Professional Documents
Culture Documents
Conclu
Conclu
الــخاتمة
تعترب الش راكة من أهم مالمح وآث ار التح والت املتس ارعة والتط ورات املتداخلة اليت عرفتها -والزالت
تعرفه ا -الس احة االقتص ادية العاملي ة ،كما تعترب ب ديال عن العالق ات التنافس ية العدائية اليت ختدم أطرافها وال
تس اهم يف تط ورهم وتوس عهم ،بل غالبا ما تنتهي بانس حاب أحد األط راف من مي دان املنافس ة ،وب ذلك
أصبحت العالقات التعاونية سبيال أجنع للحفاظ على املكانة السوقية ،وامليزة التنافسية للمؤسسات االقتصادية
مبا فيها الرائدة .
ومن خالل دراستنا هذه ميكن استخالص االستنتاجات التالية :
-ال ميكن إعتب ار الش راكة جمرد عقد ق انوين ميضى من قبل ط رفني أو أكثر ،بل إن مفهوم الش راكة يتع دى
إىل كوهنا ق رارا إس رتاتيجيا ومص رييا ،وهي ب ذلك تص نف ض من إس رتاتيجيات النمو والتوسع واهلج وم ،وهو
التوجه ال ذي من املف روض أن تس لكه جل -إن مل نقل ك ل -املؤسس ات ملواجهة املنافسة املتزاي دة ب دل
واالنطواء حتت إجراءات واحتياطات سرعان ما تفشل وترتاجع أمام املنافسني . الدفاع
-ختتلف دوافع اس رتاتيجية الش راكة من ط رف يس عى إىل مواجهة التح ديات التكنولوجية وي رغب يف
حتويلها بأس لوب ي وفر له إس تثمارات ض خمة قد ال تنجح يف أغلب األحي ان وهو الط رف احمللي ،وط رف
يبحث على التوسع اجلغ رايف وغ زو مزيد من األس واق الواع دة وهو الط رف األجن يب ،وب ذلك ميكن الق ول أن
الشراكة قد حتدث أثرا سلبيا على املدى البعيد ،إذ حتول الطرف األجنيب إىل منافس قوي للطرف احمللي ،ومل
يكن بوسع ه ذا األخري التنبؤ مبا س يحدث ومل يس تغل ه ذه الفرصة يف ت دعيم اإلمكان ات وتغيري األس اليب
واملناهج التقليدية.
-لقد تغري وجه املنافسة يف ه ذا العص ر ،وأص بحت العديد من الش ركات تن افس غريها بق وة ،ويف نفس
ال وقت تتحد معها يف تكتالت عاملية من أجل زي ادة قوهتا يف احلص ول على أس واق أك رب ،وه ذه التكتالت
والتحالفات عندما تتكون تكسر قانون األرباح املتناقصة ،ألن األرباح مل تعد تتحقق من خالل نظام اإلنتاج
الكبري بل من خالل اخلدمة والس رعة واالبتك ار واالنتب اه للتفاص يل اليت يطلبها املس تهلك ،وأص بح النج اح
يتوقف ليس على أس اس حتريك املواد بل على أس اس الرؤية والرس الة وف رق العمل والتنظيم املدمج واختي ار
الشركة ملوقع يف السوق يظهر نقاط قوهتا وامتيازها .
كل ه ذه املتغ ريات اجلدي دة أص بحت تتحكم يف التوجه االس رتاتيجي للمؤسس ات اليت ال من اص هلا من أن
تدخل يف حتالفات وشراكات مع تلك الشركات اليت قطعت شوطا يف التطور والنمو وحتقيق امليزة التنافسية .
132الخــاتمة
-حتدث اسرتاتيجية الشراكة نتائج وآثارا على املدايني القريب و البعيد ،وختتلف تلك اآلثار حسب صيغة
وش كل العالقة اليت تربط بني ط ريف الش راكة ،ويع ود ه ذا االختالف يف اآلث ار إىل تب اين تلك األش كال يف
جوهرها وبعدها االسرتاتيجي .
-ت ؤثر الش راكة على الوض عية املالية ألط راف ه ذه العالق ة ،وال توجد مؤش رات مـالية خاصة لقي اس ه ذا
األث ر ،بل يس تعمل يف ه ذا اإلط ار جمموعة من النسب املالية ذات عالقة بالنش اط وبعض املع ايري االقتص ادية
واملالية للنمو .
-لقد متكن جممع ص يدال بإبرامه عق ود ش راكة مع العديد من املخ ابر الدولية املتخصصة وبعض الش ركات
الرائدة يف جمال تصنيع الدواء ،من توسيع خطوطه اإلنتاجية ،وغزو العديد من األسواق الدولية ،بإبرام عقود
تصدير مع العديد من الدول ،مبا فيها تلك اليت تعد من الدول املتطورة صناعيا وتكنولوجيا .
-ترك زت دراس تنا يف قي اس األثر املايل على جممع ص يدال يف حتليل و تق ييم ذلك األثر على املدى القصري
والقريب فقط ،نظرا لكون هذه االسرتاتيجية جديدة بالنسبة للمجمع والبد من تقييمها دوريا وعلى فرتات
قص رية ،وبعد التحليل وج دنا آث ارا متباينة على تلك املؤش رات املالية اليت اعتم دناها يف التحلي ل ،ف انطالق
العق ود املش رتكة يف عملي ات اإلنت اج تس بب يف ارتف اع احتياج ات دورة االس تغالل ،وهو ما أثر على رص يد
اخلزينة ال ذي ك ان س البا س نة ،2002وه ذا الوضع يقودنا إىل احلديث على آلي ات متويل ه ذا النمو وهو حتد
آخر يواجهه اجملمع ،خاصة يف ظل ركود نشاط السوق املايل يف اجلزائر .
-اس تطاع اجملمع تص ريف الكمي ات الكب رية واملتزاي دة من االنت اج -ال ذي توسع يف ظل الش راكة -من
خالل إب رام عق ود تص دير وتوس يع نط اق التس ويق يف الكثري من املن اطق الداخلية باعتم اد أس اليب ناجعة
للتسويق ،هذا ما جعل اجملمع ال يعاين من تراكمات يف املخزون وما يرافقه من انعكاسات سلبية على الرحبية
والنتائج احملققة .
-ميكننا القول بأن عقود الشراكة اليت أبرمها اجملمع أحدثت نفس األثر على الوضع املايل ،رغم أن الدراسة
ك انت ش املة وإمجالي ة ،والتفص يل يف ه ذا اجملال يقتضي جتزئة كل عناصر امليزانية وج دول حس ابات النت ائج
و حتديد نسبة كل عقد شراكة يف كل من هذه األجزاء .كما تقتضي الدراسة التفصيلية البحث عن املؤشرات
املالية اخلاصة بتقييم أثر الشراكة لتطبيقها يف حتليل اجتاه تغري كل من عناصر امليزانية وجدول النتائج وجداول
التدفقات ،وما دعانا إىل القول بأن هذه العقود كان هلا نفس األثر املايل،هو كوهنا كانت يف امليدان الصناعي
عموما واإلنت اجي باخلص وص إلنت اج منتج ات جدي دة أو لتط وير منتج ات ينتجها اجملم ع ،ومل تتوسع ه ذه
العقود إىل ميادين أخرى .
133الخــاتمة
وعموما حقق جممع ص يدال من خالل الش راكة ع دة امتي ازات جعلته ق ادرا على التص دير ومنافسة بعض
الش ركات األجنبية وخاصة العربية واإلفريقي ة ،وحىت يتمكن اجملمع خصوصا وكل املؤسس ات االقتص ادية اليت
تبنت الشراكة عموما ،من االستفادة من مزايا الشراكة وجعلها آلية ناجعة لتحقيق امليزات التنافسية والكفاءة
اإلدارية ،البد من الرتكيز على بعض النقاط :
-إختي ار الش ريك املناسب وأخذ الوقت الك ايف وحتليل وض عيته وما س يجلبه من امتي ازات ومزاي ا ،تت وازن
مع ما يطمح إليه هذا الشريك .
-توسيع جمال الشراكة إىل ميدان البحث والتطوير وكيفية استخدام التكنولوجيا احلديثة ،وعدم االقتصار
على التسهيالت يف جلب املادة األولية وتسويق املنتجات النهائية .
-تفعيل مشاريع الشراكة ،خبلق جو مناسب لالحتكاك بني األطراف وهتيئة الظروف لنقل أساليب اإلدارة
احلديثة وتغيري الثقافة اإلدارية والقض اء على بعض القيم اليت ك انت س ببا يف تراجع الكف اءة اإلدارية واألداء
التنظيمي بصفة عامة.
-البحث عن آلي ات لتمويل النمو والتوسع بس بب مش اريع الش راكة ،حىت ال ي ؤدي ذلك التوسع إىل
اختالالت مالية ،قد تنتهي بفشل مايل يعود باملؤسسة إىل الدخول يف حلقة جديدة من املشاكل واألزمات .
يف األخري تبقى ه ذه الدراسة جمرد حماولة إلث ارة موض وع الش راكة االس رتاتيجية وما قد يتـرتب عنها من
آث ار ،وهي ب ذلك تفتح اجملال أم ام دراس ات قادمة تركز على حتليل وتق ييم آث ار الش راكة على املدى املتوسط
والبعيد وعلى كل األص عدة واملس تويات ،وال جمرد االقتص ار على دراسة األثر املايل على املدى القص ري ،كما
أهنا تفتح جمال اإلجته اد يف حتديد املؤش رات املالية اليت ميكن إعتمادها يف تق ييم األثر املايل ألي ق رار
اسرتاتيجي .
كما أن ه ذا البحث يفتح آف اق الدراسة يف مي دان التع اون بني ال دول العربي ة ،وكيفية تفعيل املش اريع
املش رتكة يف ه ذا اإلط ار لتجس يد مس ار التكتالت اإلقليمية واجلهوية وإح داث التق ارب بني اقتص اديات ه ذه
الدول .
134الخــاتمة