Professional Documents
Culture Documents
الفصل الثاني إدارة المبيعات
الفصل الثاني إدارة المبيعات
إدارة المبيعات
تمهيد:
تويل املؤسسات االقتصادية اهتماما بالغا بالتنظيم الفعال إلدارة املبيعات ونشاطها البيعي،
وذلك من خالل املكانة اهلامة واحلساسة اليت حتتلها هذه اإلدارة يف التنظيم اهليكلي هلذه
املؤسسات.
وللزيادة من فعالية أداء وظيفة= إدارة املبيعات ،أصبحت هذه املؤسسات تنتهج أساليب
علمية و جديدة موالية= لتطور أمهية وظيفة هذه اإلدارة ،من حيث تنظيمها وختطيط أعماهلا،
واختيار وتدريب وتنمية مهارات مندويب البيع فيها.
ويرجع السبب إىل أن جناح أي مؤسسة يتوقف على جناحها يف أداء هذه الوظيفة= وألن
حتقيق الربح يف أي مؤسسة يتوقف على اإليرادات الناجتة من املبيعات وهذا ما سوف نتناوله يف
هذا الفصل .الذي حيتوي على ثالث مباحث :
املبحث األول :ماهية إدارة املبيعات.
املبحث الثاين :التنبؤ بتخطيط املبيعات.
املبحث الثالث= :فعالية السياسة الرتوجيية=.
22
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
23
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
ثانيا :زادت نسبة املشتغلني بشؤون التوزيع زيادة خالل املائة العام املاضية ،فخالل هذه املدة تضاعف
عدد عمال اإلنتاج مرتني يف الو.م.أ بينما تضاعف عدد املشتغلني بشؤون التوزيع يف نفس املدة 12مرة=.
ثالثا :بالرغم من أن اخنفاض تكاليف اإلنتاج إىل النصف أو الثلث خالل املائة العام املاضية بسبب
استعمال اآلالت امليكانيكية األوتوماتيكية ،فإن تكاليف التوزيع،مل تنخفض بنفس النسبة خالل نفس الفرتة.
المطلب الثالث :وظائف إدارة المبيعات:
إن املسؤولية األساسية اليت يشارك فيها أغلب مديري املبيعات تتمثل يف حتقيق أهداف املؤسسة يف
فرتة التخطيط املرسومة ،وهذا ال ميكن الوصول إليه إال من خالل تطوير وتنمية إدارة املبيعات بشكل خاص
ومنظمة األعمال بشكل عام.
إن تتابع النشاطات اليت تقود املديرين إلعداد و إدارة برامج املبيعات يف منظمة األعمال تعرف باسم
()1
عملية إدارة املبيعات:
-1يتوجب على املؤسسة حتديد الدور لقوى البيع يف تطوير وتنفيذ اإلسرتاتيجية على مستوى
املؤسسة.
-2يتوجب على إدارة املبيعات الفهم الواضح والتحديد الدقيق للنشاطات واملسؤوليات امللقاة على
عاتق القوى البيعية هبدف بناء تنظيم رمسي للعملية البيعية.
-3تنمية (تطوير) خيارات وقدرات القوى البيعية باالعتماد على اإلجراءات الصحيحة لالستقطاب
واالختيار والتدريب.
-4املرحلة األخرية اليت يتطلب الرتكيز عليها يف إدارة القوى البيعية تشتمل على القيادة واإلشراف،
والتحفيز ،والتعويض ،وتقييم كفاءة األداء.
المطلب الرابع :عالقة إدارة المبيعات باإلدارات األخرى:
()2
نستعرض فيما يلي أهم جوانب العالقة بني إدارة املبيعات واإلدارات األخرى:
أ -عالقة إدارة المبيعات بإدارة التسويق :متثل اإلسرتاتيجية التسويقية اإلطار العام الذي تنبثق عنه
اخلطة البيعية .فبعد أن يكون مدير املبيعات قد قام بدراسة اخلطة التسويقية وفهم اجلوانب األساسية فيها ،فإنه
يصبح باإلمكان وضع الربامج البيعية املناسبة .وبالطبع ،فإن ذلك يقتضي دراسة األسواق واملستهلكني بصورة
مستمرة ومنتظمة ،حبيث ميكن ضمان عملية تدفق مستمرة للمعلومات عن القوى املختلفة يف السوق
واجتاهات املنافسة وجماالهتا ونقاط القوة والضعف اخلاصة باملنافسني ،كما ينبغي على مدير املبيعات القيام
))1
محيد عبد النيب الطائي :إدارة املبيعات (مفاهيم وتطبيقات) دار اليازوري ،عمان ،األردن ،2009 ،ص .46 ،45
))2
ناجي معال :األصول العلمية= يف إدارة املبيعات ،ط ،3عمان ،األردن ،1993 ،ص .29 ،28
24
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
بعمليات حتليل العمالء من حيث خصائصهم السكانية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية والتعرف على
التغريات يف حاجاهتم ورغباهتم وتفضيالهتم االستهالكية .وهكذا فإن جهاز املبيعات يف املؤسسة ميكن أن
يكون مصدرا رئيسيا للمعلومات الالزمة للتخطيط والربجمة .وإذا أمعنا النظر يف كل هذه اجملاالت نرى أهنا
تتطلب درجة عالية من التنسيق والتعاون بني إداريت التسويق واملبيعات ،بل إن قدرة إدارة املبيعات على حتقيق
مستويات اإلجناز املطلوبة إمنا تعتمد على مدى هذا التنسيق.
ب -عالقة إدارة المبيعات بإدارة اإلنتاج :يتطلب تطبيق مفهوم التسويق احلديث ضرورة قيام
املؤسسة بإنتاج ما ميكن تسويقه وبيعه ،وهذا يوضح طبيعة العالقة بني إدارة املبيعات وإدارة اإلنتاج يف إطار
من التنسيق والتكامل ،فتحديد ما جيب إنتاجه يعتمد على قاعدة من املعلومات عن حجم الطلب واملبيعات
املتوقعة واملواصفات الواجب توفرها فيما سيتم إنتاجه من السلع واخلدمات.
إن املصدر الرئيسي هلذه املعلومات هو إدارة املبيعات حبكم اتصاهلا الوثيق بالسوق من خالل مندويب
البيع .ويف إطار هذه العالقة ،تقوم إدارة املبيعات مبا يلي:
-1اقرتاح السلع أو اخلدمات املطلوبة يف السوق وحتديد مواصفاهتا.
-2حتديد جماالت التفضيل االستهالكي ومعايري هذا التفضيل.
-3تقدمي االقرتاحات املتعلقة بالتشكيالت السلعية أو اخلدمية املرغوب فيها وخاصة بالنسبة للغالف
أو الشكل أو اللون أو التصميم =....اخل.
-4حتديد جماالت التطوير يف السلع املوجودة حاليا يف السوق وإمكانيات املنافسة يف هذا اجملال.
ويف ضوء هذه املسؤوليات تستطيع إدارة اإلنتاج تصميم برناجمها اإلنتاجي بالشكل املناسب.
ج -عالقة إدارة المبيعات بإدارة المالية :إن أي قرار يتم اختاذه يف إطار النشاط البيعي له جانب
مايل وإذا كنا نعرف أن املبيعات هي املصدر الرئيسي إليرادات املؤسسة ،فإن العالقة بني إداريت املبيعات
واملالية جيب أو توضع يف إطار من التنسيق التام .وهناك الكثري من جماالت التعاون والتكامل بني اإلدارتني،
()1
ومن األمثلة على ذلك ما يلي:
-1تقوم إدارة املبيعات جبمع املعلومات الالزمة عن املوقف املايل للعمالء وخاصة يف حالة تبين
املؤسسة لسياسة االئتمان.
-2تقوم إدارة املبيعات مبساعدة اإلدارة املالية مبتابعة الديون والعمل على حتصيلها.
-3تشرتك إدارة املبيعات يف وضع اجلوانب األساسية اخلاصة بسياسة اإلئتمان والتسهيالت املالية اليت
تقدمها املؤسسة للعمالء.
))1
املرجع نفسه ،ص .30 ،29
25
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
-4حتديد اخلصومات التجارية اليت ميكن منحها وذلك مبا يتناسب وظروف كل عميل ،وما ينسجم
مع السياسات البيعية للمنافسني.
-5تزويد اإلدارة املالية باملعلومات الضرورية عن اجتاهات األسعار واآلثار التضخمية هلا وانعكاسات
هذا كله على القدرات الشرائية للمستهلكني واجتاهات اختيارهم االستهالكي.
()1
د -العالقة مع إدارة البحوث والتطوير:
تتصف العالقة بني إدارة املبيعات وإدارة البحوث والتطوير بأهنا األكثر تواصال وتتطلب قدرا كبريا من
التعاون والتنسيق املستمر .فغالبا ما ختضع هذه العالقة ملستوى من التوتر الناتج عن التباين يف وجهات النظر
اليت غالبا ما يكون هلا ما يربرها.
فاألفراد العاملون يف إدارة البحوث والتطوير علميون من حيث منهجية عملهم ودائما ما خيضعون
قراراهتم للتربير املنطقي احملسوب باألرقام يف حني يكون العاملون يف إدارة املبيعات موجهني مبنهجية السوق
وما يليب حاجات املستهلكني وتفضيالهتم ميا حيقق وضعا متميزا للمؤسسة باملقارنة مع املؤسسات املنافسة
األخرى يف السوق .كذلك ال يفضل الباحثون العمل حتت إشراف أحد أو أن يكونوا يف موضع حماسبة من
قبل جهات أخرى ،فتكلفة البحث ال تشكل بالنسبة هلم معيارا تقيميا لألمور ،وعلى العكس من هؤالء ،جند
األفراد العاملني يف إدارة املبيعات ،موجهني بالسوق ويعتزون بوجهة نظرهم العملية وبفهمهم الواقعي للعامل
من حوهلم ولذلك ،فإننا جندهم جادين يف عمل ما ميكن أن حيقق أقصى إشباعات حلاجات ورغبات
املستهلكني ،ويسعون دائما إىل التعرف على كل الوسائل اليت ميكن بواسطتها حتقيق هذا اهلدف .وهكذا فإننا
جند أن أفراد كل إدارة لديهم تصورات سلبية عن أفراد اإلدارة األخرى =.فأفراد املبيعات يرون أن الباحثني غري
عمليني ،وغري مدركني لطبيعة األعمال وال ملستلزماهتا.
وجدير بالذكر أن اإلدارة يف بعض املؤسسات تكون موجهة بالسوق ويف البعض اآلخر موجهة
بالتكنولوجيا .يف حني يتجه البعض اآلخر حنو تبين التوجهني يف آن واحد .ويف املؤسسات اليت تتبىن التوجه
التكنولوجي ،جند أن الباحثني غالبا ما يكونوا معنيني بالوصول إىل ابتكارات علمية يستطيعون هبا حتقيق
اخرتاقات هامة يف األسواق.
كما أهنم يسعون إىل الدقة الفنية يف جهودهم اخلاصة بتطوير املنتجات اجلديدة.
ويف الوقت الذي يكون فيه نفقات البحوث والتطوير عالية ،جند أن معدل فشل املنتجات اجلديدة مييل
إىل االرتفاع .بالرغم من أن جهود البحوث والتطوير تقود أحيانا إىل منتجات جديدة ناجحة.
26
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
أما بالنسبة للمؤسسات املوجهة بالسوق ،فإن مهمة أفراد فريق البحث والتطوير تتمثل يف تصميم
منتجات حلاجات استهالكية معينة .وتنطوي هذه املهمة على أعمال تتعلق بتطوير املنتج والعمل على تطبيق
التقنيات املوجودة .ورغم ما تتصف به هذه املؤسسات من ارتفاع معدالت جناح ما تنتجه من سلع أو
خدمات جديدة ،إال أن عملية االبتكار هنا تكون مقتصرة على إجراء تعديالت في املواصفات مع تقصري عمر
املنتج نسبيا.
أما يف املؤسسات اليت جتمع بني التكنولوجيا والسوق فإنه ميكن تطوير عالقات عمل فعالة بني إداريت
البحوث والتطوير واملبيعات ،تستطيع من خالهلا اإلدارتني أن تتقامسا املسؤولية عن ابتكار منتجات جديدة
ميكن أن تلقى قبول ورضى املستهلكني ،حبيث ال يتحمل فريق األحباث لوحده هذه املسؤولية .بل مسؤولية
االبتكار الناجح من منظور السوق .أما فريق املبيعات فإنه يتحمل مسؤولية املساعدة يف توفري قاعدة املعلومات
الدقيقة واملستمرة حبيث تدعم جهود إدارة البحوث وتعزز قدرهتا على تصميم برامج فعالة البتكار منتجات
جديدة أو تطوير املنتجات احلالية مبا يدعم القدرة التنافسية للمؤسسة يف السوق.
المبحث الثاني :التنبؤ بتخطيط المبيعات:
إن عملية التخطيط تعترب من أحد أهم الوظائف الرئيسية لإلدارة ،حيث متكننا من حتديد األهداف
والربامج واإلجراءات مث اختاذ القرارات املناسبة .كما أن عملية التنبؤ باملبيعات تعترب جوهر اإلدارة والتنبؤ
الصحيح يوصلنا إىل اهلدف املطلوب.
المطلب األول :الميزانية التقديرية للمبيعات:
متثل امليزانية التقديرية للمبيعات اخلطة اليت جيب على إدارة املبيعات إتباعها بشأن توزيع السلع اليت
تنتجها املؤسسة .ويتوقف على إعداد امليزانية التقديرية للمبيعات إعداد امليزانيات األخرى اخلاصة باإلنتاج
واملشرتيات والتمويل ،لذلك البد من إعداد ميزانية املبيعات التقديرية مسبقا ومراجعتها وإقرارها من قبل جملس
إدارة املشروع بعد عرضها على جلنة خاصة تقوم بدراستها ،حيث يشرتك يف هذه اللجنة مدراء الدوائر
املختلفة يف املشروع والذين هلم صلة أو تأثري يف إدارة املبيعات يف مشاريع القطاع العام يتم عرض امليزانية
التقديرية للمبيعات وامليزانيات األخرى على جملس إدارة املؤسسة العامة اليت يتبعها املشروع العتمادها.
ويف بعض األحيان يتطلب األمر اعتماد هذه امليزانية من قبل الوزارة اليت تتبعها املؤسسة أو من قبل
جهاز التخطيط املركزي يف الدول االشرتاكية.
البد أيضا ملدير املبيعات من إجراء دراسة لألحوال االقتصادية العامة للمنطقة اليت يتواجد فيها
املشروع وهو بذلك إما أن يعتمد على آرائه وخرباته اخلاصة من جراء مطالعته للكتب واجملالت والتقارير
27
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
الدولية واحمللية واألحباث والدراسات املنشورة لكبار االقتصاديني ،أو أن يعتمد يف ذلك على الدراسات
()1
والتحليالت االقتصادية اليت جيريها املشروع بواسطة أقسامه املختصة.
المطلب الثاني :أهمية الميزانية التقديرية والجوانب التي يجب أن توضحها:
()2
* وتكمن أمهية امليزانية التقديرية يف النقاط التالية:
-1تعترب نقطة األساس يف إعداد امليزانيات األخرى يف املشروع.
-2حتقيق األهداف البيعية بأقل التكاليف واحلصول على أكرب قدر ممكن من األرباح.
-3تنمية املبيعات عن طريق حتفيز مندوبني البيع لبلوغ األهداف احملددة فيها.
-4التنسيق بني جهود مندوبني البيع واملناطق البيعية.
-5وضع اخلطة الشاملة للمشروع حيث تعترب أساسا إلعداد خطط اإلدارات األخرى.
-6أداء الرقابة على تنفيذ اخلطط ومعرفة نقاط الضعف والعمل على عالجها يف الوقت املالئم.
-7تقييم جهود مندوبني البيع وحتديد مسؤولية مديري الفروع واملناطق البيعية عن النتائج اليت
توصلوا إليها.
ولتوضيح أمهية امليزانية نستعرض الشكل التايل:
الشكل رقم ( :)04أهمية الميزانية التقديرية:
التنبؤ بالمبيعات
ميزانية المبيعات
العائد وآخرون ،إدارة املبيعات والبيع الشخصي ،ط ،1دار وائل للنشر ،عمان-
المصاريف حممد عبيداتالمصاريف
املصدر:العائد
األردن ،1999 ،ص .210
()3
* النواحي التي يجب أن توضحها الميزانية التقديرية للمبيعات:
))1حممد= عبيدات وآخرون :إدارة املبيعات والبيع الشخصي ،ط ،1دار وائل للنشر ،عمان-األردن ،1999 ،ص .215 ،214
))2حممد= عبيدات وآخرون ،مرجع سابق ،ص .210 ،209
))3املرجع نفسه ،ص .211
28
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
))1أمحد شاكر العسكري :إدارة املبيعات ،مدخل اسرتاتيجي كمي وسلوكي وإداري ،ط ،1دار زهران للنشر ،عمان-األردن ،2000 ،ص
.193
29
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
ثالثا :جمع البيانات :مىت حددت البيانات املطلوبة كان من السهل مجعها.
رابعا :تحليل البيانات :عند احلصول على املعلومات الالزمة تبدأ عملية الفحص والدراسة والتحويل
متهيدا الختاذ القرار ومن املمكن استنباط معلومات وحقائق أخرى مبقارنة النتائج بعضها ببعض ويقتضي
التحليل إجراء جتارب وفرضيات من شأهنا مساعدة الباحث يف ربط املعلومات ببعضها البعض.
خامسا :وضع الخطة :يبدأ يف هذه اخلطوة مدير ملبيعات يف اختاذ القرارات املناسبة أو وضع اخلطة
املالئمة.
سادسا :متابعة الخطة :ال يكفي أن نضع خطة معينة للوصول إىل غرض معني مث نرتكها دون متابعة
فقد تتغري الظروف اليت على ضوئها رمست اخلطة أو تنشأ ظروف جديدة جتعل من الواجب تعديلها أو تغيريها
وهلذا جيب دراسة النتائج باستمرار ملعرفة صالحية اخلطة وعلى ضوء النتائج حتدد السياسات البيعية املستقبلية
أو تعديل السياسات احلالية.
المطلب الرابع :مزايا استخدام البحوث من وجهة نظر إدارة المبيعات:
الشك أن استخدام حبوث التسويق يف جمال إدارة املبيعات يأيت بنتائج مثمرة ،فكلما كانت اخلطة
البيعية مبنية على معلومات وحقائق كلما ساعد هذا على زيادة الكفاية البيعية وتقليل نفقات التوزيع ،وتضع
حبوث التسويق إدارة املبيعات يف مركز ممتاز إذ متدها باستمرار مبعلومات عن مركز سلعها بني السلع األخرى
واجتاهات السوق ونشاط املنافسني وتفضيالت املستهلكني ،وجهود رجال البيع مما ميكنها من تطوير خططها
أو حتويلها مبا يتماشى مع الواقع وميكن إمجال املزايا اليت تعود على إدارة املبيعات من استخدام حبوث التسويق
()1
يف النقاط التالية:
-1اكتشاف طرق جديدة لزيادة حجم املبيعات أو إمجايل الربح أو صايف الربح.
-2حاجة السوق إىل سلع جديدة متطورة.
-3ظهور استعالمات جديدة للسلعة سواء من الناحية اجلغرافية أومن ناحية نوع املستهلكني.
-4عدم صالحية السلع احلالية وضرورة= وقف إنتاجها.
-5استبدال السلع احلالية أو حتسينها.
-6إتباع طرق جديدة لتحسني األساليب البيعية واإلعالنية.
-7احلصول على طرق جديدة لتحفيز رجال البيع وتشجيعها.
-8اكتشاف طرق جديدة لزيادة الكفاية اإلنتاجية لطرق التوزيع.
30
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
حجم املبيعات الشكل رقم ( :)05منحىن يوضح القوى اخلمسة بني اإلعالن واملبيعات:
املصدر :إمساعيل السيد ،مرجع سابق ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،2002-2001 =،ص .206
حيث يعطي هذا الشكل متثيال بيانيا لكل من احلد األدىن مؤثر ،ومقدار املبيعات اليت حتقق بدون
إعالن ،وفكرة تناقص العائد مع زيادة النفقات اإلعالنية.
إن القواعد األساسية السابقة جتد قبوال عاما من كتاب التسويق واإلعالن فيما عدا القاعدة الثالثة (ج)
واليت ترى وجود حد أدىن لإلعالن ،وأن أي اتفاق إعالين أقل من ذلك احلد لن يكون مؤثرا على املبيعات
فهذه القاعدة ختالف أبسط قواعد املنطق ،فليس من املعقول مثال أن يكون عدم اإلعالن أفضل من اإلعالن
مرة أو مرتني.
-وتدل األحباث التجريبية يف هذا اجملال أن معرفة الفرد بالسلعة أوالعالمة التجارية للسلعة تزداد
بتكرار اإلعالن ،وأن هناك فرتة زمنية بني معرفة الفرد بالسلعة وقيامه بالشراء الفعلي ،وهلذا ميكن القول أن
هناك عامالن يؤثران على شكل املنحىن ومها احلد األقصى للمبيعات ودرجة فعالية اإلعالن ويعمل هذان
()1
العامالن على حتديد درجة سرعة تدهور معدل العائد من املنفق على النشاط اإلعالين.
ثانيا :أثر اإلعالن على المبيعات:
إن درجة تأثري اإلعالن على املبيعات يتوقف إىل حد كبري على حمتوى اإلعالن ،ودرجة األداء اخلاصة
باملنتج ،والغالف اخلاص باملنتج ،وسياسات التسعري للمؤسسة والبيئة التنافسية اليت تعمل يف ظلها املؤسسة.
فمحتوى اإلعالن ميكن أن يدفع أفراد إىل جتربة املنتج ،ولكن لو أن أداء املنتج سيئا فإن األفراد لن
يقوموا بتكرار شرائه مرة أخرى =،كذلك فإن الغالف السيئ أو الذي يصعب من استخدام املنتج داخله يعد
عامال مينع األفراد من تكرار شراء املنتج ،واألسعار اليت تتناسب مع املنتج (عالية جدا) تؤدي أيضا إىل عدم
تكرار الشراء.
32
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
وأخريا فإنه كلما كان املنتج مميزا عن املنتجات املنافسة أو البديلة كلما أدى ذلك إىل زيادة الطلب
على هذا املنتج والعكس صحيح.
كذلك فإن طبيعة املنتج ذاته تؤثر على إعادة الشراء من عدمها فالسلع املعمرة مثال قد ال يقوم الفرد
بشرائها مرة واحدة ،ولكن املهم أن نعرف أن الفرد يقوم بالشراء بعد فرتة من تعرضه لإلعالن .ألن السلعة
بطبيعتها والرتفاع سعرها تتطلب وقت طويل من املستهلك قبل أن يتخذ قراره بالشراء ،ومعىن ذلك أن زيادة
املبيعات هلذه السلع خالل السنوات القادمة تكون عالية جدا .وبصفة عامة كلما كانت نفقات اإلعالن كبرية
()1
أدى ذلك إىل زيادة املبيعات.
المطلب الثاني:أثر البيع الشخصي على زيادة المبيعات:
من املعروف أن البيع الشخصي يعترب أهم األنشطة املستخدمة من طرف املؤسسات عالقاهتا مع
عمالئها ،ونظرا ألمهية هذه العالقة املباشرة فإن الكثري من هذه املؤسسات أخذت تويل اهتماما كبريا هلذا
النشاط للوصول إىل املستوى األفضل من األداء ،وذلك لزيادة حجم مبيعاهتا وحتقيق مسعة جيدة متكنها من
البقاء واالستمرار يف السوق عن طريق رجال البيع ،وهنا تستطيع املؤسسة أن تتحكم يف هذا النشاط طاملا أهنا
ختتار رجال بيع مؤهلني وقادرين على أداء مهامهم بصورة جيدة متكن العمالء من شراء منتوجاهتا بكل رضا
وقابلية ،ومنه فإن النجاح يف تنفيذ الربامج واخلطط البيعية يعتمد بدرجة أوىل على مهارة وكفاءة مندويب البيع
()2
الذين يغطون املناطق البيعية.
()3
ومن املالحظ أن حسن االختيار ملندوب البيع من شأنه أن حيقق مزايا كثرية منها:
-ختفيض معدل دوران العمل ،وبالتايل ختفيض تكلفة البحث عن مندويب البيع واختيارهم وتدريبهم.
-حتسني فرص حتقيق أرقام مبيعات عالية مما ينطوي عليه زيادة األرباح.
-يعترب مندوب البيع حلقة اتصال بني املؤسسة والعمالء ،مما يساهم يف حتسني مسعة املؤسسة عن
طريق حتسني عالقتها بعمالئها.
إذن فإن حسن اختيار مندويب املبيعات والقدرة على التعامل اجليد معهم يساهم بصورة كبرية وفعالة
يف زيادة حجم املبيعات ألن رجل البيع هو الرابط والواصل بني املؤسسة والعميل ،فإن أحسن التعامل مع
العمالء ومتكن من إرضائهم بصورة جيدة حقق رحبا إضافيا وهكذا كلما كان التخصيص يف املؤسسة على
رجل املبيعات كلما كانت حضوضها يف زيادة مبيعات أكرب وجتدر اإلشارة هنا إىل عمليتني مهمتني تقوم هبما
إدارة املبيعات ألهنا يف حاجة ماسة إىل مثل هذه العمليات:
33
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
فاألوىل هي عملية تدريب مندويب البيع :أي ضرورة التدريب من فرتة إىل أخرى ألن طبيعة العمل
البيعي ذات حساسية خاصة للتغريات والظروف السوقية فالبيع مهنة حساسة للتغريات يف األمناط االستهالكية
والتغريات يف املنافسة واهلدف األساسي من وراء هذه العملية هو اكتساب مندوب البيع مهارات وأساليب
فنية حديثة متكنه من التعامل مع تلك املتغريات كما تسمح ملندوب البيع إدارة وقته والكلفة املرتبطة بعمله،
فهو يستطيع أن يوفر يف نفقات البيع بصورة واضحة ألنه سوف ميارس نشاطه يف ظروف اقتصادية كما أنه
سوف يستطيع إدارة أنشطته بوقت اقتصادي.
والثانية مكافأة مندويب البيع :تعترب املكافأة مبثابة حافز قوي ملندويب البيع مما يدفعه للتفاين يف عمله
وإتقانه بصورة جيدة وهتدف الشركة من خالل نظام املكافئة إىل إحكام عملية الرقابة والسيطرة على املؤسسة
باإلضافة إىل أهنا تسعى إىل حتقيق أهداف أخرى مثل بناء الوالء للمؤسسة من مندويب البيع فيها ،فعن طريق
نظام املكافأة الفعال متتع املؤسسة تسرب مندويب البيع إىل مؤسسات املنافسة والعمل على استقطاب مندويب
بيع جدد من ذوي الكفاءة مما يعود بالنفع على املؤسسة وتقدمها.
()1
ومن األدوار األساسية واملهمة لدى رجال البيع ما يلي:
أوال :البيع التجاري :ويستهدف حتقيق حجم معني من املبيعات خالل تزويد املستهلك ببعض
املعلومات أو املساعدات الرتوجيية اخلاصة بالسلع ،كما هو متبع يف حالة البيع باجلملة ،املالبس =....
ثانيا :البيع بالرسائل :ويشبه عملية البيع للموزعني والوكالء بغرض إعادة البيع ويستهدف حتقيق
حجم معني من املبيعات من خالل البيع املباشر للمستهلك.
وقد يتطلب هذا قدرا حمددا من ممارسة الضغوط على املستهلك ولكن حيتاج بصفة خاصة إىل أفراد
على درجة عالية من اخلربة واملهارة لتحقيق أكرب عدد ممكن من الطلبات.
ثالثا :البيع الفني :ويهدف إىل تزويد العميل مبعلومات فنية وإرشاده ومساعدته يف استخدام املنتج
وحل كافة املشاكل اليت تواجهه.
رابعا :األعمال واألنشطة الجديدة :يستهدف خلق مستهلكني جدد واإلبقاء عليهم يف حالة وجود
درجة عالية من الرفض أو عدم قبول املستهلك للمنتج اجلديد ويستلزم األمر وجود رجال بيع على درجة عالية
من الكفاءة للتعامل مع اعرتاضات املستهلكني.
))1حممد= عبد الرمحن عبد اهلل :التسويق املعاصر ،جامعة اإلسكندرية ،مصر ،ص .460 ،459
34
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
المطلب الثالث :أثر تنشيط المبيعات والعالقات العامة على زيادة المبيعات:
()1
أوال :تنشيط المبيعات:
كما ذكرنا سابقا فإن تنشيط املبيعات هو الوسيلة الرتوجيية املباشرة اليت تساعد على حث وإقناع
مستعملي السلعة على الشراء ،ويندرج حتت هؤالء املستعملني املستهلك الوسطاء ،رجال البيع وهو يتضمن
حوافر قصرية األجل لتشجيع الشراء وهلا استخدامات مكثفة من قبل املؤسسات املنافسة واملنتجني نظرا
للضغوطات احلاصلة بينهم ،ونظرا لألمهية البالغة هلذه الوسيلة يف املؤسسة فإهنا تلعب دورا يف زيادة حجم
مبيعات املؤسسة وخري دليل على ذلك هو اعتمادها من طرف معظم أو جل املؤسسات الكربى ،وكما هو
احلال يف وقتنا هذا وأننا نالحظ الكثري من هذه املؤسسات تقوم باملسابقات وأسلوب العينات وغريها.
فتنشيط املبيعات سيساهم يف زيادة والء املستهلك للعالمة أو السلعة مما جيعله أو حيفزه على شرائها
وهذا ما يدفع جتار اجلملة والتجزئة إىل طلب املزيد من السلعة وبالتايل زيادة مبيعات املؤسسة وحتقيق مسعة
جيدة يف املستقبل ،ففي حالة السلع اجلديدة يؤدي استعمال أسلوب العينات إىل مساعدة املستهلك على
التعرف على السلعة بصورة سريعة ومبا أن هذه العينات تكون جمانية فإن املستهلك يكون مرتاحا الستعماله
هلذه السلعة فإن كانت جيدة فإنه سيقوم بشرائها فورا من احملالت أو البحث عنها يف األسواق نظرا لتأكده
أهنا حتقق له املنفعة اليت يرجوها وهذا ما يؤدي إىل زيادة مبيعات هذه السلعة ،وكما هو احلال بالنسبة
ألسلوب القسيمات وهو يساهم يف انتقال والء املستهلك من عالمة إىل أخرى وبالتايل إبعاد املستهلك عن
منتجات املنافسني وتقريبهم من منتجات املؤسسة نظرا المتالكهم شهادات حتول هلم احلصول على توفر
نقدي معني عند شراء تلك السلعة وبالتايل يتجه حنو زيادة الطلب على السلعة ومنه زيادة املبيعات.
وكذلك هو احلال بالنسبة للهدايا واملسابقات وغريها ،فكل هذه الوسائل الرتوجيية تساهم بطريقة
مباشرة يف زيادة مبيعات املؤسسة بغض النظر عن تكاليفها املرتفعة ،ولكن طاملا هي حتقق منافع اكرب فاملؤسسة
لن تتخلى عنها أو لن تتواىن يف تقدمي هذه احلوافز ،أما بالنسبة لرجال البيع فهناك عدة أساليب منها املعارض
أو املؤمترات واملسابقات البيعية وهذه األخرية متكن رجال البيع من إظهار مهارهتم يف البيع وتقدمي أقصى
جهودهم ،فهي هتدف اليت حتفيزهم على زيادة حجم مبيعاهتم خالل فرتة زمنية حمددة ويتم توزيع بعض اجلوائز
واهلدايا على الفائزين.
إذا تنشيط املبيعات يعترب الطريق األقصر واألسهل واألسرع للوصول إىل املستهلك والتأثري عليه
وبالتايل كسب والئه وحتقيق حجم من املبيعات يف األجل القصري وبناء حصة سوقية يف األجل الطويل.
))1فهد سليم اخلطيب :مبادئ التسويق مفاهيم أساسية =،ط ،1دار الفكر العريب ،عمان ،األردن ،2000 ،ص .175 ،174
35
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
()2
ثانيا :أثر العالقات العامة:
تلعب العالقات العامة دورا مساعدا لنشاط التسويق يف الرتويج عن منتجات املؤسسة سواء احلالية أو
املنتجات اجلديدة ،فبالنسبة للمنتجات احلالية ،فيأيت دور العالقات العامة يف ترويج املنتجات اهلامشية اليت يزيد
تكاليف إعالهنا عن املتحصل من مبيعاهتا ،وبالتايل فعن طريق النشر غري مدفوع القيمة ميكن زيادة مبيعاهتا هذه
املنتجات ،باإلضافة على ذلك فعن طريق برامج توطيد السمعة ،وتنظيم الزيارات اجلماهريية للمؤسسة ،وتنظيم
املعارض املختلفة أو من خالل مسامهة املؤسسة يف أنشطة اجملتمع احمللي املختلفة ميكن املسامهة يف زيادة املبيعات
وإحدى األنشطة احلديثة اليت القت قبوال واسعا بني املؤسسات هي قيامها بالتمويل العديد من األنشطة الثقافية
والرياضية والفنية واالجتماعية اليت يقوم هبا اجملتمع احمللي واهلدف من ذلك هو ترويج اسم املؤسسة.
وخاصة إذا كانت هذه األنشطة مذاعة تلفزيونيا وإعطاء صورة ذهنية طيبة للجماهري عن إسهامات
املؤسسة يف أنشطة اجملتمع مما يؤدي يف النهاية إىل زيادة مبيعات املؤسسة وإقبال األفراد على هذه املنتجات.
ويالحظ أن للعالقات العامة دورا كبريا يف تقدمي املنتجات اجلديدة عن طريق تسريب (نشر) األنباء عن هذا
املنتج لدور الصحف ووسائل اإلعالن املختلفة مما يؤدي إىل استثارة الرأي العام وحتريك وخلق الطلب على
املنتجات والعالقات العامة بصورة شاملة هلا أهداف واضحة نذكر منها:
-ميكن للعالقات العامة أن تعمق الثقة وتعزز املصداقية بينها وبني مجهورها من خالل االتصال هبم
عرب خرب صحفي حمرر يف الصحف اليومية.
-العالقات العامة تثري محاس رجال البيع واملوزعني فنشر قصة عن املنتج قبل تقيمه إىل السوق
سيساعد رجل البيع يف بيعه إىل جتار التجزئة.
-إن تكاليف العالقات العامة أقل من تكاليف الربيد املباشر واإلعالن اجلماهريي.
خالصة:
))2حممد= فريد الصحن :العالقات العامة (املبادئ والتطبيق) =،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية=-مصر ،1999 ،ص .40
36
الفصل الثاني
إدارة المبيعات
من خالل دراستنا هلذا الفصل أعطينا نظرة شاملة إلدارة املبيعات وعملية التنبؤ= بالتخطيط
يف املبيعات وكذلك أثر الوسائل الرتوجيية= على حجم املبيعات وحاولنا إعطاء مفهوم واضح إلدارة
املبيعات وأمهيتها ووظائفها= باإلضافة على عالقتها باإلدارات األخرى يف املؤسسة =،كما تطرقنا إىل
إعطاء امليزانية= التقديرية للمبيعات ،أمهية امليزانية= التقديرية واجلوانب= اليت جيب أو توضحها وكذلك
أهم البحوث التسويقية على مستوى إدارة املبيعات ومزايا استخدام البحوث من وجهة نظر إدارة
املبيعات وأخريا فعالية السياسة الرتوجيية من خالل دراسة أثر كل من اإلعالن= والبيع الشخصي
وتنشيط املبيعات والعالقات العامة ،وقد خلصنا إىل أن إدارة املبيعات ذات أمهية بالغة يف املؤسسة
ملا هلا من أدوار يف تسهيل مهمة املؤسسة يف تصريف منتجاهتا والوصول إىل اجلمهور املستهدف
عن طريق الوسائل الرتوجيية= وكيفية استعماهلا بصورة متكاملة وفعالة.
37