You are on page 1of 2


‫‪ -1‬العوامل الوراثية ‪:‬‬
‫إن المقصود بالوراثة في هذا الموضوع هو انتقال خصائص وصفات معينة ‪ ،‬سواًء كانت عضوية‬
‫أو نفسية ‪ ،‬كالعاهات الجسمية أو األمراض العضوية والنفسية أو اإلعاقات العقلية…الخ من األصل‬
‫إلى الفرع فتلك الصفات والخصائص الوراثية قد تدفع حاملها إلى ارتكاب الجريمة‪ .‬وهذا يعني أن‬
‫الوراثة ليس عامل حتمي في خلق السلوك اإلجرامي‪ ،‬وإنما تعتبر عامل احتمالي‪ .‬فهذه الصفات أو‬
‫الخصائص ال تعني أن من يحملها يكون بالضرورة مجرمًا إذا كان سلفه مجرمًا ‪ ،‬فهي عبارة عن‬
‫إمكانات ال توِّلد الجريمة نفسها وإنما توِّلد نسبة استعداد إجرامي يهيئ الشخص إذا صادف‬
‫ظروف بيئية واجتماعية معينة إلى سلوك طريق الجريمة‪ .‬إَّال أن هذه النتيجة ال تعني وجود صلة‬
‫قطعية للوراثة بارتكاب هؤالء النساء للجرائم‪ ،‬فاألمر قد يعود إلى البيئة السيئة ‪.‬‬
‫و لمعرفة صلة الوراثة بالجريمة‪ ،‬فقد أجريت كثير من الدراسات واألبحاث في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية وبعض الدول األوروبية على بعض األسر المجرمة‪ ،‬أي تلك األسر التي أشتهر أفرادها‬
‫باإلجرام‪ ،‬وذلك لمعرفة مدى انتشار اإلجرام بين أفرادها‪ ،‬وخاصة انتقاله من اآلباء إلى األبناء‬
‫واألحفاد خالل أجيال متعاقبة‪ ،‬حيث توصلت تلك الدراسات إلى أن االستعداد اإلجرامي هو الذي‬
‫ينتقل عن طريق الوراثة‪ ،‬فيظل كامنًا في نفس حامله إال أن يصادف الفرد ظروفا بيئية اجتماعية‬
‫مهيئة‪ ،‬فيتفاعل عندئذ ذلك االستعداد اإلجرامي مع هذه الظروف فيدفع بصاحبه إلى ارتكاب‬
‫الجريمة ويتضح من ذلك أن لالستعداد اإلجرامي الذي ينتقل بالوراثة دور كبير في دفع‬
‫األشخاص‪ ،‬ومنهم المرأة نحو السلوك اإلجرامي متى ما حصل على ظروف اجتماعية مهئية‪ ،‬قد‬
‫تكون هذه الظروف مشاكل أسرية أو مستوى معيشي متدني‪ ،‬صعوبات مادية‪ ،‬جهل‪ ،‬بطالة‪ ،‬عادات‬
‫‪.‬وتقاليد…الخ‬
‫‪.2‬التكوين البيولوجي ‪:‬‬
‫ونقصد به التكوين العضوي للمرأة والذي يحتوي على الصفات الخلقية المتعلقة بشكل أعضاء‬
‫جسمها الخارجية ووظيفة أجهزة الجسم الداخلية‪.‬‬
‫إن النضوج البدني المبكر للمرأة وما يصاحب ذلك من ظهور عالمات األنوثة عليها وبروز مفاتنها قد‬
‫يدفع أصحاب النوايا السيئة من المحيطين بها‪ ،‬إما إلى التحرش بها جنسيًا وهتك عرضها أو‬
‫اغتصابها أو استخدامها في مرحلة مبكرة من عمرها في أفعال ال أخالقية مما تنتج عنها جرائم الزنا‬
‫والبغاء والدعارة‪ ،‬خاصة وأنها تعاني من قصور في القدرات الذهنية لعدم اكتمال نضوجها النفسي‬
‫والعقلي في هذه المرحلة وقلة خبرتها في أمور الحياة ‪ ،‬كما قد تقع نتيجة لذلك فريسة سهلة في‬
‫جرائم هتك العرض والزنا‪ ،‬بحيث تصبح بعدها‪ ،‬وفي فترات الحقة من عمرها معتادة على ارتكاب‬
‫الجرائم األخالقية كالبغاء والدعارة خاصة في ظل نشأتها وعيشها في ظروف بيئية اجتماعية‬
‫سيئة‪.‬‬
‫اضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن المرأة تتعرض بحكم تكوينها البيولوجي إلى تغيرات فسيولوجية تؤدي إلى‬
‫اضطرا بات تؤثر على حالتها النفسية والعصبية كحالة الحيض وانقطاعها عند بلوغها ( سن اليأس )‬
‫وحالة الحمل‪ ،‬وحالة الوضع ‪ ،‬وحالة الرضاعة‪ ،‬فهي في هذه المراحل التي تمر بها تكون أكثر‬
‫انفعالية ومزاجية مما يجعلها أكثر قابلية لإلثارة وسهلة االستجابة للمؤثرات الخارجية‪ ،‬وبالتالي قد‬
‫تندفع في ظروف معينة إلى ارتكاب الجرائم‪ ،‬مثل السب والقذف والضرب والجرح والسرقات‬
‫الخفيفة والبالغ الكاذب‪.‬‬
‫الفسيولوجي للمرأة وبين الجريمة‪ ،‬إَّال أنه يمكن التأكيد على هذه الصلة بصورة غير مباشرة من‬
‫خالل تلك الدراسات التي أجريت على مرتكبات الجرائم في بعض الدول األوروبية‪ ،‬لكون التكوين‬
‫الفسيولوجي للمرأة العربية ال يختلف عن مثيالتها في تلك الدول‪ .‬فقد أشارت الدراسات العلمية إلى‬
‫أن ‪ %41‬من جرائم النساء في إنجلترا قد ارتكبت وهن في حالة حيض ‪ ،‬وكما أن الخلل أو‬
‫االضطرابات التي تصيب إفرازات الغدد عند المرأة ‪ ،‬من حيث زيادتها أو نقصانها عن المعدل‬
‫المألوف قد يدفعها إلى الوقوع في الجريمة ‪ ،‬خاصة الغدة الدرقية ‪ ،‬إذ عند زيادة إفرازاتها تؤدي‬
‫إلى اإلصابة باألمراض النفسية والعصبية‪ ،‬والتي تعتبر عامًال مؤديًا إلى ارتكاب الجريمة‪ ،‬كما أن‬
‫زيادة إفرازات الغدة الكظرية يؤدي إلى تكَّو ن شخصية ذات مزاج عنفواني‪ ،‬تميل إلى الشراسة‬
‫والحدة في الطبع وإلى العدوان والتهور‪ ،‬ونتيجة لذلك قد تقع المرأة في هاوية الجريمة بارتكابها‬
‫جرائم اإليذاء الجسماني أو القذف والسب او الى جرائم اخر ى اكثر وحشية ‪.‬‬


‫‪.2‬التكوين النفسي‪:‬‬
‫تتميز المرأة عن الرجل بتكوينها النفسي الخاص‪ .‬فهي تحمل صفات معينة كالرقة والحنان والعاطفة‬
‫واألمومة…الخ وإن كانت هذه الصفات وحدها ال تؤدي مباشرة إلى ارتكاب الجرائم ‪ ،‬إَّال أن تميز‬
‫المرأة بها قد يؤدي إلى سرعة استجابتها وتأثرها بالمؤثرات المختلفة المحيطة بها‪ ،‬بحيث يؤثر ذلك‬
‫على شدة انفعاالتها وعواطفها‪ ،‬مما يؤدي بدوره إلى فقدان توازنها النفسي والعصبي والذي قد‬
‫يدفعها إلى ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫فالمرأة أكثر عاطفية من الرجل‪ ،‬ولذا فإن وقوعها في عاطفة الحب الشديد قد يؤدي بها إلى الشعور‬
‫بالغيرة الجارفة ‪ ،‬والتي بدورها قد تؤدي بها تحت ظروف معينة إلى االنتقام عن طريق ارتكاب‬
‫الجريمة ‪ .‬كما أن عاطفتها الشديدة قد تجعلها تحمل الكراهية الزائدة لشخص ما أثر فيها أو أساء‬
‫إليها‪ ،‬وبالتالي قد يدفعها ذلك إلى إيذاء ذلك الشخص بارتكابها أخطر األفعال اإلجرامية مثل القتل‬
‫واإليذاء البدني الجسيـــــم ‪ ،‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فأن تمُّي ز المرأة بعاطفة األمومة قد يجعلها تخاف على‬
‫كيان أسرتها وأطفالها بشكل غير طبيعي ‪ ،‬وبالتالي قد تندفع نتيجة لذلك للدفاع عن أسرتها وأطفالها‬
‫ضد أي محاولة لالعتداء عليهم ‪ ،‬عن طريق ارتكاب األفعال اإلجرامية كالسب والقذف والضرب‬
‫والجرح… الخ‪.‬‬

You might also like