You are on page 1of 4

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫‪ .1‬ﻣوﺿوع اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‬


‫ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻔرق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷوﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﺷﺑﺎﻋﮭﺎ ﻓردﯾﺎ‪ ،‬ﻣﺛل اﻷﻛل‪ ،‬اﻟﺷرب‪ ،‬اﻹﺳﻛﺎن‪ ،...،‬أﻣﺎ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻣﺎ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻔرد إﺷﺑﺎﻋﮭﺎ ذاﺗﯾﺎ أو‬
‫ﻣﺳﺗﻘﻼ ً ﻋن ﺑﺎﻗﻲ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻵﺧرﯾن وﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟدﻓﺎع اﻟﺧﺎرﺟﻲ‪ ،‬اﻷﻣن اﻟوطﻧﻲ‪،‬‬
‫اﻟﺗﻌﻠﯾم‪....‬‬
‫• ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﯾﻘدر اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ إﺷﺑﺎﻋﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﻋﺎدي‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛل ﯾطرح ﻣﻊ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص‬
‫طرﯾﻘﺔ اﻹﺷﺑﺎع أو اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺷﺑﺎع‪ .‬وھﻧﺎ ﻛﺎن ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك أي أن اﻟدوﻟﺔ ھﻲ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق ھذه اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺗﺳﻣﻰ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ .‬وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق ھذه ﺗﺗطﻠب إﯾرادات ‪،‬‬
‫وھﻲ ﻣﺎ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫• وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ذﻟك‪ ،‬ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﺗﺳﯾر ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻧﮭﺞ ﻣﻧﺿﺑط وذﻟك أﺛﻧﺎء‬
‫ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﺗﺳﯾﯾر ﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ وﺟﺑﺎﯾﺔ اﯾرادﺗﮭﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﻛون ذﻟك إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺟﯾد ﻷﻋﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ ظل‬
‫ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﻧﺔ‪ ،‬وﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺎت واﻹﯾرادات ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﺗﻘدر‬
‫ﺑﺳﻧﺔ واﺣدة " اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ "‪.‬‬
‫ﻣﻼﺣظﺔ ھﺎﻣﺔ ﺟدا‬
‫ﯾﺟب أن ﻧؤﻛد ھﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ ھﺎﻣﺔ ﺟدا ً اﻧﮫ ﻻ ﯾوﺟد ﺣد ﻓﺎﺻل ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺣﺎﺟﺎت‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﻌداﻟﺔ واﻟدﻓﺎع واﻷﻣن ) ﻓﮭم ﺣﺎﺟﺎت ﻋﺎﻣﺔ ( أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻰ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻓﻧﺟد أن ﺑﻌض‬
‫اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻗد ﺗﻛون ﻋﺎﻣﺔ وﻗد ﺗﻛون ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻧﺟد أن اﻟدوﻟﺔ ﻗد ﺗﺷﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟﻣدارس اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ أي أﻧﮭﺎ ﺗﺷﺑﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد أن اﻟﻣدارس اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﺷﺑﻊ ﻧﻔس اﻟﺣﺎﺟﺔ‬
‫أي أﻧﮭﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪.‬‬
‫ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وھﻰ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺣﺎﺟﺎت ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ ‪ :‬أي ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓرد دون ﺑﺎﻗﻲ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻣﺛل اﻷﻣن واﻟﻌداﻟﺔ واﻟدﻓﺎع وھﻰ ﻻ ﺗﺷﺑﻊ إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﺳﻌﻰ ﺟﻣﺎﻋﻲ أي ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟدوﻟﺔ‬
‫‪ -‬ﺣﺎﺟﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ ‪ :‬ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌض اﻷﻓراد دون ﺑﺎﻗﻲ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻣﺛل اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺻﺣﺔ وﻧﺟد أن اﻟدوﻟﺔ ﻗررت أن ﺗﺷﺑﻌﮭﺎ ﺳواء ﺑﺷﻛل ﻛﻠﻰ أو ﺟزﺋﻲ‬
‫وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺈن ﻣوﺿوع اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺧﺗص ﺑدراﺳﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وھﻣﺎ ﺷطرا اﻟﻣوازﻧﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬
‫”ھو ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﮭﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﯾرادات اﻟﻌﺎﻣﺔ وطرﯾﻘﺔ ﺗوﺟﯾﮭﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺑراﻣﺞ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗوﺿﻊ ﻟﻔﺗرة ﻣﺣددة‪ ،‬ﺑﮭدف ﺗﺣﻘﯾق أﻏراض اﻟدوﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ”‪.‬‬
‫‪ -3‬أھداف اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬

‫ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﯾﻛون ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎ ﻟﻧظﺎﻣﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺣﯾث‬
‫أﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﺟزء ﻣﻧﮫ وھﻛذا إذن ﺗﺗﺣد أھداف اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ وأھداف اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺑﻠد وﻟﮭذا‬
‫ﺗﺧﺗﻠف اﻷھداف اﻟﻣﻧوط ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﺑﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻧظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول‬
‫ﺑﺄن اﻟﮭدف اﻟﺿﻣﻧﻲ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗطورة ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺑﻠوغ أﻗﺻﻰ ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ وﺗطوره ﻓﻲ ظل اﻟﺻراﻋﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻧظﺎم ‪ ،‬وﻣن ھﻧﺎ ﯾرى‬
‫أﻏﻠب أﺳﺎﺗذة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺑﻠدان أن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﺗﺧدم ﺗﺣﻘﯾق اﻷھداف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬ ‫•‬


‫ب‪ -‬ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل‬ ‫•‬
‫ت‪ -‬ﺗﺣﻘﯾق ﺗوزﯾﻊ أﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد‬ ‫•‬
‫ث‪ -‬دﻋم اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬ ‫•‬

‫أﻣﺎ اﻟﮭدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ظل اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ھو ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ إﺷﺑﺎع‬
‫اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻟﺧطط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وھﻧﺎ ﺗﺷﻛل اﻟﺧطط اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫ﺟزءا ﻣن ﻧظﺎم اﻟﺗﺧطﯾط اﻟذي ﯾﺣﻛم ﺣﯾﺎة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ھذه اﻟﺑﻠدان‪ .‬ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن‬
‫اﻟﻘول ﺑﺎن اﻟﮭدف اﻟﻌﺎم ﯾﺟب أن ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻓﻲ اﻧﺟﺎز اﻟﻣﮭﺎم اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮫ‬
‫ھذه اﻟﺑﻠدان أي اﻷھداف اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺧروج ﻣن داﺋرة اﻟﺗﺧﻠف واﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻓﻲ أﻗل زﻣن ﻣﻣﻛن‪.‬‬

‫‪ .4‬اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬


‫ﻓﻧﺟد ان اﻟﻔﻧون اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﻼ اﻟﻣﺎﻟﯾﺗﯾن وان ﻛﺎﻧت ﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺗﯾن ﻟﻠوھﻠﺔ اﻷوﻟﻰ إﻻ أن ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻓروق‬
‫ﺟوھرﯾﺔ أھﻣﮭﺎ‪:‬‬
‫أوﻻ ً ‪ :‬ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق‪:‬‬
‫• ﯾﮭدف اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺧواص ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟرﺑﺢ )اﻟﮭدف‬
‫اﻷﺳﺎﺳﻲ (‪ .‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد أن اﻏﻠب اﻹﻧﻔﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ ﯾﻛون اﻟﮭدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن وراﺋﮭﺎ ھو‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻟو ﻛﺎن ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻟرﺑﺢ(‪ .‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻣؤﺷر‬
‫ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع اﻟﺧﺎص ھو اﻟرﺑﺢ‪ ،‬وﻣؤﺷر ﻧﺟﺎح اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻧﻔﺎﻗﯾﺔ ھو ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر إﺷﺑﺎع‬
‫اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ً‪ :‬ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﯾراد‬
‫• ﺗﺣﺻل اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﯾرادﺗﮭﺎ ﺑﺻورة اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ أو اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻌد ﺑﯾﻊ ﻣﺧرﺟﺎت ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻹﯾراد‪ ،‬أي ﯾﺗم‬
‫ذﻟك ﺑرﺿﺎ اﻟطرف اﻵﺧر )اﻟﻣﺷﺗري( ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد أن اﻏﻠب اﻹﯾرادات اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﺗﻛون ﺑﺷﻛل‬
‫إﺟﺑﺎري‪ ،‬أي أﻧﮭﺎ ﺗﺟﺑر اﻷﻓراد اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ دﻓﻊ ﺟزءا ﻣن دﺧوﻟﮭم ) ﺿراﺋب‪ (...‬إﻻ أن ھﻧﺎك ﺑﻌض‬
‫اﻹﯾرادات اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ً‪ :‬ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ‬
‫واﻟﻔرق اﻟﺛﺎﻟث ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻔرق ﺑﯾن طرﯾق اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻣﻊ اﻹﯾرادات ﻋﻧد ﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺔ‬
‫واﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫• ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﺗﻘوم ﺑﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺎﺗﮭﺎ أوﻻ ً ) اﻟﮭدف ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ( ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻘوم‬
‫ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺻﺎدر وأوﺟﮫ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹﯾراد‪.‬‬
‫• ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺗﻘوم ﺑﺗﻘدﯾر ﺣﺟم اﻹﯾرادات ﺛم ﺗﺣدد أوﺟﮫ إﻧﻔﺎق ﺗﻠك‬
‫اﻹﯾرادات‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻟدوﻟﺔ و اﻟﺷﺄن اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬
‫اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻣؤﺳﺳﻲ اﻟذي ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻼﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻊ اﻟﻘﯾم‪ ،‬و اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣن و اﻟدﻓﺎع و اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ و اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺳﺎواة‪ ،‬و ﻏﯾرھﺎ‬
‫ﻣن اﻟﻘﯾم اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋم اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ و اﻟرﻓﺎھﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬و ﺗوزﯾﻊ و إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول واﻟﺛروات و اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾﺋﺔ و‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪،‬و اﻟﺗﻌﺎﻗدات ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻟﻠﻛﯾﺎن اﻟﻣؤﺳﺳﻲ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و اﻹداري و اﻻﻗﺗﺻﺎدي و‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﻘﻊ و ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺗﻠك اﻟﺳﻠطﺔ‪.‬‬
‫و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺣﺟم اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﯾﺗﺣدد ﺑﺣﺟم و ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗدﺧﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل و‬
‫ﺗﻌﻛس وﺟود اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد و ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ ﻟﻣﺧﺗﻠف وظﺎﺋﻔﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪،‬ﺳواء اﻟﺗدﺧل اﻟﻣﺎﻟﻲ )ﻋن‬
‫طرﯾق اﻟﻣوازﻧﺔ( أو اﻟﺗدﺧل ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ )اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬اﻟﺗﻧظﯾم و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت( ‪،‬و اﻟﺗدﺧل اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫)اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎم و اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ( و اﻟﺗدﺧل ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر )اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻹﺟراءات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ(‬
‫أ‪ -‬وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ‪:‬‬
‫ﺗﺗﻣﺛل اﻟوظﺎﺋف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوﻟﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗوﻓﯾر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﺗوﻓﯾر ﺗﻣوﯾﻠﮭﺎ ﻣن‬
‫ﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺿراﺋب وﻣﺧﺗﻠف اﻹﯾرادات اﻷﺧرى ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل واﻟﺛروة ﺑواﺳطﺔ‬
‫اﻟﺗﺣوﯾﻼت وﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈن‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﻟدى اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺳﻠطﺔ ﺗدﺑﯾر اﻷﻣوال وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺿراﺋب وﺑﺎﻗﻲ اﻹﯾرادات‬
‫اﻷﺧرى‪.‬‬
‫ب‪ -‬إﻧﻔﺎق اﻷﻣوال‪ :‬وﯾﺄﺧذ ھذا اﻹﻧﻔﺎق ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻔﺋﺔ اﻷوﻟﻰ‪ :‬ھﻲ ﺗﻠك اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗوﻓﯾر ﺧدﻣﺎت ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻟﻣﺟﺎن )دون ﻣﻘﺎﺑل(‬
‫ﻣﺛل‪ :‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟدﻓﺎع‪ ،‬اﻟﺻﺣﺔ‪ ،‬اﻟﻌداﻟﺔ‪ ...،‬وذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدم ﻗدرة اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾرھﺎ‬
‫)ﻓﺷل اﻟﺳوق(‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬ﺗﺷﻣل ﺗوﻓﯾر ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﺑﺎﻟﻣﺟﺎن أو ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻻ ﺗراﻋﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‬
‫ﻣﺛل ‪ :‬اﻟﺧﺑز‪ ،‬اﻟﻣﺎء‪ ،‬اﻟﺣﻠﯾب‪...،‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ :‬وﺗﺷﻣل اﻟﺗﺣوﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ إﻟﻰ وﺣدات ﻣؤﺳﺳﯾﺔ أﺧرى ﻣن أﺟل إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ‬
‫اﻟدﺧل أو اﻟﺛروة‬

‫ب‪ -‬ﻣﺑررات ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬

‫ھﻧﺎك ﺛﻼث ﻋواﻣل داﻋﯾﺔ إﻟﻰ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي و ھذه اﻟﻌواﻣل ھﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺟﻣود ﺣرﻛﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج وﻧﻘص اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺄﺣوال اﻟﺳوق‬
‫‪ -‬وﺟود ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟذي ﻗد ﯾﺑرز ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺟﻣود ﺣرﻛﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج وﻧﻘص اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺄﺣوال اﻟﺳوق‪:‬‬


‫إن ﻋدم ﺗواﻓر اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻟﺗﺣرﯾك ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺑﯾن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓﺷل ﻧظﺎم اﻟﺳوق‬
‫ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻛفء ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﻧﺟد أن ظروف اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ‬
‫ﻣﻌظم اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻌدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺣﯾث ﺗﺣﺎول ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ أن ﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ أﻛﺑر‬
‫ﺟزء ﻣن طﻠب اﻟﺳوق ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ھذا اﻟﮭدف ﻓﮭﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﺷﺗﻰ اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻟﺗﺣﻔﯾز‬
‫اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﻋﻠﻰ ﻗﺑول أي ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺗﻌرض ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻟذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﯾﺑﻧون ﻗراراﺗﮭم ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻏﯾر ﺗﺎﻣﺔ أو ﺧﺎطﺋﺔ وھذا ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗدﺧل ﻣن أﺟل إزاﻟﺔ ﻣﺛل ھذه اﻟﻌواﺋق‪.‬‬
‫‪- 2‬اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬
‫ﻋﺎﻣل آﺧر ﯾﺳﺗﻠزم ﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ھو وﺟود ظﺎھرة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و‬
‫ھذه اﻟﺳﻠﻊ ﺗﻘﺳم ﻋﺎدة إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ھﻣﺎ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﯾر اﻟﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫و اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻋدة ﻣﻧﮭﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﮭﻼﻛﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﺑﺷﻛل آﻧﻲ و دون أن ﯾؤﺛر إﺿﺎﻓﺔ ﻣﺳﺗﮭﻠك أو ﻣﺳﺗﺧدم ﺟدﯾد ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻻﺳﺗﮭﻼك ﻟﻸﻓراد‬
‫اﻵﺧرﯾن‪ ،‬أي أن اﺳﺗﮭﻼك ھذه اﻟﺳﻠﻊ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻌدم اﻟﻣزاﺣﻣﺔ و ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻣﺛل ھذه اﻟﺳﻠﻊ ﺧدﻣﺎت‬
‫اﻟدﻓﺎع و اﻷﻣن و اﻹذاﻋﺔ و اﻟﺗﻠﻔﺎز‪ ،‬ﺻﻔﺔ أﺧرى ﻟﮭذه اﻟﺳﻠﻊ ھﻲ ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن اﺳﺗﮭﻼﻛﮭﺎ‪،‬‬
‫ﺣﯾث إﻧﮫ ﻣن اﻟﺻﻌب ﺟدا أو ﻣن اﻟﻣﻛﻠف اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺑﻌض اﻷﻓراد ﻣن اﺳﺗﮭﻼك ﻣﺛل ھذه اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬أو اﻧﮫ ﺣﺗﻰ‬
‫ﻟو ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن اﺳﺗﺑﻌﺎد ﺑﻌض اﻷﻓراد‪ ،‬ﻓﺈﻧﮫ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﮫ ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫أو ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك‪ ،‬و اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻷي ﻣﺳﺗﮭﻠك إﺿﺎﻓﻲ ﺗﺳﺎوي ﺻﻔرا‪ ،‬و ﻟذا ﻓﺈن أي ﻧظﺎم ﺳﻌري‬
‫ﯾﺳﺗﮭدف اﻟﺗوزﯾﻊ ﺳﯾﻛون ﻏﯾر ﻛفء‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺟزﺋﯾﺔ و ھذا ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻣﺳﺗﮭﻠك‬
‫ﺟدﯾد ﻗد ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد ﻣﺳﺗﮭﻠك ﺣﺎﻟﻲ‪ ،‬و ﻟﻛﻧﮫ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻌﺎﺋد أو اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺣﺻل‬
‫ﻋﻠﯾﮭﺎ ھذا اﻷﺧﯾر ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬و اﻟﻣزاﺣﻣﺔ اﻟﺟزﺋﯾﺔ أو اﻻﻛﺗظﺎظ ﺗﻌﻧﻲ أن اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻣﺳﺗﮭﻠﻛﯾن ﺟدد‬
‫ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﻣن اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ‪ ،‬وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ھذه اﻟﺳﻠﻊ اﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺟﺳور و اﻷﻧﻔﺎق و‬
‫اﻟﺣداﺋق اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ -3‬اﻻﺣﺗﻛﺎر‪:‬‬
‫ﯾﺄﺧذ اﻟﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎر أﺷﻛﺎﻻ ﻋدة أھﻣﮭﺎ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻹﺟراءات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ ﺣدوث اﻻﺣﺗﻛﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗوﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﺗﻛرة إذا ﻛﺎﻧت ﻣﮭﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾﻣﻛن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن أن ﻋﻣل ھذه‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت ﯾﺗﻔق وﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬

You might also like