You are on page 1of 17

‫أ‪.

‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫فعالية السياسة املالية ودورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫‪‬‬ ‫أ‪.‬دين خمتارية‬


‫تاريخ النشر‪2018/10/15 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2018/09/26 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2017/12/03 :‬‬

‫امللخص‪:‬‬
‫اكتسبت السياسة املالية يف اآلونة األخرية أمهية كبرية وخصوصاً بعد أن ازداد تدخل الدولة يف النشاط‬
‫االقتصادي وكان من نتيجة ذلك زايدة اآلاثر اليت ختفلها السياسة املالية على االقتصاد‪ ،‬ولقد ارتبط مفهوم‬
‫السياسة املالية ودورها يف النشاط االقتصادي بتطور مفهوم الدولة بدءا ابلدولة احلارسة (عند التقليديني) مث‬
‫الدولة املتدخلة (عند الكنزيني) مث الدولة املنتجة واملخططة (عند االشرتاكيني) وصوال إىل الدولة املوجهة‬
‫(املدرسة احلديثة)‪ ،‬وفعالية السياسة املالية أي مدى قدرهتا على التأثري يف جممل النشاط االقتصادي‬
‫ومواجهة املشاكل واألزمات االقتصادية‪ ،‬وهذا ابستخدام وسائلها املختلفة إال أن أمهية السياسة املالية‬
‫ودورها يف احلياة االقتصادية واالجتماعية ختتلف حسب النظام االقتصادي والسياسي السائد يف اجملتمع‬
‫وأيضا حسب مستوايت التطور والتقدم االقتصادي للبلد‪ ،‬فالسياسة املالية يف األنظمة االقتصادية احلرة‬
‫ختتلف فعاليتها عن السياسة املالية املطبقة يف األنظمة االشرتاكية‪ ،‬وكذا يف البلدان النامية ‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬فعالية السياسة املالية‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬االستقرار االقتصادي‪ ،‬العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Recently, the financial policy acquired a great importance especially, when‬‬
‫‪the state intervention increased in the economic activity. Consequently, this‬‬
‫‪policy has various effects on the economy. The concept and the role of the‬‬
‫‪financial policy in the economic activity are related to the evolution of the‬‬
‫‪concept of state, at the beginning it was the guardian state for the‬‬
‫‪traditionalists, then it became the intervening state for the Kinzy, and then‬‬
‫‪the producing and planning state for the socialists and finally the guiding‬‬
‫‪state for the modern school. The concept and the role of the financial policy‬‬
‫‪are also related to its effectiveness i.e. the extent to which this policy can‬‬
‫‪influence the economic activity and face the economic problems and crisis.‬‬
‫‪This can be achieved through its different means.‬‬
‫‪However, the importance and the role of this financial policy in the‬‬
‫‪economic and social life vary according to the prevailing economic and‬‬

‫‪ ‬أ‪.‬دين خمتارية ‪،‬كلية العلوم اإلقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيري ‪،‬جامعة عبد احلميد بن ابديس مبستغامن ‪ ،‬اجلزائر ‪.‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪171‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫‪political regime in the society and also according to the levels of the economic‬‬
‫‪progress and development of the country. In fact, the effectiveness of the‬‬
‫‪financial policy in the free economic regime differs from the one which is‬‬
‫‪applied in the socialist regimes and it also differs from the one which is‬‬
‫‪applied in the developing countries. All in all, the financial policy contributes‬‬
‫‪in the realization of the social justice and the economic development and‬‬
‫‪stability through the adaptation of its tools.‬‬

‫‪Key Words: Financial policy effectiveness, economic development,‬‬


‫‪economic stability, social justice.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫السياسة املالية تعترب رقما مهما يف معادالت التنمية االقتصادية و التنمية الشاملة و املستدامة ‪،‬ملا هلا من‬
‫أتثريات صرحية و ضمنية يف النسيج االقتصادي و االجتماعي ‪،‬فيمكن مثال استخدام اإلنفاق العمومي‬
‫واالستدانة العمومية و االقتطاعات الضريبية كوسائل حتفيز أو تثبيط للطلب الكلي فضال عن استخدامها يف‬
‫تشجيع االستثمارات املباشرة و غري املباشرة و كذا دفع حركية األسواق و متويل اخلزينة العمومية وتتجلى احلاجة‬
‫للسياسة املالية أكثر يف وقت األزمات و االضطراابت االقتصادية علما أهنا تساهم بشكل كبري يف حتقيق التنمية‬
‫االقتصادية و تساعد مساعدة أكيدة يف حتقيق العدالة االجتماعية عن طريق تكييف أدواهتا ‪،‬و أخريا تستطيع‬
‫السياسة املالية أن تلعب دورا رايداي و فعاال يف حتقيق االستقرار االقتصادي وضمان استمرارية عجلة التنمية‪.‬و هلذا‬
‫سنحاول من خالل هذه املقال التطرق إىل الدور الذي تقوم به السياسة املالية يف حتقيق األهداف السالفة الذكر‬
‫و ذلك بطرح اإلشكالية اجلوهرية التالية ‪:‬‬

‫ما هي فعالية السياسة املالية لتحقيق كل من التنمية واالستقرار االقتصادي والعدالة االجتماعية؟‬

‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية نقسم املقال إىل ثالثة حماور كاآليت‪:‬‬

‫احملور األول‪ :‬السياسة املالية ودورها يف حتقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬السياسة املالية ودورها يف حتقيق االستقرار االقتصادي‪.‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬السياسة املالية والعدالة االجتماعية‪.‬‬

‫احملور األول‪ :‬السياسة املالية ودورها يف حتقيق التنمية االقتصادية‬

‫‪/1‬تعريف التنمية االقتصادية‪- :‬كسياسة اقتصادية طويلة األجل لتحقيق النمو االقتصادي أبهنا عملية يزداد‬
‫بواسطتها الدخل الوطين احلقيقي لالقتصاد خالل فرتة زمنية طويلة وإذا كان معدل التنمية أكرب من معدل منو‬
‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪172‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫السكان‪ ،‬فإن متوسط دخل الفرد احلقيقي سريتفع‪ ،‬ويقصد بعبارة (عملية) هنا تفاعل جمموعة قوى معينة‪ ،‬خالل‬
‫‪1‬‬
‫فرتة زمنية طويلة‪ ،‬مما يؤدي إىل حدوث تغيريات جوهرية يف بعض متغريات معينة يف االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫‪-‬إجراءات وسياسات وتدابري معتمدة تتمثل يف تغيري بنيان وهيكل االقتصاد القومي‪ ،‬وهتدف إىل حتقيق زايدة‬
‫سريعة ودائمة يف متوسط الدخل احلقيقي عرب فرتة ممتدة من الزمن‪ ،‬وحبيث يستفيد منها الغالبية العظمى من‬
‫‪2‬‬
‫األفراد‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬وسيلة وأداة للتكامل واالستقالل االقتصادي‪ ،‬كما أهنا فجوة لتقليل الفجوة االقتصادية "‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬تغيري بنياين ينبثق عن دفعة قوية وذلك على أساس من إسرتاتيجية مالئمة‬

‫‪-‬العملية اهلادفة إىل حتسني مستوايت املعيشة لسكان الدول النامية‪ ،‬عن طريق زايدة متوسط نصيب الفرد من‬
‫الدخل القومي‪ ،‬والذي ال ميكن أن يتحقق حت تكون عملية التنمية االقتصادية فعالة وحقيقية من وجهة نظر علم‬
‫االقتصاد إال من خالل زايدة دور الصناعة والتصنيع يف النشاط االقتصادي هلذه الدول مقاران بدور القطاع‬
‫‪5‬‬
‫الزراعي والتقليدي فيه‪.‬‬

‫فبالتايل إن للسياسة املالية دورا إجيابيا لتحقيق التنمية االقتصادية وزايدة مستوى النشاط االقتصادي‬
‫للمجتمع‪ ،‬لذلك تسعى الدولة لتوفري كافة اإلمكاانت الالزمة لتحقيق هذا اهلدف‪ ،‬كما جيب عليها أن تتجنب‬
‫الوسائل التمويلية التضخمية وتعتمد على املدخرات الوطنية‪.‬‬

‫‪/2‬مصادر متويل التنمية االقتصادية ‪ :‬تقتضي التنمية االقتصادية توفري املوارد املالية الالزمة للتنمية و تلعب‬
‫السياسة املالية و خاصة يف الدول النامية ‪،‬دورا هاما يف تعبئة املوارد الرأمسالية الالزمة لتمويل التنمية ‪،‬و زايدة‬
‫مستوى النشاط االقتصادي للمجتمع ‪،‬و تستخدم الدولة كل الوسائل و اإلمكانيات لتوفري املال الالزم للوصول‬
‫إىل هذا اهلدف ‪،‬و ترجع أمهية السياسة املالية يف توفري هذه املوارد إىل قيام الدولة بدور رئيسي يف إحداث التنمية‬
‫من خالل الربامج و اخلطط اليت تتبناها و اليت أصبحت تقع على عاتقها ابإلضافة إىل ضخامة االحتياجات‬
‫الرأمسالية الالزمة لتمويلها ‪.‬‬

‫‪ 1‬مسعود دراوسي ‪،‬السياسة املالية و دورها يف حتقيق التوازن االقتصادي ‪،‬أطروحة دكتوراه ‪،‬حالة اجلزائر ‪، 2004-1990‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري ‪،‬جامعة اجلزائر‬
‫‪، 2006-2005،‬ص ‪91-90‬‬
‫علي لطفي ‪،‬التنمية االقتصادية ‪،‬مكتبة عني الشمس ‪،‬القاهرة ‪، 1980،‬ص‪. 185‬‬ ‫‪2‬‬

‫بشار يزيد الوليد ‪،‬التخطيط و التطوير االقتصادي ‪،‬دار الراية للنشر و التوزيع ‪،‬األردن الطبعة األوىل ‪، 2008 ،‬ص‪. 116‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬حممد زكي شافعي ‪،‬التنمية االقتصادية دار النهضة العربية ‪، 1980 ،‬ص‪. 7‬‬
‫فرهاد حممد علي االهدن‪ ،‬التنمية االقتصادية من منظور إسالمي‪ ،‬دار التعاون للطبع والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون اتريخ نشر‪،‬ص‪. 6‬‬ ‫‪5‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪173‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫‪/1-2‬اإلدخار‪ :‬يعرف االدخار أبنه ذلك اجلزء من الدخل الذي ال ينفق على السلع االستهالكية واخلدمات‪ ،‬أو‬
‫‪1‬‬
‫هو الفرق بني الدخل اجلاري واإلنفاق اجلاري‪.‬‬

‫وميكن للسياسة املالية أن تساعد يف تكوين االدخار بتعبئة االدخار االختياري واالجباري‪ ،‬ففي حالة‬
‫االدخار االختياري ميكن إتباع السياسة املالية التالية‪:‬‬

‫أ ‪-‬ميل السياسة املالية إىل فرض الضرائب على الدخول املخصصة لالستهالك يؤدي إىل ختفيض االستهالك بينما‬
‫فرض الضرائب على الدخول املخصصة لالدخار يؤدي إىل زايدته كما أن ختفيض الضرائب على الرتكات يؤدي‬
‫إىل تشجيع االدخار‪ ،‬حث املشروعات على عدم توزيع جزء من أرابحها واستخدامه كاحتياطي يساهم يف متويل‬
‫مشروعات جديدة‪ ،‬أو التوسع يف أعماله وذلك عن طريق إعفاء اجلزء من األرابح اليت يعاد استثمارها (األرابح‬
‫اخلاضعة لضرائب خمفضة)‪.‬‬

‫أما ابلنسبة لالدخار اإلجباري والذي يعين سحب مؤقت أو هنائي من صاحب اإليراد‪ ،‬وميكن للسياسة‬
‫املالية أن تساهم يف تشجيع تكوينه عن طريق فرض ضرائب جديدة أو زايدة معدالت الضرائب احلالية‪ ،‬أو طرح‬
‫قروض إجبارية أو سن قانون من طرف الدولة يلزم الشركة بتجنيب نسبة من األرابح لتكوين احتياطي (االحتياطي‬
‫القانوين)‪ ،‬أو اقتطاع جزء من الدخول أو الثروات اخلاصة على أن ترد بعد فرتة زمنية حمددة‪.‬‬

‫ولالدخار عدة أنواع هندف من وراء دراسة كل نوع إىل معرفة أنسب األساليب اليت تتبعها السياسة املالية‬
‫للحصول على مدخرات ميكن استخدامها لتمويل التنمية االقتصادية‪ ،‬وهناك مصادر داخلية وأخرى خارجية‪:‬‬

‫‪/1-1-2‬مدخرات القطاع العائلي ‪:‬إن مدخرات هذا القطاع تتحدد مبجموعة من العوامل الشخصية و املوضوعية‬
‫‪،‬فمن العوامل املوضوعية جند حجم الدخل الوطين ‪،‬و شكل توزيعه ‪،‬فالزايدة يف الدخل الوطين ‪،‬و زايدة نصيب‬
‫الفرد منه ينعكس ذلك يف زايدة مقدرة الفرد على االدخار ‪،‬كما أن التغريات يف مستوايت األجور احلقيقية‬
‫واألسعار والتغريات يف السياسة الضريبية كل هذه العوامل حتدد إىل حد كبري حجم مدخرات األفراد ‪،‬و هلذا على‬
‫الدولة أن حتفز األفراد على االدخار و توجيههم إىل االستثمار اجملدي ضمن خطط التنمية الشاملة ‪،‬و عدم التوجه‬
‫حنو اإلنفاق االستهالكي على السلع الكمالية و تتميز البلدان النامية ابخنفاض الدخل الوطين و ابلتايل اخنفاض‬
‫نصيب متوسط الفرد منه ‪،‬هذا ابإلضافة إىل سوء توزيع الدخل الوطين بني أفراد اجملتمع و هذا من شانه يضعف‬
‫املقدرة االدخارية لدى األفراد ‪،‬و مما يزيد األمر سوءا اجتاه أصحاب الدخول املرتفعة إىل تقليد األمناط االستهالكية‬
‫يف الدول املتقدمة و التوسع يف اإلنفاق الرتيف‪،‬كما أن انتشار هذه األمناط االستهالكية لدى فئة األغنياء ينتقل‬
‫تدرجييا عن طريق احملاكاة إىل الفئات األخرى األقل دخال ‪،‬و ابلتايل خيصص جزء كبري من موارد العملة الصعبة‬

‫‪ 1‬سالكي سعاد ‪،‬دور السياسة املالية يف جذب االستثمار األجنيب املباشر‪-‬دراسة بعض دول املغرب العريب‪، -‬مذكرة ماجستري يف التسيري الدويل للمؤسسات ‪،‬ختصص ‪:‬مالية دولية‬
‫‪، 2011-2010،‬ص ‪.57‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪174‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫السترياد السلع اليت تشبع رغبة هذه الفئات ‪،‬هذا ابإلضافة إىل افتقار هذه الدول إىل أسواق و مؤسسات منظمة‬
‫‪1‬‬
‫كل هذه العوامل جتعل هذه اجملتمعات تتسم بضآلة مدخرات هذا القطاع‪.‬‬

‫‪/2-1-2‬مدخرات القطاع احلكومي ‪:‬تنشأ هذه املدخرات نتيجة زايدة اإليرادات عن النفقات‪ ،‬إما بسبب ثبات‬
‫اإليرادات وضبط النفقات اجلارية‪ ،‬وإما بزايدة اإليرادات وتثبيت النفقات أو زايدة اإليرادات وختفيض حجم‬
‫النفقات أي إجياد عالقة تبادلية بني زايدة اإليرادات وختفيض النفقات وابلتايل إبمكان السياسة املالية املسامهة يف‬
‫توفري مدخرات هذا القطاع عن طريق زايدة إيرادات الضرائب والرسوم‪ ،‬غري أن املالحظ أن مدخرات هذا القطاع‬
‫ضئيلة نظرا لتزايد حجم النفقات العامة‪.‬‬

‫‪/3-1-2‬مدخرات قطاع األعمال ‪:‬تتوقف مدخرات هذا القطاع على أمهيته النسبية يف االقتصاد الوطين‪ ،‬ففي‬
‫حالة الدول الرأمسالية يتعاظم دور قطاع اإلعمال‪ ،‬ومنه تزيد مدخرات هذا القطاع‪ ،‬كما أن مدخرات هذا األخري‬
‫تتوقف على طبيعة السياسة املالية اليت تتبعها الدولة يف فرض الضرائب فتستطيع الدولة أن تزيد من ادخار هذا‬
‫القطاع بتخفيض الضرائب املفروضة عليه‪ ،‬كما أن إعفاء جزء أو كل األرابح غري املوزعة واالحتياجات املختلفة‬
‫‪2‬‬
‫اليت يعاد استثمارها تساهم يف رفع حجم مدخرات هذا القطاع‪.‬‬

‫‪/2-2‬القروض الداخلية ‪:‬إن القروض الداخلية على عكس القروض اخلارجية ففي النوع األول ال ترتتب أعباء‬
‫حقيقية على املوارد الوطنية ‪،‬فخدمة الدين ال تتطلب سوى حتويل الدخول من بعض األفراد إىل البعض اآلخر يف‬
‫اجملتمع ‪،‬أما عن طريق اإلصدار النقدي اجلديد( التمويل التضخمي) فيقصد به إصدار نقود جديدة توجه حنو‬
‫اإلنفاق على مشروعات التنمية دون أن يكون هلذه القوة الشرائية اجلديدة مقابل موجود يف االقتصاد من سلع و‬
‫خدمات‪3.‬حيث تشتمل القروض الداخلية على قروض قصرية األجل و تصدر ملواجهة ظروف مؤقتة أي االقرتاض‬
‫‪4‬‬
‫احلقيقي الناجم عن االدخار االختياري ال االدخار اإلجباري أو سندات التنمية‪.‬‬

‫وينبغي استعمال هذه القروض لتمويل املشروعات اليت حتقق رحبا يف وقت مناسب حت ميكن استخدام‬
‫هذه األرابح خلدمة الدين وفوائده‪ 5.‬ويرى البعض أن إصدار نقود جديدة وسيلة لتمويل التنمية االقتصادية تسمح‬
‫‪6‬‬
‫مبعاجلة ضعف النظام الضرييب وهؤالء يقدمون مربرات لاللتجاء إىل التضخم‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد مبارك حجري ‪،‬السياسة املالية و النقدية خلطط التنمية اإلقتصادية ‪،‬الدار اجلامعية للطباعة و النشر ‪،‬القاهرة ‪،‬بدون اتريخ نشر ‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪ 2‬مسعود دراوسي ‪،‬السياسة املالية و دورها يف حتقيق التوازن االقتصادي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ 3‬كمال بكري ‪،‬مبادئ االقتصاد ‪،‬الدار اجلامعية ‪،‬بريوت ‪، 1986،‬ص ‪. 445‬‬
‫‪ 4‬طارق احلاج ‪،‬املالية العامة ‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع ‪،‬عمان ‪، 1999،‬ص ‪. 207‬‬
‫‪ 5‬رايض الشيخ املالية العامة مطابع الدجوى القاهرة ‪، 1989،‬ص ‪. 188‬‬
‫‪ 6‬ابهر حممد غنم ‪،‬املالية العامة ومبادئ اإلقتصاد املايل ‪،‬دار النهضة العربية القاهرة ‪، 1988،‬ص ‪. 315‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪175‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫*من مربرات االلتجاء إىل التضخم ‪ :‬أ‪-‬إنه يعترب حافز على االستثمار ‪،‬و ذلك أن ارتفاع األسعار يؤدي إىل‬
‫زايدة أرابح املنظمني ‪،‬و منه التوسع يف االستثمار و ظهور فرص جديدة لالستثمار و هو من انحية أخرى يؤدي‬
‫إىل توزيع الدخول يف صاحل أصحاب الدخول املرتفعة و زايدة مدخراهتم الرتفاع ميلهم احلدي لالدخار ‪ ،‬إال أن‬
‫هذا املربر ضعيف بل قد يكون خطر ‪،‬حيث أنه ال يكون حافزا لالستثمار ألن ما يعوق االستثمار هو عدم وجود‬
‫طلب كايف كما أنه ليس صحيحا أن إعادة التوزيع لصاحل الدخول املرتفعة يرتتب عليه زايدة االدخار فالزايدة يف‬
‫الدخول املرتفعة تؤدي إىل زايدة استهالك السلع ‪،‬الكمالية اليت تستورد معظمها مما يؤدي إىل اإلخالل مبيزان‬
‫املدفوعات ابإلضافة إىل أنه يضر ضررا ابلغا أبصحاب الدخول الثابتة و احملدودة و ابلتايل يتناىف مع هدف العدالة‬
‫االجتماعية و يؤدي إىل سوء توزيع وتوجيه املوارد الوطنية إذ يشجع على املضاربة يف األصول احلقيقية كالعقارات‬
‫و ختزين السلع ‪ ،‬و يف أسواق سعر الصرف ‪،‬و ابلتايل تتحول املوارد بعيدا عن جماالت االستثمار الالزمة للتنمية‪.‬‬

‫ب ‪-‬استخدام سياسة التمويل التضخمي بقدر مقبول لتشجيع التنمية يكفي تشجيع املنظمني‪ ،‬وحيول دون‬
‫اخلسائر اليت قد تتعرض هلا بعض املشروعات‪ ،‬وال خيشى يف نظرهم حتول التضخم املعتدل إىل تضخم طليق‪ ،‬طاملا‬
‫كان يف وسع السلطات احلكومية اإلشراف على زايدة عرض النقود والسيطرة على املوارد قبل أن تتجاوز األسعار‬
‫نقطة اخلطر ‪.‬واجلدير ابلذكر أن خطورة القوى التضخمية تتوقف على عاملني‪:‬‬

‫‪ -‬األول ‪:‬درجة مرونة عرض سلع االستهالك ‪،‬و من خصائص العرض يف الدول املتخلفة أنه ضعيف املرونة‬
‫بصفة عامة ‪ -‬الثاين ‪:‬مدى قوة النقاابت العمالية و غريها من الكياانت االجتماعية اليت قد حتوز قدرا من النفوذ‬
‫‪1‬‬
‫السياسي ميكنها من رفع األجور والدخول‪.‬‬

‫وابلتايل فإن سياسة التمويل التضخمي يكون أثرها حمدودا للغاية يف التوسع يف االستثمار وإاتحة فرص‬
‫جديدة والنتيجة النهائية هي ارتفاع مستوى األسعار‪.‬‬

‫‪/3-2‬مصادر التمويل اخلارجية ‪:‬يف حالة عجز املدخرات احمللية عن توفري رأس مال كاف لتمويل االستثمارات‬
‫املطلوبة لضمان حتقيق معدل مناسب للتنمية ‪،‬تلجأ الدولة إىل االستعانة برأس املال األجنيب ‪،‬هذا األخري الذي‬
‫يعترب انفعا لتمويل اجلزء من برانمج التنمية الذي حيتاج إىل النقد األجنيب مثل مدفوعات عن إيرادات املعدات و‬
‫اآلالت و خاصة عندما تكون حصيلة الصادرات غري كافية هلذا ‪،‬و منه فرأس املال األجنيب إمنا يلعب دورا‬
‫مساعدا قد تكون له أمهيته حبيث يسهل املوقف بصفة خاصة خالل مرحلة االنطالق و كذلك خالل املرحلة‬
‫املبكرة من النمو التلقائي الذي يدفع نفسه بنفسه أين تكون احلاجة ماسة إىل اآلالت و املعدات و املواد اخلام و‬
‫بعض السلع االستهالكية ‪،‬يف حني أن املشروعات ال تكون قد أصبحت قادرة على إنتاج ما يكفي من أجل‬
‫التصدير و يف مثل هذه الفرتة االنتقالية تكون املعونة من رأس املال األجنيب ذات أمهية عظيمة ‪،‬هلذا تعترب الكيفية‬
‫اليت ميكن هبا احلصول على رأس املال من الدول األجنبية لتمويل التنمية االقتصادية مسألة ذات أمهية جوهرية‬

‫‪ 1‬مسعود دراوسي ‪،‬السياسة املالية و دورها يف حتقيق التوازن االقتصادي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.97‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪176‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫‪،‬حيث أن رؤوس األموال األجنبية اليت تستفيد منها دولة ما لتمويل تنميتها االقتصادية ميكن أن أتيت من حكومة‬
‫أجنبية أو منظمات دولية مكونة خصيصا هلذا الغرض‪.‬‬

‫رغم أمهية رأس املال األجنيب و خاصة للبالد املتخلفة غري أنه هناك اتفاق عام على أن التنمية املستقرة‬
‫القوية ال ميكن أن تعتمد أساسا على تدفق رأس املال األجنيب ‪،‬فالتنمية جيب أن تقوم على موارد متولدة بواسطة‬
‫االقتصاد الوطين ذاته ‪،‬و رأس املال األجنيب جيب أال يكون سوى مكمل فقط للموارد احمللية و ليس بديال عنها‬
‫‪،‬ألن التمويل األجنيب ال ميكن أن يستمر إىل ما ال هناية فقد يطرأ من الظروف ما يؤدي إىل نقصانه أو توقفه‬
‫أحياان كنشوب حرب مثال و هلذا جيب على االدخار الوطين يف هذه احلالة أن يكون لديه القدرة على أن حيل‬
‫‪1‬‬
‫حمل التمويل اخلارجي ‪.‬‬

‫احملور الثان‪ :‬السياسة املالية ودورها يف حتقيق االستقرار االقتصادي‬

‫إن للسياسة املالية دورا هاما يف حتقيق االستقرار االقتصادي خاصة يف أوقات الكساد أو أوقات الرواج‪،‬‬
‫وذلك لتأثريها على مستوى التشغيل‪ ،‬ومستوى األسعار‪ ،‬ومستوى الدخل الوطين وميكن إرجاع أهم مصادر‬
‫اإلختالالت اليت تعصف ابالستقرار االقتصادي إىل نوعني من األسباب‪:‬‬

‫‪-1‬ظهور زايدة أو عجز يف الطلب الكلي يف االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫‪-2‬وجود قوى احتكارية خترج على قواعد املنافسة وتتمتع بدرجة كبرية يف حتديد كل من األسعار و األجور يف‬
‫اجملتمع مع اخنفاض درجة مرونة بعض عوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫وتعتمد السياسة االقتصادية يف حتقيق االستقرار االقتصادي على عدد من األدوات واإلجراءات األساسية‬
‫تنحصر أمهها فيما يلي‪:‬‬

‫أ ‪-‬أدوات السياسة املالية ‪:‬من خالل أتثريها على الطلب الكلي اخنفاضا وارتفاعا ابستخدام السياسة الضريبية و‬
‫اإلنفاقية‪.‬‬

‫ب ‪-‬أدوات السياسة النقدية يستخدمها البنك املركزي للتحكم يف كمية النقود املتداولة ونقتصر هنا على معرفة‬
‫دور السياسة املالية‪ ،‬وتكون النتائج انجعة ابالعتماد على مدى جناح السياسة املالية ليس من الناحية النظرية فقط‬
‫بل وأيضا من الناحية التطبيقية وحنن نعلم أن املوازنة العامة للدولة قد تكون متوازنة أو قد يكون فيها عجزا أو‬
‫فائضا‪.‬‬

‫احلالة األوىل ‪:‬ظهور عجز أو فائض يف الطلب الكلي‬

‫‪ 1‬سالكي سعاد ‪،‬دور السياسة املالية يف جذب االستثمار األجنيب املباشر‪-‬دراسة بعض دول املغرب العريب‪، -‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 61‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪177‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫أ‪-‬عجز يف الطلب الكلي أي السياسة املالية املتمثلة ابلتمويل ابلعجز(البطالة) ‪:‬تتلخص املشكلة يف هذه‬
‫احلالة يف أن الطلب الكلي ال يتناسب مع حجم العرض الكلي من السلع و اخلدمات ‪،‬و ذلك أن الطلب الكلي‬
‫يتوازن مع العرض الكلي عند مستوى أقل من التشغيل الكامل أي هناك عجز يف الطلب الكلي ‪،‬و يرتتب على‬
‫ذلك أن االدخار املخطط لدى التشغيل الكامل يزيد على االستثمار مضافا إليه عجز املوازنة العامة ‪،‬فهنا يكون‬
‫لزاما على الدولة أن تتدخل ملنع استفحال املشاكل االقتصادية و ابلتايل زعزعة االستقرار االقتصادي ابستخدام‬
‫‪1‬‬
‫السياسة املالية‪.‬‬

‫أما عن طريقة السياسة املالية يف عالج هذه املشكلة فيتم عن طريق رفع مستوى الطلب الكلي إىل املستوى‬
‫الذي حيقق التشغيل الكامل‪ ،‬و حيقق ابلتايل اخلروج من أزمة الكساد وما ترتب عليها من بطالة‪ ،‬و تستخدم‬
‫السياسة شقيها الضرييب و اإلنفاقي‪ ،‬إما كل على حدى أو مزج االثنني معا بنسب خمتلفة‪ ،‬طبقا لطبيعة و حجم‬
‫املشكلة موضوع املعاجلة فتستطيع الدولة من خالل السياسة االنفاقية )التوسع يف النفقات العامة( أن ترفع من‬
‫مستوى الطلب من خالل إقامة املشروعات العامة االستثمارية و شق الطرقات و املدارس و املستشفيات‪.....‬اخل ‪.‬‬
‫أو من خالل توسع احلكومة يف منح خمتلف اإلعاانت االجتماعية مثل إعانة البطالة والشيخوخة‪ ،‬ونتيجة لذلك‬
‫يزداد اإلنفاق الشخصي ليس فقط مبقدار اإلنفاق العام بل بصورة مضاعفة بفعل مضاعفة االستثمار‪ ،‬أي أن هذا‬
‫‪2‬‬
‫النوع من الدعم يزيد من مقدرة األفراد على اإلنفاق مما حيفز على االستثمار ويزيد من العمالة‪.‬‬

‫كما تستخدم اإليرادات العامة (ختفيض اإليرادات الضريبية) يف مواجهة الكساد من خالل األثر التعويضي‬
‫للضرائب‪ ،‬حيث ميكن أن يسهم ختفيض الضرائب يف زايدة االستهالك وزايدة االستثمار‪ ،‬وميكن زايدة االستهالك‬
‫عن طريق رفع مستوى دخول الفئات املنخفضة الدخل نظرا الرتفاع امليل احلدي لالستهالك هلذه الفئات‪ ،‬مما يعين‬
‫أن زايدة دخول هذه الفئات يوجه لالستهالك‪.‬‬

‫وفيما يتعلق ابالستثمار فالسياسة الضريبية ميكن أن تعمل على زايدته من خالل الضرائب على األرابح مما‬
‫يشجع املنتجني على االستثمار وابلتايل على زايدة اإلنتاج‪.‬‬

‫والبد أن نذكر يف األخري أن سياسة زايدة حجم اإلنفاق أكثر فعالية من ختفيض الضرائب ألن مضاعف‬
‫‪3‬‬
‫االستثمار يف حالة زايدة اإلنفاق يزيد عن حجم املضاعف يف حالة ختفيض الضرائب‪.‬‬

‫ب‪-‬زايدة مستوى الطلب الكلي( التضخم) أي السياسة املالية املتمثلة ابلتمويل ابلفائض ‪:‬يف هذه احلالة‬
‫تنحصر مشكلة االستقرار االقتصادي يف أن الطلب الكلي أكرب من العرض الكلي أي أن هناك فائض نقداي زائدا‬
‫‪،‬حيث أن االستثمار أكرب من االدخار مضافا إليه عجز املوازنة العامة ففي هذه احلالة و يف ظل ظروف ضعف‬

‫‪1‬‬
‫‪JOHNSON, Harry Gordon, On Economic and society, Chicago, University of Chicago, Bress, 1975, p240 .‬‬
‫‪ 2‬وجدي حسني ‪،‬املالية احلكومية و االقتصاد العام ‪،‬اإلسكندرية ‪، 1988،‬ص‪. 224‬‬
‫‪ 3‬طارق احلاج ‪،‬املالية العامة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪. 205‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪178‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫مرونة اجلهاز اإلنتاجي فإنه يقود إىل التضخم و ارتفاع األسعار ‪،‬و ابلتايل فإن على السياسة املالية أن ختفض أو‬
‫تعيد مستوى الطلب الكلي و تسحب الطلب النقدي الزائد أي امتصاص القوة الشرائية الزائدة ‪،‬عن طريق‬
‫إحداث فائض يف امليزانية برفع معدالت الضرائب القائمة أو زايدة حصيلة الضرائب ابستحداث ضرائب جديدة‬
‫على أنواع أخرى من السلع ‪،‬كما أن السياسة االتفاقية تعمل على ترشيد الطلب االستهالكي من خالل خفض‬
‫بنود اإلنفاق العام ‪،‬و على ذلك تتكون السياسة املالية املستخدمة للحد من التضخم من جانبني ‪،‬اجلانب األول‬
‫‪1‬‬
‫هو زايدة الضرائب و اجلانب الثاين هو ختفيض النفقات العامة‪.‬‬

‫‪/1‬زايدة الضرائب‪ :‬هنا نفرق بني الضرائب املباشرة والضرائب غري املباشرة فيرتتب على زايدة الضرائب املباشر‬
‫على الدخل وخاصة التصاعدية منها امتصاص جانب من القوة الشرائية لدى األفراد بقدر يتناسب مع حجم‬
‫الدخل أي اقتطاع جزء من دخول األفراد الذي كان سينفق على السلع واخلدمات املختلفة ومنه ختفيض الطلب‬
‫الكلي‪.‬‬

‫وميكن أن تساهم الضرائب غري املباشرة يف احلد من االستهالك حيث أن زايدة هذا النوع من الضرائب‬
‫يرتتب عنه اخنفاض الطلب الكلي غري أن أثر الضرائب غري املباشرة يف ختفيض الطلب الكلي يتوقف على أنواع‬
‫السلع اليت تفرض عليها هذه الضرائب‪ ،‬أي الزايدة يف الضرائب غري املباشرة تقتصر على السلع اليت يؤدي ارتفاع‬
‫أسعارها على اخنفاض الطلب عليها‪ ،‬األمر الذي يتوقف على مرونة الطلب على خمتلف السلع‪.‬‬

‫فمثال إذا زادت الضرائب على السلع الكمالية فإهنا تؤدي إىل ختفيض الطلب عليها ويتوقف مقدار‬
‫االخنفاض يف الطلب على درجة مرونة الطلب السعرية هلذه السلع‪.‬‬

‫‪/2‬ختفيض النفقات العامة ‪:‬إن عملية ختفيض النفقات العامة تساهم يف احلد من التضخم لكون زايدة النفقات‬
‫عن اإليرادات العامة من أسباب وجود التضخم ‪،‬غري أن ختفيض بعض بنود النفقات العامة يكون صعب املنال‬
‫مثل خدمات الصحة و التعليم و األجور‪....‬اخل ‪،‬و هذا ال مينع ختفيض بعض النفقات العامة مثل بعض أنواع‬
‫االستهالك احلكومي أو أتجيل تنفيذ بعض االستثمارات لفرتة زمنية قصرية و نظرا لصعوبة ختفيض النفقات العامة‬
‫من الناحية الواقعية فإن أثرها يف احلد من التضخم حمدود ‪،‬و من مثة فإن السياسة املالية اليت هتدف إىل ختفيض‬
‫‪2‬‬
‫الطلب الكلي أي احلد من التضخم جيب أن يركز على زايدة الضرائب و خاصة الضرائب املباشرة‪.‬‬

‫احلالة الثانية ‪:‬تتمتع القوة االحتكارية بدرجة كبرية يف حتديد األسعار‪ ،‬إذ متارس نقاابت العمال وخاصة يف‬
‫الدول املتقدمة ضغوطا كبرية يف رفع األجور النقدية للعمال وكثريا ما تنجح يف ذلك‪ ،‬األمر الذي يدفع أصحاب‬
‫األعمال إىل رفع أسعار السلع واخلدمات بنسبة معينة دون حدوث زايدة مناظرة‪ ،‬و تؤدي هذه الزايدة إىل‬
‫التضخم الناتج عن دفع التكاليف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪JOHNSON Harry, Gorden,on economie and society, op-cite, p241.‬‬
‫‪ 2‬مسري حممود معتوق أمينة عز الدين عبد هللا ‪،‬املالية العامة ‪،‬القاهرة ‪،‬ص ‪. 345‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪179‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫و هذه احلالة تظهر فيها البطالة جنبا إىل جنب مع التضخم ‪،‬و قد أطلق عليها يف األدب االقتصادي‬
‫مشكلة الكساد التضخمي و قد ظهرت هذه املشكلة يف الدول املتقدمة يف أواخر الستينات بسبب نفوذ نقاابت‬
‫العمال و رجال األعمال أين أخذت األجور اجتاهها التوسعي ‪،‬أما يف الدول النامية و منها اجلزائر فيكون أتثري‬
‫نقاابت العمال ضعيفا ‪،‬كما أن سياسة األجور تتبع سياسات الدولة يف الغالب ‪،‬غري أن هذه الدول تتبن برامج‬
‫تنموية طويلة األجل فتواجه بعض االختناقات كأن ال حتصل على عوامل اإلنتاج النادرة كالعمالة املاهرة والفنية‬
‫أو وجود نقص يف املواد األولية و قطع الغيار أو عدم توفر شبكة الطرق و املواصالت‪ ....‬اخل ‪،‬مما يؤدي إىل عرقلة‬
‫اإلنتاج و اخنفاض إنتاجية االستثمارات يف الوقت الذي يزيد فيه الطلب لعوامل متعددة كزايدة عدد السكان أو‬
‫زايدة اإلنفاق احلكومي أو غريها ‪،‬و يف ظل هذه الظروف فإن استخدام السياسة املالية للتحكم يف ظروف الطلب‬
‫ال ميكن أن حيقق العمالة الكاملة و استقرار األسعار ‪،‬و عليه فإن السياسة املالية اليت ينبغي استخدامها يف ظروف‬
‫الدول النامية تتمثل يف اآليت‪:‬‬

‫‪-‬استخدام برامج اإلنفاق العام يف توفري فرص التعليم و التدريب الفين جلانب من قوة العمل اليت تفتقد إىل‬
‫التدريب الالزم إىل الوظائف اجلديدة ‪،‬و من شأن هذه السياسة ختفيض معدل البطالة ‪،‬ابإلضافة إىل حماولة‬
‫التوسع يف بعض املشروعات ذات النفع مثل السكن والصحة وغريها واليت تؤدي إىل زايدة يف مرونة اإلنتاج عرض‬
‫اإلنتاج الكلي و اختفاء كثري من نقاط االختناق‪.‬‬

‫‪ -‬تبين الدولة من خالل السياسة املالية سياسة ربط بني الزايدة يف األجور ابلزايدة يف اإلنتاجية و من شأن هذه‬
‫الزايدة ختفيض معدل التضخم‪.‬‬

‫‪-‬اعتماد سياسة ضريبية تشجع على االدخار و االستثمار من خالل املنح االستثمارية و اإلعفاءات الضريبية و‬
‫‪1‬‬
‫التشجيع بصفة أساسية على التنمية‪.‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬السياسة املالية والعدالة االجتماعية‬

‫كانت وال زالت قضية العدل االجتماعي من القضااي اهلامة اليت شغلت الذهن البشري على مر العصور‬
‫واألزمان‪ ،‬نظرا ألن البشرية قد مرت بظلم اجتماعي طغى عليها لقرون عديدة‪ ،‬و قاست من ورائه ويالت عديدة‬
‫حطت من كرامة البشرية‪ ،‬و قسمت الناس إىل طبقات كثرية‪ ،‬كل حسب ما ميلك من مال‪ ،‬فمن قل ماله نقصت‬
‫كرامته‪ ،‬و من كثر ماله ارتفعت مكانته و كرامته يف اجملتمع‪.‬‬

‫وإزاء تلك األمهية القصوى للعدالة االجتماعية‪ ،‬فإننا سوف نتناوهلا يف الفكر املعاصر أوال‪ ،‬مث يف الفكر‬
‫املايل اإلسالمي‬

‫‪ 1‬مسعود دراوسي ‪،‬السياسة املالية و دورها يف حتقيق التوازن االقتصادي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 83-82‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪180‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫‪/1‬العدالة االجتماعية يف الفكر املايل املعاصر‪ :‬إن كثري من الكتب يستخدم فيها تعبري التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ويف احلقيقة يقصدون ابلتنمية االجتماعية العدالة االجتماعية‪ ،‬ويظهر ذلك يف حتليالهتم اليت تنصب‬
‫على عدالة توزيع الدخول‪.‬‬

‫‪/1.1‬مفهومها‪ - :‬يثري مصطلح العدل االجتماعي الكثري من املشاكل والصعوابت عند حماولة مدلوله العلمي‪ ،‬إذ‬
‫العدالة مفهوم ذايت‪ ،‬غامض‪ ،‬نسيب‪ ،‬قابل للتغيري والتعديل وفق آراء الكتاب يف كل زمان ومكان‪ ،‬وهو ال خيضع‬
‫للتحليل االقتصادي للبحث‪ ،‬رغم حماوالت العديد من االقتصاديني إلخضاعه‪ ،‬لذلك اكتفى البعض برتك مهمة‬
‫‪1‬‬
‫حتديده للفالسفة والشعراء ورجال السياسة‪.‬‬

‫‪-‬تعين تكافؤ الفرص مع ترك املواهب تعمل بعد ذلك مبا ال يتعارض مع تعاليم الدين أو القانون أو العرف‬
‫السائد‪ ،‬ذلك أن املساواة االقتصادية مبعناها احلريف الضيق تصطدم مع الفطرة‪ ،‬وتتعارض مع اختالف البشر يف‬
‫‪2‬‬
‫املواهب والقدرات‪.‬‬

‫‪-‬هلا مفهوم نسيب‪ ،‬وينبغي أن يكون هدفه هو ضمان توفري احلاجات الضرورية الالزمة للحياة لكل فرد يف اجملتمع‪،‬‬
‫على أن يكون ذلك يف حدود الدخل القومي املتاح للمجتمع‪ ،‬حيث ال تتسع الفجوة بني مستوايت الدخول‬
‫‪3‬‬
‫بصورة فجة‪ ،‬حيث يشاهد سكان القبور وسكان القصور يف مكان واحد ويف جمتمع واحد‪.‬‬

‫‪/2.1‬دور السياسة املالية يف حتقيق العدالة االجتماعية‪ :‬نظرا ألمهية حتقيق العدالة االجتماعية بني أفراد اجملتمع‬
‫على املستوى االقتصادي أو االجتماعي‪ ،‬فإنه أصبح لزاما على الدولة أن تقوم بتحقيق العدالة االجتماعية بني‬
‫أفراد جمتمعها‪ ،‬وال ترتكه مبادرات األفراد وذلك من خالل سياستها املالية وأدواهتا املتعددة على النحو التايل‪:‬‬

‫‪/1.2.1‬دور الضرائب يف حتقيق العدالة االجتماعية وإعادة توزيع الدخل‪ :‬يتجه االقتصاديون التقليديون يف‬
‫حتديد من يتحمل عبئ الضريبة‪ ،‬وابلتايل يف حتديد اآلاثر التوزيعية للضريبة اجتاها بسيطا وواضحا‪ ،‬فهم يرون أن‬
‫عبء الضرائب املباشرة يقع على املكلف قانوان أبدائها‪ ،‬أي على أصحاب الدخول والثروة‪ ،‬وهو ما يعين أهنا تؤثر‬
‫يف إعادة توزيع الدخل القومي عن طريق ختفيض دخول املنتجني‪ ،‬ويرون أن عبئ الضرائب غري املباشرة تقع على‬
‫املستهلكني‪.‬‬

‫وهو ما يعين أهنا تؤدي إىل إعادة التوزيع عن طريق رفع أمثان املنتجات‪ ،‬وابلتايل عن طريق دخول‬
‫املستهلكني‪ ،‬ذلك أن املستهلك يدفع مثن السلعة مضافا إليه الضريبة‪ .‬ويعين هذا االجتاه أن الضرائب املباشرة تؤثر‬

‫‪ 1‬حممود خليل أمحد حممدين ‪،‬دور السياسة املالية يف حتقيق العدالة االجتماعية ‪،‬الناشر وكالة مراكو لإلعالم و التسويق ‪،‬القاهرة ‪،‬بدون رقم طبعة ‪، 1991،‬ص ‪. 16‬‬
‫‪ 2‬حممود خليل أمحد حممدين ‪،‬نفس املرجع ‪،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 3‬هشام مصطفى اجلمل ‪،‬دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي و النظام املايل املعاصر ‪-‬دراسة مقارنة‪، -‬دار الفكر اجلامعي اإلسكندرية‬
‫‪،‬بدون رقم طبعة ‪،‬ص ‪. 362‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪181‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫يف أمثان املنتجات خالل خفض الدخول وأهنا تعمل لذلك على خفض هذه األمثان‪ ،‬و أن الضرائب غري املباشرة‬
‫تؤثر يف الدخول من خالل رفع أمثان املنتجات‪ ،‬و أهنا تعمل لذلك على خفض هذه الدخول‪.‬‬

‫فالضرائب املباشرة متارس آاثرها يف إعادة توزيع الدخل القومي من خالل أتثريها يف الدخول النقدية‪ ،‬إذ‬
‫هي تؤدي إىل ختفيض هذه الدخول‪ ،‬ومن مث تقلل من حدة التفاوت يف التوزيع‪ ،‬لذلك فإن الضرائب على الدخل‬
‫وعلى الرتكات وعلى رأس املال ذات أثر فعال يف إعادة توزيع الدخل القومي يف غري صاحل أصحاب الدخول‬
‫املرتفعة‪.‬‬

‫أما الضرائب غري املباشرة فإهنا متارس آاثرها يف إعادة توزيع الدخل القومي من خالل أتثريها على الدخول‬
‫احلقيقية إذ هي تدفع أمثان املنتجات و تزيد من درجة التفاوت يف التوزيع ألهنا تؤدي إىل ختفيض املركز النسيب‬
‫ألصحاب الدخول املنخفضة و احملدودة حيث أهنا تنقص من دخوهلم احلقيقية بدرجة كبرية حبيث ال ينبغي هلم ما‬
‫يدخرونه خاصة و أهنم خيصصون اجلزء األكرب من دخوهلم لإلستهالك ‪.‬لذلك ميكن القول أن الضرائب غري‬
‫املباشرة تعد ضرائب غري عادلة ألهنا تتناسب تناسبا عكسيا مع القدرة التكليفية للممولني ‪،‬حيث أهنا تصيب يف‬
‫الغالب املوارد الضرورية ‪ ،‬و من مث ال يوجد تناسب بني ما يدفع من ضرائب على االستهالك و بني دخل املمولني‬
‫‪،‬و تكون النتيجة اشتداد وطأة الضرائب غري املباشرة على ذوي الدخول الصغرية منها على ذوي الدخول الكبرية‬
‫‪.‬و يالحظ أن التوسع يف فرض هذه الضرائب يؤدي إىل إعادة توزيع الدخل القومي لصاحل الطبقات الغنية يف‬
‫‪1‬‬
‫اجملتمع ‪.‬‬

‫‪/2.2.1‬دور النفقات العامة يف حتقيق العدالة االجتماعية‪ :‬ال جرم أن النفقات العامة تؤثر يف توزيع الدخل‬
‫القومي بني األفراد‪ ،‬ويتم أتثري الدولة يف توزيع الدخل القومي على مرحلتني‪ ،‬املرحلة األوىل وهي ما تعرف مبرحلة‬
‫التوزيع األوىل للدخل‪ ،‬واملرحلة الثانية هي مرحلة إعادة توزيع الدخل بني األفراد بصفتهم مستهلكني‪.‬‬

‫أ‪/‬دور الدولة يف التوزيع األويل للدخل‪ :‬تستطيع الدولة أن جتري نفقاهتا العامة على حنو تؤثر فيه على حالة‬
‫التوزيع األويل للدخل بني األفراد بصفتهم منتجني للسلع واخلدمات‪ ،‬وهذا ما يظهر بوضوح يف النفقات احلقيقية‬
‫اليت تساهم يف إضافة دخول جديدة ابلطرق التالية‪:‬‬

‫‪-‬عن طريق إنتاج اخلدمات العامة املنتجة للمنافع اجلماعية‪ ،‬وهذه املنافع تؤدي إىل زايدة دخول األفراد احلقيقية‬
‫نتيجة إلشباع جزء من حاجاهتم‪.‬‬

‫‪-‬عن طريق إنتاج السلع مبعرفة املشروعات العامة‪ ،‬وحيدث هذا األثر عن طريق االستثمارات العامة مما ينتج عنه‬
‫دخول جديدة لعوامل اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ 1‬هشام مصطفى اجلمل ‪ ،‬دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي و النظام املايل املعاصر ‪-‬دراسة مقارنة‪، -‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪364-363‬‬
‫‪.‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪182‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫‪-‬عن طريق تشجيع احلافز على إنتاج السلع مبعرفة املشروعات اخلاصة واليت تتم عن طريق اإلعاانت العامة‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫ب‪/‬تدخل الدولة يف إعادة التوزيع (التوزيع النهائي)‪ :‬قد تتدخل الدولة إلحداث تعديالت على حالة التوزيع‬
‫األوىل‪ ،‬أي تلجأ إىل توزيع الدخل القومي مرة اثنية بني املستهلكني‪ ،‬وهذا ما يعرف ابلتوزيع النهائي‪ ،‬وذلك‬
‫ابستخ دام النفقات العامة إذا ما رأت عدم مالئمة التوزيع األويل من الناحية االقتصادية أو االجتماعية أو‬
‫‪1‬‬
‫السياسية‪.‬‬

‫*ويتخذ إعادة توزيع الدخل القومي أحد االجتاهات اآلتية‪:‬‬

‫‪-‬إعادة توزيع الدخل القومي بني الطبقات االجتماعية املختلفة للحد من التفاوت بني الطبقات‪ .‬وهذا هو االجتاه‬
‫الغالب يف البالد الرأمسالية املتقدمة‪.‬‬

‫‪-‬إعادة توزيع الدخل القومي بني خمتلف عوامل اإلنتاج أي بني خمتلف مصادر الدخل‪ ،‬وهي العمل ورأس املال‬
‫واألراضي‪.‬‬

‫‪-‬إعادة توزيع الدخل القومي بني خمتلف قطاعات اإلنتاج املختلفة‪ ،‬وهي الزراعة والصناعة واخلدمات‪ .‬وهذا االجتاه‬
‫كثريا ما حيدث يف البالد الرأمسالية‪ ،‬حيث تعمل هذه البالد على زايدة الدخول الزراعية الخنفاض معدل النمو‬
‫الزراعي عن الصناعي‪.‬‬

‫‪-‬إعادة توزيع الدخل القومي بني خمتلف األقاليم لصاحل املناطق اليت ال تتمتع مبيزات نسبية من حيث املوارد‬
‫‪2‬‬
‫الطبيعية‪.‬‬

‫‪/2‬العدالة االجتماعية يف الفكر املايل االسالمي‪ :‬وألن موضوع العدالة االجتماعية واسع اجملال‪ ،‬متشعب‬
‫األطراف‪ ،‬فقد تناولناه يف اجملال االقتصادي املايل لذا سنتطرق للعدالة االجتماعية يف اإلسالم‪ ،‬ما املقصود منها‪،‬‬
‫وما دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق العدالة االجتماعية وذلك على النحو التايل‪:‬‬

‫‪/1.2‬مفهومها‪- :‬التوزيع العادل للدخل والثروة بني كافة أفراد اجملتمع‪ ،‬دون متييز بينهم بسبب الدين أو اجلنس أو‬
‫‪3‬‬
‫اللون وغريها‪.‬‬

‫‪-‬إعادة التوزيع تعين أن هناك اختالال أو تفاوات حدث يف اجملتمع البد من عالجه‪ ،‬وهذا التفاوت الذي نشأ يف‬
‫‪1‬‬
‫اجملتمع‪ ،‬سواء يف الدخل أو الثروة‪ ،‬إمنا يرجع إىل عدة عوامل بعضها يقره الشرع واألخرى ال يقرها‪.‬‬

‫‪ 1‬زكراي حممد بيومي ‪،‬مبادئ املالية العامة ‪،‬ص ‪. 186-185‬‬


‫‪ 2‬زكراي حممد بيومي ‪،‬نفس املرجع ‪،‬ص ‪.187-186‬‬
‫‪ 3‬السيد عطية عبد الواحد ‪ ،‬دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق التنمية االقتصادية ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 614‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪183‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫*فالعوامل اليت تؤدي إىل التفاوت ويقرها الشرع ويتفق معها هي (املرياث‪-‬اهلبة‪-‬الوصية‪-‬ما تفضى إليه املعامالت‬
‫الشرعية من مكاسب‪-‬التفاوت املبين على اختالف قدرات البشر و مواهبهم‪-‬مستوى الثقافة و التعليم‪-‬و غريها‬
‫من العوامل األخرى) بينما العوامل املنافية للشرع و حيذر منها اإلسالم (االحتكار‪-‬الراب‪-‬السرقة‪-‬الغضب‪-‬و غريها‬
‫من األنشطة احملرمة األخرى)‪ ،‬و إقرار اإلسالم للعوامل األوىل ألهنا هتدف إىل تنمية اجملتمع و رقيه‪ ،‬بينما حترميه‬
‫‪2‬‬
‫للثانية‪ ،‬ألهنا تؤدي إىل إشاعة الفساد و تؤدي إىل اهلالك يف اجملتمع االسالمي‪.‬‬

‫‪/2.2‬دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق العدالة االجتماعية‪ :‬تستطيع السياسة املالية االسالمية أن تساهم‬
‫مسامهة فعالة يف حتقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬وذلك عن طريق أدواهتا املتعددة‪ ،‬وعلى رأسها الزكاة وغريها من‬
‫األدوات األخرى اليت ال تتوافر لغريها‪ ،‬خاصة وأن بعض مصارف تلك األدوات كالزكاة حمددة‪ ،‬وهي منصرفة إىل‬
‫املئات املعدمة كالفقراء واملساكني‪.‬‬

‫وإذا كان االسالم يقر التفاوت بني البشر القائم على العوامل املشروعة‪ ،‬إال أنه عند وجود فقر مدقع وغن فاحش‪،‬‬
‫أو بعبارة أخرى عند حدوث اختالل يف توزيع الدخل والثروة للمجتمع‪ ،‬نراه يتدخل إلعادة توزيع الدخل والثروة‬
‫بني األفراد‪-‬من خالل سياسته املالية‪-‬ويقوم منهجه على مبدأين أساسيني مها‪:‬‬

‫‪/1.2.2‬دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق املساواة التامة بني األفراد‪ :‬وهذا من خالل الزكاة اليت تستطيع‬
‫أن تلعب دورا هاما يف إعادة توزيع الدخل والثروة‪ ،‬فهي تعد تكليف ديين ومايل يف نفس الوقت‪ ،‬حيث تقتطع‬
‫جزءا من أموال األغنياء وثرواهتم لتوزع على الفقراء واملساكني‪.‬‬

‫و من مزااي هذه الفريضة أهنا فرضت على أصناف متعددة من املال ‪،‬و أبسعار خمتلفة تتناسب مع كل مال ‪،‬و‬
‫جتىب بطرق خمتلفة و يف أوقات مناسبة ‪،‬كما تتمركز مصارفها احملدودة على األشخاص الذين هم يف حاجة حقيقية‬
‫إىل املال ‪،‬و لذا فإن الزكاة تعترب فريضة شاملة ‪،‬و مما يزيد من فعاليتها أهنا ضريبة متجددة جتب كل عام‬
‫‪،‬فاستمرارها يساهم يف حتقيق العدالة االجتماعية و إىل جواز الزكاة يوجد العديد من املوارد األخرى ‪،‬و اليت‬
‫تستطيع أن حتقق هبا الدولة العدالة االجتماعية و إعادة توزيع الدخل ‪،‬كاخلراج و اجلزية و العشور و غريها ‪،‬و‬
‫كالتوظيف الذي يوظفه وىل األمر على أغنياء املسلمني عند عدم كفاية تلك املوارد إلشباع احلاجات الضرورية‬
‫لألفراد ‪.‬‬

‫إذن فالعدالة االجتماعية يف االسالم هي مسؤولية احلاكم واجملتمع واألفراد مجيعا‪ ،‬ويؤكد ذلك قول عمر رضي هللا‬
‫‪3‬‬
‫عنه "لئن عشت إىل العام املقبل ألحلقن آخر الناس أبوهلم حىت نستوي يف الكفاف"‬

‫‪ 1‬حممود خليل أمحد حممدين ‪،‬دور السياسة املالية يف حتقيق العدالة االجتماعية ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪. 274-273‬‬
‫‪ 2‬هشام مصطفى اجلمل ‪ ،‬دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي و النظام املايل املعاصر ‪-‬دراسة مقارنة‪، -‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪368-367‬‬
‫‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫هشام مصطفى اجلمل ‪،‬نفس املرجع ‪،‬ص ‪. 372-371‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪184‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫‪/2.2.2‬دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق التفاوت املقيد أو املنضبط‪ :‬إن التفاوت املقيد أو املنضبط هو‬
‫الذي يسمح به االسالم ابلقدر الذي حيفز على العمل وحيقق التكامل ال التناقض‪ ،‬والتعاون ال الصراع‪ ،‬وبعبارة‬
‫أخرى ابلقدر الذي ال يكون فيه التفاوت فاحشا‪ ،‬مما خيل ابلتوازن االقتصادي بني أفراد اجملتمع‪.‬‬

‫فموجب العدالة االجتماعية ليس التسوية املطلقة بني الناس‪ ،‬إمنا موجبها أن يتساوى الناس يف هتيئة الفرص‪،‬‬
‫فيتوافر التعليم املثمر لكل الناس حت تظهر القوى‪ ،‬ويسند لكل إنسان ما يصلح له من عمل‪ ،‬وهذا هو التنظيم‬
‫اجلماعي السليم الذي يتوافر فيه إنتاج كل القوى من غري أن هتمل قوة أو تعمل فيها دون طاقتها‪.‬‬

‫وعليه ميكن القول أبن االسالم بعد أن أقر التفاوت‪ ،‬وجعله يقرب بني الناس ويتعاونون خيدمون بعضهم‪ ،‬فيجعل‬
‫األساس يف التوزيع االسالمي هو احلاجة‪ ،‬مبعن ضمان حد الكفاية لكل مواطن أوال مث امللكية والعمل اثنيا‪ ،‬ومن‬
‫حق ويل األمر التدخل إلعادة التوازن بني أفراد اجملتمع كلما افتقد هذا التوازن‪.‬‬

‫وبتحقيق التوازن االقتصادي بني أفراد اجملتمع تتحقق العدالة االجتماعية ويشيع يف ربوع اجملتمع االسالمي السالم‬
‫االجتماعي (األمن العام) وتنفي ظاهرة التمييز الطبقي من اجملتمع سواء على مستوى الدول أو على مستوى‬
‫األفراد‪.‬‬

‫وهلذا وضع االسالم وسائل لضبط التفاوت وحفظ التوازن االقتصادي بني األفراد وهي كالتايل‪:‬‬

‫أ‪-‬عدم السماح ابلثروة أو الغن إال بعد ضمان حد الكفاية ال الكفاف‪.‬‬

‫ب‪-‬عدم السماح ابستئثار أقلية خبربات اجملتمع‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫ج‪-‬إعادة التوزيع عند افتقار التوازن‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫إن املتتبع للسياسة املالية منذ ظهور بوادرها يف العصر الفرعوين إىل ما وصلت إليه اآلن قد شهدت تطورات‬
‫جوهرية أين أصبحت أداة الدولة لتوجيه اإلنتاج واإلشراف على النشاط االقتصادي دون تعرضه ملراحل الكساد‬
‫والرواج اليت تعصف به بني احلني واآلخر‪.‬‬

‫حت وإن متيزت بشيء من احلياد يف فرتة ما أو يف نظام ما‪ ،‬البد أن يعرتف مبدى أمهيتها على املستوى‬
‫الكلي‪ ،‬إذ أهنا سامهت يف تنظيم احلياة االقتصادية من خالل فرض الضرائب مثال وإعادة توزيعها كأسلوب‬
‫إلعادة توزيع الثروة‪ ،‬ومن مث حتقيق العدالة واملساواة كما أن السياسة املالية تشكل أحد أهم ركائز السياسة‬

‫‪ 1‬هشام مصطفى اجلمل ‪ ،‬دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي و النظام املايل املعاصر ‪-‬دراسة مقارنة‪، -‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪375-372‬‬
‫‪.‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪185‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫االقتصادية للدولة حيث تعمل على حتقيق التوازن من خالل التحكم يف املال الذي ميثل عصب احلياة االقتصادية‪،‬‬
‫وذلك من خالل جمموعة اإلجراءات والسياسات املختلفة اليت تتشكل منها السياسة املالية لكل دولة‪.‬‬

‫وأخريا ميكن القول أن السياسة املالية كانت و ال تزال حمطة أنظار املهتمني ابحلياة االقتصادية كوهنا من‬
‫أدوات الدولة للتدخل و التحكم و كذا التوجيه ملختلف قطاعاهتا هبدف حتقيق التنمية و االستقرار االقتصاديني و‬
‫الوصول إىل العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫قائمة املراجع‪- :‬ابللغة العربية‪:‬‬


‫‪/1‬ابهر حممد غنم‪ ،‬املالية العامة ومبادئ االقتصاد املايل‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪. 1988،‬‬
‫‪/2‬بشار يزيد الوليد‪ ،‬التخطيط والتطوير االقتصادي‪ ،‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن الطبعة األوىل‪. 2008،‬‬
‫‪/3‬رايض الشيخ املالية العامة‪ ،‬مطابع الدجوى‪ ،‬القاهرة ‪.1989،‬‬
‫‪/4‬زكراي حممد بيومي‪ ،‬مبادئ املالية العامة‪ ،‬القاهرة ‪.1990،‬‬
‫‪/5‬سالكي سعاد‪ ،‬دور السياسة املالية يف جذب االستثمار األجنيب املباشر‪-‬دراسة بعض دول املغرب العريب‪،-‬‬
‫مذكرة ماجستري يف التسيري الدويل للمؤسسات‪ ،‬ختصص‪ :‬مالية دولية ‪.2011-2010،‬‬
‫‪/6‬مسري حممود معتوق‪ ،‬أمينة عز الدين عبد هللا‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬القاهرة ‪.1988،‬‬
‫‪/7‬السيد عطية عبد الواحد‪ ،‬دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬عمان‬
‫‪.1990،‬‬
‫‪/8‬طارق احلاج‪ ،‬املالية العامة‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪. 1999،‬‬
‫‪/9‬علي لطفي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬مكتبة عني الشمس‪ ،‬القاهرة‪. 1980،‬‬
‫‪/10‬فرهاد حممد علي االهدن‪ ،‬التنمية االقتصادية من منظور إسالمي‪ ،‬دار التعاون للطبع والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون‬
‫اتريخ نشر‪.‬‬
‫‪/11‬كمال بكري‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬بريوت ‪. 1986،‬‬
‫‪/12‬حممد زكي شافعي‪ ،‬التنمية االقتصادية دار النهضة العربية‪. 1980،‬‬
‫‪/13‬حممد مبارك حجري‪ ،‬السياسة املالية والنقدية خلطط التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون اتريخ نشر‪.‬‬
‫‪/14‬حممود خليل أمحد حممدين‪ ،‬دور السياسة املالية يف حتقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬الناشر وكالة مراكو لإلعالم‬
‫والتسويق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون رقم طبعة ‪.1991،‬‬
‫‪-1990‬‬ ‫‪/15‬مسعود دراوسي‪ ،‬السياسة املالية ودورها يف حتقيق التوازن االقتصادي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬حالة اجلزائر‬
‫‪ ،2004‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪.2006-2005،‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪186‬‬
‫أ‪.‬دين خمتارية‬ ‫فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية‬

‫‪/16‬هشام مصطفى اجلمل‪ ،‬دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي والنظام‬
‫املايل املعاصر ‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬دار الفكر اجلامعي اإلسكندرية‪ ،‬بدون رقم طبعة‪.‬‬
‫‪/17‬وجدي حسني‪ ،‬املالية احلكومية واالقتصاد العام‪ ،‬اإلسكندرية‪. 1988،‬‬
‫‪-‬ابللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪1/JOHNSON, Harry Gordon, On Economic and society, Chicago, University of‬‬
‫‪Chicago, Bress, 1975.‬‬

‫اجمللد ‪ / 06‬العدد (‪2018 )02‬‬ ‫جملة االقتصاد والتنمية‪ -‬خمرب التنمية احمللية املستدامة‪ -‬جامعة حيىي فارس ‪-‬املدية‬

‫‪187‬‬

You might also like