Professional Documents
Culture Documents
الاستثمار
الاستثمار
مقدمة
المطلب األول :تشكيلة المجلس الوطني لالستثمار الفرع األول :األعضاء الدائمون
- 1االمتيازات الممنوحة لالستثمارات المنجزة في المناطق التي تتطلب مساهمة خاصة | من الدولة
أ-بعنوان انجازها
.خاتمة
المقدمة
تتزايد أهمية االستثمار يوم بعد يوم وذلك نظرا للدور األساسي الذي يلعبه في الحياة االقتصادية باعتباره عامال محدد
للنمو االقتصادي وتطوير اإلنتاجية ويؤلف عنصرا ديناميكيا فعاال في الدخل القومي ،كما يعد االستثمار أحد المحركات
األساسية للتنمية بشرط توفر البيئة أو المناخ المالئم بإطاره التشريعي والمؤسساتي .لذلك سعت الجزائر إلى ترقيته
وتشجيعه منذ تحولها إلى اقتصاد السوق في مطلع التسعينات ،ومن أجل تحقيق التنمية االقتصادية الالزمة قامت الجزائر
بإنشاء أجهزة تهتم بتطوير االستثمار وترافق المستثمرين في انجاز مشروعهم االستثماري بحيث تعتبر هذه األجهزة أداة
ضرورية للنهوض باالستثمارات الوطنية وكذا األجنبية في الجزائر .في ظل اإلصالحات االقتصادية انتهجت الجزائر
سياسات متعددة الجوانب التي تهدف في مجملها إلى تحقيق تنمية اقتصادية متكاملة ،وفي هذا اإلطار تسعى الدولة جاهدة
لمسايرة هذا التطور وجعله في الصورة المعبرة للنمو والنهوض باالقتصاد الوطني وتحقيق التنمية االقتصادية وتنصيبه
كأداة فعالة لتعديل الوضع االقتصادي المتقلب والرقي به لتطوير المنشآت وتوسيعها ورفع مستوى التنافسية.
سن المشرع الجزائري ومن أجل أتطير منظومة االستثمار عدة نصوص قانونية من شأنها العمل على تحسين معاملة
المستثمر وتشجيعه ،إال أن جل القوانين السابقة لإلصالحات بداية من أول قانون لالستثمارات ،إلى غاية 1993تاريخ
صدور المرسوم التشريعي 93سن المشرع الجزائري ومن أجل أتطير منظومة االستثمار عدة نصوص قانونية من شأنها
العمل على تحسين معاملة المستثمر وتشجيعه ،إال أن جل القوانين السابقة لإلصالحات بداية من أول قانون لالستثمارات،
إلى غاية 1993تاريخ صدور المرسوم التشريعي 12-93لم يكن هناك نظام يرافق المستثمر في خطواته من اجل انشائه
او انجازه لالستثمار اال ما جاء في اطار المرسوم التشريعي رقم ،12 -93المتعلق بتشجيع وترقية االستثمار في الجزائر
المذكور سلفا ،والذي أنشأ وكالة ترقية ودعم االستثمارات ( )APSIوكذا المجلس الوطني لالستثمار والذي تأسس
بموجب المادة 18من األمر ،03 -01المتعلق بتطوير االستثمار المعدل والمتمم التي تنص":
هذا النظام الذي اعتبر األول من نوعه في منظومة االستثمار خطت به الجزائر نقلة نوعية من اجل تسهيل اإلجراءات
اإلدارية وتقريب اإلدارة للمستثمر ،رغم ذلك لقي عدة انتقادات ،وهو ما جعل المشرع يصدر األمر رقم 203 -01المتعلق
بتطوير االستثمار المعدل والمتمم بموجب األمر ،408 -06والذي أكد رغبة المشرع القوية في تطوير االستثمار في
الجزائر وذلك بتطوير هذا الجهاز الى جهاز *ANDIباإلضافة إلى أنه تم إنشاء اآلليات المؤسساتية التي ترمي إلى
مساعدة وتطوير مشاريع االستثمار.
في هذا اإلطار وبناء على األمر رقم 03 -01المتعلق بتطوير االستثمار والمعدل والمتمم تم إنشاء هذه األجهزة التي
تتكفل بترقية وتطوير االستثمار الجزائري ،ووقد تم تبنيها وابقی
على وجودها في اطار األمر رقم ،'09 -16المتعلق بترقية االستثمار ليطبق على االستثمارات الوطنية واألجنبية المنجزة
في النشاطات االقتصادية إلنتاج السلع والخدمات مع إضفاء طابع المرونة على القواعد المنظمة لالستثمارات في
الجزائر.
لذلك يمكننا القول أن هذه التشريعات كانت تمنح تسهيالت للمستثمرين من اجل تشجيع المبادرات أو جلب رؤوس األموال
لكن دون وجود آليات مرافقة ورقابة فعالة تضمن قيام المستثمر بالمقابل بالتزامه بإنجاز المشروع واستغالله.
كل هذه الخطوات المحسوبة لصالح تطوير االستثمار كان لها المزايا والمآخذ ما ادى في الفترة األخيرة ضرورة تدارك
المشرع الجزائري الوضع وسعى لمعالجة االختالالت وتفادي الثغرات التي عرفتها القوانين السابقة السيما في مسألة
استقبال المستثمر ومعاملته في ادق التفاصيل سواء في مرحلة قبل إنشاء االستثمار أو بعد انجازه ،وبالتالي العمل على
مرافقته بل ومراقبته وهو ما أدى إلى إصدار مراسيم تنظيمية في الشأن.
أن أهمية هذه األجهزة وتأثيرها في فتح االستثمار واستقباله هو ما جعلنا وكان دافع لنا للبحث عن مكانة هذا المستوى
من موضوع ترقية االستثمار في الجزائر ،السيما وأن كل التقارير الدولية في الفترة األخيرة تقر بمناخ سيئ في الجزائر
رغم الجهود المبذولة في اإلطار ،فكانت لدينا الرغبة في إظهار ايجابيات هذا الجانب والتركيز على اآلليات التي تساهم
في تسهيل إنشاء االستثمار ومرافقة.
آن اصدار قانون ترقية االستثمار رقم 09-16جاء بعدة مستجدات في المجال وهي من شانها تغيير وتحسين مناخ
األعمال في الجزائر ،وان لم تحدث تغييرات هيكلية جذرية ويظهر ذلك من خالل المادة 37منه التي نصت على أن أحكام
القانون 03-01
في ظل مساعي المشرع الجزائري لترقية االستثمار عبر استحداثه األجهزة االستثمار وتوفيره لأللية المؤسساتية
المشرفة له ،وامام التركيز على أحداث اصالحات فيها بموجب قانون 16-09
المتعلق بترقية االستثمار والنصوص التنظيمية المطبقة ،هل وفق المشرع الجزائري في أن يحقق األهداف المرجوة من
خالل طريقة تنظيمه لهذه األجهزة عبر االحكام الجديدة التي تضمنتها مستجدات االستثمار في هذا الشأن؟
يتوجب علينا من أجل تقديم هذا البحث في حلته القانونية استعمال المنهج التحليلي الذي يعمل على استقراء القوانين
وتحليلها في القانون الجزائري وكما تناولنا في بحثنا هذا أجهزة االستثمار في التشريع الجزائري وفق آخر التعديالت
القانونية التي مست منظومة االستثمار.
بحيث عملنا وفق خطة مفصلة التي استعرضنا في شقها األول المجلس الوطني لالستثمار (الفصل األول) ،حيث تطرقنا
من خالله إلى تشكيلة المجلس الوطني لالستثمار ،واختصاصاته ،كما تناولنا كذلك في الشق الثاني الوكالة الوطنية
لتطوير االستثمار (الفصل الثاني) ،والذي تطرقنا فيه لإلطار التنظيمي للوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والوكالة الوطنية
لتطوير االستثمار
نظمت تشكيلة المجلس الوطني لالستشار في المرسوم التتفيذي رقم 355—06تضمنتها المادة 04منه ،والتي تحدد
مجموعة من الوزارات ذات الصلة بمجال االستشمار حيث تنص ":يشكل المجلس من األسماء األنية ذكرهم :
بالعودة للمادة 4من المرسوم السالف الدكر ،أوالني تحمل تشكيلة المجلس ،فتتشكل من العديد من االعضاء سواء
الدائمون (الفرع األول) ،أو المشاركون (الفرع الثاني) وهو ما سنتعرض اليه ،لننتهي الى تققيم هده التشكيلة (الفرع
الثالث).
كما يعمل على وضع ونتظيم سير مناطق التبادل الحر ،وهدا حسب المادة 3فقرة ،10وكل هذه المهام التي كلف بها
الوزير تعتبر نقاط مسطرة من طرف المجلسالوطني لالستثمار.
والتي تتص على ":ببادر بدراسات التطوبر ويقترح تدابير رفية الطاقات الجديدة والمتجددة".
كدا المادة 6فقرة ، 2حيث يقترح جميع تداببر لتطوير النشاطات الصناعية وكدا يبادر بجميع التدابير اليادفة إلى ترقية
نشاطات البحث والتطوير.
باستقراء احكام هدا المرسوم تظهر نفاط النكامل بين صالحيات هذا الوزير باعتباره وزير الصاعة وبين المساعي التي
وجد من أجلها المجلس الوطني لالستثمار ،فوزير الصناعة يسير الصناديق اآلليات المالية للدعن والمساندة المخصصة
لتطوير قطاع جميع التدابير التي الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة واالستثمار ،كما يتخد من شأنها ترقية
االستثمار ويسهر على تطبيقه.
يقوم الوزير بإعداد االستراتيجيات الوطنية لتهيئة االقليم والطاقات واقتراحها ونتفيذها،كما يقوم أيضا بتطوير جميع
الهياكل األساسية والطاقات الوطنية وتثمينها األمثل ،وكذاالحفاظ على الفضاءات الحساسة والهشة وترقيتها :الساحل
والجبال والسهوب والجنوب والمناطق الحدودية ،كما يهدف إلى الحفاظ على التركيبة الخضرية للعمران ودعم األواسط
الريفية.
-وزير أو وزراء القطاع المعني أو القطاعات المعنية بجدول األعمال في اعمال المجلس.
رئيس مجلس اإلدارة وكدا المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير االستشار كمالحظين اجتماعات المجلس ،في
من األمر—
ويقدم المدير العام للوكلة مشاريع االتقاقيات للمجلس وفقا للمادة 03-12المتعلق بتطوير االسشمار المعدل والمتمم،
والتي تنص على ":يترتب على االستثمارات المدكورة في الفقرة 2من المادة 10أعاله ،ابرام انفاقية متقارض عليها
وفقا للشروط المنصوص عليها في المادة 12مكرر أدناه تبرم االتفاقية الوكالة التي تتصرف بأسم الدولة ،بعد موافقة
المجلس الوطني لالستثمار المدكور في المادة 18أدناه وتنشر هذه االتفاقية في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية".
-أشخاص ذي كفاءة أو خبرة في ميدان االستثمار يستعين المجلس يهم عند الحاجة.
عدم ضمه الى الوزير المكلف بالعمل والتشغيل ،وذلك لوجود عالقة بين مجال االستثمار وقطاع التشغيل ،حيث أنه كل
مشروع استثماري يتولد عنه مناصب شغل وخاصة أو ،سياسة الجرائر ترتكر على الوصول إلى تحقيق هدفين أساسيين
وهما حقيق النمو االقتصادي والقضاء على البطالة ،حيث هناك بعض االمتيارات يكون مناصب الشغل فيها شرطا اساسيا
لالستقادة منها".
أما الوزير الثاني الذي لم تضمه التشكيلة هو وزير الفالحة الذي له المكانة األساسية أيضا في إطار تشكيلة المجلس
الوطني لالستثمار خاصة وأن برنامج االنعاش االقتصادى للجزائر ركز في صلبه على تسخير االستثمار ألوطني واالجنبي
لصالح الفالحة الوطنية
نظرا الختالف وتتوع المهام المسئدة إلى المجلس الوطني لالسشار وجب على هذااألخير ممارسة تلك المهام بشكل منظم
وفعال ،وبالتالي عند الممارسة تكون في شكل اجتماعات يتم في اطارها دراسة جداول أعماله ،ويكون نتظيم واعداد هذه
االجتماعات من طرف أمانة المجلس المتمثلة في الوزير المكلف بترقية االستثمار .
الفرع األول
ولدلك فان الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه المجلس هو دراسة فرص االستتمار والترويج لها بين الستثمرين داخليا
وخارجيا ،وفرض تدابير جديدة لتوجيه االستثمارات وفقا لثالث محاور أساسية:
اوال -نحو المشاريع الخالقة لمواطن الشغ وهي على العموم مناصب متنوعة عامة في جميع المؤسسات.
ثانيا -نحو القطاعات الخالقة لمواطن الشغل بتكاليف معتدلة( ،الصناعات المتوسطةوالصغيرة)،
ثالث -أنشطة الصناعات التقليدية والحرفية والمهن الصغرى التي تخلق عادة أقل من عشر مناصب شغل،
تتولى الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب هذه المهمة بحيث تسعى المتصاص البطالة وإنعاش االقتصاد الوطني ،كما
تساهم في ترقية االستثمار الخاص الجزائري من خالل تمويلها لمشاريع الشباب ودهم انشاء وتوسيع المؤسسات
المصغرة.
لإلسراع في التتمية ال بد أن تواكب زيادة االسشمارات واستغالل الطاقات واالمكانيات المتاحة للمجئمع أحن اسنغال ،لذلك
نجد أن الدول تسعى جاهدة لجذب وتطوير وترقية المتثمار ع طريق وضع برامج وطنية في هذا المجال.
الفرع الثاني
فقد أسندت مهمة اقتراح الندابير التحفيزية لالمتشمار للمجلس الوطني لالسشمار "،حيث تعد هذه التدابير عامال أساسيا
لتشحيع االستثمارات ،هذا ما جعل المستثمر في وضعية مسنقرة ،الن الحكومة التي تمارس نشاطها في أوضاع مسئقرة
وخلقها لتدابير أكثر تحفيزا للمستثمر ،مما بساعدها على التتؤ بالمستقبل االقتصادي للبد وهذا ما يجعل المستثمر دائما
في امان بأن قواعد اللعبة ال نتغير في الستقبل بدون مبرر.
وفي األخير نتوصل إلى نتيجة مفادها أن االختصاصات االستراتيجية للمجلس الوطني لالستثمار تمتاز بنوع من االنسجام
والتناسق ،ألنها أوال تكون عبارة عن برنامح وطني تحدد فيه السياسات العامة لالستشمار ،وتتبع هده السياسة مختلف
التدابير لمواكبة التطورات الحاصلة.
المطلب الثاني
لالستثمار صالحيات واسعة في هذا المجال بموجب المرسوم التتفيذي رقم .06/355
وتشمل هده الصالحيات الموجهة لتشجيع االسشار في الفصل في المزابا التي تمنح في إطار االسسمار وتكون هذه
المرايا ضمن المزايا المشتركة ،االضافية واالستشائية ،غير أن المجلس يتدخل في الحالتين األخيرتين (الفرع األول) ،أو
تحديد األنشطة المستفيدة منها (الفرع الثاني).
الفرع األول
ومن خالل دراستتا نالحظ لن اختصاص المجس يسري على جميع أنواع المزايا سواء تأسيسها أو تعديلها ،وتصنف هذه
األخيرة إلى صنفين:
" زيادة على التحفيزات الجبائية وشبه الجبائية والجمركية المنصوص عليها في القانون العام ،تستفيد االستثمارات
المعنية بالمزايا والمحددة في المادة ،2مما يأتي:
أ-بعنوان مرحلة اإلنجاز كما هو مذكور في المادة 20أدناه ،من المزايا اآلتية:
- 1االعفاء من الحقوق الجمركية ،فيما يخص السلع المستوردة التي تدخل مباشرة في انجاز االستثمار.
السلع والخدمات المستوردة أو المقتناة محليا التي تدخل مباشرة في انجاز االستثمار.
- 3االعفاء من دفع حق نقل الملكية بعوض والرسم على االشهار العقاري عن كل المقتنيات العقارية التي تتم في إطار
االستثمار المعني،
- 4االعفاء من حقوق التسجيل والرسم على االشهار العقاري ومبالغ األمالك الوطنية المتضمنة حق االمتياز على األمالك
العقارية المبنية وغير المبنية الموجهة إلنجاز المشاريع االستثمارية ،وتطبق هذه المزايا على المدة الدنيا لحق االمتياز
الممنوح.
-5تخفيض بنسبة %90من مبلغ اإلتاوة اإليجابية السنوية المحددة من قبل مصالح أمالك الدولة خالل فترة انجاز
االستثمار.
-6االعفاء لمدة عشر ( ) 10سنوات من الرسم العقاري على الملكيات العقارية التي تدخل في إطار االستثمار ،ابتداء من
تاريخ االقتناء.
- 7االعفاء من حقوق التسجيل فيما يخص العقود التأسيسية للشركات والزيادات في رأس المال".
-3تخفيض بنسبة %50من مبلغ اإلتاوة اإليجارية السنوية المحددة من قبل مصالح أمالك الدولة.
بعد تشغيل أو استغالل المستثمر لمؤسسته أو شركته مباشرة ،يستفيد من امتيازات تتمثل في االعفاء لمدة سنة إلى ثالثة
سنوات من:
ال تكون هذه االستفادة إال بعد المعاينة الفعلية للمشروع في ممارسة النشاط االستثماري والذي تعده المصالح الجبائية،
كما يمكن رفع مدة االعفاء إلى خمس سنوات بالنسبة لالستثمارات التي تنشئ أكثر من مائة منصب شغل.
برافق عملية منح المزايا عدة شروط ،منها أن تكون بموجب عقد کتابي ،باإلضافة إلى شرط أفضلية المنتجات والخدمات
ذات المصدر الجزائري.
بالتالي فيكمن دور المجلس الوطني لالستثمار في منح هذه المزايا في حالة االستثمارات عدلت المادة وأصبحت بموجب
المادة 14من القانون 09-16التي يساوي أو يفوق 5آالف مليون دينار ) وال تستفيد من هذه المزايا إال بموجب قرار
صادر من المجلس ،وهذا الشرط يسري على كل االستثمارات سواء كانت وطنية أو أجنبية على أن هذه األخيرة
تخضع لدراسة سابقة من طرف المجلس الوطني لالستثمار حتى وان لم يكن مبلغها يساوي أو تجاوز 500مليون .تعتبر
هذه الحالة استثنائية من األصل العام المتمثل في أن منح المزايا هو من اختصاص الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار
واسناد هذه المهمة للمجلس كون أن تلك المشاريع لها تأثير بالغ على وضعية االقتصاد الوطني.
وقد حددت بنص المادة 16من قانون 09-16وهي نفسها المزايا المشتركة المتعلقة بمرحلة االستغالل الممنوحة بموجب
نص المادة 13التي تنص على:
تستفيد االستثمارات المنجزة في المناطق المحددة قائمتها عن طريق التنظيم التابعة المناطق الجنوب والهضاب العليا
وكذا كل منطقة أخرى تتطلب تنميتها مساهمة خاصة من قبل الدولة .
"ترفع مدة مزايا االستغالل الممنوحة لفائدة االستثمارات المنجزة خارج المناطق المذكورة في المادة 13أعاله ،من ثالث
( )3سنوات إلى خمسة سنوات ( ،)5عندما تنشا أكثر من مائة ( )100منصب شغل دائم خالل الفترة الممتدة من تاريخ
تسجيل االستثمار إلى غاية نهاية السنة األولى من مرحلة االستغالل على األكثر.
- 1االمتيازات الممنوحة لالستثمارات المنجزة في المناطق التي تتطلب مساهمة خاصة من الدولة.
تطبيق حق ثابت في مجال التسجيل بنسبة منخفضة قدرها اثنان باأللف فيما يخص العقد التأسيسية والزيادات في رأس
المال.
تتكفل الدولة جزئيا أو كليا بالمصاريف ،بعد تقييمها من الوكالة ،فيما يخص المتعلقة بالمنشآت األساسية الضرورية
إلنجاز االستثمار.
-االعفاء من الضريبة على القيمة المضافة فيما يخص السلع والخدمات التي تدخل مباشرة في انجاز االستثمار سواء
كانت مستوردة أو مقتناه من السوق المحلية وذلك عندما تكون هذه السلع والخدمات موجهة إلنجاز عمليات تخضع
للضريبة على القيمة المضافة ،تطبيق النسبة المنخفضة في مجال الحقوق الجمركية فيما يخص السلع المستوردة والتي
تدخل مباشرة في عملية انجاز االستثمار
كما يستفيد المشروع من اعفاء الممتلكات غير المنقولة التي تدخل في انجاز المشروع االستثماري من الرسم العقاري
لمدة عشر سنوات بدءا من تاريخ امتالكها.
كما تستفيد أيضا من امتیازات اضافية على نحو يزيد من االستثمارات أو يسر انجازها مثل السماح بترحيل العجز ومد
فترات االستهالك.
-اعفاء واخلوص الحقوق والرسوم والضرائب وغيرها من االقتطاعات ذات الطابع الجبائي المطبقة على االقتناءات
سواء عن طريق االستيراد أو من السوق المحلية ،للسلع والخدمات الضرورية إلنجاز االستثمار.
-افعاء من حقوق التسجيل المتعلقة بنقل الملكيات العقارية المخصصة لإلنتاج وكذا االشهار القانوني المطبق عليها.
المال.
ب في مرحلة االستغالل
تستفيد هذه المشاريع في مرحلة االستغالل من مزايا لمدة أقصاها عشر سنوات ابتداء من تاريخ المعاينة الذي تتواله
المصالح الجبائية وهذا بطلب من المستثمر:
اشار النص المادة 12مكرر الفقرة 1إلى نقطة مهمو وهي أن المشروع االستثماري ذو األهمية بالنسبة لالقتصاد
الوطني يمكن أن يستفيد من كل المزايا او من جزء منها ،حيث يتم الفصل في ذلك بطريقة التفاوض التي تتم بين
المستثمر المعني والوكالة الوطنية لتطوير االستثمار التي تتصرف باسم الدولة ،وينتج عن هذا التفاوض ابرام اتفاقية
استثمار.
ال تشمل اتفاقية االستثمار المزايا فقط وإنما قد تضم كذلك شروط وكيفيات االستثمار وتحديد القانون الواجب التطبيق
واجراءات تسوية المنازعات إذا كان المستثمر أجنبي1.
تخضع اتفاقية االستثمار لدراسة مسبقة من طرف المجلس الوطني لالستثمار ،وبعد اصداره لقرار الموافقة تنشر
االتفاقية في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية .ولدخول االتفاقية حيز التنفيذ يجب المصادقة
عليها بموجب مرسوم تنفيذي ،وما يعني التزام الحكومة الجزائرية اتجاه المستثمر األجنبي ،ونجد عدة تطبيقات على ذلك
منها:
اتفاقية االستثمار بين الدولة الجزائرية وشركة أوراسكون تيليكوم في إطار االتصاالت السلكية والالسلكية التي ابرمت
بتاريخ اوت ،2001وتمت المصادقة عليها بموجب مرسوم تنفيذي مؤرخ في 20ديسمبر ،2001وعليه فإن الموافقة
تعني تخول االتفاقية حيز التنفيذ2.
منهنا يظهر دور المجلس في مجال منح مزايا النظام االستثنائي وهو تمتعه بصالحية دراسة اتفاقيات االستثمار
والموافقة عليها ،وفي ذلك نذكر منها:
-اتفاقية االستثمار بين الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار والشركة الجزائرية لإلسمنت ،حيث المشروع االستثماري ذو
أهمية خاصة بالنسبة لالقتصاد الوطني وقابل لالستفادة من النظام االستثنائي لالمتيازات وذلك بموجب االتفاقية ،استنادا
إلى قرارات المجلس الوطني لالستثمار المؤرخة في 14و 27أكتوبر ،2003ونشرت االتفاقية في الجريدة الرسمية عدد
72الصادر في 13نوفمبر 2004
اضافة على المزايا المذكورة في المادة 18فقرة 2من قانون االستثمار ،09-16يمكن أن يقرر المجلس الوطني
لالستثمار من مزايا إضافية طبقا للتشريع المعمول به ،حيث
"يؤهل المجلس الوطني لالستثمار لمنح إعفاءات أو تخفيضات للحقوق أو الضرائب أو الرسوم ،بما في ذلك الرسم على
القيمة المضافة المطبق على أسعار السلع المنتجة التي تدخل في إطار األنشطة الصناعية الناشئة ،حسب الكيفيات
المحددة عن طريق التنظيم ،ولمدة ال تتجاوز 5سنوات
تستفيد من نظام الشراء باإلعفاء من الرسوم المواد المكونات التي تدخل في انتاج السلع المستفيدة من االعفاء من
الرسم على القيمة المضافة ،حسب أحكام الفقرة أعاله ،وذلك وفقا للكيفيات المحددة في المادة 43وما يليها من قانون
الرسوم على قانون األعمال"1.
الفرع الثاني
لهذا سنتطرق الى قائمة النشاطات والسلع والخدمات المستثناة من المزايا (أوال) ،ثم التحديد االستثمارات التي تستفيد
من النظام االستثماري لالمتيازات (ثانيا)
نستشي من المزايا المنصوص عليها بموجب األمر رقم 03/01المعدل والمتمم كل النشاطات المحددة في القائمة
المنصوص عليها في الملحق األول من المرسوم التنفيذي 08/07الذي يحدد قائمة النشاطات والسلع والخدمات المستثناة
من المزايا ،باإلضافة الى النشاطات الممارسة تحت النظام الجبائي ،وكذا تلك التي ال تخضع للتسجيل في السجل التجاري
غير أن تسجيلها بصفة ارادية يحق لها االستفادة من المزايا .كما نستثني أيضا كل النشاطات التي تخرج عن مجال
تطبيق األمر رقم 03-01المذكور سابقا ،بموجب تشريعات خاصة ،تلك التي تخضع لنظام المزايا الخاص بها وتلك التي
ال يمكنها االستفادة من مزايا جبائية.
أما عن قائمة السلع والخدمات المستثناة من المزايا ،نجدها في الملحق الثاني من المرسوم التنفيذي 08/07المذكور
سابقا ،والتي تتمثل في السلع والخدمات التي تستعمل للحساب الخاص وللمستثمر ليس تلك التي تستعمل من أجل
المشروع االستثماري وهذا ما نصت عليه كال المادتين 05و 06من هذا المرسوم .بحسب قانون تطوير االستثمار فتحديد
هذه القائمة يكون عن طريق التنظيم ،لكن بعد أخذ راي مطابق من المجلس الوطني لالستثمار.
من هنا يفهم أن للمجلس دور استشاري فقط في تحديد قائمة النشاطات والسلع والخدمات المستثناة من المزايا.
كما نجد نص المادة 03فقرة 5من المرسوم التنفيذي رقم355/06نصت أن المجلس يقوم بدراسة قائمة النشاطات
والسلع والخدمات المستثناة من المزايا ويوافق عليها وكذا تعديلها وتحيينها ،وبالتالي يقوم بإصدار قرارات في هذا
الشأن.
لذلك فعلى المشرع التنسيق بين األمر رقم 03/01النصوص التطبيقية له ،لكيال يقع في خلط وتناقض.
باإلضافة إلى النظام العام ،تستفيد المشاريع االستثمارية من نظام آخر للمزايا وهو النظام االستثنائي حيث يقرر هذا
األخير لنوعين من المشاريع فقط ،وهي تلك التي تنجز في مناطق تتطلب تنميتها مساهمة خاصة من طرف الدولة،
والنوع اآلخر هي المشاريع ذات األهمية الخاصة بالنسبة االقتصاد الوطني وتم اسناد مهمة تحديد هذه المناطق وهذه
المشاريع المهمة للمجلس الوطني لالستثمار
ويعود اختصاص تحديد المناطق التي تنميتها مساهمة خاصة من الدولة إلى المجلس الوطني االستثمار ،حيث يفصل في
هذه المناطق على ضوء اهداف تهيئة االقليم ،يمثل هذا القطاع الوزير المكلف بتهيئة االقليم والبيئة الذي يدخل في
تشكيلة المجلس
-مردودية المشاريع على المدى الطويل ،باإلضافة إلى نسبة اندماج االنتاج الذي يجري تطويره .هذا ما أكدته المادة 10
فقرة 2من االمر03/01المتعلق بتطوير االستثمار حيث نصت على البعض من هذه االعتبارات منها المميزات
التكنولوجية المستعملة التي من شأنها أن على البيئة ،وتحمي الموارد الطبيعية ،وتدخر الطاقة وتفضي إلى تنمية
مستديمة.
وبالنسبة لهذا النوع من المشاريع قد رصد لها مجموعة من المزايا تمنح لها بموجب اتفاقية استثمار ،حيق تعالج
االتفاقية كافة الجوانب المتعلقة بالمشروع االستثماري ،لكن االعتماد المتعالي على الحوافز الضريبة لجلب المستثمرين
وكذا االعفاءات والتخفيضات ليس الحل األمثل لجذب المستثمر ،فالمستثمر الفعال والحقيقي ال تهمه الحوافز وال المزايا
بقدر ما يهمه الوسط المالئم واالمثل لمشروعه االستثماري سواء من الناحية السياسية أو األمنية والتشريعية.
في ظل القانون ،03-01على عكس ما جاء في المرسوم التنفيذي رقم ،17101الذي يحدد القوائم السلبية والمبالغ الدنيا
لالستفادة من المزايا وكيفيات تطبيقها على مختلف أنواع االستثمارات ،حيث ضمت القائمة قسمين ،قائمة تتضمن
النشاطات المستثناة وذلك في المادتين 3و ،4والقسم الثاني ضم قائمة السلع والخدمات المستثناة نصت عليها المواد ،5
7 ،6و .8
"تستثنى من المزايا المنصوص عليها في القانون رقم 09-16المؤرخ في 29شوال عام 1437الموافق ل 3غشت
سنة 2016المذكور أعاله:
ج -النشاطات التي ال تخضع للتسجيل في السجل التجاري ،باستثناء ممارسة هذه النشطات وفق صيغة تستوجب تسجيلها
في السجل التجاري.
تستثني أيضا من المزايا النشاطات التي :أتخرج بمقتضى التشريعات الخاصة ،عن مجال تطبيق القانون رقم 09-16
سابق الذكر.
تستثنى من المزايا المنصوص عليها في القانون رقم 09-16سابق الذكر :أكل السلع الخاضعة للنظام المحاسبي المالي،
غير تلك المدرجة في حسابات باب التثبيتات ،فيما عدا االستثناءات المنصوص عليها في هذا المرسوم،
ب -السلع الخاضعة لحسابات باب التثبيتات ،الواردة في قائمة الملحق الثاني بهذا المرسوم ،إال إذا شكلت عنصرا أساسيا
لممارسة النشاط.
تستثنى من المزايا سلع التجهيز المجددة بما فيها وحدات اإلنتاج المحددة المقتناة طبقا للشروط المنصوص
عليها في المادة 1-123من المرسوم التشريعي رقم 18-93المؤرخ في 15رجب عام 1414الموافق 29ديسمبر سنة
،1993والمتضمن قانون المالية لسنة ،1994ما عدا األراضي والعقارات ،وكذا تلك الناتجة عن االستثمارات الموجودة.
غير أنه تستفيد من المزايا ،لن تقيد في قائمة السلع المستثناة المنصوص 5أعاله ،سلع التجهيز المستوردة
أ-المجددة ،التي تشكل حصصا عينية خارجية تدخل في إطار عملية نقل النشاطات من الخارج ،دون مساس هذه األخيرة
بالتشريع المحدد لسن السلع عند استيرادها.
ب -الموضوعة لالستهالك بعد رفع خيار الشراء في إطار االعتماد االيجاري الدولي ،بشرط إدخال هذه السلع إلى التراب
الوطني في حالة جديدة.
يقصد بنقل النشاط من الخارج ،في مفهوم هذا المرسوم ،استيراد مجموعة من السلع التي تشكل األساس الضروري
لممارسة نشاط قابل لالستفادة من المزايا ،لوضعها لالستهالك حسب الكيفيات المنصوص عليها في هذا المرسوم
توضع السلع المذكورة في الفقرتين أوب من المادة 6أعاله لالستهالك باإلعفاء من إجراءات التجارة الخارجية والتوطين
البنكي ،على أساس ملف يتضمن ما يأتي:
قائمة تشكل حصص عينية مسلمة من الهيئة المؤهلة طبقا للتنظيم المعمول به.
شهادة تسجيل االستثمار الموجهة له السلع محل االعتماد االيجاري الدولي .نسخة من السجل التجاري ورقم التعريف
الجبائي.
-نسخة من تصريح الجمارك بالقبول المؤقت للتجهيز أو للتجهيزات المقتناة بعنوان االعتماد االيجاري الدولي.
الخاتمة
من خالل دراستنا للمجلس الوطني لالستثمار نستنتج أنه يضم مختلف القطاعات المعنية بالعملية االستثمارية ،وكلف
بمجموعة من المهام تنصب في تحسين برنامج استثماري محكم يهدف على ترقية االستثمارات باإلضافة إلى ممارسة
الرقابة على الملفات االستثمارية الوطنية واألجنبية ،وله دور استراتيجي في هيكلة العملية االستثمارية لكن من المالحظ
أن هذا الجهاز تعتريه بعض النقائص تؤثر على أدائه المتكامل المهامه لهذا نقترح ادراج ل من الوزير المكلف بالعمل
والتشغيل ،والوزير المكلف بالفالحة في تشكيلة المجلس نظرا ألهمية القطاعين في المجال االستثماري.
وكما أنه تدارك مختلف النقائص المتعلقة بسير اعمال المجلس كتحديد نصاب معين العقد االجتماعات ،وتحديد كيفيات
التصويت والنص على التبليغ وكيفية أجرائه .غير أنه يمكننا القول كذلك بانه يجب الحد من تدخل الحكومة في مجال
االستثمار وإعطاء الصالحيات األوسع والمهام األكبر للمجلس الوطني لالستثمار ألنه أنشئ خصيصا لذلك