You are on page 1of 13

‫تقنيات االنترنت ودورها فى تطوير الفنون الصحفية بالمواقع اإلخبارية‬

‫دى نعملها دراسة تحليلية وميدانية‬

‫المشكلة البحثية‬
‫تعتبر تقنيات شبكة االنترنت من اهم التطورات التى طرأت على الفنون الصحفية واستفادت‬
‫منها فى تطوير فنونها الصحفية وأثرت تكنولوجيا األنترنت على الصحافة بشكل كبير‪ ،‬ومن هنا‬
‫فإن هذا البحث يسعي لكشف دور التقنيات التكنولوجية التى وفرتها شبكة االنترنت فى تطوير‬
‫الفنون الصحفية بالمواقع اإلخبارية ومدي استفادة تلك المواقع من العناصر التكنولوجية في‬
‫االنترنت‪.‬‬

‫أهداف البحث‬
‫يسعى البحث لمعرفة مجموعة من العناصر الخاصة بهذا الموضوع وهي‬
‫ما اهم التقنيات التكنولوجية التى اتاحتها شبكة االنترنت‬
‫الى أى مدى تستخدم المواقع اإلخبارية التقنيات التكنولوجية التى اتاحتها شبكة االنترنت‬
‫كيف تقوم المواقع االخبارية بتوظيف التقنيات التكنولوجية لخدمة الفنون الصحفية المختلفة‬
‫بالموقع‬
‫ما تأثير استخدام التقنيات التكنولوجية بالمواقع االخبارية على الفنون الصحفية‪.‬‬

‫لقد أثرت تكنولوجيا االتصال الحديثة على العمل لما أفرزته من تقنيات وسائل مستحدثة في مجال‬
‫التصميم واإلخراج‪ ،‬وعلى مدار األعوام الماضية حظيت دراسة تأثير تكنولوجيا االتصال على العملية‬
‫الصحفية باهتمام العديد من الباحثين من عدة جوانب ومداخل‬

‫وشهد النصف الثاني من القرن العشرین أشكاال لتكنولوجیا االتصال واإلعالم والمعلومات ما یتضاءل‬
‫أمامه كل ما تحقق في عدة قرون سابقة‪ ،‬ولعل أبرز مظاهر تلك التكنولوجیا هو امتزاج ثالث ثورات‬

‫‪1‬‬
‫مع بعضها البعض شكلت الثورة التكنولوجیة أوالرقمیة وهي ثورة المعلومات المتمثلة في انفجار ضخم‬
‫في المعرف ة وكمیة هائل ة من المع ارف المتع ددة واألش كال والتخصص ات واللغ ات‪ ،‬وث ورة اإلتص ال‬
‫وتتجس د في تط ور تكنولوجیا االتص ال واإلعالم الحدیث ة ب دءا باالتص االت الس لكیة م رورا ب التلیفزیون‬
‫وانته اء باألقم ار الص ناعیة واأللیاف الض وئیة‪ ،‬وث ورة الحاس بات اإللكترونیة ال تي امت دت إلى كاف ة‬
‫ج وانب الحیاة وام تزجت بكاف ة وس ائل االتص ال‪ ،‬وق د أطل ق على ه ذه المرحل ة ع دة تس میات أبرزه ا‬
‫مرحل ة اإلتص ال المتع دد الوس ائط ومرحل ة التكنولوجیا االتص الیة التفاعلیة ومركزاته ا األساس یة هي‬
‫الحاس بات اإللكترونیة في جیله ا الخ امس ال ذي یتض من أنظم ة ال ذكاء االص طناعي واأللیاف الض وئیة‬
‫وأشعة اللیزر واألقمار الصناعیة(خالف جلول ‪:2003،‬ص‪)213‬‬

‫من جانب آخر نجد أن الوسائل التقليدية عانت كثيراً من افتقاد الجانب التفاعلي الذي يعد مـن متطلبـات‬
‫العمليـة االتصالية؛ ولذا تعد سمة التفاعلية إحدى أهم السمات التي أتاحتها تقنيات االتصال الحديثة‪ ،‬حيـث‬
‫استطاعت العديد من الوسائل االتصالية التي تبث عبر اإلنترنت من اإلفادة من الخدمات التفاعلية للشبكة‬
‫في التقليل من حدة التباعد بين المرسل والمستقبل‪ .‬ولذا فقد قربت الشبكة االتصال الجماهيري من مفهوم‬
‫االتصال الشخصي إلى حد كبير‪ ،‬ولقد أثبتت العديد من الدراسات أنه كلما تمكنت الوسيلة االتصالية من‬
‫توفير البعد التفاعلي زاد إقبال الجمهور عليها‪)Deuze, Mark, 2001:p5(.‬‬
‫ففي ظل التطورات المستمرة في تكنولوجیا االتصال واإلعالم الحدیثة أصبحت المجتمعات اإلنسانیة‬
‫غرفة كونیة محدودة األزمنة واألمكنة‪ ،‬من خالل توفر العدید من وسائط االتصال واإلعالم الحدیثة في‬
‫مقدمتها التي تعد من أبرز معالم الثورة االتصالیة‪ ،‬وأهمها على اإلطالق‪ ،‬وانتشرت الشبكة العنكبوتیة‬
‫بشكل كبیر بین المجتمعات اإلنسانیة نظرا للدور الكبیر الذي تقدمه في مختلف المجاالت االجتماعیة‬
‫واالقتصادیة والسیاسیة واإلعالمیة‪ ،‬فالتطور التكنولوجي أفرز أدوات اتصال متطورة لنقل الرسائل‬
‫اإلخباریة واإلعالمیة بسرعة ودقة وأحدثت تغییرات نوعیة في العدید من أوجه الحیاة‪( .‬يحيي إبراهيم‬
‫سليم‪:2012 ،‬ص ‪)16‬‬

‫‪2‬‬
‫أن التطورات التكنولوجية التي حدثت خالل النصف الثاني مـن القـرن العـشرين وبدايات القرن الواحد‬
‫والعشرين تعدت كل ما تحقق من تطور وتحديث تكنولوجى ومعلوماتى في القرون السـابقة‪ ،‬نتج ذلك‬
‫من االندماج الذي حدث بين ظـاهرتي تفجـر المعلومـات وثورة االتصال الخامسة ‪ .‬ويتمثل المظهر‬
‫البارز لتفجـر المعلومـات فـي اسـتخدام الحاسوب في تخزين خالصة ما أنتجه الفكر البشري واسترجاعه‬
‫في أق ل ح يز متـاح وبأس رع وقت ممكن‪ .‬أم ا ث ورة االتص ال الخامس ة فق د تجس دت في اسـتخدام‬
‫األقمـارالصناعية في نقل األنباء والبيانات والصور عبر الدول والقارات بطريقة فورية ‪ (.‬نبيل على ‪،‬‬
‫‪:2001‬ص ‪)344‬‬

‫فبعد ان دخلت صناعة الصحافة مرحلة جديدة تتحكم فيها التقنية الرقمية في مختلف َأطرافها وعملياتها‬
‫بدءاً من إعداد المادة التحريرية وصفها ومروراً بتصميم الصفحات وإ خراجها‪ ،‬ووفق هذا النظام الجديد‬
‫لإلنت اج ال رقمي للص حف س وف تتح د ح دود الكلم ة والص ورة والرس وم والص وت وال تي س تعمل مع اً‬
‫وبش كل تف اعلي إلنت اج مس تندات ووث ائق ذات ج ودة ودق ة ومرون ة‪ ،‬إذ تق وم فك رة اإلنت اج ال رقمي (‬
‫‪ )Digital Production‬للصحيفة على أساس التجميع الكامل لعناصر الصفحات من نصوص وصور‬
‫ورس وم وإ عالن ات وغيره ا من العناص ر البنائي ة على شاش ة حاس وب واح د يض م المراح ل اإلنتاجي ة‬
‫كله ا‪ ،‬أو على مجموع ة من الحاس بات المرتبط ة مع اً من خالل ش بكة إنتاجي ة واح دة‪(.‬حس نين ش فيق ‪،‬‬
‫‪ :2010‬ص ‪)17‬‬
‫وبل غ الت أثير األك بر لتقني ات الص حافة على اإلخ راج الص حفي في جوانب ه المختلف ة في إع داد اإلش كال‬
‫والتصاميم األساسية للصفحات‪ ،‬فض الً عن بناء الوحدات البنائية حداً كبيراً توصلت معهُ الصحف إلى‬
‫اس تخدام التقني ة الرقمي ة (الحاس بات) بش كل رئيس في إخ راج وتنفي ذ ص فحاتها بطريق ه آلي ة‪ ،‬وه و م ا‬
‫وص فهُ (جوزي ف م‪ .‬بونق ارو) ب اإلخراج اإللك تروني "وه و يع ني العملي ة الحاس وبية ال تي يتم فيه ا بن اء‬
‫الوح دات (البنائي ة) باس تخدام العناص ر المختلف ة من الح روف والص ورة وعناص ر الفص ل‪ ....‬وك ذلك‬
‫التأثيرات الخاصة باألرضيات المختلفة‪ ،‬ومن أهم البرامج الخاصة بأنظمة اإلخراج الرقمي ‪ ،‬برنامج‬
‫بيج ميك ر ‪ pagemaker‬وبرن امج ك وارك اكس بريس ‪ ، Quark xpress‬إض افة الى برن امج الناش ر‬
‫المكتبى ‪ ، ready set go‬وبرنامج الناشر الصحفي ‪ ، ، design studio‬وجميع ِ‬
‫هذه البرامج تعمل‬
‫وفق اً لنظ ام م اكنتوش‪ ،‬وق د عملت ش ركة دي وان على تع ريب أغلب ه ِ‬
‫ذه ال برامج ويع د برن امج الناش ر‬
‫الصحفي أول برنامج متعدد اللغات متخصص في النشر الصحفي وإ خراج الصفحات وفرز األلوان‪.‬‬
‫(محرز حسين غالي‪: 2008 ،‬ص ‪)82‬‬
‫وشهدت التسعينيات المزيد من تحول الصحف (جرائد ومجالت ) إلى اآلليـة الكاملة في عملية اإلنتاج‬
‫من خالل إدخـال الحواسـيب واالتـصاالت الـسلكية والالسلكيـة في معظم مراحـل اإلنت اج بـدءاﹰ من‬
‫توص يل الم واد الص حفية إلـى مق ر الص حيفة باالس تعانة ب أجهزة الفاكس يميل ‪ ،‬وفي عمليـات المعالجـة‬

‫‪3‬‬
‫واإلنتاج الطباعي وتحرير النصوص والصور على شاشات الحواسـيب وانتهـاء بعملية اإلخراج الكامل‬
‫والتجهيـز للص فحات على الشاش ات‪ ،‬ومنه ا إلى المجه ز اآللي للصفحـات أو الطابع ة الفيلمي ة (‪Image‬‬
‫‪ )Setter‬حيث تخــرج الـصفحات مجهزة مـن الحاسوب إلى الـسطـح الطـابع (‪)Computer to Plates‬‬
‫مباشـرة ‪ ،‬وهن اك توظي ف كب ير للتكنولوجي ا الرقمي ة في التقـاط الـصور الفوتوغرافيـة وفي معالجته ا‬
‫فنياﹰإلى جانب المواد المصورة األخرى‪ .‬كمـا تطـورت أسـاليب توثيـق المعلومات الصحفية بحيث اختفى‬
‫األرش يف التقلي دي ح تى المص غرات الفيلمي ة بـشكلها التقلي دي ليح ل محله ا األرش يف اإللك تروني ال ذي‬
‫تجه ز محتويات ه وتنس ق خالل عمليـة ص ف الجري دة‪ ،‬كم ا يس تعان اآلن ب أقراص الل يزر المدمج ة في‬
‫تخ زين إع داد الـصحيفة الس ابقة‪ ،‬وربطﹶتﹾ مراك ز المعلوم ات الص حفية ببن وك المعلومـات المحليـة‬
‫والدوليـة وش بكاتها‪ ،‬وطﹸورت أس اليب طباع ة الص حف في أك ثر من موق ع في ال وقت نفـسه مـن خالل‬
‫تحسين أسلوب اإلرسال وتسريعه وذلك إلصدار الطبعات الدوليـة واإلقليميـة والمحلية من الصحف ‪( .‬‬
‫سميرة شيخانى ‪: 2010 ،‬ص ‪)450‬‬

‫ويقر الجميع بحقيقة وهي أن تطور الصحافة اإللكترونية مرتبط بـالتطورات الهائلة التي وصلت إليها‬
‫ش بكة اإلن ترنت من حيث اإلمكان ات والتقني ات المس تخدمة فيه ا‪ .‬حيث ش هدت الش بكة تط وراﹰ كب يراﹰ في‬
‫السنوات األخيرة خاصة في الجانب التقني‪ ،‬مثل تقنيات التصميم‪ ،‬وبرامج التصفح التي تدعم اللغات‬
‫المختلف ة‪ ،‬إلى ج انب تط ور خاص ية المرون ة في التعام ل م ع الش بكة‪ .‬فق د حـدثت نقلـة كب يرة لإلن ترنت‬
‫خاصة في جانب استخدام األشكال والعناصر اإللكترونية في تصميم الصحف والمواقـع ا إللكترونية‪،‬‬
‫كالوس ائط المتع ددة إلى ج انب تط ور اس تخدام الص ور والرس وم ومن خالل تع دد خي ارات االس تخدام‬
‫مكنت الش بكة الجمه ور من اس تحداث متص فحات بعـده لغ ات منه ا العربي ة‪ ،‬حيث ك انت جمي ع المواق ع‬
‫اإللكتروني ة العربي ة تع اني من ع دم وج ود متص فحات‪ ،‬تمكن الن اطقين بالعربي ة من اإلف ادة من ه ذه‬
‫المواق ع‪ ،‬مم ا جع ل كث ير من الدراس ات‪ ،‬والبح وث ال تي تن اولت هـذا الج انب توص ي بض رورة تص ميم‬
‫الصفحات العربية بشكل صور‪ ،‬أو رسوم‪ ،‬أو أن يتم تحميلها من الموقع العربي بصيغة‪ ، PDF‬واذا لم‬
‫يكن المستخدم العربي قادرا على تحميل النصوص‪ ،‬حيث يمكنه فقط التعامل مع المواد المنشورة في‬
‫الص حف العربي ة على ش كل ص ور ورس وم‪ ،‬ولع ل ه ذا الوض ع أس هم في ت أخير التفك يرفي ظه ور‬
‫الص حف العربي ة على اإلن ترنت ‪،‬ول ذا عم دت الص حف اإللكتروني ة العربي ة في بداي ة ظهوره اعلى‬
‫اإلنترنت إلى تلك التقنية‪( .‬صالح بن زيد العنزى ‪:2004،‬ص‪)91‬‬

‫‪4‬‬
‫وتبعاﹰ لما تتيحه شبكة اإلنترنت من سرعة‪ ،‬فقد أصبح بإمكان مراسلي الصحف إرسال األخبار لمواقع‬
‫صحفهم مباشرة‪ ،‬بشكل فوري‪ ،‬ليتلقى الجمهور هذه األخبار في وقت قياسي‪ ،‬ومن أي موقع في العالم‪،‬‬
‫ولعل هذا ما يمكن التعبير عنه باآلنية‪ ،‬أما التحديث فيتم عبر تقديم الصحف اإللكترونية خدماتها بشكل‬
‫آني ‪ ،Online‬يس تهدف إحاط ة مس تخدمي ه ذه الص حف ب التطورات الحالي ة في مختل ف المج االت‪.‬‬
‫(نجوى عبد السالم‪ :1998،‬ص‪)٢١٦‬‬

‫فلقد قدمت الصحافة االلكترونية بتقنياتها ما يسمى بصحافة ( الميديا ) حيث يرفق الخبر أو الموضوع‬
‫بالصور وملفات الصوت ‪ ،‬وملفات الفيديو‪ ،‬إضـافة الـى تعليقـات القراء كمـا ذكرنـا‪ٕ ،‬وٕا ضـافة للـروابط‬
‫ذات الصـلة ‪ ،‬ممـا جع ل الص حافة تختل ف كوس يلة إعالمي ة في مفهومه ا ليتوس ع ه ذا المفه وم ويحت وى‬
‫على ع دد من الوس ائل اإلعالمي ة األخـرى وه و م ا لم يس تفد من ه أص حاب الص حف الورقي ة عن دما‬
‫صمموا مواقع لصـحفهم على االنترنت فقاموا بنقل الصحيفة الورقيـة كمـا هي أو بعضـها علـى االنترنـت‬
‫دون استغالل التقنيـات الهائلـة علـى الشبكة وكأنهم أرادوا مسايرة الموضة بان يكون لصحيفتهم موقع‬
‫على االنترنت ‪.‬‬

‫(كريمة كمال عبد اللطيف توفيق‪:2010 ،‬ص‪)103‬‬

‫هذا فض الً على انه لم تعد المصادر الصحفية هي فقـط تصـريحات الـوزير أو وكيـل الـوازرة أو حتـى‬
‫أي مسـئول‪ ،‬بـل أن المـواطن العادي أصبح مصدرا صحفياً وهو تطور خطير أحدث انقالب اً في عـالم‬
‫الصـحافة فـالمواطن هـو المصـدر ألنـه ه و ال ذى يش ارك في المظ اهرة ‪ ،‬أو ألن ه ص احب الش كوى‬
‫والمتض رر من مش كلة م ا ‪ ،‬ب ل يك ون ش اهد عي ان على ح دث معين ‪ .‬فلم تع د هن اك مص ادر مح ددة‬
‫للص حفي يس تقى منه ا أخب اره فق د تك ون رس الة ج اءت على األيمي ل للمحـرر يب دأ في البحث وراءه‬
‫واستخراج قصة خبرية رائعة منها وقد تكون تجربة شخصية لمواطن يتم بناء تقرير خبري عليها‪ ،‬وقد‬
‫تم االس تعانة بكتاب ة أخب ار من بعض الم دونات وذك ر المدون ة كمص در‪(.‬كريم ة كم ال عب د اللطي ف‬
‫توفيق ‪:2010،‬ص‪)102‬‬
‫وكان للصحافة نصيباً موفورا من تلك الخدمات ال تي ق دمتها االن ترنت يمكنن ا أن نعرض ها على النح و‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫بالنسبة للقائم باالتصال‬ ‫‪-1‬‬

‫ــ س اعدت اإلن ترنت الق ائمين باالتص ال في زي ادة مه اراتهم وتط وير كف اءتهم وق دمت نفس ها كمص در‬
‫لألخب ار والمعلوم ات المحلي ة والعلمي ة ال تي يمكن استحض ارها في اللحظ ة نفس ها‪ ،‬مم ا ط رح على‬
‫الص حفيين ض رورة إج ادة فن اختي ار المعلوم ات في ظ ل الت دفق الض خم للمعلوم ات وتفجره ا‪ ،‬األم ر‬
‫ال ذي جع ل الش بكة تط رح كوس يلة اتص ال جماهيري ة تبش ر بعه د الك تروني جدي د‪( .‬هب ة احم د ش اهين‪،‬‬
‫‪ :2001‬ص‪)14‬‬

‫ــ أص بحت اإلن ترنت عنص را ض روريا في التغطي ة الصـحفية والحصـول علـى المعلومـات واألح داث‬
‫الفورية من دون بدل جهد كبير من قبل رجال اإلعالم والصحفيين‪ ،‬وفي هـذا الزخم الذي وفرته شبكة‬
‫اإلن ترنت ع بر مواقعه ا المتع ددة أص بح الي وم على رج ال الص حافة إال مواكب ة ك ل ص غيرة وكب يرة‬
‫يطرحها وسيط اإلنترنت التفاعلي‪ ،‬من خالل التسلح باإلرادة وتعلـم كـل التقنيات الحديثة في الحوسبة‬
‫وتكنولوجيا االتصال الحديثة‪( .‬احمد محمد علم الدين ‪ :2007،‬ص‪)210‬‬

‫ــ االنضمام إلى جماعات صحفية وإ خبارية يتبادل معها الخبرات الصحفية في موضوعات شتى‪ ،‬ولما‬
‫يساعده في تطوير مهاراته ومعارفه‪( .‬نجوى عبد السالم ‪:2001،‬ص‪)43‬‬

‫ــ ه ذا باإلض افة الى ان االن ترنت وف رت للق ائم باالتص ال وقت اً وجه داً في القي ام بمهام ه من خالل‬
‫مس اعدته في الحص ول على المعلوم ات ال تي يري د الحص ول عليه ا والمس اعدة في عملي ات االع داد‬
‫للموضوعات الصحفية وكذلك في عمليات ارسال المادة الصحفية من المراسلين الى مقر الصحفية ذل ك‬
‫الذي ال يتع دى الج زء من الثاني ة من أي مك ان في الع الم الى مقر الص حيفة عبر شبكة االن ترنت التي‬
‫مكنت القائم باالتصال من ارسال النصوص والصور والفيديو بسهولة ويسر‪.‬‬

‫بالنسبة للمضمون االتصالي‬ ‫‪-2‬‬


‫ــ قدمت االنترنت خدماتها للرسالة ذاتها (المضمون) الذي تحمله الشبكة إلى مستخدميها وأضفت عليه‬
‫العم ق والتن وع والفوري ة وغيره ا من الس مات الهام ة ال تي توفره ا الش بكة للرس الة اإلعالمي ة‪ ،‬ورج ع‬
‫الص دى أعطت ل ه ص فة الفوري ة والس رعة بالقي اس إلى وس ائل اإلعالم األخ رى ‪(.‬حم زة بيت الم ال‪،‬‬
‫‪:2006‬ص‪)78‬‬

‫‪6‬‬
‫ــ االس تفادة منه ا ك أداة مس اعدة للتغطي ة اإلخباري ة أو كمص در من المصـادر األساسـية الس تكمال‬
‫المعلوم ات والتفاص يل والخلفي ات عـن األح داث المهم ة وذل ك بع د ربطه ا ال بقس م المعلوم ات فق ط ب ل‬
‫بصالة التحرير‪ ،‬أو من خالل إنشاء قسم خاص باإلنترنت مثل صحيفة األهرام المصرية‪(.‬محمود علم‬
‫الدين‪:2000،‬ص‪)256‬‬

‫ــ س هولة إدراج ملف ات الص وت والص ورة الفيلمي ة المتحرك ة أو ملف ات الفي ديو بـداخل مواق ع النش ر‬
‫للمحت وي اإلعالمي‪ ،‬س واء ك ان ذل ك لألخب ار أو لإلعالن ات الموج ودة علـى المواقـع الص حفية‪(.‬أحم د‬
‫محمد علم الدين‪:2007،‬ص‪)210‬‬

‫ــ ق دمت الص حافة االلكتروني ة بتقنياته ا م ا يس مى بص حافة (لمي ديا) حيث يرف ق الخ بر أو الموض وع‬
‫بالص ور وملف ات الص وت ‪ ،‬وملف ات الفي ديو‪ ،‬إضـافة الـى تعليقـات الق راء‪ٕ ،‬وٕا ضـافة للـروابط ذات‬
‫الصـلة ‪ ،‬ممـا جع ل الص حافة تختل ف كوس يلة إعالمي ة في مفهومه ا ليتوس ع ه ذا المفه وم ويحت وى على‬
‫عدد من الوسائل اإلعالمية األخـرى‪(.‬كريمة كمال ‪:2010 ،‬ص‪)103‬‬

‫ــ إمكانية التغيير والتعديل بشكل مرن في المحتوي اإلخباري واإلعالني للصحيفة وهو أهم ما يميز‬
‫العم ل الص حفي ولألن ترنت الق درة على إج راء ه ذه التغي يرات اإلخباري ة واإلعالني ة وادخ ـالمعلومات‬
‫جديدة عن األخبار المتطورة في الوقت ذاته الذي يصل فيه الخبر إلي المؤسسة الصحفية‪( .‬أحمد محم د‬
‫علم الدين‪:2007،‬ص‪)211‬‬

‫ــ يتحكم اإلنترنت بشكل كبير في نشر المحتوي الصحفي علميا وفـتح نوافـذ جديـدة للمطبوع الصحفي‬
‫الرقمي وتوزيع المحتوي اإلخباري من خالل نشره إلكترونيا وطباعته رقميا حول العالم‪ ،‬كما يستطيع‬
‫تش كيل مس تقبل اإلعالن ات الرقمي ة المطبوع ة أو المنش ورة علي ه ‪( .‬أحم د محم د علم ال دين‪:2007،‬ص‬
‫‪)211‬‬

‫بالنسبة لمصادر المعلومات‬ ‫‪-3‬‬


‫ــ االس تفادة من االن ترنت كمص در الس تكمال المعلوم ات والتفاص يل والخلفي ات عن األح داث المهم ة‬
‫وإ عداد الصفحات المتخصصة كالرياضة واألدب والفن والمرأة واالقتصاد وصفحات التسلية والفكاهة‪،‬‬
‫والتع رف على الكتب واإلص دارات الجدي دة من خالل المكتب ات ونواف ذ ع رض الكتب وبيعه ا‪( .‬محم د‬
‫الفاتح حمدى ‪: 2010،‬ص ‪)154‬‬

‫‪7‬‬
‫ــ إمكاني ة التع رف على رد فع ل المس تخدمين من خالل اإلجاب ة عن األسـئلة الـتي يـتم طرحه ا‪ ،‬فعن‬
‫طريق وضع المؤسسات الصحفية لبعض األسئلة التي تهدف إلي التعرف على رد فعـل الجمهور إزاء‬
‫خ بر معين‪ ،‬من خالل عم ل التص ويت عن رأي الجمه ور إزاء ه ذا الخـبر‪ ،‬وكـذلك توص يل رأي‬
‫الجمهور إلي المؤسسة الصحفية حول الخدمات األخرى اإلضافية التي يريدها‪ ،‬باإلضافة إلي رأيه في‬
‫اإلعالنات المقدمة على شبكة اإلنترنت‪( .‬أحمد محمد علم الدين‪:2007،‬ص‪)211‬‬

‫ــ االستفادة منه ا في تقديم خدمات معلوماتي ة‪ :‬من خالل تحول المؤسس ة الص حفية إلي مزود بخدمتها‬
‫إلي أي مش ترك‪ ،‬وتق ديم خ دمات تص ميم المواقـع وإ صـدار الصـحف و النش رات عليه ا لحس اب الغ ير‪.‬‬
‫‪))Institut panos, 1989;p45‬‬

‫ــ االستفادة منها كأداة مساعدة للتغطية اإلخبارية أو كمصدر من المصادر األساسـية لتغطية األحداث‬
‫العاجلة اإلخبارية وذلك من خالل المواقع اإلخبارية الكثيرة سواء للجرائد او لمجالت العربية والعالمية‬
‫والمحلية‪ ،‬وكذلك النشرات‪ ،‬ومواقع وكاالت األنباء وقواعد البيانات ومحطات الراديو والتلفزيون التي‬
‫تقدم خدمات معلوماتية على الشبكة معظمها تفاعلي‪( .‬عبد األمير الفيصل‪:2005،‬ص‪)43‬‬

‫ــ االنضمام إلى جماعات صحفية وإ خبارية يتبادل معها الخبرات الصحفية في موضوعات شتى‪ ،‬ولما‬
‫يساعده في تطوير مهاراته ومعارفه‪( .‬نجوى عبد السالم ‪ :2001،‬ص‪)43‬‬

‫بالنسبة لمستخدمي الصحف‬ ‫‪-4‬‬


‫ــ قدمت شبكة اإلنترنت نفسها للجمهور كوسيلة لالتصال التفاعلي مع وتوسـيع فرص المشاركة لقراء‬
‫الص حيفة من خالل توف ير قن وات االتص ال م ع الجمه ور ع بر البري د اإللكتـروني وص وال إلي األنظم ة‬
‫التفاعلية الكاملة "(محمد الفاتح حمدى ‪: 2010،‬ص ‪)154‬‬

‫ــ ت تيح االن ترنت للمسـتخدم عـن طريـق" ‪ "search‬ال ذي ت وفره المؤسس ات الص حفية على مواقعه ا أن‬
‫يقوم بعمل بحث عن معلومة إخباريـة معينة‪ ،‬ويختار الوقت المالئم لهذا البحث‪ ،‬باإلضافة إلى التفاعلية‬
‫ال تي يوفره ا اإلن ترنت مـن خـالل الص فحات الخاص ة ببرن امج "‪ "ASP‬ال تي تس مح بالتفاع ل بين‬
‫المؤسسات الصحفية والقراء‪( .‬محمود علم الدين‪ :2000،‬ص‪)256‬‬

‫‪8‬‬
‫ــ ت تيح اإلن ترنت إمكاني ة عالي ة الش تراك الجمه ور في مواق ع النش ر الص حفي ويتم االش تراك في ه ذه‬
‫المواقع عن طريق وضع المؤسسات الصحفية الستمارات استبيان ل لملء البيانـات المطلوبـة‪ ،‬والتي‬
‫تق وم على أساس ها المواق ع الخاص ة للمؤسس ات الص حفية بإرس ال رس ائل إعالني ة وخبري ة بالبري د‬
‫اإللكتروني إلى القراء‪( .‬أحمد محمد علم الدين‪ :2007،‬ص‪)211‬‬
‫ويمكننا القول ان جميع خدمات االنترنت هي منوطة بخدمة الجمهور وتلبية احتياجاته واشباع رغباته‬
‫المعرفية وتسعى دائما لجعل المستخدمين موقع الحدث ومشاركين فيه وعلى معرفة بتطورات االحداث‬
‫ف ور ح دوثها وتس هيل عملي ة البحث عن المعرف ة وس هولة ويس ر الوص ول الى المعلوم ة من أي مك ان‬
‫كان وفى أي وقت شاء‪.‬‬

‫بالنسبة للمؤسسة الصحفية ذاتها‬ ‫‪-5‬‬


‫ــ استفادت المؤسسات الصحفية التي تمتلك مواقع لها على اإلنترنت من الشركات المعلنة لبعض السلع‬
‫التي ترغب في وضع إعالنات على شبكة اإلنترنت للنشر الصحفي في مواقع الصحف التي تقوم بهذا‬
‫اإلعالن لتلك الشركات‪ ،‬مما يجعل من اإلنترنت الصحفي وسيلة إعالمية إعالنية ‪( .‬أحمد محمد علم‬
‫الدين‪:2007،‬ص‪)210‬‬

‫ــ تس تخدم ش بكة اإلن ترنت ك أداة لتس ويق خ دمات المؤسس ة من خالل إنش اء موق ع أو أك ثر له ا يق دم‬
‫معلومات أساسية عنها وعن تاريخها وتطورها وإ نجازا تها وبحثها بشكل مستمر‪( .‬محمد الفاتح حمدي‬
‫‪: 2010،‬ص ‪)157‬‬

‫ــ ويمكن ان نضيف لذلك ان االنترنت قدمت للمؤسسات الصحفية مزايا اقتصادية عديدة فلقد وفرت‬
‫كم اً هائالً من الورق الذى ينفق يوميا واالحبار المستهلكة في الطباعة والضغط المستمر على مطابع‬
‫المؤسسة وساعدتها على تحسين المستوى االقتصادي للمؤسسة‬

‫ــ وايض اً ق دمت له ا العدي د من الخ دمات في مج ال اإلعالن ات وهى الش ريان االقتص ادي للمؤسس ات‬
‫الص حفية وج ذبت المعل نين اليه ا وذل ك يتوق ف على م دى اقب ال الجمه ور على الموق ع اإللك تروني‬
‫للمؤسسة ودى نجاح المؤسسة في تصميمات اإلعالن وطريقة عرضه للمستخدمين‬

‫‪9‬‬
‫األرشيف ‪archive‬‬
‫و يمكن البحث فيه عن الموضوعات المختلفة واإلعالنات المبوبة ويمكن أن يساعد الجريدة اإللكترونية‬
‫في أن تص بح بنك اً للمعلوم ات كم ا أن خدم ة األرش يف ط ورت الجري دة وحولته ا من مص در وحي د‬
‫للمعلومات إلى مصدر حافل بشبكات المعلومات دون نقطة نهاية واضحة‪ ،‬بعكس الجريدة الورقية التي‬
‫ال تت وفر على ه ذه الخدم ة (األرش يف اإللك تروني (بحكم أن األرش يف يق وم الق ارئ بحفظ ه وتركيب ه‬
‫بنفسه وهو قابل للتلف‪ ،‬هذا ما يجذب انتباه القارئ ويحوله إلى الصحيفة اإللكترونية بدال من الورقية‪.‬‬
‫(منال قدوح‪: 2008،‬ص ‪)157‬‬

‫المواطن على الموقع‬ ‫إتاحة صحافة ُ‬


‫حيث تتيح بعض المواقع إمكانية قيام المتلقي بدور مراسل الموقع من خالل صنع االخبار وإ رسالها‬
‫إلى موقع الصحيفة‪ ،‬فقد تصادف حادثة تصلح كموضوع صحفي مهم في مكان ال يتواجد به في لحظة‬
‫ح دوث الح دث اح د مراس لي الص حفي‪ ،‬فيق وم اح د ش هود العي ان بتص وير الموق ف وكتاب ة موض وع‬
‫ص حفي حول ه وإ رس اله إلى الجري دة ال تي تق وم ب دورها بنش ر ه ذا الخ بر‪ ،‬فهي ات احت للمتلقي فرض ة‬
‫إض افة المعلوم ات والمض امين اإلعالمي ة والمش اركة في المحتوي ات ال تي تق وم تل ك المواق ع بنش رها‬
‫على الموقع وإ عطاء نوع من اإلحساس بأنه محرر صحفي ينتمى للموقع والتحرر من قيود المتلقي‬
‫السلبي الذى ال يمكنه التغيير والتعديل في الرس الة االتص الية بل أصبح هن اك تبادل لألدوار وأصبح‬
‫المتلقي مرسالً للرسالة اإلعالمية والمرسل متلقي لها‪ ،‬وهذا يساعد على خلق جو من االلفة واالنتماء‬
‫بين الموقع والجمهور ويزيد بدرجة كبيرة جدا من درجة التفاعلية المتاحة على هذا الموقع ‪.‬‬

‫التفاعلية‬

‫تعت بر التفاعلي ة من أهم الس مات الجدي دة ال تي أض افتها تقني ات ش بكة اإلن ترنت واس تفادت منه ا مواق ع‬
‫الص حف اإللكتروني ة‪ ،‬وع ززت من المفه وم ال رئيس للمس تخدم النش ط وأح دثت تغ يراً كب يرا في مف اهيم‬
‫المرس ل والمس تقبل وتحدي د أدوارهم في نق ل الوس يلة اإلعالمي ة‪ ،‬وتن اول ه ذا الفص ل اختالف علم اء‬

‫‪10‬‬
‫وباحثي االتصال في تحديد مفهوم التفاعلية وعرض ألهم التعريفات اإلعالمية لمصطلح التفاعلية‪ ،‬ثم‬
‫قدم عرضاً ألهم أشكال ومظاهر التفاعلية في المواقع الصحفية االلكترونية‬

‫النشر اإللكتروني‬

‫ويش ير مص طلح النش ر اإللك تروني إلى طريق ة إنت اج البيان ات والوث ائق إلكتروني اً‪ ،‬عن طري ق‬
‫عد‪ ،‬ومميزات‬
‫مجموعة حاسبات شخصية أو صغيرة متصلة معاً بطريقتين إما مباشرة أو عن ُب ْ‬
‫ه ذا األس لوب المس تخدم بك ثرة في إنت اج الص حف ترج ع لكون ه نظام اً أتوماتيكي اً في ه تس هيالت‬
‫كثيرة منها إختيار الشكل النهائي للنص وللوثائق بعد مراجعتها وضبطها وتعديلها بدقة وسرعة‬
‫فائقة‪(،‬شريف درويش اللبان‪:2007،‬ص‪.)144‬‬

‫التكنولوجيا وأساليب العمل الصحافي‬


‫في ربع القرن األخير‪ ،‬حدثت تطوّرات تكنولوجية دراماتيكية‪ ،‬في إنتاج الصور ومعالجتها ونشرها‪،‬‬
‫على نحو ب َّدل األساليب في الصحافة والترفيه واإلعالن‪ ،‬وفي البيئة البصرية نفسها أيضاً‪ .‬وفي‬
‫هذا العصر اإلعالمي الشامل‪ ،‬لم تكن صناعة الخبر يوماً في حال أفضل مما هي عليه اليوم‪.‬‬
‫دل الكبير في البيئة والتكنولوجيا‬
‫فبكبسة زر نحصل على األخبار حيثما شئنا‪ ..‬ومع التب ّ‬
‫ح علينا بشدة السؤال عن طبيعة صحافة الخبر‪ ،‬في تعريفنا الهتمامات الجمهور‬ ‫اإلعالمية‪ ،‬يل ّ‬
‫اليوم‪ .‬فالمسألة غاية في األهمية‪ ،‬ال من حيث مستقبل األخبار فقط‪ ،‬بل أيضاً من حيث‬
‫ممارسة الديمقراطية أيضاً‪ .‬والمفهوم األساسي هو أن الصحافة التقليدية كانت ف ّعالة جداً في‬
‫تسليط الضوء على مشكالت ذلك اليوم وتطوّراته‪ .‬لكنها‪ ،‬ألسباب مختلفة‪ ،‬غالباً ما كانت تفشل‬
‫في أن تضع الخبر في سياق يجعله مفهوماً تماماً‪ .‬وأحد أهم األسباب‪ ،‬هو تكنولوجي‪ .‬ثم إن‬
‫الصحافة التقليدية تعمل عموماً في اتجاه واحد‪ ،‬من الصحافي إلى الجمهور‪ .‬هذا المفهوم‬
‫للجمهور المتل ّقي وضع حدوداً النخراط الق َّراء في الصحافة والعمل العام‪.‬‬

‫لقد أعادت المبتكرات التكنولوجية تشكيل المشهد‪ ،‬وجعلت من «صحافة» العام ‪2014‬م شيئاً‬
‫لم يكن الكثير يتخي ّلونه‪ .‬ولذا طرح العمل اإلعالمي الجديد مجموعات من التحديات المهنية‪.‬‬
‫وفي كل يوم تنزل إلى الميدان أجهزة جديدة‪ ،‬بسرعة مدهشة‪ ،‬فتأتي بخيارات متنوعة‬
‫وعديدة‪ ،‬قد ال يكون الصحافيون وجمهورهم قادرين على توقعها‪ .‬لقد أغنت هذه الحدود‬
‫المفتوحة‪ e،‬مصادر األخبار واإلعالم‪ ،‬وأعادت ترتيب ما كان ملكاً للصحافي التقليدي ومذيع األخبار‬
‫ووكاالت األنباء‪ .‬والتحدي المطروح هنا‪ ،‬هو استخالص أقصى فائدة من اإلنترنت واإلعالم‬
‫الرقمي‪ ،‬دون أن ُنلحق أي ضرر بالحريات المدنية‪.‬‬

‫أساليب عمل خاصة‬


‫ثمة ما ال ُي حصى من الوسائل التي استطاعت من خاللها التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬أن تؤثر في‬
‫ممارسة الصحافة‪ ،‬بدءاً بأسلوب جمع المراسلين المعلومات وتقديمهم األخبار‪ ،‬مروراً بكيف‬
‫تكوّن مؤسسات األخبار بنياتها الخاصة‪ ،‬وصوال ً إلى سرعة تطوّر التقنيات اإلعالمية‪ ،‬على نحو‬
‫جعلها تخترق النسيج االجتماعي بأشكال وإمكانات جديدة في دنيا االتصال‪ .‬لقد أصبح النص‬

‫‪11‬‬
‫االستطرادي (‪ ،)hypertext‬وإعالم الوسائط المتعددة ( ‪ ،)multimedia‬واإلعالم االستطرادي (‬
‫‪ ،)hypermedia‬جزءاً من روتين الكثرة الغالبة من المهنيين‪ e،‬وهي تستدعي تغيّر أساليب‬
‫التعليم والتعل ّم في المعاهد‪ .‬فإذا نظرنا إلى المستقبل‪ ،‬فبإمكاننا أن نتوقع مشهداً إعالمياً‬
‫يسيطر عليه جمهور مجزأ جداً‪ ،‬لكنه حيوي‪ .‬وبإمكاننا أن نتوقّع أيضاً منافسة إعالمية شديدة‪،‬‬
‫وقلة في موازنات اإلعالن‪ .‬وبإمكان اإلعالم المهني‪ ،‬إذا اعتمد التكنولوجيا الجديدة‪ ،‬أن يحتفظ‬
‫بدوره‪ ،‬بصفته مصدر إعالم حيوياً‪ ،‬فيواصل العمل أدا ًة لديمقراطية ناجحة‪.‬‬

‫ازالة الحواجز الجغرافية‬

‫العالم متواصل اليوم بشكل ال يعرف االنقطاع ومن دون حدود وال حواجز جغرافية‪ .‬والقارئ هو‬
‫يقرّر ماذا ومتى وكيف يقرأ‪ ،‬باإلضافة إلى أن له صوتاً بتكلفة زهيدة‪ ،‬بعيداً عن التدخل‬ ‫الذي ِ‬
‫الخارجي‪ .‬لقد أقامت الثورة الرقمية في اإلعالم واالتصال‪ ،‬منصة لتدفّق حرّ للمعلومات واألفكار‬
‫ديات‪ ،‬إلى موفّري‬ ‫والمعرفة في الكرة األرضية‪ ،‬وكثيراً من الطرق التي تصل منها التب ّ‬
‫دالت والتح ّ‬
‫األخبار ومستهلكيها‪ .‬ونعتقد أن الصحافي ليس جنساً مهدداً باالنقراض‪ ،‬لكن مها ّمه وعاداته‬
‫تتغيّر تغيّراً كاسحاً‪.‬‬

‫فاآلن‪ ،‬يمكن للموقع اإللكتروني أن يكون منصّ ًة يقول فيها المواطنون آراءهم‪ ،‬ويطرحون أسئلتهم‬
‫بشأن اإلصدارات الصحافية التي تهمهم‪ .‬والصحافة «الحوارية» هي صيغة أكثر تحرراً إلنتاج‬
‫األخبار‪ .‬والمضمون في الوسيلة اإلعالمية الجديدة‪ ،‬يتواّل ه صحافيون‪ e‬متفاعلون مع المواطنين‪.‬‬
‫هد‪ ،‬أو المتل ّقي‪ ،‬يلعب دوراً فاعال ً في الصحافة‪ .‬وتطرح هذه النماذج الجديدة‪ ،‬في‬ ‫والعضو المشا ِ‬
‫د الت عميقة للصحافيين‪ ،‬في دورهم وفي إشرافهم النهائي على األخبار‪ .‬وتتطلب‪e‬‬ ‫جوهرها‪ ،‬تب ّ‬
‫التكنولوجيا الرقمية جهداً أكبر من المخبر‪ ،‬إذ غالباً ما يفرض عليه أن يتعل ّم عدداً من تقنيات‬
‫التشغيل‪ ،‬والعمل في الوقت نفسه منتجاً ومحرراً ومن ّفذاً‪ .‬وكانت كل هذه المهام في الماضي‬
‫موزّعة على قطاعات مختلفة‪.‬‬

‫‪:‬هولة البحث والتأكد من المصادر بالنسبة للصحفيين‬

‫العمل الصحفي اليوم (على األقل في مجال التأكد من األخبار) بات أسهل من أي وقت سابق‪،‬‬
‫فالحاجة لالستشهاد بمقاالت منشورة مسبقا ً لم يعد يحتاج لتصفح عشرات أو مئات الصفحات‪ 3‬بحثا ً‬
‫عن خبر يرتبط بالموضوع مثالً‪ ،‬فالبحث بات أسهل بكثير بوجود اإلنترنت حيث بات من الممكن‬
‫الوصول للمحتوى المرتبط والمهم بسهولة باستخدام محرك بحث وبضع كلمات داللية فقط‪،‬‬
‫وبالتالي فأغلب العمل الصحفي التراكمي بات أسهل مع كون الحصول على المصادر والتأكد‬
‫‪.‬منها أسهل من أي وقت سابق‬

‫الموضوع هنا ال يتعلق بالمصادر التي تعتمد على أخبار سابقة فقط‪ ،‬بل على المواضيع العلمية‬
‫والمعلومات العامة مثالً‪ ،‬فما كان يحتاج لقراءة عدة كتب وربما يستغرق أياما ً حتى الستخراج‪3‬‬
‫معلومة وحيدة ضمن مجموعة من المعلومات‪ ،‬بات ممكنا ً بمجرد كتابة بضعة كلمات في محرك‬
‫‪.‬بحث والوصول إلى مصدر موثوق للمعلومة المطلوبة‬

‫‪12‬‬
‫قبل بضعة ساعات من بدأ كتابتي لهذا المقال مثالً‪ ،‬احتجت للبحث عن سرعة الصواريخ البالستية‬
‫القصوى الستخدامها كوحدة مقارنة لسرعة أخرى‪ ،‬دون اإلنترنت كنت سأحتاج للذهاب إلى مكتبة‬
‫عمومية لست واثقا ً من وجودها أصالً في مدينتي ومن ثم تصفح الفهارس للوصول إلى كتاب‬
‫بتحدث عن الصواريخ مثالً‪ ،‬ومن ثم البحث عن الصواريخ البالستية وسرعتها والتأكد من كون‬
‫‪.‬الكتاب حديثا ً كذلك‪ .‬هذا األمر ليس متعبا ً ومستهلكا ً للوقت فقط؛ بل أنه قد يكون بال جدوى تماما ً‬

‫لكن بوجود اإلنترنت فقد احتجت ألقل من دقيقة لكتابة كلمات البحث ومن ثم تتبع عدة روابط‬
‫للوصول لمعلومة مؤكدة وهي أن الصواريخ البالستية تصل لسرعة ‪ 15‬ماك (حوالي ‪18,500‬‬
‫‪.‬كيلو متر بالساعة)‬

‫سهولة الوصول للمعلومات اليوم باتت تسمح بتضمين المزيد من المعلومات المتعلقة بأي‬
‫موضوع عند الحديث عنه‪ ،‬فبدالً من األخبار ذات النبرة الواحدة والمأخوذة من مصدر وحيد فقط‪،‬‬
‫بات من الممكن مقارنة األخبار بما سبقها والحصول على معلومات متعلقة بها تفيد بوضع الخبر‬
‫ضمن منظوره وأبعاده الحقيقية بدالً من أن يكون مجرد كلمات بسيطة كتلك التي تظهر في موجز‬
‫األخبار أو األخبار العاجلة مثالً‪ .‬هذا األسلوب يسمح بإيصال المعلومة إلى جمهور أكثر تنوعا ً‬
‫وأقل تخصصا ً في المجال حتى‪ ،‬فاألخبار الرياضية مثالً لم تعد حكراً على المتابعين الشغوفين‬
‫‪.‬فقط‪ ،‬وكذلك األخبار التقنية بحد ذاتها باتت أقرب لفئات أوسع من الجمهور‬

‫‪13‬‬

You might also like