوية ثالثة مراكز ووقف في‬
‫المركز األول والثاني بهذه األسماء الثالثة‬
‫اقتداء بوالده في حزب الفتح ولعله إنما خص‬
‫هذه األسماء بالذكر ألنها أسماء البسملة‬
‫الرفيعة الذكر ولها خواص بهذه النسبة عند‬
‫خواص أهل الكشف والرشف ال الفكر‪ .‬ومزية‬
‫باهرة إذ بها افتتح الذكر ا‪.‬ه‪ .‬والذكر األخير‬
‫هو القرآن وقد افتتح ببسم اهلل الرحمن‬
‫الرحيم‪ .‬وأما الصالة الثانية وهي اللهم إني‬
‫أسألك بنيّر هدايتك األعظم وسر إرادتك‬
‫المكنون من نورك المطلسم إلى آخرها‪ .‬فإني‬
‫نقلتها أيضاً من شرحها المسمى بالنفحات‬
‫الربية على الصلوات البكرية للعارف الكبير‬
‫سيدي مصطفى البكري المتقدم ذكره‬
‫ومكتوب في آخر هذا الشرح بخط أحمد‬
‫العروسي ما صوته بلغ قراءة وتصحيحاً‬
‫واستفادة بين يدي المؤلف رضي اهلل عنه ونفع‬
‫ببركاته الكاتب أحمد العروسي تابعه وخادمه‬
‫سنة ألف ومائة وستين وقد ذهبت الورقة‬
‫األولى من هذا الشرح وفيما بعدها لم يقع‬
‫التصريح باسم مؤلف هذه الصالة وإنما قال‬
‫المؤلف سميته أي الشرح النفحات الربية على‬
‫الصلوات البكرية فألجل ذلك ولكونها في‬
‫المحل األعلى من فصاحة اللفظ وجزالة‬
‫المعنى كالصالة التي قبلها وكال شرحيهما‬
‫لمؤلف واحد في مجموعة واحدة وقد تحقق‬
‫أنت لك لسيدي محمد البكري فقد وقع في‬
‫نفسي أن هذه أيضاً هي له رضى اهلل عنه‪.‬‬
‫{فائدة} من فوائد شرحها المذكور عند قول‬
‫المصنف في آخرها وال حول وال قوة إال باهلل‬
‫العلي العظيم قال الشارح وفي الحديث الذي‬
‫رواه الديلمي عن علي وفيه عمرو بن نمريا‬
‫علي إذا وقعت في ورطة فقل بسم اهلل الرحمن‬
‫الرحيم وال حول وال قوة إال باهلل العلي‬
‫العظيم‪ .‬وفي الحديث الذي رواه الصديق‬
‫األكبر مرفوعاً وأورده الديلمي في مسنده كما‬
‫في الجامع الكبير يقول اهلل عز وجل قل‬
‫ألمتك يقول ال حول وال قوة إال باهلل عشراً‬
‫عند الصباح وعشراً عند المساء وعشراً عند‬
‫النوم يدفع اهلل عنهم عند الصباح بلوى الدنيا‬
‫وعند المساء مكايد الشيطان وعند النوم سوء‬
‫غضبي‪ .‬وأما الصالة الثالثة وهي اللهم صل‬
‫وسلم على الجمال األنفس‪ .‬والنور األقدس‬
‫إلى آخرها فهي أيضاً لسيدي محمد ابن أبي‬
‫الحسن البكري رضي اهلل عنه وعن أسالفه‬
‫وأعقابه وقد وجدت في مجموعة هي وكتاب‬
‫مسالك الحنفا في الصالة على النبي المصطفى‬
‫للشهاب القسطالني ومكتوب قبلها هذه‬
‫العبارة هذه أنفسا رحمانية‪ .‬وعوارف‬
‫صمدانية‪ .‬لقطب دائرة الوجود‪ .‬وبدر أساتذة‬
‫الشهود‪ .‬تاج العارفين سيدنا وأستاذنا وموالنا‬
‫روح اهلل‬
‫الشيخ محمد ابن أبي الحسن البكري ّ‬
‫روحهما‪ .‬ونور ضريحهما‪ .‬وأعاد علينا وعلى‬
‫المسلمين من بركاتهما في الدنيا واآلخرة‬
‫آمين انتهت ومن تأمل في رشاقة ألفاظها‬
‫وضخامة معانيها وبالغة تراكيبها وفصاحة‬
‫أساليبها وقابل بينها وبين أختيها السابقتين علم‬
‫أن مطلع هذه الشموس سماء واحدة ومصدر‬
‫هذه الدرر بحر واحد ويحتمل أنها ألبيه‬
‫القطب الكبير الشهير‪ R‬محمد أبي الحسن‬
‫البكري ألنه هو الملقب بتاج العارفين ويكون‬
‫الغلط وقع في قول الكاتب ابن أبي الحسن‬
‫وحقه أن يقول أبو الحسن وهو رضي اهلل عنه‬
‫من أكابر األولياء وأفراد العلماء‪ .‬أما العلم فقد‬
‫بلغ فيه درجة االجتهاد المطلق كما وصفه به‬
‫كثير من المؤلفين‪ .‬وأما الوالية فلنقتصر من‬
‫آبارها على منقبة واحدة له يعلم منها رفعة‬
‫قدره وعلو منزلته وزيادة قربه عند اهلل وعند‬
‫رسوله صلى اهلل عليه وسلم‪ .‬قال العالمة‬
‫الشيخ إبراهيم العبيدي صاحب كتاب عمدة‬
‫التحقيق في بشائر آل الصديق وكانت والدة‬
‫األستاذ الشيخ أبي الحسن البكري من‬
‫العابدات القائمات الصائمات ومما وقع لها‬
‫أنها عبدت اهلل سبحانه وتعالى ثماني عشرة‪R‬‬
‫سنة في خلوة فوق سطح الجامع األبيض ما‬
‫عهد لها أنها بصقت على سطح الجامع حرمة‬
‫له وقد اتفق لها مع ولدها أبي الحسن رضي‬
‫اهلل عنه أنها كانت تنكر عليه الحج والزيارة‬
‫في نحو المحفة والظهور في المالبس ونحو‬
‫ذلك وال زالت تغلظ له القول في ذلك حتى‬
‫مضت مدة من الزمن وهو يبالغ في احترامها‬
‫إلى أن قال لها يوماً أما يرضيك يا بنت الشيخ‬
‫أن يكون الحكم العدل بيني وبينك رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فقالت له وقد اعتراها‬
‫الغضب ومن أنت حتى تقول ما قلتن فقال لها‬
‫سترين إن شاء اهلل تعالى ما يزيل إنكارك‬
‫ويريحني من عدلك‪ .‬قال األستاذ فنامت تلك‬
‫الليلة فرأت في منامها كأنها داخلة المسجد‬
‫النبوي وبروضته قناديل كثيرة عظيمة وفيها‬
‫قنديل كبير جداً أعظمها ضوءاً وحسناً‬
‫وصورة فسألت لمن هذا فقيل لها هذا لولدك‬
‫أبي الحسن فالتفتت نحو الحجرة الشريفة‬
‫فرأت النبي صلى اهلل عليه وسلم ورأتني وأنا‬
‫بثيابي الفاخرة التي تنكر لبسها بين شريف يديه‬
‫قالت فقلت في نفسي يلبسها في هذا الموضع‬
‫الشريف فبرز لي العدل من الحضرة الشريفة‬
‫بسبب اإلنكار عليه فقلت أتوب يا رسول اهلل‬
‫قال األستاذ رضي اهلل عنه من ذلك العهد إلى‬
‫علي وال‬
‫تاريخه لم تطرقها شائبة اإلنكار ّ‬
‫عذلت بوجه ا‪.‬ه‪ .‬وقال في ترجمة ولده‬
‫سيدي محمد البكري وأخذ رضي اهلل عنه‬
‫سائر العلوم الشرعية وجميع الحكم الربانية‬
‫عن والده أبي الحسن ولم يدعه يتطفل على‬
‫أحد من العلماء وال من العارفين وكانت وفاته‬
‫رضي اهلل عنه سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة‬
‫عن أربعة وخمسين عاماً وثمانية وخمسين‬
‫يوماً‪ .‬كما ذكره ولده المذكور سيدي محمد‬
‫البكري‪.‬‬
‫وأما الصالة الرابعة وهي اللهم صل وسلم‬
‫وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق‬
‫والخاتم لما سبق إلى آخرها‪ .‬فقد ذكر سيدي‬
‫أحمد الصاوي في شرحه على ورد الدردير‬
‫أنها تسمى صالة الفاتح وأنها تنسب لسيدي‬
‫محمد البكري وذكر أن من صلى بها مرة‬
‫واحدة فيع مره ال يدخل النار قال بعض‬
‫سادات المغرب أنها نزلت عليه في صحيفة‬
‫من اهلل‪ .‬وقال بعضهم المرة منها تعدل عشرة‬
‫آالف وقيل ستمائة ألف من داوم عليها أربعين‬
‫يوماً تاب اهلل عليه من جميع الذنوب ومن‬
‫تالها ألف مرة في ليلة الخميس أو الجمعة‬
‫واالثنين اجتمع بالنبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫وتكون التالوة بعد صالة أربع ركعات يقرأ في‬
‫األولى سورة القدر وفي الثانية الزلزلة كذلك‬
‫وفي الثالثة الكافرون كذلك وفي الرابعة‬
‫المعوذتين ويخر عند التالوة بعود وإن شئت‬
‫فجرب ا‪.‬ه‪ .‬وذكرها األستاذ السيد أحمد‬
‫دحالن رحمه اهلل في مجموعته وقال أنها‬
‫منسوبة لسيدي القطب الكامل السيد الشريف‬
‫الشيخ عبد القادر الجيالني رضي اهلل عنه‪ .‬قال‬
‫وهي مما هو نافع للمبتدىء والمنتهى‬
‫والمتوسط فقد ذكر كثير من العارفين لها من‬
‫األسرار والعجائب ما تتحير فيه األلباب وأن‬
‫من واظب عليها كل يوم مائة مرة انكشف له‬
‫كثير من الحجب وحصل له من األنوار وقضاء‬
‫األوطار ما ال يعلم قدره إال اهلل ا‪.‬ه‪ .‬ويؤيد‬
‫أنها لسيدي محمد البكري كما قاله العارف‬
‫الصاوي أن محدث الشام الشيخ عبد الرحمن‬
‫الكزبري الكبير رحمه اهلل ذكرها مع جملة‬
‫فوائد في خاتمة إجازته للشيخ البديري‬
‫القدسي ونسبها لسيدي محمد البكري‪ .‬فقال‬
‫ومنها أي الفوائد الذي أخذها عن مشايخه‬
‫الصيغة المنسوبة لألستاذ القطب محمد‬
‫البكري أخذتها أيضاً عن بعضهم‪ .‬ونقل أن‬
‫صاحبها األستاذ قال من قرأ هذه الصالة مرة‬
‫واحدة في عمره ودخل النار يقبضني بين يدي‬
‫اهلل تعالى وهي اللهم صل على سيدنا محمد‬
‫الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق الناصر الحق‬
‫بالحق الهادي إلى صراطك المستقيم صلى اهلل‬
‫عليه وعلى آله وأصحابه حق قدره ومقداره‬
‫العظيم انتهت عبارة الكزبري وهي بال واو‬
‫عطف قبل الناصر وقبل الهادي‪.‬‬

‫{فائدة} قال الشيخ عبد الرحمن الكزبري في‬


‫إجازته المذكورة ومنها أي الفوائد ما أخذته‬
‫أيضاً عن بعضهم وهو ما أخرجه الترمذي‬
‫الحكيم عن بُريدة رضي اهلل عنه عن النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم أنه قال من قال عشر‬
‫كلمات عند دبر كل صالة غداة وجد اهلل‬
‫تعالى عندهن مكفياً مجزياً خمس للدنيا‬
‫وخمس لألخرى‪ .‬حسبي اهلل لمن حسدني‪.‬‬
‫حسبي اهلل لمن كادني بسوء‪ .‬حسبي اهلل عند‬
‫الموت‪ .‬حسبي اهلل عند المسألة في القبر‪.‬‬
‫حسبي اهلل عند الميزان‪ .‬حسبي اهلل عند‬
‫الصراط‪ .‬حسبي اهلل ال إله إال هو عليه توكلت‬
‫وإليه أنيب‪ .‬وقد رأيت أن أذكر شيئاً من‬
‫أحوال سيدي محمد ابن أبي الحسن البكري‬
‫صاحب الصلوات المذكورات ليزداد الواقف‬
‫على ذلك رغبة فيها ومالزمة لقراءتها فإن‬
‫زيادة فضلها وجاللة قدرها يعلمان بزيادة‬
‫فضل مؤلفها وجاللة قدره ذكره اإلمام‬
‫الشعراني رضي اهلل عنه في كثير من كتبه‬
‫بأحسن األوصاف وأبلغ العبارات فمما قاله في‬
‫الطبقات غير المطبوعة هو الشيخ الكامل‬
‫الراسخ في العلوم اللدنية والمنح المحمدية‬
‫الكامل ابن الكامل سيدي محمد البكري رضي‬
‫اهلل عنه وشهرته تغني عن تعريفه وماذا يقول‬
‫القائل في حق من أفرغ اهلل تعالى عليه العلوم‬
‫والمعارف واألسرار إفراغاً لم يصح ألحد من‬
‫أهل عصره فيما نعلم كما صح له فإن الناس‬
‫أجمعوا على أن ليس على وجه األرض بلدة‬
‫أكثر علماء من مصر ولم يكن في مصر أحد‬
‫مثله وأجمع أهل األمصار على جاللته وأعرف‬
‫من مناقبه ما ال يقدر األخوان على سماعه‬
‫وسيظهر له ذلك في الدار اآلخرة‪ .‬ومما قاله‬
‫في المنن ولعمري من يرى في طول عمره مثل‬
‫سيدي محمد البكري ويسمع ما يتكلم به من‬
‫العلوم واألسرار التي تبهر العقول مع صغر سنّه‬
‫ولم يعتقده فهو محروم من مدد أهل العصر‬
‫كله فإن سيدي محمداً هذا كسيدي عبد‬
‫القادر الجيلي في عصره من حيث الناطقية عن‬
‫المرتبة‪ .‬وأثنى عليه في كتاب األخالق‬
‫المتبولية الثناء الجميل‪ .‬وذكره في كتابه عقود‬
‫العهود ونقل عنه كرامة جليلة وقعت له معه‪.‬‬
‫قال صاحب عمدة التحقيق قال في الكوكب‬
‫الدري ومن كراماته يعني سيدي محمد‬
‫البكري رضي اهلل عنه أنه حج سنة من السنين‬
‫وزار قبر النبي صلى اهلل عليه وسلم شفاها‬
‫وقال له بارك اهلل فيك وفي ذريتك ثم قال قال‬
‫الشيخ محمد المغربي الشاذلي رضي اهلل عنه‬
‫ونفعنا ببركاته أنه حج سنة من السنين إلى بيت‬
‫اهلل الحرام وكان بالحج الشريف الشيخ محمد‬
‫البكري قال فذهبت إلى المدينة المنورة على‬
‫ساكنها أفضل الصالة والسالم فدخلت يوماً‬
‫أزور قبر النبي صلى اهلل عليه وسلم فوجدت‬
‫الشيخ محمد البكري بالحرم النبوي وقد عمل‬
‫درساً قال في أثنائه ُأمرت أن أقول اآلن قدمي‬
‫ولي هلل تعالى مشرقاً كان‬
‫هذا على رقبة كل ّ‬
‫أو مغرباً فعلمت أنه أعطي القطبانية الكبرى‬
‫وهذا لسان حالها فبادرت إليه مسرعاً وقبلت‬
‫قدميه وأخذت عليه المبايعة ورأيت األولياء‬
‫تتساقط عليه األحياء باألجسام واألموات‬
‫باألرواح انتهى‪ .‬وقد ترجمه رضي اهلل عنه‬
‫كثير من العلماء األعالم في كتبهم بأبلغ‬
‫التراجم وأكمل األوصاف كالشهاب الخفاجي‬
‫في ريحانته والعالمة المناوي في طبقاته فمما‬
‫قاله المناوي سمعته رضي اهلل عنه يقول إن هلل‬
‫عبد أبين أظهركم معكم في مجلسكم هذا‬
‫ينزل إليه في كل يوم ملك صبيحة اليوم يأمره‬
‫بمحاسن األخالق وينهاه عن مساويها ‪.‬‬

‫{فائدة} قال صاحب عمدة التحقيق حدثني‬


‫العالمة شيخنا الشيخ عبد القادر المحلي‬
‫مشافهة قال إذا كان لك حاجة إلى اهلل وأنت‬
‫في أي مكان من األرض فتوجه نحو قبر‬
‫الشيخ محمد البكري وقل يا شيخ محمد يا‬
‫ابن أبي الحسن يا أبيض الوجه يا بكري‬
‫توسلت بك إلى اهلل تعالى في قضاء حاجتي‬
‫كذا وكذا فإنها تقضي وهي مجربة‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬
‫وقبره رضي اهلل عنه في مصر توفي فيها سنة‬
‫أربع وتسعين وتسعمائة وقد كانت والدته في‬
‫ثالث عشر ذي الحجة سنة ثالثين وتسعمائة‬
‫ومن أراد زيادة االطالع على مناقبه ومناقب‬
‫أسالفه وأعقابه رضي اهلل عنهم ونفعنا ببركاتهم‬
‫فليراجع كتاب عمدة التحقيق‪.‬‬

‫{اتفاق} بعد كتابتي ما كتبته من مناقب‬


‫األستاذ محمد البكري المذكور رضي اهلل عنه‬
‫رزقني اهلل وله الحمد والمنة في مدينة بيروت‬
‫غالماً من زوجتي الصالحة التقية صفية بنت‬
‫الماجد المقدام محمد بك السجعان من وجوه‬
‫مدينة بيروت وذوي البيوت القديمة الكريمة‬
‫فيها فسميته محمداً ولقبته شمس الدين وكنيته‬
‫أبا المكارم تبركاً باسم النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وهو المقصود األصلي واسم سيدي‬
‫محمد البكري المذكور ولقبه وكنيته رضي‬
‫اهلل عنه وكانت والدة ولدي المذكور في‬
‫نصف الساعة الثالثة من ليلة السبت الثاني‬
‫والعشرين من شهر ذي الحجة من العام التاسع‬
‫بعد الثالثمائة وألف بعد حمل أمه به أربعة‬
‫عشر شهراً وسبعة عشر يوماً فقد وقع الحمل‬
‫به يوم الجمعة الرابع من شهر شوال من العام‬
‫الماضي وقد عرفنا ذلك بجملة عالمات‬
‫وقرائن قوية دلتنا على وقوع الحمل في ذلك‬
‫اليوم بيقين بحيث لم يبق عندنا في ذلك شك‬
‫وبعد الحمل به بنحو األربعة أشهر وهو وقت‬
‫دخول الروح فيه كما ثبت في الحديث رأت‬
‫أمه وهي من الصالحات الصادقات فإني ما‬
‫عهدت عليها كذبة قط رؤيا حق إن شاء اهلل‬
‫تعالى وهي أنها رأت في منامها أن الشمس‬
‫طلعت من مشرقها مشرقة وعلت في السماء‬
‫مقدار علوها وقت الضحى ثم نزلت وجاءتها‬
‫ودخلت فيها فتحققت في المنام أنها حملت‬
‫وأخبرتني بهذه الرؤيا المباركة في صباح تلك‬
‫الليلة فسررت جداً وكنت عازماً إذا رزقني‬
‫اهلل ولداً أن أسميه محمداً وألقبه ناصر الدين‬
‫علي هذه‬
‫قصت ّ‬
‫ألنه لقب أحد أجدادي فلما ّ‬
‫الرؤيا صممت على تلقيبه شمس الدين‬
‫وأخبرت بذلك كثيراً من أصدقائي قبل الوالدة‬
‫وبعد إكمال مدة التسعة أشهر التي هي غالب‬
‫مدة الحمل ظهرت عالمات الوالدة ثم ذهبت‬
‫وصارت تذهب وتجيء حتى عجبنا من هذا‬
‫الحال ولم يزل األمر كذلك إلى أن ولد في‬
‫الوقت المذكور ومما يدل على أن هذا‬
‫المولود سيكون إن شاء اهلل تعالى من‬
‫الصالحين األخيار إني حينما قربت من والدته‬
‫في المرة التي حملت به فيها كنت أزهد ما‬
‫كنت في الدنيا وأرغب ما كنت في اآلخرة‬
‫بسبب مرض شديد قصر أملي وضاعف عملي‬
‫والحمد هلل عليه وعلى زواله وقد نص القطب‬
‫الكبير واإلمام الشهير سيدنا وموالنا الشيخ‬
‫عبد الوهاب الشعراني رضي اهلل عنه في كتبه‬
‫على أن المولد يكون على الحالة التي كان‬
‫عليها والده حين نزول النطفة التي تخلق منها‬
‫وإذ قد وافق وفقه اهلل سيدي محمداً البكري‬
‫باالسم والكنية واللقب وشهر الوالدة ذي‬
‫الحجة أسأل اهلل الكريم الوهاب أن يوافقه‬
‫أيضاً بالعلم والعمل والمعارف اللدنية والقبول‬
‫التام عند اهلل وعند رسوله وسائر عباده‬
‫الصالحين بجاهه صلى اهلل عليه وسلم وآله‬
‫وصحبه ال سيما صديقه األكبر وذريته‬
‫المباركة خصوصاً األستاذ المذكور رضي اهلل‬
‫عنه وعنهم أجمعين ونفعنا ببكراته آمين‪ .‬وفي‬
‫نفسي أن أجمع إن شاء اهلل تعالى مناقب‬
‫سيدي محمد البكري المذكور وأحواله في‬
‫مؤلف مستقل وأنشره تقرباً إليه وإلى جده‬
‫الصديق وسائر أفراد ساللته الطاهرة رضي اهلل‬
‫عنهم أجمعين‪.‬‬

‫الحادية والخمسون‪ :‬صالة أولي العزم‬

‫صالة أولي العزم‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوبَا ِر ْك َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬


‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫يسى َو َما‬ ‫وح وِإبر ِاهيم وموسى و ِ‬
‫آد َم َونُ ٍ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ‬
‫ع‬ ‫َو َ‬
‫ات اهلل‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين َوال ُْم ْر َسل َ‬
‫َب ْيَن ُه ْم م َن النَّبيِّ َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫وسالَمهُ َعلَي ِهم ِ‬
‫َأج َمع َ‬‫ََ ُ ْ ْ ْ‬
‫هذه صالة أولى العزم من قرأها ثالث مرات‬
‫فكَأنما ختم الكتاب يعني دالئل الخيرات نقل‬
‫ذلك ُشراحها عن مؤلفها سيدي أبي عبد اهلل‬
‫محمد بن سليمان الجزولي الشريف الحسيني‬
‫رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫الصالة الثانية والخمسون‪ :‬صالة السعادة‬

‫صالة السعادة‬

‫ص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َع َد َد َما فِي ِعل ِْم‬


‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ْك اهلل‪.‬‬ ‫اهلل صالَةً َداِئمةً بِ َدو ِام مل ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬

‫نقل سيدي أحمد الصاوي عن بعضهم أن هذه‬


‫الصالة بستمائة ألف صالة قال وتقال لسعادة‬
‫الدارين وتسمى صالة السعادة وقال األستاذ‬
‫السيد َأحمد دحالن في مجموعته ما نصه ومن‬
‫الصيغ الفاضلة الكاملة التي ذكر بعض‬
‫العارفين أن ثوابها بستمائة ألف صالة وأن من‬
‫داوم على قراءتها كل جمعة ألف مرة كان من‬
‫سعداء الدارين وتسمى صالة السعادة اللهم‬
‫صل على سيدنا محمد عدد ما في علم اهلل‬
‫صالة دائمة بدوام ملك اهلل ا‪.‬ه‪.‬‬

‫الثالثة والخمسون‪ :‬صالة الرؤوف الرحيم‬

‫صالة الرؤوف الرحيم‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوبَا ِر ْك َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬‫اللَّ ُه َّم َ‬


‫الر ِح ِيم ِذي الْ ُخلُ ِق ال َْع ِظ ِيم َو َعلَى آلِ ِه‬ ‫وف َّ‬ ‫الرُؤ ِ‬ ‫َّ‬
‫اج ِه فِي ُك ِّل لَ ْحظَ ٍة َع َد َد ُك ِّل‬ ‫َأصحابِ ِه وَأ ْزو ِ‬
‫َو ْ َ َ َ‬
‫ث َوقَ ِد ٍيم‪.‬‬
‫اد ٍ‬‫حِ‬
‫َ‬

‫هذه الصالة تسمى صالة الرؤوف الرحيم وهي‬


‫من أشرف الصيغ كما قاله سيدي أحمد‬
‫الصاوي فينبغي اإلكثار من قراءتها‪.‬‬

‫الصالة الرابعة والخمسون‪ :‬الكمالية‬

‫المشهورة بالكمالية‬
‫ص ِّل َوبَا ِر َك َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه‬
‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫يق بِ َك َمالِ ِه‪.‬‬
‫ال اهلل َو َك َما يَلِ ُ‬‫َع َد َد َكم ِ‬
‫َ‬

‫قال سيدي َأحمد الصاوي هذه صيغة أهل‬


‫الطريق المشهورة بالصالة الكمالية وهي من‬
‫أورادهم المهمة التي تقال عقب كل صالة‬
‫عشراً وتقال في غيره مائة فأكثر وثوابها ال‬
‫نهاية له فلذلك اختارها أهل الطريق‪ .‬وفي ثبت‬
‫السيد محمد ابن عابدين عن الشيخ أبي‬
‫المواهب ابن الشيخ عبد الباقي الحنبلي عن‬
‫والده عن العالمة أحمد المقري المالكي أن‬
‫ثواب هذه الصالة الشريفة يعدل أربعة عشر‬
‫ألف صالة‪.‬‬

‫الخامسة والخمسون‪ :‬صالة الإنعام‬

‫صالة الإنعام‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوبَا ِر َك َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ضالِ ِه‪.‬‬ ‫ِأ‬
‫َو َعلَى آلِ ِه َع َد َد ِإ ْن َع ِام اهلل َو فْ َ‬
‫قال سيدي َأحمد الصاوي هذه صالة األنعام‬
‫وهي من أبواب نعيم الدنيا واآلخرة لتاليها‬
‫وثوابها ال يحصى‪.‬‬

‫السادسة والخمسون‪ :‬صالة العالي القدر‬

‫صالة العالي القدر‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوبَا ِر َك َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬


‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ْج ِاه‬ ‫ِ‬ ‫النَّبِي اُألِّمي الْحبِ ِ ِ‬
‫يب ال َْعالي الْ َق ْد ِر ال َْعظ ِيم ال َ‬ ‫ِّ ِّ َ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلِّ ْم‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫َو َعلَى آله َو َ‬

‫هذه صالة العالي القدر نقل الشيخ الصاوي‬


‫في شرحه على صلوات الدردير والعالمة‬
‫محمد األمير الصغير في ثبته عن اإلمام‬
‫السيوطي أن من الزم عليها كل ليلة جمعة ولو‬
‫مرة لم يلحده في قبره إال النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم وذكر فوائد هذه الصالة السيد أحمد‬
‫دحالن في مجموعته بأبسط مما ذكر ونص‬
‫عبارته ومن الصيغ الفاضلة التي ذكر كثير من‬
‫العارفين أن من داوم عليها ليلة الجمعة ولو‬
‫مرة واحدة ينكشف لروحه مثال روح النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم عند الموت وعند دخول‬
‫القبر حتى يرى أن النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫هو الذي يلحده‪ .‬قال بعض العارفين وينبغي‬
‫لمن داوم عليها أن يقرأها كل ليلة عشر مرات‬
‫وليلة الجمعة مائة مرة حتى يفوز بهذا الفضل‬
‫والخير الجسيم إن شاء اهلل تعالى وهي هذه‬
‫اللهم صل على سيدنا محمد النبي األمي‬
‫الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم قال وكان شيخنا العارف باهلل‬
‫تعالى سيدي الشيخ عثمان الدمياطي أفاض اهلل‬
‫عليه سحائب الرحمة والرضوان يقول العلي‬
‫القدر ويذكر أنه تلقاها كذلك وكان يذكر لها‬
‫فضائل كثيرة ويواظب على قراءتها خلف كل‬
‫صالة مرة أو ثالث مرات ويزيد على ذلك‬
‫زيادة في وسطها تلقاها عن بعض أشياخه‬
‫ويذكر أن فيها فضائل وتصير بها الصالة‬
‫جامعة للدعاء واالستغفار والصالة على النبي‬
‫المختار صلى اهلل عليه وسلم وهذه الكيفية‬
‫التي كان يأتي بها اللهم صل على سيدنا محمد‬
‫العلي القدر العظيم الجاه‬
‫النبي األمي الحبيب ّ‬
‫وأغنني بفضلك عمن سواك وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن‬
‫عبادتك والطف بي فيما جرت به المقادير‬
‫واغفر لي ولجميع المسلمين وارحمني وإياهم‬
‫برحمتك الواسعة في الدين والدنيا واآلخرة يا‬
‫كريم يا رحيم ما كان يترك هذه الصالة بهذه‬
‫الصيغة خلف كل صالة بعد قراءته آية‬
‫الكرسي سواء كانت الصالة فرض الزمة نقالً‬
‫في حضر أو سفر ويذكر أنه يرى لها من‬
‫العجائب ما ال يعلم قدره إال اهلل تعالى وذكر‬
‫بعضهم في الصيغة المذكورة زيادة بقدر عظمة‬
‫ذاتك ولفظها اللهم صل على سيدنا محمد‬
‫النبي األمي الحبيب العالي القدر العظيم الجاه‬
‫بقدر عظمة ذاتك وذكر أن النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم كان يصلي على نفسه بتلك الصيغة‬
‫فينبغي أن يزاد ذلك في الصيغة التي كان يأتي‬
‫بها الشيخ رحمه اهلل خلف الصلوات ليزيد‬
‫األجر إن شاء اهلل تعالى وبالجملة فالصالة على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم نافعة بأي صيغة‬
‫كانت وال شيء أنفع لتنوير القلوب ووصول‬
‫المريدين إلى اهلل تعالى منها فإن المواظب على‬
‫الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم يحصل‬
‫له أنوار كثيرة وببركتها يتصل بالنبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم أو يجتمع بمن يوصله إليه خصوصاً‬
‫إذا كان مع االستقامة وخصوصاً في آخر‬
‫األزمان عند قلة المرشدين والتباس األمور‬
‫على الناس فمن أراد هداية الخلق وإرشادهم‬
‫فعليه أن يأمر الناس عوامهم وخواصهم‬
‫باالستغفار والصالة على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ا‪.‬ه‪ .‬كالم السيد أحمد دحالن رحمه‬
‫اهلل‪.‬‬

‫الصالة السابعة والخمسون‪ :‬للخجندي‬

‫لسيدي أحمد الخجندي رحمه اهلل‬

‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫صالَةً‬
‫ص ِّل َعلَى َسيِّدنَا ُم َح َّمد َو َعلَى آله َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫َأنْ َ‬
‫ت َْأه ٌل َو ُه َو لَ َها َْأه ٌل‪.‬‬
‫وفي كيفية سنية في الصالة على خير البرية‬
‫نسبها الحافظ السخاوي في كتابه القول‬
‫البديع لشيخ شيوخه الجالل أبي الطاهر أحمد‬
‫الخجندي الحنفي المدنمي الملقب بمقبول‬
‫رسول اهلل صلى اهلل تعالى عليه وسلم الشتغاله‬
‫بها وأفاد الحافظ السيوطي أن كل مرة منها‬
‫بأحد عشر ألف صالة وفقنا اهلل تعالى لها‬
‫ولغيرها آمين ذكر ذلك السيد محمد عابدين‬
‫في ثبته نقالً عن ثبت الشيخ عبد الكريم‬
‫الشراباتي الحلبي‪.‬‬

‫الصالة الثامنة والخمسون‪ :‬لتفريج الكرب‬

‫ت‬ ‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد قَ ْد َ‬


‫ضاقَ ْ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ول اهلل‪.‬‬ ‫ِحيلَتِي َأ ْد ِر ْكنِي يَا َر ُس َ‬

‫نقل ابن عابدين في ثبته عن شيخه السيد‬


‫محمد شاكر العقاد عن العبد الصالح الشيخ‬
‫أحمد الحلبي القاطن في دمشق وكان رجالً‬
‫عليه سيما الصالح عن مفتي دمشق العالمة‬
‫حامد أفندي العمادي أنه مرة أراد بعض وزراء‬
‫دمشق أن يبطش به فبات تلك الليلة مكروباً‬
‫أشد الكرب فرأى سيدنا رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم في منامه فأمنه منه وعلمه صيغة‬
‫صالة وأنه إذا قرأها يفرج اهلل تعالى كربه‬
‫فاستيقظ وقرأها ففرج اهلل تعالى كربه ببركته‬
‫صلى اهلل تعالى عليه وسلم وهي هذه اللهم‬
‫صل وسلم على سيدنا محمد إلى آخر الصالة‬
‫السابقة قال وأخبرني سيدي يعني شيخه‬
‫المذكور أنه حصل له كرب فكررها وهو‬
‫يمشي فما مشى نحواً من مائة خطوة إال فرج‬
‫عنه وكذلك قرأها مرة ثانية في حادثة فما‬
‫استمر قليالً إال فرج عنه‪ .‬قال ابن عابدين‬
‫قلت وقد قرأتها أنا أيضاً في فتنة عظيمة‬
‫وقعت في دمشق فما كررتها نحواً من مائتي‬
‫مرة إال وجاءني رجل وأخبرني أن الفتنة‬
‫انقضت واهلل على ما أقول شهيد ووجدت هذه‬
‫الصالة في ثبت الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ‬
‫أحمد الشراباتي الحلبي لكنها مقيدة بعدد‬
‫مخصوص وفيها نوع تغيير قال في ثبته عند‬
‫ذكر شيخه العارف الشيخ عبد القادر‬
‫البغدادي الصديقي ومن جملة ما شرفني به‬
‫اإلجازة في صلوات شريفة يصلي بها على‬
‫النبي صلى اهلل تعالى عليه وسلم في اليوم‬
‫والليلة ثالثمائة مرة وفي وقت الشدائد ألف‬
‫مرة فإنها الترياق المجرب وهي الصالة‬
‫والسالم عليك يا سيدي يا رسول اهلل قلت‬
‫حيلتي أدركني‪ .‬ثم نقل عن ثبت الشراباتي‬
‫المذكور أنه سمع من والده غير مرة كيفية‬
‫شريفة وأنها دواء لزوال ما يوجد في الفم من‬
‫رائحة كريهة ناشئة عن أكل ذي ريح كريه أو‬
‫غير ذلك وهي اللهم صل وسلم على النبي‬
‫الطاهر قال ولكن إفادتها أن تتلى إحدى عشرة‬
‫مرة بنفس واحد وأنها جربها هو وغيره فكانت‬
‫كفلق الصبح‪.‬‬

‫الصالة التاسعة والخمسون‪ :‬السقافية‬

‫السقافية لسيدي عبد اهلل السقاف رحمه اهلل‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى ُسلَّ ِم اَأل ْس َرا ِر اِإل لَ ِهيَّ ِة‬


‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫الرقَاِئ ِق‬ ‫وف الْ ُق ْرآنِيَّ ِة َم ْهبَ ِط َّ‬
‫الْم ْنطَ ِوي ِة فِي الْحر ِ‬
‫ُُ‬ ‫ُ َ‬
‫صلَ ِة فِي‬ ‫ض َر ِة ال َْعلِيَّ ِة ال ُْم َف َّ‬‫ْح ْ‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الربَّانيَّة النَّا ِزلَة في ال َ‬
‫اب بو ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اط ِن‬ ‫اَألْن َوا ِر بالْنُّو ِر ال ُْمتَ َجلِّيَّة في لُبَ ِ َ َ‬
‫يم‬ ‫ظ‬‫الص َفاتِيَّ ِة َفهو النَّبِ ُّي الْع ِ‬ ‫ِّ‬ ‫وف الْ ُقرآنِيَّ ِ‬
‫ة‬ ‫الْحر ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ‬
‫يض اَألْن َوا ِر‬ ‫مر ْكز ح َقاِئ ِق اَألنْبِي ِاء والْمرسلِ ِ‬
‫ين ُمف ُ‬ ‫َ َ ُْ َ َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫وص ِة الْ َخ ْت ِميَّ ِة‬ ‫ضراتِ ِهم ِمن ح ْ ِِ‬
‫ص َ‬ ‫ض َرته ال َْم ْخ ُ‬ ‫ِإلَى َح َ َ ْ ْ َ‬
‫اط ِن ب ِ‬ ‫وم ِمن ب ِ‬ ‫يق الْمخت ِ‬ ‫َشا ِرب َّ ِ‬
‫اط ِن‬ ‫الرح ِ َ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ات ِإلَى‬ ‫ات اِإل لِ ِهيَّ ِ‬ ‫وصيَّ ِ‬
‫وصل الْ ُخص ِ‬ ‫ْك ْب ِري ِاء م ِ‬‫ال ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫االص ِط َف ِاء َم ْر َك ُز َداِئَر ِة األنْبِيَ ِاء َواَأل ْولِيَ ِاء‬ ‫َْأه ِل ْ‬
‫ف‬‫اش ُ‬ ‫ات الْم َك ِ‬ ‫الذ ِ‬ ‫اه ُد بِ َّ‬‫شِ‬ ‫ُمَن ِّز ُل النُّو ِر بِالنُّو ِر ال ُْم َ‬
‫ُ‬
‫ات فِي‬ ‫الذ ِ‬ ‫ف بِظُ ُهو ِر تَ َجلِّي َّ‬ ‫ات ال َْعا ِر ُ‬ ‫الص َف ِ‬
‫بِ ِّ‬
‫ف بِظُ ُهو ِر الْ ُقر ِ‬
‫آن‬ ‫ْ‬ ‫ات ال َْعا ِر ُ‬ ‫الص َف ِ‬ ‫اَأل ْس َم ِاء َو ِّ‬
‫ت‬‫الص َفاتِ ِّي فَ ِم ْن َه ُهنَا ظَ َه َر ْ‬ ‫ان ِّ‬ ‫الذاتِي فِي الْ ُفرقَ ِ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬
‫ان َعلَى‬ ‫ان الْحا ِويتَ ِ‬ ‫ان الْمَتعاكِستَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ال َْو ْح َدتَ ُ َ َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫الطََّر َف ْي ِن‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫س َّو ِة بِاَأل ْك ِسيَ ِة‬ ‫اح ِ َّ ِ ِ ِ ِ‬ ‫صِ‬
‫ب اللطي َفة الْ ُق ْدسيَّة ال َْم ْك ُ‬ ‫َ‬
‫ب اِإل لَ ِهيَّ ِة ال ُْمتَ َك ِّملَ ِة‬ ‫السا ِريَِة فِي ال َْم َراتِ ِ‬ ‫ُّورانِيَّ ِة َّ‬
‫الن َ‬
‫ض ِة َأْن َو َار َها‬ ‫الص َف ِ ِ‬ ‫بِاَأل ْس َم ِاء َو ِّ‬
‫ات اَأل َزليَّ ِة َوال ُْم ِفي َ‬
‫ْح َقاِئ ِق‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫َعلَى اَأل ْر َو ِ‬
‫اح ال َْملَ ُكوتيَّة ال ُْمَت َو ِّج َهة في ال َ‬
‫ان الَ َع َد ِميَّ ِة‬‫ات اَأل ْكو ِ‬
‫َ‬
‫الْح ِقيَّة النَّافِي ِة لِظُلُم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ِّل َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح ِّم ًد‬ ‫ِ‬
‫ال َْم ْعنَ ِويَّة‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫الذاتِيَّ ِة‪ .‬اللَّ ُه َّم‬ ‫س َّمى بِال َْو ْح َد ِة َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الْ َكاشف َع ِن ال ُْم َ‬
‫ال‬‫ص ِّل و َسلِّم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َج ِام ِع اِإل ْجم ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫الص َفاتِ ِّي‬
‫يل ِّ‬ ‫صِ‬ ‫الت ْف ِ‬‫الذاتِ ِّي الْ ُق ْرآنِ ِّي َحا ِوي َّ‬ ‫َّ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫ِ‬
‫الْ ُف ْرقَان ِّي‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫ور ِة ال ُْم َق َّد َس ِة ال ُْمَن َّزلَ ِة ِم ْن َس َم ِاء‬ ‫َ‬ ‫الص‬
‫ُّ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫صِ‬
‫اح‬ ‫َ‬
‫اطن ِة الْ َفاتِح ِة بِ ِم ْفت ِ‬
‫اح َها‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب ال ُْه َويَِّة الْبَ ِ َ‬ ‫س غَْي ِ‬ ‫قُ ْد ِ‬
‫ود الْ َقاِئ ِم بِ َها ِم ْن َمطْلَ ِع‬ ‫اب الْوج ِ‬ ‫َِأل‬
‫اِإل لَ ِهي ْب َو ِ ُ ُ‬
‫ات‬ ‫ظُ ُهو ِر َها الْ َق ِد ِيم ِإلَى استِو ِاء ِإظ َْها ِر َها لِ ْل َكلِم ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َح ِقي َق ِة‬ ‫َّامات‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫الت َّ ِ‬
‫ات قِ َو ِام ال َْم َعانِي‬ ‫وح الْ َكلِم ِ‬ ‫ات َو ُر ِ‬ ‫الصلَو ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫ص َو ِر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ ِ‬
‫ْح ُروف الْ ُق ْدسيَّات َو ُ‬ ‫الذاتيَّات َو َحقي َقة ال ُ‬
‫الْح َقاِئ ِق الْ ُفرقَانِيَّ ِة َّ ِ ِ ِ‬
‫ص ِّل‬ ‫الت ْفصيليَّات‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْج ْم ِعيَّ ِة‬ ‫اح ِ‬‫وسلِّم علَى سيِّ ِدنَا مح َّم ٍد ص ِ‬
‫ب ال َ‬ ‫ََ ْ َ َ َُ َ‬
‫اديَِة بِ َها ِإلَْي َها‬ ‫اش َف ِة َع ِن الْعالَمي ِن الْه ِ‬ ‫الْبر َز ِخيَّ ِة الْ َك ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫َْ‬
‫صر ِ‬ ‫ْب منِ ٍ ِإ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اط َها‬ ‫يب لَى َ‬ ‫ه َدايَةً قُ ْدسيَّةً ل ُك ِّل َقل ِ ُ‬
‫ض َر ِة اِإل لَ ِهيَّ ِة‪ .‬اللَّ ُه َّم‬ ‫ْح ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫الربَّان ِّي ال ُْم ْستَق ِيم في ال َ‬
‫َّ ِ‬
‫ص ِل اَأل ْر َو ِ‬
‫اح‬ ‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد ُم َو ِّ‬ ‫َ‬
‫ود َوالنُّو ِر‪.‬‬ ‫ات الْوج ِ‬ ‫ات غَاي ِ‬ ‫ب ْع َد َع َد ِم َها ِإلَى نِ َهاي ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اسطَ ِة‬ ‫اللَّه َّم ص ِّل وسلِّم َعلَى سيِّ ِدنَا مح َّم ٍد و ِ‬
‫َ َُ َ‬ ‫ُ َ ََ ْ‬
‫ِج ال ِ ِ ِ‬ ‫اَألرو ِ ِ ِ ِ‬
‫اح‬
‫َألر َو ِ‬ ‫ْجاذبَة ل ْ‬ ‫اح اَأل َزليَّة في ال َْم َدار ِ َ‬ ‫َْ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫ِ‬
‫ال َْم ْعنَ ِويَّة‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫وديَِّة ال َذ ِاهب ِة بِظُلُم ِ‬
‫ات‬ ‫ات الْوج ِ‬ ‫ب الْحسنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صِ‬
‫اح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِئ ِ ِ ِ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم‬ ‫الطَّبَا ِع الْحسيَّة َوال َْم ْعنَ ِويَّة‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد ُم ْسَت َق ِّر ُب ُرو ِز ال َْم َعانِي‬
‫ت الْ ُخلَّةُ اِإل ْبر ِاه ِ‬
‫يميَّةُ‬ ‫الر ْحمانِيَّ ِة ِم ْن َها َخرج ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َّ َ‬
‫ْح ِقي َق ِة‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َل النِّ َداءُ بِال َْم َعاني الْ ُق ْدسيَّة لل َ‬ ‫َوم ْن َها َح َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫ِ‬
‫وس ِويَّة‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ال ُْم َ‬
‫ود َك الْباقِي ِعوضاً َعن وج ِ‬
‫ود ِه‬ ‫الَّ ِذي َج َعل َ‬
‫ْ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ْت ُو ُج َ َ‬
‫َأص َحابِ ِه َوآلِ ِه‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل َت َعالَى َعلَْيه َو َعلَى ْ‬ ‫ِ‬
‫الْ َفاني َ‬
‫َو َسلَّ َم‪ .‬هكذا في األصل بتقديم َأصحابه على‬
‫آله‪.‬‬

‫ذكر العالمة ابن عابدين في ثبته حزب السيد‬


‫عبد اهلل السقاف وعنونه بقوله حزب سيدي‬
‫الولي الشهير‪ R‬والقطب الكبير عمدة المطلعين‬
‫ورأس المكاشفين السيد عبد اهلل ابن السيد‬
‫علي باحسين السقاف ثم ذكر الحزب وذكر‬
‫بعده الصالة المشيشية‪ R.‬وقال في آخرها أقول‬
‫قرأها سيدي وهو شيخه السيد محمد شاكر‬
‫العقاد على اإلمام العارف الغارف الولي الكبير‬
‫والعالي القدر الشهير‪ R‬الحسيب النسيب بهجة‬
‫النفوس وتاج الرؤوس سيدي عبد الرحمن بن‬
‫مصطفى العيدروس وإجازة بقراءتها وكذلك‬
‫قرأ سيدي على األستاذ المذكور والصالة‬
‫المنسوبة لسيدي عبد اهلل السقاف صاحب‬
‫الحزب المتقدم وإجازة بقراءتها ثم ذكر ابن‬
‫عابدين الصالة السابقة‪ .‬وقال في آخرها رأيت‬
‫في بعض المجاميع أنها تسمى بصلوات الختام‬
‫على النبي الختام وأن مؤلفها رحمه اهلل تعالى‪.‬‬
‫قال ضمن النبي صلى اهلل عليه وسلم لمن‬
‫يقرؤها أو ينظر إليها حسن الخاتمة والشفاعة‬
‫الكبرى وقال صلى اهلل تعالى عليه وسلم هذا‬
‫جزاء لك يا عبد اهلل ولما ألفته ا‪.‬ه‪ .‬واهلل‬
‫تعالى أعلم‪.‬‬

‫الصالة الستون‪ :‬لعبد الغني النابلسي‬

‫لسيدي عبد الغني النابلسي رضي اهلل عنه‬

‫يمةَ‬ ‫اللَّه َّم ص ِّل َعلَى سيِّ ِدنَا مح َّم ٍد صالَتَ َ ِ‬


‫ك الْ َقد َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫صلَّْيَت َها فِي‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَأل َزلِيَّةَ‪ِ َّ .‬ئ‬
‫الدا َمةَ الْبَاقيَةَ اَألبَديَّة‪ .‬الَّتي َ‬
‫ك‬‫ك الْ َق ِد ِيم‪ .‬الَّ ِذي َأْن َزلْتَهُ بِ َمالَِئ َكتِ َ‬ ‫ض َر ِة ِعل ِْم َ‬‫َح ْ‬
‫آن ال َْع ِظ ِيم‪َ .‬ف ُقل َ‬
‫ْت‬ ‫ك الْ ُقر ِ‬ ‫فِي ح ْ ِ ِ‬
‫ض َرة َكالَم َ ْ‬ ‫َ‬
‫ي َّ ِ‬ ‫ان ال ُْم َح َّم ِد ِّ‬
‫بِاللِّس ِ‬
‫الرح ِيم‪ِ .‬إ َّن اهلل َو َمالَِئ َكتُهُ‬ ‫َ‬
‫السالَِم‪.‬‬‫صلُّو َن َعلَى النَّبِ ِّي َو َخاطَْبَتنَا بِ َها َم َع ََّ‬ ‫يُ َ‬
‫ْت يَا َُّأي َها‬ ‫ك لَنَا َواِإل ْن َع ِام‪َ .‬ف ُقل َ‬ ‫َت ْت ِميماً لِِإل ْك َر ِام ِم ْن َ‬
‫صلُّوا َعلَْي ِه َو َسلِّ ُموا تَ ْسلِيماً‪َ .‬ف ُقل ُ‬
‫ْت‬ ‫آمنُوا َ‬ ‫ين َ‬
‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫َأج ِر َك‪.‬‬ ‫امتِثَاالً َِأل م ِر َك‪ .‬ور ْغبةً فِ ِ ِ‬
‫يما ع ْن َد َك م ْن ْ‬ ‫ْ ََ َ َ‬ ‫ْ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫صالَةً َداِئ َمةً بَاقِيَةً ِإلَى َي ْوِم‬ ‫ين‪َ .‬‬
‫َأصحابِ ِه ِ‬
‫َأج َمع َ‬ ‫َو ْ َ ْ‬
‫ْج ِح ِيم‪.‬‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫الدِّي ِن‪ .‬حتَّى نَ ِج َدها ِوقَايةً لَنا ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ين ِإلَى َدا ِر‬ ‫ِِ‬ ‫صلَةً َألَّولِنا و ِ‬
‫آخ ِرنَا َم ْع َ‬
‫ش َر ال ُْمْؤ من َ‬ ‫َ َ‬ ‫َو ُم َو ِّ‬
‫يم‪.‬‬ ‫ك الْ َك ِر ِيم يا َع ِ‬
‫ظ‬ ‫الن َِّع ِيم َو ُرْؤ يَِة َو ْج ِه َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫هذه الصالة الشريفة لسيدنا وموالنا بحر‬


‫المعارف اإللهية وحبر الديار الشامية الولي‬
‫الكبير والمحقق التحرير األستاذ األعظم‬
‫والمالذ األفحم الشيخ عبد الغني النابلسي‬
‫رضي اهلل عنه ونفعنا ببكراته ختم بها شرحه‬
‫على صالة الشيخ األكبر سيدي محيي الدين‬
‫ابن العربي المتقدم ذكرها وهي السابعة‬
‫والثالثون من هذه الصلوات قال في آخر‬
‫الشرح المذكور ما نصه ولنا صالة لطيفة‬
‫شريفة‪ .‬كان اهلل فتح بها علينا في حالة ربانية‬
‫منيفة‪ .‬ال بأس بذكرها هنا إلحاقاً بشرح‬
‫صلوات شيخنا الكامل المحقق الوارث‬
‫المحمدي محيي الدين ابن العربي أنار اهلل‬
‫تعالى قلوبنا بأسرار علومه‪ .‬وأنوار تجلياته‬
‫اإللهية في آثار فهومه‪ .‬لعل نفحات القبول‪.‬‬
‫تهب علينا فتعطرنا بطيب الوصول‪ .‬وهي قولنا‬
‫وذكرها‪ .‬قال المرادي في تاريخه سلك الدرر‬
‫في ترجمته رضي اهلل عنه هو أستاذ األساتذة‪.‬‬
‫وجهبذ الجهابذة‪ .‬الولي العارف‪ .‬ينبوع‬
‫العوارف والمعارف‪ .‬اإلمام الوحيد‪ .‬الهمام‬
‫الفريد‪ .‬العالم العالمة‪ .‬الحجة الفهامة‪ .‬البحر‬
‫الكبير‪ .‬الحبر الشهير‪ R.‬شيخ اإلسالم‪ .‬صدر‬
‫األئمة األعالم‪ .‬صاحب المصنفات التي‬
‫اشتهرت شرقاً وغرباً‪ .‬وتداولها الناس عجماً‬
‫وعرباً‪ .‬ذو األخالق المرضية‪ .‬واألوصاف‬
‫السنية‪ .‬قطب األقطاب‪ .‬الذي لم تنجب بمثله‬
‫األحقاب‪ .‬العارف بربه‪ .‬والفائز بقربه وحبه‪.‬‬
‫ذو الكرامات الظاهرة‪ .‬والمكاشفات الباهرة‪.‬‬

‫هيهات ال يأتي الزمان بمثله *** إن الزمان‬


‫بمثله لبخيل‬

‫وعلى كل حال فهو الذي ال تستقصي فضائله‬


‫بعبارة‪ .‬وال تحصر صفاته وفواضله بإشارة‪.‬‬
‫والمطول في مدح جنابه مختصر جداً‪.‬‬
‫والمكثر في نعت صفاته مقل ولو بلغ نهاية‬
‫وحداً‪ .‬ولد رضي اهلل عنه بدمشق في خامس‬
‫ذي الحجة سنة خمسين وألف ثم ذكر‬
‫المرادي نشَأته ومشايخه وتصانيفه وهي كثيرة‬
‫جداً ثم قال وأما إحصاء فضائله فال تطاق‬
‫بترجمة‪ .‬وتصير منها بطون األوراق‪ .‬مفعمة‪.‬‬
‫وبالجملة فهو األستاذ األعظم‪ .‬والمالذ‬
‫األعصم‪ .‬والعارف الكامل‪ .‬والعالم الكبير‬
‫العامل‪ .‬القطب الرباني‪ .‬والغوث الصمداني‪.‬‬
‫من أظهره اهلل فأشرقت به شموس اإلرشاد‬
‫والعلوم‪ .‬وأظهر خفيات ما د ّق عن األفهام‬
‫وصير المجهول معلوم‪ .‬وقد حاز تاريخي هذا‬
‫كمال الفخر حيث احتوى على مثل هذا اإلمام‬
‫الذي أنجبه الدهر‪ .‬وجاد به العصر‪ .‬وهو أعظم‬
‫من ترجمته علماً ووالية‪ .‬وزهداً وشهرة‬
‫ودراية‪ .‬ا‪.‬ه‪ .‬وذكر أن وفاته كانت في الثالث‬
‫عشر من شعبان سنة ثالث وأربعين ومائة‬
‫وألف رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫الصالة الحادية والستون‪ :‬للبديري‬

‫للشيخ محمد البديري رحمه اهلل‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد الْ َفاتِ ِح‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫الش ِام ِل َو َعلَى‬ ‫الر ْح َم ِة َّ‬ ‫ول الْ َك ِام ِل َّ‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫الْ َخاتِ ِم َّ‬
‫ات اهلل بِ َد َو ِام‬ ‫َأحبابِ ِه َع َد َد م ْعلُوم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ َ‬ ‫وَأص َحابِه َو ْ َ‬ ‫آله ْ‬
‫ض ِ‬
‫اء‬ ‫اء َول َح ِّق ِه َ‬
‫َأد ً‬ ‫ك يَا َر َّبنَا ِر َ ً‬ ‫صالَ ًة تَ ُكو ُن لَ َ‬ ‫اهلل َ‬
‫سنَهُ َو ِم َن الطَّ ِر ِيق‬ ‫َ‬ ‫َأح‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫يق‬ ‫الرفِ‬
‫َّ‬ ‫ن‬
‫َ‬
‫ك بِ ِه ِ‬
‫م‬ ‫َأسَألُ َ‬
‫َو ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َأس َهلَهُ َوم َن ال ِْعل ِْم َأْن َف َعهُ َوم َن ال َْع َم ِل ْ‬
‫َأصلَ َحهُ‬ ‫ْ‬
‫ش َْأرغَ َدهُ َو ِم َن‬ ‫س َحهُ َو ِم َن ال َْع ْي ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫و ِمن الْم َك ِ‬
‫ان‬ ‫َ َ َ‬
‫الر ْز ِق َأطْيَبَهُ َو َْأو َس َعهُ‪.‬‬‫ِّ‬
‫هذه الصالة الشريفة وجدت في بعض‬
‫المجاميع منسوبة لألستاذ العالمة العارف باهلل‬
‫تعالى الشيخ محمد البديري الدمياطي‬
‫المشهور بابن الميت وقال رجوت من اهلل‬
‫سعادة الدارين ورفع الدرجات لمن واظب‬
‫عليها ولو في اليوم سبع مرات وإنما األعمال‬
‫بالنيات ويكفي داللة على جاللة قدره رحمه‬
‫اهلل أن من تالميذه العارف الكبير والولي‬
‫الشهير السيد مصطفى البكري الصديقي رحمه‬
‫اهلل تعالى فقد قال أبو الفضل خليل أفندي‬
‫المرادي في تاريخه سلك الدرر في أعيان‬
‫القرن الثاني عشر في ترجمة السيد مصطفى‬
‫البكري ثم توجه إلى زيارة القطب العارف‬
‫سيدي السيد أحمد البدوي قدس اهلل سره‬
‫ومن هناك سار إلى دمياط وأقام هناك في‬
‫جامع البحر وأخذ بها عن عالمتها الشمس‬
‫محمد البديري الشهير‪ R‬بابن الميت وقرأ عليه‬
‫الكتب الستة والمسلسل‪ R‬باألولية والمصافحة‬
‫وبلفظ أنا أحبك وإجازة إجازة عامة بسائر‬
‫مروياته وتأليفاته‪.‬‬
‫الصالة الثانية والستون‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى ِ‬


‫آل‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد فِي ُك ِّل لَ ْم َح ٍة َو َن َف ٍ‬
‫س بِ َع َد ِد ُك ِّل‬
‫ك‪.‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫معلُ ٍ‬
‫وم‬
‫َ‬ ‫َْ‬

‫ذكر هذه الصالة الشريفة الشيخ العارف‬


‫محمد حقي أفندي النازلي في حزينة األسرار‬
‫وقال أجاز لي شيخي وسندي الشيخ مصطفى‬
‫الهندي بذكر سنداته في المدينة المنورة في‬
‫المدرسة المحمودية سنة إحدى وستين‬
‫ومائتين وألف وسألت منه بعض الخصائص‬
‫واألذكار النكشاف العلم وللتقرب إلى اهلل‬
‫تعالى وللوصلة إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم فعلمني آية الكرسي وهذه الصالة‬
‫المذكورة وقال إن داومت عليها تأخذ العلوم‬
‫واألسرار عن النبي صلى اهلل عليه وسلم حتى‬
‫تكون في تربيته المحمدية بالروحاني وقال‬
‫هذا مجرب جربه فالن وفالن وعد كثيراً من‬
‫اإلخوان وقال يا بني اذهب إلى المشرق‬
‫والمغرب إن غابت القبة الخضراء عن عينيك‬
‫أنا في الميدان يعني قبة رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وسلم التي هي فوق قبره الشريف ثم‬
‫قبلت يديه ودعا لي بالبركة فقرأت هذه‬
‫الصالة في أول ليلة بدأت منها مائة مرة‬
‫فرأيت النبي صلى اهلل عليه وسلم في المنام‬
‫فقال الشفاعة لك وألبويك وإلخوانك وفقني‬
‫اهلل وإياكم لبشارته ثم وجدت بحول اهلل‬
‫وقوته كما ذكر الشيخ قدس سره ثم أخبرت‬
‫بهذه الصالة كثيراً من اإلخوان فرأيت من‬
‫داوموا عليها نالوا أسراراً عجيبة ما نلت مثلها‬
‫وفيها أسرار كثيرة وتكفيك هذه اإلشارة‬
‫انتهى‪.‬‬

‫{فائدة} قال العالمة السيد أحمد دحالن في‬


‫مجموعته التي جمع فيها جملة صلوات على‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم هذه الصيغة اللهم‬
‫صل وسلم على سيدنا محمد الجامع ألسرارك‬
‫والدال عليك وعلى آله وصحبه وسلم كل‬
‫يوم ألف مرة ا‪.‬ه‪ .‬ولم يذكر أن هذا االجتماع‬
‫يكون في المنام أو في اليقظة والظاهر أنه في‬
‫المنام‪.‬‬

‫{فائدة أخرى} نقل الولي الشهير‪ R‬سيدي‬


‫الشيخ إسماعيل حقي في روح البيان في‬
‫تفسير سورة النجم عن اإلمام السهيلي في‬
‫الروض اآلنف أن من رأى نبينا محمداً صلى‬
‫اهلل عليه وسلم وليس في رؤياه مكروه لم يزل‬
‫خفيف الحال وإن رآه في أرض مجدبة‬
‫أخصبت أو في أرض قوم مظلومين نصروا‬
‫ومن رآه عليه الصالة والسالم فإن كان‬
‫مغموماً ذهب غمه أو مديوناً قضى اهلل دينه‬
‫وإن كان مغلوباً نصر وإن كان غائباً رجع إلى‬
‫أهله سالماً وإن كان معسراً أغناه اهلل تعالى‬
‫وإن كان مريضاً شفاه اهلل تعالى‪.‬‬

‫الصالة الثالثة والستون‪ :‬التفريجية‬

‫صالَ ًة َك ِاملَةً َو َسلِّ ْم َسالَماً تَ ًّاما َعلَى‬ ‫ص ِّل َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬


‫ج بِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َسيِّدنَا ُم َح َّمد َت ْن َح ُّل به الْعُ َق ُد َوَت ْن َف ِر ُ‬
‫ال بِ ِه‬
‫ْح َواِئ ُج َو ُتنَ ُ‬ ‫الْم ُكرب و ُت ْق َ ِ‬
‫ضى بِه ال َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ ِئ‬
‫ب َو ُح ْس ُن الْ َخ َوات ِم َويُ ْستَ ْس َقى الْغَ َم ُ‬
‫ام‬ ‫الرغَا ُ‬
‫ص ْحبِ ِه فِي ُك ِّل لَ ْم َح ٍة‬ ‫و‬ ‫بِوج ِه ِه الْ َك ِر ِيم و َعلى آلِ ِ‬
‫ه‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫س بِعد ِد ُكل معلُ ٍ‬
‫ك‪.‬‬‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫وم‬ ‫َو َن َف ٍ َ َ ِّ َ ْ‬

‫هذه الصالة التفريجية ذكرها الشيخ العارف‬


‫محمد حقي أفندي النازلي في خزينة األسرار‬
‫ونقل عن اإلمام القرطبي أن من داوم عليها‬
‫كل يوم إحدى وأربعين مرة أو مائة أو زيادة‬
‫فرج اهلل همه وغمه وكشف كربه وضره ويسر‬
‫أمره ونور سره وأعلى قدره وحسن حاله‬
‫ووسع رزقه وفتح عليه أبواب الخيرات‬
‫والحسنات بالزيادة ونفذ كلمته في الرياسات‬
‫وأمنه من حوادث الدهر وشر نكبات الجوع‬
‫ّ‬
‫والفقر وألقى له محبة في القلوب وال يسأل‬
‫من اهلل تعالى شيئاً إال أعطاه وال تحصل هذه‬
‫الفوائد إال بشرط المداومة عليها‬

‫وهذه الصالة كنز من كنوز اهلل وذكرها مفتاح‬


‫خزائن اهلل يفتح اهلل لمن داوم عليها من عباد‬
‫اهلل ويوصله بها إلى ما شاء اهلل‪ .‬وقال في‬
‫موضع آخر من كتابه المذكور ومن الصلوات‬
‫المجربات الصالة التفريجية القرطبية ويقال‬
‫لها عند المغاربة الصالة النارية ألنهم إذا‬
‫أرادوا تحصيل المطلوب أو دفع المرهوب‬
‫يجتمعون في مجلس واحد ويقرؤونها أربعة‬
‫آالف وأربعمائة وأربعة وأربعين مرة فينالون‬
‫مطلوبهم سريعاً ويقال لها عند أهل األسرار‬
‫مفتاح الكنز المحيط لنيل مراد العبيد وهي‬
‫هذه اللهم صل صالة كاملة وسلم سالماً تاماً‬
‫على سيدنا محمد إلى آخرها كذا أجاز لي‬
‫الشيخ محمد السنوسي في جبل أبي قبيس ثم‬
‫الشيخ المغربي ثم الشيخ السيد زين مكي‬
‫رضي اهلل عنهم وزاد السنوسي في كل لمحة‬
‫ونفس بعدد كل معلوم لك وقال من داوم‬
‫عليها كل يوم إحدى عشرة‪ R‬مرة فكأنها تنزل‬
‫الرزق من السماء وتنبته من األرض وقال‬
‫اإلمام الدينوري من قرَأ هذه الصالة دبر كل‬
‫صالة إحدى عشرة مرة ويتخذها ورداً ال‬
‫ينقطع رزقه وينال المراتب العلية والدولة‬
‫الغنية ومن داوم عليها بعد صالة الصبح كل‬
‫يوم إحدى وأربعين مرة ينال مراده أيضاً ومن‬
‫داوم عليها كل يوم مائة مرة يحصل مطلوبه‬
‫ويدرك غرضه فوق ما أراد ومن داوم على‬
‫قراءتها كل يوم بعدد المرسلين عليهم السالم‬
‫ثالثمائة وثالث عشرة‪ R‬مرة لكشف األسرار‬
‫فإنه يرى كل شيء يريده ومن داوم عليها كل‬
‫يوم ألف مرة فله ما ال يصفه الواصفون مما ال‬
‫عين رأت وال أذن سمعت وال خطر على قلب‬
‫بشر‪ .‬وقال اإلمام القرطبي من أراد تحصيل‬
‫أمر مهم عظيم أو دفع البالء المقيم فليقرأ هذه‬
‫الصالة التفريجية وليتوسل بها إلى النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم ذي الخلق العظيم أربعة آالف‬
‫وأربعمائة وأربعاً وأربعين مرة فإن اهلل تعالى‬
‫يوفق مراده ومطلوبه على نيته وكذا ذكر ابن‬
‫حجر العسقالني خواص هذا العدد فإنه إكسير‬
‫في سبب التأثير انتهى جميع ذلك من خزينة‬
‫األسرار‪.‬‬

‫صلوات سيدي أحمد بن إدريس‬

‫الصالة الرابعة والستون‬


‫لسيدي أحمد بن إدريس قدس اهلل سره‬

‫ك بِنُو ِر َو ْج ِه اهلل ال َْع ِظ ِيم الَّ ِذي‬ ‫اللَّ ُه َّم ِإنِّي ْ‬


‫َأسَألُ َ‬
‫ت بِ ِه َع َوالِ ُم‬ ‫ش اهلل ال َْع ِظ ِيم َوقَ َام ْ‬ ‫َمَأل َْأر َكا َن َع ْر ِ‬
‫صلِّ َي َعلَى َم ْوالَنَا ُم َح َّم ٍد ِذي‬ ‫ِ‬
‫اهلل ال َْعظ ِيم َأ ْن تُ َ‬
‫آل نَبِ ِّي اهلل ال َْع ِظ ِيم بَِق ْد ِر‬‫الْ َق ْد ِر ال َْع ِظ ِيم و َعلَى ِ‬
‫َ‬
‫س َع َدد َما‬ ‫ات اهلل ال َْع ِظ ِيم فِي ُك ِّل لَ ْم َح ٍة َو َن َف ٍ‬ ‫ذَ ِ‬
‫صالَ ًة َداِئ َمةً بِ َد َو ِام اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫في عل ِْم اهلل ال َْعظ ِيم َ‬
‫ك يَا َم ْوالَنَا يَا ُم َح َّم ُد يَا ذَا‬ ‫ال َْع ِظ ِيم َت ْع ِظيماً لِ َح ِّق َ‬
‫ك‬‫الْ ُخلُ ِق ال َْع ِظ ِيم َو َسلِّ ْم َعلَْي ِه َو َعلَى آلِ ِه ِمثْ َل َذلِ َ‬
‫وح‬
‫الر ِ‬ ‫ت َب ْي َن ُّ‬ ‫اج َم ْع َب ْينِي َو َب ْينَهُ َك َما َج َم ْع َ‬ ‫َو ْ‬
‫اج َعلْهُ يَا‬ ‫ِ‬ ‫الن ْف ِ ِ‬
‫س ظَاهراً َوبَاطناً َي َقظَةً َو َمنَاماً َو ْ‬ ‫َو َّ‬
‫وه فِي ُّ‬
‫الد ْنيَا‬ ‫ب روحاً لِ َذاتِي ِمن ج ِمي ِع الْوج ِ‬
‫ُُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َر ِّ ُ‬
‫يم‪.‬‬ ‫ظ‬ ‫َقبل ِ‬
‫اآلخر ِة يا َع ِ‬
‫ُ‬ ‫َْ َ َ‬

‫الصالة الخامسة والستون‬

‫ْح َقاِئ ِق الْ ُك ْب َرى‪ِ .‬س ِّر‬ ‫ِ‬


‫ص ِّل َعلَى طَ َّامة ال َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫الْ َخل َْو ِة اِإل لَ ِهيَّ ِة لَْيلَةَ اِإل ْس َراء‪ .‬تَ ِ‬
‫اج ال َْم ْملَ َك ِة‬
‫ص ِر‬ ‫ِِ‬ ‫ْح َق ِ‬ ‫اِإل لَ ِهيَّ ِة‪َ .‬ي ْنبُ ِ‬
‫ائق ال ُْو ُجوديَّة‪ .‬بَ َ‬ ‫وع ال َ‬
‫ْح ِقي َق ِة‬ ‫صير ِة ُّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الش ُهود‪َ .‬ح ِّق ال َ‬ ‫ال ُْو ُجود‪َ .‬وس ِّر بَ َ‬
‫صِ‬
‫يل‬ ‫شِ‬
‫اه ِد الْغَْيبِيَّ ِة‪َ .‬ت ْف ِ‬ ‫ال َْع ْينِيَّ ِة‪َ .‬و ُه ِويَِّة ال َْم َ‬
‫َّجلِّي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِإل ْجم ِ‬
‫ال الْ ُكلِّ ِّي‪ .‬اآليَة الْ ُك ْب َرى في الت َ‬ ‫َ‬
‫الر ِ‬
‫وحيَّ ِة‪ُ .‬كلِّيَّ ِة‬ ‫اس ُّ‬ ‫س اَألْن َف ِ‬ ‫َوالتَّ َدلِّي‪َ .‬ن َف ِ‬
‫الذاتِيَّ ِة‪.‬‬‫وش َّ‬ ‫ش الْعُ ُر ِ‬ ‫الصو ِريَِّة‪َ .‬ع ْر ِ‬
‫س ِام ُّ‬ ‫اَأل ْج َ‬
‫الرحمانِيَّ ِة‪ .‬لَو ِح مح ُف ِ‬
‫وظ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬‫صور ِة الْ َكماالَ ِ‬
‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ون‪ .‬الَّ ِذي‬ ‫ك الْم ْكنُ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ك ال َْم ْخ ُزون‪َ .‬وس ِّر كتَاب َ َ‬ ‫ِعل ِْم َ‬
‫ات‪.‬‬‫ود ِ‬ ‫سهُ ِإالَّ ال ُْمطَ َّه ُرو َن‪ .‬يَا فَاتِ َحةَ ال َْم ْو ُج َ‬ ‫الَ يَ َم ُّ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ات واَألب ِديَّ ِ‬ ‫يا ج ِامع ب ْحر ِي الْح َقاِئ ِق اَأل َزلِيَّ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫االنِْفعاالَ ِ‬ ‫اال ْختِر َ ِ‬
‫اعات َو ِ َ‬
‫ت‪ .‬يَا‬ ‫ال ِ‬ ‫يَا َع ْين َجم ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ات‪ .‬يَا َع ْي َن َحيَ ِاة‬ ‫ُن ْقطَةَ مر َك ِز ج ِمي ِع التَّجلِّي ِ‬
‫ََ‬ ‫َْ َ‬
‫س َم ْت َها‬ ‫ات‪ .‬فَا ْقتَ َ‬ ‫ت ِم ْنهُ َر َشا َش ٌ‬ ‫ْح ْس ِن الَّ ِذي طَ َار ْ‬ ‫ال ُ‬
‫ات‪ .‬يَا‬ ‫بِح ْك ِم الْم ِشيَئ ِة اِإل لَ ِهيَّ ِة ج ِميع الْم ْب ِد َع ِ‬
‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت فِي‬ ‫ْح ْس ِن ال ُْمطْلَ ِق الَّ ِذي ا ْعتَ َك َف ْ‬ ‫اب ال ُ‬ ‫َم ْعنَى كِتَ ِ‬
‫وف ُح ْسنِ ِه‬ ‫اس ِن لَِت ْق َرَأ ُح ُر َ‬ ‫ضرتِِه ج ِميع الْمح ِ‬
‫َح ْ َ َ ُ َ َ‬
‫ال ُكلُّ َها‬ ‫ت َح َقاِئ ُق الْ َكم ِ‬ ‫ات‪ .‬يَا َم ْن َْأر َخ ْ‬ ‫الْم َقيَّ َد ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْح َج ِ‬ ‫برقُع ال ِ‬
‫ت َأ ْن الَ‬ ‫اب ُدو َن الْ َخل ِْق َو ْ‬
‫َأج َم َع ْ‬ ‫ُْ َ‬
‫ات‪ .‬يَا‬ ‫َت ْنظُر لِغَْي ِر ِه ِإالَّ بِ ِه ِمن ج ِمي ِع الْم َك َّونَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫الس ْبحانِيَّ ِ‬ ‫ب َينَابِي ِع ثَ َّج ِ‬
‫ات‬ ‫اج اَألْن َوا ِر ُّ َ‬ ‫ص َّ‬ ‫َم َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫شعانِيَّ ِ‬
‫ت بِ َك َماله َجم ُ‬
‫يع‬ ‫ش َق ْ‬ ‫ات‪ .‬يَا َم ْن َت َع َّ‬ ‫َّ‬
‫الش ْع َ َ‬
‫ات‪ .‬يَا يَاقُوتَةَ اَأل َز ِل يَا‬ ‫الْمح ِ‬
‫اس ِن اِإل لَ ِهيَّ ِ‬
‫ََ‬
‫ول‬
‫ت الْعُ ُق ُ‬ ‫ت‪ .‬قَ ْد َأيِس ِ‬ ‫اطيس الْ َكماالَ ِ‬ ‫مغْنَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ات‪َ .‬أ ْن َت ْق َرَأ‬ ‫والْ ُف ُهوم واَأللْسن وج ِميع اِإل ْدرا َك ِ‬
‫َُ ُُ ََ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ص َل ِإلَى‬ ‫ك الْمح َّم ِديَِّة َأو تَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫وم َم ْسطُو ِر ُك ْن ِهيَّات َ ُ َ‬ ‫ُرقُ َ‬
‫ات علُ ِ‬
‫ف الَ‬ ‫ات‪َ .‬و َك ْي َ‬ ‫ك اللَّ ُد ِّنيَّ ِ‬ ‫وم َ‬ ‫َح ِقي َق ِة َم ْكنُونَ ِ ُ‬
‫ك َق َرَأ‬ ‫وظ ُك ْن ِه َ‬ ‫ول اهلل و ِمن لَو ِح مح ُف ِ‬
‫يَا َر ُس َ َ َ ْ َ ْ‬
‫صلَّى اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّجلِّيَات‪َ .‬‬ ‫ال ُْم َق َّربُو َن ُكلُّ ُه ْم َحقي َقةَ الت َ‬
‫َو َسلَّ َم َعلَْي َ‬
‫ك يَا َزيْ َن الَْب َرايَا يَا َم ْن لَ ْوالَ ُه َو لَ ْم‬
‫تَظ َْهر لِلْعالَ ِم َع ْين ِمن الْ َخ ِفيَّ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ٌ َ‬ ‫ْ َ‬

‫الصالة السادسة والستون‬

‫ص ِّل َعلَى َم ْوالَنَا ُم َح َّم ٍد نُو ِر َك الالَِّم ِع‪.‬‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬


‫َو َمظ َْه ِر ِس ِّر َك ال َْه ِام ِع‪ .‬الَّ ِذي طََّر ْز َ‬
‫ت بِ َج َمالِ ِه‬
‫ت بَِب ْه َج ِة َجالَلِ ِه اَأل َوا َن‪ .‬الَّ ِذي‬ ‫اَأل ْك َوا َن‪َ .‬و َز َّي ْن َ‬
‫ت‬‫ور َعالَ ِم ِم ْن نُو ِر َح ِقي َقتِ ِه‪َ .‬و َختَ ْم َ‬ ‫ت ظُ ُه َ‬ ‫َفتَ ْح َ‬
‫ْح ْس ِن ِم ْن‬ ‫ص َو ُر ال ُ‬
‫ت ُ‬ ‫َأس َرا ِر ُنُب َّوتِِه‪ .‬فَظَ َه َر ْ‬
‫َك َمالَهُ بِ ْ‬
‫ت‬‫س ِن َت ْق ِو ٍيم‪َ .‬ولَ ْوالَ ُه َو َما ظَ َه َر ْ‬ ‫َأح‬ ‫ي‬ ‫ض ِه فِ‬
‫َف ْي ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫الر ِم ِيم‪ .‬الَّ ِذي َما‬
‫ور ٍة َع ْي ٌن ِم َن ال َْع َدِم َّ‬‫ص َ‬ ‫ل ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫اسَتغَاثَ َ ِ ِ ِئ‬
‫ك به َجا ٌع ِإالَّ َشب َع َوالَ ظَ ْمآ ٌن ِإالَّ َر ِو َ‬
‫ي‬ ‫ْ‬
‫يث َوِإنِّي‬ ‫ُأغ َ‬‫ف ِإالَّ َِأمن والَ لَه َفا ٌن ِإالَّ ِ‬ ‫َوالَ َخاِئ ٌ‬
‫ََ ْ‬
‫اس َعةَ ِم ْن‬ ‫ك الْو ِ‬ ‫ِ‬
‫َأستَ ْمط ُر َر ْح َمتَ َ َ‬ ‫ك ْ‬ ‫لَ ْه َفا ٌن ُم ْستَ ِغيثُ َ‬
‫َأغثْنِي يَا َر ْح َم ُن يَا َم ْن ِإ َذا نَظََر‬ ‫ود َك فَ ِ‬ ‫َخزاِئ ِن ج ِ‬
‫َ ُ‬
‫ب كِ ْب ِريَ ِاء‬ ‫بِ َع ْي ِن ِحل ِْم ِه َو َع ْف ِو ِه لَ ْم يَظ َْه ْر فِي َج ْن ِ‬
‫ب َعلَ َّي‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ِحل ِْم ِه و َعظَم ِة َع ْف ِو ِه ذَنْب ا ْغ ِفر لِ‬
‫ٌ ْ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫َوتَ َج َاو ْز َعنِّي يَا َك ِر ُ‬
‫يم‪.‬‬

‫الصالة السابعة والستون‬

‫وديَِّة‬
‫اللَّه َّم ص ِّل َعلَى َعي ِن بح ِر الْح َقاِئ ِق الْوج ِ‬
‫ُُ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫ُ َ‬
‫الرقَاِئ ِق اللَّ ِطي َف ِة‬ ‫ال ُْمطْلَ َق ِة الالَّ ُهوتِيَّ ِة‪َ .‬و َم ْنبَ ِع َّ‬
‫ال‪َ .‬و َمطْلَ ِع‬ ‫ْجم ِ‬ ‫الْم َقيَّ َد ِة النَّاسوتِيَّ ِة‪ .‬ص ِ‬
‫ورة ال َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وهيَّ ِة‪َ .‬و ِس ِّر ِإطْالَ ِق اَأل َح ِديَِّة‪.‬‬ ‫الْجالَ ِل‪ .‬مجلَى اُأللُ ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫الص َف ِ‬ ‫ات‪ .‬وج ِه مح ِ‬ ‫ش استِو ِاء َّ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫اس ِن ِّ‬ ‫الذ َ ْ َ َ‬ ‫َع ْر ِ ْ َ‬
‫س بِطَل َْع ِة‬ ‫ات اللَّْب ِ‬ ‫اب ظُلُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل برقُ ِع ِ‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ح‬ ‫ُم ِز ِ ُ ْ‬
‫س‪َ .‬ع ْن َو ْج ِه‬ ‫س َح َقاِئ ِق ُك ْن ِه َذاتِِه اَألْن َف ِ‬ ‫َش ْم ِ‬
‫اب‬‫س‪ .‬كِتَ ِ‬ ‫ال اِإل لَ ِه ِّي اَألقْ َد ِ‬ ‫ات الْ َكم ِ‬
‫َ‬
‫تَجلِّي ِ‬
‫ََ‬
‫ْح ّق‪ِ .‬في َر ِّق‬ ‫الذات ال َ‬
‫مسطُو ِر جم ِع َأح ِديَِّة َّ ِ‬
‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫س َّمى َك ْث َرةُ‬ ‫ْم‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ون اِإل لَ ِهيَّ ِ‬
‫ة‬ ‫الشُؤ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫شو ِر تَجلِّي ِ‬
‫ات‬
‫َُ‬ ‫َم ْن ُ َ َ‬
‫وحيَّ ِة‬‫الر ِ‬ ‫ْح َقاِئ ِق ُّ‬ ‫ص َو ِر َها بِالْ َخل ِْق‪َ .‬جانِ ِ‬
‫ب طُو ِر ال َ‬ ‫ُ‬
‫س‪ .‬بَِأنَا اهلل الَ‬ ‫ِ‬
‫الن ْف ِ‬‫وسى َّ‬ ‫اَأليْ َم ِن ال ُْم َكلَّ ِم م ْنهُ ُم َ‬
‫ات يَا‬ ‫الذ ِ‬‫ض َر ِة الْ ُق ْدس‪ .‬يَا َك ِامل َّ‬ ‫ِإلَ ِه ِإالَّ َأنَا فِي َح ْ‬
‫َ‬
‫ْح ِّق‬ ‫ِ‬ ‫ج ِميل ِّ ِ‬
‫ور ال َ‬ ‫الص َفات يَا ُم ْنَت َهى الْغَايَات يَا نُ َ‬ ‫َ َ‬
‫يا ِسراج الْعوالِ ِم يا مح َّم ُد يا َأحم ُد يا َأبا الْ َق ِ‬
‫اس ِم‬ ‫َ َ َ ََ َ ُ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ك‬‫سا ٌن َو َع َّز َج َمالُ َ‬ ‫ك َأ ْن ُي َعِّب َر َع ْنهُ ل َ‬‫َج َّل َك َمالُ َ‬
‫ك َأ ْن‬‫ان‪َ .‬وَت َعاظَ َم َجالَلُ َ‬ ‫َأ ْن ي ُكو َن م ْدركاً ِإل نْس ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫صلَّى اهلل ُس ْب َحانَهُ َوَت َعالَى‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يَ ْخطَُر في َجنَان‪َ .‬‬
‫ول اهلل يا م ْجلَى الْ َكماالَ ِ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫ك َو َسلَّ َم يَا َر ُس َ َ َ‬ ‫َعلَْي َ‬
‫اِإل لَ ِهيَّ ِة اَأل ْعظَ ِم‪.‬‬

‫الصالة الثامنة والستون‬

‫ك‬‫ات‪ .‬مالِ ِ‬ ‫ات َّ ِ‬ ‫ضر ِ‬ ‫اللَّ ُه َّم ص ِّل َعلَى س ْلطَ ِ‬


‫الذ َ‬ ‫ان َح ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ْب َر َحى َع َوالِ ِم‬ ‫ات‪ .‬قُط ِ‬ ‫الص َف ِ‬
‫ات ِّ‬ ‫َأ ِز َّم ِة تَجلِّي ِ‬
‫ََ‬
‫الز ْو ِر اَأل ْعظَ ِم فِي‬ ‫يب الرُّْؤ يَِة َي ْو َم َّ‬ ‫اُأللُ ِو ِهيَّ ِة‪َ .‬كثِ ِ‬
‫َأح ِديَِّة‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫ب‬ ‫ج‬‫ْجنَانِيَّ ِة‪ِ .‬‬
‫اه ِد َك ال ِ‬ ‫شِ‬ ‫َم َ‬
‫َ َْ َ َ‬
‫ات‪ِ .‬س ْد َر ِة‬ ‫ف اِإل لَ ِهيَّ ِ‬ ‫ات‪ِ .‬طلَّس ِم ُكنو ِز الْمعا ِر ِ‬ ‫الذ ِ‬
‫َّ‬
‫ْ ُ ََ‬
‫ت‬ ‫ات‪ .‬ب ْي ِ‬ ‫الص َفاتِيَّ ِ‬
‫ِّ‬ ‫ات الْ َخل ِْقيَّ ِ‬
‫ات‬ ‫اطيَّ ِ‬‫م ْنتهى اِإل ح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬
‫ف‬‫ات‪ .‬س ْق ِ‬ ‫ات ال َّْذاتِيَّ ِ‬ ‫م ْعمو ِر التجليات الْ ُك ْن ِهيَّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ت اَأل ْس َماِئيَّ ِة بَ ْح ِر َم ْس ُجو ِر‬ ‫وع الْ َكماالَ ِ‬
‫َم ْرفُ ِ َ‬
‫وهيَّ ِة اَأل ْعظَ ِم‬ ‫ض اُأللُ ِ‬ ‫ات‪َ .‬ح ْو ِ‬ ‫الْعلُ ِ‬
‫وم اللَّ ُد ِّنيَّ ِ‬
‫ُ‬
‫اه َر ِة ِم ْن‬‫اج صو ِر الْ َكو ِن الظَّ ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ال ُْمم ِّد لب َحا ِر َْأم َو ِ ُ َ‬
‫اس ِه َقلَ ِم الْ ُق ْد َر ِة اِإل لَ ِهيَّ ِة‬
‫وض ح َقاِئ ِق َأْن َف ِ‬
‫ُفيُ ِ َ‬
‫ب فِي لَ ْو ِح َن ْف ِس ِه َما َكا َن َو َما‬ ‫الْعُظ َْم ِويَِّة الْ َكاتِ ِ‬
‫ات ال َْعالَ ِم َوَت َقلُّبَاتِِه‬ ‫اس ِن م ْب َد َع ِ‬ ‫ي ُكو ُن ِمن مح ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ‬
‫ور ٍة ِإلَ ِهيَّ ِة َو ِس ِّر َح ِقي َقتِ َها غَْيباً‬‫ص َ‬ ‫ال ُك ِّل ُ‬ ‫و َجم ِ‬
‫َ َ‬
‫ادةً‪َ .‬و َجالَ ِل ُك ِّل َم ْعنًى َك َمالِ ِّي بَ ْدًأ َوِإ َع َ‬
‫ادةً‪.‬‬ ‫َو َش َه َ‬
‫آن َح َقاِئ ِق‬ ‫ان ال ِْعل ِْم اِإل لَ ِه ِّي الْمطْلَ ِق التَّالِي لِ ُقر ِ‬ ‫لِس ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب ُك ْن ِه‬ ‫اب م ْكنُ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫ون غَْي ِ‬ ‫ُح ْس ِن ذَاته‪ .‬م ْن كتَ ِ َ‬
‫ث الَ‬ ‫ْج ْم ِع َو َف ْر ِق الْ َف ْر ِق ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ص َفاته‪َ .‬ج ْم ِع ال َ‬
‫اء‬ ‫ٍ‬ ‫جمع والَ َفر َق الَ لِ ِ‬
‫سا َن ل َم ْخلُوق َي ْبلُ ُغ الثَّنَ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ْ‬
‫صلَّى اهلل َو َسلَّ َم يَا َسيِّ َدنَا يَا َم ْوالَنَا يَا‬ ‫ك َ‬ ‫َعلَْي َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ُم َح َّم ٍد َعلَْي َ‬

‫الصالة التاسعة والستون‬

‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َم ْوالَنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ث انْتِ َهاُؤ َها فِي‬ ‫َع َد َد اَأل ْع َد ِاء ُكلِّ َها ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ك‬ ‫اد ِم ْنا َح ْي ُ‬
‫ث ِإ َحاطَتُ َ‬ ‫ث الَ َأ ْع َد َ‬‫ك َو ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫ِعل ِْم َ‬
‫ك َعلَى ُك ِّل‬ ‫ك ِم ْن غَْي ِر انْتِ َه ٍاء ِإنَّ َ‬
‫بِ َما َت ْعلَ ُم لَِن ْف ِس َ‬
‫َش ْي ٍء قَ ِد ٌير‪.‬‬
‫هذه الصلوات الست لسيدي العارف الكبير‬
‫والولي الشهير بحر الشريعة والطريقة‬
‫والحقيقة سيدي أحمد بن إدريس صاحب‬
‫الطريقة اإلدريسية التي هي فرع من الطريقة‬
‫الشاذلية شيخ المرشد الكامل سيدي إبراهيم‬
‫الرشيد أجل خلفائه وأفضل الناشرين لطريقته‪.‬‬
‫أما الصالة األولى وهي اللهم إني أسألك بنور‬
‫وجه اهلل العظيم إلى آخرها فقد تلقنها سيدي‬
‫أحمد بن إدريس من النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫بال واسطة مرة وبواسطة سيدنا الخضر عليه‬
‫السالم مرة أخرى فقد حدثني الشيخ الكامل‬
‫العالم العامل سيدي الشيخ إسماعيل النواب‬
‫المقيم في مكة المشرفة عن شيخه بركة‬
‫الوجود سيدي الشيخ إبراهيم الرشيد عن‬
‫شيخه األستاذ األعظم سيدنا أحمد ابن إدريس‬
‫أنه لقنه صلى اهلل عليه وسلم بنفسه أوراد‬
‫الطريقة الشاذلية وأعطاه أوراداً جليلة وطريقة‬
‫تسليكية خاصة وقال له من انتمى إليك فال‬
‫أكله إلى والية غيري وال إلى كفالته بل أنا‬
‫وليه وكفيله قال سيدي أحمد رضي اهلل عنه‬
‫اجتمعت بالنبي صلى اهلل عليه وسلم اجتماعاً‬
‫صورياً ومعه الخضر عليه السالم فأمر النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم الخضر أن يلقنني أوراد‬
‫الطريقة الشاذلية فلقننيها بحضرته ثم قال صلى‬
‫اهلل عليه وسلم للخضر عليه السالم يا خضر‬
‫لقنه ما كان جامعاً لسائر األذكار والصلوات‬
‫واالستغفار وأفضل ثواباً وأكثر عدداً فقال له‬
‫أي شيء هو يا رسول اهلل فقال‪ :‬قُ ْل الَ ِإلَهَ ِإالَّ‬
‫س‬ ‫ول اهلل فِي ُك ِّل لَ ْم َح ٍة َو َن ْف ٍ‬
‫اهلل ُم َح َّم ٌد َر ُس ُ‬
‫ْم اهلل‪ .‬فقالها وقلتها بعدهما‬ ‫ل‬ ‫ع َدد ما و ِسعه ِ‬
‫ع‬
‫َ َ َ َ َُ ُ‬
‫وكررها صلى اهلل عليه وسلم ثالثاً ثم قال قل‬
‫اللهم إني أسألك بنور وجه اهلل العظيم إلى‬
‫َأسَتغْ ُِ‬
‫فر‬ ‫آخر الصالة العظيمية‪ .‬ثم قال له قل‪ْ :‬‬
‫اهلل الْع ِظ ِ‬
‫وم‬ ‫يم الَّذي الَ ِإلَهَ ِإالَّ ُه َو ال َ‬
‫ْح َّي الْ َقيُّ َ‬ ‫َ َ‬
‫وب ِإلَْي ِه‬
‫ْجالَ ِل َواِإل ْك َر ِام َوَأتُ ُ‬ ‫وب َذا ال َ‬ ‫الذنُ ِ‬
‫غَ َّف َار ُّ‬
‫وب َواآلثَ ِام َو ِم ْن‬ ‫الذنُ ِ‬
‫اصي ُكلِّ َها َو ُّ‬ ‫ِمن ج ِمي ِع الْمع ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ َ‬
‫اهراً وب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُك ِّل َذنْ ٍ‬
‫اطناً‬ ‫ب َأ ْذ َن ْبتُهُ َع ْمداً َو َخطًَأ ظَ َ َ‬
‫َق ْوالً َوفِ ْعالً فِي َج ِمي ِع َح َر َكاتِي َو َس َكنَاتِي‬
‫اسي ُكلِّ َها َداِئماً َأبَداً َس ْر َمداً ِم َن‬ ‫و َخطَراتِي وَأ ْن َف ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ب الَّ ِذي الَ َأ ْعلَ ُم‬ ‫ب الَّ ِذي َأ ْعلَ ُم َو ِم َن َّ‬
‫الذنْ ِ‬ ‫َّ‬
‫الذنْ ِ‬
‫اب َو َخطَّهُ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫صاهُ الْكتَ ُ‬ ‫َأح َ‬
‫ْم َو ْ‬ ‫َأحا َط به الْعل ُ‬ ‫َع َد َد َما َ‬
‫ص ْتهُ‬‫صَ‬ ‫دد َما َْأو َج َدتْهُ الْ ُق ْد َرةُ َو َخ َّ‬
‫الْ َقلَ ُم َو َع َ‬
‫ات اهلل َك َما َي ْنبَ ِغي لِ َحالَ ِل‬ ‫اد َكلِم ِ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫اِإل رادةُ و ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ب َر ُّبنَا‬‫َو ْج ِه َر ِّبنَا َو َج َمالِ ِه َو َك َمالِ ِه َك َما يُ ِح ُّ‬
‫ضى‪ .‬وهذا هو االستغفار الكبير فقالهما‬
‫َو َي ْر َ‬
‫الخضر على نبينا وعليه السالم وقلتهما‬
‫بعدهما وقد كسيت أنواراً وقوة محمدية‬
‫ورزقت عيوناً ِإلهية ثم قال صلى اهلل عليه‬
‫وسلم يا َأحمد قد َأعطيتك مفاتيح السموات‬
‫واألرض وهي الذكر المخصوص والصالة‬
‫العظيمية واالستغفار الكبير قال سيدي أحمد‬
‫قدس سره ثم لقنها ِإلى رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وعلى آله وسلم من غير واسطة فصرت‬
‫ألقن المريدين كما لقنني به صلى اهلل عليه‬
‫وسلم ومرة قال له رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وعلى آله وسلم ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل‬
‫في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم اهلل‬
‫خزنتها لك يا أحمد ما سبقك إليها أحد علمها‬
‫أصحابك يسبقون بها وكان رضي اهلل عنه‬
‫علي رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫يقول أملى ّ‬
‫وسلم األحزاب من لفظه وكان يقول أخذنا‬
‫العلم من أفواه الرجال كما تأخذون ثم‬
‫عرضناه على اهلل والرسول فما أثبته أثبتناه وما‬
‫نفاه نفيناه انتهى ما حدثني به الشيخ المذكور‬
‫وقراه وأنا أسمع من رسالته التي ألفها في‬
‫ترجمة سيدي أحمد بن إدريس المطبوعة على‬
‫هامش أحزابه وصلواته الشريفة وأخبرني أنه‬
‫سمع ما فيها من سيدي الشيخ إبراهيم الرشيد‬
‫مراراً يرويها عن سيدي أحمد بن إدريس وأما‬
‫الصلوات الخمس األخرى فإني اخترتها من‬
‫أربع عشرة صالة له‪ .‬وقد قال قدس اهلل سره‬
‫أن هذه الصلوات قد استوت على عرش‬
‫األنوار‪ .‬وأرجلهن متدليات على كرسي‬
‫األسرار‪ .‬تصلين في كتاب الكماالت‬
‫المحمدية‪ .‬بقرآن الحقائق األحمدية‪ .‬قد‬
‫طلعت في سموات العال شمسها‪ .‬وارتفع عن‬
‫وجه الكمال المحمدي نقابها‪ .‬وبحرها في‬
‫الحقائق اإللهية زاخر‪ .‬ولهن في القسمة من‬
‫المعارف المحمدية حظ وافر‪ .‬خذهن إليك يا‬
‫من أراد أن يسبح في كوثر النور المحمدي‪.‬‬
‫وجل في عجائب معانيها يا من يبتغي االغتراف‬
‫من البحر األحمدي‪ .‬تتلو عليك من كتاب‬
‫الحقائق المحمدية محكم اآليات‪ .‬وتفسر لك‬
‫بعض نقش حروف آياته البينات‪ .‬واهلل يهدي‬
‫من يشاء إلى صراط مستقيم ا‪.‬ه‪ .‬نقلت هذه‬
‫العبارة بحروفها مع الصلوات من مجموعة‬
‫أحزاب أحمد بن إدريس المطبوعة في‬
‫القسطنطينية بتصحيح سيدي الشيخ إسماعيل‬
‫النواب السابق ذكره وقد قرأتها عليه في‬
‫مجلس واحد وأجازني بها بروايته عن الشيخ‬
‫إبراهيم الرشيد عن مؤلفها‪.‬‬

‫السبعون‪ :‬الكبرى للجيالني‬

‫ول ِم ْن َأْن ُف ِس ُك ْم َع ِز ٌيز َعلَْي ِه َما‬ ‫اء ُك ْم َر ُس ٌ‬


‫لََق ْد َج َ‬
‫يم‬ ‫ح‬‫وف ر ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ُؤ‬ ‫ر‬ ‫ين‬ ‫ِع ْنتُم ح ِريص َعلَْي ُكم بِالْمْؤ ِمنِ‬
‫َ ٌ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫ْ َ ٌ‬
‫َأ ْعبُ ُد اهلل َربِّي َوالَ َأ ْش ِر ُك بِ ِه َش ْيئاً اللَّ ُه َّم ِإنِّي‬
‫ْح ْسنَى ُكلِّ َها الَ ِإلَهَ ِإالَّ َأنْ َ‬
‫ت‬ ‫ك ال ُ‬ ‫َأس َماِئ َ‬
‫وك بِ ْ‬‫َأ ْدعُ َ‬
‫صلِّي َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫آل‬ ‫َ‬ ‫ك َأ ْن تُ َ َ‬ ‫ُس ْب َحانَ َ‬
‫آل‬‫ت َعلَى ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬ ‫صلَّْي َ‬ ‫ٍ‬
‫ُم َح َّمد َك َما َ‬
‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫ص ِّل َعلَى‬ ‫ك َح ِمي ٌد َمجي ٌد‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫يم ِإنَّ َ‬‫ْب َراه َ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلِّ ْم‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫ُم َح َّمد النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي َو َعلى آله َو َ‬
‫صلَّى اهلل َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫آل‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬‫ً‬‫ا‬ ‫يم‬ ‫تَسلِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ب ُم َح َّم ٍد‬ ‫صالَ ًة ُه َو َْأهلُ َها‪ .‬اللَّ ُه َّم يَا َر َّ‬ ‫ٍ‬
‫ُم َح َّمد َ‬
‫آل ُم َح َّم ٍد‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫آل مح َّم ٍ‬
‫د‬ ‫َو ِ ُ َ‬
‫السمو ِ‬
‫ات‬ ‫اج ِز ُم َح َّمداً َما ُه َو َْأهلُهُ‪ .‬اللَّ ُه َّم َر َّ‬
‫ب َّ َ َ‬ ‫َو ْ‬
‫ب ُك ِّل‬ ‫ش ال َْع ِظ ِيم َر َّبنَا َو َر َّ‬ ‫ب ال َْع ْر ِ‬‫الس ْب ِع َو َر َّ‬ ‫َّ‬
‫الزبُو ِر‬‫يل َو َّ‬ ‫َش ْي ٍء َو ُم ْن ِز َل الت َّْو َر ِاة َواِإل نْ ِج ِ‬
‫ك‬
‫س َق ْبلَ َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫َّ‬ ‫َأل‬ ‫ا‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ان ال َْع ِظ ِيم اللَّ‬ ‫والْ ُفرقَ ِ‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ت‬‫س َب ْع َد َك َش ْيءٌ َوَأنْ َ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ت ِ‬
‫اآلخ‬ ‫َش ْيءٌ َوَأنْ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ت الْب ِ‬
‫اط‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫ي‬ ‫ش‬‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫الظَّ ِ‬
‫اه‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ت‬‫ْح ْم ُد الَ ِإلَهَ ِإالَّ َأنْ َ‬ ‫ك ال َ‬ ‫ك َش ْيءٌ َفلَ َ‬ ‫ُدونَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ك ِإنِّي ُك ْن ُ ِ‬
‫اء اهلل‬ ‫ين َما َش َ‬ ‫ت م َن الْظَّالم َ‬ ‫ُس ْب َحانَ َ‬
‫شْأ لَ ْم يَ ُك ْن الَ ُق َّوةَ ِإالَّ باهلل اللَّ ُه َّم‬ ‫َكا َن َو َما لَ ْم يَ َ‬
‫صالَ ًة‬ ‫ك َ‬ ‫ك َو َر ُسولِ َ‬ ‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬ ‫َ‬
‫صلِّ َي َعلَْي ِه َو َسلِّ ْم‬ ‫ت َأ ْن نُ َ‬ ‫ُمبَ َار َكةً طَيِّبَةً َك َما َْأم ْر َ‬
‫ص ِّل َعلَى ُم َح َّم ٍد َحتَّى الَ َي ْب َقى‬ ‫ِ‬
‫تَ ْسليماً‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬
‫ك َش ْيءٌ َو ْار َح ْم ُم َح َّمداً َحتَّى الَ َي ْب َقى‬ ‫صالَتِ َ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َ‬
‫ك َش ْيءٌ َوبَا ِر ْك َعلَى ُم َح َّم ٍد َحتَّى الَ‬ ‫ِم ْن َر ْح َمتِ َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم‬ ‫ك َش ْيءٌ‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫َي ْب َقى ِم ْن َب َر َكاتِ َ‬
‫ف‬‫وَأفْلِح وَأنْ ِجح وَأتِ َّم وَأصلِح و َز ّك وَأربِح وَأو ِ‬
‫َ َْ ْ َ َ ْ َْ َْ َْْ‬
‫َّحيَّ ِ‬
‫ات‬ ‫الصالَ ِة وَأجز َل ال ِْمنَ ِن والْت ِ‬ ‫َو َْأر ِج ْح َأفْ َ‬
‫َ‬ ‫ض َل َّ َ ْ َ‬
‫ك َسيِّ ِدنَا َو َم ْوالَنَا‬ ‫ك َو َر ُسولِ َ‬ ‫َعلَى َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم الَّ ِذي ُه َو َفلَ ُق‬ ‫ٍ‬
‫ُم َح َّمد َ‬
‫س اَأل ْس َرا ِر‬ ‫ص ْب ِح َأْن َوا ِر ال َْو ْح َدانِيَّ ِة َوطَل َْعةُ َش ْم ِ‬ ‫ُ‬
‫ض َرةُ‬‫الص َم َدانِيَّ ِة َو َح ْ‬ ‫ْح َقاِئ ِق َّ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫الربَّانيَّة َو ْبه َجةُ قَ َم ِر ال َ‬
‫ول‬ ‫الر ْحمانِيَّ ِة نُور ُك ِّل ر ُس ٍ‬ ‫ضر ِ‬
‫ات‬ ‫َع ْر ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْح َ َ‬‫ش ال َ‬
‫ك لَ ِم َن‬ ‫ْح ِك ِيم ِإنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫َو َسنَاهُ يس َوالْ ُق ْرآن ال َ‬
‫اط ُم ْستَ ِق ٍيم ِسرد ُك ِّل نَبِ ٍّي‬ ‫صر ٍ‬ ‫الْمرسلِين َعلَى ِ‬
‫َ‬ ‫ُْ َ َ‬
‫ك َت ْق ِد ُير ال َْع ِزي ِز ال َْعلِ ِيم َو َج ْو َه ُر ُك ِّل‬ ‫َو ُه َداهُ َذلِ َ‬
‫ب َر ِح ٍيم‪ .‬اللَّ ُه َّم‬ ‫ضيَاهُ َسالَ ٌم َق ْوالً ِم ْن َر ٍّ‬ ‫ولِ ٍّي و ِ‬
‫َ َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى ُم َح َّم ٍد النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي ال َْع َربِ ِّي‬ ‫َ‬
‫الت َه ِام ِّي ال َْم ِّك ِّي‬‫اش ِم ِّي اَألبْطَ ِح ِّي ِّ‬ ‫الْ ُقر ِش ِّي الْه ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب الْ َخ ْي ِر َوال َْم ْي ِر‬ ‫اح ِ‬ ‫َّاج والْ َكرام ِة ص ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫صِ‬
‫ب الت ِ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ْجه ِ‬ ‫صِ‬
‫اد‬ ‫الس َرايَا َوال َْعطَايَا َوالْغَ ْز ِو َوال ِ َ‬ ‫ب َّ‬ ‫اح ِ‬ ‫َ‬
‫اآليات والْم ْع ِجز ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫اح ِ‬‫والْمغْن ِم والْم ْقس ِم ص ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ ََ َ َ َ َ‬
‫ْحل ِْق‬ ‫اح ِ‬ ‫ات ص ِ‬ ‫اهر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْح ِّج َوال َ‬ ‫ب ال َ‬ ‫َ‬ ‫َوال َْعالَ َمات الْبَ َ‬
‫الص َفا َوال َْم ْر َو ِة َوال َْم ْش َع ِر‬‫ب َّ‬ ‫اح ِ‬ ‫الت ْلبِي ِة ص ِ‬
‫َو َّ َ َ‬
‫اب َوال ِْم ْنبَ ِر‬ ‫ْحر ِام َوال َْم َق ِام َوال ِْق ْبلَ ِة َوال َْم ْحر ِ‬
‫َ‬ ‫ال َ َ‬
‫ض الْمور ِ‬ ‫ِ‬ ‫صِ‬
‫ود‬ ‫ْح ْو ِ َ ْ ُ‬ ‫ب ال َْم َق ِام ال َْم ْح ُمود َوال َ‬ ‫اح ِ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫اح ِ‬ ‫ود ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود لِ َّ‬
‫السج ِ‬ ‫الش َف َ ِ‬
‫َو َّ‬
‫ب ال َْم ْعبُ َ‬ ‫لر ِّ‬ ‫اعة َو ُّ ُ‬
‫ب‬ ‫اح ِ‬ ‫ات ص ِ‬ ‫وف بِعرفَ ٍ‬ ‫ات والْوقُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ْج َم َر َ ُ‬ ‫َر ْم ِي ال َ‬
‫ب َكلِ َم ِة‬ ‫يل ص ِ‬ ‫يل والْ َكالَِم الْجلِ‬
‫اح ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ال َْعلَ ِم الطَّ ِو ِ َ‬
‫الص ْد ِق والت ْ ِ‬
‫ص ِّل‬ ‫َّصديق‪ِ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ص َو ِّ‬ ‫اِإل ْخالَ ِ‬
‫آل َسيَّ ِدنَا‬ ‫و َسلِّم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد و َعلَى ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫صالَ ٍة ُت ْن ِجينَا بِ َها ِم ْن َج ِمي ِع ال ِْم َح ِن‬ ‫ٍ‬
‫ُم َح َّمد َ‬
‫سلِّ ُمنَا بِ َها ِم ْن‬ ‫َ َ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ات‬‫واِإل ح ِن واَأل ْهو ِال والْبلِيَّ ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ‬
‫ات‬‫اه ِ‬ ‫ات َوال َْع َ‬ ‫ج ِمي ِع ال ِْفتَ ِن واَألس َق ِام واآلفَ ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ات‬‫السيَِّئ ِ‬ ‫وب َو َّ‬ ‫َوتُطَ ِّهرنَا بِ َها ِم ْن َج ِمي ِع الْعُيُ ِ‬
‫ُ‬
‫يع‬ ‫م‬‫ات وتُطَ ِّهرنَا بِ َها ِمن ج ِ‬ ‫ات والْع َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫اه َ ُ‬ ‫َواآلفَ َ َ‬
‫يع َما نَطْلُبُهُ ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َخطيَئات َوَت ْقضي لَنَا بِ َها َجم َ‬
‫ِ ِ‬
‫الدرج ِ‬ ‫ات وَتر َفعنا بِها ِ‬
‫ات‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫اج ِ َ ْ َُ َ‬ ‫ْح َ‬ ‫ال َ‬
‫ات‬ ‫ات ِمن ج ِمي ِع الْ َخ ْير ِ‬ ‫و ُتبلِّغُنَا بِ َها َأقْصى الْغَاي ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ب يَا اهلل يَا‬ ‫ات يَا َر ِّ‬ ‫فِي الْحي ِاة وب ْع َد الْمم ِ‬
‫ََ َ َ َ َ‬
‫م ِجيب َّ ِ‬
‫ك َأ ْن تَ ْج َع َل‬ ‫الد َع َوات‪ .‬اللَّ ُه َّم ِإنِّي ْ‬
‫َأسَألُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ضع ِ‬ ‫لِي فِي ُم َّد ِة َحيَاتِي َو َب ْع َد َم َماتِي َأ ْ‬
‫اف‬ ‫اف َأ ْ َ‬ ‫ض َع َ‬
‫وب ْي ِن فِي ِمثْ ِل‬ ‫ض ُر َ‬ ‫صالَ ٍة َو َسالٍَم َم ْ‬ ‫ْف َ‬ ‫ْف َأل ِ‬‫ك َأل َ‬ ‫َذلِ َ‬
‫ك‬‫ك َعلَى َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬ ‫ال ذَلِ َ‬‫ال َْأمثَ ِ‬ ‫ك َو َْأمثَ َ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ول ال َْع َربِ ِّي َو َعلَى آلِ ِه‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫ُم َح َّم ٍد النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي َو َّ‬
‫اج ِه َوذُ ِّريَّاتِِه َو َْأه ِل َب ْيتِ ِه‬ ‫َأصحابِ ِه وَأوالَ ِد ِه وَأ ْزو ِ‬
‫َ َ‬ ‫َو ْ َ َ ْ‬
‫اع ِه َو َم َوالِ ِيه‬ ‫اع ِه وَأْتب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وَأصها ِر ِه وَأنْ ِ‬
‫صا ِره َوَأ ْشيَ َ ْ‬ ‫َ َْ َ َ‬
‫صالَ ٍة ِم ْن‬ ‫اج َع ْل ُك َّل َ‬ ‫اجه ِإلَ ِهي ْ‬
‫و ُخ َّد ِام ِه وح َّج ِ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫ين َعلَْي ِه ِم ْن‬ ‫َّ‬
‫ُ َ َ‬‫ل‬ ‫ص‬ ‫ْم‬‫ل‬‫ا‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ص‬
‫ُ َ‬ ‫ل‬ ‫ض‬
‫ُ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َذلِ‬
‫ضلِ ِه‬‫ين َك َف ْ‬ ‫ضين ِ‬
‫َأج َمع َ‬ ‫ات َو َْأه ِل اَأل َر ِ َ ْ‬ ‫السمو ِ‬
‫َْأه ِل َّ َ َ‬
‫ك يَا َأ ْك َر َم‬ ‫ضلْتَهُ َعلَى َكافَّ ِة َخل ِْق َ‬ ‫الَّ ِذي فَ َّ‬
‫ين َر َّبنَا َت َقبَّ ْل ِمنَّا‬ ‫اَأل ْكر ِمين ويا َأرحم َّ ِ ِ‬
‫الراحم َ‬ ‫َ َ ََ ْ َ َ‬
‫ت‬‫ك َأنْ َ‬ ‫ب َعلَْينَا ِإنَّ َ‬ ‫الس ِميع الْعلِ‬ ‫ك َأنْ َ‬ ‫ِإنَّ َ‬
‫يم َوتُ ْ‬ ‫ت َّ ُ َ ُ‬
‫َّواب َّ ِ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َو َك ِّر ْم َعلَى‬ ‫يم‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫الرح ُ‬ ‫الت َّ ُ‬
‫ك‬‫ك َو َر ُسولِ َ‬ ‫َسيِّ ِدنَا َو َم ْوالَنَا ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َونَبِيَّ َ‬
‫السيِّ ِد الْ َك ِام ِل الْ َفاتِ ِح الْ َخاتِ ِم َح ِاء‬ ‫النَّبِ ِّي اُألِم ِّي َّ‬
‫الد َو ِام بَ ْح ِر َأْن َوا ِر َك‬ ‫ْك َو َد ِال َّ‬ ‫الر ْحم ِة و ِم ِيم الْمل ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ َ َ‬
‫وس‬ ‫ك َو َع ُر ِ‬ ‫ان ُح َّجتِ َ‬ ‫وم ْع ِد ِن َأسرا ِر َك ولِس ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ََ‬
‫السابِ ُق‬ ‫ك َّ‬ ‫ص ِفيِّ َ‬
‫ك َو َ‬ ‫ان َخل ِْق َ‬ ‫ك و َع ْي ِن َأ ْعي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َم ْملَ َكت َ َ‬
‫ورهُ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬‫ظ‬ ‫ين‬ ‫م‬‫الر ْحمةُ لِل َْعالَ ِ‬‫َّ‬ ‫و‬ ‫ُ‬‫ه‬‫ور‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ْق‬ ‫ل‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫لِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ضى َع ْي ِن‬ ‫صطََفى ال ُْم ْجتَبَى ال ُْم ْنَت َقى ال ُْم ْرتَ َ‬ ‫ال ُْم ْ‬
‫ال ِْعنَايَِة َو َزيْ ِن ال ِْقيَ َام ِة َو َك ْن ِز الْ ِه َدايَِة َوِإ َم ِام‬
‫ْحلَّ ِة َو َك ْن ِز‬ ‫ِ ِ‬ ‫الْح ْ ِ ِ‬
‫ض َرة َوَأمي ِن ال َْم ْملَ َكة َوط َرا ِز ال ُ‬ ‫َ‬
‫اجي الظُّل َْم ِة‬ ‫ف َدي ِ‬ ‫س َّ ِ ِ ِ‬
‫الش ِر َيعة َكاش َ‬ ‫ْح ِقي َق ِة َو َش ْم ِ‬ ‫ال َ‬
‫الر ْح َم ِة َو َش ِفي ِع اُألَّم ِة َي ْو َم‬ ‫اص ِر ال ِْملَّ ِة َونَبِ ِّي َّ‬ ‫ونَ ِ‬
‫َ‬
‫ص‬
‫ات َوتَ ْش َخ ُ‬ ‫ص َو ُ‬ ‫ش ُع اَأل ْ‬ ‫ال ِْقيَ َام ِة َي ْو َم تَ ْخ َ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا َونَبِِّينَا‬ ‫ار‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫صُ‬ ‫اَألبْ َ‬
‫ُم َح َّم ٍد النُّو ِر اَألْبلَ ِج َوالَْب َه ِاء اَألْب َه ِج نَ ُام ِ‬
‫وس‬
‫ات‬‫صلَ َو ُ‬ ‫ى‬ ‫يس‬ ‫يل ِ‬
‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫وس ِإنْ ِ‬‫ِ‬ ‫ام‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ى‬ ‫وس‬ ‫م‬ ‫َتور ِ‬
‫اة‬
‫َ َ‬ ‫َْ ُ َ َ ُ‬
‫ين ِطلَّ ْس ِم الْ َفلَ َ‬
‫ك‬ ‫اهلل وسالَمهُ َعلَي ِه و َعلَي ِهم ِ‬
‫َأج َمع َ‬ ‫ََ ُ ْ َ ْ ْ ْ‬
‫ِ‬ ‫س فِي بطُ ِ‬
‫ت‬ ‫َأحبَْب ُ‬ ‫ت َك ْنزاً َم ْخفيًّا فَ ْ‬ ‫ون ُك ْن ُ‬ ‫اَألطْلَ ِ ُ‬
‫س فِي ظُ ُهو ِر‬ ‫ك ال ُْم َق َّد ِ‬ ‫وس الْملَ ِ‬
‫ف طَ ُاو ِ َ‬ ‫َأ ْن ُأ ْع َر َ‬
‫ت ِإلَْي ِه ْم فَبِي َع َرفُونِي ُق َّر ِة‬ ‫ت َخلْقاً َفَت َع َّرفْ ُ‬ ‫فَ َخلَ ْق ُ‬
‫ين ِإلَى‬ ‫آة ُأولِي الْعزِم ِمن الْمرسلِ‬ ‫َعي ِن الْي ِقي ِن ِمر ِ‬
‫َْ َ ُ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ ِِ‬
‫صا ِر‬ ‫ْح ِّق ال ُْمبِي ِن نُو ِر َأْن َوا ِر َأبْ َ‬ ‫ُش ُهود ال َْملك ال َ‬
‫ين َو َم َح ِّل نَظَ ِر َك َو َس َع ِة‬ ‫م‬‫بصاِئ ِر اَألنْبِي ِاء الْم َك َّر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬
‫صلَّى اهلل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رحمتِ َ ِ‬
‫ين َ‬ ‫ين َواآلخ ِر َ‬ ‫ك م َن الَْ َوال ِم اَأل َّول َ‬ ‫َ َْ‬
‫ين‬ ‫َتعالَى َعلَي ِه و َعلَى ِإ ْخوانِِه ِمن النَّبِيِّين والْمرسلِ‬
‫َ َ ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ين‪ .‬اللَّ ُه َّم‬ ‫ِ‬ ‫و َعلَى آلِ ِه و ْ ِ ِ ِ‬
‫ين الطَّاه ِر َ‬ ‫َأص َحابه الطَّيِّب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َوَأنْ ِع ْم َو ْامنَح َوَأ ْك ِر ْم‬ ‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َوَأتْ ِح ْ‬‫َ‬
‫ك‬ ‫ك َو َْأوفَى َسالَِم َ‬ ‫صالَتِ َ‬ ‫ض َل َ‬ ‫َأج ِز ْل َوَأ ْع ِظ ْم َأفْ َ‬
‫َو ْ‬
‫اط ِن‬ ‫صالَةً وسالَماً يتَن َّزالَ ِن ِمن ُأفُ ِق ُك ْنه ب ِ‬
‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫اه ِر اَأل ْس َم ِاء‬ ‫ك سم ِاء مظَ ِ‬ ‫ِ‬
‫الذات ِإلَى َفلَ َ َ َ‬
‫َّ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫و ِّ ِ‬
‫الص َفات َو َي ْرتَقيَان ع ْن َد س ْد َرة ُم ْنَت َهى ال َْعا ِرف َ‬
‫ين‬ ‫َ‬
‫ِإلَى َم ْر َك ِز َجالَ ِل النُّو ِر ال ُْمبِي ِن َعلَى َسيِّ ِدنَا‬
‫ك ِعل ِْم‬ ‫ك َو َر ُسولِ َ‬ ‫َو َم ْوالَنَا ُم َح َّم ٍد َع ْب ِد َك َونَبِيِّ َ‬
‫ين َو َع ْي ِن يَِقي ِن الْ ُخلَ َف ِاء‬‫َ‬ ‫ي‬
‫ِّ‬‫الربَّانِ‬
‫َّ‬ ‫ي ِقي ِن الْعلَم ِ‬
‫اء‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ين الَّ ِذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ين َو َح ِّق يَقي ِن اَألنْبيَاء ال ُْم َك َّرم َ‬ ‫الراشد َ‬
‫ين‬ ‫ت فِي َأْنوا ِر جالَلِ ِه ُأولُو العزِم ِمن الْمرسلِ‬ ‫اه ْ‬
‫َْ َ ُ ْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫تَ َ‬
‫ت فِي َد ْر ِك َح َقاِئِق ِه عُظَ َماءُ ال َْمالَِئ َك ِة‬ ‫َوتَ َحَّي َر ْ‬
‫آن ال َْع ِظ ِيم‬‫الْم َهيَّ ِمين الْمَن َّز ِل َعلَْي ِه فِي الْ ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫ين ِإ ْذ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫بِلِ ٍ‬
‫سان َع َربِ ٍّي ُمبي ٍن لََق ْد َم َّن اهلل َعلَى ال ُْمْؤ من َ‬ ‫َ‬
‫ث فِي ِه ْم َر ُسوالً ِم ْن َأْن ُف ِس ِه ْم َي ْتلُو َعلَْي ِه ْم‬ ‫َب َع َ‬
‫ْح ْك َمةَ َوِإ ْن‬ ‫ْكتَاب وال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫آيَاته َو ُي َز ِّكي ِه ْم َو ُي َعلِّ ُم ُه ُم ال َ َ‬
‫ص ِّل‬ ‫ضالَ ٍل ُمبِي ٍن‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫َكانُوا ِم ْن َق ْب ُل لَِفي َ‬
‫ْج ِام ِع‬ ‫ك ال َ‬ ‫ص َفاتِ َ‬ ‫ضر ِة ِ‬
‫ك َعلَى َح ْ َ‬ ‫صالَ َة َذاتِ َ‬ ‫َو َسلِّ ْم َ‬
‫ْجالَ ِل‬ ‫َّص ِ ِ ِ‬ ‫ال الْمت ِ‬ ‫ِ‬
‫ف بِص َفات ال َ‬ ‫ِ‬
‫ل ُك ِّل الْ َك َم ُ‬
‫ال‬‫ال َم ْن َتَن َّز َه َع ِن الْم ْخلُوقِين فِي ال ِْمثَ ِ‬ ‫ْجم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوال َ َ‬
‫الربَّانِيَّ ِة َو ِحيطَ ِة اَأل ْس َرا ِر اِإل لَ ِهيَّ ِة‬ ‫ف َّ‬ ‫وع الْمعا ِر ِ‬
‫َي ْنبُ ِ َ َ‬
‫يل ُك ِّل َحاِئ ٍر ِم َن‬ ‫ين َودلِ ِ‬ ‫َ‬
‫الساِئلِ‬
‫َّ‬ ‫ى‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬
‫ُ‬
‫غَاي ِ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫الذ ِ‬
‫ات‬ ‫اف َو َّ‬ ‫ود بِاَألوص ِ‬ ‫السالِ ِكين مح َّم ٍد الْمحم ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َّ َ ُ َ‬
‫آت َو َسلِّ ْم تَ ْسلِيماً‬ ‫ضى ومن ُهو ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬
‫وَأحم ِ‬
‫د‬ ‫َ َْ‬
‫ِ‬
‫ص ُرهُ َع َد ٌد‬ ‫بِ َدايَةَ اَأل َز ِل َوغَايَةَ اَألبَد َحتَّى الَ يَ ْح ُ‬
‫الش ِر َيع ِة‬
‫ض َع ْن َت َوابِ ِع ِه فِي َّ‬ ‫ِ‬
‫َوالَ ُي ْن ِهيه ََأم ٌد َو ْار َ‬
‫اب َوالْعُلَ َم ِاء‬ ‫ص َح ِ‬ ‫والطَّ ِري َق ِة وال ِ ِ ِ‬
‫ْحقي َقة م َن اَأل ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اج َعلْنَا يَا َم ْوالَنَا ِم ْن ُه ْم َح ِقي َقةً‬ ‫ِ‬
‫َو َْأه ِل الطَّ ِري َقة َو ْ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد‬ ‫ِ‬
‫ين‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫آم ْ‬
‫اب ح ْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫و َعلَى ِ ِ‬
‫ك‬‫ض َرت َ‬ ‫آل َسيِّدنَا ُم َح َّمد َف ْت ِح َْأب َو ِ َ‬ ‫َ‬
‫ك ِإلَى ِجن َ‬
‫ِّك‬ ‫ك َو َر ُسولِ َ‬ ‫ك بِ َخل ِْق َ‬ ‫َو َع ْي ِن ِعنَايَتِ َ‬
‫ات ال ُْمَن َّز ِل َعلَْي ِه اآليَ ُ‬
‫ات‬ ‫الذ ِ‬‫ك َو ْح َدانِ ِّي َّ‬ ‫َوِإنْ ِس َ‬
‫اد ِ‬
‫ات‬ ‫الس َ‬‫ات َو َسيِّ ِد َّ‬ ‫يل الْع َثر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ات م ِ‬
‫ق‬ ‫ال َْواض َح ُ ُ‬
‫ِ‬
‫الصا ِرم ِ‬
‫ات‬ ‫ت بِ ُّ ِ‬ ‫الضالَالَ ِ‬‫الش ْر ِك َو َّ‬ ‫احي ِّ‬ ‫مِ‬
‫السيُوف َّ َ‬ ‫َ‬
‫ات الث َِّم ِل‬ ‫َّاهي َع ِن الْم ْن َكر ِ‬ ‫وف والن ِ‬ ‫اآلم ِر بِالْمعر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َ ُ‬
‫ات َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َخ ْي ِر‬ ‫اه َد ِ‬ ‫شَ‬ ‫اب ال ُْم َ‬ ‫ِم ْن َشر ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِّل‬ ‫صلَّى اهلل َعلَْيه َو َسلَّ َم‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫الْبَ ِريَّات َ‬
‫وسلِّم َعلَى من لَهُ اَأل ْخالَ ُق َّ ِ‬
‫اف‬
‫ص ُ‬ ‫الرضيَّةُ َواَأل ْو َ‬ ‫َْ‬ ‫ََ ْ‬
‫ْح ِق ِيقيَّةُ‬‫ال ال َ‬ ‫الش ْر ِعيَّةُ َواَأل ْح َو ُ‬‫ال َّ‬ ‫ضيَّةُ َواَأل ْق َو ُ‬ ‫الْمر ِ‬
‫َْ‬
‫ات اَألبَ ِديَّةُ‬
‫اد ُ‬ ‫ات اَأل َزلِيَّةُ َو َّ‬
‫الس َع َ‬ ‫َوال ِْعنَايَ ُ‬
‫ات ال َْم َدنِيَّةُ‬ ‫والْ ُفتُوح ُ ِ‬
‫ور ُ‬‫ات ال َْمكيَّةُ َوالظُّ ُه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الربَّانِيَّةُ َو ِس ُّر الْبَ ِريَّةِ‬ ‫ت اِإل لَ ِهيَّةُ َوال َْم َعالِ ُم َّ‬ ‫َوالْ َك َماالَ ُ‬
‫َو َش ِفيعُنَا َي ْو َم َب ْعثِنَا ال ُْم ْسَتغْ ِف ُر لَنَا ِع ْن َد َر ِّبنَا‬
‫الد ِ‬
‫ول‬
‫ص َ‬ ‫اد ال ُْو ُ‬ ‫ك َوال ُْم ْقتَ َدى بِ ِه لِ َم ْن ََأر َ‬ ‫اعي ِإلَْي َ‬ ‫َّ‬
‫ش ِم ْن غَْي ِر َك َحتَّى‬ ‫ِ‬
‫ك َوال ُْم ْسَت ْوح ُ‬ ‫ك اَألنِيس بِ َ‬ ‫ِإلَْي َ‬
‫ك الَ بِغَْي ِر َك َو َش ِه َد‬ ‫ك َو َر َج َع بِ َ‬ ‫َّع ِم ْن نُو ِر ذَاتِ َ‬ ‫تَ َمت َ‬
‫وحدتك فِي َكثرتِ‬
‫ك‬ ‫ان َحالِ َ‬ ‫ْت لَهُ بِلِس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫ك‬
‫َْ َ‬‫َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫ض َع ِن‬ ‫ع بِ َما تُْؤ َم ُر َوَأ ْع ِر ْ‬ ‫اص َد ْ‬
‫ك فَ ْ‬ ‫َو َق َّو ْيتَهُ بِ َك َمالِ َ‬
‫ك‬ ‫الصاِئ ُم لَ َ‬ ‫ك َو َّ‬ ‫ك فِي لَْيلِ َ‬ ‫الذاكِ ُر لَ َ‬ ‫ين َّ‬ ‫ِ‬
‫ال ُْم ْش ِرك َ‬
‫ك َأنَّهُ َخ ْي ُر‬ ‫وف ِع ْن َد َمالَِئ َكتِ َ‬ ‫فِي َن َها ِر َك ال َْم ْع ُر ُ‬
‫ْج ِام ِع‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ك بِالْحر ِ‬
‫ك‪ .‬اللَّ ُه َّم ِإنَّا َنَت َو َّس َل ِإلَْي َ َ ْ‬ ‫َخل ِْق َ‬
‫ك َأ ْن تُ ِر َينَا َو ْجهَ‬ ‫اك بِ َ‬ ‫ك ِإيَّ َ‬ ‫ك نَ ْسَألُ َ‬ ‫لِ َم َعانِي َك َمالِ َ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َوَأ ْن تَ ْم ُح َو َعنَّا‬ ‫نَبِِّينَا َ‬
‫ك َو ُتغَيَِّبنَا َعنَّا فِي‬ ‫اه َد ِة َج َمالِ َ‬‫شَ‬ ‫ود ذُنُوبِنَا بِ ُم َ‬ ‫ُو ُج َ‬
‫الد ْنيَ ِويَِّة‬
‫اغ ِل ُّ‬ ‫ْشو ِ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ومين ِ‬
‫م‬ ‫بِحا ِر َأْنوا ِر َك معص ِ‬
‫َ َ َْ ُ َ َ َ‬
‫ك يَا ُه َو يَا اهلل يَا ُه َو يَا‬ ‫ين بِ َ‬ ‫اغبِين ِإلَْي َ ِئِ‬ ‫ِ‬
‫ك غَا ب َ‬ ‫َر َ‬
‫اب‬‫اس ِقنَا ِم ْن َشر ِ‬ ‫اهلل يَا ُه َو يَا اهلل الَ ِإلَهَ غَْي ُر َك ْ‬
‫َ‬
‫ك َحتَّى َن ْرتَ َع‬ ‫َأح ِديَّتِ َ‬ ‫محبَّتِ َ ِ ِ‬
‫ك َوا ْغم ْسنَا في بِ َحا ِر َ‬ ‫ََ‬
‫ك َوتَقطَ َع َعنَّا َْأو َه َام‬ ‫فِي بحبوح ِة ح ْ ِ‬
‫ض َرت َ‬ ‫ُ ُْ َ َ‬
‫ك َو َن ِّو ْرنَا بِنُو ِر‬ ‫ك َو َر ْح َمتِ َ‬ ‫ضلِ َ‬‫ك بَِف ْ‬ ‫َخلِي َقتِ َ‬
‫ص ْرنَا بِعُيُوبِنَا َع ْن‬ ‫ضلَّنَا َوبَ ِّ‬ ‫ك و ْاه ِدنَا والَ تُ ِ‬ ‫طَ َِ‬
‫َ‬ ‫اعت َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى‬ ‫وب غَْي ِرنَا بِ ُح ْر َمة نَبِِّينَا َو َسيِّدنَا ُم َح َّمد َ‬ ‫عُيُ ِ‬
‫صابِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يح‬ ‫َأص َحابِه َم َ‬ ‫اهلل َعلَْيه َو َسلَّ َم َو َعلَى آله َو ْ‬
‫ين‬ ‫ود يا َأرحم َّ ِ ِ‬ ‫الشه ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الْوج ِ‬
‫الراحم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫َأه‬
‫ْ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ود‬ ‫ُُ‬
‫ْح َقنَا بِ ِه ْم َوتَ ْمنَ َحنَا ُحَّب ُه ْم يَا اهلل يَا‬ ‫ك َأ ْن ُتل ِ‬ ‫نَ ْسَألُ َ‬
‫ْجالَ ِل َواِإل ْك َر ِام َر َّبنَا َت َقبَّ ْل‬ ‫وم يَا ذَا ال َ‬ ‫َح ُّي يَا َقيُّ ُ‬
‫ك‬ ‫ب َعلَْينَا ِإنَّ َ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫يم‬ ‫الس ِميع الْعلِ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِإ‬ ‫َّا‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫ُ َ َُ ْ‬
‫ك‬‫ب لَنَا َم ْع ِرفَةً نَافِ َعةً ِإنَّ َ‬ ‫َّواب َّ ِ‬ ‫َأنْ َ‬
‫يم َو َه ْ‬‫الرح ُ‬ ‫ت الت َّ ُ‬
‫ين يَا َر ْح َم ُن‬ ‫م‬‫ب ال َْعالَ ِ‬‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ير‬ ‫َعلَى ُك ِّل َشي ٍء قَ ِ‬
‫د‬
‫َ‬ ‫ٌَ َ‬ ‫ْ‬
‫ك َأ ْن َت ْر ُز َقنَا ُرْؤ يَةَ َو ْج ِه نَبِِّينَا فِي‬ ‫يم نَ ْسَألُ َ‬ ‫ِ‬
‫يَا َرح ُ‬
‫صالَ ًة‬ ‫منَ ِامنَا وي ْقظَتِنَا وَأ ْن تُصلِّي وتُسلِّم َعلَي ِ‬
‫ه‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫صلِّ َي َعلَى َخ ْي ِرنَا‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫و‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ِّي‬
‫الد‬ ‫م‬‫داِئمة ِإلَى يوِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً َْ‬
‫ك َأبَداً‬ ‫صلَ َواتِ َ‬ ‫ض َل َ‬ ‫اج َع ْل َأفْ َ‬ ‫َو ُك ْن لَنَا‪ .‬اللَّ ُه َّم ْ‬
‫ضالً‬ ‫ك فَ ْ‬ ‫ك َس ْر َمداً َوَأ ْز َكى تَ ِحيَّاتِ َ‬ ‫َوَأنْ َمى َب َر َكاتِ َ‬
‫ْج ِّانيَّ ِة‬ ‫ف الْح َقاِئ ِق اِإل نْ ِ ِ‬ ‫و َع َدداً َعلَى َأ ْشر ِ‬
‫سانيَّة َوال َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ات‬‫الرقَاِئ ِق اِإل يمانِيَّ ِة وطُو ِر التَّجلِّي ِ‬ ‫َو َم ْج َم ِع َّ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫اسطَ ِة‬ ‫الرحمانِيَّ ِة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اِإل ح ِ ِ‬
‫سانيَّة َو َم ْهبَط اِإل ْس َرا ِر َّ ْ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ين َوقَاِئ ِد‬ ‫ش الْمرسلِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ج‬ ‫ِع ْق ِد النَّبِيِّي ِن وم َقدِّم ِ‬
‫ة‬
‫ُْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ َ َ‬
‫ب اَألولِي ِاء و ِّ ِ‬
‫ض ِل الْ َخل ِْق‬ ‫ين َوَأفْ َ‬ ‫الصدِّيق َ‬ ‫َر ْك ِ ْ َ َ‬
‫ك َأ ِز َّم ِة‬ ‫َأجم ِعين ح ِام ِل لِو ِاء ال ِْع ِّز اَأل ْعلَى ومالِ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫شِ‬
‫اه ِد‬ ‫َأس َرا ِر اَأل َز ِل َو ُم َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ال َْم ْجد اَأل ْسنَى َشاهد ْ‬
‫ان ال ِْق َدِم‬ ‫ان لِس ِ‬ ‫السوابِ ِق اُألو ِل وَترجم ِ‬
‫َ َ ْ َُ َ‬ ‫َأْن َوا ِر َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْجود‬ ‫َو َم ْنبَ ِع الْعل ِْم َوالْح ْك ِم َوالْح َك ِم َمظ َْه ِر س ِّر ال ُ‬
‫ان َعي ِن الْوج ِ‬ ‫ي والْ ُكلِّ ِّي وِإنْ ِ‬
‫ود الْعُ ْل ِو ِّ‬
‫ي‬ ‫س ْ ُُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْج ْج ِز ِّ َ‬‫ال ُ‬
‫س ِد الْ َك ْو َن ْي ِن َو َع ْي ِن َحيَ ِاة‬ ‫وح َج َ‬ ‫الس ْفلِ ِّي ُر ِ‬
‫َو ُّ‬
‫وديَِّة‬
‫ب الْعب ِ‬
‫الد َاريْ ِن ال ُْمتَ َح ِّق ِق بَِأ ْعلَى ُرتَ ِ ُُ‬ ‫َّ‬
‫ص ِط َفاِئيَّ ِة‬ ‫ات اِإل ْ‬ ‫والْمتَ َخلِّ ِق بَِأ ْخالَ ِق الْم َقام ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫يب اَأل ْك َرِم َسيِّ ِدنَا َو َم ْوالَنَا‬ ‫ْحبِ ِ‬ ‫يل اَأل ْعظَ ِم َوال َ‬ ‫الْ َخلِ ِ‬
‫ب‬‫مح َّم ٍد بْ ِن َع ْب ِد اهلل بْ ِن َع ْب ِد ال ُْمطَّلِ ِ‬ ‫َو َحبِيبِنَا َ‬
‫َأص َحابِ ِه َع َد َد‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْيه َو َعلَى آله َو ْ‬ ‫َ‬
‫ك ُكلَّ َما ذَ َك َر َك َوذَ َك َرهُ‬ ‫ك َو ِم َد ِاد َكلِ َماتِ َ‬ ‫وماتِ َ‬‫َم ْعلُ َ‬
‫الذاكِ ُرو َن َوغَ َف َل َع ْن ِذ ْك ِر َك َو ِذ ْك ِر ِه الْغَافِلُو َن‬ ‫َّ‬
‫َو َسلِّ ْم تَ ْسلِيماً َكثِيراً َداِئماً‪ .‬اللَّ ُه َّم ِإنَّا َنَت َو َّس ُل‬
‫ود َأ ْن تُ ْحيِ َي‬ ‫السا ِري فِي الْوج ِ‬
‫ُُ‬ ‫ك بِنُو ِر ِه َّ‬ ‫ِإلَْي َ‬
‫ك َش ْي ٍء َر ْح َمةً‬ ‫اس ِع لِ ُِّ‬
‫ُقلُوبنَا بِنُو ِر حي ِاة َق ْلبِ ِه الْو ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ين َوَأ ْن تَ ْش َر َح‬ ‫و ِعلْماً و ُه ًدى وب ْشرى لِل ِ ِ‬
‫ْم ْسلم َ‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْج ِام ِع َما َف َّرطْنَا فِي‬ ‫ِ‬
‫ص ْد ِره ال َ‬ ‫ورنَا بِنُو ِر َ‬ ‫ص ُد َ‬ ‫ُ‬
‫ضياء و ِذ ْكرى لِلْمت ِ‬ ‫اب ِمن َشي ٍء و ِ‬ ‫ِ‬
‫الْكتَ ِ ْ ْ َ َ ً َ َ ُ َ‬
‫ين‬ ‫َّق‬
‫ضيَّ ِة‬
‫الزكِيَّ ِة الْمر ِ‬
‫َْ‬ ‫وسنَا بِطَ َه َار ِة َن ْف ِس ِه َّ‬‫َوتُطَ ِّه َر ُن ُف َ‬
‫ص ْينَاهُ فِي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َأح َ‬‫َو ُت َعلِّ َمنَا بَِأْن َوا ِر عُلُوم َو ُك َّل َش ْيء ْ‬
‫ي َس َراِئَرهُ فِينَا بِلَ َو ِام ِع َأْن َوا ِر َك‬ ‫ِ‬
‫ِإ َم ٍام ُمبي ٍن َوتُ ْس ِر َ‬
‫َحتَّى ُتغَيَِّبنَا َعنَّا فِي َح ِّق َح ِقي َقتِ ِه َفيَ ُكو َن ُه َو‬
‫يش‬ ‫ك َّ ِ ِ ِ‬ ‫الْحي الْ َقيُّوم فِينا بَِقيُّ ِ‬
‫وميَّتِ َ‬
‫الس ْر َمديَّة َفنَع َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه‬ ‫وح ِه َعيش ال ِ ِ ِ‬ ‫بِر ِ‬
‫ْحيَاة اَألبَديَّة َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َعلَى آلِ ِه و ِ‬
‫ص ْحبِه َو َسلَّ َم تَ ْسليماً َكثيراً آم ْ‬
‫ين‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ك َع ْينَا يَا َحنَّا ُن يَا َمنَّا ُن يَا‬ ‫ك َو َر ْح َمتِ َ‬ ‫ضلِ َ‬ ‫بَِف ْ‬
‫ك فِي ِمرآ ِى ُشه ِ‬
‫ود ِه‬ ‫ات ُمنَ َازالَتِ َ‬ ‫ر ْحمن وبِجتجلِّي ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َُ َ َ ََ‬
‫ك َفنَ ُكو َن فِي الْ ُخلَ َف ِاء‬ ‫ت تَ َجلِّيَاتِ َ‬ ‫لِمنَ َازالَ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫اش ِد ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫لم‬
‫صل َو َس ْ‬ ‫ين‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ين في ِوالَيَة اَأل ْق َربِ َ‬ ‫الر َ‬
‫ك وحنَ ِ‬
‫ان‬ ‫يدنَا ونَبِينَا مح َّم ٍد جم ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال لُطْف َ َ َ‬ ‫َعلَى َس َ ُ َ َ َ‬
‫ك النُّو ِر‬ ‫ال قُ ْد ِس َ‬ ‫ك و َكم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِْك َو َجالَل ُملْك َ َ َ‬ ‫َعط َ‬
‫اط ِن َم ْعنًى‬ ‫الْمطْلَ ِق بِ ِس ِّر الْم ِعيَّ ِة الَّتِي الَ َتت َقيَّ ُد الْب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س‬ ‫ك َش ْم ِ‬ ‫ادتِ َ‬‫اه ِر َح ًّقا فِي َش َه َ‬ ‫ك الظَّ ِ‬ ‫فِي غَْيبِ َ‬
‫ضر ِ‬ ‫الربَّانِيَّ ِة ومجلَى ح ْ ِ‬
‫ات‬ ‫ْح َ َ‬ ‫ض َرة ال َ‬ ‫اَأل ْس َرا ِر َّ َ َ ْ َ‬
‫ب الْ َقيِّم ِة ونُو ِر اآلي ِ‬
‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ت‬‫ك‬‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫الر ْحمانِيَّ ِة َمنَا ِز ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫ك َو َح َّق ْقتَهُ‬ ‫الَْبِّينَ ِة الَّ ِذي َخلَ ْقتَهُ ِم ْن نُو ِر َذاتِ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ك و َخلَ ْق َ ِ‬ ‫َأسماِئ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت م ْن نُو ِره اَألنْبيَ َ‬
‫اء‬ ‫ك َوص َفات َ َ‬ ‫ب َْ‬
‫اق َعلَْي ِه ْم‬ ‫ت ِإلَْي ِهم بَِأ ْخ ِذ ال ِْميثَ ِ‬ ‫ين َوَت َع َّرفْ َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َوال ُْم ْر َسل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بَِق ْولِ َ‬
‫ْح ِّق ال ُْمبي ِن َوِإ ْذ َأ َخ َذ اهلل ميثَا َق النَّبيِّ َ‬
‫ين‬ ‫ك ال َ‬
‫اء ُك ْم‬ ‫ج‬ ‫م‬ ‫ُ‬‫ث‬ ‫اب و ِح ْكم ٍ‬
‫ة‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫لَما آَتيتُ ُكم ِمن كِ‬
‫َ َ ً ََ‬ ‫َ ْ ْ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُرنَّهُ‬‫ص ِّد ٌق ل َما َم َع ُك ْم لَُتْؤ منُ َّن بِه َولََت ْن ُ‬ ‫ول ُم َ‬ ‫َر ُس ٌ‬
‫ِ‬
‫ص ِري قَالُوا‬ ‫ال َأَأ ْق َر ْرتُ ْم َوَأ َخ ّذتُ ْم َعلَى ذَل ُك ْم ِإ ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ال فَا ْشه ُدوا وَأنَا مع ُكم ِمن َّ ِ ِ‬
‫ين‪.‬‬
‫الشاهد َ‬ ‫َأ ْق َر ْرنَا قَ َ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ص ِّل و َسلم َعلَى َب ْه َج ِة الْ َكم ِ‬
‫اج‬
‫ال َوتَ ِ‬ ‫َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ َ ْ‬
‫ال َو َعبَ ِق‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫م‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫م‬ ‫ْج‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫الْجالَ ِل وبه ِ‬
‫اء‬
‫َ‬ ‫َ َ ََ َ َ َ ْ‬
‫ك‬‫ود ِع ِّز َجالَ ِل َس ْلطَنَتِ َ‬ ‫ود وحي ِاة ُك ِّل موج ٍ‬
‫َْ ُ‬
‫ِ‬
‫ال ُْو ُج َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ك وملِ ِ‬ ‫الل ِع ِّز مملَ َكتِ‬
‫ك‬ ‫ص ْن ِع قُ ْد َرت َ‬ ‫ُ‬ ‫يك‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َو َج ِ َ ْ‬
‫ص ْف َوتِ َ‬ ‫و ِطرا ِز ص ْفو ِة َّ ِ ِ‬
‫ك‬ ‫الص ْف َوة م ْن َْأه ِل َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ك ِسر اهلل‬ ‫اص ِة ِم ْن َْأه ِل ُق ْربِ َ‬ ‫ص ِة الْ َخ َّ‬ ‫َو ُخالَ َ‬
‫يل اهلل ال ُْم َك َّرِم‬ ‫يب اهلل اَأل ْك َرِم َو َخلِ ِ‬ ‫اَأل ْعظَ ِم َو َحبِ ِ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َسيدنَا َو َم ْوالَنَا ُم َح َّمد َ‬
‫ِ‬
‫ك‬‫ش َّف ُع بِ ِه لَ َديْ َ‬
‫ك َو َنتَ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم ِإنَّا َنَت َو َّس ُل بِ ِه ِإلَْي َ‬
‫اع ِة الْ ُك ْب َرى َوال َْو ِسيلَ ِة الْعُظ َْمى‬ ‫ب َّ‬ ‫اح ِ‬ ‫صِ‬
‫الش َف َ‬ ‫َ‬
‫الزلْ َفى‬ ‫الش ِر َيع ِة الْغََّرا َوال َْم َكانَِة الْعُلْيَا َوال َْم ْن ِزلَ ِة ُّ‬ ‫َو َّ‬
‫َِأو َأ ْدنَى َأ ْن تُ َح ِّق َقنَا بِ ِه ذَاتاً‬‫اب َق ْو َس ْين ْ‬ ‫َوقَ ِ‬
‫اء َوَأ ْف َعاالً َوآثَاراً َحتَّى الَ َن َرى‬ ‫وِ ٍ‬
‫َأس َم ً‬
‫ص َفات َو ْ‬ ‫َ‬
‫اك ِإلَ ِهي‬ ‫س َوالَ نَ ِج َد ِإالَّ ِإيَّ َ‬ ‫َوالَ نَ ْس َم َع َوالَ نُ ِح َّ‬
‫ك َأ ْن تَ ْج َع َل‬ ‫َأسَألُ َ‬
‫ك ْ‬ ‫ك َو َر ْح َمتِ َ‬ ‫ضلِ َ‬ ‫َو َسيِّ ِدي بَِف ْ‬
‫ُه ِو َّيَتنَا َع ْي َن ُه ِويَّتِ ِه فِي ََأواِئلِ ِه َونِ َهايَتِ ِه َوبُِو ِّد ُخلَّتِ ِه‬
‫ص َيرتِِه َو َج َو ِام ِع‬ ‫وص َف ِاء محبَّتِ ِه و َفواتِ ِح َأْنوا ِر ب ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬
‫َأس َرا ِر َس ِر َيرتِِه َو َر ِح ِيم َر ْح َماِئِه َونَ ِع ِيم َن ْع َماِئِه‪.‬‬ ‫ْ‬
‫صلَّى‬ ‫ٍ‬ ‫ك بِج ِاه نَبِيِّ َ ِ‬
‫ك َسيِّدنَا ُم َح َّمد َ‬ ‫اللَّ ُه َّم ِإنَّا نَ ْسَألُ َ َ‬
‫ول َقبُوالً‬ ‫ضى َوالْ َقبُ َ‬ ‫اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ال َْمغْ ِف َر َة َوال ِّْر َ‬
‫تَ ًّاما الَ تَ ِكلْنَا فِ ِيه ِإلَى َأْن ُف ِسنَا طَ ْرفَةَ َع ْي ٍن يَا نِ ْع َم‬
‫ي بِ َج ِاه‬ ‫الْم ِجيب َف َق ْد د َخل َّ ِ‬
‫يل يَا َم ْوالَ َ‬ ‫الدخ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫صلَّى اهلل َت َعالَى َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَِإ َّن‬ ‫ٍ‬
‫ك ُم َح َّمد َ‬ ‫نَبِيِّ َ‬
‫آخ ِر ِه ْم‬ ‫وب الْ َخل ِْق بَِأجم ِع ِهم ََّأولِ ِهم و ِ‬ ‫غُ ْفرا َن ذُنُ ِ‬
‫َْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ‬
‫اس ِع‬ ‫ود َك الْو ِ‬ ‫اج ِر ِهم َك َقطْر ٍة فِي بح ِر ج ِ‬ ‫رهم وفَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫بَ ْ َ‬
‫ْح ُّق‬ ‫الَّ ِذي الَ س ِ‬
‫ك ال َ‬ ‫ْت َو َق ْولُ َ‬ ‫اح َل لَهُ َف َق ْد ُقل َ‬ ‫َ‬
‫صلَّى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َ‬ ‫اك ِإالَّ َر ْح َمةً لل َْعالَم َ‬ ‫ين َو َما َْأر َسلْنَ َ‬ ‫ال ُْمب ُ‬
‫ين‪َ .‬رب ِإنِّي‬ ‫اهلل َعلَي ِه و َعلَى آلِ ِه وصحبِ ِه َأجم ِ‬
‫ع‬
‫َ َ ْ َْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫س َش ْيباً َولَ ْم َأ ُك ْن‬ ‫الرَْأ ُ‬ ‫ْم ِمنِّي َوا ْشَت َع َل َّ‬ ‫َو َه َن ال َْعظ ُ‬
‫ت‬‫سنِ َي الض ُُّّر َوَأنْ َ‬ ‫ب ِإنَّي َم َّ‬ ‫ك َرب َش ِقيًّا َر ِّ‬ ‫بِ ُد َعاِئ َ‬
‫ْت ِإلَ َّي ِم ْن‬ ‫ب ِإنِّي لِ َما َأْن َزل َ‬ ‫ين َر ِّ‬ ‫َأرحم َّ ِ ِ‬
‫الراحم َ‬ ‫َُْ‬
‫الر َج ِاء يَا‬ ‫يم َّ‬ ‫َ‬
‫َخي ٍر فَِقير يا َعو َن الْضُّع َف ِاء يا َع ِ‬
‫ظ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ٌَ ْ‬
‫ظ الْغَ ْر َق يَا ُم ْن ِج َي ال َْه ْل َكى يَا نِ ْع َم ال َْم ْولَى يَا‬ ‫ُموقِ َ‬
‫يم الَ‬ ‫َأما َن الْ َخاِئِفين الَ ِإلَه ِإالَّ اهلل الْع ِظيم ال ِ‬
‫ْرح‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يم الَ ِإلَهَ ِإالَّ اهلل‬ ‫ب الْعر ِ ِ‬
‫ش ال َْعظ ُ‬ ‫ِإلَهَ ِإالً اهلل َر ُّ َ ْ‬
‫ش الْ َك ِر ِيم‬ ‫ب ال َْع ْر ِ‬ ‫الس ْب ِع َو َر ُّ‬ ‫ات َّ‬ ‫السمو ِ‬
‫ب َّ َ َ‬ ‫َر ُّ‬
‫ْج ِام ِع اَأل ْك َم ِل َوالْ ُقط ِ‬
‫ْب‬ ‫لم َعلَى ال َ‬ ‫ص ِّل َو َس ْ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫ان َو َم ْع ِد ِن‬ ‫ض ِل ِطرا ِز حلَّ ِة اِإل يم ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫الربَّان ِّي اَألفْ َ َ ُ‬
‫الس َما ِويَِّة‬
‫ب الْ ِه َم ِم َّ‬ ‫اح ِ‬ ‫ان ص ِ‬ ‫ود واِإل ْح ِ‬ ‫الْج ِ‬
‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫لم َعلَى َم ْن‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬‫وم اللَّ ُدنِيَّ ِ‬‫والْعلُ ِ‬
‫ُ َ ََ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬
‫سبَبِ ِه‬ ‫ت اَأل ْشيَاء بِ‬ ‫َّص‬ ‫خ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ود ِأل جلِ ِ‬
‫ه‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت ال ُْو ُج َ ْ‬ ‫َخلَ ْق َ‬
‫ب الْم َكا ِرِم والْج ِ‬ ‫ود ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ود‬ ‫َ ُ‬ ‫صاح ِ َ‬ ‫ُم َح َّمد ال َْم ْح ُم َ‬
‫ين ِإلَى‬ ‫اب َّ ِِ‬ ‫َأص َحابِ ِه اَألقْطَ ِ‬ ‫ِِ‬
‫السابق َ‬ ‫َو َعلَى آله َو ْ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫‪.‬‬ ‫اب‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ْج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫اب َذلِ‬‫َجنَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْجلِ ِّي‬ ‫ِ‬
‫َسيدنَا ُم َح َّمد النُّو ِر اِإل لَ ِه ِّي َوالَْبيَان ال َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْحنِ ِيف ِّي َر ْح َمةً‬ ‫ِ‬
‫اللسان ال َْع َربِ ِّي َوالدِّي ِن ال َ‬ ‫َو َ‬
‫ْكتَ ِ‬
‫اب‬ ‫وح اَألِمي ِن وبِال ِ‬ ‫ين ال ُْمَؤ يَّ ِد بِ ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫لل َْعالَم َ‬
‫ين‬ ‫م‬‫الْمبِي ِن و َخاتِ ِم النَّبِيِّين ور ْحم ِة اهلل لِل َْعالَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ُ َ‬
‫والْ َخالَِئ ِق ِ‬
‫لم َعلَى َم ْن‬ ‫ص ِّل َو َس ْ‬ ‫ين‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫َأج َمع َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫ْت َكالَ َمهُ ِم ْن َكالَِم َ‬ ‫َخلَ ْقتَهُ ِم ْن نُو ِر َك َو َج َعل َ‬
‫ْت‬
‫ك َو َج َعل َ‬ ‫ك َو َْأولِيَاِئ َ‬
‫ضلْتَهُ َعلَى َأنْبِيَاِئ َ‬ ‫َوفَ َّ‬
‫ال ُكل َولِ ٍّي‬ ‫ك ِإلَْي ِه و ِم ْنهُ ِإلَْي ِهم َكم ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫السعايةَ ِ‬
‫م‬ ‫ََ‬
‫ادي الْ َخل ِْق ِإلَى‬ ‫كهِ‬ ‫ادي ُكل م ِ‬ ‫ك وه ِ‬
‫ض ٍّل َع ْن َ َ‬ ‫ُ‬ ‫لَ َ َ َ‬
‫ك وم ْع ِد ِن الْ َخ ْير ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫الْحق تَا ِر ِك اَأل ْشي ِاء َألجلِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ك َو َكا َن‬ ‫اط ُق ْربِ َ‬ ‫ك و َخاطَبته َعلَى بِس ِ‬ ‫بَِف ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ضل َ َ ْ َ ُ‬
‫ك‬‫ك فِي لَْيلِ َ‬ ‫ك َع ِظيماً الْ َقاِئ ِم لَ َ‬ ‫ض ُل اهلل َعلَْي َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ك فِي‬ ‫ك فِي َن َها ِر َك َوال َْهاِئ ِم بِ َ‬ ‫الصاِئ ِم لَ َ‬ ‫َو َّ‬
‫ك الْ َخلِي َف ِة‬ ‫لم َعلَى نَبِيِّ َ‬ ‫صل َو َس ْ‬ ‫ك‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫َجالَلِ َ‬
‫ك ال ُْم ْشتَ ِغ ِل بِ ِذ ْك ِر َك ال ُْمَت َف َّك ِر فِي‬ ‫فِي َخل ِْق َ‬
‫ان لُِر ُسلِ َ‬ ‫رك والْبر َه ِ‬ ‫َخل ِْق َ ِ ِ ِ‬
‫ك‬ ‫ك َواَألمي ِن لس َ َ ُ ْ‬
‫اه ِد لِجم ِ‬
‫ال‬ ‫شِ‬ ‫ك َوال ُْم َ‬ ‫اض ِر فِي َس َراِئ ِر قُ ْد ِس َ‬ ‫الْح ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ك‬‫يدنَا َو َم ْوالَنَا ُم َح َّم ٍد ال ُْم َفس ِر آليَاتِ َ‬ ‫كس ِ‬ ‫ِ‬
‫َجالَل َ َ‬
‫ك‬‫ب فِي َملَ ُكوتِ َ‬ ‫ك َوالْغَاِئ ِ‬ ‫ْك َ‬‫اه ِر فِي مل ِ‬ ‫والظَّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫اعي ِإلَى َجَب ُروتِ َ‬ ‫الد ِ‬‫ك َو َّ‬ ‫ص َفاتِ َ‬‫والْمتَ َخلِّ ِق بِ ِ‬
‫َ ُ‬
‫الس َرابِ ِ‬
‫يل‬ ‫ْجالَلِيَّ ِة َو َّ‬ ‫ِ‬ ‫ضر ِة َّ ِ ِ‬
‫الر ْح َمانيَّة َوال ُْب ْر َدة ال َ‬ ‫ْح ْ َ‬ ‫ال َ‬
‫ي‬‫يب النَّبَ ِو ِّ‬‫ْحبِ ِ‬ ‫يش َّ ِ‬
‫السق ِّي َوال َ‬ ‫ْج َمالِيَّ ِة ال َْع ِر ِ‬
‫ال َ‬
‫اح الْ َق ِو ِّ‬
‫ي‬ ‫صبَ ِ‬ ‫الدر الن َِّقي َوال ِْم ْ‬ ‫َوالنُّ ِو ِر اِإل لَ ِه ِّي َو ُّ‬
‫ت‬‫صلَّْي َ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫اللَّه َّم ص ِّل وسلم َعلَي ِه َعلَى آلِ ِ‬
‫ه‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ ََ ْ ْ‬
‫ك َح ِمي ٌد‬ ‫يم ِإنَّ َ‬ ‫ِ ِإ ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫يم َو َعلَى آل ْب َراه َ‬ ‫َعلَى ْب َراه َ‬
‫يدنَا َونَبِِّينَا‬‫م ِجي ٌد‪ .‬اللَّه َّم ص ِّل وسلِّم َعلَى س ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ََ ْ‬ ‫َ‬
‫َأس َرا ِر َك َو ُر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫وح‬ ‫ُم َح َّمد بَ ْح ِر َأْن َوا ِر َك َو َم ْعدن ْ‬
‫الد َّر ِة الْ َف ِ‬
‫اخ َر ِة َوال َْعبِ َق ِة النَّافِ َح ِة‬ ‫اد َك ُّ‬ ‫اح ِعب ِ‬
‫َْأر َو ِ َ‬
‫ات َو ِج ِيم‬ ‫الرحم ِ‬ ‫ِ‬ ‫بْؤ بِؤ الْموج َ ِ‬
‫ودات َو َحاء َّ َ َ‬ ‫ُ ُ َْ ُ‬
‫ون ال ِْعنَاي ِ‬ ‫ات ونُ ِ‬ ‫السع َ ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫اد َ‬ ‫الد َر َجات َوسي ِن َّ َ‬
‫ات َو ِسي ِن‬ ‫الدرج ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال الْ ُكليَّات َوج ِيم َّ َ َ‬ ‫و َكم ِ‬
‫َ َ‬
‫ات‬‫ال الْ ُكلِّيَّ ِ‬ ‫ات و َكم ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫السع َ ِ‬
‫ادات َونُون الْعنَايَ َ َ‬ ‫َّ َ‬
‫ك‬‫ول بِ َ‬ ‫ات الْم ْشغُ ِ‬ ‫ات و َخ ْت ِم اَألب ِديَّ ِ‬ ‫شِأ اَأل َزلِيَّ ِ‬ ‫َو َم ْن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اع ِم ِمن ثَمر ِ‬ ‫ات الطَّ ِ‬ ‫الد ْني ِويَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ْ ََ‬ ‫َع ِن اَأل ْشيَاء ُّ َ‬
‫ات‬‫ات الْمس ِق ِّي ِمن َأسرا ِر الْ ُق ْد ِسيَّ ِ‬ ‫اه َد ِ‬ ‫شَ‬ ‫ال ُْم َ‬
‫ْ َْ‬ ‫َْ‬
‫تس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدنَا َو َم ْوالَنَا‬ ‫ال َْعال ِم بِال َْماضي َوال ُْم ْسَت ْقبَالَ َ‬
‫َأص َحابِ ِه اَألْب َرا ِر‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫ُم َح َّمد َو َعلَى آله اَأل ْخيَا ِر َو ْ‬
‫يدنَا ُم َح َّم ٍد فِي‬ ‫وح س ِ‬
‫صل َو َسلِّ ْم َعلَى ُر ِ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫اد َو َعلَى قْبِ ِر ِه‬ ‫اح و َعلَى جس ِد ِه فِي األجس ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫اَأل ْر َو ِ َ‬
‫اس ِم ِه فِي اَأل ْس َم ِاء َو َعلَى‬ ‫في الْ ُقبُو ِر َو َعلَى ْ‬
‫ِ‬
‫س ِام ِع‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َم ْنظَ ِره في ال َْمنَاظ ِر َو َعلَى َس ْمعه في ال َْم َ‬
‫ِِ‬
‫ات َو َعلَى ُس ُكونِِه فِي‬ ‫و َعلَى حر َكتِ ِه فِي الْحر َك ِ‬
‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ات َو َعلَى‬ ‫ود ِ‬ ‫ود ِه فِي الْ ُقعُ َ‬ ‫ات و َعلَى ُقع ِ‬
‫ُ‬
‫َّ ِ‬
‫الس َكنَ َ‬
‫اش اَأل َزلِ ِّي‬
‫ش ِ‬ ‫سانِِه الْبَ َّ‬
‫َ‬
‫ات و َعلَى لِ‬
‫ََ َ‬
‫قِي ِام ِه فِي ال ِْقيام ِ‬
‫َ‬
‫لم َعلَْي ِه َو َعلَى‬ ‫ص ِّل اللَّ ُه ِّم َو َس ْ‬
‫ي َ‬ ‫ْح ْت ِم اَألبَ ِد ِّ‬
‫َوال َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ت َو ِم ْل َء َما َعلِ ْم َ‬ ‫َأص َحابِ ِه َع َد َد َما َعلِ ْم َ‬
‫آله َو ْ‬
‫ِِ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنا ُم َح َّم ٍد الَّ ِذي‬ ‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫َأع ْنتَهُ َو َق َّر ْبتَهُ‬
‫ص ْرتَهُ َو َ‬ ‫ضلْتَهُ َونَ َ‬ ‫َأ ْعطَْيتَهُ َو َك َّر ْمتَهُ َوفَ َّ‬
‫س‬‫ك اَألْن َف ِ‬ ‫َوَأ ْد َن ْيتَهُ َو َس َق ْيتَهُ َو َم َّك ْنتَهُ َو َمْألتَهُ بِ ِعل ِْم َ‬
‫س‬‫ك اَأل ْقبَ ِ‬ ‫س َو َز َّي ْنتَهُ بَِق ْولِ َ‬ ‫ك اَألط َْو ِ‬ ‫سطْتَهُ بِ ُحبِّ َ‬‫َوبَ َ‬
‫ب اَأل ْخالَ ِق َونُو ِر َك ال ُْمبِي ِن‬ ‫فَ ْخ ِر اَألفْالَ ِك َو َع ْذ ِ‬
‫صنِ َ‬ ‫ِ‬ ‫َو َع ْب ِد َك الْ َق ِد ِيم َو َح ْبلِ َ‬
‫ك‬ ‫ك ال َْمتِي ِن َوح ْ‬
‫ك الْ َك ِر ِيم‬ ‫ْح ِك ِيم َو َج َمالِ َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫صي ِن وجالَلِ‬
‫ََ‬
‫الْح ِ‬
‫َ‬
‫َأص َحابِ ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َسيِّدنَا َو َم ْوالَنَا ُم َح َّمد َو َعلَى آله َو ْ‬
‫ال‬‫ود و َكم ِ‬ ‫يل الْوج ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح الْه َدى و َقنَ ِ‬
‫اد‬ ‫َم َ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صاب ِ ُ َ‬
‫ص ِّل‬ ‫وب‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫ين ِم َن الْعُيُ ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫السعُود ال ُْمطَ َّه ِر َ‬
‫صالَةً تَ ُح ُّل بِ َها الْعُ َق َد َو ِر ًَ‬ ‫ِ‬
‫ك‬‫يح َت ُف ُّ‬ ‫َو َسلِّ ْم َعلَْيه َ‬
‫ب َوتَ ْك ِريماً‬ ‫بِها الْ ُكرب وَتر ُّحماً تُ ِز ِ ِ‬
‫يل به ال َْعطَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫وم يَا‬
‫ب يَا اهلل يَا َح ُّي يَا َقيُّ ُ‬ ‫ب يَا َر ِّ‬ ‫َت ْقضي بِه اَأل َر َ‬
‫ضاِئ ِل‬ ‫ك ِم ْن فَ َ‬ ‫ك َذلِ َ‬ ‫ْجالَ ِل َواِإل ْك َر ِام نَ ْسَألُ َ‬ ‫َذا ال َ‬
‫يم‪ .‬اللَّ ُه َّم‬ ‫ِ‬ ‫ضلِ َ‬ ‫ك َوغَ َراِئ ِ‬ ‫لُط ِْف َ‬
‫يم يَا َرح ُ‬ ‫ك يَا َك ِر ُ‬ ‫ب فَ ْ‬
‫ك َسيِّ ِدنَا‬ ‫يك َو َر ُسولِ َ‬ ‫لم َعلَى َع ْب ِد َك َونَبِ َ‬ ‫ص ِّل َو َس ْ‬ ‫َ‬
‫ول ال َْع َربِ ِّي‬‫الر ُس ِ‬ ‫مي َو َّ‬ ‫َونَبِِّينَا ُم َح َّم ٍد النَّبِ ِّي اُأل ِّ‬
‫اج ِه َوذُ ِّريَّاتِِه َو َْأه ِل‬ ‫َأصحابِ ِه وَأ ْزو ِ‬ ‫و‬ ‫و َعلَى آلِ ِ‬
‫ه‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اء َوآتِِه‬ ‫ض ِ‬
‫اء َول َح ِّق ِه َ‬
‫َأد ً‬ ‫ك ِر َ ً‬ ‫صالَ ًة تَ ُكو ُن لَ َ‬ ‫ِِ‬
‫َب ْيته َ‬
‫الد َر َجةَ ال َْعالِيَةَ‬‫ف َو َّ‬ ‫الش َر َ‬ ‫ضيلَةَ َو َّ‬ ‫الْو ِسيلَةَ والْ َف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ود الَّ ِذي َو َع ْدتَهُ يَا‬ ‫الرفِ َيعةَ َو ْاب َعثْهُ ال َْم َق َام ال َْم ْح ُم َ‬ ‫َّ‬
‫ك‬ ‫ك َونَ ْسَألُ َ‬ ‫ين‪ .‬اللَّ ُه َّم ِإنَّا َنَت َو َّس ُل بِ َ‬ ‫اح ِ‬
‫م‬ ‫الر ِ‬
‫َْأر َح َم َّ‬
‫َ‬
‫ك الْ َك ِر ِيم‬ ‫ك ال َْع ِزي ِز َونَبِيِّ َ‬ ‫ك بِ ِكتَابِ َ‬ ‫َو َنَت َو َّجهُ ِإلَْي َ‬
‫صلَّى اهلل َت َعالَى َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‬ ‫ٍ‬
‫َسيِّدنا ُم َح َّمد َ‬
‫ِ‬
‫يل‬ ‫يد وبَِأبوي ِه ِإبر ِاهيم وِإسم ِ‬ ‫وبِ َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ش َرفه ال َْمج َ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ َ‬
‫اع‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫وبِ َ ِ ِ ِ‬
‫ُّوريْ ِن عُثْ َما َن‬ ‫صاحَب ْيه َأبي بَ ْك ٍر َوعُ َم َر َوذي الن َ‬ ‫َ‬
‫س ْي ِن‬ ‫ْح‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫س‬ ‫ْح‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫اطمةَ و َعلِ‬ ‫وآلِ ِه فَ ِ‬
‫ََ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يجةَ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َو َع َّم ْي ِه َح ْم َز َة َوال َْعبَّ ِ‬
‫اس َو َز ْو َجَت ْيه َخد َ‬
‫صل َو َسلِّ ْم َعلَْي ِه َو َعلَى ََأب َويْ ِه‬ ‫شةَ‪ .‬اللَّ ُه َّم َ‬ ‫َو َعاِئ َ‬
‫اعيل و َعلَى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫ب ُك ٍّل‬ ‫ص ْح ِ‬ ‫آل ُك ٍّل َو َ‬ ‫يم َوِإ ْس َم َ َ‬ ‫ْب َراه َ‬
‫اض‬‫سا ُن اَأل َز ِل فِي ِريَ ِ‬ ‫صالَةً يتر ِجمها لِ‬
‫َ َُ ْ ُ َ َ‬
‫ات‬‫ات و َن ْي ِل الْ َكرام ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ال َْملَ ُكوت َو َعلَ ِّي ال َْم َق َام َ‬
‫ب فِي‬ ‫األد ِ‬ ‫ات وي ْن ِع ُق بِها لِ‬ ‫الدرج ِ‬
‫سا ُن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َرفْ ِع َّ َ َ‬
‫ف‬ ‫وب و َك ْش ِ‬ ‫يض الن ُ ِ ِ ِ ُّ ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫حِ‬
‫َّاسوت بغُ ْف َران الذنُ َ‬ ‫َ‬
‫ات َك َما ُه َو الالَِّئ ُق‬ ‫وب و َدفْ ِع الْم ِه َّم ِ‬
‫ُ‬ ‫الْ ُك ُر ِ َ‬
‫ك ال َْع ِظ ِيم َو َك َما ُه َو الالَِّئ ُق‬ ‫ك َو َشْأنِ َ‬ ‫بِِإ لَ ِهيَّتِ َ‬
‫صاِئ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص‬ ‫وص َخ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫بِ َْأهليَّت ِه ْم َو َم ْنصبِ ِه ُم الْ َك ِر ِيم بِ ُخ ُ‬
‫ض ِل‬ ‫شاءُ َواهلل ذُو الْ َف ْ‬ ‫ص بَِر ْح َمتِ ِه َم ْن يَ َ‬ ‫يَ ْختَ ُّ‬
‫ِج‬ ‫س َراِئ ِر ِه ْم فِي َم َدار ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ال َْعظ ِيم الل ُه َّم َح ِّق ْقنَا ب َ‬
‫ك‬‫ت لَ ُه ْم ِم ْن َ‬ ‫ين َسَب َق ْ‬ ‫َ‬
‫معا ِرفِ ِهم بِمثُوب ِة الَّ ِ‬
‫ذ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‬ ‫ٍ‬
‫آل ُم َح َّمد َ‬ ‫ْحسنَى ِ‬
‫ال ُ ْ‬
‫اد ِة الْ ُك ْب َرى بِ َم َودَّتِِه الْ ُق ْربَى َوغُ َّمنَا‬ ‫َوالْ َف ْو ُز بِ َّ‬
‫الس َع َ‬
‫ت‬‫ود َوتَ ْح َ‬ ‫ود فِي م َق ِام ِه الْمحم ِ‬ ‫صم ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫في عزه ال َْم ْ ُ‬
‫ان َم ْع ُروفِ ِه‬ ‫ض ِعرفَ ِ‬ ‫ود و ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اسقنَا م ْن َح ْو ِ ْ‬ ‫ل َواِئه ال َْم ْع ُق َ ْ‬
‫صلَّى اهلل َعلَْي ِه‬ ‫ِ‬
‫ال َْم ْو ُرود َي ْو َم الَ يُ ْخ ِزي اهلل النَّبِ َّي َ‬
‫ط‬ ‫ش َار ِة قُ ْل يُ ْس َم ْع َو َس ْل ُت ْع َ‬ ‫َو َسلَّ َم بُِب ُرو ِز بِ َ‬
‫يك‬‫ف ُي ْع ِط َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫شار ِ‬
‫ة‬ ‫ِ‬
‫ش َّف ْع بظُ ُهو ِر ب َ َ َ َ‬
‫وا ْش َف ْع تُ َ ِ‬
‫َ‬
‫ْجالَ ِل‬ ‫ت يَا َذا ال َ‬ ‫ت َوَت َعالَْي َ‬ ‫ضى َتبَ َار ْك َ‬ ‫بك َفَت ْر َ‬ ‫َر َ‬
‫ك َوبِ َجالَ ِل‬ ‫َواِإل ْك َر ِام‪.‬اللَّ ُه َّم ِإنَّا َنعُوذُ بِ ِع ِّز َجالَلِ َ‬
‫ك‬ ‫ِع َّزتِك وبُِق ْدر ِة س ْلطَانِك وبِسل ِ ِ‬
‫ْطان قُ ْد َرت َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ‬
‫صلَّى اهلل َت َعالَى َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‬ ‫ٍ‬
‫يك ُم َح َّمد َ‬ ‫ب نَبِ َ‬ ‫َوبِ ُح ِّ‬
‫ين يَا‬ ‫ج‬‫الر ِديَئ ِة يا ظَ ِهير الالَّ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِمن الْ َق ِطيع ِة واَألهو ِ‬
‫اء‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ‬
‫سانِيَّ ِة‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ّن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َأجرنَا ِمن الْ َخو ِ‬
‫اط‬ ‫جار الْمستَ ِجي ِرين ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُْ‬
‫الش ْيطَانِيَّ ِة َوطَ ِّه ْرنَا ِم ْن‬‫ات َّ‬ ‫الش َهو ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫واح َفظْنا ِ‬
‫م‬
‫َ ْ َ َ‬
‫ص َف ِاء ال َْم َحبَّ ِة‬
‫ص ِّفنَا بِ َ‬
‫ات الْب َ ِ‬
‫ش ِريَّة َو َ‬ ‫َ‬
‫قَاذُور ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِّ ِ ِ ِ‬
‫ْج ْه ِل َحتَّى‬ ‫ص َدِإ الْغَ ْفلَة َو َو ْه ِم ال َ‬ ‫الصدِّيقيَّة م ْن َ‬
‫ومنَا بَِفنَ ِاء اَألنَانِيَّ ِة َو ُمبَ َاينَ ِة الطَّبِ َيع ِة‬ ‫تَ ْ ِ‬
‫ض َمح َّل ُر ُس ُ‬
‫َّحلِّي‬ ‫ضر ِة الْجم ِع والْتَّ ْخلِي ِ‬ ‫اِإل نْ ِ ِ ِ‬
‫سانيَّة في َح ْ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫الص َم َدانِيَّ ِة‬ ‫ْح َقاِئ ِق َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫َّجلي بِال َ‬ ‫بِاُأللُوهيَّة اَأل َحديَّة َوالت َ‬
‫ث َوالَ َأيْ َن‬ ‫ث الَ َح ْي ُ‬ ‫ود ال َْو ْح َدانِيَّ ِة َح ْي ُ‬
‫فِي ُشه ِ‬
‫ُ‬
‫ف َو َي ْب َقى الْ ُك ُّل هلل َوبِاهلل َو ِم َن اهلل َوِإلَى‬ ‫َوالَ َك ْي َ‬
‫اهلل َو َم َع اهلل غَ ِرقاً بِنِ ْع َم ِة اهلل فِي بَ ْح ِر ِمن َِّة اهلل‬
‫ين بِ َم َكا ِرِم اهلل‬ ‫صوص َ‬
‫ف اهلل م ْخ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫صو ِرين بِس ْي ِ‬
‫َم ْن ُ َ َ‬
‫ين بِ ِعنَايَِة اهلل‬ ‫ِ‬ ‫وظ ِ‬ ‫مل ِ‬
‫ين ب َع ْي ِن اهلل َم ْحظُوظ َ‬ ‫ْح َ‬ ‫َ ُ‬
‫اغ ٍل يَ ْشغَ ُل َع ِن‬ ‫وظين بِ ِعصم ِة اهلل ِمن ُك ِّل َش ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َم ْح ُف َ ْ َ‬
‫ب يَا اهلل يَا‬ ‫اط ٍر يَ ْخطُُر فِي غَْي ِر اهلل يَا َر ِّ‬ ‫اهلل و َخ ِ‬
‫َ‬
‫فيقي ِإالَّ باهلل‬ ‫ب يا اهلل وما تَو ِ‬
‫ب يَا اهلل يا َر ِّ َ َ َ ِْ‬ ‫َر ِّ‬
‫يب‪ .‬اللَّ ُه َّم ا ْشغَلْنَا بِ َ‬ ‫َعلَْي ِه َتو َّكل ُ ِ ِ‬
‫ك‬ ‫ْت َوِإلَْيه ُأن ُ‬ ‫َ‬
‫ب لَنَا ِهبَةً الَ َس َعةَ فِ َيها لِغَْي ِر َك َوالَ َم ْد َخ َل‬ ‫َو َه ْ‬
‫الص َف ِ‬
‫ات‬ ‫وم اِإل لَ ِهيَّ ِة َو ِّ‬ ‫اسعة بِالْعلُ ِ‬ ‫فِيها لِ ِسو َ ِ‬
‫اك َو َ ً ُ‬ ‫َ َ‬
‫الربَّانيَّ ِة َواَأل ْخالَ ِق ال ُْم َح َّم ِديَِّة َو َق ِّو َع َقاِئ َدنَا‬
‫َّ‬
‫يل َو َحق الْيَ ِقي ِن َو ُش َّد‬ ‫ْج ِم ِ‬
‫بِ ُح ْس ِن الظَّ ِّن ال َ‬
‫واع ِد ال ِْع ِّز‬ ‫االستِ َقام ِة وقَ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َق َواع َدنَا َعلَى ص َراط ْ َ َ‬
‫ت َعلَْي ِه ْم غَْي ِر‬ ‫اط ِ‬ ‫صر ِ‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ين َأْن َع ْم َ‬
‫َ‬ ‫الذ‬ ‫الرصي ِن َ‬
‫وب َعلَي ِهم والَ الضَّالِّ ِ ِ َّ ِ‬
‫ين‬
‫ين ص َراط الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ض ِ ْ َْ‬ ‫ال َْمغْ ُ‬
‫الش َه َد ِاء‬ ‫ين َو ُّ‬ ‫ت َعلَي ِهم ِمن النَّبِيِّين و ِّ ِ‬
‫الصدِّيق َ‬ ‫ََ‬ ‫َأْن َع ْم َ ْ ْ َ‬
‫يل‬‫اص َدنَا فِي ال َْم ْج ِد اَألثِ ِ‬ ‫الصالِ ِحين و َشيِّ ْد م َق ِ‬
‫َ‬ ‫َو َّ َ َ‬
‫َعلَى َأ ْعلَى ِذ ْر َو َة الْ َك َر َام ِة َو َع َزاِئ ِم َأولِي ال َْع ْزِم‬
‫ين يَا ِغيَ َ‬
‫اث‬ ‫ِمن الْمرسلِين يا ص ِري َخ الْمست ِ‬
‫ص ِرح َ‬ ‫ُ َْ ْ‬ ‫َ ُْ َ َ َ َ‬
‫ضالَ ِل‬ ‫ك ِم ْن َ‬ ‫اف َر ْح َمتِ َ‬ ‫َأغ ْثنَا بَِألْطَ ِ‬ ‫الْمست ِغيثِين ِ‬
‫ُ َْ َ‬
‫ِع‬
‫صار ِ‬ ‫ات ِعنَايتِ َ ِ‬ ‫الْب ْع ِد وا ْشملْنَا بَِن َفح ِ‬
‫ك في َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ضاِئ ِر‬‫ك فِي َح َ‬ ‫َأس ِع ْفنَا بَِأْن َوا ِر ِه َدايَتِ َ‬
‫ب َو ْ‬ ‫ْح ِّ‬‫ال ُ‬
‫صراً ُمَؤ زَّراً‬ ‫ص ِر َك ال َْع ِزي ِز نَ ْ‬ ‫الْ ُق ْربَى َوَأيِّ ْدنَا بِنَ ْ‬
‫ك يَا َْأر َح َم‬ ‫ك َو َر ْح َمتِ َ‬ ‫ضلِ َ‬ ‫يد بَِف ْ‬ ‫آن الْم ِج ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بالْ ُق ْر َ‬
‫يع‬ ‫م‬‫الس ِ‬
‫َّ‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِإ‬ ‫َّا‬
‫ن‬ ‫اح ِمين ر َّبنا َت َقبَّل ِ‬
‫م‬ ‫الر ِ‬‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يم‪.‬‬ ‫َّواب َّ ِ‬ ‫ك َأنْ َ‬ ‫ب َعلَْينَا ِإنَّ َ‬ ‫ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ت الت َّ ُ‬ ‫يم َوتُ ْ‬ ‫ال َْعل ُ‬
‫ص ِّل َو َسلِّ ْم َعلَى َسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد النَّبِ ِّي اُألِّم ِّي‬ ‫اللِّ ُه َّم َ‬
‫ات ال ُْمْؤ ِمنِي ِن َوذُ ِّريَّتِ ِه َو َْأه ِل َب ْيتِ ِه‬ ‫اج ِه َُّأم َه ِ‬
‫وَأ ْزو ِ‬
‫َ َ‬
‫يم‬ ‫آل ِإبر ِ‬
‫اه‬ ‫ت َعلَى ِإ ْبر ِاهيم و َعلَى ِ‬ ‫صلَّْي َ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َك َما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد لَهُ يَا َسنَ َد‬ ‫اد َم ْن الَ ع َم َ‬ ‫ك َح ِمي ٌد َم ِجي ٌد ع َم َ‬ ‫ِإنَّ َ‬
‫َم ْن الَ َسنَ َد لَهُ يَا ذُ ْخ َر َم ْن الَ ذُ ْخ َر لَهُ يَا َجابَِر‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُك ِّل َك ِسي ٍر يا ِ‬
‫س ُك ِّل‬ ‫ب ُك ِّل غَ ِريب يَا ُمْؤ ن َ‬ ‫صاح َ‬ ‫َ َ‬
‫ت ِم َن‬ ‫ك ِإنِّي ُك ْن ُ‬ ‫ت ُس ْب َحانَ َ‬ ‫يد الَ ِإلَهَ ِإالَّ َأنْ َ‬‫و ِح ٍ‬
‫َ‬
‫اآلخ َر ِة َت َوفَّنِي‬ ‫الد ْنيا و ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫ت ِويِّ ِي فِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬‫ن‬‫َأ‬ ‫ين‬ ‫الظَّالِ ِ‬
‫م‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َأصلِ ْح لِي فِي‬ ‫ين َو ْ‬
‫ْح ْقنِي بِ َّ ِ ِ‬
‫الصالح َ‬
‫مسلِماً وَأل ِ‬
‫ُْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ذُ ِّريَّتِي ِإنِّي ُت ْب ُ‬
‫ين‬‫ك َوِإنِّي م َن ال ُْم ْسلم َ‬ ‫ت ِإلَْي َ‬
‫ات اهلل َو َمالَِئ َكتِ ِه َوَأنْبِيَاِئِه َو ُر ُسلِ ِه َو َج ِمي ِع‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫َ‬
‫َخل ِْق ِه َعلَى َسيِّ ِدنَا َونَبِِّينَا َو َم ْوالَنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَى‬
‫السالَ ُم َو َر ْح َمةُ‬ ‫آل ِسيِّ ِدنَا ُم َح َّم ٍد َو َعلَْي ِه َو َعلَْي ِه ُم َّ‬ ‫ِ‬
‫اعتِ ِه‬
‫ش َف َ‬ ‫اهلل َو َب َر َكاتُهُ‪ .‬اللَّ ُه َّم َأ ْد ِخلْنَا َم َعهُ بِ َ‬
‫َأص َحابِ ِه بِدا ِر َك َدا ِر‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫و ِ‬
‫ضمانِه َو ِر َعايَتِه َم َع آله َو ْ‬ ‫َ َ‬
‫يك ُم ْقتَ ِد ٍر يَا ذَا‬ ‫ص ْد ٍق ِع ْن َد ملِ ٍ‬ ‫السالَِم فِي م ْقع ِد ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اه َدتِِه بِلَ ِط ِ‬
‫يف‬ ‫شَ‬ ‫ْجالَ ِل َواِإل ْك َر ِام َوَأتْ ِح ْفنَا بِ ُم َ‬ ‫ال َ‬
‫يم َأ ْك ِر ْمنَا بِالنَّظَ ِر ِإلَى‬ ‫ح‬ ‫من َازلَتِ ِه يا َك ِريم يا ر ِ‬
‫َُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫ك ال َْع ِظ ِيم َواْح َفظْنَا‬ ‫ات َو ْج ِه َ‬ ‫ال سبح ِ‬
‫َج َم ِ ُ ُ َ‬
‫َّع ِظ ِيم َوَأ ْك ِر ْمنَا‬ ‫يل َوالت ْ‬ ‫بِ َك َر َامتِ ِه بِالتَّ ْك ِر ِيم َوالت َّْب ِج ِ‬
‫ان‬‫ضو ِ‬ ‫ض ِر َْ‬ ‫بُِن ُزلِ ِه ُن ُزالً ِم ْن غَ ُفو ٍر َر ِح ٍيم فِي َر ْو ِ‬
‫ِ‬
‫ط َعلَْي ُك ْم َأبَداً‬ ‫ض َوانِي فَالَ ْ‬
‫َأس َخ ُ‬ ‫أُأح ُّل َعلَْي ُك ْم ِر ْ‬
‫ب لِ َخ َزاِئ ِن ِّ‬
‫الس ِّر‬ ‫يح الْغَْي ِ‬ ‫َْ َ‬
‫وأُأ ْع ِطي ُكم م َفاتِ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ص َف ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫َّات معا ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال َْم ْكنُون في ُم ْكنُون َجن َ َ‬
‫ك َي ْنظُُرو َن‬ ‫ات َعلَى اَألراِئ ِ‬ ‫الْمعانِي بَِأْنوا ِر ذَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ب َر ِح ٍيم‬ ‫َولَ ُه ْم َما يَ َّدعُو َن َسالَ ٌم َق ْوالً ِم ْن َر ٍّ‬
‫الرْأفَ ِة ال ُْم َح َّم ِديَِّة ِم ْن َع ْي ِن ِعنَايَتِ ِه‬ ‫اف َرْأفَ ِة َّ‬ ‫بِانْ ِعطَ ِ‬
‫يم فِي‬ ‫ك هو الْ َفو ُز الْع ِ‬
‫ظ‬ ‫ك َذلِ‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ضالً ِ‬
‫َ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫فَ ْ ْ َ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫س َما‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫اس ِن قُصو ِر َذ َخاِئ ِر سراِئ‬ ‫مح ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫اء بِ َما َكانُوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُأ ْخف َي لَ ُه ْم م ْن ُق َّرة َأ ْعيُ ٍن َج َز ً‬
‫اه ْم فِ َيها‬ ‫يعملُو َن فِي ِمنَ َّ ِ ِ‬
‫صة َم َحاس ِن َخ َواتِ ِم َد ْع َو ُ‬ ‫ََْ‬
‫ك اللَّه َّم وتَ ِحيَّتهم فِيها سالَم و ِ‬
‫آخ ُر‬ ‫ُس ْب َحانَ َ ُ َ ُ ُ ْ َ َ ٌ َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َد ْعو ُ ِ‬
‫ب ال َْعالَم َ‬ ‫ْح ْم ُد هلل َر ِّ‬ ‫اه ْم أن ال َ‬ ‫َ‬

‫هذه الصالة الكبرى لسيدنا وموالنا الشيخ عبد‬


‫القادر الجيالني رضي اهلل عنه وهي تشتمل‬
‫على كثير من الصلوات المَأثورة عن النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم والسلف الصالح رضي‬
‫اهلل عنهم وقد كملت بها هذه الصلوات‬
‫لتحظى بحسن التكميل وتكون لها كاإلجمال‬
‫بعد التفصيل نقلتها من شرحها لسيدي الشيخ‬
‫عبد الغني النابلسي‪ .‬واعلم أيها الواقف على‬
‫هذا الكتاب إني تركت ترجمة كثير من‬
‫األكابر أصحاب الصلوات المذكورة فيه روما‬
‫لالختصار الشتهارهم غاية االشتهار كسيدنا‬
‫وموالنا اإلمام الشافعي وساداتنا وموالينا السيد‬
‫عبد القادر الجيالني والسيد أحمد الرفاعي‬
‫والسيد أحمد البدوي والسيد إبراهيم‬
‫الدسوقي والسيد عبد السالم بن مشيش‬
‫والسيد أبي الحسن الشاذلي وترجمت بعض‬
‫األكابر ممن لم يشتهروا اشتهار هؤالء األعالم‬
‫وإن كان من المحتمل أنهم مثلهم أو قريب‬
‫منهم في رفعة المنزلة وعلو المقام نعم نقلت‬
‫من شرح سيدي مصطفى البكري على الصالة‬
‫األكبرية مختصر ترجمة سيدي محيي الدين‬
‫ابن العربي مع شهرته وقد رتبتهم بحسب‬
‫أزمانهم واقتديت باإلمام الشعراني في‬
‫المذكورين منهم في طبقاته رضي اهلل عنهم‬
‫أجمعين ونفعني ببركاتهم في الدنيا والدين‬
‫آمين والحمد هلل رب العالمين وصلى اهلل على‬
‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫{فائدة جليلة} رأيت في شرح العارف‬


‫الصاوي على صلوات سيدي أحمد الدردير أن‬
‫هذه الصيغة «اللهم صل وسلم وبارك على‬
‫سيدنا محمد وعلى آله كما ال نهاية لكمالك‬
‫وعد كماله» تسمى بالكمالية أيضاً وهي من‬
‫أشرف الصيغ قال قال بعضهم هي بسبعين‬
‫ألف صالة وقيل بمائة أف صالة ا‪.‬ه‪ .‬ورأيت‬
‫في ترجمة إمام الحديث عبد اهلل بن سالم‬
‫البصري المكي للشيخ الجليل سالم بن أحمد‬
‫الشماع حاكياً عنه ما نصه الصالة المنسوبة‬
‫إلى الخضر عليه السالم المشهورة لدفع‬
‫النسيان أرويها عن شيخنا الفرد المسند الشيخ‬
‫أبي طاهر ابن ولي اهلل العارف المال إبراهيم‬
‫الكوراني المدني الشافعي عن أبي محمد‬
‫الشيخ حسن المنوفي قال أخبرني شيخي‬
‫الشيخ علي الشبراملسي وكان ضريراً أنه كان‬
‫يدخل يوم الجمعة قبل الصالة بيت الشهاب‬
‫الخفاجي فيؤتى له بكرسي فيجلس عليه‬
‫ويجلس الشهاب الخفاجي بين يديه ويسأله‬
‫عن بعض إشكاالت تشكل عليه فيجيبه عنها‬
‫ويذكر له األجوبة في أي كتاب هي بأسانيدها‬
‫ثم إذا كانت الجمعة األخرى يأتيه كذلك فقيل‬
‫له في ذلك مع أنه بصير وهو ليس كذلك‬
‫فقال نعم ألنه ينسى وأنا لست أنسى فقيل ما‬
‫سبب ذلك فقال كان لي شريك أطلب معه في‬
‫كل علم بالسوية فانفرد عني يطلب علم الرمل‬
‫علي ذلك فذهبت إلى شيخي وأخبرته‬
‫فصعب َّ‬
‫الخبر وطلبت أن يقرئني فيه فقال ال يتم لك‬
‫ذلك ألن نتيجته ال تحصل إال بالنظر وأنت‬
‫فاقده فانكسر خاطري لذلك وبقيت مهموماً‬
‫وامتنعت عن األكل يومين لشدة ما بي فجلس‬
‫إلي رجل وقال ال بأس عليك يا علي فأخبرته‬
‫َّ‬
‫فقال إن هذا العلم ليس بممدوح في الدنيا‬
‫والدين فال تعلق آمالك به ولكن أريد أن‬
‫أفيدك فائدة على أنك تعاهدني أن ال تتعلق به‬
‫وال تهتم له فقلت أخبرني نتيجة الفائدة حتى‬
‫أعاهدك فأفادني بهذه الصالة المباركة لدفع‬
‫النسيان تقرَأ بين المغرب والعشاء من غير‬
‫«اللهم صلى على محمد وآله‬
‫َّ‬ ‫عدد معين وهي‬
‫كما ال نهاية لكمالك وعدد كماله انتهت‬
‫عبارته بحروفها‪.‬‬

‫قال مؤلفه اطلعت على هذه الفائدة وقد فات‬


‫محلها ولنفاستها لم تسمح النفس بتركها‬
‫فذكرتها هنا ومحل ذكرها آخر الكالم على‬
‫الصالة «الرابعة والخمسين» المشهورة‬
‫بالكمالية فالمسؤول ممن يوفقه اهلل لكتابة هذا‬
‫الكتاب أو طبعه أن يضعها برمتها كما هي بين‬
‫الخطين في آخر الكالم على الصالة‬
‫المذكورة‪.‬‬

‫تم الكتاب والحمد هلل‬

You might also like