Professional Documents
Culture Documents
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
:أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ :ﻣﺸﺮﻓـﺎ ورﺋﻴﺴﺎ د .أﺣﻤﺪ اﺟﻮﻳﻴﺪ
د .ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﺘﻴﻮي ﻣﺸﻜﻮري :أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ :ﻋﻀﻮا
:أﺳﺘﺎذ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ :ﻋﻀﻮا ذ .ﺟﻌﻔﺮ اﻟﻌﻠﻮي
اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ
1427 – 1426ھـ
2006 – 2005م
1
ﻟﻤﺴــﺔ وﻓــــﺎء
ﻟﻮ أن ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺗﺄﻣﻞ ﻛﻞ ﺑﻨﺖ ﺷﻔﺔ ﯾﻨﻄﻘﮭﺎ ،وﻛﻞ ﺣﺮف ﯾﺠﺮه اﻟﻘﻠﻢ
ﻣﻦ ﺑﯿﻦ أﻧﺎﻣﻠﮫ ،ﻷدرﻛﻨﺎ ﻋﻈﻢ ﻧﻌﻢ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﯿﻨﺎ ،إذ ﺳﺨﺮ ﻟﻨﺎ رﺟﺎﻻ وﻧﺴﺎء
أﻗﻞ ﻣﺎ وﺻﻔﻮا ﺑﮫ أﻧﮭﻢ رﺳﻞ.
ﻓﻠﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ أﺑﺠﺪﯾﺎت اﻟﻠﻐﺔ.
ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﻛﯿﻒ أﻓﻜﺮ .
ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﻛﯿﻒ أﻛﺘﺐ.
ﻟﻜﻞ ﻣﻦ وﺟﮭﻨﻲ وﻧﺼﺤﻨﻲ.
ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ وﻟﻢ ﯾﻮﺻﺪ اﻟﺒﺎب ﻓﻲ وﺟﮭﻲ ﻣﻦ أﺳﺎﺗﺬﺗﻲ اﻷﺟﻼء
وﻣﻮظﻔﻲ ﺧﺰاﻧﺔ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺑﻔﺎس وﻣﺤﺎﻓﻆ ﺧﺰاﻧﺔ ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺸﺮﯾﻌﺔ واﻟﺨﺰاﻧﺔ
اﻟﻮطﻨﯿﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ،وﻛﺬا اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء .
ﻟﻤﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ أن ﻣﻨﮭﺠﯿﺔ ﺗﻘﺪﯾﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ أﺳﻤﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻧﻔﺴﮭﺎ .
ﻟﻤﻦ ﻋﻠﻤﻨﻲ أن اﻟﺸﻜﻞ ﻣﺎ ھﻮ إﻟﻰ ﻣﺮآة ﻟﻠﻤﻀﻤﻮن ،وأن اﻟﻤﻀﻤﻮن
ﯾﻄﻔﻮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﻓﯿﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺸﻜﻞ.
ﻟﻤﻦ ﺷﺮﻓﻨﻲ ﺑﺎﻻﻧﺨﺮاط ﻓﻲ ﺧﻠﯿﺔ ﻋﻤﻞ وﻛﺪ ﻻ ﯾﻨﻀﺐ ﻣﻌﯿﻨﮭﺎ
ﺧﻠﯿﺔ ﻣﻜﻨﺘﻨﻲ ﻣﻦ اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮ ،وطﺮق ﺑﺎﺑﮫ ﻓﺘﻌﺮﻓﺖ
وﻋﺮﻓﻮﻧﻲ ،وأﺧﺬت وأﻋﻄﻮﻧﻲ.
ﺧﻠﯿﺔ ﻋﻠﻤﻨﻲ ﻓﯿﮭﺎ أﺳﺘﺎذي وواﻟﺪي اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﺘﯿﻮي
ﻣﺸﻜﻮري أن ﻣﻦ أراد اﻟﻌﻠﻰ ﺳﮭﺮ اﻟﻠﯿﺎﻟﻲ ،وأن اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﺒﺎﺣﺚ إﻧﻤﺎ ھﻮ
ﺻﺤﻔﻲ ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺴﺒﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ،ﯾﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺠﺪﯾﺪ ،ﯾﻠﺘﻘﻂ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ
ﺑﻌﺪ ﺗﻤﺤﯿﺼﮭﺎ واﻟﺘﻮﺛﻖ ﻣﻦ ﻣﺼﺪرھﺎ ﺧﻠﯿﺔ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻓﯿﮭﺎ أن اﻟﻘﺎﻧﻮن ﯾﺒﻘﻰ ﺟﺴﺪا
ﺑﺪون روح إذا ﻟﻢ ﯾﺪرس ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺑﻌﺎد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ واﻟﻨﻔﺴﯿﺔ.
ﻷﺳﺘﺎذي اﻟﻔﺎﺿﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﺣﻤﺪ اﺟﻮﯾﯿﺪ ،اﻟﺬي ﻏﻤﺮﻧﻲ ﺑﺮﻋﺎﯾﺘﮫ
وﺷﺮﻓﻨﻲ ﺑﺘﺄطﯿﺮه ،وزودﻧﻲ ﺑﺘﻮﺟﯿﮭﺎﺗﮫ وﻧﺼﺎﺋﺤﮫ اﻟﻘﯿﻤﺔ .
ﻹﺧﻮاﻧﻲ وأﺧﻮاﺗﻲ طﻠﺒﺔ وﺣﺪة اﻷﺳﺮة واﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﺬﯾﻦ
واﻟﻠﻮاﺗﻲ ﺷﺮﻓﺖ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء إﻟﯿﮭﻢ ،ﻧﻈﺮا اﻟﺮوح
اﻻﻧﻀﺒﺎط اﻟﺘﻲ ﯾﺘﺤﻠﻮن ﺑﮭﺎ وﺟﺪﯾﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﯾﻘﻮﻣﻮن
ﺑﮫ وﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻀﺢ واﻟﻮﻋﻲ اﻟﺬي وﺻﻠﻮا إﻟﯿﮫ وﻗﯿﻢ
اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ واﻟﺘﻌﺎون اﻟﺴﺎﺋﺪة ﺑﯿﻨﮭﻢ.
ﻟﻜﻞ اﻟﺼﺪﯾﻘﺎت اﻟﻠﻮاﺗﻲ اﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﻣﻌﮭﻦ اﻟﻠﺤﻈﺎت
اﻟﺠﻤﯿﻠﺔ
ﻓﻠﻜﻞ ھﺆﻻء اﻧﺴﺎب اﻟﻤﺪاد ﻣﻦ ﻗﻠﻤﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ ﻓﺨﻂ ھﺬه
اﻟﻌﺒﺎرات ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻠﻤﺴﺔ :ﻟﻤﺴﺔ وﻓﺎء.
2
إھـــــــــﺪاء
ﻣﺎ وﺟﺪت أﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ إھﺪاء أﻋﺒﺮ ﺑﮭﺎ ﻋﻤﺎ ﯾﺨﺘﻠﺞ ﻓﻲ ﺻﺪري اﺗﺠﺎه.
ﻣﻦ أوﺻﺎﻧﻲ ﺑﮭﻤﺎ رﺑﻲ وأﻣﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎء ﻟﮭﻤﺎ
واﻟﺪي وﻣﻌﻠﻤﻲ ﻧﺒﻊ اﻟﻌﻄﺎء أطﺎل ﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮه
واﻟﺪﺗﻲ اﻟﺤﻀﻦ اﻟﺪاﻓﺊ ،رﻣﺰ اﻟﺘﻀﺤﯿﺔ أﻣﺪ ﷲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮھﺎ
أﺧﻲ ﺣﻤﯿﺪ اﻟﺬي أﺣﺒﺒﺖ اﻟﺤﻘﻮق ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ
أﺧﻲ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﺬي ﺣﻔﺰﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﻄﺎء رﻛﺐ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯿﺎ
أﺧﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺬي ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫ أن اﻟﺪراﺳﺔ ﻻ ﺣﺪود ﻟﮭﺎ
أﺧﻲ ﺟﻮاد اﻟﺬي ﻗﺮب ﻣﻨﻲ ﻧﺎﻓﺬة اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻲ وﺟﻌﻠﮭﺎ ﻣﻞء ﯾﺪي
أﺧﺘﻲ ﺳﻌﺎد اﻟﺘﻲ ﻏﻤﺮﺗﻨﻲ ﺑﺘﺸﺠﯿﻌﺎﺗﮭﺎ ودﻋﺎﺋﮭﺎ ﻟﻲ
أﺧﺘﻲ ودﯾﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﯿﺮ ﺟﻠﯿﺴﺔ
أﺧﺘﻲ رﺟﺎء اﻟﺘﻲ أﺗﻤﻨﻰ ﻟﮭﺎ ﻛﻞ اﻟﺘﻮﻓﯿﻖ واﻟﻨﺠﺎح
ﻟﺰوج أﺧﺘﻲ أﺣﻤﺪ ﯾﺎﺳﯿﻦ
ﻟﺰوﺟﺎت إﺧﻮاﻧﻲ :ﺛﺮﯾﺔ ،أدﯾﺒﺔ ،إﻟﮭﺎم اﻟﻠﻮاﺗﻲ أرﺣﺐ ﺑﮭﻦ ﻓﻲ
أﺳﺮﺗﻨﺎ
ﻟﺒﺮاﻋﻢ اﻷﺳﺮة اﻟﺼﻐﺎر :زﯾﺎد ،زﯾﻨﺐ ،ﺷﯿﻤﺎء ،ﺣﻤﺰة ،رﯾﺎن .
ﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮة ﻣﻦ ﻋﻤﺎﺗﻲ وأﺧﻮاﻟﻲ وﺧﺎﻻﺗﻲ
ﻛﻞ طﻔﻞ ﯾﻠﺘﺤﻒ اﻟﺴﻤﺎء وﯾﻔﺘﺮش اﻷرض
ﻟﻜﻞ ﺷﮭﺪاء ﻓﻠﺴﻄﯿﻦ واﻟﻌﺮاق
ﻓﻠﻜﻞ ھﺆﻻء أھﺪي ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ
3
ﺷﻜ ـﺮ ﺧ ـﺎص
ﻻ ﯾﺴﻌﻨﻲ وأﻧﺎ أﺿﻊ آﺧﺮ اﻟﻠﻤﺴﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻲ اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ
ھﺬا إﻻ أن أﺗﻘﺪم ﺑﺸﻜﺮي اﻟﺨﺎﻟﺺ إﻟﻰ :
أﺳﺘﺎذي أﺣﻤﺪ اﺟﻮﯾﯿﺪ اﻟﺬي ﻛﻔﻠﻨﻲ ﺑﺪﻋﻤﮫ ﻣﻦ ﺧﻼل
ﺗﻮﺟﯿﮭﺎﺗﮫ وﻧﺼﺎﺋﺤﮫ اﻟﻘﯿﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺒﺮاﺳﺎ ﻟﻲ طﯿﻠﺔ ﺑﺤﺜﻲ .
أﺳﺘﺎذي ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﺘﯿﻮي ﻣﺸﻜﻮري وأﺳﺘﺎذي ﺟﻌﻔﺮ
اﻟﻌﻠﻮي اﻟﻠﺬان ﺷﺮﻓﺎﻧﻲ ﺑﻌﻀﻮﯾﺘﮭﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ھﺬا اﻟﻌﻤﻞ
اﻟﻤﺘﻮاﺿﻊ .
ﻛﻤﺎ أﺗﻘﺪم ﺑﺸﻜﺮي اﻟﺠﺰﯾﻞ إﻟﻰ :
اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪي رﺋﯿﺲ ﻗﺴﻢ ﻗﻀﺎء اﻷﺳﺮة ﺑﻔﺎس
اﻷﺳﺘﺎذ ﺧﺎﻟﺪ ﻛﺘﺎري رﺋﯿﺲ ﻗﺴﻢ ﻗﻀﺎء اﻷﺳﺮة ﺑﺴﻄﺎت.
اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺤﻤﺪ زﺑﺎرﻧﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﺑﻘﺴﻢ ﻗﻀﺎء اﻷﺳﺮة ﺑﻔﺎس .
اﻷﺳﺘﺎذ ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺰروﻗﻲ ﻗﺎﺿﻲ ﺑﻘﺴﻢ ﻗﻀﺎء اﻷﺳﺮة
ﺑﻔﺎس .
اﻷﺳﺘﺎذة وﻓﺎء ﺑﻨﺎﻧﻲ ﻧﺎﺋﺒﺔ وﻛﯿﻞ اﻟﻤﻠﻚ ﺑﻘﺴﻢ ﻗﻀﺎء اﻷﺳﺮة
ﺑﻔﺎس .
اﻷﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻲ ﺣﻀﺮوﻧﻲ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺑﮭﯿﺌﺔ اﻟﻤﺤﺎﻣﯿﻦ ﺑﻔﺎس
وأﺳﺘﺎذ زاﺋﺮ ﺑﻜﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺑﻔﺎس.
اﻟﺴﯿﺪة ﻟﻄﯿﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺒﺨﻞ ﻋﻠﻲ ﯾﻮﻣﺎ ﺑﺪﻋﻮاﺗﮭﺎ وﻣﺴﺎﻋﺪﺗﮭﺎ
4
وﻗﻞ رﺑﻲ زدﻧﻲ ﻋﻠﻤﺎ
5
114 ﺳﻮرة طﮫ اﻵﯾﺔ
ﻣﻘﺪﻣـــﺔ :
ﺗﻌد اﻷﺳرة اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻷﺳﺎس ﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻟﻌل ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي
ﺗﺣظﻰ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب ﺗوﻓﯾر ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،وﻣن ﺛم
ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻓراد اﻟﻣﻛوﻧﯾن ﻟﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﺧﻠﯾﺔ ﺑﺎت ﯾﺗﻬددﻫﺎ ﺧطر اﻟطﻼق ﺑﺣدة ،ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ظﺎﻫرة ﺗﻧﺧر
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
واﻟطﻼق ﺣﺳب ﺗﻌرﯾف اﺑن ﻋرﻓﺔ ﻫو ﺻﻔﺔ ﺣﻛﻣﯾﺔ ﺗرﻓﻊ ﺣﻠﯾﺔ ﻣﺗﻌﺔ اﻟزوج ﺑزوﺟﺗﻪ
ﻣوﺟب ﺗﻛررﻫﺎ ﻣرﺗﯾن ﺣرﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل زوج.1
واﻟطﻼق ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻻ ﯾﺧص اﻟزوﺟﯾن ﻓﻘط ٕواﻧﻣﺎ ﺗﻣﺗد آﺛﺎرﻩ إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻷﻧﻪ
ﺗﻘوﯾض ﻟﺑﻧﺎء اﻷﺳرة ﻣن أﺑﻧﺎء وزوﺟﯾن وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﻣن ﺗﺑﻌﺎت ﻣﺎدﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ.
-ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻌﺟوز ،أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻓق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣطﺑﻌﺔ 1
6
ﻓواﻗﻌﺔ اﻟطﻼق ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﺗﺻرف ﺛﻧﺎﺋﻲ ﺑل ﻫو ﺗﺻرف اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﻧﻌﻛس آﺛﺎرﻩ
ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺳﻲء إﻟﻰ اﺳﺗﻘ اررﻩ وطﻣﺄﻧﯾﻧﺗﻪ ، 1إﻻ أﻧﻪ ﻣﻊ ذﻟك ﯾﻛون ﺣﻼ ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻷﺣﯾﺎن.
ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ،أﺟﺎزت اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟطﻼق ﺑﺂﯾﺎت ﻣن ﻛﺗﺎب اﷲ وﺑﺄﺣﺎدﯾث
ﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣطﻬرة ،وﻟﻛن وﻓق ﺿواﺑط ﺷرﻋﯾﺔ.
ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ :اﻟطﻼق ﻣرﺗﺎن ﻓﺈﻣﺳﺎك ﺑﻣﻌروف أو ﺗﺳرﯾﺢ ﺑﺈﺣﺳﺎن .2
3
وﻣن أﺣﺎدﯾﺛﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم " :أﺑﻐض اﻟﺣﻼل إﻟﻰ اﷲ ﻋز وﺟل اﻟطﻼق"
"ﺗزوﺟوا وﻻ ﺗطﻠﻘوا ﻓﺈن اﻟطﻼق ﯾﻬﺗز ﻣﻧﻪ اﻟﻌرش" ،4وﻗوﻟﻪ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻼم " :أﯾﻣﺎ اﻣـرأة
-أﺣﻣد اﻟﺧﻣﻠﯾﺷﻲ :اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟزواج واﻟطﻼق ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟطﺑﻌﺔ 1
-اﻟﺣدﯾث رواﻩ أﺑو داود واﺑن ﻣﺎﺟﺔ ﻋن اﺑن ﻋﻣر ،ﻧﯾل اﻷوطﺎر ﻟﻠﺷوﻛﺎﻧﻲ ،ج ، 4ص .233 : 3
7
ﺳﺄﻟت زوﺟﻬﺎ اﻟطﻼق ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺎ ﺑﺄس ﻓﺣرام ﻋﻠﯾﻬﺎ راﺋﺣﺔ اﻟﺟﻧﺔ " .1
وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ٕ :وان ﻋزﻣوا اﻟطﻼق ﻓﺈن اﷲ ﺳﻣﯾﻊ ﻋﻠﯾم .2
ﻓﻬذﻩ اﻟﻧﺻوص ﻣن اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ ،ﺗدل ﻋﻠﻰ أن اﻟطﻼق ٕوان ﻛﺎن ﻣﺷروﻋﺎ إﻻ أﻧﻪ
3
ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻪ إﻻ ﻋﻧد اﻟﺿرورة اﻟﻘﺻوى وذﻟك ﻟﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻫدم ﻟﻸﺳرة
دوﻧﻣﺎ ﺳﺑب ﻣﺷروع ،ﻛﻣﺎ أن اﻟزوج اﻟذي ﯾﺣﺗﺎط ﻟﻌﻘﯾدﺗﻪ وﻟدﯾﻧﻪ ﯾﻔﻛر ﻣﻠﯾﺎ ﻗﺑل ﺗوﻗﯾﻊ اﻟطﻼق
ﺧوﻓﺎ ﻣن اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻣﺣظور اﻟذي ﯾﺣرم ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣن ﺷم راﺋﺣﺔ اﻟﺟﻧﺔ واﻻﻗﺗراب ﻣﻧﻬﺎ . 4
وﺗﻘﻠﯾﻼ ﻣن آﺛﺎر اﻟطﻼق ﻋﻣدت اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾدﻩ ﻣن ﺧﻼل ﻓرض
اﻟﺗﺣﻛﯾم اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ٕ :وان ﺧﻔﺗم ﺷﻘﺎق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﺎﺑﻌﺛوا ﺣﻛﻣﺎ ﻣن أﻫﻠﻪ
وﺣﻛﻣﺎ ﻣن أﻫﻠﻬﺎ إن ﯾرﯾدا إﺻﻼﺣﺎ ﯾوﻓق اﷲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.5
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻟطﻼق ﺧﻼل ﻓﺗ ارت اﻟﻌﺎدة اﻟﺷﻬرﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻛل ﻓﺗرة طﻬر ﺑﻣﺟرد
وﻗوع اﻟﻣﺳﯾس ﻓﯾﻬﺎ ،ﻣﻊ ﻓرض ﺑﻘﺎء اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﻌدة ،ﺣﺗﻰ ﺗﻛون
ﻓﺗرة ﻹﻋﺎدة ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻧﻔس ،وﻓرﺻﺔ ﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣن ﺟدﯾد ،ﯾﻘول ﺗﻌﺎﻟﻰ :
واﻟﻣطﻠﻘﺎت ﯾﺗرﺑﺻن ﺑﺄﻧﻔﺳﻬن ﺛﻼﺛﺔ ﻗروء ،وﻻ ﯾﺣل ﻟﻬن أن ﯾﻛﺗﻣن ﻣﺎ ﺧﻠق اﷲ ﻓﻲ
أرﺣﺎﻣﻬن إن ﻛن ﯾوﻣن ﺑﺎﷲ واﻟﯾوم اﻵﺧر ،وﺑﻌوﻟﺗﻬن أﺣق ﺑردﻫن ﻓﻲ ذﻟك ،إن أرادوا
إﺻﻼﺣﺎ ،وﻟﻬن ﻣﺛل اﻟذي ﻋﻠﯾﻬن ﺑﺎﻟﻣﻌروف .6
ﻛﻣﺎ ﻗﯾد اﻟﺷﺎرع اﻟطﻼق ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫـو ﺧﺎص
ﺑﺎﻟﻣرأة ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﻣطﻠﻘﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺧﺎص ﺑﺎﻷطﻔﺎل ﺑﺻﻔﺗﻬم ﻣﺣﺿوﻧﯾن .
-ﻋن ﺛوﺑﺎن رواﻩ اﻟﺧﻣﺳﺔ إﻻ اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ :ﻧﯾل اﻷوطﺎر ﺷرح ﻣﻧﺗﻘﻰ اﻷﺧﺑﺎر ﻟﻠﺷوﻛﺎﻧﻲ ﻛﺗﺎب اﻟطﻼق ،ﺟزء اﻟﺳﺎدس ،ص 1
.233 :
-ﺳورة اﻟﺑﻘرة ،اﻵﯾﺔ .227 : 2
-ﻣﺣﻣد اﺑن ﻣﻌﺟوز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 177 :وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ. 3
8
واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﯾﯾم ﻣﺣﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻘود وﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد وﺗﻧظﻣﻬﺎ ﻗواﻧﯾن اﻷﺣوال اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ أو ﻗواﻋد اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت.
ﻟﻛن وﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣوﻗﻊ ﺿﻣن ﺣﻘوق اﻷﺳرة ،اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻏﯾر ﻣﺎﻟﯾﺔ ،
ﺛﺎر اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد
وﺣﯾث إن ﻟﻠطﻼق آ ا
ﺗﻠك اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻘب إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق.
ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣن ﻧﺻﯾب اﻟﻣرأة اﻟﻣﺗزوﺟﺔ واﻷطﻔﺎل ،إذ ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣرأة
اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت طﯾﻠﺔ ﻓﺗرة اﻟﻌدة ،أو إﻟﻰ أن ﺗﺿﻊ ﺣﻣﻠﻬﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻣل.
أﻣﺎ اﻷطﻔﺎل أو اﻟﻣﺣﺿوﻧﯾن ﻓﯾﺳﺗﺣﻘون ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،إﻟﻰ ﺣﯾن ﺑﻠوﻏﻬم ﺳن
اﻟرﺷد ،أو إﻟﻰ ﺳن اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻌﺷرﯾن إذا ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﺎﺑﻌون دراﺳﺗﻬم ) ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ( أو
إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ زواج اﻟﺑﻧت أو ﺗوﻓرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺳب ) اﻟﻣﺎدة .(198
ﻟﻛن وﻗﺑل اﻟﺧوض ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ،ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺗﻧظﯾم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠطﻼق ﻋرف ﺗﻌدﯾﻼت ﻣﻬﻣﺔ ﻣن ﺟواﻧب ﻣﺗﻌددة.
ﻓﺑﻌد ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟطﻼق ﺣﻼ ﻟﻌﻘد اﻟﻧﻛﺎح ﺑﺈﯾﻘﺎع اﻟزوج أو وﻛﯾﻠﻪ أو ﻣن ﻓوض ﻟﻪ ﻓﻲ ذﻟك
أو اﻟزوﺟﺔ إن ﻣﻠﻛت ﻫذا اﻟﻌﻘد أو اﻟﻘﺎﺿﻲ وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 44ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة أﺻﺑﺢ ﯾﻣﺎرس ﻣن طرف اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ ﻛل ﺑﺣﺳب ﺷروطﻪ وﻟﻛن ﺗﺣت
ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 78ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻫذﻩ اﻟﻣراﻗﺑﺔ ﺟﻌﻠت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻻ
ﺗﻌﺗرف ﺑﺎﻟطﻼق اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻠف ﺑﺎﻟﯾﻣﯾن أو اﻟﺣرام وﻛذا اﻟﻣﻌﻠق ﻋﻠﻰ ﻓﻌل ﺷﻲء أو ﺗرﻛﻪ
اﻟﻣﺎدة ) 91و (93ﺑﺧﻼف ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗد ﺑﺎﻟطﻼق
اﻟﻠﻔظﻲ ) اﻟﻔﺻل ( 46ﻣﻊ ﺗﻧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام ﺷرﻋﯾﺔ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟطﻼق ،وذﻟك ﺑﻣوﺟب )
اﻟﻔﺻل ( 47ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺟﺑر اﻟزوج
ﻋﻠﻰ اﻟرﺟﻌﺔ إذا وﻗﻊ اﻟطﻼق واﻟﻣرأة ﺣﺎﺋض اﻟﺷﻲء اﻟذي ﻟم ﺗﻛرﺳﻪ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة .
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺣرﺻت ﻓﯾﻪ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ
واﻷطﻔﺎل ،وذﻟك ﺑﺎﺷﺗراطﻬﺎ إﯾداع اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
9
اﻹذن ﺑﺎﻹﺷﻬﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق ،ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟذي ٕوان ﻛﺎن ﻗد اﺷﺗرطﺗﻪ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة إﻻ أﻧﻪ
ﻟم ﯾﺗم اﺳﺗﺣﺿﺎرﻩ ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق.
ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣرأة اﻟﺻداق اﻟﻣؤﺧر إن وﺟد وﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻌﺗدة
واﻟﻣﺗﻌﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺳﻛن ﻟﻘﺿﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌدة ،أو ﺗﺣدﯾد ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌذر ذﻟك إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت ﻣن ﺟﻬﺎز وﺷوار وﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺛروة اﻷﺳرة اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة
اﻟزوﺟﯾﺔ ،إن ﺗم ﺗوﺛﯾق ذﻟك ﻓﻲ ﻋﻘد.
إذ ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر إﺟراءا ﺟدﯾدا أﺗت ﺑﻪ اﻟﻣدوﻧﺔ ،وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺎ أﺳﻣﺗﻪ ﺑﺗدﺑﯾر
اﻷﻣوال اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎم اﻟزوﺟﯾﺔ واﻟذي ﯾﺿﻣن ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻟزواج.
أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻷطﻔﺎل ﻓﻘد ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ أﺟرﺗﻲ اﻟرﺿﺎع واﻟﺣﺿﺎﻧﺔ،
وﺟﻌل ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺳﻛن ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ.
ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ،ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻣن ﻣﻧطﻠق اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻣن ﻣﻧطﻠق
اﻟﻘﺎﻧون ،ﺣﯾث ﻋﻣل اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ،ﻣﻊ إﻗ اررﻩ ﻟﻧوع ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت
ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻷداء ٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﺷوﺑﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ،وﻋدم اﻟﺗﺣدﯾد ﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون اﻷب أو اﻟزوج ﻋدﯾم اﻟدﺧل ،أو
ﻏﯾر ﻣوظف.
ﻛﻣﺎ رﺗب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻣﺗﻧﺎع اﻷب أو اﻟزوج ﻋن أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻘوﺑﺔ ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ،
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣﺳطرة ،إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 480ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳطرة ﺗﺑﻘﻰ ﻋدﯾﻣﺔ اﻟﺟدوى ﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة ،ﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ
ﯾﻛون اﻟزوج أو اﻷب ﻣﻌﺳرا ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌطل ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال
ﻣﺣط ﻧﻘﺎش ﻓﻘﻬﻲ.
وﺣرﺻﺎ ﻣن اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻷطﻔﺎل اﻟطﻼق ،ﺟﻌل ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺳﻛﻧﻰ
ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺔ ،وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻹﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟطﻔل اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻣﻐرب ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ،
10
ﻣن ﻣﻧطﻠق ﺗوﻗﯾﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻷﻣﻣﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟطﻔل واﻟﻧﻲ اﻧﻔﺗﺢ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ
اﻷﺳرة ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ )اﻟﻣﺎدة .(54
ﻟﻛن اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻫو اﻟذي ﯾﺑﯾن ﻣدى ﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻫذا اﻷﺧﯾر
ﯾﺻﻌب ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ ﻧظ ار ﻟﺣداﺛﺔ اﻟﺗﺟرﺑﺔ وﻧدرة اﻻﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،إﻻ
أﻧﻪ وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ،ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﺑﻌض
ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗوﺣﻲ ﺑﺑﻌض اﻟﺻور ٕوان ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻠوﻫﺎ ﺑﻌض اﻟﺿﺑﺎﺑﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﻊ
ذﻟك ﺗﻔﯾد ﻓﻲ أﺧذ ﻧظرة أوﻟﯾﺔ ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺎﻣل اﻟﺳﺎدة اﻟﻘﺿﺎة ﻣﻊ ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﺗﻲ ٕوان ﻛﺎﻧت ﻋرﻓت ﺑﻌض اﻻرﺗﻔﺎع ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ إﻻ أن ﻫذﻩ
اﻟﻣﯾزة ﻣﺎ ﺗﺑرح ﺗزول أﻣﺎم ﻗﺻر ﻣدة اﻟﻌدة ،وﻏﯾﺎب اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺗﺄﻣﯾن اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ،
زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯾر ﻧوع اﻟطﻼق ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﺧﻠﻌﯾﺎ .
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻷطﻔﺎل ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻌرف ﺗﻐﯾ ار ﻣﻠﺣوظﺎ ﻋﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ظل ﺗطﺑﯾق
اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة ،اﻟﻠﻬم إﻻ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﻔﺻل ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺳﻛن ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌل
ﺣﻘوﻗﻬم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ وﻗﺎﺻرة ﻋن ﺗﻠﺑﯾﺔ أﺑﺳط اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ
ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﯾب ﻓﻲ ﻣﺳطرة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ،أو ﺑطء ﺗﻧﻔﯾذ أو اﻧﻌداﻣﻪ ﺣﺗﻰ.
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻔﺳر ﻣﺣدودﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻗﺎﺻرة ﻋن ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت
اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ واﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﻏﯾﺎب اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺟﺎوز ﻣظﺎﻫر اﻟﻘﺻور اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ
ﺳﺎﺑﻘﺎ .
ﻓﺎﻹﺳراع ﺑﺈﺣداث ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،ﯾﺑﻘﻰ ﻣن أﻫم اﻟﺣﻠول اﻵﻧﯾﺔ واﻟﺑراﻛﻣﺎﺗﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض ﺿرورﺗﻬﺎ ﺑﺣدة ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺣﺗم ﻓﯾﻪ ﻣﻧطق اﻷوﻟﯾﺎت ،ﺗوﺟﯾﻪ ﺗدﺧل
اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق ﻟرد ﻛل طﻼق ﺑدﻋﻲ ﻻ ﯾواﻓق اﻟﺳﻧﺔ وﻻ
ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ واﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻛﺗﺎب واﻟﺳﻧﺔ ،ﻫذان اﻟﻣﺻدران اﻟﻠذان
ﺟﻌﻼ اﻟﺗﺣﻛﯾم ٕواﺻﻼح ذات اﻟﺑﯾن ﺧطوطﺎ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑل ﻗﯾدا ،إن ﺻﺢ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻊ
اﻟطﻼق ،ﺣﯾث اﻟﻣرور ﺑﻬﻣﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺑﻠوغ ﻏﺎﯾﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻧوﻧﺔ اﻷﺳرة وﻣن ﺛم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .
11
وﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻫﻲ اﻷﺧرى ﺳﺎرت ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﻬﺞ وﺣﺎﻓظت ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ
واﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن ﻓﻲ إطﺎر ﺳﻌﻲ اﻟﻣﻐرب اﻟﺣﺛﯾث ﻧﺣو وﻟوج رﻛب اﻟطرق
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت1ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻷﺳرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ .
ﻟﻛن اﻷﻣل ﻣﻌﻘود ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻌﯾل ﻧﻬﺞ ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻛون ﻣﺻﯾرﻫﺎ اﻟﺗﻬﻣﯾش.
وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣوﺿوع اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة ﺳﺑﻘت ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ٕوان ﻛﺎن ﻓﻲ ﻧطﺎق أوﺳﻊ
ﺣﯾث ﺷﻣل اﻟﻣرأة ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ زوﺟﺔ وﻣطﻠﻘﺔ وأرﻣﻠﺔ.
وﻋﻣوﻣﺎ اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻬم آﺛﺎر اﻟطﻼق ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﺣﺿﺎﻧﺔ واﻟﻣﺗﻌﺔ ﺗداوﻟﻬﺎ
وﻋﺎﻟﺟﻬﺎ ﻋدة ﺑﺎﺣﺛﯾن.
واﺧﺗﯾﺎري ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻟم ﯾﺄت ﻣن أﺟل ﺗﻛرار ﻣﺎ ﻋوﻟﺞٕ ،واﻧﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ إطﺎر دورة
اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﺳﻣﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﺛم إن اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻋوﻟﺟت ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﺑﺣوث اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺗﻐﯾرت ﺑﻔﻌل ﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻗﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟﺟدة واﻷﻫﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﺎرﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر أي ﻣوﺿوع ﻓﺈن ﻣوﺿوع
ﺑﺣﺛﻲ ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺳﺑق ﺗداوﻟﻪ ﻓﻬو ﯾﺑﻘﻰ ﻣوﺿوﻋﺎ ﻗدﯾﻣﺎ ﺟدﯾدا ،وﻟﻌل ﺟدﺗﻪ ﺗﺳﺗﻣد
أﺳﺎﺳﺎ ﻣن اﻟﺗﻌدﯾﻼت واﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻬﺎ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،واﻟﻘراءة اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ
طﺑﻌت ﺑﻧودﻫﺎ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ أﻋﻘﺑت ﺻدور ﻫذﻩ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل
ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻛذا ظﻬﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
أﻣﺎ أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﺄﻋﺗﻘد أﻧﻬﺎ ﺗﺗﺧذ ﺑﻌدﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن .
ﺑﻌد ﻋﻣﻠﻲ :وﯾﺗﺟﻠﻰ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ وﺟود ﻣطﻠﻘﺎت ﻛﺛﯾرات وأطﻔﺎل طﻼق ﯾﺗزاﯾد ﻋددﻫم
ﺳﻧﺔ ﺑﻌد أﺧرى ،واﻋﺗﺑﺎ ار ﻟﻠﻣﻌطﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻐرب واﻹﻛراﻫﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣﺻﯾر
ﻫؤﻻء ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟﻬوﻻ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋطﺎﻟﺔ اﻷم أو اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻏﯾﺎب ﺻﻧدوق
اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗدﻫور اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ وأطﻔﺎل اﻟطﻼق.
12
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻧﻲ أﺗﺧذ ﺑﺣﺛﻲ ﻫذا ﻣﻧﺑ ار ﻟﻠﻣﻧﺎداة ﺑﺿرورة اﻹﺳراع ﺑﺈﺧراج ﻫذا
اﻟﺻﻧدوق إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟوﺟود.
ﻣﻊ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻠﻣس وﻗﻊ إﺳﻧﺎد رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟطﻼق ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ واﻷطﻔﺎل.
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻟﺗﺧﺻﯾص اﻷﺳرة ﺑﻘﺿﺎء ﺧﺎص ﺑﻬﺎ وذﻟك ﻓﻲ
إطﺎر ﻣﺳﻠﺳل اﻟﺗﺧﺻص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻧﻬﺟﻪ اﻟﻣﻐرب ،وذﻟك ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟطﻣوح ﻧﺣو ﺟﻌل
اﻟﺗﺧﺻص ﻛﯾﻔﻲ ﻣن ﺣﯾث اﻧﻔﺗﺎح اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎﯾﺎ
اﻟﺗطﻠﻊ إﻟﻰ ﺗﻔﻌﯾل اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻷﺳرﯾﺔ ﻛﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،وﻣن ﺛم
اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻷﺳرﯾﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ واﻟوﺳﺎطﺔ.
ﻣﻌﻠوم أﯾﺿﺎ أن اﻟﻣﻐرب ﺗﺑﻧﻰ ﻣؤﺧ ار اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ،ﻻ
ﯾﻣﻛن أن ﺗﻧﺟز واﻷﺳرة ﻣﻔﻛﻛﺔ ﻣﺎدﯾﺎ وﻣﻌﻧوﯾﺎ ،وﺟﺣﺎﻓل أطﻔﺎل اﻟطﻼق ﺗﺗزاﯾد ﯾوﻣﺎ ﻋن ﯾوم
ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻌﻛﺳﻪ ذﻟك ﻣن آﺛﺎر وﺧﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺗﺷرد وارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ أطﻔﺎل اﻟﺷوارع
واﻻﺷﺗﻐﺎل اﻟﻣﺑﻛر.
ﻓﻧﺟﺎح ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدرة رﻫﯾن ﺑﺗﺄﻫﯾل اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻋﺑر اﻷﺳرة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﺑر
اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻧزﯾف اﻟطﻼق أﺣد ﻣﻌﺎﺑر اﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ .
ﺑﻌد ﻧظري :ﺣﯾث ﺳﻣﺣت ﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻧﺗﻣﺎﺋﻲ ﻟوﺣدة اﻷﺳرة واﻟطﻔوﻟﺔ أن أﺳﺎﻫم
ﻓﻲ ﺗﻌﻣﯾق اﻟﺑﺣث ﺣول ﻣواﺿﯾﻊ ﺣﺳﺎﺳﺔ ﺗﻣس ﻟب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻻ
زاﻟت ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﻬﺎ ،ﻓﻛﺎﻧت ﻓرﺻﺔ ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣﺻر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ،ﻣﻊ ﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺄﺗﻰ ذﻟك .إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻋطﺎء ﻓﻛرة وﻟو أوﻟﯾﺔ ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﻊ ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻌززة ﺑﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻘﻰ اﻹﺳراع ﺑﺈﺣداث ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺧﯾر ﻣﻔﻌل ﻟﻬﺎ ،
ذﻟك أﻧﻪ ﻗﻣﯾن ﺑﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎش ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ واﻷطﻔﺎل وﻟو ﻓﻲ أدﻧﻰ اﻟﺣدود ،ﻣﻊ ﺗوﺟﯾﻪ
13
ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق ،وذﻟك ﻓﻲ أﻓق اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻣﻠﻔﺎت
اﻟطﻼق اﻟﺗﻲ ﺑﺎﺗت ﺗﺛﻘل رﻓوف أﻗﺳﺎم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻌﻬد.
إﻻ أن اﻟرﻫﺎن اﻷﻛﺑر ﯾظل ﻣﺗوﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ إﻗرار اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ
ﻛﻧﻬﺞ ﺳﯾﻣﻛن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣن رﺑﺢ اﻟﺗﺣدي ،أﻻ وﻫو اﺳﺗرداد اﻷﺳرة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻣن ﻣوﺟﺔ
اﻻﺳﺗﻼب اﻟﺗﻲ ﺗﺟرﻓﻬﺎ ﻧﺣو اﻟﻬﺎوﯾﺔ .
ذﻟك أن أي ﺣل اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺎﻟﻲ ﻟن ﯾﺿﻣن ﻟﻸطﻔﺎل اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻔﺳﻲ إﻻ إذا ﺗم ﻓﻲ
ﻓﺿﺎء اﻷﺳرة :اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .
ﻟﻛن وﺑﻣﺎ أن اﻟواﻗﻊ ﻻ ﯾرﺗﻔﻊ ،إذ ﺗﺷﻛل ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟطﻼق اﻟﺳواد اﻷﻋظم ﻣن ﺑﯾن
اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟراﺋﺟﺔ أﻣﺎم أﻗﺳﺎم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة.
اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻔرض ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
إﻟﻰ أي ﺣد ﺗﺿﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘدرة ﻣن طرف اﻟﻘﺿﺎء اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎش
ﻟﻠﻣرأة واﻟطﻔل ﺑﻌد اﻟطﻼق؟
ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﻧﺳل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-ﻣﺎ ﻣﺻﯾر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة أﻣﺎم زوج ﻏﯾر ذي ﺷﻐل أو ﻻ دﺧل ﻟﻪ؟
-أي أﺛر ﻟﻌدم اﺣﺗرام آﺟﺎل اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ،وﺑطء اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ
واﻷطﻔﺎل.
-ﻫل ﻣن ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻧوع اﻟطﻼق واﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة واﻟطﻔل؟
-ﻫل ﯾﻣﻛن ﻣﺄﺳﺳﺔ اﻟﺑﻌد اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ إطﺎر ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺻﻧدوق أو
ﺑﯾت اﻟزﻛﺎة ﻛﺑدﯾل ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج واﻷﺳرة؟
-ﻫل ﯾﻣﻛن اﻟرﺑط ﺑﯾن ﺗطﺑﯾق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة واﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدل اﻟطﻼق ) ﺣﺳب
إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت و ازرة اﻟﻌدل( ﺑﺎﻟﻣﻐرب؟
-ﻫل ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻧﺎداة ﺑﺗﻘوﯾﺔ اﻟﺷراﻛﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺑدل اﻟﺷراﻛﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
اﻟروﺣﯾﺔ اﻻﻧﺻﻬﺎرﯾﺔ ﻛﺣل ﻟﻠﺣد ﻣن ﻧزﯾف اﻟطﻼق؟
14
ﻫذا ﻣﺎ ﺳﺄﺣﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻟب رﺗﺑت ﻓﯾﻪ أﻓﻛﺎري ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة واﻟطﻔل ﺑﻌد اﻟطﻼق
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وآﻟﯾﺎت اﻟﺣد ﻣن ﻗﺻورﻫﺎ
15
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول
اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻤﺮأة واﻟﻄﻔﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻼق
إن أﺑﻐض اﻟﺣﻼل إﻟﻰ اﷲ اﻟطﻼق ،ﻣن أﺟل ذﻟك ﻋﻣﻠت اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻘﯾﯾد ﻣن ﻫذا اﻟﺣق ،ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻷﺳرة ،إذ ﻗﯾدت إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣرأة اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻛﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻌﺗدة وﺳﻛﻧﺎﻫﺎ ،واﻟﻣﺗﻌﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺣق
ﻓﻲ ﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت ،وﻣﺎ ﺣﻣﻠﺗﻪ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻣن ﻣﺳﺗﺟد ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧﺻﯾب اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﺛروة اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ
أﺛﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻷول ( وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷطﻔﺎل :أﺟرﺗﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ
واﻟرﺿﺎع وﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون ،ﻓﺎﻟﻧﻔﻘﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
16
اﻟﻔﺮع اﻷول :اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻄﻠﻘﺔ .
ﻟﻘد ﺣدد اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﻣﺳﻛن أﺛﻧﺎء اﻟﻌدة ،وﻓﻲ
ﺳﻛﻧﻰ اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ،وﻓﻲ ﺣق اﻟﻣﺗﻌﺔ وﻛذا ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎع اﻟﻣﻧزﻟﻲ.
ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﻗد ﺗﺣوزﻫﺎ اﻟﻣرأة ﻛﻠﻬﺎ ،وﻗد ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬﺎ ،وذﻟك ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ إذا ﻛﺎن
اﻟطﻼق رﺟﻌﯾﺎ أو ﺑﺎﺋﻧﺎ ،وﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻛل أو ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﯾﺟب أن ﯾﻛون
اﻟطﻼق ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن زواج ﺻﺣﯾﺢ وﺗم ﻓﯾﻪ اﻟدﺧول ،أﻣﺎ إذا ﺗم ﻗﺑل اﻟدﺧول ،ﻓﻼ ﺗﺳﺗﺣق ﺗﻠك
اﻟﺣﻘوق ﻷﻧﻪ ﻻ ﻋدة ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻬﺎ ، 84إذ ﺣﺻرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺔ
اﻟﻣﻌﺗدة وﺳﻛﻧﺎﻫﺎ ) اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ( واﻟﻣﺗﻌﺔ ) اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺗﺎع
اﻟﺑﯾت وﻓﻲ أﻣوال وﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻷﺳرة اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 49ﻣن
ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ) اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث( .
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻌﺗدة وﺳﻛﻧﺎﻫﺎ.
ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻠزم اﻹﻧﺳﺎن ﻣن طﻌﺎم وﻛﺳوة وﻣﺳﻛن وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن
اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ.1
وﻗﺑل اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﻌﺗدة ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ( أﺳﺗﻬل ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل
ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﻌدة ) اﻟﻣطﻠب اﻷول(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﻌدة.
إن اﻟﻣﻌﺗدة ﻻ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻧﻔﻘﺔ داﺋﻣﺎ ،إذ ﻫﻧﺎك ﺣﺎﻻت ﯾﺳﻘط ﻓﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﺣق )اﻟﻔﻘرة
اﻷوﻟﻰ( ﻛﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ أﻣر ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﺻﻌﺑﺎ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟواﻗﻊ )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( أﯾﻣﺎ ارﺗﺑﺎط.
-ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة 198ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺷﺗﻣﻼﺗﻬﺎ ﻓﻘﺎﻟت :ﺗﺷﻣل اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻐذاء واﻟﻛﺳوة واﻟﻌﻼج ،وﻣﺎ 1
17
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺣﻘﺎق ،وﺳﻘوط ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ.
ﻗﺑل اﻟﺧوض ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺣﺎﻻت ﺳﻘوط ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ) ﺛﺎﻧﯾﺎ( أﺑدأ ﺑﻌرض ﺣﺎﻻت
اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق )أوﻻ(.
أوﻻ :ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق.
إذا طﻠق اﻟزوج زوﺟﺗﻪ طﻼﻗﺎ رﺟﻌﯾﺎ ،ﻓﻘد اﺗﻔق اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ أن ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﺗﺟب ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻋﻠﻰ ﻣطﻠﻘﻬﺎ ﻣدة اﻟﻌدة ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻣﻼ ،أو ﻏﯾر ﺣﺎﻣل ﻟﻘﯾﺎم اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺣﻛﻣﺎ ﻛﻣﺎ
ﻗﺎل اﺑن رﺷد اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ " :اﺗﻔﻘوا ﻋﻠﻰ أن ﻟﻠﻣﻌﺗدة اﻟرﺟﻌﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﺳﻛن وﻛذا اﻟﺣﺎﻣل" . 1
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻌﺗدة ﻣن طﻼق رﺟﻌﻲ ﻻ ﺗﺛﯾر أي إﺷﻛﺎل ﻓﺈن ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻌﺗدة ﻣن
طﻼق ﺑﺎﺋن ﺗﺛﯾر ﺧﻼﻓﺎ ﻓﻘﻬﯾﺎ.2
إن اﻟﻘول ،ﺑﺄن ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ طﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻧﺎ ﻫﻲ ﻣﺣل ﺧﻼف ﻓﻘﻬﻲ ﻓﻬذا
ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻫل ﺗﺟب ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة ﻟﻠﻣﺑﺎﻧﺔ؟.3
ﻟﻘد ﺣﺎول اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﻫذا اﻟﺳؤال ﻣﻌﺗﻣدا ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم
واﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﻋز وﺟل ﻓﻲ ﻣﺣﻛم ﺗﻧزﯾﻠﻪ :ﯾﺄﯾﻬﺎ اﻟﻧﺑﻲ إذا طﻠﻘﺗم اﻟﻧﺳﺎء
ﻓطﻠﻘوﻫن ﻟﻌدﺗﻬن وأﺣﺻوا اﻟﻌدة واﺗﻘوا اﷲ رﺑﻛم ﻻ ﺗﺧرﺟوﻫن ﻣن ﺑﯾوﺗﻬن وﻻ ﯾﺧرﺟن إﻻ أن
ﯾﺄﺗﯾن ﺑﻔﺎﺣﺷﺔ ﻣﺑﯾﻧﺔ ،4 وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :أﺳﻛﻧوﻫن ﻣن ﺣﯾث ﺳﻛﻧﺗم ﻣن وﺟدﻛم وﻻ
ﺗﺿﺎروﻫن ﻟﺗﺿﯾﻘوا ﻋﻠﯾﻬن ٕوان ﻛن أوﻻت ﺣﻣل ﻓﺎﻧﻔﻘوا ﻋﻠﯾﻬن ﺣﺗﻰ ﯾﺿﻌن ﺣﻣﻠﻬن.5
-اﺑن رﺷد ) اﻟﺣﻔﯾد( ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ،ج ، 2ﻣطﺑﻌﺔ اﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،طﺑﻌﺔ ، 1952ص .94 1
-اﻟطﻼق اﻟﺑﺎﺋن اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟزوج أﻧواع ،ﻓﻬو إﻣﺎ ﻟﻠﻣﻛﻣل ﻟﻠﺛﻼث واﻟطﻼق ﻗﺑل اﻟﺑﻧﺎء واﻟطﻼق ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق واﻟطﻼق 2
18
وﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﻋن اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻋن ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﻧت ﻗﯾس ﻋن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم
ﻓﻲ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎ ﻗﺎل " :ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﺳﻛﻧﻰ وﻻ ﻧﻔﻘﺔ " رواﻩ أﺣﻣد وﻣﺳﻠم ﻓﻲ رواﯾﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻗﺎل " :
طﻠﻘﻧﻲ زوﺟﻲ ﺛﻼﺛﺎ ﻓﻠم ﯾﺟﻌل ﻟﻲ رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﺳﻛﻧﻰ وﻻ ﻧﻔﻘﺔ " رواﻩ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ إﻻ اﻟﺑﺧﺎري وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻋﻧﻬﺎ اﯾﺿﺎ ﻗﺎل " :طﻠﻘﻧﻲ زوﺟﻲ ﺛﻼﺛﺎ ،ﻓﺄذن ﻟﻲ رﺳول اﷲ
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم أن أﻋﺗدﻓﻲ أﻫﻠﻲ " رواﻩ ﻣﺳﻠم .1
ﺑﯾد أن اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﻓﻬم اﻵﯾﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن ﻣن ﺳورة اﻟطﻼق ،ﺗوﻟد ﻋﻧﻪ
اﻧﻘﺳﺎم ﻓﻲ اﻵراء ،ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ آراء أﺳﺎﺳﯾﺔ :
اﻟرأي اﻷول :اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﻣﺑﺎﻧﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻛﻧﻰ واﻟﻧﻔﻘﺔ وﻫو رأي ﺗزﻋﻣﻪ ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب
وﻋﺎﺋﺷﺔ أم اﻟﻣؤﻣﻧﯾن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ وﺳﺎﯾرﻫﻣﺎ اﻷﺣﻧﺎف .
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧﻪ ﻻ ﺳﻛﻧﻰ ﻟﻬﺎ وﻻ ﻧﻔﻘﺔ وﻫو رأي اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ واﻟظﺎﻫرﯾﺔ.
اﻟرأي اﻟﺛﺎﻟث :أن اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﻣﺑﺎﻧﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻛﻧﻰ وﻻ ﻧﻔﻘﺔ ﻟﻬﺎ وﻫو رأي ﻣﺎﻟك واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ
وﺟﻣﺎﻋﺔ.2
- 1ﻧﯾل اﻷوطﺎر ﺷرح ﻣﻧﺗﻘﻰ اﻷﺧﺑﺎر ﻟﻣﺣﻣد اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺳﺎدس ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺑﺗوﺗﺔ وﺷﻛﻣﺎﻫﺎ ،ص :
.319
- 2ﯾﻘول اﺑن رﺷد ) اﻟﺣﻔﯾد( ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد " :وﺳﺑب اﺧﺗﻼﻓﻬم اﺧﺗﻼف اﻟرواﯾﺔ ﻓﻲ ﺣدﯾث ﻓﺎطﻣﺔ
ﺑﻧت ﻗﯾس وﻣﻌﺎرﺿﺔ ظﺎﻫر اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻪ ﻓﺎﺳﺗدل ﻣن ﻟم ﯾوﺟب ﻟﻬﺎ ﻧﻔﻘﺔ وﻻ ﺳﻛﻧﻰ ﺑﻣﺎ روي ﻓﻲ ﺣدﯾث ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﻧت ﻗﯾس ،أﻧﻬﺎ
ﻗﺎﻟت طﻠﻘﻧﻲ زوﺟﻲ ﺛﻼﺛﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻬد رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﺄﺗﯾت اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﻠم ﯾﺟﻌل ﻟﻲ ﺳﻛﻧﻰ
وﻻ ﻧﻔﻘﺔ ﺧرﺟﻪ ﻣﺳﻠم وﻓﻲ ﺑﻌض اﻟرواﯾﺎت أن رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻗﺎل إﻧﻣﺎ اﻟﺳﻛﻧﻰ واﻟﻧﻔﻘﺔ ﻟﻣن ﻟزوﺟﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻟرﺟﻌﺔ وﻫذا اﻟﻘول ﻣروي ﻋن ﻋﻠﻲ واﺑن ﻋﺑﺎس وﺟﺎﺑر ﺑن ﻋﺑد اﷲ وأﻣﺎ اﻟذﯾن أوﺟﺑوا ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻛﻧﻰ دون اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﺈﻧﻬم اﺣﺗﺟوا
ﺑﻣﺎ رواﻩ ﻣﺎﻟك ﻓﻲ ﻣوطﺋﻪ ﻣن ﺣدﯾث ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﻣذﻛور وﻓﯾﻪ ﻓﻘﺎل رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻟﯾس ﻛل ﻋﻠﯾﻪ ﻧﻔﻘﺔ وأﻣرﻫﺎ
أن ﺗﻌت ﻓﻲ ﺑﯾن أم ﻣﻛﺗوم وﻟم ﯾذﻛر ﻓﯾﻬﺎ إﺳﻘﺎط اﻟﺳﻛﻧﻰ ،ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﻣوﻣﻪ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :أﺳﻛﻧوﻫن ﻣن ﺣﯾث ﺳﻛﻧﺗم
ﻣن وﺟدﻛم" وﻋﻠﻠوا أﻣرﻩ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻟﻬﺎ ﺑﺄن ﺗﻌﺗد ﻓﻲ ﺑﯾت اﺑن أم ﻣﻛﺗوم ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻟﺳﺎﻧﻬﺎ ﺑذاء .وأﻣﺎ اﻟذﯾن
أوﺟﺑوا ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻛﻧﻰ واﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﺻﺎروا إﻟﻰ وﺟوب اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻣوم ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :أﺳﻛﻧوﻫن ﻣن ﺣﯾث ﺳﻛﻧﺗم ﻣن وﺟدﻛم "
وﺻﺎروا إﻟﻰ وﺟوب اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻛون اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟوﺟوب اﻹﺳﻛﺎن ﻓﻲ اﻟرﺟﻌﺔ وﻓﻲ اﻟﺣﺎﻣل وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟزوﺟﯾﺔ وﺑﺎﻟﺟﻣﻠﺔ
ﻓﺣﯾﺛﻣﺎ وﺟﺑت اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﺷرع وﺟﺑت اﻟﻧﻔﻘﺔ وروي ﻋن ﻋﻣر أﻧﻪ ﻗﺎل ﻓﻲ ﺣدﯾث ﻓﺎطﻣﺔ ﻫذا ﻻ ﻧدع ﻛﺗﺎب ﺑﯾﻧﻧﺎ وﺳﻧﻧﻪ ﻟﻘول
اﻣرأة ،ﯾرﯾد ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " :أﺳﻛﻧوﻫن ﻣن ﺣﯾث ﺳﻛﻧﺗم ﻣن وﺟدﻛم " اﻵﯾﺔ وﻷن اﻟﻣﻌروف ﻣن ﺳﻧﺗﻪ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم أﻧﻪ
أوﺟب اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺣﯾث ﺗﺟب اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻠذﻟك اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ أن ﯾﻘﺎل إن ﻟﻬﺎ اﻷﻣرﯾن ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻣﺻﯾ ار إﻟﻰ ظﺎﻫر اﻟﻛﺗﺎب
واﻟﻣﻌروف ﻣن اﻟﺳﻧﺔٕ ،واﻣﺎ أن ﯾﺧﺻص ﻫذا اﻟﻌﻣوم ﺑﺣدﯾث ﻓﺎطﻣﺔ اﻟﻣذﻛور وأﻣﺎ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن إﯾﺟﺎب اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻌﺳﯾر
ووﺟﻪ ﻋﺳرﻩ ﺿﻌف دﻟﯾﻠﻪ ". ...اﻟﺟزء ، 2طﺑﻌﺔ ﺳﻧﺔ ، 1952ص 94 :و ص .95 :
19
وﻋﻣوﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣرد اﻟﺧﻼف ﺣول ﻧﻔﻘﺔ ﻋدة اﻟﻣﺑﺎﻧﺔ ،ﻋدم ﺛﺑوت اﻟﺣدﯾث ،واﻟﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ
ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن وﻓﻬﻣﻪ ،ﻓﺈن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﺧذت ﺑرأي ﻣﺎﻟك واﻟﺷﺎﻓﻌﻲ وذﻟك ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
ﻣن اﻟﻣﺎدة " 196اﻟﻣطﻠﻘﺔ طﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻧﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻣﻼ ﺗﺳﺗﻣر ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺿﻊ ﺣﻣﻠﻬﺎ ،
ٕواذا ﻟم ﺗﻛن ﺣﺎﻣﻼ ﯾﺳﺗﻣر ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻘط إﻟﻰ أن ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻋدﺗﻬﺎ".
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 196ﻧﺟد أن اﻟﻣطﻠﻘﺔ رﺟﻌﯾﺎ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺣﻘﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ واﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻌﺗرﯾﻬﺎ ﺣﺎﻻت اﻟﺳﻘوط.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣﺎﻻت اﻟﺳﻘوط .
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎﻋدة ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة طﯾﻠﺔ ﻓﺗرة اﻟﻌدة ﻓﺈﻧﻪ ﻫﻧﺎك
ﺣﺎﻻت ﺗﺳﻘط ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺔ.
أ – ﻣﻐﺎدرة ﺑﯾت اﻟﻌدة :ﻟﻘد أﺳﻠﻔت ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﺄن اﻟﻣطﻠﻘﺔ طﻼﻗﺎ رﺟﻌﯾﺎ ﯾﺳﺗﻣر ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﺎ داﻣت ﻛذﻟك أﻣﺎ اﻟﻣطﻠﻘﺔ طﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻧﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺣﺗﻔظﺔ ﺑﺎﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ إﻟﻰ
ﺣﯾن اﻧﺗﻬﺎء ﻋدﺗﻬﺎ وﺳﯾﺄﺗﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫذا اﻟﺣق ﻻﺣﻘﺎ.
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﺣق ﻣﻘﯾد ﺑﺑﻘﺎء اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟذي ﺗﻌﺗد ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﺣﯾن اﻧﺗﻬﺎء ﻋدﺗﻬﺎ
وذﻟك ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﯾﺄﯾﻬﺎ اﻟﻧﺑﻲء إذا طﻠﻘﺗم اﻟﻧﺳﺎء ﻓطﻠﻘوﻫن ﻟﻌدﺗﻬن وأﺣﺻوا
اﻟﻌدة واﺗﻘوا اﷲ رﺑﻛم ﻻ ﺗﺧرﺟوﻫن ﻣن ﺑﯾوﺗﻬن وﻻ ﯾﺧرﺟن إﻻ أن ﯾﺄﺗﯾن ﺑﻔﺎﺣﺷﺔ ﻣﺑﯾﻧﺔ
.1أﻣﺎ إذا ﺧرﺟت ﻣﻧﻪ واﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ ﻏﯾرﻩ ﺑدون ﻣﺑرر ﺷرﻋﻲ ﻓﺈن ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﺗﺳﻘط ﻋن زوﺟﻬﺎ ﻓﻼ
ﯾﺑﻘﻰ ﻣطﺎﻟﺑﺎ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟطﻼق اﻟرﺟﻌﻲ ،وﻻ ﺑﺄﺟرة اﻟﻣﺳﻛن ﻓﻲ اﻟطﻼق اﻟﺑﺎﺋن ذﻟك أن
ﺑﻘﺎء اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻌدة ﺣق ﷲ ،وﻟذﻟك ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠزوﺟﯾن أن ﯾﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ أن
ﺗﻌﺗد اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﻏﯾر ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻣﺑرر ﯾﻘﺑﻠﻪ اﻟﺷرع 2إﻻ أن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة
ﺣﺎدت ﻋن ﻫذا اﻟﻣوﻗف وأﻗرت ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ وأﺳﻘطت ﻋﻧﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻘط ﺑﺎﻟرﻏم
ﻣن إﺟﻣﺎع اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﻛل ﻣذاﻫﺑﻪ أن اﻟزوﺟﺔ اﻟﻧﺎﺷز ﺗﺳﻘط ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ،وأﺧذت ﺑﻣوﻗف اﺑن
-ﻣﺣﻣد اﺑن ﻣﻌﺟوز ،اﻟﺟزء ، 2ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .132 : 2
20
ﺣزم اﻟظﺎﻫري اﻟذي ﯾرى ﺑﺄن ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻧﺎﺷر ﻻ ﺗﺳﻘط ﻋن زوﺟﻬﺎ ﻟﻌﻣوم ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﻋﻠﻰ
اﻟﻣوﻟود ﻟﻪ رزﻗﻬن وﻛﺳوﺗﻬن ﺑﺎﻟﻣﻌروف ،1وﺑﻬذا ﺗﻛون ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻗد أﺧذت ﺑﺎﻟرأي
اﻟﺷﺎذ ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻬﺎ .196
ب – وﻓﺎة اﻟزوج :اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﻋﻧﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﺣﺳﺑﻣﺎ ذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ،ﻻ ﺗﺳﺗﺣق ﻧﻔﻘﺔ
اﻟﻌدة إذا ﺗوﻓﻲ اﻟزوج وﻫﻲ ﻓﻲ ﻋﺻﻣﺗﻪ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻣﻼ أو ﻏﯾر ﺣﺎﻣل ،وﻟﻛن ﻟﻬﺎ اﻟﺳﻛﻧﻰ
،إذا ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻧزل ﻣﻣﻠوك ﻟﻠﻣﺗوﻓﻰ وﻣﺛﻠﻬﺎ اﻟﻣطﻠﻘﺔ رﺟﻌﯾﺎ إذا ﻣﺎت ﻋﻧﻬﺎ وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻌدة،
أﻣﺎ اﻟﻣطﻠﻘﺔ طﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻧﺎ ﺣﺎﻣﻼ ﻛﺎﻧت أو ﻏﯾر ﺣﺎﻣل ،ﻓﺈﻧﻪ إذا ﻣﺎت ﻋﻧﻬﺎ وﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻌدة ﻓﺈن
ﻟﻬﺎ ﺣق اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻣطﻠﻘﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻠﻛﻪ أو ﻓﻲ ﻣﻧزل ﻣﺳﺗﺄﺟر.2
ج – ﺗﺳﻘط اﻟﻧﻔﻘﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻋوﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻊ :ﻷن ﻛل ﻣﺎ ﺻﺢ اﻻﻟﺗزام ﺑﻪ ﺷرﻋﺎ
ﺻﻠﺢ أن ﯾﻛون ﺑدﻻ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻊ دون ﺗﻌﺳف وﻻ ﻣﻐﺎﻻة ،3إذ ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا ﻧوﻋﺎ ﻣن أﻧواع اﻹﺑراء
وﻣن ﺣق اﻟزوﺟﺔ أن ﺗﺑرئ ذﻣﺔ زوﺟﻬﺎ ﻣن ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﻟﻛن ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون ﻣﺗﻣﺗﻌﺔ ﺑﺄﻫﻠﯾﺔ
اﻟﺗﺑرع.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻟم ﺗﺧﺻص ﻓﺻﻼ ،أو ﻣﺎدة ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن
ﻣﺳﻘطﺎت اﻟﻧﻔﻘﺔ 4ﺑل اﻛﺗﻔت ﺑﺎﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻘط ﺿﻣن اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن
اﻟﻣﺎدة 196واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻐﺎدرة ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ أو ﺑﯾت اﻟﻌدة.
ﺣﺗﻰ إذا ﺗﺣﻘق اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ ﺷرع ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ .
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ.
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﻬﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﻧظ ار ﻟﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺣﯾﺎة
ﺷﺧﺻﯾن :ﻫﻣﺎ اﻟﻣﻧﻔق اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﻣﻧﻔق ﻋﻠﯾﻪ اﻟداﺋن ﺑﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎدﻟﺔ ،ﻋن طرﯾق ﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾش ﻟﻠداﺋن ،واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺻدر
- 2ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺷﻬﺑون :ﺷرح ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ج ، 1ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة اﻟرﺑﺎط ،طﺑﻌﺔ ﺳﻧﺔ ، 1987
ص .462 :
- 3اﻟﻣﺎدة 118ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة .
- 4ﺑﺧﻼف ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة واﻟﺗﻲ ﺧﺻﺻت اﻟﻣﺎدة 122ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن ﻣﺳﻘطﺎت اﻟﻧﻔﻘﺔ .
21
ﻋﯾش اﻟﻣدﯾن ،1ﻣﻣﺎ ﯾﻔرض ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر واﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﯾن ﺗﻘدﯾرﻩ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ
)أوﻻ( وﺣدود اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ) ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
أوﻻ :ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ.
ﻟﻘد ﺣث اﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟزوج ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺳﻌﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﻪ وﻋﯾﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق وذﻟك
ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻟﯾﻧﻔق ذو ﺳﻌﺔ ﻣن ﺳﻌﺗﻪ وﻣن ﻗدر ﻋﻠﯾﻪ رزﻗﻪ ﻓﻠﯾﻧﻔق ﻣﻣﺎ أﺗﺎﻩ
اﷲ ﻻ ﯾﻛﻠف اﷲ ﻧﻔﺳﺎ إﻻ ﻣﺎ أﺗﺎﻫﺎ ،ﺳﯾﺟﻌل اﷲ ﺑﻌد ﻋﺳر ﯾﺳ ار.2
ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﻛون ﺑﺣﺳب ﺳﻌﺔ اﻟﻣﻧﻔق ،وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ ﻓﻘﻬﺎء
اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺣﯾث اﻋﺗﺑروا أن ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺣﺎل اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ واﻟﺑﻠد واﻷﺳﻌﺎر ،3ﻛﻣﺎ
أن آراء اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻗد ﺗﺑﺎﯾﻧت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ،وذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﺣﺎل اﻟزوج ،واﻟزوﺟﺔ ،
وﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﺣﺎﻟﺔ اﻟﯾﺳﺎر واﻹﻋﺳﺎر.
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻘد ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 189ﻋﻠﻰ أﻧﻪ :ﯾراﻋﻰ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻛل ذﻟك
اﻟﺗوﺳط ودﺧل اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،وﺣﺎل ﻣﺳﺗﺣﻘﻬﺎ وﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر واﻷﻋراف واﻟﻌﺎدات اﻟﺳﺎﺋدة
ﻓﻲ اﻟوﺳط اﻟذي ﺗﻔرض ﻓﯾﻪ اﻟﻧﻔﻘﺔ".
وﺑذﻟك ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع ﻗد اﺣﺗﻔظ ﺑﻧﻔس اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣﻌﻣوﻻ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻣدوﻧﺔ
اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ اﻟﻠﻬم ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗوﺳط ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠزوج اﻟﻣﻧﻔق ،4
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗم اﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ ﺑﻌﺑﺎرة دﺧل اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﺗﻌرﯾف ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج
ﺟﻌل إﻧﺷﺎء اﻷﺳرة ﺗﺣت رﻋﺎﯾﺔ اﻟزوﺟﯾن ) اﻟﻣﺎدة ، (4إﻻ أﻧﻪ ﻋﺎد وأﻛد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 194ﻋﻠﻰ
وﺟوب ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوج ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ ﺑﻣﺟرد اﻟﺑﻧﺎء .
-أﻣﺟﺎط ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر واﻟﻌﺑدوﻧﻲ ﻋﺑﯾد اﷲ :أﺳس ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻠﺣق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،اﻟﻌدد ، 24ﺳﻧﺔ 1
-ﯾﻘول اﺑن ﻋرﻓﺔ " :اﻋﺗﺑﺎر ﺣﺎل اﻟﺑﻠد واﻟﺳﻌر ،ﻓﻲ وﺟوب اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزوج إذ ﻟﯾس ﺑﻠد اﻟﺧﺻب ﻛﺑﻠد اﻟﺟذب وﻻ ﺑﻠد 3
اﻟﻐﻼء ﻛﺑﻠد اﻟرﺧﺎء ،وﻻ ﺣﺎل اﻟﻣوﺳر ﻛﺣﺎل اﻟﻣﻌﺳر ،وﻟﯾﺳت اﻟﺑﻼد اﻟﺣﺿرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻠب إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﻪ ،ﻛﺎﻟﺑﻠد
اﻟذي وﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﻪ".
-اﻟﻔﺻل 119ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة. 4
22
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﻫو اﻟزوج ،ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺗﺟب ﻣراﻋﺎة وﺿﻌﯾﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﻛﺄﺣد اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 189ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع رﺗب ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ
ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-اﻟﺗوﺳط :ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗوﺳط ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻫو اﻟﻛﻔﯾل ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ
ﻗدر ﻣن ﻧﻔﻘﺔ ،ذﻟك أن إﺛﻘﺎل ﻛﺎﻫل اﻟﻣﻠزم ﺑﻣﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎﻫﺿﺔ ﻟن ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻧﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺗوﺻل
ﺑﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﻛون ﻗد ﺷرع ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾس أﺳرة ﺟدﯾدة وﻟﻪ اﻟﺗزاﻣﺎت أﺧرى ﻣﻣﺎ
ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺷرﻋﯾﺔ " ﻻ ﺿرر وﻻ ﺿرار " وأن اﻟﺿرر ﯾزال ".
-دﺧل اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ :ﯾﻌد أﻫم ﻋﻧﺻر ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ،إذ ﯾﺗﻌﯾن أن ﯾﻛون
ذﻟك اﻟﺗﻘدﯾر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﺗﻲ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻬذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﻣن ﻣرﺗب أو أﺟر
أو أرﺑﺎح ،أو ﻏﯾر ذﻟك ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻟرزق وﻻ ﯾﻧظر إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﻪ ﻣن ﺛروة ﻻ ﺗدر ﻋﻠﯾﻪ
ﻣداﺧﯾل ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻟﻬذا اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻘﺎرات ﻣﺛﻼ ﻻ ﺗدر ﻋﻠﯾﻪ ﻣداﺧﯾل ﻓﻼ
ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ ﻧﻔﻘﺔ ذوي اﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ،وﻻ ﺗدﺧل ﻫذﻩ اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ،1ﻛﻣﺎ أن
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﻌﯾﯾن ﺧﺑﯾر ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠزوج.
ﻟﻛن ﻣﻊ ذﻟك ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋبء إﺛﺑﺎت ﯾﺳر أو ﻋﺳر اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺛﯾر ﺑﻌض
اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻹﺛﺑﺎت.
وأﻋﺗﻘد أن ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﺑﺄن ﻣدﻋﻲ اﻟﺷﻲء ﻣﻠ ـزم
ﺑﺈﺛﺑﺎﺗﻪ ﻛﻔﯾل ﺑﺣل ﻫذا اﻟﻠﺑس ،وﻫذا ﻣﺎ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﺑﻌض ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﻛﺎﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ
طﻧﺟﺔ ﻣﺛﻼ ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣد ﻗ ارراﺗﻬﺎ " :وﺣﯾث إن اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﻟم ﯾدل ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺛﺑت
دﺧﻠﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﺑﺳط رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ وﺗﻘدر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ﻛﻧﻔﻘﺔ ﻟﻠﺑﻧت ﻫدى
23
ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ أو ﻏﯾر ﻣﻧﺎﺳب ﻟوﺿﻌﯾﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل ادﻋﺎءﻩ ﺑﻛوﻧﻪ ﻣﺟرد ﻣﯾﺎوم ﺑدﺧل
ﯾوﻣﻲ ﻗدرﻩ 30درﻫﻣﺎ ﯾﻔﺗﻘر ﻟﻺﺛﺑﺎت وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻋدم اﻷﺧذ ﺑﻪ .1
ﻓﺈن ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻘرار ﯾﻬم ﻧﻔﻘﺔ اﻷﺑﻧﺎء ﻓﺈن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺗطﺑﯾق ﻓﻠﺳﻔﺗﻪ اﻹﺛﺑﺎﺗﯾﺔ ﺣﺗﻰ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون دﺧل اﻟزوج ﻏﯾر ﻣﻌروف.
وﺑﺎﻟﻣﺛل إذا أﺛﺑت اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺿﻌف دﺧﻠﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟطﻠﺑﻪ وﺗﺧﻔض
ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻪ ،ﻟﯾﺑﻘﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷﺳﺎس ﻫو ﻗدرة اﻟﻣﻠزم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ،واﻟﺗﻲ
ﯾﺟب إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻣن طرف ﻣدﻋﯾﻬﺎ ﺑﻛﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت.2
-ﺣﺎل ﻣﺳﺗﺣﻘﻬﺎ :واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ ﻫﻧﺎ ﺣﺎل اﻟﻣطﻠﻘﺔ وﻛذا ﺣﺎل اﻷطﻔﺎل أي اﻟوﺿﻌﯾﺔ
اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺑل اﻟطﻼق .3
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻫم ﻟﯾﺳر أو ﻋﺳر اﻟزوج ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﺈﻧﻬم
ﯾﻌﺗدون أﯾﺿﺎ ﺑﺄﺣوال اﻟزوﺟﺔ ،واﻟﻣدوﻧﺔ ﺳﺎرت ﻋﻠﻰ ﻏ ارر اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ،ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎر ﺣﺎل
اﻟزوﺟﺔ ،وﺗرﻛت أﻣر ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎء ،اﻟذي ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾراﻋﻲ ﯾﺳر اﻟزوج ،وذﻟك ﻣن
ﺧﻼل اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻹﺛﺑﺎﺗﯾﺔ .4
-ﺣﺎﻟﺔ اﻷﺳﻌﺎر :ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻟم ﯾﻌد ﻟﻪ اﻷﺛر اﻟذي ﻛﺎن ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﺣﯾث ﻛﺎﻧت
اﻷﺳﻌﺎر ﺗرﺗﻔﻊ وﺗﻧﺧﻔض ﺣﺳب اﻷﺣوال :أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن ﻓﺈن اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻣطرد
وﻓﻲ ﺗزاﯾد ﻣﺳﺗﻣر ،وﻻ ﯾﺣدث اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر أﺑدا ﺑل ﯾزداد ارﺗﻔﺎﻋﺎ.
ﻟذﻟك ﻓﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﯾﺗﺻور اﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﻌﻠﺔ اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر ﺑل
ﺗرﺗﻔﻊ ﻓﻘط ﺑﻣﺿﻲ اﻟوﻗت ﺑﻣوازاة ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر.5
-ﻗرار ﺷرﻋﻲ ﻋدد 7/2003 /156ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2003/3/13أوردﻩ ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﻗﺎوي وﻧور اﻟدﯾن أوﻻ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻓﻲ 1
رﺳﺎﻟﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗدرﯾب ،إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻟﻔﺗرة ، 2003 – 2001ص
.84 :
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﻗﺎوي ﻧور اﻟدﯾن أوﻻد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .85 : 2
-ﻣﺣﻣد اﻷزﻫر ،ﺷرح ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﺣﻛﺎم اﻟزواج ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ، 2004ص .287 : 4
24
-اﻟوﺳط اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ :وﻫو ﻣﺎ ﻋﺑرت ﻋﻧﻪ اﻟﻣدوﻧﺔ ﺑﺎﻷﻋراف واﻟﻌﺎدات اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ
اﻟوﺳط اﻟذي ﺗﻔرض ﻓﯾﻪ اﻟﻧﻔﻘﺔ ،ذﻟك أن اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺑﺎدﯾﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ وﺑﯾن اﻟﻣدﯾﻧﺔ
اﻟﺻﻐرى واﻟﻛﺑرى ،ﻓﻣﺛﻼ اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻓﺎس ﻟﯾﺳت ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ
اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء أو أﻛﺎدﯾر ،وﻣن ﺛم ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠزم ﺑﻣراﻋﺎة ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ ﺷدﯾدة.
أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻋراف واﻟﻌﺎدات ﻓﻬذﻩ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ اﻷﻋﯾﺎد اﻟدﯾﻧﯾﺔ وﻣﺎ
ﺗﺗطﻠﺑﻪ ﻣن ﻧﻔﻘﺎت أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺗوﺳﻌﺔ اﻷﻋﯾﺎد ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸطﻔﺎل ﻣن ﺣﯾث اﻟﻠﺑﺎس
وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت.
واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﻣر ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻟطرﻓﯾن وﺣﺟﺟﻬﻣﺎ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑﺎﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ذﻟك .ﻓﺎﻟذي ﯾﻔﻬم ﻣن ﻋﺑﺎرة " وﻟﻬﺎ أن ﺗﺳﺗﻌﯾن ﺑﺎﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ذﻟك" اﻟواردة ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة ، 190أن اﻷﻣر ﻟﯾس إﻟزاﻣﯾﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﺧﺑرة ﺗﺑﻘﻰ إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ إﻣﺎ أن ﺗﻛون ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟطرﻓﯾن ﻣﻌﺎ أو
أﺣدﻫﻣﺎ أو ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﺣﺳب ظروف ﻛل ﻗﺿﯾﺔ.
ﺑﯾد أن اﻷﻣر ﻛﺎن ﺳﯾﺧﺗﻠف ﻛﺛﯾ ار ﻟو أن اﻟﺧﺑراء اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﻛﺎﻧوا ﺧﺑراء اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن ﻷﻧﻪ
ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺳﻧد إﻟﻰ ﺧﺑﯾر اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻫذا ﯾﺟرﻧﺎ إﻟﻰ ﺗﺳﺎؤل آﺧر وﻫو
ﻫل اﻟﺧﺑرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ﻟدى اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ؟.1
ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إن ﻗﺿﺎءﻧﺎ ﻻزال ﻣﻧﻐﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ،ﻟم ﯾﻧﻔﺗﺢ ﺑﻌد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﻪ ﯾﺧوض ﻓﻲ ﻣﯾﺎدﯾن ﻻ ﺳﺑﯾل ﻟﺗﻛﻣﻠﺔ ﺣﻠوﻟﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻻﺳﺗﺧدام
واﻟﺗوظﯾف اﻟﺟﯾد ﻟﻠﺑﻌدﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻧﻔﺳﻲ ،طﺎﻟﻣﺎ أن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻼﻗﺎت إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ داﺧل
ﻧواة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
ﻫﻛذا إذن ﯾﻛون ﻋﻣل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺳﻬﻼ ﻓﻲ ظل ﺗوﻓر ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻘدﯾر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻟﻛن
اﻷﻣر ﯾﺻﻌب ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم وﺟود ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑدﺧل اﻟزوج أو
اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،وذﻟك إﻣﺎ ﺑﺳﺑب ﻋدم إدﻻء اﻟزوج ﺑﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ وﺿﻌﯾﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ.1
- 1ﻋطوش ﻋﻠﻲ وﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻋدﻧﺎن :اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ﺑﺣث ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗدرﯾب ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻬد
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ، 1996ص .50 :
25
وﯾﺻﺑﺢ اﻷﻣر أﻛﺛر ﺻﻌوﺑﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻠزﻣﯾن ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن ﻷﺳﻼك اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻌرض ﺣﻘوق اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﯾن ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ ﻟﻠﺿﯾﺎع.
ﺑﯾد أن اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ درج ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻧﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﻛون أﻛﺛر إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﻌﺎﺷﯾﺔ ﺣﺳﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﯾﻣﯾن أو
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲٕ ،2واذا ﻣﺎ ﻋﺟز اﻷطراف ﻋن إﺛﺑﺎت ادﻋﺎءﺗﻬﻣﺎ ﺑﺣﯾث ادﻋﻰ اﻟزوج
اﻟﻌﺳر واﻟزوﺟﺔ اﻟﯾﺳر ﻓﺈﻧﻪ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن اﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺷﺧص ﻫو اﻟﯾﺳر
وﻋﻠﻰ ﻣن ﯾدﻋﻲ اﻟﻌﻛس أن ﯾﺛﺑﺗﻪ ،ﻟﻬذا ﯾﺗﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟزوج أن ﯾﺛﺑت ﻋﺳرﻩ ﺧﻼف اﻷﺻل،
وﻗد ذﻫب اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﻘرار ﻋدد 392اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 90/3/20ﻣﻠف
ﻋدد 88/3226ﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ أن ادﻋﺎء اﻟطﺎﻋن ﺑﺄن ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺎﺳب ﻟظروﻓﻪ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﺎطﻼ ﺑﻘﻲ ﻣﺟردا ﻋن اﻟدﻟﯾل ﻓﻛﺎن اﻟدﻓﻊ ﺑﻪ ﻻ أﺛر ﻟﻪ واﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻟرد
ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ أﺛر ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻗرارﻫﺎ .3
وﻋﻣوﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻌﻠﯾل ﺗﻌﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﺑﯾب أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ
وﻗ ارراﺗﻬﺎ ،ﻷن اﻷﻣر ﯾﺧﺿﻊ أوﻻ وأﺧﯾ ار ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣدود اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ.
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 190ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻧﺟد أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗﻘدﯾر
اﻟﻧﻔﻘﺔ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺣﺳن اﻟﺗﻘدﯾر ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ،إذ ﺗﻌد
ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﯾود ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ وﻫذا ﻣﺎ ﺗؤﻛدﻩ ﻋدة ﻗ اررات ﺻﺎدرة
ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر اﻟﻘرار اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺄن " :ﻗﺿﺎة
اﻟﻣوﺿوع ﻟﻬم اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻗدر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﻌد أن ﺗﺗوﻓر ﻟﻬم اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟراﺟﻌﺔ إﻟﻰ
-ﻛﻣﺎ ﯾﺗم اﻻﺳﺗرﺷﺎد ﺑﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻋﻘد اﻟزواج ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻬﻧﺔ واﻟﺻداق وﻣﺣل اﻟﺳﻛﻧﻰ. 2
26
اﻋﺗﺑﺎر اﻷﺳﻌﺎر وﻋﺎدة أﻫل اﻟﺑﻠد وﺣﺎل اﻟطرﻓﯾن ﻛﻣﺎ أﻧﻬم ﻏﯾر ﻣﺟﺑرﯾن ﺑﺎﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻘدر
اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﻪ ،إذ ﺑوﺳﻌﻬم اﻟﺣﻛم ﺑﺄﻗل ﻣﻧﻪ أو أﻛﺛر".1
وﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟﺑﯾﺿﺎء " إن اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻘﺿﺎء ،ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻗد ﺟﻌل ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺳﺑﺑﺎ ﯾﺣﻔظﻬﺎ ﻣن طﻐﯾﺎن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣدا
وﺟز ار .2" ...
وﻟﻌل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺗﻛون ﻓﻲ أوج اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻋﻧد ﻣﺎ ﺗﻧﻌدم ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر أو ﺗﻧﻘص
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗوﻓرﻫﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﻓﻲ ﻗ ارراﺗﻬﺎ وأﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺑﺈﺑراز اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي اﺳﺗﻧدت
ﻋﻠﯾﻪ ﻹﺻدار ﺣﻛﻣﻬﺎ ،إذ ﯾﻛون ﻣﺣل رﻗﺎﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ.
وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﯾﺑﻘﻰ ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟواﻗﻊ أﺷد ارﺗﺑﺎط وﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ
ﺑﯾد أن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎرٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺳﻠطﺔ ﺗﺣدﻫﺎ
اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 189و 190ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،ﻣﻊ ﺿرورة أﺧذ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟدﻓوﻋﺎت اﻟطرﻓﯾن ﻣﻌﺎ.
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻹطﺎر ذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺿرورة وﺿﻊ ﻣﻌﯾﺎر ﻋﻠﻣﻲ دﻗﯾق
ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺷﻐل وﺣوادث اﻟﺳﯾر 3ﻣﻊ اﻋﺗراﻓﻬم
ﺑﺻﻌوﺑﺔ اﻷﻣر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻟﺻﯾﻘﺎ ﺑﺷﺧص اﻹﻧﺳﺎن وﺣﯾﺎﺗﻪ ،إﻻ أﻧﻬم ﻧﺎدوا ﺑﺑذل اﻟﺟﻬد ﻹﯾﺟﺎد
ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻣروﻧﺔ ﻛﺑﯾرة ﯾﺗرك ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﺗﺻرف وﻓﻘﺎ ﻟظروف ﻛل ﻧﺎزﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺣدة ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎد ﺟداول أو ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﺷرﯾﺣﺔ ...ﻣﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن
اﻟﻣﻧﺎطق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب.4
-ﻗرار ﻋدد 526ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 90/4/3ﻓﻲ ﻣﻠق ﻋدد 88/7236أوردﻩ ﻣﺣﻣد أﻣﺟﺎط ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻪ اﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻠﺣق 1
27
وأﻋﺗﻘد أن وﺿﻊ ﻣﻌﯾﺎر دﻗﯾق ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ وﺣوادث اﻟﺳﯾر ﻫو
طرح ﺻﻌب ﻧظ ار ﻷن اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺷﻐل وﺣوادث اﻟﺳﯾر ﯾﻌود اﻷﻣر ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ
ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎرات أو ﻋﻠﻰ ﺻﻧدوق اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو ﺻﻧدوق اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت
واﻟﺣﺎل أن اﻟﻣؤﻣن ﻓﻲ وﺿﻌﻧﺎ ﻏﯾر ﻣوﺟود ٕواﻧﻣﺎ اﻟﻣﺗوﻓر ﻫو زوج ﻓﻲ أﺣﺳن اﻷﺣوال ﻣوظف
ﻣﻌروف اﻟراﺗب ﯾﻘﺗطﻊ ﻣن ﻣﻧﺑﻌﻪ ،وﻓﻲ أﺳوأ اﻟظروف رﺟل ﻻ دﺧل ﻟﻪ أو ﻟﻪ دﺧل ﻏﯾر
ﻣﻌروف ،ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﻪ طرح وﺿﻊ ﻣﻌﯾﺎر دﻗﯾق وﺟﺎﻣد ﻏﯾر ذي ﺟدوى ﻓﻲ اﻟظروف
اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ.
أﻣﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ وﺿﻊ ﺟداول أو ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺣﺳﺎﺑﯾﺔ ،ﻓﺗﺑﻘﻰ ﺻﻌﺑﺔ اﻟﺗطﺑﯾق ﻧظ ار ﻷن ﻓﺋﺔ
اﻟﻔﻼﺣﯾن واﻟﺣرﻓﯾﯾن واﻟﺻﻧﺎع اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﯾن ﻣﻌﻔﯾﺔ ﻣن اﻟﺿراﺋب ،أﻣﺎ اﻟﺗﺟﺎر وأﺻﺣﺎب اﻟﻣﻬن
اﻟﺣرة ﻓﺈن اﻟﺣس اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﺗﺟﺎري ﻻ زال ﺿﻌﯾﻔﺎ ﻟدﯾﻬم ،ﻓﻠﯾﺳت ﻟدﯾﻬم دﻓﺎﺗر ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟدوﻟﺗﻬم ﺳﺗﻛون ﺻﻌﺑﺔ ﺟدا.
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺣﺎوﻟت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،اﻹﺗﯾﺎن ﺑﺟدﯾد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣﯾث أﻗرت
ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ 1ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟم ﺗوﺿﺢ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت؟ ﻟﻛن
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر أن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻗﺗطﺎع اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن
ﻣﻧﺑﻊ اﻷﺟر ،إﻻ أن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺛور ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﻠزم ﻏﯾر ﻣوظف ،ﻓﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫﻧﺎ
ﺗﺣدد أو ﺗﻘدر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ دون ﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد أي وﺳﯾﻠﺔ ﻹرﻏﺎم اﻟﻣﻠزم
ﻋﻠﻰ اﻷداء.2
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن اﻟزوﺟﺔ ﯾﺣﻛم ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ إﻣﺳﺎك اﻟزوج ﻋن اﻹﻧﻔﺎق اﻟواﺟب
ﻋﻠﯾﻪ وﻻ ﺗﺳﻘط ﺑﻣﺿﻲ اﻟﻣدة ) اﻟﻣﺎدة ، (195ﻛﻣﺎ أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎﻟﺑث ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ
-ﻟﻘﺎء أﺟرﯾﺗﻪ ﻣﻊ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺣﻣد زﺑﺎرﻧﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﺑﻘﺳم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﻔﺎس . 2
28
اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ أﺟل أﻗﺻﺎﻩ ﺷﻬر واﺣد ،1إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﻻ ﺗﺣﺗرم وذﻟك ﻹﻛراﻫﺎت اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وطول
اﻟﻣﺳﺎطر ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻔرغ ﻫذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣن ﺟدواﻩ.
وﺣﯾث إن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺈن
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳرة ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﻣن ﺟﻣﻠﺗﻬﺎ اﻟﻔﺻل 179ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻋرف ﺗﻌدﯾﻼت ﻣﻬﻣﺔ ﻛﺎن آﺧرﻫﺎ ﺗﻌدﯾل ﺳﻧﺔ 2003ﺣﯾث ﺗم إﻟﻐﺎء ﺑﻌض
اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ٕواﺿﺎﻓﺔ أﺧرى ،إذ ﺗم إﻟﻐﺎء اﻟﻔﻘرات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺑرام اﻟﺻﻠﺢ ،واﻟﺣﻛﻣﯾن ووﺿﻊ
اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻓﻲ اﻟﺻﻧدوق ﻗﺑل إﻋطﺎء اﻹذن ﺑﺎﻟطﻼق ،وﺑﻘﯾت اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻷﺧرى دون
ﺗﻌدﯾل.
ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﺑث ﻓﻲ طﻠﺑﺎت اﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﺗم ﺑﺎﺳﺗﻌﺟﺎل ،ﻣﻊ ﺗﻧﻔﯾذ
اﻷواﻣر واﻷﺣﻛﺎم ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻛل طﻌن ،ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ،ﻓﺈن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ
دﻋوى اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﯾﻧﻔذ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﺟﯾل وﺑﻣﺟرد اﻹدﻻء ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻔﯾد أن أﻫم
ﺧﺎﺻﯾﺔ ﻟﻠﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻫو ﺷﻣوﻟﻪ ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ،إذ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻪ ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ وﻟو ﻟم ﯾطﻠﺑﻪ اﻟﺧﺻوم.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع أﻛد ﻋﻠﻰ أن اﻟﺑث ﻓﻲ طﻠﺑﺎت اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﺟﺎل ﻏﯾر أن ﻛﻠﻣﺔ اﺳﺗﻌﺟﺎل
ﻗﺎﺿﻲ اﻷﻣور ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟطﻠب ﯾوﺟﻪ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺻﻔﺗﻪ
اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ ﻓﺟﻬﺔ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟطﻠب ﺑﻘﯾت ﻣﺣط ﻧﻘﺎش ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧص اﻟﻘدﯾم ﻟﻠﻔﺻل 149
ﻣن م.م اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﺿﻣن ﻋﺑﺎرة ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﺟﻌل ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ
واﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻟﻠﻘﺿﺎء ﯾؤوﻟون اﻷﻣر ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﺑث ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﺗم ﻣن
طرف ﻗﺿﺎء اﻟﻣوﺿوع ﻟﻛن اﻟﻧظر ﻓﯾﻪ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ وﺟﻪ ﺳرﯾﻊ ،إذ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ
أﻋطﻰ ﻟﻠﻣﺗﻘﺎﺿﯾن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أﺧرى أﻛﺛر ﺳرﻋﺔ ﻫﺎدﻓﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﺻدار أﻣر ﯾﻧﻔذ ﻗﺑل اﻟﺗﺳﺟﯾل
29
وﺑﻣﺟرد اﻹدﻻء ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ ، 1وﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي ﺗم ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 72 .03ﻋوﺿت
ﻛﻠﻣﺔ أو ﻋﺑﺎرة ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﺑﻛﻠﻣﺔ " ﺑﺎﺳﺗﻌﺟﺎل " إﻻ أﻧﻪ رﻏم ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺳم ﻓﻲ
اﻷﻣر ٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻔﺗوﺣﺎ وﻗﺎﺑﻼ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗﺄوﯾﻼت ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻣﺷرع ﻋﺎد ﺑﻌد ذﻟك
وﺻرح ﺑﺄﻧﻪ " ﺗﻧﻔذ اﻷواﻣر واﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ " ...ﻓﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﻛﻠﻣﺔ " اﻷواﻣر " و"
اﻷﺣﻛﺎم" دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن اﻟطﻠب ﯾﻣﻛن أن ﯾﺑث ﻓﯾﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺑث
ﻓﯾﻪ ﻗﺿﺎء اﻟﻣوﺿوع ﻣﻊ إﺟﺎزة اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣﺳطرة اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﻛﻘﺿﺎة اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻼت ،
ﻛﻣﺎ ﺣرص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ أن ﯾﺑث ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ دﻋوى اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ أﻛﺛر
إﺣﺎطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻠف ﻣن ﻏﯾرﻩ وﻓﻲ أﻗرب وﻗت ﻣﻣﻛن ﻟﯾس ﻓﻘط ﻋن طرﯾق ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺳطرة
اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ ﺑل أﯾﺿﺎ ﻋن طرﯾق ﺗﻘﯾﯾدﻩ ﻟﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻗﺻﯾرة ﻻ ﯾﺣق ﻟﻪ ﺗﺟﺎوزﻫﺎ وﻫﻲ ﻣدة ﺷﻬر
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟطﻠب ،وأرى أن ﻓﻲ ﻛل ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻐﻧﻲ ﻋن اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻗﺎﺿﯾﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﺟﻼت. 2
ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ،ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘدم ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ
طﻠﺑﺎت اﻟزﯾﺎدة أو اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣﻧﻬﺎ وﻟﻛن ﺷرﯾطﺔ ﻣرور ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود
ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ) اﻟﻣﺎدة (192ﻛﺗﻐﯾر ﺣﺎل اﻟزوج ﻓﻘ ار أو ﻏﻧﻰ أي ﺗﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﯾﺳر إﻟﻰ
اﻟﻌﺳر أو اﻟﻌﻛس وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻛذﻟك ﺗﻐﯾﯾر اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺷﻛل ﻣﻔﺎﺟﺊ وﻣﻠﻣوس ارﺗﻔﺎﻋﺎ أو
اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ .ﻓﺈذا ﺗﺣﻘق ذﻟك ﻓرﺿت اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﺟدﯾد وﻗﺑل ﻣﺿﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﻬﺎ.3
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣطﻠﻘﺔ.
ﻟﻘد ﺿﻣﻧت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻌدة )اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ( ﻛﻣﺎ ﺿﻣﻧﺗﻪ
ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ) اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( وذﻟك ﻋﺑر إﺟراءات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :اﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻟﺿﻣﺎن اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻌدة.
-ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد ﺑن ﺳﻼم :ﺣول ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﻌدﯾل اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 179ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻋدد 1
30
أوﺻﻰ اﷲ ﻋز وﺟل ﻓﻲ ﻣﺣﻛم ﺗﻧزﯾﻠﻪ ﺑﺿرورة ﺗﻣﺗﯾﻊ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺣق اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻟﻣدة اﻟﻌدة
وذﻟك ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺑﻲء إذا طﻠﻘﺗم اﻟﻧﺳﺎء ﻓطﻠﻘوﻫن ﻟﻌدﺗﻬن وأﺣﺻوا
1
اﻟﻌدة واﺗﻘوا اﷲ رﺑﻛم ﻻ ﺗﺧرﺟوﻫن ﻣن ﺑﯾوﺗﻬن وﻻ ﯾﺧرﺟن إﻻ أن ﯾﺎﺗﯾن ﺑﻔﺎﺣﺷﺔ ﻣﺑﯾﻧﺔ
وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :أﺳﻛﻧوﻫن ﻣن ﺣﯾث ﺳﻛﻧﺗم ﻣن وﺟدﻛم وﻻ ﺗﺿﺎروﻫن ﻟﺗﺿﯾﻘوا ﻋﻠﯾﻬن ٕوان
ﻛن أوﻻت ﺣﻣل ﻓﺄﻧﻔﻘوا ﻋﻠﯾﻬن ﺣﺗﻰ ﯾﺿﻌن ﺣﻣﻠﻬن.2
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﺣق اﻟﺳﻛن اﻟوارد ﻓﻲ اﻵﯾﺗﯾن ﻋﺎم ﯾﺷﻣل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻌﺗدات ﻷﻧﻪ ﺣق
3
ﻟذﻟك ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠزوﺟﯾن اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻣﺑرر ﯾﻘﺑﻠﻪ اﻟﺷرع
ﺗﺟب اﻟﺳﻛﻧﻰ أﺛﻧﺎء اﻟﻌدة ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ رﺟﻌﯾﺎ وﻟﻠﻣﺑﺎﻧﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻼﻋﻧـﺔ أو ﻣﺧﺗﻠﻌﺔ أو ﻣﺑﺎ أرة .4
وﻟﻌل اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن اﻋﺗﺑﺎر ﻣﻛوث اﻟزوﺟﺔ أو اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻟﻘﺿﺎء ﻋدﺗﻬﺎ
ﺣﻘﺎ ﻣن ﺣﻘوق اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﻓرﻫﺎ ﻣن ﺣﯾث إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ
ﻣن ﺟدﯾد ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﺑﻘﺎءﻫﻣﺎ ﻣﺗﻘﺎرﺑﯾن ﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ،ﻗد ﯾﺳرع ﻋودة اﻟﻣﯾﺎﻩ إﻟﻰ ﻣﺟﺎرﯾﻬﺎ ﻋن
طرﯾق اﻟرﺟﻌﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟدفء إﻟﻰ اﻷﺳرة ﻣن ﺟدﯾد.
إﻻ أﻧﻪ إذا ﺗﻌذر ﻗﺿﺎء اﻟزوﺟﺔ ﻋدﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻷﺳﺑﺎب وظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
ﺗﺑرر ذﻟك ﻓﺣﯾﻧﺋذ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﻘﺿﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن آﺧر ﺧﺎرج اﻟﺑﯾت اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻘر ار
ﻟﻠزوﺟﯾن.5
وﻫذا ﻣﺎ ﻋﻣﻠت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﺗﻛرﯾﺳﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 84ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ" :
ﺗﺳﻛن اﻟزوﺟﺔ ﺧﻼل اﻟﻌدة ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ،أو ﻟﻠﺿرورة ﻓﻲ ﻣﺳﻛن ﻣﻼﺋم ﻟﻬﺎ ﻟﻠوﺿﻌﯾﺔ
اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠزوج ٕ ،واذا ﺗﻌذر ذﻟك ﺣددت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺳﻛن ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ ﯾودع ﻛذﻟك ﺿﻣن
اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ".
إﻻ أن اﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾﺛور ﺑﺷﺄن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻫو أن اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﺗودع ﻗﺑل اﻹذن
ﺑﺎﻟطﻼق ﻓﻛﯾف ﯾﺗم اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺗﻌذر ﻗﺿﺎء اﻟﻌدة ﺑﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﺗﻘدﯾر ﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﺳﻛن ﺿﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت واﻟﺣﺎل أن اﻟطﻼق ﻟم ﯾﺗم ﺑﻌد واﻟﻌدة ﻟم ﯾﻣض أﺟﻠﻬﺎ؟
- 1ﺳورة اﻟطﻼق ،اﻵﯾﺔ .1 :
- 2ﺳورة اﻟطﻼق ،اﻵﯾﺔ .6 :
- 3ﻣﺣﻣد اﺑن ﻣﻌﺟوز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .132 :
- 4ﻣدوﻧﺔ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك ،ج ، 5ص .474 :
- 5ﻣﺣﻣد أﻛدﯾد :ﺣﻘوق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،ﻣﺟﻠﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﻋدد 13ﻟﺷﻬر ﻧوﻧﺑر ، 2005ص 139 :وﻣﺎ
ﺑﻌدﻫﺎ.
31
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 131ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﺗﻌﺗد اﻟﻣطﻠﻘﺔ واﻟﻣﺗوﻓﻰ ﻋﻧﻬﺎ زوﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧزل
اﻟزوﺟﯾﺔ أو ﻓﻲ ﻣﻧزل آﺧر ﯾﺧﺻص ﻟﻬﺎ".
وﻫﻛذا ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻣن ﻧص ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾن أن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺳﻛﻧﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ﺗطﺑق
ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ أرﺑﻌﺔ ﺣﻠول ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﺗرﺗﯾب ﻻ اﻟﺗﺧﯾﯾر وﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ:
-اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﻘﯾم ﺑﻪ ﻗﺑل اﻟطﻼق.
-اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻲ ﻣﺣل آﺧر ﻏﯾر ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﺿرورة أي ﻋﻧد
ﻣﺎ ﯾﺗﻌذر ﻗﺿﺎء اﻟﻌدة ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻟظروف ﻗﺎﻫرة ﺗﺣول دون ذﻟك ،وﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻟظروف
ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻌروض ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻣر.
وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 84ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ ﺗرﻣﻲ إﻟﻰ ﺻﯾﺎﻧﺔ ﺣق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ وذﻟك ﺑﺿرورة أن ﯾﻛون اﻟﻣﺳﻛن اﻟﺟدﯾد ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟﻬﺎ ،وﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﻺﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ
ﻟﻠزوج.1
-اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :إﯾداع ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ﻣن طرف اﻟزوج ،ﻟﺗﻐطﯾﺔ
ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻫذﻩ اﻟﺳﻛﻧﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺿﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣﻛم ﺑﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﻣﺎدة ، 88وذﻟك ﻋﻧد ﺗﻌذر ﺗطﺑﯾق أﺣد اﻟﺣﻠﯾن اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن ،
ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﺣﻠول اﻟﺛﻼﺛﺔ ﯾﺟب أن ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺗرﺗﯾب ،ﻻ ﻋﻠـﻰ
وﺟﻪ اﻟﺗﺧﯾﯾر ،وﻻ ﯾﺧﺿﻊ اﺧﺗﯾﺎر أﺣدﻫﺎ ﻻ ﻹرادة اﻟزوج وﻻ ﻟﻺرادة اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ.
-اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟراﺑﻌﺔ :ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 196وﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ
2
وذﻟك إذا اﻧﺗﻘﻠت ﻣن ﺑﯾت ﻋدﺗﻬﺎ دون ﯾﺳﻘط ﻓﯾﻬﺎ ﺣق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ ﺧﻼل اﻟﻌدة
ﺗوﻓر أﺣد اﻟﺷرطﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن :
-ﻣواﻓﻘﺔ زوﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﻧﺗﻘﺎل.
-اﻟﻣﺎدة " : 196اﻟﻣطﻠﻘﺔ رﺟﻌﯾﺎ ﯾﺳﻘط ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ دون اﻟﻧﻔﻘﺔ إذا اﻧﺗﻘﻠت ﻣن ﺑﯾت ﻋدﺗﻬﺎ دون ﻣواﻓﻘﺔ زوﺟﻬﺎ أو 2
32
-وﺟود ﻋذر ﻣﻘﺑول ﻟدى اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﯾﺑرر ﻫذا اﻻﻧﺗﻘﺎل .1
إﻻ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾﺻﻌب ،إﺛﺑﺎت واﻗﻌﺔ اﻟﺧروج ﻣن ﺑﯾت اﻟﻌدة ﺑدون ﻋذر
وذﻟك ﻧظ ار ﻟﻘﺻر ﻓﺗرة اﻟﻌدة وﺗﻛﺎﻟﯾف دﻋوى اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﻌد أداﺋﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﻠزوج أن
ﯾرﻓﻌﻬﺎ ﺿد زوﺟﺗﻪ ﺗﻔوق اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣؤﻣل اﺳﺗرﺟﺎﻋﻪ.2
ﻫﻛذا إذن ﺗﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﻣﻌﺗدة ﻣن ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻧﻔس
اﻟﺣق ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﺣﺎﺿﻧﺔ.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ.
ﻟﻘد أﺛﺎرت ﺳﻛﻧﻰ اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻧﻘﺎﺷﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ،إذ أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻌﺳﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﻠﻘﺔ
ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﻟﺗطﻠب ذﻟك ﻣﺑﺎﻟﻎ طﺎﺋﻠﺔ ،ﻓﺗﻌددت اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت واﻷﻗﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل
ﺻراﻋﺎ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺑﻌد اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻣﺳﻛن ﻹﯾواء اﻟﻣطﻠﻘﺔ وﻣﺣﺿوﻧﻬﺎ .وأﻣﺎم
اﻟﻔراغ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﺧﺗﻠﻔت أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ،ﻓﺑﻌﺿﻬﺎ
ﻣﻛن اﻟزوﺟﺔ واﻷوﻻد ﻣن اﻟﻣﺳﻛن ،وﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻛن اﻟزوج وطرد اﻟزوﺟﺔ واﻷوﻻد ﻟﯾواﺟﻬوا
وﺣدﻫم ﺗدﺑﯾر ﻣﺄوى ﻟﻬم ﻓﻲ وﻗت ﻋز ﻓﯾﻪ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻛن.3
وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺳﻛن اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑدرﺟﺔ اﻟوﻋﻲ واﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﯾﺳر اﻟﻣﺎدي ،واﻷوﺿﺎع
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻣﺑﺎﺷرة أو ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻟرﺟل ﺑﺎﻣرأﺗﻪ اﻟﻣطﻠﻘﺔ وأوﻻدﻩ
ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻧﺳﺎﺋﯾون ﻣﻘﺗﻧﻌون أن أﺿﻌف اﻹﯾﻣﺎن أن ﯾﺗرك اﻟرﺟل ﻣطﻠﻘﺗﻪ وأوﻻدﻩ ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻬم
وﯾﻧﺳﺣب ﻓﻲ ﺳﻼم وﻫدوء ﻟﯾؤﺳس أﺳرة أﺧرى إن ﺷﺎء 4ﻛﻣﺎ ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﺗوﻧﺳﻲ.
-أﺣﻣد اﻟﺧﻣﻠﯾﺷﻲ :اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ج ، 2اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ، 1994 ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف 2
33
وﻗد ﻗﺿﻰ اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣطﻠﻘﺔ وﻣﺣﺿوﻧﯾﻬﺎ ﻣن
ﺳﻛﻧﻰ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻧﺎﻗﺿﺎ ﺑذﻟك ﻗرار ا ﺻﺎد ار ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻟﻛوﻧﻪ
ﻗﺿﻰ ﺑﺈﻓراغ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻣن اﻟﺑﯾت اﻟذي ﺗﺄوﯾﻪ ﻣﻊ ﻣﺣﺿوﻧﯾﻬﺎ.1
أﻣﺎ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻘد ﺧﺻﺻت اﻟﻣﺎدة 168ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون ،وﺣﯾث
أن اﻷم ﺗﻌد ﺣﺎﺿﻧﺔ ﻷوﻻدﻫﺎ ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳري ﻋﻠﻰ ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون
ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷم اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ،ﻣن أﺟل ذﻟك ﺳﺄرﺟﺊ اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺳم
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻷطﻔﺎل ﺑﻌد اﻟطﻼق ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾرﺗب آﺛﺎ ار ﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ،ﻣﻣﺎ
ﺟﻌل اﻟﺷﺎرع اﻟﺣﻛﯾم ،وﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﯾﻔرﺿﺎن ﻟﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺗﻌﺔ.
ﺗﻌددت اﻵراء اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﺣول اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻣن ﺣﯾث وﺟوﺑﻬﺎ وﺗﻘدﯾرﻫﺎ ) اﻟﻣطﻠب اﻷول( وﻗد
أﺷﺎرت إﻟﯾﻬﺎ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﯾﺿﺎ ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
- 1ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻐرﻓﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﯾوﻟﯾوز ، 1984ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون ،
اﻟﻌددان 136 – 135وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ " :طﺑﻘﺎ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﺻل 127ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻫﻲ ﻣن
ﻣﺷﻣوﻻت ﻧﻔﻘﺔ اﻷوﻻد وﺣﻘﺎ ﻣن ﺣﻘوﻗﻬم وأن اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻣﺎ داﻣت ﻣﻠﺗﺻﻘﺔ ﺑﻣﺣﺿوﻧﯾﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﺳﻛن ﻣﻌﻬﻣﺎ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﻫﺎﺗﻪ وﻻ
ﺣق ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﺣﻘوق ﻣﺣﺿوﻧﯾﻬﺎ وﻟﻬذا ﻓﺈن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗﺑرت ﻣواﻓﻘﺔ اﻟطﺎﻋﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻧﺗظﺎﻣﻬﺎ
ﺑﺎﻹﻓراغ ﯾﻔﻘدﻫﺎ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻣﻊ أوﻻدﻫﺎ ﺑﺣﻛﻣﻬﺎ ﺑﺎﻹﻓراغ ﺗﻛون ﻗد ﺧﺎﻟﻔت اﻟﻔﺻل 127اﻟﻣذﻛور وﻋرﺿت ﻗرارﻫﺎ ﻟﻠﻧﻘض
." ...أوردﻩ ﻣﺣﻣد ﺑودﻻﺣﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .721 :
- 2ﻣﺣﻣد اﺑن ﻣﻌﺟوز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .309 :
34
ﻗدرﻩ وﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺗر ﻗدرﻩ ﻣﺗﺎﻋﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌروف ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺳﻧﯾن وﻟﻠﻣطﻠﻘﺎت ﻣﺗﺎع ﺑﺎﻟﻣﻌروف
ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﯾن1وﻗوﻟﻪ ﻋز وﺟل :ﯾﺄﯾﻬﺎ اﻟذﯾن آﻣﻧوا إذا ﻧﻛﺣﺗم اﻟﻣوﻣﻧﺎت ﺛم طﻠﻘﺗﻣوﻫن
ﻣن ﻗﺑل أن ﺗﻣﺳوﻫن ﻓﻣﺎ ﻟﻛم ﻋﻠﯾﻬن ﻣن ﻋدة ﺗﻌﺗدوﻧﻬﺎ ﻓﻣﺗﻌوﻫن وﺳرﺣوﻫن ﺳراﺣﺎ ﺟﻣﯾﻼ
.2
وﻣن اﻟﺳﻧﺔ ﻣﺎ رواﻩ اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ ﻋن ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﻧت ﻗﯾس ﻗﺎﻟت " :طﻠﻘﻬﺎ أﺑو ﻋﻣرو ﺑن
ﺣﻔص اﻟﺑﺛﺔ ﺛم ﺧرج إﻟﻰ اﻟﯾﻣن ووﻛل ﺑﻬﺎ ﻋﯾﺎش ﺑن أﺑﻲ رﺑﯾﻌﺔ ﻓﺄرﺳل إﻟﯾﻬﺎ ﻋﯾﺎش ﺑﻌض
اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﺳﺧطﺗﻬﺎ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ ﻋﯾﺎش :ﻣﺎﻟك ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻧﻔﻘﺔ وﻻ ﺳﻛﻧﻰ ،ﻫذا رﺳول اﷲ ﻓﺳﻠﯾﻪ
ﻓﺳﺄﻟت رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻋﻣﺎ ﻗﺎل ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﻬﺎ :ﻟﯾس ﻟك ﻧﻔﻘﺔ وﻻ ﺳﻛﻧﻰ وﻟﻛن
ﻣﺗﺎع ﺑﺎﻟﻣﻌروف واﺧرﺟﻲ ﻋﻧﻬم .3
ﻛﻣﺎ أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ ﻓﻔﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرطﺑﻲ " وأﺟﻣﻊ أﻫل اﻟﻌﻠم ﻋﻠﻰ أن
اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﻔرض ﻟﻬﺎ وﻟم ﯾدﺧل ﺑﻬﺎ ﻻ ﺷﻲء ﻟﻬﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﺔ"4واﻟﻣﺗﻌﺔ ﺗﻬدف ﺟﺑر ﺧﺎطر
اﻟﻣطﻠﻘﺔ واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻋﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎ أﻟم ﺑﻬﺎ ﻣن ﺻدﻣﺔ اﻟطﻼق.
إﻻ أﻧﻪ وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺿوح اﻵﯾﺎت اﻟﻘرآﻧﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻷﻣر ﻟم ﯾﺳﻠم
ﻣن اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺣول ﺣﻛﻣﻬﺎ.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣﺗﻌﺔ.
ﻟﻘد ﺗﻌدد آراء اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣﺗﻌﺔ.
ﻓذﻫب أﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺗﻛون واﺟﺑﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة وﻫﻲ ﻋﻧد طﻼﻗﻪ
ﻟﻬﺎ ﻗﺑل اﻟدﺧول وﻗﺑل ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺻداق ،5وﯾرى اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك أن اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻟﯾﺳت واﺟﺑﺔ ،إﻧﻣﺎ ﻫﻲ
35
3
ﻣﻧدوﺑﺔ 1ودﻟﯾﻠﻪ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺳﻧﯾن ،2وﻗوﻟﻪ ﻛذﻟك :ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﯾن
ﻓدل اﻷﻣر ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻫﻲ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻹﺣﺳﺎن واﻟﺗﻔﺿﯾل ،وﻣﺎ ﻛﺎن ﻛذﻟك ﻓﻠﯾس ﺑواﺟب،4
وﻟو ﻛﺎﻧت واﺟﺑﺔ ﻷطﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﻠق أﺟﻣﻌﯾن .5
أﻣﺎ اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻓﻘد ﺟﻌﻠوا اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺣﻘﺎ ﻟﻛل ﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻟﺗﻲ ﺳﻣﻲ ﻟﻬﺎ ﺻداق وطﻠﻘت
ﻗﺑل اﻟدﺧول ﻓﻠﻬﺎ ﻧﺻف اﻟﺻداق .6
أﻣﺎ اﻟظﺎﻫرﯾﺔ ﻓﯾﻌﺗﺑرون أن اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت أي ﺳواء طﻠﻘﻬﺎ
ﻗﺑل اﻟدﺧول أو ﺑﻌدﻩ ،ﺳواء ﻓرض ﻟﻬﺎ ﺻداق أو ﻟم ﯾﻔرض ﻷﻧﻬم أﺧذوا ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
وﻣﺗﻌوﻫن ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﺻﯾﻐﺔ اﻷﻣر واﻷﻣر ﯾﻛون داﺋﻣﺎ ﻟﻠوﺟوب .7
واﻟﺣﺎﺻل أن اﻟﻘول ﺑوﺟوب اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻟﻛل ﻣطﻠﻘﺔ ﻣدﺧوﻻ ﺑﻬﺎ أو ﻏﯾر ﻣدﺧول ﺑﻬﺎ،
ﻣﺳﻣﻰ ﻟﻬﺎ أو ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻰ ﻟﻬﺎ .ﻟﻌﻣوم اﻵﯾﺔ :وﻟﻠﻣطﻠﻘﺎت ﻣﺗﺎع ،8ﻓﻠم ﯾﺧص ﻣطﻠﻘﺔ دون
أﺧرى ،وﻻ ذﻛرت ﻣدﺧوﻻ ﺑﻬﺎ أو ﻏﯾر ﻣدﺧول ﺑﻬﺎ ،ﺑل ﺟﺎءت ﻋﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻷﻣر اﻟوارد
ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﻣﺗﻌوﻫن 9ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟوﺟوب وﻫو ﻣذﻫب ﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﻌﻠﻣﺎء ،وﻻ ﺣﺟﺔ
ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﯾن ﻓﻲ اﻵﯾﺔ ،ﻷن ﻟﻔظ ﺣﻘﺎ ﺑدل ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﯾد اﻷﻣر اﻟواﺟب اﻟوارد ﻓﻲ أول اﻵﯾﺔ
وﻣﺗﻌوﻫن ،10ﻛﻣﺎ أن اﻟﻼم ﻟﻠﺗﻣﻠﯾك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﻟﻠﻣطﻠﻘﺎت ﻣﺗﺎع ،وأﯾﺿﺎ اﻟﻣﺧﺎطﺑون
ﻛﺎﻟﺗﯾﻣم ﻣﻊ اﻟوﺿوء ،واﻟﻣﺗﻌﺔ ﺗﺟب ﺑﺎﻟﺳﺑب اﻟذي ﯾﺟب ﺑﻪ ﻣﻬر اﻟﻣﺛل وﻫو اﻟﻧﻛﺎح ﻻ اﻟطﻼق ﻷن اﻟطﻼق ﻣﺳﻘط ﻟﻠﺣﻘوق ﻻ
ﻣوﺟب ﻟﻬﺎ ،ﻟﻛن ﻋﻧد اﻟطﻼق ﯾﺳﻘط ﻧﺻف ﻣﻬر اﻟﻣﺛل ،ﻓﺗﺟب اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺑدﻻ ﻋن ﻧﺻﻔﻪ ،اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب
اﻟﺷراﺋﻊ ،ج ، 2ص .303 :
- 1اﺑن رﺷد )اﻟﺣﻔﯾد ( ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ج ، 2ص .73 :
- 2ﺳورة اﻟﺑﻘرة ،اﻵﯾﺔ .236
- 3ﺳورة اﻟﺑﻘرة ،اﻵﯾﺔ .211
- 4اﺑن رﺷد ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد ،ج ، 2ص .74 :
- 5اﻟﻘرطﺑﻲ ،اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘرآن ،ج ، 3ص .132 :
- 6ﺟﺎء ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وأدﻟﺗﻪ ﻟﻠدﻛﺗور وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺳﺎﺑﻊ ،ص ، 318 :ﻟﻛل ﻣﻔﺎرﻗﺔ ﻣﺗﻌﺔ إﻻ
اﻟﺗﻲ ﻓرض ﻟﻬﺎ ﺻداق ،وﻓورﻗت ﻗﺑل اﻟﺑﻧﺎء أو ﻛﺎﻧت اﻟﻔرﻗﺔ ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ أو ﺑﻣﻠﻛﻪ ﻟﻬﺎ ،أو ﺑﻣوت ،وﻓرﻗﺔ اﻟﻠﻌﺎن ﺑﺳﺑﺑﻪ ) أي
اﻟﻠﻌﺎن(.
- 7اﺑن ﺣزم اﻷﻧدﻟﺳﻲ ،ج ، 10ص " : 145 :اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻓرض ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣطﻠﻘﺔ واﺣدة أو اﺛﻧﺗﯾن أو ﺛﻼث أو آﺧر ﺛﻼث
وطﺋﻬﺎ أو ﻟم ﯾطﺄﻫﺎ ﻓرض ﻟﻬﺎ ﺻداﻗﻬﺎ أو ﻟم ﯾﻔرض ﻟﻬﺎ ﺷﯾﺋﺎ أن ﯾﻣﻧﻌﻬﺎ وﻛذﻟك اﻟﻣﻔﺗدﯾﺔ ،وﯾﺟﺑر اﻟﺣﺎﻛم ﻋﻠﻰ ذﻟك أﺣب أم
ﻛرﻩ ".
- 8ﺳورة اﻟﺑﻘرة ،اﻵﯾﺔ .241
- 9ﺳورة اﻟﺑﻘرة ،اﻵﯾﺔ .236 :
- 10ﺳورة اﻟﺑﻘرة ،اﻵﯾﺔ .236 :
36
ﺑﺄﺻول اﻟﺷرﯾﻌﺔ وﻓروﻋﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﻣر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﺑﺎد أن ﯾﻛوﻧوا ﻣن اﻟﻣﺣﺳﻧﯾن وﻣن
اﻟﻣﺗﻘﯾن ،إﻻ ﻣن أﺑﻰ.1
وﻗد ﺳﺎرت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟرأي واﻋﺗﺑرت أن اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻣن ﻣﺷﺗﻣﻼت
ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟزوﺟﺔ ﺑﻌد اﻟطﻼق.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة.
إن ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻻ ﺗﺧﻠو ﻣن ﻧﻘﺎش ﻣن ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق
وﻟﯾﺳت ﻣﺗﻌﺔ ،وﻣن ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻣﺗﻌﺔ وﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﻧﻔس اﻵن )أوﻻ( ﻟﻛن ﻣﻊ ذﻟك
ﺗﺑﻘﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺔ:ﻫل اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺗﻌوﯾض ؟
ﻟﻌل اﻟﺣدﯾث ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻓرﺿﻪ اﻟﻧﻘﺎش اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟواﺳﻊ ﻣن ﺣﯾث ﻫل اﻟﻣﺗﻌﺔ
ﺟﺑر ﻟﺧﺎطر اﻟﻣرأة ﺑﻌد اﻟطﻼق اﻟذي ﯾوﻗﻌﻪ اﻟزوج أم ﻫﻲ ﺗﻌوﯾض ﻋن طﻼق ﺗﻌﺳﻔﻲ.
ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 84ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،ﻧﺟد أﻧﻬﺎ ﺟﻌﻠت اﻟﻣﺗﻌﺔ واﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزوج
،وﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾراﻋﻲ ﻋﻧد ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﯾﺳر اﻟرﺟل وﺣﺎل اﻟﻣرأة ،ﻟﻛن إذا ﻛﺎن اﻟطﻼق
ﺗﻌﺳﻔﯾﺎ وﺑدون ﻣﺑرر ﻓﺈن اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﺗﻌوﯾض ﯾﺟﺑر اﻟﺿرر اﻟذي ﻗد
ﯾﺣﺻل ﻟﻠزوﺟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذا اﻟطﻼق اﻟﺟﺎﺋر.2
وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻌوﯾض ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ وﻗﻔﺔ ذﻟك أن اﻟﺗﻌوﯾض ﯾﻠزﻣﻪ
ﻋﻧﺻر اﻟﺧطﺄ ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻘدر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺣﺳب اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﺧطﺄ أو اﻟﺗﺟﺎوز
ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺗﻌﺔ ﯾﻛون ﺣﺳب ﯾﺳر اﻟﻣطﻠق وﺣﺎل اﻟﻣطﻠﻘﺔ.
ﻟذا ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أن ﯾﻔرق ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺔ واﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ وأن ﯾﻧص
ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر اﻟﻼﺣق ﺑﺎﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺛﺑت
37
ﻓﯾﻬﺎ أن اﻟزوج ﻗد ﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟطﻼق ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺿرر اﻟﻼﺣق ﺑﺎﻟﻣطﻠﻘﺔ
ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ1ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠت ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ.2
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،اﺣﺗﻔظت ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺔ ،وﻟم ﺗﻘرﺑﺎ ﻟﻠﺗﻌوﯾض إﻻ أﻧﻬﺎ وﺿﻌت
ﻣﻌﺎﯾﯾر وﻋﻧﺎﺻر ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾرﻫﺎ.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺗﻌﺔ.
ﻟﻘد اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء وﻟم ﯾﺟﻣﻌوا ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﻘدار ﻣﻌﯾن ﻟﻠﻣﺗﻌﺔ.3
ﻛﻣﺎ أن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻟم ﺗﺣدد ﻣﻘدارﻫﺎ ٕواﻧﻣﺎ أوﻛﻠت اﻷﻣر إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﯾﯾدﻫﺎ ﺑﻌﻧﺎﺻر ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة .84
-ﻓﺗرة اﻟزواج :أي اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻐرﻗﺗﻬﺎ اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن وﯾﻔﻬم ﻣن ﻫذا
أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ،ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﺣﺗﻣﺎل اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻗﺎﺋﻣﺎ.
-اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠزوج :وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟزوج ﻣﯾﺳو ار ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺗﻌﺔ
ﻣرﺗﻔﻌﺔ وذﻟك ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﻣﺗﻌوﻫن ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺳﻊ ﻗدرﻩ وﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺗر ﻗدرﻩ ﻣﺗﺎﻋﺎ
ﺑﺎﻟﻣﻌروف . ...
-أﺳﺑﺎب اﻟطﻼق وﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت آﺗﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟزوج أو ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟزوﺟﺔ أو ﻣﻧﻬﻣﺎ
ﻣﻌﺎ.
-ﻣدى ﺗﻌﺳف اﻟزوج ﻓﻲ ﺗوﻗﯾﻌﻪ وﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻣﻊ وﺟوب ﻣراﻋﺎة ﻛون اﻟطﻼق ﻛذﻟك
ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﺗﺑرﯾر.4
- 1ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة ﻓﻲ ﺿوء ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،دار وﻟﯾﻠﻲ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،ﺳﻧﺔ
، 1998ص . 323 :
- 2اﻟﻣﺷرع اﻟﺳوري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 117ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﺣﺎل ﻣطﻠﻘﻬﺎ ودرﺟﺔ
ﺗﻌﺳﻔﻪ ﺑﺗﻌوﯾض ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﻣﺑﻠﻎ ﻧﻔﻘﺔ ﺛﻼث ﺳﻧوات ﻷﻣﺛﺎﻟﻬﺎ زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة وﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺟﻌل دﻓﻊ ﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض
ﺟﻣﻠﺔ أو ﺷﻬرﯾﺎ ﺑﺣﺳب ﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل.
- 3ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﻠﺳرﺧﺳﻲ ،ج ، 6ص : 62 :أدﻧﻰ ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﺛواب درع وﺧﻣﺎر وﻣﻠﺣﻔﺔ.
- 4ﻣﺣﻣد أﻛدﯾد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 148 :وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ.
38
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠزم ﺑﺗﻘﺻﻲ اﻷﻣر وﻣﻌرﻓﺔ اﻷﺳﺑﺎب وﻣدى ﺛراء اﻟزوج
وﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ذﻟك ،وﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟﺻﺣﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ
ﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺗﺣدﯾدا ﻋﺎدﻻ .1
وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷرع ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻓﯾﻪ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﻧﺎدي ﺑﺎﻟرﻗﻲ
ﻣدة اﻟزوﺟﯾﺔ وﻋدد اﻷوﻻد ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻪ راﻋﻰ
واﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﺣق اﻟﻣرأة وﻏﯾرﻫﺎ ،وأﻛﺛر ﻣن ﻫذا ﻓﺎﻟطﻼق ﺟﻌل ﺗﺣت ﻣراﻗﺑﺔ
اﻟﻘﺿﺎء .2ﻫذﻩ اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﺑر ﺳﻠطﺗﻪ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻣن ﺗﻘﯾﯾم ﻣدى ﺗﻌﺳف اﻟزوج
ﻓﻲ إﯾﻘﺎﻋﻪ ﻟﻠطﻼق ﻓﯾﻘدر إﺛر ذﻟك اﻟﻣﺗﻌﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ.
ﻓﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻻ زال ﻣﺗﺷﺑﺛﺎ ﺑﺎﺻطﻼح اﻟﻣﺗﻌﺔ ،دون اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن
ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﯾرى ﺑﺄﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻣﺎﻧﻊ ﺷرﻋﻲ أو ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣن ﺣرﻣﺎن اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻣن اﻟﺗﻌوﯾض
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟزوج ﻣﺗﻌﺳﻔﺎ ﻓﻲ اﻟطﻼق .3
إﻻ أﻧﻪ ،وﻛﻣﺎ ﺳﺑق ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﺈن اﻟﺗﻌوﯾض ﯾﻛون ﻋن ﺧطﺄ أﻣﺎ اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻓﻬﻲ
ﻣن اﻟﺗﺑﻌﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠطﻼق ﻣﻬﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔت أﺳﺑﺎﺑﻪ ،وﻗﺑل ﻫذا وذاك ﻓﺈن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﺗﻌﺔ
أﺷرف ﻣن اﻟﺗﻌوﯾض ﻷن أي ﺗﻌوﯾـض ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﻐﻧـﻲ اﻟﻣرأة ﻋن زوﺟﻬﺎ وﺑﯾﺗـﻬﺎ
ووﺿﻌﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺗﻐطﻲ ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﺗﻐطﯾﺗﻪ .4
-ﻋﺑد اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻌﻠوي اﻟﻣدﻏري ،اﻟﻣرأة ﺑﯾن أﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻪ واﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻓﺿﺎﻟﺔ ،اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ 1
39
ﻛﻣﺎ أن إﯾﺟﺎب اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻘوﺑﺔ ،واﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻻ ﺗﻛون إﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﻌل ﻣﺣرم ﻓﯾؤﺧذ ﻣن
إﯾﺟﺎب اﻟﺗﻌوﯾض ﺗﺣرﯾم اﻟطﻼق ،اﻟذي ﻟم ﺗﺑد أﺳﺑﺎﺑﻪ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أو ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أو ﻛﺎن دون ﺳﺑب
ﻓﻌﻼ ،وﻫذا ﻟم ﯾرو ﻋن اﻟﺳﻠف ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑل روي ﻛﺛﯾر ﻣن ﺣﺎدﺛﺎت اﻟطﻼق ﻋن
اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ وﻣن ﺑﻌدﻫم وﻟم ﯾرو أن أﺣدا طﺎﻟﺑﻬم ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾل وﺑﯾﺎن اﻷﺳﺑﺎب .1
ﻓﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﺗﻘرر ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺳﻣﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼف وذﻟك
ﺣﺳب اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ،وﺣﺳب ﻣﻬﻧﺔ اﻟزوجٕ ،وان ﻛﺎن اﻟﺑﻌض ﯾﻧﺎدي ﺑﺎﻟرﻓﻊ ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ
ﺣﺗﻰ ﺗﻛون رادﻋﺔ وزاﺟرة ﻟﻸزواج ﻣن ﻣﻐﺑﺔ إﯾﻘﺎﻋﻬم ﻟﻠطﻼق.
ﻏﯾر أن ﺣﻘوق اﻟﻣرأة اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻻ ﺗﻛﺗﻣل إﻻ إذا ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
اﻷﺳرة .
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﻧﺻﯾب اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻷﺳرة .
إن اﻟزوﺟﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت ﻋﺑر اﻟﺟﻬﺎز أو
اﻟﺷوار أو ﺷراء ﺑﻌض اﻟﻠوازم ﻣﻣﺎ ﯾﻔرض ﺣﯾن اﻻﻧﻔﺻﺎل أن ﺗﺄﺧذ ﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺗﺎع اﻟﻣﻧزﻟﻲ
) اﻟﻣطﻠب اﻷول( ﻛﻣﺎ أن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﺳﺳت ﻟﺣق ﺟدﯾد أﻻ وﻫو ﻧﺻﯾب اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﺛروة اﻷﺳرة ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :أﺣﻛﺎم ﻗﺳﻣﺔ ﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت.
ﯾراد ﺑﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻛل ﻣﺎ ﯾوﺟد ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﻔﻊ
ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻣن أﺛﺎث وﻣﻔروﺷﺎت وأﺟﻬزة ﻣﻧزﻟﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ،ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻣﺗﺎع ﻣن اﻟﺟﻬﺎز
أو اﻟذي ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻪ اﻟزوﺟﺔ ﻟﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻋﻧد زﻓﺎﻓﻬﺎ أو ﻛﺎن ﻣن ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟزوج أو ﻛﺎن ﻣن
أدوات ﻣﻧزﻟﯾﺔ ﺟدت ﺑﻌد اﻟزﻓﺎف .2
واﻟﻣﺗﺎع أﻧواع ﺛﻼﺛﺔ :
ﻧوع ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠزوج دون اﻟزوﺟﺔ ﻛﺄدوات اﻟﺣﻼﻗﺔ ،وﻧوع ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠزوﺟﺔ دون اﻟزوج
ﻛﺎﻟﺣﻠﻲ وأدوات اﻟزﯾﻧﺔ ،وﻧوع ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻛل ﻣن اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ وﯾﺳﺗﻌﻣﻼﺗﻪ ﻣﻌﺎ ﻛﺄواﻧﻲ اﻟﺷﺎي
- 1ﻣﺣﻣد ﺳﻣﺎرة :أﺣﻛﺎم وآﺛﺎر اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﺷرح ﻣﻘﺎرن ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،
اﻷردن ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ، 2002ص .350 :
- 2ﻣﺣﻣد أﻛدﯾد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .149 :
40
وآﻟﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل وﻏﯾرﻫﺎ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺎ ﻣﺗﻔﻘﯾن ﻓﻼ إﺷﻛﺎل ٕ ،وان اﺧﺗﻠﻔﺎ ﺗطﺑق ﻗواﻋد اﻹﺛﺑﺎت ،إﻻ أن
ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﯾﻌﺗرﯾﻬﺎ اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء .1
ﺑﯾد أن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﺻﻠت ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة ، 34ﺣﯾث أﺣﺎﻟت ﻓﻲ
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧزاع ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ،وأوﺿﺣت ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗوﻓر أي ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ وﻫﻲ :
اﻟﻘول ﻟﻠزوج ﺑﯾﻣﯾﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻟﻠرﺟﺎل.
وﻟﻠزوﺟﺔ ﺑﯾﻣﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻟﻠﻧﺳﺎء.
أﻣﺎ اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻟﻠرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء ﻣﻌﺎ ﻓﯾﺣﻠف ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ وﯾﻘﺗﺳﻣﺎﻧﻪ ﻣﺎ ﻟم ﯾرﻓض
أﺣدﻫﻣﺎ اﻟﯾﻣﯾن وﯾﺣﻠف اﻵﺧر ﻓﯾﺣﻛم ﻟﻪ.2
وﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت ﻛﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﯾﺷﻣل ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﺟﻬﺎز أي اﻷﺛﺎث اﻟذي ﯾﺗم
ﺑﻪ ﺗﺟﻬﯾز ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ،إذ أن اﻟﻌرف ﺟرى ﻋﻠﻰ أن ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟزوج ﻟﻠزوﺟﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻛﻠﻪ
ﺻداﻗﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟزواج ٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺑﻠﻎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻬﺎ ﻟﺗﺳﻌﯾن ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺷراء ﺛﯾﺎﺑﻬﺎ ،
وﺗﺟﻬﯾز ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﻪ ﻣن ﻓراش وأﺛﺎث أو ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ اﻟﺷوار.3
ﻣﻣﺎ ﯾطرح ﻣﺻﯾر ﻣﺎ أﻧت ﺑﻪ اﻟزوﺟﺔ ﻣن ﺟﻬﺎز وﺷوار ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻔﺻﺎم ﻋرى اﻟزوﺟﯾﺔ
ﺑﺎﻟطﻼق ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 34ﻧﺟد أن اﻟﻣدوﻧﺔ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن
ﻛل ﻣﺎ أﺗت ﺑﻪ اﻟزوﺟﺔ ﻣن ﺟﻬﺎز وﺷوار ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻬﺎ ،وأن اﻟﺻداق ﻣﻠك ﻟﻠﻣرأة ﺗﺗﺻرف
- 1وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء ﻛﺎﻟﺧﺎدم واﻟﻌﺑد واﻟﺷﺎة واﻟﻔرش ﻓﻬو ﻟﻠرﺟل ﻓﻲ ﻗول أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ إن ﻛﺎﻧﺎ ﺣﯾﯾن
ٕوان ﻣﺎت أﺣدﻫﻣﺎ ووﻗﻊ اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﺣﻲ ﻣﻧﻬﻣﺎ وورﺛﺔ اﻟﻣﯾت ﻓﻬو ﻟﻠﺑﺎﻗﻲ ﻣﻧﻬﻣﺎ أﯾﻬﻣﺎ ﻛﺎن وﻗﺎل ﻣﺣﻣد رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء ﻓﻬو ﻟﻠرﺟل إن ﻛﺎن ﺣﯾﺎ وﻟورﺛﺗﻪ ،إن ﻛﺎن ﻣﯾﺗﺎ وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﻌطﻰ اﻟﻣرأة
ﺟﻬﺎز ﻣﺛﻠﻬﺎ واﻟﺑﺎﻗﻲ ﻟﻠرﺟل اﺳﺗﺣﺳن ذﻟك وﻗﺎل اﺑن أﺑﻲ ﻟﯾﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء ﻓﻬو ﻟﻠزوج ،إن ﻛﺎن ﺣﯾﺎ وﻟورﺛﺗﻪ إن
ﻛﺎن ﻣﯾﺗﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺻﻠﺢ ﻟﻠﻧﺳﺎء ﺧﺎﺻﺔ وﻋﻠﻰ ﻗول اﺑن ﺷﺑرﻣﺔ اﻟﻣﺗﺎع ﻣﻠﻪ ﻟﻠرﺟل إﻻ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻣن ﺛﯾﺎب ﺑدﻧﻬﺎ وﻗﺎل
زﻓر رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ اﻟﻣﺗﺎع ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻧﺻﻔﺎن إذا ﻟم ﺗﻘم ﻟواﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺑﯾﻧﺔ وﻫو ﻗول ﻣﺎﻟك رﺣﻣﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﺣد أﻗﺎوﯾل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ
رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ ،ﺟﺎء ﻫذا ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻣﺑﺳوط ﻟﺷﻣس اﻟدﯾن اﻟﺳرﺧﺳﻲ ،ج ، 5ص .214 :
ٕ - 2واﻟﻰ ﻫذا أﺷﺎر اﺑن ﻋﺎﺻم ﻓﻲ ﺗﺣﻔﺗﻪ :ﺗﺣﻔﺔ اﻟﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﻧﻛت اﻟﻌﻘود واﻷﺣﻛﺎم ،ص .34 :
ٕوان ﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت ﻓﯾﻪ اﺧﺗﻠﻔـﺎ ** وﻟم ﺗﻘم ﺑﯾﻧـﺔ ﻓﺗﻘﺗﻔـﻰ
ﻓﺎﻟﻘول ﻗول اﻟزوج ﻣﻊ ﯾﻣﯾـن ** ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻪ ﯾﻠﯾق ﻛﺎﻟﺳﻛﯾـن
وﻣﺎ ﯾﻠﯾـق ﺑﺎﻟﻧﺳﺎء ﻛﺎﻟﺣﻠـﻲ ** ﻓﻬو ﻟزوﺟﺔ إذا ﻣﺎ ﺗﺄﺗﻠﻲ
- 3اﺑن ﻣﻌﺟوز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .112 :
41
ﻓﯾﻪ ﻛﯾف ﺷﺎءت ،وﻻ ﺣق ﻟﻠزوج ﻓﻲ أن ﯾطﺎﻟﺑﻬﺎ ﺑﺄﺛﺎث أو ﻏﯾرﻩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺻداق اﻟذي
أﺻدﻗﻬﺎ إﯾﺎﻩ ) اﻟﻣﺎدة .(29
ﯾﺗﺿﺢ إذن أن اﻟزوﺟﺔ ﻏﯾر ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺄي ﺗﺟﻬﯾز ﻣﻣﺎ ﻗﺑﺿﺗﻪ ﻣن اﻟﺻداق وأن ﻣﺎ أﺗت
ﺑﻪ ﻻ ﺣق ﻟﻠزوج ﻓﯾﻪ.
واﻟﻣدوﻧﺔ ﺑﻣوﻗﻔﻬﺎ ﻫذا ﺗﺣﺎول ﺗﻐﯾﯾر اﻷﻋراف واﻟﻌﺎدات اﻟﺳﺎﺋدة داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻫذﻩ
اﻟﻌﺎدات اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ اﻟﻣﻐﺎﻻة ﻓﻲ اﻟﻣﻬور.
ﻏﯾر أن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن أﻧﻪ إذا وﺟد اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم اﻟزوﺟﺔ ﺑﻬذا اﻟﺗﺟﻬﯾز ﯾﻌﻣل ﺑﻬذا
اﻻﺗﻔﺎق طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت ،ﻛﻣﺎ ﯾﺑدو أﻧﻪ ﯾؤﺧذ ﻛذﻟك ﺑﻣﺎ ﯾﺟري ﺑﻪ ﻋرف وﻋﺎدة
أﻫل ﺑﻠدﻫﻣﺎ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﻌﺎدة ﻣﺣﻛﻣﺔ .1
ﻫﻛذا إذن ﺗﺳﺗﺣق اﻟﻣطﻠﻘﺔ أﺧذ ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت ﺣﺳب اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣدرﺟﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ،
ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ،وﺳﺎﯾرﺗﻪ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ ﺗﺧﺻﯾص ﺣق ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﺛروة اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﺛروة.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 49ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ أن " ﻟﻛل واﺣد ﻣن اﻟزوﺟﯾن ذﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ذﻣﺔ اﻵﺧر ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻬﻣﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﺗدﺑﯾر اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻛﺗﺳب أﺛﻧﺎء
ﻗﯾﺎم اﻟزوﺟﯾﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ وﺗوزﯾﻌﻬﺎ.
ﯾﺿﻣن ﻫذا اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ وﺛﯾﻘﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﻋﻘد اﻟزواج.
ﯾﻘوم اﻟﻌدﻻن ﺑﺈﺷﻌﺎر اﻟطرﻓﯾن ﻋﻧد زواﺟﻬﻣﺎ ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر .
ﻛﻣﺎ ﺗﺿﯾف ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻷﺧﯾرة أﻧﻪ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك اﺗﻔﺎق ﻓﯾرﺟﻊ ﻟﻠﻘواﻋد
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻋﻣل ﻛل واﺣد ﻣن اﻟزوﺟﯾن وﻣﺎ ﻗدﻣﻪ ﻣن ﻣﺟﻬودات وﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ
ﻣن أﻋﺑﺎء ﻟﺗﻧﻣﯾﺔ أﻣوال اﻷﺳرة.
42
وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺟﺎءت ﻣﺳﺗﺟﯾﺑﺔ ﻟﻠﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻷﺳرة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻧﯾﺔ واﻷدوار ،إذ أن اﻟﻣرأة أﺻﺑﺣت ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﺳرة ﺑﺷﻛل
ﺑﯾن ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺑﺎدﯾﺔ.
إن ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻟﺗدﺑﯾر اﻷﻣوال اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن أﺛﻧﺎء اﻟﻔﺗرة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻟم
ﯾﺄت ﻣن ﻓراغ ،ﺑل إن اﻟﻣدوﻧﺔ اﺳﺗﻧدت ﻋﻠﻰ ﻣرﺗﻛزات اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻛذا ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﻪ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﺑر اﻟﻘرون ،واﻟذي ﺗﺑﻠور ﻓﻲ ﻋدة ﻓﻧﺎوي وﻧوازل ﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻣﻼ ﺑﻘواﻋد
اﻹﻧﺻﺎف واﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻘﺳط ،وأﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻣﺳﻠم أن ﯾﺄﻛل ﻣﺎل وﺟﻬد وﺳﻌﻲ اﻟﻐﯾر ﺑﺎﻟﺑﺎطل.1
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗراث اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﺻل ﻫذا اﻟﺣق ﺑﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ ﺑﺣق " اﻟﻛد واﻟﺳﻌﺎﯾﺔ " أو
ﺣق " اﻟﺷﻘﺎ" ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ أو ﻣﻧﺎطق ﺳوس" وﯾﻣﻛن أن ﻧذﻛر ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر
ﻛﺗﺎب ﻓﻘﻪ اﻟﻧوازل ﻓﻲ ﺳوس ﻟﻣؤﻟﻔﻪ اﻟدﻛﺗور ﺣﺳن اﻟﻌﺑﺎدي ،ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺧﻠص ﺑﻌد
اﺳﺗﻌراﺿﻪ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧوازل واﻟﻔﺗﺎوي إﻟﻰ اﻟﻘول ) :وﯾﺑدو أن اﻟﻘول اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟﺗﺄﯾﯾد واﻟﺗرﺟﯾﺢ
ﻫو اﻟذي ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﺳﻌﺎﯾﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻛﺔ وﻫو اﻟذي ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ واﻟﻣوﻗف اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ
اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ،2ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﻋززﻩ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن
ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ.
ﻓﻔﻲ ﻗرار ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻣراﻛش ﺻدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 3ﻣﺎرس 1984أﻛد ﻋﻠﻰ أن "
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻟﺗﺣدﯾد ﻗﯾﻣﺔ اﻟذﻣﺔ واﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺋت ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟزواج
ﻟﻠﺣﻛم ﺑﻣﺎ ﻧﺎب اﻟزوﺟﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣق ﺑواﺳطﺔ ﺣق اﻟﻛد واﻟﺳﻌﺎﯾﺔ ".
- 1ﻗﺿﻰ ﺳﯾدﻧﺎ ﻋﻣر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ واﻗﻌﺔ ﻋﻣرو ﺑن اﻟﺣﺎرث وﺣﺑﯾﺑﺔ ﺑﻧت زرﯾق ﺣﯾث ﻛﺎن زوﺟﻬﺎ ﻗﺻﺎ ار ﯾﺗﺟر ﻓﻲ
اﻷﺛواب وﻛﺎﻧت ﺗﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﻌﻬﺎ ﺣﺗﻰ اﻛﺗﺳﺑﺎ ﻣﺎﻻ ﻛﺛﯾرا ،ﻓﻣﺎت ﻋﻣرو وﺟﺎء ورﺛﺗﻪ واﺳﺗﺣوذوا ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﺗﺢ اﻟﻣﺧﺎزن
واﻷﺟﻧﺔ واﻗﺗﺳﻣوا اﻟﻣﺎل ﺑﯾﻧﻬم ﻓﺄﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻬم اﻟزوﺟﺔ ﺣﺑﯾﺑﺔ ﺑﻧت زرﯾق دﻋوى وطﺎﻟﺑت ﺑﻌﻣل ﯾدﻫﺎ وﺳﻌﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣﺗراﻓﻌﺔ ﻣﻊ اﻟورﺛﺔ
أﻣﺎم أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﺑﯾن اﻟورﺛﺔ ﺑﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺎل وﻗﺳﻣﺗﻪ إﻟﻰ ﻧﺻﻔﯾن أﺧذت ﻣﻧﻪ ﺣﺑﯾﺑﺔ
اﻟﻧﺻف ﺑﺎﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ﻣن اﻹرث ﻛزوﺟﺔ :أوردﺗﻪ زﻫور اﻟﺣر ﻓﻲ ﻣداﺧﻠﺗﻬﺎ ،ﺣق اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد ﻣن
اﻟﺛروة ﺧﻼل اﻷﯾﺎم اﻟدراﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗﯾﻣت ﺣول ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﺑﻣراﻛش أﯾﺎم 26 ، 25،24، 23ﻓﺑراﯾر 2004واﻟﻣﻧﺷورة ﻓﻲ
ﻛﺗﺎب " دراﺳﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،اﻟﺻﺎدر ﻋن و ازرة اﻟﻌدل ،ص . .40 :
- 2زﻫور اﻟﺣر ،ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .6 :
43
ﻛﻣﺎ ﺻدر ﻗرار آﺧر ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺗﺎرﯾﺦ 4أﺑرﯾل 2000ﺟﺎء ﻓﯾﻪ " :إن اﻟﻛد
واﻟﺳﻌﺎﯾﺔ ﻣن ﻟدن اﻟﻣرأة ﺳواء ﻓﻲ اﻟﺑﺎدﯾﺔ أو اﻟﺣﺎﺿرة اﻟﻣﻌﺗﺑر ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻋﻧﻪ ﻫو اﻟﻣﺗرﺗب
ﻋن ﻋﻣل ﻣﻛﺳب واﻓر ﻋن اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﯾﺻب ﻓﻲ ﺛروة ﻣﺎدﯾﺔ أﻧﺷﺋت أﺛﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة
اﻟزوﺟﯾﺔ".
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎﻩ ﺳﺎر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ إذ اﻋﺗﺑر أن " اﻻﺳﺗﻔﺎدة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻟﻠزوﺟﺔ
إذا ﺛﺑت أن ﻣﺎ اﺳﺗﻔﺎداﻩ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻋﻣﻠﻬﻣﺎ اﻟﻣﺷﺗرك ﺗﺟﻌل اﻟﻛد واﻟﺳﻌﺎﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﯾن ﻟﻠزوﺟﺔ
وﺗﺳﺗﺣق ﺑذﻟك ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟﺛروة ﺧﻼل اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ".1
اﺳﺗﻧﺎدا إذن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﯾﺎﻧﻪ ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺗراث اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ وﻣﻌﻪ اﻟﻣوﻗف
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾؤﯾدان ﺣق اﻟﻣرأة ﻓﻲ أﺧذ ﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ﻣن اﻟﺛروة اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ٕواذا
ﻛﺎﻧت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻗد ﺳﺎﯾرت ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ،وأﺻﻠﺗﻪ ﻋﺑر ﺗﻧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟزوﺟﯾن ﺣﯾن
إﺑرام ﻋﻘد اﻟزواج ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻋﻘد ﻣﺳﺗﻘل ﯾﺿﻣﻧﺎن ﻓﯾﻪ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣواﻟﻬﻣﺎ ﻓﺈن ﻫذا
اﻻﺗﻔﺎق ﯾﺑﻘﻰ اﺧﺗﯾﺎري وﻟﯾس إﻟزاﻣﻲ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔرض أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻋﻣل ﻛل واﺣد ﻣن اﻟزوﺟﯾن وﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ أﻣوال
اﻷﺳرة ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾطرح ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ إﺛﺑﺎت اﻟزوﺟﺔ ﻟﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ
أﻋﺑﺎء ﺗﻧﻣﯾﺔ أﻣوال اﻷﺳرة ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻏﯾر ﻣوﺛﻘﺔ ،أو ﺟرى اﻟﻌرف
واﻟﻌﺎدة ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ " ﻻ ﺷﻲء " أو " ﺑدون" ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻋﺑﺎء اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ﻣﻣﺎ
ﺟﻌل ﻓرق اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﺷروع ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﺗطﺎﻟب ﺑﺗﺿﻣﯾن اﻟﻣﺎدة " 49اﻟﻌﻣل
اﻟﻣﻧزﻟﻲ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣوارد اﻷﺳرة إن ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻟﻛن اﻟﻣدوﻧﺔ
ﻟم ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ وﻣﺑﺎﺷر.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﻌﯾش ﻧﺟد أن ﻧﺳﺎء أﻣﺿﯾن ﻋﻣرﻫن ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ أزواﺟﻬن
وﺑﯾوﺗﻬن ،وﺣﯾن اﻟطﻼق ﯾﺧرﺟن ﻛﯾوم وﻟدﺗﻬن أﻣﻬﺎﺗﻬن ﻣﺛل اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﺑﺎدﯾﺔ واﻟﻣرأة اﻟﻣوظﻔﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻠب اﻟﻣﺎل ﻟﻸﺳرة ﻣن ﻋﻣﻠﻬﺎ ﻓﺣﻘﻬﺎ ﺛﺎﺑت ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛﺑﺎت.1
44
وﻟﻬذا ﻓﺈﻧﻧﻲ أﻋﺗﺑر إﻗدام اﻟﻣدوﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺻﯾل ﻫذا اﻷﻣر ﺧطوة ﻣﻬﻣﺔ ،إﻻ أن اﻷرﻗﺎم
اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺗﻔﯾد ﻗﻠﺔ ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ،واﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ذﻟك .
ﺣﺎﻻت اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟداﺋرة اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ
اﻷﻣوال ﺧﻼل اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ
16 اﻟرﺑﺎط
40 اﻟﻘﻧﯾطرة
171 اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء
3 اﻟﺟدﯾدة
2 ﻓﺎس
10 ﺗﺎزة
1 ﻣراﻛش
0 ورززات
1 آﺳﻔﻲ
12 ﻣﻛﻧﺎس
15 اﻟراﺷﯾدﯾﺔ
0 أﻛﺎدﯾر
0 اﻟﻌﯾون
0 طﻧﺟﺔ
0 ﺗطوان
7 ﺳطﺎت
1 ﺑﻧﻲ ﻣﻼل
0 ﺧرﯾﺑﻛﺔ
32 وﺟدة
1 اﻟﻧﺎظور
0 اﻟﺣﺳﯾﻣﺔ
2
312 اﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻌﺎم
وﻓﻲ ﺧﺗﺎم اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﻻ ﯾﻔوﺗﻧﻲ اﻟﺗﻌرﯾﺞ ﻋﻠﻰ ﻣؤﺧر اﻟﺻداق
ﻛﺣق ﻣﺎﻟﻲ ﺗﺳﺗﺣﻘﻪ اﻟزوﺟﺔ ﺑﻌد اﻟطﻼق ،إذا ﻛﺎن ﺑﻌض اﻟﺻداق ﻻ زال ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟزوج ،
-ﻋﺑد اﷲ ﺑن اﻟطﺎﻫر اﻟﺳوﺳﻲ اﻟﺗﻧﺎﻧﻲ :ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وأدﻟﺗﻪ ،اﻟﻛﺗﺎب اﻷول :اﻟزواج، 1
45
وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺎدة ،88ﻓﻬو ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﻟﻠزوﺟﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ ،وﻣن ﻣﻣﯾزاﺗﻪ أﻧﻪ
ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﻘﺎدم ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدﯾون اﻷﺧرى.1
ﯾﺗﺑﯾن إذن أن اﻟﻣﺷرع ﺣﺎول إدﺧﺎل ﺑﻌض اﻟﺗﻧﻘﯾﺣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة
اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺔ ﻣﻊ ﺗﺄﺳﯾﺳﻪ ﻟﺣق اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﺛروة اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ
أﺛﻧﺎء اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﻣﺿﻔﯾﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﺻﻔﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ .
أﻣﺎ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻌﺗدة وﺳﻛﻧﺎﻫﺎ ،ﻓﻠم ﺗﻌرف ﺗﻐﯾﯾ ار ﻣﻬﻣﺎ ،وﻋﻣوﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ إﻟزاﻣﯾﺔ وﺿﻊ
اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺑل اﻹذن ﺑﺎﻹﺷﻬﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق ﻣن أﻫم اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت،
ﻧظ ار ﻟﺗﻌﻠﻘﻬﺎ اﻟﻣﺗﯾن ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣرأةٕ ،وان ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﻌرف ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل
ﻓﻲ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻌﻣﻠﻲ ،ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻣﺎطل ﻓﻲ اﻹﺷﻬﺎد ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻹذن ،وﻣن ﺣﯾث
ﺣﺿور اﻟزوﺟﺔ ﺟﻠﺳﺔ اﻟطﻼق أﻫو ﺿروري أم ﻻ؟
وﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﺗﻌﻣل و ازرة اﻟﻌدل ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ،وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ
ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻌض اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن .
وﺑﻣﺎ أن اﻟطﻼق ﺗﻣﺗد آﺛﺎرﻩ إﻟﻰ ﻏﯾر طرﻓﻲ اﻟزواج ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺗﯾﻊ
اﻷطﻔﺎل ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق .
46
اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔـﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻼق. اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :
إن اﻟطﻔل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟطﻼق ﺣددت ﻟﻪ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ،
ﺟﺎءت ﻣﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻣواد ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة.
ﻓﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت :أﺟرﺗﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ واﻟرﺿﺎع ) اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( ،وﺳﻛﻧﻰ
اﻟﻣﺣﺿون ) اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻓﻧﻔﻘﺗﻪ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث(.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :أﺟرﺗﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ واﻟرﺿﺎع.
اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻫﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﯾﺔ اﻟطﻔل اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗﻘل ﺑﺄﻣرﻩ ﺑرﻋﺎﯾﺔ ﺷؤوﻧﻪ ﻣن ﺗدﺑﯾر
طﻌﺎﻣﻪ وﻣﻠﺑﺳﻪ وﻧوﻣﻪ وﺗﻧظﯾﻔﻪ ووﻗﺎﯾﺗﻪ ﻋﻣﺎ ﯾﻬﻠﻛﻪ أو ﯾﺿرﻩ.1
وﻫو ﻣﺎ ﻋﺑرت ﻋﻧﻪ ﻛذﻟك اﻟﻣدوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 163ﺑﻘوﻟﻬﺎ " :اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺣﻔظ اﻟوﻟد ﻣﻣﺎ
ﻗد ﯾﺿرﻩ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗرﺑﯾﺗﻪ وﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ".2
وﺗﻌد اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن واﺟﺑﺎت اﻷﺑوﯾن ﻣﺎ داﻣت ﻋﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ) اﻟﻣﺎدة (164
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻔﺻﺎﻣﻬﺎ ﺑطﻼق ﻓﺈن أم اﻟﻣﺣﺿون ﺗﺳﺗﺣق أﺟرة ﻋن ﺣﺿﺎﻧﺗﻬﺎ ذﻟك أن اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ
ﻫﻲ ﻧوع ﻣن اﻟﺧدﻣﺔ وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﺎﺿﻧﺔ أو اﻟﺣﺎﺿن أن ﯾطﻠب أﺟرة ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ
واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑدل ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون.3
ﻟذا ﺟﻌل اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻣﺻﺎرﯾﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون )
اﻟﻣطﻠب اﻷول ( وﻫﻲ ﻏﯾر أﺟرة اﻟرﺿﺎﻋﺔ ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ( أو اﻟﻧﻔﻘﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ .
وأﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﯾؤدﯾﻬﺎ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟذي
-ﻣﺻطﻔﻰ ﺷﻠﺑﻲ :أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،1977 ،ص .733 : 1
-واﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺗﺟد ﺳﻧدﻫﺎ اﻟﺷرﻋﻲ ﻓﯾﻣﺎ رواﻩ اﺑن ﻋﻣر ﻣن أن اﻣرأة ﺟﺎءت إﻟﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﻘﺎﻟت ﯾﺎرﺳول 2
اﷲ ،ﻫذا اﺑﻧﻲ ﻛﺎن ﺑطﻧﻲ ﻟﻪ وﻋﺎء وﺣﺟري ﻟﻪ ﺣواء وﺛدﯾﻲ ﻟﻪ ﺳﻘﺎء ٕوان أﺑﺎﻩ طﻠﻘﻧﻲ وأراد أن ﯾﻧﺗزﻋﻪ ﻣﻧﻲ ﻓﻘﺎل رﺳول اﷲ
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم :أﻧت أﺣق ﺑﻪ ﻣﺎ ﻟم ﺗﺗزوﺟﻲ " أﺧرﺟﻪ أﺣﻣد وأﺑو داود واﻟﺑﯾﻬﻘﻲ.
-ﺧﺎﻟد ﺑﻧﯾس ،ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟوﻻدة وﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﺿﺎء اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﺑل ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟرﺑﺎط، 1989 ، 3
ص .195 :
47
ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟظروف اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة.1
وﺣﺗﻰ أﺗﻣﻛن ﻣن اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﺟل ﺟواﻧب أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻛﻣﺳﺗﺣق أﺳﺎﺳﻲ ﻟطﻔل اﻟطﻼق
ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗطرق ﻟﻣﺟﺎل أو ﻧطﺎق اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻫذﻩ اﻷﺟرة ﻓﻲ ) اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( ﻋﻠﻰ أن أﻋﺎﻟﺞ
ﻓﻲ ) اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( ﻣﺳﻘطﺎت اﻟﺣق ﻓﻲ أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ .
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﻧطﺎق اﺳﺗﺣﻘﺎق أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ.
ﻟﻘد أﺟﻣﻊ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدم اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻷم ﻷﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم
راﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ وﻛذا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌدة ﻣن طﻼق رﺟﻌﻲ ﻟﻘﯾﺎم اﻟزواج ﺣﻛﻣﺎ ذﻟك أن اﻟزوج ﻣﻠزم
ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن.
واﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺳﺎر ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻧﻬﺞ ،وﻗرر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 167ﺑﺄن اﻷم ﻻ ﺗﺳﺗﺣق
أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ أو ﻓﻲ ﻋدة ﻣن طﻼق رﺟﻌﻲ.
ٕواذا اﻧﻔﺻل اﻟزوﺟﺎن واﻧﺗﻘﻠت اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ إﻟﻰ اﻷم وﻫﻲ ﻣطﻠﻘﺔ طﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻧﺎ وﻟﻛن ﻋدﺗﻬﺎ
ﻟم ﺗﻧﺗﻪ ﺑﻌد ،ﻓﻘد رأى ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﺣق اﻷﺟرة ﻷن ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ واﻟد اﻟﻣﺣﺿون ﻧﻔﻘﺔ
اﻟﻌدة ،ﻓﻼ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ رأى اﻟﺑﻌض اﻵﺧر أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﺣق اﻷﺟرة ،
ﻷن اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻗد اﻧﻘطﻌت ،وﻟﻠﻣرأة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﺗﺄﺧذ ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة وأﺟرة اﻟرﺿﺎع
وأﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ.
وﯾﺑدو أن ﻫذا اﻟرأي اﻷﺧﯾر ﻫو اﻷﻗرب ﻟﻠﺗرﺟﯾﺢ ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
2
ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻟذي ﻻ ﯾﻌطﯾﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أﺛﻧﺎء ﻋدة اﻟﻔﺻل 104
اﻟطﻼق اﻟرﺟﻌﻲ . 3أﻣﺎ إذا اﻧﺗﻬت اﻟﻌدة أو ﻛﺎن اﻟطﻼق ﺑﺎﺋﻧﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺗﺳﺗﺣق أﺟرة
-ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل ﺟﻣﺎل :أﺣﻛﺎم اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻓق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺣث ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻣرﯾن ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد 3
48
اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن ﯾوم اﺑﺗداﺋﻬﺎ ﻓﻌﻼ ﺑﺧﻼف اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻏﯾر اﻷم ﺣﯾث ﻻ ﺗﺳﺗﺣق ﺗﻠك اﻷﺟرة ،إﻻ
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﻛم ﻟﻬﺎ ﺑﻬﺎ أو اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ دون اﺣﺗﺳﺎب اﻟﻣدة اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﻋن ذﻟك .1
ﺑﯾد أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺟﻌل اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣﺄﺟورة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻔﺻﺎم اﻟزوﺟﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت
اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ أﻣﺎ أو ﺳواﻫﺎ ،دون ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﻷﺳس ﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻷﺟرة ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن أﺳس ﺗﻘدﯾر
اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 189ﺗﺑﻘﻰ ﻫﻲ اﻷﺻل ،وﯾﻧﺳﺣب ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ
ﻛذﻟك .
وﻧظ ار ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻓﻘد ﻧﺎدى اﻟﺑﻌض ﺑﺿرورة إﺿﺎﻓﺔ ﺳن اﻟﻣﺣﺿوﻧﯾن
وﻋددﻫم وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻬم اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ إﻟﻰ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻷﺧرىٕ ، 2وان ﻛﺎن
اﻷﻣر ﯾﺗطﻠب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺣدﯾد
ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺿون ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ واﻟواﻗﻌﻲ .
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻬﺎ 172ﻗررت اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﺳﻛن اﻟﺣﺎﺿن وﻣﺎ ﯾوﻓرﻩ ﻟﻠﻣﺣﺿون ﻣن اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻓﻬذا ﯾدﻓﻌﻧﻲ
ﻟﻠﺗطﻠﻊ إﻟﻰ ﺗﻣدﯾد اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ أن ﺗﻠﻌب دو ار ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر أﺟرة
اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻛذﻟك.
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻷﺻل ﻫو اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺣﺎﺿن أو اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻷﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣق
ﯾﻌرف ﺣﺎﻻت ﺳﻘوط.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺣﺎﻻت ﺳﻘوط اﻟﺣق ﻓﻲ أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ.
ﯾﺣق ﻟﻠﺣﺎﺿﻧﺔ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻋن اﻟﻣدة اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ دون اﻟﻼﺣﻘﺔ
ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺎزل إﻻ ﻋن دﯾن ﺛﺎﺑت وﺣﺎل وﻣوﺟود ،3ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز اﻹﺑراء ﻣن اﻷﺟرة ﻓﻲ
4
،إذ أﺟﺎز اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﻣﺑدﺋﯾﺎ اﻟﺧﻠﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﻘﺎﺑل اﻟطﻼق إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣطﻠﻘﺔ أﻣﺎ ﻟﻠﻣﺣﺿون
49
إﺳﻘﺎط اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،وﻟﻛن إذا ﻟم ﯾﺳﺑب ﺿر ار ﻟﻠﻣﺣﺿون ﺳواء ﻛﺎن ﻣﺎدﯾﺎ أو ﻣﻌﻧوﯾﺎ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ
ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﺿرر اﻟﻣﺎدي ﻓﻘط ،وذﻟك ﺑﺈﺟﺎزﺗﻬﺎ ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺧﻠﻊ ﺑﺣق
ﻣن ﺣﻘوق اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣرأة ﻣوﺳرة .
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺣق اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﯾﺛﯾر ﻧﻘﺎﺷﺎ ﻣن ﺣﯾث ﻫل ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺣﺎﺿن أم ﺑﺎﻟﻣﺣﺿون
؟ ذﻟك أن اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺣﻘﺎ ﻟﻠﺣﺎﺿن ﯾﻌطﻲ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎوﺿﺔ واﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻊ ،
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺣﺿون اﻟﺗﻲ ﻫﻲ أوﻟﻰ ﺑﺎﻻﻋﺗﺑﺎر. 1
ﻛﻣﺎ أن زواج اﻷم اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﻫو اﻵﺧر ﯾﻌﻔﻲ اﻷب ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺳﻛن اﻟﻣﺣﺿون وأﺟرة
اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ) اﻟﻣﺎدة .(175
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﯾﺎب أﺣد ﺷروط اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ، 2ﻓﺈن اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻷﺟرة ﯾﺑﻘﻰ
ﻗﺎﺋﻣﺎ ،إﻻ إذا أﺛﺑت وﻟﻲ اﻟﻣﺣﺿون إﺧﻼل اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻬﺎ ،3ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗؤﺟر ﻋﻠﻰ
ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺈرﺿﺎع اﻟﻣﺣﺿون أﯾﺿﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺟرة اﻟرﺿﺎع .
ﻧظ ار ﻟﻠﻔواﺋد اﻟﺟﻣﺔ ﻟﺣﻠﯾب اﻷم ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟرﺿﯾﻊ ،ﻓﻘد أﻟزم اﷲ ﻋز وﺟل اﻷم
ﺑﺈرﺿﺎع وﻟدﻫﺎ ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :واﻟواﻟدات ﯾرﺿﻌن أوﻻدﻫن ﺣوﻟﯾن ﻛﺎﻣﻠﯾن ﻟﻣن أراد
أن ﯾﺗم اﻟرﺿﺎﻋﺔ. 4
ﻣﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻣﻌﻪ أن اﻟرﺿﺎع ﻣﻔروض ﻓﻲ اﻷم ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ ،وواﺟب ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ اﻻرﺗﺑﺎط أو اﻻﻓﺗراق ،ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﺔ أﻣﺎم اﷲ ﻋن وﻟدﻫﺎ وﺗﺄﺛم إن ﻓرطت ﻓﻲ واﺟﺑﻬﺎ
- 1ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻏﻣﯾﺟﺔ ،ﻣوﻗف اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻣن ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،اﻟرﺑﺎط ، 2000 – 1999 .ص .249 :
- 2ﺷروط اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ :وﻗد ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 173ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
– 1اﻟرﺷد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻐﯾر اﻷﺑوﯾن .
– 2اﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ واﻷﻣﺎﻧﺔ .
– 3اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣﺿون وﺻﯾﺎﻧﺗﻪ ورﻋﺎﯾﺗﻪ دﯾﻧﺎ وﺧﻠﻘﺎ وﻋﻠﻰ ﻣراﻗﺑﺔ ﺗﻣدرﺳﻪ .
– 4ﻋدم زواج طﺎﻟﺑﺔ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 175 – 174ﺑﻌدﻩ.
إذا وﻗﻊ ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺣﺎﺿن ﺧﯾف ﻣﻧﻪ إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺣﺿون ﺳﻘطت ﺣﺿﺎﻧﺗﻪ .
- 3ﺧﺎﻟد ﺑﻧﯾس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .198:
- 4ﺟزء ﻣن اﻵﯾﺔ 1ﻣن ﺳورة اﻟﺑﻘرة .
50
ﻫذا ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻔﺻﺎم ﻋرى اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟطﻼق ،ﻓﺈن اﻷم ﺗﺳﺗﺣق آﻧﺋذ أﺟرة ﻋن
ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟرﺿﺎع ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗؤدي ﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺿون ،ﻟﻛن اﻟﻔﻘﻬﺎء اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ وﺟوﺑﻪ
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
وﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﺣق اﻟطﻔل ﻓﻲ أﺟرة اﻟرﺿﺎع ﺳﺄﺣﺎول ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ ﺣﺎﻻت
اﺳﺗﺣﻘﺎق أﺟرة اﻟرﺿﺎع ) اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( وﻣﻘدار ﻫذﻩ اﻷﺟرة )اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ (.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺣﻘﺎق أﺟرة اﻟرﺿﺎع.
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 54ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ أن ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟواﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷم ،إرﺿﺎﻋﻬﺎ
ﻷطﻔﺎﻟﻬﺎ ﻋﻧد اﻻﺳﺗطﺎﻋﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺿﻣﻧﯾﺎ أن ذﻟك اﻟﺣق ﯾﺳﻘط ﺑﻌدم اﻻﺳﺗطﺎﻋﺔ إذ اﻟﻘﺎﻋدة
أﻧﻪ ﻻ ﺗﻛﻠﯾف ﺑﻣﺎ ﻓوق اﻟطﺎﻗﺔ .1
واﻷم ﺗﺳﺗﺣق أﺟرة اﻟرﺿﺎع ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻟزوﺟﯾﺔ واﻟﻌدة أو ﻓﻲ ﻋدة اﻟوﻓﺎة ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
2
وﻻ ﺗﺳﺗﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ واﻟﻌدة ﻣن طﻼق :ﻓﺈن أرﺿﻌن ﻟﻛم ﻓﺂﺗوﻫن أﺟورﻫن
رﺟﻌﻲ.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 167ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﺟد أن أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ
وﻣﺻﺎرﯾﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون وﻫﻲ ﻏﯾر أﺟرة اﻟرﺿﺎﻋﺔ واﻟﻧﻔﻘﺔ "وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﻩ
اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 201ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣدوﻧﺔ".
وﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗﺣق اﻷم ﻫذﻩ اﻷﺟرة ﯾﺟب أن ﯾﺗم اﻹرﺿﺎع داﺧل اﻟﺣوﻟﯾن اﻷوﻟﯾن ﻣن ﻋﻣر
اﻟرﺿﯾﻊ ﻓﺈن أرﺿﻌت اﻟﻣرأة اﻟطﻔل ﺑﻌد ذﻟك ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﺣق اﻷﺟرة وﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠزوﺟﺔ ﻋﻧدﺋذ
اﻟﺣق ﻓﻲ أﺟرة اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﻣﺎ 3وذﻟك ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
واﻟواﻟدات ﯾرﺿﻌن أوﻻدﻫن ﺣوﻟﯾن ﻛﺎﻣﻠﯾن ﻟﻣن أراد أن ﯾﺗم اﻟرﺿﺎﻋﺔ.4
51
أﺧﻠص ﻣن ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟزوﺟﺔ ﺗﺳﺗﺣق أﺟرة اﻟرﺿﺎع ﺑﻣﺟرد ﺣﺻول
اﻟوﻓﺎة أو اﻟطﻼق اﻟﺑﺎﺋن أو اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻌدة ﻣن اﻟطﻼق اﻟرﺟﻌﻲ ،إن ﻫﻲ أرﺿﻌت طﻔﻠﻬﺎ داﺧل
اﻟﺣوﻟﯾن أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣرﺿﻌﺔ ﻏﯾر اﻷم ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗﺣق أﺟرة اﻟرﺿﺎع ﻛﻠﻣﺎ أرﺿﻌت طﻔﻼ
داﺧل اﻟﺣوﻟﯾن وﺛﺑت ذﻟك.1
وﻗﯾﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﺈن أﺟرة اﻟرﺿﺎع ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺑرع ﺑﻬﺎ ،وﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻓﻲ
ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺧﻠﻊ ،ﻣﺎ دام أن ﻛل ﻣﺎ ﺻﺢ اﻟﺗزاﻣﻪ ﺷرﻋﺎ ﺻﻠﺢ أن ﯾﻛون ﺑدﻻ ﻟﻠﺧﻠﻊ.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻣﻘدار أﺟرة اﻟرﺿﺎع.
ﻟﻘد أﻟزم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ أب اﻟﻣﺣﺿون ﺑﺄداء أﺟرة اﻟرﺿﺎع ،دون ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻷﺟرة ،ﻣﻣﺎ ﯾﺑرر اﺳﺗﺧدام اﻟﻘﺎﺿﻲ أو اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ،ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗﻔق
اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻘدارﻫﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﺎل رﻓﻊ اﻟﻧزاع إﻟﯾﻪ ،وﻋدم وﺟود أﺟر ﻣﺗﻌﺎرف إﻟﯾﻪ ،ﯾﻌﻣد
إﻟﻰ ﺗﻔﻌﯾل ﺳﻠطﺗﻪ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻣراﻋﯾﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻛون اﻷﺟرة ،إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﻌﻣل ﺧﻼﻓﺎ
ﻟﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻘدﯾر ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ،إذ أن ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻻ ﺗﺻﻠﺢ داﺋﻣﺎ
ﻟﺗﻘدﯾر أﺟرة اﻟرﺿﺎع ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻣﺛﻼ اﻋﺗﺑﺎر ﺣﺎل اﻟزوﺟﯾن ﻛﺄﺳﺎس ،ﻷن اﻟﻣرﺿﻊ ﻗد ﻻ ﺗﻛون
ﻫﻲ اﻟزوﺟﺔ ،2ﻛﺄن ﺗﻛون ﻣﺗﺑرﻋﺔ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗطرح ﻣﺳﺄﻟﺔ أﺣﻘﯾﺔ اﻷم ﺑﺄﺟرة اﻟرﺿﺎع،
إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﻣﺗﺑرﻋﺔ ،ﻓﺎﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﻌرﺿت ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ واﻋﺗﺑرت أن اﻟﻣﺗﺑرﻋﺔ أﺣق
52
ﺑﺎﻹرﺿﺎع ﻣن اﻷم اﻟطﺎﻟﺑﺔ ﻟﻸﺟرة إذا ﻛﺎن اﻷب ﺿﻌﯾﻔﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﻔﺿﯾل اﻟﻣﺗﺑرﻋﺔ
ﻣﺷروط ﺑﻔﻘر اﻷب أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻋﻧﯾﺎ ﻓﺎﻷﺟرة ﺗﺑﻘﻰ ﻣن ﺣق اﻷم وﻟو ﻣﻊ وﺟود اﻟﻣﺗﺑرﻋﺔ.
ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﺗزﻣت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺻﻣت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع وﻟم ﺗوﺿﺢ أﺣﻛﺎم اﻟﺗﺑرع
ﺑﺎﻟرﺿﺎع.
وﻋﻣوﻣﺎ ،ﺗﺑﻘﻰ ﻗﺿﺎﯾﺎ طﻠب أﺟرة اﻟرﺿﺎع ﻗﻠﯾﻠﺔ إن ﻟم ﻧﻘل ﻣﻧﻌدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ.
ﻟﻛن ﻣﻊ ذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎط ﻟﻸﻣر ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟرﺿﺎﻋﺔ اﻟﯾوم أﺻﺑﺣت ﻋﺑﺋﺎ ﺛﻘﯾﻼ
،أﻣﺎم ﺗراﺟﻊ اﻟرﺿﺎﻋﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﺧﺿوع اﻟﺣﻠﯾب اﻻﺻطﻧﺎﻋﻲ ﻟﻠﺿرﯾﺑﺔ .
ﻟﻛن أﻫﻣﯾﺔ أﺟرة اﻟرﺿﺎع ﻟن ﺗﻛﺗﻣل إﻻ إذا ﺗوﻓر اﻟﻣﺣﺿون ﻋﻠﻰ ﺳﻛن ﯾﺄوﯾﻪ .
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون .
ﻟﻘد ﻓﺻﻠت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون ﻋن ﺑﺎﻗﻲ ﻣﺷﺗﻣﻼت اﻟﻧﻔﻘﺔ وﺟﻌﻠﺗﻪ اﻟﺗزاﻣﺎ
ﻣﺳﺗﻘﻼ )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ﻛﻣﺎ أﻗرت آﻟﯾﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺿﻣن ﻟﻠﻣﺣﺿون اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ
)اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳﻛﻧﻰ.
ﻟﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻛﻧﻰ ﺣﺳب اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﻟﻛن اﻟﻔﻘرة
اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 189ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن " اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﻐذاء واﻟﻛﺳوة
واﻟﻌﻼج وﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺿرورﯾﺎت واﻟﺗﻌﻠﯾم ﻟﻸوﻻد ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة " ... 168
اﻟذي ﯾوﺿﺢ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﻌد ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻋﻧﺻ ار ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﻔﻘﺔ ،إﻧﻣﺎ ﻫو
اﻟﺗزام ﻣﺳﺗﻘل ﺑذاﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻛدﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻔﺎد ﺿﻣﻧﺎ ﻣن
اﻟﻣﺎدة 189ﻣن اﻟﻣدوﻧﺔ .1
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 168ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺳﻛﻧﻰ
اﻟﻣﺣﺿون ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺔ وأﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻏﯾرﻫﻣﺎ.
53
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻷب أن ﯾﻬﯾﺊ ﻷوﻻدﻩ ﻣﺣﻼ ﻟﺳﻛﻧﺎﻫم ،أو أن ﯾؤدي اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺗﻘدرﻩ
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻛراﺋﻪ ،ﻣراﻋﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 191ﺑﻌدﻩ . " ...
وﻟﻌل ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع ﻫذا ﺟﺎء ﻛرد ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺗﻼف اﻟذي ﺷﺎب اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﯾﻣﺎ
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺷﻛﺎﻟﯾﺔ إدﺧﺎل أﺟرة اﻟﺳﻛن ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ﻫزاﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﺳد اﻟرﻣق وﻟو ﻟﻣدة وﺟﯾزة.
وﻫﻛذا ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷﺳرة أﻻ ﺗﺧﻠط ﺑﯾن اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ واﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳﻛﻧﻰ إﻧﻣﺎ
ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺣدد ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻛﻼ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل ﻋن اﻵﺧر .1
وﺑﻬذا ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻗد ﺣذا ﺣذو ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻛﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺗوﻧﺳﻲ.2
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 168ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع أوﺟب ﻋﻠﻰ اﻷب ﺗﻬﯾﯾﺊ
ﻣﺣل ﻟﺳﻛن أوﻻدﻩ ،ﻫذا اﻟﻣﺳﻛن ﻗد ﯾﻛون ﻫو ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ،وﻗد ﯾﻛون ﻣﺳﻛن آﺧر ،ﻛﻣﺎ
ﻣﻧﺣﻪ اﻟﻣﺷرع إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أداء ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟﻲ ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺳﻛن ،واﻟذي ﯾﺗم ﺗﻘدﯾرﻩ ﻣن طرف
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎﻋﺗﻬﺎ وﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻓﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳﻛﻧﻰ ﯾﻠزم ﻋﻧد ﺗﻘدﯾرﻩ ﻣراﻋﺎة ظروف اﻟطرﻓﯾن ﺧﺎﺻﺔ اﻟزوج
اﻟﻣطﻠق ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻷﻋﺑﺎء ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣطﻠﻘﺗﻪ
وأﺑﻧﺎﺋﻪ .3
وﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﻬذا اﻟﺣق أﺣﺎطﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
-ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 56ﻣن اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻟﻸﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ " :ﻣﺻﺎرﯾف ﺷؤون اﻟﻣﺣﺿون ﺗﻘﺎم ﻣن ﻣﺎﻟﻪ ،إن ﻛﺎن ﻟﻪ 2
ﻣﺎل ٕواﻻ ﻓﻣن ﻣﺎل أﺑﯾﻪ ٕواذا ﻟم ﯾﻛن ﻟﻠﺣﺎﺿﻧﺔ ﻣﺳﻛن ﻓﻌﻠﻰ اﻷب إﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﺣﺿون".
-ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .155 : 3
54
ﻟﻘد ﻓﺻل اﻟﻣﺷرع ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺳﻛن اﻟﻣﺣﺿون ﻣن ﺣﯾث ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،وﻓﻲ
ﺳﺑﯾل ﺗﻔﻌﯾل ﻫذا اﻟﺣق وﺿﻣﺎﻧﻪ أﻟزم اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺑﻌدم إﻓراغ اﻟﻣﺣﺿون ﻣن ﺑﯾت
اﻟزوﺟﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺗﻧﻔﯾذ اﻷب ﻟﻠﺣﻛم اﻟﺧﺎص ﺑﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون )اﻟﻣﺎدة .(168
ﻓﻬذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻻ ﺗﺛﯾر أي إﺷﻛﺎل إذا ﻛﺎن اﻷب ﻫو اﻟﻣﺎﻟك ﻟﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﻟﻛن إذا ﺗﻌﻠق
اﻷﻣر ﺑطرف ﺛﺎﻟث ﻛﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﺑﻪ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻹﺷﻛﺎل ﯾﺛور ،إذا ﻟم ﯾﻧﻔذ
اﻷب اﻟﺣﻛم اﻟﺧﺎص ﺑﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون وﯾﻛون ﻗد أﻓرغ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ وﺳﻠم اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﻟﻣﺎﻟك
اﻟﻌﻘﺎر ،ﻫﻧﺎ ﺳﻧواﺟﻪ ﺑﺎﺣﺗﻼل ﺑدون ﺳﻧد ﻣن طرف اﻟﻣﺣﺿون وﺣﺎﺿﻧﺗﻪ.
واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻟم ﯾﺣﺳم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ،ﺑل ظﻠت ﻗ ارراﺗﻪ ﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر
أن اﻟﻣوﺿوع ﺗﺗداﺧل ﻓﯾﻪ ﻣﺻﺎﻟﺢ طرﻓﯾن.
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺟﺎء إﻗرار اﻟﻣﺷرع ﺑﻌدم إﻓراغ اﻟﻣﺣﺿون ﻣن ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد
ﺗﻧﻔﯾذ اﻷب اﻟﺣﻛم اﻟﺧﺎص ﺑﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون.
ورﺑﻣﺎ ﺳﺗﺛﯾر ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻣﺷﺎﻛل ﻛﺛﯾرة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص واﺟﺑﺎت اﻟﻣﻛري وﺑﻘﺎء اﻟﻣرأة ﻓﻲ
اﻟﺑﯾت ﺧﺻوﺻﺎ إذا ﺗﻣﺎطل اﻷب ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ أو ﻏﺎب أوﻓر دون أداء واﺟﺑﺎﺗﻪ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك
ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺳﻛﻧﻰ. 1
وﻣن أﺟل ﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم ﻣن طرف اﻷب اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ،أﺷﺎر اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ
ﻋﺑﺎرات ﻋﺎﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة 168إﻟﻰ أن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺣدد ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ
اﻹﺟراءات اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرار ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻷب ﺑﺎﻟﺳﻛﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو
ﻣﻌﯾن دون أن ﯾﺑﯾن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات أو ﯾﻌطﻲ أﻣﺛﻠﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل.
2
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﺟز ﻣﺑﻠﻐﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﻧﺑﻊ إن وﺣﺳب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﻓﺈن اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ
ﻛﺎن اﻷب ﻣوظﻔﺎ أو ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ أو ﻋﺎﻣﻼ ﺗﻌد ﻣن أﻫم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺻدد .1
55
وزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎن ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻋﺗﺑر اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻷب ﺑﺎﻟﺳﻛﻧﻰ أو ﺑﻣﻘﺎﺑل
اﻟﺳﻛﻧﻰ ﯾﺑﻘﻰ ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول إﻟﻰ أن ﯾﺻدر ﺣﻛم آﺧر ﯾﺣل ﻣﺣﻠﻪ أو ﯾﺳﻘط ﺣق اﻟﻣﺣﺿوﻧﯾن
ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ،وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 191واﻟﺗﻲ
أﺣﺎﻟت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 168إذ ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﺻدر ﺣﻛم واﺣد ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ وأﻧﻪ ﯾﻣﻛن
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑواﺳطﺗﻪ ﺑﺷﺄن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺳوف ﻟن ﺗؤدى ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ إﻟﻰ أن ﺗﺳﻘط اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون .2
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻋدم اﻟﺗزام اﻷب ﺑﺗوﻓﯾر ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون ﻻ ﯾﺧﺿﻌﻪ ﻟﺟرﯾﻣﺔ
إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة ذﻟك أن اﻟﻔﺻل 480ﻣن ق .ج ﯾﺧص اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ،وﺣﯾث أن
اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻫﻲ اﻟﺗزام ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟن ﺗﻠﺣق اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن أداء ﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﺳﻛﻧﻰ وذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﻻ ﺟرﯾﻣﺔ وﻻ ﻋﻘوﺑﺔ إﻻ ﺑﻧص ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺿﻌف ﻣن آﻟﯾﺎت
ﺗﻧﻔﯾذ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳﻛﻧﻰ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟذي رﺗب اﻟﻣﺷرع ﻋن ﻋدم أداﺋﻪ
إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋﻠﻰ ﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة ،وذﻟك ﻛﺿﻣﺎﻧﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺿون.
أو أﯾﺔ وﺣدة أﺧرى ﻣن اﻟزﻣن أو ﻋن ﻛل ﻣرة ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻣﻼ ﯾﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ ،وذﻟك إﻟﻰ أن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ أو إﻟﻰ أن ﯾﻣﺗﻧﻊ
ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻋن اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺛم ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﯾﻣﺎ ﺗراﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن ﻣن اﻟﻐراﻣﺎت اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ وﯾﺟز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺧﻔض
ص . 807 : ﻫذﻩ اﻟﻐراﻣﺎت إذ أن ﯾﻣﺣوﻫﺎ ﺑﺗﺎﺗﺎ " اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ج ، 2
-ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .257 : 1
56
ﺗﺷﺗﻣل ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔ ) اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( وﯾﻌﺗﻣد اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ
ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر أﺳﺎﺳﯾﺔ ) اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( .
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﻣﺷﺗﻣﻼت ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون .
اﻟﻣﺷﺗﻣﻼت ﺗﻌﻧﻲ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﻔﻘﺔ ـ أو ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻣﺳﺗﺣق اﻟﻧﻔﻘﺔ،1
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة 189ﻓﺈن اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﻐذاء واﻟﻛﺳوة واﻟﻌﻼج وﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺿرورﯾﺎت
واﻟﺗﻌﻠﯾم ﻟﻸوﻻد.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد اﺷﺗﻣﻠت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠزم ﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﯾش اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻠﻣﺣﺿون ،ﻟﻛن
إﻛراﻫﺎت اﻟواﻗﻊ ﺗﺿرب ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻋرض اﻟﺣﺎﺋط ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟدﺧل اﻟﻔردي ﺿﻌﯾف
ﺟدا ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻓﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻗدرة اﻵﺑﺎء ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟﻐذاء واﻟﻛﺳﺎء
ﻷوﻻدﻫم.
ﻛﻣﺎ ﺗم اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ ﺣق اﻷوﻻد ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم وﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ذﻟك ﻣن ﻣﺻﺎرﯾف ،
ﻓﺎﻟﺗﻌﻠﯾم ﯾﻌﺗﺑر ﻏذاء روﺣﯾﺎ ﻟﻸﺑﻧﺎء واﻷﺳﺎس اﻟذي ﯾﻌول ﻋﻠﯾﻪ ﻟﺗوﺳﯾﻊ ﻣدارك اﻟطﻔل واﻟﺧروج
ﺑﻪ ﻣن ﻗوﻗﻌﺔ اﻟﺟﻬل.
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺗﻣﻼت ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻪ ﻟم ﺗﺄت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ٕ ،واﻧﻣﺎ ﻓﻘط ﻋﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ودﻟﯾل ذﻟك إﻗﺣﺎﻣﻪ ﻟﻌﺑﺎرة " وﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﺿرورﯾﺎت .2
وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة ،ﻧﺟد أن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﺿﺎﻓت اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﻼج أو
اﻟﺗطﺑﯾب ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣن أﻫم اﻟﺿرورﯾﺎت وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻧﻔﺗﺎﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻷﻣﻣﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟطﻔل.
واﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻋن أﺟرة اﻟرﺿﺎع وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 167وﻫﻲ
واﺟﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷب ﻧﺣو أوﻻدﻩ إﻟﻰ ﺣﯾن ﺑﻠوﻏﻬم ﺳن اﻟرﺷد ٕواﺗﻣﺎم اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻌﺷرﯾن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻣن ﯾﺗﺎﺑﻊ دراﺳﺗﻪ.
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﻗﺎوي وﻧور اﻟدﯾن أوﻻد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .82 : 2
57
وﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﻻ ﺗﺳﻘط ﻧﻔﻘﺔ اﻟﺑﻧت إﻻ ﺑﺗوﻓرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺳب أو ﺑوﺟوب ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ
زوﺟﻬﺎ وﯾﺳﺗﻣر إﻧﻔﺎق اﻷب ﻋﻠﻰ أوﻻدﻩ اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ واﻟﻌﺎﺟزﯾن ﻋن اﻟﻛﺳب )اﻟﻣﺎدة
.(198
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﺷرع ﻗﺎم ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺳن اﻷﻗﺻﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻋﻧدﻫﺎ
اﻟﻧﻔﻘﺔ وﻫﻲ ﺳن اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ واﻟﻌﺷرﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟطﻔل ﻟدراﺳﺗﻪ ٕواﻻ ﻓﺈن اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﺗوﻗف
ﻋﻧد ﺳن اﻟرﺷد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺳﺗﺛﻧﯾﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺑﻧت ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﻧﺗﻬﻲ إﻻ ﺑﺈﺛﺑﺎت
أﻧﻬﺎ ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺳب ،أو ﺑوﺟوب ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ ،ﺑدﺧوﻟﻪ ﺑﻬﺎ دﺧوﻻ ﺻﺣﯾﺣﺎ ، 1ﻛﻣﺎ
أﺑﻘﻰ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻷوﻻد اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ ﺑدﻧﯾﺔ أو ذﻫﻧﯾﺔ واﻟﻌﺎﺟزﯾن ﻋن اﻟﻛﺳب ﻓﻲ
ذﻣﺔ اﻷب .2
ﺑﯾد أن اﻷب إذا ﻛﺎن ﻣﻌﺳ ار ﻻ ﺗﺟب ﻋﻠﯾﻪ ﻧﻔﻘﺔ اﻷوﻻد ٕواﻧﻣﺎ ﺗﺟب ﻋﻠﻰ اﻷم إذا ﻛﺎﻧت
ﻣوﺳرة وﻗد ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 199ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة "إذا ﻋﺟز اﻷب
ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ ﻋن اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ أوﻻدﻩ وﻛﺎﻧت اﻷم ﻣوﺳرة ،وﺟﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ
ﻋﺟز ﻋﻧﻪ اﻷب ".
58
ﻫﻛذا إذن وﺣﺗﻰ ﺗﻠﺗزم اﻷم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ أوﻻدﻫﺎ ﻻﺑد ﻣن ﺗﺣﻘق ﺷرط ﻋﺟز اﻷب ﻋن
اﻹﻧﻔﺎق ٕواﺛﺑﺎﺗﻪ اﻟﻌﺳر وﯾﻣﻛن ﻟﻸم أن ﺗﺛﺑت ﺧﻼف ذﻟك.
ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻷم ﻣوﺳرة ،وﯾﻣﻛﻧﻬﺎ إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻛس ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذا اﻻﻟﺗزام
وﻟﻸب أن ﯾﺛﺑت ﺧﻼف ذﻟك ،وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻋﺟز اﻷب أﻫو ﻛﻠﻲ أم ﺟزﺋﻲ
ﻣﺷروطﺎ ﻟﯾﺗم ﺗطﺑﯾق اﻟﺗزام اﻷم ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق .1
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛون اﻟﻣﺣﺿون ﻣﻌﺎﻗﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺗﻛون ﻣن ﻧﺻﯾب اﻟواﻟدﯾن ﺑﺎﺗﻔﺎق
اﻟﻔﻘﻬﺎء وﻗد ﺗﺟب ﻋﻠﻰ اﻷم إن ﻛﺎن اﻷب ﻣﻌﺳرا ،واﻷم أوﻟﻰ ﺑﺎﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن ﻏﯾرﻫﺎٕ ،وان ﻛﺎن
اﻷﺑوان ﻣﻌوزﯾن واﻷم ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ أﺣق ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻹﻧﻔﺎق.2
ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﻔﻘﺔ واﺿﺣﺔ وﻻ ﺗﺛﯾر أي إﺷﻛﺎل ﻓﺈن ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن
ذﻟك ﯾﺻﺎدف ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ واﻗﻊ .
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون.
إن ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ واﻗﻊ ،ﺗﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣوﺿوع وذﻟك
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ،ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أﺳﺑﺎب اﻟﺗﻌﻠﯾل اﻟﺗﻲ
ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗوﺿﯾﺣﻬﺎ ﻋﻧد ﻛل ﺣﻛم ٕواﻻ اﻋﺗﺑر اﻟﺣﻛم ﻧﺎﻗص اﻟﺗﻌﻠﯾل وﺗﻌرض ﺑذﻟك
إﻟﻰ اﻟﻧﻘض.3
ٕواذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻓﺻﻠت ﺑﯾن ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ واﻷﺑﻧﺎء ،ﻓﺈن
ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟوﺣدة ﻓﻲ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻘدﯾر وذﻟك ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺻل
189ﺣﯾث ﺟﺎءت اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠزوﺟﺔ واﻷﺑﻧﺎء ،وﻫذا ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ وﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟوﺣدة ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة ،وﻟﻌل ﻫذا ﻫو ﺳﺑب ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺑﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة .
-ﻣﺣﻣد ﺑﺷﯾري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 684 :وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ . 2
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﻗﺎوي ،ﻧور اﻟدﯾن أوﻻ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .83 : 3
59
وﻧظ ار ﻷن اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﻲ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺣﯾن ﺗم اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺷق اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻠن أﻛرر ﻣﺎ ﻗﯾل ،اﻟﻠﻬم ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣراﻋﺎة اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن
ﻣﻌﯾﺎر ﺟدﯾدا ﯾﻧﺿﺎف إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر
ا ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻷطﻔﺎل ﻗﺑل اﻟطﻼق واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
ﻓﺎﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟوﺿﻌﯾﺔ واﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﻔل ﻗﺑل اﻟطﻼق ﯾﺣﯾل
ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟطﻔل اﻟﻣﻧﺣدر ﻣن أﺳرة ﻣﯾﺳورة وذﻟك اﻟﻣﻧﺣدرة ﻣن أﺳرة ﻣﺗوﺳطﺔ
أو ﻓﻘﯾرة ،ذﻟك أن ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻷول ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻛم ﻣن طﻔل ﻛﺎن ﯾﺗﺎﺑﻊ
دراﺳﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣدارس اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﺗﺧﻠﻰ ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻌد اﻟطﻼق ،وذﻟك ﻟﺗﻛﻠﻔﺗﻬﺎ اﻟﺑﺎﻫﺿﺔ ﺧﺎﺻﺔ
إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك أﻛﺛر ﻣن طﻔل ،وﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .
وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾزﯾد اﻷﻣر ﺻﻌوﺑﺔ ،اﻟﻌراﻗﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﺣول دون ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺳﺗﺧﻼص ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ.
إن اﺳﺗﺧﻼص ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء ،ﯾﺗم اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﯾﻪ ﻋﺎدة ﻣن طرف
اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗﻌرض ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﺻر
اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ ﻣﺿط ار ﻟﻣﻘﺎﺿﺎة أﺑﯾﻪ اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﺑﯾد أن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻐرﺑﻲ أﺟﺎز ﻟﻸﺑﻧﺎء
اﻟﻘﺎﺻرﯾن اﻟﻌﺎﺟزﯾن ﻋن اﻟﻛﺳب ﺗوﺟﯾﻪ اﻟدﻋوى ﻣﺑﺎﺷرة ﺿد أﺑﯾﻬم ﻟﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬم،
وﺗﻣﻛﯾﻧﻬم ﻣن ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ دراﺳﺗﻬم ﻣﺎ داﻣوا ﻓﻲ اﻟﺳن اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻬم ﺣق اﻟﻧﻔﻘﺔ ،وﻟم
ﯾﻘﺑل دﻓﻊ اﻷب ﺑﻌدم أﻫﻠﯾﺔ أﺑﻧﺎﺋﻪ اﻟﻘﺻر ﻟرﻓﻌﻬم دﻋوى اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻫذﻩ ﺿدﻩ دون وﻟﯾﻬم اﻟذي ﻫو
اﻷب ﻧﻔﺳﻪ ، 1ﻓﻣﻧﺢ اﻟطﻔل أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﯾﺣﻘق ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋدة ﺟﻠب اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
،ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟن ﺗﻛﺗﻣل إﻻ ﺑﻌد ﻣﺎ ﯾﺄﺧذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ طرﯾﻘﻪ ﻧﺣو اﻟﺗﻧﻔﯾذ ) اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ
( وﻧظ ار ﻟﻠﺻﺑﻐﺔ اﻟﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ ﻓﻘد رﺗب اﻟﻣﺷرع ﺟزاء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن أداﺋﻬﺎ ) اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
(.
-ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل ﺣول ﻫذا اﻷﻣر ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أطروﺣﺔ ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻏﻣﯾﺟﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص – 294 – 293 : 1
.295
60
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ.
أﻗر اﻟﻣﺷرع وﺳﺎﺋل ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم)أوﻻ( وﻣﺗﻌﻪ ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ .
أوﻻ – وﺳﺎﺋل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم:
ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﯾﻛون ﻣﻧطﻘﯾﺎ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻘواﻋد اﻟﺷﻛل
وﻟﯾس ﺑﻘواﻋد اﻟﻣوﺿوع ،ﻟﻛن اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺟدﯾدة درﺟت ﻋﻠﻰ إﻗﺣﺎم ﻗواﻋد اﻟﺷﻛل ﻓﻲ ﻣواﻗﻊ
ﻛﺛﯾرة ٕ ،وان ﻛﺎن ﻫذا اﻷﻣر ﺛﺎر ﺣوﻟﻪ ﻧﻘﺎش ﻛﺑﯾر ،إﻻ أﻧﻧﻲ أﻋﺗﻘد أن اﻟﻣﺷرع ،ﻧﺣﺎ ﻫذا
اﻟﻣﻧﺣﻰ ﻹﯾﻣﺎﻧﻪ ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة ﻋﺎﻣﺔ ،وﺑﻣﻌﺎﺷﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻫﺎدﻓﺎ ﻣن وراء ذﻟك ﺗﺳرﯾﻊ
اﻟﻣﺳطرة ،ﻟﻛن ﻣﻊ ذﻟك ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص .ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
191ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﺗﺣدد اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﺳﺎﺋل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ...ﻋﻠﻰ أﻣوال
اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ أو اﻗﺗطﺎع اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﻣﻧﺑﻊ اﻟرﯾﻊ أو اﻷﺟر اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ وﺗﻘرر ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء
اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ." ...
ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﯾﺗﺿﺢ أن اﻻﻗﺗطﺎع ﻣن ﻣﻧﺑﻊ اﻟرﯾﻊ أو اﻷﺟر ﯾﻌد وﺳﯾﻠﺔ ﻣن
وﺳﺎﺋل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ أوﺿﺢ اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﺑﺄن أﺣﻛﺎم
اﻟﻣﺎدة 191ﺗﺑرز ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛﺗﺳﯾﻪ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن طﺎﺑﻊ ﺧﺎص ،ﻧظ ار ﻟﻠدور
اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ وﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﻣن طﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎل ،ﻓﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﻰ اﻟدور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد وﺳﺎﺋل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ وﺑﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺳﻛن ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻣﺣﻛوم
ﻋﻠﯾﻪ ،ﻣﻧﻘوﻻ ﻛﺎن أو ﻋﻘﺎ ار أو اﻷﻣر ﺑﺎﻗﺗطﺎع ﻗدر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن ﻣﻧﺑﻊ
اﻟرﯾﻊ ﻛﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻛراء أو اﻷﺟر اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻣﻠزم ﻣن اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ.1
وزﯾﺎدة ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل ﻫذا اﻟﻔﺻل ﯾﻌﺗﻣد اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺿﻐط ﻋﻠﻰ
اﻷب ﻣن أﺟل أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ.
-اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،ص 117 :و ص .118 : 1
61
إﻻ أن اﻟﻣﺷﻛل ﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﺧطورة ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطﻔل ،إذا ﻛﺎن اﻷب ﻟﯾس ﻟﻪ أﺟر
إﻣﺎ ﺑﺳﺑب ﻋﻣﻠﻪ اﻟﺣر أو ﺑﺳﺑب اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،ﻓﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﻌدم اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻻت ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﻣﺗﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣن أﺟل دوام اﺳﺗﻣرارﻫﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ – اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم :
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﻧﻪ وﻟﺗوﻓﯾر اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺣﻛم ﺣﺗﻰ ﯾﺑﻘﻰ أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﺳﺗﻣ ار ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺣدد ﺗﻠك اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﺎ أﻣﻛﻧﻬﺎ
ذﻟك ،وﺿﻣﺎﻧﺎ ﻻﺳﺗﻣرار أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ أو درءا ﻻﻧﻘطﺎع أﺳﺑﺎب اﻟﻌﯾش ﻋن ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ ،وﺗﺧﻔﯾﻔﺎ
ﻋﻧﻪ ﻣن أﻋﺑﺎء ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻬﺎ ﻛل ﻣرة ﻣن إﺟراءات وﻣﺻﺎرﯾف ،ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
191ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﻘرﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﺑﻘﻰ ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول إﻟﻰ أن ﯾﺻدر ﺣﻛم ﯾﺣل
ﻣﺣﻠﻪ ﺑﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺑﺎﻟرﻓﻊ أو ﺑﺎﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣﻧﻬﺎ أو ﺑﺳﻘوط ﺣق اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ.
ﻫذا ﻧﺎﻫﯾك ﻋن ﺗﻣﺗﯾﻊ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺻﺎﻧﺔ ﻟﻣدة ﺳﻧﺔ ،ﺣﯾث ﻻ ﺗﻘﺑل
ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ إﻻ ﺑﻌد ﻣرور ﺳﻧﺔ ،إﻻ ﻓﻲ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،إذ ﻗرر اﻟﻣﺷرع ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻣﺎدة 192ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﻧﻪ " ﻻ ﯾﻘﺑل طﻠب اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ أو اﻟﻣﻘرر
ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ أو اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺑل ﻣﺿﻲ ﺳﻧﺔ إﻻ ﻓﻲ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ".
ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﻌﻪ اﻷﺻل ﻋدم ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ واﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﻫو اﻟﻣراﺟﻌﺔ ،طﺎﻟﻣﺎ
ﺗوﻓرت اﻟﺷروط اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛظﻬور ﻧﻔﻘﺎت طﺎرﺋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ اﻟدﯾﻣوﻣﺔ أو إﺻﺎﺑﺔ
اﻟﻣﺣﺿون ﺑﻣرض ﻣزﻣن أو ﺑﻌﺎﻫﺔ داﺋﻣﺔ أو اﻧﻘطﺎع ﻛﺳب اﻷب ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ.1
ٕواذا ﻛﺎن ﻣن ﺣق اﻷم طﻠب اﻟزﯾﺎدة ،ﻓﺈﻧﻪ وﺑﺎﻟﻣﺛل ﯾﻣﻛن ﻟﻸب طﻠب اﻟﺗﺧﻔﯾض إذا
ﻛﺎﻧت اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻘررة ﺗﻔوق ﻗدراﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع وزﯾﺎدة ﻓﻲ ﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﺗﻌﻪ ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل
وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﺻل 179ﻣﻛرر ﻣن اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺑث اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ
62
ﺑﺷﻛل اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺧر اﻟﺑث ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻷﻛﺛر ﻣن ﺷﻬر ،ﯾﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻧﻔﻘﺔ
ﻣؤﻗﺗﺔ ،طﺑﻌﺎ ﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟطﻠب وﺻﺣﺔ اﻟﺣﺟﺞ اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻛﻠﺗﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ،ﯾﻧﻔذ اﻟﺣﻛم ﺗﻧﻔﯾذا ﻣﻌﺟﻼ ،ﻗﺑل ﺗﺳﺟﯾﻠﻪ وﺑﻣﺟرد اﻹدﻻء ﺑﻧﺳﺧﺔ
ﻣﻧﻪ.
وﻧظ ار ﻟﻠطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ ،ﻓﻘد أﻗﺣﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺿﻣن اﻟدﯾون اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺣﺟز
ﻟدى اﻟﻐﯾر.1
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﺛر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ.
ﻟﻘد اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻋن أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة
وذﻟك طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل 480ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻓﻣﺎ ﻫﻲ ﺷروط ﻗﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ )أوﻻ( وﻣﺎ
ﻫﻲ أرﻛﺎﻧﻬﺎ)ﺛﺎﻧﯾﺎ( .
أ وﻻ – ﺷروط ﻗﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة:
2
ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم ﺑﻌدﻣﺎ أﺷﺎر اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 479
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة واﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻬﺎ ،أوﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 480ﻣن ﻧﻔس
اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ أﻧﻪ " ،ﯾﻌﺎﻗب ﺑﻧﻔس اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣن ﺻدر ﻋﻠﯾﻪ ﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻲ أو ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣؤﻗت
ﺑدﻓﻊ ﻧﻔﻘﺔ إﻟﻰ زوﺟﻪ أو أﺣد أﺻوﻟﻪ أو ﻓروﻋﻪ وأﻣﺳك ﻋﻣدا ﻋن دﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣوﻋدﻫﺎ اﻟﻣﺣدد.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود اﻟﺣﻛم ﺑﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑس ﺣﺗﻣﺎ ،واﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺗﻛون واﺟﺑﺔ
اﻷداء ﻓﻲ اﻟﻣﺣل اﻟﻣﺳﺗﺣق ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك".
- 1ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 488ﻣن اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ :ﯾﻣﻛن ﻟﻛل داﺋن ذاﺗﻲ أو اﻋﺗﺑﺎري ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ دﯾن ﺛﺎﺑت إﺟراء
ﺣﺟز ﺑﯾن ﯾدي اﻟﻐﯾر ﺑﺈذن ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﻟﻎ وﻣﺳﺗﻧدات ﻟﻣدﯾﻧﻪ واﻟﺗﻌرض ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﻬﺎ ﻟﻪ .ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﺣوﯾل
واﻟﺣﺟز ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺻرح اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺣﺟز.
-اﻟﻧﻔﻘﺎت .
-اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑق أو ﺗرد ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺻﺎرﯾف ﻣﻛﺗب أو ﺟوﻟﺔ أو ﺗﺟﻬﯾز أو ﺗﻧﻘل أو ﻧﻘل.
- 2ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 479ﻣن ق ج :ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺔ وﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ ﻣن 200إﻟﻰ 2000درﻫم أو ﺑﺈﺣدى
ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘوﺑﺗﯾن ﻓﻘط :
– 1اﻷب أو اﻷم إذا ﺗرك أﺣدﻫﻣﺎ ﺑﯾت اﻷﺳرة دون ﻣوﺟب ﻗﺎﻫر ﻟﻣدة ﺗزﯾد ﻋن ﺷﻬرﯾن وﺗﻣﻠص ﻣن ﻛل أو ﺑﻌض واﺟﺑﺎﺗﻪ
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟوﻻﯾﺔ اﻷﺑوﯾﺔ أو اﻟوﺻﺎﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎﻧﺔ.
وﻻ ﯾﻧﻘطﻊ أﺟل اﻟﺷﻬرﯾن إﻻ ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﺑﯾت اﻷﺳرة رﺟوﻋﺎ ﯾﻧم ﻋن إرادة اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﺑﺻورة ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ .
– 2اﻟزوج اﻟذي ﯾﺗرك ﻋﻣدا ،ﻷﻛﺛر ﻣن ﺷﻬرﯾن ودون ﻣوﺟب ﻗﺎﻫر ،زوﺟﺗﻪ وﻫو ﯾﻌﻠم أﻧﻬﺎ ﺣﺎﻣل .
63
ﻣن ﺧﻼل ﻗراءة ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺿﺢ أن ﺗطﺑﯾق ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﻪ ﯾﺗطﻠب ﺗوﻓر ﺷرطﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن
:
– 1وﺟود أﺳﺎس ﺷرﻋﻲ ﻋﺎﺋﻠﻲ ﻟﻼﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ :
ﻓﻘد ﺣﺻر اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﯾن ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ اﻟزوج أو اﻷﺻول أو اﻟﻔروع ،واﻟﻧﻔﻘﺔ
اﻟﻣﻘﺻودة ﻫﻧﺎ ﻫﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺗ ازم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻋﻼﻗﺔ أﺳروﯾﺔ )ﻋﻼﻗﺔ
زوﺟﯾﺔ أو ﻗراﺑﺔ( ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺻﻲ اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻌﺎﻗدي أو اﻟوﺻﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗزام اﻷب اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﺑﻧﻪ ﺑﺄداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ داﺋرة ﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل
اﻷﺳرة ،وذﻟك ﻷن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻻ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻧﺳب اﻟﺷرﻋﻲ .1
ﻟﻛن ﻣﺳﺗﺟدات ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﺗوﺳﻊ ﻣن داﺋرة اﻻﻟﺗزام اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل اﻟﻣﺎدة
156ﺗدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻣل ﻓﻲ ﺳﺑب آﺧر ﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﻧﻔﻘﺔ ،أﻻ وﻫﻲ ﻓﺗرة اﻟﺧطوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﻓﯾﻬﺎ
ﺣﻣل وﺗوﻓرت اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺗﻌذر ﺗوﺛﯾق ﻋﻘد اﻟزواج .2
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻷم ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺎﺑﻊ ﻫﻲ اﻷﺧرى ﺑﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة طﺎﻟﻣﺎ
أن اﻷﺳرة ،أﺻﺑﺣت ﺗﺣت رﻋﺎﯾﺔ اﻟزوﺟﯾن وأن اﻟﻣرأة أو اﻟزوﺟﺔ ﺗﻛون ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻹﻧﻔﺎق ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺳﺎر اﻟزوج ،وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺎﻟﻔﺻل 480ﻻ ﯾﻘﺻﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إذ أن اﻟﺧطﺎب ﺟﺎء ﻋﻠﻰ
ﺻﯾﻐﺔ " ﻣن ﺻر ﻋﻠﯾﻪ " وﻣن ﺗﻛون ﻟﻠﻌﺎﻗل ﻣن اﻟرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء.
– 2ﺻدور ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ أو ﻣؤﻗت :
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻔﺻل 480ﻣن ق ج ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﺷﺗرط ﺿرورة وﺟود
ﺣﻛم ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ أو ﻣﺷﻣوﻻ ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺑﺎﻹﻫﻣﺎل.
ﻫذا اﻟﺣﻛم ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻼﺣظ إﻣﺳﺎك اﻟﻣدﯾن أو أن ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺄداء اﻟﻧﻔﻘﺔ .
-ﺳﻌﯾد ارﻛﯾك :إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،اﻟﻬﻼل 1
اﻟﻣﺎدة .160
64
ﻓﺈذا ﺗوﻓرت ﻫذﻩ اﻟﺷروط ،ﺗﻘوم ﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺄداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣدد ،ﻣﻊ ﺗوﻓر اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻣﺳﺎك
اﻟﻌﻣدي.
ﺛﺎﻧﯾﺎ – أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة :
ﻻ ﺳﺑﯾل ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة إﻻ ﺑﺎﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋن أداء ﻣﺎ ﺛﺑت ﺑذﻣﺗﻪ
اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺣﺿون) (1ﻣﻊ ﺗوﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ أي اﻟﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣدﯾﺔ ﻟﻺﺿرار ﺑﺎﻟﻣﺣﺿون).(2
– 1اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ :
ﺑﻌد ﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،وﺗوﺻل اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﻪ أي ﻋﻠﻣﻪ ﺑﻔﺣواﻩ ،ﻓﺈذا
اﻣﺗﺛل ﺳﻘطت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ٕ ،واذا اﻣﺗﻧﻊ ﻓﺎﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ ﻻ ﯾﺟد ﺑدا ﻣن اﻻﻟﺗﺟﺎء إﻟﻰ رﻓﻊ ﺷﻛوى إﻟﻰ
اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺗﻬﻣﺎ اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﺑﺈﻫﻣﺎل اﻷﺳرة وﯾﺗﺣﻘق ﻓﻌل اﻻﻣﺗﻧﺎع ﺑﻌد ﻣﺿﻲ آﺧر ﻟﺣظﺔ ﻣن
اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟذي وﻗﻊ ﻋﻧﻪ اﻻﻣﺗﻧﺎع ،وﻫﻲ 15ﯾوﻣﺎ ﻣن اﺳﺗﺟواب ﺿﺎﺑط
اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟذي أﺣﯾل إﻟﯾﻪ أﻣر اﺳﺗﺟواب 1وأﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫروب اﻟﻣدﯾن أو ﻋدم
ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺣل إﻗﺎﻣﺗﻪ ،ﯾﺗم اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺣﺿر ،وﺗﺟري اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ دون اﻟﺗﻔﺎت إﻟﻰ
ذﻟك.2
وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣﻧﺢ اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣدة 15ﯾوﻣﺎ ،ﺗﺑﻘﻰ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت آﺟﺎﻻ أطول ﻣن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻻن اﻟﻬدف ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﯾس ﻫو
ﺗﺛﺑﯾت اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠزم ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻫو ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﺣﺿون ﻣن ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻫذا ﻟم
ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ﺑﻌض اﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ .
-أﺣﻣد اﺟوﯾﯾد :ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،ج ، 2ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻓﺎس ، 2000 ، 99 1
ص .74 :
-ﺣدو ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ،إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ) ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ،ﻋدد 3ﻟﺳﻧﺔ ، 88 2
ص . 55 :
65
ﻫﻛذا إذن إذا أﻗدم اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻷداء ﻗﺑل ﻣﺿﻲ 15ﯾوﻣﺎ وﻟو ﺑﻠﺣظﺔ ﻓﺈن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻ
ﺗﺗﺣﻘق ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟو اﻧﺗﻬت اﻟﻣدة وﻗﺎم ﺑﻌد ذﻟك ﺑﺎﻷداء ﻓﺈن اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﺗﺣﻘق رﻏم ﻫذا اﻷداء،1
ٕوان ﻛﻧت أﺣﺑذ ﻟو أن اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻧﺣﺎ ﻧﻔس ﻣﻧﺣﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﻠﯾﺑﻲ إذ اﻋﺗﺑر أﻧﻪ وﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال إذا أدى اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﻣﺎ ﺗﺧﻠد ﻓﻲ ذﻣﺗﻪ أو ﻗدم ﻛﻔﯾﻼ ﯾﻘﺑﻠﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺷﺄن ﻓﻼ
2
.ﻓطﺎﻟﻣﺎ أدى ﻣﺎ ﺑذﻣﺗﻪ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻣرت اﻟﻣدة ﻓﻣﺎ اﻟﺟدوى ﻣن ﺳﺟﻧﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻧﻔذ اﻟﻌﻘوﺑﺔ
وأن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﺗروم اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺣﺑﺳﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌداﻟﺔ
اﻟﺗﻔﺎوﺿﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﻣﻠزم ﯾﺑﻘﻰ أب أوﻟﺋك اﻷطﻔﺎل ورب اﻷﺳرة رﻏم ﻛل ﺷﻲء ،
ﻓﺣﺑذا ﻟم ﯾﺗم اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑﺳﯾﺔ
ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐراﻣﺔ ،إذا ﻛﺎﻧت ﻧﺎزﻟﺔ اﻟﺣﺎل ﺗﻘﺗﺿﻲ ذﻟك ﺑﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺣدة ،وذﻟك ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرواﺑط اﻷﺳرﯾﺔ ،ﻟﻛن اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺻل 480ﻣن ق ج
ﺗﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ،إذ ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺣﺑﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﻌود.
أﻋﺗﻘد أن إﻋﻣﺎل اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺣﺑﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة ﯾﻬدم وﻻ ﯾﺑﻧﻲ ﻣﻊ أن اﻷﻣر ﻗد
ﯾﺑدو ﻟﻠﺑﻌض ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺳرة ،ﻓﺣﺳب اﻷب أو اﻟﻣﻠزم ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟن ﯾﻔﯾد
اﻷﺑﻧﺎء ﻓﻲ ﺷﻲء وﺣﺗﻰ اﻟزوﺟﺔ ،ﺑل ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر أن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﯾطﺑﻌﻬﺎ اﻟﺑﻌد اﻻﻧﺗﻘﺎﻣﻲ ﻻ
أﻗل وﻻ أﻛﺛر ،ﻷن اﻷب اﻟذي ﻻ ﯾﻠزﻣﻪ وازﻋﻪ وواﺟﺑﻪ اﻟﻣﻘدس ﻟن ﯾﻠزﻣﻪ ﺷﻲء آﺧر .
ٕوان ﻛﺎن اﻷﻣر ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﺎﻷب اﻟذي ﻻ ﻋﻣل ﻟﻪ أو ﻣﻌﺳر ،ﻓﻼ ﻓﺎﺋدة
ﻣن ﺣﺑﺳﻪ ﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﺗﻣﺗﯾﻌﻪ ﺑﺣرﯾﺗﻪ أﺿﻣن ﻋﻠﻰ اﻷﻗل اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل.
-ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﻣﺛﻼ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻟﺣﻛم ) اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣن اﻷﻣر اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22ﻣﺎي 1926 1
،اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 13ﺷﺗﻣﺑر ، ( 1928وﻣدة ﺗﺗﺟﺎوز ﺷﻬرﯾن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ) م ر 33ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ( وﺛﻼﺛﺔ ﺷﻬر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري ) م 293ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ( .
-أﺣﻣد اﺟوﯾﯾد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .74 : 2
66
أﻣﺎ اﻟﻣوﺳر اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻓﯾﻣﻛن ﺑﻌد اﺳﺗﻧﻔﺎد إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻪ ،ﻟم ﻻ ﯾﺗم
اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺳﺣب رﺧﺻﺔ اﻟﺳﯾﺎﻗﺔ أو ﺟواز اﻟﺳﻔر أو أﯾﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺿﻐط ﻋﻠﯾﻪ ﻣن
أﺟل اﻹذﻋﺎن ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم .
ﺑﻘﻲ أن أﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 480ﻟم ﯾﺣدد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻷداء ﯾﺟب أن
ﯾﻛون ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎ .
ٕوان ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻌﺗﺑر أن اﻷداء اﻟﺟزﺋﻲ ﻫو أداء ﻣﺷوب ﺑﺧﻠل ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن
ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﻧﯾﺔ إﺟراﻣﯾﺔ ﯾﻘﺻد ﻣﻧﻬﺎ ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻣطﻠوب ،أو ﺑﻌث اﻟﻣﺑﻠﻎ إﻟﻰ
ﻋﻧوان ﻣﺟﻬول أو ﻛﺗﺎﺑﺔ اﺳم اﻟﻣﻧﻔذ ﻟﻪ ﺧطﺋﺎ ﻓﻲ اﻟﺣواﻟﺔ اﻟﺑرﯾدﯾﺔ ،ﻫﺎدﻓﺎ ﻣن وراء ذﻟك
اﻷﺿرار ﺑﺎﻟﻣﻧﻔذ ﻟﻪ ،1وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼﺑد ﻣن ﺗوﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ.
– 2اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ :
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻔﺻل 480ﻣن ق ج ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﯾﺧﺎطب اﻟزوج اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ "وأﻣﺳك
ﻋﻣدا ﻋن دﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣوﻋدﻫﺎ اﻟﻣﺣدد" ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔﯾد ﺿرورة ﺗوﻓر ﺷرط اﻹﻣﺳﺎك اﻟﻌﻣدي ﻟﻠﻘول
ﺑﺗوﻓر اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ،ذﻟك أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺣﻘق ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﺧطﺄٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون اﻣﺗﻧﺎﻋﻪ إرادﯾﺎ ،ﺣﯾث أﻛد اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻗ اررﻩ ﻋدد
6/2588أﻧﻪ " ﯾﻛون ﻋدﯾم اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺣﻛم اﻟذي ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺈداﻧﺔ اﻟزوج ﻣن أﺟل ﺟﻧﺣﺔ
إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة دون أن ﺗﺑﯾن اﻟﺻﻔﺔ اﻹرادﯾﺔ ﻟﻌدم اﻷداء ودون وﺟود أي ﻋﺎﺋق ".2
ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،إذا ﺗم إﺧﺑﺎر اﻟزوج ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ
ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ وﻟم ﯾﻣﺗﺛل ،أي اﻧﺻرﻓت إرادﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﻣﻠص ﻣﻧﻪ ﺑﻌدم اﻷداء وﻟﻛن ﺷرﯾطﺔ ﺗوﻓر
اﻟﻣﻼءة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻋدم اﻧﺻﯾﺎﻋﻪ راﺟﻌﺎ ﻟﻌﺳرﻩ وﻋدم ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﻓﺂﻧﺋذ ﯾﻧﺗﻔﻲ
-ﻗرار ﻋدد 6/2588ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2001/9/19ﻣﻠف ﺟﻧﺎﺋﻲ ،ﻋدد 96/16937ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻋدد 2
67
1
وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻧﺢ اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣدة أﺧرى ﻟﻠﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
اﻟﻣطﻠوب وﻟﻛن ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﻋﻧﺻر اﻹﻋﺳﺎر.2
ﺑﯾد أن اﻟواﻗﻊ ﯾﻌﻛس ﺗوﺟﻪ آﺧر ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إذ ﯾﺗم اﻟﺗوﻗف ﻋﻧد ﺣرﻓﯾﺔ اﻟﻧص ،ﻓﺗﺗم
ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﻣوﺳر واﻟﻣﻌﺳر ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ،ﻣﻣﺎ ﯾﻬدد اﻷﻣل ﻓﻲ اﺳﺗﻘرار اﻟرواﺑط اﻷﺳرﯾﺔ.
ﻫذا وﯾﺟدر اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﻣدرس ﻫو اﻵﺧر ﯾﻧدرج ﺿﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﻠطﻔل ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧﻔﻘﺔ ) اﻟﻣﺎدة (189ﻛﻣﺎ أﻛدت ﻋﻠﯾﻪ
)اﻟﻣﺎدة (54أﯾﺿﺎ إذ اﻋﺗﺑرت اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻛوﯾن ﻣن ﺿﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﻟﻸطﻔﺎل ﻋﻠﻰ أﺑوﯾﻬم
.
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﻣدرس ﺗﺳري ﻋﻠﯾﻪ ﺟﻣﯾﻊ أﺣﻛﺎم اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻬﺎ
طﺑﻌﺎ ﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻔل اﻟﻌﺎدي ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻣﺻﺎﺑﺎ ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ ﻓﺗﻧﺿﺎف إﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺣﻘوق
اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ ) اﻟﻣﺎدة ( 54اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﺎﻟﺗﻪ وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﺄﻫﯾل
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎن ﻹﻋﺎﻗﺗﻪ ﻗﺻد ﺗﺳﻬﯾل إدﻣﺎﺟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .
وﻋﻣوﻣﺎ ،ﻓﺎﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠطﻔل ﺑﻌد اﻟطﻼق ﺗﺑﻘﻰ واﺣدة ﻣن ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺣﻘوق
ﺗﻌﺗﺑر اﻟدوﻟﺔ ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل وﺿﻣﺎن ﺣﻘوﻗﻬم ورﻋﺎﯾﺗﻬﺎ
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون .
ﻛﻣﺎ أوﻛل ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﻣراﻗﺑﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻔﻘرة
اﻷﺧﯾرة ﻣن )اﻟﻣﺎدة (54وﻫذا ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻣدى وﻋﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ دوﻟﺔ اﻟﺣق ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ
اﻟطﻔوﻟﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻧﺣو ﺗوﻓﯾر أﻋﻠﻰ ﻣﻘوﻣﺎت اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﻛون
ﻣﻌﺎول ﺑﻧﺎء ﻻ ﻣﻌﺎول ﻫدم .
إﻻ أن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔرز أﺣﻛﺎﻣﺎ ﺗﺗﺳم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﺑﺎﻟﻣﺣدودﯾﺔ واﻟﻘﺻور ﻋن
ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣطﻠﻘﺔ واﻟطﻔل ،واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
68
ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﻫﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ أﺷد اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﺎﻟظرﻓﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﻼد وﺑﺎﻟﺿﺑط ﺑﺎﻟﻘوة
اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣواطن اﻟﻣﻐرﺑﻲ.
69
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻣﺤﺪودﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ
وآﻟﯿﺎت اﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﻮرھﺎ
ﺣرﺻﺎ ﻣن اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺳرة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﻛك ،ﻋﻣل ﻋﻠﻰ ﺣﻣل اﻟطﻼق
ﺗﺣت ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠزوج اﻹﺷﻬﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق إﻻ ﺑﻌد اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻹذن ،ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ إﻻ ﺑﻌد وﺿﻊ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة
واﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ ﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﻌد ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ
اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻻ ﺗﻌرف ﺣﺗﻰ ﻣﺗﻰ طﻠﻘت ٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﺧطوة ﺗﺑﻘﻰ ﻧﺎﻗﺻﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر
ﻗﺻر اﻵﺟﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ،وﻏﯾﺎب اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج ،وﻗﺻور
اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣرﺻودة ﻟﻸطﻔﺎل ﻋن ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ اﻟﻼﺋق .
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﻣﺣدودﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺑﺣث ﻋن آﻟﯾﺎت
ﺗﺟﺎوز ﺗﻠك اﻟﻣﺣدودﯾﺔ ﻣﻧطﻘﯾﺎ ،ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻرﻓﺔ ﺑﺎﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻹﺳراع ﺑﺈﺧراج
ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟوﺟود أو ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ
اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق ﻟﯾﺑﻘﻰ اﻟﺣل اﻷﺳﺎس ﻫو ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﻷﺳرة ﻋﺑر
ﺗﻔﻌﯾل اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ .وﻫذا ﻣﺎ ﺳﺄﺣﺎول ﺑﻠورﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔرﻋﯾن
اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن :
اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :آﻟﯾﺎت اﻟﺣد ﻣن ﻗﺻور اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟطﻼق.
70
اﻟﻔﺮع اﻷول :ﻣﺤﺪودﻳﺔ اﻟﻤﺴﺘﺤﻘـﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﻴﻦ
اﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ
إن اﻟﻣرأة اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠطﻼق إﻻ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﻌدة ،ﻣﻣﺎ ﺗﻛون
ﻣﻌﻪ ﻣدة اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻗﺻﯾرة ،ﻓﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗدوم ،
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾطرح ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺄﻣﯾن ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌدة ،ﺑﺣدة )اﻟﻣﺑﺣث
اﻷول( ،وﯾزداد اﻷﻣر ﺻﻌوﺑﺔ إذا ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أطﻔﺎل ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻫؤﻻء ﻫﻲ
اﻷﺧرى ﺗﻌرف ﺗذﺑذﺑﺎ وﺿﻌﻔﺎ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫم اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ )
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
ﺑﯾد أن اﻷﻣر ﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾدا ،إذا ﻛﺎن اﻟطﻼق ﺧﻠﻌﯾﺎ ،ﺣﯾث ﺗﺿطر اﻟﻣرأة إﻟﻰ
اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻬﺎ ،واﻷﻧﻛﻰ ﻣن ذﻟك أﻧﻬﺎ ﺗﻔرط ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﻘوق أطﻔﺎﻟﻬﺎ ) اﻟﻣﺑﺣث
اﻟﺛﺎﻟث( ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻗﺻور اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ﻋن ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎش.
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن دراﺳﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻠﻔﺎت ﺑﻛل ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﻔﺎس وﺳطﺎت
اﺗﺿﺢ ﻟﻲ أن اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺗﻌرف ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣﻠﺣوظﺎ )
اﻟﻣطﻠب اﻷول ( ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﻧﺗﺑدى أﻣﺎم ﻗﺻر ﻣدة اﻟﻌدة وﻏﯾﺎب ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواح ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( .
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻧﻌﻛﺎس طﻠب اﻹذن ﺑﺎﻹﺷﻬﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣطﻠﻘﺔ.
ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣرأة اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺗﻌرف ﻧﻛوﺻﺎ ﻣﺳﺗﻣ ار ﺑﺳﺑب ﻗﻠﺔ
اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣرﺻودة ،وﺑﺳﺑب ﻋدم إﻟزام اﻟزوج اﻟﻣطﻠق ﺑﺈﯾداع ﺗﻠك اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻗﺑل اﻹذن ﺑﺎﻟطﻼق
ﺗﻔﺎدي اﻟﻣﺷرع ﻫذﻩ اﻟﺛﻐرة ،وﺟﻌل إﯾداع اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺷرطﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ
ﻟﻺذن ﺑﺗوﺛﯾق اﻟطﻼق ،وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 87ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ
اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ :ﺑﻣﺟرد إﯾداع اﻟزوج اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﻪ ،ﺗﺄذن ﻟﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺗوﺛﯾق
اﻟطﻼق ﻟدى اﻟﻌدﻟﯾن داﺧل داﺋرة ﻧﻔوذ ﻧﻔس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ .
71
وﻟﻌل اﻟﻣﺷرع ﺑﻬذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ﻫدف إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق
ﻻ ﺗدري ﻣﺗﻰ طﻠﻘت ،ﻓﺑﺎﻷﺣرى اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻬﺎ ،وﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺑﻘﻰ ﻛﻼﻣﻲ ﻣﺟردا ،
ﺳﺄﻋززﻩ ﺑدراﺳﺔ ﻗﻣت ﺑﻬﺎ ،ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟراﺋﺟﺔ أﻣﺎم ﻛل ﻣن ﻣﺣﻛﻣﺔ
ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﻔﺎس وﺳطﺎت ،وذﻟك ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ دﺧول اﻟﻣدوﻧﺔ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ ﺷﻬر ﻓﺑراﯾر
،2004وﺻﻧﻔﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ :
أﺟرة اﻟﺳﻛن ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة اﻟﻣﺗﻌﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ـ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ -اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ـ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ
طﺑﻌﺎ ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﺗﺑﻘﻰ ﻏﯾر ﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ،ﻟﻛن وﺣﯾث إن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻻ زاﻟت ﻓﻲ
ﺑداﯾﺗﻬﺎ إذ ﻟم ﯾﻣر ﻋﻠﻰ دﺧوﻟﻬﺎ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺳوى ﺳﻧﺗﯾن ﻛﻣﺎ أن اﻷﺣﻛﺎم ﻻ زاﻟت اﺑﺗداﺋﯾﺔ إﻻ
أﻧﻬﺎ وﻣﻊ ذﻟك ﺗﻌطﻲ ﻓﻛرة أوﻟﯾﺔ ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ٕواﻟﻰ أي ﺣد ﯾراﻋﻲ اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺣددة ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع )اﻟﻣﺎدة (189؟
إن اﻟﻘراءة اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ،ﺗوﺣﻲ ﺑﺗﺣﺳن ،إذا ﻣﺎ ﺗم اﺳﺗﺣﺿﺎر اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﺗﻘدر ﻓﻲ إطﺎر ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة.1
ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر ﯾﺳر اﻟزوج وﻣدى ﺗﻌﺳﻔﻪ ﻓﻲ إﯾﻘﺎع
اﻟطﻼق ،ﻓﻣﺟﻣل اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ اطﻠﻌت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟزوﺟﺔ ﻣﺗﻣﺳﻛﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ
إﻟﻰ أﺑﻌد اﻟﺣدود ،إﻻ أن اﻟزوج ﯾﻛون ﻣﺻ ار ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق ،ﺑﺎﺳﺑﺎب ﻻ ﺗﺳﺗﺷف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟدﯾﺔ
-ﺣﺎوﻟت اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن ﻓﺗرة ﺗطﺑﯾق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة وﻓﺗرة ﺗطﺑﯾق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة ،إﻻ أن 1
ﻣﺣﺎوﻟﺗﻲ ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺷل ،ﻧظ ار ﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن ﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗوﺛﯾق ،إذ ﺗم وﺿﻊ اﻟﻣﻠﻔﺎت ﻓﻲ
اﻷرﺷﯾف ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺑﺣث ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻟم ﺗﺳﺗﻔد ﻣن اﻟﺑرﻣﺟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ ،وﻛذا ﻻﻧﻔﺻﺎل ﻣﺣﺎﻛم اﻷﺳرة
ﻋن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ،وﺣﯾث أن دورة اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻣﺳﺗﻣرة ،ﻓﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻋﻠﻰ اﻷﺑﺣﺎث اﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ،أذﻛر
ﻣﻧﻬﺎ :اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣﺗزوﺟﺔ ﻟﻌﺑد اﻟﺳﻼم اﻟﺷﻣﺎﻧﺗﻲ وﺑﺣث اﻷﺳﺗﺎذة رﺟﺎء ﻧﺎﺟﻲ ﻣﻛﺎوي ﺣول اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل ﻧﻔﻘﺔ اﻷﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋدد ﻣزدوج 32/31ﻟﺳﻧﺔ .1999
72
أو اﻟﺧطورة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌرﻗل ﻣﺳﯾرة اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﻫذا طﺑﻌﺎ ﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺣﺎت اﻷزواج
اﻟﻣدﻟﻰ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺗن اﻷﺣﻛﺎم ،ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻷزواج ﺳؤﺳﺳون طﻠﺑﻬم ﻋﻠﻰ ﺧروج اﻟزوﺟﺔ ﻣن
اﻟﺑﯾت دون إذن أو ﺑﺗﻣﺳك اﻟزوﺟﺔ ﺑزﯾﺎرة أﻫﻠﻬﺎ ورﻓض اﻟزوج.
وﻟﻌل ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻟﻘﺿﺎة إﻟﻰ اﻟرﻓﻊ ﻣن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺷﻛل
وﺳﯾﻠﺔ ردع ﻟﺛﻧﻲ اﻟزوج ﻋن إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق ،وﻓﻲ ﻫذا اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ إﻟﻰ ﻣطﻠب اﻟﻔﻘﻪ اﻟذي طﺎﻟﻣﺎ
ﻧﺎدى ﺑﺟﻌل اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻣﺛﻼ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟردع.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺟدول اﻟﺗوﺿﯾﺣﻲ ﯾﺗﺑﯾن أن ﻫﻧﺎك ﻓرق ﺷﺎﺳﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ
ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﻔﺎس وﺗﻠك اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﺑﺳطﺎت ،وﻟﻌل ﻫذا ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﯾﺳر اﻟزوج
ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺣﯾث أن ﻣﻌظم ﺳﺎﻛﻧﺔ ﺳطﺎت ﻋﻣﺎل ﺑﺎﻟﺧﺎرج وﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟدﯾﺎر اﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ .إذ
ﯾﺻل دﺧل أﺣد اﻷزواج ﻣن ﺿﻣن اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣدروﺳﺔ إﻟﻰ ) 234676.57درﻫم( .
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﺗﺑﯾن ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾدع ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺷك ﺑﺄﻧﻬﺎ
أﺻﺑﺣت وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﻋﻘﺎب اﻟزوج ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎﻋﻪ اﻟطﻼق ،ﺑل ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫذﻩ
اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﺗﻌد ﺿرﯾﺑﺔ اﻟطﻼق ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﺟل اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ اطﻠﻌت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻛون اﻟﻣرأة ﻓﯾﻬﺎ
ﻣﺗﺷﺑﺛﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾدﻓﻊ اﻟزوج ﺑﺎﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺷرة ،إﻣﺎ ﻟﻛﺛرة اﻟﻣﺷﺎﻛل
أو ﻟﻌدم اﻟﺗﻔﺎﻫم ،أو ﻟﺗدﺧل أﻫل اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬﻣﺎ أو ﺧروج اﻟزوﺟﺔ ﺑﻐﯾر إذن زوﺟﻬﺎ ...
ﻣﻊ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻛل ﺗﺑﻘﻰ ﻋﺎدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷوﻟﻰ ﻟﻠزواج ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌدم ﻣﺑرر إﯾﻘﺎع
اﻟطﻼق اﻟﻠﻬم إذا ﻛﺎن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟواﻧب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ.
ﻟﻛن ،وﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻗﺎﺻرة ﻋن ﺗﺣﻘﯾق ﺣﺎﺟﯾﺎت وﻣﺗطﻠﺑﺎت
اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻣدة اﻟﻌدة ﻗﺻﯾرة ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔرض طرح اﻟﺳؤال اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن أﯾن ﺗﻌﯾش
اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻟﻌدة؟
إن اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳؤال ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻗﺗراح إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ أو ﺟﻬﺔ
اﺣﺗﯾﺎطﯾﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ اﻷﺻل اﻟﻣﻌﯾل اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠزوﺟﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻟم
ﺗﻛن ﻋﺎﻣﻠﺔ ،وﺣﯾث ﺗم اﻟطﻼق ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻟزوج ﺑﺄﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻓرﺿﻪ اﻟﺷرع واﻟﻘﺎﻧون .
73
ﻟﯾﺑﻘﻰ اﻟﻌبء ﻣطروﺣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻓﺗﺳﻠك إﺣدى طرﻗﯾن إﻣﺎ اﻟﺧروج إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ،أو رﻛوب
ﻗطﺎر اﻟرذﯾﻠﺔ واﻟدﻋﺎرة ،
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻏﯾﺎب ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑدﯾﻠﺔ.
إن ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج ﻻ ﺗﻬدف ﻓﻘط إﻟﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟرﻏﺑﺎت اﻟﻐرﯾزﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن ،وﺿﻣﺎن
1
اﺳﺗﻣرار اﻟﻧوع اﻟﺑﺷري ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻵن ﺗﺣﻘق اﻟﻬدف اﻟوظﯾﻔﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺣﯾﺎﺋﻲ
ﻷﻓراد اﻷﺳرة ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟزواج ﻣؤﺳﺳﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ وﺷرﻋﯾﺔ ﻟﺗﻛوﯾن اﻷﺳرة ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﺻﯾﻠﺔ ﻟﻠﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،واﻟﻣوﻟد اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻪ ،أﺻﺑﺣت اﻟﯾوم
ﻫدف أﻧظﻣﺗﻪ ،ﺑﻌد ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻟﻪ ،2ذﻟك أن ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ،وﺗراﺟﻊ اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ
ﻟﺻﺎﻟﺢ طﻐﯾﺎن اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺟﻌل اﻟﺑﻌد اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﻲ ﻟﻸﺳرة ﯾﺄﻓل ﻓﺎﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﺗﻛون
ﻗد ﻓﻘدت ﺣﻣﺎﯾﺔ أﺳرﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت اﻟﺿﻣﺎن ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﺻل ،وﯾزداد اﻷﻣر ﺻﻌوﺑﺔ إذا ﻛﺎن
ﻟﻬﺎ أطﻔﺎل.
إن اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﯾوم ﻓﻘدت اﻷﻣن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وأﺻﺑﺣت ﺗﺗﺣﻣل وﺣدﻫﺎ آﺛﺎر ﻣؤﺳﺳﺔ
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذات وظﯾﻔﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ودﯾﻧﯾﺔ أﻻ وﻫﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج ،إن طﻼﻗﻬﺎ أﺛر
ﻧﺎﺟم ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وﻫذا واﻗﻊ اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﺟﻧﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻐﺎﻧﻣﻪ دون
ﻣﻐﺎرﻣﻪ .3
ﻓﺎﻟزواج ﯾﺑﻘﻰ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣؤﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻬﺎ وﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ،واﻧﺣﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
ﯾﻌﻧﻲ ﻏﯾﺎب اﻟﻣﻌﯾل ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟزوﺟﺔ ﻏﯾر ﻋﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣرأة إذا ﻟم ﺗﺟد
أﺳرﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣﺗﻣﻲ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﻧﻬﺞ طرﯾق اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﺣﺎﺟﯾﺎﺗﻬﺎ
اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ،إن ﻫﻲ وﺟدﺗﻪ ،ﻧظ ار ﻟﺗطﻠب ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ،4ﻗد ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻣﺎ
- 1ﺳﻌﯾد ﯾوﺳف اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻧظم اﻷﺳرة واﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،اﻟرﺑﺎط ،1983 ،ص .72 :
- 2ﺳﻌﯾد ﯾوﺳف اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ ،ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .50 :
- 3ﻋﺑد اﻟﺳﻼم اﻟﺷﻣﺎﻧﺗﻲ :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .105 :
- 4وﻓﺎء ﺑﻧﺎﻧﻲ :ﻏﯾﺎب اﻷب وآﺛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة ،ﺑﺣث ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻣرﯾن ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻟﺳﻧﺔ
، 1992– 1994ص .62 :
74
ﯾدﻓﻊ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣطﻠﻘﺎت إﻟﻰ ﺳﻠوك اﻟطرﯾق اﻟﺳﻬل )اﻟﺗﺳول ،اﻟﺷﻌوذة ،اﻟدﻋﺎرة ،اﻟﺑﻐﺎء
.(...
ﺧﺎﺻﺔ وأن ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻟم ﯾﻔﻌل ﻟﺣد اﻵن ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻣرأة اﻟﻣطﻠﻘﺔ
وأطﻔﺎﻟﻬﺎ ﺳواء إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟزوج ﻣﻌﺳ ار ،وﯾﻛون ﺟزاؤﻩ اﻹﻛراﻩ اﻟﺑدﻧﻲ ،وﻫﻧﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد
اﻟزوﺟﺔ ﺷﯾﺋﺎ ،أو إذا ﻛﺎن ﻣوﺳ ار ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﺎطل ﻓﻲ أداء واﺟب اﻟﻧﻔﻘﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻗد ﯾﺟﻌل
ﺑﻌض اﻟﻧﺳﺎء ﯾﻣﺗﻬن ﻣﻬﻧﺎ ﻏﯾر ﺷرﯾﻔﺔ ﻹﻧﻘﺎذ أﻧﻔﺳﻬن وأوﻻدﻫن ،وﻗد ﯾﻠﺟﺄ ﺑﻌﺿﻬن إﻟﻰ
ﺗﺷﻐﯾل أطﻔﺎﻟﻬن وﻫم ﻓﻲ ﺳن اﻟﺗﻣدرس.1
وﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻣﻠﺔ ،وأﺟرﻫﺎ ﻻ ﯾﺗﻌدى اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻸﺟور ،ﻓﺎﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت وﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺿﻣن ﻟﻬﺎ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎش ،وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ذﻫﺑت
ﺑﻌض اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﺗوﻧس ،إﻟﻰ ﺗﻣﺗﯾﻊ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ
ﺷﻛل رأس ﻣﺎل وﺑﯾن ﺟراﯾﺔ ﻋﻣرﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻟﺟراﯾﺔ ﺗﻘﺑل اﻟﻣراﺟﻌﺔ إﻣﺎ ارﺗﻔﺎﻋﺎ أو اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ،
ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ﯾط أر ﻣن ﻣﺗﻐﯾرات وﺗﺳﺗﻣر إﻟﻰ أن ﺗﺗوﻓﻰ اﻟﻣﻔﺎرﻗﺔ أو ﯾﺗﻐﯾر وﺿﻌﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﺑزواج ﺟدﯾد أو ﺑﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻏﻧﻰ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺟراﯾﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟزوج
ﺗﺻﺑﺢ دﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﺔ.2
واﻟﻣﺷرع اﻟﺗوﻧﺳﻲ ﯾﻘﺻد ﻣن وراء ﻫذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ،3ﺿﻣﺎن اﻟﺣق ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ
ﻣواﺻﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ظروف ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﻣﺎﺛل أو ﺗﻘﺎرب ﻧﻣط اﻟﻌﯾش اﻟذي اﻋﺗﺎدت ﻋﻠﯾـﻪ
ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻟم ﺗﻧﻘض ﻻ ﺑطﻠب ﻣﻧﻬﺎ وﻻ ﺑﺧطﺋﻬﺎ.4
ٕواذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻏرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄ ،واﻟطﺑﻊ ،ﺣﯾث ﺗم اﺳﺗﯾﻔﺎؤﻫﺎ ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻷورﺑﻲ ،وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر ﺛورة اﻟﺣداﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ وﺗﻌرﻓﻬﺎ ﺗوﻧس ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ.
75
وﻧظ ار ﻷن اﻟﻣﻐرب ﺑﻠد إﺳﻼﻣﻲ ،ﯾﺳﺗﻘﻲ أﺣﻛﺎﻣﻪ ﻣن روح اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻓﺈن
ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺣﻘوق اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ
اﻟزوج أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌدة ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﯾﺗﺣﻣل اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﻛﺎﻓل واﻟﺗﺿﺎﻣن ﻋﺑر
ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻟوﻗف ،1أو ﻣﻧﺢ ﻗروض ﺻﻐرى وﻣﺗوﺳطﺔ دون ﻓواﺋد ﻟﺗﺣﻔﯾز اﻟﻣطﻠﻘﺎت
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺗﺣﻘق ﻟﻬن اﻻﻛﺗﻔﺎء اﻟذاﺗﻲ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت.
إن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺻﻧدوق اﻟزﻛﺎة واﻟذي ﺳﯾﺄﺗﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻪ ﺿﻣن
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻫذا اﻟﻔﺻل ،ﻟﻬو اﻟﻛﻔﯾل ،واﻟﺑدﯾل ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج اﻟﺗﻲ ﺑدأ ﯾدب ﻓﯾﻬﺎ
اﻟوﻫن ،وأﺻﺑﺣت ﺗﺗراﺟﻊ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣؤﺳﺳﺎت دﺧﯾﻠﺔ ﻻ ﺷرﻋﯾﺔ ﻟﻬﺎ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋدم اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟطﻔل اﻟطﻼق .
إن اﻟﻧظرة اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷطﻔﺎل اﻟطﻼق ﺣﺗﻰ اﻵن ﻟم ﺗﻔرز ﺗﺣﺳﻧﺎ
ﻛﺑﯾ ار ﻋﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ ظل اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة ،ﻓﺎﻟﺿﺂﻟﺔ ﻻ زاﻟت ﻫﻲ اﻟﺳﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻏﯾﺎب ﺿﻣﺎﻧﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﻧﻔﻘﺔ ) اﻟﻣطﻠب اﻷول( دون إﻏﻔﺎل أﺛر
اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻣﺎ ﺗﺳﺑﺑﻪ ﻣن ﻋرﻗﻠﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺎدة اﻷطﻔﺎل ﻣن
ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻬم ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ (.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺿﺂﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت وﻏﯾﺎب اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﻧﻔﻘﺔ .
إن ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺿﺂﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﺳوءا ) اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ( ﻏﯾﺎب اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ
ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﻧﻔﻘﺔ ) اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( .
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺿﺂﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت .
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻲ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻠﻔﺎت ﺑﻘﺳم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ
ﺑﻔﺎس ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﻣدروﺳﺔ 25ﻣﻠﻔﺎ ،ﺗوﺻﻠت إﻟﻰ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
وﯾﻛﻔﻲ اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻋﻬد ﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،ﻫذا اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ اﻟذي ﻋرﻓت ﻓﻲ ﻋﻬدﻩ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻔﻘر ﺻﻔ ار ،ﻓﻔﻲ ﻋﻬدﻩ ﺑﻌث
ﻋﻣر ﯾﺣﯾﻰ ﺑن ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻰ ﺻدﻗﺎت إﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻓﺎﻗﺗﺿﺎﻫﺎ وطﻠب ﻓﻘراء ﯾﻌطﯾﻬﺎ ﻟﻬم ﻓﻠم ﯾﺟد ﻓﻘﯾ ار ،وﻟم ﯾﺟد ﻣن ﯾﺄﺧذﻫﺎ ،ﻗﺎل " :
ﻟﻘد أﻏﻧﻰ ﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز اﻟﻧﺎس ،ﻓﺎﺷﺗرﯾت ﺑﻬﺎ رﻗﺎﺑﺎ ﻓﺄﻋﺗﻘﺗﻬم " .
76
ﺗﻛﺎﻟﯾف ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋدد أطﻔﺎل
اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ـ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ـ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ـ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ طﻼق اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗﺳم ﻗﺿﺎء
إن ﻗراءة ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ،ﺗوﺣﻲ ﺑداﯾﺔ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻋدد أطﻔﺎل اﻟطﻼق ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت 25
ﺣﺎﻟﺔ طﻼق ﺗﺧﻠف 43طﻔﻼ ،ﻓﻠﻧﺎ أن ﻧﺗﺻورﻛم ﺳﯾﻛون اﻟﻌدد إذا ﻛﺎن اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑـ 6159
ﺣﺎﻟﺔ طﻼق ﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﻘﺳم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﻔﺎس وﺣدﻫﺎ ﺣﻛم ﻣﻧﻬﺎ 13887ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ دﺧول
اﻟﻣدوﻧﺔ ﺣﯾز اﻟﺗطﺑﯾق طﺑﻌﺎ ﻣﻊ إﺿﺎﻓﺔ ﻣﺧﻠف ﻣﺎ ﻗﺑل دﺧول ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
ﻓﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﯾﺗﺿﺢ أن ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻻ زاﻟت ﻫزﯾﻠﺔ ﻓﻣﺎذا
ﺳﺗﻠﺑﻲ 200درﻫم ﻣن ﺣﺎﺟﯾﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻧﺎ ﻫذﻩ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘﺿﺎة ﯾﺣﻛﻣون
ﻷﻣﻬﺎت ﺑﻧﻔﻘﺔ ﺷﻬرﯾﺔ ﻻ ﺗرﺑو ﻋن 400درﻫم ﻟﻠطﻔل اﻟواﺣد ،ﻓﻣﺎ ﻋﺳﺎﻫﺎ ﺗﻐطﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺔ
اﻟﻬزﯾﻠﺔ ،ﻋﻠﻣﺎ أن ﻣﺻﺎرﯾف اﻷﺑﻧﺎء واﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻬم ﺑﺎﻟﺧﺻوص ﺗﺳﯾر ﻛﻠﻔﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺧط
ﺗﺻﺎﻋدي ،2وﻣﺎذا ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺣﻘق 50درﻫم ﻛﺄﺟرة ﺣﺿﺎﻧﺔ أو ﺣﺗﻰ 100أو 200درﻫم،
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻌض أن ﯾﺟﯾب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻷم رﻓﻊ طﻠب اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ طﺑﻌﺎ
ﺑﻌد ﻣرور ﺳﻧﺔ ،أو إذا ﺣﻠت ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺑرر ذﻟك ،ﺣﯾث ﯾﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻷم ﻋبء
إﺛﺑﺎت ﺗﻐﯾر اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠزوج ٕواﻻ ﻻ ﯾﺳﺗﺟﺎب ﻟطﻠﺑﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻدر
ﻋن اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻓﺎس " :ﺣﯾث ﻟم ﺗدل اﻟﻣدﻋﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺛﺑت ﺗﺣﺳن ﻓﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﺑذﻟك ﯾﺑﻘﻰ طﻠﺑﻬﺎ ﺑﻬذا اﻟﺧﺻوص ﻏﯾر ﻣؤﺳس ﻛﻣﺎ ﯾﺟب وﻣﺂﻟﻪ
اﻹﻟﻐﺎء".3
ﻟﻛن ﻣﻊ ذﻟك ﺗوﺟد أﺣﻛﺎم ﺗﺳﺗﺟﯾب ﻟطﻠب اﻟزﯾﺎدة ،ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك أﺣﻛﺎم ﺗﻘﺿﻲ
ﺑﺗﺣوﯾل اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷم ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة
-ﺣﻛم رﻗم 05/1/1350ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﯾﻧﺎﯾر ) 2006ﺣﻛم ﻏﯾر ﻣﻧﺷور ( . 3
77
ﺑﻔﺎس ،1ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم :اﻟرﻓﻊ ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺑﻧت ...وذﻟك ﺑﺟﻌﻠﻪ
350درﻫم ﻋوض 300درﻫم اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟطﻠب ﻣﻊ اﻷداء ﻣﻊ اﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل.
وﺑﺄداﺋﻪ ﻟﻬﺎ واﺟب اﻟﺳﻛﻧﻲ ﺑﺣﺳﺎب ﺷﻬري ﻗدرﻩ 300درﻫم اﺑﺗداءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟطﻠب
واﻟﺣﻛم ﺑﺗﺣوﯾل اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺑﻧت ..ﻟﺣﺳﺎب اﻷم اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟطﻠب
وﺑﺎﻗﺗطﺎع ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ ﻣن ﻣﻧﺑﻊ راﺗب اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن ﯾدي اﻵﻣر ﺑﺎﻟﺻرف ...
".
إن ﻫذا اﻟﺣﻛم وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺿﻌف ﻣﺑﻠﻎ 350درﻫم ﻛواﺟب ﻧﻔﻘﺔ إﻻ أﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ ﻣﻊ
ذﻟك إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻷﻧﻪ ﺧطﺎ ﺧطوة ﻣﻬﻣﺔ ،إذ اﻋﺗﺑر اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻣن ﺣق أم اﻟﻣﺣﺿون ،
ﻓطﺎﻟﻣﺎ أن ﺣﺿﺎﻧﺗﻬﺎ ﻣوﻛوﻟﺔ ﻷﻣﻬﺎ ،وﺣﯾث أن اﻟﻐرم ﺑﺎﻟﻐﻧم إذ أن اﻷب ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺗﻠك
اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻷﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑرﻋﺎﯾﺗﻬﺎ ،وﺑﻣﺎ أن أﻣر رﻋﺎﯾﺗﻬﺎ أﺻﺑﺢ ﻣوﻛوﻻ ﻟﻸم ﻓﺎﻷم ﻫﻲ اﻷوﻟﻰ
ﺑﻬذﻩ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ،أﺗﻣﻧﻰ أن ﯾﺣذو اﻟﺳﺎدة اﻟﻘﺿﺎة ﺣذو ﻫذا اﻟﺣﻛم ،طﺑﻌﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓر ﻫذﻩ
اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ،ذﻟك أن ﻓﺋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﺧدﻣﺎت اﻟﺿﻣﺎن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .
أﻣﺎ ﺑﺧﺻوص ﺣق اﻟﺳﻛﻧﻰ ﻓﺈن أﻏﻠب اﻷﺣﻛﺎم ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺳﻛﻧﻰ
ﺑﺎﺳﺗﻘﻼل ﻋن اﻟﻧﻔﻘﺔ وأﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ٕ ، 168وان ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺗﻠك
اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻛﺗ ارء ﻏرﻓﺔ ،ﻓﺑﺎﻷﺣرى ﺷﻘﺔ ﺗﺿﻣن ﻟﻠطﻔل اﻟﻌﯾش اﻟﻛرﯾم ﻓﻲ اﺣﺗرام ﺗﺎم
ﻷﺑﺳط اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗطﻠﺑﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ واﻟﻛل ﯾﻌرف ﺣﺟم اﻟﻣﺿﺎرﺑﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،واﻷﺛﻣﻧﺔ اﻟﺑﺎﻫﺿﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺳوف اﻟﻌﻘﺎر ،ﻓﺄﯾن ﻛل ﻫذا ﻣن ﺣق اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻟﺳﻛن ،وﻓﻲ اﻟﺗرﻓﯾﻪ اﻟﻣﺿﻣون
ﻟﻪ ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺣﻘوق اﻟطﻔل اﻷﻣﻣﯾﺔ .
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﻣد اﻟﺳﺎدة اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺣل ﺳﻛﻧﻰ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب
اﻷب ،ﻟﻛن اﻹﺷﻛﺎل ﯾطرح ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻣﺣل ﻟﯾس ﻓﻲ ﻣﻠك اﻷب ،إذ ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﻣﻛن أن ﯾواﺟﻪ اﻟﻣﺣﺿون وﺣﺎﺿﻧﻪ ﺑﺎﺣﺗﻼل ﺑدون ﺳﻧد ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻟم ﯾؤد اﻟوﺟﯾﺑﺔ
اﻟﻛراﺋﯾﺔ ﻟﻣﺎﻟك اﻟﻌﻘﺎر ﻋن اﻟﻣدة اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻘطن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻣﺣﺿون.
-ﺣﻛم رﻗم 4976ﻣﻠف رﻗم 05/1/882ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 22دﺟﻧﺑر ) 2005ﺣﻛم ﻏﯾر ﻣﻧﺷور( . 1
78
وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن أﻏﻠب اﻷﺣﻛﺎم ﺗﻣﯾل إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺳﻛﻧﻰ ٕ ،وان ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ
اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ أﻏﻠﺑﻬﺎ اﻷﻋم ﻗﺎﺻرة ﻋن ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﺄوى واﻟﻣﺳﻛن اﻟﻼﺋق ﺑﺎﻟﻌﯾش اﻟﻛرﯾم،
ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻷطﻔﺎل ﯾﺗﻛدﺳون ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ واﺣدة ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻋددﻫم ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺛﻼث وﻛﺎﻧوا
ﻣن ﺟﻧﺳﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﻣد ﻋﻘﺑﺎﻩ ﻣن ﺣﯾث وﻗوع اﻟﺳﻠوﻛﺎت
اﻟﺷﺎذة 1ﻛزﻧﺎ اﻟﻣﺣﺎرم ،ﻓﺄﯾن ﻫﻲ وﺻﺎﯾﺎ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻔرﯾق ﻓﻲ
اﻟﻣﺿﺎﺟﻊ !!!.
ﻛﻣﺎ أن اﻟدراﺳﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺗﻔﯾد أن أﻏﻠب أطﻔﺎل اﻟطﻼق ﯾﺻﺑﺣون ﻋرﺿﺔ
ﻟﻠﺿﯾﺎع واﻟﺗﺷرد وأﻛﺛر ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻺﻧﺣراف ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺧروﺟﻬم اﻟﻣﺑﻛر ﻟﺳوق اﻟﺷﻐل ﺣﺗﻰ
ﯾﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﺿﻣﺎن ﻟﻘﻣﺔ اﻟﻌﯾش أﻣﺎم ﺣﺎﻟﺔ اﻟﯾﺗم اﻟﺣﻛﻣﻲ اﻟواﻗﻌﻲ اﻟذي ﯾﻌﯾﺷوﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة
آﺑﺎﺋﻬم.
ﻣن أﺟل ذﻟك ،ﺣﺎوﻟت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،ﺗوﻓﯾر ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﻛﻔل اﺳﺗﻣرار اﻟﻧﻔﻘﺔ ،إﻻ أن
ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﺑﻘﻰ ﻏﺎﺋﺑﺔ.
79
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻏﯾﺎب اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﻧﻔﻘﺔ.
ﻟﻘد ﻧﺻت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 168ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻷﺧﯾرة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن
ﺗﺣدد ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ اﻹﺟراءات اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرار ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣن ﻗﺑل اﻷب اﻟﻣﺣﻛوم
ﻋﻠﯾﻪ " .ﻛﻣﺎ ﻧص اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ) ... " (191وﺗﻘرر ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ
ﺑﺎﺳﺗﻣرار أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ".
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﺑﻘﻰ ﻏﯾر واﺿﺣﺔ وﻏﯾر ﻣﺣددةٕ ،واﻧﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،وذﻟك ﻋن طرﯾق اﺳﺗﻘﺻﺎﺋﻬﺎ ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﻔﯾد ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ1ﻟﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة.
ﻟﻛن أﻏﻠب اﻟﺳﺎدة اﻟﻘﺿﺎة ﯾﻌﻣدون إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎد ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻻﻗﺗطﺎع ﻣن ﻣﻧﺑﻊ اﻟرﯾﻊ أو
اﻷﺟر اﻟذي ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻣﻠزم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﻛﻣﺎ ذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ
ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺿﻐط ﻣن أﺟل إﻟزام اﻷب ﺑﺎﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻷداء .ﻟﻛن اﻷﻣر ﯾﺻﻌب ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣﻠزم ﻏﯾر اﻟﻣوظف أو ﻏﯾر اﻷﺟﯾر ﺣﯾث ﯾﺻﻌب إﯾﺟﺎد ﺿﻣﺎﻧﺔ ﻟﺗﻣﻛﯾن اﻷطﻔﺎل
ﻣن ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻬم ،إذ ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻣﺳطرة إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌطﻲ أﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب
اﻷﺣﯾﺎن ،إذ ﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻧﯾﻬﺎ اﻟﻣطﻠﻘﺔ وﻣﺣﺿوﻧﯾﻬﺎ ﻣن ﺳﺟن اﻟزوج ٕ ،2واذا أﺿﯾف إﻟﻰ
ﻫذا ﺗﻌﺳف اﻟزوج أﺣﯾﺎﻧﺎ ،إذ ﯾرﻓض اﻷداء وﯾﻌﻣل ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ وﺳﻌﻪ ﻣن أﺟل ﻋدم ﺗﻣﻛﯾن
اﻟﻣطﻠﻘﺔ وﻣﺣﺿوﻧﯾﻬﺎ ﻣن ﻧﻔﻘﺗﻬم ،ﺣﯾث ﯾﻠﺗﺟﺊ إﻟﻰ اﻟطرق اﻟﻣﻠﺗوﯾﺔ ﻛﺎﻟرﺷوة واﻟﺗﺣﺎﯾل ﻋن
طرﯾق ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻌﻧوان ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻻ ﯾﺗم وﻣن ﺛم ﺗﺑﻘﻰ ﻧﻔﻘﺔ اﻷطﻔﺎل ﻣﻌﻠﻘﺔ ،وﺗزداد
ﺗﻌﻠﯾﻘﺎ إﻟﻰ أﺟل ﻏﯾر ﻣﺳﻣﻰ إذا ﻛﺎن اﻷب ﻋﺎطل أو ﻣﻌدم ،ﻟﯾس ﻟدﯾﻪ ﻣﺎ ﯾﺣﺟز ،وﻻ دﺧل
ﻟﻪ ،ﻓﻬﻧﺎ ﺗطرح ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﺑﺣدة ،ﻓﻣن ﺳﯾﺿﻣن ﻟﻠطﻔل ﻟﻘﻣﺔ ﻋﯾﺷﻪ ،أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة
اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﺑﻌدﻫﺎ.
-اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺧﺗﺎﻣﻲ ﻋن اﻷﯾﺎم اﻟدراﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﺗﻬﺎ و ازرة اﻟﻌدل ،ﺣول اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة 1
واﻟﺣﻠول اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻬﺎ ) إﻓران أﯾﺎم 4و 5أﻛﺗوﺑر و 20و 21دﺟﻧﺑر ، (2004ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ،
اﻟﻌدد اﻷول ﯾوﻟﯾوز ، 2005ص.72 :
-ﺻرح ﻟﻲ ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺳﯾد ﺧﺎﻟد ﻛﺗﺎري رﺋﯾس ﻗﺳم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﺳطﺎت ﻓﻲ ﻟﻘﺎء أﺟرﯾﺗﻪ ﻣﻌﻪ ﺑﻣﻘر ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ 2
80
أﻋﺗﻘد ،أن ﻏﻣوض اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب ﯾﻌﻣق اﻟﻣﺷﻛل أﻛﺛر ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔرض وﺑﺣدة
ﺧرج ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟوﺟود ،ﻷﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻫو اﻟﺿﺎﻣن
اﻹﺳراع ﺑﺈ ا
اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻘﻣﯾن ﺑﺗوﻓﯾر أو ﺑﺎﺳﺗﻣ اررﯾﺔ أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ أﺷرت إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ،
وﺳﯾﺄﺗﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫذا اﻟﺻﻧدوق ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻫذا اﻟﻔﺻل.
وﻋﻣوﻣﺎ ،ﻏﯾﺎب اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﻟﯾس ﻫو اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﺣد ﻣن
ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷطﻔﺎل اﻟطﻼق ٕ ،واﻧﻣﺎ ﻟﻠﺟواﻧب اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﺛر ،ﻣن ﺣﯾث
اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ وﻛذا ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺛر إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻷطﻔﺎل.
ﻗﺑل اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ) اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ( ﻻﺑد ﻣن اﻟﺣدﯾث ﻋن
أﺛر إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ) اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ (.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :أﺛر إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ .
ﺣرﺻﺎ ﻣن اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻹﺳراع ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ ﻣﻌﯾﺷﻲ ﻟﻣﺳﺗﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻧص ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻟﺑث ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎﻫﺎ داﺧل أﺟل أﻗﺻﺎﻩ ﺷﻬر ) اﻟﻣﺎدة (190
ﺣﺗﻰ ﺗﺣﻘق اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﻣﺗوﺧﺎة ﻣﻧﻬﺎ.
ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﻣﯾزة ﺗﺑﻘﻰ ﻣﻌطﻠﺔ واﻗﻌﯾﺎ ،ﻧظ ار ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻣﺳك ذي اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺑﺎﻵﺟﺎل
اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻼﺳﺗدﻋﺎء واﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻﻠﯾن 40و 41ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋن ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ اﻟﺑطﻼن.
وﻋﻠﯾﻪ ﯾﺑﻘﻰ إﻗرار اﻟﻣﺑدأ ﻗﺎﻧوﻧﺎ وﺣدﻩ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ذﻟك أن ﺗﻔﻌﯾﻠﻪ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟوﺳﺎﺋل
اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ﺑﻌد ،إذ أن ﻣﺷﻛل اﻟﺗﺑﻠﯾﻐﺎت ﯾﺑﻘﻰ داﺋﻣﺎ
81
اﻟﻌﺎﺋق ﻓﻲ اﻟﺗﺳرﯾﻊ ﺑﺎﻟﺑت ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻻﺳﺗدﻋﺎءات اﻟراﺟﻊ أﺳﺎﺳﺎ
إﻟﻰ ﻗﻠﺔ اﻷﻋوان 1اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑذﻟك ،واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ رﺟﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺧل ﺑﺟودة اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ .2
ﻫذا ﻧﺎﻫﯾك ﻋن ﺑﻌض اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﻼأﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﺑﻌض اﻷﻋوان ،ﻛﺎﺑﺗزاز
اﻟﻣطﻠﻘﺎت ﻋن طرﯾق اﺷﺗراط ﺑﻌﺿﻬم ﻟﻧﺳب ﻣﺋوﯾﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ
ﻛﺷرط ﻟﻘﯾﺎﻣﻬم ﺑﺎﻟﺗﺑﻠﯾﻎ .3
ﯾﻧﺿﺎف إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻣﺷﻛل ﺷﺳﺎﻋﺔ اﻟرﻗﻌﺔ اﻟﺗراﺑﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻧﻔوذ اﻟﺗراﺑﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﻌل ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻌون ﺻﻌﺑﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ﻛﺛرة اﻟﻌﻧﺎوﯾن وﺗﺷﺎﺑﻬﻬﺎ وﯾزداد اﻷﻣر اﺳﺗﻔﺣﺎﻻ إذا
ﻛﺎن اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺧﺎرج اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺣﺿرﯾﺔ ،4ﻫذا دون إﻏﻔﺎل ﺑﻌض اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ
اﻷﻋوان ﻣﺛل طﻠﺑﻬم ﻣن اﻟﻣﺑﻠﻎ إﻟﯾﻪ ﻋدم اﻟﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟطﻲ اﻟﺗﺑﻠﯾﻐﻲ وذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣن اﻟطﻌن ﻓﯾﻪ.5
إن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ ﺗﺟﻌل إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﺷوﺑﺔ ﺑﺎﻟﺧﻠل ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن،
ﻣﻣﺎ ﯾﺿرب ﻓﻲ اﻟﺻﻣﯾم ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺳم ﺑﻬﺎ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﻧظ ار
ﻟطﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫزاﻟﺔ اﻷﺟور اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻫﺎ اﻷﻋوان اﻟﻘﺿﺎﺋﯾون ،
واﻟﺗﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺑظﻼﻟﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﻛل اﻟﺗﺑﻠﯾﻐﺎت.
-أﻧﺷﺋت ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﻋوان اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﺑﻣوﺟب ظﻬﯾر 1980/12/25اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈﺣداث ﻫﯾﺋﺔ اﻷﻋوان اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن وﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ 1
،ﺣﯾث ﻛﺎن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻣﻧﺣﺻ ار ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺗﯾن اﻟرﺑﺎط واﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،وﻓﻲ ﻓﺑراﯾر 1992ﺑدأ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﺑﻔﺎس ،إﻻ أﻧﻬﺎ اﻗﺗﺻرت
ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﻠﯾﻐﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﺧﻼل ﯾوﻟﯾوز 1994أﺳﻧدت ﻟﻬم ﻣﻬﻣﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم.
ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋدة ﺗﻌدﯾﻼت ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﻧﺎﺷﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻓﻲ و ازرة اﻟﻌدل ،ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ ﻣﻧﺷور 1425/1/12ﻟﻛوﻧﻪ
ﺗﺿﻣن ﺗداﺑﯾر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺻرﯾف أﺷﻐﺎل اﻷﻋوان ﻓﻲ أﺣﺳن اﻟظروف واﻟرﻓﻊ ﻣن ﻣﺳﺗوى ﻣردودﯾﺗﻬم وﺗﻧظﯾم ﻋﻼﻗﺎﺗﻬم
ﻣﻊ اﻟﻐﯾر.
-ﻣﺣﻣد ﻧﺟﺎري :ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرﺣﻬﺎ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ 2
-ﺳﻌد اﻟﺟرﻧدي :ﺗﻘﯾﯾم ﺗﺟرﺑﺔ اﻷﻋوان اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﻣن ﺧﻼل اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻓﺎس ﻛﻧﻣودج ﺑﺣﯾث ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻋدد 4
82
وﻟﻌل و ازرة اﻟﻌدل ﺑدأت ﺗﻔﻛر ﻓﻲ إﺻﻼح ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﺣﯾث ﺻرح وزﯾر اﻟﻌدل ﻓﻲ
ﻣﺟﻠس اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن ﻓﻲ إﺣدى ﺟﻠﺳﺎت اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ ﻟﯾوم 11دﺟﻧﺑر 2005أن ﻫﻧﺎك
ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﺟدﯾد ﺳﯾﻌدل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺣﺎﻟﻲ ،ﺣﯾث ﺗم ﺗﻐﯾﯾر اﺳم اﻷﻋوان اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن
ﺑﺎﻟﻣﻔوﺿﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ،ﻛﻣﺎ ﺗم اﻟرﻓﻊ ﻣن أﺟورﻫم ﻣﻊ ﺗﻌزﯾز دور اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث
ﺗﺷدﯾد اﻟﻣراﻗﺑﺔ.
وﻓﻲ اﻧﺗظﺎر ﺧروج ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﯾﺑﻘﻰ ﻋدم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﻌﺿﻠﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ
ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ،إﻻ إذا ﺣرص ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻠف ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻹﺟراءات 1اﻷﻣر اﻟذي
ﻻ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻠﻌﻣوم ﻧظ ار ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﻣﺗﻌددة.
وﻣن أﺟل اﻟﺗﺳرﯾﻊ ﺑﺎﻟﺑث ﻓﻲ طﻠﺑﺎت اﻟﻧﻔﻘﺔ ﯾﻧص اﻟﻔﺻل 179ﻣﻛرر ق.م.م .ﻋﻠﻰ
أﻧﻪ ... " :رﯾﺛﻣﺎ ﯾﺻدر اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻣوﺿوع دﻋوى اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﻧﻔﻘﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ
ﻟﻣﺳﺗﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ظرف ﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ طﻠﺑﻬﺎ ﻣﻊ اﻋﺗﺑﺎر ﺻﺣﺔ اﻟطﻠب واﻟﺣﺟﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ وﯾﻧﻔذ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻗﺑل اﻟﺗﺳﺟﯾل وﺑﻣﺟرد اﻹدﻻء ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣﻧﻪ".
إﻻ أن ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻻ ﯾﺳﺎﯾر اﻟﻣﺎدة 190ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﺣددت أﺟﻼ أﻗﺻﺎﻩ
ﺷﻬر واﺣد ﻟﻠﺑث ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ أﻋطﻰ اﻟﻔﺻل 179ﻣﻛرر ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﻛم
ﺑﻧﻔﻘﺔ ﻣؤﻗﺗﺔ ﻟﻣﺳﺗﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ظرف ﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ طﻠﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻣوﺿوع دﻋوى
اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ ﺑدورﻩ ﯾطرح ﺗﺳﺎؤﻻ ﺣول ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﺻدر ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻣن طرف
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻌد ﺗﺄﻛدﻫﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻣﻠف أن اﻹﺟراءات اﻟﻣﺳطرﯾﺔ ﻻ ﺗﺳﻌﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑث
ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﻘدﯾم طﻠب ﺗﻠك اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن طرف ﻓﻲ اﻟدﻋوى داﺧل اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد أم أن اﻷﻣر
ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ ،إﻻ أن ﺻراﺣﺔ اﻟﻧص ﺗﺟﯾب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل ،ﺣﯾث أن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺣﻛم ﺑﻬﺎ ﺑﻧﺎء
ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب اﻟﻣﻘدم ﻣن طرف ﻣﺳﺗﺣﻘﯾﻬﺎ ﻓﻲ ظرف ﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ طﻠﺑﻬﺎ ،وﺗﻛون ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ
اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟطﻠب ،أي اﻟدﻋوى ﺑﺈﺛﺑﺎت ﺷرطﻬﺎ وﻗﺑوﻟﻬﺎ واﻟﺣﺟﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد
ﻋﻠﯾﻬﺎ .2
83
ﻫﻛذا إذن ﺗﻌرﻗل اﻹﺟ ارءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻐﯾﺔ وﺗﻌطل ﻣﻔﻌول اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ ،
وﺗﺟﻌل ﻣﻔﻬوم اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻬب اﻟرﯾﺢ.
ﻟﻛن ﺑطء اﻹﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻐﯾﺔ وﻋدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة ﻟﯾس ﻫو اﻟوﺣﯾد اﻟﻣؤﺛر
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻷطﻔﺎل ٕ ،واﻧﻣﺎ ﺗﻧﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ أﯾﺿﺎ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﺛر ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم.
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻋون اﻟﺗﻧﻔﯾذ ) اﻟﻌون اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ( أن ﯾﺑﻠﻎ إﻟﻰ طرف اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ،اﻟﺣﻛم
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺗﻧﻔﯾذﻩ وﯾﻌذرﻩ ﺑﺄن ﯾﻔﻲ ﺑﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﻪ اﻟﺣﻛم ﺣﺎﻻ أو ﺑﺗﻌرﯾﻔﻪ ﺑﻧواﯾﺎﻩ )اﻟﻔﺻل 440ﻣن
اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ( .
وﺣﯾث أن ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل ،ﻓﺈن ﻫذا ﯾﻌطﻲ ﺿﻣﺎﻧﺔ أﻛﺛر
ﻟﻺﺳراع ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ،إﻻ أن اﻟواﻗﻊ ﯾﻌﻛس ﺧﻼف ذﻟك.
ﻓﻣن ﺧﻼل إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺳم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻔﺎس ،
وﺟدت أﻧﻪ ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ،2005وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن أﺻل 1624ﻣﻠف ﻧﻔذ 891ﻣﻠف
وﺑﻘﻲ 733ﻣﻠف ﻟم ﯾﻧﻔذ.
أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﺧﻼل ﻧﻔس اﻟﺳﻧﺔ ، 2005ﻧﻔذ 25ﻣﻠف ﻣن أﺻل 34
أي ﺑﻘﻲ 9ﻣﻠﻔﺎت.
1
،أوﺿﺢ ﻟﻲ ﺑﺄن اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻟم وﻣن ﺧﻼل اﻟﻠﻘﺎء اﻟذي أﺟرﯾﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺳﯾد اﻟﺳﻘﺎط
ﺗﻌرف طرﯾﻘﻬﺎ ﻧﺣو اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻌود ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ إﻛراﻫﺎت واﻗﻌﯾﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل ﻓرار اﻟزوج ،أو ﻋدم
أو وﺟود ﻣﺎ ﯾﺣﺟز ﺣﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺣﯾث ﯾواﺟﻪ اﻟﻌون ﺑﻛون اﻟﻣﻧﻔذ ﻋﻠﯾﻪ ﻻ دﺧل ﻟﻪ ،
اﻹﻛراﻩ ﻻ ﻣﻧﻘول ﻋﻧدﻩ أو ﻻ ﻋﻘﺎر ﺑﻣﻠﻛﻪ ،ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾطﺑق ﻓﻲ ﺣق اﻟزوج
اﻟﺑدﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺳﻠوك ﻣﺳطرة إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة ٕواﻣﺎ أن اﻟزوج ﯾﺗﻌﺳف ،وﯾرﻓض اﻹذﻋﺎن
ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،وﻫﻧﺎ ﯾﺗم اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻔرﻏﺔ ،ﺣﯾث ﯾرﻛن اﻟزوج إﻟﻰ اﻟطرق اﻟﻣﻠﺗوﯾﺔ
وﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ،واﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗﻌﺞ ﺑﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ،وﻫﻧﺎ ﺗطرح اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان ،ذﻟك
-ﺻرح ﻟﻲ ﺑﻬذﻩ اﻟﺗوﺿﯾﺣﺎت اﻟﺳﯾد اﻟﺳﻘﺎط ﻣﻧﺗدب ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﻛﻠف ﺑﻘﺳم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻔﺎس ﻓﻲ ﻟﻘﺎء أﺟرﯾﺗﻪ 1
84
أن ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ﻣوت ﺑطﻲء ﻟﻠﻌداﻟﺔ ،وﺗﻧﻘﯾص ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺣﻛﺎم ،وﻣس ﺑﻣﺻداﻗﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎء.
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺷﻛﻠﻪ اﻟﻣﺟرد ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ،ﻓﺑﺎﻷﺣرى ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ذﻟك أن اﻟﺑطء ﻓﻲ
اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾﺷﺑﻪ ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﺣﯾث أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ وﺧﻠﺧﻠﺔ اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم وﻓﻲ
اﻟﻘﺿﺎء .1
ﻓﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم ﺗﻛون ﺟﺎﻫزة إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﻧﻘص ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﻗل اﺳﺗﻔﺎدة اﻟطرف اﻟﻣﺗﺿرر ﻓﻲ اﻷﺳرة ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم.2
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌل إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺣﻛﺎ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ،ذﻟك أن ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ
وﺑﺎﻟﺿرورة اﺳﺗﺣﺿﺎر ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻛﺣـل ،ﻓﻬل ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ﻫـذﻩ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﺑﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻛﻠﻣﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ.
ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﻐرب ﻓﻛر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،إﻻ أن ﺗﻔﻛﯾرﻩ وﻗف ﻋﻧد ﺧطوة إﯾﻌﺎز ﻫذﻩ
اﻟﻣﻬﻣﺔ إﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر وﻧظ ار ﻟﻛﺛرة اﻧﺷﻐﺎﻻﺗﻪ ﯾﻌﻣد إﻟﻰ ﺗﻌﯾﯾن ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﻣن ﺑﯾن ﻗﺿﺎة اﻟﻬﯾﺋﺔ ،ﻓﺑﻘﯾت ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺟﻣدة ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ،وﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻷوراق.
إن ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻫﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣﺻﻐرة ﻟﻬﺎ آﻟﯾﺎﺗﻬﺎ ،ووﺳﺎﺋل ﻋﻣﻠﻬﺎ اﻟﺗﻲ
ﺗوظﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم ،ﺣﯾث ﯾﺗﺧذ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺟﻣﯾﻊ
اﻹﺟراءات واﻟﺧطوات اﻟﻼزﻣﺔ ﻷﺟل ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن ،واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻷﻋوان اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻘوم ﻫؤﻻء ﺑﺄي إﺟراء إﻻ ﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،
وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر رﺑط ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﻋوان اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﺑﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ إﺷراﻓﺎ وﻣراﻗﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب
ﺧﻠق ﻧﺻوص ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،ﺗﺗﺄﻛد ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل 3ﻣﻊ ﻣﻧﺢ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺳﻠطﺔ اﻟﺟزاء اﻟﻣدﻧﻲ ) اﻟﻐراﻣﺔ
-ﻋﺑد اﷲ اﻟﺣﻣوﻣﻲ :اﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر ،اﻟﻌدد ، 32ص .3 : 1
85
1
،ﻛﻣﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ اﻟﻘطﻌﯾﺔ واﻟﺗﻌوﯾض(
ﺗﻘدﯾر اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻗد ﯾﻌرﻗل اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ اﻟﺷﻲء
اﻟذي دﻓﻊ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎداة ﺑﺈﺣداث ﺷﻌﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺗدرﯾب
اﻟﺧﺑراء ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟواﺟب اﻻطﻼع إﻟﯾﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺣداث ﻗﺎﺿﻲ
2
وذﻟك ﺑﻬدف إﺿﻔﺎء ﻧوع ﻣن اﻟﺧﺑرة ،ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وذﻟك ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻋﻠﻪ ﯾﺧﻔف ﻣن وطﺄة اﻟﻧﻘص
واﻟﻬزاﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷطﻔﺎل اﻟطﻼق ،ﻫؤﻻء اﻟذﯾن ﯾدﻓﻌون ﺛﻣن أﺑﻐض
اﻟﺣﻼل إﻟﻰ اﷲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﻣﻬم ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن اﻟطﻼق ﺧﻠﻌﯾﺎ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﺗﺄﺛﯾر ﻧوع اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
إن ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟطﻼق رﺟﻌﯾﺎ ،أو ﺑﺎﺋﻧﺎ أو ﺧﻠﻌﯾﺎ،
أو ﻗﺑل اﻟﺑﻧﺎء ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻧﻌﻛس ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ) اﻟﻣطﻠب اﻷول (
ﻛﻣﺎ أن اﻷطﻔﺎل ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن آﺛﺎر اﻟطﻼق ،إذ ﺗﻬﺗز ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻬم ووﺿﻌﯾﺗﻬم اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ارﺗﻔﺎع وﺗﯾرة اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ ) اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﺄﺛﯾر ﻧوع اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ .
وﻟﻌل ﻣن أﻛﺛر أﻧواع اﻟطﻼق ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ اﻟطﻼق ﻗﺑل
اﻟﺑﻧﺎء ) اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ( واﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ ) اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( .
-ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل ﺣول ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﺑﺣث اﻷﺳﺗﺎذ ﻋﺑﯾد اﷲ اﻟﻌﺑدوﻧﻲ اﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم 1
86
إن اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻗﺑل اﻟدﺧول ﻻ ﺗﺳﺗﺣق إﻻ ﻧﺻف اﻟﺻداق اﻟﻣﺳﻣﻰ أو اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻋﻧد ﻋدم
اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ،وذﻟك ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ٕ :وان طﻠﻘﺗﻣوﻫن ﻣن ﻗﺑل أن ﺗﻣﺳوﻫن وﻗد ﻓرﺿﺗم
ﻟﻬن ﻓرﯾﺿﺔ ﻓﻧﺻف ﻣﺎ ﻓرﺿﺗم إﻻ أن ﯾﻌﻔون أو ﯾﻌﻔو اﻟذي ﺑﯾدﻩ ﻋﻘدة اﻟﻧﻛﺎح ، 1وﻫذا ﻣﺎ
أﻛدﺗﻪ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ) اﻟﻣﺎدة " ( 32ﺗﺳﺗﺣق اﻟزوﺟﺔ ﻧﺻف اﻟﺻداق اﻟﻣﺳﻣﻰ إذا
وﻗﻊ اﻟطﻼق ﻗﺑل اﻟﺑﻧﺎء .
وﺣﺳب ﻣذﻫب اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟك وﻣذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺳﯾس ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟوطء
ﺑﻌد اﻟﻌﻘد ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻣﺟرد اﻻﺧﺗﻼء ﺑﺎﻟزوﺟﺔ ﻻ ﯾوﺟب ﻟﻬﺎ اﻟﺻداق إﻻ إذا ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣس أي
وطء .2
ﻟﻛن ﺑﺎﺳﺗﻘراء اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣن ﺣﯾث ﺗﻐﯾر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﯾم
واﻷﻋراف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﯾﻼﺣظ أن اﻟﻠﻘﺎء ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟﻣوﻗوﻓﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ إن ﺻﺢ
اﻟﺗﻌﺑﯾر ،ﺗﺄﺧذ أﺷﻛﺎﻻ ﻣﺗﻌددة ،ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ﻣوﺟﺔ اﻟﺗﺣرر واﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﺗﻌرﻓﻬﺎ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ .
ﻓﻬل ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر ﺑﻌد ﻛل ﻫذا ،اﻟﻣﺳﯾس ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺿﯾق اﻟﻣﻧﺣﺻر ﻓﻲ اﻟوطء ﻓﻘط
أم ﺗﺟﺎوز ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم إﻟﻰ أﺷﯾﺎء أﺧرى ﻛﺎﻟﻘﺑﻠﺔ ،واﻟﺷﻌور اﻟذي ﯾﻧﺗﺎب اﻟزوج وﻫو ﯾرى زوﺟﺗﻪ
ﺑﺟﺎﻧﺑﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧوع ﻣن أﻧواع اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻟم ﯾﻛن ﻫﻧﺎك
ﻣﺑرر أو ﺳﺑب ﻣﺷروع ﻟﻠطﻼق ﻗﺑل اﻟدﺧول ،3وﺣﺗﻰ إن ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﺳﺑب ﻓﻘد ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟزوج
ﻣن ﺣﯾث اﻻﺳﺗﻌداد واﻟﺗﻬﯾﯾﺊ ﻟﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ .وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻲ أن
اﻟﺻداق ﯾﺟب ﺑﺎﻟﺧﻠوة وﻟو ﻟم ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ ﻣس ،أﻓﻠم ﯾﻛن ﺣرﯾﺎ ﺑﺎﻟﻣدوﻧﺔ اﻷﺧذ ﺑﻬذا اﻟرأي
ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻬﺎ ﻋرﻓت اﻧﻔﺗﺎﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣذاﻫب ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وذﻟك أﺧذا ﺑﻣﺑدأ
- 3إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت رﺳﻣﯾﺔ ﺻﺎدرة ﻋن و ازرة اﻟﻌدل ﻣن 5ﻓﺑراﯾر 2004إﻟﻰ 31ﯾﻧﺎﯾر 2005ﻣﻧﺷورة ﺑﻣﺟﻠﺔ :ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ،
ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ اﻟﻌدد اﻷول ﯾوﻟﯾوز ، 2005ص .122 :
87
اﺧﺗﻼف أﻣﺗﻲ رﺣﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻧﺳﺑﺔ اﻟطﻼق ﻗﺑل اﻟﺑﻧﺎء ﺗﻌرف ﺗﺻﺎﻋدا ﻣﻬﻣﺎ واﻟﺟدول
اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﯾن ذﻟك.1
اﻟﻧﺎظور وﺟدة طﻧﺟﺔ اﻟﻘﻧﯾطرة ﻓﺎس اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء اﻟﻣدﯾﻧﺔ
إن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ،ﺗدﻋو إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ،واﻟﺗﺄﻣل ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺳﯾس ،ﺧﺎﺻﺔ
أﻣﺎم ﺿﻌف اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓﻲ أﯾﺎﻣﻧﺎ ﻫذﻩ ،أﻓﻼ ﯾﺟب ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬم ﺑﻧﻘﯾض
ﻗﺻدﻫم ،وﺑﻘدر ﻣﺎ أﺣدﺛوا ﻣن ﻓﺟور ﻋﻠﻰ ﻗول ﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،ﻷن ﻛﺛرة اﻟﻠﻘﺎءات ،
ﻗد ﺗﺟﻌل اﻟزوج ﯾﻧﺎل ﻣن زوﺟﺗﻪ ﻣﺎ ﯾرﯾد دون وطء .2ﯾﻘول ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﻓﻣﺎ اﺳﺗﻣﺗﻌﺗم ﺑﻪ ﻣﻧﻬن
ﻓﺂﺗوﻫن أﺟورﻫن ﻓرﯾﺿﺔ ،3 ﻓﺎﻟوطء أﺻل واﻟﻠﻣس واﻟﻧظرة واﻟﻘﺑﻠﺔ واﻟﻛﻼم ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻌض ﻣن
ذﻟك اﻷﺻل .4
ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ،أﻣﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن طﻼﻗﻬﺎ ﻗﺑل اﻟدﺧول ﯾﻛون ﻗد ﻓوت ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓرﺻﺔ اﻟزواج ﻣﻣن ﻗد ﯾﻛون أﻓﺿل ﻣﻧﻪ ،وﯾﺿﯾق إن ﻟم ﻧﻘل ﯾﻌدم أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻓرﺻﺔ اﻟزواج ﻣن
ﺟدﯾد ،ﻧظ ار ﻷن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻ ﯾرﺣم اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﻌد اﻟدﺧول ،ﻓﻣﺎ ﺑﺎﻟك ﺑﺗﻠك ﻏﯾر اﻟﻣدﺧول ﺑﻬﺎ.
ﻧظ ار إذن ﻟﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ،وﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟﺗﺣوﻻت ﻓﺈن وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻗﺑل
اﻟﺑﻧﺎء ،ﺗدﻋو إﻟﻰ ﻋﻣﯾق ﺗﻔﻛﯾرٕ ،واﻟﻰ دﻓﻊ ﻋﺟﻠﺔ اﻻﺟﺗﻬﺎد ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ.
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ .
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 115ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻟﻠزوﺟﯾن أن ﯾﺗراﺿﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق
ﺑﺎﻟﺧﻠﻊ طﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 114أﻋﻼﻩ " ،ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﺗﺿﺢ أن ﻋﻧﺻر اﻟﺗراﺿﻲ
ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﺣﺎﺿر ﺑﺷﻛل ﻗوي اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻛﺳﺑﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻘد ،إذ أن اﻟﺗراﺿﻲ ﻫو ﻗوام
88
اﻟﻌﻘد ،ﺣﯾث ﺗﻬدف ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟزوﺟﺔ اﻟﺧﻼص ﻣن زوﺟﯾﺔ ﻟم ﺗﻌد ﺗرﻏب ﻓﯾﻬﺎ ﻧظﯾر ﺑدل
ﺗدﻓﻌﻪ إﻟﻰ زوﺟﻬﺎ ،ﻓﻬو طﻼق ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻪ اﻟزوﺟﺎن وﻻ ﯾﺗم ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد.1
وﺣﺗﻰ ﯾﻘﻊ اﻟﺧﻠﻊ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون رﺿﺎ اﻟزوﺟﺔ ﻗد ﺗم ﻋن ﺑﯾﻧﺔ واﺧﺗﯾﺎر ،
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈذا اﺳﺗﻌﻣل اﻟزوج ﺑﻌض اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻟزوﺟﺔ ﻣرﻏﻣﺔ ﻟﻺﻗﺑﺎل ﻋﻠﻰ طﻠب
طﻼق اﻟﺧﻠﻊ ﻣﻧﻪ ،وﻗﻊ اﻟطﻼق ﺑﺎﺋﻧﺎ دون اﻟﺗزام ﻫذﻩ اﻟزوﺟﺔ ﺑﺑدل اﻟﺧﻠﻊ ،2وذﻟك ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟذﯾن آﻣﻧوا ﻻ ﯾﺣل ﻟﻛم أن ﺗرﺛوا اﻟﻧﺳﺎء ﻛرﻫﺎ وﻻ ﺗﻌﺿﻠوﻫن ﻟﺗذﻫﺑوا
ﺑﺑﻌض ﻣﺎ أﺗﯾﺗﻣوﻫن ،إﻻ أن ﯾﺄﺗﯾن ﺑﻔﺎﺣﺷﺔ ﻣﺑﯾﻧﺔ ، 3وﻫذا ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة 117ﻣن
ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻟﻠزوﺟﺔ اﺳﺗرﺟﺎع ﻣﺎ ﺧﺎﻟﻌت ﺑﻪ إذا أﺛﺑﺗت أن ﺧﻠﻌﻬﺎ ﻛﺎن
ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻛراﻩ أو إﺿرار اﻟزوج ﺑﻬﺎ وﯾﻧﻔذ اﻟطﻼق ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال .4
ﺑﯾد أن اﻹﺷﻛﺎل ﯾطرح ﺑﺣدة ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻌوض اﻟذي ﯾﻘﻊ ﺑﻪ اﻟﺧﻠﻊ ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺗﻪ
ذﻟك أن )اﻟﻣﺎدة ( 118ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن ﻛل ﻣﺎ ﺻﺢ اﻻﻟﺗزام ﺑﻪ ﺷرﻋﺎ ﺻﻠﺢ
أن ﯾﻛون ﺑدﻻ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻊ دون ﺗﻌﺳف وﻻ ﻣﻐﺎﻻة.5
ﻟﻛن ﻣرآة اﻟواﻗﻊ ﺗﻌﻛس ﺻورة أﺧرى ذﻟك أن اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ ﯾﺣﺗل اﻟرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ
ﻗﺎﺋﻣﺔ أﻧواع اﻟطﻼق ،وذﻟك ﺑﻣﺎ ﻣﺟﻣوﻋﻪ 11.999ﺣﺎﻟﺔ طﻼق ﺧﻠﻌﻲ وذﻟك ﻣن 5ﻓﺑراﯾر
-ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور :اﻟﺑﻌد اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻊ ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﺎﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون واﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋدد ﺧﺎص 1
- 4ﯾﻘول اﺑن ﻋﺎﺻم ﻓﻲ ﺗﺣﻔﺗﻪ ٕ :وان ﺗﻛن ﻗد ﺧﺎﻟﻌت وأﺛﺑﺗت ** إﺿ اررﻩ ﻓﻔﻲ اﺧﺗﻼع رﺟﻌت
- 5ﯾﻘول اﺑن رﺷد اﻟﺣﻔﯾد :وأﻣﺎ ﺻﻔﺔ اﻟﻌوض ﻓﺈن اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ وأﺑﺎ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﯾﺷﺗرطﺎن ﻓﯾﻪ أن ﯾﻛون ﻣﻌﻠوم اﻟﺻﻔﺔ وﻣﻌﻠوم
اﻟوﺟود وﻣﺎﻟك ﯾﺟﯾز ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺟﻬول اﻟوﺟود واﻟﻘدر واﻟﻣﻌدوم ﻣﺛل اﻵﺑق واﻟﺷﺎرد واﻟﺛﻣرة اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺑد ﺻﻼﺣﻬﺎ واﻟﻌﺑد ﻏﯾر
اﻟﻣوﺻوف ،وﺣﻛﻲ ﻋن أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ ﺟواز اﻟﻐرر وﻣﻧﻊ اﻟﻣﻌدوم وﺳﺑب اﻟﺧﻼف ﺗردد اﻟﻌوض ﻫﺎﻫﻧﺎ ﺑﯾن اﻟﻌوض ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع
أو اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣوﻫوﺑﺔ واﻟﻣوﺻﻰ ﺑﻪ ﻓﻣن ﺷﺑﻬﻬﺎ ﺑﺎﻟﺑﯾوع اﺷﺗرط ﻓﯾﻪ ﻣﺎ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺑﯾوع وﻓﻲ أﻋواض اﻟﺑﯾوع وﻣن ﺷﺑﻬﻪ
ﺑﺎﻟﻬﺑﺎت ﻟم ﯾﺷﺗرط ذﻟك واﺧﺗﻠﻔوا إذا وﻗﻊ اﻟﺧﻠﻊ ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﺣل ﻛﺎﻟﺧﻣر واﻟﺧﻧزﯾر ﻫل ﯾﺟب ﻟﻬﺎ ﻋوض أم ﻻ ﺑﻌد اﺗﻔﺎﻗﻬم ﻋﻠﻰ أن
اﻟطﻼق ﯾﻘﻊ ﻓﻘﺎل ﻣﺎﻟك ﻻ ﺗﺳﺗﺣق ﻋوﺿﺎ وﺑﻪ ﻗﺎل أﺑو ﺣﻧﯾﻔﺔ وﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ﯾﺟﻠﺑﻬﺎ ﻣﻬر اﻟﻣﺛل ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 67 :
وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ .
89
2004إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 31ﯾﻧﺎﯾر 2005واﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺑﯾن ﺗوزﯾﻊ اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ ﺣﺳب دواﺋر
ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﺎﻟﻣﻐرب.1
ﻋدد اﻟﺣﺎﻻت دواﺋر اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف
1566 اﻟرﺑﺎط
905 اﻟﻘﻧﯾطرة
1813 اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء
346 اﻟﺟدﯾدة
432 ﻓﺎس
250 ﺗﺎزة
797 ﻣراﻛش
222 ور اززات
325 آﺳﻔﻲ
1021 ﻣﻛﻧﺎس
491 اﻟرﺷﯾدﯾﺔ
901 أﻛﺎدﯾر
57 اﻟﻌﯾون
669 طﻧﺟﺔ
258 ﺗطوان
176 ﺳطﺎت
400 ﺑﻧﻲ ﻣﻼل
313 ﺧرﯾﺑﻛﺔ
628 وﺟدة
375 اﻟﻧﺎظور
54 اﻟﺣﺳﯾﻣﺔ
11999 اﻟﻣﺟﻣوع اﻟﻌﺎم
إن اﻷرﻗﺎم اﻟﻣوﺿﺣﺔ أﻋﻼﻩ ،ﺗﺑرز أن اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ ﯾزداد اﺳﺗﻔﺣﺎﻻ ،وﯾﻣﻛن ﺗﺑرﯾر
ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻟﻪ ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎدي ﺑﺑﺧس ﻛﻠﻔﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزوج ،ذﻟك أن اﻟزوﺟﺔ ﻻ ﺗﻛﻠﻔﻪ ﺷﯾﺋﺎ ﻓﻬﻲ
ﺗﺗﻧﺎزل ﻟﻪ ﻋن ﻛل ﺷﻲء ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺗﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا اﺳﺗﻌﺻﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ إﺛﺑﺎت
-إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﺻﺎدرة ﻋن و ازرة اﻟﻌدل ﻣﻧﺷورة ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .122 : 1
90
اﻟﺿرر ،وﻓﻲ ظل اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟوﺣظ ﺑﺎﻟﺗزاﻣن ﻣﻊ اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗطﻠﯾق
ﻟﻠﺷﻘﺎق وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟزوج ﻟطﻠب اﻟﺧﻠﻊ ) اﻟﻣﺎدة . (120
ﻫﻛذا إذن ﺗﻠﺟﺄ ﻣﻌظم اﻟﻧﺳﺎء إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟﻌﺔ ﺑﻧﻔﻘﺗﻬن وﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻬن ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن
اﻟﻣﺷرع ﯾﺷﺗرط ﻋدم ﺣﺻول اﻟﺗﻌﺳف واﻟﻣﻐﺎﻻة ) م (118ودون إﻛراﻩ ) اﻟﻣﺎدة (117وﻓﻲ
اﻟواﻗﻊ ﺑﻌض اﻟﺳﺎدة اﻟﻘﺿﺎة ﯾﺣرﺻون ﻋﻠﻰ ﻣراﻋﺎة ﻫذﻩ اﻟﺟواﻧب وﯾﺗﺣﻘﻘون ﻣن ﻋدم وﺟود أي
ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب اﻹرادة ﻛﺎﻹﻛراﻩ أو اﻟﺿﻐط ﻣن طرف اﻟزوج وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾرﻓﺿون ﺗﻧﺎزل
اﻟزوﺟﺔ ﻋن ﺣﻘوﻗﻬﺎ ،وﯾﻠزﻣون اﻟزوج ﺑوﺿﻊ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،إﻻ أن ﻫذﻩ
اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺣدودة ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﻻت وﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌرف زﺧﻣﺎ ﻣن اﻟﻣﻠﻔﺎت
واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻛﺎﻟﺑﯾﺿﺎء وﻓﺎس واﻟرﺑﺎط ﻓﺈن اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﺗﻲ اطﻠﻌت ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﻓﺎس ﺗﻧطق ﻋن ﺣﺎﻟﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﺻرح اﻟزوﺟﺔ ﺑﺗﻧﺎزﻟﻬﺎ ﻋن ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن
أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق.
ﻓﺣﺳب اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن أزﯾد ﻣن 11.000اﻣرأة ﻣطﻠﻘﺔ ﺑدون
ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ،ﻓﺈذا ﻛﻧت ﻗد ﻋﺎﻟﺟت ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﻣن ﻫذا اﻟﻔرع ﻗﺻر اﻷﺟل وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ
ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻧﻔﻘﺔ واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ،ﻓﻛﯾف ﺳﺗﻛون واﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫذﻩ أوﺿﺎع
ﻫؤﻻء اﻟﻣطﻠﻘﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾطرح ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺑﻌد اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻊ وﺑﺣدة ،
ذﻟك أن اﻟﻐﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷرع ﻣن أﺟﻠﻬﺎ طﻼق اﻟﺧﻠﻊ 1واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ رﻏﺑﺔ اﻟﻣﻠﺣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻛون ﻟﻠزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟطﻼق واﻟزوج ﯾﻛون ﻣﺗﺷﺑﺛﺎ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻓﺗﻘدم إﻟﻰ اﻟزوج ﻣﻘﺎﺑﻼ
ﻟﻠطﻼق ﻛﻌوض ﻋن اﻟﻣﻬر وﺳﺎﺋر اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻷﺧرى ،أﻣﺎ اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﻣﺳﺗﺷرﯾﺔ اﻵن ﻓﻬﻲ
ﺑﻌﯾدة ﻛل اﻟﺑﻌد ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻐﺎﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﻧﻊ اﻟزوج ﻣن إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺿﻐط ﻟدﻓﻊ
اﻟزوﺟﺔ ﻻﻓﺗداء ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻣﺎل أو ﺑﻧﻔﻘﺗﻬﺎ ﺑل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻫﻧﺎك ﻓﺋﺔ ﻣن اﻷزواج
ﯾﺣﺗرﻓون ﻫذﻩ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ،وﻟﻌل ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر ﻫذﻩ اﻟوﺗﯾرة اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﺑدأت اﻟﻧﺳﺎء
ﺗﺗوﺟﻬن إﻟﻰ اﻟﺗطﻠﯾق ﻟﻠﺷﻘﺎق ) اﻟﻣﺎدة .(120
91
وأﻣﺎم اﺳﺗﻔﺣﺎل ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ،ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺗﺳﺎؤل ﻋن ﻣﺻﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻷطﻔﺎل واردا
ﺑﺣدة.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺻﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ظل ارﺗﻔﺎع وﺗﯾرة اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ.
ﺣﺳب اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ ﻓﺈن ﺑدل اﻟﺧﻠﻊ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﻧﻔﻘﺔ أو أﺟرة اﻟرﺿﺎع أو أﺟرة
اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 119ﻣن ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺧﻠﻊ ﺑﺷﻲء ﺗﻌﻠق
ﺑﻪ ﺣق اﻷطﻔﺎل أو ﺑﻧﻔﻘﺗﻬم إذا ﻛﺎﻧت اﻷم ﻣﻌﺳرة ".
ﯾﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ أن اﻟزوﺟﺔ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﺧﺎﻟﻊ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋدة ﻷوﻻدﻫﺎ ﻛﺎﻟﻧﻔﻘﺔ وأﺟرة اﻟرﺿﺎع واﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻛذا اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺳﻛﻧﻰ أو ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻬﺎ
طﺎﻟﻣﺎ ﻫﻲ ﻣوﺳرة ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻣﻌﺳرة ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك.
وﻫﻛذا إذا أﻋﺳرت اﻷم اﻟﻣﺧﺗﻠﻌﺔ ﺑﻧﻔﻘﺔ أطﻔﺎﻟﻬﺎ ،وﺟﺑت اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﯾﻬم دون ﻣﺳﺎس
ﺑﺣﻘﻪ ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻋﻠﯾﻬﺎ ) اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة . (119
1
وﺑذﻟك ﻓﺎﻟﻣدوﻧﺔ ﺗﺣرص ﻋﻠﻰ أﻻ ﺗﻛون ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﻣوﺿﻊ ﻣﺳﺎوﻣﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن
ٕوان ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻫذا اﻷﻣر ﯾﺛﯾر إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑرى ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،
ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺧﻠﻊ ﻫو ﻋﻘد ﺗراﺿﻲ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ،واﻷطﻔﺎل ﻟﯾﺳوا أطراﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد إﻻ أﻧﻪ
ﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﯾﺟﻌل أﺛر اﻟﻌﻘد ﯾﻣﺗد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻷم ﻣوﺳرة ،
واﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن ﺑﯾن اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ
وﻣﻌﻪ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻗد ﻛﻔﻼ ﻟﻸطﻔﺎل ﺣﻘوﻗﻬم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺳﺎر اﻷم ،وذﻟك ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔﺿﻠﻰ ﻟﻠطﻔل.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻛرﺳﻪ ﺑﻌض اﻟﺳﺎدة اﻟﻘﺿﺎة ،ﺣﯾث ﯾﻌﻣﻠون ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت
اﻷطﻔﺎل وﻟو ﻛﺎن اﻟطﻼق ﺧﻠﻌﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻓﻲ ﺣﻛم ﺻدر ﻋن اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺳطﺎت أﻗر
ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣﺣﺿوﻧﺔ ﺷﯾﻣﺎء ﻟﻣﺑﻠﻎ 400.00درﻫم ﺷﻬرﯾﺎ ﻋن واﺟب ﻧﻔﻘﺔ اﻟﺑﻧت ﺷﯾﻣﺎء وﻣﺑﻠﻎ
-ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺑﻧﻣﺳﻌود :ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدد 4ﻧوﻧﺑر 1
92
300.00درﻫم ﺷﻬرﯾﺎ ﻋن واﺟب ﺳﻛﻧﻰ اﻟﺑﻧت وﻣﺑﻠﻎ 50درﻫم ﻋن واﺟب أﺟرﺗﻬﺎ ﻣﻊ إﺷﻔﺎع
اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻧﻔﺎذ اﻟﻣﻌﺟل,1
ﻟﻛن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﺗﺑﻘﻰ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻧظ ار ﻷن ﻣﻌظم اﻷﻣﻬﺎت ،ﺗﻧﻘل ﻣﺻﺎرﯾف
اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻛﺎﻫﻠﻬن ﻣن أﺗﻌﺎب اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،وﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻓﯾﻠﺟﺄن إﻟﻰ رﻛوب أﻗﺻر اﻟطرق
أﻻ وﻫﻲ اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﻛل ﺷﻲء ﻣﻘﺎﺑل ﻣواﻓﻘﺔ اﻟزوج ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق ،وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺄﻛد ﻟﻲ ﻣن
ﺧﻼل ﺷﻬﺎدة ﺑﻌض ﻣوظﻔﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﻔﺎس ،ﺣﯾث ﯾﻛون ﻫﺎﺟس اﻷم اﻟوﺣﯾد ﻫو
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺗﻬﺎ .
وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻫﻧﺎك ﻧوﻋﯾﺔ ﻣن اﻟﻧﺳﺎء ،ﺑﺳﺑب اﻟﺟﻬل وﻗﻠﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻻ ﯾﺣﺳن اﻟدﻓﺎع ﻋن
ﺣﻘوﻗﻬن ،وﺣﻘوق أﺑﻧﺎﺋﻬن إذا ﻻ ﯾﺛرن ﻣﺎ ﺗﻌرﺿن ﻟﻪ ﻣن ﺿﻐوط ٕواﻛراﻫﺎت2ﻓﯾﻛون ﻣﺻﯾر
اﻷطﻔﺎل ﻣﻊ ﻛﺎﻣل اﻷﺳف اﻟﺿﯾﺎع واﻟﺗﺷرد وﻓﻲ أﺣﺳن اﻟﺣﺎﻻت ،اﻻﺷﺗﻐﺎل اﻟﻣﺑﻛر ،ﻣﻣﺎ
ﯾدﻋو إﻻ دق ﻧﺎﻗوس اﻟﺧطر ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻧﺳﺑﺔ اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ ﺗرﺗﻔﻊ ﯾوﻣﺎ ﻋن ﯾوم ،ﺣﯾث
ﺑﺎﺗت ﺗﻠﺟﺄ إﻟﯾﻪ اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﻐرﺑﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺑﻧﺳب ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺗﺻل إﻟﻰ % 60ﻣن
ﻧﺳب اﻟطﻼق اﻟﻣوﻗﻊ ﺳﻧوﯾﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺣول اﻟﺧﻼص ﻣن ﻗﺑﺿﺔ اﻟزوج إﻟﻰ اﺑﺗزاز واﺿﺢ ﺗﺗﻧﺎزل
ﻓﻲ ظﻠﻪ اﻟزوﺟﺔ ﻋن ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘوﻗﻬﺎ وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻋن ﺣﻘوق أﺑﻧﺎﺋﻬﺎ أﯾﺿﺎ .3
اﺳﺗﻧﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗم ﺗوﺿﯾﺣﻪ ،ﯾﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ واﻷطﻔﺎل
ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻣﺣدودﯾﺔ ﺳﻣﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻧظ ار ﻟﻌدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎش ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣرﺻودة ﻟﻬﺎ وﻛذا ﻟﻐﯾﺎب ﻣؤﺳﺳﺔ
ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج .
-ﺣﻛم ﺻﺎدر ﻋن ﻗﺳم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﺳطﺎت رﻗم 2005/ 11ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14ﻣﺎرس 2005ﺣﻛم ) ﻏﯾر ﻣﻧﺷور ( . 1
-رﺟﺎء ﻧﺎﺟﻲ ﻣﻛﺎوي :اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻔﻘﺔ اﻷﺑﻧﺎء ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻋدد 2
93
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗظل ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻷطﻔﺎل ﺗﺗراوح ﺑﯾن اﻟﺿﺂﻟﺔ واﻟﻬزاﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ أﻣﺎم ﻏﯾﺎب
ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ ﻟﻠطﻔل ذو اﻷب ﻏﯾر اﻟﻣوظف أو ﻋدﯾم
اﻟدﺧل .
ﻟﻛن اﻷﻣر ﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر ﺧطورة أﻣﺎ اﺳﺗﻔﺣﺎل اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ ﺧﺎﺻﺔ وﺑﺎﻗﻲ أﻧواع
اﻟطﻼﻗﻲ اﻷﺧرى ﻋﺎﻣﺔ ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾؤﺛر ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻔرض
إﯾﺟﺎد آﻟﯾﺎت ﻟﻠﺣد ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺻور .
اﻟﻔﺮع اﻟﺜﺎﻧﻲ :آﻟﻴﺎت اﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﻮر اﻟﻤﺴﺘﺤﻘـﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ
اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ اﻟﻄﻼق .
إن اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻟﻘﺻور اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ واﻷطﻔﺎل ﺗﻔرض ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد ٕواﺣداث ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣدى
اﻟﻘرﯾب ) اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ( ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗوﻋب اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻠﺣﺔ واﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻣﻧذ ﻣدة ،ﻣﻊ اﻟﺣرص
واﻟﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗﻘوﯾﺔ ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق ) اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ (
ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﺗوﻗﯾﻊ اﻟطﻼق ﻣﺑﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻠب ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻻ ﻣﻔﺳدة ،ﻟﯾﺑﻘﻰ ﺗﻔﻌﯾل اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ
ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻷﺳرﯾﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرار ﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﺳرة ) اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث( .
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :إﺣداث ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ.
إن اﻟدﻋوة إﻟﻰ إﺣداث ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺗﺻﺑﺢ ﺿرورة ﻣﻠﺣﺔ أﻣﺎم ﺗزاﯾد ﻋدد
أطﻔﺎل اﻟطﻼق اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﺳﺗﻔﺣﺎل ظﺎﻫرة اﻟطﻼق ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ،ﻣﻣﺎ ﯾطرح وﺑﺣدة ﺿرورة
ﺗوﻓﯾر ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ) اﻟﻣطﻠب اﻷول ( ،ﻟﻛن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﺻﻧدوق رﻫﯾﻧﺔ ﺑدﻗﺔ ﺷروط اﻻﺳﺗﻔﺎدة
ﻣﻧﻪ وﺣﺳن ﺗﺳﯾﯾرﻩ وﺗدﺑﯾرﻩ ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ( .
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺿرورة ﺗوﻓﯾر ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ.
إن اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺻﺎدرة ﻋن و ازرة اﻟﻌدل ﻟﺳﻧﺔ 2002ﺗﺑﯾن أن ﻫﻧﺎك طﻔل واﺣد
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﯾذﻫب ﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟـ %21ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟطﻼق ،وﺗﺄﺗﻲ اﻟزﯾﺟﺎت اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻬت
وأﺛﻣرت طﻔﻠﯾن ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑـ % 7,60ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗم رﺻدﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﯾن
94
ﺗﻣﺛل ﺣﺎﻻت اﻟطﻼق اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻓﻲ أﺳر ﺗﺿم ﺳﺗﺔ أﺑﻧﺎء ﻓﻣﺎ ﻓوق % 1,83وﺗﺣدث أﻏﻠﺑﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟوﺳط اﻟﻘروي.1
ﻷﺟل ذﻟك ،ﻛﺎﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻗد أﻗدﻣت ﻋﻠﻰ ﺗﺑﻧﻲ ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ إﺣداث
ﺻﻧدوق ﻟﺻرف ﻧﻔﻘﺎت أطﻔﺎل اﻟطﻼق ،2ﺣﯾث ﺣددت اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺷروع
اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺻﻧدوق ،إذ ﺗم إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺣﺔ ﺳﻧوﯾﺔ ﺗﺧﺻص ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ وﻛذا
اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟدﯾن ﻣن اﻵﺑﺎء ﻣﻊ ﻏراﻣﺔ اﻟﺗﺄﺧﯾر ،ذﻟك أن ﻫذا اﻟﺻﻧدوق
إﻧﻣﺎ ﯾﺣل ﻣﺣل اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟرﺟوع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي أداﻩ ﻋﻧﻪ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﻪ
اﻟﻣﺻﺎرﯾف واﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﺄﺧﯾرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻓﻲ %10ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺑﻠﻎ
اﻟﻣؤدى اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ أداء اﻟﺻﻧدوق ﻟﻠﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ .
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺛﻠث اﻟذي ﺗﺳﺗﺣﻘﻪ اﻷوﻗﺎف ﻋن ﻛل ﺣﺑس 3ﻣﻣﺎ ﯾﻔﺳر
أﻫﻣﯾﺔ اﻷﺣﺑﺎس واﻷوﻗﺎف ﻛﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﺗﺻدى ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻛﺎﻓل واﻟﺗﺿﺎﻣن داﺧل
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد.
ذﻟك أن اﻟوﻗف ﻛﺎن ﯾﺧﺻص ﺑﯾوﺗﺎ ﻟﻔﺋﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺎﻟﻣطﻠﻘﺎت واﻷراﻣل
ﯾﻌﺷن ﻓﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﯾن زواﺟﻬن ﻣن ﺟدﯾد أو وﻓﺎﺗﻬن ،وﻗد أﺷﺎد اﻟﻌﺎﻫل اﻟ ارﺣل اﻟﺣﺳ ـن
-ﻛﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓرﯾق اﻻﺗﺣﺎد اﻟدﺳﺗوري أﯾﺿﺎ ﺑﻣﻘﺗرح ﻗﺎﻧون ﯾروم إﺣداث ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ . 2
-ﺟرﯾدة اﻻﺗﺣﺎد اﻻﺷﺗراﻛﻲ ،اﻟﻌدد 6741ﺑﺗﺎرﯾﺦ 23ﯾﻧﺎﯾر ، 2002ص .1 : 3
95
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ إﺣدى ﺧطﺑﻪ ﺑﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ذات اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى.1
ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ،ﺗﺗﺿﺢ أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟوﻗف ،وذﻟك ﺑﺷﺗﻰ اﻟﻣﺣﻔزات.
ٕواﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷوﻗﺎف واﻷﺣﺑﺎس ،ﻫﻧﺎك اﻟزﻛﺎة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ واﺟﺑﺎ دﯾﻧﯾﺎ ﯾروم إﺷﺎﻋﺔ روح
اﻟﺗﻛﺎﻓل واﻟﺗﺿﺎﻣن داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ ﺣﻼ أﻛﯾدا ﻧظ ار ﻟوظﯾﻔﺗﻬﺎ اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ
ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل وﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻌدﻣﯾن وذوي اﻟﻌﺎﻫﺎت واﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ واﻟﻌﺎﺟزﯾن
ﻋن اﻟﻌﻣل 2وذﻟك ﺣﺳب ﺳﻠم ﯾراﻋﻲ ﺷدة اﻻﺣﺗﯾﺎج ،وﯾﻘدر اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت ﺗﻘدﯾ ار دﻗﯾﻘﺎ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻫﻧﺎك ﺣﺳﺎب ﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺻﻧدوق اﻟزﻛﺎة،
وﻗد ظل ﻫذا اﻟﺣﺳﺎب ﻣﻔرﻏﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟرد ﺷﻲء ﻟﻠﺗذﻛﯾر ...ﻓﻘد آن اﻷوان ﺑدون ﺷك
وﺑﻼدﻧﺎ ﺗﺗﺟﻪ ﻧﺣو ﻫذا اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾطﻣﺢ إﻟﯾﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺟﻼﻟﺔ ،واﻟذي ﯾﻘﯾم
أﺳﺳﻪ ﻋﻠﻰ أﺳس ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﻌﻘوﻟﺔ ،وأﺳس ﻣﺟﻣﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻻﺑد ﻣن اﻛﺗﺷﺎف ﺟﻣﯾﻊ
اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣرﺟوة ، 3ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟدور اﻟذي ﯾﻧﺑﻐﻲ أن
ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟزﻛﺎة ﻫو ﻣلء ﺛﻐرات اﻟﻧظﺎم اﻟﺟﺑﺎﺋﻲ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وذﻟك ﻣن
أﺟل أ ،ﯾﺻﺑﺢ اﻟﺗﻌﺎون اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺻﺣﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻓﺋﺎت اﻟﺳﻛﺎن اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ أداة
ﺟوﻫرﯾﺔ ﺗوازي اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .4
- 1ﺟﺎء ﻓﻲ ﺧطﺎب اﻟراﺣل اﻟﺣﺳن اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻋﯾد اﻟﺷﺑﺎب ﻟﺳﻧﺔ " : 1985ﻛﺎﻧت ﻋﻧدﻧﺎ أﺣﺑﺎس ﻹﻏﺎﺛﺔ اﻟﻣﻠﻬوف
وأﺣﺑﺎس ﻹدﺧﺎل اﻟﻔرﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻠوب اﻟﻧﺎس ،أو ﻓﺗﺎة أرادت اﻟزواج وﻻ ﺗﻣﻠك ﻣﺎ ﺗﺗزﯾن ﺑﻪ ﻓﻲ ﻟﯾﻠﺔ ﻋرﺳﻬﺎ وﻫذﻩ أﯾﺿﺎ ﻛﺎﻧت
ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ اﻷﺣﺑﺎس وﻟﻛن اﻷﺣﺑﺎس ﻛذﻟك ﻛﺎﻧت ﺗﻔرج ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎس ،ﻓﺎﻷﺣﺑﺎس ﻫﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﺣﺿﺎرة واﻟرﻗﺔ .ﻻﺣظت أن اﻟﻧﺎس
ﻻ ﯾﺣﺑﺳون وأن رأس ﻣﺎل اﻷﺣﺑﺎس رﻏم اﻟﺟﻬود اﻟﺗﻲ ﺗﺑذﻟﻬﺎ ﻋوض أن ﯾﺗﻧﻣﻰ أﺻﺑﺣت رﻗﻌﺗﻪ ﺗﺿﯾق ﻓوﺟدت أن ﻣن أﻋطﻰ
ﻫﺑﺔ أو ﺣﺑس ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺿراﺋب ،ﻟذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﻌد ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﻌطﻲ أو ﯾﺣﺑس أداء ﺿراﺋب " .ﺟرﯾدة
اﻟﻌﻠم ،ﻋدد 12741ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10ﯾوﻟﯾوز ، 1985ص .3 :
- 2ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺑن اﻟﺑﺷﯾر ﺑﻼﺟﻲ :إدﺧﺎل اﻟزﻛﺎة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﻧﺷور ﺿﻣن ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻧدوات وﻣﻧﺎظرات رﻗم
. 30ﻣﻧﺷورات ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط " اﻟزﻛﺎة واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣطﺑﻌﺔ
اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ،اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺳﻧﺔ ، 1994ص . 192 :
- 3ﻣﻘﺗطف ﻣن ﺗدﺧل اﻟﻧﺎﺋب ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋواد أﺛﻧﺎء ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻣﻧﺷور ﺑﻛﺗﺎب ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ
ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﻣﻧﺷورات ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ 2007 – 2002اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ، 2004 – 2003ص .223 :
-4ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺻﯾل ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻋرض اﻟدﻛﺗور ﻋﺑد اﷲ ﺑودﻫرﯾن :ﻣن أﺟل ﻧظﺎم إﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺗﻛﺎﻓل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋن طرﯾق
اﻟزﻛﺎة واﻟﻣﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﻌﻬد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻣﻧﻌﻘد ﺑﺎﻟرﺑﺎط ﻣن 21إﻟﻰ 27ﻧوﻧﺑر ،1983ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻋدد 30ﻟﺳﻧﺔ ، 1984ص .9 :
96
إن ﺗﺟﻣﯾﻊ أﻧﺻﺑﺔ اﻟزﻛﺎة وﺿﺧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻧدوق اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻛﻔﯾل ﺑﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣواردﻩ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﺿﻣﺎن ﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت أﻛﺑر ﻋدد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﺧﺎﺻﺔ اﻷطﻔﺎل
ﻣﻧﻬم.1
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺟد أن اﻟﻬﺑﺎت واﻟوﺻﺎﯾﺎ ﺗﺷﻛل ﻫﻲ اﻷﺧرى ﻣوردا
ﺗﻣوﯾﻠﯾﺎ ﻟﻬذا اﻟﺻﻧدوق اﻟذي ﻟم ﺗﻛﺗب ﻟﻪ اﻟﺣﯾﺎة ﻟﺣد اﻵن ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻧﺟد ﻓﯾﻪ دوﻻ ﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻧظﻣت ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻛﺗوﻧس
ﻣﺛﻼ .2
ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻧﺎدي ﻓﯾﻪ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺗوﻧس ﺑﺗوﺳﯾﻊ ﺻﻼﺣﯾﺎت ﺻﻧدوق ﺿﻣﺎن اﻟﻧﻔﻘﺔ
وﺟراﯾﺔ اﻟطﻼق وذﻟك ﻋﺑر ﺗدﺧل اﻟﺻﻧدوق ،وﺗﺳدﯾدﻩ ﻟﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﻛم ﺑﻪ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرأة واﻷطﻔﺎل
وﻟو ﺧﻼل ﻗﯾﺎم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﺣدﯾد اﻹﺟراءات اﻟﻣﻣﻛن اﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رﻓض
اﻟﺻﻧدوق اﻷداء ﺑدون ﻣﺑرر ،3ﻣﻊ اﻟدﻋوة إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت
اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ذﻟك ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺣﺑﯾس اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ
ورﻫﯾن اﻟﻧﻘﺎﺷﺎت واﻟدراﺳﺎت واﻵراء اﻟﻣﺗرددة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
ﺑﻣﺟﻠس ذﻟك أن وزﯾر اﻟﻌدل ﻋﺑر ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻸﺳﺋﻠﺔ اﻟﺷﻔوﯾﺔ
اﻟﻧواب ﺑﺄن ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ رﻫن اﻟدراﺳﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺑﻌض ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺷﺟﻌﺎ
إﻟـﻰ ﺣﯾز اﻟوﺟود، ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺣش ﻣﻌدل اﻟطﻼق ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌطل وﯾﻌرﻗل ﺻدور ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ودﻋوة ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك ﻣﺣﻣد اﻟﺳﺎدس إﻟﻰ ﺿـرورة
-ﻟﻘد أﻧﺷﺄت اﻟﻛوﯾت ﺑﯾت اﻟزﻛﺎة وﻫﻲ ﺗﺟرﺑﺔ راﺋدة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣﯾث ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدات إﻟﻰ اﻷراﻣل 1
اﻟﻣطﻠﻘﺎت واﻟﻌﺟزة ﻋﺑر ﻣﺳﺎﻋدات ﺷﻬرﯾﺔ وﻗروض وﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﯾرﺟﻊ ،إﻟﻰ ﻧدوة اﻟزﻛﺎة واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 214 :وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ .
-ﻗﺎﻧون ﻋدد 65ﻟﺳﻧﺔ 1993ﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﺟوﯾﻠﯾﻪ 1993ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺣداث ﺻﻧدوق اﻟﻧﻔﻘﺔ وﺟراﯾﺔ اﻟطﻼق . 2
-ﻣﺣﻣود ﺣﺳن :اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون واﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋدد 50ﻟﺳﻧﺔ 3
97
اﻹﺳراع ﺑﺈﺣداث ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ، 1وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن ﺑﯾن
أﺧرى ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷﻬﺎ وﻟو ﺑﺷﻛل ﺟزﺋﻲ
،ﻧظ ار ﻷن أطﻔﺎل اﻟطﻼق ﻟﯾﺳوا اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد اﻟوﺣﯾد ﻣن ﺧدﻣﺎت ﻫذا اﻟﺻﻧدوق ،ﻓﻬﻧﺎك اﻟﯾﺗﺎﻣﻰ
وﻫﻧﺎك أطﻔﺎل ﻻ ﻗدرة ﻵﺑﺎﺋﻬم ﻋﻠﻰ اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬم .2
ﻛﻣﺎ أن اﻟدﻋوة إﻟﻰ إﺣداث ﻫذا اﻟﺻﻧدوق ﻣﺟﻣﻊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ورﺟﺎل
اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﻔﻲ ﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻠﺳﯾدة زﻫور اﻟﺣر ﻗﺑل ﺻدور ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﻛدت ﻓﯾﻪ "ﻋﻠﻰ أن
ﻣﺷﻛل أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣطﻠﻘﺔ وأطﻔﺎﻟﻬﺎ ،ﻫو أﻛﺛر اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗروج أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم
،ﻓﺑﻌد ﺳﻠوك ﻣﺳطرة اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻛم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ ،ﺗﺻﺎدف اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻋﻘﺑﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺣﻛوم ﺑﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﻣورد اﻟوﺣﯾد ﻹطﻌﺎم أطﻔﺎﻟﻬﺎ ،إذ ﯾﻌﻣد
اﻟزوج إﻟﻰ ﻛل وﺳﺎﺋل اﻟﺗﻧﺻل واﻹﻓﻼت ﻣن اﻷداء ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺷرد وﺟﻧوح ﻫؤﻻء
اﻷطﻔﺎل وﻟﺟوﺋﻬم إﻟﻰ اﻟﺷﺎرع ٕواﻗرار ﺻﻧدوق ﻷداء ﻫذﻩ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻛﺎن ﻣطﻠﺑﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﺣل ﻫذﻩ
اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ،وأﻛﯾد أﻧﻪ ﺳﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن وﺿﻌﯾﺔ أطﻔﺎل اﻟطﻼق اﻟذﯾن أﺻﺑﺣوا ﻣﺻدر ﻗﻠق
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﻣﺎ ﯾﻌﺎﻧوﻧﻪ ﻣن إﻫﻣﺎل وﺗﻬﻣﯾش .3
وﻋﻣوﻣﺎ ،وﻟﻠرد ﻋﻠﻰ ﻣن ﯾﺷﻛك ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﺻﻧدوق ،أﻗول ﺑﺄن ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت
وﺣﺎﻻت اﻟطﻼق ﻟﻬﺎ أﺳﺑﺎب ﻣﺗﻌددة وﻣﺗﺷﻌﺑﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻘول ﺑﺄن وﺟود ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ
ﻓﯾﻪ ﺗﺷﺟﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق ،ﯾﺣﺗﺎج ﻓﻲ ﻧظري إﻟﻰ ﻣزﯾد ﺗدﻗﯾق ،وﺣﺗﻰ وﻟو ﻓرﺿﻧﺎ أن ﻫذا
اﻷﻣر ﺻﺣﯾﺢ ﻓﺈن وﺿﻊ ﺷروط دﻗﯾﻘﺔ وﺻﺎرﻣﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ﺧدﻣﺎت ﻫذا اﻟﺻﻧدوق ﻛﻔﯾل
ﺑﺗﻔﻧﯾد ﻫذا اﻟطرح.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﻗرار ﺷروط اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧدﻣﺎت اﻟﺻﻧدوق.
-ﻣن ﺧطﺎب ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك ﻣﺣﻣد اﻟﺳﺎدس أﺛﻧﺎء اﻓﺗﺗﺎﺣﻪ ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟوﻻﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ. . 1
-ﺗﺻرﯾﺢ اﻷﺳﺗﺎذة زﻫور اﻟﺣر رﺋﯾﺳﺔ ﻗﺳم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﺎﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﺣﺎﻟﯾﺎ وﻧﺎﺷطﺔ ﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻣﻬﺗﻣﺔ ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻷﺳرة 3
واﻟطﻔوﻟﺔ أوردﺗﻪ ﻓﺿﯾﻠﺔ وﻫﺑﻲ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺗﻬﺎ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ،وﺿﻌﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﺑﻌض اﻧﻔﺻﺎم اﻟراﺑطﺔ
اﻟزوﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﺑﻔﺎس ، 2002 – 2001 ،ص 70 :وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ .
98
ﻟﻘد ﺟﺎء اﻟﻣﺷرع ﻣوﺿﺣﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ﺧدﻣﺎﺗﻪ ﺣﯾث أﺟﻣﻠﻬم ﻓﻲ اﻷطﻔﺎل
اﻟذﯾن ﺣﻛم ﻟﻬم ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺑﻠوغ ﺳن اﻟرﺷد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻛﻧﻧﻲ آﻣل أن ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ
اﻧﻘﺿﺎء ﺻرف اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت إﻟﻰ ﺳن 25ﺳﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟدراﺳﺔ ،وذﻟك ﻛﺣد أﻗﺻﻰ.
وﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺷرع اﻟﺗوﻧﺳﻲ اﻟذي اﺷﺗرط إﺛﺑﺎت اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣدﯾن ،ﺳﻠوك ﻣﺳطرة
إﻫﻣﺎل اﻟﻌﯾﺎل اﻟﺗزم اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﺻﻣت ﺣﯾﺎل ﻫذا اﻷﻣر ،ﻣﻣﺎ ﯾطرح ﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل
اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣك ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺷﻘﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣدد.
ﻓﻬل ﺳﺗﺑﻘﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳطرة ﻣﺗﺑﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﺻﻧدوق ﺳﯾﺣل ﻣﺣل اﻷب أم ﺳﺗﺻﺑﺢ
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺻﻧدوق واﻷب ،وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر رﺟوع اﻟﺻﻧدوق ﻋﻠﻰ اﻷب ﻣن أﺟل
اﺳﺗﺧﻼص دﯾوﻧﻪ أم أن اﻟﻣﺷرع ﺳﯾﺣﺗﺎط ﻟﻸﻣر وﯾﺣﺎﻛﻲ ﻧظﯾرﻩ اﻟﺗوﻧﺳﻲ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷروع أﻗﺻﻰ أطﻔﺎل اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻘل دﺧﻠﻬﺎ ﻋن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ
ﻟﻸﺟور ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ـ ٕوان ﻛﺎن اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻸﺟور ﻻ ﯾﻐﻧﻲ وﻻ ﯾﺳﻣن ﻣن ﺟوع ،ﺧﺎﺻﺔ
إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك أﻛﺛر ﻣن ﺛﻼث أطﻔﺎل إﻻ أﻧﻪ ٕواﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﻧطق اﻷوﻟوﯾﺎت ،ﻓﺈن اﻷطﻔﺎل
اﻟﯾﺗﺎﻣﻰ ﻵﺑﺎء أﺣﯾﺎء ﻫم أﺷد ﺣﺎﺟﺔ ﻣن أﺑﻧﺎء اﻷم اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﻓﻣﺎ ﻻ ﯾدرك ﻛﻠﻪ ،ﻻ ﯾﺗرك ﺟﻠﻪ .
ﻟﻛن ﻣﺎ ﺳوف ﯾزﯾد اﻷﻣر ﺻﻌوﺑﺔ ،ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗطﺑﯾق اﻟواﻗﻌﻲ ﻫو اﻟﺗﺣﺎﯾل ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ
اﻟﺷروط ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺣد اﻵن أﻓرزت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﺗﻌﺗري
ﺗطﺑﯾق اﻟﻣدوﻧﺔ ،ﻓﻔﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈذن اﻟطﻼق ﻣﺛﻼ ،ﻓﺎﻟزوج ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﯾﻘدم طﻠب اﻹذن
ﺑﺎﻟطﻼق ،وﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟﻌﻠﻪ رﻫن إﺷﺎرﺗﻪ ﻣﺗﻰ أراد أن ﯾطﻠق.
ﻓﺗﺣت ﺿﻐط اﻟﺣﺎﺟﺔ واﻟﻔﻘر ﯾﻣﻛن ﻟﻠزوﺟﯾن ادﻋﺎء اﻟطﻼق ورﻓﻊ طﻠب اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣن
طرف اﻷم ،وﻣن ﺛم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺻﻧدوق ،وﻣﻌﺎودة اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ
ﻣن ﺟدﯾد ،ﻓﯾﺣﯾد اﻟﺻﻧدوق ﻋن وظﯾﻔﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ.
طﺑﻌﺎ ﯾﺑﻘﻰ ﻫذا ﻣﺟرد اﻓﺗراض أو اﺣﺗﻣﺎل ،أو ﺣﺗﻰ ﺳﯾﻧﺎرﯾو ﻣن ﺑﯾن ﺳﯾﻧﺎرﯾوﻫﺎت
ﻋدﯾدة ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣدث ،ﻷن اﻟﺗﺣﺎﯾل ﺿرﯾﺑﺔ أي ﻗﺎﻧون ،ﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺿرورة
ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ أﺳوأ اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت ،واﻟﺗﺻدي ﻟﻬﺎ ﺑوﺿﻊ ﺷروط دﻗﯾﻘﺔ ،ﻣن ﻗﺑﯾل ﻧﻬﺞ
99
أﺳﻠوب اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣواﻛب ﻋن طرﯾق اﻟﺗوظﯾف اﻟﺟﯾد ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وذﻟك ﺣﺗﻰ ﯾﺣﻘق ﻫذا اﻟﺻﻧدوق اﻟﻬدف اﻟﻣﺗوﺧﻰ ﻣﻧﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸزواج ﻋدﯾﻣﻲ اﻟدﺧل
،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺿم ﻟم ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺗﺣوﯾل ﻫذا اﻟﺻﻧدوق إﻟﻰ ﺷرﻛﺔ ﺗﻘوم ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل
اﻷﻣوال اﻟﻣﺗواﺟدة وﺗوظﯾﻔﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﻌود ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﺿﻣن ﻟﻪ اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﻓﻲ أداء
اﻟﻧﻔﻘﺎت ،وﻫذا ﻟن ﯾﺗﺄﺗﻰ إﻻ ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺳﯾﯾر واﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺟﯾد ﻟﻣواردﻩ اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣﺎدﯾﺔ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺻرح وزﯾر اﻟﻌدل ﺑﺄن اﻟوزﯾر اﻷول ﻛﻠف ﺧﻠﯾﺔ و ازرﯾﺔ ﺑﺗﻌﻣﯾق
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺣداث ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣؤﻫﻠﺔ ﺑﻣواﺟﻬﺔ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻛﻠف اﻟﺻﻧدوق ﻣن ﺗﺣﻣﻼت وأن
ﺗﻘﯾﯾﻣﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎ ﻟﻠوﺿﻌﯾﺔ ﺑﻌد ﺗطﺑﯾق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻛﺎن ﺿرورﯾﺎ ﻗﺑل اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻧظﺎم
ﻫذا اﻟﺻﻧدوق وﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎل ﺗدﺧﻼﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﻧﺿﻣن ﻟﻪ اﻟﺑﻘﺎء واﻻﺳﺗﻣرار ،وﯾﻛون ﻋﺎﻣﻼ ﻣن
ﻋواﻣل اﺳﺗﻘرار اﻷﺳرة ﻻ ﺣﺎﻓ از ﻟﻠﺗﺷﺟﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻛﻛﻬﺎ واﻧﺣﻼﻟﻬﺎ.1
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أن اﻷﺻل ﻫو ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻧﻲ أﺗﻣﻧﻰ أن ﻻ ﺗطول ﻣﻬﻠﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر أﻛﺛر
ﻣن اﻟوﻗت اﻟذي ﻣﺿﻰ ،وأن ﺗﺳرع اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟو ازرﯾﺔ ﻓﻲ إﻋطﺎء اﻟﺟواب اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ وذﻟك ﺣﺗﻰ
ﺗﺿﻣن اﻟﻣطﻠﻘﺔ وأوﻻدﻫﺎ ﻣﻌﺎﺷﻬم اﻟﯾوﻣﻲ .
ﻫذا اﻟﻣﻌﺎش اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺿﻣﺎﻧﻪ ﺑﻌض اﻷﺳرة اﻟﻣﯾﺳورة اﻟﺣﺎل ﻓﻲ
اﻟﻣﻐرب ،وذﻟك ﻋﺑر ﻧظﺎم اﻟﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟذي اﻗﺗرﺣﻪ اﻟﺑﻌض ﻛﺣل ﻟﻌدم ﻗدرة اﻟزوج ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣل
ﻧﻔﻘﺔ أﺑﻧﺎﺋﻪ وﻋﺟز اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻋن ذﻟك ،2ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻣﻔﻬوم اﻟطﻔل اﻟﻣﻬﻣل ﻗد ﯾﺷﻣل طﻔل
اﻟطﻼق أﯾﺿﺎ ﻷﻧﻪ ﯾﻧدرج ﺿﻣن ﻓﺋﺔ ﻣن ﻋﺟز أﺑواﻩ ﻋن رﻋﺎﯾﺗﻪ ،واﻟﻌﺟز واﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫذﻩ ﯾﺣﻣل
ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎدي . 3ﻛﻣﺎ ﯾﻧدرج أﯾﺿﺎ ﺿﻣن ﻓﺋﺔ اﻷﯾﺗﺎم ﻷن اﻟﯾﺗم ﻻ ﯾﻌﻧﻲ داﺋﻣﺎ
-ﻣﻘﺗطف ﻣن ﺧطﺎب اﻟﺳﯾد وزﯾر اﻟﻌدل ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ﻷﺷﻐﺎل اﻟﯾوم اﻟدراﺳﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣرور ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺻدور 1
ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ،اﻟﻌدد اﻷول ﯾوﻟﯾوز ، 2005ص .23 :
-اﻟطﻼق أﺳﺑﺎﺑﻪ وطرق ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗدرﯾب اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟرﺑﺎط 2000ـ 2002 2
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﻔﺎس ، 2003 – 2002 ،ص .32 :
100
اﻟﯾﺗم اﻟواﻗﻌﻲ أي ﻣن ﻓﻘد أﺑﺎﻩ ٕ ،واﻧﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﯾﺗﻣﺎ ﺣﻛﻣﯾﺎ راﺟﻌﺎ إﻟﻰ ﻏﯾﺎب اﻷب اﻟﻣﺎدي
واﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻲ ﻧﻔس اﻵن .
إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﻐﻧﻲ ﻋن ﺿرورة اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺣد ﻣن أﺻل اﻟداء أﻻ وﻫو
اﻟطﻼق ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺿم ﯾﻣﻛن ﺗﻘوﯾﺔ دور اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺗﻪ ،ﻧظ ار
ﻟﻐﯾﺎب اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻋﻧد ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷزواج .
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻘوﯾﺔ دور اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق .
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ اﻟطﻼق ظﺎﻫرة ﺗﺗزاﯾد ﻣﻌدﻻﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل اطرادي اﻟﺷﻲء اﻟذي أﺻﺑﺢ ﯾﻬدد ﻓﻲ
اﻟﻌﻣق اﻷﺳرة ﻛﻣﻛون أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ) اﻟﻣطﻠب اﻷول( ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﺑﻌض ﯾﻧﺎدي ﺑﺿرورة
اﻟﺣد ﻣﻧﻪ ﻋن طرﯾق إﯾﻼء زﻣﺎﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء.
ﻟﻛن اﻟﻣﻧﺎداة ﺑﺎﻟﺣد ﻣﻧﻪ ﺗﺑﻘﻰ ﻓﻛرة ﻏﯾر ﻣﺣﺳوﺑﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ذﻟك أﻧﻪ ﺣق ﻣﺷروع ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب
واﻟﺳﻧﺔ ﺷرﯾطﺔ اﺣﺗرام اﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻹﯾﻘﺎﻋﻪ ،ﻣن ﻫﻧﺎ ﺗطرح ﻓﻛرة ﺗوﺟﯾﻪ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ
إﻟﻰ ﺷرﻋﯾﺔ إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ( أي ﻫل اﺣﺗرم اﻟزوج أﺛﻧﺎء ﻧطﻘﻪ ﺑﺎﻟطﻼق
اﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ أم ﻻ ،ﻋﻠﻬﺎ ﺗﻛون وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺧر
ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم ﯾوﻣﺎ ﻋن ﯾوم .
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺣﺟم ظﺎﻫرة اﻟطﻼق ﺑﺎﻟﻣﻐرب .
ﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﺻر أﺳﺑﺎب اﻟطﻼق ،ﻧظ ار ﻟﺗداﺧل 1اﻟذاﺗﻲ واﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻓﯾﻪ ) اﻟﻔﻘرة
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ( ﻟﻛن ﺣﺟﻣﻪ ﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻩ ) اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ( .
-ﻣن ﺧطﺎب اﻟﺳﯾد وزﯾر اﻟﻌدل ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ﻷﺷﻐﺎل اﻟﯾوم اﻟدراﺳﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣرور ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺻدور ﻣدوﻧﺔ 1
101
ﺣﺳب ﺗﺻرﯾﺢ اﻟﺳﯾد وزﯾر اﻟﻌدل ،ﻓﺈن ﻧﺳﺑﺔ اﻟطﻼق اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺣﺎﻛم
اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﺑﯾن ﺗﺎرﯾﺦ ﺻدور اﻟﻣدوﻧﺔ و 2005/1/31ﺑﻠﻐت ﻣﺎ ﻣﺟﻣوﻋﻪ
26914وﺣﺗﻰ ﯾﺗوﺿﺢ اﻷﻣر أﻛﺛر ﺳﺄﻋرض ﻟﺣﺎﻻت اﻟطﻼق اﺑﺗداء ﻣن ﺳﻧﺔ .11990
-إﺣﺻﺎﺋﯾﺎت رﺳﻣﯾﺔ ﺻﺎدرة ﻣن و ازرة اﻟﻌدل ﻣﻧﺷورة ﺑﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ،اﻟﻌدد اﻷول ،ﯾوﻟﯾوز ، 2005ص .125 : 1
102
Tableau ??????????????
103
ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺟدول ﯾﺗﺿﺢ أن ﺣﺎﻻت اﻟطﻼق ﺗﻌرف ﺗذﺑذﺑﺎ ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ أﺧرى
ﻟﺗﺑﻘﻰ ﺳﻧﺔ 1992اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت أﻛﺑر ﻋدد ﺣﺎﻻت اﻟطﻼق 58.480وﺳﻧﺔ – 2005
2004اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻋرﻓت أﻗل ﻧﺳﺑﺔ طﻼق ﺑـ 22914ﺣﺎﻟﺔ.
ﻟﻛن اﻟﺣﻛم ﺑﺗراﺟﻊ ﻧﺳﺑﺔ اﻟطﻼق ،ﯾﺑﻘﻰ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻷواﻧﻪ ذﻟك أن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑث ﻓﻲ ﻣﻠﻔﺎت
اﻟطﻼق ﺗﺑﻘﻰ ﺑطﯾﺋﺔ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ،واﻟﻧﻣوذج اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ﯾﺑﯾن ذﻟك ) ﻟﻣدة
ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر ﻓﻘط ﻣن 2004/10/21إﻟﻰ (2005/02/18
اﻟراﺋﺞ اﻟﻣﺣﻛوم اﻟﻣﺳﺟل اﻟﻣﺧﻠف اﻟﺗﺎرﯾﺦ
1963 140 913 920 ﻣن 2004/11/30إﻟﻰ 2004/10/21
1715 542 606 1693 دﺟﻧﺑر 2004
1815 497 555 1757 ﯾﻧﺎﯾر 2005
5259 1179 2074 4367 اﻟﻣﺟﻣوع
وﻫذا ﯾﺑﯾن أن ﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑث ﻓﻲ ﻣﻠﻔﺎت اﻟطﻼق ﺳواء ﻣﺎ ﺗراﻛم ﻣن ﻗﺑل أو ﻣﺎ ﺳﺟل
ﺣدﯾﺛﺎ ﻧﺳﺑﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗواﻛب اﻟطﻠب ﺣﯾث ﻛﺎن ﻣﺗوﺳط اﻟﻣﺣﻛوم ﻣن اﻟطﻼق
ﺷﻬرﯾﺎ ﻫو 393ﻓﻛﯾف ﯾﻣﻛن أن ﻧﺣﻛم ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﺗراﺟﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌود إﻟﻰ
ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑث ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﻌروﺿﺔ؟.1
ﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻓﺎس ﺣﯾث أن ﻋدد ﻣﻠﻔﺎت اﻟطﻼق ﻣﻧذ 12/1/2004إﻟﻰ
2005/12/30ﺑﻠﻐت 6159ﻣﻠﻔﺎ ﻣﺳﺟﻼ ﺣﻛم ﻣﻧﻬﺎ 3887ﻓﻘط ﯾﻌﻧﻲ ﺑﻘﻲ 2272ﻣﻠﻔﺎ ﻏﯾر
ﻣﺣﻛوم.
ﻧﻔس اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﺳطﺎت ﺣﯾث ﯾﺑﻠﻎ ﻋدد ﻣﻠﻔﺎت اﻟطﻼق
اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻣن 2004إﻟﻰ 1041 : 2005ﻣﻠف ﺣﻛم ﻣﻧﻬﺎ 728ﻣﻠف .
-1اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي ﺣول ﺗطﺑﯾق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣرﻛز اﻹﻋﻼم واﻟرﺻد ﻟﻠﻧﺳﺎء اﻟﻣﻐرﺑﯾﺎت ،ص .11 :
104
ﻟﻘد ﺳﻘت ﻫذﻩ اﻟﻧﻣﺎذج ﻟﻠﺗدﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘول ﺑﺗراﺟﻊ ﻧﺳﺑﺔ اﻟطﻼق ﺑﯾن % 27
و % 72ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗروي واﻟوﻗت ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻣدوﻧﺔ ﻟم ﯾﻣض ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ
ﺳوى ﺳﻧﺗﯾن ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟرﺑط ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ اﻟطﻼق ﺻﻌب اﻟﺗﺄﻛﯾد.
وﻋﻣوﻣﺎ ،وﻣن ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻲ اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣدﯾﻧﺔ ﻓﺎس وﺳطﺎت ﻻﺣظت ﻛﺛرة
ﺣﺎﻻت اﻟطﻼق ﺧﺎﺻﺔ اﻟطﻼق اﻟرﺟﻌﻲ واﻟﺧﻠﻌﻲ وﺗزاﯾد إﻗﺑﺎل اﻟﻧﺳﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺗطﻠﯾق ﻟﻠﺷﻘﺎق .
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﺳﺑﺎب اﻟطﻼق.
إن اﻧﻔﺻﺎم ﻋرى اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟطﻼق ﯾﺄﺗﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ أﺳﺑﺎب ﻣﺗداﺧﻠﺔ ﯾﺗﻔﺎﻋل ﻓﯾﻣﺎ اﻟذاﺗﻲ
واﻟﻣوﺿوﻋﻲ ،ﺑل أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻛون اﻟﺗﻔﺎﻫﺔ واﻻﺳﺗﺧﻔﺎف ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ،واﻧﻌدام اﻟﺻﺑر ﻫﻲ
اﻟﻣﺗﺣﻛم ﻓﻲ وﻗوع اﻟطﻼق ،ﻟﻛن وﺣﺳب اﻟﻣﻠﻔﺎت اﻟﺗﻲ اطﻠﻌت ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺟدت أن اﻷﺳﺑﺎب
ﺗﺗراوح ﺑﯾن ﻋدم اﻟﺗﻔﺎﻫم ،واﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺷرة ،واﻟﺧروج ﻣن اﻟﺑﯾت ﺑدون إذن اﻟزوج ...
ﻓﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب وﻋﻠﻰ ﻋﻣوﻣﯾﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺑرر وﻗوع اﻟطﻼق ،وﻟﻌل ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣﻬﻣﺔ
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺻﻌﺑﺔ ،ﻷن ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب ﻗد ﺗﻛون ﻗطﻌﺔ طﺎﻓﯾﺔ ﻓوق ﺳطﺢ اﻟﻣﺎء ﻣن ﺟﺑل ﺟﻠﯾدي
ﯾﻐوص ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎق ،ذﻟك أن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺷﻌور اﻟزوج اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﺎﻷﻣر
ﻛﺎﻟﻔﺗور ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،واﻟﺟﻔﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻧﻘل وﻗﺎﺋﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻠس
اﻟﻘﺎﺿﻲ ، 1اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺗطﻠب ﺣﻧﻛﺔ وﺧﺑرة اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﺗﻠﻣس ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب وﻟم ﻻ
ﺣﺿور أﺧﺻﺎﺋﻲ ﻧﻔﺳﺎﻧﻲ وﻣﺳﺎﻋدة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﻛﺛﯾرة ﯾﻛون اﻟزواج ﻧﻔﺳﻪ ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﺣدوث اﻟطﻼق ذﻟك أن
ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج ﻟم ﺗﻌد ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺗﻛﺎﻓؤ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺗﻧﺎﻏم اﻟﻌﺎطﻔﻲ
وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺣب واﻟﻘراﺑﺔ ،ﺑل أﺻﺑﺢ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﺗﺣوﻻت اﻟﻘﯾم اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺗداﻓق
ﻗوي وﺳرﯾﻊ ،ﺣﯾث ﺳﯾطرت اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ روح اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺗﺣول اﻟزواج ﻣن ﻋﻼﻗﺔ
ﺣﻣﯾﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﺎوﺿﯾﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ !!.2
105
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻔرض وﺑﺈﻟﺣﺎح إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف
ﺑﻬﺎ وﺑﻣﺎﻫﯾﺗﻬﺎ واﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ،وﺳﺑل ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ،وﻫذا ﻟن ﯾﺗﺳﻧﻰ إﻻ ﺑﺈﺷراك أﺋﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﺟد
واﻟدﻋﺎة ،واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﻬﺗﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺿوع ،وﻛل ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ.
إن إﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج ،ﺑﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻛﻠﻣﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ ﻫو اﻟﻘﻣﯾن
ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدة اﻟطﻼق وﺟﻌﻠﻪ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻻ ﻗﺎﻋدة ﺑﻌد ﻣﺎ أﺛﺑﺗت ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣﻧﺢ اﻹذن ﺑﺎﻟطﻼق ﻣن
طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ،إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ إﻟﻐﺎء ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس
ﺗدﺧﻠﻪ ﺳﯾﺿﻔﻲ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أﻛﺛر ﺧﺎﺻﺔ إذا وﺟﻪ إﻟﻰ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗوﺟﯾﻪ ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق .
ﻟﻘد ﻋرﻓت اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟطﻼق ﺑﺄﻧﻪ ﺣل ﻣﯾﺛﺎق اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﯾﻣﺎرﺳﻪ اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ ﻛل
ﺑﺣﺳب ﺷروطﻪ ﺗﺣت ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،وطﺑﻘﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﻣدوﻧﺔ .1
ﺣﯾث أﺻﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن ﯾرﯾد إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق طﻠب اﻹذن ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻣن أﺟل
اﻹﺷﻬﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف ﻋدﻟﯾن ﻣﻧﺗﺻﺑﯾن ﻟﻺﺷﻬﺎد..2
اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﻔرض ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟدوى ﻣن ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ أﻣر اﻟطﻼق )اﻟﻔﻘرة
اﻷوﻟﻰ( وﻣن ﺛم اﻟطﻣوح ﻧﺣو ﺗوﺟﯾﻪ ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق )
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ(.
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﻗﯾﺎس ﺟدوى ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ أﻣور اﻟطﻼق .
ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻘت اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ذﻟك ﻛﺛرت ﻓﻲ اﻟﺳﻧﯾن اﻷﺧﯾرة اﻷﺻوات اﻟﻣﻧﺎدﯾﺔ ﺑﺟﻌل
اﻟطﻼق ﻓﻲ ﯾد اﻟﻘﺿﺎء وذﻟك ﺑدﻋوى إﺳﺎءة اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟزوج ﻟﻬذا اﻟﺣق ،3إﻻ أن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ
إﻟﻐﺎء ﻫذا اﻟﺣق ،ذﻟك أن ﻛل ﻗﺎﻧون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدﻧﯾﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت درﺟﺔ إﺗﻘﺎﻧﻪ وﺟودﺗﻪ ﯾﺳﺎء
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻣن طرف اﻟﺑﻌض ،ﻓﻬل ﻫذا ﯾﻌﻧﻲ إﻟﻐﺎء ذﻟك اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻣﺟرد أن ﻓﺋﺔ أﺳﺎءت
106
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ،وﻫﻧﺎ أﺗذﻛر ﻗول اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ " :إن ﻛل ﻧظﺎم ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ ﯾﺳﺎء
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ،وﻛل ﺻﺎﺣب ﺳﻠطﺔ ،ﻻﺑد أن ﯾﺗﺟﺎوزﻫﺎ ،إذا ﻛﺎن ﺳﻲء اﻟﺧﻠق ،ﺿﻌﯾف اﻟوازع
اﻟدﯾﻧﻲ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻼ ﯾﺧطر ﺑﺎﻟﺑﺎل أن ﺗﻠﻐﻰ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ،ﻷن ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﯾﺳﯾﺋون
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ،إن اﻹﺳﻼم أﻗﺎم دﻋﺎﻣﺗﻪ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ أﻧظﻣﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﯾﻘظﺔ ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺳﻠم ،واﺳﺗﻘﺎﻣﺗﻪ
وﻣراﻗﺑﺗﻪ ﻟرﺑﻪ وﻗد ﺳﻠك ﻟذﻟك ﺳﺑﻼ ﻣﺗﻌددة ...واﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك أن اﻟطﻼق ﻋﻧدﻧﺎ ﻻ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ
اﻟﺑﯾﺋﺎت اﻟﻣﺗدﯾﻧﺔ ﺗدﯾﻧﺎ ﺻﺣﯾﺣﺎ ،ﺻﺎدﻗﺎ ،إﻻ ﻧﺎد ار ﻋﻠﻰ أن ﻛل ﻧظﺎم أو ﻛل ﻗﺎﻧون ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ،
ﻻﺑد أن ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻧد ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﺑﻌض اﻷﺿرار ﻟﺑﻌض اﻷﻓراد ،وﻣﻘﯾﺎس ﺻﻼح اﻟﻧظﺎم أو ﻓﺳﺎدﻩ ،
ﻫو ﻧﻔﻌﻪ ﻷﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﻧﺎس أو إﺳﺎءﺗﻪ إﻟﯾﻬم.1
أﻣﺎ وﻗد ﺑﻌد اﻟﻧﺎس ﻋن اﻟدﯾن وﻗل ﻓﯾﻬم وازﻋﻪ ،وﻟم ﺗﻌد ﺗﻠك اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﺗﻌﻣل
ﻋﻣﻠﻬﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻟم ﯾﻌد ﻫﻧﺎك ﺑد ﻣن ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ،2إذ ﻣﺎ اﻟﻔرق ﺑﯾن ﺳﻔﯾﻪ ﯾﺑذر أﻣواﻟﻪ ﻓﯾﺣﺟر
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ،وﺑﯾن ﺷﺧص ﯾﺳﻲء اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ زواﺟﻪ وطﻼﻗﻪ؟ ﺑل أﯾﻬﻣﺎ أﺷد ﺧط ار ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺎل أم اﻷﺳرة ؟.3
ﻟﻛن اﻟﺳؤال اﻟﻣﻠﺢ ﻫﻧﺎ :ﻫو أن اﻟطﻼق ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻧﺗﺎج ﺧﺻوﻣﺔ أو ﺳوء ﺗﻔﺎﻫم
اﻟﻣﻬم أﻧﻪ ﯾﺣدث ﻓﻲ ظروف اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،واﻟﻣﻐرب ﺑﻠد ﻣﺳﻠم ،واﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﻣﺳﻠﻣون ﯾﻌﻠﻣون ﺑﺄن
اﻟزوج ﻫو ﻣن ﯾوﻗﻊ اﻟطﻼق ،ﻓﻬب أن زوﺟﺎ ﻧطق ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟطﻼق ﻓﻲ ظروف ﻣﺎ وﻫو ﻏﯾر
ﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ إذن اﻟطﻼق ،ﻓﻣﺎ ﻣﺻﯾر ذﻟك اﻟطﻼق ،ﻣﺎ ﻣﺻﯾر ﺗﻠك اﻷﺳرة أﻣﺎم ﺻﻔوف
وﺧطورة ﻫو ﻋدم ﻣﻧﺢ اﻷذوﻧﺎت اﻟطوﯾﻠﺔ ! وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾزﯾد اﻷﻣر اﺳﺗﻔﺣﺎﻻ
اﻋﺗداد اﻟﻣدوﻧﺔ ﺑﺎﻟطﻼق اﻟﻠﻔظﻲ .ﻫﻧﺎ ﯾﻘﻊ اﻟﺗﻌﺎرض ﺑﯾن اﻟطﻼق ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟدﯾﻧﻲ واﻟطﻼق
ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.
- 1ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ :اﻟﻣرأة ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻛﺗب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﯾروت ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ،ص .130 :
- 2ﻣﺣﻣد اﻟﺟرﻣوﻧﻲ " دور ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗوﺛﯾق ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺳرة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ .دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص
،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﻓﺎس ، 2003 – 2002ص .67 :
- 3ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﺻﺎﺑوﻧﻲ :ﻣدى ﺣرﯾﺔ اﻟزوﺟﯾن ﻓﻲ اﻟطﻼق ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺑﺣث ﻣﻘﺎرن ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣطﺑﻌﺔ
ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،ص .107 :
107
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﻘول اﻟدﻛﺗور اﻟﻣدﻏري " :ﻫل ﯾظن ﻋﺎﻗل أن ﻫذا اﻟزوج اﻟذي أراد
اﻟطﻼق ورﻓﺿﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﺳﯾطﻣﺋن إﻟﻰ زوﺟﺗﻪ ،وﯾﺣﺳن ﻣﻌﺎﺷرﺗﻬﺎ ،وﯾﺛق ﻓﯾﻬﺎ وﯾﺣﺑﻬﺎ ...
ﺑل ﻫل ﺳﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ زوﺟﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ،ﺑﻌد أن أوﻗﻊ طﻼﻗﺎ ﺷرﻋﯾﺎ وﻧطق ﺑﻪ ،ﺛم رﻓﺿﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ
".1
ﻫذا ﻧﺎﻫﯾك ﻋن اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺛﯾرﻫﺎ ﻣﻧﺢ اﻹذن ،ذﻟك أن ﻋددا ﻣن
اﻷزواج ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ اﻹذن وﻻ ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻹﺷﻬﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق داﺧل اﻷﺟل ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل
اﻟﻌدول ﯾرﻓﺿون اﻹﺷﻬﺎد ﺑﻪ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗطﻠب إﺛﺑﺎت اﻟﻌذر اﻟﻘﺎﻫر اﻟذي ﺣﺎل دون
اﻹﺷﻬﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق .أو ﻻ ﯾﺣﺿر إﻟﻰ اﻟﺟﻠﺳﺔ ،أو ﻻ ﯾودع اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت ﻓﻲ ﺻﻧدوق
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻔروض ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ، 83ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺗراﺟﻌﺎ ﻋن طﻠب اﻟطﻼق.
ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إن ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻹﯾﻘﺎع اﻟطﻼق ،ﻻ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺧذ طﺎﺑﻌﺎ إدارﯾﺎ ﻓﺎﻷذون
واﻟرﺧص ﻻ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ إﻻ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟطﻼق ﻓﯾﺑﻘﻰ أﻣر ﺷﺧﺻﻲ ﺗﻠﻔﻪ ظروف
ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﺑﯾﻧﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﺳﺑب ﻣﺣدد ﻟﻠطﻼق وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﯾﺟب
أن ﯾﺗم ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق .
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗوﺟﯾﻪ ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق.
ﻟﻘد ﻗرن اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟطﻼق ﺑﺗوﻓر ﺿواﺑط ﺷرﻋﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﯾﻘول ﺗﻌﺎﻟﻰ :
ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻔرﯾق اﻟطﻼق وﻋدم 2
اﻟطﻼق ﻣرﺗﺎن ﻓﺈﻣﺳﺎك ﺑﻣﻌروف أو ﺗﺳرﯾﺢ ﺑﺈﺣﺳﺎن
إرداف اﻟطﻠﻘﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻌدة ،ذﻟك أن اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻟﻺﺿرار ﺑﺎﻟﻧﺎس وﻻ ﻟﻠﺗﺿﯾﯾق ﻋﻠﯾﻬم وﻻ
ﻹﯾﻘﺎﻋﻬم ﻓﻲ اﻟﺣرج ،ﻓﻼ ﺣرج ﻓﻲ اﻟدﯾن وﻻ ﺿرر وﻻ ﺿرار وﻫذﻩ ﻗواﻋد ﯾﺗﺣﺗم اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ .3
وﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :وﺑﻌوﻟﺗﻬن أﺣق ﺑردﻫن4 ﻓﯾﻬﺎ إﺷﺎرة إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟرﺟﻌﺔ ،ﻛﻣﺎ وﺿﺢ
ﻋز وﺟل أﺣﻛﺎم اﻟﻌدة :ﻻ ﺟﻧﺎح ﻋﻠﯾﻛم إن طﻠﻘﺗم اﻟﻧﺳﺎء ﻣﺎ ﻟم ﺗﻣﺳوﻫن أن ﺗﻔرﺿوا ﻟﻬن
-ﻋﺑد اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻌﻠوي اﻟﻣدﻏري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .186 : 1
-أﺣﻣد اﻟﺳراج :ﻣداﺧﻠﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻧدوة اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣول ﻣوﺿوع :أطﻔﺎل اﻟطﻼق وأﺛﺎر ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء 3
108
ﻓرﯾﺿﺔ 1ﺛم ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟﻧﺑﻲء إذا طﻠﻘﺗم اﻟﻧﺳﺎء ﻓطﻠﻘوﻫن ﻟﻌدﺗﻬن وأﺣﺻوا
اﻟﻌدة واﺗﻘوا اﷲ رﺑﻛم 2ذﻟك أن اﻟﻌدة ﻓواﺋدﻫﺎ ﺟﻣﺔ إذا ﻣورﺳت ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث
ﺑﻘﺎء اﻟزوﺟﺔ واﻋﺗدادﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ،إذ ﺗﻛون ﻓرﺻﺔ ﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻧﻔس ،وﺗﻔﻬم أﺧطﺎء
ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ اﻟﺑﻌض ،ﺣﺗﻰ إذا ﻋﺎدت اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣن ﺟدﯾد ﻋﻣﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻧﺑﻬﺎ. 3
وﻣن اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﺣدﯾث اﺑن ﻋﻣر " أﻧﻪ طﻠق اﻣرأﺗﻪ وﻫﻲ ﺣﺎﺋض ،ﻓذﻛر ذﻟك ﻋﻣر
ﻟﻠﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻓﺗﻐﯾظ ﻓﯾﻪ رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻟﯾراﺟﻌﻬﺎ ،ﺛم ﯾﻣﺳﻛﻬﺎ
ﺣﺗﻰ ﺗطﻬر ،ﺛم ﺗﺣﯾض ﺛم ﺗطﻬر ﻓﺈن ﺑدا ﻟﻪ ﻓﻠﯾطﻠﻘﻬﺎ ﻗﺑل أن ﯾﻣﺳﻬﺎ ،ﻓﺗﻠك اﻟﻌدة اﻟﺗﻲ أﻣر
اﷲ أن ﯾطﻠق ﻟﻬﺎ اﻟﻧﺳﺎء".4
واﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺟﻌل اﻟطﻼق ﻣﺣرﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺣﯾض ،ﺗرﺟﻊ ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة
ﻻ ﯾﻘرب ﻓﯾﻬﺎ اﻟزوج زوﺟﺗﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺷوب اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻧوع ﻣن اﻟﻔﺗور واﻟﻧﻔور اﻟﻠذان ﻗد
ﯾﻛوﻧﺎن ﻫﻣﺎ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق ،وﺣﯾث أن ﻓﺗرة اﻟﺣﯾض ﻋﺎرض ﯾزول ﺑﻌد ﻣرور أﯾﺎم
ﻣﻌدودة ،واﻹﺳﻼم ﻻ ﯾﻌﺗد إﻻ ﺑﺎﻟطﻼق اﻟﻣؤﺳس ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ أو ﺳﺑب ﺗﺳﺗﺣﯾل ﻣﻌﻪ اﻟﻌﺷرة
ﺟﺎء اﻟﺗﺣرﯾم ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺣﯾض.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟطﻼق اﻟﻣﺷروع ،ﻫو ذﻟك اﻟﻣواﻓق ﻟﻠﺳﻧﺔ أي اﻟطﻼق اﻟذي ﯾﺗم واﻟزوﺟﺔ طﺎﻫر
ﻣن اﻟﺣﯾض واﻟﻧﻔﺎس ،وأن ﻻ ﯾﺟﺎﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟطﻬر ،وأن ﺗﻛون طﻠﻘﺔ ،واﺣدة ﻻ أﻛﺛر وأن
ﻻ ﯾردف ﺗﻠك اﻟطﻠﻘﺔ ﺑطﻼق آﺧر أﺛﻧﺎء اﻟﻌدة ،5ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻛون طﻼﻗﺎ ﺑدﻋﯾﺎ أي ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﺳﻧﺔ،
ٕواذا ﺣدث وطﻠق اﻟزوج زوﺟﺗﻪ وﻫﻲ ﺣﺎﺋض ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻠزم ﺑﺄن ﯾراﺟﻌﻬﺎ ﻣﺎ داﻣت ﻟم ﺗﻧﻘض ﻋدﺗﻬﺎ
،ﺛم ﯾﻣﺳﻛﻬﺎ إﻟﻰ أن ﺗطﻬر ﻣن اﻟﺣﯾض اﻟذي طﻠﻘﻬﺎ أﺛﻧﺎءﻩ ،ﺛم ﺗﺣﯾض ﺛم ﺗطﻬر ،ﺗم إن
-ﻣﺣﻣد اﺑن ﻣﻌﺟوز ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ج ، 1ص .285 : 3
109
ﺷﺎء طﻠﻘﻬﺎ ﻗﺑل أن ﯾﻣﺳﻬﺎ ٕ ،وان ﺷﺎء أﻣﺳﻛﻬﺎ ﻓﺈن اﻣﺗﻧﻊ ﻣن رﺟﻌﺗﻬﺎ ارﺗﺟﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻧﻪ .1
ﻓطﺎﻟﻣﺎ أن اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ ﺗراﺟﻊ ﻓﯾﻧﺎ ،وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘول ﻋﻣر ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،ﺗﺣدث
ﻟﻠﻧﺎس أﻗﺿﯾﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ أﺣدﺛوا ﻣن ﻓﺟور ،ﻓﺎﻷوﻟﻰ أن ﻧﻌوض اﻟﺟﺎﻧب اﻟذي أﻧﻘص ﻣن
ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟزوج ﻓﻲ إﯾﻘﺎﻋﻪ ﻟﻠطﻼق ،وﻫو اﻟﺟﺎﻧب اﻟدﯾﻧﻲ اﻟﺷرﻋﻲ ،وﻟﺗوﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ
ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗوﻟﻰ ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺳرة ﻣراﻗﺑﺔ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾوﺛق اﻟطﻼق إﻻ
ﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أﻧﻪ واﻓق اﻟﺿواﺑط اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،وأﻧﻪ ﻟﯾس ﺑطﻼق ﺑدﻋﻲ .
وﺣﺗﻰ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ذﻟك ،ﻻ ﺑﺄس ﻣن اﺳﺗﻔﺳﺎر اﻟزوﺟﯾن ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ وﻗوع اﻟطﻼق
ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﺳﻧﯾﺗﻪ ،وﻟم ﻻ ﯾﺗم طﻠب ﻣﺳﺎﻋدة اﻷطﺑﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣﺗﻰ
إذا ﺛﺑت ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟطﻼق أﻣر ﺑﺗوﺛﯾﻘﻪ ﺑﻌد اﺳﺗﻔراغ اﻟوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ رأب اﻟﺻدع ﻣن
أﺟل ﻋودة اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪٕ ،واذا ﻟم ﺗﺛﺑت ﺗﻠك اﻟﺷرﻋﯾﺔ رد اﻟطﻼق.
إن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻪ ﺑﺎب ﺿﯾﻘﺔ ﻻ ﯾﻌﺑر ﻣﻧﻬﺎ إﻻ اﻷزواج اﻟﻣﺗوﻓرة
ﻓﯾﻬم اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،2ﺳﯾﺟﻌﻠﻪ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻻ ﻗﺎﻋدة ،وﺳﯾوﻗﻊ اﻟطﻼق ﺣﯾث
ﯾﺟب أن ﯾوﻗﻊ أي ﺣﯾث ﺗﻛون اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ.
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻧوﻧﺔ اﻷﺳرة واﻟﺗﻲ ﯾﻌد ﺗﻔﻌﯾل
اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻷﺳرﯾﺔ إﺣدى وﺳﺎﺋل ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ.
110
)اﻟﻣطﻠب اﻷول( إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺧﻠق ﺧﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﯾد ﻛل ﻣﺣﻛﻣﺔ أﺳرة ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت
اﻷﺳرﯾﺔ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :دور اﻟوﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﻌﯾل ﻣﺳطرة اﻟﺻﻠﺢ.
إن اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﺻﻠﺢ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﻣزاﯾﺎﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋن اﻟﻘﺿﺎء ،وﻋن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻣن ﺣﯾث طول اﻹﺟراءات
وﺗﻌﻘﯾداﺗﻬﺎ وﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﺎﻫﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﻻ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ ﻛل اﻟﻧﺎس.
ﻫذا ﻧﺎﻫﯾك ﻋن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون ﻣﺿﻣوﻧﺔ داﺋﻣﺎ ﻧظ ار ﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ،
وﻟوﺳﺎﺋل ﺑﺛﻪ ﻓﻲ اﻟﻧزاع اﻟﻣﻌﺗﻣدة أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣﻘدﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ
ﺗﺣﺎﯾل ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻠﺢ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ ﻫو ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻟﻠﻌداﻟﺔ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ،واﻟﺗﻲ
ﻻ ﯾﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺟل اﻟﺣﺎﻻت ،اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻧﺷر اﻟﺳﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ٕواﺷﺎﻋﺔ
اﻷﻣن واﻟﺳﻼم ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.1
ﻷﺟل ﻛل ﻫذﻩ اﻷﻫداف اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ،ﺣث اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ،ﻋﻠﻰ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ ورﻏب ﻓﯾﻪ
ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻵﯾﺎت ﻛﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ٕ :وان ﺗﺻﻠﺣوا وﺗﺗﻘوا ﻓﺈن اﷲ ﻛﺎن ﻏﻔو ار رﺣﯾﻣﺎ . 2
وﻗوﻟﻪ :إن ﯾرﯾدا إﺻﻼﺣﺎ ﯾوﻓق اﷲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ. 3
ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺗﺑدو ،ﻓﺎﺋدة اﻟﺻﻠﺢ اﻟﻛﺑرى ﻛوﺳﯾﻠﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟرأب اﻟﺻدع داﺧل
اﻷﺳرة ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻠﺑﻧﺔ واﻟﻧواة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺑﻧﺎء أي ﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻣن ﺛم ﻓﺈﻋﻣﺎل وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺻﻠﺢ
ﯾﺣول دون ﻧﺷر اﻷﺳرار واﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﺑل ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ داﺋرة ﺿﯾﻘﺔ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣن
ﯾﻬﻣﻬم اﻷﻣر ،وﻫذا ﻓﯾﻪ ﺑﺎرﻗﺔ أﻣل ﻹﻋﺎدة اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣﯾﺎة ﻣن ﺟدﯾد.
-اﻟطﺎﻫر اﻟﻛرﻛري :اﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ، 1
111
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺿم ،ﻧﺻت ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻣﺎدﺗﻬﺎ 82ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﻘوم
ﺑﻛل اﻹﺟراءات ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻧﺗداب ﺣﻛﻣﯾن أو ﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أو ﻣن ﺗراﻩ ﻣؤﻫﻼ ﻹﺻﻼح ذات
اﻟﺑﯾن ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود أطﻔﺎل ﺗﻘوم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻣﺣﺎوﻟﺗﯾن ﻟﻠﺻﻠﺢ ﺗﻔﺻل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻣدة ﻻ ﺗﻘل ن
ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣﺎ".
ﻓﺎﻟﻘراءة اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺎدة ،ﺗﻔﯾد ﺑﺄن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﻠزﻣﺔ وﻻ ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ اﻧﺗداب
اﻟﺣﻛﻣﯾن أو ﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻹﺻﻼح ذات اﻟﺑﯾن وذﻟك واﺿﺢ ﻣن ﺧﻼل ﻋﺑﺎرة " ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ"
ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻟﻬﺎ اﻟﺣرﯾﺔ واﻻﺧﺗﯾﺎر ﻓﻲ ﺣﯾن ﻛﺎن اﻷرﺟﺢ أن ﺗﻛون اﻟﻌﺑﺎرة ﻣﺑﺗدﺋﺔ ﺑﻛﻠﻣﺔ ﯾﺟب "
أو ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ " ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟم ﺗﺣﺻر اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﻹﺻﻼح
ذات اﻟﺑﯾن ٕواﻧﻣﺎ ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل وﻷدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻋﺑﺎرة " أو ﻣن ﺗراﻩ ﻣؤﻫﻼ" وﻓﻲ
ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﻣﻛن طرح اﻟوﺳﺎطﺔ ﻛﺄﺳﻠوب ﺣﯾوي وﻣؤﺛر ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺻﻠﺢ.
واﻟوﺳﺎطﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ " :اﻟﻣﺳﺎﻋﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ ﺷﺧص ﻣﺣﺎﯾد ﺑﯾن أطراف
اﻟﻧزاع وﻣﺣﺎﻣﯾﻬم ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣل ودي ﻟﻬذا اﻟﻧزاع " .1
ﻓﺎﻟوﺳﯾط ﻫو ﺷﺧص ﻣﺣﺎﯾد وﻻ ﯾﻣﻠك أﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﻹﻟزام اﻟطرﻓﯾن ٕواﺟﺑﺎرﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ أي
ﺷﻲء وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻘدم ﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻟﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣن ﺗﻘﯾﯾم ﻣرﻛزﻩ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟواﻗﻌﻲ
ﻓﻲ اﻟﻧزاع ،وﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻣﻛﺎﺳب واﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون وراء
- 1أﺣﻣد اﻟﺳراج ،اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻠﺣق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋدد 37ﻟﺳﻧﺔ ، 2004ص 29 :
La médiation familiale est un mode alternatif de règlement des conflit familiaux c’est un
processus structuré de gestion des conflits par lequel l’intervention confidentielle neutre est
impartiale d’un professionnel qualifié, à savoir le médiateur , vise à rétablir la communication
et le dialoguer entre les parties , alors appelées les médis son rôle et de les amener à élaborer
elles-mêmes des accords durables qui tiennent compte des besoins de chacun et de ceux des
enfants dans un esprit de coresponsabilité parentale . Laurent Benoiton : la médiation
familiale . DEA de théorie juridique Faculté de droit et de sciences politique université d’Aix
Marseille III , Année 2001 / 2002 , p. 9.
112
اﺳﺗﻣرار اﻟﻧزاع وﺳﻠوك ﻣﺳطرة اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدﯾﺔ.1
2
ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻷطراف أﻧﻔﺳﻬم ﻓﻲ اﺑﺗﻛﺎر اﻟﺣﻠول ﻟﻧزاﻋﺎﺗﻬم ،ﻣﻣﺎ واﻟوﺳﺎطﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﺟﻌﻠﻬم ﻣطﻣﺋﻧﯾن إﻟﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ
واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻷطراف.3
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺗﻌﻣل وزا رة اﻟﻌدل ﻓﻲ اﺗﺟﺎ ﻩ ﺗﻌزﯾز دور اﻟوﺳﺎطﺔ أﻛﺛر ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة،
ﺣـﯾث ﺗـم ﺗـﻧظﯾم ﻧــدوـةـ ﺣـولـ ﻣـدوـﻧــﺔ اـﻷـﺳرةـ وـدـوـرـ اـﻟـوﺳﺎطـﺔ ﻓــﻲ ﺗـﻔﻌﯾل ﻣـﺳطرةـ اـﻟـﺻﻠﺢ،ـ ﺣــﯾث
ﺗــداـ ـرـسـ ﻛــﯾﻔﯾﺔ ﺗــﻔﻌﯾل ﻫــذﻩـ اـﻟــﻣﺳطرةـ ﻓــﻲ ﺿوءـ آـﻟــﯾﺎتـ اـﻟـوﺳﺎطــﺔ اـﻷــﺳرﯾــﺔ ﻣــﻌﺗﻣدﯾــن ﻓــﻲ ذـﻟــك
ﺗﺟرﺑﺔ ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،4وﻫذا ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺗوﺟﻪ ﻋﺎم ﯾروم اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﺗﺑﻧﻲ ﻧﻬﺞ اﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﯾﺎدﯾن . 5
ﻓﺎﺳﺗﻧﺎدا ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣرﻛﯾﺔ ،ﯾﻣﻛن ﻟﻠوﺳﺎطﺔ أن ﺗﺣﻘق ﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻧظﺎﻣﻲ
ﺑﺷﻛﻠﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ،وﻟﻛن ﺷرﯾطﺔ إﺷراك ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺗدﺧﻠﯾن ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺣﺎﻣون واﻟﺧﺑراء
واﻷﻋوان اﻟﻘﺿﺎﺋﯾون وﺿﺑﺎط وأﻋوان اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل إﺻﻼح اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻌﻣﻠﻬم ،ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﺷرﯾﻛﺎ وﻓﺎﻋﻼ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟوﺳﺎطﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾم
اﻟﻧﺻﺢ ﻟﻠﻣوﻛل وﻋدم ﻣﺟﺎراﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺳﺎطر ﻻ طﺎﺋل ﻣن وراﺋﻬﺎ .6
اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ :أي أن اﻟﻘﺿﺎء ﻫو اﻟذي ﯾﺣﯾل ﻋﻠﻰ وﺳطﺎء ﻣﻌﻧﯾﯾن ﺿﻣن ﻗﺎﺋﻣﺔ أﺳﻣﺎء ﻟوﺳطﺎء اﻟﻣﻌﺗﻣدﯾن ﻟدى
اﻟﻣﺣﺎﻛم واﻟذﯾن ﯾﻣﺣﻠون ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣﯾﺎن ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ) ﻗﺿﺎة ﻣﺗﻘﺎﻋدون ،ﻣﺣﺎﻣون ﻣﺗﻘﺎﻋدون ...اﻟوﺳﺎطﺔ
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطرﻓﺎن ﻣن ﻏﯾر أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك أي ﻧزاع أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوﺳﺎطﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ :ﻗد ﺗﻛون ﻫﻧﺎك
وﺳﺎطﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﻰ إﺣﺎﻟﺔ اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻟوﺳﺎطﺔ ﻗﺑل اﻟﻣرور إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ
.
ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف أوردﻫﺎ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺳراج ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 36 :و .37
-اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي ﺣول ﺗطﺑﯾق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣرﻛز اﻹﻋﻼم واﻟرﺻد ﻟﻠﻧﺳﺎء اﻟﻣﻐرﺑﯾﺎت ،ص.14 : 3
113
إﻻ أن ﻣﺎ ﯾﺟري اﻵن ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛم أو أﻗﺳﺎم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ،ﻫو أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﯾﻘوم
ﺑﻬﺎ اﻟﺳﺎدة اﻟﻘﺿﺎة ،وﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌﻠوم ﻓﺗﻛوﯾن اﻟﺳﺎدة اﻟﻘﺿﺎة ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﯾن
أن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻟﺟوﻧﻬﺎ ذات أﺑﻌﺎد اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺗﺷﻌﺑﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻔرض وﺑﺈﻟﺣﺎح ﺗدﺧل
أﺧﺻﺎﺋﯾﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل.
وﻫﻧﺎ ﺗطرح ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺄﻫﯾل اﻟﻘﺿﺎء اﻷﺳري ،ﻋن طرﯾق ﺗﻛوﯾن ﻗﺿﺎﺗﻪ وﺗطﻌﯾﻣﻪ ﺑذوي
اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،ﺣﯾث ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ ﺣﺿورﻫم وﺗﻧﺣﺻر
ﻣــﻬﻣﺔ ا ـﻟــﻘﺎﺿﻲ ﻓــﻲ ا ـﻟــﺗﺄﺷﯾر ﻋــﻠﻰ ﻣــﺎ وــﺻﻠوا ـ إ ـﻟــﯾﻪ ،ـ إــﺿﺎﻓــﺔ إ ـﻟــﻰ ﻓــرض ـ إ ـﺟــﺑﺎ ـرـﯾــﺔ ﺣــﺿور
اـﻟــﻣﺳﺎﻋــدةـ اـﻻـﺟــﺗﻣﺎﻋــﯾﺔ ﻓــﻲ ﺟــﻠﺳﺎتـ اـﻟــﺻﻠﺢ ،ـوــﻫــذاـ ﻟــن ﯾــﺗﺄﺗــﻰ إـﻻـ ﺑــﺗوﻓــﯾر اـﻟــﻌددـ اـﻟــﻛﺎﻓــﻲ ﻣــن
اـﻟــﻣﺳﺎﻋــداـتـ ﻣــﻊ اـﻻـﻫــﺗﻣﺎمـ ﺑــوﺿﻌﯾﺗﻬن اـﻟــﻣﺎدـﯾــﺔ ،ـوـظــروـفـ ﻋــﻣﻠﻬن ،ـوـﻟــﻌل ﻫــذاـ ﻣــﺎ أـﻛــد ﻋــﻠﯾﻪ
اﻟﺧطﺎب اﻟﻣﻠﻛﻲ اﻟذي ﺗم إﻟﻘﺎؤﻩ أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن أﺛﻧﺎء اﻓﺗﺗﺎﺣﻪ ﻟﻠدورة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ – 2004
2003ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﯾﻪ ":إﻧﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣدوﻧﺔ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻹﺻﻼح ﻓﺈن ﺗﻔﻌﯾﻠﻬﺎ ﯾظل
رﻫﯾﻧﺎ ﺑﺈﯾﺟﺎد ﻗﺿﺎء أﺳري ﻋﺎدل وﻋﺻري وﻓﻌﺎل ﻻ ﺳﯾﻣﺎ وﻗد ﺗﺑﯾن ﻣن ﺧﻼل ﺗطﺑﯾق اﻟﻣدوﻧﺔ
اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ أن ﺟواﻧب اﻟﻘﺻور واﻟﺧﻠل ﻻ ﺗرﺟﻊ ﻓﻘط إﻟﻰ ﺑﻧودﻫﺎ وﻟﻛن ﺑﺎﻷﺣرى إﻟﻰ اﻧﻌدام ﻗﺿﺎء
أﺳري ﻣؤﻫل ﻣﺎدﯾﺎ وﺑﺷرﯾﺎ وﻣﻌﻧوﯾﺎ ﻟﺗوﻓﯾر ﻛل ﺷروط اﻟﻌدل واﻹﻧﺻﺎف ﻣﻊ اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺑث
ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﺗﻌﺟﯾل ﺑﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ".
إن ﺗﺄﻫﯾل اﻟﻘﺿﺎء اﻷﺳري ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺿرورة إدﻣﺎج ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺿﻣن
ﻣـواـدـ اـﺳﺗﻛﻣﺎلـ اـﻟـﺗﻛوﯾـن ،ـ اـﻟـﺷﻲءـ اـﻟـذيـ ﯾـﻣﻛن اـﻟـﻘﺎﺿﻲ ﻣـن اـﻟـﺗﻣﻛن ﻣـن ﻣـﻔﺎﺗـﯾﺢ ﻛـﯾﻔﯾﺔ ﻋــﻼج
اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻋﻠﯾﻪ ،وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻟم ﺷﺗﺎت ﻛل أﺳرة ﺗﻌﯾش
اـﻟـﺗﻣزقـ وـاـﻟـﺗﻔﻛك ،1ـ ﻣـﻊ ﺗـﻘوﯾـﺔ ﺗـدﺧـل اـﻟـﻧﯾﺎﺑـﺔ اـﻟـﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ اـﻟـﻘﺿﺎﯾـﺎ اـﻷـﺳرﯾـﺔ ﻋـﺑر ﺗـزوـﯾـد أـﻗـﺳﺎم
ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ .
وﻓﻲ اﻧﺗظﺎر اﺳﺗﻛﻣﺎل ﺣﻠﻘﺔ اﻟﺗﻛوﯾن ﻫذﻩ ، ،ﻟﻣﺎذا ﻻ ﯾﺗم اﻟﺗﺄﺳﻲ ﺑﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻري
اﻟذي أﻗدم ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﻟﺟﻧﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻷﺳرﯾﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن أﺧﺻﺎﺋﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وآﺧر
-ﺧدﯾﺟﺔ اﻟﻌﻠﻣﻲ :دور اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر ،ﻋدد ، 32ص . 104 : 1
114
ﻧﻔﺳﻲ ﺗﻛون ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ اﻟﺗوﻓﯾق واﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ودﯾﺎ ﻗﺑل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﺈن ﺗﻣت
ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻧزاع ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ ﺣرر ﻣﺣﺿر ﺑذﻟك ﻓﺈن ﻓﺷﻠت ﺟﻬود اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺣرر ﻣﺣﺿر ﯾوﻗﻊ ﻣن
أطراف اﻟﻧزاع وﯾرﺳل إﻟﻰ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻷﺳرة .1ﯾﻣﻛن اﻟﺑﻌض اﻟرد ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل ﺑﺎﻟﻘول أن
اـﻟـﻣﺷرعـ اـﻟــﻣﻐرﺑـﻲ ﻧـص ﻋـﻠﻰ دـوـرـ ﻣـﺟﻠس اـﻟــﻌﺎﺋـﻠﺔ ﻓـﻲ ﻫـذاـ اـﻟـﻣﺿﻣﺎرـ،ـ إـﻻـ أـنـ اـﻟـواـﻗـﻊ ﯾــﻌﻛس
ﺧﻼف ذﻟك ،إذ أن ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﻟم ﯾﻔﻌل ﻣذ ﺗم اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺑﻧﺷﺄﺗﻪ ﻧظرا ﻟﻠﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﻧﻔﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗطﻠﻊ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﺧﻠﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻷﺳرﯾﺔ .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﻧﺷﺎء ﺧﻠﯾﺔ ﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻷﺳرﯾﺔ .
ـزـتـ دـاـﺧــﻠﯾﺔ ﺗــزﻋــزع
ﻟــﻘد أــﺻﺑﺣت اـﻷــﺳرةـ أـﻛــﺛر ﻣــن أـيـ وـﻗــت ﻣــﺿﻰ ﻣــﻌرﺿﺔ إـﻟــﻰ ﻫـ ا
اﺳﺗﻘرارﻫﺎ وﺗوازن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن أﻓرادﻫﺎ ،وﺣرﺻﺎ ﻣن اﷲ ﻋز وﺟل ﻋﻠﻰ دوام واﺳﺗﻣرار ﻫذﻩ
اﻷﺳرة ﺣث ﻋﻠﻰ إﺻﻼح ذات اﻟﺑﯾن واﻟﺗﺄﻟﯾف ﺑﯾن اﻟﻘﻠوب اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﺔ ،وذﻟك ﻋن طرﯾق
اﻟﺣﻛﻣﯾن ﻣﺻداﻗﺎ ﻟﻘوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ٕ :وان ﺧﻔﺗم ﺷﻘﺎق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﺎﺑﻌﺛوا ﺣﻛﻣﺎ ﻣن أﻫﻠﻪ وﺣﻛﻣﺎ ﻣن
أﻫﻠﻬﺎ إن ﯾرﯾدا إﺻﻼﺣﺎ ﯾوﻓق اﷲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ إن اﷲ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻣﺎ ﺧﺑﯾ ار .2
ذـﻟــك أـنـ وــﺟــودـ ﺣــﻛﻣﯾن ﻣــن أـﻫــل اـﻟــزوــﺟــﯾن ﯾــﻔﯾد ﻓــﻲ إـﻋــﺎدـةـ ﺗــﺂﻟــﻔﻬﻣﺎ ﻧــظ ارـ ﻟــﻣﻌرﻓــﺗﻬﻣﺎ
ﺑطﺑﺎﺋﻌﻬﻣﺎ وﻣﯾزاﺟﯾﺗﻬﻣﺎ وﻓﻲ ﻫذا ﯾﻘول اﺑن رﺷد " وأﺟﻣﻌوا ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻛﻣﯾن ﻻ ﯾﻛوﻧﺎن إﻻ
ﻣن أﻫل اﻟزوﺟﯾن أﺣدﻫﻣﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟزوج واﻵﺧر ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣرأة إﻻ أن ﻻ ﯾوﺟد ﻓﻲ أﻫﻠﻬﻣﺎ
ﻣـن ﻻـ ﯾـﺻﻠﺢ ﻟـذﻟـك ﻓـﯾرﺳل ﻣـن ﻏـﯾرﻫـﻣﺎ " ،3ـ ﻓـﺎﻷـﻫـل ـوـاـﻷـﻗـﺎرـبـ أـﻗـدرـ ﻋـﻠﻰ ﺗـﻘرﯾـب اـﻟـﻬوةـ ﺑــﯾن
اﻟطرﻓﯾن وﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟزوﺟﯾن ﺗرﺗﺎح إﻟﯾﻬﻣﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻬل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺻﻠﺢ إن ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك إرادة ﻟدى
اﻟزوﺟﯾن.
-رﺷﯾد ﻣﺷﻘﺎﻗﺔ :ﻓﻲ رﺣﺎب اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون :ﻗراءات ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺟدﯾدة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺳﻼم 1
115
وﻟﻌل ﻫذا ﻣﺎ أﺧذت ﺑﻪ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 82ﺣﯾن ﺳﻣﺣت ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻧﺗداب
ﺣﻛﻣﯾن ﻹﺻﻼح ذات اﻟﺑﯾن ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺛر ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺣﻛﻣﯾن وﻋدم ﺗوﺻﻠﻬﻣﺎ إﻟﻰ ﺣل
أﻣﻛن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن )اﻟﻣﺎدة .(82
وـذـﻟــك ﻧـظ ارـ ﻷـﻫــﻣﯾﺗﻪ ﻓــﻲ اـﻟــﺣﻔﺎظـ ﻋــﻠﻰ اـﻟــر ـوـاـﺑــط اـﻷــﺳرﯾــﺔ ،ـ ﺣــﯾث ﯾــﺿم اـﻟــﻣﺟﻠس إـﻟــﻰ
ﺟـﺎﻧــب اـﻟــﻘﺎﺿﻲ ﺑــﺻﻔﺗﻪ رـﺋــﯾﺳﺎ ﻛــﻼ ﻣـن اـﻷـبـ ـوـاـﻷـمـ أـوـ اـﻟـوﺻﻲ أـوـ اـﻟــﻣﻘدمـ .ﻛــﻣﺎ ﯾــﺿم أـ ـرـﺑــﻌﺔ
أﻋﺿﺎء ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي ﺑﯾن ﺟﻬﺔ اﻷب وﺟﻬﺔ اﻷم ﯾﻣﺛﻠون اﻷﻗﺎرب واﻷﺻﻬﺎر ٕواذا ﻣﺎ ﺗﻌذر ﺗوﻓرﻫم
ﻣن اﻟﺟﻬﺗﯾن أﻣﻛن اﺧﺗﯾﺎرﻫم ﻣن ﺟﻬﺔ واﺣدة.
وﯾراﻋﻰ ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر أﻋﺿﺎء ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﺷروط أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺟﻣﻠﺗﻬﺎ ﻋﻼﻗﺗﻬم ﺑﺎﻷﺳرة
وـﻣــؤﻫــﻼﺗــﻬم وـﻣــدىـ اــﺳﺗﻌداـدـﻫــم ﻟــﻠﻌﻧﺎﯾــﺔ ﺑــﺷؤوـﻧــﻬﺎ وــﺣــرﺻﻬم ﻋــﻠﻰ ﻣــﺻﻠﺣﺗﻬﺎ) اـﻟــﻣﺎدـةـ (2ﻣــﻊ
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻐﯾﯾر أي ﻋﺿو ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ) اﻟﻣﺎدة .(3
ﻟـﻛن ﻣـﻊ ﻛـل ﻫـذاـ ﺗـﺑﻘﻰ ﻣـﻬﻣﺔ ﻣـﺟﻠس اـﻟـﻌﺎﺋـﻠﺔ اـﺳﺗﺷﺎرـﯾـﺔ ﻓـﻘط ﺣـﯾث ﯾـﻘومـ ﺑـﺈﺑـداـءـ اـﻟـ أرـي
ﺣول ﻣﺎ ﯾﻧﺎط ﻟﻪ ﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت .
إـﻻـ أـنـ اـﻟـﻣﻼﺣــظ أـنـ ﻫــذاـ اـﻟــﻣﺟﻠس ﻟــم ﯾــﻔﻌل ﻟــﺣد اـﻵـنـ وـﻟــم ﯾــﺷﻛل ﻟــﻠﻘﯾﺎمـ ﺑــﻣﺎ أـﻧــﯾط ﻟــﻪ
ﺣــﺳب ﻣــﺎ ﻧــص ﻋــﻠﯾﻪ اـﻟــﻣرﺳومـ اـﻟــﻣﻧظم ﻟــﻪ ،1ـ إـذـ أـنـ اـﻟــﻣﻣﺎ ـرـﺳﺔ اـﻟــﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗــﻔﯾد ﺑــﺄنـ ﺟــﻠﺳﺎت
اﻟﺻﻠﺢ ﻻ ﺗﺣﺿرﻫﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وأن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﯾﺑذل أي ﻣﺟﻬود ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺷﻛﯾل ﻫذﻩ
اﻟﻬﯾﺄة ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﺑق ﻟﻘﺿﺎة اﻟﺗوﺛﯾق ،أن ﺷﻛﻠوا ﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟذي ﺗم إﺣداﺛﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ
اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي أدﺧﻠﻪ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10ﺷﺗﻧﺑر 1993وﻛرﺳﺗﻪ
ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة .
ـو ـﺣــﺗﻰ ﻋــﻧد ﺗــﺷﻛﯾﻠﻪ ،ـ ﻓــﺈن ـ ا ـﻟــﻬدف ـ ا ـﻟــﻣﻧﺷود ـ ﻣــن ـوـ ــراـ ـﺋــﻪ ﻻ ـ ﯾــﺗﺣﻘق ،ـﻧــﺗﯾﺟﺔ ﺗــﻧﺎﻓــر
أﻓراد اﻷﺳرﺗﯾن وﺗﻌﺻب ﻛل طرف ﻟرأﯾﻪ ،وﯾزداد اﻷﻣر ﺗﻌﻘﯾدا إذا ﻛﺎن ﺳﺑب اﻟﻧزاع ﻫـو
-اﻟﻣرﺳوم رﻗم 2 . 94 .31ﺻﺎدر ﻓﻲ 23رﺟب 26 ) 1415دﯾﺳﻣﺑر (1994ﺑﺷﺄن ﺗﻛوﯾن ﻣﺟﻠس اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وﺗﺣدﯾد 1
ﻣﻬﺎﻣﻪ.
116
اﻟﺧﻼف ﺑﯾن أﻫل اﻟزوج وأﻫل اﻟزوﺟﺔ ،ﻓﯾﺗﻌذر اﻟﺗﻘﺎؤﻫﻣﺎ ﻓﺑﺎﻷﺣرى ﺗوﺻﻠﻬﻣﺎ إﻟﻰ ﺣل أو
ﺗواﻓق .1
ﻛــﻣﺎ وــﺟــدتـ ﻧــﻔس اـﻟـ أرـيـ ﻋــﻧد ﻣــﻣﺎ ـرـﺳﻲ اـﻟــﻘﺿﺎءـ ،ـ إـذـ أـﻛــد ـوـاـ ﻟــﻲ ﺑــﺄنـ ﻣــﺟﻠس اـﻟــﻌﺎﺋــﻠﺔ
ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻورﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻔﻌل ﻧظرا ﻟﻌد م وﺟود اﻷ رﺿﯾﺔ اﻟﺧﺻﺑﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻪ طرح ﺛﻣﺎ رﻩ ،ذﻟك أن اﻟذﻫﻧﯾﺔ ﻻ زاﻟت ﻟم ﺗﺗﻐﯾر ،وﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣوار ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻟدى ﻛل
اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﯾن ،2ﻫذا إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن أﻗﺎرب اﻟزوﺟﯾن ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺷﺣﻧﺎن اﻟﻧزاع ،ﺑدل اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
اﻟﺻﻠﺢ ،3اﻟﺷﻲء اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻫذا اﻟﻣﺟﻠس ﺷﺑﻪ ﻣﺎﺿﯾﻪ ﻷﻧﻪ وﻟد ﻣﯾﺗﺎ .4
ـوزاـ ــرـة ـ ا ـﻟــﻌدل
ـﺗﺎرـي ـ ﺑــﺄن ـ ا ـﻟــﻛﺎﺗــب ا ـﻟــﻌﺎم ـ ﻟـ ـ
وــﻓــﻲ ﻫــذا ـ ا ـﻹ ـطــﺎر ـ أ ـﺧــﺑرﻧــﻲ ا ـﻟــﺳﯾد ﺧــﺎﻟــد ﻛـ ـ
اﻷﺳﺗﺎذ ﻟﯾدﯾدي طرح ﻓﻛرة ﻓﻲ أﺣد اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻛوﯾن ﺧﻠﯾﺔ ﺑداﺋرة ﻛل
ﻣـﺣﻛﻣﺔ ﻗـﺿﺎءـ اـﻷـﺳرةـ ،ـ ﺗـﺿم ﺑــﯾن أـﻋــﺿﺎﺋـﻬﺎ أـﺷﺧﺎﺻﺎ ﻣــﺷﻬودـاـ ﻟــﻬم ﺑـﺎﻟــﺛﻘﺔ وـاـﻟــوﻗـﺎرـ ـوـاـﻟــﺗﻘوى
وذﻟك ﻛﺄﺋﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﺟد وﺑﻌض اﻟوﻋﺎظ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟراﺋﺟﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن،
ـﺷرو ــخـ ـ ـ اـ ـ ـﻟ ـ ــﺗﻲ أ ـ ــﺻﺎﺑ ـ ــت اـ ـ ـﻷ ـ ــﺳرةـ ـ ـ اـ ـ ـﻟ ـ ــﻣﻐرﺑ ـ ــﯾﺔ ،ـ ـ ـ وـ ـ ـﯾ ـ ــﻣﻛن
ﺑ ـ ــﻧﯾﺔ اـ ـ ـﻟ ـ ــﺗﺧﻔﯾف ﻣ ـ ــن ﺣ ـ ــدةـ ـ ـ اـ ـ ـﻟ ـ ـ ـ
اـ ـﻻ ــﺳﺗﻌﺎﻧ ــﺔ ﺑـ ـﻣﺳﺎﻋ ــداـ ـتـ ـ اـ ـﺟ ــﺗﻣﺎﻋ ــﯾﺎتـ ـ ـوــأـ ـط ــﺑﺎءـ ـ ﻧ ــﻔﺳﺎﻧ ــﯾﯾن ﻟ ــﻣﺎ ﻟ ــﻬم ﻣ ــن ﺣ ــﻧﻛﺔ وـ ـد ـ ــر ـاـ ـﯾ ــﺔ
ﺑــﺎﻟ ـوا ـﻗــﻊ ا ـﻻ ـﺟــﺗﻣﺎﻋــﻲ .ـوـﻫــذﻩ ـ ا ـﻟــﻔﻛرة ـ ﻫــﻲ ﻓــﻲ ا ـﻟ ـوا ـﻗــﻊ ﻣــﺳﺗوﺣــﺎة ـ ﻣــن ا ـﻟــﺗ ار ـث ـ ا ـﻟــﻣﻐرﺑــﻲ
ا ـﻷــﺻﯾل ،ـ ﺣــﯾث ﻛــﺎن ـ ا ـﻟــﻧﺎس ـ ﺧــﺎﺻﺔ ﻓــﻲ ا ـﻟــﺑوا ـد ـي ـ ﯾــﻠﺟﺄوـ ـن ـ إ ـﻟــﻰ ﻋــﻠﻣﺎء ـ ا ـﻟــدﯾــن ـوـأ ـﺋــﻣﺔ
اﻟﻣﺳـﺎﺟد وﻣـدارس ﻋﻠوم اﻟدﯾـن ﻻ ﻓﻲ أﻣور دﯾﻧﻬم ﻓﺣﺳـب وﻟﻛن ﺣﺗﻰ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـق
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﯾن اﻟﺛﺑﺎت واﻟﺗطور ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣراﻛش ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻟﺳﻧﺔ 1
، 2004ص . 105:
-اﺳﺗﺟواب أﺟرﯾﺗﻪ ﻣﻊ اﻟﺳﯾد ﺧﺎﻟد ﻛﺗﺎري رﺋﯾس ﻗﺳم ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة ﺑﺳطﺎت وﻛذﻟك اﻟﺳﯾدة وﻓﺎء ﺑﻧﺎﻧﻲ ﻧﺎﺋﺑﺔ وﻛﯾل اﻟﻣﻠك 2
117
ﺑﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬم اﻟدﻧﯾوﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺷوﺑﻬﺎ ﻣن ﻧزاع ،وﻛﺎﻧوا ﯾرﺿون وﯾﺳﻠﻣون ﺑﻣﺎ أﻓﺗﻰ ﺑﻪ اﻹﻣﺎم أو
اﻟﻌﺎﻟم ،ﻧظرا ﻟﻘوة اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ ﻟدﯾﻬم ، 1وﻫو ﻣﺎ زاﻟت ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎطق ﻓﻲ ﯾوﻣﻧﺎ
ﻫذا ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرى واﻟﺑوادي ﺣﯾث ﯾﻘوم إﻣﺎم اﻟﻣﺳﺟد أو"اﻟﻔﻘﯾﻪ "ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﺧﺎﺻﻣﯾن ،
واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إرﺟﺎع اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺷوب ﻧزاع ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن وﻫذا ﻣﺎ
أﻛدﻩ ﻟﻲ أﯾﺿﺎ اﻟﺳﯾد ﺧﺎﻟد ﻛﺗﺎري ،ﺣﯾث وﻗف ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟواﻗﻊ أﯾﺎم ﻛﺎن ﯾﻣﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻪ ﺑﻣدﯾﻧﺔ
ﺗﺎدﻟﺔ.
ﻓﻠﻣﺎذا إذن ﻻ ﻧﻛرس ﻫذا اﻟﺗراث اﻟﺟﻣﯾل ،وﻫو ﻧﺎﺑﻊ ﻣن أﻋراﻓﻧﺎ وﺗﻘﺎﻟﯾدﻧﺎ ﻣﻣﺎ ﯾوﻓر ﻟﻪ
ﺳﺑل اﻟﻧﺟﺎح اﻷﻛﯾد .
ﯾﺗﺿﺢ إذن أن ﺗﺄﻫﯾل اﻟﻘﺿﺎء ﻋﺑر اﻧﻔﺗﺎﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت ﻛﺄﺧﺻﺎﺋﯾﻲ ﻋﻠم
اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،وﻧﻬﺞ أﺳﻠوب اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻔض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻷﺳرﯾﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﻧﺎﻗﺻﺔ
إذا ﻟم ﺗﺗﺧذ ﺑﻌدﻫﺎ اﻟﺛﺎﻟث أﻻ وﻫو اﻟﺑﻌد اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋن طرﯾق اﻹﺳراع ﺑﺈﺣداث ﺻﻧدوق اﻟﺗﻛﺎﻓل
اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻛﺄوﻟوﯾﺔ ﻟﺗﻘدﯾم اﻹﺳﻌﺎﻓﺎت اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﺿررﯾن اﻟﺣﺎﻟﯾﯾن .
118
ﺧـﺎﺗﻤـــــــﺔ
إن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗﺄﻣﯾن ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﻲ ﻣﻼﺋم ﻟﻠﻣرأة واﻟطﻔل ﺑﻌد اﻟطﻼق ،ﻫو ﺣدﯾث
ﯾﺗﻌدى وﯾﺗﺟﺎوز اﻟﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﻣﺟﺎل أوﺳﻊ ﯾرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﻔﺿﺎء ﻋﺎم ﺗدور ﻓﻲ ﻓﻠﻛﻪ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺟواﻧب .
ذﻟك أﻧﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺣﻛم اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ وﺟﯾد ،وﻛﺎﻧت طرق ﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺳﻠﯾﻣﺔ ،ﻓﺈن ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻫو اﻟﻣﻘﯾﺎس واﻟﻣﯾزان اﻟذي ﺗوزن ﺑﻪ ﻣﺻداﻗﯾﺔ اﻷﺣﻛﺎم ،
واﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .
واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﯾرﺗﺑط ﺑﻣدى ﻗوة اﻟﻘدرة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣواطن ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﺑﻘوة اﻟﺟﻬﺎز
اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟﺳﺎﻫر ﻋﻠﯾﻪ ،ﻫذا ﻣن ﺣﯾث ﻣﺎ ﻫو ﻛﺎﺋن .
أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ،ﻓﻬو ﻣرﺗﺑط أﺷد اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﺈﻋﺎدة اﻻﻋﺗﺑﺎر إﻟﻰ
ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزواج ،ﻋن طرﯾق ﺗوﻋﯾﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﯾن ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﺑﻣﻌﺎﯾﯾر اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺷرﯾك اﻵﺧر
واﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﻘوﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫو اﻟدﯾن.
ذﻟك أن اﻟرﻫﺎن ﻣﻌﻘود ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،إذ ﻫﻲ اﻟﺛروة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻛل ﺑﻠد ،واﻷﺳرة
ﻫﻲ اﻟﻣﻧﺟم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟذي ﯾﺟب اﺳﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎدن ﻧﻔﯾﺳﺔ ﺗدر اﻟرﺑﺢ اﻟوﻓﯾر ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
ﺑﯾد أن ﻫذا اﻟﻣﻧﺟم ﺑدأ ﯾﻧﺿب ﻣﻌﯾﻧﻪ ﻧظ ار ﻟﺳوء اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟذي ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ.
ﻓﺎﻷﺳرة اﻟﯾوم أﺻﺑﺣت ﻗﺷﺔ ﻓﻲ ﻣﻬب اﻟرﯾﺢ ،ﺗﻛﺎﻟﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣن واﻟﻧواﺋب ،ﻧظ ار
ﻟﻬﺷﺎﺷﺔ ﻣﺣﺗواﻫﺎ ،ﻓﺻﺎرت اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺣﺎﻻت ﺷﻛﻼ ﺑدون ﻣﺿﻣون .
وﻟﻌل اﻟﺳﺑب وراء ذﻟك ،ﯾﻌود إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺧﻔﺎف ﺑﻣؤﺳﺳﺔ اﻷﺳرة ،وﺗداﻋﯾﺎت اﻧﺣﻼﻟﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻧﺎﺗﺞ أﺳﺎﺳﺎ ﻋن ﺿﻌف اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ ،ﻫذﻩ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﻲ ﻧﺑﺧﺳﻬﺎ ،وﻧﺧﺗﺻرﻩ
ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﻌﺑدي ،ﻧﺎﺳﯾن أو ﻣﺗﻧﺎﺳﯾن أن اﻟدﯾن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ،وأن ﻣن اﺳﺗﻘﺎﻣت ﻋﺑﺎدﺗﻪ
اﺳﺗﻘﺎﻣت ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻪ.
119
ﻓﻠو أن ﻛل زوج وﻛل زوﺟﺔ اﺳﺗﺣﺿ ار ﻣراﻗﺑﺔ اﷲ ﻟﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻛﺑﯾرة وﺻﻐﯾرة ﻣﺎ ﺿﺎع
ﺣق أﺑدا ،وﻟو ﺗﻣﺛل ﻛل واﺣد ﻣﻧﺎ أﻧﻪ إﻧﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﷲ ﻋز وﺟل ﻣﺎ ﻓﺳدت ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗط.
ﻗد ﯾﻘول ﻗﺎﺋل إن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻛﻼم ،إﻧﻣﺎ ﻫو ﺿرب ﻣن اﻟﻣوﻋظﺔ واﻟﻧﺻﺢ اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ،وﻻ
ﯾﻣت ﻟﻠواﻗﻊ ﺑﺻﻠﺔ .
ﻟﻬؤﻻء أﻗول ﺑﺄن اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾواﻓق اﻟدﯾن ،ﻻ اﻟﻌﻛس ٕوان ﻣﺎ ﺻﻠﺣت أﺣوال أﻣم
ﻣن ﻗﺑﻠﻧﺎ ،إﻻ ﺑﺗﻘوى اﷲ ،وﺑﺎﺗﺧﺎذﻫم اﻟدﻧﯾﺎ ﻣﻌﺑ ار ﻟﻶﺧرة.
ﺗﻢ ﺑﺤﻤﺪ ﷲ
120
ﻻﺋﺤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة
اﻟﻤﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﯿﺔ :
اﻟﻤﺼــــﺎدر :
-اﻟﻘرطﺑﻲ :اﻟﺟﺎﻣﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘرآن ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث,
-اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ :ﺑداﺋﻊ اﻟﺻﻧﺎﺋﻊ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ .
-اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ :ﻛﺗﺎب اﻟﺳﻧن ،اﻟﺟزء اﻟﺳﺎدس.
-اﺑن ﺣزم :اﻟﻣﺣﻠﻰ ،اﻟﺟزء اﻟﻌﺎﺷر.
-اﺑن ﺟزي :اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔﻬﯾﺔ.
-اﺑن رﺷد ) اﻟﺣﻔﯾد ( :ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻬد وﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺗﺻد.
-ﺷﻣس اﻟدﯾن اﻟﺳرﺧﯾﺳﻲ :اﻟﻣﺑﺳوط ،اﻟﺟزء اﻟﺳﺎدس.
-ﻣﺎﻟك :اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﻛﺑرى ،اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس.
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷوﻛﺎﻧﻲ :ﻧﯾل اﻷوطﺎر ﺷرح ﻣﻧﺗﻘﻰ اﻷﺧﺑﺎر.
-وﻫﺑﺔ اﻟزﺣﯾﻠﻲ :اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وأدﻟﺗﻪ ،اﻟﺟزء اﻟﺳﺎﺑﻊ.
اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ :
-ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة
-اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ
-اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ
-ﻣﺟﻠﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ
-اﻟدﻟﯾل اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة
: اﻟﻜﺘـﺐ
-أﺣﻣد اﻟﺧﻣﻠﯾﺷﻲ :اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ
اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة ،اﻟرﺑﺎط ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ .1994 ،
121
-أﺣﻣد اﺟوﯾﯾد :ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
،ﻓﺎس 1999ـ .2000
-أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري :اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ .
-إدرﯾس اﻟﻔﺎﺧوري :اﻟزواج واﻟطﻼق ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻓق أﺧر اﻟﺗﻌدﯾﻼت ،
دار اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺳور وﺟدة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺳﺎدﺳﺔ 2000 – 1999 ،
-ﺧﺎﻟد ﺑﻧﯾس :ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟوﻻدة وﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﺿﺎء اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺑﺎﺑل
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟرﺑﺎط .1989
-رﺷﯾد ﻣﺷﻘﺎﻗﺔ :ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺳﻼم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ . 2000
-رﺷﯾد ﻣﺷﻘﺎﻗﺔ :ﻓﻲ رﺣﺎب اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘﺎﻧون ﻗراءات ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺟدﯾدة اﻟطﺑﻌﺔ
اﻷوﻟﻰ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺳﻼم ،اﻟرﺑﺎط 2005م.
-ﺳﻌﯾد أزﻛﯾك :إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ، 1986 ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻬﻼل اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،طﺑﻌﺔ .1992
-ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﺷﻬﺑون :ﺷرح ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟدﯾدة ،
اﻟرﺑﺎط .1987 ،
-ﻋﺑد اﷲ ﺑن اﻟطﺎﻫر اﻟﺳوﺳﻲ :ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣذﻫب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وأدﻟﺗﻪ ،اﻟﻛﺗﺎب
اﻷول ،اﻟزواج ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ 2005 ،م,
-ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﺻﺎﺑوﻧﻲ :ﻣدى ﺣرﯾﺔ اﻟزوﺟﯾن ﻓﻲ اﻟطﻼق ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،
ﺑﺣث ﻣﻘﺎرن ،اﻟﺟزء اﻷول ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق .1962
-ﻋﺑد اﻟﻛﺑﯾر اﻟﻌﻠوي اﻟﻣدﻏري :اﻟﻣرأة ﺑﯾن أﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﻪ واﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر ،ﻣطﺑﻌﺔ
ﻓﺿﺎﻟﺔ ،اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ .1999 ،
-ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ﻫداﯾﺔ اﷲ :اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺳﺗﻌﺟل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح
اﻟﺟدﯾد ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء .1998
122
-ﻣﺣﻣد اﺑن ﻣﻌﺟوز اﻟﻣزﻏراﻧﻲ :أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻓق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال
اﻟﺧﺻﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ،اﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء ،طﺑﻌﺔ .1994
-ﻣﺣﻣد اﻷزﻫر :ﺷرح ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة أﺣﻛﺎم اﻟزواج ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ،اﻟدار
اﻟﺑﯾﺿﺎء ،طﺑﻌﺔ .2004
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :أﺣﻛﺎم اﻻﺳرة ﻓﻲ ﺿوء ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،دار وﻟﯾﻠﻲ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،طﺑﻌﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ .1998
-ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺳﺑﺎﻋﻲ :اﻟﻣرأة ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،اﻟطﺑﻌﺔ
اﻟﺳﺎدﺳﺔ.
-ﻣﺻطﻔﻰ ﺷﻠﺑﻲ :أﺣﻛﺎم اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻹﺳﻼم دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،
ﺑﯾروت .1977
-ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور :أﺣﻛﺎم اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ،دارﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،
ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء .2004 ،
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ :ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﯾن اﻟﺛﺑﺎت واﻟﺗطور ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟوراﻗﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ،
ﻣراﻛش اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺳﻧﺔ .2004
-ﻣﺣﻣد ﺳﻣﺎرة :أﺣﻛﺎم وآﺛﺎر اﻟزوﺟﯾﺔ ﺷرح ﻣﻘﺎرن ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،اﻟدار
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻷردن اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺳﻧﺔ .2002
-ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب ﻣﻧﺷورات ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
2007 – 2002اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ . 2004 – 2003
123
: اﻷطﺮوﺣﺎت واﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ
-اﻟطﺎﻫر ﻛرﻛري :اﻟﺻﻠﺢ ﺑﯾن أﻓراد اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت
اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ .1996 – 1995
-ﺳﻌﯾد ﯾوﺳف اﻟﺑﺳﺗﺎﻧﻲ :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻧظم اﻷﺳرة واﻷﺣوال اﻟﺧﺻﯾﺔ ،
أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس،
اﻟرﺑﺎط .1983
-ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻏﻣﯾﺟﺔ :ﻣوﻗف اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻣن ﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل
اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،اﻟرﺑﺎط .2000 – 1999
-ﻋﺑد اﻟﺳﻼم اﻟﺷﻣﺎﻧﺗﻲ :اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣﺗزوﺟﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،اﻟرﺑﺎط .1989 – 1988
-ﻋﺑد اﻟﺟﻠﯾل ﺟﻣﺎل :أﺣﻛﺎم اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻓق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺧﺻﯾﺔ واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
ﺑﺣث ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻣرﯾن ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ – 1996
.1997
-ﻋطوش ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻋدﻧﺎن :اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق
ﺑﺣث ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗدرﯾب ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ .1996
-ﻓﺿﯾﻠﺔ وﻫﺑﻲ :وﺿﻌﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﺑﻌد اﻧﻔﺻﺎم اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ ،
.2002 – 2001
-ﻣﺣﻣد ﺑودﻻﺣﺔ :وﺿﻌﯾﺔ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻷﺣوال اﻟﺧﺻﯾﺔ ﻟدول اﻟﻣﻐرب اﻟﻌرﺑﻲ
أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ .2000 – 1999
124
-ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﻗﺎوي وﻧور اﻟدﯾن أوﻻد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن :إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ
، ﺑﺎﻟرﺑﺎط اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟوطﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد اﻟﺗدرﯾب
.2003 – 2001
-ﻣﺣﻣد ﺑﺷﯾري :ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﻧﺳﺎﺋﯾﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر ﻣدوﻧﺔ اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺣﺳن اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء .1995 – 1994
-ﻣﺣﻣد ﺻﺎدق :ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻓﻘﻬﺎ ﺗﺷرﯾﻌﺎ وﻗﺿﺎء ،ﺑﺣث ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻣرﯾن ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .1999 – 1998
-ﻣﺣﻣد ﺟﻼل :أﺣﻛﺎم اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ :دراﺳﺔ ﻓﻘﻬﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﺣث ﻧﻬﺎﯾﺔ
اﻟﺗﻣرﯾن ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .1996 – 94
-ﻣﺣﻣد اﻟﺟرﻣوﻧﻲ :دور ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗوﺛﯾق ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺳرة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻌﻣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﺑﻔﺎس2002 ،
– .2003
-ﻧور اﻟدﯾن أﺳﻼو " ﺿواﺑط إﯾﻘﺎع اﻟطﻼق رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﺑﻠوم اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺷرﯾﻌﺔ .2002 – 2001 ،
-ﻫﻧد اﺣدارﺗﻲ :اﻟطﻼق أﺳﺑﺎﺑﻪ وطرق ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗدرﯾب ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ . 2002 – 2000
-وﻓﺎء ﺑﻧﺎﻧﻲ :ﻏﯾﺎب اﻷب وآﺛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة ﺑﺣث ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻣرﯾن ﺑﺎﻟﻣﻌﻬد اﻟوطﻧﻲ
ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ .1994 – 1992
: اﻟﻤﻘﺎﻻت واﻷﺑﺤﺎث اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ
-أﺣﻣد اﻟﺳراج :أطﻔﺎل اﻟطﻼق وآﺛﺎر ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻠﺣق
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻋدد 32ﻟﺳﻧﺔ .1997
125
-أﺣﻣد اﻟﺳراج :اﻟطرق اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻠﺣق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،ﻋدد 37ﺳﻧﺔ
.2004
-أﻣﺟﺎط ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر :أﺳس ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻠﺣق اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻌدد 21
ﻟﺳﻧﺔ .1991
-ﺑﻠﺣﺳﺎﻧﻲ اﻟﺣﺳﻧﻲ :ﻣﺑدأ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟطﻼق اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ وﻣدوﻧﺔ
اﻷﺣوال اﻟﺧﺻﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ﻋدد 3ﻟﺳﻧﺔ .1988
-ﺧدﯾﺟﺔ اﻟﻌﻠﻣﻲ :دور اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻋدد .32
-رﺟﺎء ﻧﺎﺟﻲ ﻣﻛﺎوي :اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﻔﻘﺔ اﻷﺑﻧﺎء :اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون
واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋدد ﻣزدوج 31/32ﻟﺳﻧﺔ . 1991
-ﺳﻌد اﻟﺟرﻧدي :ﺗﻘﯾﯾم ﺗﺟرﺑﺔ اﻷﻋوان اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﻣن ﺧﻼل اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻓﺎس ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر
ﻋدد 28ﻟﺳﻧﺔ .2002
-ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺣدو :إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ،ﻋدد 3ﻟﺳﻧﺔ
. 1988
-ﻋﺑد اﷲ ﺑودﻫرﯾن :ﻣن أﺟل ﻧظﺎم إﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺗﻛﺎﻓل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋن طرﯾق اﻟزﻛﺎة ،ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﻋدد 30ﻟﺳﻧﺔ . 1984
-ﻋﺑد اﷲ اﻟﺣﻣوﻣﻲ :اﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻋدد .32
-ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺑﻧﻣﺳﻌود :ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ،
ﻋدد .32
-ﻋﺑد اﻟواﺣد ﺑﻧﻣﺳﻌود :ﺣﻘوق اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ،
ﻋدد .2004/4
-ﻓدوى اﻟواﻟﻲ وﺧدﯾﺟﺔ أﺑو ﻣﻬدي :ﺗﺟرﺑﺔ اﻷﻋوان اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﺑﻔﺎس ﺑﺣث ،إﺟﺎزة ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص .1999 – 1998
126
-ﻣﺣﻣد اﻟﺳﻌﯾد ﺑن ﺳﻼم ﺣول ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﻌدﯾل اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻔﺻل 179ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة
اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ،ﻋدد 12ﻟﺳﻧﺔ .1988
-ﻣﺣﻣد أﻛدﯾد :ﺣﻘوق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ،ﻣﺟﻠﺔ ﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﺿﺑط ،ﻋدد .2005/13
-ﻣﺣﻣود ﺣﺳن :اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون
واﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻋدد ﺧﺎص ﺑﺎﻟﯾوم اﻟدراﺳﻲ ﺣول اﻷﺳرة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟوﺿﻌﻲ ،ﻋدد 5ﻟﺳﻧﺔ . 2004
-ﻣﺣﻣد اﻟﻛﺷﺑور :اﻟﺑﻌد اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻊ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون واﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
ﻋدد ﺧﺎص ،اﻟﻘﺎﻧون واﻷﺧﻼق ،ﻋدد 46ﻟﺳﻧﺔ . 2002
-ﻣﺣﻣد ﻧﺟﺎري :ﺑﻌض اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرﺣﻬﺎ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ،ﻋدد 4ﻟﺳﻧﺔ . 2004
-ﺧطﺎب اﻟﺳﯾد ﻣﺣﻣد ﺑوزﺑﻊ وزﯾر اﻟﻌدل ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ ﻷﺷﻐﺎل اﻟﯾوم اﻟدراﺳﻲ
ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻣرور ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺻدور ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﻣﻧﺷور ﺑﻣﺟﻠﺔ ،ﻗﺿﺎء
اﻷﺳرة اﻟﻌدد اﻷول ﻟﺳﻧﺔ .2005
: أھـﻢ اﻟﻨـﺪوات
-اﻷﯾﺎم اﻟدراﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧظﻣت ﺣول ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﻣراﻛش ﻣن 23إﻟﻰ 26ﻓﺑراﯾر
،2004واﻟﻣﻧﺷورة ﻣن طرف و ازرة اﻟﻌدل ﻓﻲ ﻛﺗﺎب دراﺳﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻟﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة.
-اﻷﯾﺎم اﻟدراﺳﯾﺔ ﺣول اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻗﺿﺎء اﻷﺳرة واﻟﺣﻠول اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻬﺎ،
إﻓران أﯾﺎم 4و 5أﻛﺗوﺑر و 20و 21دﺟﻧﺑر . 2004
-اﻟزﻛﺎة واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻧﺷور ﺿﻣن ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻧدوات
وﻣﻧﺎظرات رﻗم 3ﻣﻧﺷورات ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟرﺑﺎط ،
ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟﺟدﯾدة ،اﻟﺑﯾﺿﺎء ،طﺑﻌﺔ أوﻟﻰ ﻟﺳﻧﺔ .1994
127
-اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي ﺣول ﺗطﺑﯾق ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣرﻛز اﻹﻋﻼم واﻟرﺻد ﻟﻠﻧﺳﺎء
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺎت .2005/ 2004
اﻟﺠﺮاﺋــﺪ:
-اﻟﺗﺟدﯾد ﻋدد 1336ﺑﺗﺎرﯾﺦ 7ﻓﺑراﯾر .2006
-اﻷﺣداث اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﻋدد 2193ﺑﺗﺎرﯾﺦ 29ﯾﻧﺎﯾر 2005
-اﻻﺗﺣﺎد اﻻﺷﺗراﻛﻲ ،ﻋدد 8043ﺑﺗﺎرﯾﺦ 16ﺷﺗﻧﺑر .2005
-اﻻﺗﺣﺎد اﻻﺷﺗراﻛﻲ ،ﻋدد 8036ﺑﺗﺎرﯾﺦ 8ﺷﺗﻧﺑر .2005
-اﻟﻌﻠم ،ﻋدد 12741ﺑﺗﺎرﯾﺦ 10ﯾوﻟﯾوز .1985
: ﻣﺮاﺟﻊ ﻟﻸﺣﻜﺎم واﻟﻘﺮارات اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ
-ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻋدد 25ﻟﺳﻧﺔ 1980
-ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ،ﻋدد 57ـ 58ﻟﺳﻧﺔ 2001
-ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﻋدد 64و 65ﻟﺳﻧﺔ.
: اﻟﻤﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ
- Laurent Benoiton : la médiation familiale .DEA de théorie juridique, Faculté d
128
اﻟﻔﮭــــــﺮس
1 ﻣﻘﺪﻣﺔ
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول :اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻟﻠﻤﺮأة واﻟﻄﻔﻞ ﺑﻌﺪ اﻟﻄﻼق
10
11 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ
11 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﻌﺗدة وﺳﻛﻧﺎﻫﺎ
11 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻧﻔﻘﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة اﻟﻌدة
12 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺣﻘﺎق ،وﺳﻘوط ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ
12 أوﻻ :ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق
14 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣﺎﻻت اﻟﺳﻘوط
15 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ
16 أوﻻ :ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻘدﯾر
21 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺣدود اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ
25 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣطﻠﻘﺔ
اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :اﻹﺟراءات اﻟﻣﻘررة ﻟﺿﻣﺎن اﻟﺳﻛﻧﻰ
25 ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻌدة
اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن اﻟﺳﻛﻧﻰ
27 ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ
28 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺗﻌﺔ
29 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ
29 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺗﻌﺔ وﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ
30 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻻﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣﺗﻌﺔ
31 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣدوﻧﺔ اﻷﺳرة
129
31 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺔ :ﻫل اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺗﻌوﯾض؟
32 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺗﻌﺔ
34 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﻧﺻﯾب اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻷﺳرة
34 اﻟﻣطﻠب اﻷول :أﺣﻛﺎم ﻗﺳﻣﺔ ﻣﺗﺎع اﻟﺑﯾت
36 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﺛروة
41 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠطﻔل ﺑﻌد اﻟطﻼق
41 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :أﺟرﺗﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ واﻟرﺿﺎع
41 اﻟﻣطﻠب اﻷول :أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ
42 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﻧطﺎق اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق
43 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺣﺎﻻت ﺳﻘوط اﻟﺣق ﻓﻲ أﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ
44 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺟرة اﻟرﺿﺎع
45 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق
46 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻣﻘدار أﺟرة اﻟرﺿﺎع
47 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﻛن اﻟﻣﺣﺿون
47 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﺳﻛﻧﻰ
49 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﺿﻣﺎن ﺳﻛﻧﻰ اﻟﻣﺣﺿون
51 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون
51 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﺷﺗﻣﻼت ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ
51 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﻣﺷﺗﻣﻼت ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون
53 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺗﻘدﯾر ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون
54 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺳﺗﺧﻼص ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣﺣﺿون ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ
55 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﻔﻘﺔ
55 أوﻻ :وﺳﺎﺋل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم
130
56 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم
57 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﺛر اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن أداء اﻟﻧﻔﻘﺔ
57 أوﻻ :ﺷروط ﻗﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة
59 ﺛﺎﻧﯾﺎ :أرﻛﺎن ﺟرﯾﻣﺔ إﻫﻣﺎل اﻷﺳرة
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :ﻣﺤﺪودﯾﺔ اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺎت اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ وآﻟﯿﺎت اﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﻮرھﺎ
64
65 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻗﺻور اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣطﻠﻘﺔ ﻋن ﺿﻣﺎن
65 اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎش
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻧﻌﻛﺎس طﻠب اﻹذن ﺑﺎﻹﺷﻬﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣطﻠﻘﺔ 65
68 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻏﯾﺎب ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑدﯾﻠﺔ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋدم اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ
70 ﻟطﻔل اﻟطﻼق
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺿﺂﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت وﻏﯾﺎب اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ
71 ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﻧﻔﻘﺔ
71 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :ﺿﺂﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت
74 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻏﯾﺎب اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار اﻟﻧﻔﻘﺔ
75 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﺛر إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
75 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :أﺛر إﺟراءات اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ
78 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﺛر ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم
80 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :ﺗﺄﺛﯾر ﻧوع اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
80 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﺄﺛﯾر ﻧوع اﻟطﻼق ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟﻣطﻠﻘﺔ
81 اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ :اﻟطﻼق ﻗﺑل اﻟﺑﻧﺎء
131
82 اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟطﻼق اﻟﺧﻠﻌﻲ
132
123 اﻟﻔﮭﺮس
133
ﻓﺒﺮاﯾﺮ 2004
ﯾﻨﺎﯾﺮ 2005 2003 2002 2001 2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993
22914 44922 11450 37593 38438 42069 50763 47872 51741 53247 48332 50919
-40,09% 8,38% 10,26% -2,20% -8,63% -17,13% 6,04% -7,48% -2,83% 10,17% -5,08% -12,93%
– 2006م
134