Professional Documents
Culture Documents
فعالية السياسة المالية و دورها في تحقيق التنمية الاجتماعية
فعالية السياسة المالية و دورها في تحقيق التنمية الاجتماعية
امللخص:
اكتسبت السياسة املالية يف اآلونة األخرية أمهية كبرية وخصوصاً بعد أن ازداد تدخل الدولة يف النشاط
االقتصادي وكان من نتيجة ذلك زايدة اآلاثر اليت ختفلها السياسة املالية على االقتصاد ،ولقد ارتبط مفهوم
السياسة املالية ودورها يف النشاط االقتصادي بتطور مفهوم الدولة بدءا ابلدولة احلارسة (عند التقليديني) مث
الدولة املتدخلة (عند الكنزيني) مث الدولة املنتجة واملخططة (عند االشرتاكيني) وصوال إىل الدولة املوجهة
(املدرسة احلديثة) ،وفعالية السياسة املالية أي مدى قدرهتا على التأثري يف جممل النشاط االقتصادي
ومواجهة املشاكل واألزمات االقتصادية ،وهذا ابستخدام وسائلها املختلفة إال أن أمهية السياسة املالية
ودورها يف احلياة االقتصادية واالجتماعية ختتلف حسب النظام االقتصادي والسياسي السائد يف اجملتمع
وأيضا حسب مستوايت التطور والتقدم االقتصادي للبلد ،فالسياسة املالية يف األنظمة االقتصادية احلرة
ختتلف فعاليتها عن السياسة املالية املطبقة يف األنظمة االشرتاكية ،وكذا يف البلدان النامية .
الكلمات املفتاحية :فعالية السياسة املالية ،التنمية االقتصادية ،االستقرار االقتصادي ،العدالة االجتماعية.
Abstract:
Recently, the financial policy acquired a great importance especially, when
the state intervention increased in the economic activity. Consequently, this
policy has various effects on the economy. The concept and the role of the
financial policy in the economic activity are related to the evolution of the
concept of state, at the beginning it was the guardian state for the
traditionalists, then it became the intervening state for the Kinzy, and then
the producing and planning state for the socialists and finally the guiding
state for the modern school. The concept and the role of the financial policy
are also related to its effectiveness i.e. the extent to which this policy can
influence the economic activity and face the economic problems and crisis.
This can be achieved through its different means.
However, the importance and the role of this financial policy in the
economic and social life vary according to the prevailing economic and
أ.دين خمتارية ،كلية العلوم اإلقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيري ،جامعة عبد احلميد بن ابديس مبستغامن ،اجلزائر .
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
171
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
political regime in the society and also according to the levels of the economic
progress and development of the country. In fact, the effectiveness of the
financial policy in the free economic regime differs from the one which is
applied in the socialist regimes and it also differs from the one which is
applied in the developing countries. All in all, the financial policy contributes
in the realization of the social justice and the economic development and
stability through the adaptation of its tools.
مقدمة:
السياسة املالية تعترب رقما مهما يف معادالت التنمية االقتصادية و التنمية الشاملة و املستدامة ،ملا هلا من
أتثريات صرحية و ضمنية يف النسيج االقتصادي و االجتماعي ،فيمكن مثال استخدام اإلنفاق العمومي
واالستدانة العمومية و االقتطاعات الضريبية كوسائل حتفيز أو تثبيط للطلب الكلي فضال عن استخدامها يف
تشجيع االستثمارات املباشرة و غري املباشرة و كذا دفع حركية األسواق و متويل اخلزينة العمومية وتتجلى احلاجة
للسياسة املالية أكثر يف وقت األزمات و االضطراابت االقتصادية علما أهنا تساهم بشكل كبري يف حتقيق التنمية
االقتصادية و تساعد مساعدة أكيدة يف حتقيق العدالة االجتماعية عن طريق تكييف أدواهتا ،و أخريا تستطيع
السياسة املالية أن تلعب دورا رايداي و فعاال يف حتقيق االستقرار االقتصادي وضمان استمرارية عجلة التنمية.و هلذا
سنحاول من خالل هذه املقال التطرق إىل الدور الذي تقوم به السياسة املالية يف حتقيق األهداف السالفة الذكر
و ذلك بطرح اإلشكالية اجلوهرية التالية :
ما هي فعالية السياسة املالية لتحقيق كل من التنمية واالستقرار االقتصادي والعدالة االجتماعية؟
ولإلجابة على هذه اإلشكالية نقسم املقال إىل ثالثة حماور كاآليت:
/1تعريف التنمية االقتصادية- :كسياسة اقتصادية طويلة األجل لتحقيق النمو االقتصادي أبهنا عملية يزداد
بواسطتها الدخل الوطين احلقيقي لالقتصاد خالل فرتة زمنية طويلة وإذا كان معدل التنمية أكرب من معدل منو
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
172
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
السكان ،فإن متوسط دخل الفرد احلقيقي سريتفع ،ويقصد بعبارة (عملية) هنا تفاعل جمموعة قوى معينة ،خالل
1
فرتة زمنية طويلة ،مما يؤدي إىل حدوث تغيريات جوهرية يف بعض متغريات معينة يف االقتصاد الوطين.
-إجراءات وسياسات وتدابري معتمدة تتمثل يف تغيري بنيان وهيكل االقتصاد القومي ،وهتدف إىل حتقيق زايدة
سريعة ودائمة يف متوسط الدخل احلقيقي عرب فرتة ممتدة من الزمن ،وحبيث يستفيد منها الغالبية العظمى من
2
األفراد.
3
-وسيلة وأداة للتكامل واالستقالل االقتصادي ،كما أهنا فجوة لتقليل الفجوة االقتصادية "
4
-تغيري بنياين ينبثق عن دفعة قوية وذلك على أساس من إسرتاتيجية مالئمة
-العملية اهلادفة إىل حتسني مستوايت املعيشة لسكان الدول النامية ،عن طريق زايدة متوسط نصيب الفرد من
الدخل القومي ،والذي ال ميكن أن يتحقق حت تكون عملية التنمية االقتصادية فعالة وحقيقية من وجهة نظر علم
االقتصاد إال من خالل زايدة دور الصناعة والتصنيع يف النشاط االقتصادي هلذه الدول مقاران بدور القطاع
5
الزراعي والتقليدي فيه.
فبالتايل إن للسياسة املالية دورا إجيابيا لتحقيق التنمية االقتصادية وزايدة مستوى النشاط االقتصادي
للمجتمع ،لذلك تسعى الدولة لتوفري كافة اإلمكاانت الالزمة لتحقيق هذا اهلدف ،كما جيب عليها أن تتجنب
الوسائل التمويلية التضخمية وتعتمد على املدخرات الوطنية.
/2مصادر متويل التنمية االقتصادية :تقتضي التنمية االقتصادية توفري املوارد املالية الالزمة للتنمية و تلعب
السياسة املالية و خاصة يف الدول النامية ،دورا هاما يف تعبئة املوارد الرأمسالية الالزمة لتمويل التنمية ،و زايدة
مستوى النشاط االقتصادي للمجتمع ،و تستخدم الدولة كل الوسائل و اإلمكانيات لتوفري املال الالزم للوصول
إىل هذا اهلدف ،و ترجع أمهية السياسة املالية يف توفري هذه املوارد إىل قيام الدولة بدور رئيسي يف إحداث التنمية
من خالل الربامج و اخلطط اليت تتبناها و اليت أصبحت تقع على عاتقها ابإلضافة إىل ضخامة االحتياجات
الرأمسالية الالزمة لتمويلها .
1مسعود دراوسي ،السياسة املالية و دورها يف حتقيق التوازن االقتصادي ،أطروحة دكتوراه ،حالة اجلزائر ، 2004-1990كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري ،جامعة اجلزائر
، 2006-2005،ص 91-90
علي لطفي ،التنمية االقتصادية ،مكتبة عني الشمس ،القاهرة ، 1980،ص. 185 2
بشار يزيد الوليد ،التخطيط و التطوير االقتصادي ،دار الراية للنشر و التوزيع ،األردن الطبعة األوىل ، 2008 ،ص. 116 3
4حممد زكي شافعي ،التنمية االقتصادية دار النهضة العربية ، 1980 ،ص. 7
فرهاد حممد علي االهدن ،التنمية االقتصادية من منظور إسالمي ،دار التعاون للطبع والنشر ،القاهرة ،بدون اتريخ نشر،ص. 6 5
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
173
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
/1-2اإلدخار :يعرف االدخار أبنه ذلك اجلزء من الدخل الذي ال ينفق على السلع االستهالكية واخلدمات ،أو
1
هو الفرق بني الدخل اجلاري واإلنفاق اجلاري.
وميكن للسياسة املالية أن تساعد يف تكوين االدخار بتعبئة االدخار االختياري واالجباري ،ففي حالة
االدخار االختياري ميكن إتباع السياسة املالية التالية:
أ -ميل السياسة املالية إىل فرض الضرائب على الدخول املخصصة لالستهالك يؤدي إىل ختفيض االستهالك بينما
فرض الضرائب على الدخول املخصصة لالدخار يؤدي إىل زايدته كما أن ختفيض الضرائب على الرتكات يؤدي
إىل تشجيع االدخار ،حث املشروعات على عدم توزيع جزء من أرابحها واستخدامه كاحتياطي يساهم يف متويل
مشروعات جديدة ،أو التوسع يف أعماله وذلك عن طريق إعفاء اجلزء من األرابح اليت يعاد استثمارها (األرابح
اخلاضعة لضرائب خمفضة).
أما ابلنسبة لالدخار اإلجباري والذي يعين سحب مؤقت أو هنائي من صاحب اإليراد ،وميكن للسياسة
املالية أن تساهم يف تشجيع تكوينه عن طريق فرض ضرائب جديدة أو زايدة معدالت الضرائب احلالية ،أو طرح
قروض إجبارية أو سن قانون من طرف الدولة يلزم الشركة بتجنيب نسبة من األرابح لتكوين احتياطي (االحتياطي
القانوين) ،أو اقتطاع جزء من الدخول أو الثروات اخلاصة على أن ترد بعد فرتة زمنية حمددة.
ولالدخار عدة أنواع هندف من وراء دراسة كل نوع إىل معرفة أنسب األساليب اليت تتبعها السياسة املالية
للحصول على مدخرات ميكن استخدامها لتمويل التنمية االقتصادية ،وهناك مصادر داخلية وأخرى خارجية:
/1-1-2مدخرات القطاع العائلي :إن مدخرات هذا القطاع تتحدد مبجموعة من العوامل الشخصية و املوضوعية
،فمن العوامل املوضوعية جند حجم الدخل الوطين ،و شكل توزيعه ،فالزايدة يف الدخل الوطين ،و زايدة نصيب
الفرد منه ينعكس ذلك يف زايدة مقدرة الفرد على االدخار ،كما أن التغريات يف مستوايت األجور احلقيقية
واألسعار والتغريات يف السياسة الضريبية كل هذه العوامل حتدد إىل حد كبري حجم مدخرات األفراد ،و هلذا على
الدولة أن حتفز األفراد على االدخار و توجيههم إىل االستثمار اجملدي ضمن خطط التنمية الشاملة ،و عدم التوجه
حنو اإلنفاق االستهالكي على السلع الكمالية و تتميز البلدان النامية ابخنفاض الدخل الوطين و ابلتايل اخنفاض
نصيب متوسط الفرد منه ،هذا ابإلضافة إىل سوء توزيع الدخل الوطين بني أفراد اجملتمع و هذا من شانه يضعف
املقدرة االدخارية لدى األفراد ،و مما يزيد األمر سوءا اجتاه أصحاب الدخول املرتفعة إىل تقليد األمناط االستهالكية
يف الدول املتقدمة و التوسع يف اإلنفاق الرتيف،كما أن انتشار هذه األمناط االستهالكية لدى فئة األغنياء ينتقل
تدرجييا عن طريق احملاكاة إىل الفئات األخرى األقل دخال ،و ابلتايل خيصص جزء كبري من موارد العملة الصعبة
1سالكي سعاد ،دور السياسة املالية يف جذب االستثمار األجنيب املباشر-دراسة بعض دول املغرب العريب، -مذكرة ماجستري يف التسيري الدويل للمؤسسات ،ختصص :مالية دولية
، 2011-2010،ص .57
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
174
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
السترياد السلع اليت تشبع رغبة هذه الفئات ،هذا ابإلضافة إىل افتقار هذه الدول إىل أسواق و مؤسسات منظمة
1
كل هذه العوامل جتعل هذه اجملتمعات تتسم بضآلة مدخرات هذا القطاع.
/2-1-2مدخرات القطاع احلكومي :تنشأ هذه املدخرات نتيجة زايدة اإليرادات عن النفقات ،إما بسبب ثبات
اإليرادات وضبط النفقات اجلارية ،وإما بزايدة اإليرادات وتثبيت النفقات أو زايدة اإليرادات وختفيض حجم
النفقات أي إجياد عالقة تبادلية بني زايدة اإليرادات وختفيض النفقات وابلتايل إبمكان السياسة املالية املسامهة يف
توفري مدخرات هذا القطاع عن طريق زايدة إيرادات الضرائب والرسوم ،غري أن املالحظ أن مدخرات هذا القطاع
ضئيلة نظرا لتزايد حجم النفقات العامة.
/3-1-2مدخرات قطاع األعمال :تتوقف مدخرات هذا القطاع على أمهيته النسبية يف االقتصاد الوطين ،ففي
حالة الدول الرأمسالية يتعاظم دور قطاع اإلعمال ،ومنه تزيد مدخرات هذا القطاع ،كما أن مدخرات هذا األخري
تتوقف على طبيعة السياسة املالية اليت تتبعها الدولة يف فرض الضرائب فتستطيع الدولة أن تزيد من ادخار هذا
القطاع بتخفيض الضرائب املفروضة عليه ،كما أن إعفاء جزء أو كل األرابح غري املوزعة واالحتياجات املختلفة
2
اليت يعاد استثمارها تساهم يف رفع حجم مدخرات هذا القطاع.
/2-2القروض الداخلية :إن القروض الداخلية على عكس القروض اخلارجية ففي النوع األول ال ترتتب أعباء
حقيقية على املوارد الوطنية ،فخدمة الدين ال تتطلب سوى حتويل الدخول من بعض األفراد إىل البعض اآلخر يف
اجملتمع ،أما عن طريق اإلصدار النقدي اجلديد( التمويل التضخمي) فيقصد به إصدار نقود جديدة توجه حنو
اإلنفاق على مشروعات التنمية دون أن يكون هلذه القوة الشرائية اجلديدة مقابل موجود يف االقتصاد من سلع و
خدمات3.حيث تشتمل القروض الداخلية على قروض قصرية األجل و تصدر ملواجهة ظروف مؤقتة أي االقرتاض
4
احلقيقي الناجم عن االدخار االختياري ال االدخار اإلجباري أو سندات التنمية.
وينبغي استعمال هذه القروض لتمويل املشروعات اليت حتقق رحبا يف وقت مناسب حت ميكن استخدام
هذه األرابح خلدمة الدين وفوائده 5.ويرى البعض أن إصدار نقود جديدة وسيلة لتمويل التنمية االقتصادية تسمح
6
مبعاجلة ضعف النظام الضرييب وهؤالء يقدمون مربرات لاللتجاء إىل التضخم.
1حممد مبارك حجري ،السياسة املالية و النقدية خلطط التنمية اإلقتصادية ،الدار اجلامعية للطباعة و النشر ،القاهرة ،بدون اتريخ نشر ،ص.68
2مسعود دراوسي ،السياسة املالية و دورها يف حتقيق التوازن االقتصادي ،مرجع سابق ،ص .95
3كمال بكري ،مبادئ االقتصاد ،الدار اجلامعية ،بريوت ، 1986،ص . 445
4طارق احلاج ،املالية العامة ،دار صفاء للنشر و التوزيع ،عمان ، 1999،ص . 207
5رايض الشيخ املالية العامة مطابع الدجوى القاهرة ، 1989،ص . 188
6ابهر حممد غنم ،املالية العامة ومبادئ اإلقتصاد املايل ،دار النهضة العربية القاهرة ، 1988،ص . 315
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
175
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
*من مربرات االلتجاء إىل التضخم :أ-إنه يعترب حافز على االستثمار ،و ذلك أن ارتفاع األسعار يؤدي إىل
زايدة أرابح املنظمني ،و منه التوسع يف االستثمار و ظهور فرص جديدة لالستثمار و هو من انحية أخرى يؤدي
إىل توزيع الدخول يف صاحل أصحاب الدخول املرتفعة و زايدة مدخراهتم الرتفاع ميلهم احلدي لالدخار ،إال أن
هذا املربر ضعيف بل قد يكون خطر ،حيث أنه ال يكون حافزا لالستثمار ألن ما يعوق االستثمار هو عدم وجود
طلب كايف كما أنه ليس صحيحا أن إعادة التوزيع لصاحل الدخول املرتفعة يرتتب عليه زايدة االدخار فالزايدة يف
الدخول املرتفعة تؤدي إىل زايدة استهالك السلع ،الكمالية اليت تستورد معظمها مما يؤدي إىل اإلخالل مبيزان
املدفوعات ابإلضافة إىل أنه يضر ضررا ابلغا أبصحاب الدخول الثابتة و احملدودة و ابلتايل يتناىف مع هدف العدالة
االجتماعية و يؤدي إىل سوء توزيع وتوجيه املوارد الوطنية إذ يشجع على املضاربة يف األصول احلقيقية كالعقارات
و ختزين السلع ،و يف أسواق سعر الصرف ،و ابلتايل تتحول املوارد بعيدا عن جماالت االستثمار الالزمة للتنمية.
ب -استخدام سياسة التمويل التضخمي بقدر مقبول لتشجيع التنمية يكفي تشجيع املنظمني ،وحيول دون
اخلسائر اليت قد تتعرض هلا بعض املشروعات ،وال خيشى يف نظرهم حتول التضخم املعتدل إىل تضخم طليق ،طاملا
كان يف وسع السلطات احلكومية اإلشراف على زايدة عرض النقود والسيطرة على املوارد قبل أن تتجاوز األسعار
نقطة اخلطر .واجلدير ابلذكر أن خطورة القوى التضخمية تتوقف على عاملني:
-األول :درجة مرونة عرض سلع االستهالك ،و من خصائص العرض يف الدول املتخلفة أنه ضعيف املرونة
بصفة عامة -الثاين :مدى قوة النقاابت العمالية و غريها من الكياانت االجتماعية اليت قد حتوز قدرا من النفوذ
1
السياسي ميكنها من رفع األجور والدخول.
وابلتايل فإن سياسة التمويل التضخمي يكون أثرها حمدودا للغاية يف التوسع يف االستثمار وإاتحة فرص
جديدة والنتيجة النهائية هي ارتفاع مستوى األسعار.
/3-2مصادر التمويل اخلارجية :يف حالة عجز املدخرات احمللية عن توفري رأس مال كاف لتمويل االستثمارات
املطلوبة لضمان حتقيق معدل مناسب للتنمية ،تلجأ الدولة إىل االستعانة برأس املال األجنيب ،هذا األخري الذي
يعترب انفعا لتمويل اجلزء من برانمج التنمية الذي حيتاج إىل النقد األجنيب مثل مدفوعات عن إيرادات املعدات و
اآلالت و خاصة عندما تكون حصيلة الصادرات غري كافية هلذا ،و منه فرأس املال األجنيب إمنا يلعب دورا
مساعدا قد تكون له أمهيته حبيث يسهل املوقف بصفة خاصة خالل مرحلة االنطالق و كذلك خالل املرحلة
املبكرة من النمو التلقائي الذي يدفع نفسه بنفسه أين تكون احلاجة ماسة إىل اآلالت و املعدات و املواد اخلام و
بعض السلع االستهالكية ،يف حني أن املشروعات ال تكون قد أصبحت قادرة على إنتاج ما يكفي من أجل
التصدير و يف مثل هذه الفرتة االنتقالية تكون املعونة من رأس املال األجنيب ذات أمهية عظيمة ،هلذا تعترب الكيفية
اليت ميكن هبا احلصول على رأس املال من الدول األجنبية لتمويل التنمية االقتصادية مسألة ذات أمهية جوهرية
1مسعود دراوسي ،السياسة املالية و دورها يف حتقيق التوازن االقتصادي ،مرجع سابق ،ص .97
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
176
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
،حيث أن رؤوس األموال األجنبية اليت تستفيد منها دولة ما لتمويل تنميتها االقتصادية ميكن أن أتيت من حكومة
أجنبية أو منظمات دولية مكونة خصيصا هلذا الغرض.
رغم أمهية رأس املال األجنيب و خاصة للبالد املتخلفة غري أنه هناك اتفاق عام على أن التنمية املستقرة
القوية ال ميكن أن تعتمد أساسا على تدفق رأس املال األجنيب ،فالتنمية جيب أن تقوم على موارد متولدة بواسطة
االقتصاد الوطين ذاته ،و رأس املال األجنيب جيب أال يكون سوى مكمل فقط للموارد احمللية و ليس بديال عنها
،ألن التمويل األجنيب ال ميكن أن يستمر إىل ما ال هناية فقد يطرأ من الظروف ما يؤدي إىل نقصانه أو توقفه
أحياان كنشوب حرب مثال و هلذا جيب على االدخار الوطين يف هذه احلالة أن يكون لديه القدرة على أن حيل
1
حمل التمويل اخلارجي .
إن للسياسة املالية دورا هاما يف حتقيق االستقرار االقتصادي خاصة يف أوقات الكساد أو أوقات الرواج،
وذلك لتأثريها على مستوى التشغيل ،ومستوى األسعار ،ومستوى الدخل الوطين وميكن إرجاع أهم مصادر
اإلختالالت اليت تعصف ابالستقرار االقتصادي إىل نوعني من األسباب:
-2وجود قوى احتكارية خترج على قواعد املنافسة وتتمتع بدرجة كبرية يف حتديد كل من األسعار و األجور يف
اجملتمع مع اخنفاض درجة مرونة بعض عوامل اإلنتاج.
وتعتمد السياسة االقتصادية يف حتقيق االستقرار االقتصادي على عدد من األدوات واإلجراءات األساسية
تنحصر أمهها فيما يلي:
أ -أدوات السياسة املالية :من خالل أتثريها على الطلب الكلي اخنفاضا وارتفاعا ابستخدام السياسة الضريبية و
اإلنفاقية.
ب -أدوات السياسة النقدية يستخدمها البنك املركزي للتحكم يف كمية النقود املتداولة ونقتصر هنا على معرفة
دور السياسة املالية ،وتكون النتائج انجعة ابالعتماد على مدى جناح السياسة املالية ليس من الناحية النظرية فقط
بل وأيضا من الناحية التطبيقية وحنن نعلم أن املوازنة العامة للدولة قد تكون متوازنة أو قد يكون فيها عجزا أو
فائضا.
1سالكي سعاد ،دور السياسة املالية يف جذب االستثمار األجنيب املباشر-دراسة بعض دول املغرب العريب، -مرجع سابق ،ص . 61
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
177
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
أ-عجز يف الطلب الكلي أي السياسة املالية املتمثلة ابلتمويل ابلعجز(البطالة) :تتلخص املشكلة يف هذه
احلالة يف أن الطلب الكلي ال يتناسب مع حجم العرض الكلي من السلع و اخلدمات ،و ذلك أن الطلب الكلي
يتوازن مع العرض الكلي عند مستوى أقل من التشغيل الكامل أي هناك عجز يف الطلب الكلي ،و يرتتب على
ذلك أن االدخار املخطط لدى التشغيل الكامل يزيد على االستثمار مضافا إليه عجز املوازنة العامة ،فهنا يكون
لزاما على الدولة أن تتدخل ملنع استفحال املشاكل االقتصادية و ابلتايل زعزعة االستقرار االقتصادي ابستخدام
1
السياسة املالية.
أما عن طريقة السياسة املالية يف عالج هذه املشكلة فيتم عن طريق رفع مستوى الطلب الكلي إىل املستوى
الذي حيقق التشغيل الكامل ،و حيقق ابلتايل اخلروج من أزمة الكساد وما ترتب عليها من بطالة ،و تستخدم
السياسة شقيها الضرييب و اإلنفاقي ،إما كل على حدى أو مزج االثنني معا بنسب خمتلفة ،طبقا لطبيعة و حجم
املشكلة موضوع املعاجلة فتستطيع الدولة من خالل السياسة االنفاقية )التوسع يف النفقات العامة( أن ترفع من
مستوى الطلب من خالل إقامة املشروعات العامة االستثمارية و شق الطرقات و املدارس و املستشفيات.....اخل .
أو من خالل توسع احلكومة يف منح خمتلف اإلعاانت االجتماعية مثل إعانة البطالة والشيخوخة ،ونتيجة لذلك
يزداد اإلنفاق الشخصي ليس فقط مبقدار اإلنفاق العام بل بصورة مضاعفة بفعل مضاعفة االستثمار ،أي أن هذا
2
النوع من الدعم يزيد من مقدرة األفراد على اإلنفاق مما حيفز على االستثمار ويزيد من العمالة.
كما تستخدم اإليرادات العامة (ختفيض اإليرادات الضريبية) يف مواجهة الكساد من خالل األثر التعويضي
للضرائب ،حيث ميكن أن يسهم ختفيض الضرائب يف زايدة االستهالك وزايدة االستثمار ،وميكن زايدة االستهالك
عن طريق رفع مستوى دخول الفئات املنخفضة الدخل نظرا الرتفاع امليل احلدي لالستهالك هلذه الفئات ،مما يعين
أن زايدة دخول هذه الفئات يوجه لالستهالك.
وفيما يتعلق ابالستثمار فالسياسة الضريبية ميكن أن تعمل على زايدته من خالل الضرائب على األرابح مما
يشجع املنتجني على االستثمار وابلتايل على زايدة اإلنتاج.
والبد أن نذكر يف األخري أن سياسة زايدة حجم اإلنفاق أكثر فعالية من ختفيض الضرائب ألن مضاعف
3
االستثمار يف حالة زايدة اإلنفاق يزيد عن حجم املضاعف يف حالة ختفيض الضرائب.
ب-زايدة مستوى الطلب الكلي( التضخم) أي السياسة املالية املتمثلة ابلتمويل ابلفائض :يف هذه احلالة
تنحصر مشكلة االستقرار االقتصادي يف أن الطلب الكلي أكرب من العرض الكلي أي أن هناك فائض نقداي زائدا
،حيث أن االستثمار أكرب من االدخار مضافا إليه عجز املوازنة العامة ففي هذه احلالة و يف ظل ظروف ضعف
1
JOHNSON, Harry Gordon, On Economic and society, Chicago, University of Chicago, Bress, 1975, p240 .
2وجدي حسني ،املالية احلكومية و االقتصاد العام ،اإلسكندرية ، 1988،ص. 224
3طارق احلاج ،املالية العامة ،مرجع سابق ،ص. 205
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
178
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
مرونة اجلهاز اإلنتاجي فإنه يقود إىل التضخم و ارتفاع األسعار ،و ابلتايل فإن على السياسة املالية أن ختفض أو
تعيد مستوى الطلب الكلي و تسحب الطلب النقدي الزائد أي امتصاص القوة الشرائية الزائدة ،عن طريق
إحداث فائض يف امليزانية برفع معدالت الضرائب القائمة أو زايدة حصيلة الضرائب ابستحداث ضرائب جديدة
على أنواع أخرى من السلع ،كما أن السياسة االتفاقية تعمل على ترشيد الطلب االستهالكي من خالل خفض
بنود اإلنفاق العام ،و على ذلك تتكون السياسة املالية املستخدمة للحد من التضخم من جانبني ،اجلانب األول
1
هو زايدة الضرائب و اجلانب الثاين هو ختفيض النفقات العامة.
/1زايدة الضرائب :هنا نفرق بني الضرائب املباشرة والضرائب غري املباشرة فيرتتب على زايدة الضرائب املباشر
على الدخل وخاصة التصاعدية منها امتصاص جانب من القوة الشرائية لدى األفراد بقدر يتناسب مع حجم
الدخل أي اقتطاع جزء من دخول األفراد الذي كان سينفق على السلع واخلدمات املختلفة ومنه ختفيض الطلب
الكلي.
وميكن أن تساهم الضرائب غري املباشرة يف احلد من االستهالك حيث أن زايدة هذا النوع من الضرائب
يرتتب عنه اخنفاض الطلب الكلي غري أن أثر الضرائب غري املباشرة يف ختفيض الطلب الكلي يتوقف على أنواع
السلع اليت تفرض عليها هذه الضرائب ،أي الزايدة يف الضرائب غري املباشرة تقتصر على السلع اليت يؤدي ارتفاع
أسعارها على اخنفاض الطلب عليها ،األمر الذي يتوقف على مرونة الطلب على خمتلف السلع.
فمثال إذا زادت الضرائب على السلع الكمالية فإهنا تؤدي إىل ختفيض الطلب عليها ويتوقف مقدار
االخنفاض يف الطلب على درجة مرونة الطلب السعرية هلذه السلع.
/2ختفيض النفقات العامة :إن عملية ختفيض النفقات العامة تساهم يف احلد من التضخم لكون زايدة النفقات
عن اإليرادات العامة من أسباب وجود التضخم ،غري أن ختفيض بعض بنود النفقات العامة يكون صعب املنال
مثل خدمات الصحة و التعليم و األجور....اخل ،و هذا ال مينع ختفيض بعض النفقات العامة مثل بعض أنواع
االستهالك احلكومي أو أتجيل تنفيذ بعض االستثمارات لفرتة زمنية قصرية و نظرا لصعوبة ختفيض النفقات العامة
من الناحية الواقعية فإن أثرها يف احلد من التضخم حمدود ،و من مثة فإن السياسة املالية اليت هتدف إىل ختفيض
2
الطلب الكلي أي احلد من التضخم جيب أن يركز على زايدة الضرائب و خاصة الضرائب املباشرة.
احلالة الثانية :تتمتع القوة االحتكارية بدرجة كبرية يف حتديد األسعار ،إذ متارس نقاابت العمال وخاصة يف
الدول املتقدمة ضغوطا كبرية يف رفع األجور النقدية للعمال وكثريا ما تنجح يف ذلك ،األمر الذي يدفع أصحاب
األعمال إىل رفع أسعار السلع واخلدمات بنسبة معينة دون حدوث زايدة مناظرة ،و تؤدي هذه الزايدة إىل
التضخم الناتج عن دفع التكاليف.
1
JOHNSON Harry, Gorden,on economie and society, op-cite, p241.
2مسري حممود معتوق أمينة عز الدين عبد هللا ،املالية العامة ،القاهرة ،ص . 345
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
179
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
و هذه احلالة تظهر فيها البطالة جنبا إىل جنب مع التضخم ،و قد أطلق عليها يف األدب االقتصادي
مشكلة الكساد التضخمي و قد ظهرت هذه املشكلة يف الدول املتقدمة يف أواخر الستينات بسبب نفوذ نقاابت
العمال و رجال األعمال أين أخذت األجور اجتاهها التوسعي ،أما يف الدول النامية و منها اجلزائر فيكون أتثري
نقاابت العمال ضعيفا ،كما أن سياسة األجور تتبع سياسات الدولة يف الغالب ،غري أن هذه الدول تتبن برامج
تنموية طويلة األجل فتواجه بعض االختناقات كأن ال حتصل على عوامل اإلنتاج النادرة كالعمالة املاهرة والفنية
أو وجود نقص يف املواد األولية و قطع الغيار أو عدم توفر شبكة الطرق و املواصالت ....اخل ،مما يؤدي إىل عرقلة
اإلنتاج و اخنفاض إنتاجية االستثمارات يف الوقت الذي يزيد فيه الطلب لعوامل متعددة كزايدة عدد السكان أو
زايدة اإلنفاق احلكومي أو غريها ،و يف ظل هذه الظروف فإن استخدام السياسة املالية للتحكم يف ظروف الطلب
ال ميكن أن حيقق العمالة الكاملة و استقرار األسعار ،و عليه فإن السياسة املالية اليت ينبغي استخدامها يف ظروف
الدول النامية تتمثل يف اآليت:
-استخدام برامج اإلنفاق العام يف توفري فرص التعليم و التدريب الفين جلانب من قوة العمل اليت تفتقد إىل
التدريب الالزم إىل الوظائف اجلديدة ،و من شأن هذه السياسة ختفيض معدل البطالة ،ابإلضافة إىل حماولة
التوسع يف بعض املشروعات ذات النفع مثل السكن والصحة وغريها واليت تؤدي إىل زايدة يف مرونة اإلنتاج عرض
اإلنتاج الكلي و اختفاء كثري من نقاط االختناق.
-تبين الدولة من خالل السياسة املالية سياسة ربط بني الزايدة يف األجور ابلزايدة يف اإلنتاجية و من شأن هذه
الزايدة ختفيض معدل التضخم.
-اعتماد سياسة ضريبية تشجع على االدخار و االستثمار من خالل املنح االستثمارية و اإلعفاءات الضريبية و
1
التشجيع بصفة أساسية على التنمية.
كانت وال زالت قضية العدل االجتماعي من القضااي اهلامة اليت شغلت الذهن البشري على مر العصور
واألزمان ،نظرا ألن البشرية قد مرت بظلم اجتماعي طغى عليها لقرون عديدة ،و قاست من ورائه ويالت عديدة
حطت من كرامة البشرية ،و قسمت الناس إىل طبقات كثرية ،كل حسب ما ميلك من مال ،فمن قل ماله نقصت
كرامته ،و من كثر ماله ارتفعت مكانته و كرامته يف اجملتمع.
وإزاء تلك األمهية القصوى للعدالة االجتماعية ،فإننا سوف نتناوهلا يف الفكر املعاصر أوال ،مث يف الفكر
املايل اإلسالمي
1مسعود دراوسي ،السياسة املالية و دورها يف حتقيق التوازن االقتصادي ،مرجع سابق ،ص . 83-82
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
180
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
/1العدالة االجتماعية يف الفكر املايل املعاصر :إن كثري من الكتب يستخدم فيها تعبري التنمية االقتصادية
واالجتماعية ،ويف احلقيقة يقصدون ابلتنمية االجتماعية العدالة االجتماعية ،ويظهر ذلك يف حتليالهتم اليت تنصب
على عدالة توزيع الدخول.
/1.1مفهومها - :يثري مصطلح العدل االجتماعي الكثري من املشاكل والصعوابت عند حماولة مدلوله العلمي ،إذ
العدالة مفهوم ذايت ،غامض ،نسيب ،قابل للتغيري والتعديل وفق آراء الكتاب يف كل زمان ومكان ،وهو ال خيضع
للتحليل االقتصادي للبحث ،رغم حماوالت العديد من االقتصاديني إلخضاعه ،لذلك اكتفى البعض برتك مهمة
1
حتديده للفالسفة والشعراء ورجال السياسة.
-تعين تكافؤ الفرص مع ترك املواهب تعمل بعد ذلك مبا ال يتعارض مع تعاليم الدين أو القانون أو العرف
السائد ،ذلك أن املساواة االقتصادية مبعناها احلريف الضيق تصطدم مع الفطرة ،وتتعارض مع اختالف البشر يف
2
املواهب والقدرات.
-هلا مفهوم نسيب ،وينبغي أن يكون هدفه هو ضمان توفري احلاجات الضرورية الالزمة للحياة لكل فرد يف اجملتمع،
على أن يكون ذلك يف حدود الدخل القومي املتاح للمجتمع ،حيث ال تتسع الفجوة بني مستوايت الدخول
3
بصورة فجة ،حيث يشاهد سكان القبور وسكان القصور يف مكان واحد ويف جمتمع واحد.
/2.1دور السياسة املالية يف حتقيق العدالة االجتماعية :نظرا ألمهية حتقيق العدالة االجتماعية بني أفراد اجملتمع
على املستوى االقتصادي أو االجتماعي ،فإنه أصبح لزاما على الدولة أن تقوم بتحقيق العدالة االجتماعية بني
أفراد جمتمعها ،وال ترتكه مبادرات األفراد وذلك من خالل سياستها املالية وأدواهتا املتعددة على النحو التايل:
/1.2.1دور الضرائب يف حتقيق العدالة االجتماعية وإعادة توزيع الدخل :يتجه االقتصاديون التقليديون يف
حتديد من يتحمل عبئ الضريبة ،وابلتايل يف حتديد اآلاثر التوزيعية للضريبة اجتاها بسيطا وواضحا ،فهم يرون أن
عبء الضرائب املباشرة يقع على املكلف قانوان أبدائها ،أي على أصحاب الدخول والثروة ،وهو ما يعين أهنا تؤثر
يف إعادة توزيع الدخل القومي عن طريق ختفيض دخول املنتجني ،ويرون أن عبئ الضرائب غري املباشرة تقع على
املستهلكني.
وهو ما يعين أهنا تؤدي إىل إعادة التوزيع عن طريق رفع أمثان املنتجات ،وابلتايل عن طريق دخول
املستهلكني ،ذلك أن املستهلك يدفع مثن السلعة مضافا إليه الضريبة .ويعين هذا االجتاه أن الضرائب املباشرة تؤثر
1حممود خليل أمحد حممدين ،دور السياسة املالية يف حتقيق العدالة االجتماعية ،الناشر وكالة مراكو لإلعالم و التسويق ،القاهرة ،بدون رقم طبعة ، 1991،ص . 16
2حممود خليل أمحد حممدين ،نفس املرجع ،ص .17
3هشام مصطفى اجلمل ،دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي و النظام املايل املعاصر -دراسة مقارنة، -دار الفكر اجلامعي اإلسكندرية
،بدون رقم طبعة ،ص . 362
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
181
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
يف أمثان املنتجات خالل خفض الدخول وأهنا تعمل لذلك على خفض هذه األمثان ،و أن الضرائب غري املباشرة
تؤثر يف الدخول من خالل رفع أمثان املنتجات ،و أهنا تعمل لذلك على خفض هذه الدخول.
فالضرائب املباشرة متارس آاثرها يف إعادة توزيع الدخل القومي من خالل أتثريها يف الدخول النقدية ،إذ
هي تؤدي إىل ختفيض هذه الدخول ،ومن مث تقلل من حدة التفاوت يف التوزيع ،لذلك فإن الضرائب على الدخل
وعلى الرتكات وعلى رأس املال ذات أثر فعال يف إعادة توزيع الدخل القومي يف غري صاحل أصحاب الدخول
املرتفعة.
أما الضرائب غري املباشرة فإهنا متارس آاثرها يف إعادة توزيع الدخل القومي من خالل أتثريها على الدخول
احلقيقية إذ هي تدفع أمثان املنتجات و تزيد من درجة التفاوت يف التوزيع ألهنا تؤدي إىل ختفيض املركز النسيب
ألصحاب الدخول املنخفضة و احملدودة حيث أهنا تنقص من دخوهلم احلقيقية بدرجة كبرية حبيث ال ينبغي هلم ما
يدخرونه خاصة و أهنم خيصصون اجلزء األكرب من دخوهلم لإلستهالك .لذلك ميكن القول أن الضرائب غري
املباشرة تعد ضرائب غري عادلة ألهنا تتناسب تناسبا عكسيا مع القدرة التكليفية للممولني ،حيث أهنا تصيب يف
الغالب املوارد الضرورية ،و من مث ال يوجد تناسب بني ما يدفع من ضرائب على االستهالك و بني دخل املمولني
،و تكون النتيجة اشتداد وطأة الضرائب غري املباشرة على ذوي الدخول الصغرية منها على ذوي الدخول الكبرية
.و يالحظ أن التوسع يف فرض هذه الضرائب يؤدي إىل إعادة توزيع الدخل القومي لصاحل الطبقات الغنية يف
1
اجملتمع .
/2.2.1دور النفقات العامة يف حتقيق العدالة االجتماعية :ال جرم أن النفقات العامة تؤثر يف توزيع الدخل
القومي بني األفراد ،ويتم أتثري الدولة يف توزيع الدخل القومي على مرحلتني ،املرحلة األوىل وهي ما تعرف مبرحلة
التوزيع األوىل للدخل ،واملرحلة الثانية هي مرحلة إعادة توزيع الدخل بني األفراد بصفتهم مستهلكني.
أ/دور الدولة يف التوزيع األويل للدخل :تستطيع الدولة أن جتري نفقاهتا العامة على حنو تؤثر فيه على حالة
التوزيع األويل للدخل بني األفراد بصفتهم منتجني للسلع واخلدمات ،وهذا ما يظهر بوضوح يف النفقات احلقيقية
اليت تساهم يف إضافة دخول جديدة ابلطرق التالية:
-عن طريق إنتاج اخلدمات العامة املنتجة للمنافع اجلماعية ،وهذه املنافع تؤدي إىل زايدة دخول األفراد احلقيقية
نتيجة إلشباع جزء من حاجاهتم.
-عن طريق إنتاج السلع مبعرفة املشروعات العامة ،وحيدث هذا األثر عن طريق االستثمارات العامة مما ينتج عنه
دخول جديدة لعوامل اإلنتاج.
1هشام مصطفى اجلمل ،دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي و النظام املايل املعاصر -دراسة مقارنة، -مرجع سابق ،ص 364-363
.
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
182
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
-عن طريق تشجيع احلافز على إنتاج السلع مبعرفة املشروعات اخلاصة واليت تتم عن طريق اإلعاانت العامة
االقتصادية.
ب/تدخل الدولة يف إعادة التوزيع (التوزيع النهائي) :قد تتدخل الدولة إلحداث تعديالت على حالة التوزيع
األوىل ،أي تلجأ إىل توزيع الدخل القومي مرة اثنية بني املستهلكني ،وهذا ما يعرف ابلتوزيع النهائي ،وذلك
ابستخ دام النفقات العامة إذا ما رأت عدم مالئمة التوزيع األويل من الناحية االقتصادية أو االجتماعية أو
1
السياسية.
-إعادة توزيع الدخل القومي بني الطبقات االجتماعية املختلفة للحد من التفاوت بني الطبقات .وهذا هو االجتاه
الغالب يف البالد الرأمسالية املتقدمة.
-إعادة توزيع الدخل القومي بني خمتلف عوامل اإلنتاج أي بني خمتلف مصادر الدخل ،وهي العمل ورأس املال
واألراضي.
-إعادة توزيع الدخل القومي بني خمتلف قطاعات اإلنتاج املختلفة ،وهي الزراعة والصناعة واخلدمات .وهذا االجتاه
كثريا ما حيدث يف البالد الرأمسالية ،حيث تعمل هذه البالد على زايدة الدخول الزراعية الخنفاض معدل النمو
الزراعي عن الصناعي.
-إعادة توزيع الدخل القومي بني خمتلف األقاليم لصاحل املناطق اليت ال تتمتع مبيزات نسبية من حيث املوارد
2
الطبيعية.
/2العدالة االجتماعية يف الفكر املايل االسالمي :وألن موضوع العدالة االجتماعية واسع اجملال ،متشعب
األطراف ،فقد تناولناه يف اجملال االقتصادي املايل لذا سنتطرق للعدالة االجتماعية يف اإلسالم ،ما املقصود منها،
وما دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق العدالة االجتماعية وذلك على النحو التايل:
/1.2مفهومها- :التوزيع العادل للدخل والثروة بني كافة أفراد اجملتمع ،دون متييز بينهم بسبب الدين أو اجلنس أو
3
اللون وغريها.
-إعادة التوزيع تعين أن هناك اختالال أو تفاوات حدث يف اجملتمع البد من عالجه ،وهذا التفاوت الذي نشأ يف
1
اجملتمع ،سواء يف الدخل أو الثروة ،إمنا يرجع إىل عدة عوامل بعضها يقره الشرع واألخرى ال يقرها.
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
183
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
*فالعوامل اليت تؤدي إىل التفاوت ويقرها الشرع ويتفق معها هي (املرياث-اهلبة-الوصية-ما تفضى إليه املعامالت
الشرعية من مكاسب-التفاوت املبين على اختالف قدرات البشر و مواهبهم-مستوى الثقافة و التعليم-و غريها
من العوامل األخرى) بينما العوامل املنافية للشرع و حيذر منها اإلسالم (االحتكار-الراب-السرقة-الغضب-و غريها
من األنشطة احملرمة األخرى) ،و إقرار اإلسالم للعوامل األوىل ألهنا هتدف إىل تنمية اجملتمع و رقيه ،بينما حترميه
2
للثانية ،ألهنا تؤدي إىل إشاعة الفساد و تؤدي إىل اهلالك يف اجملتمع االسالمي.
/2.2دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق العدالة االجتماعية :تستطيع السياسة املالية االسالمية أن تساهم
مسامهة فعالة يف حتقيق العدالة االجتماعية ،وذلك عن طريق أدواهتا املتعددة ،وعلى رأسها الزكاة وغريها من
األدوات األخرى اليت ال تتوافر لغريها ،خاصة وأن بعض مصارف تلك األدوات كالزكاة حمددة ،وهي منصرفة إىل
املئات املعدمة كالفقراء واملساكني.
وإذا كان االسالم يقر التفاوت بني البشر القائم على العوامل املشروعة ،إال أنه عند وجود فقر مدقع وغن فاحش،
أو بعبارة أخرى عند حدوث اختالل يف توزيع الدخل والثروة للمجتمع ،نراه يتدخل إلعادة توزيع الدخل والثروة
بني األفراد-من خالل سياسته املالية-ويقوم منهجه على مبدأين أساسيني مها:
/1.2.2دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق املساواة التامة بني األفراد :وهذا من خالل الزكاة اليت تستطيع
أن تلعب دورا هاما يف إعادة توزيع الدخل والثروة ،فهي تعد تكليف ديين ومايل يف نفس الوقت ،حيث تقتطع
جزءا من أموال األغنياء وثرواهتم لتوزع على الفقراء واملساكني.
و من مزااي هذه الفريضة أهنا فرضت على أصناف متعددة من املال ،و أبسعار خمتلفة تتناسب مع كل مال ،و
جتىب بطرق خمتلفة و يف أوقات مناسبة ،كما تتمركز مصارفها احملدودة على األشخاص الذين هم يف حاجة حقيقية
إىل املال ،و لذا فإن الزكاة تعترب فريضة شاملة ،و مما يزيد من فعاليتها أهنا ضريبة متجددة جتب كل عام
،فاستمرارها يساهم يف حتقيق العدالة االجتماعية و إىل جواز الزكاة يوجد العديد من املوارد األخرى ،و اليت
تستطيع أن حتقق هبا الدولة العدالة االجتماعية و إعادة توزيع الدخل ،كاخلراج و اجلزية و العشور و غريها ،و
كالتوظيف الذي يوظفه وىل األمر على أغنياء املسلمني عند عدم كفاية تلك املوارد إلشباع احلاجات الضرورية
لألفراد .
إذن فالعدالة االجتماعية يف االسالم هي مسؤولية احلاكم واجملتمع واألفراد مجيعا ،ويؤكد ذلك قول عمر رضي هللا
3
عنه "لئن عشت إىل العام املقبل ألحلقن آخر الناس أبوهلم حىت نستوي يف الكفاف"
1حممود خليل أمحد حممدين ،دور السياسة املالية يف حتقيق العدالة االجتماعية ،مرجع سابق ،ص . 274-273
2هشام مصطفى اجلمل ،دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي و النظام املايل املعاصر -دراسة مقارنة، -مرجع سابق ،ص 368-367
.
3
هشام مصطفى اجلمل ،نفس املرجع ،ص . 372-371
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
184
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
/2.2.2دور السياسة املالية االسالمية يف حتقيق التفاوت املقيد أو املنضبط :إن التفاوت املقيد أو املنضبط هو
الذي يسمح به االسالم ابلقدر الذي حيفز على العمل وحيقق التكامل ال التناقض ،والتعاون ال الصراع ،وبعبارة
أخرى ابلقدر الذي ال يكون فيه التفاوت فاحشا ،مما خيل ابلتوازن االقتصادي بني أفراد اجملتمع.
فموجب العدالة االجتماعية ليس التسوية املطلقة بني الناس ،إمنا موجبها أن يتساوى الناس يف هتيئة الفرص،
فيتوافر التعليم املثمر لكل الناس حت تظهر القوى ،ويسند لكل إنسان ما يصلح له من عمل ،وهذا هو التنظيم
اجلماعي السليم الذي يتوافر فيه إنتاج كل القوى من غري أن هتمل قوة أو تعمل فيها دون طاقتها.
وعليه ميكن القول أبن االسالم بعد أن أقر التفاوت ،وجعله يقرب بني الناس ويتعاونون خيدمون بعضهم ،فيجعل
األساس يف التوزيع االسالمي هو احلاجة ،مبعن ضمان حد الكفاية لكل مواطن أوال مث امللكية والعمل اثنيا ،ومن
حق ويل األمر التدخل إلعادة التوازن بني أفراد اجملتمع كلما افتقد هذا التوازن.
وبتحقيق التوازن االقتصادي بني أفراد اجملتمع تتحقق العدالة االجتماعية ويشيع يف ربوع اجملتمع االسالمي السالم
االجتماعي (األمن العام) وتنفي ظاهرة التمييز الطبقي من اجملتمع سواء على مستوى الدول أو على مستوى
األفراد.
وهلذا وضع االسالم وسائل لضبط التفاوت وحفظ التوازن االقتصادي بني األفراد وهي كالتايل:
خالصة:
إن املتتبع للسياسة املالية منذ ظهور بوادرها يف العصر الفرعوين إىل ما وصلت إليه اآلن قد شهدت تطورات
جوهرية أين أصبحت أداة الدولة لتوجيه اإلنتاج واإلشراف على النشاط االقتصادي دون تعرضه ملراحل الكساد
والرواج اليت تعصف به بني احلني واآلخر.
حت وإن متيزت بشيء من احلياد يف فرتة ما أو يف نظام ما ،البد أن يعرتف مبدى أمهيتها على املستوى
الكلي ،إذ أهنا سامهت يف تنظيم احلياة االقتصادية من خالل فرض الضرائب مثال وإعادة توزيعها كأسلوب
إلعادة توزيع الثروة ،ومن مث حتقيق العدالة واملساواة كما أن السياسة املالية تشكل أحد أهم ركائز السياسة
1هشام مصطفى اجلمل ،دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي و النظام املايل املعاصر -دراسة مقارنة، -مرجع سابق ،ص 375-372
.
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
185
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
االقتصادية للدولة حيث تعمل على حتقيق التوازن من خالل التحكم يف املال الذي ميثل عصب احلياة االقتصادية،
وذلك من خالل جمموعة اإلجراءات والسياسات املختلفة اليت تتشكل منها السياسة املالية لكل دولة.
وأخريا ميكن القول أن السياسة املالية كانت و ال تزال حمطة أنظار املهتمني ابحلياة االقتصادية كوهنا من
أدوات الدولة للتدخل و التحكم و كذا التوجيه ملختلف قطاعاهتا هبدف حتقيق التنمية و االستقرار االقتصاديني و
الوصول إىل العدالة االجتماعية.
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
186
أ.دين خمتارية فعالية السياسة املالية و دورها يف حتقيق التنمية االجتماعية
/16هشام مصطفى اجلمل ،دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االجتماعية بني النظام املايل اإلسالمي والنظام
املايل املعاصر -دراسة مقارنة ،-دار الفكر اجلامعي اإلسكندرية ،بدون رقم طبعة.
/17وجدي حسني ،املالية احلكومية واالقتصاد العام ،اإلسكندرية. 1988،
-ابللغة األجنبية:
1/JOHNSON, Harry Gordon, On Economic and society, Chicago, University of
Chicago, Bress, 1975.
اجمللد / 06العدد (2018 )02 جملة االقتصاد والتنمية -خمرب التنمية احمللية املستدامة -جامعة حيىي فارس -املدية
187