You are on page 1of 4

‫‪131‬الخــاتمة‬

‫الــخاتمة‬

‫تعترب الش راكة من أهم مالمح وآث ار التح والت املتس ارعة والتط ورات املتداخلة اليت عرفتها ‪ -‬والزالت‬
‫تعرفه ا‪ -‬الس احة االقتص ادية العاملي ة‪ ،‬كما تعترب ب ديال عن العالق ات التنافس ية العدائية اليت ختدم أطرافها وال‬
‫تس اهم يف تط ورهم وتوس عهم‪ ،‬بل غالبا ما تنتهي بانس حاب أحد األط راف من مي دان املنافس ة‪ ،‬وب ذلك‬
‫أصبحت العالقات التعاونية سبيال أجنع للحفاظ على املكانة السوقية‪ ،‬وامليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية‬
‫مبا فيها الرائدة ‪.‬‬
‫ومن خالل دراستنا هذه ميكن استخالص االستنتاجات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬ال ميكن إعتب ار الش راكة جمرد عقد ق انوين ميضى من قبل ط رفني أو أكثر‪ ،‬بل إن مفهوم الش راكة يتع دى‬
‫إىل كوهنا ق رارا إس رتاتيجيا ومص رييا‪ ،‬وهي ب ذلك تص نف ض من إس رتاتيجيات النمو والتوسع واهلج وم‪ ،‬وهو‬
‫التوجه ال ذي من املف روض أن تس لكه جل ‪ -‬إن مل نقل ك ل‪ -‬املؤسس ات ملواجهة املنافسة املتزاي دة ب دل‬
‫واالنطواء حتت إجراءات واحتياطات سرعان ما تفشل وترتاجع أمام املنافسني ‪.‬‬ ‫الدفاع‬
‫‪ -‬ختتلف دوافع اس رتاتيجية الش راكة من ط رف يس عى إىل مواجهة التح ديات التكنولوجية وي رغب يف‬
‫حتويلها بأس لوب ي وفر له إس تثمارات ض خمة قد ال تنجح يف أغلب األحي ان وهو الط رف احمللي‪ ،‬وط رف‬
‫يبحث على التوسع اجلغ رايف وغ زو مزيد من األس واق الواع دة وهو الط رف األجن يب‪ ،‬وب ذلك ميكن الق ول أن‬
‫الشراكة قد حتدث أثرا سلبيا على املدى البعيد‪ ،‬إذ حتول الطرف األجنيب إىل منافس قوي للطرف احمللي‪ ،‬ومل‬
‫يكن بوسع ه ذا األخري التنبؤ مبا س يحدث ومل يس تغل ه ذه الفرصة يف ت دعيم اإلمكان ات وتغيري األس اليب‬
‫واملناهج التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬لقد تغري وجه املنافسة يف ه ذا العص ر‪ ،‬وأص بحت العديد من الش ركات تن افس غريها بق وة‪ ،‬ويف نفس‬
‫ال وقت تتحد معها يف تكتالت عاملية من أجل زي ادة قوهتا يف احلص ول على أس واق أك رب‪ ،‬وه ذه التكتالت‬
‫والتحالفات عندما تتكون تكسر قانون األرباح املتناقصة‪ ،‬ألن األرباح مل تعد تتحقق من خالل نظام اإلنتاج‬
‫الكبري بل من خالل اخلدمة والس رعة واالبتك ار واالنتب اه للتفاص يل اليت يطلبها املس تهلك ‪،‬وأص بح النج اح‬
‫يتوقف ليس على أس اس حتريك املواد بل على أس اس الرؤية والرس الة وف رق العمل والتنظيم املدمج واختي ار‬
‫الشركة ملوقع يف السوق يظهر نقاط قوهتا وامتيازها ‪.‬‬
‫كل ه ذه املتغ ريات اجلدي دة أص بحت تتحكم يف التوجه االس رتاتيجي للمؤسس ات اليت ال من اص هلا من أن‬
‫تدخل يف حتالفات وشراكات مع تلك الشركات اليت قطعت شوطا يف التطور والنمو وحتقيق امليزة التنافسية ‪.‬‬
‫‪132‬الخــاتمة‬

‫‪ -‬حتدث اسرتاتيجية الشراكة نتائج وآثارا على املدايني القريب و البعيد‪ ،‬وختتلف تلك اآلثار حسب صيغة‬
‫وش كل العالقة اليت تربط بني ط ريف الش راكة‪ ،‬ويع ود ه ذا االختالف يف اآلث ار إىل تب اين تلك األش كال يف‬
‫جوهرها وبعدها االسرتاتيجي ‪.‬‬
‫‪ -‬ت ؤثر الش راكة على الوض عية املالية ألط راف ه ذه العالق ة‪ ،‬وال توجد مؤش رات مـالية خاصة لقي اس ه ذا‬
‫األث ر‪ ،‬بل يس تعمل يف ه ذا اإلط ار جمموعة من النسب املالية ذات عالقة بالنش اط وبعض املع ايري االقتص ادية‬
‫واملالية للنمو ‪.‬‬
‫‪ -‬لقد متكن جممع ص يدال بإبرامه عق ود ش راكة مع العديد من املخ ابر الدولية املتخصصة وبعض الش ركات‬
‫الرائدة يف جمال تصنيع الدواء‪ ،‬من توسيع خطوطه اإلنتاجية‪ ،‬وغزو العديد من األسواق الدولية‪ ،‬بإبرام عقود‬
‫تصدير مع العديد من الدول‪ ،‬مبا فيها تلك اليت تعد من الدول املتطورة صناعيا وتكنولوجيا ‪.‬‬
‫‪ -‬ترك زت دراس تنا يف قي اس األثر املايل على جممع ص يدال يف حتليل و تق ييم ذلك األثر على املدى القصري‬
‫والقريب فقط‪ ،‬نظرا لكون هذه االسرتاتيجية جديدة بالنسبة للمجمع والبد من تقييمها دوريا وعلى فرتات‬
‫قص رية‪ ،‬وبعد التحليل وج دنا آث ارا متباينة على تلك املؤش رات املالية اليت اعتم دناها يف التحلي ل‪ ،‬ف انطالق‬
‫العق ود املش رتكة يف عملي ات اإلنت اج تس بب يف ارتف اع احتياج ات دورة االس تغالل‪ ،‬وهو ما أثر على رص يد‬
‫اخلزينة ال ذي ك ان س البا س نة ‪ ،2002‬وه ذا الوضع يقودنا إىل احلديث على آلي ات متويل ه ذا النمو وهو حتد‬
‫آخر يواجهه اجملمع‪ ،‬خاصة يف ظل ركود نشاط السوق املايل يف اجلزائر ‪.‬‬
‫‪ -‬اس تطاع اجملمع تص ريف الكمي ات الكب رية واملتزاي دة من االنت اج ‪ -‬ال ذي توسع يف ظل الش راكة‪ -‬من‬
‫خالل إب رام عق ود تص دير وتوس يع نط اق التس ويق يف الكثري من املن اطق الداخلية باعتم اد أس اليب ناجعة‬
‫للتسويق‪ ،‬هذا ما جعل اجملمع ال يعاين من تراكمات يف املخزون وما يرافقه من انعكاسات سلبية على الرحبية‬
‫والنتائج احملققة ‪.‬‬
‫‪ -‬ميكننا القول بأن عقود الشراكة اليت أبرمها اجملمع أحدثت نفس األثر على الوضع املايل‪ ،‬رغم أن الدراسة‬
‫ك انت ش املة وإمجالي ة‪ ،‬والتفص يل يف ه ذا اجملال يقتضي جتزئة كل عناصر امليزانية وج دول حس ابات النت ائج‬
‫و حتديد نسبة كل عقد شراكة يف كل من هذه األجزاء ‪.‬كما تقتضي الدراسة التفصيلية البحث عن املؤشرات‬
‫املالية اخلاصة بتقييم أثر الشراكة لتطبيقها يف حتليل اجتاه تغري كل من عناصر امليزانية وجدول النتائج وجداول‬
‫التدفقات‪ ،‬وما دعانا إىل القول بأن هذه العقود كان هلا نفس األثر املايل‪،‬هو كوهنا كانت يف امليدان الصناعي‬
‫عموما واإلنت اجي باخلص وص إلنت اج منتج ات جدي دة أو لتط وير منتج ات ينتجها اجملم ع‪ ،‬ومل تتوسع ه ذه‬
‫العقود إىل ميادين أخرى ‪.‬‬
‫‪133‬الخــاتمة‬

‫وعموما حقق جممع ص يدال من خالل الش راكة ع دة امتي ازات جعلته ق ادرا على التص دير ومنافسة بعض‬
‫الش ركات األجنبية وخاصة العربية واإلفريقي ة‪ ،‬وحىت يتمكن اجملمع خصوصا وكل املؤسس ات االقتص ادية اليت‬
‫تبنت الشراكة عموما‪ ،‬من االستفادة من مزايا الشراكة وجعلها آلية ناجعة لتحقيق امليزات التنافسية والكفاءة‬
‫اإلدارية‪ ،‬البد من الرتكيز على بعض النقاط ‪:‬‬
‫‪ -‬إختي ار الش ريك املناسب وأخذ الوقت الك ايف وحتليل وض عيته وما س يجلبه من امتي ازات ومزاي ا‪ ،‬تت وازن‬
‫مع ما يطمح إليه هذا الشريك ‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع جمال الشراكة إىل ميدان البحث والتطوير وكيفية استخدام التكنولوجيا احلديثة‪ ،‬وعدم االقتصار‬
‫على التسهيالت يف جلب املادة األولية وتسويق املنتجات النهائية ‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل مشاريع الشراكة‪ ،‬خبلق جو مناسب لالحتكاك بني األطراف وهتيئة الظروف لنقل أساليب اإلدارة‬
‫احلديثة وتغيري الثقافة اإلدارية والقض اء على بعض القيم اليت ك انت س ببا يف تراجع الكف اءة اإلدارية واألداء‬
‫التنظيمي بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬البحث عن آلي ات لتمويل النمو والتوسع بس بب مش اريع الش راكة‪ ،‬حىت ال ي ؤدي ذلك التوسع إىل‬
‫اختالالت مالية‪ ،‬قد تنتهي بفشل مايل يعود باملؤسسة إىل الدخول يف حلقة جديدة من املشاكل واألزمات ‪.‬‬
‫يف األخري تبقى ه ذه الدراسة جمرد حماولة إلث ارة موض وع الش راكة االس رتاتيجية وما قد يتـرتب عنها من‬
‫آث ار‪ ،‬وهي ب ذلك تفتح اجملال أم ام دراس ات قادمة تركز على حتليل وتق ييم آث ار الش راكة على املدى املتوسط‬
‫والبعيد وعلى كل األص عدة واملس تويات‪ ،‬وال جمرد االقتص ار على دراسة األثر املايل على املدى القص ري‪ ،‬كما‬
‫أهنا تفتح جمال اإلجته اد يف حتديد املؤش رات املالية اليت ميكن إعتمادها يف تق ييم األثر املايل ألي ق رار‬
‫اسرتاتيجي ‪.‬‬
‫كما أن ه ذا البحث يفتح آف اق الدراسة يف مي دان التع اون بني ال دول العربي ة‪ ،‬وكيفية تفعيل املش اريع‬
‫املش رتكة يف ه ذا اإلط ار لتجس يد مس ار التكتالت اإلقليمية واجلهوية وإح داث التق ارب بني اقتص اديات ه ذه‬
‫الدول ‪.‬‬
‫‪134‬الخــاتمة‬

You might also like