You are on page 1of 52

‫‪1‬‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫الحمد هلل رب العالمين ‪ .‬والصالة والسالم على أشرف المرسلين ‪.‬وبعد‬
‫فإن طلب الحالل واجتناب الح‪##‬رام من الواجب‪##‬ات الش‪##‬رعية ال‪##‬تى يجب على كل‬
‫مس‪##‬لم ومس‪##‬لمة أن يلتزما به ‪ ،‬وال ينبغي أن يح‪##‬ول دون ذلك ش‪##‬واغل حياتية‬
‫أو رغبة االستكثار فى جمع المال وزيادة األرصدة‪. #‬‬
‫وقد حذر النبي – ص‪#‬لى اهلل عليه وس‪#‬لم – من الته‪#‬اون فى أمر تح‪#‬ري الحالل‬
‫وعدم تمحيص الكسب فيق‪#‬ول فيما رواه البخ‪#‬اري‪ { :‬ي‪#‬أتي على الن‪#‬اس زم‪#‬ان‬
‫ما يب‪##‬الي الرجل من أين أص‪##‬اب الم‪##‬ال من حل أو من ح‪##‬رام } وك‪##‬أن الن‪##‬بي –‬
‫صلى اهلل عليه وس‪##‬لم – به‪##‬ذا التح‪##‬ذير‪ #‬يخ‪##‬بر عن فتنة الم‪##‬ال ‪ ،‬ووجه ال‪##‬ذم من‬
‫جهة التسوية بين الحالل والحرام ‪ ،‬فالبعض ال يلتفت إلى مصدر الم‪##‬ال وإ نما‬
‫كل همه هو جمعه ‪.‬‬
‫وما ينبغى لرجل األعمال أو ألي مس‪#‬لم أن يش‪#‬غله معاشه عن مع‪#‬اده ‪ ،‬فيك‪#‬ون‬
‫عمره ضائعا وصفقته خاسرة ‪.‬وإ ن ما يفوت من الربح فى اآلخرة‪ #‬ال يفي بما‬
‫ينال فى الدنيا ‪ ،‬فيكون اشترى دنياه بأخراه ‪ ،‬بل العاقل ينبغي أن يشفق على‬
‫نفسه ‪ ،‬وشفقته على نفسه بحفظ رأس ماله ‪ ،‬ورأس ماله دينه وتجارته فيه‬
‫{ ياأيها الذين آمنوا ال تلهكم آمن‪##‬وا ال تلهكم أم‪##‬والكم وال أوالدكم عن ذكر اهلل‬
‫ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون }المنافقون ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫وإ ن الش‪## #‬ريعة اإلس‪## #‬المية بما اتص‪## #‬فت به من ش‪## #‬مول وكم‪## #‬ال مطلق وبي‪## #‬ان‬
‫واضح لخ‪##‬يري ال‪##‬دنيا واآلخ‪##‬رة قد أجلت كل ش‪##‬يء ووض‪##‬عت الح‪##‬دود الفاص‪##‬لة‬
‫بين الص‪##‬الح والفاسد والن‪##‬افع والض‪##‬ار والحالل والح‪##‬رام وما على المس‪##‬لم إال‬
‫أن يراجع ش ‪##‬ريعته قبل أن يق ‪##‬دم على أي عمل أو أي مش ‪##‬روع تحريا للحالل‬
‫واجتنابا للحرام ‪ ،‬قبل أن ياتي اليوم الذي يسأل فيه عن ماله من أين اكتس‪##‬به‬
‫وفيم أنفقه فال يجد جوابا ‪ ،‬وإ ن وجد فجواب مهلك ‪.‬‬
‫وه ‪##‬ذه رس ‪##‬الة مختص ‪##‬رة فى الض ‪##‬وابط الش ‪##‬رعية للتعامل فى األوراق المالية‬
‫وض ‪## # # #‬حنا فيها ما يج ‪## # # #‬وز التعامل فيه فى األوراق المالية وما ال يج ‪## # # #‬وز ‪،‬‬
‫والعملي‪##‬ات ال‪##‬تى يج‪##‬وز عق‪##‬دها فى البورصة ‪ ،‬وأخ‪##‬يرا األخالق واآلداب ال‪##‬تى‬
‫يجب أن يلتزم بها المتعاملون فى البورصة لتسهم فى ضبطها واستقرارها ‪،‬‬
‫وأخ ‪##‬يرا‪ #‬كيفية إخ ‪##‬راج‪ #‬حق اهلل تع ‪##‬الى فيما ي ‪##‬رزق من االس ‪##‬تثمارات فى ه ‪##‬ذا‬
‫المجال ( زكاة األسهم والسندات ‪).‬‬
‫وما ذكرن ‪## #‬اه من أحك ‪## #‬ام ليست رؤى فردية وإ نما اس ‪## #‬تقرت عليها المج ‪## #‬امع‬
‫الشرعية المعتبرة والعلماء ذوي االختصاص ‪.‬‬
‫ونسأل اهلل أن ينفع بها قارئها ويأجر كاتبها ومن أعان وأشار على إخراجها‪#‬‬
‫المؤلفان‬
‫‪3‬‬

‫المبحث األول‬
‫التعريف ببورصة األوراق المالية‬
‫تعد بورصة األوراق المالية من أهم المؤسس ات العاملة فى س وق رأس‬ ‫‪-1‬‬
‫المال بل من أهم المؤسسات المؤثرة في اقتصاد الدول – خاصة تلك التي تنهج‬
‫النهج اللي برالي أو الرأس مالي وما يس مى باقتص اد الس وق – وبق در ما توصف‬
‫البورصة بالثب ات والق وة واالس تقرار يوصف اقتص اد الدولة ككل ‪ ،‬فهي الم رآة‬
‫التى ينعكس عليها اقتصاد البالد ‪.‬‬
‫وتولي الدول عنايتها الفائقة بتلك المؤسسة من تشريعات ونظم ورقابة‬
‫فعالة وتجديد مستمر لتلك النظم حتى تتواكب مع التطورات والمستجدات‬
‫المحلية والعالمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬المراد ببورصة األوراق المالية‬
‫يرجع اس تخدام كلمة " بورصة " للداللة على المك ان أو العملي ات المتعلقة‬
‫ب األوراق المالية إلى لقب ت اجر بلجيكي ي دعى " ف ان دي ب ورص " يمتلك فن دقا‬
‫في مدينة بروج " البلجيكية وكان هذا الفندق ملتقى التجار في هذه المدينة وذلك‬
‫خالل القرن السادس عشر الميالدي ‪.‬‬
‫أما البورصة في معناها العام فهي ‪ :‬المكان الذي يتم فيه التعامل على حاص الت‬
‫أو صكوك – أوراق مالية – تحت إشراف السلطة العامة ‪.‬‬

‫‪-3‬وللبورصة وظائف اقتصادية متعددة ‪:‬‬


‫إيجاد سوق مستمرة كاملة ‪.‬‬ ‫‪-I‬‬
‫البورصة عب ارة عن س وق مس تمرة يتم العمل من خاللها على األوراق المالية‬
‫في أوقات العمل الرسمية ‪ ،‬وتتميز البورصة عادة بأنها أسواق كاملة بالمعنى‬
‫‪4‬‬

‫االقتص ادي ومع نى الكم ال في ه ذا الخص وص ‪ -:‬ت وافر معرفة الب ائعين‬
‫والمش ترين ب أحوال الس وق وذلك بحكم االتص ال الت ام فيما بينهم ‪ ،‬وتج انس‬
‫األوراق المالية المتعامل فيها تجانسا ك امال ‪ ،‬وت وفر حرية ال بيع والش راء ‪،‬‬
‫وق درة المتعاملين في السوق على تحين الفرص الممكنة لالس تفادة من تقلب ات‬
‫األسعار الفعلية والمتوقعة ‪.‬‬
‫وتحقق في البورصة المنافسة الح رة حيث تتح دد فيها األس عار وفقا لق انون‬
‫الع رض والطلب إال عند الض رورة ‪ ،‬وبحكم اجتم اع المتع املين في مك ان‬
‫واحد فإنه يتحقق االتص ال بينهم وي ؤدي ه ذا إلى وج ود س عر واحد يك ون‬
‫مقياسا لألسعار داخل البورصة وخارجها ‪.‬‬
‫كما تتم يز عملي ات البورصة وأس عارها بالعالنية حيث يتصل سمس ار الب ائع‬
‫وسمس ار المش ترى عن طريق الن داء ‪ ،‬وت دون األس عار في لوحة مع دة ل ذلك‬
‫ويطلع عليها الكافة ‪،‬كما تقوم الشركات والجهات االقتصادية ووسائل اإلعالم‬
‫بنشر كافة البيان ات المتعلقة بالش ركات وص كوكها وأرباحها ومراكزها المالية‬
‫وهو ما يحول دون خلق سعر غير واقعي ‪.‬‬
‫وله ذه المم يزات الكث يرة أثرها الفع ال في تنش يط حركة التعامل داخل البورصة‬
‫وامتصاص أي هزات أو تقلبات تؤثر على السوق‬

‫سهولة استثمار رؤوس األموال ‪.‬‬ ‫‪-II‬‬


‫يمتاز االستثمار فى بورصة األوراق المالية بالسهولة واليسر وذلك مقارنة‬
‫بمجاالت استثمارية أخرى ‪ ،‬وتظهر هذه السهولة في إمكان استثمار أي مبلغ‬
‫مالي صغيرأو كبير ‪ ،‬وألي مدة طالت أم قصرت وال يحتاج ذلك‬
‫‪5‬‬

‫إلى خ برات اقتص ادية عالية ‪ ،‬وي تيح الفرصة لتنويع االس تثمار فيمكن توزيع‬
‫رأس الم ال المس تثمر فى أس هم ش ركات ص ناعية أو زراعية أو تجارية أو‬
‫عقارية أو غير ذلك من المجاالت االستثمارية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬تشجيع االدخار وتجميع األموال ‪.‬‬


‫تحقق البورصة للم دخرين المزايا ال تي تش جعهم على توظيف أم والهم فى‬
‫األوراق المالية حيث تعطيهم األم ان الكامل ل رؤوس أم والهم ‪ ،‬والحص ول‬
‫على عائد منتظم للورقة المالية ال تي يتعامل فيها كما تعطيهم الحق في س هولة‬
‫التص رف فى الصك في أي لحظة ‪ ،‬كما أن العالنية المت وفرة فى البورصة‬
‫تساعد المدخر فى اتخاذ القرار المناسب لتوظيف أمواله‪.‬‬
‫د‪ -‬موازنة األسعار ‪.‬‬
‫وتس مى ه ذه الوظيفة بعملي ات التط ابق ‪ ،‬وهي عب ارة عن عملي ات موازنة فى‬
‫األس عار لس هم معين بين بورص ات دولة معينة إذا ك ان فيها أك ثر من بورصة‬
‫كبورصة الق اهرة واإلس كندرية فى مصر فهب وط س عر س هم ما فى بورصة‬
‫الق اهرة مثال ي دفع المح ترفين إلى ش رائها بقصد بيعها بثمن أعلى فى س وق‬
‫االس كندرية ‪،‬فعملية ال بيع والش راء ه ذه تض من عمل موازنة بين األس عار‬
‫وزوال الضغط الذي يحدث فى أحد األسواق بسبب زيادة الطلب على الشراء‬
‫أو زي ادة الع رض فى ص ورة مبيع ات ض خمة وب ذلك يتالشى تذب ذب األس عار‬
‫الح اد من زي ادة أو انخف اض ‪ .‬وك ذلك الح ال فى أس هم الش ركات الدولية حيث‬
‫تكون عمليات الموازنة بين بورصات الدول المقيدة بها أسهم هذه الشركات ‪.‬‬

‫‪ -5‬عوامل نجاح البورصة فى أداء وظائفها على الوجه األكمل‬


‫‪6‬‬

‫حتى تقوم البورصة بأداء وظائفها على الوجه األكمل يفترض توافر شروط‬
‫معينة ‪:‬‬

‫سياسة اقتصادية رشيدة منزهة عن العبث والسفه وإ هدار المال وتجنب‬ ‫‪-I‬‬
‫التركيز على االستثمار الترفي واالستفزازي لجموع المواطنين ‪.‬‬

‫‪-‬أوض‪##‬اع سياس‪##‬ية واقتص‪##‬ادية وقانونية مس‪##‬تقرة تس اعد على اس تقرار‬ ‫‪II‬‬


‫رأس الم ال ال ذي يمتلكه المخلص ون لل وطن والراغب ون في ج ني أرب اح حقيقية‬
‫نت اج اس تثمار حقيقي وتمنع زم رة اللص وص ومح ترفي نهب الم ال الع ام‬
‫‪،‬والراغبون فى الحصول على التسهيالت االستثمارية واإلعفاءات الضريبية ثم‬
‫الهروب بعد ذلك‬
‫ج‪ -‬اقتصاد منتعش ووفرة مدخرات‬
‫د‪ -‬هيكل متكامل من البنوك والمؤسسات المالية التي تستخدم أساليب فنية‬
‫متقدمة ووجود كوادر فنية ذات خبرة مرتفعة ‪.‬‬
‫ه – شفافية كاملة والبعد عن التلبيس والتدليس والمحاباة‬

‫و‪ -‬سياسة ضريبية مستقرة‬

‫‪ -6‬المؤسسات العاملة في مجال األوراق المالية ‪.‬‬


‫البورصة ما هي إال س وق تب اع وتش ترى فيه األوراق المالية والحاص الت‬
‫ذات المواصفات الخاصة وهناك أنشطة أخ رى الزمة للبورصة ومحركة لها‬
‫وتعمل على أداء البورصة لوظائفها على الوجه األكمل واألمثل ‪.‬‬
‫وتتمثل هذه األنشطة فى المؤسسات التالية‪:‬‬
‫‪7‬‬

‫‪ -7‬شركات السمسرة في األوراق المالية‬


‫يحظر على األفراد القيام بالتعامل مباشرة فى البورصة ويلزم أن يكون ذلك‬
‫عن طريق شركات السمس رة وتضمن تلك الشركات س المة العملية التي تتم‬
‫بواس طتها وال يقتصر دورها على مج رد تق ريب وجه ات النظر بين أط راف‬
‫التعامل وإ نما تل تزم ب التحقق من أش خاص التعامل وص فاتهم ‪ ،‬وملكية الب ائع‬
‫لألوراق المالية محل التعامل ‪ ،‬وأن ه ذه األوراق ص الحة للتعامل ومقي دة‬
‫بالبورصة ‪.‬‬

‫‪ -8‬شركات الترويج والتغطية لالكتتاب فى األوراق المالية ‪.‬‬


‫الم راد ب ذلك النش اط إدارة عملي ات ت رويج وتغطية االكتت اب فى األوراق‬
‫المالية وجلب المستثمرين بالطرق الدعائية المختلفة ‪.‬‬
‫وتخلق تلك الش ركات بنش اطها ه ذا الس وق الثانوية وهو س وق الت داول عن‬
‫طريق ط رح ما تكتتب فيه من أوراق مالية فى البورصة بعد أن تتك ون‬
‫مقوم ات الطلب عليها ‪ ،‬وفى نفس ال وقت تنشط س وق اإلص دار أو الس وق‬
‫األولية عن طريق االكتتاب فى األوراق المالية او تسويقها وترويجها ‪.‬‬

‫‪ -9‬شركات رأس المال المخاطر ‪.‬‬


‫وهي الشركات التى يتضمن نشاطها تمويل نشاط الشركات المتعثرة بسبب‬
‫اختالل هياكلها التمويلية أو ع دم كف اءة االس تثمار او ض عف التنظيم فيها ‪،‬‬
‫وتقدم الخدمات الفنية واإلدارية للشركات التي تصدر أوراقا مالية ‪ ،‬وتشارك‬
‫فى المش روعات والمنش آت وتنميها بقصد تحويلها إلى ش ركات مس امة او‬
‫‪8‬‬

‫توص ية باألس هم م تى ك انت ه ذه المش روعات والمنش آت عالية المخ اطر أو‬
‫تعاني قصورا فى التمويل ‪.‬‬

‫‪ -10‬شركات المقاصة والتسوية فى معامالت األوراق المالية ‪.‬‬


‫من أهم المش اكل ال تى يع اني منها ح ائزو األوراق المالية ص عوبة نقل ملكية‬
‫األوراق المتن ازل عنا وتحص يل كوبون ات األرب اح ‪ ،‬ويقتضى ذلك تأس يس‬
‫مثل هذه الشركات للقيام بهذا العبء نيابة عن حائزى هذه األوراق ‪.‬‬

‫‪ -11‬تكوين وإ دارة‪ #‬محافظ األوراق المالية ‪.‬‬


‫يستهدف هذا النشاط تكوين محافظ أوراق مالية للمستثمرين وإ دارتها ومتابعة‬
‫تط ور تلك األوراق فقد تبيعها لتحقق أرباحا أو إلع ادة اس تثمارها فى‬
‫قطاع ات أخ رى أك ثر ربحية ‪ ،‬أو تحتفظ لتحين ال وقت المناسب والفرصة‬
‫المناسبة للتصرف فيها ‪.‬‬

‫صناديق االستثمار ‪.‬‬ ‫‪-12‬‬


‫ش ركات تق وم على تجميع م دخرات الراغ بين فى اس تثمار أم والهم فى‬
‫األوراق المالية فى وع اء واحد ثم توجهه فى ش راء وبيع األوراق المالية‬
‫المختلفة ‪.‬‬
‫وال تقتصر صناديق االستثمار على شراء أوراق مالية لشركة واحدة فقط او‬
‫ن وع واحد فقط من األوراق المالية بل تق وم ب التنويع فيتش كل الص ندوق من‬
‫أس هم ش ركات مختلفة األغ راض والنش اط ومن س ائر األوراق المالية ال تى‬
‫يجوز تداولها بالبورصة ‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫دعي ملكية أوراق مالية معينة داخل‬ ‫تثمر أن ي‬ ‫‪ -13‬ليس من حق المس‬


‫الص ندوق إنما يتمثل حقه في حصة فى الص ندوق ككل يحصل فى مقابلها‬
‫على شهادة دالة على ذلك تسمى " وثيقة استثمار "‬

‫‪ -14‬تتمثل مزايا الصندوق فيما يلي –‬

‫االستفادة من خبرات اإلدارة‪ #‬المحترفة ‪.‬‬ ‫‪-I‬‬


‫فى مثل ه ذا النش اط يلقى المس تثمر كافة أعب اء االس تثمار على إدارة‬
‫الص ندوق فهي ال تي تتخذ الق رار االس تثماري بما يتض منه ذلك من بن اء‬
‫التش كيلة المالئمة ‪ ،‬ومراقبة حركة األس عار فى الس وق ‪ ،‬ومتابعة مس توى‬
‫المخاطر …وغير ذلك مما يلزم العملية االستثمارية ‪.‬‬

‫التنويع الكفء ‪.‬‬ ‫‪-II‬‬


‫فى مقدمة مزايا ش ركات االس تثمار هي ق درتها على التنويع الكفء ال تى‬
‫يتك ون منها ص ندوق االس تثمار بطريقة تس هم فى تخفيض المخ اطر ال تى‬
‫يتع رض لها حملة أس همها ‪ ،‬فالتش كيلة تتض من أوراقا مالية لعش رات‬
‫الشركات وربما مئات الشركات والمنشآت فإذا ماخسرت واحدة ربح الباقى‬
‫وال يستطيع المستثمر الفرد أن يقوم بمثل ذلك مهما كانت مالءته ‪.‬‬
‫ج‪ -‬المرونة والمالءمة ‪.‬‬
‫فى ش ركات االس تثمار ذات النهاية المفتوحة والي يك ون الص ندوق فيها‬
‫مس تعدا إلع ادة ش راء الحصص من حائزها في أي وقت وب أي كمية ‪ ،‬ه ذه‬
‫المرونة من شأنها أن تقدم خدمة متميزة ألولئك المستثمرين الذين قد تتغير‬
‫أهدافهم االستثمارية عبر الزمن ‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫د‪ -‬تنشيط حركة أسواق رأس المال ‪.‬‬


‫ماتقدمه ص ناديق االس تثمار من أدوات اس تثمارية تناسب ظ روف‬
‫المس تثمرين ‪ ،‬وانخف اض المخ اطر من ش أنها أن تش جع المس تثمرين قليلى‬
‫الخ برة والمعرفة بأس واق الم ال ‪،‬و ك ذا مح دودي الم وارد أن يس تثمروا‬
‫م دخراتهم فى ش راء األس هم وغيرها من األوراق المالية مما ينشط حركة‬
‫السوق بقسميه األولى والثانوي ‪.‬‬

‫‪ -15‬البورصات الخاصة‪.‬‬
‫تجيز التشريعات والنظم المختلفة إنشاء بورصات خاصة تقوم بنفس العمل‬
‫الذى تقوم به البورصات الحكومية وتخضع لرقابة الحكومة ‪.‬‬
‫ويتوقف ه ذا على حجم ونمو االقتص اد الوط ني وم دى س عة الس وق‬
‫الستيعاب مثل هذه األنشطة ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫مدى مشروعية التعامل فى األوراق المالية‬
‫‪ -16‬تقدم بيان مجمل للمؤسسات العاملة فى مجال األوراق المالية فبخالف‬
‫البورصة هن اك ش ركات السمس رة ‪ ،‬وش ركات ال ترويج والدعاية وتغطية‬
‫االكتتاب فى األوراق المالية ‪ ،‬ورأس المال المخاطر‪ ،‬وصناديق االستثمار‬
‫‪ ،‬واألفراد …‪..‬‬

‫ولبي ان مدى مشروعية نشاط هذه المؤسس‪#‬ات والش‪#‬ركات نف رق بين ثالثة‬


‫أمور وهي ‪:‬‬
‫‪11‬‬

‫األول ‪ :‬األش ‪## # #‬كال اإلدارية والتنظيمية ال تى تتخ ذها ه ذه الش ركات‬
‫والمؤسس ات ‪ ،‬كممارسة النش اط فى ص ورة ش ركة مس اهمة أو توص ية‬
‫باألسهم ‪ ،‬أو بيت خبرة وغير ذلك من األنماط ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬محل التعامل وهو األوراق المالية بأنواعها المختلفة – كما سيأتي‬
‫تفصيله –‬

‫الثالث ‪ :‬العمليات التى تقوم بها المؤسسات واألف‪##‬راد على األوراق المالية‬
‫{ ال بيع العاجل أو اآلج ل– الش راء النق دى الكامل أو الج زئي – الق رض –‬
‫الرهن – ممارسات وأخالقيات المتعاملين }‬

‫‪ -17‬م‪##‬دى ش‪##‬رعية األش‪##‬كال اإلدارية والتنظيمية ال تى تتخ ذها الش ركات‬


‫والمؤسسات ‪.‬‬
‫من حيث الش كل اإلداري والتنظيمي ال ذي تتخ ذه المؤسس ات العاملة فى‬
‫مجال األوراق المالية تحكمه السياسة الشرعية التى يقررها ذوو الشأن على‬
‫حسب ما تقتضيه المصلحة العامة ويدفع المفسدة ‪ ،‬وليس ثمت نص شرعي‬
‫يمنع من اتخ اذ ه ذه األش كال والتنظيم ات وليس من قيد عليها إال قيد‬
‫المصلحة التى تحققها والمفسدة التى تمنعها ‪.‬‬
‫والسياسة الشرعية عند الفقه اء ‪ :‬ما ك انت فعال يكون الن اس معه أقرب إلى‬
‫الصالح وأبعد عن الفساد وإ ن لم يضعه الرسول ولم ينزل به وحي ‪.‬‬

‫‪ -18‬مدى شرعية التعامل في األوراق المالية ‪.‬‬


‫األوراق المالية هي ‪ :‬وثائق إلثبات حق ملكية فى منشأة أو دين عليها ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫وال يقع التعامل على الورقة ذاتها وإ نما يقع على ما تمثله تلك الورقة من‬
‫حقوق ‪.‬‬
‫واألوراق المالية بحسب ما تمثله إما أن تك ون أس هما أو س ندات أو ص كوكا‬
‫وكل من ه ذه األن واع له تقس يمات متع دده على حسب كم الحق وق‬
‫وااللتزامات التى يرتبها ‪.‬‬

‫‪ -19‬التعامل فى األسهم ‪.‬‬


‫األس هم هي الورقة ال تى يتمثل فيها حق المس اهم فى تملك ج زء من الش ركة‬
‫ويخ ول له حق اإلدارة س واء عن طريق عض ويته فى الجمعية العمومية‬
‫للمساهمين أو عن طريق مجلس اإلدارة ‪ ،‬كما يمنح نصيبا من األرباح على‬
‫قدر مساهمته فى الشركة إن كان ثمت أرباح ويتحمل من الخسارة على ق در‬
‫أسهمه ‪ ،‬وله الحق فى ناتج تصفية الشركة عند انتهائها أو حلها ‪.‬‬

‫‪ -20‬واألسهم من حيث مشروعية التعامل فيها وعدمه على ثالثة أنواع‪:‬‬


‫األول ‪ :‬أسهم شركات تتعامل فى الحالل والطيبات ‪ ،‬ويخلو رأس مالها‬
‫من الربا وغس يل األم وال الق ذرة ‪ ،‬وال تمنح أح دا من حملة أس همها امتي ازا‬
‫ماليا على غيره ‪.‬‬

‫الث اني ‪ :‬أسهم شركات تتعامل فى المحرمات والخب‪##‬ائث ‪ ،‬أو يتك ون‬
‫رأس مالها من الحرام أيا كان مصدره ‪.‬‬
‫‪ :‬أسهم شركات يختلط فيها الحالل بالحرام‬ ‫الثالث‬

‫‪ -21‬أس ‪## #‬هم الش ‪## #‬ركات ال ‪## #‬تي تتعامل فى الحالل والطيب ‪## #‬ات وخالية من‬
‫الخبائث كسبا وإ نتاجا‬
‫‪13‬‬

‫اإلسهام فى مثل هذه الشركات جائز شرعا بل مرغب فيه ومندوب إليه لما‬
‫يحقق من النفع ويدفع من الضرر‪ ،‬واالتجار فى أسهم هذه الشركات بالبيع‬
‫والش راء ‪ ،‬والسمس رة فيها ‪ ،‬وت رويج أس همها ‪ ،‬وتغطية االكتت اب فيها‬
‫والحصول على أرباحها كل ذلك مشروع‬
‫وي دل على ذلك ما ي دل على مش روعية النش اط نفسه إذا ك ان فرديا ‪،‬‬
‫واإلس الم – كما ذكرنا – ال يمنع من اس تحداث أنم اط وأش كال إدارية أو‬
‫تنظيمية يمارس فيها النشاط المشروع ‪.‬‬

‫‪ -22‬أسهم شركات تتعامل فى المحرم‪##‬ات والخب‪##‬ائث ‪ ،‬كش ركات الخم ور‬


‫إنتاجا أو توزيعا أو اس تيرادا ‪ ،‬ش ركات إنت اج لحم الخ نزير ‪ ،‬ش ركات‬
‫اإلقراض أو االقتراض الربوي كالبنوك الربوية ‪ ،‬شركات الفنون المحرمة‬
‫‪ ،‬ش ركات القم ار وتس هيل الزنا ‪ ،‬ش ركات ت زود األع داء ب المؤن والس لع‬
‫االستراتيجية التى يستخدمها فى حربه مع المسلمين سواء كان ذلك سالحا‬
‫أوغيره ……‪.‬وغير ذلك مما نص على تحريمه فى الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫ك ذلك إذا ك ان رأس م ال الش ركة من الربا أو من األم وال الق ذرة والكسب‬
‫الخبيث ‪.‬‬
‫وك ذا إذا ك ان الس هم نفسه يعطي لص احبه مزية مالية على نظرائه وهو ما‬
‫يسمى قانونا بشرط األسد ‪.‬‬
‫كل ما تق دم محظ ور ش رعا فال يج وز اإلس هام فى مثل ه ذه الش ركات وال‬
‫السمس رة فى أس همها وال ال ترويج لها وال تغطية االكتت اب فيها وال أخذ‬
‫أرباحها ‪.‬‬
‫وقد لعن رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬فى الخمر عشرة ‪ ،‬وهذا يدل‬
‫على حرمة سائر األنشطة االقتصادية المتعلقة بالحرام أيا كانت ‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫ويدل على ما تقدم ما يدل على حرمة هذه األنشطة لو مورست على نطاق‬
‫فردي بل تشتد الحرمة فى مثل صورتنا لعظم الضرر وكثرته ‪.‬‬

‫‪ -23‬أسهم شركات يختلط فيها الحالل بالحرام‬


‫وذلك ك أن يك ون نش اط الش ركة مش روعا ورأس مالها مش روعا ‪ ،‬إال أنها‬
‫اقترضت قرضا ربويا لتمويل بعض أنش طتها ‪ ،‬أو تتم معامالتها بعق ود‬
‫فاسدة …‪..‬‬
‫وتك ثر مثل ه ذه الش ركات فى العصر الحاضر بل قل أن نجد نش اطا حالال‬
‫خالصا وذلك لغلبة األنظمة الوض عية والق وانين الوض عية فى مجتمع ات‬
‫المسلمين فال تستطيع شركة من الشركات أو نشاط من األنشطة أن يسلم من‬
‫شيء من الربا أو الرشوة أو العقود الفاسدة ‪.‬‬
‫وتختلف أنظار الفقهاء المعاصرين فى مدى مشروعية هذه الشركات فهناك‬
‫من يغلب جانب الورع والتحوط ويمنع من المساهمة فى مثل هذه الشركات‬
‫أو التعامل معها بأي وجه من الوجوه تغليبا للحرمة وأن الحالل والحرام إذا‬
‫اجتمعا فإن الحرام يغلب الحالل ‪ ،‬وقد استدلوا بجملة من النصوص واآلثار‬
‫وأقوال السلف التى تدعو إلى التورع عن الحرام ولو كان قليال‬
‫ومن الفقهاء من يغلب اإلباحة بشرط أن يكون مقدار الحرام قليال إذا قورن‬
‫بالمب اح فى نش اط الش ركة ورأس مالها ‪ ،‬وقد ورد عن كث ير من الس لف ما‬
‫ي دل على أن الم ال المختلط إذا ك ان غالبه حالال ج از التعامل فيه ما لم يكن‬
‫ال ابن نجيم الحنفي ‪ :‬إذا اختلط‬ ‫عين ما يتعامل فيه حراما ومن ذلك ‪ :‬ق‬
‫‪15‬‬

‫الحالل والح رام فى البلد فإنه يج وز الش راء إال أن تق وم داللة على أنه من‬
‫الحرام "‬
‫وق ال الن ووي ‪ ":‬الخلط فى البلد ح رام ال ينحصر بحالل ينحصر لم يح رم‬
‫الش راء منه بل يج وز األخذ منه إال أن يق ترن بتلك العين عالمة ت دل على‬
‫أنها من الح رام ف إن لم يق ترن فليس بح رام ولكن تركه ورع محب وب وكلما‬
‫كثر الحرام تأكد الورع "‬
‫وق ال ابن تيمية فى ج واب س ؤال ح ول التعامل مع من ك ان غ الب أم والهم‬
‫حراما كالمكاس ين وأكلة الربا فأج اب ‪ " :‬إذا ك ان في أم والهم حالل وح رام‬
‫ففى مع املتهم ش بهة ال يحكم ب التحريم إال إذا ع رف أنه يعطيه ما يح رم‬
‫إعط اؤه وال يحكم بالتحليل إال إذا ع رف أنه يعطيه من الحالل ‪ ،‬ف إن ك ان‬
‫الحالل هو األغلب لم يحكم بتح ريم المعاملة ‪ ،‬وإ ن ك ان الح رام هو األغلب‬
‫قيل بحل المعاملة وقيل بل هي محرمة …‬
‫ويق ول ‪ :‬وإ ذا ك ان في ماله حالل وح رام واختلط لم يح رم الحالل بل له أن‬
‫يأخذ قدر الحالل …‪ ..‬ويقول ‪ :‬وكذلك من من اختلط بماله الحالل والحرام‬
‫أخرج قدر الحرام والباقى حالل له ‪"..‬‬
‫ويق ول ابن رجب الحنبلي " … ويتف رع على ه ذا معاملة من في ماله حالل‬
‫وح رام مختلط ب أن ك ان أك ثر ماله الحالل ج ازت معاملته واألكل من ماله‬
‫وإ ن ك ان أك ثر ماله الح رام فق ال أحمد ينبغي تجنبه إال أن يك ون ش يئا يس يرا‬
‫أو شيئا ال يعرف ‪"..‬‬
‫وبعد ذكر ما قاله الفقه اء فى ش أن التعامل فى األم وال المختلطة ن ذكر بأننا‬
‫فى عصر ال يطبق فيه المنهج اإلسالمي الكامل بل تسوده النظم الوضعية ‪،‬‬
‫وال يمكن أن يتحقق ما نص بو إليه فج أة من أن تس ير المع امالت بين‬
‫المس لمين على الع زائم دون ال رخص وعلى الحالل الطيب الخ الص دون‬
‫‪16‬‬

‫المختلف فيه ‪ ،‬والحاجة ماسة إلى وج ود مثل ه ذه الش ركات بما يحقق‬
‫مصالح المسلمين مع تعاملها طبقا للنظم السائدة‬

‫ويترجح‪ #‬لدينا فى مثل هذه المسألة ما يلى ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬يح رم على مس ئولي مثل الش ركات تعمد التعامل ب الحرام دون‬
‫ض رورة حقيقية وإ ذا وج دت فإنها تق در بق درها وال يج وز لها أن تق دم على‬
‫الحرام باختيارها‬
‫ثانيا ‪:‬يج وز التعامل فى أس هم ه ذه الش ركات ما ك ان أغلب أموالها حالال‬
‫وأنشطتها حالال وإ ن كان األحوط االبتعاد عنها ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬على من يش ارك فى مثل ه ذه الش ركات أن يقصد بش راء أس همها‬
‫تغييرها نحو الحالل المحض من خالل مشاركته فى اإلدارة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬عليه أن يخرج مما يربحه من هذه الشركات مقدار الحرام ليصرف‬
‫منه فى الجهات الخيرية ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬ال يج وز للمس لم المس اهمة فى ش ركة ينص فى نظامها األساسي‬
‫على أنها تتعامل فى الربا أو الخم ور او الخن ازير أو ما س وى ذلك من‬
‫المعامالت المحرمة ‪.‬‬
‫وج اء ق رار المجمع الفقهي اإلس المي بج دة فى ش أن اإلس هام فى الش ركات‬
‫رقم ‪ 65/1/7‬مايلى ‪:‬‬
‫بعد االطالع على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع اإلسهام‬
‫في الش ركات حسب مش روعية نش اطها وبعد االس تماع إلى المناقش ات ال تي‬
‫دارت حوله تقرر‬
‫أوال ‪ :‬بما أن األصل في المعامالت الحل فإن تأسيس شركة مساهمة ذات‬
‫أغراض وأنشطة مشروعة أمر جائز‬
‫‪17‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ال خالف في حرمة اإلس هام في ش ركات غرض ها األساسي مح رم‬
‫كالتعامل بالربا أو إنتاج المحرمات أو المتاجرة بها‬
‫ثالثا ‪ :‬األصل حرمة اإلس هام في ش ركات تتعامل أحيانا بالمحرم ات كالربا‬
‫ونحوه بالرغم من أن أنشطتها األساسية مشروعة *‬

‫‪ -24‬التعامل فى السندات ‪.‬‬


‫السند عبارة عن وثيقة إلثبات قرض من مالك السند على المنشأة ‪ ،‬ويعطى‬
‫صاحبه الحق فى الفائدة المتفق عليها باإلضافة إلى القيمة االسمية للسند عند‬
‫انتهاء مدة القرض ‪.‬‬

‫‪ -25‬يتمتع حامل السند بالحقوق اآلتية ‪:‬‬


‫الحق فى اقتضاء الفوائد الثابتة المتفق عليها‬ ‫‪-I‬‬
‫الحق فى استرداد قيمة السند عند انتهاء مدته‬ ‫‪-II‬‬
‫الحق فى تداول السند ببيعه أو التنازل عنه للغير‬ ‫‪-V‬‬
‫لكن اليش ارك ص احب الس ند فى إدارة المنش أة ال تى أقرض ها ‪ ،‬وليس له‬
‫الحق فى الحصول على أرباحها ‪ ،‬أو فى ناتج التص فية ‪،‬وإ نما هو مجرد‬
‫دائن للمنشأة ‪.‬‬

‫‪ -26‬للسندات أنواع كثيرة ويتفنن االقتصاديون فى ابتكار أنواع مختلفة‬


‫وبمزايا متعددة لجلب أموال المدخرين ‪.‬‬

‫‪ -27‬مدى شرعية التعامل فى السندات‬


‫‪18‬‬

‫السندات – كما ذكرنا – قروض يستحق صاحبها عليها فوائد ثابتة وهذا‬
‫هو الربا المح رم ش رعا بص ريح اآلي ات القرآنية وص حيح الس نة النبوية‬
‫وإ جماع األمة سلفها وخلفها ‪.‬‬
‫قال تعالى " { ياأيها الذين آمنوا اتقوا اهلل وذروا ما بقي من الربا إن كنتم‬
‫مؤم نين ‪ .‬ف إن لم تفعل وا ف أذنوا بح رب من اهلل ورس وله وإ ن تبتم فلكم‬
‫رؤوس أموالكم ال تظلمون وال تظلمون } البقرة – ‪279-278‬‬
‫ق ال ابن المن ذر ‪ :‬أجمع وا على أن المس لف إذا ش رط على المستس لف‬
‫زيادة أو هدية فأسلف على ذلك أن أخذ الزيادة ربا ‪.‬‬
‫وق ال ال رازي فى التفس ير فى مع نى ربا الجاهلية ‪ :‬وذلك أنهم ك انوا‬
‫ي دفعون الم ال على أن يأخ ذوا كل ش هر ق درا معينا ويك ون رأس الم ال‬
‫باقيا ثم إذا حل ال دين ط البوا الم دين ب رأس الم ال ف إن تع ذر عليه األداء‬
‫زادوا فى الحق واألجل فهذا هو الربا الذى كانوا يتعاملون به ‪.‬‬
‫وق ال الجص اص ‪ :‬إنه معل وم أن ربا الجاهلية ك ان قرضا م ؤجال بزي ادة‬
‫مشروطة فكانت الزيادة بدال من الجل فأبطله اهلل تعالى ‪.‬‬
‫وقد انتهت المجامع الفقهية المعتبرة إلى حرمة إصدار سندات ذات فائدة‬
‫او التعامل فيها بأي وجه من الوجوه ‪,‬من ذلك ‪:‬‬
‫ما انتهى إليه مؤتمر مجمع البحوث اإلسالمية فى مصر عام ‪1965‬‬ ‫‪-‬‬
‫م فى شأن المعامالت المصرفية إذ جاء ما يلي –‬
‫الفائ دة على أن واع الق روض كلها ربا مح رم ال ف رق فى ذلك بين‬ ‫‪-1‬‬
‫ما يس مى ب القرض االس تهالكي وما يس مى ب القرض اإلنت اجي ‪ ،‬ألن نص وص‬
‫الكتاب والسنة فى مجموعها قاطعة فى تحريم هذين النوعين ‪.‬‬
‫كث ير الربا وقليله ح رام كما يش ير إلى ذلك الفهم الص حيح فى‬ ‫‪-2‬‬
‫قوله تعالى{ ياأيها الذين آمنوا ال تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة}‬
‫‪19‬‬

‫اإلق راض بالربا المح رم ال تبيحه حاجة وال ض رورة ‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫واالق تراض بالربا المح رم ك ذلك وال يرتفع إثمه إال إذا دعت إليه الض رورة ‪،‬‬
‫وكل امريء متروك لدينه فى تقدير ضرورته‪.‬‬
‫ما انتهى إليه الم ؤتمر الس ادس لمجمع الفقه اإلس المي بج دة ‪1410‬ه‬
‫إذ صدر القرار رقم ‪ 62/11/6‬بشان السندات وهو ما يلي –‬
‫أوال ‪:‬أن الس ندات الى تمثل التزاما ب دفع مبلغها مع دفع فائ دة منس وبة‬
‫إليه أو نفع مش روط محرمة ش رعا من حيث اإلص دار أو الش راء أو‬
‫الت داول ‪ ،‬ألنها ق روض ربوية س واء أك انت الجهة المص درة لها‬
‫خاصة أو عامة ترتبط بالدولة وال أثر لتس ميتها ش هادات أو ص كوك‬
‫اس تثمارية أو ادخارية أو تس مية الفائ دة الربوية المل تزم بها ربحا أو‬
‫عمولة أو عائدا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تحرم أيضا السندات ذات الكوبون الصفري باعتبارها قروضا‬
‫يج ري بيعها بأقل من قيمتها االس مية ويس تفيد أص حابها من الف روق‬
‫باعتبارها خصما لهذه السندات‬
‫ثالثا ‪ :‬كما تح رم أيضا الس ندات ذات الج وائز باعتبارها قروضا‬
‫اش ترط فيها نفع أو زي ادة النس بة لمجم وع المقرض ين أو لبعض هم ال‬
‫على التعيين فضال عن شبهة القمار‬
‫وفى س ؤال لهيئة الرقابة الش رعية لش ركة ال راجحي ح ول ه ذا‬
‫الموضوع ‪:‬‬
‫الس ؤال ‪ :‬نرجو إب داء ال رأي الش رعي ح ول طلب بعض البن وك‬
‫بمس اهمة ش ركة ال راجحي المص رفية لالس تثمار في ت رويج وبيع‬
‫سندات التنمية الوطنية للدولة بالدوالر األمريكي ؟‬
‫‪20‬‬

‫الج واب ‪ :‬وبتأمل الهيئة في نوعية الس ندات الم ذكورة ت بين أنها‬
‫س ندات ربوية يص درها البنك المرك زي لسد العجز في ميزانية‬
‫الحكومة وعلى ه ذا فال يج وز التعامل بها بيعا أو ش راء أو توس طا‬
‫ألنها من الربا الص ريح ال ذي ورد النهى عنه في الكت اب والس نة‬
‫وأجمع المسلمون على تحريمه لذا يجب على الشركة عدم التوسط في‬
‫ترويج وبيع السندات المذكورة *‬
‫فت وى فض يلة ش يخ األزهر ج اد الحق على ج اد الحق فى ‪14/3/79‬‬
‫وفيها ‪:‬أن أذون الخزانة وس ندات التنمية ال تي تص درها الدولة بمع دل‬
‫ث ابت من ب اب الق رض بفائ دة ‪ ،‬وقد ح رمت الش ريعة الق روض ذات‬
‫الفائ دة المح ددة أيا ك ان المق رض أو المق ترض وأنها من ب اب الربا‬
‫المحرم شرعا بالكتاب والسنة واإلجماع ‪.‬‬

‫‪ -28‬صكوك التمويل ذات العائد المتغير ‪.‬‬


‫ص كوك التمويل ن وع من أن واع الس ندات إال أنها ال ت در عائ دا ثابتا بل‬
‫عائد متغ ير وال يج اوز ما يح دده البنك المرك زي باالتف اق مع الهيئة‬
‫العامة لسوق المال ‪.‬‬
‫ومشترى الصك ال يشترك فى اإلدارة وال يحصل على أرباح وال يتحمل‬
‫فى الخسائر وليس الحق فى ناتج التصفية وإ نما هو دائن للمنشأة بالقيمة‬
‫االس مية للصك ويتقاضى فى مقابل ذلك العائد ال ذى يح دد وفقا للطريقة‬
‫التى ذكرنا ‪.‬‬

‫‪ -29‬والتعامل فى ص كوك التمويل ذات العائد المتغ ير ليس مش روعا‬


‫ألن صاحبه مجرد دائن للمنشأة ويجر عليه عائدا وهذا من باب القرض‬
‫‪21‬‬

‫الرب وي المح رم وع دم تث بيت العائد ال يخ رج المعاملة من الحرمة إلى‬


‫الحل ألن تغي يره يرجع إلى ما يح دده البنك المرك زي باالتف اق مع الهيئة‬
‫العامة لسوق المال وليس لكم األرباح قلة وكثرة ‪.‬‬

‫‪ -30‬صكوك االستثمار‬
‫هو ن وع من األوراق المالية تص درها ش ركات تلقي األم وال ‪ ،‬ويش ترك‬
‫ص احب الصك فى األرب اح ويتحمل فى الخس ائر بق در قيمة الصك ‪ ،‬وله‬
‫الحق فى ناتج التصفية ‪ ،‬ويسترد قيمة الصك إذا اتفق على ذلك ‪.‬‬

‫‪ -31‬وص كوك االس تثمار حس بما تق دم مش روعة فى إص دارها وت داولها‬


‫والتعامل عليها بشتى وجوه التعامل ‪.‬‬
‫ومركز حامل الصك أشبه بمركز رب المال فى المضاربة ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ -32‬أوجه التعامل على األوراق المالية ومدى مشروعيتها‬


‫راء داخل‬ ‫زم الدولة أن يتم التعامل على األوراق المالية بيعا وش‬ ‫تل‬
‫البورص ات س واء ك انت س وقا منظمة أو غ ير منظمة ‪ ،‬رس مية أو غ ير‬
‫رسمية ‪.‬‬
‫ومجاالت التعامل فى األوراق المالية متعددة ‪-:‬‬
‫المتاجرة بقصد تحقيق األرباح من جراء فوراق األسعار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ش راء األوراق المالية بقصد الحص ول على األرب اح ال تى تحققها‬ ‫‪-‬‬
‫األسهم أو الصكوك ‪.‬‬
‫السمسرة فى األوراق المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بي وت الخ برة والمك اتب االستش ارية المحاس بية أو اإلدارية أو‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادية ‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫شركات الدعاية والترويج ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫أنشطة أخرى ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويتوقف مش روعية األنش طة الم ذكورة على م دى مش روعية األوراق‬
‫المالية ف إذا ك انت أس هما عادية لش ركات مش روعة النش اط ال تتعامل فى‬
‫المحرم ات أو الخب ائث وال يشتمل رأس مال الشركة المصدرة لألوراق‬
‫المالية على ربا أو أم وال ق ذرة وكسب خ بيث فجميع ما تق دم من أنش طة‬
‫تكون مشروعة ‪.‬‬
‫أما إذا ك انت تلك األوراق س ندات تحقق ألص حابها فوائد باإلض افة إلى‬
‫القيمة االس مية للس ند عند انته اء مدته وال يش ارك مالك الس ند فى خس ائر‬
‫الش ركة ‪ ،‬أو ك انت تلك األوراق أس هم امتي از ‪،‬أو أس هما عادية لش ركات‬
‫غير مشروعة النشاط كالخمور والمخدرات والفنون المحرمة وغ ير ذلك‬
‫‪ ،‬أو صكوك تمويل ذات عائد متغير فجميع ما تقدم من أنشطة على هذه‬
‫األوراق غير مشروع ‪.‬‬
‫ويبقى وجه آخر يحدد مدى مشروعية التعامل على األوراق المالية وهو‬
‫الص ورة ال تي تم بها التعامل داخل البورصة وهو موض وع الفق رة اآلتية‬
‫‪.‬‬

‫‪-33‬صور التعامل فى البورصة‬


‫يتم التعامل فى البورصة بإحدى الصور التالية ‪:‬‬
‫العاجلة أو ما يس مى بالس وق الحاض رة ‪ ،‬وفى ه ذه‬ ‫أ‪-‬العملي‪###‬ات‬
‫الص ورة يق وم المش ترى ب دفع الثمن ك امال واس تالم األوراق المالية من‬
‫البائع وفق اإلجراءات المتبعة فى البورصة ‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫‪ -34‬مدى شرعية التعامل فى البورصة بالعمليات العاجلة‬


‫ه ذه الص ورة ج ائزة ش رعا ألنها عب ارة عن بيع ب ات تس لم فيه األوراق‬
‫المالية وي دفع الثمن وليس ثمة تأجيل ف إذا ما ك انت األوراق المالية محل‬
‫الص فقة مش روعة وفق ما ذكرنا فى الفق رات الس ابقة ك انت العملية‬
‫مشروعة ‪.‬‬
‫وي دل على ذلك األدلة الدالة على ج واز ال بيع ومش روعيته فى الق رآن‬
‫والسنة ‪.‬‬

‫بالهامش وصورته ‪ :‬أن يدفع المشترى‬ ‫‪-35‬الشراء الجزئي أو‬


‫جزءا من الثمن نقدا ‪ ،‬ويقوم السمسار بالحصول على قرض بباقى الثمن‬
‫من البنك لس داد ب اقى القيمة ‪،‬على أن توضع األوراق محل الص فقة‬
‫كرهن لدى السمسار لسداد قيمة القرض وعلى أن تسجل األوراق المالية‬
‫المش تراة باسم ش ركة السمس رة وليس باسم العميل المش تري ‪ ،‬وي دفع‬
‫السمسار للبنك فائدة على القرض ثم يحصل من العميل هذه الفائدة بسعر‬
‫أعلى من سعر الفائدة للبنك ‪.‬‬
‫ويلجأ المض اربون له ذه الص ورة المنتش رة فى بورص ات الع الم توقعا‬
‫لزي ادة القيمة الس وقية للورقة المش تراة فيما بعد فيحص لون على عائد‬
‫مرتفع على الجزء الذى دفعوه نقدا ‪.‬‬
‫ولخط ورة التعامل به ذه الص ورة على س وق الم ال ش ددت الق وانين‬
‫انون البورصة واألوراق المالية‬ ‫األمريكية فى التعامل بها ونص ق‬
‫الص ادر ع ام ‪ 1934‬على ع دم ج واز تق ديم ق رض بقيمة تزيد عن قيمة‬
‫األوراق المالية المش تراة محل ال رهن ‪ ،‬وح ددت بورصة نيوي ورك‬
‫‪24‬‬

‫هامش ‪ %5‬على القيمة االسمية لألوراق التى تصدرها الحكومة المحلية‬


‫‪ ،‬او ‪ %25‬على القيمة الس وقية لها أيهما أقل ‪ ،‬ومنذ ع ام ‪ 1934‬وح تى‬
‫اآلن تراوحت نسبة الهامش المبدئي التى يحددها البنك المركزي للتعامل‬
‫فى األس هم العادية ما بين ‪ %100، %40‬أي بين نس بة اق تراض ‪%60‬‬
‫وال ش يء ‪ ،‬والس بب فى ذلك هو تع رض أس عار ه ذه األس هم للتقلب‬
‫بمع دالت عالية نظ را للممارس ات غ ير األخالقية ال تى تح دث من كب ار‬
‫المضاربين لزيادة مكاسبهم وصدق توقعاتهم ‪.‬‬

‫م‪## #‬دى ش‪## #‬رعية التعامل فى البورصة بالش‪## #‬راء باله‪## #‬امش‬ ‫‪- -36‬‬
‫أوالجزئي‬
‫فى ه ذه الص ورة ال ي دفع المش ترى الثمن ك امال وعند ه ذا الحد ال غب ار‬
‫عليها ش رعا فالش ريعة اإلس المية تج وز ال بيع إلى أجل ‪ ،‬وقد اش ترى‬
‫النبي– صلى اهلل عليه وسلم – نسيئة ‪.‬‬
‫وإ نما توجد الحرمة فيما يلي ‪-:‬‬
‫ك ون ما تبقى من ثمن الص فقة يقرضه السمس ار للعميل مقابل فائ دة‬ ‫‪-‬‬
‫محرمة ش رعا ألنها عب ارة عن الربا ال ذى حرمه اهلل ورس وله وأجمعت األمة‬
‫سلفها وخلفها على ذلك‬
‫كون األوراق المالية محل الصفقة ترهن عند السمسار ويستفيد من‬ ‫‪-‬‬
‫أرباحها وإ نما الذى يجب أن يستفيد من أرباح الشيء المرهون ومنافعه إنما هو‬
‫مالكها وليس الدائن المرتهن ‪.‬‬
‫وج ود عق دين معا فى ص فقة واح دة هما ال بيع والق رض وقد نهت‬ ‫‪-‬‬
‫الش ريعة اإلس المية عن اجتماعهما معا لما صح عن الن بي – ص لى اهلل عليه‬
‫وسلم – أنه نهى عن بيع وسلف "‬
‫‪25‬‬

‫الممارس ات غ ير األخالقية ال تى تص احب ه ذا الل ون من التعامل ‪،‬‬ ‫‪-‬‬


‫فمكسب ط رف فيه خس ارة للط رف اآلخر وب ذلك يح رص كل فريق على إلح اق‬
‫الخسارة باآلخر بكل السبل المشروعة وغير المشروعة بل إن غير المشروعة‬
‫هى األصل‬
‫المق امرة على األوراق المالية وهو ما يس مونه بالمض اربة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والمق امرة منهي عنها لما ج اء فى قوله تع الى { ياأيها ال ذين آمن وا إنما الخمر‬
‫والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ‪.‬‬
‫إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم‬
‫عن ذكر اهلل وعن الصالة فهل أنتم منتهون } المائدة‬
‫ولما صح عن رس ول اهلل – ص لى اهلل عليه وس لم – أنه نهى عن‬
‫الغرر‬

‫المكش ‪##‬وف وص ورته ‪ :‬أن يق وم الب ائع ب بيع‬ ‫‪ -37‬ال ‪##‬بيع على‬
‫أوراق مالية ال يملكها عند البيع وإ نما يقوم بشرائها يوم التنفيذ وتسليمها‬
‫للمش تري أو باقتراض ها من السمس ار وفى ه ذه الحالة يحتفظ السمس ار‬
‫بالثمن لديه إلى أن يقوم البائع بشرائها وتسليمها للسمسار ‪.‬‬
‫ويقوم البائع بتلك العملية ألنه يراهن على األسعار بالهبوط فإذا اليوم‬
‫مثال بس عر الورقة ‪ $ 20‬فإنه يتوقع انخف اض األس عار بعد خمسة عشر‬
‫يوما مثال هو موعد التنفيذ ليصبح ‪ $15‬فيشترى فى هذا اليوم ب‪$ 15‬‬
‫ويس لم األوراق محل الص فقة إلى المش ترى ال ذى ك ان قد اش تراها ب‪20‬‬
‫‪ $‬ويكسب البائع الفرق بين السعرين ‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫ويالحظ أن المش تري قد أق دم على مثل ذلك ألنه ي راهن على األس عار‬
‫بالص عود فهو يتوقع أن يصل س عر الورقة مثال إلى ‪ $25‬فى ي وم التنفيذ‬
‫وكان قد اشترى ب‪$20‬‬
‫وكسب الفرق بين السعرين ‪.‬‬
‫وكل من فريق الهبوط وفريق الصعود يحاول بشتى الطرق خاصة غير‬
‫المش روعة على أن تص دق تنبؤاته ح تى يكسب ومن ذلك ‪ :‬تس ريب‬
‫اإلش اعات المغرضة وعقد الص فقات الوهمية أو الص ورية وإ ش اعة‬
‫ال رعب داخل س وق الم ال وغ ير ذلك ‪ .‬ومن هنا تح دث الك وارث‬
‫واألزمات ‪.‬‬

‫‪ - 38‬مدى شرعية التعامل فى البورصة بالبيع على المكشوف ‪.‬‬


‫في ه ذه الص ورة ال يملك الب ائع األوراق المالية محل الص فقة وقت العقد‬
‫وإ نما يض ارب (يق امر ) على هب وط األس عار ‪ ،‬حيث يتوقع هب وط س عر‬
‫األس هم ال تى باعها فيش تريها ي وم التنفيذ بس عر أقل كما يتوقع وك ان قد‬
‫باعها بسعر أعلى ويستفيد الفرق بين السعرين ‪ ،‬فى الوقت الذي نجد أن‬
‫من اش ترى تلك األوراق يض ارب (يق امر) على الص عود حيث يتوقع أن‬
‫ترتفع األسعار وكان قد اشترى بسعر أقل فيستفيد ما بين األسعار ‪.‬‬
‫وهذه الصورة محرمة شرعا لما اشتملت عليه من أوجه الحظر المتعددة‬
‫وأهمها ‪:‬‬
‫بيع الب ائع لما ال يملك من األوراق وك ذا ش راء المش ترى لما اليملكه‬ ‫‪-‬‬
‫البائع وقد نهت الشريعة اإلسالمية عن ذلك لما صح عن النبي ‪ 0‬صلى اهلل عليه‬
‫وسلم – أنه نهى عن بيع ما اليملك وعن ربح ما لم يضمن "‬
‫‪27‬‬

‫التوسع فى ال بيع على المكش وف له آث ار س لبية ض ارة بس وق رأس‬ ‫‪-‬‬


‫المال نفسه ألنه إذا زادت المضاربات ( المقامرة ) بهذه الصورة على ورقة ما‬
‫فإن ذلك يوحي لآلخرين بأن سعرها سوف ينخفض وبالتالي تنخفض قيمتها فى‬
‫السوق دون أن تكون هناك معلومات تشير إلى سوء حالة المنشأة المصدرة لتلك‬
‫الورقة وهو أمر إذا استمر من شأنه أن يضعف كفاءة السوق ‪.‬‬
‫وكث يرا ما يح دث ت آمر على ش ركة ما بمثل ه ذه الطريقة فتتع رض‬
‫الشركة لالنهيار بأالعيب المتآمرين والمقامرين ‪.‬‬
‫الممارس ات الالأخالقية ال تى تص احب ه ذه العملي ات من بي وع‬ ‫‪-‬‬
‫ص ورية واحتك ارات وإ ش اعات مغرضة وأك اذيب وغ ير ذلك مما هو من ل وازم‬
‫مثل هذه العمليات ‪.‬‬
‫اش تمالها على المق امرات والمراهن ات المحرمة فى الش ريعة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمية كما ذكرنا فى الصورة السابقة ‪.‬‬

‫‪OPTIONS‬‬ ‫‪ -39‬التعامل باالختيارات‬


‫فى هذه الصورة ال يقع التعامل على األوراق المالية وإ نما تكون المعاملة‬
‫فيها على حق بيع أو ش راء ه ذه األوراق ‪ ،‬وب ذا يك ون المحل المتعاقد‬
‫عليه هو الحق ذاته ‪.‬‬
‫وتع رف عملي ات االختي ار بأنها ‪ :‬عقد يعطي لحامله الحق فى ش راء أو‬
‫بيع ورقة مالية فى تاريخ الحق بسعر معين يحدد وقت التعاقد ‪.‬‬
‫ونتصور هذه العملية فى المثال اآلتي ‪-:‬‬
‫وك انت قيمة الس هم آنئذ ‪$50‬‬ ‫‪I.BM‬‬ ‫يمتلك زيد ‪ 100‬س هم فى ش ركة‬
‫وب دال من بيعها ح رر عليها عقد اختي ار لعم رو مقابل ‪ $ 5‬للس هم الواحد‬
‫على أن يتم التنفيذ خالل ش هر من تاريخه ‪،‬ف إذا ج اء موعد التنفيذ‬
‫‪28‬‬

‫وارتفعت القيمة الس وقية للس هم ب أن وصل إلى ‪ $60‬عند ذلك س ينفذ‬
‫عمرو العقد ويشترى األسهم بسعر ‪ 5000 = 50×100‬ليبيعها بسعر‬
‫‪ 6000 =60×100‬محققا ربحا ق دره ‪ $ 500‬بعد ثمن االختي ار ال ذى‬
‫يدفعه لزيد ‪. $500‬‬
‫وفى المقابل نجد أن خس ارة زيد قليلة إذ انه أخذ ‪ $ 500‬مقابل تحرير‬
‫عقد اختيار ولو لم يحرره لكانت خسارته ‪. $1000‬‬
‫أما إذا انخفضت القيمة الس وقية لألس هم عند ذلك ال ينفذ عم رو العقد‬
‫ويكتفى بخس ارته لثمن االختي ار ‪ ،‬ومن هنا يظهر س بب تحرير االختي ار‬
‫بدال من البيع والشراء للورقة وهو تقليل حجم الخس ارة عند حدوثها كما‬
‫أنها تمثل مصدر عائد مالي لمحررها ‪.‬‬
‫وتتحدد سمات عقود االختيارات فيما يلي –‬
‫عقد ي رد على حق مج رد هو حق االختي ار وليس موض وعه أوراقا‬ ‫‪-‬‬
‫مالية‬
‫فى الغ الب ال تتم ص فقة ال بيع والش راء بل تتم التس وية بحص ول‬ ‫‪-‬‬
‫مشترى االختيار أو بائعه على فروق األسعار إن وجدت ‪.‬‬
‫يص احبها مض اربة ( مق امرة ) على الص عود لألس عار فى حالة‬ ‫‪-‬‬
‫الشراء وعلى الهبوط فى حالة البيع ‪.‬‬
‫يتم إعادة تداول حق االختيار بما يتضمن إجراء معامالت صورية‬ ‫‪-‬‬
‫من يبيع الورقة ال يملكها عادة عند توقيع العقد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪29‬‬

‫‪ -40‬التعامل على المؤشرات‬


‫مؤشرات سوق المال وسيلة تساعد المحترفين فى البورصة للتنبؤ بالحالة‬
‫االقتص ادية لس وق األوراق المالية ‪ ،‬ويعكس المؤشر م دى التغ ير فى أس عار‬
‫األوراق المالية بالسوق منسوبة ألسعارها فى يوم األساس صعودا وهبوطا ‪.‬‬
‫كيفية حساب المؤشر‬ ‫‪-‬‬
‫يحسب المؤشر إما بالمتوسط الحسابي ألسعار األسهم = مجموع أسعار‬
‫األس هم ÷ ع دد األس هم ‪ ،‬أو بالمتوسط الم رجح بالكمي ات المتداولة =‬
‫قيمة األسهم المتداولة ÷ على عدد األسهم ‪.‬‬
‫وعادة ما ينسب هذا الرقم إلى سنة سابقة تسمى سنة األساس ‪ ،‬وبالتالى‬
‫يك ون المؤشر في ي وم ما س‪ × 1‬ك‪ ÷ 1‬س× ك للداللة على نق اط‬
‫المؤشر مقارنة بسنة األساس ‪.‬‬
‫حيث س‪ 1‬أسعار األسهم فى الوقت الحاضر ‪،‬ك‪ 1‬كمية األسهم المتداولة‬
‫به ذه األس عار فى ال وقت الحاضر ‪( ،‬س‪،‬ك) أس عار وكمي ات األس هم فى‬
‫سنة األساس ‪.‬‬
‫ويوجد لكل س وق مؤشر خ اص به مثل ‪ :‬مؤشر داوج ونز وهو المتوسط‬
‫الحس ابي ألس عار مجموعة مخت ارة من أس هم ثالثين ش ركة من أفضل‬
‫الش ركات األمريكية ‪ ،‬ومؤش ر( ‪ )S&P500‬فى أمريكا أيضا ويوجد‬
‫مؤشر نيك اي فى الياب ان ‪ FAT ،‬فى بريطانيا ‪ ،‬ومؤشر ‪ DAX‬فى‬
‫ألمانيا وهكذا‬
‫وفى مصر يوجد مؤشر س وق الم ال وهو مؤشر ش امل ج امع لكافة‬
‫الش ركات المقي دة فى بورصة األوراق المالية وال تى يتم التعامل على‬
‫أساسها ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫ويالحظ أن هذا المؤشر محسوب على أساس القيمة السوقية لألس هم وهو‬
‫ناتج ضرب القيمة السوقية للسهم فى عدد األسهم المقيدة بالسوق‬
‫واألس اس فى قيمة المؤشر هو ال رقم ‪ 100‬يع بر عن أس عار األس هم فى‬
‫تاريخ ‪ ، 2/1/1992‬وقد تم اختيار هذا التاريخ ليكون سنة األساس فى‬
‫المؤشر ألن السياس ات والق وانين االقتص ادية الحاكمة للمجتمع قبل ع ام‬
‫‪ 1992‬كانت مختلفة بعده وألن سياسات ما يسمى باإلصالح االقتصادي‬
‫فى مصر والبدء الفعلي فى تطوير سوق المال كان مع هذا العام ‪.‬‬
‫يظهر مما تق دم عرضه أن المؤش رات ليس س لعا وال أوراقا مالية ومع‬
‫ذلك فقد يق وم البعض بعمل مراهن ات عليها طبقا لعق ود االختي ارات او‬
‫المستقبليات وذلك بان يقوم شخص بالتعاقد مع شخص آخر لشراء عدد‬
‫معين من وح دات المؤشر ولتكن ‪ 100‬وح دة بس عر ‪ $100‬وال ذي يمثل‬
‫متوسط أس عار األس هم فى ذلك ال وقت على أن يتم التنفيذ بعد م دة معينة‬
‫ف إذا ارتفع متوسط الس عر ( المؤشر ) بعد ذلك ليص بح ‪ $110‬فإنه‬
‫ب الطبع لن يج ري تس ليم لألس هم بل يتم حص ول المش ترى على ف رق‬
‫السعر كمكسب من الطرف اآلخر ‪.‬‬
‫ه ذا وتتفتق أذه ان الم رابين والمق امرين ال دوليين من اليه ود وأش ياعهم‬
‫كل يوم عن مزيد من هذه المعامالت والصور الفاسدة التى أودت بحياة‬
‫العباد والبالد ‪.‬‬

‫‪ -41‬مدى شرعية التعامل فى البورصة باالختيارات والمؤشرات‪.‬‬


‫مما سبق عرضه فى توضيح سمات االختيارات يتضح ما يلى –‬
‫أق رب ش يء لالختي ارات هو القم ار فكل مش تر لخي ار بيع أو ش راء‬ ‫‪-‬‬
‫يربط حظه بتقلبات األسعار إما لفائدته أوضده‬
‫‪31‬‬

‫االتفاق الذى يؤدى إلى الحصول على اختيار لقاء ثمن االختيار ال‬ ‫‪-‬‬
‫يعت بر عق دا ألنه يفتقد محل العقد المعت بر ش رعا وب ذلك فهو ن وع من العبث‬
‫ووسيلة لتقليل آثار المقامرات والمراهنات‬
‫تتم عقود االختيارات عادة على ما ال يملكه صاحب االختيار‬ ‫‪-‬‬
‫يتحدد سعر االختيار على أسس باطلة فهى إما قمار أو ربا …‬ ‫‪-‬‬
‫وما يقال عن االختيارات يقال مثله عن التعامل بالمؤشرات ‪.‬‬

‫‪ -42‬ج‪##‬اء فى ق‪##‬رارات المجمع الفقهي بج‪##‬دة ح‪##‬ول التعامل فى س‪##‬وق‬


‫األوراق المالية ما يلي _‬
‫إن مجلس المجمع الفقهي اإلس المي قد نظر في موض وع س وق‬
‫األوراق المالية والبض ائع ( البورص ة) وما يعقد فيها من عق ود بيعا‬
‫وش راء على العمالت الورقية وأس هم الش ركات وس ندات الق روض‬
‫التجارية والحكومية والبض ائع وما ك ان من ه ذه العق ود على معجل وما‬
‫كان منها على مؤجل‪.‬‬
‫كما اطلع مجلس المجمع على الجوانب اإليجابية المفيدة لهذه السوق في‬
‫نظر االقتص اديين والمتع املين فيها وعلى الج وانب الس لبية الض ارة فيها‬
‫وهي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬إن غاية الس وق المالية ( البورصة ) هي إيج اد س وق مس تمرة‬
‫ودائمة يتالقى فيها الع رض والطلب والمتع املون بيعا وش راء وه ذا أمر‬
‫جيد ومفيد ويمنع اس تغالل المح ترفين للغ افلين والمسترس لين ال ذين‬
‫يحت اجون إلى بيع أو ش راء وال يعرف ون حقيقة األس عار وال يعرف ون من‬
‫هو المحت اج إلى البيع ومن هو المحت اج إلى الشراء ولكن هذه المص لحة‬
‫‪32‬‬

‫الواض حة يواكبها في األس واق الم ذكورة ( البورصة ) أن واع من‬


‫الص فقات المحظ ورة ش رعا والمق امرة واالس تغالل وأكل أم وال الن اس‬
‫بالباطل ول ذلك ال يمكن إعط اء حكم ش رعي ع ام بش أنها بل يجب بي ان‬
‫حكم المعامالت التي تجري فيها كل واحدة منها على حدة‬
‫ثانيا ‪ :‬إن العقود العاجلة على السلع الحاضرة الموجودة في ملك البائع‬
‫ال تي يج ري فيها القبض فيما يش ترط له القبض في مجلس العقد ش رعا‬
‫هي عقود جائزة ما لم تكن عقودا على محرم شرعا أما إذا لم يكن المبيع‬
‫في ملك الب ائع فيجب أن تت وافر فيه ش روط بيع الس لم ثم ال يج وز‬
‫للمشتري بعد ذلك بيعه قبل قبضه‬
‫ثالثا ‪ :‬إن العق ود العاجلة على أس هم الش ركات والمؤسس ات حين تك ون‬
‫تلك األس هم في ملك الب ائع ج ائزة ش رعا ما لم تكن تلك الش ركات أو‬
‫المؤسس ات موض وع تعاملها مح رم ش رعا كش ركات البن وك الربوية‬
‫وشركات الخمور فحينئذ يحرم التعاقد في أسهمها بيعا وشراء‬
‫رابعا ‪ :‬إن العق ود العاجلة واآلجلة على س ندات الق روض بفائ دة بمختلف‬
‫أنواعها غير جائزة شرعا ألنها معامالت تجري بالربا المحرم‬
‫خامسا ‪ :‬إن العقود اآلجلة بأنواعها التي تجري على المكشوف أي على‬
‫األسهم والسلع التي ليست في ملك البائع بالكيفية التي تجري في السوق‬
‫المالية( البورصة) غير جائزة شرعا ألنها تشتمل على بيع الشخص ما‬
‫ال يملك اعتم ادا على أنه سيش تريه فيما بعد ويس لمه في الموعد وه ذا‬
‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم أنه قال ‪:‬‬
‫منهى عنه شرعا لما صح عن رسول اهلل َ‬
‫" ال تبع ما ليس عن دك " ‪ ,‬وك ذلك ما رواه اإلم ام أحمد وأبو داود بإس ناد‬
‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ص حيح عن زيد بن ث ابت َرض َي اللهُ َع ْن هُ ‪ :‬أن الن بي َ‬
‫َو َسلَّ َم " نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم "‬
‫‪33‬‬

‫سادسا ‪ :‬ليست العقود اآلجلة في السوق المالية ( البورصة) من قبيل بيع‬


‫السلم الجائز في الشريعة اإلسالمية وذلك للفرق بينهما من وجهين‪:‬‬
‫( أ) في الس وق المالي ة( البورص ة) ال ي دفع الثمن في العق ود اآلجلة في‬
‫مجلس العقد وإ نما يؤجل دفع الثمن إلى موعد التصفية بينما الثمن في بيع‬
‫السلم يجب أن يدفع في مجلس العقد‬
‫( ب ) في الس وق المالية ( البورص ة) تب اع الس لعة المتعاقد عليها وهي‬
‫في ذمة الب ائع األول وقبل أن يحوزها المش تري األول ع دة بيوع ات‬
‫وليس الغ رض من ذلك إال قبض أو دفع ف روق األس عار بين الب ائعين‬
‫والمش ترين غ ير الفعل يين مخ اطرة منهم على الكسب وال ربح كالمق امرة‬
‫سواء بسواء بينما ال يجوز بيع المبيع في عقد السلم قبل قبضه‬
‫وبن اء على ما تق دم ي رى المجمع الفقهي اإلس المي أنه يجب على‬
‫المسئولين في البالد اإلسالمية أن ال يتركوا أسواق البورصة في بالدهم‬
‫حرة تتعامل كيف تشاء في عقود وصفقات سواء كانت جائزة أم محرمة‬
‫وأن ال ي تركوا للمتالع بين باألس عار فيها أن يفعل وا ما يش اءون بل‬
‫يوجب ون فيها مراع اة الط رق المش روعة في الص فقات ال تي تعقد فيها‬
‫ويمنعون العقود غير الجائزة شرعا ليحولوا دون التالعب ال ذي يجر إلى‬
‫الك وارث المالية ويخ رب االقتص اد الع ام ويلحق النكب ات ب الكثيرين ألن‬
‫الخ ير كل الخ ير في ال تزام طريق الش ريعة اإلس المية في كل ش يء ق ال‬
‫اهلل تعالى ‪ (:‬وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وال تتبعوا السبل فتفرق بكم‬
‫عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) *‬
‫وجاء قرار المجمع رقم ‪ 65/6/7‬مايلى ‪:‬‬
‫‪34‬‬

‫بعد االطالع على البحوث المقدمة من األعضاء والخبراء في موضوع‬


‫التعامل في األس هم ب الطرق الربوية " اله امش " وبيع الس هم قبل تملكه "‬
‫البيع القصير " وبعد استماعه للمناقشات التي دارت حوله قرر ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬ال يج وز ش راء الس هم بق رض رب وي يقدمه السمس ار أو غ يره‬
‫للمشترى لقاء رهن السهم لما في ذلك من المراباة وتوثيقها بالرهن وهما‬
‫النص على لعن آكل الربا وموكله وكاتبه‬ ‫ال المحرمة ب‬ ‫من األعم‬
‫وشاهديه‬
‫ثانيا ‪ :‬ال يج وز أيضا بيع س هم ال يملكه الب ائع وإ نما يتلقى وع دا من‬
‫السمسار بإقراضه السهم في موعد التسليم ألنه من بيع ما ال يملك البائع‬
‫ويق وى المنع إذا اش ترط إقب اض الثمن للسمس ار لينتفع به بإيداعه بفائ دة‬
‫للحصول على مقابل اإلقراض*‬
‫وفى شأن االختيارات جاء قرار المجمع‪:‬‬
‫بعد االطالع على البح وث ال واردة إلى المجمع بخص وص موض وع‬
‫الخيارات وبعد االستماع إلى المناقشات التي دارت حوله تقرر ‪:‬‬
‫أن المقص ود بعق ود االختي ارات االل تزام ب بيع ش يء مح دد موص وف أو‬
‫شرائه بسعر محدد خالل فترة زمنية معينة أو في وقت معين إما مباشرة‬
‫أو من خالل هيئة ضامنة لحقوق الطرفين‬
‫وحكمه الشرعي أن عقود االختيارات ‪ -‬كما تجري اليوم في األسواق‬
‫المالية العالمية ‪ -‬هي عق ود مس تحدثة ال تنض وي تحت أي عقد من‬
‫العق ود الش رعية المس ماة وبما أن المعق ود عليه ليس م اال و ال منفعة وال‬
‫حقا ماليا يج وز االعتي اض عنه فإنه غ ير ج ائز ش رعا وبما أن ه ذه ال‬
‫تجوز ابتداء فال يجوز تداولها *‬
‫‪35‬‬

‫‪ -43‬أزمات البورصات العالمية والمعامالت الفاسدة‬


‫ي رى كث ير من المختص ين والخ براء فى األس واق المالية أن من أس باب‬
‫ك وارث البورص ات العالمية وانهيارها بل من أهم أس باب األزم ات‬
‫المالية والسياس ية ل دول جن وب ش رق آس يا هو التعامل بمثل المع امالت‬
‫الفاسدة التى وضحنا حرمتها ‪.‬‬
‫فى المنت دى االقتص ادي لمركز ص الح كامل وال ذى عقد إب ان أزمة‬
‫البورص ات العالمية فى أكت وبر ‪ 1997‬ج اءت كلم ات الخ براء توضح‬
‫وت برهن على أن كث يرا من أس باب األزمة يع ود إلى ه ذه المع امالت‬
‫الفاسدة ‪.‬‬
‫يقول د ‪ .‬منير هندى خبير البورصات فى تحليله لألزمة وبيان األسباب‬
‫ال تى أدت إليها ‪{ :‬الس بب الخ امس ‪ :‬الش راء الهامشي ‪ ،‬نقصد ب ذلك حالة‬
‫المس تثمرين ال ذين ق اموا بتمويل ج زء من مش ترياتهم من األس هم ب أموال‬
‫مقترضة فمع انخف اض األس عار أص بخ أم امهم خي ارين ‪ :‬إما س داد ج زء‬
‫من قيمة الق رض ال ذى حص لوا عليه أو بيع ج زء من األس هم ال تى‬
‫اش تروها ‪ .‬وفى ظل هب وط األس عار ع ادة ما يميل ه ؤالء المش ترين إلى‬
‫بيع جزء من األسهم مما يزيد من االتجاه الهبوطي لألسعار …}‬
‫ويقول د ‪ .‬محمد عبد الحليم عمر مدير المركز وأستاذ المحاسبة بجامعة‬
‫األزهر ح ول أس باب األزمة ‪ :‬تحت عن وان األس باب السياس ية ق ال ‪:‬‬
‫{ قي ام الملي اردير اليه ودي ج ورج س ورس ب دور كب ير فى المض اربات‬
‫( المق امرات ) على العمالت اآلس يوية وك ذا التكتالت العالمية الك برى‬
‫وعلى حد تعب ير محاضر محمد رئيس وزراء ماليزيا فى اته ام س ورس‬
‫وهذه التكتالت بالرغبة فى هدم اقتصاد دول آسيا عن طريق خلخلة نظام‬
‫‪36‬‬

‫عمالتها وفى مقدمة ه ذه التكتالت ‪ :‬ص ناديق االس تثمار والتوف ير‬
‫والتح وط األمريكية وامتد اتهامه إلى س ورس بالت دخل مباش رة‬
‫والمض اربة ( المق امرة ) على عمالت دول المنظمة ……… ولم ينف‬
‫جورج سورس قيامه بالمضاربة ( المقامرة ) ……‪.‬وبالتالى يظهر أن‬
‫ج زءا من أس باب األزمة هو الس يطرة ال تى تح اول المؤسس ات المالية‬
‫الدولية فرضها على القرارات السياسية لهذه الدول }‬
‫تعليق ‪ :‬ونق ول ل رئيس وزراء ماليزيا وكل سياسي انخ دع أوغ امر أو‬
‫ت آمر على بالده وافتتن بخدعة االس تثمارات األجنبية اليهودية وغيرها‬
‫وأعط وا لها من التس هيالت واإلعف اءات ما ال يعطونه ل رأس الم ال‬
‫الوط ني ‪ ،‬وأذن وا لها بممارسة المع امالت المحرمة من مق امرات وربا‬
‫وتالعب بمصير الدولة …‬
‫‪ :‬آآلن ……………‪..‬؟! من ال ذى س مح لس ورس وأمثاله بال دخول‬
‫وكنتم تخطب ون وده ويس يل لع ابكم ألموال ه؟ فال تلوم وا س ورس ولكن‬
‫لوم وا أنفس كم ‪ ،‬وعلى ش عوبكم – إن أبقيتم فيها حي اة ‪-‬أن تحاس بكم على‬
‫ما اقترفتموه فى حقها وعلى ما أخذتموه من عموالت وسمسرة على بيع‬
‫بالدكم ألع دائكم وال ع ذر ألحد أن يق ول ما كنت أعلم الهوية فاهلل رب‬
‫الع المين ح ذرنا فق ال { يا أيها ال ذين آمن وا ال تتخ ذوا بطانة من دونكم ال‬
‫ي ألونكم خب اال ودوا ما عنتم قد ب دت البغض اء من أف واههم وما تخفى‬
‫صدورهم أكبر قد بينا لكم اآليات إن كنتم تعقلون }آل عمران‬
‫وتحت عن وان األس باب االقتص ادية لألزمة يق ول د ‪ .‬محمد عبد الحليم‬
‫{االستثمار األجنبي ‪ ،‬من المعروف أن كثيرا من الدول ال يمكن أن تمول‬
‫استثمارها من مواردها الذاتية بل تحتاج إلى تمويل أجنبي ‪ ،‬ولقد كان يتم‬
‫االعتم اد على ه ذا التمويل فى ص ورة قروض دولية ونظرا لما ص احب‬
‫‪37‬‬

‫ذلك من مش اكل عدي دة تح ولت ص ورة التمويل إلى االس تثمار األجن بي‬
‫بش قيه المباشر – أي إقامة مش روعات طويلة ومتوس طة األجل _‬
‫واس تثمار أجن بي غ ير مباشر _ أي االس تثمار فى األوراق المالية ……‬
‫واألخ ير يطلق عليه األم وال الس اخنة أى ال تى تحصر للمض اربة‬
‫( المق امرة ) فى أس واق الم ال واغتن ام ف رص ال ربح بس رعة ثم اله رب‬
‫إلى أسواق أخرى مما ال يؤدى إلى استثمار حقيقى فى الدولة المضيفة }‬
‫وتحت عنوان األسباب المتعلقة باألداء فى البورصات يقول ‪:‬‬
‫المض اربات ( المق امرات ) غ ير المنض بطة فى البورصة ‪ -‬ال توجد‬
‫مضاربة منضبطة وأخرى غير منضبطة –‬
‫ثم يق ول ‪ :‬وه ذا ما أك ده المس ئولون فى ه ذه ال دول حيث ه اجم رئيس‬
‫وزراء ماليزيا المض اربين (المق امرين ) وبال ذات األج انب فى انهم‬
‫السبب الرئيسى لألزمة ‪ ،‬ويؤكد الملياردير والمستثمر األمريكي ( وارن‬
‫بيفت ) أن المض اربة ( المق امرة ) فى أس واق األس هم ش بيهة بالمق امرة‬
‫ورغم معرفة معادالتها الحس ابية فإنه يص عب التنبؤ بنتائجها ‪.‬وفى فق رة‬
‫أخرى يقول‪{ :‬ومما ساعد على األزمة بشكل كبير وجود عوامل فنية فى‬
‫التعامل فى البورصة منها ‪ :‬االعتم اد بش كل كب ير على ص ور التعامل‬
‫ذات المخ اطر العالية والس ابق اإلش ارة إليها مثل ‪ :‬الش راء الج زئي ‪،‬‬
‫وال بيع على المكش وف ‪ ،‬وعق ود االختي ارات ‪ ،‬وعق ود المس تقبليات ‪،‬‬
‫والتعامل على المؤش رات أو األرق ام القياس ية بالس وق ‪ ،‬والمش تقات من‬
‫ه ذه العق ود …‪..‬وقد زاد التعامل به ذه الص ورة ح دا كب يرا بلغ فى إح دى‬
‫التقديرات ‪ %60‬من معامالت البورصة ‪}.‬‬
‫‪38‬‬

‫‪ -44‬بعد ما ق دمناه من أدلة ش رعية وق رارات المج امع الفقهية وما قاله‬
‫المختصون حول أسباب األزمات العالمية أال نسجد هلل شكرا على نعمة‬
‫اإلس الم عقي دة وش ريعة ‪ ،‬فاهلل يريد لنا اليسر وال يريد لنا العسر ‪ ،‬فه ذه‬
‫أحكام ديننا فيها سبيل خالصنا وفيها عزنا فى الدنيا واألخرى‬
‫فيا أمة اإلس الم ع ودى إلى ربك وإ لى ش ريعة اإلس الم وال تنص تى‬
‫للمرجفين والمنافقين الذين ال يراعون فيك إال وال ذمة ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫الضوابط الشرعية للمنافسة فى البورصة‬
‫‪ - 45‬التعامل فى البورصة هو ن وع من التج ارة ال تى تق وم أساسا على‬
‫المنافسة والمس اومة واقتن اص ال ربح ‪،‬وقد ينض بط المتع املون فى‬
‫فقة المتعاقد عليها من كونها من‬ ‫البورصة فيما يتعلق بنوعية الص‬
‫األوراق المالية الج ائز التعامل عليها ‪ ،‬ويبتع دون عن المق امرات‬
‫والمراهن ات والتمويل الرب وي وغ ير ذلك من األوجه المحرمة لكنهم ال‬
‫يتخلقون باألخالق الصحيحة السليمة وال ينضبطون بالضوابط الشرعية‬
‫للمنافسة ففى هذه الحالة تصبح تلك التج ارة وهذا الميدان حربا مدمرة‬
‫على األفراد والمجتمعات ‪.‬‬

‫‪ -46‬ون ذكر فى ه ذا المق ام جملة من األخالق واآلداب ال تى يجب أن‬


‫يتخلق بها التجار والمتعاملون فى األوراق المالية منها ‪:‬‬
‫‪39‬‬

‫الصدق فى التعامل وتقديم البيانات‬ ‫‪-I‬‬


‫الص دق فض يلة وخلق إس المي أمر به كافة المس لمين ‪ ،‬وركز اإلس الم‬
‫على طائفة التج ار وأم رهم أن يل تزموا البي ان والوض وح فيما ي بيعون أو‬
‫يشترون ‪.‬‬
‫وإ ذا كان الصدق واجب فى التجارات الصغيرة فإنه يكون أوجب وألزم‬
‫فى مثل التعامل فى البورصة الذي ربما تتس بب معلومة كاذبة فى انهيار‬
‫سوق بأكملها بل ربما اقتصاد دولة ‪.‬‬
‫وقد وضح الن بي – ص لى اهلل عليه وس لم – ج زاء الص دق والص ادقين‬
‫وعاقبة الك ذب فى أك ثر من ح ديث فق ال – ص لى اهلل عليه وس لم – فيما‬
‫رواه حكيم بن ح زام – رضي اهلل عن ه‪ -‬واتفق عليه الش يخان { البيع ان‬
‫بالخي ار ما لم يتفرقا ف إن ص دق وبينا ب ورك لهما فى بيعهما وإ ن ك ذبا‬
‫وكتما محقت بركة بيعهما }‬
‫وروى الترم ذي عن أبى س عيد الخ دري – رضي اهلل عنه – عن‬ ‫‪-‬‬
‫الن بي – ص لى اهلل عليه وس لم ‪ 0‬ق ال ‪{ :‬الت اجر الص دوق األمين مع النب يين‬
‫والصديقين والشهداء }‬
‫وفى مس ند أحمد عن عبد ال رحمن بن ش بل – رضي اهلل عنه – ق ال‬ ‫‪-‬‬
‫‪ :‬سمعت رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم – يقول ‪ { :‬إن التجار هم الفجار ‪،‬‬
‫ق الوا يا رس ول اهلل ‪ :‬أليس قد أحل اهلل ال بيع ؟ ق ال ‪ :‬بلى ‪ ،‬ولكنهم يحلف ون‬
‫فيأثمون ويحدثون فيكذبون }‬
‫وعند مس لم والترم ذي والنس ائي وأبي داود عن أبي ذر – رضي اهلل‬ ‫‪-‬‬
‫عنه – عن الن بي – ص لى اهلل عليه وس لم –ق ال ‪ :‬ثالثة ال ينظر اهلل إليهم ي وم‬
‫القيامة وال ي زكيهم ولهم ع ذاب أليم ‪ ،‬ق ال ‪ :‬فقالها رس ول اهلل – ص لى اهلل عليه‬
‫‪40‬‬

‫وس لم – ثالث م رات ‪ ،‬فقلت ‪ :‬خ ابوا وخس روا ‪ ،‬من هم يارس ول اهلل ؟ ق ال ‪:‬‬
‫{ المس بل ‪ ،‬والمن ان ‪ ،‬والمنفق س لعته ب الحلف الك اذب } وفى رواي ات أخ رى‬
‫{ ورجل جعل اهلل بضاعته ال يشتري إال بيمينه وال يبيع إال بيمينه }‬
‫والص دق فى التعامل يغ رس الثقة فى النف وس ويبعث االطمئن ان فى قلب‬
‫كل من البائع والمشترى ويجعلهما على بينة من أمرهما ‪ ،‬فإن شاءا أتما‬
‫ال بيع ‪ ،‬وإ ن ش اءا لم يتم اه ‪ ،‬وال شك أن ه ذا من أعظم أسس التج ارة ‪،‬‬
‫ويجنب األس واق اله زات المالية العنيفة ال تى يك ون س ببها المعلوم ات‬
‫المضللة والدعاية الكاذبة والخادعة ‪.‬‬
‫وهك ذا نجد خلق الص دق أس عظيم من األسس ال تى تق وم عليها التج ارة‬
‫ويصلح بسببه خلل عظيم وتنأى البورصة وسوق المال عن الخطر الذى‬
‫يحدث بسبب الكذب واإلشاعات المغرضة واضطراب نفوس المتعاملين‬
‫فى السوق بسبب فقدان الثقة فيما بينهم ‪.‬‬
‫ومن هنا يجب على ‪:‬‬
‫‪-‬الشركة أوالمنشأة التى تصدر أوراقا مالية أن تصدق فى البيانات التى‬
‫تق دمها فى الص حف والمجالت وغيرها وفى التق ارير الس نوية ونصف‬
‫السنوية عن مجمل عملياتها وكم أرباحها ومركزها المالي فى الجملة ‪.‬‬
‫‪-‬صدق شركات السمسرة مع عمالئها فى المعلومات التي يقدمونها لهم‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬ص دق العمالء وك ذا جه ات الرقابة المختلفة وكل من يتعامل فى‬
‫البورصة بشكل أو بآخر ‪.‬‬
‫الص دق فى الض مانات ال تى يق دمها العمالء لمؤسس ات اإلق راض‬ ‫‪-‬‬
‫المختلفة ‪ ،‬فال تقدم ضمانات غير حقيقية أو مبالغ فيها ‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫الص دق فى المش روعات ال تى تم ول من أم وال اآلخ رين فال تق دم‬ ‫‪-‬‬


‫بيانات وأرقام وحجم مشروعات وفى النهاية نجد أن األموال قد هربت للخارج‬
‫وال يوجد مشروع وال خالفه ……‪.‬وهكذا‬

‫ب – البيان وعدم الكتمان‬


‫قد نجد من جمه ور المتع املين من ال يق دم معلومة أو بيانا كاذبا غ ير‬
‫ص حيح ولكن ربما نجد من يتعمد كتم ان وحجب بعض البيان ات‬
‫والمعلوم ات ال تى تهم المس تثمر وجمه ور المتع املين ‪ ،‬ويخفى أش ياء‬
‫جوهرية يعرفها عن الس وق والمتع املين فيه وه ذا ج رم خط ير ال يقل‬
‫بشاعة عن جرم الكذب والتضليل ‪.‬‬
‫فقد أمر اإلسالم بالبيان وحرم أن يكتم البائع أو المشتري وكافة جمهور‬
‫المتع املين فى البورصة أو غ ير المتع املين ممن ل ديهم بيان ات أو‬
‫معلومات ‪.‬‬
‫روى البخ اري أن رس ول اهلل – ص لى اهلل عليه وس لم – ق ال ‪ { :‬ال يحل‬
‫لمس لم ب اع من أخيه بيعا وفيه عيب إال بينه له } وي ذكر الع داء بن خال د‪-‬‬
‫رضي اهلل عنه – ق ال ‪ :‬كتب لي الن بي – ص لى اهلل عليه وس لم – ه ذا ما‬
‫اش ترى رس ول اهلل من الع داء بن خالد بيع المس لم من المس لم ال داء‪ ،‬وال‬
‫خبثة ‪،‬وال غائلة } أي ال عيب وال أخالق سيئة ‪.‬‬
‫وروى البخ اري ومس لم عن جرير – رضي اهلل عنه – أنه ق ال ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب ايعت رس ول اهلل – ص لى اهلل عليه وس لم – على الس مع والطاعة ‪ ،‬وأن أنصح‬
‫لكل مسلم ‪ ،‬وكان إذا باع الشيء أو اشترى قال ‪ :‬أما الذي أخذنا منك أحب إليك‬
‫مما أعطين اك فاختر وك ان إذا ق ام للس لعة يبيعها بصر بعيوبها ثم خ ير المشترى‬
‫‪42‬‬

‫بقوله ‪ :‬إن ش ئت فخذ وإ ن ش ئت فاترك ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬إنك فعلت ذلك لم ينفذ لك بيع‬
‫‪ ،‬فقال على هذا بايعت رسول اهلل }‬
‫وليس الكتمان وعدم البيان قاصر على العيوب والمثالب إنما أيضا يشمل‬
‫المحاسن والمعلوم ات المفي دة فمن ال واجب على كل من يع رف خ برا‬
‫أومعلومة مفي دة تهم المس تثمرين أو جم وع المتع املين فى البورصة أن‬
‫يبلغها للجميع من باب واجب تقديم النصيحة للمسلم‪.‬‬
‫وأخطر ما يص يب أس واق الم ال هو حجب المعلوم ات والبيان ات أو‬
‫إظهارها للبعض من أص حاب الحظ وة وكتمها عن اآلخ رين ‪ ،‬فاألس واق‬
‫فى اإلس الم تب نى على الش فافية الكاملة واإلفص اح الكامل وتس اوى جميع‬
‫المتعاملين فى الحقوق والواجبات ‪.‬‬
‫ومن هنا ك انت البركة فى الص دق والبي ان ومحق البركة فى الك ذب‬
‫والكتمان ‪.‬‬

‫ج‪ -‬األمانة فى التعامل‬


‫إن التج ارة إذ أباحها اإلس الم واعتبرها طريقا للكسب الحالل فإنه يع دها‬
‫من قبيل التع اون اإلنس اني والتكافل االجتم اعي بين ب نى اإلنس ان ‪،‬‬
‫واإلس الم به ذا يغ رس فى نفس الت اجر مع نى س اميا من مع اني األخ وة‬
‫اإلس المية ‪ ،‬فال يس مح لنفسه أن يس تغل أخ اه المس لم وال غ ير المس لم أو‬
‫يظلمه ‪ ،‬وال يح اول أن يغشه أو يخدعه ‪ ،‬وتك ون التج ارة به ذا عمال‬
‫إنسانيا فى المقام األول ‪.‬‬
‫ومن هنا أوجب اإلس الم على الت اجر المس لم أن يك ون أمينا ‪ ،‬وأوجب‬
‫على الش ركاء فيما بينهم األمانة ‪ ،‬وك انت الخيانة س ببا لمحق البركة‬
‫واتصاف الخائن بصفات النفاق وبعده عن جماعة المسلمين ‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫قال تعالى ‪ {:‬يا أيها الذين آمنوا ال تخونوا اهلل والرسول وتخونوا أماناتكم‬
‫وأنتم تعلم ون } وق ال تع الى { أوف وا الكيل وال تكون وا من المخس رين ‪.‬‬
‫وزن وا بالقس طاس المس تقيم ‪ .‬وال تبخس وا الن اس أش ياءهم وال تعث وا فى‬
‫األرض مفسدين }‬
‫وفيما صح عن رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم ‪ 0‬فيما يرويه عن ربه‬
‫– عز وج ل‪ -‬ق ال ‪ {:‬أنا ث الث الشريكين ما لم يخن أح دهما صاحبه ف إن‬
‫خانا خرجت من بينهما }‬
‫وصح عن رس ول اهلل – ص لى اهلل عليه وس لم – عن دما مر على ص برة‬
‫طعام فى السوق فأدخل يده فيها ‪ ،‬فنالت أصابعه بلال ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما هذا يا‬
‫صاحب الطعام ؟ قال يا رسول اهلل ‪ :‬أصابته السماء ‪ ،‬قال ‪ :‬أفال جعلته‬
‫فوق الطعام حتى يراه الناس ‪ ،‬من غش فليس منى }‬
‫ومن هنا يتجلى لنا ج رم ص ور الغش والخ داع والخيانة والتض ليل ال تى‬
‫تمارس بشكل كبير من كبار المقامرين فى البورصة وغيرها من أسواق‬
‫المال ‪.‬‬

‫د‪ -‬الوفاء بالعهود والعقود‬


‫من مقتض يات حسن التعامل المحم ودة عرفا وش رعا الوف اء ب العهود‬
‫والعق ود والمواعيد والوف اء بال ديون فى المواعيد المتفق عليها وع دم‬
‫المماطلة فى السداد‬
‫ويرجع كث ير من أس باب الخلل فى األس واق المالية إلى التخلى عن ه ذا‬
‫الخلق ‪ ،‬فتض يع الحق وق واألمان ات وتنه ار المؤسس ات بس بب اإلخالف‬
‫والمماطلة والتسويف وعدم احترام العهد ‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫ق ال تع الى { يا أيها ال ذين آمن وا أوف وا ب العقود }المائ دة وق ال تع الى‬


‫{ وأوف وا بالعهد إن العهد ك ان مس ئوال } اإلس راء وق ال تع الى { وبعهد‬
‫اهلل أوفوا ذلكم وصاكم به } األنعام‬
‫وفيما صح عن رس ول اهلل – ص لى اهلل عليه وس لم – في وصف المن افق‬
‫أنه{ إذا وعد أخلف } وعنه { وإ ذا عاهد غدر }‬
‫وفى أثر المماطلة فى س داد المس تحقات المالية صح عن رس ول اهلل –‬
‫ص لى اهلل عليه وس لم – ق ال { من أخذ أم وال الن اس يريد أداءها أدى اهلل‬
‫عنه ومن أخذها يريد إتالفها أتلفه اهلل }‬

‫ه‪ -‬السماحة فى التعامل ‪.‬‬


‫يح رص اإلس الم على ترش يد س لوك اإلنس ان وهو يتعامل مع غ يره ‪،‬‬
‫فيوصي بالس ماحة فى المع امالت كلها بيعا وش راء ‪ ،‬قض اء واقتض اء ‪.‬‬
‫وينهى عما يخدش ذلك من الكلمة النابية الغليظة وسوء الخلق والمماطلة‬
‫والتسويف وكثرة الحلف ‪.‬‬
‫فيما عن صح عن رس ول اهلل – ص لى اهلل عليه وس لم – أنه ق ال { أفضل‬
‫المؤم نين رجل س مح ال بيع ‪ ،‬س مح الش راء ‪ ،‬س مح القض اء ‪ ،‬س مح‬
‫االقتضاء }‬
‫فمن التسامح ‪:‬‬
‫األداء ‪ ،‬فال يخلف وع دا‪ ،‬واليك ذب فى‬ ‫إحس‪##‬ان الم‪##‬دين فى‬ ‫‪-‬‬
‫الحديث ‪ ،‬وال يماطل ‪.‬‬
‫صح عن رس ول اهلل –ص لى اهلل عليه وس لم –{ ف إن خي ار الن اس‬
‫أحسنهم قضاء }‬
‫‪45‬‬

‫وصح عنه – صلى اهلل عليه وسلم – { مطل الغني ظلم } { لي الواجد‬
‫يحل عرضه وعقوبته }‬

‫ال‪##‬ربح ال ذي يطلبه الت اجر لس لعته وع دم‬ ‫التس‪##‬اهل فى مق‪##‬دار‬ ‫‪-‬‬


‫الحرص على المبالغة ‪.‬‬
‫الع‪##‬ثرات ‪ ،‬فقد ي برم ش خص مع آخر عق دا ثم يريد‬ ‫إقالة ذوي‬ ‫‪-‬‬
‫العدول عنه لمانع فمن التسامح أن يقيله الطرف اآلخر من هذا العقد ‪.‬‬
‫صح عن رس ول اهلل‪ -‬ص لى اهلل عليه وس لم – ق ال { من أق ال مس لما‬
‫عثرته يوم القيامة } وفى رواية { من أقال نادما }‬ ‫بيعته أقال اهلل‬

‫ذى ال يجد ما يسد به دينه ‪ ،‬وال يرهق‬ ‫المعسر ال‬ ‫إنظ‪############‬ار‬ ‫‪-‬‬
‫بالغرام ات التأخيرية أو الربا ‪ .‬ق ال تع الى { وإ ن ك ان ذو عس رة فنظ رة إلى‬
‫ميس رة } وفى الص حيح { تلقت المالئكة روح رجل ممن ك ان قبلكم ‪ ،‬ق الوا ‪:‬‬
‫أعملت من الخ ير ش يئا ؟ ق ال ‪ :‬كنت آمر فتي اني أن ينظ روا المعسر ويتج اوزوا‬
‫عن الموسر ‪ .‬قال ‪ :‬فتجاوزوا عنه }‬
‫‪ -47‬اإلسالم والممارسات الضارة بالبورصة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتعد ص ور اإلض رار بالبورصة س واء من السماس رة او من‬ ‫‪-‬‬
‫المستثمرين أو من غيرهم ……‬
‫ومن أهم الممارس ات الض ارة بالبورصة وال تى تم ارس به دف الت أثير‬
‫عليه ما يلي ‪-:‬‬

‫‪ -48‬البيوع الصوربة أو المظهرية‬


‫يقصد ب البيع الص وري ‪ :‬خلق تعامل نشط على س هم ما فى ال وقت ال ذي‬
‫قد ال يوجد فيه تعامل فعلي يذكر على السهم ‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫وذلك كقي ام ش خص ب بيع أوراق مالية بيعا ص وريا البنه أو أحد أف راد‬
‫أس رته ‪ ،‬أو قي اد ذات الش خص بش راء وبيع ذات الورقة فى ذات الي وم‬
‫لشخص يتفق معه على ذلك ‪ ،‬وتتم العملية بأن يقوم المشترى بإعادة بيع‬
‫الورقة إلى ذات الش خص ال ذي س بق أن اش تراها منه ‪ ،‬وذلك فى نفس‬
‫اليوم وبسعر أكبر أو أقل حسب االتفاق ‪.‬‬
‫والهدف من البيع الصوري ‪ :‬إيهام المتعاملين أن تغيرات سعرية حدثت‬
‫للورقة المعنية ‪ ،‬وأن تعامال نشطا يجري عليها وهو بذلك ال يخرج عن‬
‫كونه نوعا من الخ داع واالحتي ال بغ رض تحقيق ال ربح ولما ك انت‬
‫البورصات تقوم بنشر كافة المعلومات بشأن الصفقات التى تبرم فإن هذه‬
‫السلس لة من ال بيوع لألوراق المالية من ش أنها أن ت ؤدي إلى انخف اض‬
‫قيمتها السوقية بشكل يوحي للمتعاملين تدهور حالة المنشأة المصدرة لها‬
‫‪ ،‬وهنا قد يص اب البعض بال ذعر مما ي دفعهم إلى التخلص مما يمتلكونه‬
‫من ه ذه األس هم األمر ال ذي ي ترتب عليه مزيد من الهب وط فى األس عار‬
‫لزيادة العرض على الطلب ‪ ،‬وعندئذ يتدخل المستثمر المخادع مشتريا ‪،‬‬
‫وكذلك فى حالة الشراء ‪.‬‬

‫‪ -49‬والش‪###‬ريعة اإلس‪###‬المية تقف من ه‪###‬ذه التص ‪##‬رفات الش ‪##‬اذة‬


‫وقفة ج‪##‬ادة ‪ ،‬وال تس مح بها تحت أي م برر ‪ ،‬ف العقود والتص رفات فى‬
‫الفقه اإلس المي ت دور فى فلك المقاصد العامة للش ريعة اإلس المية ال تى‬
‫تس تهدف تحقيق مص الح الن اس ودفع المض ار عنهم ‪ ،‬وأن تحقق ه ذه‬
‫العق ود وظائفها التعبدية من تحقيق م راد اهلل لعب اده بالقي ام ب واجب‬
‫االس تخالف فى األرض وتعم ير الك ون على النحو ال ذى أراده اهلل ‪،‬‬
‫وتزكية اإلنسان لنفسه من خالل التزامه بالقيم واألخالق التى أمر اهلل بها‬
‫‪47‬‬

‫فى المعامالت ‪ ،‬ووظائفها االقتصادية فى تحقيق اإلنماء والرفاه وتبادل‬


‫المن افع ‪ ،‬ووظائفها االجتماعية فى سد حاج ات المحت اجين ‪ ،‬وتحقيق‬
‫األخوة ‪ ،‬وتيسير وسائل الحياة‬
‫وي وم أن تخلو العق ود من ذلك وت ولى وجهها ش طر المن افع المادية‬
‫وح دها غ ير ملتزمة بما تق دم من القيم واألخالق وتحقيق الوظ ائف‬
‫المختلفة وتدخل فى أحابيل الكسب الخبيث فإن فى ذلك تدمير لحياة الفرد‬
‫والمجتمع ‪ ،‬وزعزعة لنظ ام المجتمع واألخالق وه دم للثقة والطمأنينة‬
‫بين الن اس ومن ثم تص بح المؤسس ات والش ركات عص ابات للس رقة‬
‫والرشوة والخداع واالختالس ‪.‬‬
‫وفيما قدمنا من صورة لما يحدث فى البورصة نجد فيه ما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬اإلض رار بالمنش أة أو بالس وق من خالل خلق س عر غ ير واقعي‬
‫واه تزاز المنش أة ص احبة األوراق ‪ ،‬والض رر واإلض رار ح رام وإ ي ذاء‬
‫الغير حرام ‪.‬‬
‫ق ال تع الى { وال ذين ي ؤذون المؤم نين والمؤمن ات بغ ير ما اكتس بوا فقد‬
‫احتمل وا بهتانا وإ ثما مبينا } وفى الح ديث { ال ض رر وال ض رار} وفيه‬
‫{ ملعون من ضر مؤمنا }‬
‫ثانيا ‪ :‬فيه خ داع للمجتمع وللس وق ‪ ،‬وصح عن رس ول اهلل – ص لى اهلل‬
‫عليه وسلم – قال ‪ { :‬الخديعة فى النار }‬
‫ثالثا ‪ :‬فيه كسب خ بيث ‪ ،‬فما يجنيه المخ ادعون من وراء ذلك كسب‬
‫حرمه اإلسالم ‪.‬‬
‫روى ال بيهقى عن ابن عمر – رضي اهلل عنه – ق ال ‪ :‬ق ال رس ول اهلل –‬
‫ص لى اهلل عليه وس لم – ال دنيا خض رة حل وة ‪ ،‬من اكتسب فيها م اال من‬
‫حله وأنفقه فى حقه أثابه اهلل عليه وأورده جنته ‪ ،‬ومن اكتسب فيها م اال‬
‫‪48‬‬

‫من غير حله وأنفقه فى غير حقه أحله اهلل دار الهوان ورب متخوض فى‬
‫م ال اهلل ورس وله له الن ار ي وم القيامة ‪ ،‬يق ول اهلل تع الى { كلما خبت‬
‫زدناهم سعيرا }‬
‫رابعا ‪ :‬أنه نوع من التناجش ‪ ،‬والمراد به ‪ :‬أن يزيد فى ثمن الشيء من‬
‫ال ي رغب فى ش رائه وإ نما ليغر المش تري الحقيقى ‪ ،‬فه ذه الص ورة‬
‫البسيطة إذا قورنت بما يحدث فى البورصة تكاد أن تكون ال شيء ومع‬
‫ذلك ج اء فيها فى الص حيح عن ابن عمر – رضي اهلل عنهما – ق ال ‪:‬‬
‫{ نهى الن بي – ص لى اهلل عليه وس لم – عن النجش } وفيه عن ابن أبي‬
‫أوفى ق ال ‪ { :‬الن اجش آكل ربا ‪ ،‬خ ائن ‪ ،‬وهو خ داع باطل ال يحل ‪ ،‬ق ال‬
‫النبي – صلى اهلل عليه وسلم – الخديعة فى النار ‪}..‬‬

‫‪-50‬اتفاقات التالعب فى أسعار األوراق المالية ‪.‬‬


‫وتتم ه ذه االتفاق ات بواس طة شخص ين أو أك ثر ‪ ،‬وتس تهدف تغي يرات‬
‫مفتعلة فى أس عار األوراق المالية بغ رض تحقيق ال ربح ‪ ،‬وقد تش مل‬
‫العضوية فى مثل هذه االتفاقات سماسرة عاملين فى بعض المنشآت ال تى‬
‫لها أوراق مالية متداولة ‪.‬‬
‫ويتم ذلك من خالل ‪-:‬ت رويج إش اعات عن س وء حالة منش أة معينة ‪-‬‬
‫قي ام السماس رة باس تغالل ثقة عمالئهم واإليع از لهم ب التخلص من ورقة‬
‫مالية معينة – مك اتب الخ برة واالستش ارات المالية – إعالن ات مدفوعة‬
‫الجر فى وس ائل اإلعالم – تص ريحات لبعض المس ئولين المتواط ئين مع‬
‫هذه العصابات …‪.‬‬
‫وفى ظل ه ذا المن اخ ين دفع م الكى ه ذه األوراق ب التخلص ب أدنى خس ارة‬
‫ممكنة وحينئذ يسعى المتفقون على ذلك إلى شرائها ‪ ،‬وبعد امتالك جميع‬
‫‪49‬‬

‫األوراق المتداولة أو معظمها يب دأ ه ؤالء فى نشر معلوم ات عن تحسن‬


‫ملحوظ فى أداء المؤسسات مصدرة األوراق المالية ‪ ،‬ويسعى السماسرة‬
‫وبي وت الخ برة والمك اتب االستش ارية إلى إقن اع عمالئهم بش راء تلك‬
‫األوراق فيزداد الطلب وتبدأ القيمة السوقية للورقة فى االرتفاع ‪ ،‬ويقوم‬
‫التنظيم ب إبرام ص فقات ص ورية عليها ح تى يس ود االعتق اد أن هن اك‬
‫تع امال نش طا على تلك الورقة مما ي ؤدى إلى المزيد من التحسن فى‬
‫قيمتها الس وقية وعندئذ يس عى ه ذا التنظيم إلى التخلص مما يمتلكونه من‬
‫أوراق محققين أرباحا طائلة‪.‬‬
‫‪ -51‬وهذه الص‪##‬ورة أخطر من س‪#‬ابقتها ‪ ،‬ف إذا ك ان الغش والخ داع‬
‫فى األولى قد م ورس بص ورة فردية ففى ه ذه الص ورة عب ارة عن تنظيم‬
‫يم ارس أخس األخالق المرزولة وال ي راعي حرمة ل دين وال ل وطن ‪،‬‬
‫وعن ده الرغبة فى بيع كل المقدس ات بثمن بخس فى س بيل ما يجنيه من‬
‫أموال وكسب خبيث ‪.‬‬
‫مما رواه البيهقى عن معاذ بن جبل – رضي اهلل عنه – قال ‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل –ص لى اهلل عليه وس لم ‪ { : -‬إن أطيب الكسب كسب التج ار ‪ ،‬ال ذين‬
‫إذا ح دثوا لم يك ذبوا ‪ ،‬وإ ذا ائتمن وا لم يخون وا ‪ ،‬وإ ذا وع دوا لم يخلف وا ‪،‬‬
‫وإ ذا اشتروا لم يذموا ‪ ،‬وإ ذا باعوا لم يمدحوا ‪ ،‬وإ ذا كان عليهم لم يمطلوا‬
‫‪ ،‬وإ ذا كان لهم لم يعسروا }‬
‫وهذه االتفاقات تقوم على ‪-:‬‬
‫ت رويج اإلش اعات الكاذبة ‪ ،‬والك ذب جريمة ش رعية أخالقية ت ودي‬ ‫‪-‬‬
‫بصاحبها إلى جهنم ‪.‬‬
‫تقوم على اإلضرار باآلخرين والضرر واإلضرار حرام ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقوم على خيانة األمانة مع العمالء وخيانة األمانة من الكبائر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪50‬‬

‫تقوم على خداع آلخرين والخداع فى النار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫وأخيرا هذا تنظيم تعاون على اإلثم والعدوان وهذا منهي عنه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -52‬الشراء بغرض االحتكار‬


‫ويقصد بالش راء بغ رض االحتك ار ‪ :‬قي ام ش خص ما بالعمل على ش راء‬
‫كل الكمي ات المعروضة من ورقة مالية معينة ‪ ،‬وذلك بغ رض تحقيق‬
‫ن وع من االحتك ار يمكنه فيما بعد من بيع الورقة للراغ بين فى ش رائها‬
‫بالس عر ال ذي ي راه ‪،‬أو لالنف راد بص ناعة الق رار فى المنش أة المص درة‬
‫لألوراق المالية ‪.‬‬
‫وقد يحدث االحتكار من شخص بمفرده أو بالتعاون مع أعوانه أو أفراد‬
‫أسرته ‪.‬‬
‫‪ -53‬واالحتك ار ال ذي يضر ب الغير إه دار لحرية التج ارة والص ناعة‬
‫وتحكم فى األس واق يس تطيع معه المحتكر أن يف رض ما يش اء من‬
‫األسعار على المتعاملين فيرهقهم فى معاشهم وكسبهم ‪.‬‬
‫واألسعار التى يفرضها المحتكر أسعار غير عادلة وليست نتيجة لتالقي‬
‫قوى العرض والطلب وبالتالي يفسد السوق ‪.‬‬
‫واالحتك ار فى اإلس الم جريمة تس توجب الط رد من رحمة اهلل ف المحتكر‬
‫ملع ون وب رئت منه ذمة اهلل ورس وله ‪ .‬روى ابن ماجه عن عمر –‬
‫رضي اهلل عنه – ق ال ‪ :‬ق ال رس ول اهلل –ص لى اهلل عليه وس لم ‪: -‬‬
‫{ الج الب م رزوق والمحتكر ملع ون } وعن ده من ح ديث أبي هري رة –‬
‫رضي اهلل عنه –ق ال ‪ :‬ق ال رس ول اهلل – ص لى اهلل عليه وس لم ‪ {:-‬من‬
‫احتكر حك رة يريد أن يغلي بها على المس لمين فهو خ اطيء وقد ب رئت‬
‫منه ذمة اهلل }‬
‫‪51‬‬

‫وعند احمد والط براني عن معقل بن يس ار ق ال ‪ :‬ق ال رس ول اهلل –ص لى‬


‫اهلل عليه وس لم –{من دخل فى ش يء من أس عار المس لمين ليغليه عليهم‬
‫كان حقا على اهلل أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة }‬
‫وإ ذا ك انت النص وص التش ريعية تقطع بحرمة االحتك ار فقد أعطت‬
‫الشريعة اإلسالمية لولي األمر الحق فى التدخل لمنع االحتكار وإ نهائه‬
‫يقول محمد بن الحسن الشيباني ‪ {:‬لإلمام أن يجبر المحتكر على البيع إذا‬
‫خ اف الهالك على أهل المصر …‪ }.‬ويق ول ابن القيم { وله ذا ك ان ل ولي‬
‫األمر أن يك ره المحتك رين على بيع ما عن دهم بقيمة المثل عند ض رورة‬
‫الناس إليه }‬

‫‪ -54‬مزاحمة الحكام الرعية فى التجارة‬


‫األصل أن الحكام يقومون بأمر الرعية ووظيفتهم فى اإلسالم ‪ :‬حراسة‬
‫الدين وسياسة الدنيا ‪.‬‬
‫ول ذلك ف إن الح اكم إذا ت رك وظيفته األساس ية وتف رغ لجمع الم ال من‬
‫الطرق المشروعة وغير المشروعة ففى ذلك ضرر كبير باألمة ككل ؛‬
‫ألنه قد اليجد وقتا لوظيفته األساس ية ثم إن األمة تكفله فى معاشه فلم اذا‬
‫طلب المزيد ‪ ،‬وأخ يرا فى مزاحمته للرعية تض ييق عليها وإ ض رار بها‬
‫فهو يملك من أدوات الت أثير فى الس وق ما يخ رج الس وق عن وظيفته‬
‫األساسية وله السلطان فى فرض ما يشاء من قرارات تخدم مصالحه هو‬
‫فقط ‪.‬‬
‫ول ذلك ن رى فقه الس لف فى ه ذه القض ية واض حا ‪ ،‬فعن دما ت ولى أبو بكر‬
‫الخالفة وخ رج فى الي وم الت الى إلى الس وق رده عمر وق ال إن األمة‬
‫تكفيك وتكفى ولدك وتفرغ للرعية ‪.‬‬
‫‪52‬‬

‫ويق ول ابن خل دون فى خطر احتك ار الس لطان لتج ارة ما والتض ييق على‬
‫الرعايا " مضايقة الفالحين والتجار فى شراء الحيوان والبضائع وتيسير‬
‫أس باب ذلك ‪ ،‬ف إن الرعايا متك افئون فى اليس ار ‪ ،‬متق اربون ‪ ،‬ومزاحمة‬
‫بعضهم بعضا تنتهي إلى غاية موجودهم أو تقرب ‪ ،‬وإ ذا رافقهم السلطان‬
‫فى شيء من ذلك وماله أعظم كثيرا منهم فال يكاد أحد منهم يحصل على‬
‫غرضه فى شيء من حاجاته ويدخل على النفوس من ذلك غم ونكد "‬

You might also like