You are on page 1of 58

‫جامعة محمد بوضياف بالمسيلة‬

‫كليـة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجاريـة‬


‫قســم العلوم التجارية‬

‫الموضوع ‪:‬‬

‫دراسة حالة مديرية األشغال العمومية لوالية المسيلة‬

‫مذكرة تخرج ضمن متطلبات نيل شهادة الليسانس في العلوم التجارية‬


‫تخصص ‪ :‬ماليـــة‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫* د‪ .‬عبد اهلل خبابة‬ ‫‪ ‬تركية بن الذيب‪.‬‬
‫‪ ‬خليصة بن زواوي‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪2008-2007‬‬

‫مقدمـــــــــة ‪:‬‬
‫تشكل املقاوالت يف الدول النامية بشكل عام والدول العربية بشكل خاص ‪ ،‬واجلزائر حيزا‬
‫مهما وكبريا" من النشاط االقتصادي ‪ ،‬وهي ال تقل أمهية عن املشروعات األخرى ‪ ،‬بل تعترب هذه‬
‫املشروعات مدخال تكميليا لعدد كبري من املشروعات الكبرية" ‪ ،‬وخاصة من القطاع الصناعي ‪.‬‬
‫كما تعترب املقاولة" يف الوقت الراهن من بني الركائز اليت تعتمد عليه بعض الدول الكربى مثل دول‬
‫أمريكا الشمالية ‪ ،‬ودول شرق آسيا وأصبحت كل الدول العربية يف العامل تتهافت لالستفادة‬
‫من جتربة هذه الدول بني اجناز املقاوالت" الكربى مثل بناء اجلسور ‪ ،‬مولدات الطاقة ‪,‬لذا مكنها‬
‫هذا اجملال االقتصادي من حتقيق ميزة نسبية من باقي الدول األخرى وحققت نوع من التنافسية‬
‫‪.‬‬
‫أما الدول العربية رغم اإلمكانيات" املادية واملالية" تبقى نوعا ما بعيدة عن هذا اجملال ‪ ،‬هذا ال‬
‫ينفي" بعض االجنازات اليت حققتها خاصة دول اخلليج بني جمال املقاولة" رغم استعانتها" باخلربات‬
‫األجنبية" ‪ ،‬ويعود سبب ضعف املقاوالت" يف الوطن العريب ليس ألسباب مادية أو مالية ولكن‬
‫ألسباب تنظيمية وأسباب أخرى ‪.‬‬
‫األهمية ‪:‬‬
‫ونظرا ألمهية هذا القطاع املقاوالت" ‪ ،‬ودوره الكبري وتأثريه يف بناء األصول الثابتة يف‬
‫االقتصاد القومي يف اجملتمع ‪ ،‬وما لنجاح هذا القطاع وتطوره سواء من حيث احلجم أو الكفاءة"‬
‫اليت يتمتع هبا العاملون فيه وال سيما القياديني منهم أو من حيث الوسائل أو األساليب أو املعدات‬
‫أو األجهزة احلديثة املتطورة" ‪ ،‬من أمهية بالغة يف أداء دوره الكبري يف عملية البناء والتنمية بكل‬
‫كفاءة ‪ ،‬فيما يسمح باالستغالل" األمثل للموارد الوطنية" بإنتاجية عالية ‪ ،‬فإن من األمهية مبكان‬
‫العمل على دعمه وتطويره واألخذ بيده إىل أقصى حد ممكن ‪.‬‬
‫اإلشكالية ‪:‬‬
‫إن بيان دوافع اختيار هذا املوضوع" وقصد اإلملام جبوانبه لتحليل اإلشكالية التالية" ‪:‬‬
‫ما مدى مسامهة قطاع املقاوالت يف دفع عجلة النمو االقتصادي ‪ ،‬واالجتماعي يف اجلزائر ؟‬
‫والذي يتفرغ إىل مجلة من التساؤالت ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما مدى جناح االعتماد على املقاولة" كوسيلة تسريع وترية اإلجناز ؟‬
‫‪ -2‬كيف ميكن للمقاول أن يساهم يف حتقيق التطوير للمؤسسة (املقاولة)" ؟‬
‫‪ -3‬كيفية النهوض هبذا القطاع ومواجهة املعوقات اليت حتول دون تطويره ؟‬
‫‪ -4‬ما هو القطاع األنسب للمقاولة ؟‬
‫الفرضيات ‪:‬‬
‫سعيا لإلجابة على التساؤالت املطروحة ميكن طرح مجلة من الفرضيات التالية" ‪:‬‬
‫‪ -‬قطاع املقاوالت" تساهم بشكل كبري يف التنمية االقتصادية وتأدية اخلدمات االجتماعية ‪ ،‬حيث‬
‫تعمل على خلق مناصب الشغل وحل مشكلة البطالة ‪.‬‬
‫‪ -‬تكمن مسامهة املقاول يف حتقيق التطوير من خالل تنمية مهاراته واستعماهلا على أرض الواقع ‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي التمويل والتسيري اجليد لقطاع املقاولة إىل مواجهة بعض املعوقات اليت تعاين منها املقاولة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬من األفضل على املقاولة" التعامل مع القطاع العام ‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬
‫إن اختيارنا هلذا املوضوع" مل يكن من باب الصدفة وإمنا هناك عدة اعتبارات دفعتنا لذلك‬
‫منها‪.‬‬
‫األسباب الذاتية ‪ :‬إن الرغبة الذاتية" ومدى استعدادنا إلجناز هذا البحث فيما خيص اعتماد‬
‫املقاولة" يف اجلزائر هلو خري دافع إىل اختيار هذا املوضوع" قصد إثراء معارفنا وتطوير هذا اجملال من‬
‫الدراسة ‪.‬‬
‫األسباب الموضوعية ‪:‬‬
‫فيما خيص األسباب املوضوعية" فنجد أمهها القيمة العلمية للموضوع حمل الدراسة‬
‫‪،‬فلقطاع املقاوالت" أمهية كبرية والدور الذي يلعبه بني املسامهة يف تنفيذ املشاريع اإلنشاءات‬
‫الرئيسية واليت تشكل يف جمموعها البنية التحتية للمجتمع ‪.‬‬
‫حدود الدراسة ‪:‬‬
‫إن جمال دراستنا هلذا املوضوع" يتعلق باالقتصاد اجلزائري بصفة إمجالية ‪ ،‬وبشكل جزئي‬
‫يف والية املسيلة قصد الوقوف على واقع املقاوالت" هبما وبالتحديد يف الفرتة" ‪2008-2007‬‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫نأمل من خالل الدراسة إىل إلقاء الضوء بشكل عام على واقع املقاوالت يف اجلزائر‬
‫‪,‬وتناول سبل هذا القطاع وميكن حصر أهداف البحث فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يهدف إىل مساعدة املقاولة على االنتباه" إىل الطاقة االبتكارية الكامنة" فيها والتعلم من التجارب‬
‫الناجحة يف غريها من املقاوالت ‪.‬‬
‫‪ -‬كما يهدف إىل مساعدة احلكومات واجلهات املاحنة على إدراك اجملاالت اليت حتتاج فيها املقاولة‬
‫إىل املساندة والدعم ‪.‬‬
‫منهجية البحث ‪:‬‬
‫اعتمدنا يف دراستنا هلذا املوضوع على املناهج التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬املنهج التحليلي الوصفي ويظهر ذلك من خالل حتليل املعلومات املتحصل عليها من مصادر‬
‫متعددة ‪ ،‬وتبيان واقع املقاولة ‪.‬‬
‫‪ -‬منهج دراسة حالة قطاع األشغال العمومية بني والية املسيلة ‪.‬‬
‫خطة البحث ‪:‬‬
‫مت تقسيم البحث إىل ثالثة فصول ‪:‬‬
‫الفصل األول بعنوان" ‪ ":‬املقاوالت" تناولنا فيه ثالث مباحث ‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬املقاوالت تصنيفها وأسس إدارهتا ‪.‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬املقاول وعقود املقاوالت" والدفاتر املستخدمة يف قطاع املقاوالت ‪.‬‬
‫املبحث الثالث" ‪:‬املقاوالت و مشاكلها و التزامات طرفا التعاقد‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني بعنوان" ‪ " :‬واقع املقاوالت يف اجلزائر " وتناولنا فيه ثالث مباحث ‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬عموميات حول املقاولة اجلزائرية ‪.‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬واقع املقاولة اجلزائرية و مصادر متويلها‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ ":‬كيفية" إجراء وإبرام الصفقات العمومية" ‪.‬‬
‫أما الفصل األخير بعنوان " دراسة حالة مديرية األشغال العمومية" لوالية املسيلة " وقد تناولنا فيه‬
‫‪:‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تقدمي املؤسسة"‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬نشأة املشروع ومعايري اختيار املقاولة" املناسبة" ‪.‬‬
‫املبحث الثالث" ‪ :‬اإلجراءات املتخذة قصد إجناز املشروع ‪.‬‬
‫وخامتة حتوي نتائج وتوصيات ‪.‬‬

‫تمهيـ ــد‪:‬‬
‫املقاوالت" نشاط إنتاجي حيوي مستمر ال يتوقف يف أي بلد من البلدان‪ ،‬ألن كل يوم‬
‫تظهر آالت و معدات جديدة هتدف إىل تسيري العمل وتسريع اإلجناز‪ ،‬وإتقان األداء‪.‬‬
‫وكل مقاولة تبدأ يف شكل مشروع له مكونات وأركان ودراسات مسبقة فمن املفضل‬
‫وضع التقديرات الصحيحة للموارد املستخدمة و التنبؤ" باالحتياجات و أيا كانت تبعية أعمال‬
‫املقاوالت‪ "،‬أو اإلنشاءات أو التعهدات فإن مثة قواعد و أسس ومبادئ حتكمها ‪ ،‬خاصة فيما يتعلق‬
‫باألمور اإلدارية ‪،‬و املالية" و احملاسبية" و عالقة ذلك باألمور الفنية و التنفيذية‪.‬‬
‫‪:‬انطالقا مما سبق سنتطرق يف هذا الفصل إىل‬
‫‪.‬تصنيف املقاوالت" و مبادئ إدارة املقاولة" الناجحة ‪-‬‬
‫‪ .‬عقود املقاولة و طرق حتقيق إيراداهتا ‪-‬‬
‫‪.‬الدفاتر و املستندات" املستخدمة يف قطاع املقاوالت ‪-‬‬
‫‪.‬تكاليف املقاوالت" ‪،‬وأهم املشاكل اليت تواجه املقاول ‪-‬‬
‫‪ .‬التزامات طرفا التعاقد و مؤيدات تنفيذها ‪-‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المقاوالت تصنيفها وأسس إدارتها‬


‫المطلب األول‪ :‬ماهية المقاوالت‬
‫‪ -1‬تعريــف‪:‬املقاولة" ككل مصطلح ‪ ،‬قد مت التعارف على إطالقه على أمر ما فقد أطلق هذا التعبري‬
‫على هذا النوع" من األعمال الذي يقوم فيه املقاول بالتعاقد مع صاحب العمل املراد تنفيذه ‪ ،‬و‬
‫الذي كثريا ما يكون" ذا صفة إنشائية" األمر الذي جيعل بعضهم يدعو مثل هذه األعمال‬
‫باألعمال اإلنشائية" على القيام" بإجناز هذا العمل نيابة عنه حبسب أحكام العقد املربم بينهما‪،‬‬
‫وغالبا ما يتم تنفيذ هذه األعمال حسب دفرت شروط فنية و أخرى إدارية و مالية و يتوىل‬
‫‪1‬‬
‫اإلشراف على العمل مهندس استشاري خيتاره صاحب العمل ‪.‬‬
‫ومبعىن آخر املقاولة" اتفاق أو عقد لتنفيذ عمل من األعمال طبقا لألصول الفنية" و القواعد‬
‫املتعارف عليها‪ ،‬يف فرتة معينة هي مدة العقد و اإللزام و اليت ال جيب أن تتعدى املقاولة"‬
‫‪2‬‬
‫حدودها و إال خيضع املقاول لتطبيق شروط جزائية‪.‬‬
‫و ميكن أن خنلص أن املقاولة تنفيذ عمل أو تصميم أو توريد‪ ،‬و حتويل األفكار إىل منتجات‬
‫ثابتة وفقا لشروط العقد املربم بني صاحب املشروع و املقاول‪.‬‬
‫‪ -2‬الخصائص التي تميز المقاوالت ونشاطها‪:‬‬
‫‪ -‬عقد املقاولة عقد رضائي ال يشرتط يف انعقاده شكل معني و يقع الرتاضي" على عنصرين‬
‫اثنني هو الشيء املطلوب صنعه أو العمل املطلوب تأديته يف املقاول و هو أحد املتعاقدين و‬
‫‪3‬‬
‫األجر الذي يتعهد به رب العمل و هو املتعاقد اآلخر‪.‬‬
‫‪ -‬ختتلف فرتات التنفيذ يف منشآت املقاوالت" اختالفا كبريا و تتأثر فرتة التنفيذ مبجموعة من‬
‫العوامل" منها‪:‬حجم العمل وموقع التنفيذ‪ ,‬سهولة الطرق و املواصالت إىل املوقع و مدى بعده‬
‫عن املركز الرئيسي‪ ،‬وإمكانيات" وسياسة املنشأة‪".‬‬
‫‪ -‬يتم تنفيذ العقد يف املوقع الذي ميلكه العميل فاملقاول ال يتحكم يف مكان التنفيذ فهذا‬
‫‪4‬‬
‫األخري و املوقع و املساحة هي العوامل اليت تتحكم يف عمل املقاول‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة التكلفة يف منشآت املقاوالت" ضخمة جدا و يرتتب على ضخامتها ضخامة نسبية يف‬
‫تكاليف و‪،‬قد حيدث كثريا أن تقوم منشآت املقاوالت بتنفيذ" عمليات ضخمة قد تزيد تكلفتها‬
‫اإلمجالية عن رأس املال املدفوع يف املنشأة فاملقاول يعتمد عادة يف متويل عملياته اليت يتوىل‬
‫تنفيذها" على ما يلي‪:‬االئتمان" الذي حيصل عليه من البنوك" الدفعات املقدمة اليت ينص عليها‬
‫عقد املقاولة دفعات التنفيذ (املستخلصات)‪.‬‬
‫‪ -‬يلتزم املقاول بتنفيذ" عملية واحدة متكاملة يشملها العقد بينه و بني العميل ‪،‬يف حني قد‬
‫يلجأ املقاول إىل إسناد بعض األعمال الفرعية إىل مقاولني متخصصني هم مقاولو‬
‫الباطن‪،‬حيث" يكون املقاول الرئيسي مسئوال عن أعمال مقاويل الباطن أمام العميل ‪.‬‬

‫‪ 1‬د ـ حممد علي جعلوك‪ :‬أعمال املقاوالت‪ ،‬دار الراتب اجلامعية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،1999 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ 2‬د ـ أمحد حممد املصري‪:‬إدارة شركات املقاوالت‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة ‪ 40‬ش د ‪ .‬مصطفى مشرفة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ 3‬احملامي طارق سليمان سليمان "عقد املقاولة تعريفه و خصائصه" يف املوقع ‪. mag.coensy.com‬‬
‫‪4‬د‪-‬حممد حممود عبد ربه ‪,‬د‪ .‬هاشم أمحد عطية‪:‬احملاسبة عن تكاليف العقود طويلة األجل‪,‬الدار اجلامعية‪ 24,‬شارع زكريا غنيم‪,‬اإلسكندرية‪,‬مصر‪,2000,‬ص‪.4:‬‬
‫‪ -‬تتوىل منشآت املقاوالت" تنفيذ عمليات غالبا ما تكون" قليلة العدد و كبرية احلجم و غري‬
‫منطية‪ ،‬ويتم التنفيذ بناءا على أمر العميل و طبقا للشروط و املواصفات اليت حيددها مقدما قبل‬
‫التعاقد فيما يسمى بكراسة الشروط و املواصفات‪".‬‬
‫‪ -‬نظرا لطبيعة العمل يف منشآت املقاوالت" فإن عنصري املخاطرة و عدم التأكد الذين‬
‫حييطان باألنشطة يظهران بشكل أوضح و أشد تأثريا‪,‬من أسباب ذلك طول فرتة التنفيذ مما‬
‫يؤثر يف هيكل التنبؤ" بأسعار مستلزمات اإلنتاج ‪,‬طبيعة" موقع العمل الذي يتم فيه التنفيذ و‬
‫‪5‬‬
‫ضخامة تكلفة التنفيذ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬تصنيف المقاوالت‬
‫املقاوالت" تتنوع و تتعدد ‪ ،‬تصغر و تتسع طبقا لنوع العمل و طبيعته و ميكن تصنيفها إىل‬
‫األنواع التالية‪":‬‬
‫‪ -1‬مقاوالت المباني والمنشآت‪ :‬هي األعمال التنفيذية اخلاصة بالبناء والتشييد مهما كان‬
‫نوع املباين ‪،‬و املقاولون" يف هذا النوع يعتمدون أساسا على اخلربة السابقة و هلذا جند كثريا‬
‫من العطاءات تشرتط سابقة اخلربة و ما سبق للمقاول من إجنازه من مباين أو منشآت‪ ،‬و‬
‫األعمال التنفيذية" يف مقاوالت املباين واإلنشاءات كثرية حيث لكل جزء من العمل أفراد‬
‫فيه فمثال على فرض إقامة مبىن يلزم التقيي"د برسومات هندسية معتمدة و مرخص هبا من‬
‫اجلهات املختصة و هلذا جند أن املباين عادة ما تكون حتت إشراف مهندس خمتص يف‬
‫اهلندسة املعمارية وآخر خمتص يف اهلندسة املدنية‪".‬‬
‫‪ -2‬مقاوالت أعمال الكهرباء‪ :‬هذا النوع" من املقاوالت يرتبط أساسا بأعمال التوصيالت‬
‫الكهربائية" ‪،‬و تركيب حمطات التحويل و توزيع القوى الكهربائية وغريها‪ ،‬واملقاوالت" من‬
‫هذا النوع ال يسهل الدخول فيها إال للمهندسني و الفنيني يف جمال اهلندسة الكهربائية و‬
‫تصنيع أجزائها املختلفة‪.‬‬
‫‪ -3‬مقاوالت التركيبات‪ :‬تتمثل هذه املقاوالت يف تركيب األجهزة و جتهيزات املنشآت و‬
‫املصانع‪،‬وال سيما تلك اليت حتتاج إىل خربات خاصة‪ ،‬و بعض الشركات املنتجة لآلالت و‬
‫التجهيزات تتعهد بأعمال الرتكيبات أو إسناد هذه األعمال ملقاولني من طرفها تضمن‬
‫صحة الرتكيب و مالئمة ظروف التشغيل و يف مثل هذه احلاالت حتتفظ الشركة املنتجة‬

‫‪ 5‬د ـ حممد حممود عبد ربه‪ ،‬د هاشم أمحد عطية‪ :‬املرجع نفسه‪ ,‬ص‪.9-5:‬‬
‫‪ 6‬د‪ -‬أمحد حممد املصري ‪:‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.31 :‬‬
‫باإلشراف املباشر على الرتكيب" و اعتماد صحته للعميل‪ ،‬وكثريا ما نشاهد يف عقود‬
‫الرتكيب" ضمان الصحة و املالئمة ملدة معينة و إذا ظهرت عيوب خفية أو ظاهرة تقع على‬
‫مسؤولية املقاول و املشرفني عليه ‪.‬‬
‫‪ -4‬مقاوالت التوريدات ‪ :‬التوريدات عملية تنفيذ اإلمدادات و التموين للجهة املتعاقد معها‬
‫بعقود حمددة ‪،‬وطبقا للمواصفات املتعاقد عليها و مقاول التوريد هو أقرب إىل التاجر عن‬
‫اخلفي الصانع ألنه يف أساس التوريد جتميع املواد والسلع املطلوبة و ختزينها مث التعاقد على‬
‫التوريد‪ ،‬ويف بعض عقود التوريد يتم االتفاق مع جهات خارجية أو شركات خارج البالد‬
‫و يعترب املقاول مستورد خيضع لقواعد و قوانني اإلسرتاد‪.‬‬
‫‪ -5‬مقاوالت تنفيذ األعمال الفنية‪ :‬مثل هذه املقاوالت تتناول اجلوانب" الفنية اليت تعتمد على‬
‫خربة طويلة و من أمثلة ذلك الشركات املتخصصة" يف جتهيز املستشفى أو تأثيث" الفنادق و‬
‫القرى السياحية و أعمال الديكور و تتطلب تنفيذ هذه األعمال االستعانة" بعدد الفنيني‬
‫املتخصصني لوضع التصميمات املالئمة ‪،‬و هناك من يعهد إىل مهندسي الديكور لوضع‬
‫هذه التصميمات وهذا األخري يقوم بتنفيذ األعمال بواسطة عمال فنيني آخرين حتت‬
‫‪7‬‬
‫إشرافه و مسؤوليته ‪،‬و يف هذه احلالة يعترب مهندس تصميم و مقاول تنفيذ يف آن واحد‪.‬‬
‫‪ -6‬مقاوالت الباطن ‪ :‬مقاول الباطن هو صانع أو عامل فين يعمل معه عدد من العمال ‪،‬و يف‬
‫جمال املقاوالت" اهلندسية و اإلنشائية" يوجد عادة مقاول رئيسي و مقاولني باطن فاملقاول‬
‫الرئيسي هو املتعاقد مع صاحب املشروع و امللزم بكافة التعهدات و التنفيذ و تسري عليه‬
‫الشروط اجلزائية و التعويضات و التأمينات على عمال املقاولة ‪.‬‬
‫بينما مقاول الباطن هو املتعهد باجلزء اخلاص املسند إليه‪،‬و يف هذه احلالة يقوم املقاول‬
‫الرئيسي بالتعاقد معه يف حدود اإلعمال املتعاقد عليها و يأخذ عليه الشروط و العقوبات"‬
‫يف حالة التخلف عن التنفيذ ‪.‬‬
‫‪ -7‬مقاوالت تشغيل العمالة‪ :‬يف هذا النوع من املقاوالت" يلتزم املقاول جبلب العمال و األفراد‬
‫طبقا لشروط و مطالب حمددة فهو يعترب جالب للعمال من مناطق خمتلفة ‪،‬و يتوىل االرتباط‬
‫مع اجلهة الطالبة و قد يشمل عقد املقاولة" استبدال العمالة و تغيري غري الصاحل منها و‬
‫يدرج ضمن هذه املقاوالت املكاتب املتخصصة" يف تشغيل العمالة باخلارج و هؤالء‬

‫‪ 7‬د أمحد حممد املصري ‪:‬املرجع نفسه‪,‬ص‪.32:‬‬


‫حيصلون على ترخيص من وزارة القوى العاملة و هلم سجل خاص أما غالبية مقاويل‬
‫األنفار يف الزراعة أو الصناعة فهم بدون ترخيص خاصة العمالة املومسية البسيطة‪.‬‬
‫‪ -8‬مقاوالت أخرى ‪ :‬هي أي نوع من األعمال التنفيذية" اليت تتم بواسطة شخص أو شركة‬
‫و تنتهي" فيها العالقة بينهما بانتهاء العمل وتنفيذه" و تسليمه لصاحب العمل و استالم" منه‬
‫خمالصة باإلمتام ‪،‬وقد يلجأ البعض إىل حجز مبلغ من املستحقات لضمان العيوب" اخلفية‬
‫‪8‬‬
‫إىل فرتة حمددة يتم االتفاق" عليها بني فرتة طريف التعاقد‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬مبادئ إدارة المقاوالت‬
‫املقاولة" سواء كبرية أو صغرية هي تنفيذ عمل بأفضل الشروط لطريف التعاقد‪،‬ومعىن‬
‫ذلك أهنا ترتبط بكفاءة" املقاول وحسن إدارته للعمل فاملقاول مدير لعمل يتقنه و يسيطر عليه و‬
‫يعرف كيف يصل إىل أهدافه ‪،‬و هذا ال يتحقق بدون مهارة إدارية أو معرفة مبادئ اإلدارة و‬
‫إدراكه لكيفية" تطبيقها يف خمتلف الظروف التطبيقية ‪ ،9‬و ميكن تلخيص املبادئ اليت يعتمدها‬
‫املقاول لتكون" مقاولته ناجحة و يصل إىل اهلدف املنشود فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التخطيط‪:‬هي عملية تعتمد على التنبؤ" و ما فيها من حالة عدم التأكد ‪ ،‬فعلى مستوى املنشأة"‬
‫يؤخذ باالعتبار مسألة عدم احلصول على احلجم املالئم من املشاريع مما جيعل مسألة التخطيط‬
‫الستثمار املبالغ الفائضة" من رأس املال ضرورة ملحة‪.‬‬
‫يكون" التخطيط يف شركات املقاوالت مبعرفة جلنة على أعلى املستويات" تتوىل جتميع و توحيد‬
‫اخلطط الفرعية من األقسام األخرى و تأخذ بعني االعتبار خطط املشاريع القائمة و املتوقعة" و‬
‫اليت غالبا ما تضعها إدارات املشاريع مع أخذ الواقع املستجد للمشاريع اليت ال زالت حتت‬
‫التنفيذ و ما مت تنفيذه" حىت اآلن و ما تبقى منها ‪.‬‬
‫‪ -2‬التنظيم و تكوين الوظائـف‪ :‬خيتلف تنظيم منشأة املقاوالت" حيث أن بعضها قد خيتص بنوع‬
‫من املشاريع دون غريه كالبناء أو الطرق أو الري أو األعمال امليكانيكية أو الكهربائية أو‬
‫التوريدات أو غري ذلك و هذا ما جيعل تصميم اهليكل خيتلف تبعا لذلك ‪.‬‬
‫و من أهم األقسام اليت ال بد من توفرها يف منشأة املقاوالت" هي ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارة الفنية أو إدارة الدراسات ‪ :‬هي اليت تتوىل املشاريع و إعداد العروض و وضع‬
‫املخططات و تقدمي املشورة لإلدارة ‪.‬‬

‫‪ 8‬د – أمحد حممد املصري ‪ :‬املرجع نفسه ‪,‬ص‪.35-33:‬‬


‫‪ 9‬املرجع نفسه‪,‬ص‪.17:‬‬
‫‪ -‬إدارة المتابعة أو إدارة التنفيذ ‪:‬هي اليت تتوىل إعداد الربامج التنفيذية ‪ ،‬و حتديد مستلزمات‬
‫العمل و العمل على هتيئتها و متابعته" و مراقبته و رفع التقارير الدورية و غري الدورية عنه إىل‬
‫اإلدارة العليا للمنشأة‬
‫‪ -‬اإلدارة المالية ‪ :‬هي املكلفة عادة بدراسة و توفري التمويل الالزم باحلجم و الوقت املناسبني ‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة الحسابات ‪:‬هي املسئولة" عن مسك الدفاتر و القيود و حفظ الوثائق و املستندات" و‬
‫رفع التقارير الالزمة و عمل احلسابات اخلتامية و امليزانيات عن نتائج أعمال املنشأة ‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة المشتريات أو المخازن أو المشتريات التجارية ‪ :‬هي املسئولة" عن الشراء احمللي و‬
‫اخلارجي و أعمال النقل و التخزين ‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة الشؤون اإلدارية ‪ :‬تتوىل اإلشراف على مجيع األعمال اإلدارية و شؤون العاملني ‪،‬و‬
‫تتوىل بصورة خاصة مسائل كاالتصاالت و النسخ و التعيني و النقل و التسريح و إعداد كشوف‬
‫‪10‬‬
‫الرواتب" و التعويضات" ‪.‬‬
‫‪ -3‬التوجيه ‪ :‬كما هو احلال يف مجيع اإلدارات احلديثة ‪ ،‬تلعب نظم املعلومات و االتصاالت" دورا‬
‫حيويا جدا يف مساعدة هذه اإلدارات و ال سيما اإلدارة العليا يف اختاذ القرارات املناسبة يف الوقت‬
‫املناسب و رغم األسلوب الالمركزي الذي تتبعه كثري من منشآت املقاوالت" يف إعطاء دور أكرب‬
‫إلدارات املشاريع لتتوىل حل مشاكلها اليومية" بنفسها ما أمكن ‪،‬إال أن مثة أمور ال بد من معاجلتها‬
‫على مستوى املنشأة كلها كأمور التمويل و املشرتيات" اخلارجية و العالقات العامة مع أصحاب‬
‫‪11‬‬
‫العمل و االستشاريني ‪.‬‬
‫‪ -4‬التنسيق ‪ :‬يكون التنسيق" يف إدارة املقاوالت أصعب منه يف القطاعات األخرى ‪ ،‬و ذلك أن‬
‫تعدد و تنوع املشاريع و ما يتبع ذلك من صعوبات إضافة إىل إتباع الالمركزية يف إدارة املشاريع‬
‫غالبا جيعل مسألة التنسيق غاية يف األمهية و يكون التنسيق" غالبا يف مسائل أمهها مسألة حسن‬
‫استغالل" املوارد املتاحة لديها من موارد بشرية و معدات و مواد ‪.‬‬
‫‪ -5‬الرقابة ‪ :‬كما قيل يف الوظائف السابقة يقال عن الرقابة يف جمال املقاوالت ففي هذا القطاع‬
‫يكون" للرقابة أمهية خاصة ‪،‬و ذلك للتنوع الكبري لألعمال يف هذا القطاع‪ ،‬و تؤمن إدارة املقاوالت"‬
‫هذه الرقابة بعدة طرق أمهها‪:‬‬

‫‪ 10‬حممد علي جعلوك ‪:‬مرجع سابق‪,‬ص‪.135:‬‬


‫‪ 11‬د‪ -‬حممد علي جعلوك ‪ :‬املرجع نفسه ‪,‬ص‪.142-136:‬‬
‫‪ -‬الرقابة المباشرة ‪ :‬تتم عن طريق مهندسي و مراقيب إدارة التنفيذ و املتابعة" الذين يطوفون‬
‫مواقع العمل باستمرار للتأكد من أن التنفيذ يتم حسب اخلطط و الربامج من جهة (تقدم العمل)‬
‫‪ -‬الرقابة الذاتية ‪ :‬و تكون" عن طريق إتباع تقسيم العمل الواحد ما أمكن بني أكثر من‬
‫شخص‪ ،‬و يكون" هذا يف األمور اإلدارية و التجارية و املالية و احملاسبية غالبا كأن يرفع طلب‬
‫الشراء من قبل رئيس القسم عن طريق مدير املشروع ليحال إىل املسئول عن الشراء احمللي ‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة الداخلية ‪:‬تتم هذه الرقابة عن طريقتني ‪ ،‬أحدمها يقتضي عرض بعض األمور اهلامة‬
‫على جهات معينة للتأكد من صحتها قبل تنفيذها‪ ،‬أو عن طريق موافاة جهات معينة بصور أو‬
‫‪12‬‬
‫نسخ من وثائق معينة فور إصدارها ملراجعتها أول بأول ‪.‬‬

‫‪ -6‬مالحقة التقدم التكنولوجي ‪:‬العصر احلديث يتميز بالتطور السريع يف خمتلف األساليب" و‬
‫الوسائل اليت تستخدمها املنشآت املختلفة ‪ ،‬فمن واجب املقاول السعي إىل االستفادة من كل‬
‫جديد و هذا األمر ال ميكن اإلقالل من شأنه خاصة و أن املنافسة مستمرة بني املقاولني ‪.‬‬
‫‪ -7‬الصيانة ‪ :‬كل مكونات املقاولة من موارد متاحة و عناصر منتجة و آالت و معدات حتتاج إىل‬
‫الرعاية و التحفظ عليها و صيانتها من التلف أو تسبب خسائر للمقاول ‪.‬‬
‫‪ -8‬عملية اتخاذ القرار ‪ :‬اختاذ القرار من مسؤولية املقاول ‪ ،‬وختتلف القرارات بني عدة نوعيات‬
‫من املواقف" ‪ ،‬فهناك القرارات النمطية أو الروتينية و نوع آخر و هي غري النمطية أو قرارات‬
‫احلدث و املفاجأة" ‪.‬‬
‫القرارات احلامسة و القوية" تلك اليت حتل املشاكل لذا يلزم أن يكون املقاول ذا خربة كافية و ذكاء‬
‫و شخصية قوية و قدرة على التحليل و التعمق ‪،‬وطريقة اختاذ القرار ختتلف من مقاول آلخر و‬
‫ميكن حتديد خطوات اختاذ القرار يف ظل مشكلة ما ‪،‬مع مالحظة أن القرار ليس دائما حلل مشكلة‬
‫كما يلي‬
‫‪ -‬حتديد املشكلة ومجع أكرب قدر ممكن من البيانات و املعلومات و أسباهبا والظروف احمليطة‬
‫هبا ‪.‬‬
‫‪ -‬حتليل املشكلة و يتمثل يف الربط بني األحداث و الوقائع و مدى صلتها باملشكلة و‬
‫مربراهتا ‪.‬‬

‫‪ 12‬املرجع نفسه‪ ,‬ص‪.143:‬‬


‫‪ -‬حتديد املشكلة الرئيسية و توابعها" من الفرضيات ‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار املقاول الوقت املالئم الختاذ القرار ‪.‬‬
‫‪ -‬تصور احللول و البدائل و حتليل نتائج كل بديل و آثار متطلباته ‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة النتائج الختيار أفضلها ‪ ،‬أي الوصول إىل القرار ‪.‬‬
‫إذا أمل املقاول بكل هذه املبادئ يف تسيريه" ملقاولته حتما سيصل إىل أهدافه املرجوة و أمهها‬
‫‪13‬‬
‫الرحبية‪،‬و يكسب اخلربة و الكفاءة" اليت تدفعه حلل املشاكل و التصدي هلا ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬عقود المقاوالت و الدفاتر المستخدمة في قطاع المقاوالت‬


‫المطلب األول ‪ :‬موارد المقاول‬
‫املقاول هو الشخص الطبيعي" أو املعنوي" املسجل يف إحتاد املقاولني العقاريني و الذي يربم‬
‫عقد املقاولة سواء كان مع أشخاص طبيعيني أو معنويني ‪،‬وأي مقاول أو شركة مقاوالت تعتمد‬
‫يف عملها و تعهدها بالتنفيذ على ثالث أشياء ذات أمهية قسوى يف عملها وهي ‪:‬‬
‫املوارد ‪ ،‬املخزون ‪ ،‬كيفية االرتباط مع أصحاب املشروعات و سنناقش كل منها على حدى‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الموارد األساسية ‪ :‬اليت تستخدمها اإلدارة بصفة عامة و تنقسم إىل ثالثة ‪:‬مادية ‪،‬مالية‪،‬‬
‫بشرية ‪.‬‬
‫‪ -1‬الموارد المادية ‪ :‬هي املعدات و األدوات و اآلالت اليت يستخدمها املقاول يف عمله‪،‬‬
‫باإلضافة إىل وسائل االنتقال و السيارات و الوحدات اخلفيفة اليت يلجأ إليها يف مواقع‬
‫العمل و يطلق عليها لدى مقاول البناء العدة ‪،‬و أي مقاول ال يستطيع أن يعمل بدون‬
‫املوارد املادية ألن التنفيذ يتطلب حجما مالئما و متنوعا" من هذه العدة يتناسب" مع حجم‬
‫األعمال الفنية اليت يتعاقد عليها املقاول‪.‬‬
‫‪ -2‬الموارد المالية ‪ :‬وهي النقدية اليت يعمل هبا املقاول و تغطي له املصاريف الثابتة و اجلارية‬
‫‪،‬و نادرا ما جند مقاول بدون موارد مالية حيث ال ميكن التحرك يف العمل بدون قدر‬
‫مالئم يف األموال ‪.‬‬
‫‪ 13‬د أمحد حممد املصري‪:‬مرجع سابق‪,‬ص‪,20‬ص‪.25‬‬
‫و قد يلجأ بعض املقاولني إىل اإلقراض لتوفري السيولة الالزمة ‪،‬يفضل بعض املقاولني‬
‫احلصول على مقدم أعمال نقدي حىت يستطيع التحرك و حياول أن يدفع صاحب العمل إىل‬
‫جدية االلتزام و الوفاء بباقي املستحقات‪.‬‬
‫‪ -3‬الموارد البشرية ‪ :‬هي القوى البشرية اليت تتوىل األعمال و تؤديها على الوجه الصحيح‪،‬‬
‫ولكل مقاول طقم من العمال يعتمد عليهم كأساس للمقاوالت اليت تسند إليه ‪.‬‬
‫هذا الطاقم يعترب عمالة ثابتة نسبيا أما األغلبية فهي عمالة مومسية أو عمالة مؤقتة يستعني‬
‫هبا حسب الضرورة و طبقا حلجم األعمال اليت ينفذها ‪،‬و املقاول يدقق يف اختيار العمالة‬
‫الثابتة" ألهنا هي األساس و االلتزامات اليت ال تشجع على املقاول يف االحتفاظ ختتلف من‬
‫حيث نوع العمالة و مدة بقائها معه يف العمليات اليت يتوالها" ‪.14‬‬
‫ثانيا‪ :‬المخزون ‪ :‬هي الركن الثاين يف جناح املقاول أو شركات املقاوالت ‪ ،‬و خيتلف حجم‬
‫املخزون على حسب نوع املقاولة" و طبيعة املواد اليت يستخدمها املقاول يف التنفيذ‪.‬‬
‫فاملقاول الذي يتعامل مع أصحاب األعمال على أساس شامل (مواد و عمالة )‪ ،‬فهو‬
‫حياول احلصول على أفضل املواد و بأسعار اجلملة أو خبصومات كبرية من الشركات املنتجة و‬
‫ختزينها لفرتة االحتياج و يستفيد من فروق األسعار ‪ ،‬و بعض مقاويل البناء يرون أن املخزون جيب‬
‫أن يكون" يف احلد األدىن ألنه يعترب رأس مال عاطل يفضل استغالله" لتحقيق عائد نقدي من بنك‬
‫من البنوك ‪،‬و بعض املواد ال يسهل ختزينها و من صاحل املقاول شرائها أول بأول حسب العمليات‬
‫و املخزون حيتاج إىل احلراسة و التأمني حىت ال يسرق أو يفقد لسبب من األسباب غري املرغوبة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬كيفية االرتباط مع المالك ‪:‬‬
‫ختتلف طرق االرتباط ما بني الكتايب و الشفهي فهناك من املقاولني الذي ال حيبذ االرتباط‬
‫الكتايب حىت ال تكون الكتابة" مستندا عليه عند الظروف السيئة‪ ،‬و حيث أن املقاولة تعامل له‬
‫التزامات و واجبات حمددة و يرتبط بفرتة زمنية حمددة فمن الضروري أن يكون االرتباط كتايب و‬
‫حمدد محاية لكل طرف من هذا االرتباط ‪،‬و يكون هذا األخري يف شكل عقود ذات بنود حمددة‬
‫‪15‬وإذا لزم األمر أن تكون" مسجلة من جهة رمسية أو شهادة شهود ‪ ،‬أو ضمان من شخص حمل‬
‫ثقة للطرفني‪.‬‬
‫رابعا‪:‬التأمينات االجتماعية و التأمين على الموارد ‪:‬‬

‫‪ 14‬د أمحد حممد املصري ‪:‬املرجع نفسه‪,‬ص‪.38-37:‬‬


‫‪ 15‬املرجع نفسه ‪,‬ص‪.40-39:‬‬
‫من األمور اهلامة يف تنفيذ املقاوالت أن يؤمن املقاول على عماله و يدفع إىل جهة‬
‫االختصاص" ما يفرضه القانون سواء كان العمال مومسني أو دائمني ‪.‬‬
‫وتعترب املسؤولية عن سداد التأمينات مشرتكة بني املالك و املقاول خاصة و أن املقاول‬
‫يتحرك من موقع إىل آخر و عادة ما يتحمل املالك ما حيدده القانون من أقساط تأمني و من‬
‫املعروف أهنا تتمثل يف نسبة مئوية من قيمة العمل املرخص به تعادل ‪ %12‬و تسدد عنها تأمني‬
‫قدره ‪ %18‬من قيمة األجور املستحقة للعمال يف املشروع ‪ ،‬و على صاحب العمل أن خيصم هذه‬
‫املبالغ من مستحقات املقاول مهما كان عدد العمال املستخدمني يف املقاولة" ‪،‬و قد ال يكتفي‬
‫املقاول بالتأمينات االجتماعية بل ميتد اهتمامه بالتأمني على معداته و األجهزة اليت يستخدمها يف‬
‫العمل ضد السرقة أو التلف الفجائي أو التأمني على املنشأة" باعتباره صاحب عمل و يغطي هبذا‬
‫التامني كافة املخاطر اليت يتعرض هلا عمله و التزاماته" قبل الغري‪ ،‬و هناك من يستخدم خطابات‬
‫الضمان البنكية اليت تعين أن املقاول لديه أرصدة تضمن حقوق الغري ‪.‬‬
‫كذلك جند أن كثريا من اجلهات احلكومية تلجأ إىل نظام التأمني قبل الدخول يف أي‬
‫‪16‬‬
‫مناقصة عامة ‪ ،‬وال يرد هذا التأمني إال بعد االنتهاء" من العمل و ثبوت سالمته ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عقود المقاوالت‬
‫من األفضل أن تكون اتفاقيات املقاولة" مكتوبة و مصاغة بشكل جيد لضمان كل طرف‬
‫حلقوقه ‪ ،‬وتكون بشكل عقود مكتوبة" فبقدر ما تضع بوضوح التزامات كل جانب فهي حتمي‬
‫صاحب العمل و املقاول و تضمن له احلصول على كافة مستحقاته دون تأخري‪ ،‬و عقود املقاوالت‬
‫شيء إلزامي يف التعامل مع املؤسسات احلكومية" و الشركات الكبرية" و مؤسسات القطاع العام‬
‫‪،‬وقطاع األعمال العام أما بالنسبة إىل املنشآت الفردية أو العمليات الصغرية" فهو أمر اجتهادي أو‬
‫‪17‬‬
‫مرهون لتقدير أصحاب املصلحة ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ووفقا لطول فرتة التعاقد ميكن أن تقسم عقود اإلنشاءات إىل‪:‬‬
‫‪ -‬عقود إنشاءات قصيرة األجل ‪ :‬يتم تنفيذها" و تسليمها للعميل خالل فرتة حماسبية‬
‫واحدة‪،‬و تكون املشاكل هلذا النوع" من العقود يف العادة حمدودة طاملا أن كال من النفقات و‬
‫اإليرادات للعقد تتحققان خالل الفرتة احملاسبية نفسها ‪.‬‬

‫‪ 16‬د‪ -‬أمحد حممد املصري ‪ :‬املرجع نفسه‪,‬ص‪.46:‬‬


‫‪ 17‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ 18‬د ـ حسن زكي ‪ :‬حماسبة تكاليف عقود املقاوالت يف ضوء املعايري احملاسبية الدولية‪،‬مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع‪،‬عمان‪،‬األردن‪،2000،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -‬عقود إنشاءات طويلة األجل ‪:‬يتم تنفيذها" على عدة فرتات حماسبية و يتميز هذا النوع‬
‫مبشاكله احملاسبية املعقدة" و اجلسيمة سواء من ناحية النفقات أم من ناحية اإليرادات‪ ،‬ويف‬
‫هذا السياق صدر مثال عن جممع احملاسبني القانونيني يف اجنلرتا و ويلز األصل احملاسيب رقم (‬
‫‪ ،)9()SAAP9‬و عن اجملمع األمريكي للمحاسبني القانونيني البيان رقم (‪)29()APBO29‬‬
‫كما أصدرت اللجنة الدولية ملعايري احملاسبة األصل احملاسيب رقم (‪.)11()AIS11‬‬

‫و اعتمدنا يف حبثنا على املعيار احملاسيب احلادي عشر يف تصنيف أنواع عقود املقاوالت ‪،‬‬
‫حيث يتناول هذا املعيار املعاجلة احملاسبية لعقود املقاوالت يف البيانات املالية" للمتعهد كما‬
‫يتناول عقود املقاوالت اليت متتد على فرتتني حماسبيتني خمتلفتني بغض النظر عن الفرتة الكلية‬
‫لتنفيذ مشروع املقاولة" ‪.‬‬
‫‪ -1‬أنواع عقود المقاوالت ‪ :‬تقسم إىل فئتني رئيسيتني ‪:‬‬
‫‪ -‬عقود بسعر مقطوع ‪ :‬يكون االتفاق" مع املقاول مبنيا على مبلغ مقطوع و هذه العقود‬
‫األسعار يف ظروف معينة ‪ 19،‬و هذا النوع‬ ‫تتضمن شروطا تسمح يف إعادة النظر يف‬
‫ينقسم إىل ثالثة أنواع فرعية ‪:‬‬
‫‪ -‬العقد الذي يعتمد على كميات ثابتة ‪.‬‬
‫‪ -‬العقد املبين على جداول كميات تقريبية ‪.‬‬
‫‪ -‬العقد املبين على الرسومات و املواصفات" ‪.‬‬
‫يستخدم هذا النوع من العقود بشكل رئيسي حينما يكون" هناك توصيف جيد لألنظمة و‬
‫املنتج و املشروع و حينما يكون" هناك كميات من البيانات التارخيية متوفرة لتساعد يف‬
‫التقدير الصحيح للتكلفة و السعر ‪ ،‬و يضيف هذا النوع أكثر جاذبية و رحبا عندما يرغب‬
‫املقاول يف أقل ما ميكن من التحكم و التدخل من جهة املالك و استقاللية" يف العمل و أرباح‬
‫‪20‬‬
‫عالية من أعمال التنفيذ ‪.‬‬

‫‪ 19‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.207‬‬


‫‪ 20‬بدر الزايدي" عقود املقاوالت اإلنشائية" يف املوقع‪www.homekw.com:‬‬
‫‪-‬عقود النسبة المضافة إلى التكلفة ‪ :‬و حيدد سعر العقد من هذا النوع" عند انتهاء املقاولة" و‬
‫تسليمها للعميل بعد إضافة هامش معني إما إىل إمجايل تكاليف العقد أو إىل إمجايل بنود معينة‬
‫‪21‬‬
‫من التكاليف" حتددها شروط العقد ‪،‬وحيدد هذا اهلامش عادة يف صورة نسبة مئوية ‪.‬‬
‫– أهم ما يتضمنه عقد المقاولة ‪:‬‬
‫‪ -‬التاريخ و املكان احملرر فيه العقد ‪.‬‬
‫‪ -‬طريف العقد على سبيل الوضوح و اإلثبات للشخصية و العنوان" الرمسي و غري ذلك من‬
‫تفصيالت" هامة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل املسند للمقاول على سبيل احلصر و التحديد الدقيق و التقييد بالرسومات اهلندسية" و‬
‫الفنية" امللزمة‪.‬‬
‫‪ -‬الثمن املتفق عليه سواء كان باملرت املربع أو الطويل أو بالوحدة على حسب النوع" و‬
‫األحوال ودفعات السداد‪.‬‬
‫‪ -‬التوقيت الزمين و حتديد وقت البداية و مدة اإلجناز و االنتهاء" منه ‪.‬‬
‫‪ -‬بيان التأمينات املستحقة و حتمل كل طرف لنصيبه منها ‪ ،‬وكيفية استيفائها ‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد الشرط اجلزائي و ظروف تطبيقه و إثباته ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية" اللجوء إىل التحكيم يف حالة الضرورة ‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد جهة التقاضي" و املكان و املوطن" ‪.‬‬
‫أية شروط أخرى تعترب عرفية يف املهنة و أصول الصناعة" و املواصفات الفنية" ‪ ،‬وغري ذلك حسب‬
‫‪22‬‬
‫املقاولة‪ "،‬وخيتم بالتوقيع للطرفني ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬طرق تحقيق إيرادات عقود المقاوالت‬
‫‪23‬‬
‫‪ – 1‬طريقة المقاولة حسب نسبة العمل المنجز ‪:‬‬
‫حسب هذه الطريقة حيدد اإليراد العائد لكل فرتة مالية وفقا لنسبة إجناز املشروع يف آخر كل و‬
‫يوجد عدة طرق خمتلفة لتحديد نسبة اإلجناز اليت يتم على أساسها احتساب اإليراد العائد‬
‫لكل فرتة حماسبية مثل ‪:‬‬

‫‪ 21‬د ـ حسن زكي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،24‬ص‪.207‬‬


‫‪ 22‬د ـ أمحد حممد املصري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 23‬د ـ حسن زكي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.210‬‬
‫‪ -‬قياس العمل الذي يتم تنفيذه" فعال نسبة إىل األعمال املتفق عليها حسب العقد ‪ ،‬يقوم هبذا‬
‫العمل املهندس املشرف املستقل عن املقاوالت" و تظهر نسبة اإلجناز يف شهادة اإلجناز الصادرة‬
‫عنه ‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة التكاليف" الفعلية إىل إمجايل التكاليف" املقدرة ‪.‬‬
‫‪ -‬اجلمع بني الطريقتني أعاله" ‪.‬‬
‫و جيدر اإلشارة أنه ال توجد عالقة بني الدفعات املقدمة و الدفعات خالل اإلجناز اليت‬
‫حيصل عليها املقاول من صاحب املشروع يف قياس اإلجناز الفعلي للمشروع ‪،‬و لذلك ال ميكنها أن‬
‫متثل اإليراد املكتسب للفرتة من املشروع‪.‬‬
‫و يف حالة احتساب نسبة العمل املنجز من واقع املصروفات الفعلية لتاريخ حمدد نسبة إىل‬
‫إمجايل التكاليف املقدرة ‪ ،‬يتوجب إجراء التعديالت" على رصيد إمجايل التكاليف" حبيث ميثل العمل‬
‫املنجز فعال ‪،‬و استبعاد البنود اليت مت دفع تكلفتها ومل تنجز فعليا بعد مثل‪ - :‬تكلفة األدوات اليت‬
‫مت شراؤها ألغراض املشروع و إمنا مل يتم تركيبها بعد أو استخدامها يف إجناز املشروع ‪.‬‬
‫و يبقى" اخلطأ واردا يف التقديرات لدى إتباع هذه الطريقة ‪ ،‬لذا ال يؤخذ أية أرباح يف احلسابات‬
‫إال إذا اطلع على بيان تقديري للنتيجة النهائية احملتملة للمشروع و يكون" كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬حالة عقود المقاوالت بمبلغ مقطوع ‪ :‬تتـألف العناصر اليت تسمح بإعداد بيان تقديري كما‬
‫أشرنا إليه سابقا ‪ ،‬وميكن االعتماد على ما يلي ‪ -:‬إمكانية" تقدير إمجايل العقد بشكل سليم ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية" تقدير نسبة العمل املنجز من املشروع و تقدير التكلفة املتبقية" إلهناء املشروع و‬
‫ذلك كما بتاريخ امليزانية اليت جيرى إعدادها‪.‬‬
‫‪ -‬حالة العقود حسب نسبة مضافة إلى التكلفة الفعلية ‪ :‬تتألف العناصر اليت تسمح بإعداد بيان‬
‫تقديري للنتيجة احملتملة النهائية" للمشروع بشكل ميكن االعتماد عليه كمل يلي‪:‬‬
‫‪ -‬سهولة التمييز بني التكاليف العائدة لكل مشروع‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية" فعلية حلصر التكاليف" اليت ال تكون من ضمن التكاليف القابلة لالسرتداد مبوجب العقد‬
‫‪.‬‬
‫‪ – 2‬طريقة المقاولة المنتهية ‪:‬‬
‫تكمن امليزة الرئيسية يف هذه الطريقة يف حتديد نتيجة املقاولة عند انتهاء املشروع أو عندما‬
‫يصبح شبه منته ‪ ،‬عوضا عن حتديد نتائج استنادا إىل تقديرات قد تبني الحقا أهنا حباجة إىل تعديل‬
‫من جراء التكاليف غري املقدرة أو خسائر حمتملة ‪.‬‬
‫و يؤخذ على طريقة املقاولة" املنتهية" قصور رئيسي يكمن يف أن اإليرادات احملتسبة ال تعرب‬
‫عن مستوى النشاط يف املقاوالت خالل الفرتة ‪ ،‬مثال عندما يتم إجناز بعض املشاريع الكبرية" يف‬
‫سنة معينة فيتم احتساب إيرادات املشروع كاملة يف تلك السنة يف املقابل ال حتتسب أية إيرادات‬
‫لسنوات سبقتها" و مل تنته أية مشاريع ‪ ،‬و بذلك تنحرف اإليرادات احملتسبة بشكل واضح من سنة‬
‫‪24‬‬
‫ألخرى علما بأن" نشاط املقاوالت يكون" مستقرا خالل تلك السنوات‪".‬‬

‫‪ – 3‬المفاضلة بين الطريقتين ‪:‬‬


‫يعتمد االختيار بني الطريقتني على األمهية اليت يعطيها املقاول للعناصر غري املؤكدة" املرتبطة‬
‫بالتقديرات يف تكاليف و إيرادات املشروع ‪ ،‬فعندما تتوفر العناصر الالزمة إلعداد تقديرات‬
‫موثوق هبا تتبع طريقة نسبة اإلجناز الحتساب إيرادات املشروع ‪ ،‬أما إذا كانت التقديرات غري‬
‫دقيقة أو هناك أمور معلقة أو متغريات" هامة أجريت على املشروع و على األعمال قيد التنفيذ و‬
‫ينتظر البت فيها الحقا من األفضل إتباع طريقة املقاولة املنتهية ‪.‬‬
‫و عندما يتم إتباع املقاول إلحدى الطريقتني لفئة معينة" من املشاريع ‪ ،‬وجب عليه إتباع‬
‫نفس الطريقة ألي مشروع جديد تنطبق عليه مواصفات تلك الفئة ‪ ،‬مثال عندما يقوم املقاول‬
‫بإتباع طريقة املقاولة املنتهية بالنسبة للمشاريع الصغرية" اليت ال تتعدى فرتهتا ‪ 12‬شهرا ‪ ،‬ال ميكنه‬
‫استثناء" مشروع صغري معني و إتباع طريقة نسبة اإلجناز يف احتساب إيراداته ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬المستندات و الدفاتر المستخدمة في قطاع المقاوالت‬
‫نظرا لطبيعة عمليات شركات املقاوالت" القائم أساسا على تنفيذ طلبات العمالء و وفقا‬
‫للمواصفات احملددة من قبلهم و لالختالف الكبري بني هذه الطلبات – العقود‪ -‬و ما يرتتب" عليه‬
‫من اختالف تكلفة كل عقد ‪ ،‬ولتحقيق هدف إدارة التكاليف املتمثل يف استخراج التكلفة‬
‫احلقيقية" لكل عقد من تلك العقود املتعاقد عليها ‪ ،‬فإن شركات املقاوالت" تقوم بتخصيص‬
‫مستندات و دفاتر خاصة لكل عقد حىت يتم احتساب التكلفة و بيان النتيجة من ربح أو خسارة‬
‫‪ ،‬ويتم من خالل هذه الدفاتر و املستندات تبيان" حجم األعمال الالزمة لتنفيذ األمر اإلنتاجي من‬
‫‪25‬‬
‫حيث كميات املواد اخلام و ساعات العمل بنوعيه اإلنساين و اآليل ‪.‬‬

‫‪24‬د‪ -‬حسن زكي ‪ :‬املرجع نفسه‪,‬ص‪.212-211:‬‬


‫‪ 25‬د‪ -‬حسن زكي ‪ :‬املرجع نفسه‪,‬ص ‪.213‬‬
‫‪ – 1‬المستندات ‪ :‬لكل نظام مستنداته و وثائقه ‪ ،‬فالتوثيق من أهم األمور اليت تعطي النظام‬
‫املوثوقية و الضبط و الربط ‪ ،‬و من هذه املستندات" و الوثائق اليت جيري التعامل هبا عادة يف األنظمة‬
‫املالية" و احملاسبية" اليت تعمل بصورة خاصة يف جمال املقاوالت ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬مستندات مالية ‪ :‬تستخدم يف عمليات القبض(سند اإليصال ) و الدفع و الصرف و مها سندان‬
‫متشاهبان متاما إال يف الغرض ‪ ،‬فسند الصرف يتم إعداده لتأدية املصاريف النهائية ‪ ،‬أما سند الدفع‬
‫فيتم إعداده للمدفوعات القابلة لإلعادة كالسلف مثال ‪.‬‬
‫‪ -‬مستندات و وثائق تجارية ‪ :‬تستخدم يف أقسام املشرتيات و املبيعات و املخازن و هي ‪:‬‬
‫‪ -‬طلب الشراء‪.‬‬
‫‪ -‬سند االستالم و سند التسليم و وثيقة النقل ‪.‬‬
‫‪ -‬المستندات المحاسبية ‪ :‬و أمهها سند قيد اليومية" و هو املستند املعتمد يف إدخال العمليات يف‬
‫دفرت اليومية و كذلك يف دفاتر األستاذ العام و األساتذة املساعدة و رمبا يف السجالت التحليلية‬
‫أيضا ‪.‬‬
‫‪ - 2‬البطاقات ‪ :‬متسك البطاقات ملراقبة بعض األمور ‪ ،‬و بصورة خاصة يف جمال عمل‬
‫املستودعات و املوظفني و غري ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقة المستودع ‪ :‬ميسك املستودع بطاقات أساسية تكون يف مكتب أمني املستودع‪،‬و" ينزل هبا‬
‫يوميا ملعرفة أرصدة املواد اليت لديه ‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقة الكدس‪:‬توضع على كل كدس من البضائع املخزونة يف املستودع ملعرفة الكميات الواردة‬
‫و الكميات املسلمة ‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقة العهدة ‪ :‬متسك ملراقبة العدة و اآلالت اليت تسلم إىل بعض العاملني القائمني على تشغيلها‬
‫و املسئولني عن احلفاظ عليها و إعادهتا فور انتهاء احلاجة منها إىل املخزن ‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقات العاملين ‪ :‬حتتوي على املعلومات العامة عن العاملني ‪ ،‬هناك عدة أنواع" منها بطاقات‬
‫‪26‬‬
‫العاملني األساسية" ‪ ،‬بطاقات الدوام ‪.‬‬
‫‪ - 3‬الدفاتر ‪ :‬من أهم الدفاتر املستخدمة يف قطاع املقاوالت ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يومية للمواد املباشرة املشرتاة اخلاصة بالعقود ‪.‬‬
‫‪ -‬دفرت أستاذ مساعد العقود من أجل حصر و حتليل التكاليف" اليت يتحملها هذا العقد ‪.‬‬
‫‪26‬د‪ -‬حممد علي جعلوك ‪ :‬مرجع سابق ‪ :‬ص‪.217-221:‬‬
‫‪ -‬دفرت أستاذ مساعد آالت العقود اليت يفيد يف إثبات البيانات" اخلاصة هبذه اآلالت يف موقع العمل‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬دفرت أستاذ مساعد املقاولني من الباطن و ذلك باللجوء إىل التعاقد مع مقاولني متخصصني‬
‫للقيام ببعض األعمال ‪.‬‬
‫‪ -‬ملخص العمليات حتت التنفيذ لبيان مراحل تنفيذ العمليات و حتديد كمية املواد و األدوات‬
‫‪27‬‬
‫املستخدمة فعال ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تكاليف المقاوالت و مشاكلها و التزامات طرفي التعاقد‬


‫‪28‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬نظريات التكاليف و عالقتها بالمقاوالت‬

‫‪ 27‬د‪ -‬حسن زكي ‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪.54:‬‬


‫‪ 28‬حامد شافعي ‪ ،‬حممد زكي حواس‪ :‬تكاليف املقاوالت‪،‬عامل الكتب شارع عبد اخلالق ثورت‪،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬القاهرة‪،‬مصر‪،1998،‬ص‪.21.‬‬
‫تقوم التكاليف" بدورها يف إدارة املشروع فهي تسجل و تبوب مفردات املصروفات ملعرفة‬
‫تكلفة كل عملية أو وحدة من وحدات اإلنتاج مث تقوم بدراسة هذه النفقات" ببيان نواحي‬
‫الضعف يف الكفاية اإلنتاجية" من عدمه و فيما يلي نستعرض أهم النظريات اليت تبحث يف‬
‫التكاليف" طبقا ملا اتفقت" عليه اآلراء لنرى كيف ميكن إتباع إحداها يف قطاع املقاوالت ‪:‬‬
‫‪ – 1‬نظرية التكاليف الكلية ‪:‬التكاليف" الكلية تعترب األعباء الدورية عنصرا من عناصر تكلفة أي‬
‫نشاط معني مثلها مثل عناصر التكاليف" املتغرية" ‪ ،‬أي أهنا ال تفرق بني النوعني عند حتديد تكلفة‬
‫أي نشاط حمدد رغم االختالف الظاهر يف طبيعة كل منها ‪.‬‬
‫كما أن املعاين اليت يعتمد عليها احملاسبون" يف تطبيق نظرية التكاليف اإلمجالية أو املتوسطة تتلخص‬
‫يف حتديد و حتليل وحدات عناصر التكاليف و تبويبها" إىل جمموعات مباشرة مثل ‪:‬املواد املباشرة" و‬
‫األجور املباشرة" ‪،‬و غري مباشرة مثل‪:‬املواد غري املباشرة و اخلدمات غري املباشرة‪ ،‬و اليت تنتهي" هذه‬
‫العملية إىل قياس التكلفة اإلمجالية ‪.‬‬
‫‪ – 2‬نظرية التكاليف الحدية ‪ :‬تعرف التكلفة احلدية بأهنا الزيادة أو النقص يف جمموعة التكاليف"‬
‫الكلية للنشاط املعني نتيجة لزيادة أو نقص وحدة واحدة ‪ ،‬وتقوم نظرية التكاليف احلدية على‬
‫تسجيل و تصنيف عناصر التكاليف" و حتليلها على أساس دراسة العالقة بني كل عنصر من‬
‫عناصر التكلفة و بني حجم اإلنتاج يف املشروع و قياس مرونة العنصر و سلوكه مع التغريات" يف‬
‫حجم اإلنتاج ‪ ،‬وتتمثل عناصر التكاليف" اليت تقوم بدراستها التكاليف احلدية يف ‪:‬‬
‫‪ -‬التكاليف" الثابتة اليت تنشأ خالل فرتة معينة" نتيجة إجياد طاقة إنتاجية أو بيعية" أو إدارية‬
‫استعدادا" لإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ -‬التكاليف" املتغرية" اليت تأثر حبجم اإلنتاج أو النشاط السائد داخل أي قسم من أقسام الوحدة ‪.‬‬
‫‪ -‬التكاليف" شبه املتغرية اليت تتغري مع حجم اإلنتاج ولكن بنسبة تقل عن نسبة التغري يف‬
‫التكاليف" املتغرية" ‪.‬‬
‫‪ – 3‬نظرية التكاليف المستغلة ‪ :‬تقضي بأن" تتحمل تكلفة اإلنتاج بنصيبها من التكاليف" الثابتة‬
‫حمسوبة على أساس نسبة الطاقة املستغلة يف اإلنتاج فعال إىل الطاقة املتاحة خالل فرتة زمنية ألن‬
‫اإلنتاج قد استفاد فعال من التكاليف" الثابتة بقدر ما استغل من طاقة ‪ ،‬وعند تطبيق نظرية‬
‫التكاليف" املستغلة يتعني إتباع اآليت ‪:‬‬
‫‪ -‬حتميل تكلفة الطاقة املستغلة (الطاقة الفعلية لإلنتاج )‪.‬‬
‫‪ -‬حتميل تكلفة الطاقة غري املستغلة على األرباح و اخلسائر ‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم املخزون من اإلنتاج يف هناية الفرتة بالتكلفة املتغرية املباشرة" و غري املباشرة" و ما خيص‬
‫من التكاليف" الثابتة ‪.‬‬
‫‪ – 4‬نظرية التكاليف المباشرة ‪:‬تقتضي" حبساب التكلفة على أساس حصر عناصر البنود املباشرة"‬
‫فقط دون البنود غري املباشرة ‪ ،‬واليت ميكن إجراء حتديدها بسهولة عند إجراء التقييم من واقع‬
‫املستندات" املؤيدة لإلنفاق فتحمل وحدات اإلنتاج ببنود التكاليف اإلنتاجية" املباشرة فقط ‪ ،‬أما‬
‫البنود اإلنتاجية" و التسويقية" غري املباشرة" و كافة البنود اإلدارية تعتربا" عبئا على حساب األرباح و‬
‫اخلسائر كما تعترب التكاليف" املباشرة مهزة وصل بني التكاليف" الكلية‪ ،‬احلدية ‪،‬و املستغلة ‪.‬‬
‫‪ – 5‬نظرية التكاليف المتغيرة ‪ :‬تعرب عن أداة لتقييم املخزون السلعي و تكلفة السلعة املباعة"‬
‫بالتكاليف" املباشرة مضافا إليها ذلك القدر من التكاليف" غري املباشرة" املتغرية" ‪،‬أما باقي عناصر‬
‫التكاليف" فتحمل حلساب األرباح و اخلسائر على اعتبار أهنا متثل فرتة زمنية ‪،‬و ميكن تلخيص‬
‫أسس هذه النظرية كاآليت ‪:‬‬
‫‪ -‬تقسم عناصر التكاليف إىل تكاليف متغرية" وثابتة ‪.‬‬
‫‪ -‬حتميل تكاليف البنود املتغرية" إىل وحدات اإلنتاج و البنود الثابتة" إىل حساب األرباح و‬
‫اخلسائر ‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ البيانات الظاهرة يف القوائم" املالية لنظرية التكاليف" املتغرية" أساسا لتخطيط األرباح و‬
‫‪29‬‬
‫رقابتها‪.‬‬
‫‪ -‬تقومي املخزون السلعي من اإلنتاج حتت التشغيل ‪،‬و اإلنتاج التام بالتكلفة املتغرية" فقط ‪.‬‬
‫‪ -6‬نظرية التكاليف المعيارية ‪( :‬النموذجية ‪،‬أو املثلى أو النمطية )‪ ،‬عبارة عن التكاليف احملددة‬
‫مسبقا على أسس علمية و فنية الستخدامها أداة لقياس التكاليف الفعلية و هي متثل ما جيب أن‬
‫تكون" عليه تكلفة الوحدة يف فرتة أو فرتات معينة" يف املستقبل بعد جتريدها من عناصر اإلسراف و‬
‫الضياع" و التلف و نقص الكفاية" ‪.‬‬
‫بالرغم من أن هناك اتفاق عام على أن التكاليف" املعيارية هلا مؤيدوها من احملاسبني و أحيانا يتم‬
‫تقسيمها إىل جمموعتني ‪:‬‬
‫‪ -‬املعايري اجلارية تعكس عموما ما جيب أن يكون" عليه األداء خالل الفرتة" اليت يستخدم املعيار‬
‫خالهلا‬

‫‪ 29‬حامد شافعي ‪,‬حممد زكي حواس‪ :‬املرجع نفسه ‪,‬ص‪.34-30:‬‬


‫‪ -‬املعايري األساسية تتمثل يف املعايري اليت ال حيدث فيها تغري من سنة ألخرى إال إذا حدث تغري يف‬
‫‪30‬‬
‫املظاهر الكمية العلمية ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مشاكل شركات المقاوالت و المقاولين‬
‫هناك العديد من املشاكل اليت تواجه شركات املقاوالت و املقاولني بصفة عامة بعضها يف‬
‫تقدمي العروض ‪ ،‬وعمل املقايسات و أخرى يف التعامل مع اجلهات الرمسية و البعض اآلخر من‬
‫التعامل مع موردي املواد األساسية و املشاكل اليت تنشأ عن هذا التعامل كثرية و متنوعة" ‪،‬و‬
‫كذلك توجد مشاكل العمالة و غالبيتها مؤقتة أو يومية ‪،‬هذا باإلضافة إىل املشاكل املتعلقة"‬
‫بتحصيل املستحقات و تقدمي املستخلصات و مراجعة البنود ‪،‬و سوف نستعرض أهم هذه املشاكل‬
‫فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬مشكلة الحصول على مقدم للعمليات ‪:‬‬
‫من املفروض ألي مقاول أو شركة مقاوالت صغرية أو كبرية أن يكون لديها مبالغ نقدية‬
‫سائلة الستخدامها يف التشغيل ‪ ،‬و من املنطقي" أن يلجأ املقاول إىل مصادر مالية من الطرف‬
‫اآلخر أي صاحب العمل و ليطمئن صاحب العمل إىل جدية املقاول يقوم هذا األخري بإحضار‬
‫معداته إىل موقع العمل حىت يطمئن صاحب العمل إىل ما قد يدفعه مقدم أتعاب أو بداية االرتباط‬
‫مع املقاول ‪ ،‬و لتفادي ضياع الوقت يف مناقشة املوضوع الذي قد ينتهي إىل عدم االتفاق فمن‬
‫وجهة نظر إدارة العمل الصحيح حتديد عقد مكتوب بني الطرفني مع ذكر مقدم األتعاب ‪.‬‬
‫‪ – 2‬مشكلة توفير العمالة الالزمة ‪:‬‬
‫نظرا ألن العمالة الفنية" يف جمال املقاوالت" أصبحت قليلة العدد ‪ ،‬وتتقاضى مبالغ مرتفعة‬
‫حتت ضغط املهارة و الندرة ‪ ،‬فكثريا" ما يشكو املقاولون" من صعوبة توفري العمالة اجليدة إلجناز‬
‫األعمال و يضطر البعض منهم إىل االستعانة" باألقل كفاءة أو نصف املهرة من العمال ‪ ،‬ورمبا‬
‫يؤدي بالضرورة إىل اخنفاض مستوى التنفيذ ‪.‬‬
‫‪ – 3‬مشكلة اعتراض المهندس االستشاري و اإلزالة ‪:‬‬
‫مقاوالت املباين سواء كانت للسكن أو للمصانع الكبرية" يلوم موافقة املهندس املصمم و‬
‫االستشاري على كل خطوة من اخلطوات و عرض املشاكل اليت تظهر يف العمل أول بأول من‬
‫أجل اختاذ اإلجراءات الالزمة و تعديل التصميم ‪ ،‬أما يف بعض احلاالت قد ال يقوم املقاول بإخطار‬

‫‪ 30‬حامد شافعي ‪,‬حممد زكي حواس ‪:‬املرجع نفسه‪,‬ص‪.35:‬‬


‫‪ 31‬د‪ -‬أمحد حممد املصري‪ :‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.49:‬‬
‫املهندس اليت تؤدي نتائجها إىل عدم االستمرار يف العمل ( اإلزالة) و يف حالة احلوادث أو‬
‫السقوط يعاقب املقاول ‪.‬‬
‫‪ -4‬مشكلة تعديل الرسومات الهندسية ‪:‬‬
‫من األمور اليت تزعج مدير مؤسسة املقاوالت" ما يطلبه صاحب العمل من تعديالت أثناء‬
‫التنفيذ ‪ ،‬يف بعض األوقات جند املقاول حيرض أو يدفع صاحب العمل على إدخال تلك التعديالت"‬
‫من أجل زيادة يف إيراداته اخلاصة ‪ ،‬وتزداد خطورة هذه التعديالت إذا ترتب عليها توقيع غرامات‬
‫و خمالفة عن الرتخيص و لذا يلزم حتديد املسؤولية" عن التنفيذ بانتهاء العمل األصلي و حترير‬
‫االستالم" و إقرار املطابقة للمواصفات و إخالء مسؤولية املقاول عن أي تعديالت أخرى‪.‬‬
‫‪ – 5‬مشكلة اإلشراف المستمر على التنفيذ ‪:‬‬
‫نظرا ألمهية االلتزام بالرسومات اهلندسية و القواعد املطبقة يف كل نوعية من املقاوالت" طبقا‬
‫للعرف السائد‪ ،‬فكل مقاولة جيب أن خيصص هلا مهندس مشرف على التنفيذ من قبل صاحب‬
‫العمل‪.‬‬
‫و من املشاكل اليت حتدث يف هذا اجملال أن املهندس املشرف ال يستمر يف اإلشراف و يرتك العمل‬
‫للمقاول و عماله ‪ ،‬و قد حيدث أخطاء يف التنفيذ اليت ال ميكن معاجلتها فيما بعد‪.‬‬
‫‪ – 6‬مشكلة تأخير التوريدات للموقع ‪:‬‬
‫بعض العمليات اإلنشائية حتتاج إىل توريد كميات كافية من املواد و اخلامات الالزمة قبل‬
‫البدء يف العمليات و هي تسمى بالتشوينات" الضرورية للعمل‪ ،‬و من املعروف أن هذه املواد ميكن‬
‫أن تكون" حملية أو مستوردة اليت تؤدي إىل ارتفاع التكاليف نتيجة الرسوم اجلمركية ‪32‬و النسب"‬
‫املضافة ‪....‬اخل مما يؤدي باملقاول يف الوقوع يف مشاكل االرتباط و التعاقد مع موردين ال ميكن‬
‫االعتماد عليهم يف التوريد السليم و بالتوقيت" املالئم ‪.‬‬
‫‪ -7‬مشكلة عدم مطابقة المواصفات ‪:‬‬
‫قد حيدث يف بعض العمليات اكتشاف عيوب التنفيذ أو عدم مطابقته للمواصفات نتيجة‬
‫إلمهال العمال ‪ ،‬أو عدم دراية بالكميات املستخدمة يف التجهيز و هذه املشكلة من األفضل‬
‫معاجلتها يف البداية و قد يضطر املقاول إىل هدم اجلزء الذي ظهرت به عيوب ‪ ،‬ويتحمل على‬
‫نفقته إعادة البناء أو التجهيز مبواد جديدة مما يزيد عليه مصاريف أو تكاليف اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ -8‬مشكلة إيقاف العمل بواسطة جهة رسمية ‪:‬‬
‫‪ 32‬د‪ -‬أمحد حممد املصري ‪ :‬املرجع نفسه ‪,‬ص‪.51:‬‬
‫من املشاكل اليت يتعرض هلا مقاويل التنفيذ مرور مفتشي" اجلهات الرمسية أو مهندسي‬
‫األحياء يف حالة البناء برتاخيص" حمددة ‪،‬صادرة من تلك اجلهات و جيب على املقاول التشدد مع‬
‫عماله يف االلتزام بعدم املخالفة حىت ال يتعرض للغرامات أو اإلزالة أو حترير حماضر إيقاف العمل‪.‬‬
‫‪ – 9‬مشكلة تكاسل العمال في العمل ‪:‬‬
‫حيث أن غالبية العمال اليدويني يأتون من مناطق ريفية فكثريا" ما حيدث تكاسل أو حماولة‬
‫احلصول على فرتات راحة طويلة نسبيا نظرا إلرهاق العمل ‪،‬و ال يسمح بالراحة إال يف ساعة‬
‫الظهر لألكل والصالة مما أدى مبدير املشروع بأخذ هذه املشاكل بعني االعتبار حيث تعاقد مع‬
‫سيارات النقل حتضر العمال من مقر سكناهم إىل موقع العمل و كذلك مع متعاهد لصنع الطعام‬
‫من أجل كسب الوقت ‪،‬و لكن أدى ذلك باملدير إىل حتمل تكاليف و مصاريف أكثر ‪.‬‬
‫‪ -10‬مشكلة توفير إقامة و حراسة دائمة في الموقع ‪:‬‬
‫من املسلمات يف أعمال املقاوالت توفري إقامة عدد من احلراس يف املوقع و على مدى‬
‫األربع و العشرين ساعة ألن كثريا ما تتعرض تلك املواقع إىل السرقات أو اإلتالف للمواد ‪ ،‬أو‬
‫االستخدام السيئ" أثناء سحب املواد للتشغيل و إهدار الكميات دون مربر‪ ،‬لذا يشرتط على هؤالء‬
‫األفراد األمانة و احلذر و القدرة و القوة على احلراسة و كذا االنتباه" املستمر و اليقظة و مراقبة‬
‫‪33‬‬
‫املواد و املخزون على فرتات متقاربة للتأكد من سالمة الكميات ‪.‬‬

‫‪ – 11‬مشكلة تأخير سداد المستخلصات ‪:‬‬


‫الكثري من املقاولني و شركات املقاوالت اليت تتعامل مع اجلمهور العادي أو مع اجلهات‬
‫الرمسية تعاين من تأخري صرف مستحقاهتم املالية خاصة يف الفرتات" اليت اقرتب فيها العمل على‬
‫االنتهاء" و هذه املشكلة اليت حتدث للمقاول قد تؤدي إىل عجز واضح يف السيولة النقدية أو عدم‬
‫قدرته على اإلسراع يف التنفيذ و ينتج عن هذه املشكلة أيضا ظهور بعض القلق على املقاولني‬
‫جتعلهم يفضلون العمل مع جهات ليس فيها روتني أو بريوقراطية أو جعلهم يتصرفون بطريقة أو‬
‫بأخرى للحصول على مستحقاهتم ‪.‬‬
‫‪ – 12‬مشكلة مسؤولية المقاول بعد التسليم ‪:‬‬

‫‪ 33‬د أمحد حممد املصري ‪ :‬املرجع نفسه ‪,‬ص‪.53:‬‬


‫جرى العرف على أن املقاول يظل املسئول األول عن األعمال اليت قام بتنفيذها خاصة‬
‫فيما يتعلق بالعيوب اخلفية ‪،‬و لضمان هذه العيوب حيجز التأمني املسدد من املقاول منذ البداية ملدة‬
‫معينة" حىت يطمئن العميل على سالمة األعمال اليت سلمت له من املقاول ‪.‬‬
‫وعلى العموم يف مقاوالت املباين تظل املسؤولية عن املبىن مشرتكة بني املقاول و املهندس املصمم‬
‫‪34‬‬
‫لعدة سنوات طبقا لنص قانون البناء و اللوائح التنفيذية املطبقة" ‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التزامات المقاول و رب العمل و جزاءات و مؤيدات تنفيذها‬
‫أوال‪ :‬التزامات المقاول‪ :‬ميكن إمجال التزامات املقاول يف‪ :‬التزامه بالتنفيذ الشخصي‪ ،‬و احرتام‬
‫مدة ونصوص العقد ‪.‬‬
‫‪ -1‬االلتزام بالتنفيذ الشخصي‪ :‬املقاول ملزم شخصيا بتنفيذ التزاماته كافة ألن العميل عندما‬
‫يربم عقد يراعي صفات الشخص املتعاقد وال سيما إمكاناته املادية و التقنية و يطبق هذا‬
‫املبدأ على العقود اليت تبىن على أساس املناقصات و قد أخذ به القضاء اإلداري حىت يف حال‬
‫عدم النص عليه يف العقد لكنه ليس مبدأ مطلق بل ترد عليه استثناءات" عدة يف حاالت‬
‫التعاقد من الباطن و التنازل عن العقد و زوال املتعاقد‪.‬‬
‫‪-‬التعاقد من الباطن‪ :‬حيث يعهد املتعاهد األصلي (املقاول) بتحويل جزء من التزاماته" إىل‬
‫شخص آخر و يكون" متعهدا ثانويا بشرط أن يعهد احلصول على موافقة العميل مسبقا‪ ،‬و‬
‫يبقى" املقاول هو املسئول الوحيد عن تنفيذ التزاماته" املقررة مبوجب العقد و ال يكون" للمتعهد‬
‫الثانوي أية عالقة باإلدارة و ال يكون" مسئوال الجتاهها ‪.‬‬
‫‪ -‬التنازل عن العقد‪ :‬جيوز للمتعاقد األصلي أن حيل مكانه شخص آخر من أجل تنفيذ‬
‫التزاماته" التعاقدية امللقاة على عاتقه يف العقد األصلي كافة و ذلك بعد حصوله على موافقة‬
‫مسبقة من اإلدارة على قيامه بذلك و يف هذه احلالة يعمل املتنازل له حمل املتعاقد األصلي يف‬
‫كل احلقوق و االلتزامات‪ ،‬و تصبح العالقة مباشرة بني املتنازل له و العميل و يرتتب على‬
‫التعاقد من الباطن أو التنازل عن العقد من دون موافقة اإلدارة أو العميل عدم شرعية هذه‬
‫التصرفات و من مث بطالهنا و يكون" املتعاقد األصلي هو املسئول الوحيد عن كل االلتزامات‬
‫‪.‬‬

‫‪ 34‬املرجع نفسه ‪:‬ص ‪.53‬‬


‫‪ 35‬منتديات ستار تاميز‪www.startimes2.com:‬‬
‫‪ -‬زوال المتعاقد ‪:‬يقصد به وفاة املتعاقد إذا كان شخصا طبيعيا أو إفالسه و تصفيته‬
‫قضائيا إذا كان اعتباريا" ‪ ،‬يف حالة الوفاة يفسخ العقد بقوة القانون" إال إذا وافقت اإلدارة‬
‫على اقرتاح ورثة املتعاقد املتوىف االستمرار يف تنفيذ العقد و يف حالة اإلفالس للشخص‬
‫االعتباري" و تصفيته قضائيا إذا كانا طرفا يف العقد فيعد العقد منفسخا إال أنه ميكن لإلدارة‬
‫أن توافق على استمرار املتعاقد يف تنفيذ التزاماته إذا مسحت احملكمة بذلك ‪.‬‬
‫‪ – 2‬االلتزام باحترام مدة العقد ‪ :‬األصل أن حيدد العميل العقد اإلداري املدة اليت جيب على‬
‫املتعاقد تنفيذ التزاماته" و هلذه املدة أمهية كبرية لدى املتعاقد و العميل و يف حال عدم حتديد‬
‫املدة يف العقد يسند إىل القاضي اإلداري يف حتديد مهلة التنفيذ ‪ ،‬واإلمكانيا"ت املادية و‬
‫التقنية ‪ ،‬و العقود املشاهبة أو املطابقة للعقد موضوع النزاع ‪.‬‬
‫‪ – 3‬االلتزام باحترام نصوص العقد ‪ :‬يرتبط االلتزام بتنفيذ بنود هذا النوع من العقود تنفيذا"‬
‫صحيحا مببدأ احرتام األنظمة و التعليمات التقنية هلذه العقود و ينبغي" التنفيذ التقين اجليد على‬
‫التزام املتعهد تعليمات العقد التزاما تاما ومن ذلك تطابق األعمال لشروط العقد و احرتام‬
‫نوعية" املواد املستخدمة يف تنفيذ األشغال و جودهتا و كذلك الحرتام الشروط و القواعد‬
‫‪36‬‬
‫الفنية" اليت ينص عليها العقد ‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬مؤيدات التزامات المقاول مع العميل ‪ :‬تتمثل يف نوعني مؤيدات مالية و غري مالية ‪.‬‬
‫‪ -1‬مؤيدات مالية ‪ :‬تتفرع إىل فرعني مها ‪:‬‬
‫‪ -‬التعويض ‪ :‬يتمثل يف مبلغ من املال يدفعه املقاول إىل العميل هبدف تعويض" األضرار‬
‫من جراء إخالل املقاول بالتزاماته‪.‬‬ ‫اليت حلقت‬
‫‪ -‬الغرامة التأخيرية ‪:‬عبارة عن مبالغ مالية تفرض على املقاول لتأخريه يف تنفيذ‬
‫األشغال أو تقدمي املواد يف املدة احملددة املنصوص عليها يف العقد‪.‬‬
‫‪ -2‬مؤيدات غير مالية ‪ :‬هي جزاءات هتدف إىل الضغط على املقاول إلرغامه على احرتام‬
‫التزاماته" التعاقدية أو إىل إهناء العالقة التعاهدية (نسخ العقد) و حتميل املقاول ما يرتتب" على‬
‫ذلك من آثار و هذه اجلزاءات تفرضها اإلدارة مباشرة دون احلاجة إىل الرجوع إىل القاضي‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫‪ 36‬منتديات ستار تاميز‪www.startimes2.com:‬‬


‫ثالثا‪:‬التزامات و مؤيدات رب العمل ‪ :‬تلتزم اإلدارة احرتام العقد املربم" و احرتام مواعيده" و‬
‫دفع الثمن أو السعر املتفق عليه ‪.‬‬
‫رب العمل ملزم بتنفيذ" العقد مبضمونه الصحيح استنادا إىل مبدأ حسن النية يف التنفيذ‬
‫و هذا يوجب على رب العمل تقدمي مجيع التسهيالت اليت متكن املقاول من تنفيذ عقده على‬
‫أحسن وجه ‪ ،‬كما يلتزم رب العمل وجوب التعويض" على املتعاقد عن األضرار اليت ميكن‬
‫أن تلحق به جراء استخدام امتيازاته" املتمثلة حبقها يف تعديل العقد أو إهنائه ‪.‬‬
‫يف حال عدم اتفاق طرفا التعاقد على حتديد مدة العقد فإن القضاء اإلداري يؤكد‬
‫وجوب األخذ مبدة معقولة للتنفيذ تتناسب و طبيعة" العمل و يكون" على رب العمل احرتامه‬
‫حتت طائلة املسؤولية" ‪.‬‬
‫أما فيما خيص بدفع الثمن أو السعر املتفق عليه فإن السعر هو واحد من األمور اليت‬
‫ال حيق لرب العمل تعديلها إال مبوافقة املتعاقد إال إذا كان هناك نص يف العقد مينحه مثل‬
‫المدي ــر‬ ‫‪37‬‬
‫األمانة العامــة هذا احلق ‪.‬‬

‫شكل رقم ‪: 01‬الهيكل التنظيمي لمديرية األشغال العمومية‬


‫مصلحة اإلدارة والوسائل‬ ‫مصلحة صيانة الطرق والمنشآت القاعدية‬ ‫مصلحة تطوير المنشآت‬
‫القاعدية‬

‫مكتب تسيير المستخدمين‬ ‫مكتب الصيانة والمنشآت القاعدية‬ ‫مكتب تطوير المنشآت‬
‫القاعدية‬
‫مكتب الميزانية والمحاسبة والوسائل‬ ‫مكتب االستغالل وصيانة الطرق‬ ‫مكتب المنشآت الفنية‬

‫مكتب المنازع ــات‬ ‫مكتب الدراسات‬

‫األقسام الفرعية عبر دوائر الوالية‬

‫‪ 37‬منتديات ستار تاميز‪www.startimes2.com:‬‬


‫حضيرة العتاد‬ ‫بن سرور‬ ‫عين الملح‬ ‫بوسعادة‬ ‫مقرة‬ ‫أوالد دراج‬ ‫سيدي عيسى‬ ‫لعة‬

‫المصدر ‪ :‬وثائق مديرية األشغال العمومية لوالية المسيلة‬


‫الفه ــرس‬
‫مقدمة ‪...................................................................................‬أ‬
‫الفصل األول ‪ :‬المقاوالت‬
‫تمهيـ ــد ‪5..............................................................................‬‬
‫إدارتها‪6............................................‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المقاوالت تصنيفها وأسس‬
‫املطلب األول‪ :‬ماهية املقاوالت‪".............................................................‬‬
‫‪6‬‬
‫املطلب الثاين ‪:‬تصنيف‬
‫املقاوالت‪7".............................................................‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬مبادئ إدارة‬
‫املقاوالت‪9".........................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬عقود المقاوالت و الدفاتر المستخدمة في قطاع المقاوالت‬
‫‪13....................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬موارد املقاول‪............................................................‬‬
‫‪13‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬عقود املقاوالت‪"............................................................‬‬
‫‪15‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬طرق حتقيق إيرادات عقود املقاوالت‪........................................‬‬
‫‪17‬‬
‫املطلب الرابع ‪ :‬املستندات" و الدفاتر املستخدمة يف قطاع املقاوالت‪............................‬‬
‫‪19‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تكاليف المقاوالت و مشاكلها و التزامات طرفي التعاقد‬
‫‪22...................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬نظريات التكاليف" و عالقتها باملقاوالت‪22......................................‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬مشاكل شركات املقاوالت" و املقاولني‪24.......................................‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬التزامات املقاول و رب العمل و جزاءات و مؤيدات تنفيذها‪...................‬‬


‫‪27‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬واقع المقاوالت في الجزائر‬
‫تمهيــد ‪31..............................................................................‬‬
‫ول المقاولة‬ ‫ات ح‬ ‫المبحث األول ‪ :‬عمومي‬
‫الجزائرية ‪32..........................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬أساس " ""يات املقاولة ‪..........................................................‬‬
‫‪32‬‬
‫املطلب الث ""اين ‪ :‬املق ""اول واملقاولة" الناجح ""ة‪....................................................‬‬
‫‪36‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬املعوقات اليت يعاين منها املقاولون" واملؤسسات اجلزائرية‪.......................‬‬
‫‪39‬‬
‫ادر‬ ‫اني ‪ :‬واقع المقاولة الجزائرية و مص‬ ‫المبحث الث‬
‫تمويلها‪42.....................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬واقع املقاولة" اجلزائرية يف ظل اإلص" " " ""الحات‪....................................‬‬
‫‪42‬‬
‫املطلب الث""اين ‪ :‬مص""ادر متويل املق""اوالت والص""عوبات اليت تواجهها ‪.............................‬‬
‫‪44‬‬
‫املطلب الث""الث ‪ :‬تق""ييم املقاولة" اقتص""اديا واجتماعي""ا‪............................................‬‬
‫‪46‬‬
‫فقات‬ ‫رام الص‬ ‫راء وإب‬ ‫الث ‪ :‬كيفية إج‬ ‫المبحث الث‬
‫العمومية ‪49....................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬كيفية وإج" ""راءات املناقصة ‪...................................................‬‬
‫‪50‬‬
‫املطلب الث""اين ‪ :‬كيفية وإج""راءات الع""روض ‪...................................................‬‬
‫‪50‬‬
‫املطلب الث ""الث ‪ :‬كيفية وإج ""راءات الرتاض ""ي‪..................................................‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل التطبيقي‪ :‬دراسة حالة مديرية األشغال العمومية لوالية المسيلة‪.‬‬
‫تمهيد ‪....................................................................................‬‬
‫‪54‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تقديم‬
‫المؤسسة‪55............................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬نبذة تارخيية عن املؤسسة" املستقبلية‪"............................................‬‬
‫‪55‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬اهليكل التنظيمي" للمديرية والتعريف مبصاحلها‪..................................‬‬
‫‪56‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة المشروع ومعايير اختيار المقاولة‬
‫المناسبة‪60................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تربير املشروع ومقررة التسجيل‪..............................................‬‬
‫‪60‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تسجيل وإعالن املشاريع‪.....................................................‬‬
‫‪60‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬كيفية تقييم العروض واملنح املؤقت للمشروع‪.................................‬‬
‫‪63‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬اإلجراءات المتخذة قصد انجاز‬
‫المشروع‪67....................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬إرساء املناقصة" ومنح الصفقة" للمقاول‪.........................................‬‬
‫‪67‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬األمر بانطالق األشغال ‪ODS...............................................69‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬انطالق األشغال والتسليم النهائي للمشروع‪..................................‬‬
‫‪69‬‬
‫خاتمة ‪...................................................................................‬‬
‫‪72.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة األشكال‬
‫المالحق‬

‫تمهيــد ‪:‬‬
‫قد حضت املقاولة" يف الفكر االقتص " ""ادي بق " ""در كبري من االهتم " ""ام من ط " ""رف االقتص" ""اديني‬
‫الكب" ""ار واعترب الكثري منهم أن املق" ""اول روح املؤسسة" الص" ""غرية ومهم للتط" ""ور االقتص" ""ادي حيث أن‬
‫جناح أي مش " ""روع مره" ""ون مبدى خصوص " ""ية ه " ""ذا املش " ""روع ش" ""كال ومض " ""مونا ‪ ،‬وه" ""ذا يرجع إىل‬
‫شخص " ""ية وم " ""دى خ " ""ربة مق " ""اول املش " ""روع وت " ""أيت أمهية املقاولة" املص " ""غرة نتيجة ظه " ""ور العديد من‬
‫املش " " " ""كالت" اليت مل تس " " " ""تطع الص " " " ""ناعات الك " " " ""ربى التعامل معها ‪ ،‬ما جعل ال " " " ""دول املقدمة جتد يف‬
‫املؤسسة" املص " ""غرة السياسة األمثل لتكامل اقتص " ""ادياهتا وتق " ""دمها ‪ ،‬وانطالقا من ه " ""ذا س " ""نحاول من‬
‫خالل ورقتنا البحثية إب " " ""راز دور املق" " " ""اول يف إعط" " " ""اء سياسة املؤسسة املص " " ""غرة دفعة قوية يف حتقيق‬
‫األهداف الكمية والنوعية لالقتصاد اجلزائري ‪ ،‬خاصة يف املسامهة يف التخفيف من حدة البطالة اليت‬
‫شهدهتا يف فرتة التسعينيات‪".‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬عموميات حول المقاولة الجزائرية‬
‫المطلب األول ‪ :‬أساسيات المقاولة‬
‫‪ -1‬مفهوم المقاولة في الجزائر ‪:‬‬
‫لقد اعت " ""ربت" مش " ""كلة البطالة – اليت أص " ""بحت مسة مميزة لالقتص " ""اديات املعاص" ""رة – ال" ""دافع‬
‫األساسي" األول لل""دول إىل دعم إقامة نس""يج من املؤسس""ات املص""غرة" واملتوس""طة واليت جند من بينها‬
‫املقاولة" وذلك أن ه" ""ذا الص" ""نف من املؤسس" ""ات على ض" ""آلة حص" ""ته يف الس" ""وق الع" ""املي" ولكنه يعترب‬
‫وسيلة المتصاص تلك القوى العاملة العاطلة‪.‬‬
‫ويف ه""ذا اإلط""ار مت اعتم""اد الكثري من املف""اهيم اخلاصة باملقاولة يف خمتلف البل""دان ‪ ،‬وس""وف‬
‫نشري إىل مفه ""وم املقاولة" يف اجلزائر ‪ ،‬حيث ع ""رف املش ""رع اجلزائ ""ري املقاولة مبوجب املادة ‪ 549‬من‬
‫الق" " ""انون" املدين على أهنا ‪ ":‬عقد يتعهد مبقتض" " ""اه" أحد املتعاق" " ""دين أن يضع ش" " ""يئا أو أن ي" ""ؤدي عمال‬
‫مقابل أجر يتعهد به املتعاقد اآلخر "‪.38‬‬
‫كما ع" ""رف الق" ""انون األساسي" للح" ""ريف املقاولة" على أهنا ‪ ":‬اس" ""تخدام وس" ""ائل اإلنت" ""اج يف‬
‫منظمة دائمة أسست على نش" " ""أة مادية ‪ ،‬فالعمل يعترب جتاريا إذا ك" " ""ان يتم ش" " ""كل مش " ""روع ‪ ،‬وهو‬
‫موضوع يعتمد على فكرتني أساسيتني ‪ :‬التكرار والتنظيم‪ ،39‬وعلى ذلك فاملقصود باملقاوالت تلك‬
‫املشروعات اليت تتطلب قدرا من التنظيم ملباشرة األنشطة االقتصادية سواء كانت ص""ناعية أو جتارية‬
‫أو زراعية" أو خ " " ""دمات ‪ ،‬وذلك بتظ" " ""افر عناصر مادية ( رأس املال )‪ ،‬وبش" " ""رية ( العمل )‪ ،‬يقتضي"‬
‫ه ""ذا التنظيم عنصر االح ""رتاف واملض ""اربة" ويعين االح ""رتاف ممارسة النش ""اط على وجه التك ""رار كما‬
‫تك""ون املض""اربة على عمل الغري يقصد حتقيق ال""ربح ‪ ،‬ف""إذا مل يتحقق يف النش""اط عنص""ري االح""رتاف‬
‫واملضاربة" ال يكتسب هذا النشاط شكل املشروع‪.40‬‬

‫‪ 38‬كيتوش عاشور ‪ ،‬محادي نبيل ‪ :‬ورقة مقدمة يف ملتقى الندوة الدولية حول املقاولة واإلبداع يف الدول النامية ‪ ،‬مخيس مليانة ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2007 ،‬ص‪.21:‬‬
‫‪ 39‬القانون ‪ 82/11‬املؤرخ يف ‪ 28‬أوت ‪ 1982‬املتضمن القانون األساسي احلريف ‪ ،‬اجلريدة الرمسية ‪ ،‬عدد ‪ ، 35‬ص ‪.17 :‬‬
‫‪ 40‬كيتوش عاشور ‪ ،‬محادي نبيل ‪ :‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ -2‬سمات المقاولة ‪:41‬‬
‫هناك جمموعة من السمات اليت متيز املقاولة" عن باقي املشروعات وميكن إمجاهلا يف ‪:‬‬
‫‪ -‬يغلب على أنش" " " " " ""طتها ط " " " " ""ابع الفردية يف جمال اإلدارة والتخطيط والتس" " " " " ""ويق ويف كثري من‬
‫األحيان تكون" عائلية‪.‬‬
‫‪ -‬بس""اطة اهليكل التنظيمي" حيث اإلدارة املباش""رة من قبل ص""احب املش""روع فضال عن ختطيط‬
‫وإدارة اإلنتاج والتسويق" والعمليات املالية‪".‬‬
‫‪ -‬ال حيت " " ""اج الع" " " ""املني إىل م " " ""ؤهالت عالية للعمل يف ه" " " ""ذه املش" " " ""روعات حملدودية رأس املال‬
‫املستثمر وببساطة التكنولوجيا املستخدمة‪.‬‬
‫‪ -‬تتمتع بق ""درة من التكيف" وفقا لظ ""روف الس ""وق س ""واء ك ""انت من حيث كمية اإلنت ""اج أو‬
‫نوعيته" مما يعين القدرة على مواجهة الصعوبات يف أوقات األزمات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬منافع المقاوالت ‪:42‬‬
‫تلعب املق""اوالت" دورا هاما يف التنمية االقتص""ادية يف خمتلف دول الع""امل س""واء املتقدمة" أو النامية" ‪،‬‬
‫وفيما يلي أهم فوائد املقاوالت ‪:‬‬
‫‪ -‬ت" " " " ""وفر ف" " " " ""رص العمل ‪ ،‬وذلك من خالل امتصاص" " " " ""ها" للبطالة يف األغلب تتصف بت" " " ""دين‬
‫مستواها" التعليمي واملهين وخاصة يف البلدان النامية‪.‬‬
‫‪ -‬توفري العملة الصعبة" من خالل تعويض" االسترياد واملسامهة يف التصدير أحيانا كثرية‪.‬‬
‫‪ -‬قدرة املقاوالت" يف التأقلم تبعا الحتياجات السوق املتغرية‪".‬‬
‫‪ -‬العمل على إقامة مشروعات البىن التحتية مثل ‪ :‬تعبيد الطرق ‪ ،‬مشروعات البناء ‪.‬اخل‪.‬‬
‫بث روح املنافسة بني الشركات احمللية ‪ ،‬وما يصاحب هذا التن""افس من من""افع عدي""دة تتمثل‬
‫يف خفض االحتكار وحتفيز الشركات على حتسني نوعية اخلدمات واملنتجات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلس ""هام يف تنمية امللكية الوطنية ورفع املس ""امهة القط ""اع اخلاص يف الن ""اتج الق ""ومي" وخلق‬
‫طبقة جديدة من رجال األعمال‪.‬‬

‫‪ -4‬أصناف المقاوالت ‪:43‬‬

‫‪ 41‬زيدان حممد ‪ ،‬فروين حاج قودير ‪ ،‬ورقة مقدمة يف امللتقى – ‪ – 1‬الندوة الدولية حول املقاولة واإلبداع يف الدول النامية ‪ ،‬مخيس مليانة ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.04 :‬‬
‫‪ 42‬زيدان حممد فوزين حاج قو يدر ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.05:‬‬
‫‪ 43‬فرحة زاوي صاحل ‪ ،‬الكامل يف القانون التجاري اجلزائري ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ – 02‬الساحة املركزية ‪ ،‬بن عكنون ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 1995 ،‬ص ‪.106 :‬‬
‫وقد ع""ددت املادة الثانية" من الق""انون التج""اري األعم""ال اليت تكتسب الص""فة التجارية إال إذا‬
‫وقعت على سبيل املقاولة" وهي ‪:‬‬
‫مقاولة تأجير المنقوالت والعقارات ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ص ""اغ املش ""رع اجلزائ ""ري كل مقاولة لت ""أجري املنق ""والت والعق ""ارات" بالص ""يغة التالية" إذا متت‬
‫ممارس " " " ""تها من خالل مش " " " ""روع منظم يه " " " ""دف أص " " " ""حابه إىل املض " " " ""اربة" وحتقيق ال " " " ""ربح مثل ‪ :‬إجيار‬
‫السيارات والدراجات النارية املنازل والفنادق ‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -2‬مقاولة اإلنتاج أو التحويل واإلصالح ‪:‬‬
‫اعترب املش ""رع اجلزائ ""ري كل مش ""روع لإلنت ""اج أو التحويل أو اإلص ""الح عمال جتاريا س ""واء‬
‫كانت املواد املستعملة فيه قد سبق شراؤها أم كانت ملكا للص""انع منذ البداية" أم ك""انت ملكا لغ""ريه‬
‫فوضه بتحويلها ويشرتط يف هذا املشروع أن يتم بوسائل مادية وبشرية‪.‬‬
‫‪ -3‬مقاولة البناء أو الحفر أو تمهيد األرض ‪:‬‬
‫وي""دخل يف نط""اق ه""ذه األعم""ال إنش""اء املب""اين والط""رق واجلس""ور واملط""ارات وبن""اء الس""دود‬
‫املائية" والقن" " ""وات" كما ت" " ""دخل فيها عملي" " ""ات اهلدم وال" " ""رتميم ‪ ،‬كما يش" " ""رتط أن يتم ه" ""ذا املش" ""روع‬
‫بعناصره املادية والبشرية الالزمة‪.‬‬
‫مقاولة التوريد أو الخدمات ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ويقصد بالتوريد ذلك العقد ال""ذي يل""تزم مبوجبه املق""اول بتس""ليم الط""رف اآلخر كمي""ات من الش""يء‬
‫املتعاقد عليه بص""فة دورية ومنتظمة خالل ف""رتة زمنية معينة" كمن يتعهد بتوريد اللح""وم واخلض""روات‬
‫إىل اجليش أو إىل إح" " ""دى املدارس ‪ ،‬بل اعترب ك" " ""ذلك اخلدمات عمال جتاريا كاس" " ""تثمار احلمام " ""ات‬
‫واستغالل" املقاهي‪"....‬‬
‫مقاولة التأمينات ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫يقصد بالتأمني عقد حيصل أحد أطرافه " املستأمن " لص""احله أو لص""احل الغري عند حتقق خطر‬
‫ما من طرف آخر " املؤمن " الذي يأخذ على عاتقه تعويض" هذه األخطار مقابل أداء من املس""تأمن‬
‫هو " القسط " ‪,‬وينظم ه " " ""ذه العملية " الت " " ""أمني " مش " " ""روع له مقوماته وإمكانياته املادية والبش " ""رية‬
‫والفنية" ‪ ،‬ولقد اعتربها املشرع اجلزائري عمال جتاريا لصرف النظر عن نوع ه""ذا الت""أمني س"واء ك""ان‬
‫بريا أو حبريا أو جويا‪.‬‬
‫مقاولة استغالل المخازن العمومية ‪:44‬‬ ‫‪-6‬‬
‫فرحة زراوي صاحل ‪ ،‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.122 – 107 :‬‬ ‫‪44‬‬
‫لقد اعتربها املش""رع اجلزائ""ري على أهنا حمالت واس""عة ي""ودع فيها الت""اجر بض""ائعهم لق""اء أجر‬
‫معني وال يش ""رتط فيها العديد من املخ ""ازن بل يكفي أن يك ""ون حمال واح ""دا ش ""ريطة أن يك ""ون كبري‬
‫من حيث السعة والتنظيم حبيث يليب حاجات العمالء‪.‬‬
‫مقاولة بيع السلع الجديدة بالمزاد العلني‪:‬‬ ‫‪-7‬‬
‫واشرتط القانون" أن تتم هذه العمليات على ش"كل مش"روع أي تك""رار القي""ام هبا وعلى وجه‬
‫االحرتاف واملقصود باملزاد كل بيع يستطيع حضوره أي شخص وي"ؤول املبيع ملن يق"دم أعلى مثن ‪،‬‬
‫ويظل العمل مدينا للمشرتي‪.‬‬
‫‪ -8‬مقاولة استغالل المالهي العمومية أو اإلنتاج الفكري ‪:‬‬
‫واملقص ""ود ب ""املالهي" العمومية تلك األم ""اكن اليت هتدف إىل تق ""دمي التس ""لية والرتفيه للجمه ""ور‬
‫مقابل أجر ش ""ريطة أن يتم ه ""ذا املش ""روع على ش ""كل مقاولة وعلى س ""بيل االح ""رتاف قصد املض ""اربة‬
‫وحتقيق الربح‪.‬‬
‫أما املقص""ود باإلنت""اج الفك""ري كما ورد يف الق""انون اجلزائ""ري هو اس""تغالل الك""اتب واملؤلف‬
‫والرسام ملمتلكاهتم الفنية‪".‬‬
‫‪ -9‬مقاولة النقل أو االنتقال ‪:‬‬
‫اش""رتط املش""رع أن تتم عملي""ات النقل بش""كل مش""روع أو مقاولة ومنه ال تعترب جتارية عملية‬
‫نقل تتم ملرة واح""دة حىت ولو تقاضى ص""احبها أج""را النع""دام املقاولة فيها وكذا ال يعترب جتاريا النقل‬
‫اجملاين حىت ولو مت بشكل مشروع‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫مقاولة استغالل المناجم و المحاجر و منتجات األرض ‪:‬‬ ‫‪-10‬‬
‫املقص""ود باملقاولة املذكورة كل اس""تغالل" أو اس""تخراج للمع""ادن من ب""اطن األرض ك""البرتول‬
‫واحلديد والزنك ‪ ...‬ف"اعترب املش"رع اجلزائ"ري ال"ذي يؤديها جتاريا س"واء ك"ان ص"احبها مالكا ملص"در‬
‫اإلنتاج أو ال ميلكه كأن ميتلك فقط حق االمتياز الستغالله‪.‬‬
‫واملقصود مبنتج""ات األرض األخ""رى كل اس""تغالل لألرض وما عليها أو اس""تغالل منبع م""ائي‬
‫من األرض ‪ ،‬اعترب ذلك عمال جتاريا أو أ مت بشكل مشروع وتوخي من ورائه حتقيق الربح‪.‬‬
‫‪ 45‬فرحة زراوي ‪:‬املرجع نفسه‪ ,‬ص‪.122 :‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المقاول والمقاولة الناجحة ‪:‬‬
‫‪ -1‬مفاهيم حول المقاول ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تعريف المقاول ‪:46‬‬
‫‪-‬لقد قام ‪ Herbert et link‬بتقدمي تعريفا للمقاول وقد اعترباه" " على أنه الشخص الذي‬
‫يتخصص يف أخذ املسؤولية" ‪ ،‬وأخذ قرارات حكيمة تؤثر على موقع وشكل واس""تعمال‬
‫السلع أو املصادر أو املؤسسة"‪.‬‬
‫‪ Wenekers et turik-‬يعطيان تعريفا يركزان فيه على فهم الفرص االقتصادية اجلديدة‬
‫فهما يفرقان بني املقاول واملدراء‪.‬‬
‫‪ ": Gider-‬املق""اول هو الش""خص الق""ادر على التع""رف على الق""وانني املخب""أة" يف االقتص""اد‬
‫وهو مرتبط باملؤسسة الصغرية أي يكون" فيه املالك واملسري واملنظم واملهندس"‪.‬‬
‫‪ ( Alfred marshal-‬النيوكالس ""يك ) ‪ ":‬املق ""اول يعترب كمط ""ور داخل س ""وق تس ""ودها‬
‫الشفافية واملعلومة" تكون فيه مكتسبة"‪.‬‬
‫ب‪ -‬وظائف المقاول ‪:47‬‬
‫إن تعريف املق ""اول يف االقتص ""اد يس ""تند للنظري ""ات االقتص ""ادية ‪ ،‬واليت أعطت وظ ""ائف هامة‬
‫للمقاول واملتمثلة يف ‪:‬‬

‫‪-‬الس " ""رعة يف التنافس " ""ية" اليت متر من خالل اإلب " ""داع" واالبتك " ""ار للوص " ""ول إىل حتقيق ط" ""رق جدي" ""دة يف‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫‪-‬احلكم أي املقاول يستطيع تعبئة" املعلومات الضرورية الذي جيلب له املنفعة مستقبال‪".‬‬
‫‪-‬الفارس الذي يتمتع بالقدرة اخلاصة الختاذ القرار يف حالة عدم التأكد فهو فرد واثق‪.‬‬
‫‪ -‬وأخ ""ريا املق ""اول املؤسس واملش ""يد للمؤسسة من نت ""ائج حتليالته الس ""ابقة وقدرته على اق ""رتاح رؤية‬
‫جديدة دائما‪.‬‬
‫ج‪ -‬عوامل نجاح المقاولة في إدارة المؤسسة المصغرة ‪:48‬‬

‫‪ 46‬شعيب بونوة ‪ ،‬بوزيدي سعاد ‪ :‬املقاولة والتنمية االقتصادية حالة املؤسسات الصغرية واملصغرة لوالية تلمسان ‪ ،‬ورقة مقدمة يف ملتقى الندوة الدولية حول املقاولة واإلبداع يف‬
‫الدول النامية ‪ ،‬مخيس مليانة ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.34 – 32 :‬‬
‫‪ 47‬شعيب بونوة ‪ ،‬بوزيدي سعاد ‪ :‬املرجع نفسه ‪,‬ص ‪.39:‬‬
‫‪ 48‬لشعيب بونوة ‪ ،‬بوزيدي سعاد ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ :‬ص ‪.39 :‬‬
‫ميكن تلخيصها يف أربعة عوامل وهي ‪:‬‬
‫‪-‬وجود الفرصة االستثمارية" احلقيقية وهناك" طريقت""ان لتحديد الفرصة ‪ :‬األوىل تعتمد على أن الس""وق‬
‫حيت" " ""اج إىل س " ""لعة أك" " ""ثر ج" " ""ودة وأقل س " ""عرا والثانية تعتمد على الس" " ""وق واحتياجاته وم " ""دى تقبله‬
‫للمنتجات‪.‬‬
‫‪-‬الق" " " " ""درة اإلدارية وهي تعين أن يس" " " " ""تطيع املق" " " " ""اول ( املالك ) اجناز أه" " " " ""داف املش" " " " ""روع من خالل‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫‪-‬ت ""وافر الق ""در املناسب" من رأس املال والق ""رض حيث كلما ك ""ان رأس املال مت""وافر كلما ك ""ان أفضل‬
‫حيث أن القروض من البنوك ال توفر إال نسبة قد ال تتعدى ‪ % 50‬يف كثري من الدول‪.‬‬
‫‪-‬الق ""درة على تط""بيق األس""اليب" اإلدارية احلديثة وهي الق ""درة على ممارسة وتط""بيق األس""اليب" احلديثة‬
‫يف اإلدارة سواء كانت تسويقية" أو إنتاجية‪.‬‬
‫إذن فاملق" ""اول الن" ""اجح هو ذلك الش" ""خص ال" ""ذي حيسن اس" ""تغالل" الف" ""رص أو حىت خلقها يف‬
‫جمال مهنته ‪ ،‬بل أن ينشأ م" " " ""يزة تنافس" " " ""ية ن ولن تتح" " " ""ول أفك" " " ""اره إال إذا اتسم ب" " " ""روح املب" " ""ادرة ‪،‬‬
‫واالبتك ""ار ‪ ،‬على أن يك ""ون" إقدامه حمس" ""وب املخ" ""اطر ‪ ،‬كما ينبغي" على املق" ""اول أن يتحاشى بعض‬
‫العوامل" اليت تؤدي إىل فشل املشاريع الصغرية" واملصغرة‪.49‬‬

‫‪ -2‬مكانة ودور المقاولة وشروط نجاح المؤسسة المصغرة ‪:50‬‬


‫أ‪ -‬تحديد اإلطار العام للمشروع المصغر ‪:‬‬
‫أص ""بحت املش ""اريع الص ""غرية يف اآلونة األخ ""رية حمط اهتم ""ام ع ""املي نظ ""را لزي ""ادة التنمية" على‬
‫الصعيد الفردي أو اجلماعي لدى سعي الباحثني إلجياد تعريف جامع وش""امل للمش""روعات الص""غرية‬
‫واملصغرة" ‪ ،‬وعلى هذا األساس ميكن حتديد مفهوم املشروع املص""غر على انه مش""روع ال يعتمد على‬
‫الكثافة" التكنولوجية" بوجه ع" " " " ""ام ‪ ،‬فاحلرفية هي األس" " " " ""اس يف قيامه ‪ ،‬ال يوجد انفص" " " ""ال بني امللكية‬
‫واإلدارة ( صاحب املشروع هو ال""ذي ي""ديره ) فهو أمر يتصل ب""التنظيم االجتم""اعي ‪ ،‬تتم""يز منتجاته‬
‫بالبساطة واحمللية هدفه التغطية" البيئة احمللية واحتياجاهتا‪.‬‬
‫ب‪ -‬دور المقاول في إدارة المؤسسة المصغرة ‪:‬‬

‫‪ 49‬كيتوش عاشور ‪ ،‬محادي نبيل ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.02 :‬‬


‫‪ 50‬شعيب بونوة ‪ ،‬بوزيدي سعاد ‪ ،‬مرجع سابق‪ :‬ص ‪.36 - 34 :‬‬
‫إن وجود املشاريع مبختلف أنواعها وأحجامها أمر بالغ األمهية ‪ ،‬فهي تشكل حوافز وفرصا‬
‫هامة لدى املؤسس""ات واألف""راد يف طليعتهم رج""ال األعم""ال واملق""اولون واملس""تثمرون" ‪...‬اخل‪ ،‬وحيث‬
‫أن جناح أي مش ""روع مره ""ون مبدى خصوص ""ية ه ""ذا املش ""روع ش ""كال ومض ""مونا ‪ ،‬وه ""ذا يرجع إىل‬
‫شخصية وم"دى خ""ربة مق""اول املش""روع ‪ ،‬ويتلخص إب""داع املق"اول من خالل العملي"ات األساس"ية" يف‬
‫إدارة املشروع واملتمثلة يف ‪:‬‬
‫‪ ‬إعداد املشروع ‪ ،‬والتأكد أن مرحلة ختطيط املشروع ناجحة ‪.‬‬
‫‪ ‬ختطيط املشروع ‪ ،‬أي وضع خطة إدارة املشروع ‪.‬‬
‫‪ ‬إدارة املشروع وتطبيق اخلطة ‪.‬‬
‫ومن مث ف""إن املق""اول هو ال""ثروة والص""انع احلقيقي خلصوص""ية املش""روع واعتم""اده على تفك""ريه‬
‫اإلب""داعي للتط""ور وممارسة القي""ادة والتوجيه حيث أن اإلب""داع واملخ""اطرة والنمو تعترب أهم املقوم""ات‬
‫لبل ""وغ الف ""رد املقاولة الناجحة ‪ ،‬كما قد جند بعض املقوم ""ات" األخ ""رى اليت ت ""ؤدي إىل جناح املق ""اول‬
‫وتتمثل يف الثقافة واخلربة وامله""ارات اليت يكتس""بها والت""أقلم واالس""تمرارية واملعرفة اجلي""دة للتعامل مع‬
‫حميط املؤسسة داخليا وخارجيا‪.‬‬

‫‪ -3‬المرأة والتشغيل المقاولة المصغرة ‪:51‬‬


‫يف اآلونة األخ""رية حظيت املرأة باهتم""ام باعتبارها تش""كل ق""وة داعمة للتنمية ‪ ،‬وهن""اك" أيضا‬
‫إدراك بتحسني أوض" ""اع العمل بالنس" ""بة للم" ""رأة وإزالة العراقيل ذات الص" ""لة ب" ""النوع االجتم ""اعي اليت‬
‫تواجه النس" ""اء ص" ""احبات املش" ""اريع احلرة يف العديد من البل" ""دان الفق" ""رية أمر ض" ""روري للقض" ""اء على‬
‫الفقر‪.‬‬
‫أما فيما خيص تأس ""يس املقاولة" من ط ""رف املرأة ‪ ،‬أوض ""حت الدراس ""ات أن األس ""باب ج ""راء تأس ""يس"‬
‫املرأة ملش" " " " ""روعها اخلاص ختص إما عوامل احلاجة أو الغ" " " " ""رض ‪ ،‬وع" " " " ""ادة ما تطغى عوامل احلاجة يف‬
‫الدول النامية" مثل العائد الضعيف لألسرة ‪ ،‬وانعدام فرص العمل‪.‬‬
‫ولقد أوض""حت العديد من دراس""ات األمم املتح""دة والبنك" ال""دويل أن منح ف""رص املرأة خيلق‬
‫ال""دخل وله أثر إجيايب على األس""رة ‪ ،‬حيث أن التط""ور االقتص""ادي مرتبط بش""كل كبري بتق""دم النس""اء‬
‫خاصة يف جمال التجارة‪.‬‬

‫‪ 51‬لشعيب بونوة ‪ ،‬بوزيدي سعاد ‪ ،‬املرجع نفسه ‪ :‬ص ‪.38 - 37 :‬‬


‫‪52‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المعوقات التي يعاني منها المقاولون والمؤسسات الجزائرية‬
‫تس" " ""عى اجلزائر ح" " ""اال إىل إرس" " ""اء اقتص" " ""اد الس" " ""وق ‪ ،‬هادفة من وراء ذلك إىل رفع الق " ""درة‬
‫التنافس""ية" للمؤسس""ات وحتسني أدائها االقتص""ادي واملايل ‪ ،‬وتواجه ه""ذه املؤسس""ات خاصة الص""غرية‬
‫واملتوسطة ص"عوبات عدي"دة ب"داء من مرحلة اإلنش"اء إىل غاية االنطالق يف اإلنت"اج وميكن إمجاهلا يف‬
‫النقاط التالية‪":‬‬
‫معوقات ذات طابع هيكلي ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ما يالحظ يف الواقع العملي أنه رغم تع""دد وس""ائل وهيئ""ات دعم غ""رف التج""ارة والص""ناعة ‪،‬‬
‫اجلمعيات املهنية" ‪ ،‬الوك""االت التابعة" للدولة ‪ ،‬بعض مص""احل الدولة ‪ ...‬غري أنه يف املي""دان يالحظ أن‬
‫جناعة ه ""ذه اهليئ ""ات خاصة بالنس ""بة للمق ""اولني الناش ""ئني(الش ""باب)‪ ,‬تك ""اد تك ""ون" معدومة ‪ ،‬باس ""تثناء"‬
‫البعض" الذين حتذوهم رغبة النجاح‪.‬‬
‫صعوبات المحيط ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫المحيط اإلداري ‪ :‬املش ""كلة اليت تع ""اين منها ه ""ذه املؤسس ""ات ( املق ""اوالت" ) هي مش ""كلة نظ ""ام‬ ‫‪-‬‬
‫وليست مش" ""كلة كف" ""اءات ‪ ،‬فهن" ""اك الكثري من مش" ""اريع االس" ""تثمار اجلادة عطلت أو مل يوافق‬
‫عليها يف وقتها مما ضيع على أصحاهبا وعلى االقتصاد الوطين فرصا اقتصادية ال تعوض‪.‬‬
‫‪ -‬نظ ام المعلوم ات ‪ :‬تعيش ه" ""ذه املؤسس" ""ات يف بيئة معلوماتية ض" ""عيفة ج" ""دا ‪ ،‬وه ""ذه الوض ""عية"‬
‫تعرقل عملية تطويرها وتوسعها‪.‬‬
‫غياب الفضاءات الوسيطة ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫البورصة متثل فض ""اءا إعالميا وتنش ""يطيا تش ""اوريا هاما ‪ ،‬يف اجلزائر نالحظ غي ""اب ه ""ذا ال ""دور‬
‫ويرجع الس""بب" يف ذلك إىل ع""دم فعالية ه""ذه البورصة س""بب املش""اكل اليت يعيش""ها االقتص""اد الوطين‬
‫بص ""فة عامة ‪ ،‬ومش ""اكل تتعلق بس ""ريورة البورصة بص ""فة خاص ""ة‪ ،‬كما أن غ ""رف التج ""ارة والص ""ناعة"‬
‫باعتبارها" الواجهة املش " ""رتكة اليت تض " ""من الربط بني العديد من املتع " ""املني االقتص " ""اديني والس " ""لطات‬
‫العمومي ""ة‪ ،‬ه ""ذه الغ ""رف موج ""ودة إداريا لكن عملها يبقى حمدودا ال تعلب ال ""دور املتمثل أساسا يف‬
‫ختفيف الضغوطات على املتعاملني حىت يتفرغوا لإلنتاج‪.‬‬
‫عدم حماية المنتوج الوطني ‪:53‬‬ ‫‪-4‬‬
‫اإلغراق املتمثل يف االسترياد السلع وبيعها حمليا بأسعار أقل من سعر مثيلتها احمللية‪.‬‬
‫‪ 52‬شبايكي سعدان ‪ :‬معوقات تنمية وترقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر ‪ ،‬ورقة مقدمة يف ملتقى الندوة الدولية حول املقاولة واإلبداع يف الدول النامية ‪ ،‬مخيس مليانة‬
‫‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.17 – 16 :‬‬
‫‪ 53‬شبايكي سعدان ‪ ،‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.17 :‬‬
‫التذرع باحلرية االقتصادية وشروط حترير التجارة‪.‬‬
‫أما بالنسبة آلراء املقاولني واملمارسني ‪ :54‬فيشري تقرير اللجنة دراسة من""اخ األعم""ال وحميط املؤسسة‬
‫خالل اجللسات الوطنية" ح""ول اإلس""رتاتيجية الص""ناعية اليت عق""دت بقصر األمم أي""ام ‪27 – 26‬‬
‫– ‪ 28‬فيف " ""ري ‪ 2007‬أن املؤسسة اجلزائرية غري ناجحة وأن انفت " ""اح االقتص " ""اد الوطين ال " ""ذي‬
‫يتجه ليتع" " ""زز أك" " ""ثر ف" " ""أكثر مع انض" " ""مام اجلزائر إىل املنظمة العاملية" للتج" " ""ارة ‪ ،‬وك" ""ذا التط" ""بيق‬
‫الت" ""درجيي لبن " ""ود اتف " ""اق الش" ""راكة مع االحتاد األورويب وال" ""ذي تنظر إليه املؤسس" ""ات اجلزائرية‬
‫حبذر‪ ,‬كما أن مط" " ""الب املق" " ""اولني أك" " ""دها التحقيق ال" " ""ذي أج" " ""ري على عينة من املؤسس " ""ات‬
‫وكشفت هذه الدراسة عوائق تقلص جبد حمفظة النمو تتمثل فيما يلي ‪:55‬‬
‫في مجال االستثمار ‪ :‬يع""اين املق""اولون" يف اجلزائر حسب التص""رحيات اليت أدل""وا هبا من‬ ‫‪-1‬‬
‫نوعني من العراقيل ‪:‬‬
‫في مج ال الق روض ‪ :‬يتع" ""رض متويل االس" ""تثمار إىل ثقل اإلج" ""راءات والعراقيل اليت‬ ‫‪-‬‬
‫حتبط روح املقاولة" ‪ ،‬حيث أكد ‪ % 72‬من املق""اولني ال""ذين مشلهم التحقيق أهنم ق""اموا‬
‫بتمويل عملياهتم ذاتيا ‪ ،‬ويرجعون ذلك إىل رداءة اخلدمات املصرفية ‪ ،‬حيث كشفت‬
‫الدراسة أن صرف صك بني وكالتني ت""ابعتني لنفس البنك داخل نفس املدينة" يتطلب‬
‫‪ 6‬إىل ‪ 17‬يوما ‪ ،‬و‪ 33‬إىل ‪ 34‬ي" " " " ""وم عن" " " " ""دما يتعلق األمر بصك بني بنكني خمتلفني يقع‬
‫كل منهما يف مدينتني متباعدتني كما أن فتح خط قرض سندي يتطلب ‪ 15‬يوم‪.‬‬
‫في مجال العقار الص ناعي ‪ :‬يواجه املق""اولون" الراغب""ون يف إقامة مش""روع اس""تثماري‬ ‫‪-‬‬
‫ص" " " " " ""عوبة يف احلص" " " " " ""ول على عق" " " " " ""ار ص" " " " " ""ناعي ‪ ،‬حيث بينت الدراسة أن ‪ % 40‬منم‬
‫املق " ""اولون يوج " ""دون يف حالة حبث عن قطعة أرض إلقامة مش " ""روع ص " ""ناعي ‪ ،‬رحلة‬
‫البحث يف متوسط ‪ 5‬سنوات‪.‬‬
‫في مجال اإلنتاج ‪ :‬أكد املقاولون أهنم يعانون من عائقني آخرين ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬املنافسة" غري القانونية املتنامية من القطاع املوازي الذي يتطور بسرعة كبرية‪.‬‬
‫‪ -‬يف جمال الض" " ""ريبة ‪ :‬حيث أن الض" " ""ريبة املطبقة" على نش" " ""اطاهتم يعتربها" املق " ""اولون" مرتفعة‬
‫جدا‪.‬‬

‫‪ 54‬بوزيدي عبد اجمليد ‪ :‬إقامة االستثمارات اجلزائر ‪ ،‬حتول إىل سباق حواجز حقيقي يومية الشروق اجلزائرية ‪ 29‬مارس ‪ ، 2007‬العدد ‪ ، 1954‬ص ‪ ( 15 :‬ترمجة عبد‬
‫الوهاب بوكروح )‪.‬‬
‫‪ 55‬شبايكي سعدان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.20 - 19 :‬‬
‫اإلدارة االقتصادية ‪:56‬‬ ‫‪-3‬‬
‫املق"اولون ال"ذين مشلتهم الدراسة يش"تكون" أيضا من اإلدارة االقتص"ادية وك"ذلك تلك املكلفة‬
‫باخلدمة العمومية" هذه اإلدارات غري الناجحة تسبب متاعب" كبرية لعمل املؤسسات‪.‬‬
‫حيث أظهرت الدراسة أنه خبص""وص الوص""ول إىل اخلدمات العمومية" والوص""ول إىل ش""بكة‬
‫البىن التحتية ف ""إن الوض ""عية" ليست حس ""نة حيث على س ""بيل املث ""ال جيب االنتظ ""ار ‪ 107‬يوما‬
‫للحصول على رخصة بناء و ‪ 112‬لتسجيل الشركة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬واقع المقاولة الجزائرية و مصادر تمويلها‬


‫المطلب األول ‪ :‬واقع المقاولة الجزائرية في ظل اإلصالحات‬
‫يوجد توجه ع""املي حنو االهتم""ام باملؤسس""ات الص""غرية واملتوس""طة املقاولة" كوهنا أداة هامة يف‬
‫حتقيق التنمية االقتص ""ادية ‪ ،‬ل ""ذلك فقد خصصت خمتلف ال ""دول الوس ""ائل واحلوافز ‪ ،‬اليت تعمل على‬
‫ت" " " ""دعيم وتط" " " ""وير تلك املؤسس" " " ""ات وبالنس" " " ""بة" للجزائر ميكن تلخيص مس" " " ""ار املؤسس" " ""ات الص" " ""غرية"‬
‫‪57‬‬
‫واملتوسطة املقاولة يف ثالثة مراحل هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬المرحلة األولى ‪ :‬خالل الفترة ‪: 1981 – 1963‬‬
‫يف س" ""نة ‪ 1963‬اعتمد أول ق" ""انون اس " ""تثمار جزائ" ""ري قصد تنظيم الس" ""احة االقتص " ""ادية بعد‬
‫االس ""تقالل ‪ ،‬إال أنه اقتصر على وضع القواعد األساس ""ية" لالقتص ""اد يف إط ""ار املنهج االش ""رتاكي" دون‬
‫االهتم ""ام باملؤسس ""ات الص ""غرية واملتوس ""طة ‪ ،‬ويف س ""نة ‪ 1966‬مت تع ""ديل ق ""انون االس ""تثمار الس ""ابق ‪،‬‬
‫ومتيز الق""انون اجلديد بتك""ريس ال""دور املرك""زي للقط""اع العم""ومي" من خالل جتس""يد احتك""ار القط""اع‬
‫العم" " " ""ومي" لالقتص" " " ""اد الوطين ‪ ،‬باملقابل مت حتديد دور س" " " ""طحي للقط" " " ""اع اخلاص الوطين واألجنيب ‪،‬‬
‫ل" ""ذلك متيزت ه" ""ذه املرحلة بتقليص توسع القط" ""اع اخلاص عن طريق الض" ""غط اجلب" ""ائي والسياس" ""ات‬
‫احلمائية عن طريق غلق التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫‪1988‬‬ ‫‪ -2‬المرحلة الثانية ‪ :‬خالل الفترة ‪– 1982‬‬
‫‪ 56‬شبايكي سعدان ‪ ،‬مرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.20 :‬‬
‫‪ 57‬ناصر مراد ‪ :‬دور و مكانة املقاول يف التنمية االقتصادية يف اجلزائر ‪ ,‬ورقة مقدمة يف الندوة الدولية حول املقاولة و اإلبداع يف الدول النامية‪ ,‬مخيس مليانة اجلزائر‪,‬‬
‫‪,2007‬ص‪.15,16 :‬‬
‫خالل ه " " " " " ""ذه املرحلة عملت الدولة على توجيه وت " " " " " ""أطري قط " " " " " ""اع املؤسس" " " " " ""ات الص " " " ""غرية‬
‫واملتوس" " " " " ""طة‪،‬حبيث جند الق" " " " " ""انون رقم ‪ 11-82‬املؤرخ يف ‪ 21‬أوت ‪ 1982‬منح بعض التس " " " ""هيالت"‬
‫للمؤسسات الصغرية باملتوسطة" واليت تتمثل فيها يلي ‪:‬‬
‫حق حتويل العملة الصعبة" للخارج من أجل شراء وسائل اإلنتاج واملواد األولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانية" احلصول على تراخيص االسترياد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويف س""نة ‪ 1983‬مت تأس""يس" ال""ديوان" الوطين لتوجيه ‪ ،‬وتتش""بع وتنس ""يق االس""تثمارات" اخلاصة‬
‫( ‪ ) OSCIP‬والذي يهدف إىل ما يلي ‪:‬‬
‫توجيه االس""تثمار اخلاص حنو القطاع""ات واملن""اطق ذات أولوية والتنس""يق" بني القط""اعني‬ ‫‪-‬‬
‫العام واخلاص‪.‬‬
‫ض" " ""مان فعالية أك" " ""ثر للقط" " ""اع اخلاص ض " ""من اخلطة االقتص" " ""ادية الوطنية ورغم اإلج " ""راءات‬
‫الس " ""ابقة إال أن أعم " ""ال املقاولة مل تش " ""هد أي توسع ‪ ،‬وذلك نظ " ""را لع " ""دم فعالية تلك اإلج" ""راءات ‪،‬‬
‫ووجود بعض العراقيل للمؤسسات الصغرية" اخلاصة هي ‪:‬‬
‫‪ -‬طريقة االعتماد املسبق اليت عممت على كل االستثمارات اخلاصة‪.‬‬
‫التمويل البنكي حدد سقفه بـ ‪ % 30‬من االستثمارات" املرخص هبا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املشاريع االستثمارية ذات سقف ‪ 30‬مليون دينار بالنسبة للمؤسس""ات ذات املس""ؤولية‬ ‫‪-‬‬
‫احملدودة أو املؤسسات املسامهة ‪ ،‬و‪ 10‬مليون للمؤسسات اجلديدة األحادية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مشروعية االستثمار يف أكثر من شركة واحدة‪.‬‬
‫‪ -3‬المرحلة الثالثة ‪ :‬خالل الفترة ما بعد ‪:58 1988‬‬
‫خالل ه " ""ذه املرحلة ب " ""دأ التح " ""ول من االقتص " ""اد االش " ""رتاكي إىل اقتص " ""اد الس " ""وق ‪ ،‬ل " ""ذلك‬
‫اعتمدت تشكيلة تشريعية جديدة ‪ ،‬واليت هتدف إىل اس""تقاللية" املؤسس""ات العمومية ‪ ،‬وحرية أس""عار‬
‫الص""رف واس""تقاللية البن""وك التجارية والبنك املرك""زي ‪ ،‬يف منو اجملال جند ق""انون النقد والق""رض لس""نة‬
‫‪ 1990‬أعطى أمهية كب " " ""رية لالس" " ""تثمار اخلاص ‪ ،‬ويف س" " ""نة ‪ 1993‬قد عمت اإلص " " ""الحات بص " ""دور‬

‫ناصر مراد ‪ :‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.17 – 16 :‬‬ ‫‪58‬‬


‫املرسوم التشريعي" رقم ‪ 12-93‬للخ""اص برتقية االس""تثمارات ويف س"نة ‪ 2001‬مت اعتم"اد املرس"وم رقم‬
‫‪ 03-01‬اخلاص بتطوير االستثمارات‪".‬‬
‫يف ‪ 12‬ديس " ""مرب ‪ 2001‬مت إص " ""دار الق " ""انون رقم ‪ 18-01‬املتعلق بالق " ""انون" الت " ""وجيهي لرتقية‬
‫املؤسسات الصغرية" واملتوسطة والذي عمل على حتديد تدابري دعمها من خالل ‪:‬‬
‫إنش ""اء ص ""ناديق ض""مان الق ""روض تت ""وىل ض""مان الق""روض البنكية" للمؤسس ""ات الص""غرية"‬ ‫‪-‬‬
‫واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬تأس""يس" جملس وطين مكلف برتقية املقاولة يرأسه ال""وزير املكلف باملؤسس""ات الص""غرية‬
‫واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬تكوين مركز الدراسات والبحث خاص باملؤسسات الصغرية" واملتوسطة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مصادر تمويل المقاوالت والصعوبات التي تواجهها‬
‫يعترب التمويل من أهم الوس" ""ائل الالزمة لتوفري الس" ""يولة ل" ""دفع عجلة التنمية" حنو األم" ""ام ولعل‬
‫أب" ""رز العناصر الدالة على أمهية التمويل هو توفري املب" ""الغ النقدية الالزمة للوح" ""دات االقتص" ""ادية ذات‬
‫عجز يف أوقات حاجتها لذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬العوامل المؤثرة في اختيار طرق التمويل ‪:59‬‬
‫مهما انتقلت" طرق وإمكاني""ات التمويل ‪ ،‬ف""إن الق""رار أو االختي"ار ال"ذي تنف""ذه املقاولة يف ذلك‬
‫يتأثر عوامل منها ‪:‬‬
‫مالئمة املصدر مع حاجة التمويل فيجب أن يتقابل املص""در التم""ويلي يف القيمة ويف م"دة‬ ‫‪-‬‬
‫االستعمال فمدة استحقاقه ال جيب أن تكون" أقل من مدة استعمال األصل‪.‬‬
‫مستوى مردودية املؤسسة" داخليا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬املالئمة يف الت ""وقيت" ال ""ذي يعد من القي ""ود اليت تعمل فيها املؤسسة ‪ ،‬إذ اف ""رتاض" قيمة أو‬
‫مبلغ كبري يف وقت ال حنتاجه فيه يكلف املؤسسة" أو املقاولة" أعباء مالية‪.‬‬
‫‪ -2‬مصادر تمويل المقاوالت‪:60‬‬
‫عادة ما تكمن قوة املقاوالت" يف جانب اإلنت""اج والتس""ويق" بكف""اءة عماهلا ومس""ريهتا ‪ ،‬لكنها‬
‫يف الغ" " " ""الب تفتقر مله" " " ""ارات اإلدارة املالية" ‪ ،‬من حتديد حبجم رأس املال والق" " " ""درة على مجعه وحتليل‬

‫‪ 59‬قاسم شاوش سيدة ‪ ،‬قاسم شاوش ملياء ‪ :‬املقاولة والتمويل ‪ ،‬ورقة مقدمة يف الندوة الدولية حول املقاولة واإلبداع واالبتكار يف الدول النامية ‪ ،‬مخيس مليانة ‪ ،‬اجلزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2007‬ص ‪.4 :‬‬
‫‪ 60‬صرارمة عبد الوحيد ‪ ،‬آليات ومشاكل متويل املشاريع الصغرية واملتوسطة ‪ ،‬ورقة مقدمة يف الندوة الدولية حول املقاولة واإلبداع واالبتكار يف الدول النامية ‪ ،‬مخيس مليانة ‪،‬‬
‫اجلزائر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.21 – 20 :‬‬
‫واألوضاع املالية" والتخطيط املايل ‪ ،‬واملس"اعدة" على اختاذ الق""رارات الالزمة وغالبا ما يت"وىل ص"احب‬
‫املقاولة" هذه املهمة رغم افتقاره للمهارات‪.‬‬

‫يعترب املال عصب احلي" " " " ""اة ألي مؤسسة ل" " " " ""ذلك من املهم حتديد ط" " " " ""رق اس" " " " ""تخدامه وكيفية‬
‫احلصول عليه لذلك على املقاولة إتباع عدة خطوات تتمثل يف ‪:‬‬
‫حتديد حجم األموال اليت حتتاجها سواء كان ذلك لب"دء املش"روع أو توس"يعه أو لتس"ديد‬ ‫‪-‬‬
‫النفقات" الدورية خالل النشاط املادي‪.‬‬
‫حتديد ط " ""رق اس " ""تخدام ه " ""ذه األم " ""وال ‪ ،‬ويستحسن أن تك " ""ون" مص " ""ادر األم" ""وال طويلة‬ ‫‪-‬‬
‫األجل سواء كانت يف شكل قروض أو زيادة يف رأس املال‪.‬‬
‫‪ -‬بعد ذلك تق""وم املقاولة ( املؤسسة" ) بتحديد مص""ادر احلص""ول على ه""ذه األم""وال إما من‬
‫‪61‬‬
‫البنوك أو املقرضني التقليديني‪.‬‬
‫‪ -3‬صعوبات ومعوقات تمويل المقاوالت ‪:‬‬
‫قد يواجه املق ""اول ص ""عوبة يف متويل أعماله ‪ ،‬وذلك بس ""بب انش ""غاله باإلنف ""اق على مش ""روع‬
‫كبري ومل يتمكن بعد من اس" ""تعادة ما أنفقه ‪ ،‬مما قد يض" ""يع عليه فرصة احلص" ""ول على مش" ""روع آخر‬
‫رغم احلاجة إليه وتناس ""به" مع إمكاني ""ات" املق ""اول الفنية" والعملية ‪ ،‬كما أن ت ""أخر ص ""احب العمل يف‬
‫صرف مستحقات املقاول يف الوقت املناسب" سوف ينعكس" س"لبا على متويل وعمل املق"اول ال""ذي‬
‫ال يس" ""تطيع التوقف عن متابعة العمل يف املش" ""روع املعين بس" ""بب ما ورد يف بن" ""ود العقد أو ألس ""باب‬
‫تتعلق بارتباطاته مع املوردين والع ""املني ‪ ،‬باملقابل قد ال يتمكن املق ""اول من احلص ""ول على املش ""اريع‬
‫اليت تتالءم مع إمكانياته املادية والفنية مما يؤدي إىل وجود فائض يف التمويل غري املستغل‪.62‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك ميكن حصر هذه الصعوبات فيما يلي ‪:63‬‬
‫ص""عوبات احلص""ول على ق""روض من القط""اع البنكي ‪ ،‬وه""ذا لك""ون عملية اإلق""راض ه""ذه‬ ‫‪-‬‬
‫املؤسسات ذات خطر مرتفع باإلضافة إىل عدم توفر الضمانات الكافية‪.‬‬
‫االفتقار إىل دراسات اجلدوى الدقيقة لغياب الكفاءة لدى املسريين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 61‬صرارمة عبد الوحيد ‪ :‬املرجع نفسه ‪,‬ص ‪.21‬‬


‫‪ 62‬ناصر مراد ‪ :‬مرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.15 :‬‬
‫‪ 63‬صرارمة عبد الوحيد ‪ :‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.23 – 22 :‬‬
‫ال تتلقى ه" " " " " ""ذه املؤسس" " " " " ""ات ( املق" " " " " ""اوالت" ) دعم خ" " " " " ""اص هبا كما هواحلال بالنس" " " ""بة‬ ‫‪-‬‬
‫للمؤسس ""ات الك ""ربى يف مواجهة مش ""اكلها وع ""ادة ما يك ""ون ه ""ذا ال ""دعم ع ""ام ال خيضع‬
‫خلصوصيات كل مؤسسة‪.‬‬
‫يعترب التمويل ال ""ذايت املص ""در الرئيسي لتمويل ه ""ذه املؤسس ""ات ومن مث ال ميكنها توس ""يع‬ ‫‪-‬‬
‫استثماراهتا لغياب التعامل مع البنوك التجارية‪.‬‬
‫غي""اب املؤسس""ات املالية املتخصصة" يف التعامل مع ه""ذه املؤسس""ات مما ي""ؤدي بأص""حاهبا‬ ‫‪-‬‬
‫‪64‬‬
‫للتوجه إىل املقرضني التقليديني ‪ ،‬ما يؤدي هبم إىل حتمل معدالت فائدة مرتفعة‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬تقييم المقاولة اقتصاديا واجتماعيا‬
‫‪65‬‬
‫أسباب اللجوء إلى المقاولة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تط" " " ""ور التقني" " " ""ات اليت دفعت باملؤسس" " " ""ات إىل اخلش" " " ""ية والتخ" " " ""وف من مش" " ""اكل تتطلب‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانيات" تقنية ومالية واليت أصبح من الصعب" امتالكها‪.‬‬
‫ب" ""النظر إىل التقدم والتط" ""ور الس" ""ريع للتكنولوجيا فاملؤسس" ""ات الص" ""ناعية" مل يعد مبق" ""دورها‬ ‫‪-‬‬
‫القيام" مبجه"ودات كب"رية لتك"ون" يف املس"توى" املطل"وب ‪ ،‬وأص"بح من الض"روري اللج"وء إىل‬
‫اإلنت ""اج املتخصص وه ""ذا الن ""وع ال ""ذي يتطلب اللج ""وء إىل املقاولة" إلنت ""اج مجيع األجه ""زة‬
‫الصناعية واليت ال تدخل يف جمال اختصاصهم‪.‬‬
‫أص""بح من الض""روري ( املعق""ول ) اقتص""اديا اللج""وء إىل املس""اعدة" من املؤسس""ات األخ""رى‬ ‫‪-‬‬
‫ع " " " ""وض القي " " " ""ام" بكل األعم " " " ""ال اإلنتاجية" باإلمكاني " " " ""ات" اخلاصة ‪ ،‬وذلك عن " " ""دما تك " " ""ون‬
‫اإلمكانيات وال اليد العاملة املؤهلة متوفرة‪.‬‬
‫إن اللج ""وء إىل املقاولة يس ""اعد املؤسسة على حتقيق األرب ""اح وحتسني وترقية منافس ""تهم يف‬ ‫‪-‬‬
‫كل املي" " ""ادين ويت" " ""وجب عليهم حتقيق ذلك بتك" " ""ريس كل إمكاني" " ""اهتم لتعزيز املس " ""امهة يف‬
‫تطوير اإلنتاجية‪".‬‬

‫الدور االقتصادي واالجتماعي للمقاولة ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ 64‬صرارمة عبد الوحيد ‪ :‬املرجع نفسه ‪,‬ص‪.23:‬‬


‫‪ 65‬شبايكي سعدان‪:‬مرجع سابق‪,‬ص‪.21:‬‬
‫إن االهتم""ام ال"دويل املتزايد باملؤسس""ات الص"غرية" واملتوس""طة املقاولة راجع إىل ما تقدمه ه""ذه‬
‫املؤسس" ""ات من دعم للمؤسس " ""ات الك" ""ربى ‪ ،‬باإلض " ""افة إىل ما حتققه من مزايا ت " ""دفع مس" ""ار التنمية"‬
‫االقتصادية ويرتكز دورها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬زيادة التشغيل ‪:66‬‬
‫ترتبط أمهية املقاولة بال ""دور ال ""ذي تؤديه على مس ""توى التش ""غيل ‪ ،‬وبالت ""ايل املس ""امهة يف حل‬
‫مش" " " " ""كلة البطالة كوهنا تس" " " " ""تخدم األس" " " " ""اليب" اإلنتاجية كثيفة العمل ‪ ،‬مما جيعلها أداة هامة‬
‫الس ""تيعاب" الع ""رض املتزايد للق ""وة العاملة ‪ ،‬خاصة يف اجلزائر وال ""دول النامية فهي تس ""اهم يف‬
‫حتريك سوق العمل وضمان توازنه‪.‬‬
‫‪ -2‬تنويع الهيكل الصناعي ‪:67‬‬
‫ت ""ؤدي أعم ""ال املقاولة" دورا هاما يف تنويع اإلنت ""اج وتوزعه على خمتلف الف ""روع الص ""ناعية" ‪،‬‬
‫وك " ""ذلك نظ" ""را لص " ""غر حجم نش" ""اطها وك " ""ذلك ص" ""غر حجم رأمساهلا مما يعمل على إنش" ""اء‬
‫العديد من املق""اوالت اليت تق""وم بإنت""اج تش""كيلة متنوعة من الس""لع واخلدمات ‪ ،‬وتعمل على‬
‫تلبية احلاجات اجلارية للسكان خاصة بالنسبة للسلع االستهالكية‪.‬‬
‫‪ -3‬تدعيم التنمية االقتصادية ‪:‬‬
‫تتم""يز أعم""ال املق""اوالت" بق""درهتا على االنتش""ار اجلغ""رايف يف املن""اطق" الص""ناعية" والريفية واملدن‬
‫اجلدي" ""دة‪ ،‬وذلك نظ" ""را إلمكانية إقامتها وس" ""هولة تكيفها" مع حميط ه" ""ذه املن" ""اطق ‪ ،‬كما أهنا‬
‫أعم" " " ""ال ال تتطلب اس" " " ""تثمارات كب" " " ""رية وال تش" " " ""رتط تكوينا عاليا يف العمل اإلنت" " ""اجي" ‪ ،‬أو‬
‫تك " ""اليف مرتفعة يف التس " ""يري أو تكنولوجيا" عالية ل " ""ذلك فهي تعمل على حتقيق تنمية إقليمية‬
‫متوازنة" والتخفف من مشاكل اإلسكان" والتلوث البيئي‪".‬‬

‫‪ -4‬عدالة توزيع الدخول ‪:68‬‬


‫إن وج ""ود مق ""اوالت بالع ""دد الكبري ‪ ،‬ومتقاربة يف احلجم ‪ ،‬واليت تعمل يف ظ ""روف تنافس ""ية‬
‫بس " ""يطة ‪ ،‬مما يس " ""اهم يف حتقيق العدالة يف توزيع ال " ""دخل ‪ ،‬حبيث أهنا تتطلب إىل إمكاني" ""ات"‬
‫‪ 66‬نادية قوقح ‪ :‬املؤسسات الصغرية واملتوسطة ‪ ،‬الواقع واآلفاق ‪ ،‬جملة علوم االقتصاد والتسيري والتجارة ‪ ،‬العدد ‪ ، 14‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2006‬ص ‪.198 :‬‬
‫‪ 67‬صرارمة عبد الوحيد ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.21 :‬‬
‫‪ 68‬فالح خلف الربيعي ‪ :‬الصناعات الصغرية واملتوسطة يف العراق جملة علوم إنسانية ‪ ،‬العدد ‪ ، 2006 ، 28‬ص ‪.3 :‬‬
‫اس" ""تثمارية متواض" ""عة" ال" ""ذي يس" ""مح لع" ""دد كبري من أف" ""راد اجملتمع بإنش" ""اء تلك املق" ""اوالت ‪،‬‬
‫وبالت" ""ايل يس" ""اعد على توس ""يع حجم الطبقة املتوس" ""طة وتقليص حجم الطبقة الفق ""رية ‪ ،‬بينما‬
‫حتت ""اج عملية االس ""تثمار يف الص ""ناعات" الكب ""رية إىل إمكاني ""ات اس ""تثمارية ض ""خمة ت ""دفع حنو‬
‫زيادة حجم التفاوت الطبقي" االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -5‬ترقية روح المبادرة ‪:69‬‬
‫تؤكد خمتلف الدراس ""ات املهتمة بالتنمية الص ""ناعية على أن أعم ""ال املقاولة" هي منبع املب ""ادرة‬
‫بفض" ""لها ش" ""هدت خمتلف االقتص" ""اديات ب" ""روز منظمني تعمل على تش" ""جيع إنش" ""اء طبقة من‬
‫املقاولني الصغار املستقلني‪.‬‬
‫‪ -6‬معالجة بعض االختالالت االقتصادية ‪:‬‬
‫تعمل أعمال املقاولة" على معاجلة االختالل يف اخنف""اض مع""دالت االدخ""ار واالس""تثمار ونظ""را‬
‫الخنف " ""اض تكلفة إنش " ""ائها مقارنة مع املؤسس " ""ات الكب " ""رية ‪ ،‬كما تس " ""اهم يف عالج اختالل‬
‫ميزان املدفوعات من خالل تصنيع السلع احمللية بدال من استريادها‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬كيفية إجراء وإبرام الصفقات العمومية‬


‫لقد مت تنظيم الص" " " " " " " " " ""فقات" العمومية يف اجلزائر يف املرحلة األوىل لالس" " " " " " " " " ""تقالل مبوجب األمر‬
‫الص ""ادر يف ‪ 17‬ج ""وان ‪ 1967‬واملص ""ادق عليه من طريف رئيس الدولة رئيس جملس الث ""ورة مث ص ""در‬
‫الق""انون الث""اين يف ‪ 10‬أفريل ‪ 1982‬مبوجب املرس""وم التنفي""ذي رقم ( ‪ ، ") 145-82‬فالق""انون الث""الث‬
‫للص " " ""فقات العمومية" يف ‪ 9‬نوفمرب ‪ 1991‬الص " " ""ادر مبوجب املرس " " ""وم ( ‪ ) 434-91‬فالق " ""انون األخري‬
‫للص" " " " " ""فقات العمومية الص" " " " " ""ادر يف ‪ 24‬يونيو" ‪ 2004‬مبوجب املرس" " " " " ""وم ( ‪ ) 250-02‬كما جتدر بنا‬
‫اإلشارة إىل أن السلطة التنفيذية هي اليت كانت املقررة لقواعد الصفقات" العمومية‪.‬‬

‫‪69‬صرارمة عبد الوحيد ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.22 :‬‬


‫كما انه رغم التع" ""ديالت" املتك" ""ررة هلذه الق" ""وانني ‪ ،‬فإهنا م" ""ازالت حتمل أخط" ""اء جس" ""يمة فيما‬
‫خيص كيفي ""ات اإلب ""رام‪ ، 70‬وقد حافظ املش ""رع اجلزائ ""ري على كيفية الرتاضي" بالنس ""بة لكل ق ""وانني‬
‫الص""فقات" العمومية مع االختالف يف تط""بيق مب""دأ املنافسة يف ه""ذه الكيفية ‪ ،‬أما الكيفي""ات" األخ""رى‬
‫فقد اختلفت من ق ""انون ألخر ‪ ،‬ففي ق ""انون ( ‪ ) 434-91‬قد أع ""اد االعتب ""ار لكيفية" املناقصة بعد أن‬
‫اعتربها كش ""كل من أش ""كال كيفية ال ""دعوة للمنافسة يف ق ""انون ( ‪ ) 145-82‬كما أمهل وجتاهل يف‬
‫ق""انون ( ‪ ) 145-82‬وق""انون ( ‪ )434-91‬وك""ذا ( ‪ ) 250-02‬كيفية طلب الع""روض ‪ ،‬ب""الرغم من‬
‫أهنا أكثر استخداما وقائدة‪.‬‬
‫إذن نس ""تطيع الق ""ول أن ق ""انون الص ""فقات العمومية" ( ‪ ) 90-67‬ك ""ان أك ""ثر دقة وأقل أخط ""اء‬
‫فيس " ""ما خيص مع " ""ايري وكيفي " ""ات اإلب " ""رام ‪ ،‬خالفا للق " ""وانني الالحقة له واليت ع " ""رفت أخط" ""اء كث" ""رية‬
‫ش""كلت أدلة على ع""دم االهتم""ام الك""ايف وال""واعي هلذا اجملال امله""ام ‪ ،‬ال""ذي ش""كل أهم اآللي""ات اليت‬
‫استخدمت يف حتويل األموال العمومية" ألغراض غري شرعية‪.‬‬
‫وإلعط ""اء نظ ""رة ش ""املة عن خمتلف الكيفي ""ات" وإج ""راءات إب ""رام الص ""فقات" العمومية يف ق ""وانني‬
‫الص" " " ""فقات" العمومية يف اجلزائر ‪ ،‬فإنه جيدر بنا ذكر أهم الكيفي" " " ""ات" املس" " " ""تخدمة يف األنظمة العاملية"‬
‫املذكورة يف أغلبية مراجع كتاب القانون اإلداري ‪ ،‬واليت تدور حول الثالثية" املشهورة املتمثلة يف‪:‬‬
‫املناقصة" ‪l'adjudication‬‬ ‫‪-1‬‬
‫طلب العروض ‪l'appel d'offres‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪71‬‬
‫الرتاضي" أو االتفاق" املباشر أو التفاوض" ‪marché de gré à gré‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬كيفية وإجراءات المناقصة ‪:‬‬
‫بالنسبة لتعريف املناقصة فهو نفسه يف القوانني ‪ ،‬حيث تشكل املناقصة" الشكل العام واإلج""راء‬
‫التقلي""دي إلب""رام الص""فقات" ‪ ،‬يك""ون مفتوحا إذا ك""ان كل من تت""وافر فيه الش""روط بإمكانه املش""اركة‬
‫‪72‬‬
‫فيه ويكون مقيدا إذا كان ال يشارك فيه إال األشخاص املرخص هلم من طرف اإلدارة‪.‬‬
‫كما جيدر لنا الرج ""وع إىل مفه ""وم املناقصة" على أهنا إج ""راء يس ""تهدف احلص ""ول على ع ""روض‬
‫عن طريق إقامة املنافسة بني املرشحني مع إسناد الصفقة وختصيص""ها للع""رض ال""ذي يق""دم أقل األمثان‬
‫‪ ،‬ل""ذا ف""إن س""عر الص""فقة طبقا هلذا اإلج""راء يتم حتدي""ده من ط""رف الش""خص املس""ئول عن الص""فقات"‬

‫‪ 70‬قدوج محامة ‪ :‬كيفية إبرام الصفقات العمومية يف القانون اجلزائري ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ ،‬طبعة ثانية ‪ ، 2006‬الساحة املركزية بن عكنون ‪ ،‬اجلزائر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪:‬‬
‫‪ ، 3‬ص ‪.6 – 4 :‬‬
‫‪ 71‬قدوج محامة ‪ :‬املرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪ ,16, 14:‬ص‪.26:‬‬
‫‪ 72‬ماري كرستني رولو ‪ :‬األساسي يف القانون اإلداري ‪,‬دار النشر قالنو ‪,1999 ,‬ص ‪.49:‬‬
‫العمومي""ة‪،‬وال جيوز ختص""يص الص""فقة" ملن يع""رض س""عرا يزيد عليه ويبقى" ه""ذا الس""عر س""را إىل الس""اعة‬
‫احملددة للمناقصة‪.73‬‬
‫وتبعا للكيفية فإن املناقصة تقوم على أربعة مراحل وتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة إقامة املنافسة بإش""هار الص""فقة" يف م""دة زمنية أقص""اها عش""رون يوما من الت""اريخ احملدد‬
‫الستالم" العروض وميكن ختفيض""ها إىل عش"رة أي"ام عند االس"تعجال ويتم اإلعالن عنها بواس""طة‬
‫الصحافة لو لصق اإلعالنات" يف األماكن العامة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة حتديد املواقف" اجتاه ه " ""ذه الص " ""فقة" ‪ ،‬وحتديد الع " ""روض حسب النم " ""وذج احملدد من‬
‫طرف اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة إجراء املنافسة وإرسائها من طرف مكتب" املناقصة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة املص"ادقة وإمتام التش"كيالت" اإلب"رام وهي آخر مراحل املناقصة وتتم من قبل املس"ئول‬
‫عن الصفقات‪".‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬كيفية وإجراءات العروض‬
‫إن املعي" " " " ""ار املس" " " " ""تخدم يف ه" " " " ""ذه الكيفية ال يقتصر فقط على معي" " " " ""ار الثمن بل ك " " ""ذلك على‬
‫م""ؤهالت تقنية حتددها اإلدارة ن ه""ذا ما جيعل ه""ذا اإلج""راء خيتلف عن املناقص""ات وال""ذي يس""تخدم‬
‫معي ""ار الثمن ف""اإلدارة طبقا هلذا اإلج""راء وتس ""تطيع اس ""تخدام املع""ايري اليت تراها أك ""ثر أمهية من معي ""ار‬
‫الثمن ‪ ،‬فباإلض""افة إىل مثن اخلدمة تأخذ اإلدارة بعني االعتب""ار تك""اليف االس""تخدام ‪ ،‬قيمتها التقنية" ‪،‬‬
‫الضمانات املالية واملهنية ‪ ،‬ومدة التنفيذ‪.‬‬
‫إن اإلدارة املتعاق""دة قد تس""تخدم مع""ايري إض""افية أخ""رى على املع""ايري املنص""وص" عليها يف ق""انون‬
‫الصفقات" العمومية ‪ ،‬كاملعايري اخلاصة بتشجيع التوظيف واملعايري خاصة بالتكوين" املهين‪.74‬‬
‫ومهما كانت اإلمكانيات املفتوحة" لتعريف معايري اإلس""ناد أو االنتف""اء" يف الص""فقات" العمومي""ة‪،‬‬
‫فإننا نسمح باالستنتاج أنه يف امليدان العملي ‪ ،‬فاملعيار الغالب يبقى" الثمن‪.75‬‬
‫وما ميكن ذك " ""ره أيضا يف ه " ""ذا اجملال أن اإلدارة تلجأ غالبا إىل إس " ""ناد الص " ""فقة ملن يق " ""دم أقل‬
‫األمثان تستند للعارض الذي يقدم أفضل العروض‪.76‬‬
‫وطبقا هلذه الكيفية" فإن طلب العروض تقوم على أربعة مراحل ‪:‬‬

‫‪ 73‬املادة ‪ 35‬من ق ص ع اجلزائري لسنة ‪ ، 67‬تقابل هذه املادة يف قانون الصفقات العمومية الفرنسي لسنة ‪ 1964‬املادة ‪.84‬‬
‫‪ 74‬قدوج محامة ‪ :‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪ ، 14 :‬ص ‪.36 - 26 :‬‬
‫‪ 75‬األستاذ شارلورو ‪ ،‬قانون العقود اإلدارية ‪ ،‬دار النشر العامة للقانون والقضاء ‪ ، 1999 ، ) L G D J ( ،‬ص ‪.356 :‬‬
‫‪ 76‬قدوج محامة ‪ :‬مرجع لسابق ‪ ،‬ص ‪ ، 37 :‬ص ‪ ، 50 – 40 :‬ص ‪.54 - 53 :‬‬
‫‪ -‬مرحلة إجراء املنافسة باإلعالن" عن طلب العروض‬
‫‪ -‬مرحلة تقدمي العروض وذلك بعد عشرين يوما من اإلعالن" عن طلب العروض‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة فحص وتس" " ""جيل الظ" " ""روف حسن ترتيبها ورودها يف دفرت خ" " ""اص وإس " ""ناد ه " ""ذه‬
‫الصفقة" املربمة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة املصادقة على الصفقة" وذلك باملوافقة على العرض‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬كيفية وإجراءات التراضي‬
‫لقد ع""رف املش""رع اجلزائ""ري ص""فقة بالرتاضي" تلك اليت تتن""افس فيها اإلدارة حبرية مع املق""اولني‬
‫واملوردين ال ""ذي تق ""رر التش ""اور معهم ‪ ،‬ومنح الص ""فقات" ملن ختت ""ار منهم‪ ، 77‬وكما قد تع ""رض أيضا‬
‫إىل ذكر احلاالت اليت جتيز لإلدارة اللجوء إىل إبرام الصفقات بالرتاضي" فيما يلي ‪:78‬‬
‫عن""دما ال ميكن احلص""ول على اخلدمات إال من مق""اول أو م""ورد فريد ح""ائز المتي""از‬ ‫‪-1‬‬
‫احتكار ‪ ،‬أو من مالك لرباءة االخرتاع‪.‬‬
‫عن األش ""غال أو التوري ""دات أو اخلدمات اليت عرضت على املنافسة ‪ ،‬ومل يتق ""دم يف‬ ‫‪-2‬‬
‫شأهنا أي عرض ن أو قدمت عروض ال ميكن قبوهلا‪.‬‬
‫يف ح""االت االس""تعجال الق""اهرة ‪ ،‬عن""دما ال يك""ون" هن""اك خطر وش""يك الوق""وع من‬ ‫‪-3‬‬
‫ش " ""انه أن يضر ب " ""أموال" املس " ""تثمرة يف مش " ""روع ق " ""ائم ‪ ،‬وال ميكن أن يتحمل املهمل‬
‫اخلاصة بااللتجاء إىل املنافسة‪.‬‬
‫عن خ""دمات النقل اليت يعهد هبا إىل املق""اولني العموم""يني للنقل عن اس""تئجار الس""فن‬ ‫‪-4‬‬
‫والتأمينات عن أنواع" الشحن التابعة هلا‪.‬‬
‫عن كل األش ""غال والتوري ""دات أو اخلدمات اليت تس ""تلزم الظ ""روف تنفي ""ذها" بص ""ورة‬ ‫‪-5‬‬
‫سرية‪.‬‬
‫إذا كانت الظ""روف تس""يري وح"دات القط""اع الع""ام املرتبة يف أص""ناف هلا األولوية" من‬ ‫‪-6‬‬
‫طرف اهليئة املركزية للتخطيط تتطلب توزيعا مسبقا للتوصيات العمومية‪".‬‬

‫‪ 77‬املادة ‪ 60‬من ق ص ع يف اجلزائر لسنة ‪.1967‬‬


‫‪ 78‬قدوج محامة ‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 37 :‬ص ‪ ، 50 – 40 :‬ص ‪.54 - 53 :‬‬
‫خاتمـ ــة ‪:‬‬
‫سلطت هذه الدراسة الضوء على جوانب متعددة لواقع املقاوالت يف اجلزائر عامة ويف‬
‫والية املسيلة خاصة ‪.‬‬
‫من خالل هذا العمل اتضح بأن" لقطاع املقاوالت" عالقة وطيدة بالتنمية يف أي جمتمع متقدم كان‬
‫أو نامي ‪ ،‬حيث تتميز بقوة املبادرة وأمهية املقاولة" يف الصناعة" واإلنتاج وتقدمي اخلدمات كعامل‬
‫مساعد ومتمم ضروري إىل جانب مؤسسات اإلنتاج الكربى فيمكن أن تقوم هذه املؤسسات‬
‫( املقاوالت" ) بالنشاطات املغذية أو املكملة للصناعات الكبرية واملتوسطة كما أنه بصفتها"‬
‫مؤسسات حملية فهي تستجيب ملتطلبات التنمية احمللية ومىت وجدت املقاولة عناية يف بلد إال‬
‫وسامهت يف تنمية القطاعات األخرى ‪.‬‬
‫ومنه فإنه توصلنا إىل االستنتاجات التالية واليت أجابت على التساؤالت اليت طرحنها يف مقدمة هذا‬
‫البحث ‪:‬‬
‫‪ -‬تعد املقاوالت الدافع اجلديد والقوي للقيام بالتنمية االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف قطاع املقاوالت" يف حل مشكلة البطالة حيث أن معظم الشباب لديهم مهارات‬
‫وأفكار إبداعية لكن املشكل هو عدم استعمال اإلمكانيات على أرض الواقع يف شكل‬
‫مقاوالت مؤسسات ومشاريع ويرجع ذلك إىل اخلوف من املخاطرة ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة إنشاء مقاولة بشكل منعزل خاصة فيما يتعلق بالفكرة والتمويل والتسيري ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد الشبه كلي على القطاع العام يف هياكل قطاع املقاوالت ذات التكاليف" الباهضة‬
‫والتسيري البريوقراطي‪ ",‬وما يصاحب ذلك غياب االحرتافية يف العمل وبالتايل أمهلت دور‬
‫القطاع اخلاص مما ساهم يف تراجع وتدهور قطاع املقاوالت" بشكل عام وان كان هذا‬
‫املشكل قد وجد طريقة للحل ولكن بصفة غري كافية ‪.‬‬
‫‪ -‬لقد حققت العديد من الدول اجنازات ال يستهان هبا من خالل الرتكيز على املقاوالت"‬
‫واليت أصبحت حتقق اجنازات ال على املستوى احمللي فقط وإمنا على املستوى الدويل خاصة‬
‫يف الدول العربية حيث أصبحت املقاوالت اليابانية واألمريكية" وغريها تنجز مشاريع‬
‫إسرتاتيجية يف الدول العربية يف حني تبقى" الدول العربية بعيدة نوعا ما عن نظريهتا يف‬
‫الدول ال نقول الغربية ولكن يف الدول اليت انطلقت مسريهتا التنموية بعد مسرية الدول‬
‫العربية مثل ماليزيا واندونيسيا‪ ...‬اخل‬
‫التوصيات ‪:‬‬
‫من خالل ماسبق من االستنتاجات ميكن تقدمي التوصيات التالية" ‪:‬‬
‫‪ -‬القضاء على العراقيل اليت تعيق املقاول خاصة املتعلقة باجلانب اإلداري واملايل من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة تعدد وسائل التمويل األخرى شركات التمويل التأجريي ورأس املال املخاطر‬
‫ومنحها امتيازات وحتفيزات جبائية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد الالمركزية يف منح القروض البنكية" مع احرتام األسقف احملددة باإلمجاع ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة التفكري يف تطوير السوق املايل وتكوين ثقافة االستثمار املايل حىت تصبح موارد‬
‫التمويل مرتفعة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تفعيل دور وكاالت وهيئات الدعم واملساندة اليت أنشئت" خصيصا للمقاوالت‬
‫كصندوق ضمان القروض‪.‬‬
‫‪ -‬معاجلة املشاكل اليت يعاين منها االقتصاد الوطين خاصة االقتصاد املوازي‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير حميط اقتصادي مشجع للمؤسسات املقاولة" وتوجيه مشرتيات الدولة هلذه‬
‫املؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع املبادرات الفردية لألشخاص يف تكوين مؤسسات املقاولة ‪.‬‬
‫‪ -‬توطيد العالقة بني املؤسسات الكبرية واملقاولة" عن طريق استعمال التحفيزات اجلبائية" من‬
‫خالل ختفيف اإلعفاءات" اجلبائية والشبه اجلبائية" وإلغاء البعض" منها مثل الدفع اجلزايف‪.‬‬
‫‪ -‬وضع القواعد واآلليات حلماية مؤسسات املقاولة" من املنافسة غري الشرعية ‪.‬‬
‫‪ -‬وضع إسرتاتيجية شاملة لتطوير قطاع املقاوالت ‪.‬‬
‫‪ -‬زرع ثقافة املقاول يف الربامج التعليمية والتكوينية" ‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الثقافة التضامنية يف أوساط املقاولني‪.‬‬
‫ويف األخري يبقى" البحث مفتوحا ملسامهات اآلخرين ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫الكتب باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -1‬جعلوك حممد علي‪:‬أعمال املقاوالت‪,‬دار الراتب اجلامعية‪,‬الطبعة األوىل‪,‬بريوت‪,‬لبنان‪.1999,‬‬
‫‪ -2‬زكي حسن‪:‬حماسبة تكاليف عقود املقاوالت" يف ضوء املعايري احملاسبية" الدولية‪,‬مؤسسة الوراق‬
‫للنشر و التوزيع‪,‬عمان‪,‬األردن‪.2000,‬‬
‫‪ -3‬زراوي صاحل فرحة‪:‬الكامل يف القانون التجاري اجلزائري‪ ,‬ديوان املطبوعات" اجلامعية‪,‬الساحة‬
‫املركزية بن عكنون‪,‬اجلزائر‪.1995,‬‬
‫‪ -4‬املصري أمحد حممد‪ :‬إدارة شركات املقاوالت‪,‬مؤسسة" شباب اجلامعة ‪ 40‬ش د مصطفى‬
‫مشرفة‪ ,‬اإلسكندرية‪,‬مصر‪.1998,‬‬
‫‪ -5‬عبد ربه حممد حممود‪,‬هاشم أمحد عطية‪:‬حماسبة" عن تكاليف العقود طويلة األجل‪,‬الدار اجلامعية‬
‫‪ 29‬شارع زكريا غنيم تانيس سابقا‪,‬اإلسكندرية‪,‬مصر‪.2000,‬‬
‫‪ -6‬قدوج محامة‪:‬كيفية إبرام الصفقات" العمومية يف القانون اجلزائري‪,‬ديوان املطبوعات"‬
‫اجلامعية‪,‬الطبعة الثانية‪,‬الساحة املركزية بن عكنون‪,‬اجلزائر‪.2006,‬‬
‫‪ -7‬الشافعي حامد‪,‬زكي حواس حممد‪:‬تكاليف املقاوالت" ‪,‬عامل الكتب شارع عبد اخلالق‬
‫ثروت‪,‬الطبعة الثالثة‪,‬القاهرة‪,‬مصر‪.1998,‬‬
‫الكتب باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪Marie Christine Roulou La base endroit administratif -8‬‬
‫‪.maison d'edition kalnon 1999‬‬
‫‪Rachl lerson droit du marché administratif la maison -9‬‬
‫‪.générale de droit et jugement 1999‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬بوزيدي عبد اجمليد‪:‬إقامة استثمارات اجلزائر حتول إىل سباق حواجز حقيقي‪,‬يومية" الشروق‬
‫اجلزائرية‪ 29,‬مارس ‪,2007‬العدد‪.1954‬‬
‫‪ -2‬فالح خلف الربيعي‪:‬الصناعات الصغرية" واملتوسطة يف العراق‪,‬جملة العلوم اإلنسانية‪,‬العدد‪,28‬‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -3‬قوقح نادية ‪:‬املؤسسات الصغرية" و املتوسطة الواقع و اآلفاق ‪,‬جملة علوم االقتصاد و التسيري‬
‫والتجارة‪,‬العدد‪, 14‬كلية العلوم االقتصادية و التسيري و التجارة‪,‬جامعة اجلزائر ‪.2006,‬‬
‫‪ -4‬القانون" ‪ 11/ 82‬املؤرخ يف ‪ 28‬أوت ‪ 1982‬املتضمن القانون األساسي" احلريف‪,‬اجلريدة الرمسية‬
‫‪,‬العدد‪.35‬‬
‫المداخالت‪:‬‬
‫‪ -1‬زيدان حممد‪,‬فورين حاج قويدر‪:‬ورقة مقدمة يف ملتقى الندوة الدولية حول املقاولة و اإلبداع"‬
‫يف الدول النامية‪,‬مخيس" مليانة‪,‬اجلزائر‪.2007,‬‬
‫‪ -2‬كيتوش" عاشور ‪,‬محادي نبيل‪:‬املقاولة" واإلبداع يف الدول النامية‪ ,‬ورقة مقدمة يف ملتقى الندوة‬
‫الدولية حول املقاولة و اإلبداع" يف الدول النامية‪,‬مخيس مليانة‪,‬اجلزائر‪.2007,‬‬
‫‪ -3‬ناصر مراد‪:‬دور ومكانة املقاول يف التنمية" اإلقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬ورقة مقدمة يف ملتقى الندوة‬
‫الدولية حول املقاولة و اإلبداع" يف الدول النامية‪,‬مخيس مليانة‪,‬اجلزائر‪.2007,‬‬
‫‪ -4‬صرارمة عبد الوحيد‪:‬آليات ومشاكل متويل املشاريع الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ,‬ورقة‬
‫مقدمة يف ملتقى الندوة الدولية حول املقاولة و اإلبداع" يف الدول النامية‪,‬مخيس مليانة‪,‬اجلزائر‪,‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -5‬قاسم شاوش سيدة‪ ,‬قاسم شاوش ملياء‪:‬املقاولة" و التمويل‪ ,‬ورقة مقدمة يف ملتقى الندوة‬
‫الدولية حول املقاولة و اإلبداع" يف الدول النامية‪,‬مخيس مليانة‪,‬اجلزائر‪.2007,‬‬
‫‪ -6‬شبايكي" سعدان‪:‬معوقات تنمية و ترقية املؤسسات الصغرية و املتوسطة" يف اجلزائر‪ ,‬ورقة‬
‫مقدمة يف ملتقى الندوة الدولية حول املقاولة و اإلبداع" يف الدول النامية‪,‬مخيس مليانة‪,‬اجلزائر‪,‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -7‬شعيب" بونوة‪,‬بوزيدي سعاد‪:‬املقاوالت" و التنمية اإلقتصادية حالة املؤسسات الصغرية" و‬
‫املتوسطة" لوالية تلمسان‪ ,‬ورقة مقدمة يف ملتقى الندوة الدولية حول املقاولة" و اإلبداع يف الدول‬
‫النامية‪,‬مخيس مليانة‪,‬اجلزائر‪.2007,‬‬
‫اإلنترنت‪:‬‬
‫‪ -1‬احملامي" طارق سليمان سليمان" عقد املقاولة" تعريفه و خصائصه" يف موقع‪:‬‬
‫‪mag.coensy.com‬‬
‫‪ -2‬بدر الزايدي "عقود املقاوالت" اإلنشائية" يف موقع‪www.homekw.com:‬‬
‫‪ -3‬منتديات ستار تاميز يف موقع‪www.startimes2.com:‬‬

You might also like