You are on page 1of 421

‫الطبـعــــة‬

‫الخامســـة‬
‫مــزيــــــدة‬
‫ومنقـحــــة‬
‫الطبعة اخلامسة‬
‫‪ 1441‬هـ ـ ‪2020‬م‬
‫‪3‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املقدمة‬

‫ﭑ ﭒﭓﭔ‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬له النعمة وله الفضل وله الثناء احلسن‪ ،‬صلوات اهلل‬
‫املقربني عىل سيدنا حممد خاتم األنبياء وأرشف‬
‫امللك الرب الرحيم‪ ،‬واملالئكة ّ‬
‫املرسلني‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال رشيك له‪ ،‬وأن حممدً ا ﷺ عبده‬
‫ورسوله ونبيه وصفيه وخليله‪ ،‬أرسله اهلل باهلدى ودين احلق ليظهره عىل الدين‬
‫كله ولو كره الكافرون‪ ،‬صىل اهلل عليه وعىل آله وأصحابه ما أرشقت شمس إىل‬
‫يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد؛ فيقول اهلل تعاىل يف كتابه احلكيم‪ :‬ﭽﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤﭼ(((‪.‬‬
‫أيضا‪ :‬ﭽﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬‫ويقول تعاىل ً‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ(((‪.‬‬
‫فاهلل تعاىل يأمرنا بأن تكون منا أمة تأمر باملعروف وتنهى عن املنكر‪ ،‬ومن‬
‫أخطر املنكرات التي جيب النهي عنها اليوم‪ :‬الكفر؛ فكيف بمن ينرش الكفر‬
‫والتشبيه‪ ،‬ويبث السم يف الدسم‪ ،‬ويدعي أنه من املسلمني واملحافظني عىل الدين‬

‫((( آل عمران‪.104 ،‬‬


‫((( املائدة‪.79 ،78 ،‬‬
‫‪4‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫والدعوة اإلسالمية‪ ،‬ثم أخربنا اهلل تعاىل أن بني إرسائيل ُأمروا بذلك ً‬
‫أيضا إال‬
‫أهنم عصوا اهلل تعاىل‪ ،‬ومل يلتزموا أوامره ومل يتناهوا عن املنكر بينهم‪ ،‬فكانت‬
‫عليهم لعنة اهلل وأنبيائه صلوات ريب وسالمه عليهم أمجعني‪.‬‬
‫وألمهية كتاب «فضائح الوهابية»‪ ،‬عملت يف هذا الكتاب عىل الزيادة يف ما‬
‫أكثرها ـ مع إضافة وضع‬ ‫قبل عن فضائح الوهابية ـ وما َ‬‫يتعلق بكل ما أ ّلف ُ‬
‫الوثائق واألدلة خدم ًة لطالب العلم ونارصي هذا الدين احلنيف‪.‬‬
‫ولقد عمدت يف هذا الكتاب إىل وضع تصويرات من كتب أهل الضالل‪،‬‬
‫ومن كتب أهل احلق‪ ،‬ما عدا كتب احلديث النبوي الرشيف فإهنا معروفة‬
‫ومتوفرة بني أيدي القراء‪ ،‬وكتاب التوراة املحرف لليهود‪ ،‬وهناك رقم عند ذكر‬
‫الكتاب ُييلك إىل رقم التصوير يف آخر الكتاب‪.‬‬
‫كام أنني تعمدت ترك التعليق عىل بعض ضالالت الوهابية‪ ،‬ألنه واضح‬
‫للعلن شذوذها وخمالفتها للدِّ ين والعقل‪.‬‬
‫وليعلم أن الوهابية أصناف وأشكال‪ ،‬وضالالهتا وتناقضاهتا ختتلف من‬
‫شخص إىل آخر‪ ،‬بسبب حتكيم اهلوى والرأي الشخيص‪.‬‬
‫كام أحب من خالل هذا الكتاب‪ ،‬أن أبعث نصيحة لزعامء الفرقة الوهابية‪،‬‬
‫أن اتركوا ما أنتم عليه من تشبيه اهلل تعاىل بخلقه‪ ،‬ووصفه بام ال يليق به عز‬
‫وجل‪ ،‬وسائر الضالالت التي ُعرفتم هبا‪ .‬فإن استجبتم فهذا هو املطلوب‪ ،‬وإال‬
‫نحذر منكم عىل كل منرب‪ ،‬ويف كل كتاب ومنشور‪ ،‬وبأي وسيلة أتيحت لنا‪،‬‬ ‫فإنّا ّ‬
‫شكُم الذي استفحل وانترش كالوباء الذي ما‬ ‫ليحذركم عامة املسلمني ويتقوا َ َّ‬
‫سائل املوىل عز وجل التوفيق والفتح‪ ،‬إنه عىل كل‬‫عاد يمكن عالجه إال بالبرت‪ً ،‬‬
‫شىء قدير‪ ،‬وبعباده لطيف خبري‪ ،‬وباإلجابة جدير‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث األول‬
‫التعريف بأهل السنة واجلماعة‬

‫اعلم أنه اتفق أهل السنة واجلامعة عىل أصول من أركان الدين‪ ،‬كل ركن منها‬
‫جيب عىل كل عاقل بالغ تعلمه‪ ،‬ولكل ركن منها ُش َعب‪ ،‬ويف شعبها مسائل اتفق‬
‫أهل السنة واجلامعة فيها عىل قول واحد‪ ،‬وضللوا من خالفهم فيها‪ .‬ومن هذه‬
‫األركان‪ :‬معرفة صانع العامل وصفات ذاته‪ ،‬مع تنزهيه عن أوصاف املخلوقني‪.‬‬
‫فعقيدة املسلمني ـ سل ًفا وخل ًفا ـ بال شك وال ريب‪ ،‬أن اهلل سبحانه وتعاىل‬
‫هو خالق العامل‪ ،‬وهو القائم بنفسه‪ ،‬املستغني عن كل ما سواه‪ ،‬املحتاج إليه‬
‫كل ما عداه‪ ،‬وال أحد يستغني عن اهلل طرفة عني‪ ،‬واهلل تعاىل ال حيتاج لشىء‬
‫ينرض بمعاصيهم‪ ،‬وال حيتاج ربنا إىل حمل‬
‫ُّ‬ ‫من خلقه‪ ،‬وال ينتفع بطاعاهتم‪ ،‬وال‬
‫حيله‪ ،‬وال إىل مكان يق ّله‪ ،‬وأنه ليس بجوهر وال َع َرض وأن احلركة والسكون‬
‫والذهاب واملجيء والك َْون يف مكان‪ ،‬واالجتامع واالفرتاق‪ ،‬والقرب والبعد‬
‫من طريق املسافة‪ ،‬واالتصال واالنفصال‪ ،‬واحلجم واجلرم‪ ،‬واجلُ َّثة والصورة‬
‫والشكل واحل ّيز واملقدار والنواحي واألقطار واجلوانب واجلهات‪ ،‬كلها ال جتوز‬
‫عليه تعاىل‪ ،‬ألن مجيعها توجب احلدَّ والنهاية واملقدار‪ ،‬ومن كان ذا حد وهناية‬
‫ومقدار كان خملو ًقا‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﮆ ﮇ ﮈ ﮉﭼ(((‪.‬‬
‫واعلم أن كل ما يتصور يف الوهم من طول وعرض وعمق وألوان وهيئات‪،‬‬
‫جيب أن يعتقد أن صانع العامل بخالفه‪ ،‬لقول اهلل تعاىل ‪ :‬ﭽﭡ ﭢ‬

‫((( الرعد‪.8 ،‬‬


‫‪6‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ﭣﭼ(((‪ ،‬ولقول أئمة أهل السنة واجلامعة كذي النون املرصي((( ‪« :‬مهام‬
‫تصورت ببالك فاهلل بخالف ذلك»(((‪ .‬فاهلل تعاىل ال جيوز عليه الكيفية والكمية‬
‫واألينية‪ ،‬ألن من ال مثل له ال جيوز أن يقال فيه‪ :‬كيف هو؟ ومن ال عدد له ال‬
‫مم كان؟ ومن ال مكان‬ ‫جيوز أن يقال فيه‪ :‬كم هو؟ ومن ال َّأول له ال يقال فيه‪َّ :‬‬
‫له ال يقال فيه‪ :‬أين كان؟ ألن الذي أ ّين األين ال أين له‪ ،‬والذي ك ّيف الكيف ال‬
‫كيف له‪.‬‬
‫منزه عن العاهات‪ ،‬وعن كل وجوه النقص‬‫واهلل تعاىل مقدّ س عن احلاجات‪ّ ،‬‬
‫متعال عن أن يوصف باجلوارح واآلالت‪ ،‬واألدوات والسكون‬ ‫ٍ‬ ‫واآلفات‪،‬‬
‫األرضون وال الساموات‪،‬‬
‫واحلركات‪ ،‬ال يليق به احلدود والنهايات‪ ،‬وال حتويه َ‬
‫واملامسات‪ ،‬وال جيري عليه زمان وال أوقات‪ ،‬وال يلحقه‬
‫َّ‬ ‫وال جيوز عليه األلوان‬
‫نقص وال زيادات‪ ،‬وال حتويه اجلهات الست كسائر املبتدَ عات املخلوقات‪.‬‬
‫السنة واجلامعة‪ ،‬بل عقيدة الرسول ﷺ والصحابة وكل‬ ‫هذه هي عقيدة أهل ّ‬
‫متسك هبذه العقيدة احلقة التي ُتنْجيه يوم القيامة‬
‫املسلمني‪ ،‬فالعاقل الفطن من َّ‬
‫من العذاب الدائم واخللود األبدي يف نار جهنم‪.‬‬
‫فأهل السنة واجلامعة هم الذين اتبعوا الرسول ﷺ والصحابة يف املعتقد‪،‬‬
‫مقصين بالفروع‪.‬‬
‫ولو كان كثري منهم ّ‬

‫((( الشورى‪.11 ،‬‬


‫الزهاد الع ّباد‬
‫املرصي‪ ،‬أبو الفياض‪ ،‬أو أبو الفيض‪ :‬أحد ّ‬
‫ّ‬ ‫املرصي‪ :‬ثوبان بن إبراهيم‬
‫ّ‬ ‫((( ذو النون‬
‫املشهورين‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.102‬‬
‫تصور يف ومهك‪ ،‬فاهلل بخالف‬ ‫ُّ‬
‫«وكل ما َّ‬ ‫القشريي‪ ،‬الرسالة القشريية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ّ .3‬‬
‫ونص عبارته‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫((( ‬
‫ذلك»‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث الثاني‬
‫الف َرق‬
‫حملة موجزة عن نشأة ِ‬

‫كان يف أهل اجلاهلية من كل ملة ودين‪ ،‬وكانت الزندقة والتعطيل يف قريش‪،‬‬


‫واملزدكية واملجوسية يف متيم‪ ،‬واليهودية والنرصانية يف غسان‪ ،‬والرشك وعبادة‬
‫األوثان يف سائرهم‪...‬‬
‫وكانت هذه البيئة حتتوشها أمم زيغ من كل طراز؛ ففي مثل هذا الوسط‬
‫البعيد الغور يف صنوف الغواية‪ ،‬بعث اهلل تعاىل سيد املرسلني وخاتم النبيني‬
‫ونذيرا وداع ًيا إىل اهلل باحلكمة‪ ،‬واملوعظة احلسنة‪ .‬وبعد ميض‬ ‫ً‬ ‫بشريا‬
‫حممدً ا ﷺ‪ً ،‬‬
‫نحو ثالث عرشة سنة من بعثته َأ ِذ َن اهللُ له يف الدفاع عن احلق بالقوة إزاء التعنت‪،‬‬
‫بعد متام إقامة احلجة فاستنارت القلوب بنور دعوته ﷺ‪ ،‬وانقمع أهل الباطل‪،‬‬
‫وانقشعت ظلامت اجلاهلية أمام ذلك النور الوهاج‪.‬‬
‫وعندما تويف النبي ﷺ بعد أداء رسالته‪ ،‬وانتشاله األمة من كبوهتا‪ ،‬ارتدَّ‬
‫أناس يف األطراف‪ ،‬وحاول أناس تفريق شؤون الدنيا من شؤون الدين‪،‬‬
‫باالمتناع عن أداء الزكاة‪ ،‬فقام الصحابة رضوان اهلل عليهم أمجعني بصدِّ هذه‬
‫التفريقات بطرائق متعددة‪ ،‬للمحافظة عىل هذا الدين القويم‪.‬‬
‫ففي عهد أيب بكر الصديق ريض اهلل عنه وأرضاه‪ ،‬حدث أنه ارتد بعض‬
‫أناس عن الدين اإلسالمي‪ ،‬وامتنع بعض من دفع الزكاة الواجبة عليهم‪،‬‬
‫فقاتلهم سيدنا أبو بكر ريض اهلل عنه لر ّد املرتدين إىل الدين‪ ،‬وردع مانعي الزكاة‬
‫عن امتناعهم عن أداء احلق الواجب عليهم يف أمواهلم‪.‬‬
‫ثم يف عهد الفاروق عمر ريض اهلل عنه وأرضاه‪ ،‬أخذ رجل يسأل عن املتشابه‬
‫‪8‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ويتكلم يف ما ال يعنيه‪ ،‬مما قد ُي ِدث فتنًا بني العامة‪ ،‬فردعه عمر ريض اهلل عنه‬
‫وزجره حتى ال يعود ملثله‪.‬‬
‫ثم ملا حدثت الفتن يف عهد ثالث اخللفاء الراشدين ورابعهم ـ أعني عثامن‬
‫ابن عفان وعيل بن أيب طالب رضوان اهلل عليهام ـ وجد الفاتنون من األمم‬
‫األخرى املندسون بني املسلمني مرت ًعا خص ًبا لبذر بذور الرش والفساد بني أهل‬
‫اإلسالم‪ ،‬فبدؤوا يسعون جهدهم يف تفريق كلمة املسلمني بالوسائل املتعددة‪،‬‬
‫فتم هلم بعض ما أرادوه‪ .‬فكانت فتنة اخلوارج((( املتجردين‬
‫انتقا ًما منهم ألممهم‪َّ ،‬‬
‫لتفريق كلمة املسلمني من أخطر أيام اإلسالم‪ .‬ونشأة فرق الشيعة رد فعل لعمل‬
‫هؤالء‪ .‬ثم نشأت فرقة املعتزلة(((‪ ...‬وذلك عندما بايع احلسن بن عيل عليه‬
‫السالم معاوية وس ّلم إليه األمر‪ ،‬اعتزلوا احلسن ومعاوية ومجيع الناس‪ ،‬ولذلك‬
‫سموا املعتزلة(((‪.‬‬
‫وهكذا عمت البلوى‪ ،‬وشملت املصيبة‪ ،‬إىل أن بلغ عدد أصول الفرق‬
‫كبريا‪ ،‬وال سيام بعد اتساع الفتوحات‪ ،‬وتفرغ بعض الناس‬
‫وفروعها عد ًدا ً‬
‫للجدل يف مسائل كانوا يف الغنية عن اخلوض فيها‪ ،‬والبحث عن دقائقها‪.‬‬

‫((( اخلوارج يف اللغة مجع خارج‪ ،‬وخارجي اسم مشتق من اخلروج‪ ،‬وقد أطلق علامء اللغة كلمة اخلوارج‬
‫يف آخر تعريفاهتم اللغوية يف مادة (خ ر ج) عىل هذه الطائفة من الناس؛ معللني ذلك بخروجهم‬
‫عن الدين أو عىل اإلمام عيل‪ ،‬أو خلروجهم عىل الناس‪ .‬الزبيدي‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .30‬وقد‬
‫أطلقت كلمة اخلوارج هذه يف كتب اللغة عىل طائفة من أهل اآلراء واألهواء خلروجها عىل الدين‬
‫أو عىل اإلمام عيل ريض اهلل عنه‪ .‬األزهري‪ ،‬هتذيب اللغة‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .50‬وقيل‪ :‬احلرورية واخلارجية‬
‫طائفة منهم‪ ،‬وهم سبع طوائف سموا هبا خلروجهم عىل الناس أو عن الدين أو عن احلق أو عن عيل‬
‫كرم اهلل وجهه بعد صفني‪ .‬الزبيدي‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.30‬‬
‫كل فرقة منها تك ّفر سائرها‪ ،‬منها من يقول بنفي صفات اهلل‬ ‫((( املعتزلة‪ :‬ينقسمون إىل عرشين فرقة‪ّ ،‬‬
‫عز وجل األزلية‪ ،‬ومنها من يقول بحدوث كالم اهلل تعاىل‪ ،‬ومنها من يقول بأن اهلل غري خالق‬
‫ألكساب الناس وال لشىء من أعامل احليوانات‪ ،‬وألجل هذا سامهم املسلمون «قدرية»‪ ،‬ومنهم‬
‫من يقول باتفاقهم عىل دعواهم يف الفاسق من أمة اإلسالم باملنزلة بني املنزلتني‪ ،‬وأنه ال مؤمن وال‬
‫كافر‪ ،‬وألجل هذا سامهم املسلمون «معتزلة» العتزاهلم قول األمة بأرسها‪ ،‬وغريها من الضالالت‪.‬‬
‫البغدادي‪ ،‬الفرق بني الفرق‪ ،‬الفصل ‪ ،3‬ص‪( 94 ،93‬بترصف)‪.‬‬
‫((( وهناك أقوال أخرى يف سبب اعتزال املعتزلة‪ ،‬منشورة يف كتب الفرق والن َِّحل‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وسبعني‪،‬‬ ‫هذه امل ِ ّل َة ست ْف َ ِت ُق عىل َث ٍ‬


‫الث‬ ‫«وإن ِ‬‫َّ‬ ‫وبذلك حت َّقق قول رسول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وهي اجلامع ُة»(((‪ .‬واجلامعة هم السواد‬ ‫ِ‬ ‫وسبعون يف ِ‬ ‫ثِن ِ‬
‫النار‪ ،‬وواحد ٌة يف اجلنة‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ْتان‬
‫األعظم من املسلمني‪.‬‬
‫بالذ ّب عن هذا الدين احلنيف‪ ،‬و َد ْف ِع‬ ‫فقام محاة الدين‪ ،‬علامء أصول الدين‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫مسائل‬ ‫ُش َبه املنحرفني‪ ،‬وحراسة عقيدة املسلمني يف مجيع أ ْدوار التاريخ‪ ،‬بتفنيد‬
‫ونصب األدلة من الكتاب العزيز والسنة النبوية الرشيفة‪ ،‬يف رد‬ ‫أهل الضالل‪ْ ،‬‬
‫معتقداهتم الفاسدة‪ .‬فجزاهم اهلل عن هذه األمة املحمدية خري اجلزاء وأوفره‪.‬‬

‫السنَّة‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.198‬‬ ‫((( أبو داود‪ ،‬سنن أيب داود‪ُّ ،‬‬
‫السنَّة‪ ،‬باب رشح ُّ‬
‫‪10‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث الثالث‬
‫نشأة احلركة الوهابية وتارخيها‬
‫وتطورها وخطرها على املسلمني‬

‫لِ ُيع َل ْم أن هذه الفرقة الوهابية ليست من اإلسالم يف شىء‪ ،‬بل إنام نشأت هلدم‬
‫الدعوة اإلسالمية‪ ،‬ولتفريق الكلمة بني املسلمني وإضعا ًفا لشوكتهم‪ ،‬خدمة‬
‫لزعامئهم يف الدولة الربيطانية‪ ،‬فإن اجلاسوس الربيطاين جيفري مهفر يقول يف‬
‫مذكراته عن ُمحمد بن عبد الوهاب (تصوير رقم ‪« :((()1‬لقد وجدت يف حممد‬
‫َب َم ُه من مشايخ عرصه‪ ،‬ورأيه‬
‫النجدي ضالتي املنشودة‪ ،‬فإن حترره وطموحه وت َ ُّ‬
‫املستقل الذي ال هيتم حتى باخللفاء األربعة أمام ما يفهمه هو من القرآن والسنة‪،‬‬
‫كان أكرب نقاط الضعف التي كنت أمتكن أن أتسلل منها إىل نفسه‪.»...‬‬
‫ملحمد بن عبد الوهاب ذهب مهفر لتقديم تقريره إىل الدولة‬
‫وبعد تعبئة مهفر َّ‬
‫والركُوب ليبقى عىل‬ ‫زوده باملال َّ‬
‫الربيطانية يف ابن عبد الوهاب‪ ،‬وقبل ذهابه ّ‬
‫صلة معه لعلمه أنه كثري التقلب‪ ،‬فلام عقد مهفر اجتامعه مع الدولة الربيطانية‬
‫المطِ َّية ملآرب الدولة‬
‫وبقية جواسيسها‪َّ ،‬قرروا ترشيح ابن عبد الوهاب ليكون َ‬
‫الربيطانية‪ ،‬وقرروا تزويده باملال الوفري والسالح خلدمة ذلك‪ ،‬وأن جيعلوا له‬
‫إمارة ولو صغرية‪ ،‬يف أطراف بالده نجد‪.‬‬
‫وهذا ما حصل‪ ،‬وه َّيأت الدولة الربيطانية خطة البن عبد الوهاب لتنفيذها‪،‬‬
‫من عدة بنود‪ ،‬فإن مل ين ّفذها كلها تكون بذرة لألجيال املقبلة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫وهتْك أعراضهم‪،‬‬
‫‪1‬ـ تكفري كل املسلمني‪ ،‬وإباحة قتلهم‪ ،‬وسلب أمواهلم‪َ ،‬‬

‫((( مهفر‪ ،‬اعرتافات اجلاسوس اإلنكليزي‪ ،‬ص ‪.24‬‬


‫‪11‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وبيعهم يف أسواق النخاسة‪.‬‬


‫‪2‬ـ هدم الكعبة باسم أهنا آثار وثنية إن أمكن‪ ،‬ومنع الناس عن احلج‪ ،‬وإغراء‬
‫القبائل بسلب احلجاج وقتلهم‪.‬‬
‫‪3‬ـ السعي خللع طاعة اخلليفة‪ ،‬واإلغراء ملحاربته‪ ،‬وجتهيز اجليوش لذلك‪،‬‬
‫أيضا حماربة (أرشاف احلجاز) بكل الوسائل املمكنة‪ ،‬والتقليل‬
‫ومن الالزم ً‬
‫من نفوذهم‪.‬‬
‫‪4‬ـ هدم القباب واألرضحة واألماكن املقدَّ َسة عند املسلمني‪ ،‬يف مكة واملدينة‬
‫وسائر البالد التي يمكنه ذلك فيها‪ ،‬باسم أهنا وثنية ورشك‪ ،‬واالستهانة‬
‫بشخصية النبي (حممد صىل اهلل عليه وسلم) وخلفائه ورجال اإلسالم بام‬
‫يتيس‪ .‬‬
‫ّ‬
‫‪5‬ـ نرش الفوىض واإلرهاب يف البالد حسبام يمكنه ذلك‪ .‬‬
‫‪6‬ـ نرش قرآن فيه التعديل الذي ثبت يف األحاديث من زيادة ونقيصة‬
‫(((‬

‫(تصوير رقم ‪.)2‬‬


‫ويؤكد مهفر جواب ابن عبد الوهاب عىل هذه النقاط باآليت (تصوير‬
‫رقم ‪« : )3‬لقد وعدين (الشيخ) بتنفيذ كل اخلطة السداسية إال أنه قال‪ :‬إنه‬
‫ال يتمكن يف احلال احلارض إال عىل اإلجهار ببعضها‪ ،‬وهكذا كان‪ ،‬وقد استبعد‬
‫الشيخ أن يقدر عىل (هدم الكعبة) عند االستيالء عليها‪ ،‬كام مل َي ُب ْح عند الناس‬
‫بأهنا وثنية‪ ،‬وكذلك استبعد قدرته عىل صياغة قرآن جديد‪ .‬وكان أشد خوفه من‬
‫السلطة يف (مكة) ويف (اآلستانة)‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إذا أظهرنا هذين األمرين‪ ،‬ال‬
‫ي ّهز إلينا جيوش ال ِقبل لنا هبا‪ ،‬و َقبِ ْل ُت منه العذر‪ ،‬ألن األجواء مل تكن‬
‫بد وأن ُ َ‬
‫مهيأة كام قال الشيخ»(((‪.‬‬

‫((( مهفر‪ ،‬مذكرات مهفر‪ ،‬ص‪.78 - 76‬‬


‫((( مهفر‪ ،‬اعرتافات اجلاسوس الربيطاين‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪12‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫فالوهابية هي فرقة تتبع زعيمها ُمحمد بن عبد الوهاب‪ ،‬ظهرت يف نجد‬


‫منذ نحو مائتني ومخسني سنة‪ ،‬قال رسول اهلل ﷺ (حني قيل له‪ :‬ويف نجدنا يا‬
‫الش ِ‬
‫يطان»(((‪ .‬فهذه الفرقة‬ ‫الزالزل ِ‬
‫والفت َُن‪ ،‬وهبا َي ْط ُل ُع َق ْر ُن َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اهلل؟)‪«:‬هناك‬ ‫رسول‬
‫قد أنشأها أعداء اإلسالم‪ ،‬وأطلقوا عليها اسم احلركة السلفية لتحارب اإلسالم‬
‫خترج عىل يد جاسوس‬ ‫باسم اإلسالم‪ ،‬وشيخهم ُمحمد بن عبد الوهاب ّ‬
‫املستعمرات الربيطانية جفري مهفر‪.‬‬
‫وهذه الفرقة الوهابية تقوم عىل جمموعة من الركائز أخطرها التكفري العام‬
‫الشمويل لكل من خالفها‪ ،‬فاستح َّلت بذلك الفكر املتطرف دما َء املسلمني‬
‫وأعراضهم‪ ،‬متخذة هذا الفكر ِم َظ َّلة لبسط سيطرهتا عىل اجلزيرة العربية‬
‫«ي ُر ُج‬‫واحلرمني‪ .‬فالوهابية هم خوارج القرن الثاين عرش‪ ،‬وقد قال النبي ﷺ‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫الدين كام‬ ‫قون من‬ ‫القرآن ال ُياو ُز ِ‬
‫تراق َي ُه ْم‪َ ،‬ي ْم ُر َ‬ ‫َ‬ ‫ويقرؤون‬
‫َ‬ ‫قبل ا َمل ِ‬
‫رشق‬ ‫ناس من ِ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫َّحليق»(((‪.‬‬
‫امهم الت ُ‬‫الرمية س ْي ُ‬
‫هم من َّ‬ ‫يم ُر ُق َّ‬
‫الس ُ‬ ‫ْ‬
‫وهكذا بدأت الدعوة الوهابية التي غرضها ـ كام رأيت ـ هدم الدين‪ ،‬ونرش‬
‫(((‬
‫الفوىض يف البالد‪ ،‬وتكفري املسلمني‪ ،‬واستباحة دمهم وأمواهلم وأعراضهم‬
‫خلدمة اليهود وأصحاهبم يف الدولة الربيطانية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫(تصوير رقم ‪ ،)4‬وما ذاك إال‬
‫فلذلك كان احلذر والتحذير منهم واج ًبا رشع ًّيا‪ ،‬شفقة عىل املسلمني‪ ،‬ومحاي ًة‬
‫لدين اهلل ونرص ًة له‪ ،‬ومعرفة حقيقتهم التي ختفى عىل كثري من الناس‪.‬‬

‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب االستسقاء‪ ،‬باب ما قيل يف الزالزل واآليات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.351‬‬
‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب التوحيد‪ ،‬باب قراءة الفاجر واملنافق‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.2748‬‬
‫((( أمحد بن زيني دحالن‪ ،‬أمراء البلد احلرام‪ ،‬ص‪.298 ،297‬‬
‫‪13‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث الرابع‬
‫من هو ُممد بن عبد الوهاب؟‬

‫كانت والدة ُمحمد بن عبد الوهاب عام ‪1115‬هـ (‪1703‬م)‪ ،‬ووفاته عام‬
‫‪1206‬هـ (‪1791‬م)‪ ،‬وهو املؤسس للمذهب الوهايب‪ ،‬يف منطقة ال ُع َي ْينَة‪ .‬أما‬
‫أبوه فهو قايض حر ِ‬
‫يمالء (قرية من قرى نجد احلجاز)‪.‬‬ ‫َُ‬
‫صار ابن عبد الوهاب قاض ًيا للقرية بعد موت أبيه‪ ،‬و ُعرف عنه معارضته‬
‫لبعض املامرسات فيها‪ ،‬يعني يف كل ما يتعلق بالتربك والتوسل باألنبياء‬
‫والصاحلني‪ ،‬األمر الذي أثار مجاعة من أهلها عليه‪ ،‬فهرب إىل مسقط رأسه‬
‫العيينة‪.‬‬
‫سافر ابن عبد الوهاب إىل عديد من األقطار‪ ،‬ومنها‪ :‬إيران‪ ،‬العراق‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫مرص‪ ،‬فلسطني‪ ...،‬فاختلط بسكان هذه البالد‪ ،‬وتأ َّمل أحواهلم‪.‬‬
‫صنَّف ابن عبد الوهاب تسعة عرش كتا ًبا‪ ،‬كلها تدور حول التوسل والتربك‪،‬‬
‫وزيارة القبور‪ ،‬ونحوها(((‪...‬‬
‫هذا‪ ،‬ومن تأ َّمل يف كتبه ال جيد أي تعليق البن عبد الوهاب عىل أي حدث‬
‫أمورا فقهية سبق وحتدث فيها الفقهاء وصدرت‬ ‫معارص خارج حميطه‪ ،‬بل جيد ً‬
‫فيها إجابات قاطعة قبل مولد ابن عبد الوهاب بقرون متطاولة(((‪.‬‬
‫فاتذ من الدِّ ْر ِع َّية ملجأ‬‫بحث ابن عبد الوهاب عن مكان آمن لنرش دعوته‪َّ ،‬‬
‫له حتت حكم ُمحمد بن سعود‪ ،‬بعدما أبرم اتفا ًقا معه واعدً ا إياه بحكم البالد‬
‫((( فؤاد إبراهيم‪ ،‬الكتاب املسمى السلفية اجلهادية يف السعودية‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫((( ُمحمد جالل كشك‪ ،‬السعوديون واحلل اإلسالمي‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪14‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫والعباد‪ ،‬ما وافق تطلعات ابن سعود يف حكم اجلزيرة العربية‪.‬‬


‫متسك ابن سعود باتفاقية‬
‫وعليه‪ ،‬وبسبب ريبة تُجاه ابن عبد الوهاب‪َّ ،‬‬
‫مرشوطة‪:‬‬
‫‪ -1‬بقاء ابن عبد الوهاب يف الدرعية‪ ،‬كي ال يستبدل ابن عبد الوهاب يف حال‬
‫خروجه منها‪.‬‬
‫‪ِ -2‬ع َوض جزيل من غنائم األرايض التي سيغزوها‪.‬‬
‫ثم أعقب هذا االتفاق حتالف تارخيي عام ‪1747‬م‪ ،‬يف سبيل الدولة التي‬
‫حيلم هبا الطرفان‪.‬‬
‫تسوغ متددها‬
‫الوهابية تبغي قوة حتميها‪ ،‬وآل سعود حتتاج مظلة دينية ّ‬
‫العسكري واستقرار حكمها‪ ،‬ضمن هدفني اسرتاتيجيني‪ :‬الفتح والغنيمة(((‪.‬‬
‫فكتابات وتعاليم ابن عبد الوهاب شدّ دت عىل لزوم طاعة احلاكم‪ ،‬وإن‬
‫كان ظاملـًا‪ ،‬وحرمة اخلروج عليه‪ .‬كام عملت عىل مجع زكوات الناس بانتظام من‬
‫دائم بفرقة عسكرية(((‪.‬‬
‫حمصلني مصحوبني ً‬‫خالل ّ‬
‫وكذلك عمد ابن عبد الوهاب إىل إرسال رسائل إىل العلامء خارج نجد‪،‬‬
‫يدعوهم لالنضواء حتت رايته راية آل سعود‪.‬‬
‫شيخا من رؤوس الوهابية حينها باحثوا علامء مكة‬ ‫من ذلك‪ ،‬أن ثالثني ً‬
‫زمن الرشيف مسعود بن سعيد‪ ،‬فتحقق لعلامء مكة َج ْه ُل الوهابيني‪ ،‬وبعد إقامة‬
‫الدليل عليهم ك َّفرهم قايض الرشع وحبسهم‪ .‬ثم منعهم أرشاف احلجاز بعدها‬
‫وتقرر الزحف‬
‫من احلج‪ .‬فتلقى ابن عبد الوهاب وابن سعود اخلرب كالصاعقة‪ّ ،‬‬
‫إىل احلجاز‪ ،‬بعد َو ْسم أهلها بالرشك والكفر‪ ،‬لعلهم بالقوة ينالون ما مل ينل‬

‫((( عثامن بن برش‪ ،‬الكتاب املسمى عنوان املجد يف تاريخ نجد‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫((( أ‪ .‬فاسيليف‪ ،‬فصول من تاريخ العربية السعودية‪ ،‬ص‪.75 ،74‬‬
‫‪15‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫باإلقناع(((‪.‬‬
‫بدأت القوات الوهابية بغارات عىل البالد املجاورة‪ ،‬ما َّ‬
‫بث اهللع يف قلوب‬
‫أهايل البالد األخرى(((‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬تكمن عوامل التمدد العسكري والسيايس للوهابية باآليت‪:‬‬
‫‪ 1-1‬الفرقة يف ما بني حكام نجد‪ ،‬أ َّدت إىل افرتاسهم من قبل الوهابية‪ ،‬الواحد‬
‫تلو اآلخر‪.‬‬
‫‪2-2‬الرصاع الداخيل بني األرس احلاكمة يف نجد‪ ،‬أ َّدى إىل إضعاف مقدراهتا‬
‫ملواجهة التحديات اخلارجية‪.‬‬
‫‪ 3-3‬هجرة عدد من القبائل النجدية إىل العراق نتيجة تزايد الضغط الوهايب‪.‬‬
‫‪ 4-4‬اعتناق بعض ضعاف النفوس الدي َن الوهايب بصورة سلمية‪ ،‬طل ًبا‬
‫للسالمة الدنيوية‪.‬‬
‫‪ 5-5‬تسويغ ابن عبد الوهاب الحتالل املدينتني املقدَّ ستني مكة واملدينة‪ ،‬بأهنام‬
‫حتت سيطرة الدولة العثامنية غري الرشعية بزعمه‪ ،‬فال مشكلة عندهم يف‬
‫وش ِّق العصا‪ ،‬ألهنم عند الوهابية ليسوا مسلمني‪.‬‬ ‫اخلروج عىل اجلامعة َ‬
‫‪ 6-6‬مصادرة ممتلكات القبائل التي يتم تصنيف أهلها من قبل الوهابية أهنم‬
‫يف خانة املرشكني‪.‬‬
‫كام أن التحالف بني الوهابيني والسعوديني صار يف صورة مصاهرة‪ ،‬فبعد‬
‫موت الشيخ ابن عبد الوهاب‪ ،‬أضحى سعود الكبري (الذي تزوج بنت ابن‬
‫عبد الوهاب) حاكم نجد األوحد‪ ،‬وإما ًما للوهابية‪ ،‬وهكذا استمر األمر مع‬
‫األحفاد‪ ،‬يف عقد مصاهرة دينية وسياسية(((‪.‬‬

‫((( أمحد بن زيني دحالن‪ ،‬أمراء البلد احلرام‪ ،‬ص‪.228 ،227‬‬


‫((( صالح الدين املختار‪ ،‬تاريخ اململكة العربية السعودية يف ماضيها وحارضها‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫((( مصطفى أبو حاكمة‪ ،‬ملع الشهاب يف أتباع الشيخ حممد بن عبد الوهاب‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪16‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث اخلامس‬
‫اعتقاد الوهابية التشبيه والتجسيم‬
‫يف حق اهلل‬

‫لقد جاء ُمحمد بن عبد الوهاب بدين جديد كام كان يذكر للناس‪ ،‬وبعقيدة‬
‫كفرية ب ّثها بني الناس ليضلهم عن طريق احلق‪ ،‬وما ذاك إال ح ًّبا للرياسة‪،‬‬
‫وخدمة لزعامئه اإلنكليز أعداء الدين الذين يبحثون بطرق ووسائل شتى هلدم‬
‫دين اإلسالم‪.‬‬
‫ثم إن امل ّطلع عىل كتبهم التي يذكرون فيها عقائدهم الفاسدة جيد أهنا حمشوة‬
‫بعقيدة التجسيم والتشبيه هلل تعاىل بخلقه والعياذ باهلل‪ ،‬وهي عقيدة خمالفة للقرآن‬
‫وللحديث وما كان عليه الرسول ﷺ من املعتقد والصحابة ومن تبعهم بإحسان‬
‫إىل يومنا هذا‪.‬‬
‫فالوهابية عىل عقيدة التشبيه والتجسيم‪ ،‬أما أهل السنة واجلامعة فهم ينزهون‬
‫اهلل تعاىل عن صفات املخلوقني كاجللوس واالستقرار والتحيز واملكان‪ ،‬نقل‬
‫اإلمام أبو منصور البغدادي((( اإلمجاع عىل تنزيه اهلل عن املكان فقال(((‪« :‬وأمجعوا‬

‫((( عبد القاهر بن طاهر بن ُمحمد البغدادي أبو منصور األستاذ الكامل ذو الفنون‪ ،‬الفقيه األصويل‬
‫األديب الشاعر النحوي‪ ،‬املاهر ىف علم احلساب‪ ،‬العارف بالعروض‪ .‬ورد نيسابور مع أبيه أيب عبد اهلل‬
‫طاهر بن ُمحمد البغدادي التاجر‪ ،‬وكان ذا مال وثروة‪ ،‬أنفق عبد القاهر ماله عىل أهل العلم‪ .‬درس‬
‫التكامنية إىل أسفرايني‪،‬‬‫تسعة عرش نو ًعا من العلوم‪ ،‬واستفاد منه الناس‪ .‬خرج عن نيسابور ىف أيام ّ‬
‫فامت هبا سنة تسع وعرشين وأربعامئة‪ ،‬ودفن هبا عند األستاذ أيب إسحاق‪ .‬مجال الدين القفطي‪ ،‬إنباه‬
‫الرواة عىل أنباه النحاة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.185‬‬
‫((( أبو منصور البغدادي‪ ،‬الفرق بني الفرق‪ ،‬ص‪.333‬‬
‫‪17‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫عىل أنه ال حيويه مكان وال جيري عليه زمان»‪ ...‬وقد قال أمري املؤمنني((( ريض‬
‫أيضا ‪ « :‬قد‬
‫إظهارا لقدرته ال مكانًا لذاته» وقال ً‬
‫ً‬ ‫اهلل عنه ‪« :‬إن اهلل خلق العرش‬
‫كان اهلل وال مكان‪ ،‬وهو اآلن عىل ما كان» (تصوير رقم ‪.)5‬‬
‫فالوهابية بذلك وافقت معتقد اليهود حيث قالوا باجللوس يف حق اهلل تعاىل‬
‫والعياذ باهلل‪.‬‬
‫وهذه بعض املواضع ممَّا يسمى بالعهد القديم التوراة املحرفة لليهود‪ ،‬التي‬
‫يرصحون فيها بنسبة اجللوس إىل اهلل تعاىل‪ ،‬يقول اليهود يف ما يسمونه «سفر‬
‫مزامري»‪ ،‬اإلصحاح (‪ )47‬الرقم (‪« :)8‬اهلل جلس عىل كريس قدسه»‪.‬‬
‫أسسا عقائدية عندهم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وهنا إليك طائفة من أقوال الوهابية‪ ،‬تعترب‬
‫تعتمد اللفظ عينه من كتب اليهود‪ ،‬ففي كتاب جمموع الفتاوى((( البن تيمية‬
‫احلراين(((‪ ،‬الذي يعتربه الوهابي ُة ُ‬
‫أتباع ُمحمد بن عبد الوهاب إما َمهم‪ ،‬يقول‬
‫(تصوير رقم ‪« : )6‬إن حممدً ا رسول اهلل (صىل اهلل عليه وسلم) جيلسه ربه عىل‬
‫العرش معه»‪.‬‬
‫جمسم‬
‫ويف كتاب األسامء والصفات((( يقول املجسم ابن تيمية مؤ ّيدً ا قول ّ‬
‫آخر (تصوير رقم ‪« :)7‬قال‪-‬أي ابن حامد املجسم‪ -‬إذا جاءهم وجلس عىل‬
‫كرسيه أرشقت األرض كلها بأنواره»‪ .‬نعوذ باهلل من هذا الكفر الرصيح‪.‬‬
‫واعلم أن لفظة اجللوس مل يرد إطالقها عىل اهلل‪ ،‬ال يف القرآن وال يف احلديث‪،‬‬

‫((( أبو منصور البغدادي‪ ،‬الفرق بني الفرق‪ ،‬ص ‪.333‬‬


‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬جمموعة الفتاوى‪ ،‬م‪ ،3‬ص‪.229‬‬
‫اني‪،‬‬
‫احلر ّ‬
‫النمريي ّ‬
‫ّ‬ ‫((( ابن تيمية‪ ،‬أمحد بن عبد احلليم بن عبد السالم بن عبد اهلل بن أيب القاسم اخلرض‬
‫ّ‬
‫واستدل‪ ،‬و ُطلب إىل مرص من‬ ‫تقي الدين‪ ،‬ويف الدرر الكامنة أنه ناظر العلامء‬
‫الدمشقي‪ ،‬أبو العباس‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫أجل فتوى خمالفة أفتى هبا فقصدها وسجن مدة ونقل إىل اإلسكندرية وتواىل إطالقه وسجنه حتى مات‬
‫ً‬
‫معتقل بقلعة دمشق‪ ،‬من كتبه‪« :‬اجلمع بني العقل والنقل»‪ ،‬و«الصارم املسلول عىل شاتم الرسول»‪ .‬ولد‬
‫وتوف سنة ‪ 728‬هـ‍ ـ ‪1328‬م‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.144‬‬ ‫سنة ‪‍ 661‬ه ـ ‪ 1263‬م‪ّ ،‬‬
‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬األسامء والصفات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.81‬‬
‫‪18‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫فال جيوز إطالقها عىل اهلل‪ ،‬لعدم ورودها يف الرشع‪ ،‬إذ ما أطلق اهلل عىل نفسه من‬
‫األسامء والصفات أطلقناه عليه‪ ،‬وما ال فال‪ .‬وأما إطالقها عىل اهلل‪ ،‬فهذا من بدع‬
‫ابن تيمية الكفرية‪ ،‬وأتباعه الوهابية املشبهة(((‪ ،‬و َمن وافقهم‪.‬‬
‫ويقول سليامن بن سحامن املجسم((( (تصوير رقم ‪« :)8‬إذا جلس تبارك‬
‫وتعاىل عىل الكريس سمع له أطيط كأطيط الرحل اجلديد»‪.‬‬
‫وانظر يف كتاب رد الدارمي((( عىل برش املرييس((( (تصوير رقم ‪ ،)9‬إىل كذبه‬
‫عىل اهلل وعىل دينه‪ ،‬فإنه يقول فيه‪« :‬إن كرسيه وسع السموات واألرض‪ ،‬وإنه‬
‫ليقعد عليه فام يفضل منه إال قدر أربع أصابع‪ ،‬ومد أصابعه األربعة‪ ،‬وإن له‬
‫ِ‬
‫َأطي ًطا كأطيط ّ‬
‫الرحل اجلديد‪ ،‬إذا ركبه من يثقله»‪ ،‬وينسب هذا الكفر إىل النبي‬
‫ﷺ‪ ،‬والعياذ باهلل‪ ،‬وهذا الكتاب معتمد عند الوهابية‪.‬‬
‫ويف الكتاب عينه يفرتي الدارمي((( (تصوير رقم ‪ )10‬عىل رسول اهلل ﷺ‬
‫فيقول‪« :‬آيت باب اجلنة فيفتح يل فأرى ريب وهو عىل كرسيه تارة يكون بذاته عىل‬
‫العرش وتارة يكون بذاته عىل الكريس»‪ ،‬ما هذا الكفر العجيب؟!‬
‫ويقول الدارمي((( (تصوير رقم ‪ )11‬كاذ ًبا عىل جعفر بن أيب طالب ريض اهلل‬

‫((( املش ّبهة‪ :‬من الفرق اخلارجة عن اإلسالم‪ ،‬واملش ّبهة صنفان‪ :‬صنف ش ّبهوا ذات البارئ بذات غريه‪،‬‬
‫وكل صنف من هذين الصنفني مفرتقون إىل أصناف‬ ‫وصنف آخرون ش ّبهوا صفاته بصفات غريه‪ّ ،‬‬
‫شتّى‪ ،‬وأول ظهور التشبيه صادر عن بعض الغالة‪ ،‬ومنهم الس ّبابية الذين سموا عل ًّيا إهلـًا وش ّبهوه‬
‫بذات اإلله‪ ،‬ومنهم البيانية أتباع بيان بن سمعان الذي زعم أن معبوده إنسان من ثور عىل صورة‬
‫اإلنسان يف أعضائه‪ ،‬وأنه يفنى ك ّله إال وجهه‪ ،‬وغريهم كثري‪ .‬البغدادي‪ ،‬الفرق بني الفرق‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫((( سليامن بن سحامن(املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى الضياء الشارق‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫((( عثامن بن سعيد بن خالد الدارمي السجستاين‪ ،‬أبو سعيد‪( ،‬وهو مشبه جمسم هلل) تويف سنة ‪282‬هـ‪،‬‬
‫من تصانيفه‪« :‬رد الدارمي عىل برش املرييس»‪ ،‬وهو غري اإلمام احلافظ السني أيب ُمحمد عبد اهلل بن‬
‫هبرام الدارمي رمحه اهلل صاحب كتاب السنن الذي تويف سنة ‪255‬هـ‪ ،‬فليتنبه هلذا‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪،‬‬
‫ج‪ ،9‬ص‪.57‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪19‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫عنه أنه سمع امرأ ًة تقول‪« :‬يوم جيلس امللك عىل الكريس»‪ ،‬ثم نسب الدارمي إىل‬
‫زورا أنه ضحك وعجب من ذلك‪ .‬انظر كيف جترأ والعياذ باهلل عىل‬ ‫النبي ﷺ ً‬
‫نسبة الكفر إىل النبي ﷺ!‬
‫وهذا الكتاب تشمئز منه نفوس الذين آمنوا‪ ،‬من بشاعة الكفر الذي فيه‪.‬‬
‫تعصب لزعيمهم ابن تيمية‬ ‫ومتسكهم هبذا الكتاب مع ما فيه من الكفر والضالل ُّ‬
‫الذي مدح هذا الكتاب‪ ،‬وحث عىل مطالعته‪ ،‬وا َّدعى كذ ًبا أنه يشتمل عىل عقيدة‬
‫الصحابة والسلف‪.‬‬
‫ويقول الدارمي(((‪ ،‬والعياذ باهلل من هذا الكفر (تصوير رقم ‪« : )12‬وقد‬
‫بلغنا أهنم حني محلوا العرش وفوقه اجلبار يف عزته وهبائه‪ ،‬ضعفوا عن محله‪،‬‬
‫واستكانوا وجثوا عىل ُركَبهم‪ ،‬حتى ُل ِّقنُوا «ال حول وال قوة إال باهلل»‪ ،‬فاستقلوا به‬
‫الح َم َل ُة وال السموات وال‬
‫بقدرة اهلل وإرادته‪ ،‬ولوال ذلك ما استقل به العرش وال َ‬
‫األرض وال من فيهن‪ ،‬ولو قد شاء ‪ -‬يعني اهلل بزعمه‪ -‬الستقر عىل ظهر بعوضة‪،‬‬
‫فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته‪ ،‬فكيف عىل عرش عظيم»‪ .‬انظروا إىل دين‬
‫(((‬
‫الوهابية‪ ،‬أتباع ابن تيمية وابن قيم اجلوزية((( و ُمحمد بن عبد الوهاب وابن باز‬

‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫((( ابن قيم اجلوزية‪ُ ،‬محمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ .‬مولده ووفاته‬
‫يف‏دمشق‪ .‬تتلمذ البن تيمية‪ ،‬حتى كان ال خيرج عن شىء من أقواله‪ ،‬بل ينترص له يف مجيع ما يصدر‬
‫عنه‪ .‬وهو الذي‏هذب كتبه ونرشها‪ ،‬وسجن معه يف قلعة دمشق‪ ،‬وأهني وعذب بسببه‪ ،‬وطيف به عىل‬
‫بالعيص‪ ،‬وأطلق‏بعد موت ابن تيمية‪ .‬وألف تصانيف كثرية منها‪« :‬إعالم املوقعني»‪ .‬ولد‬
‫ّ‬ ‫مجل مرضو ًبا‬
‫سنة ‪691‬هـ‪ ،‬وتويف سنة ‪751‬هـ‪ .‬الزركيل‪،‬‏األعالم‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.56‬‏‬
‫بصريا‪،‬‬
‫((( عبد العزيز بن عبد اهلل آل باز‪ ،‬ولد يف ذي احلجة سنة ‪ 1330‬هـ بمدينة الرياض‪ ،‬وكان ً‬
‫ثم أصابه مرض يف عينيه ففقد البرص عام ‪1355‬هـ‪ .‬تتلمذ عىل يد رؤوس الوهابية املشبهة وترقى‬
‫رئيسا ملا يسمى إدارات البحوث العلمية واإلفتاء والدعوة‬
‫يف مدارجهم حتى صدر األمر بتعيينه ً‬
‫ورئيسا ملا يسمى هيئة كبار العلامء وإدارة البحوث العلمية‬
‫ً‬ ‫واإلرشاد‪ ،‬ثم مفت ًيا عا ًّما للمملكة‬
‫واإلفتاء‪( ،‬له مؤلفات حشاها بالتجسيم والتشبيه)‪ .‬الكتاب املسمى املعجم اجلامع يف تراجم العلامء‬
‫وطلبة العلم املعارصين‪ ،‬إعداد ما يسمى ملتقى أهل احلديث‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.167‬‬
‫‪20‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫الستقر عىل ظهر بعوضة‬


‫َّ‬ ‫والعثيمني(((‪ ،‬ما أسخف دينهم! يقولون‪ :‬إن اهلل لو شاء‬
‫تصوروا خالقهم أصغر من بعوضة‬‫وطارت به‪ ،‬فيا لسخافة عقول هؤالء الذين ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وأسفه وأبئس‪.‬‬ ‫حجم! فأت ِْع ْس هبم‬ ‫أو أكرب من العرش‬
‫ً‬
‫ويف كتاب «رشح القصيدة النونية»((( يقول حممد خليل اهلراس (املجسم)‬
‫شارحا أبيات ابن قيم اجلوزية (تصوير رقم ‪« :)13‬عن جماهد(((‪- :‬كاذ ًبا عليه‪-‬‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫إن املقام املحمود هو أن اهلل جيلس رسوله معه عىل العرش»‪.‬‬
‫ويف الكتاب املسمى «معارج القبول» يقول حافظ حكمي املجسم((( (تصوير‬
‫نقل ـ وهو كاذب ـ عن جعفر بن أيب طالب ريض اهلل‬‫رقم ‪ ،)14‬والعياذ باهلل‪ً ،‬‬
‫عنه عن امرأة قالت‪« :‬يوم جيلس امللك عىل الكريس فيأخذ للمظلوم من الظامل»‪.‬‬
‫ويقول هذا األخري املجسم((( (تصوير رقم ‪ ،)15‬والعياذ باهلل‪« :‬قال النبي‬
‫(صىل اهلل عليه وسلم)‪ :‬إن اهلل ينزل إىل السامء الدنيا‪ ،‬وله يف كل سامء كريس‪،‬‬
‫فإذا نزل إىل سامء الدنيا جلس عىل كرسيه ثم مد ساعديه‪ ...‬فإذا كان عند الصبح‬
‫ارتفع فجلس عىل كرسيه»‪ .‬يكذبون عىل اهلل وعىل رسوله ﷺ وال يستحون‪،‬‬
‫وهذا دأب الوهابية‪.‬‬
‫ويقول هذا املجسم((( (تصوير رقم ‪ ،)16‬والعياذ باهلل‪« :‬فإذا كان يوم اجلمعة‬

‫املجسم)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التمـيمي (املش ّبه‬
‫ّ‬ ‫الوهيبي‬
‫ّ‬ ‫الرحمن العثيمـني‬
‫ٰ‬ ‫((( حممـد بن صالح بن حممـد بن سليامن بن عبد‬
‫ت ‪1421‬هـ‪ .‬بدأ التدريس منذ عام ‪1370‬هـ يف اجلامع الكبري بعنيزة عىل نطاق ضيق يف عهد شيخه‬
‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫مدرسا يف املعهد‬
‫ً‬ ‫العلمي يف الرياض عني‬
‫ّ‬ ‫السعدي وبعد أن خترج من املعهد‬
‫ّ‬ ‫الرحمن‬
‫ٰ‬ ‫عبد‬
‫يسمى هيئة كبار العلامء‪ .‬الكتاب املسمى املعجم اجلامع يف‬ ‫ّ‬ ‫ما‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫عضو‬
‫ً‬ ‫كان‬ ‫‪1374‬هـ‪.‬‬ ‫عام‬ ‫بعنيزة‬
‫يسمى ملتقى أهل احلديث‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.298‬‬ ‫تراجم العلامء وطلبة العلم املعارصين‪ ،‬إعداد ما ّ‬
‫(املجسم)‪ ،‬رشح القصيدة النونية‪ ،‬ص‪.259‬‬ ‫ّ‬ ‫((( ُمحمد خليل اهلراس‬
‫الذهبي‪ :‬شيخ‬
‫ّ‬ ‫مفسر من أهل مكة‪ ،‬قال‬ ‫تابعي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫املكي‪ ،‬موىل بني خمزوم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫احلجاج‬
‫((( جماهد بن جرب‪ ،‬أبو ّ‬
‫واستقر يف‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫القراء واملفرسين‪ ،‬أخذ التفسري عن ابن عباس‪ ،‬قرأ ُه عليه ثالث مرات‪ ،‬تن ّقل يف األسفار‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وتوف سنة ‪104‬ه ‍ـ ‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.278‬‬ ‫الكوفة‪ ،‬ولد سنة ‪ 21‬هـ‍‪ّ ،‬‬
‫((( حافظ حكمي (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى معارج القبول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.128 ،127‬‬
‫((( حافظ حكمي (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى معارج القبول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.235‬‬
‫((( حافظ حكمي (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى معارج القبول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.257‬‬
‫‪21‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫نزل ربنا عز وجل عىل كرسيه أعىل ذلك الوادي»‪.‬‬


‫أيضا (تصوير رقم ‪ )17‬للنبي ﷺ أنه قال‪« :‬فآيت‬
‫وينسب هذا املجسم((( ً‬
‫ريب وهو عىل كرسيه أو عىل رسيره»‪.‬‬
‫ويف الكتاب املسمى «الفوائد»((( (تصوير رقم ‪ )18‬البن قيم اجلوزية ما‬
‫يوهم تشبيه اهلل بخلقه‪ ،‬من نسبة املكان له سبحانه‪ ،‬ذلك أنه يستعمل عبارات‬
‫رصح‪ ،‬وتار ًة أخرى يلمح‪ ،‬ليزرع التشبيه‬ ‫مومهة املكان يف حق اهلل تعاىل‪ ،‬فتارة ُي ّ‬
‫هلل يف نفس القارئ‪ ،‬ويف الكتاب املسمى «الضياء الشارق»((( (تصوير رقم ‪،)19‬‬
‫يقول‪[ :‬املتقارب]‬
‫أيضا فال ن َْج َحدُ ْه‬ ‫ِ‬
‫العرش ً‬ ‫عىل‬ ‫ـاد ِه‬
‫ـث بــإقــعـ ِ‬‫«وأمـــا حــديـ ٌ‬
‫وال تُنكروا أنــه يـ ْقـ ِ‬
‫ـعــدُ ْه‬ ‫فــا تُــنــكــروا أنـــه قــاعــدٌ‬
‫ُ ُ‬
‫فيه ما ُي ْف ِســدُ ْه»‬
‫وال تُدْ ِخ ُلــوا ِ‬ ‫احلديث عــى َو ْج ِه ِه‬
‫َ‬ ‫ــروا‬ ‫ِ‬
‫أم ُّ‬
‫وقد كذب عىل الدارقطني((( يف نسبة هذا الشعر له‪.‬‬
‫ويف الكتاب املسمى «فتح املجيد رشح كتاب التوحيد»((( (تصوير رقم ‪،)20‬‬

‫((( حافظ حكمي (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى معارج القبول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.267‬‬
‫((( ابن قيم اجلوزية‪ ،‬الكتاب املسمى الفوائد‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫((( سليامن بن سحامن‪ ،‬الكتاب املسمى الضياء الشارق يف رد شبهات املازق املارق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫مهدي بن مسعود بن النعامن بن دينار بن عبد اهلل‬
‫ّ‬ ‫علي بن عمر بن أمحد بن‬
‫((( الدارقطني‪ ،‬أبو احلسن ّ‬
‫املجود شيخ اإلسالم‪َ ،‬ع َلم اجلهابذة‪ ،‬املقرئ املحدّ ث‪ ،‬من أهل حملة دار‬
‫ِّ‬ ‫البغدادي‪ ،‬اإلمام احلافظ‬
‫ّ‬
‫أئمة الدنيا‪ ،‬انتهى إليه احلفظ ومعرفة علل‬
‫القطن ببغداد‪ ،‬ولد سنة ‪306‬ه‍‪ ،‬كان من بحور العلم‪ ،‬ومن ّ‬
‫احلديث ورجاله‪ ،‬مع التقدُّ م يف القراءات وطرقها‪ ،‬وقوة املشاركة يف الفقه واالختالف واملغازي وأيام‬
‫توف يوم اخلميس‪ٍ ،‬‬
‫لثامن خلون من ذي القعدة سنة‬ ‫الناس وغري ذلك‪ ،‬من مصنفاته‪« :‬السنن والعلل»‪ّ .‬‬
‫‪385‬ه‍‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪608‬ـ‪ ،612‬رقم الرتمجة ‪.3679‬‬
‫الرحمن بن حسن بن ُمحمد بن عبد الوهاب‪ ،‬الكتاب املسمى فتح املجيد رشح كتاب التوحيد‪،‬‬ ‫ٰ‬ ‫((( عبد‬
‫ص‪.356‬‬
‫‪22‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫يقول حفيد ُمحمد بن عبد الوهاب مواف ًقا لعقيدة اليهود‪« :‬قال الذهبي(((‪ :‬حدث‬
‫وكيع((( عن إرسائيل بحديث‪ :‬إذا جلس الرب عىل الكريس»‪ .‬ما هذا الكفر!‬
‫وقد قام كبري دعاهتم‪ ،‬وهو ابن باز‪ ،‬بمراجعة هذا الكتاب واملوافقة عىل طبعه‪،‬‬
‫مع مراجعة احلوايش التي كتبها ُمحمد حامد الفقي‪ ،‬واستحسن ما فيه وأثنى‬
‫عليه بعبارات كثرية‪.‬‬
‫ويف كتاب العقيدة الوهابية املسمى «عقيدة أهل اإليامن يف خلق آدم عىل‬
‫الرحمن»((( وفيه تقريظ من ابن باز للمؤلف (تصوير رقم ‪ ،)21‬يقول‬ ‫ٰ‬ ‫صورة‬
‫مؤلفه ‪ « :‬فهذا املعنى عند أهل الكتاب من الكتب املأثورة عن األنبياء كالتوراة‪،‬‬
‫ِ‬
‫فإن يف الس ْفر األول منها‪ :‬سنخلق ً‬
‫برشا عىل صورتنا ُيشبهها وقد قدمنا أنه جيوز‬
‫االستشهاد عند أهل الكتاب إذا وافق ما يؤثر عن نبينا‪( »...‬تصوير رقم ‪.)22‬‬
‫أيضا((( (تصوير رقم ‪« : )23‬حديث ابن عباس‬ ‫ويقول مؤلف هذا الكتاب ً‬
‫ريض اهلل عنه‪ :‬أن موسى رضب احلجر لبني إرسائيل فتفجر وقال «ارشبوا يا‬
‫محري» فأوحى اهلل تبارك وتعاىل إليه‪« :‬عمدت إىل خلق من خلقي خلقتهم عىل‬
‫صوريت فشبهتهم باحلمري»‪ .‬والعياذ باهلل من الكذب عىل اهلل وعىل أنبيائه‪.‬‬

‫حممد بن أمحد بن عثامن بن قايامز بن عبد اهلل‪ ،‬الرتكامين األصل‪ ،‬الفارقي ثم الدمشقي‪ ،‬أبو‬
‫((( الذهبي‪َّ ،‬‬
‫عبد اهلل شمس الدين الذهبي‪ .‬ولد يف ثالث ربيع اآلخر سنة ‪673‬هـ‪ .‬مهر يف فن احلديث‪ ،‬ومن‬
‫مؤلفاته‪« :‬سري أعالم النبالء»‪ ،‬و«فتح املطالب يف مناقب عيل بن أيب طالب»‪ .‬ابن حجر العسقالين‪،‬‬
‫الدرر الكامنة‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،66‬رقم الرتمجة‪.894‬‬
‫((( وكيع بن اجلراح بن مليح بن عدي بن فرس بن مججمة بن سفيان بن احلارث بن عمرو بن عبيد بن‬
‫رؤاس‪ ،‬اإلمام احلافظ‪ ،‬حمدث العراق‪ ،‬أبو سفيان الرؤايس‪ ،‬الكويف‪ ،‬أحد األعالم‪ .‬ولد سنة تسع‬
‫وعرشين ومائة‪ .‬وقال خليفة وهارون بن حاتم‪ :‬ولد سنة ثامن وعرشين‪ .‬واشتغل يف الصغر‪ .‬وسمع‬
‫من‪ :‬هشام بن عروة‪ ،‬وسليامن األعمش‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬وغريهم كثري‪ .‬عاش ثامين وستني سنة سوى‬
‫شهر أو شهرين‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ 140‬وما بعدها‪ ،‬رقم الرتمجة ‪.48‬‬
‫((( محود بن عبد اهلل التوجيري (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى عقيدة أهل اإليامن يف خلق آدم عىل صورة‬
‫الرحمن‪ ،‬ص‪.77 ،76‬‬
‫ٰ‬
‫((( محود بن عبد اهلل التوجيري (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى عقيدة أهل اإليامن يف خلق آدم عىل صورة‬
‫الرحمن‪ ،‬ص‪.31‬‬‫ٰ‬
‫‪23‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫أيضا((( (تصوير رقم ‪« :)24‬اهلل تعاىل خلق اإلنسان عىل صورة وجهه‬‫ويقول ً‬
‫الذي هو صفة من صفات ذاته»‪ .‬وحاشا لرسول اهلل ﷺ أن ُيش ِّبه اهلل بخلقه‪.‬‬
‫فمن أين جيلبون هذا الكالم وينسبونه لرسول اهلل ﷺ!؟‬
‫وهذا يدل عىل أن الوهابية يعتقدون هذا الكفر البشع‪ ،‬وإن أخفوه عن كثري‬
‫من العوام‪ ،‬ومنهم من خلع ثوب احلياء‪ ،‬ورمى إزار اخلجل عن نفسه‪ ،‬حتى‬
‫َبدَ ْت َس ْو َأ ُت ُه و َظ َه َر َع َو ُر ُه‪ ،‬وبان كفره واتضح ُّ‬
‫رشه؛ فانظر أهيا املطالع الفطن‬
‫إىل الوهابية‪ ،‬كيف أهنم مل يتورعوا عن أبشع الكفريات‪ ،‬وأعظم ِ‬
‫الف ْريات‪ ،‬فامذا‬
‫أبقوا بعد هذا التشبيه الرصيح؟!‬
‫ولنتابع ذكر مفاسد معتقدهم وآرائهم‪ ،‬لتعرف مدى ُب ْعدهم عن احلق‪.‬‬
‫يف كتاب «رد الدارمي عىل برش املرييس» السابق ذكره‪ ،‬الذي هو خمبأة لكفر‬
‫املشبهة‪ ،‬يقول املؤلف((( (تصوير رقم ‪« :)25‬كل وجه هالك إال وجه نفسه تعاىل‬
‫الذي هو أحسن الوجوه وأمجل الوجوه وأنور الوجوه»‪.‬‬
‫أيضا((( (تصوير رقم ‪(« :)26‬يصعد امل َلك بكلامت الذكر) حتى‬
‫ويقول ً‬
‫الرحمن»‪.‬‬
‫ٰ‬ ‫ُي َح ّيي هبن وجه‬
‫ويقول الدارمي((( (تصوير رقم ‪ )27‬ناس ًبا الكالم البن مسعود ريض اهلل‬
‫زورا وهبتانًا‪« :‬نور السموات واألرض من نور وجهه‪ ،‬والنور ال خيلو من‬
‫عنه ً‬
‫أن يكون له إضاءة واستنارة ومنظر ورواء‪ ،‬وأنه يدرك يومئذ بحاسة النظر إذا‬
‫كشف عنه احلجاب كام يدرك الشمس والقمر يف الدنيا»‪.‬‬
‫واعلم أخي املسلم أن عقيدة املشبهة الوهابية مثيلة لعقيدة اليهود‪ ،‬يد ّلسون‬

‫((( محود بن عبد اهلل التوجيري (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى عقيدة أهل اإليامن يف خلق آدم عىل صورة‬
‫الرحمن‪ ،‬ص‪.40‬‬‫ٰ‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.190‬‬
‫‪24‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫عىل العوام وعىل ضعفاء العقول حتى يب ُّثوا سمومهم القتّالة بني املسلمني‪،‬‬
‫وهؤالء خطرهم كبري جدً ا عىل املجتمع اإلسالمي أكثر من خطر اليهود‪ ،‬ألن‬
‫املسلم يعرف ضالل اليهود وكفرهم فيحذرهم‪ ،‬أما هؤالء الوهابية فإهنم من‬
‫جلدتنا ويلبسون ثيابنا ويتكلمون بألسنتنا‪ ،‬فمن مل يعرف رشهم ويحذره وقع‬
‫فيه وهلك‪ ،‬فلذلك كان التحذير منهم واج ًبا رشع ًّيا‪.‬‬
‫واآلن سنعرض بعض كالم اليهود‪ ،‬ويف املقابل كالم املشبهة الوهابية‪ ،‬لبيان‬
‫مماثلتهم يف معتقدات اليهود‪ ،‬فإليك اآليت‪:‬‬
‫يف التوراة املحرفة يف ما يسمونه «سفر خروج» اإلصحاح ‪ 19‬رقم ‪ 19‬يقول‬
‫اليهود لعنهم اهلل‪« :‬وموسى يتكلم‪ ،‬واهلل جييبه بصوت»‪.‬‬
‫ويف ما يسمونه «سفر أيوب» اإلصحاح ‪ 37‬رقم (‪ )6-2‬يقول اليهود لعنهم‬
‫اهلل‪« :‬فناداه الرب من اجلبل‪ ...‬فاآلن إن سمعتم لصويت وحفظتم عهدي»‪.‬‬
‫ويف ما يسمونه «سفر تثنية» اإلصحاح ‪ 4‬رقم (‪ )36-35‬يقول اليهود لعنهم‬
‫اهلل‪« :‬لتعلم أن الرب هو اإلله ليس آخر سواه من السامء أسمعك صوته»‪.‬‬
‫وبعد أن استعرضنا كالم اليهود‪ ،‬نذكر كالم الوهابية الذي فيه نسبة الصوت‬
‫إىل اهلل‪ ،‬كام هو شأن اليهود‪:‬‬
‫ففي كتاب «جمموع الفتاوى»((( يقول مؤلفه‪ ،‬والعياذ باهلل (تصوير رقم‬
‫‪« :)28‬ومجهور املسلمني يقولون ‪ :‬إن القرآن العريب كالم اهلل‪ ،‬وقد تكلم‬
‫زورا‬
‫به بحرف وصوت»‪ .‬وهذا هو شأنه ينسب كفره وضالله للمسلمني ً‬
‫وهبتانًا‪.‬‬
‫ويف كتاب «رشح القصيدة النونية» يقول حممد خليل اهلراس (املجسم)‬
‫شارحا أبيات ابن القيم السابق ذكره(((‪ ،‬عن القرآن الكريم (تصوير رقم ‪:)29‬‬
‫ً‬

‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬جمموع الفتاوى‪ ،‬م‪ ،5‬ص‪.556‬‬


‫((( حممد خليل اهلراس (املجسم)‪ ،‬رشح القصيدة النونية‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪25‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫«تكلم اهلل به بألفاظه ومعانيه بصوت نفسه»‪.‬‬


‫ويف الكتاب املسمى «فتاوى العقيدة»((( يقول صاحبه ابن عثيمني (تصوير‬
‫رقم ‪« :)30‬يف هذا إثبات القول هلل‪ ،‬وأنه بحرف وصوت‪ ،‬ألن أصل القول ال‬
‫بد أن يكون بصوت»‪.‬‬
‫ويف نسخة التوراة املحرفة يف ما يسمونه «سفر أيوب» اإلصحاح ‪ 37‬رقم‬
‫(‪ )6-2‬يقول اليهود لعنهم اهلل تعاىل‪« :‬اسمعوا سام ًعا رعد صوته والرمذمة‬
‫«م ْن فِ ْي ِه» أي فمه عىل زعمهم‪.‬‬
‫اخلارجة من فيه حتت كل السموات»‪ .‬وقوهلم ِ‬
‫وعىل هذا املنوال نسج الوهابية من زعيمهم ابن تيمية وأسالفهم املشبهة إىل‬
‫املعارصين لنا يف هذه األيام‪.‬‬
‫ويف كتاب «األسامء والصفات»((( يقول ابن تيمية يف معرض ر ّده عىل‬
‫جل ْهم َّية((( (تصوير رقم ‪« : )31‬وحديث الزهري((( قال‪ :‬ملا سمع موسى كالم‬ ‫ا َ‬
‫ربه قال‪ :‬يا رب هذا الذي سمعته هو كالمك؟ قال‪ :‬نعم يا موسى هو كالمي‬
‫وإنام كلمتك بقوة عرشة آالف لسان… فلام رجع موسى إىل قومه قالوا له‪:‬‬
‫صف لنا ربك‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان اهلل‪ ،‬وهل أستطيع أن أصفه لكم‪ ،‬قالوا‪ :‬فشبهه؟‬
‫قال‪ :‬سمعتم أصوات الصواعق التي تقبل يف أحىل حالوة سمعتموها؟ فكأنه‬
‫مثله»‪ .‬وك َِذ ُبه عىل اهلل وعىل األنبياء والعلامء ال خيفى عىل أقل مسلم‪ ،‬والعياذ باهلل‬
‫من هذا الضالل املبني والكفر العظيم‪.‬‬

‫((( ُمحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى العقيدة‪ ،‬ص‪.72‬‬


‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬األسامء والصفات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.73‬‬
‫اجل ْهمية‪ :‬أتباع َج ْهم بن صفوان الذي زعم أن اجلنة والنار تبيدان وتفنيان‪ ،‬وأن علم اهلل تعاىل حادث‪،‬‬ ‫((( َ‬
‫حي‪ ،‬وقال بحدوث كالم اهلل تعاىل‪ ،‬فاتفق أصناف الناس‬ ‫وامتنع من وصف اهلل عز وجل بأنه عامل أو ّ‬
‫عىل تكفريه هو ومجاعته‪ .‬البغدادي‪ ،‬الفرق بني الفرق‪ ،‬الفصل‪ ،6‬ص‪.200، 199‬‬
‫قصي بن كالب‪ ،‬اإلمام اجلليل‪ ،‬أبو عبد‬
‫ّ‬ ‫((( املِ ْس َور بن ْم َ َرمة بن نوفل بن ُأ َه ْيب بن عبد مناف بن ُز ْهرة بن‬
‫الز ْه ِر ّي‪ ،‬ولد بمكّة بعد اهلجرة بعامني‪ ،‬وهبا تويف هلالل ربيع اآلخر‪،‬‬
‫القريش‪ُّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الرحمن‪ ،‬وأبو عثامن‬‫ٰ‬
‫سنة ‪64‬ه‍‪ .‬العسقالين‪ ،‬اإلصابة‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .119‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪198‬ـ‪،200‬‬
‫رقم الرتمجة ‪.418‬‬
‫‪26‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ويف كتاب «رد الدارمي عىل املرييس» يقول املؤلف((( (تصوير رقم ‪:)32‬‬
‫«وهو يعلم األلسنة كلها ويتكلم بام شاء منها‪ ،‬إن شاء تكلم بالعربية وإن شاء‬
‫بالعربية وإن شاء بالرسيانية»‪ .‬الوهابية تتفنن بأنواع التجسيم والتشبيه والكفر‪.‬‬
‫ومما يدل عىل فساد معتقد الوهابية كالم أحد الزعامء البارزين عندهم‪ ،‬وهو‬
‫ابن العثيمني‪ ،‬فقد قال((( (تصوير رقم ‪« : )33‬املتكلم باللغة يتكلم بلسان‪ ،‬أما‬
‫الرب عز وجل فال جيوز أن نثبت له اللسان وال أن ننفيه عنه‪ ،‬ألنه ال علم لنا‬
‫بذلك»‪.‬‬
‫وهذا دليل عىل ختبطهم يف أمور العقيدة‪ ،‬وكأهنم مل يفهموا قوله تعاىل‪:‬‬
‫ﭽﭡ ﭢ ﭣﭼ(((‪.‬‬
‫واعلم أن نسبة الفم واللسان واللغة واحلرف إىل اهلل تعاىل هي كفر من بدع‬
‫املجسمة والوهابية املشبهة‪.‬‬
‫ويف التوراة املحرفة ويف ما يسمونه «سفر خروج» اإلصحاح ‪ 20‬رقم ‪10‬‬
‫يقول اليهود‪« :‬واسرتاح يف اليوم السابع»‪.‬‬
‫ويف ما يسمونه «سفر زكريا» اإلصحاح ‪ 8‬رقم (‪ )23-20‬يقول اليهود عن‬
‫أيضا أذهب»‪.‬‬
‫اهلل ‪« :‬أنا ً‬
‫ويف ما يسمونه «سفر خروج» اإلصحاح ‪ 19‬رقم ‪ 9‬يقول اليهود‪« :‬قال‬
‫الرب ملوسى ها أنا ٍ‬
‫آت إليك يف ظالم السحاب»‪.‬‬
‫ويف ما يسمونه ‪«:‬سفر خروج» اإلصحاح ‪ 13‬رقم ‪ 21‬يقول اليهود‪« :‬وكان‬
‫هنارا»‪.‬‬
‫الرب يسري أمامهم ً‬
‫رأيت ـ تشابه اعتقاد اليهود واعتقاد الوهابية‪ ،‬وإليك بيان ذلك بام‬
‫فهذا ـ كام َ‬

‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫((( ُمحمد بن صالح العثيمني‪ ،‬اللقاء الشهري‪ ،‬رقم‪ ،3‬ص‪.47‬‬
‫((( الشورى‪.11 ،‬‬
‫‪27‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ال يقبل الشك‪:‬‬


‫ففي كتاب «جهاالت خطرية يف قضايا اعتقادية كثرية»((( يف تفسري االستواء‬
‫عىل العرش (تصوير رقم ‪« :)34‬صعد أو عال‪ :‬ارتفع أو استقر‪ ،‬وال جيوز املصري‬
‫إىل غريه»‪.‬‬
‫ويف كتاب «رد الدارمي» يقول املؤلف((( (تصوير رقم ‪« : )35‬والقرآن كالم‬
‫رشبت حب الكفريات يف قلوهبا‪.‬‬‫اهلل منه خرج وإليه يعود»‪ .‬الوهابية ُأ ِ‬
‫ويف كتاب «األسامء والصفات» البن تيمية يقول((( (تصوير رقم ‪:)36‬‬
‫«فثبت بالسنة واإلمجاع أن اهلل يوصف بالسكوت‪ ،‬لكن السكوت تارة يكون‬
‫عن التكلم‪ ،‬وتارة عن إظهار الكالم وإعالمه»‪ .‬ما أكذبه! وما أكفره! ينسب‬
‫كفره ألمة حممد ﷺ‪.‬‬
‫ويقول حممد زينو وهو أحد رؤوس املشبهة يف هذا العرص الذي خلع عقيدة‬
‫املسلمني وخرج عنها وباع نفسه بامل الوهابية يف كتابه املسمى «توجيهات‬
‫إسالمية إلصالح الفرد واملجتمع»((( يقول (تصوير رقم ‪« :)37‬اهلل فوق العرش‬
‫بذاته‪ ،‬منفصل من خلقه»‪ .‬ثم يدعي أن األئمة األربعة اتفقوا عىل علو اهلل فوق‬
‫عرشه‪ ،‬وأن قولنا يف السجود‪ :‬سبحان ريب األعىل‪ ،‬ورفع اليدين يف الدعاء إىل‬
‫السامء‪ ،‬وجواب األطفال حني يسألون‪ :‬أين اهلل؟ فيقولون بفطرهتم عىل زعمه‪:‬‬
‫يف السامء‪ ،‬وأن العقل الصحيح ـ كام يدعي زينو ـ يؤيد أن اهلل موجود يف السامء‬
‫والعياذ باهلل‪.‬‬

‫((( عاصم بن عبد اهلل القريويت (املجسم)‪ ،‬جهاالت خطرية يف قضايا اعتقادية كثرية‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬األسامء والصفات‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.91‬‬
‫((( ُمحمد بن مجيل زينو احللبي (املجسم)‪ ،‬ما يسمى توجيهات إسالمية إلصالح الفرد واملجتمع‪،‬‬
‫ص‪.21‬‬
‫‪28‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ويكفي يف الرد عليه قول القرطبي((( (تصوير رقم ‪« : ((()38‬ووصفه تعاىل‬


‫بالعلو والعظمة‪ ،‬ال باألماكن واجلهات واحلدود‪ ،‬ألهنا صفات األجسام‪ ،‬وإنام‬
‫ترفع األيدي بالدعاء إىل السامء‪ ،‬ألن السامء مهبط الوحي‪ ،‬ومنزل القطر‪ ،‬وحمل‬
‫القدس‪ ،‬ومعدن املطهرين من املالئكة‪ ،‬وإليها ترفع أعامل العباد‪ ،‬وفوقها عرشه‬
‫وجنته‪ ،‬كام جعل اهلل الكعبة قبلة للدعاء والصالة‪ ،‬وألنه خلق األمكنة وهو غري‬
‫حمتاج إليها‪ ،‬وكان يف أزله قبل خلق املكان والزمان وال مكان له وال زمان‪ ،‬وهو‬
‫اآلن عىل ما عليه كان»‪.‬‬
‫وقد أصدرت جملة األزهر((( (جملة دينية علمية تصدرها مشيخة األزهر)‬
‫(تصوير رقم ‪ )39‬عد ًدا فيه هذا القول‪« :‬واألعىل صفة الرب‪ ،‬واملراد بالعلو‬
‫العلو بالقهر واالقتدار‪ ،‬ال باملكان واجلهة‪ ،‬لتنزهه عن ذلك»‪.‬‬
‫واعلم أن السلف قائلون باستحالة العلو املكاين عليه تعاىل‪ ،‬خال ًفا لبعض‬
‫اجلهلة الذين خيبطون خبط عشواء يف هذا املقام‪ ،‬فإن السلف واخللف متفقان‬
‫عىل التنزيه‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فالوهابية مل جتد يف كتاب اهلل‪ ،‬وال يف حديث رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وال‬
‫يف قول عامل معترب من أهل السنة واجلامعة‪ ،‬وال يف عقل سليم ما يشهد هلم يف‬
‫نسبتهم املكان إىل اهلل‪ ،‬فلجؤوا إىل األطفال إلثبات معتقدهم‪ ،‬فالوهابية هنا تبني‬
‫اعتقادها عىل ما تدَّ عي أنه الفطرة السليمة لألطفال! فأي جهل هذا؟! نسأل اهلل‬
‫أن يرزقنا الفهم السليم‪.‬‬

‫األندلسي‪ ،‬أبو عبد اهلل‪،‬‬


‫ّ‬ ‫اخلزرجي‬
‫ّ‬ ‫األنصاري‬
‫ّ‬ ‫حممد بن أمحد بن أيب بكر بن َف ْرح‬
‫المفسر‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫((( القرطبي‬
‫واستقر يف شاميل أسيوط بمرص‬
‫ّ‬ ‫املفسين‪ ،‬صالح متع ّبد‪ ،‬من أهل قرطبة‪ ،‬رحل إىل الرشق‬
‫من كبار ّ‬
‫القرطبي‪ ،‬و«قمع احلرص بالزهد‬ ‫ّ‬ ‫وتويف فيها‪ ،‬من كتبه‪« :‬اجلامع ألحكام القرآن»‪ ،‬ويعرف بتفسري‬
‫والقناعة»‪ ،‬و«األسنى يف رشح أسامء اهلل احلسنى»‪ ،‬و«التذكار يف أفضل األذكار»‪ ،‬و«التذكرة يف‬
‫أحوال املوتى وأمور اآلخرة»‪ .‬تويف سنة ‪671‬ه‍‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج ‪ ،5‬ص‪.322‬‬
‫((( القرطبي‪ ،‬تفسري القرطبي‪ ،‬ج‪ ،18‬ص‪.216‬‬
‫((( جملة األزهر‪ ،‬حمرم ‪1357‬هـ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪29‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ويف كتاب «رد الدارمي» يقول املؤلف((( عن اهلل (تصوير رقم ‪« :)40‬معنى‬
‫«ال يزول» ال يفنى وال يبيد‪ ،‬ال أنه ال يتحرك وال يزول من مكان إىل مكان»‪.‬‬
‫أيضا(((‪« :‬فإن أمارة ما بني احلي وامليت التحرك‪ ،‬وما ال‬
‫ويقول الدارمي ً‬
‫يتحرك فهو ميت ال يوصف بحياة كام وصف اهلل األصنام امليتة»‪.‬‬
‫ويقول الدارمي((( (تصوير رقم ‪« :)41‬فاهلل احلي القيوم الباسط يتحرك إذا‬
‫شاء»‪.‬‬
‫ويقول الدارمي((( ‪« :‬إن اهلل إذا نزل أو حترك…»‪.‬‬
‫ويف «جمموع الفتاوى»((( يقول ابن تيمية عن اهلل‪ ،‬والعياذ باهلل (تصوير رقم‬
‫‪« :)42‬وإن كان الكامل هو أن يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء»‪.‬‬
‫ويف كتاب «رد الدارمي» املذكور ساب ًقا‪ ،‬يقول((( (تصوير رقم ‪« :)43‬ولو قد‬
‫قرأت القرآن وعقلت عن اهلل معناه لعلمت يقينًا أنه يدرك بحاسة ب ّينة يف الدنيا‬
‫واآلخرة فقد أدرك موسى منه الصوت يف الدنيا‪ ،‬والكالم هو أعظم احلواس‪...‬‬
‫ال خيلو أن يدرك بكل احلواس أو ببعضها‪ ،‬وأن ال شىء‪ :‬ال يدرك بشىء من‬
‫احلواس يف الدنيا وال يف اآلخرة‪ ،‬فجعلتموه ال شىء»‪.‬‬
‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« :)44‬ال نسلم أن مطلق املفعوالت خملوقة‪ ،‬وقد‬
‫أمجعنا واتفقنا عىل أن احلركة والنزول وامليش واهلرولة‪ ...‬والغضب واحلب‬
‫واملقت كلها أفعال يف الذات للذات‪ ،‬وهي قديمة»‪.‬‬

‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬جمموع الفتاوى‪ ،‬م‪ ،6‬ص‪.160‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.76 ،75‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.122 ،121‬‬
‫‪30‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وهذه النقوالت رصحية يف بيان أن فظاعة الكفر التي عند اليهود انتقلت‬
‫يرصحوا بأن معبودهم عىل صورة اإلنسان‪ ،‬بعدما‬ ‫للوهابية‪ ،‬فلم يبق إال أن ِّ‬
‫وصفوا اهلل باجلسم والصورة والكيف واحلركة والسكون والتكلم باحلرف‬
‫والر ْجل اجلارحة‪ ،‬حتى مل يرتكوا‬
‫والصوت والسكوت واليدين اجلارحة والفم ِّ‬
‫من صفات البرش إال اللحية وال َف ْرج‪.‬‬
‫ويف التوراة املحرفة يف ما يسمونه «سفر مزامري» اإلصحاح ‪ 44‬رقم (‪)3-2‬‬
‫يقول اليهود‪« :‬أنت بيدك استأصلت األمم وغرستهم لكن يمينك وذراعك»‪.‬‬
‫ويف ما يسمونه «سفر حزقيال» اإلصحاح ‪ 37‬رقم (‪ )1‬يقول اليهود‪« :‬كانت‬
‫الرب»‪.‬‬
‫عيل يد ّ‬ ‫ّ‬
‫هذه بعض املواضع من أشهر كتاب لليهود‪ ،‬وهو التوراة املحرفة‪ ،‬التي فيها‬
‫املنزه عام يفرتيه‬
‫الترصيح بنسبة اليد اجلارحة والساعد والذراع إىل اهلل عز وجل‪َّ ،‬‬
‫هؤالء الكافرون‪.‬‬
‫وإليك اآلن ما يذهلك‪ ،‬أهيا املسلم‪ ،‬فإن الوهابية تدَّ عي اإلسالم‪ ،‬ومع ذلك‬
‫تقول يف معتقدها ما يقوله اليهود‪ ،‬فنعوذ باهلل من اجلرأة عىل اهلل‪:‬‬
‫ففي كتاب «رد الدارمي عىل برش املرييس» السابق ذكره‪ ،‬يقول الدارمي‬
‫املجسم((( (تصوير رقم ‪« :)45‬فأكَّد اهلل آلدم الفضيلة التي ّ‬
‫كرمه ورشفه‬
‫هبا‪ ،‬وآثره عىل مجيع عباده‪ ،‬إذ كل عباده خلقهم بغري مسيس بيد‪ ،‬وخلق آدم‬
‫بمسيس»‪ .‬انظر إىل جتسيم الوهابية ونسبتها املامسة هلل تعاىل!‬
‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« :)46‬فلام قال ـ يعني اهلل بزعمه ـ خلقت آدم ّ‬
‫بيدي‪،‬‬
‫علمنا أن ذلك تأكيد ليديه‪ ،‬وأنه خلقه هبام‪.»...‬‬

‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪31‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« :)47‬عن ميرسة((( أنه قال‪ :‬إن اهلل مل يمس شي ًئا من‬
‫خلقه غري ثالث‪ :‬خلق آدم بيده‪ ،‬وكتب التوراة بيده‪ ،‬وغرس جنة عدن بيده»‪.‬‬
‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« :)48‬عن أيب بكر الصديق ريض اهلل عنه قال‪ :‬خلق‬
‫اهلل اخللق فكانوا يف قبضته‪ ،‬فقال ملن يف يمينه‪ :‬ادخلوا اجلنة بسالم‪ ،‬وقال ملن يف‬
‫األخرى‪ :‬ادخلوا النار ال أبايل»‪.‬‬
‫ما أكذهبم ينسبون هذا الكالم إىل صحابة رسول اهلل ﷺ‪.‬‬
‫ويقول املؤلف((( (تصوير رقم ‪« :)49‬وقد قلنا يكفينا يف ّ‬
‫مس اهلل آدم بيده»‪.‬‬
‫ويقول الدارمي املشبه عن اهلل((( (تصوير رقم ‪« :)50‬يديه اللتني خلق هبام‬
‫آدم»‪ ،‬ويقول ‪« :‬وأن يمني اهلل معه عىل العرش»‪.‬‬
‫فانظر أهيا املطالع واحكم بالعدل واحلق‪ ،‬هل يكون من أهل اإليامن من‬
‫ويرصحون بغري حياء وال خجل أن هلل‬ ‫ّ‬ ‫يصف اهلل باليمني اجلارحة والشامل‪،‬‬
‫يدين جارحتني‪ ،‬وأن اليد الشامل ليست بأنقص من اليمني عىل زعمهم‪ ،‬ومع‬
‫ذلك يدّ عون أهنم دعاة للتوحيد‪ ،‬وأهنم حراس للعقيدة من الرشك والضالل‪.‬‬
‫وما علمناه ورأيناه ال جيعلنا نشك طرفة عني أهنم هم الدعاة لإلرشاك والكفر‬
‫الرجل اجلارحة‬ ‫ودين اليهود‪ ،‬فقد وافقوهم يف أصول معتقداهتم‪ ،‬حتى يف نسبة ِّ‬
‫والعضو هلل‪ ،‬وإليك بعض نقوهلم يف إثبات األعضاء واجلوارح هلل‪ ،‬والعياذ باهلل‪:‬‬

‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫الذي َن وفدوا عىل رسول اهلل ﷺ من بني عبس‪ ،‬وملا حج‬ ‫((( ميرسة بن مرسوق العبيس أحد التسعة ِ‬
‫حريصا َع َل اتباعك»‪ .‬فأسلم‬
‫ً‬ ‫َر ُسول اهلل ﷺ حجة الوداع لقيه ميرسة‪ ،‬فقال‪« :‬يا َر ُسول اهلل‪ ،‬ما زلت‬
‫وحسن إسالمه‪ ،‬وقال‪« :‬احلمد هلل ا َّل ِذي استنقذين بك من النار»‪َ .‬وكان َله من أيب بكر منزلة حسنة‪.‬‬
‫َ‬
‫ابن األثري‪ ،‬أسد الغابة يف معرفة الصحابة‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،273‬رقم الرتمجة ‪.5155‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫‪32‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ففي الكتاب املسمى «عقيدة أهل السنة واجلامعة»((( يقول مؤلفه (تصوير‬
‫رقم ‪« :)51‬ونؤمن بأن هلل تعاىل عينني اثنتني حقيقتني»‪ ،‬ويقول‪« :‬وأمجع أهل‬
‫السنة عىل أن العينني اثنتان»‪.‬‬
‫ويف الكتاب املسمى «معارج القبول» يقول مؤلفه((( (تصوير رقم ‪« : )52‬ثم‬
‫ينظر يف الساعة الثانية يف جنة عدن‪ ،‬وهي مسكنه الذي يسكن»‪ .‬وينسب هذا‬
‫الكفر للنبي ﷺ والعياذ باهلل!‬
‫مفسرا القدم‬
‫ً‬ ‫(((‬
‫ويف كتاب «رد الدارمي عىل برش املرييس» يقول املؤلف‬
‫باجلارحة يف رشح احلديث النبوي «يضع اجلبار فيها قدمه» (تصوير رقم ‪:)53‬‬
‫«قول النبي ﷺ ‪« :‬يضع اجلبار فيها ‪ -‬أي النار‪ -‬قدمه» فإذا كانت جهنم ال ترض‬
‫سخرها هلم»‪.‬‬ ‫اخلزنة الذين يدخلوهنا ويقومون عليها‪ ،‬فكيف ترض الذي َّ‬
‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« :)54‬النبي (صىل اهلل عليه وسلم) قال ‪ :‬إن اهلل‬
‫يطوي املظامل يوم القيامة فيجعلها حتت قدميه»‪ .‬وكذبوا عىل اهلل وعىل نبيه ﷺ‪.‬‬
‫ويف الكتاب املسمى «فتاوى العقيدة» يقول مؤلفه ُمحمد بن صالح العثيمني‬
‫ناس ًبا هذا األمر للسلف وهم براء منه((( (تصوير رقم ‪« :)55‬اهلل يأيت إتيانًا‬
‫حقيق ًّيا»‪ .‬ويقول((( (تصوير رقم ‪« :)56‬فإن ظاهره ثبوت إتيان اهلل هرولة‪ ،‬وهذا‬
‫ثم يدَّ عي بعد ذلك أنه بال متثيل‬
‫الظاهر ليس ممتن ًعا عىل اهلل‪ ...‬فيثبت هلل حقيقة» َّ‬
‫وال كيف؛ فام هذا التناقض؟!‬
‫فمن أثبت هلل احلدقة واليد اجلارحة واآللة والصورة‪ ،‬كيف يتورع عىل زعمه‬

‫((( حممد بن صالح العثيمني‪ ،‬الكتاب املسمى عقيدة أهل السنة واجلامعة‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫((( حافظ حكمي (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى معارج القبول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.236‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫((( ابن العثيمني‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى العقيدة‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫((( ابن العثيمني‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى العقيدة‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪33‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫الرجل والعني بمعنى العضو واآللة‪ .‬ثم ما هذا التناقض يف دين‬ ‫عن إثبات ِّ‬
‫الوهابية‪ ،‬حيث إن أسالفهم ال ينسبون إىل اهلل اليد الشامل‪ ،‬بل يكتفون بوصفه‬
‫أيضا‪ ،‬أما وهابية هذا الزمان فال‬
‫بأن له يدين جارحتني كالمها يمني‪ ،‬وهذا باطل ً‬
‫يتحرجون عن إثبات اليمني والشامل له تعاىل؛ فبئس هذا السلف وبئس اخللف‪.‬‬‫ّ‬
‫بعضا من أقوال الوهابية الفاسدة‪ ،‬مما يتضمن وصف اهلل باملكان‬
‫وهاكم اآلن ً‬
‫واجلهة واحلد والتحيز‪ ،‬تعاىل اهلل عن ذلك‪:‬‬
‫ففي كتاب «رد الدارمي عىل برش املرييس» يقول املؤلف((( (تصوير رقم‬
‫‪« :)57‬بل هو عىل عرشه فوق مجيع اخلالئق يف أعىل مكان وأطهر مكان»‪.‬‬
‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« : )58‬ألنّا قد أ ّينّا له مكانًا واحدً ا‪ ،‬أعىل مكان‬
‫وأطهر مكان وأرشف مكان عرشه العظيم املقدس املجيد فوق السامء السابعة‬
‫حش((( وال مرحاض وال‬ ‫العليا حيث ليس معه هناك إنس وال جان‪ ،‬وال بجنبه ٌّ‬
‫شيطان»‪.‬‬
‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« : )59‬رأس املنارة أقرب إىل اهلل من أسفلها ـ ناس ًبا‬
‫زورا البن املبارك((( ـ ألن كل ما كان إىل السامء أقرب كان إىل اهلل أقرب‪...‬‬
‫الكالم ً‬
‫فحملة العرش أقرب إليه من مجيع املالئكة»‪.‬‬

‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫احل ّش‪ :‬البستان‪ .‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،721‬مادة ك و ك ب‪.‬‬ ‫((( ُ‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.101 ،100‬‬
‫الحنظلي‪ ،‬موالهم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الرحمن‬
‫ٰ‬ ‫((( عبد اهلل بن املبارك بن واضح‪ ،‬اإلمام شيخ اإلسالم‪ ،‬عامل زمانه‪ ،‬أبو عبد‬
‫املروزي‪ ،‬احلافظ الغازي‪ ،‬ولد سنة ‪118‬ه‍‪ ،‬صنّف التصانيف النافعة الكثرية‪ ،‬وحديثه‬
‫ّ‬ ‫الرتكي ثم‬
‫ّ‬
‫املديني أنه قال‪« :‬انتهى العلم إىل‬
‫ّ‬ ‫عيل بن‬
‫حجة باإلمجاع وهو يف املسانيد واألصول‪ ،‬وروي عن ّ‬ ‫ّ‬
‫رجلني‪ :‬إىل ابن املبارك‪ ،‬ثم إىل ابن َمعني»‪ .‬له كتاب يف اجلهاد‪ ،‬وهو ّأول من صنف فيه‪ ،‬و«الرقائق»‪.‬‬
‫تويف يف العارش من رمضان سنة ‪181‬ه‍‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪489‬ـ‪ ،510‬رقم‬
‫الرتمجة ‪.1419‬‬
‫‪34‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« :)60‬بل هو بائن من خلقه‪ ،‬إنه فوق عرشه بفرجة‬
‫بينة‪ ،‬والسموات السبع يف ما بينه وبني خلقه يف األرض»‪.‬‬
‫ويقول(((‪« :‬وإله السموات واألرض عىل عرش خملوق عظيم فوق السامء‬
‫كافرا به وبعرشه»‪.‬‬
‫السابعة دون ما سواها من األماكن‪ ،‬من مل يعرفه بذلك كان ً‬
‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« :)61‬وإنام يعرف فضل الربوبية وعظم القدرة بأن‬
‫اهلل فوق عرشه و ُبعد مسافة الساموات واألرض يعلم ما يف الساموات واألرض‬
‫وما بينهام وما حتت الثرى‪ ...‬ألنه وصف نفسه بأنه يف موضع دون موضع‬
‫ومكان دون مكان»‪.‬‬
‫ويقول((( (تصوير رقم ‪« :)62‬وأنه عىل العرش دون ما سواه من املواضع‪...‬‬
‫فوق العرش يف هواء اآلخرة»‪.‬‬
‫ويف كتاب «الرد عىل اجلهمية» للدارمي املجسم يقول ناس ًبا الكالم‬
‫لرسول اهلل ﷺ((( (تصوير رقم ‪« :)63‬ثم ينزل يف الساعة الثانية إىل جنة عدن‬
‫وهي داره التي مل ترها عني ومل ختطر عىل قلب برش وهي مسكنه وال يسكنها‬
‫معه من بني آدم غري ثالثة‪ :‬النبيني والصديقني والشهداء»‪ .‬وحاشا لرسول‬
‫اهلل ﷺ أن يقول هذا الكفر‪.‬‬
‫ويقول الدارمي((( (تصوير رقم ‪« :)64‬فلامذا حيفون حول العرش إال ألن‬
‫اهلل عز وجل فوقه‪ ...‬ففي هذا بيان ّبي للحد وأن اهلل عز وجل فوق العرش‬
‫تنزه اهلل عن قوهلم‪.‬‬
‫واملالئكة حوله حافون يسبحون ويقدسونه»‪ّ .‬‬

‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬الرد عىل اجلهمية‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬الرد عىل اجلهمية‪ ،‬ص‪.99 ،98‬‬
‫‪35‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ويف كتاب «رشح القصيدة النونية» البن القيم‪ ،‬ملحمد خليل هراس املجسم‬
‫يقول((( (تصوير رقم ‪« :)65‬وهو رصيح يف فوقية الذات‪ ،‬ألنه ذكر أن العرش‬
‫فوق السموات‪ ،‬وهي فوقية حسية باملكان‪ ،‬فتكون فوقية اهلل عز وجل عىل‬
‫العرش كذلك‪ ،‬وال يصح أبدً ا محل الفوقية هنا عىل فوقية القهر والغلبة»‪.‬‬
‫ويف الكتاب املسمى «معارج القبول» يقول املؤلف((( (تصوير رقم ‪:)66‬‬
‫«هيبط الرب تعاىل من السامء السابعة إىل املقام الذي هو قائمه»‪ ،‬وينسب هذا‬
‫الكفر إىل رسول اهلل ﷺ والعياذ باهلل‪.‬‬
‫ويف كتاب «جمموع فتاوى أمحد ابن تيمية»((( يقول مؤلفه (تصوير رقم ‪:)67‬‬
‫«ويف اإلنجيل أن املسيح عليه السالم قال‪ :‬ال حتلفوا بالسامء فإهنا كريس اهلل‪،‬‬
‫وقال للحواريني‪ :‬إن أنتم غفرتم للناس فإن أباكم الذي يف السامء يغفر لكم‬
‫كلكم‪ ،‬انظروا إىل طري السامء فإهنن ال يزرعن وال حيصدن وال جيمعن يف األهواء‪،‬‬
‫وأبوكم الذي يف السامء هو الذي يرزقهم‪ ،‬أفلستم أفضل منهن؟‪ .‬ومثل هذا من‬
‫الشواهد كثري يطول به الكتاب»‪ ،‬والذي يستشهد بالكفر يكفر‪.‬‬
‫ويف كتاب «رد الدارمي» السابق ذكره‪ ،‬يقول الدارمي((( مشن ًعا عىل املرييس‬
‫املعتزيل لقوله بأن اهلل ال يوصف بـ «أين» (تصوير رقم ‪« :)68‬فأنت املفرتي‬
‫عىل اهلل‪ ،‬اجلاهل به وبمكانه»‪.‬‬
‫ويف كتاب «الرسالة التدمرية»(((يقول مؤلفه ابن تيمية املجسم مفرت ًيا عىل‬
‫أهل السنة (تصوير رقم ‪« :)69‬فلم ينطق أحد منهم يف حق اهلل باجلسم ال نف ًيا‬
‫وال إثباتًا‪ ،‬وال باجلوهر والتحيز ونحو ذلك‪ ،‬ألهنا عبارات جمملة ال حتق ح ًّقا‬

‫((( حممد خليل اهلراس (املجسم)‪ ،‬رشح القصيدة النونية‪ ،‬البن القيم‪ ،‬ص‪.249‬‬
‫((( حافظ حكمي (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى معارج القبول‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.243‬‬
‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬جمموع فتاوى أمحد ابن تيمية‪ ،‬م‪ ،5‬ص‪.406‬‬
‫((( عثامن بن سعيد الدارمي (املجسم)‪ ،‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬الرسالة التدمرية‪ ،‬ص‪ .85‬وانظر‪ :‬ابن باز وابن عثيمني وابن جربين‪ ،‬الكتاب‬
‫املسمى فتاوى إسالمية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.26‬‬
‫‪36‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وال تبطل ً‬
‫باطل»‪.‬‬
‫ويف الكتاب املسمى «موافقة صحيح املنقول لرصيح املعقول»((( البن تيمية‬
‫احلن َْث (احلَدَ ث) قد عرفوا‬‫قال (تصوير رقم ‪ :)70‬حتى الصبيان الذين مل يبلغوا ِ‬
‫الصبي شى ٌء يرفع يده إىل ربه‬
‫َّ‬ ‫ذلك (أي عىل زعمه أن اهلل يف السامء)‪ ،‬إذا حزب‬
‫يدعوه يف السامء دون ما سواها‪ ،‬وكل أحد باهلل وبمكانه أعلم من اجلهمية»‪.‬‬
‫لب وفه ٍم أن عقيدة أهل السنة عىل خالف ما عليه هؤالء‬
‫فال خيفى عىل ذي ٍّ‬
‫املدعون النجديون التيم ّيون‪ ،‬حيث جيب بإمجاع أهل اإلسالم تنزيه اهلل عن‬
‫املكان واجلهة والتحيز‪.‬‬
‫جسم‪ ،‬فيقول‬
‫(((‬
‫ً‬ ‫ويف كتاب «رشح حديث النزول» يسمي اب ُن تيمية اهللَ‬
‫(تصوير رقم ‪« :)71‬قد يراد بلفظ اجلسم واملتحيز ما يشار إليه‪ ،‬بمعنى أن‬
‫األيدي ترفع إليه يف الدعاء»‪.‬‬
‫ويقول ابن تيمية((( (تصوير رقم ‪« :)72‬وأما الرشع فمعلوم أنه مل ينقل عن‬
‫أحد من األنبياء وال الصحابة وال التابعني وال سلف األمة أن اهلل جسم أو أن‬
‫اهلل ليس بجسم‪ ،‬بل النفي واإلثبات بدعة يف الرشع»‪.‬‬
‫وفست كتاب اهلل تعاىل بام يوافق‬ ‫فالوهابية حرفت نصوص القرآن الكريم‪َّ ،‬‬
‫واتمت من أنكر هذا‬ ‫فس االستواء بمعان الئقة باهلل‪ّ ،‬‬ ‫أهواءها‪ ،‬وهامجت من َّ‬
‫جهمي‪ .‬وال أدري كيف تنظر الوهابية إىل إمام أهل السنة اإلمام‬ ‫ّ‬ ‫التفسري بأنه‬
‫البيهقي((( رمحه اهلل؟ وهل يعدّ ونه جهم ًّيا أم ال؟ فقد قال اإلمام البيهقي يف كتابه‬

‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬الكتاب املسمى موافقة صحيح املنقول لرصيح املعقول‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.33‬‬
‫((( ابن تيمية‪ ،‬رشح حديث النزول‪ ،‬ص‪.238‬‬
‫((( ابن تيمية‪ ،‬رشح حديث النزول‪ ،‬ص‪.258‬‬
‫اخلراساني‪ ،‬احلافظ العالمة الث ْبت الفقيه شيخ‬
‫ّ‬ ‫البيهقي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫علي بن موسى‬
‫((( أبو بكر أمحد بن احلسني بن ّ‬
‫اإلسالم‪ ،‬ولد سنة ‪384‬هـ يف شعبان‪ .‬صنّف التصانيف النافعة‪ ،‬ومنها‪« :‬السنن الكربى»‪« ،‬األسامء‬
‫توف يف العارش من مجادى األوىل‪،‬‬‫والصفات»‪ ،‬و«املعتقد»‪ ،‬و«البعث والنشور»‪ ،‬و«دالئل النبوة»‪ّ .‬‬
‫سنة ‪458‬ه‍‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪457‬ـ‪ ،460‬رقم الرتمجة ‪.4318‬‬
‫‪37‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫«االعتقاد»((( (تصوير رقم ‪« :)73‬جيب أن ُيعلم أن استواء اهلل سبحانه وتعاىل‬


‫ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج‪ ،‬وال استقرار يف مكان‪ ،‬وال مماسة لشىء من‬
‫خلقه‪ ،‬لكنه ُم ْست ٍَو عىل عرشه كام أخرب بال كيف بال أين‪ ،‬بائن من مجيع خلقه‪،‬‬
‫وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إىل مكان‪ ،‬وأن جميئه ليس بحركة‪ ،‬وأن نزوله‬
‫ليس بنُ ْق َلة‪ ،‬وأن نفسه ليس بجسم‪ ،‬وأن يده ليست بجارحة‪ ،‬وأن عينه ليست‬
‫بحدقة‪ ،‬وإنام هذه أوصاف جاء هبا التوقيف‪ ،‬فقلنا هبا‪ ،‬ونفينا عنها التكييف‪،‬‬
‫(((‬
‫فقد قال‪ :‬ﭽﭡﭢﭣﭼ(((وقال‪:‬ﭽﭞﭟﭠﭡﭢﭼ‬
‫وقال‪ :‬ﭽﭚﭛﭜﭝﭼ(((»‪ ،‬أي ال مثل له سبحانه وال شبيه‪.‬‬
‫بينام ينقل اإلمام أبو جعفر الطحاوي((( يف عقيدته املشهورة إمجاع األمة عىل‬
‫تنزيه اهلل عن احلد بقوله((( (تصوير رقم ‪« :)74‬تعاىل (أي اهلل) عن احلدود‬
‫والغايات واألركان واألعضاء واألدوات‪ ،‬وال حتويه اجلهات الست كسائر‬
‫املبتدعات»‪.‬‬
‫كام رأيت أهيا القارئ اللبيب‪ ،‬الوهابية تثبت هلل تعاىل كال ًما بحرف وصوت‪.‬‬
‫ويرد هذا القول بام قاله أبو حنيفة النعامن يف «الفقه األكرب»((( (تصوير رقم ‪:)75‬‬
‫«ويتكلم ال ككالمنا‪ ،‬ونحن نتكلم باآلالت واحلروف‪ ،‬واهلل تعاىل يتكلم بال آلة‬
‫وال حروف واحلروف خملوقة‪ ،‬وكالم اهلل تعاىل غري خملوق»‪.‬‬

‫((( البيهقي‪ ،‬االعتقاد‪ ،‬ص‪.72‬‬


‫((( الشورى‪.11 ،‬‬
‫((( اإلخالص‪.4 ،‬‬
‫((( مريم‪.65 ،‬‬
‫الطحاوي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫املرصي‬
‫ّ‬ ‫ري‬
‫احلج ّ‬
‫األزدي ْ‬
‫ّ‬ ‫الطحاوي‪ ،‬أمحد بن سالمة بن َس َل َم َة بن عبد امللك‬
‫ّ‬ ‫((( أبو جعفر‬
‫احلنفي اإلمام العالمة احلافظ الكبري حمدّ ث الديار املرصية وفقيهها‪ ،‬صاحب التصانيف‪ ،‬من أهل‬ ‫ّ‬
‫قرية «طحا» من أعامل مرص‪ ،‬مولده سنة ‪239‬ه‍‪ ،‬انتهت إليه رئاسة أصحاب أيب حنيفة بمرص‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬
‫مستهل ذي‬ ‫مصنفاته‪«:‬اختالف العلامء»‪ ،‬و«أحكام القرآن» و«معاين اآلثار»‪ّ .‬‬
‫توف سنة ‪‍ 321‬ه يف‬
‫القعدة‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪15‬ـ ‪ ،18‬رقم الرتمجة ‪.3000‬‬
‫((( الطحاوي‪ ،‬العقيدة الطحاوية‪ ،‬ص‪.13 ،9‬‬
‫((( أبو حنيفة‪ ،‬الفقه األكرب‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪38‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫أمر معيب للوهابية أن يدَّ عوا أن نفي علامء أهل السنة واجلامعة اجلهات‬ ‫وإنه ٌ‬
‫الست عن اهلل تعاىل هو وصف هلل بالعدم‪ ،‬عىل اعتبار عندهم أن اهلل يف جهة‬
‫فوق‪ ،‬والعياذ باهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث السادس‬
‫عداوة الوهابية للنيب ﷺ‬

‫بعد ما قدَّ مناه من اعتقاد الوهابية التجسيم والتشبيه يف حق اهلل تعاىل‪ ،‬حيث‬
‫ال خيفى عىل أصحاب األلباب واألفهام أن التجسيم والتشبيه هو شتم وحتقري‬
‫هلل تعاىل وكفر به‪ .‬نورد يف هذا املبحث متادي الوهابية وتطاوهلم عىل رسول اهلل‬
‫ﷺ الصادق املصدوق املعصوم الذي ال ينطق عن اهلوى‪ .‬فهناك عداوة بغيضة‬
‫وعميقة عند هذه الفرقة املنحرفة املنح ّلة الوهابية للنبي ﷺ من حيث يعلمون‬
‫أو ال يعلمون‪.‬‬
‫السفر لزيارة قبور األنبياء واألولياء والصاحلني((( (تصوير‬
‫فإن الوهابية متنع َّ‬
‫َار‬
‫«م ْن ز َ‬
‫رقم ‪ ،)76‬وال خيفى أن هذا افرتاء عىل دين اهلل‪ ،‬حلديث رسول اهلل ﷺ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫َق ْ ِبي َو َج َب ْ‬
‫ت َل ُه َش َفا َعت ْي» رواه الدارقطني يف السنن(((‪َّ ،‬‬
‫وقواه احلافظ تقي الدين‬
‫السبكي((( يف «شفاء السقام»((( (تصوير رقم ‪.)77‬‬

‫((( ابن باز‪ ،‬الكتاب املسمى التحقيق واإليضاح لكثري من مسائل احلج والعمرة والزيارة‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫((( الدارقطني‪ ،‬سنن الدارقطني‪ ،‬كتاب احلج‪ ،‬باب املواقيت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.278‬‬
‫اخلزرجي‪ ،‬أبو احلسن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األنصاري‬
‫ّ‬ ‫السبكي‬
‫ّ‬ ‫تمام‬
‫علي بن َّ‬
‫علي بن عبد الكايف بن ّ‬ ‫السبكي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تقي الدين‬
‫((( ّ‬
‫السبكي صاحب الطبقات‪،‬‬‫ّ‬ ‫التاج‬ ‫والد‬ ‫وهو‬ ‫املناظرين‪،‬‬ ‫املفرسين‬ ‫اظ‬ ‫ّ‬
‫ف‬ ‫احل‬ ‫وأحد‬ ‫عرصه‬ ‫يف‬ ‫اإلسالم‬ ‫شيخ‬
‫ولد يف ُس ْبك (من أعامل املنوفية بمرص) وانتقل إىل القاهرة‪ ،‬ثم إىل الشام‪ ،‬وويل قضاءها سنة ‪739‬ه‍‪،‬‬
‫«الدر النظيم» يف التفسري‪ ،‬مل يكمله‪ ،‬و«شفاء السقام يف زيارة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واعتل فعاد إىل القاهرة فتويف فيها‪ ،‬من كتبه‪:‬‬
‫خري األنام»‪ ،‬و«االعتبار ببقاء اجلنة والنار»‪ .‬ولد سنة ‪683‬ه‍‪ ،‬وتويف سنة ‪756‬ه‍‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ص‪.302‬‬
‫((( تقي الدين السبكي‪ ،‬شفاء السقام يف زيارة خري األنام‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.11‬‬
‫‪40‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وقد نقل القايض عياض اليحصبي املالكي ((( يف كتابه الشفا بتعريف حقوق‬
‫املصطفى((((تصوير رقم ‪ )78‬إمجاع املسلمني عىل أن زيارة قرب النبي ﷺ سنة‬
‫من سنن املسلمني‪.‬‬
‫ِ‬
‫ثالثة َم َس ِ‬ ‫الر َح ُال إال إىل‬
‫اجدَ ‪:‬‬ ‫وأما استدالل الوهابية بحديث‪« :‬ال ت َُشدُّ ِّ‬
‫ومسجدي َهذا»(((‪ .‬فليس فيه حجة للوهابية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واملسجد األقىص‪،‬‬ ‫ِ‬
‫املسجد احلرامِ‪،‬‬
‫أتباع ابن تيمية بتحريم شدّ الرحال لقصد زيارة قرب النبي ﷺ‪ ،‬إنام املراد منه‬
‫أن هذه املساجد الثالثة هلا مز َّية عن سائر مساجد األرض‪ ،‬حيث إنه يضاعف‬
‫للمطِ ِّي َأ ْن ت َُشدَّ ِر َحا ُل ُه إِ َل‬ ‫ِ‬
‫فيها ثواب الصالة‪ ،‬بدليل احلديث اآلخر‪«:‬ال َينْ َبغي َ‬
‫جدي‬ ‫واملسجد األَقىص‪ ،‬ومس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املسجد احلرامِ‪،‬‬ ‫الصال ُة َغ ْي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ ْ‬ ‫َمسجد ُي ْب َتغَى ف ْيه َ‬
‫تفسر الرواية األوىل‪ ،‬ووجه الدليل قوله‪ُ «:‬ي ْب َتغَى فِ ْيه‬ ‫َه َذا»(((‪ .‬فإن هذه الرواية ّ‬
‫تبي أنه ال تشد الرحال ألجل الصالة إال هلذه املساجد الثالثة‬ ‫الصالةُ»‪ ،‬فإهنا ّ‬
‫املذكورة‪ ،‬وليس كام قال ابن تيمية وأتباعه الوهابية‪ :‬إنه ال تشدّ الرحال لزيارة‬
‫قرب النبي ﷺ‪ ،‬وجعل فاعل ذلك مرتك ًبا للمعصية‪ ،‬وقد قال علامء املصطلح(((‪:‬‬
‫«وخري ما فرسته بالوارد»‪.‬‬
‫ومن ضالالت الوهابية أهنا اعتربت أن التربك بالقبور حرام ونوع من‬
‫الرشك((( (تصوير رقم ‪ ،)79‬ونرى الوهابية بذلك قد ك ّفرت((( الصحابة (تصوير‬
‫صاحب رسول اهلل ﷺ أبا أيوب األنصاري ريض اهلل عنه‪،‬‬‫َ‬ ‫رقم ‪ ،)80‬ال سيام‬

‫املالكي‪َ ،‬مج َع‬


‫ّ‬ ‫تي‬
‫الس ْب ّ‬
‫األندلسي‪ ،‬ثم َّ‬
‫ّ‬ ‫اليحصبي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫((( عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن عياض‬
‫ِ‬
‫ف‪ ،‬من تصانيفه‪« :‬العقيدة»‪ ،‬و«جامع التاريخ»‪ .‬تويف يف رمضان سنة ‪544‬ه‍‪ ،‬و ُدف َن بمراكش‪.‬‬ ‫وأ َّل َ‬
‫سري أعالم النبالء‪ ،‬الذهبي‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪464‬ـ‪ ،467‬رقم الرتمجة ‪.5076‬‬
‫((( القايض عياض‪ ،‬الشفا بتعريف حقوق املصطفى‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.83‬‬
‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬باب الصوم يوم النحر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .398‬ابن ماجه‪ ،‬سنن‬
‫ابن ماجه‪ ،‬كتاب إقامة الصالة والسنة فيها‪ ،‬باب ما جاء يف الصالة يف مسجد بيت املقدس‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.452‬‬
‫((( أمحد‪ ،‬مسند أمحد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.64‬‬
‫العراقي‪ ،‬رشح التبرصة والتذكرة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.193‬‬
‫ّ‬ ‫العراقي يف ألفيته‪ .‬احلافظ‬
‫ّ‬ ‫((( قاله احلافظ‬
‫((( ابن باز وابن العثيمني‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى وأذكار إلحتاف األخيار‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫املسمى فتح املجيد‪ ،‬ص‪.228‬‬
‫ّ‬ ‫الرحمن بن حسن آل الشيخ‪ ،‬الكتاب‬ ‫ٰ‬ ‫((( عبد‬
‫‪41‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫فقد روى اإلمام أمحد يف مسنده((( والطرباين((( يف الكبري(((‪ :‬أقبل مروان((( يو ًما‬
‫رجل واض ًعا وجهه عىل القرب ـ أي قرب الرسول ﷺ ـ فقال‪ :‬أتدري ما‬ ‫فوجد ً‬
‫تصنع؟ فأقبل عليه أبو أيوب األنصاري((( فقال‪ :‬نعم‪ ،‬جئت رسول اهلل ﷺ ومل‬
‫ين إِ َذا َولِ َي ُه َأ ْه ُل ُه‪،‬‬
‫آت احلجر‪ ،‬سمعت رسول اهلل ﷺ يقول‪« :‬ال َت ْبكُوا َع َل الدِّ ِ‬
‫عليه إِ َذا َولِ َي ُه َغ ُري َأ ْهلِ ِه»‪.‬‬
‫و َلكِ ِن ابكُوا ِ‬
‫ْ‬
‫وهذا اإلمام أمحد بن حنبل جييز التربك بمنرب النبي حممد ﷺ وقربه باملس‬
‫وجل((( (تصوير رقم ‪.)81‬‬ ‫عز ّ‬ ‫تقر ًبا إىل اهلل ّ‬ ‫والتقبيل ُّ‬
‫والوهابية تشجع عىل هدم القبة اخلرضاء التي فوق قرب النبي عليه الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬ويدعون إىل إزالة الشبيكة حول قرب النبي حممد ﷺ من املسجد النبوي‬
‫الرشيف((( (تصوير رقم ‪.)82‬‬

‫((( أمحد‪ ،‬مسند أمحد‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.422‬‬


‫مي‬ ‫((( الطرباين‪ ،‬اإلمام احلافظ الثقة حمدّ ث اإلسالم‪ ،‬أبو القاسم سليامن بن أمحد بن أيوب بن ُمط ّير ْ‬
‫اللخ ّ‬
‫الطرباين‪ ،‬صاحب املعاجم الثالثة‪ ،‬مولده بمدينة عكّا‪ ،‬يف شهر صفر سنة ‪260‬هـ‪ ،‬سمع من‬ ‫ّ‬ ‫الشامي‬
‫ّ‬
‫نحو ألف شيخ‪ ،‬وروى عنه العديد من األكابر مثل ابن خليفة اجلمحي وابن عقدة وابن َمنْدَ ه‪ ،‬وله‬
‫«السنَّة»‪ ،‬و«الدعاء»‪ ،‬و«الطواالت»‪ ،‬وغريها كثري‪ .‬وقد عاش‬ ‫من التصانيف غري املعاجم الثالثة‪ُّ :‬‬
‫مائة عام وعرشة أشهر‪ ،‬وتويف لليلتني بقيتا من ذي القعدة سنة ‪360‬هـ بأصبهان‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم‬
‫النبالء‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪399‬ـ‪ ،405‬رقم الرتمجة ‪.3425‬‬
‫((( الطرباين‪ ،‬املعجم الكبري‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.158‬‬
‫األموي‪ ،‬أبو عبد امللك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القرشي‬
‫ّ‬ ‫((( مروان بن احلكم بن أيب العاص بن أم ّية بن عبد شمس بن عبد مناف‬
‫وهو ابن عم عثامن‪ ،‬وكاتبه يف خالفته‪ .‬يقال‪ :‬ولد بعد اهلجرة بسنتني‪ ،‬وقيل‪ :‬بأربع‪ .‬روى عنه من‬
‫الزبري‪ ،‬وسعيد بن املس ّيب وغريهم‪ ،‬وكان يعدّ‬‫وعلي بن احلسني‪ ،‬وعروة بن ّ‬‫ّ‬ ‫التّابعني ابنه عبد امللك‪،‬‬
‫يف الفقهاء‪ .‬مات يف شهر رمضان سنة مخس وستني‪ .‬ابن حجر العسقالين‪ ،‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪،‬‬
‫ج‪ ،5‬ص‪.203‬‬
‫النبي ﷺ بالنزول عليه من بني‬ ‫خصه ّ‬ ‫البدري‪ ،‬وهو الذي ّ‬
‫ّ‬ ‫اري‬
‫النج ّ‬
‫اخلزرجي ّ‬
‫ّ‬ ‫األنصاري‪،‬‬
‫ّ‬ ‫((( أبو أيوب‬
‫ِ‬
‫النجار‪ ،‬إىل أن ُبن َي ْت له ُح ْجرة أم املؤمنني سودة‪ ،‬وبنى املسجد الرشيف‪ ،‬واسمه خالد بن زيد بن‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫ُك َليب بن ثعلبة‪ ،‬حدّ ث عنه‪ :‬الرباء بن عازب‪ ،‬واملقدام بن َمعديكرب‪ ،‬وسعيد بن املسيب وآخرون‪،‬‬
‫البخاري ومسلم وغريمها‪ .‬تويف سنة ‪52‬هـ‪ ،‬وقيل سنة ‪50‬هـ‪ ،‬ودفن عند أسوار‬ ‫ّ‬ ‫وله عدة أحاديث يف‬
‫الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪427‬ـ‪ ،432‬رقم الرتمجة ‪.315‬‬
‫ّ‬ ‫القسطنطينية‪.‬‬
‫((( أمحد بن حممد بن حنبل‪ ،‬اجلامع يف العلل ومعرفة الرجال‪ ،‬مج‪ ،2‬ص ‪.32‬‬
‫((( األلباين‪ ،‬الكتاب املسمى حتذير الساجد من اختاذ القبور مساجد‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪42‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وقد أفتى املفتي العــام للمملكة العربية السعودية املدعو عبد العزيز بن‬
‫بفتوى ما أنزل اهلل هبا من‬
‫عبد اهلل آل الشيخ‪ ،‬وهو من أكرب الدعاة للوهابية‪ً ،‬‬
‫سلطان يف حتريمه االحتفال باملولد النبوي الرشيف((( (تصوير رقم ‪.)83‬‬
‫أن عمل املولد بدعة حسنة‪،‬كام‬ ‫احلق عىل أمثال هذا املفسد عىل ّ‬
‫وقد َر َّد أهل ّ‬
‫أن اجتامع الناس خلف قارئ واحد يف تراويح رمضان بدعة حسنة استحدثها‬ ‫ّ‬
‫سيدنا عمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه وقال عنها‪« :‬نعمت البدعة هذه»((( (تصوير‬
‫فعيل‪ ،‬توارد‬
‫إمجاع ّ‬
‫ٌ‬ ‫النبوي الرشيف انعقد عليه‬
‫ّ‬ ‫رقم ‪ .)84‬فجواز االحتفال باملولد‬
‫والزهاد‬
‫ّ‬ ‫عليه امللوك واملشايخ والعلامء بام فيهم من ح ّفاظ احلديث والفقهاء‬
‫النبي ﷺ وال يف ما يليه‪ ،‬إنّام أحدث يف أوائل‬
‫وال ُع َّباد‪ ،‬فهذا العمل مل يكن يف عهد ّ‬
‫ِ‬ ‫الستامئة للهجرة‪ ،‬وأول َمن أحدثه ملك إربل‪ ،‬وكان ً‬
‫عالا تق ًّيا شجا ًعا يقال له‬
‫كثريا من العلامء فيهم من أهل احلديث والصوفية الصادقني‪،‬‬ ‫املظ ّفر(((‪ ،‬ومجع هلذا ً‬
‫فاستحسن ذلك العمل العلامء يف مشارق األرض ومغارهبا‪.‬‬
‫وعمل املولد حدث بعد القرون الثالثة‪ ،‬ثم ال زال أهل اإلسالم من سائر‬
‫األقطار يف املدن الكبار يعملون املولد ويتصدقون يف ليلته بأنواع الصدقات‪،‬‬
‫ويعتنون بقراءة مولده الكريم‪ ،‬ويظهر عليهم من بركاته كل فيض عميم‪ .‬وللحافظ‬
‫السيوطي((( رسالة س َّمها «حسن املقصد يف عمل املولد»((( (تصوير رقم ‪.)85‬‬

‫((( عبد العزيز بن باز‪ ،‬الكتاب املسمى هل نحتفل بعيد املولد النبوي؟‪ ،‬ص‪.10 ،3‬‬
‫((( مالك‪ ،‬املوطأ‪ ،‬باب ما جاء يف قيام رمضان‪ ،‬ص‪ ،91‬رقم ‪.241‬‬
‫الرتكامني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫((( امللك املعظم كوكربي‪ ،‬مظفر الدين‪ ،‬ابن األمري زين الدين أيب احلسن عيل بن بكتكني‬
‫أبوسعيد‪ :‬صاحب إربل‪ .‬وويل إربل بعد وفاة أبيه‪ .‬وأقام هبا مدة‪ ،‬وانتقل منها إىل املوصل‪ .‬ثم دخل‬
‫كثريا‪ .‬كان له اشتغال باحلديث‪ :‬سمع من‬ ‫الشام‪ ،‬واتصل بامللك النارص صالح الدين‪ .‬فأكرمه ً‬
‫الرصايف وغريه‪ .‬وحدّ ث‪ .‬وله مواقف يف قتال العدو بالساحل‪ ،‬وآثار حسنة يف احلجاز وغريه‪ .‬ولد يف‬
‫ّ‬
‫قلعة املوصل سنة ‪549‬هـ‪ ،‬وتويف بإربل سنة ‪630‬هـ‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.237‬‬
‫مؤرخ‬ ‫حممد بن سابق الدين ُ‬
‫اخل َض ْي ّي‪ ،‬جالل الدين السيوطي‪ ،‬إمام حافظ ّ‬ ‫الرحمن بن أيب بكر بن ّ‬
‫ٰ‬ ‫((( عبد‬
‫أديب له نحو ‪ 600‬مصنف‪ ،‬منها «الكتاب الكبري»‪ ،‬و«الرسالة الصغرية»‪ ،‬و«اإلتقان يف علوم القرآن»‪،‬‬
‫و«األشباه والنظائر»‪ ،‬وغري ذلك‪ .‬ولد ‪849‬ه‍‪ ،‬وتويف سنة ‪911‬ه‍‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪،301‬‬
‫‪.302‬‬
‫((( السيوطي‪ ،‬حسن املقصد يف عمل املولد‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪43‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث السابع‬
‫عداوة الوهابية للصحابة الطيبني الطاهرين‬
‫بالف ْضل والصالح‬
‫وحتقريهم لعلماء األمة املشهود هلم َ‬

‫مل يسلم الصحابة من شيخ الوهابية ابن تيمية‪ ،‬كام يف كتابه املسمى «اقتضاء‬
‫الرصاط املستقيم»((( (تصوير رقم ‪ ،)86‬حيث اعرتض عىل عبد اهلل بن عمر‬
‫ريض اهلل عنهام((( تت ُّب َع ُه لألماكن التي صىل فيها رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فقال ابن تيمية‪:‬‬
‫«وذلك ذريعة إىل الرشك»‪.‬‬
‫وقد أدت وقاحة ُمحمد بن صالح العثيمني إىل القول يف كتابه «لقاء الباب‬
‫املفتوح»((( (تصوير رقم ‪ )87‬بأن ابن حجر العسقالين((( والنووي((( ليسا من‬

‫((( ابن تيمية‪ ،‬الكتاب املسمى اقتضاء الرصاط املستقيم‪ ،‬ص ‪.390‬‬
‫املدني‪ ،‬اإلمام‬
‫ّ‬ ‫وي املكي ثم‬‫القرشي ال َعدَ ّ‬
‫ّ‬ ‫((( عبد اهلل بن عمر بن اخلطاب بن ُن َف ْيل بن عبد ّ‬
‫العزى بن رياح‪،‬‬
‫النبي ﷺ وعن أبيه وكثري من الصحابة األجالء‪ ،‬شهد الفتح‬ ‫ِ‬
‫القدوة شيخ اإلسالم‪ .‬روى ع ًلم ناف ًعا عن ّ‬
‫يصل من الليل»‪ .‬فكان ب ْعدُ ال ينام‬ ‫النبي ﷺ‪« :‬نعم الرجل عبد اهلل‪ ،‬لو كان ّ‬ ‫وله عرشون سنة‪ ،‬قال عنه ّ‬
‫من الليل إال القليل‪ .‬مات بمكّة سنة أربع وتسعني للهجرة‪ ،‬وهو ابن أربع وثامنني سنة ريض اهلل عنه‪.‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ ،125-107‬رقم الرتمجة ‪.403‬‬
‫((( ابن عثيمني‪ ،‬لقاء الباب املفتوح‪ ،‬ص‪.43،42‬‬
‫أئمة احلديث‬ ‫العسقالني‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬شهاب الدين ابن َح َجر‪ ،‬من ّ‬
‫ّ‬ ‫الكناني‬
‫ّ‬ ‫حممد‬
‫علي بن ّ‬
‫((( أمحد بن ّ‬
‫والتاريخ‪ ،‬أصله من عسقالن بفلسطني‪ ،‬ومولده ووفاته بالقاهرة‪ ،‬علت شهرته فقصده الناس لألخذ‬
‫عنه‪ ،‬من مصنفاته‪« :‬الدرر الكامنة يف أعيان املائة الثامنة»‪ ،‬و«لسان امليزان»‪ ،‬و«اإلصابة يف متييز‬
‫الذب عن مسند اإلمام أمحد»‪ ،‬وغريها كثري‪ .‬ولد ‪‍ 773‬ه وتويف سنة‬ ‫ّ‬ ‫الصحابة»‪ ،‬و«القول املسدّ د يف‬
‫‪852‬ه‍‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.178‬‬
‫الشافعي الزاهد العابد الفقيه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫النووي‬
‫ّ‬ ‫احلوراني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫النووي‪ ،‬حميي الدين أبو زكريا حييى بن رشف‬ ‫ّ‬ ‫((( ‬
‫صاحب التصانيف التي سارت هبا الركبان‪ ،‬ولد يف املحرم سنة ‪631‬ه‍ بنوى‪ ،‬من تصانيفه‪« :‬رشح‬
‫وسمه «التقريب»‪ .‬تويف سنة‬ ‫مسلم»‪ ،‬و«رياض الصاحلني»‪ ،‬و«األذكار»‪ ،‬و«اإلرشاد»‪ ،‬ثم اخترصه ّ‬
‫‪676‬ه‍‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪411‬ـ‪ ،415‬رقم الرتمجة ‪.6618‬‬
‫‪44‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫أهل السنة واجلامعة يف طريقتهام البدعية‪.‬‬


‫تكفري كثري من أهل العلم والفضل‪ ،‬ألنه‬
‫ُ‬ ‫ومشهور عن مشايخ الوهابية‬
‫ثبت عنهم التوسل والتربك باألنبياء والصاحلني‪ ،‬واألخبار يف ذلك أكثر من أن‬
‫ُتىص‪ ،‬والعياذ باهلل تعاىل‪.‬‬
‫والوهابية تس ِّفه اإلما َم عل ًّيا ريض اهلل عنه‪ ،‬وقد ذكر ذلك ابن تيمية يف كتابه‬
‫«وعيل إما عاجز عن‬‫ٌّ‬ ‫املسمى منهاج السنة النبوية((( فقال (تصوير رقم ‪:)88‬‬
‫عاجزا عن العدل علينا‬ ‫ً‬ ‫العدل علينا أو غري فاعل لذلك‪ ،‬وليس علينا أن نبايع‬
‫مأمورا به ال واج ًبا وال‬
‫ً‬ ‫وال تاركًا له‪ ،‬فأئمة السنة ُي َس ِّل ُمون أنه ما كان القتال‬
‫(((‬
‫أيضا ابن تيمية يف كتابه املسمى منهاج السنة النبوية‬ ‫مستح ًّبا»‪ ،‬وقد ذكر ذلك ً‬
‫فقال (تصوير رقم ‪« :)89‬فال رأي أعظم ذ ًّما من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة‬
‫من املسلمني‪ ،‬ومل حيصل بقتلهم مصلحة للمسلمني‪ ،‬ال يف دينهم وال يف دنياهم‪،‬‬
‫بل نقص اخلري عام كان‪ ،‬وزاد الرش عىل ما كان‪ .»...‬فكيف يقال ملن أطاع اهلل‬
‫يف أمره‪ :‬إن فعله ليس بواجب وال مستحب‪ ،‬ومن املعلوم أن اإلمام عل ًّيا ريض‬
‫اهلل عنه اخلليفة الراشد ال جيوز اخلروج عليه‪ ،‬وقتاله للخارجني عليه أمر واجب‬
‫بدليل قوله تعاىل‪ :‬ﭽﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ(((‪ ،‬ولكن قول الوهابية هذا يدل عىل‬
‫ضغينة كامنة يف قلوهبم لإلمام عيل ريض اهلل عنه‪ ،‬وآلل بيت رسول اهلل األطهار‬
‫عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬الكتاب املسمى منهاج السنة النبوية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.203‬‬
‫((( أمحد ابن تيمية احلراين‪ ،‬الكتاب املسمى منهاج السنة النبوية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.156‬‬
‫((( احلجرات‪.9 ،‬‬
‫‪45‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث الثامن‬
‫تكفري الوهابية الشمولي‬
‫لألمة اإلسالمية قاطبة‬
‫ولكل من مل يدخل يف دعوتهم‪،‬‬
‫واستحالل دمائه وعرضه وماله‬

‫واملتبص فيه جيد أنه تاريخ أسود‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫إن امل َّطلع عىل تاريخ هذه الفرقة املنحرفة‬
‫نشأ عىل العداوة لكل من مل يدخل يف دعوهتم‪ ،‬وحماربته بشتى ما أتيح هلم من‬
‫تأسست عىل غري ما كان عليه رسولنا الكريم ﷺ‬ ‫طرق‪ .‬إذ إن هذه الفرقة َّ‬
‫مسلم عىل‬
‫ً‬ ‫فمحمد بن عبد الوهاب ال يرى‬ ‫والصحابة يف املعتقد واألعامل‪ُ .‬‬
‫وجه األرض غري مجاعته‪ ،‬ويرسل إىل كل من خالفه من يغتاله يف فراشه أو يف‬
‫ليل((( (تصوير رقم ‪ ،)90‬وكان إذا تبعه أحد كان قد َح َّج َح َّج َة اإلسالم‬ ‫السوق ً‬
‫يقول له‪ُ :‬ح َّج ثان ًيا فإن حجتك األوىل فعلتها وأنت مرشك‪ ،‬فال تقبل وال تسقط‬
‫عنك الفرض‪ ،‬وإذا أراد أحد الدخول يف دينه يقول له بعد أن يأمره بالنطق‬
‫كافرا‪ ،‬وعىل والديك أهنام ماتا كافرين‪،‬‬ ‫«اشهدْ عىل نفسك أنك كنت ً‬ ‫بالشهادتني‪َ :‬‬
‫كفارا‪ ،‬فإن‬
‫وعىل فالن وفالن‪ ،‬ويتهم مجاعة من أكابر العلامء املاضني أهنم كانوا ً‬
‫رصح بتكفري األمة منذ ستامئة سنة‪ ،‬و ُيك ِّفر من ال‬ ‫شهد َقبِ َله وإال قتله‪ .‬وكان ُي ِّ‬
‫يتبعه‪ ،‬و ُي َس ِّميهم املرشكني‪ ،‬ويستحل دماءهم وأمواهلم‪ ،‬وكان يقول للناس‪:‬‬
‫«إين أتيتكم بدين جديد»‪ ،‬حيث كان يعتقد أن اإلسالم منحرص فيه ويف من‬
‫تبعه‪ ،‬وأن الناس سواهم كلهم مرشكون((( (تصوير رقم ‪.)91‬‬
‫((( ُمحمد بن عبد اهلل بن محيد النجدي‪ ،‬السحب الوابلة عىل رضائح احلنابلة‪ ،‬ص‪.276‬‬
‫((( إبراهيم املنصوري السمنودي‪ ،‬سعادة الدارين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.63،62 ،59 ،57-54‬‬
‫‪46‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وإذا دققنا النظر يف ذلك نرى أن فكر هذه الفرقة الضالة يدور حول قضية‬
‫كافرا‬
‫التكفري الشمويل‪ ،‬التي بسببها اعتربوا مجيع من مل يوافقهم يف دعوهتم ً‬
‫سوغ هلم بزعمهم قتل الناس واستحالل أمواهلم وسبي‬ ‫حالل الدم‪ ،‬األمر الذي َّ‬
‫نسائهم بدعوى أن كل الناس سواهم مرشكون ال يعرفون اإلسالم‪ ،‬فك َّفروا‬
‫بذلك مجيع األمة اإلسالمية‪ ،‬وذلك مرصح به يف كتبهم ومؤلفاهتم‪ .‬ومل يقترص‬
‫األمر عىل ذلك بل َك َّفروا الصحابة والعلامء واألشاعرة واملاتريدية وسالطني‬
‫املسلمني كالعثامنيني وصالح الدين األيويب حمرر فلسطني وغريهم‪.‬‬
‫فقد تسرتوا باسم دين اإلسالم هذا الدين احلنيف املبني عىل السامحة‬
‫واالعتدال والوسطية‪ ،‬ليغطوا ما يفعلون من رذائل وقبائح‪ ،‬ول ُيضلوا الناس‬
‫زورا وهبتانًا‪ ،‬واإلسالم منهم‬
‫واحلق أهنم منتسبون إىل اإلسالم ً‬
‫ُّ‬ ‫عن سبيل احلق‪،‬‬
‫براء‪ ،‬فإهنم ح ًّقا فئة تدعو إىل النار‪ ،‬واهلل سبحانه وتعاىل يدعو إىل دار السالم‪.‬‬
‫«الس ُحب الوابلة عىل رضائح احلنابلة»((( البن محيد احلنبيل(((‪،‬‬
‫ففي كتاب ُّ‬
‫يف ترمجة والد ُمحمد بن عبد الوهاب((( (تصوير رقم ‪« :)92‬عبد الوهاب بن‬
‫النجدي‪ ...‬وهو والد ُمحمد صاحب الدعوة التي انترش رشرها‬ ‫ّ‬ ‫التميمي‬
‫ّ‬ ‫سليامن‬
‫يف اآلفاق‪ ،‬لكن بينهام تباين مع أن حممدً ا مل يتظاهر بالدعوة إال بعد موت والده‪.‬‬
‫عمن عارص الشيخ عبد الوهاب‬ ‫وأخربين بعض من لقيته عن بعض أهل العلم ّ‬
‫يرض أن يشتغل بالفقه كأسالفه‬ ‫هذا أنه كان غضبان عىل ولده ُمحمد لكونه مل َ‬
‫وأهل جهته‪ ،‬ويتفرس فيه أنه حيدث منه أمر‪ ،‬فكان يقول للناس‪ :‬يا ما ترون من‬

‫السنَّة‪ ،‬وصاحب املذهب‬


‫((( احلنابلة‪ :‬هم أتباع أمحد بن حنبل‪ ،‬وهو أحد األئمة األربعة الكبار من أهل ُّ‬
‫احلنبيل املشهور‪ .‬ولد ‪164‬هـ‪ ،‬وتويف ‪241‬هـ‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪115‬ـ ‪،204‬‬
‫رقم الرتمجة ‪ .2014‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.203‬‬
‫حممد بن عبد اهلل بن عيل بن عثامن بن محيد العامري‪ ،‬نسبة إىل عامر بن صعصعة‪ ،‬النجدي‪.‬‬‫((( ابن محيد‪ّ ،‬‬
‫مؤرخ‪ ،‬من علامء احلنابلة‪ ،‬ولد يف بلدة عنيزة (مركز القصيم‪ ،‬بنجد)‪ ،‬وسافر إىل مكة واليمن والشام‬
‫والعراق ومرص‪ ،‬واستقر مفت ًيا للحنابلة بمكة‪ ،‬وتويف بالطائف‪ .‬من كتبه‪« :‬السحب الوابلة عىل‬
‫رضائح احلنابلة» يف تراجم احلنابلة‪ ،‬و«النعت األكمل برتاجم أصحاب اإلمام أمحد بن حنبل»‪ .‬ولد‬
‫سنة ‪1236‬هـ‪ ،‬وتويف سنة ‪1295‬هـ‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.116‬‬
‫النجدي احلنبيل‪ ،‬السحب الوابلة عىل رضائح احلنابلة‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫ّ‬ ‫((( ُمحمد بن عبد اهلل بن محيد‬
‫‪47‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ُمحمد من الرش‪ ،‬فقدّ ر اهلل أن صار ما صار‪ .‬وكذلك ابنه سليامن أخو ُمحمد كان‬
‫مناف ًيا له يف دعوته‪ ،‬ور ّد عليه ر ًّدا جيدً ا باآليات واآلثار‪ ،‬لكون املردود عليه ـ‬
‫يعني ُمحمد بن عبد الوهاب ـ ال يقبل سوامها‪ ،‬وال يلتفت إىل كالم عامل متقد ًما‬
‫متأخرا‪ ،‬كائنًا من كان‪ ،‬غري الشيخ تقي الدين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أو‬
‫نصا ال يقبل التأويل‪ ...‬وسمى الشيخ سليامن ر َّده عىل أخيه‬ ‫فإنه يرى كالمهام ًّ‬
‫«فصل اخلطاب يف الرد عىل ُمحمد بن عبد الوهاب»‪.‬‬
‫وقال مفتي الشافعية ورئيس املدرسني يف مكة أيام السلطان عبد احلميد(((‪:‬‬
‫(((‬
‫قال الشيخ أمحد بن زيني دحالن(((‪ ،‬يف كتابه «الدرر السنية يف الرد عىل الوهابية»‬
‫(تصوير رقم ‪« :)93‬فكان ( ُمحمد بن عبد الوهاب) يقول هلم‪ :‬إنام أدعوكم‬
‫إىل التوحيد وترك الرشك باهلل‪ ...‬ومجيع ما هو حتت السبع الطباق مرشك عىل‬
‫اإلطالق‪ ،‬ومن َقت ََل مرشكًا فله اجلنة»‪.‬‬
‫وممن رصح هبذه العقيدة التكفريية الشمولية املتطرفة من كتَّاب ومؤلفي‬
‫هذه الفرقة الضالة عيل بن ُمحمد بن سنان املدرس يف املسجد النبوي واجلامعة‬
‫الوهابية املسامة «اجلامعة اإلسالمية»‪ ،‬حيث قال يف كتابه املسمى «املجموع املفيد‬
‫من عقيدة التوحيد»((( (تصوير رقم ‪« :)94‬أهيا املسلمون‪ ،‬ال ينفع إسالمكم إال‬
‫إذا أعلنتم احلرب العشواء عىل هذه الطرق ـ يقصد الصوفية ـ وقضيتم عليها‬

‫((( عبد احلميد خان الثاين‪ ،‬حامي السنة ورشيعة سيد املرسلني‪ ،‬السلطان الغازي‪ .‬هو ابن السلطان‬
‫الغازي عبد املجيد خان ابن السلطان الغازي حممود خان الثاين ابن السلطان الغازي عبد احلميد‬
‫خان األول‪ .‬جلس عىل أريكة امللك ورسير اخلالفة العثامنية اإلسالمية يف ‪11‬شعبان‪1293/‬هـ‪،‬‬
‫فلم الشعب‪ ،‬ورأب الصدع‪ ،‬ونظم‬ ‫فاستلم زمام اململكة بساعد من حديد‪ ،‬وهنض هنضة الليث‪ّ ،‬‬
‫األمور‪ .‬ولد يف ‪16‬شعبان سنة ‪1258‬هـ‪ .‬عبد الباسط فاخوري‪ ،‬حتفة األنام‪ ،‬ص‪.209،210‬‬
‫((( أمحد بن زيني دحالن‪ :‬فقيه مكي مؤرخ‪ .‬ولد بمكة وتوىل فيها اإلفتاء والتدريس‪ .‬ويف أيامه أنشئت‬
‫أول مطبعة بمكة فطبع فيها بعض كتبه‪ ،‬ومات يف املدينة‪ .‬من تصانيفه‪« :‬الفتوحات اإلسالمية»‪،‬‬
‫و«اجلداول املرضية يف تاريخ الدول اإلسالمية»‪ ،‬و«خالصة الكالم يف أمراء البلد احلرام»‪ ،‬و«رسالة‬
‫يف الرد عىل الوهابية»‪ .‬ولد ‪1232‬هـ ‪ ،‬وتويف ‪1304‬هـ‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.377 ،376‬‬
‫((( أمحد بن زيني دحالن‪ ،‬الدرر السنية يف الرد عىل الوهابية‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫((( عيل بن ُمحمد بن سنان‪ ،‬الكتاب املسمى املجموع املفيد من عقيدة التوحيد‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫‪48‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫‪...‬حاربوها قبل أن حتاربوا اليهود»‪.‬‬


‫كفارا ال ينفعهم دينهم إال إذا تصدوا‬
‫أهل اإلسالم مرشكني ً‬ ‫فجعل بزعمه َ‬
‫للصوفية وأعلنوا احلرب عليهم‪ ،‬وجعل قتاهلم مقدَّ ًما عىل قتال أهل الكفر‬
‫اليهود واملجوس‪ ،‬وال خيفى عىل عاقل ما ألهل التصوف الصحيح من فضائل‬
‫ومكارم يضيق املقام عن ذكرها اآلن‪.‬‬
‫الرحمن بن حسن آل الشيخ تكفري‬
‫ٰ‬ ‫ويف الكتاب املسمى «فتح املجيد» لعبد‬
‫أن أهل مرص كفار‬‫املسلمني يف الدول العربية‪ ،‬يذكر مؤلفه((( (تصوير رقم ‪َّ )95‬‬
‫ألهنم يعبدون أمحد البدوي(((‪ ،‬وأهل العراق ومن حوهلم كأهل عامن كفار ألهنم‬
‫يعبدون اجليالين(((‪ ،‬وأهل الشام كفار ألهنم يعبدون ابن عريب(((‪ ،‬وكذلك أهل‬
‫نجد واحلجاز قبل ظهور الدعوة الوهابية‪ ،‬وأهل اليمن‪.‬‬
‫هذا وقد متادت الوهابية يف التكفري حتى ك ّفرت من يق ّلد املذاهب‪ ،‬ووصفتهم‬
‫بالرشك والعياذ باهلل تعاىل‪ ،‬كام قال ذلك ُمحمد صديق حسن القنوجي يف كتابه‬
‫املسمى «الدين اخلالص» فقال((( (تصوير رقم ‪« :)96‬تقليد املذاهب من‬
‫الرشك»‪.‬‬
‫وبذلك عىل ما يزعم َك َف َر ُ‬
‫كل أفراد األمة اإلسالمية اليوم ألن أفراد األمة‬

‫الرحمن بن حسن آل الشيخ‪ ،‬الكتاب املسمى فتح املجيد رشح كتاب التوحيد‪ ،‬ص‪.191‬‬ ‫ٰ‬ ‫((( عبد‬
‫((( أبو العباس سيدي أمحد البدوي الرشيف ريض اهلل تعاىل عنه‪ ،‬وشهرته يف مجيع أقطار األرض تغني‬
‫عن تعريفه‪ ،‬مولده ‏بمدينة فاس باملغرب‪ ،‬انتقل إىل مكة املرشفة ومنها إىل طنطا‪ ،‬وكان من كثرة ما‬
‫يتلثم لقب بالبدوي وبأيب اللثامني‪ ،‬تويف ‏يف طنطا وقربه هناك مشهور‪ .‬احلسن بن حممد بن القسام‬
‫الكوهن الفايس املغريب‪ ،‬طبقات الشاذلية الكربى‪ ،‬ص‪،66‬‏‏‪.67‬‏‬
‫((( عبد القادر اجليالين‪ ،‬أبو حممد‪ ،‬احلنبيل‪ ،‬شيخ بغداد‪ ،‬الفقيه صاحب الطريقة التي نرشت يف الدنيا‪ .‬ولد‬
‫بجيالن سنة ‪471‬هـ‪ ،‬وتويف سنة ‪ 561‬هـ‪ .‬الذهبي سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،12‬ص‪ 600‬ـ ‪ ،607‬رقم‬
‫الرتمجة ‪.5227‬‬
‫((( ابن العريب‪ ،‬حميي الدين‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬حممد بن عيل الطائي‪ ،‬احلامتي‪ ،‬نزيل دمشق‪ ،‬العالمة‪ ،‬صاحب‬
‫التآليف الكثرية‪ ،‬تويف سنة ‪688‬هـ‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪ 119‬ـ ‪ ،120‬رقم الرتمجة‬
‫‪.34‬‬
‫((( ُمحمد صدّ يق حسن القنوجي‪ ،‬الكتاب املسمى الدين اخلالص‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.140‬‬
‫‪49‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫أيضا‬‫اليوم هم أتباع أهل املذاهب األربعة‪ ،‬وهم عند الوهابية كفار‪ .‬وبذلك ً‬
‫تكفري ألنفسهم من غري أن يشعروا‪ ،‬فإهنم يق ّلدون مذهب اإلمام أمحد بن حنبل‬
‫وينتسبون إليه‪ ،‬وهو بريء منهم‪.‬‬
‫مليارا ونص ًفا من املسلمني‬ ‫ِ‬
‫تكتف الوهابية هبذا التكفري‪ ،‬بل ك َّفرت‬ ‫ومل‬
‫ً‬
‫األشاعرة واملاتريدية‪ .‬واألشاعرة واملاتريدية هم أهل السنة واجلامعة كام قال‬
‫ذلك اإلمام احلافظ ُمحمد مرتىض الزبيدي(((‪( (((/‬تصوير رقم ‪« :)97‬إذا أطلق‬
‫أهل السنة واجلامعة فاملراد هبم األشاعرة واملاتريدية»‪ .‬وكذلك يف كتاهبم املسمى‬
‫«التوحيد»((( املقرر تدريسه للمرحلة الثانوية للصف األول ثانوي‪ ،‬تأليف صالح‬
‫ابن فوزان‪ ،‬املصادق عليه من وزارة الرتبية والتعليم يف اململكة العربية السعودية‬
‫لسنة ‪1424‬هـ‪ ،‬وصفوا يف هذا الكتاب املقرر رسم ًّيا يف مدارسهم‪ ،‬األشاعر َة‬
‫واملاتريدية بالرشك‪ ،‬وقالوا عن املرشكني األوائل أهل اجلاهلية((( (تصوير رقم‬
‫‪« :)98‬فهؤالء املرشكون هم سلف اجلهمية واملعتزلة واألشاعرة»‪.‬‬
‫تكفريا للسلطان ُمحمد الفاتح‬ ‫ً‬ ‫إن تكفري الوهابية للامتريدية ينعطف‬
‫املاتريدي(((‪ ،‬وهبذا يكونون معارضني لرسول اهلل ﷺ حيث قال(((‪َ « :‬ل ُت ْفت ََح َّن‬

‫عالمة باللغة واحلديث‬‫((( حممد بن حممد بن عبد الرزاق احلسيني الزبيدي‪ ،‬أبو الفيض‪ ،‬امللقب بمرتىض‪ّ :‬‬
‫والرجال واألنساب‪ ،‬من كبار املصنفني‪ .‬أصله من واسط يف العراق‪ ،‬ومولده باهلند يف بلجرام‪ ،‬ومنشؤه‬
‫يف زبيد باليمن‪ .‬رحل إىل احلجاز‪ ،‬وأقام بمرص‪ ،‬فاشتهر فضله‪ ،‬وكاتبه ملوك احلجاز واهلند واليمن‬
‫والشام والعراق واملغرب األقىص والرتك والسودان واجلزائر‪ .‬من كتبه‪« :‬تاج العروس يف رشح‬
‫القاموس»‪ ،‬و«إحتاف السادة املتقني يف رشح إحياء علوم الدين» وغريها من الكتب‪ .‬ولد رمحه اهلل سنة‬
‫‪1145‬هـ‪ ،‬وتويف بالطاعون يف مرص سنة ‪1205‬هـ‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.70‬‬
‫((( ُمحمد مرتىض الزبيدي‪ ،‬إحتاف السادة املتقني برشح إحياء علوم الدين‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.9 ،8‬‬
‫((( صالح بن فوزان بن عبد اهلل الفوزان‪ ،‬الكتاب املسمى التوحيد‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫((( صالح بن فوزان‪ ،‬الكتاب املسمى التوحيد‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫((( حممد خان الثاين الفاتح‪ ،‬السلطان امللك املجاهد‪ ،‬أبو املعايل‪ ،‬السلطان الغازي‪ ،‬ابن السلطان مراد‬
‫خان الثاين‪ .‬جلس عىل رسير امللك بعد وفاة أبيه بعهد منه وعمره تسع عرشة سنة ومخسة أشهر‪ .‬هو‬
‫الذي أسس ملك هذه الدولة العلية املؤسسة عىل التقوى‪ .‬ولد سنة ‪833‬هـ‪ .‬عبد الباسط فاخوري‪،‬‬
‫حتفة األنام‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫((( أمحد‪ ،‬مسند أمحد‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.335‬‬
‫‪50‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ك اجليش»‪ .‬والذي فتحها‬‫اجل ْي ُش َذلِ َ‬


‫الق ْس َطنْطِ ْين ِ َّية‪َ ،‬ف َلن ِ ْع َم األَ ِم ُري َأ ِم ْ ُي َها َو َلن ِ ْع َم َ‬
‫ِ‬
‫هو السلطان ُمحمد الفاتح املاتريدي العثامين ريض اهلل عنه‪.‬‬
‫وقد طعنت الوهابية يف عمر بن عبد العزيز((( ريض اهلل عنه اخلليفة الراشد‬
‫ً‬
‫تنفيذا ألوامر مؤسسيهم اإلنكليز‪،‬‬ ‫السادس((( (تصوير رقم ‪ .)99‬وهذا كله‬
‫ولزرع الفتنة بني صفوف املسلمني‪ ،‬أعاذنا اهلل من هذه الفرقة وانحرافها‬
‫وضالهلا‪.‬‬

‫((( عمر بن عبد العزيز بن مروان بن احلكم األموي القريش‪ ،‬أبو حفص‪ :‬اخلليفة الصالح وامللك العادل‪،‬‬
‫بويع له باخلالفة سنة ‪99‬هـ‪ ،‬وسكن الناس يف أيامه فمنع مسبة عيل بن أيب طالب‪ ،‬وكان من تقدمه‬
‫من األمويني يسبونه عىل املنابر‪ ،‬ومل تطل مدته إذ كانت خالفته سنتني ونصف سنة‪ .‬ولد سنة ‪61‬هـ‪،‬‬
‫وتويف سنة ‪101‬هـ‪ ،‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.50‬‬
‫((( عبد العزيز اهلاشمي‪ ،‬إطالق األعنة‪ ،‬ص‪.17 ،16‬‬
‫‪51‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث التاسع‬
‫نفي الوهابية لنبوة آدم وشيث وإدريس‬
‫عليهم السالم‬
‫وتكفريهم حلواء رضي اهلل عنها‬

‫الوهابية تدَّ عي((( (تصوير رقم ‪ )100‬أن آدم وشي ًثا وإدريس عليهم السالم‬
‫ليسوا أنبياء‪.‬‬
‫ف من القول عجيب‪ ،‬فمن املعلوم أن سيدنا آدم عليه السالم أول‬ ‫وهذا ُس ْخ ٌ‬
‫البرش‪ ،‬قد أرسله اهلل تعاىل إىل زوجته حواء وأوالدمها ليع ّلمهم دين احلق دين‬
‫اإلسالم‪ ،‬وكان عليه السالم مجيل الصورة والصوت‪ ،‬منتصب القامة‪ ،‬مغ ّطى‬
‫العورة‪ ،‬يرتدي املالبس التي حاكتها له السيدة حواء التي تع ّلمت هي وزوجها‬
‫سيدنا آدم عليهام السالم أصول املعيشة عىل يد سيدنا جربيل عليه السالم‪.‬‬
‫نبوتِه كموسى‬‫نبي جمم ٍع عىل ّ‬
‫نبوة ٍّ‬
‫ومن الكفر كام هو معلوم يف دين اهلل إنكار ّ‬
‫نبوة آدم فقد اتّفق املسلمون وأمجعوا‬‫وعيسى وإبراهيم وآدم عليهم السالم‪ ،‬أما ّ‬
‫(((‬
‫عليها‪ ،‬ففي كتاب «الفرق بني الفرق»يف سياق ذكر ما أمجع عليه املسلمون‬
‫«وأول الرسل أبو مجيع البرش وهو آدم عليه السالم»‪.‬‬ ‫(تصوير رقم ‪ّ :)101‬‬
‫لواء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فخر‪ ،‬وبيدي ُ‬ ‫وقال رسول اهلل ﷺ‪« :‬أنا سيدُ ولد آد َم يو َم القيامة وال َ‬
‫حتت لوائي‪ ،‬وأنا ُ‬
‫أول َم ْن‬ ‫ٍ‬
‫يومئذ آد َم َف َم ْن سوا ُه إال َ‬ ‫نبي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فخر‪ ،‬وما م ْن ٍّ‬
‫احلمد وال َ‬

‫((( ُمحمد بن عبد الوهاب‪ ،‬حاشية ثالثة األصول‪ ،‬ص‪ .89 ،88‬عبد اهلل بن زيد آل حممود‪ ،‬الكتاب‬
‫املسمى اإليامن باألنبياء بجملتهم‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫البغدادي‪ ،‬الفرق بني الفرق‪ ،‬ص‪.342‬‬
‫ّ‬ ‫((( ‬
‫‪52‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ُ‬
‫األرض وال فخر» احلديث(((‪.‬‬ ‫تنشق عنه‬
‫ُّ‬
‫ويف كتاب «رشح الفقه األكرب»((( (تصوير رقم ‪« :)102‬واألنبياء عليهم‬
‫الصالة والسالم ك ّلهم أي مجيعهم الشامل لرسلهم مشاهريهم وغريهم أوهلم‬
‫آدم عليه الصالة والسالم‪ ،‬عىل ما ثبت بالكتاب والسنّة وإمجاع األمة‪ ،‬فام نُقل‬
‫كفرا»‪.‬‬
‫نبوته يكون ً‬
‫عن بعض من إنكار ّ‬
‫ويف قول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫(((‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﭼ‬
‫اآلية‪ ،‬دليل عىل رسالة آدم‪ ،‬وأن أبناءه كانوا عىل رشيعة أنزلت عىل أبيهم‪ ،‬ويف‬
‫األو ِل كِ ْف ٌل من‬ ‫ظلما إال كان عىل ِ‬
‫ابنآد َم ّ‬ ‫نفس ً‬ ‫احلديث الصحيح(((‪« :‬ال ت ُ‬
‫ُقتل ٌ‬
‫ً‬
‫مرسل إىل أبنائه مل يكونوا مكلفني‪ ،‬فلم يكن‬ ‫دمها»‪ ،‬دليل ً‬
‫أيضا‪ ،‬ألنه لو مل يكن‬ ‫ِ‬
‫يكتب عىل ابن آدم األول ذنب‪.‬‬
‫وقد أخرب اهلل تبارك وتعاىل يف كتابه بفضل البرش‪ ،‬ولو كان أوهلم آدم وأبناؤه‬
‫عائشني بغري رشيعة يعملون هبا‪ ،‬لكانوا كالبهائم ليس هلم ذلك الفضل الذي‬
‫ناله أبوهم بإسجاد املالئكة له‪.‬‬
‫أنت‬ ‫الق َي َام ِة َف َي ُق َ‬
‫ولون‪َ :‬‬ ‫أتون نُوحا يوم ِ‬
‫الناس َي َ ً َ َ‬
‫َ‬ ‫«أن‬
‫أما احلديث((( الذي فيه‪َّ :‬‬
‫الرسل إىل أهل األرض»‪ .‬فمعناه أنه أول رسول ُأرسل إىل قبائل متعددة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ّأو ُل‬
‫األر ِ‬
‫ض»‪.‬‬ ‫أهل ْ‬ ‫دل عىل ذلك كلمة «إىل ِ‬ ‫ألن من كان قبله مل يكونوا كذلك‪ّ ،‬‬
‫حتى السيدة حواء ريض اهلل عنها مل ت َْس َل ْم من رشهم‪ ،‬فإهنم يكفروهنا‪ ،‬كام‬

‫النبي ﷺ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.308‬‬ ‫الرتمذي‪ ،‬كتاب املناقب‪ ،‬باب يف فضل ّ‬


‫ّ‬ ‫((( الرتمذي‪ ،‬سنن‬
‫((( مال عيل القاري‪ ،‬رشح الفقه األكرب‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫((( املائدة‪.27 ،‬‬
‫البخاري‪ ،‬كتاب أحاديث األنبياء‪ ،‬باب خلق آدم صلوات اهلل عليه وذريته‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ّ‬ ‫((( البخاري‪ ،‬صحيح‬
‫ص‪ .162‬رقم ‪.3335‬‬
‫البخاري‪ ،‬كتاب التفسـري‪ ،‬باب ﭽﭵﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼﭽ‬ ‫ّ‬ ‫((( البخاري‪ ،‬صحيح‬
‫ﭾﭿ ﭼ (اإلرساء)‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.105‬‬
‫‪53‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ذكر القنوجي يف كتابه املسمى «الدين اخلالص»((( (تصوير رقم ‪ ،)103‬يقول‬


‫القنوجي‪« :‬الصحيح أن الرشك إنام وقع من حواء فقط دون آدم»‪ .‬وهبذا تكون‬
‫الوهابية جعلت البرش أوال َد زنى‪ ،‬والعياذ باهلل!‬

‫((( ُمحمد صديق حسن القنوجي‪ ،‬الكتاب املسمى الدين اخلالص‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.16‬‬
‫‪54‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث العاشر‬
‫نفي الوهابية تأويل‬
‫اآليات واألحاديث املتشابهة‬

‫وتؤول ما خيالف‬
‫ِّ‬ ‫تنكر الوهابية تأويل املتشابه يف الكتاب والسنة مطل ًقا‪،‬‬
‫معتقدها عىل ما يناسب هواها‪ ،‬فام هذا التحكم الذي يدل عىل تذبذهبا وختبطها‬
‫ورشودها عن سبيل احلق وطريق اهلدى؟!‬
‫ففي كتاب «التنبيهات» يقول مؤلفاه ابن باز وصالح بن فوزان((( (تصوير‬
‫رقم ‪« :)104‬تأويل الصفات عن معناها احلقيقي ال جيوز يف أي عرص من‬
‫العصور‪ ...‬والتأويل باطل مهام صلحت نية فاعله وحسن مقصده»‪.‬‬
‫فأين الوهابية حني قالت ما قالت من حديث رسول اهلل ﷺ لسيدنا عبد اهلل بن‬
‫َ‬
‫وتأويل الكتاب» رواه ابن ماجه((( يف‬ ‫«اللهم ع ِّل ْم ُه احلكم َة‬
‫َّ‬ ‫عباس((( ترمجان القرآن‪:‬‬
‫سننه(((‪.‬‬
‫تأول الصفات‪ ،‬ص‪.71‬‬ ‫((( ابن باز وصالح بن فوزان‪ ،‬الكتاب املسمى تنبيهات يف الرد عىل من َّ‬
‫حممد‬‫عم رسول اهلل َّ‬‫((( عبد اهلل بن ع ّباس‪ ،‬البحر‪ ،‬حرب األ ّمة وفقيه العرص وإمام التفسري‪ ،‬أبو الع ّباس ابن ّ‬
‫عب بني هاشم قبل عام اهلجرة بثالث سنني‪،‬‬ ‫ﷺ الع ّباس بن عبد امل ّطلب شيبة بني هاشم‪ ،‬ولد بِ ِش ِ‬
‫النبي ﷺ باحلكمة والتأويل‪ ،‬وكان‬ ‫شهرا‪ ،‬دعا له ّ‬‫نحوا من ثالثني ً‬‫النبي عليه الصالة والسالم ً‬ ‫صحب ّ‬
‫سيدنا عمر ريض اهلل عنه إذا ذكره قال‪« :‬ذلك فتى الكهول‪ ،‬وله لسان َسؤول وقلب عقول»‪ .‬وكان‬
‫الذهبي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يسمى البحر لكثرة علمه‪ ،‬مسنده فيه ‪ 1660‬حدي ًثا يف الصحيحني وغريمها‪ ،‬تويف سنة ‪67‬ه‍‪.‬‬ ‫ّ‬
‫سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪169‬ـ‪ ،181‬رقم الرتمجة ‪.409‬‬
‫القزويني‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬ابن ماجه‪ ،‬أحد األئمة يف علم احلديث‪ ،‬من أهل قزوين‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الربعي‬
‫ّ‬ ‫حممد بن يزيد‬ ‫((( ّ‬
‫رحل إىل البرصة وبغداد والشام ومرص واحلجاز والري يف طلب احلديث‪ ،‬وصنَّف كتابه «سنن ابن‬
‫ماجه»‪ ،‬وهو أحد الكتب الستة املعتمدة‪ ،‬وله «تفسري القرآن»‪ ،‬و«تاريخ قزوين»‪ .‬ولد سنة ‪209‬ه‍‪،‬‬
‫وتوف سنة ‪273‬ه‍‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.144‬‬ ‫ّ‬
‫((( ابن ماجه‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬املقدمة‪ ،‬باب يف فضائل أصحاب رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فضل ابن عباس‪،‬‬
‫ص‪.166‬‬
‫‪55‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وليت شعري هل وقفت الوهابية عند قوله تعاىل‪ :‬ﭽﭡ ﭢ ﭣ‬


‫ﭥ ﭦ ﭧﭼ(((‪ .‬أم يعتربون هذا من مجلة التشبيه؟! تعاىل اهلل عن‬
‫كبريا‪.‬‬
‫علوا ً‬
‫قوهلم ًّ‬
‫التفصييل ومل يتهمهم‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫وهاك األدلة الرصحية عىل أن السلف ّأولوا التأويل‬
‫أحد أهنم معطلة إال املشبهة الوهابية ومن تبعهم‪ ،‬ألهنم مولعون بتشبيه اهلل‬
‫بخلقه‪ ،‬زاعمني أن هذا هو اإليامن بالصفات والعياذ باهلل‪.‬‬
‫قال اإلمام البخاري((( يف صحيحه يف تفسري سورة القصص‪ :‬ﭽﮖ ﮗ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚﭼ((( «إال ملكه»((( (تصوير رقم ‪ .)105‬هذا تأويل تفصييل‪،‬‬
‫وهو عند املشبهة الوهابية ومن تبعهم تعطيل‪.‬‬
‫وروى احلافظ ابن حجر العسقالين يف الفتح فقال‪« :‬وأما الساق فجاء عن‬
‫(((‬
‫ابن عباس يف قوله تعاىل ﭽﰝﰞﰟﰠﭼ((( قال‪ :‬عن شدة من األمر»‬
‫(تصوير رقم ‪ .)106‬وهذا تأويل تفصييل بتعيني معنى حمدَّ د هلا(((‪.‬‬
‫البيهقي يف كتابه األسامء والصفات(((‪« :‬باب ما جاء يف إثبات العني صف ًة‬
‫ّ‬ ‫قال‬
‫ال من حيث احلدق ُة» (تصوير رقم ‪ .)107‬وقال كذلك(((‪« :‬باب ما جاء يف‬
‫((( الشورى‪.11 ،‬‬
‫ِ‬
‫حممد بن إسامعيل بن إبراهيم بن املغرية بن َب ْرد ْز َبه‪ ،‬وهي لفظة بخارية‪ ،‬معناها‬
‫البخاري‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫((( أبو عبد اهلل‬
‫الزراع‪ ،‬اإلمام‪ ،‬العامل‪ ،‬احلافظ‪ ،‬صاحب «اجلامع الصحيح»‪ ،‬تن ّقل يف البلدان وسمع أكابر املحدّ ثني‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وتوف سنة ‪256‬ه‍‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪،8‬‬ ‫ّ‬ ‫ومن مؤلفاته‪« :‬التاريخ»‪ .‬ولد سنة ‪194‬ه‍‪،‬‬
‫ص‪536‬ـ‪ ،570‬رقم الرتمجة ‪ .2274‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.34‬‬
‫((( القصص‪.88 ،‬‬
‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري بحاشية السندي‪ ،‬كتاب التفسري‪ ،‬باب سورة القصص‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.171‬‬
‫((( القلم‪.42 ،‬‬
‫((( ابن حجر‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.437‬‬
‫((( أما التأويل اإلمجايل فهو اإليامن هبا من غري تفصيل‪ ،‬ومن غري حتديد معنًى مع َّين‪ ،‬لكن من غري كيف‬
‫وتشبيه هلل‪.‬‬
‫البيهقي‪ ،‬األسامء والصفات‪ ،‬ص‪.405‬‬
‫ّ‬ ‫((( ‬
‫البيهقي‪ ،‬األسامء والصفات‪ ،‬ص‪.407‬‬‫ّ‬ ‫((( ‬
‫‪56‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫إثبات اليدين صفتني ال من حيث اجلارحة» (تصوير رقم ‪.)108‬‬


‫وغري ذلك الكثري الكثري من تآويل السلف وإثباهتم للتأويل التفصييل‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث احلادي عشر‬


‫بأزلية َ‬
‫العال‬ ‫قول الوهابية َّ‬
‫وحبوادث ال أول هلا مل تزل مع اهلل‬

‫الوهابية تقول بأزلية نوع العامل وبحوادث ال أول هلا مل تزل مع اهلل‪ ،‬أي عىل‬
‫زعمهم مل يتقدَّ م اهلل جنس احلوادث‪ ،‬وإنام تقدم أفراده املعينة‪ ،‬أي أن كل فرد من‬
‫أفراد احلوادث بعينه حادث خملوق‪ ،‬وأما جنس احلوادث فهو أزيل كام أن اهلل‬
‫أزيل والعياذ باهلل‪ ،‬وهذه املسألة من أبشع املسائل االعتقادية التي فيها خروج‬
‫عن صحيح العقل ورصيح النقل وإمجاع املسلمني‪.‬‬
‫وقوهلم هذا موافق لقول متأخرة الفالسفة حيث إهنم قالوا بأزلية نوع العامل‬
‫دون أفراده‪ ،‬إال أن ابن تيمية َي ْر َب ُأ بنفسه أن ينسب قوله هذا إىل الفالسفة‪ ،‬فينسبه‬
‫وزورا إىل أئمة أهل السنة واجلامعة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫هبتانًا‬
‫وقد نقل املحدث األصويل بدر الدين الزركيش((( يف كتاب «تشنيف‬
‫املسامع»((( (تصوير رقم ‪ )109‬اتفاق املسلمني عىل كفر من يقول بأزلية نوع‬
‫العامل‪ ،‬فقال بعد أن ذكر الفريقني من الفالسفة‪ :‬الفريق القائل بأزلية العامل‬
‫بامدته وصورته‪ ،‬والفريق القائل بأن العامل أزيل املادة حمدث الصورة‪« :‬ضللهم‬

‫الزركشي‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬عامل بفقه الشافع ّية واألصول‪،‬‬


‫ّ‬ ‫حممد بن هبادر بن عبد اهلل‬
‫الزركشي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫((( بدر الدين‬
‫مرصي املولد والوفاة‪ ،‬له تصانيف كثرية يف عدّ ة فنون‪ ،‬منها‪« :‬اإلجابة إليراد ما‬ ‫ّ‬ ‫األصل‪،‬‬ ‫تركي‬
‫ّ‬
‫استدركته عائشة عىل الصحابة»‪« ،‬ولقطة العجالن»‪« ،‬وإعالم الساجد بأحكام املساجد»‪ ،‬و«الديباج‬
‫الزركيش يف أصول الفقه‪ ،‬و«التنقيح أللفاظ اجلامع‬
‫ّ‬ ‫يف توضيح املنهاج»‪ ،‬و«املنثور»‪ ،‬ويعرف بقواعد‬
‫الصحيح»‪ .‬ولد سنة ‪745‬ه‍‪ ،‬وتويف سنة ‪794‬ه‍‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.61 ،60‬‬
‫((( الزركيش‪ ،‬تشنيف املسامع‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪631‬ــ‪.633‬‬
‫‪58‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املسلمون يف ذلك وكفروهم»‪ .‬فابن تيمية يشمله هذا القول‪ ،‬فإنه قال بأزلية نوع‬
‫العامل يف مخسة من كتبه((( بل أكثر (تصوير رقم ‪.)110‬‬

‫((( ابن تيمية‪ ،‬الكتاب املسمى موافقة رصيح املعقول‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .249‬ابن تيمية‪ ،‬الكتاب املسمى منهاج‬
‫السنة النبوية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .276‬ابن تيمية‪ ،‬رشح حديث عمران بن حصني‪ ،‬ص‪ .193‬ابن تيمية‪،‬‬
‫جمموع الفتاوى‪ ،‬ج‪ ،18‬ص‪ .239‬ابن تيمية‪ ،‬نقد مراتب اإلمجاع‪ ،‬ص‪( 168‬نص يف هذا الكتاب عىل‬
‫تسميه الوهابية‬
‫عدم كفر من قال بأزلية العامل‪ ،‬والعياذ باهلل)‪ .‬وكل هذه الكتب ألمحد ابن تيمية الذي ّ‬
‫«شيخ اإلسالم»‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث الثاني عشر‬


‫قول الوهابية بفناء النار‬

‫الوهابية تقول‪ :‬إن النار تفنى وينتهي عذاب الكفار فيها((( (تصوير رقم‬
‫‪ّ ،)111‬‬
‫مكذبني ألربعني آية يف كتاب اهلل تدل عىل بقاء النار وخلود الكفار فيها‪،‬‬
‫حيث يورد ابن قيم اجلوزية جمموعة من األقوال‪ ،‬وتراه يدخل احلق بالباطل‬
‫والباطل باحلق‪ ،‬ليتوهم القارئ أن أمر بقاء جهنم غري جمم ٍع عليه‪.‬‬
‫ومن اآليات الدا ّلة عىل خلود الكفار يف جهنم قول اهلل سبحانه وتعاىل يف‬
‫حقهم‪:‬ﭽﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ(((‪.‬‬
‫ومن النصوص احلديثية‪:‬‬
‫ولَ ِ‬
‫هل الن ِ‬
‫َّار‪:‬‬ ‫أهل ِ‬
‫اجلنة ُخلود َل مو َت ِ‬ ‫اجل ِنة‪ :‬يا َ‬
‫النبي ﷺ‪ُ « :‬ي َق ُال ِل ْه ِل َ‬
‫ٌ َْ‬ ‫قول ّ‬
‫َيا َأ ْه َل الن ِ‬
‫َّار ُخلو ٌد َل َم ْو َت»(((‪.‬‬
‫َّار إىل ِ‬
‫النار‪،‬‬ ‫وأهل الن ِ‬
‫ُ‬ ‫اجلن َِّة إِىل َ‬
‫اجلنَة‬ ‫صار َأ ْه ُل َ‬
‫وقول رسول اهلل ﷺ‪« :‬إِ َذا َ‬
‫ينادي ٍ‬
‫مناد‪ :‬يا أهل اجلنة َل‬ ‫والنار ُثم يذبح‪ُ ،‬ثم ِ‬ ‫ِ‬ ‫اجل ِنة‬
‫ني َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ي َع َل َب َ‬
‫جيء باملوت حتى ُ ْ‬
‫أهل ِ‬
‫النار‬ ‫اجلنة َفرحا إىل ِ‬
‫فرح ِهم ويزدا ُد ُ‬ ‫أهل ِ‬ ‫موت‪ ،‬فيزدا ُد ُ‬ ‫النار ال َ‬ ‫موت‪ ،‬يا أهل ِ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫ُحزنًا إىل ُحز ِ ِ‬
‫ْن ْم»(((‪.‬‬
‫((( ابن قيم اجلوزية‪ ،‬حادي األرواح إىل بالد األفراح‪ ،‬ص‪. 257 ،255 ،249 ،248‬‬
‫((( النساء‪.169 ،168 ،‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬كتاب صفة اجلنة‪ ،‬باب ما جاء يف خلود أهل اجلنة وأهل النار‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ّ‬ ‫الرتمذي‪ ،‬سنن‬
‫ّ‬ ‫((( ‬
‫ص‪.690‬‬
‫البخاري‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب صفة اجلنة والنار‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.141‬‬
‫ّ‬ ‫البخاري‪ ،‬صحيح‬
‫ّ‬ ‫((( ‬
‫‪60‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫أيضا‪ ،‬يعني منهم من يرى عىل زعمه‬


‫هذا والوهابية متناقضة يف هذه املسألة ً‬
‫فناء جهنم‪ ،‬ومنهم من ر َّد عىل ابن تيمية يف هذه املسألة‪.‬‬
‫وممّن ر ّد عىل ابن تيمية من حمبيه ومنارصيه املدعو ُمحمد بن إسامعيل األمري‬
‫الصنعاين (ت ‪1182‬هـ) املعروف بحبه الشديد البن تيمية والدفاع عنه‪ ،‬ويعترب‬ ‫ّ‬
‫عند أنصار ابن تيمية من أهل احلديث والفقه حتى قالوا عنه بأنه «جمتهد»‪ ،‬فهو‬
‫الصنعاين بعد أكثر من أربعامئة سنة لري ّد‬
‫ّ‬ ‫ذو شأن عندهم‪ ،‬ومع ذلك فقد جاء‬
‫الصنعاين‬
‫ّ‬ ‫عىل ابن تيمية وابن الق ّيم يف قوهلام بفناء النار‪ ،‬والكتاب الذي أ ّلفه‬
‫سمه «رفع األستار إلبطال أدلة القائلني بفناء النار»‪ ،‬وقد طبعه‬ ‫يف الر ّد عليهام ّ‬
‫اإلسالمي»‪ ،‬احلريص عىل طبع مؤلفات ابن تيمية وتلميذه‬ ‫ّ‬ ‫سمى «املكتب‬ ‫ما ُي ّ‬
‫يب املدعو ُمحمد‬ ‫ابن الق ّيم‪ ،‬وكانت الطبعة األوىل سنة ‪1984‬م بتحقيق الوها ّ‬
‫األلباين((( الذي اعرتف بصحة نسبة ذلك إىل ابن تيمية‪ ،‬ومما قاله‬ ‫ّ‬ ‫نارص الدين‬
‫الصنعاين((( (تصوير رقم ‪« :)112‬ليس يف يد شيخ اإلسالم شىء ال من كتاب‬ ‫ّ‬
‫يب كام ّقررناه‪ ،‬فليس يف يديه إال دعوى بغري برهان»‬ ‫وال من سنة وال من صحا ّ‬
‫فلم يسعه إال إثبات ذلك عنه‪ ،‬فامذا يكون جواب النايف؟!‬
‫أيضا من أحبابه واملتع ّلقني بأهدابه املدعو نارص الدين‬
‫وقد ر ّد عىل ابن تيمية ً‬
‫يب‪ ،‬املشهور بأنه من أشدّ املدافعني عن ابن تيمية املش ّبه‪،‬‬
‫املجسم الوها ّ‬
‫ّ‬ ‫األلباين‪،‬‬
‫ّ‬
‫وق ّلام َيذكر ابن تيمية من دون أن ُيل ِّقبه بشيخ اإلسالم‪ ،‬وهو الذي سعى لنرش‬
‫للصنعاين املذكور آن ًفا‪ ،‬وقال يف مقدّ مته((( (تصوير رقم‬
‫ّ‬ ‫كتاب «رفع األستار»‬
‫‪« :)113‬فرتانا هنا نر ّد عىل شيخ اإلسالم ابن تيمية قو َله بفناء النار‪ ،‬وال نداريه‪،‬‬
‫الرحمن حممد بن احلاج نوح بن نجايت بن آدم األشقودري األلباين األرنؤوطي املعروف‬ ‫ٰ‬ ‫((( أبو عبد‬
‫باسم حممد نارص ‏الدين األلباين‪ .‬تعرض لالعتقال مرتني إحداها قبل عام ‪ 1967‬ملدة شهر يف قلعة‬
‫دمشق وهي القلعة عينها التي‏اعتقل فيها ابن تيمية‪ ،‬وعندما قامت حرب ‪1967‬م رأت احلكومة أن‬
‫تفرج عن مجيع املعتقلني‪ .‬ولد األلباين عام‏‏‪1333‬هـ املوافق ‪1914‬م‪ ،‬يف مدينة أشقودرة عاصمة دولة‬
‫ألبانيا‪ ،‬وتويف قبيل يوم السبت سنة ‪1420‬هـ‏املوافق الثاين من أكتوبر ‪1999‬م يف مدينة عامن عاصمة‬
‫جمسمة هذا العرص)‪ .‬د‪.‬م‪ ،‬حممد نارص الدين األلباين‪ ،‬ج‪،1‬‏ص‪.4‬‏‬ ‫األردن‪( .‬وهو من ِّ‬
‫األلباني‪ ،‬املقدمة‏‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫ّ‬ ‫الصنعاني‪ ،‬رفع األستار إلبطال أدلة القائلني بفناء النار‪ ،‬تعليق‬
‫ّ‬ ‫((( ‬
‫األلباني‪ ،‬املقدمة‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫ّ‬ ‫((( الصنعاين‪ ،‬رفع األستار إلبطال أدلة القائلني بفناء النار‪ ،‬تعليق‬
‫‪61‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫األلباين بالكذب عىل‬


‫ّ‬ ‫مع عظمته يف نفوسنا‪ ،‬وجاللته يف قلوبنا»‪ ،‬فهل يتهمون‬
‫ابن تيمية؟‬
‫األلباين كذلك يف معرض ر ّده عىل ابن تيمية يف املقدمة نفسها‬
‫(((‬
‫ّ‬ ‫ويقول‬
‫ناقل قول ابن تيمية‪« :‬ولو قدر عذاب ال آخر له مل يكن‬ ‫(تصوير رقم ‪ً )114‬‬
‫فكأن الرمحة عنده ال تتحقق إال بشموهلا للكفار املعاندين‬‫َّ‬ ‫هناك رمحة ألبتَّة»!‬
‫الطاغني! أليس هذا من أكرب األدلة عىل خطأ ابن تيمية و ُب ْعده هو ومن تبعه عن‬
‫الصواب يف هذه املسألة اخلطرية؟!‬
‫يكذبوا َ‬
‫قول اهلل سبحانه يف الكفار‪ :‬ﭽﮦ ﮧ‬ ‫وحاشا أن ير ّدوا أو ّ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙﭼ(((‪.‬‬
‫وقو َله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭼ(((‪.‬‬
‫يتبي أن الوهابية املش ّبهة يموهون يف العقيدة ويضطربون كاضطراب‬ ‫ومنه ّ‬
‫الريح‪ ،‬وهم متنازعون يف هذه املسألة االعتقادية‪.‬‬
‫وينبغي ِ‬
‫الع ْلم أن القول بفناء النار هو رأي جهم بن صفوان‪ ،‬كام جتد ذلك يف‬
‫«لسان امليزان»(((‪ ،‬فجهم بن صفوان هو سلف من يقول بفناء النار‪.‬‬

‫األلباني‪ ،‬املقدمة‪ ،‬ص‪.24‬‬


‫ّ‬ ‫الصنعاني‪ ،‬رفع األستار إلبطال أدلة القائلني بفناء النار‪ ،‬تعليق‬
‫ّ‬ ‫((( ‬
‫((( فاطر‪.36 ،‬‬
‫((( اإلرساء‪.97 ،‬‬
‫((( ابن حجر‪ ،‬لسان امليزان‪ ،‬ترمجة أيب مطيع البلخي‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.247‬‬
‫‪62‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث الثالث عشر‬


‫مدح الوهابية للكفار‬
‫كأبي هلب وأبي جهل ووصفهم هلم‬
‫ً‬
‫توحيدا من املسلمني‬ ‫بأنهم أكثر‬
‫الذين يتوسلون باألنبياء والصاحلني‬

‫الوهابية تقول((( (تصوير رقم ‪« :)115‬أبو جهل وأبو هلب أكثر توحيدً ا‬
‫وأخلص إيامنًا من املسلمني الذين يقولون‪ :‬ال إله إال اهلل حممدٌ رسول اهلل‬
‫(ﷺ)!‪ »...‬وهذا من أعجب ما سمعنا من شذوذ الوهابية‪ ،‬فكيف يشهدون‬
‫باإليامن والتوحيد لعبدة األوثان؟ وكيف يكون هؤالء املرشكون أخلص إيامنًا‬
‫من املؤمنني الذين يتوسلون إىل اهلل باألنبياء والصاحلني؟ سبحانك ريب هذا‬
‫هبتان عظيم‪.‬‬
‫فالوهابية جعلوا بقوهلم هذا أبا جهل وأبا هلب أفضل من الصحابة والتابعني‬
‫جرا‪ ،‬ألنه ثبت أن الصحابة توسلوا بالنبي ﷺ وكذلك‬ ‫وهلم ًّ‬
‫ّ‬ ‫وأتباع التابعني‬
‫التابعون‪ ،‬ومل يزل املسلمون يتوسلون بالرسول ﷺ إىل هذا العرص‪ ،‬ألن‬
‫الرسول ﷺ هو الذي رشع هلم ذلك‪ ،‬فإنه َأ َم َر األعمى الذي جاء يشكو إليه‬
‫نبي‬
‫حمد ِّ‬ ‫وأتوج ُه َ‬
‫إليك بنب ِّينا ُم ّ‬ ‫َّ‬ ‫لك‬ ‫«اللهم إنِّي َ‬
‫أسأ َ‬ ‫َّ‬ ‫ذهاب برصه أن يقول((( ‪:‬‬
‫الرمحة» احلديث‪ .‬وهذا احلديث صحيح عند أهل احلديث‪ .‬وأكثر من ذلك أن‬ ‫َّ‬
‫اهلل تعاىل أمرنا أن نبتغي إليه الوسيلة فقال عز من قائل‪:‬ﭽﮯﮰﮱ‬

‫((( ُمحمد أمحد باشميل‪ ،‬الكتاب املسمى كيف نفهم التوحيد‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫((( الطرباين‪ ،‬املعجم الكبري‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .17‬الطرباين‪ ،‬املعجم الصغري‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪63‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ﯓﯔﯕ ﯖ ﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜﭼ(((‪،‬‬


‫أيضا‪:‬‬
‫وسيدنا حممد ﷺ الذي هو أفضل خلق اهلل هو وسيلتنا إىل اهلل‪ ،‬وقال اهلل ً‬
‫ﭽﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯ‬
‫ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ‬
‫ﯛﭼ(((‪ ،‬فهي رصحية بأن اهلل أمرنا أن نجعل سيدنا حممدً ا ﷺ وسيلة لنا إليه‪.‬‬

‫((( املائدة‪.35 ،‬‬


‫((( النساء‪.64 ،‬‬
‫‪64‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث الرابع عشر‬


‫خلط الوهابية بني معنى العبادة والتوسل‬

‫الوهابية ختلط بني معنى العبادة والتوسل‪ ،‬وتك ّفر من يتوسل إىل اهلل تعاىل‬
‫وتسمي‬
‫ّ‬ ‫باألنبياء واألولياء والصاحلني‪ ،‬وختلط الضالل بمعسول الكالم‪،‬‬
‫املتوسلني قبور ّيني قد انتقض إسالمهم((( (تصوير رقم ‪.)116‬‬
‫أما أهل السنة واجلامعة فريون التوسل إىل اهلل سبحانه وتعاىل باألنبياء‬
‫واألولياء والصاحلني شي ًئا حسنًا‪ ،‬ع َّلمه رسول اهلل ﷺ للصحابة‪ ،‬فقد ثبت يف‬
‫احلديث الصحيح الذي رواه الطرباين يف معجميه الكبري والصغري((( وصححه‪،‬‬
‫مسلم أعمى جاء إىل الرسول الكريم ﷺ فشكا إليه ذهاب برصه‪ ،‬فقال‬ ‫رجل ً‬ ‫أن ً‬
‫لك»‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬إنه شق‬ ‫عو ُت َ‬ ‫شئت َد ْ‬ ‫ب َت‪ ،‬وإن َ‬ ‫ْت َص َ ْ‬‫له النبي ﷺ‪« :‬إِ ْن ِشئ َ‬
‫ْت امل ِ ْي َض َأ َة َفت َّ‬
‫َوض ْأ ُث َّم َص ِّل‬ ‫عيل ذلك‪ ،‬وليس يل من قائد‪ ،‬فقال له النبي ﷺ‪« :‬ائ ِ‬
‫ح ِة‪َ ،‬يا‬ ‫ٍ‬
‫ك ُم َح َّمد َنبِ ِّي َ‬
‫الر ْ َ‬ ‫ك َو َأت ََو َّج ُه إِ َل ْي َ‬
‫ك بِنَبِ ِّي َ‬ ‫َي‪ُ ،‬ث َّم ُقل ال َّل ُه َّم إِنِّي َ‬
‫أسأ ُل َ‬ ‫رك َعت ْ ِ‬
‫اجتِي لِ ُت ْق َض ِل»‪ .‬فذهب الرجل‪ ،‬ففعل ما‬ ‫ك إِ َل َر ِّبي يف َح َ‬ ‫ُم َح َّمدُ ‪ ،‬إين َأت ََو َّج ُه بِ َ‬
‫قال له النبي ﷺ‪ ،‬يقول عثامن بن حنيف راوي احلديث‪« :‬فواهلل‪ ،‬ما تفرقنا وال‬
‫رض قط»‪.‬‬ ‫طال بنا املجلس حتى عاد إلينا الرجل وقد أبرص‪ ،‬كأنه مل يكن به ّ‬
‫وجاء يف احلديث الصحيح الذي رواه البخاري أن النبي ﷺ قال‪« :‬إِ َّن‬
‫كذلك استغا ُثوا‬
‫َ‬ ‫هم‬ ‫القيامة َحتَّى َي ْبلغَ ال َع َر ُق نِ ْص َ‬
‫ف األُ ُذ ِن‪ ،‬فبينا ْ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الش ْم َس تَدْ نُو َي ْو َم‬

‫((( أمحد ابن تيمية‪ ،‬جمموع فتاوى أمحد ابن تيمية‪ ،‬مج‪ ،17‬ص‪ .471‬نارص األلباين‪ ،‬التوسل أنواعه‬
‫وأحكامه‪ ،‬ص‪.70 ،25‬‬
‫((( الطرباين‪ ،‬املعجم الكبري‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .17‬الطرباين‪ ،‬املعجم الصغري‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫‪65‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ٍ‬
‫بمحمد (صىل اهلل عليه وسلم)» احلديث(((‪.‬‬ ‫بِآد َم َّ‬
‫ثم بموسى ثم‬
‫وكالم الوهابية فيه تكفري لعمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه الذي ثبت عنه يف‬
‫صحيح البخاري((( أنه استغاث بالعباس((( ريض اهلل عنه إلنزال املطر‪ ،‬ويف كالم‬
‫الوهابية هذا تكفري ألمحد بن حنبل رمحه اهلل‪ ،‬فإنه ثبت((( (تصوير رقم ‪ )117‬أنه‬
‫القطر من السامء بذكره»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫قال يف صفوان بن سليم(((‪ُ « :‬ي ْست َْش َفى بحديثه‪ ،‬و َينزل‬
‫وكان صفوان من التابعني املعروفني بالزهد وشدة العبادة والعلم‪ ،‬فلم يسلم‬
‫السلف واخللف من تكفري الوهابية‪.‬‬

‫تكثرا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.536‬‬ ‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬باب من سأل الناس ً‬
‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب االستسقاء‪ ،‬باب سؤال الناس اإلمام االستسقاء إذا قحطوا‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ص‪.8‬‬
‫((( العباس بن عبد املطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قيص بن كالب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب‬
‫ابن فهر بن مالك بن النرض بن كنانة‪ ،‬أبو الفضل القريش اهلاشمي املكي عم رسول اهلل ﷺ‪ ،‬قيل‪ :‬إنه‬
‫أسلم قبل اهلجرة وكتم إسالمه إىل أن ُأ ِس ببدر فأظهر إسالمه‪ .‬تويف سنة ثنتني وثالثني‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه‬
‫كان يوم تويف ابن ثامن وثامنني‪ ،‬وصىل عليه عثامن بن عفان ريض اهلل عنه‪ .‬ابن عساكر‪ ،‬تاريخ دمشق‪،‬‬
‫ج‪ ،26‬ص‪ ،273‬رقم الرتمجة ‪.3106‬‬
‫((( السيوطي‪ ،‬طبقات احلفاظ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫الزهري‬
‫ّ‬ ‫القرشي‬
‫ّ‬ ‫((( صفوان بن ُس َل ْيم‪ ،‬اإلمام الثقة احلافظ الفقيه‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬وقيل‪ :‬أبو احلارث‪،‬‬
‫الرحمن بن عوف‪ ،‬حدّ ث عن‪ :‬ابن عمر وأنس وأم سعد بنت عمرو‬ ‫ٰ‬ ‫ح ْيد بن عبد‬‫املدني‪ ،‬موىل ُ َ‬
‫ّ‬
‫جل َم ِح ّية‪ ،‬وجابر بن عبد اهلل‪ ،‬وخلق كثري سواهم‪ ،‬وعنه‪ :‬يزيد بن أيب حبيب‪ ،‬وموسى بن عقبة‪ ،‬وابن‬ ‫ا ُ‬
‫ُج َر ْيج وآخرون‪ ،‬وعن أمحد بن حنبل قال‪« :‬من الثقات‪ُ ،‬ي ْستَشفى بحديثه‪ ،‬وينزل ال َق ْطر من السامء‬
‫الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪230‬ـ‪ ،233‬رقم الرتمجة ‪.915‬‬ ‫ّ‬ ‫بذكره»‪ .‬تويف سنة ‪132‬هـ‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث اخلامس عشر‬


‫حتريم الوهابية االستعانة والنداء واالستغاثة‬
‫بغري اهلل‬

‫حترم النداء‪ ،‬أي قول‪ :‬يا حممد‪ ،‬بل يعتربونه عبادة لغري اهلل((( (تصوير‬‫الوهابية ّ‬
‫تكفريا لألمة اإلسالمية‬
‫ً‬ ‫رقم ‪ )118‬مهام كانت نية القائل‪ .‬وال نرى هذا إال‬
‫ولعبد اهلل بن عمر ريض اهلل عنهام عىل اخلصوص‪ ،‬مهام كانت نيته كام تزعم‬
‫الرحمن بن‬
‫ٰ‬ ‫الوهابية‪ ،‬فقد روى البخاري((( يف كتابه األدب املفرد عن عبد‬
‫ت ِر ْج ُل عبد اهلل بن عمر (ريض اهلل عنهام) فقيل له‪ :‬اذكر‬ ‫«خ ِد َر ْ‬
‫سعد((( قال‪َ :‬‬
‫أحب الناس إليك‪ ،‬فقال‪ :‬يا حممد‪ ،‬فذهب خدر رجله»‪ .‬فام هذه اجلرأة عىل‬
‫صحابة رسول اهلل ﷺ‪ ...‬يا وهابية!‬
‫الوهابية تقول‪ :‬من البدع املكفرة دعاء األموات والغائبني واالستعانة هبم‪.‬‬
‫والوهابية بذلك تك ّفر بالل بن احلارث املزين((( الصحايب اجلليل الذي قصد‬
‫قرب النبي ﷺ وتوسل به‪ ،‬بل إن عبد العزيز بن باز وصف فعل هذا الصحايب‬

‫((( حممد بن مجيل زينو (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى توجيهات إسالمية إلصالح الفرد واملجتمع‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫((( البخاري‪ ،‬األدب املفرد‪ ،‬باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.335‬‬
‫ِ‬ ‫حمن بن سعد بن مالك بن سنان األن ِ‬
‫ْصار ّي اخلزرجي‪َ ،‬أ ُبو حفص‪ .‬ذكره اب ُن ح َّبان يف كتاب‬ ‫الر َ‬
‫((( َع ْبد َّ‬
‫«الثقات»‪ ،‬مات سنة اثنتي عرشة ومائة‪ ،‬وهو ابن سبع وسبعني سنة‪ .‬مجال الدين املزي‪ ،‬هتذيب الكامل‬
‫يف أسامء الرجال‪ ،‬ج‪ ،17‬ص‪.134‬‬
‫الرحمن املزين وهو من قبيلة مزينة‪ ،‬وهو مدين‬
‫ٰ‬ ‫((( بالل بن احلارث بن عاصم بن سعيد بن قرة‪ ،‬أبو عبد‬
‫قدم عىل النبي ﷺ يف وفد مزينة يف رجب سنة مخس‪ ،‬وكان حيمل لواء مزينة َي ْوم فتح مكة‪ ،‬ثم سكن‬
‫البرصة‪ .‬روى عنه‪ :‬ابنه احلارث‪ ،‬وعلقمة بن وقاص‪ .‬تويف سنة ستني آخر أيام معاوية‪ ،‬وهو ابن ثامنني‬
‫سنة‪ .‬عز الدين بن األثري‪ ،‬أسد الغابة يف معرفة الصحابة‪ ،‬ج‪،1‬ص‪.413‬‬
‫‪67‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫بالرشك((( (تصوير رقم ‪.)119‬‬


‫وأما هذا احلديث فقد رواه البيهقي((( بإسناد صحيح عن مالك الدار((( وكان‬
‫خازن عمر (ريض اهلل عنه)‪ ،‬قال‪ :‬أصاب الناس قحط يف زمن عمر (ريض اهلل‬
‫عنه) فجاء رجل إىل قرب النبي ﷺ فقال‪ :‬يا رسول اهلل استسق ألمتك فإهنم قد‬
‫هلكوا ُفأ ِ َ‬
‫ت الرجل يف املنام (أي ُأ ِر َي يف املنام أن رسول اهلل ﷺ ُي َك ِّل ُمه) فقيل‬
‫له‪ :‬أقرئ عمر السالم (أي س ّلم يل عليه) وأخربه أهنم ُي ْس َق ْون‪ ،‬وقل له‪ :‬عليك‬
‫ال َك ْي َس ال َك ْي َس‪ .‬فأتى الرجل عمر (ريض اهلل عنه) فأخربه‪ ،‬فبكى عمر (ريض‬
‫اهلل عنه) وقال‪ :‬يا رب‪ ،‬ما آلو إال ما عجزت (أي ال أقرص إال ما عجزت‪ ،‬أي‬
‫سأفعل ما يف وسعي خلدمة األمة)‪.‬‬
‫وقد جاء يف تفسري هذا الرجل أنه بالل بن احلارث املزين الصحايب‪ .‬فهذا‬
‫الصحايب قد قصد قرب الرسول ﷺ للتربك‪ ،‬فلم ينكر عليه عمر (ريض اهلل عنه)‬
‫وال غريه‪ .‬فبطل دعوى الوهابية بأن فعل هذا الصحايب رشك‪.‬‬
‫ويبدو أن جهل الوهابية مل يقترص عىل أحاديث رسول اهلل ﷺ بل عىل ما‬
‫جاء يف سرية الصحابة‪ ،‬فقد ثبت أن عمر بن اخلطاب (ريض اهلل عنه) استسقى‬
‫«اللهم إنَّا كنَّا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫بالعباس وتوسل به إىل اهلل‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫بعم نبينا فاسقنا»‪ ،‬رواه البخاري(((‪ .‬وقد قال احلافظ ابن‬ ‫وإنا نتوسل إليك ّ‬
‫حجر((( عقب هذه القصة‪« :‬ويستفاد من قصة العباس استحباب االستشفاع‬
‫أي إمجاع هذا الذي يدعيه ابن باز؟‬ ‫بأهل اخلري والصالح وأهل بيت النبوة»‪ّ ،‬‬
‫((( ابن باز (مع ّل ًقا)‪ ،‬الكتاب املسمى أخطاء فتح الباري يف العقيدة‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫((( البيهقي‪ ،‬دالئل النبوة‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .47‬وصحح إسناده ابن كثري‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .92‬وابن‬
‫حجر‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.495‬‬
‫((( مالك بن عياض املعـروف بمـالك الدار املـدين‪ ،‬موىل عمر بن اخلطـاب‪ ،‬ويقـال له اجلبالين‪ ،‬سمع‬
‫أبا بكر الصديق وعمر بن اخلطاب وأبا عبيدة بن اجلراح ومعاذ بن جبل‪ .‬وروى عنه أبو صالح السامن‬
‫الرحمن بن سعيد بن يربوع‪ .‬وقدم مع عمر بن اخلطاب الشام‪ ،‬وشهد معه فتح بيت املقدس‬ ‫ٰ‬ ‫وعبد‬
‫وخطبته باجلابية‪ ،‬وكان مالك الدار خازنًا لعمر‪ .‬ابن عساكر‪ ،‬تاريخ دمشق‪ ،‬ج‪ ،56‬ص‪.489‬‬
‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب االستسقاء‪ ،‬باب سؤال الناس اإلمام االستسقاء إذا قحطوا‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.341‬‬
‫((( ابن حجر العسقالين‪ ،‬فتح الباري‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.497‬‬
‫‪68‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وإمجاع من؟ أم أنه ال يعرف معنى اإلمجاع؟ أم هو إمجاع الوهابية الذين يعتربون‬
‫والعباس ريض اهلل‬
‫َ‬ ‫عمر بن اخلطاب‬
‫أنفسهم املسلمني فقط؟ وهل يعترب اب ُن باز َ‬
‫واحلافظ ابن حجر الذي نقل استحباب االستشفاع بأهل اخلري والصالح‬ ‫َ‬ ‫عنهام‬
‫وأهل بيت النبوة قد خرقوا اإلمجاع؟‬
‫وقد ذكر ابن باز يف كتابه املسمى «فتاوى يف العقيدة»((( (تصوير رقم ‪)120‬‬
‫(رسائل إرشادية لرئاسة احلرس الوطني) تكفريه للمستغيثني واملتوسلني باألنبياء‬
‫واألولياء‪ ،‬وأهنم مرشكون كفرة ال جتوز مناكحتهم وال دخوهلم املسجد احلرام‬
‫ً‬
‫جهال‪،‬‬ ‫وال معاملتهم معاملة املسلمني‪ ،‬ولو ادعوا اجلهل‪ ،‬وال يلتفت إىل كوهنم‬
‫بل جيب أن يعاملوا معاملة الكفار‪ .‬فرتاه ‪-‬والعياذ باهلل‪ -‬يدخل من باب اخلبث‬
‫مع هذه العبارات كلمة «والنذر هلم» فمن من املتوسلني واملتربكني باألولياء‬
‫والصاحلني ينذر هلم‪ ،‬بل النذر هلل؛ وإنام هو من باب التلبيس عىل الناس‪.‬‬
‫والوهابية تكفر من استعان بغري اهلل ـ أي طلب العون((( ـ ويرد هذا بقوله‬
‫تعاىل ‪ :‬ﭽﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﭼ(((‪ ،‬وبحديث‬
‫احل َف ِ‬
‫األرض ِس َوى َ‬
‫ُبون ما‬‫ظة يكت َ‬ ‫ِ‬ ‫«إن هللِ َمالئك ًة س َّي َ‬
‫احني يف‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أصاب َأحدكُم َع ْرج ٌة بِ َأ ْر ٍ‬
‫ض َفالة ف ْل ُينَاد‪َ :‬أع ْينُوا‬ ‫َي ْس ُق ُط ِم ْن َو َر ِق َّ‬
‫الش َج ِر‪،‬فإذا‬
‫َ‬
‫ِع َبا َد اهللِ»‪ .‬رواه البزار((( يف مسنده(((‪ ،‬وقال احلافظ اهليثمي(((‪« :‬ورجاله ثقات»(((‪.‬‬
‫((( ابن باز‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى يف العقيدة‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫((( ُمحمد بن عبد الوهاب‪ ،‬الكتاب املسمى جمموعة التوحيد‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫((( البقرة‪.45 ،‬‬
‫ِ‬
‫البصي صاحب املسند‪ ،‬أحد ح َّفاظ الدّ نيا‪ ،‬بقي َ‬
‫بمكَّة‬ ‫ْ‬ ‫((( أبو بكر أمحد بن َع ْمرو بن َع ْبد اخلالق ال َب َّزار‬
‫ال ْس َبة‪ .‬تويف بالرملة سنة ‪292‬هـ‪ .‬أبو الشيخ األصبهاين‪ ،‬طبقات املحدثني بأصبهان‬ ‫ول ِْ‬
‫أشهرا َف ِ‬
‫ً‬
‫والواردين عليها‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،386‬رقم الرتمجة ‪.421‬‬
‫((( البزار‪ ،‬مسند البزار‪ ،‬مسند ابن عباس ريض اهلل عنه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.178‬‬
‫((( عيل بن أيب بكر بن سليامن اهليثمي‪ ،‬نور الدين‪ ،‬أبو احلسن‪ ،‬حمدث‪ ،‬حافظ‪ ،‬رافق العراقي يف السامع‬
‫والزمه‪ ،‬ولد سنة ‪735‬هـ وتويف سنة ‪807‬هـ بالقاهرة يف ‪19‬رمضان‪ .‬من تصانيفه‪« :‬موارد الظمآن‬
‫يف زوائد صحيح ابن حبان»‪« ،‬جممع الزوائد ومنبع الفوائد»‪« ،‬زوائد املعجمني األصغر واألوسط‬
‫للطرباين»‪« ،‬بغية الباحث عن زوائد مسند احلارث»‪ ،‬و«تقريب البغية يف ترتيب أحاديث احللية»‪ .‬عمر‬
‫ابن رضا كحالة‪ ،‬معجم املؤلفني‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.45‬‬
‫((( اهليثمي‪ ،‬جممع الزوائد‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.132‬‬
‫‪69‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫فكيف يكون جمرد طلب العون عند الضيق أو غريه‪ ،‬مع اعتقاد أنه ال ضار وال‬
‫ِ‬
‫عون‬ ‫نافع عىل احلقيقة إال اهلل‪ ،‬رشكًا باهلل؟ وقد قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬واهللُ يف‬
‫عون ِ‬
‫أخيه»‪ .‬رواه أبو داود((( يف سننه(((‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العبد ما دام العبدُ يف ِ‬

‫تاني‪ ،‬سليامن بن األشعث بن شدّ اد بن عمرو بن عامر‪ ،‬وقيل‪ :‬سليامن بن األشعث‬ ‫ِ‬
‫السج ْس ّ‬
‫((( أبو داود ِّ‬
‫ّ‬
‫بش بن شدّ اد‪ ،‬اإلمام‪ ،‬مقدّ م احلفاظ‪ ،‬حمدّ ث البرصة‪ ،‬رحل ومجع وصنّف وبرع يف هذا الشأن‪.‬‬‫ابن ْ‬
‫قديم‪ ،‬وعرضه عىل أمحد بن حنبل فاستجاده‬
‫ً‬ ‫«السنن»‬ ‫كتابه‬ ‫ّف‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫إنه‬ ‫يقال‪:‬‬ ‫بكر‪:‬‬ ‫أبو‬ ‫اخلطيب‬ ‫قال‬
‫شوال‪ ،‬سنة‬
‫توف يف سادس عرش ّ‬‫واستحسنه‪ ،‬وقيل عنه إنه كان من فرسان احلديث‪ .‬ولد سنة ‪202‬ه‍‪ّ ،‬‬
‫‪275‬ه‍‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪113‬ـ‪ ،121‬رقم الرتمجة ‪.2473‬‬
‫((( أبو داود‪ ،‬سنن أيب داود‪ ،‬كتاب األدب‪ ،‬باب يف املعونة للمسلم‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.442‬‬
‫‪70‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث السادس عشر‬


‫ُ‬
‫الفاسد للتوحيد‬ ‫تقسيم الوهابية‬
‫إىل توحيد ألوهية‬
‫وتوحيد ربوبية والعياذ باهلل تعاىل‬

‫جلأت الوهابية إىل تقسيم فاسد للتوحيد‪ ،‬وهو قوهلا‪ :‬إن التوحيد ثالثة‬
‫أقسام‪ :‬توحيد ألوهية‪ ،‬وتوحيد ربوبية‪ ،‬وتوحيد أسامء وصفات‪ .‬أرادوا من‬
‫يؤول‬
‫هذا التقسيم تكفري من يتوسل إىل اهلل باألنبياء والصاحلني‪ ،‬وتكفري من ِّ‬
‫املتشاهبات((( (تصوير رقم ‪.)121‬‬
‫وليعلم أن هذا التقسيم مل يرد يف كتاب اهلل وال يف سنة رسول اهلل ﷺ وال‬
‫يف قول أحد من العلامء‪ ،‬إنام الذي ورد يف احلديث املتواتر أن النبي ﷺ قال‪:‬‬
‫َّاس حتَّى َي ْش َهدُ وا َأن ال إله إال اهللُ وأين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬فإذا َف َع ُلوا‬ ‫ُ‬ ‫«أم ْر ُت َأ ْن ُأ َقات َل الن َ‬
‫َ‬ ‫ساب ْم عىل اهللِ»‬ ‫ِ‬
‫احلديث‪.‬‬ ‫(((‬
‫بحق اإلسالمِ‪ ،‬وح ُ ُ‬ ‫دماء ُهم وأموالهم إال ِّ‬ ‫َع َص ُموا مني َ‬
‫رسول اهللِ ﷺ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبوصف‬ ‫ِ‬
‫بتفريد اهللِ باأللوهية‪،‬‬ ‫اعرتاف ِ‬
‫العبد‬ ‫َ‬ ‫الرسول ﷺ‬‫ُ‬ ‫جعل‬
‫ِ‬
‫بإسالمه وإيامنه‪،‬‬ ‫الكافر هبذا‪ ،‬حيكُم‬ ‫وكان رسول اهلل ﷺ إذا نطق‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالرسالة كاف ًيا‪،‬‬
‫ُ‬
‫أمور الدين‪ ،‬كام هو معروف يف كتب احلديث‪.‬‬ ‫غريها م ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫بالصالة قبل ِ‬ ‫يأمره‬
‫ثم ُ‬
‫عملت دينًا جديدً ا‪ ،‬وهو عد ُم االكتفاء باألمر ْين‬ ‫وهذه الفرقة الوهابية قد ِ‬
‫ِ‬
‫غباوتم‪.‬‬ ‫املذكور ْين‪ ،‬وهذا م ْن‬

‫((( محود بن عبد اهلل التوجيري‪ ،‬الكتاب املسمى القول البليغ يف التحذير من مجاعة التبليغ‪ ،‬ص‪.205‬‬
‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب بدء الوحي‪ ،‬باب ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫ﯞ ﯟ ﭼ‪ ،‬التوبة‪ ،5 ،‬ج‪ ،1‬ص‪.17‬‬
‫‪71‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وليت شعري ماذا يسأل امللكان منكر ونكري امليت يف قربه؟ هل يسأالنه‪:‬‬
‫وحدت توحيد‬ ‫وحدت توحيد ربوبية؟ هل ّ‬ ‫وحدت توحيد ألوهية؟ هل ّ‬ ‫هل ّ‬
‫أسامء وصفات؟ أم أن الذي ورد يف سؤال امللكني‪ :‬من ربك؟ وما دينك؟ ومن‬
‫نبيك؟ فإنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث السابع عشر‬


‫ُ‬
‫وعدم احرتامهم‬ ‫حتقري الوهابية‬
‫لألموات املسلمني وجنائزهم‬

‫الوهابية حت ّقر األموات وجنائزهم‪ُ ،‬‬


‫وت ِّرم عىل أقربائهم املسلمني أن ينفعوهم‬
‫بالدعاء وأن هيدوهم ثواب أعامهلم الصاحلة بعد مماهتم‪ ،‬وبذلك ختالف قوله‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫من ثالث‪ :‬صدقة جارية‪ ،‬وعل ٍم ُ‬
‫ينتفع به‪،‬‬ ‫انقطع َع َم ُل ُه إال ْ‬
‫َ‬ ‫اإلنسان‬
‫ُ‬ ‫مات‬
‫ﷺ‪« :‬إذا َ‬
‫وولد صالحٍ َيدْ عو ل ُه»‪ .‬رواه الرتمذي(((‪ ،‬وقال‪« :‬هذا حديث حسن صحيح»‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫وحترم اإلعالن عن‬


‫ّ‬ ‫والوهابية ُت ّرم وضع جريد النخل عىل قرب امليت‪،‬‬
‫وفاة امليت عىل املنارة‪ ،‬وقول‪ :‬الفاحتة عن روح امليت عند العلم بموته‪ ،‬واجلهر‬
‫بالذكر عند غسل امليت واجلنازة وتشييعه‪ ،‬والتعزية عند القبور واالجتامع مكان‬
‫التعزية‪ ،‬وقول‪ :‬عظم اهلل أجركم عند التعزية‪ ،‬وهتيئة الطعام من أهل امليت عن‬
‫روح امليت((( (تصوير رقم ‪.)122‬‬
‫وحدوا اهلل‬
‫(((‬
‫الوهابية حترم عىل املسلمني أن يقولوا يف تشييع اجلنازة‪ّ :‬‬
‫(تصوير رقم ‪ ،)123‬وحترم اتباع النساء للجنائز‪ ،‬وكذلك عمل َّ‬
‫«الشادر»‬
‫لقراءة القرآن((((تصوير رقم ‪ ،)124‬وتقول الوهابية (تصوير رقم ‪:((()125‬‬

‫((( الرتمذي‪ ،‬سنن الرتمذي‪ ،‬كتاب األحكام‪ ،‬باب يف الوقف‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.53‬‬
‫((( عيل عبد احلميد‪ ،‬املوت عظاته وأحكامه‪ ،‬ص‪42 ،40‬ــ‪.44‬‬
‫((( عيل عبد احلميد‪ ،‬املوت عظاته وأحكامه‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫((( ابن باز وابن العثيمني‪ ،‬فتاوى وأذكار‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫((( ابن باز وابن العثيمني‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى مهمة لعموم األمة‪ ،‬ص‪.149‬‬
‫‪73‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫إن زيارة املرأة للقبور حمرمة بل من كبائر الذنوب»‪ ،‬ألن النبي ﷺ قال(((‪« :‬لعن‬
‫اهلل زائرات القبور»‪.‬وفات ابن باز وابن عثيمني هنا أن هذا احلديث منسوخ‬
‫بحديث رسول اهلل ﷺ(((‪« :‬هنيتكم عن زيارة القبور فزوروها»‪.‬‬
‫وما رأيناه من جهل ابن باز وابن عثيمني يف هذا املوضع بأن احلديث منسوخ‬
‫مل نستغربه‪.‬‬
‫رجل ال حيفظ شي ًئا من كتب احلديث وال من كتب‬ ‫ولكن ما نستغربه هو أن ً‬
‫ورئيسا ملا يسمى «هيئة كبار العلامء»‪ ،‬وهذا هو‬
‫ً‬ ‫الفقه‪ ،‬يصري مرج ًعا يف الفتوى‬
‫حممد ﷺ مما يكون يف آخر الزمان‪ ،‬حني يقبض‬ ‫الذي أخرب عنه سيدنا النبي َّ‬
‫العلامء َو َيت ََصدَّ ر أهل اجلهل الذين يروى عن اإلمام عيل((( ريض اهلل عنه أنه قال‬
‫فيهم‪[:‬البسيط]‬
‫اســت َْهدَ ى َّ‬ ‫ما ال َف ْخــر إِ َّل ألَه ِل ِ‬
‫الع ْلــ ِم إِن َُّه ُم‬
‫أدل ُء‬ ‫َع َلى ُ‬
‫الهدَ ى لمن ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ألهل ِ‬
‫الع ْلــ ِم أعدا ُء‬ ‫ِ‬ ‫والج ِ‬
‫اه ُلــون‬ ‫َان ي ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫حســنُ ُه‬ ‫امرئ َما ك َ ُ‬ ‫َو َقــدْ ُر كل‬

‫أيضا قول‬ ‫والوهابية ُت ِّرم حضور املشايخ لقراءة القرآن للم ّيت‪ُ ،‬‬
‫وت ِّرم ً‬
‫«صدق اهلل العظيم» بعد قراءة القرآن((( (تصوير رقم ‪ )126‬وتعتربها بدعة‬
‫جائزا‪ ،‬وأن ثواب القراءة يصل‬ ‫مردودة‪ ،‬أما أهل السنة واجلامعة فريون ذلك ً‬
‫للميت بإذن اهلل‪ .‬أما قول الوهابية بأن ذلك ال أصل له فمردود بحديث‬
‫ِ‬
‫«ذاك َل ْو‬ ‫البخاري أن النبي عليه الصالة والسالم قال لعائشة ريض اهلل عنها‪:‬‬

‫((( ابن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.425‬‬


‫((( مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ :‬كتاب اجلنائز‪ ،‬باب استئذان النبي ﷺ ربه عز وجل يف زيارة قرب أمه‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪.672‬‬
‫((( أبو العباس الفايس الصويف‪ ،‬البحر املديد يف تفسري القرآن املجيد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.362‬‬
‫((( ُمحمد بن مجيل زينو (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى توجيهات إسالمية إلصالح الفرد واملجتمع‪،‬‬
‫ص‪ ،117 ،116‬املجلة املسامة جملة البحوث اإلسالمية‪ ،‬يف سؤال اللجنة رئيسها ابن باز‪ ،‬العدد ‪45‬‬
‫مجادى اآلخرة‪1416 ،‬هـ ‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪74‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫وأدعو َل ِ‬ ‫ِ‬
‫ك»(((‪ .‬فدخل يف ذلك دعاء الرجل بعد‬ ‫فأستغفر لك َ ُ‬
‫ُ‬ ‫حي‬
‫َان َوأنَا ٌّ‬
‫ك َ‬
‫قراءة شىء من القرآن إليصال الثواب للميت‪ .‬وقد نقل اإلمام املحدّ ث مرتىض‬
‫الزبيدي (تصوير رقم ‪ )127‬يف «رشح اإلحياء»((( عن اإلمام الشافعي((( جواز‬
‫ذلك‪ .‬وحترم الوهابية قراءة يس عىل املقابر(((‪ ،‬وهذا رد رصيح حلديث رسول اهلل‬
‫موتاكم يس»‪ .‬رواه ابن حبان((( يف صحيحه((( وغريه‪ .‬وحترم‬
‫ْ‬ ‫ﷺ‪« :‬اقرؤُ وا عىل‬
‫الوهابية قراءة الفاحتة عىل امليت((( (تصوير رقم ‪.)128‬‬
‫وحترم الوهابية ختصيص زيارة القبور بيومي العيدين‪ ،‬وإرسال السالم إىل‬
‫حممد ﷺ عرب من يزوره((( (تصوير رقم ‪.)129‬‬ ‫سيدنا النبي َّ‬
‫أيضا تلقني امليت((( (تصوير رقم ‪ ،)130‬وهذا رد حلديث‬ ‫وحترم الوهابية ً‬
‫رسول اهلل ﷺ والذي فيه استحباب التلقني للميت‪ ،‬فقد روى الطرباين(‪ ((1‬عن‬

‫رخص للمريض أن يقول‪ :‬إين وجع‪ ،‬ج‪،5‬‬ ‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب املرىض‪ :‬باب ما ّ‬
‫ص‪.2145‬‬
‫((( مرتىض الزبيدي‪ ،‬إحتاف السادة املتقني‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.369‬‬
‫ِ‬
‫يس بن الع َّباس بن ُعثامن بن َشافع‪ ،‬وإىل شافع ينْسب‪ .‬صاحب املذهب الشافعي‬ ‫((( ُمحمد بن إِ ْد ِر َ‬
‫املشهور‪ ،‬وأحد األئمة األربعة‪ ،‬وله تصانيف عديدة منها‪« :‬املسند»‪ .‬ولد سنة ‪150‬هـ ‪ ،‬وتويف سنة‬
‫‪204‬هـ‪ .‬أبو إسحاق الشريازي‪ ،‬طبقات الفقهاء‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.71‬‬
‫((( عيل عبد احلميد‪ ،‬املوت عظاته وأحكامه‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫حممد بن حبان بن أمحد‬
‫((( ابن ح ّبان‪ ،‬اإلمام‪ ،‬العالمة‪ ،‬احلافظ‪ ،‬املجدِّ د‪ ،‬شيخ خراسان‪ ،‬أبو حاتم‪ّ ،‬‬
‫تي‪ ،‬صاحب الكتب املشهورة‪ ،‬كان من ح ّفاظ‬ ‫الدارمي‪ ،‬ال ُب ْس ّ‬
‫ّ‬ ‫التميمي‬
‫ّ‬ ‫ابن ح ّبان بن ُمعاذ بن معبد‬
‫عالما بالطب وبالنجوم وفنون العلم‪ ،‬صنّف «املسند الصحيح»‪ ،‬وله‪« :‬تاريخ‬ ‫اآلثار وفقهاء الدين‪ً ،‬‬
‫الشافعي»‪ ،‬وغريها‪ .‬ولد سنة مائتني وبضع وسبعني‪ ،‬توفّ‬ ‫ّ‬ ‫الثقات»‪ ،‬و«مناقب مالك»‪ ،‬و«مناقب‬
‫شوال سنة ‪354‬هـ‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪384‬ـ‬ ‫بسجستان بمدينة « ُب ْست» يف ّ‬
‫‪ ،389‬رقم الرتمجة ‪.3408‬‬
‫((( ابن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.255‬‬
‫((( ابن باز وابن عثيمني وابن جربين‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى إسالمية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.39‬‬
‫((( عيل عبد احلميد‪ ،‬املوت عظاته وأحكامه‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫((( عيل عبد احلميد‪ ،‬املوت عظاته وأحكامه‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫(‪ ((1‬الطرباين‪ ،‬املعجم الكبري‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.249‬‬
‫‪75‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫أيب أمامة الباهيل((( قال‪ :‬إذا أنا مت فاصنعوا يب كام أمرنا رسول اهلل ﷺ أن نصنع‬
‫الرتاب‪ ،‬فلي ُق ْم‬
‫َ‬ ‫فسويت ُْم َع َل ِيه‬
‫مات أحدُ ك ُْم َّ‬ ‫بموتانا‪ ،‬أمرنا رسول اهلل فقال‪« :‬إذا َ‬
‫س ِ‬ ‫َأحدُ كُم عىل َر ْأ ِ‬
‫يب‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫يسم ُع وال ُيِ ُ‬ ‫ابن فالن َة‪ ،‬فإ َّن ُه َ‬
‫فالن َ‬ ‫يقول‪ :‬يا ُ‬ ‫قربه ُث َم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِ َي ُق ْل‪َ :‬يا ُ‬
‫ابن فالن َة‪ ،‬فإ َّن ُه‬ ‫ابن فالن َة‪َ ،‬فإِ َن ُه َيست َِوي َقاعدً ا‪ُ ،‬ثم ل َي ُق ْل‪َ :‬يا ُف َل ُن َ‬
‫فالن َ‬
‫ت َع َل ْيه‬ ‫رج َ‬ ‫ون‪ ،‬فلي ُقل‪ :‬اذكر َما َخ ْ‬ ‫ك اهللُ‪ ،‬ولكِ َّنك ُْم َل تَش ُع ُر َ‬ ‫مح َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يقول‪ :‬أرشدْ نَا َير ْ‬
‫رضيت باهللِ ر ًّبا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ِمن الدُّ نيا شهاد َة أن ال إله إال اهلل وأن حممدً ا رسول اهلل وأنك‬
‫يأخ ُذ أحدُ مها‬ ‫ونكريا ُ‬ ‫منكرا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وباإلسال ِم دينًا‪،‬‬
‫ً‬ ‫فإن ً‬ ‫إماما‪َّ ،‬‬
‫وبالقرآن ً‬ ‫وبمحمد نب ًّيا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيقول‪ :‬انطلق بِنَا‪َ ،‬ما ُي ْقعدُ نَا عنْدَ َم ْن ُل ِّق َن ُح َّج َت ُه»‪ .‬وقال ابن حجر‬ ‫ُ‬ ‫بيد صاحبِ ِه‬
‫ِ‬
‫العسقالين يف «تلخيص احلبري»‪« :‬إسناده صالح»(((‪.‬‬

‫((( صدي بن عجالن بن عمرو‪ ،‬أبو أمامة الباهيل‪ ،‬صحب رسول اهلل ﷺ‪ ،‬وروى عنه وعن عمر‬
‫ابن اخلطاب وأيب عبيدة بن اجلراح وغريهم‪ .‬قدم الشام وسكن محص‪ .‬روى عنه القاسم أبو عبد‬
‫الرحمن‪ ،‬وعمر بن عبد اهلل احلرضمي وغريمها‪ .‬تويف سنة ‪86‬هـ‪ ،‬وهو ابن ‪ 91‬سنة‪ .‬ابن عساكر‪،‬‬
‫ٰ‬
‫تاريخ دمشق‪ ،‬ج‪ ،24‬ص‪ ،50‬رقم الرتمجة ‪.2877‬‬
‫((( ابن حجر العسقالين‪ ،‬تلخيص احلبري‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.136 ،135‬‬
‫‪76‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫املبحث الثامن عشر‬


‫إسراف الوهابية وإفراطهم يف التحريم والتكفري‬
‫وذكر مسائل ما أنزل اهلل بها من سلطان‬

‫ليعلم أن عداء الوهابية للمسلمني يتأكد من خالل فتوى نارص الدين‬


‫األلباين((( (تصوير رقم ‪ ،)131‬حني أفتى ألهل فلسطني بوجوب اخلروج‬
‫منها‪ .‬ونتساءل من املستفيد من هذا؟ وملن نرتك فلسطني إذا أوجبنا عىل أهلها‬
‫اخلروج منها؟ وما هو ثمن هذه الفتوى؟ واللبيب يفهم من اإلشارة‪.‬‬
‫وتنكر الوهابية أن يويص شخص بقربه يف مكان معني((( (تصوير رقم‬
‫‪ ،)132‬وكأن الوهابية تنكر عىل سيدنا عمر بن اخلطاب ريض اهلل عنه حني‬
‫أرسل ابنه عبد اهلل ريض اهلل عنه يستأذن السيدة عائشة ريض اهلل عنها يف أن يدفن‬
‫بجوار الرسول األعظم ﷺ‪.‬‬
‫وحترم الوهابية قيام ليلة النصف من شعبان وصيام هنارها((( عىل اعتبار‬
‫ّ‬
‫عندهم أهنا حمدَ ثة‪ ،‬يعني بزعمهم هي مردودة (تصوير رقم ‪ ،)133‬وهذا ر ٌّد‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وموا‬ ‫كانت ليل ُة النصف من شع َبان‪ ،‬ف ُق ُ‬
‫ْ‬ ‫حممد ﷺ‪« :‬إذا‬
‫لما ورد عن الرسول َّ‬
‫هنارها»(((‪.‬‬
‫وصوموا َ‬
‫ُ‬ ‫لي َلها‪،‬‬
‫وحترم ُسنّة اجلمعة القبلية حيث‬
‫وحترم الوهابية األذان الثاين يوم اجلمعة‪ّ .‬‬
‫ّ‬
‫((( األلباين‪ ،‬فتاوى الشيخ األلباين ومقارنتها بفتاوى العلامء‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫((( عيل عبد احلميد‪ ،‬املوت عظاته وأحكامه‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫((( ابن العثيمني‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى مهمة لعموم األمة‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫((( ابن ماجه‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬كتاب إقامة الصالة‪ ،‬باب ما جاء يف ليلة النصف من شعبان‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪ .443‬ومع أن احلديث ضعيف‪ ،‬إال أنه ُيعمل به يف فضائل األعامل‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫قال األلباين((( (تصوير رقم ‪« )134‬قصد الصالة بني األذان املرشوع واألذان‬
‫املحدث تلك التي يسموهنا سنة اجلمعة القبلية ال أصل هلا يف السنة ومل يقل هبا‬
‫الصحابي عبد اهلل بن مسعود ريض اهلل عنه‬
‫ّ‬ ‫أحد من الصحابة واألئمة»‪ .‬مع أن‬
‫قال‪« :‬كان (رسول اهلل ﷺ) ّ‬
‫يصل قبل اجلمعة أرب ًعا‪ ،‬وبعدها أرب ًعا»‪ ،‬كام ذكر‬
‫احلافظ ويل الدين العراقي(((‪( (((/‬تصوير رقم ‪ .)135‬وهذا من مجلة ما يدل عىل‬
‫قبح بضاعة نارص األلباين يف علم احلديث‪.‬‬
‫وكذلك الوهابية متنع أن يقال يف التشهد‪« :‬السالم عليك أهيا النبي»‪ ،‬وإنام‬
‫يقال عندهم‪« :‬السالم عىل النبي»((( (تصوير رقم ‪ ،)136‬مع أن سيدتنا عائشة‬
‫(((‬
‫تشهدها‪« :‬أهيا النبي»‪ .‬رواه اإلمام مالك يف املوطأ‬
‫ريض اهلل عنها كانت تقول يف ُّ‬
‫(تصوير رقم ‪.)137‬‬
‫(((‬
‫ومتنع الوهابية الزيادة عىل إحدى عرشة ركعة يف صالة قيام رمضان‬
‫(تصوير رقم ‪ ،)138‬ويكفي يف الرد عليهم حديث رواه البخاري((( أن النبي‬
‫بح َّ‬
‫صل ركع ًة واحد ًة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َ‬ ‫الليل َم ْثنى َمثنى‪ ،‬فإذا َخ َ‬
‫ش أحدُ ك ُُم ُّ‬ ‫ﷺ قال‪« :‬صال ُة‬
‫تُوتِ ُر ل ُه ما قدْ َصلَّ »‪.‬‬

‫((( األلباين‪ ،‬الكتاب املسمى األجوبة النافعة‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫الرحمن بن أيب بكر بن إبراهيم‪ ،‬قايض القضاة ويل الدين أبو‬
‫ٰ‬ ‫((( أمحد بن عبد الرحيم بن احلسني بن عبد‬
‫زرعة‪ ،‬احلافظ العراقي الشافعي‪ ،‬واعتنى به والده احلافظ زين الدين عبد الرحيم وأسمعه الكثري‪ ،‬برع‬
‫يف الفقه واألصول والعربية واحلديث‪ .‬له تآليف كثرية‪ ،‬من ذلك‪ :‬كتاب «حتفة التحصيل يف ذكر رواة‬
‫املراسيل»‪ .‬مولده يف ثالث ذي احلجة سنة اثنتني وستني وسبعامئة‪ ،‬تويف يوم اخلميس سابع وعرشين‬
‫شعبان سنة ست وعرشين وثامنامئة‪ ،‬عن مخس وستني سنة‪ .‬أبو املحاسن مجال الدين‪ ،‬املنهل الصايف‬
‫واملستوىف بعد الوايف‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.332‬‬
‫((( ويل الدين العراقي‪ ،‬طرح التثريب‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.41‬‬
‫املسمى صفة صالة النبي‪ ،...‬ص‪.127 ،126‬‬ ‫ّ‬ ‫((( ُمحمد نارص األلباين‪ ،‬الكتاب‬
‫((( مالك‪ ،‬موطأ مالك‪ ،‬باب الصالة‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫((( األلباين‪ ،‬الكتاب املسمى قيام رمضان‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫((( البخاري‪ ،‬صحيح البخاري‪ :‬كتاب الوتر‪ ،‬باب ما جاء يف الوتر‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.337‬‬
‫‪78‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫جهرا عقب الصلوات اخلمس‪ ،‬والسنن والرواتب‬


‫(((‬
‫وحترم الوهابية الدعاء ً‬
‫ِّ‬
‫(تصوير رقم ‪.)139‬‬
‫وحترم الوهابية القنوت يف صالة الصبح((( (تصوير رقم ‪.)140‬‬
‫ِّ‬
‫وحترم الوهابية الصالة يف املساجد التي فيها قبور((( (تصوير رقم ‪.)141‬‬
‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫بسؤال‪ :‬بام أنكم أيتها الوهابية حترمون‬ ‫وسأكتفي يف الرد عىل هذه الشبهة‬
‫الصالة يف املسجد الذي فيه قرب‪ ،‬فام حكم الصالة يف املسجد احلرام الذي دفن‬
‫فيه س ّيدنا إسامعيل(((؟!‬
‫أيضا يف هذه احللقات‬ ‫وتقول الوهابية((( (تصوير رقم ‪« :)142‬من البدع ً‬
‫أن حيدد الشيخ أرقا ًما ليقوهلا الذاكر فيقول‪ :‬قل‪ :‬ال إله إال اهلل ألف مرة ً‬
‫مثل‪..‬‬
‫أو صىل اهلل عليه وسلم عرشة آالف مرة‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬وكل هذا مل يرد يف رشعنا وهو‬
‫من ابتداع اجلاهلني‪ ،‬لقد خرج هؤالء عن الذكر إىل ذكر يرشك باهلل تعاىل»‪ .‬نعوذ‬
‫باهلل من زيغ الوهابية ومتوهيهم‪.‬‬
‫وتقول الوهابية((( (تصوير رقم ‪ : )143‬بِ َعدَ ِم جواز تعليق ُّ‬
‫الر َقى عىل‬
‫املرىض واألطفال ـ وإن كانت من القرآن ـ وبحرمتها‪ ،‬من باب سدّ الذرائع إىل‬
‫الرشك‪ .‬كيف تكون كتابة آيات من القرآن عىل ورقة ِ‬
‫موصلة إىل الرشك؟ ولو‬
‫تعلمتم أهيا الوهابية معنى العبادة يف اللغة واالصطالح لكفاكم ذلك عن بعثرة‬
‫األحكام عىل هواكم دون ما حجة وال دليل‪.‬‬

‫((( ابن باز وابن عثيمني وابن جربين‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى إسالمية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.239‬‬
‫الرحمن عبد الصمد‪ ،‬أسئلة طال حوهلا اجلدل‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫ٰ‬ ‫((( عبد‬
‫((( ابن باز وابن عثيمني وابن جربين‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى إسالمية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.53‬‬
‫((( القرطبي‪ ،‬تفسري اجلامع ألحكام القرآن‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.130‬‬
‫((( حسام الع ّقاد‪ ،‬حلقات ممنوعة‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫((( ابن باز وابن عثيمني وابن جربين‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى إسالمية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.27‬‬
‫‪79‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫فعن عمرو بن شعيب((( عن أبيه عن جده قال‪ :‬كان رسول اهلل ﷺ يعلمنا‬
‫كلامت نقوهلن عند النوم من الفزع‪ ،‬ويف رواية أخرى‪« :‬إِ َذا َف ِز َع أحدُ كُم ف ْل ْ‬
‫يقل‪:‬‬
‫ومن همز ِ‬
‫َات‬ ‫ات من َغضبِ ِه وعقابِ ِه َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫بكلمات اهلل التام ِ‬
‫ِ‬ ‫بس ِم ِ‬
‫الله َأ ُعو ُذ‬
‫وش ِّر عباده ْ َ َ‬ ‫ّ‬
‫ون»‪ .‬وكان عبد اهلل بن عمرو((( يع ّلمها من بلغ من بنيه‪،‬‬ ‫وأن َي ْح ُض ُر َ‬
‫ياطين ْ‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫الش‬
‫وأن يقوهلا عند نومه‪ ،‬ومن مل يبلغ كتبها ثم ع َّلقها يف عنقه(((‪.‬‬
‫ولعل ابن باز ما بلغه هذا احلديث‪ ،‬فقد قال يف صحيفة «املجلة»ـ كام ورد‬
‫ساب ًقا ـ إنه قرأ يف كتب احلديث وما أكملها‪ ،‬ولكن اجلهل هبذا أدى إىل رمي‬
‫الناس بالرشك‪ ،‬فإىل اهلل املشتكى‪.‬‬
‫وتنكر الوهابية تسمية ملك املوت بعزرائيل((( (تصوير رقم ‪ ،)144‬بينام‬
‫نقل القايض عياض يف كتاب «الشفا»((( (تصوير رقم ‪ )145‬اإلمجاع عىل أن‬
‫اسم ملك املوت عزرائيل‪.‬‬
‫والوهابية تشجع عىل الزنا‪ ،‬فتقول‪ :‬إن طالق الثالث يقع واحدة((( (تصوير‬
‫رقم ‪.)146‬‬
‫وأمجع علامء املسلمني عىل أن طالق الثالث يقع ثال ًثا‪ ،‬وثبت عن ابن عباس‬
‫أنه أفتى بوقوع الطالق بلفظ واحد ثال ًثا‪ .‬روى ذلك عنه ثامنية من كبار أصحابه‬

‫((( عمرو بن شعيب بن ُمحمد السهمي القريش‪ ،‬أبو إبراهيم‪ ،‬من بني عمرو بن العاص‪ ،‬من رجال‬
‫احلديث‪ .‬كان يسكن مكة وتويف بالطائف سنة ‪118‬هـ‪ .‬الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.79‬‬
‫املجود‪ ،‬البرصي‪ ،‬واسم جده‪:‬‬‫ّ‬ ‫احلجاج املقعد‪ ،‬اإلمام‪ ،‬احلافظ‪،‬‬
‫((( أبو معمر عبد اهلل بن عمرو بن أيب ّ‬
‫العطاردي جعفر بن ح ّيان‪ ،‬و ُمالزم بن‬
‫ّ‬ ‫األشهب‬ ‫وأيب‬ ‫سعيد‪،‬‬ ‫ميرسة‪ ،‬حدّ ث عن عبد الوارث بن‬‫َ‬
‫وحجاج بن الشاعر‪ ،‬والفضل بن سهل‪ ،‬وغريهم‪ ،‬قال أمحد‬ ‫ّ‬ ‫البخاري‪ ،‬وأبو داود‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عمرو‪ ،‬حدّ ث عنه‪:‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪،7‬‬
‫ّ‬ ‫ابن زهري عن حييى بن معني‪« :‬هو ثقة‪ ،‬ثبت»‪ .‬تويف سنة ‪224‬هـ‪.‬‬
‫ص‪665‬ـ‪ ،667‬رقم الرتمجة ‪.1887‬‬
‫((( أمحد‪ ،‬مسند أمحد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.181‬‬
‫((( عيل عبد احلميد‪ ،‬املوت عظاته وأحكامه‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫((( القايض عياض‪ ،‬الشفا‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.303‬‬
‫((( ابن تيمية‪ ،‬جمموع الفتاوى‪،‬ج‪ ،33‬ص‪.7‬‬
‫‪80‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫الثقات‪ ،‬كام ّبي البيهقي ذلك يف «السنن الكربى»((( (تصوير رقم ‪.)147‬‬
‫الوهابية تقول((( (تصوير رقم ‪ :)148‬إن خروج املرأة إىل العمل رضب من‬
‫رضوب الزنا‪ .‬وهكذا فإن الوهابية جتعل املسلامت الرشيفات العفيفات زانيات‬
‫آثامت‪ ،‬بينام جاء يف صحيح مسلم((( أن الرسول ﷺ كان يأمر بخروج النساء‬
‫لصالة العيد إىل املصىل(((‪ .‬‬
‫حترم كشف الوجه والكفني عىل املرأة لغري زوج أو حمرم((( (تصوير‬
‫الوهابية ّ‬
‫(((‬
‫رقم ‪ ،)149‬بينام نقل احلافظ املجتهد ُمحمد بن جرير الطربي((( يف تفسريه‬
‫(تصوير رقم ‪ )150‬إمجاع األمة‪ ،‬أن عورة املرأة األجنبية أمام الرجل األجنبي‬
‫مجيع بدهنا سوى وجهها وكفيها‪.‬‬
‫ُ‬
‫حترم لبس الذهب املحلق عىل النساء‪ ،‬حيث يقول نارص األلباين‬
‫(((‬
‫الوهابية ّ‬
‫(تصوير رقم ‪« :)151‬واعلم أن النساء يشرتكن مع الرجال يف حتريم خاتم‬
‫الذهب عليهن‪ ،‬ومثله السوار والطوق من ذهب»‪ .‬وهذا مناقض إلمجاع األمة‬
‫بجواز لبس الذهب للنساء‪ ،‬نقل اإلمجاع النووي((( (تصوير رقم ‪ ،)152‬حيث‬
‫((( البيهقي‪ ،‬السنن الكربى‪ ،‬كتاب اخللع والطالق‪ ،‬باب من جعل الثالث واحدة‪ ،...‬ج‪ ،7‬ص‪.355‬‬
‫((( ابن باز‪ ،‬جريدة القبس‪( ،‬مقال)‪ ،‬اجلمعة ‪ 27‬حمرم‪ ،‬عدد ‪.8252‬‬
‫((( مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب صالة العيدين‪ ،‬باب ذكر إباحة خروج النساء يف العيدين إىل املصىل‬
‫وشهود اخلطبة مفارقات للرجال‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.605‬‬
‫((( لعل الوهابية نسيت تاريخ األمة املحمدية التي فيها خروج رفيدة األسلمية ونسيبة بنت كعب املازنية‬
‫وخولة بنت األزور‪ ،‬وجهادهن يف سبيل اهلل‪.‬‬
‫((( ابن باز وابن العثيمني‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى وأذكار إلحتاف األخيار‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫الطربي‪ ،‬صاحب‬
‫ّ‬ ‫حمد بن جرير بن يزيد بن كثري‪ ،‬اإلمام العلم املجتهد عامل العرص‪ ،‬أبو جعفر‬ ‫((( ُم ّ‬
‫ِ‬
‫التصانيف البديعة‪ ،‬من أهل آ ُمل طربستان‪.‬كان من أفراد الدهر ع ًلم وذكا ًء وكثرة تصانيف‪ ،‬له‪:‬‬
‫«أخبار األمم وتارخيهم»‪ ،‬و«التفسري»‪ ،‬و«هتذيب اآلثار»‪ ،‬قرأ القرآن ببريوت عىل الع ّباس بن الوليد‪،‬‬
‫شوال سنة ‪310‬ه‍‪ .‬الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪،9‬‬ ‫ولد ‪224‬هـ‪ّ ،‬‬
‫وتوف عشية األحد ليومني بقيا من ّ‬
‫ص‪484‬ـ‪ ،492‬رقم الرتمجة ‪.2834‬‬
‫((( الطربي‪ ،‬تفسري ابن جرير الطربي (جامع البيان يف تفسري القرآن)‪ ،‬ج‪ ،18‬ص‪.94‬‬
‫((( األلباين‪ ،‬الكتاب املسمى آداب الزفاف يف السنة املطهرة‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫((( النووي‪ ،‬املجموع‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.40‬‬
‫‪81‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫قال‪« :‬أمجع املسلمون عىل أنه جيوز للنساء لبس احليل من الفضة والذهب مجي ًعا‪،‬‬
‫كالطوق والعقد واخلاتم والسوار واخللخال‪ ...‬وكل ما يتخذ يف العنق وغريه‪،‬‬
‫وكل ما يعتدن لبسه‪ ،‬وال خالف يف شىء من هذا»‪.‬‬
‫الوهابية ُت ِّر ُم التلفظ بنية الصالة عند الصالة((( (تصوير رقم ‪ ،)153‬وال‬
‫دليل هلم عىل ذلك‪ ،‬مع العلم أن التلفظ هبا يعني املصيل عىل استحضار النية‪.‬‬
‫كل ذلك حيرمونه ويعتربونه غري مرشوع‪ ،‬حتت شعار‪ :‬مل يفعله رسول اهلل‬
‫ﷺ‪ ،‬ولو كان حسنًا لفعله‪ .‬نقول هلم‪ :‬إن هناك أشياء كثرية حدثت وحصلت‬
‫بعد وفاة النبي ﷺ مما مل يفعله الرسول ﷺ وال أصحابه الكرام رضوان اهلل‬
‫عليهم‪ ،‬ومن أوضحها نقط القرآن الكريم‪ ،‬أي وضع النقاط عليه فوق احلروف‬
‫وحتتها‪ ،‬ووضع عالمة اجلزء واحلزب‪ ،‬وترقيم اآليات‪ ،‬ووضع الشكل والشدة‪،‬‬
‫ونحو ذلك مما استحسنه علامء املسلمني‪ ،‬ويعمل به كل املسلمون‪.‬‬
‫فالوهابية حترم ما تشاء وحتلل ما تشاء‪ ،‬وتفتي بفتاوى ما أنزل اهلل هبا من‬
‫سلطان‪ ،‬ومن ذلك فتاوهيا الفاسدة بتحريم كل ما استحدث بعد وفاة النبي‬
‫ﷺ‪ ،‬حتت شعار كل ما استحدث بعد وفاة النبي ﷺ هو بدعة ضاللة‪ ،‬والعياذ‬
‫باهلل‪.‬‬
‫قال تعاىل‪ :‬ﭽﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﭼ(((‪.‬‬
‫اهلل تعاىل امتدح املسلمني الذين كانوا عىل رشيعة عيسى عليه السالم‪ ،‬ألهنم‬
‫ورأفة‪ ،‬وألهنم ابتدعوا الرهبانية‪ ،‬وهي االنقطاع عن الشهوات‬ ‫ٍ‬ ‫كانوا أهل ٍ‬
‫رمحة‬
‫املباحة زياد ًة عىل جتنب املحرمات‪ ،‬حتى إهنم انقطعوا عن الزواج‪ ،‬وتركوا‬
‫اللذائذ من املطعومات والثياب الفاخرة‪ ،‬وأقبلوا عىل اآلخرة ً‬
‫إقبال تا ًّما‪ ،‬فاهلل‬
‫ينص هلم عليها‪.‬‬ ‫امتدحهم عىل هذه الرهبانية‪ ،‬مع أن عيسى عليه السالم مل َّ‬

‫((( ابن باز وابن العثيمني وابن جربين‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى إسالمية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.283‬‬
‫((( احلديد‪.27 ،‬‬
‫‪82‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫«من َس َّن يف اإلسال ِم‬‫فالبدعة نوعان‪ :‬بدعة حسنة‪ ،‬وبدعة سيئة‪ .‬قال ﷺ‪َ :‬‬
‫أجور ِهم‬
‫ِ‬ ‫أن ين ُق َص من‬ ‫وأج ُر َم ْن َع ِم َل هبا بعدَ ُه‪ِ ،‬م ْن ِ‬
‫غري ْ‬ ‫سنَّ ًة َح َسنَ ًة ف َل ُه ْ‬
‫أج ُرها ْ‬
‫عمل هبا ِم ْن‬
‫ووزْر من ِ‬ ‫ِ‬
‫كان عليه ِوز ُْرها‪ْ َ ُ ِ ،‬‬
‫ومن َس َّن يف اإلسال ِم ُسنَّ ًة س ِّي َئ ًة َ‬
‫شى ٌء‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غي أن ين ُق َص م ْن أوزارهم َشىء» ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(((‬
‫َب ْعده‪ ،‬من ْ‬
‫فأفهم هذا احلديث أن الرسول ﷺ هو الذي ع ّلم أمته أن البدعة عىل رضبني‪:‬‬ ‫َ‬
‫بدعة ضاللة‪ :‬وهي املحدثة املخالفة للقرآن والسنة‪ .‬وبدعة هدً ى‪ :‬وهي املحدثة‬ ‫ٍ‬
‫والسنة‪ .‬فإن قالت الوهابية‪ :‬هذا معناه من س ّن يف حياة رسول‬ ‫املوافقة للقرآن ُّ‬
‫بدليل‪،‬‬‫ٍ‬ ‫اهلل ﷺ‪ ،‬أما بعد وفاته فال؛ فاجلواب أن يقال‪ :‬ال تثبت اخلصوصية إال‬
‫حممدً ا ﷺ‬ ‫وهنا الدليل يعطي خالف ما تدَّ عون من كالم‪ ،‬حيث إن الرسول َّ‬
‫اإلسالمِ»‪ ،‬ومل يقل‪ :‬من سن يف حيايت‪ ،‬وال قال‪ :‬من عمل‬ ‫«م ْن َس َّن يف ْ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫مقصورا عىل الزمن الذي كان فيه‬ ‫ً‬ ‫عمل أنا عملته فأحياه‪ ،‬ومل يكن اإلسالم‬ ‫ً‬
‫أناسا فقراء شديدي‬ ‫رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فبطل زعمهم‪ .‬فإن قالت‪ :‬احلديث سببه أن ً‬
‫الفقر جاؤوا‪ ،‬فتم ّعر((( وجه رسول اهلل ملا رأى من بؤسهم‪ ،‬فتصدق الناس حتى‬
‫كثريا‪ ،‬فته َّلل وجه رسول اهلل ﷺ فقال‪َ :‬‬
‫«من َس َّن يف اإلسال ِم س َّن ًة‬ ‫مجعوا هلم شي ًئا ً‬
‫وأج ُر َم ْن َع ِم َل هبا»‪ ،‬فاجلواب أن يقال‪ :‬العربة بعموم اللفظ ال‬
‫أج ُرها ْ‬ ‫َح َسنَ ًة ف َل ُه ْ‬
‫بخصوص السبب‪ ،‬كام هو معروف عند علامء األصول‪.‬‬
‫وقد ورد عن أيب داود يف سننه((( يف كتاب الصالة عن عبد اهلل بن عمر ريض‬
‫التشهد «وحده ال رشيك له» ويقول‪« :‬أنا زدهتا»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اهلل عنهام أنه كان يزيد يف‬
‫كل هذه مل تكن يف زمان رسول اهلل ﷺ‪ ،‬فهل سيمنعها املانعون للمولد يف‬
‫أيامنا هذه أو أهنم سيتحكمون فيستبيحون أشياء وحيرمون أشياء؟! وقد فعلوا‬

‫((( مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب العلم‪ ،‬باب من س ّن سنّة حسن ًة أو س ّيئة ومن دعا إىل هدى أو ضاللة‪،‬‬
‫ج‪ ،4‬ص‪.2058‬‬
‫غضب وهو مت ّعر لونه إذا غضب»‪ .‬الزبيدي‪ ،‬تاج العروس من جواهر‬ ‫ٍ‬ ‫((( «أرى يف وجهه سفع ًة من‬
‫القاموس‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.5312‬‬
‫((( أبو داود‪ ،‬سنن أيب داود‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب التشهد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.367‬‬
‫‪83‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ذلك فإهنم حرموا املولد وأباحوا نقط املصحف وتشكيله‪ ،‬وأباحوا أشياء كثري ًة‬
‫مما مل يفعلها الرسول ﷺ كالرزنامات ‪-‬مواقيت الصلوات‪ -‬التي مل تظهر إال‬
‫قبل نحو ثالثامئة عا ٍم‪ ،‬وهم يشتغلون هبا وينرشوهنا بني الناس‪.‬‬
‫السيوطي يف كتابه «احلاوي للفتاوي»((( (تصوير رقم ‪)154‬‬ ‫ّ‬ ‫وذكر‬
‫وأن من البدع ما هو مباح وما هو‬‫استحسان عمل املولد النبوي الرشيف‪َّ ،‬‬
‫ضل فال يلوم َّن إال نفسه‪ّ ،‬‬
‫وكل نفس بام‬ ‫احلق بيانه‪ ،‬وأما َمن َّ‬
‫خري‪ .‬فحسبنا من ّ‬
‫كسبت رهينة‪.‬‬

‫((( السيوطي‪ ،‬احلاوي للفتاوي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.252 ،251‬‬


‫‪84‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫اخلامتة‬
‫إىل أين؟‬

‫بعد ما قدّ مناه من فساد معتقد هذه الفرقة الوهابية‪ ،‬فهل سيسكت مشايخ‬
‫أهل السنة عن ردع خمطط هذه الفرقة العميلة للدول التي تريد كيدً ا باملسلمني؟‬
‫ويرتكوهنا تنفذ ما ُأ ِّسست ألجله‪ ،‬وهو هدم الدين وتفرقة املسلمني‪ ،‬واستباحة‬
‫ويلمون شملهم‪ ،‬للدفاع عن‬ ‫دمائهم وأمواهلم وأعراضهم؟ أم يتكاتفون مجي ًعا‪ّ ،‬‬
‫هذا الدين‪ ،‬ومحاية املسلمني ممن يرتصد هلم؟‬
‫ونصيحتي للجميع‪ ،‬ال تبتعدوا عن منهج النبي ﷺ‪ ،‬فإن هدي نبينا ﷺ‬
‫أحسن اهلدي‪ ،‬وإرشاده أحسن اإلرشاد‪ ،‬مل َ ال نط ّبق تعاليمه احلكيمة الكريمة‬
‫وتراحِ ِه ْم‬
‫ُ‬ ‫ؤمنني ِف توا ِّد ِه ْم‬
‫َ‬ ‫«م َث ُل ا ُمل‬
‫النبي ﷺ قال‪َ :‬‬ ‫اخلالية عن الشوائب؟ فإن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َت َعا ُط ِ‬
‫بالس َه ِر‬ ‫الج َسد‪ ،‬إِ َذا ْاش َتكَى منْ ُه ُع ْض ٌو‪ ،‬تَدَ ا َعى َل ُه َسائ ُر َ‬
‫الج َسد َّ‬ ‫فه ْم َم َث ُل َ‬
‫واحل َّمى»(((‪ .‬فالرسول ﷺ هنا يع ّلمنا ويرشدنا أن نكون نحن املسلمني كاجلسد‬ ‫ُ‬
‫الواحد‪ ،‬فإنه ﷺ قرب لنا الصورة حيث ش َّبه املسلمني باجلسد الواحد الذي إذا‬
‫اشتكى منه عضو تتداعى له سائر أعضاء اجلسد بالسهر واحلمى‪.‬‬
‫هذه النصيح َة التي فيها مل ُّ شمل املؤمنني‪ ،‬واجتام ُعهم ملواجهة‬ ‫ما أعظم ِ‬
‫َ‬
‫األعاصري العاتية هبم التي تريد قلع كل ما جتده أمامها؛ فلنكن أهيا املسلمون‬
‫بعضا مجي ًعا يف وجهها‪ ،‬ألن هذه الفرق‬ ‫مجي ًعا كالبنيان املرصوص‪ ،‬يشدّ بعضه ً‬
‫بالشبه‪ ،‬ولنتامسك‬ ‫التي نشأت هلدم أصولنا ورشيعتنا مسلحة باخلبث املخلوط ُّ‬
‫يدً ا بيد‪ ،‬ونواجهها بالسالح املناسب‪ ،‬أال وهو تعليم الناس احلق‪ ،‬وحتذيرهم‬
‫((( مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الرب والصلة واآلداب‪ ،‬باب تراحم املؤمنني وتعاطفهم وتعاضدهم‪،‬‬
‫ج‪ ،4‬ص‪.1999‬‬
‫‪85‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫مما خيالف أصولنا الرشعية‪ ،‬وليس هذا تفري ًقا لوحدة الصف بل هذا هو احلق‪،‬‬
‫ين النّصيح ُة»((( احلديث‪.‬‬ ‫أليس قال سيدنا حممد صلوات ريب وسالمه عليه‪« :‬الدّ ُ‬
‫َ‬
‫وحيذ َر ُه‬ ‫الناس‬ ‫اجر‪ ،‬اذكُروه بِم ِ‬
‫فيه ك َْي َي ْع ِر َف ُه‬ ‫ون َع ْن ِذك ِْر ال َف ِ‬ ‫وقال‪َ :‬‬
‫«أت َِر ُع َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫عم ُه ُم‬‫أن َي َّ‬ ‫َ‬
‫أوشك ْ‬ ‫املنكر فلم ُيغ ِّي ُـرو ُه‪،‬‬
‫َ‬ ‫رأوا‬
‫الناس إذا ُ‬
‫«إن َ‬ ‫أيضا‪َّ :‬‬ ‫الناس»(((‪ ،‬وقال ً‬
‫ُ‬
‫ِ ِ (((‬
‫اهللُ بعقابه» ‪.‬‬
‫وما حيصل هذه األيام َس َب ُب ُه البعدُ عن العلم وأهله‪ ،‬وترك التناصح يف ما بيننا‪،‬‬
‫وترك التحذير من رش من يرتبص بنا‪ ،‬ويكيدُ لنا‪ .‬وإذا مل نتدارك هذا املوقف اآلن‪،‬‬
‫البءاء‪.‬‬
‫ويف أرسع وقت‪ ،‬فإنا ذاهبون إىل اهلاوية واخلراب واملزيد من سفك دماء ُ َ‬
‫ؤول َع ْن َرع َّيتِه»((( احلديث‪ .‬فإنكم‬
‫وتذكَّروا قوله ﷺ‪ُ « :‬ك ُّلك ُْم َراعٍ‪َ ،‬و ُك ُّلك ُْم َم ْس ٌ‬
‫مسؤولون يوم القيامة‪ ،‬فهل أعددتم اجلواب ليوم الصعاب؟ وهل ضامئركم‬
‫مرتاحة يف تأديتكم مسؤوليتكم عىل أكمل وجه؟‬
‫وما هذا الكتاب إال ُق ّل من ك ُّل‪ ،‬من فضائح الوهابية‪ ،‬ولو أردنا بسط‬
‫الكالم‪ ،‬ورسد كل ما قيل و ُيقال‪ ،‬الحتجنا جم َّلدات‪ ،‬فعسى ـ إن شاء اهلل تعاىل ـ‬
‫يف قابل األيام‪.‬‬
‫وأسأل اهلل أن يرزقني حسن النية يف القول والعمل‪ ،‬وأن يبارك بكل من‬
‫ساعد يف هذا الكتاب ليخرج إىل العلن‪ ،‬واهلل املوفق لذلك‪ ،‬وهو املستعان‪،‬‬
‫وعليه االعتامد والتكالن‪.‬‬
‫وآخرا‪ ،‬وصىل اهلل عىل سيدنا حممد وعىل آله وصحبه وسلم‬
‫ً‬ ‫واحلمد هلل ً‬
‫أول‬
‫كثريا‬
‫تسليم ً‬
‫ً‬

‫((( مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب اإليامن‪ ،‬باب بيان أن الدين النصيحة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.74‬‬
‫((( البيهقي‪ ،‬السنن الكربى‪ ،‬باب الرجل من أهل الفقه يسأل عن الرجل من أهل احلديث‪ ،...‬ج‪،10‬‬
‫ص‪.166‬‬
‫((( أمحد‪ ،‬مسند أمحد‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.178‬‬
‫((( مالك‪ ،‬موطأ مالك‪ ،‬كتاب جامع الكالم‪ ،‬باب ما يكره من الصدقة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.182‬‬
‫‪86‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫‪87‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ّ‬
‫التصويرات‬
‫‪88‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)1‬‬
‫‪89‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)1‬‬
‫‪90‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)2‬‬
‫‪91‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)2‬‬
‫‪92‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)2‬‬
‫‪93‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)2‬‬
‫‪94‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)3‬‬
‫‪95‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)4‬‬
‫‪96‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)4‬‬
‫‪97‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)4‬‬
‫‪98‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)5‬‬
‫‪99‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)5‬‬

‫عنه‪:‬‬
‫‪100‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)6‬‬
‫‪101‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)6‬‬
‫‪102‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)7‬‬
‫‪103‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)7‬‬
‫‪104‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)8‬‬
‫‪105‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)8‬‬
‫‪106‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)9‬‬
‫‪107‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)9‬‬
‫‪108‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)10‬‬
‫‪109‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)10‬‬
‫‪110‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)11‬‬
‫‪111‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)12‬‬
‫‪112‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)13‬‬
‫‪113‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)13‬‬
‫‪114‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)14‬‬
‫‪115‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)14‬‬
‫‪116‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)14‬‬
‫‪117‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)15‬‬
‫‪118‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)16‬‬
‫‪119‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)17‬‬
‫‪120‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)18‬‬
‫‪121‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)18‬‬
‫‪122‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)19‬‬
‫‪123‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)19‬‬
‫‪124‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)20‬‬
‫‪125‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)20‬‬
‫‪126‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)21‬‬
‫‪127‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)21‬‬
‫‪128‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)22‬‬
‫‪129‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)22‬‬
‫‪130‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)23‬‬
‫‪131‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)24‬‬
‫‪132‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)25‬‬
‫‪133‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)25‬‬
‫‪134‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)26‬‬
‫‪135‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)27‬‬
‫‪136‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)28‬‬
‫‪137‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)28‬‬
‫‪138‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)29‬‬
‫‪139‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)29‬‬
‫‪140‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)30‬‬
‫‪141‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)30‬‬
‫‪142‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)31‬‬
‫‪143‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)31‬‬
‫‪144‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)32‬‬
‫‪145‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)32‬‬
‫‪146‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)33‬‬
‫‪147‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)33‬‬
‫‪148‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)34‬‬
‫‪149‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)34‬‬
‫‪150‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)35‬‬
‫‪151‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)35‬‬
‫‪152‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)36‬‬
‫‪153‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)36‬‬
‫‪154‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)37‬‬
‫‪155‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)37‬‬
‫‪156‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)38‬‬
‫‪157‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)38‬‬
‫‪158‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)39‬‬
‫‪159‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)39‬‬
‫‪160‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)40‬‬
‫‪161‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)40‬‬
‫‪162‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)41‬‬
‫‪163‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)42‬‬
‫‪164‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)42‬‬
‫‪165‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)43‬‬
‫‪166‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم‪)43‬‬
‫‪167‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)43‬‬
‫‪168‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)44‬‬
‫‪169‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)44‬‬
‫‪170‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)45‬‬
‫‪171‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)46‬‬
‫‪172‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)47‬‬
‫‪173‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)48‬‬
‫‪174‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)49‬‬
‫‪175‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)50‬‬
‫‪176‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)51‬‬
‫‪177‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)51‬‬
‫‪178‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)52‬‬
‫‪179‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)52‬‬
‫‪180‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)53‬‬
‫‪181‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)53‬‬
‫‪182‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)54‬‬
‫‪183‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)55‬‬
‫‪184‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)55‬‬
‫‪185‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)56‬‬
‫‪186‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)57‬‬
‫‪187‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)57‬‬
‫‪188‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)58‬‬
‫‪189‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)59‬‬
‫‪190‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)60‬‬
‫‪191‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)61‬‬
‫‪192‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)62‬‬
‫‪193‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)63‬‬
‫‪194‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)63‬‬
‫‪195‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)64‬‬
‫‪196‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)64‬‬
‫‪197‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)65‬‬
‫‪198‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)65‬‬
‫‪199‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)66‬‬
‫‪200‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)66‬‬
‫‪201‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)67‬‬
‫‪202‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)67‬‬
‫‪203‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)68‬‬
‫‪204‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)68‬‬
‫‪205‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)69‬‬
‫‪206‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)96‬‬
‫‪207‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)70‬‬
‫‪208‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)70‬‬
‫‪209‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)71‬‬
‫‪210‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)71‬‬
‫‪211‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)72‬‬
‫‪212‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)73‬‬
‫‪213‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪) 73‬‬
‫‪214‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)74‬‬
‫‪215‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)74‬‬
‫‪216‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)74‬‬
‫‪217‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)75‬‬
‫‪218‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)75‬‬
‫‪219‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)76‬‬
‫‪220‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)76‬‬
‫‪221‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)77‬‬
‫‪222‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)77‬‬
‫‪223‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)78‬‬
‫‪224‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)78‬‬
‫‪225‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)79‬‬
‫‪226‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)79‬‬
‫‪227‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)80‬‬
‫‪228‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)80‬‬
‫‪229‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)81‬‬
‫‪230‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)81‬‬
‫‪231‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)82‬‬
‫‪232‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)82‬‬
‫‪233‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)83‬‬
‫‪234‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)83‬‬
‫‪235‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)83‬‬
‫‪236‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)84‬‬
‫‪237‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)84‬‬
‫‪238‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم‪)85‬‬
‫‪239‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم‪)85‬‬
‫‪240‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)86‬‬
‫‪241‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)86‬‬
‫‪242‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)87‬‬
‫‪243‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)87‬‬
‫‪244‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)87‬‬
‫‪245‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)88‬‬
‫‪246‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)88‬‬
‫‪247‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)89‬‬
‫‪248‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)89‬‬
‫‪249‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)90‬‬
‫‪250‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)90‬‬
‫‪251‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)91‬‬
‫‪252‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)91‬‬
‫‪253‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)91‬‬
‫‪254‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)91‬‬
‫‪255‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)91‬‬
‫‪256‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)91‬‬
‫‪257‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)91‬‬
‫‪258‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)91‬‬
‫‪259‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)92‬‬
‫‪260‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)92‬‬
‫‪261‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)93‬‬
‫‪262‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)93‬‬
‫‪263‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)94‬‬
‫‪264‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم‪)94‬‬
‫‪265‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)95‬‬
‫‪266‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)95‬‬
‫‪267‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)96‬‬
‫‪268‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)96‬‬
‫‪269‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)97‬‬
‫‪270‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)97‬‬
‫‪271‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)97‬‬
‫‪272‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)98‬‬
‫‪273‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)98‬‬
‫‪274‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)99‬‬
‫‪275‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)99‬‬
‫‪276‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)99‬‬
‫‪277‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)100‬‬
‫‪278‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم‪)100‬‬
‫‪279‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)100‬‬
‫‪280‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)100‬‬
‫‪281‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)100‬‬
‫‪282‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)101‬‬
‫‪283‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)101‬‬
‫‪284‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)102‬‬
‫‪285‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)102‬‬
‫‪286‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)103‬‬
‫‪287‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)103‬‬
‫‪288‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)104‬‬
‫‪289‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)104‬‬
‫‪290‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)105‬‬
‫‪291‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)105‬‬
‫‪292‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)106‬‬
‫‪293‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)106‬‬
‫‪294‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)107‬‬
‫‪295‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)107‬‬
‫‪296‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)108‬‬
‫‪297‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)109‬‬
‫‪298‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)109‬‬
‫‪299‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)109‬‬
‫‪300‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)109‬‬
‫‪301‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)110‬‬
‫‪302‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)110‬‬
‫‪303‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)111‬‬
‫‪304‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)111‬‬
‫‪305‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)111‬‬
‫‪306‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)111‬‬
‫‪307‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)111‬‬
‫‪308‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)112‬‬
‫‪309‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)112‬‬
‫‪310‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)113‬‬
‫‪311‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)114‬‬
‫‪312‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)115‬‬
‫‪313‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)115‬‬
‫‪314‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)116‬‬
‫‪315‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)116‬‬
‫‪316‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)116‬‬
‫‪317‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)116‬‬
‫‪318‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)116‬‬
‫‪319‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)117‬‬
‫‪320‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)117‬‬
‫‪321‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)118‬‬
‫‪322‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)118‬‬
‫‪323‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)119‬‬
‫‪324‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)119‬‬
‫‪325‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)120‬‬
‫‪326‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)120‬‬
‫‪327‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)121‬‬
‫‪328‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)121‬‬
‫‪329‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)121‬‬
‫‪330‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)121‬‬
‫‪331‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)121‬‬
‫‪332‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)121‬‬
‫‪333‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)122‬‬
‫‪334‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)122‬‬
‫‪335‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)122‬‬
‫‪336‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)122‬‬
‫‪337‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)122‬‬
‫‪338‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)123‬‬
‫‪339‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)124‬‬
‫‪340‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)124‬‬
‫‪341‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)125‬‬
‫‪342‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)125‬‬
‫‪343‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)126‬‬
‫‪344‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)126‬‬
‫‪345‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)126‬‬
‫‪346‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)126‬‬
‫‪347‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)126‬‬
‫‪348‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)127‬‬
‫‪349‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)127‬‬
‫‪350‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)128‬‬
‫‪351‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)128‬‬
‫‪352‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)129‬‬
‫‪353‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)129‬‬
‫‪354‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)130‬‬
‫‪355‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)131‬‬
‫‪356‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)131‬‬
‫‪357‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)132‬‬
‫‪358‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)132‬‬
‫‪359‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)133‬‬
‫‪360‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)133‬‬
‫‪361‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)134‬‬
‫‪362‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)134‬‬
‫‪363‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)135‬‬
‫‪364‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)135‬‬
‫‪365‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)136‬‬
‫‪366‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)136‬‬
‫‪367‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)137‬‬
‫‪368‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)137‬‬
‫‪369‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)138‬‬
‫‪370‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)138‬‬
‫‪371‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)139‬‬
‫‪372‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)139‬‬
‫‪373‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)140‬‬
‫‪374‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)140‬‬
‫‪375‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)141‬‬
‫‪376‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)141‬‬
‫‪377‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)142‬‬
‫‪378‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)142‬‬
‫‪379‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)143‬‬
‫‪380‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)143‬‬
‫‪381‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)144‬‬
‫‪382‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)144‬‬
‫‪383‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)145‬‬
‫‪384‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)145‬‬
‫‪385‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)146‬‬
‫‪386‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)146‬‬
‫‪387‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)146‬‬
‫‪388‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)146‬‬
‫‪389‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)147‬‬
‫‪390‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)147‬‬
‫‪391‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)148‬‬

‫جريدة القبس ـ الجمعة ‪ 27‬محرم _ عدد ‪8252‬‬


‫‪392‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)149‬‬
‫‪393‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)149‬‬
‫‪394‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)150‬‬
‫‪395‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)150‬‬
‫‪396‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)151‬‬
‫‪397‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)151‬‬
‫‪398‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)152‬‬
‫‪399‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)152‬‬
‫‪400‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)153‬‬
‫‪401‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)153‬‬
‫‪402‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)154‬‬
‫‪403‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)154‬‬
‫‪404‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬
‫(تصوير رقم ‪)154‬‬
‫‪405‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫الفهارس‬
‫‪406‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫فهرس املصادر واملراجع‬

‫القرآن الكريم‪.‬‬

‫كتب‪:‬‬
‫‪ -‬إبراهيم بن عيل‪ ،‬أبو إسحاق الشريازي‪ ،‬طبقات الفقهاء‪ ،‬دار الرائد العريب‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬إبراهيم املنصوري السمنودي‪ ،‬سعادة الدارين‪ ،‬مكتبة اإلمام مالك‪ ،‬د‪.‬ب‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫حممد‪ ،‬أسد الغابة يف معرفة الصحابة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫‪ -‬ابن األثري‪ ،‬عيل بن َّ‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ُ ،‬محمد بن مكرم بن عيل األنصاري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪1410 ،1‬هـ ـ ‪1990‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أبو الشيخ‪ ،‬عبد امللك بن حبيب األصبهاين‪ ،‬طبقات املحدثني بأصبهان‬
‫والواردين عليها‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬أبو العباس‪ ،‬أمحد بن ُمحمد‪ ،‬ابن عجينة الفايس الصويف‪ ،‬البحر املديد يف‬
‫تفسري القرآن املجيد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬أبو املحاسن مجال الدين‪ ،‬املنهل الصايف واملستوىف بعد الوايف‪ ،‬اهليئة املرصية‬
‫العامة للكتاب‪ ،‬مرص‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد ابن تيمية احلراين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬األسامء والصفات‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪407‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ب‪ -‬الكتاب املسمى اقتضاء الرصاط املستقيم‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ونسخة أخرى‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬تعليق حممد حامد الفقي‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫ت‪ -‬الرسالة التدمرية‪ ،‬ما يسمى باملكتب اإلسالمي‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ث‪ -‬رشح حديث عمران بن حصني‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ج‪ -‬الكتاب املسمى رشح حديث النزول‪ ،‬دار العاصمة‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ونسخة أخرى‪ :‬ما يسمى باملكتب اإلسالمي‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ح‪ -‬جمموع فتاوى أمحد ابن تيمية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬دار عامل الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة‬
‫أخرى‪ :‬د‪.‬ن‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪1404 ،‬هـ‪.‬‬
‫خ‪ -‬الكتاب املسمى منهاج السنة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫د‪ -‬نقد مراتب اإلمجاع‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬دار ابن‬
‫حزم‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1419 ،1‬هـ ـ ‪1998‬م‪.‬‏‬
‫ذ‪ -‬الكتاب املسمى موافقة رصيح املعقول لصحيح املنقول‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪،‬‏ط‪ ،1‬د‪.‬ت‪.‬‏‬
‫‪ -‬أمحد بن حجر العسقالين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اإلصابة يف متييز الصحابة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬تلخيص احلبري‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ت‪ -‬الدرر الكامنة‪ ،‬جملس دائرة املعارف العثامنية‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬اهلند‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ث‪ -‬فتح الباري‪ ،‬تعليق ابن باز‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة‬
‫‪408‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫أخرى‪ :‬دار البيان للرتاث‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1986 ،1‬م‪ .‬ونسخة أخرى‪:‬‬


‫دار املعرفة للطباعة والنرش‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ج‪ -‬لسان امليزان‪ ،‬مكتب املطبوعات اإلسالمية‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬د‪ .‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد بن احلسني البيهقي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬األسامء والصفات‪ ،‬مؤسسة الرسالة نارشون للتوزيع‪ ،‬بريوت لبنان‬
‫الطبعة األوىل‪.‬‏‬
‫ب‪ -‬االعتقاد‪ ،‬دار عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ت‪ -‬دالئل النبوة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ث‪ -‬السنن الكربى‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة‬
‫أخرى‪ :‬جملس دائرة املعارف النظامية‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬اهلند‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1344‬هـ‪.‬‬
‫ج‪ -‬معرفة السنن واآلثار‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد بن حنبل‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اجلامع يف العلل ومعرفة الرجال‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬مسند أمحد‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ت‪( -‬املنسوب إليه كذ ًبا) السنة‪ ،‬طبع ونرش وتوزيع رئاسة البحوث واإلفتاء‬
‫والدعوة الوهابية‪ ،‬السعودية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1424 ،4‬هـ ـ ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد بن زيني دحالن‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أمراء البلد احلرام‪ ،‬الدار املتحدة للنرش‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪409‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ب‪ -‬الدرر السنية يف الرد عىل الوهابية‪ ،‬دار احللبي‪ ،‬مرص‪ ،‬ط‪1409 ،6‬هـ‬
‫ـ ‪1989‬م‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد بن سالمة‪ ،‬أبو جعفر الطحاوي‪ ،‬العقيدة الطحاوية‪ ،‬رشح وتعليق‬
‫األلباين‪ ،‬ما يسمى باملكتب اإلسالمي لزهري الشاويش‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ونسخة أخرى‪ :‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد بن عيل اخلطيب البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد وذيوله‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬أمحد بن عمرو البزار‪ ،‬مسند البزار‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬الزبيدي‪ُ ،‬محمد بن ُمحمد احلسيني الزبيدي‪ ،‬تاج العروس‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬إسامعيل بن عمر‪ ،‬ابن كثري‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬األزهري‪ ،‬أبو منصور ُمحمد بن أمحد األزهري‪ ،‬هتذيب اللغة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬فاسيليف‪ ،‬فصول من تاريخ العربية السعودية‪ ،‬دار الفضاء‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ -‬تقي الدين السبكي‪ ،‬شفاء السقام لزيارة خري األنام‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ونسخة أخرى‪ :‬دار اجليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1411 ،1‬هـ ـ‪1991‬م‪.‬‬
‫‪ -‬جيفري مهفر‪:‬‬
‫أ ‪ -‬اعرتافات اجلاسوس اإلنكليزي‪ ،‬وقف اإلخالص‪ ،‬إسطنبول‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ونسخة أخرى بعنوان‪ :‬مذكرات مهفر‪ ،‬ترمجة ج‪.‬خ‪ ،‬د‪.‬ب‪،‬‬
‫د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬مذكرات اجلاسوس الربيطاين‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪410‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫‪ -‬جالل الدين عبد الرمحن بن أيب بكر السيوطي‪:‬‬


‫ تاريخ اخللفاء‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬مرص‪ ،‬ط‪ .1952 ،1‬ونسخة أخرى‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط ‪1988 ،1‬م‪.‬‬
‫ب‪ -‬احلاوي للفتاوى‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ت‪ -‬حسن املقصد يف عمل املولد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1405‬هـ ـ ‪1985‬م‪.‬‬
‫ث ‪ -‬طبقات احلفاظ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1403 ،1‬هـ‬
‫ـ‪1983‬م‪.‬‬
‫‪-‬مجال الدين القفطي‪ ،‬إنباه الرواة عىل أنباه النحاة‪ ،‬املكتبة العرصية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ط‪1424 ،1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬مجال الدين املزي‪ ،‬هتذيب الكامل يف أسامء الرجال‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬حافظ حكمي (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى معارج القبول‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬حسام الع ّقاد‪ ،‬حلقات ممنوعة‪ ،‬دار الصحابة‪ ،‬طنطا‪ ،‬مرص‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬احلسن بن ُمحمد بن القسام الكوهن الفايس املغريب‪ ،‬طبقات الشاذلية الكربى‪،‬‬
‫د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬محود بن عبد اهلل التوجيري (املجسم)‪:‬‬
‫الرحمن‪،‬‬
‫ٰ‬ ‫الكتاب املسمى عقيدة أهل اإليامن يف خلق آدم عىل صورة‬ ‫أ‪ -‬‬
‫دار اللواء‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكتاب املسمى القول البليغ يف التحذير من مجاعة التبليغ‪ ،‬دار‬
‫الصميعي‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪411‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫‪ -‬خري الدين الزركيل‪ ،‬األعالم‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1992 ،10‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سليامن بن أمحد الطرباين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬املعجم الصغري‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1986 ،1‬م‪.‬‬
‫ب‪ -‬املعجم الكبري‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة‬
‫أخرى‪ :‬مكتبة العلوم واحلكم‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬ط‪1983 ،2‬م‪.‬‬
‫‪ -‬سليامن بن األشعث‪ ،‬أبو داود السجستاين‪ ،‬سنن أيب داود‪ ،‬دار الكتاب العريب‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬سليامن بن سحامن‪ ،‬الكتاب املسمى «الضياء الشارق يف رد شبهات املازق‬
‫املارق»‪ ،‬ما يسمى برئاسة البحوث العلمية للوهابية‪ ،‬السعودية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬صالح بن فوزان بن عبد اهلل الفوزان‪ ،‬الكتاب املسمى التوحيد‪ ،‬وزارة الرتبية‬
‫والتعليم السعودية‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪1424 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬صالح الدين املختار‪ ،‬تاريخ اململكة العربية السعودية يف ماضيها وحارضها‪،‬‬
‫دار مكتبة احلياة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪1957 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬عاصم بن عبد اهلل القريويت (املجسم)‪ ،‬جهاالت خطرية يف قضايا اعتقادية‬
‫كثرية‪ ،‬الدار املسامة الصحابة‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الباسط الفاخوري‪ ،‬حتفة األنام خمترص تاريخ اإلسالم‪ ،‬دار اجلنان‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪1985 ،1‬م‪.‬‬
‫الرحمن بن حسن بن ُمحمد بن عبد الوهاب (آل الشيخ)‪ ،‬الكتاب‬ ‫ٰ‬ ‫‪ -‬عبد‬
‫املسمى فتح املجيد رشح كتاب التوحيد‪ ،‬دار الندوة اجلديدة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬مكتبة دار السالم‪ ،‬الرياض‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫الرحمن عبد الصمد‪ ،‬أسئلة طال حوهلا اجلدل‪ ،‬الدار املسامة السلفية‪،‬‬
‫ٰ‬ ‫‪ -‬عبد‬
‫‪412‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬


‫‪ -‬عبد العزيز بن باز‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الكتاب املسمى أخطاء فتح الباري‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكتاب املسمى التحذير من البدع‪ ،‬منشورات ما يسمى بمركز شؤون‬
‫الدعوة‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ت‪ -‬الكتاب املسمى التحقيق واإليضاح لكثري من مسائل احلج والعمرة‬
‫من الزيادة عىل ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ث‪ -‬الكتاب املسمى فتاوى يف العقيدة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ج‪ -‬فتاوى مهمة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ح‪ -‬الكتاب املسمى هل نحتفل باملولد النبوي؟‪ ،‬الرئاسة العامة‪ ،‬املدينة‬
‫املنورة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز بن باز وصالح بن فوزان الفوزان‪ ،‬الكتاب املسمى تنبيهات‬
‫يف الرد عىل من تأول الصفات‪ ،‬ما يسمى بالرئاسة العامة إلدارة البحوث‬
‫العلمية واإلفتاء‪ ،‬الرياض‪ ،‬د‪.‬ط‪1405 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز بن باز و ُمحمد بن العثيمني وعبد اهلل بن جربين‪ ،‬الكتاب املسمى‬
‫الفتاوى اإلسالمية‪ ،‬دار األرقم‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬دار‬
‫القلم‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز بن باز و ُمحمد بن العثيمني‪ ،‬الكتاب املسمى فتاوى وأذكار‬
‫إلحتاف األخيار‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز بن عبد اهلل آل محد‪ ،‬الكتاب املسمى أهل السنة النبوية عىل تكفري‬
‫املعطلة اجلهمية‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز اهلاشمي‪ ،‬إطالق األعنة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪413‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫األسفراييني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التميمي‬
‫ّ‬ ‫البغدادي‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬عبد القاهر بن طاهر بن ُمحمد بن عبد اهلل‬
‫الفرق بني الفرق‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬تعليق‬
‫جلنة إحياء الرتاث العريب‪ ،‬دار اجليل ودار اآلفاق اجلديدة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل بن زيد آل حممود‪ ،‬الكتاب املسمى اإليامن باألنبياء بجملتهم‪ ،‬ما‬
‫يسمى باملكتب اإلسالمي لزهري الشاويش‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫(املجسم)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬عثامن بن سعيد الدارمي‬
‫أ ‪ -‬رد الدارمي عىل برش املرييس‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرد عىل اجلهمية‪ ،‬مطبوعة السويد‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪1960 ،‬م‪.‬‬
‫(املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى عنوان‬
‫ّ‬ ‫احلنبيل‬
‫ّ‬ ‫النجدي‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬عثامن بن عبد اهلل بن برش‬
‫املجد يف تاريخ نجد‪ ،‬دارة امللك عبد العزيز‪ ،‬الرياض‪ ،‬د‪.‬ط‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬عيل بن أيب بكر اهليثمي‪ ،‬جممع الزوائد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫احلنفي‪ ،‬املعروف باملال عيل‬
‫ّ‬ ‫اهلروي‬
‫ّ‬ ‫عيل بن (سلطان) ُمحمد‪ ،‬نور الدين املال‬
‫‪ّ -‬‬
‫القاري‪ ،‬رشح الفقه األكرب‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عيل بن ُمحمد بن سنان‪ ،‬الكتاب املسمى املجموع املفيد من عقيدة التوحيد‪،‬‬
‫دار الفكر‪ ،‬املدينة املنورة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عيل عبد احلميد‪ ،‬املوت عظاته وأحكامه‪ ،‬املكتبة املسامة باإلسالمية‪ ،‬عامن‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عمر بن رضا كحالة‪ ،‬معجم املؤلفني‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪414‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫‪ -‬عيل بن احلسن‪ ،‬ابن عساكر‪ ،‬تاريخ دمشق‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬عيل بن عمر الدارقطني‪ ،‬سنن الدارقطني‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬فؤاد إبراهيم‪ ،‬الكتاب املسمى السلفية اجلهادية يف السعودية‪ ،‬دار الساقي‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪2009 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ -‬القايض عياض‪ ،‬أبو الفضل اليحصبي املالكي‪ ،‬الشفا بتعريف حقوق‬
‫املصطفى‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬مالك بن أنس‪ ،‬موطأ مالك‪ ،‬دار اآلفاق اجلديدة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ونسخة أخرى‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪:‬‬
‫دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬مرص‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬دار ابن حزم‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ط‪1432 ،1‬هـ ـ‪2011‬م‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬املكتبة العلمية‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫البلخي‪ ،‬الفتاوى اهلندية‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬جمموعة من العلامء برئاسة نظام الدين‬
‫بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪1990 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد ما يسمى ملتقى أهل احلديث‪ ،‬الكتاب املسمى املعجم اجلامع يف تراجم‬
‫العلامء وطلبة العلم املعارصين‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬جمهول املؤلف (د‪.‬م‪ ،).‬حممد نارص الدين األلباين‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد أمحد باشميل‪ ،‬الكتاب املسمى كيف نفهم التوحيد‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫ط‪1451 ،4‬هـ‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد بن أيب بكر‪ ،‬ابن قيم اجلوزية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الكتاب املسمى الفوائد‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬حادي األرواح إىل بالد األفراح‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪415‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫‪ُ -‬محمد بن أمحد األنصاري القرطبي‪ ،‬تفسري القرطبي‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬ط‪1424 ،2‬هـ‪.‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬دار الكتب‬
‫ّ‬ ‫حمد بن أمحد بن عثامن بن قايامز‬
‫­‪ُ -‬م ّ‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪2007 ،1‬م‪.‬‬
‫البخاري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ -‬محمد بن إسـامعيل بن إبراهيم بن املغرية‬
‫أ ‪ -‬األدب املفرد‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1989 ،3‬م‪.‬‬
‫البخاري)‪ ،‬دار إحياء الرتاث العر ّ‬
‫يب‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ب‪ -‬اجلامع الصحيح (صحيح‬
‫د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى بعنوان‪ :‬صحيح البخاري بحاشية السندي‪،‬‬
‫دار املعرفة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬صحيح البخاري‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬دار ابن كثري‪ ،‬ط‪1978 ،3‬م‪.‬‬
‫الصنعاين‪ ،‬رفع األستار إلبطال أدلة القائلني بفناء النار‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ -‬محمد بن إسامعيل‬
‫اإلسالمي لزهري الشاويش‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫ّ‬ ‫سمى املكتب‬ ‫األلباين‪ ،‬ما ُي ّ‬
‫ّ‬ ‫تعليق نارص‬
‫ط‪1984 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد بن هبادر‪ ،‬بدر الدين الزركيش‪ ،‬تشنيف املسامع بجمع اجلوامع لتاج‬
‫الدين السبكي‪ ،‬مكتبة قرطبة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬ط‪1998 ،1‬م‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد بن جرير الطربي‪ ،‬تفسري ابن جرير الطربي (جامع البيان يف تفسري‬
‫القرآن)‪ ،‬املطبعة الكربى األمريية‪ ،‬بوالق مرص‪ ،‬ط‪1325 ،1‬هـ‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد بن مجيل زينو (املجسم)‪ ،‬الكتاب املسمى توجيهات إسالمية إلصالح‬
‫الفرد واملجتمع‪ ،‬دار الصميعي‪ ،‬الرياض‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬طبع‬
‫ما يسمى وزارة الشؤون اإلسالمية‪ ،‬السعودية‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد بن حبان‪ ،‬صحيح ابن حبان برتتيب ابن بلبان‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪416‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫‪ُ -‬محمد بن عبد اهلل بن محيد النجدي‪ ،‬السحب الوابلة عىل رضائح احلنابلة‪،‬‬
‫د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ُ -‬ممد بن عبد اهلل احلاكم‪ ،‬املستدرك عىل الصحيحني‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد بن عبد الوهاب‪:‬‬
‫أ ‪ -‬حاشية ثالثة األصول‪ ،‬دار العربية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1979 ،5‬م‪.‬‬
‫ب‪ -‬كشف الشبهات‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ت‪ -‬الكتاب املسمى جمموعة التوحيد‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد بن العثيمني‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الكتاب املسمى عقيدة أهل السنة واجلامعة‪ ،‬مؤسسة قرطبة األندلس‪،‬‬
‫د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكتاب املسمى فتاوى العقيدة‪ ،‬املكتبة املسامة السنة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫ت‪ -‬الكتاب املسمى فتاوى مهمة لعموم األمة‪ ،‬مؤسسة احلرمني‪ ،‬د‪.‬ب‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ث‪ -‬الكتاب املسمى فتاوى وأذكار إلحتاف األخيار‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫د‪.‬ت‪.‬‬
‫ج‪ -‬لقاء الباب املفتوح‪ ،‬دار الوطن‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1414 ،1‬هـ‪.‬‬
‫ح‪ -‬اللقاء الشهري‪ ،‬دار الوطن‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪1414 ،1‬هـ‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد بن عيل الرتمذي‪ ،‬نوادر األصول يف أحاديث الرسول‪ ،‬د‪.‬ط‪.1992 ،‬‬
‫الرتمذي‪ ،‬مكتبة‬
‫ّ‬ ‫الرتمذي‪ ،‬سنن‬
‫ّ‬ ‫الس َل ِم ّي‬
‫‪ُ -‬محمد بن عيسى بن سورة بن موسى ُّ‬
‫احللبي‪ ،‬مرص‪ ،‬ط ‪1975 ،2‬م‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬دار‬ ‫ّ‬ ‫ومطبعة مصطفى البايب‬
‫‪417‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬


‫‪ُ -‬محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬ابن ماجه‪ ،‬سنن ابن ماجه‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة أخرى‪ :‬املكتبة العلمية‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬ماساتشيوستس‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ُ -‬محمد جالل كشك‪ ،‬السعوديون واحلل‬
‫الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬د‪.‬ط‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد خليل هراس (املجسم)‪ ،‬رشح القصيدة النونية‪ ،‬مطبعة اإلمام‪ ،‬مرص‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد صديق حسن القنوجي‪ ،‬الكتاب املسمى الدين اخلالص‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد مرتىض الزبيدي‪ ،‬إحتاف السادة املتقني برشح إحياء علوم الدين‪ ،‬دار‬
‫إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪1414 ،‬هـ ـ‪1994‬م‪ .‬ونسخة أخرى‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1409 ،1‬هـ ـ ‪1989‬م‪.‬‬
‫‪ُ -‬محمد نارص األلباين‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الكتاب املسمى األجوبة النافعة‪ ،‬ما يسمى باملكتب اإلسالمي لزهري‬
‫الشاويش‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬الكتاب املسمى آداب الزفاف يف السنة املطهرة‪ ،‬ما يسمى باملكتب‬
‫اإلسالمي لزهري الشاويش‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ت‪ -‬الكتاب املسمى حتذير الساجد من اختاذ القبور مساجد‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ث‪ -‬الكتاب املسمى صفة صالة النبي (صىل اهلل عليه وسلم)‪ ،‬ما يسمى‬
‫باملكتبة اإلسالمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ج‪ -‬فتاوى الشيخ األلباين ومقارنتها بفتاوى العلامء‪ ،‬مجع عكاشة الطيبي‪،‬‬
‫‪418‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫ما يسمى بمكتب الرتاث اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬


‫ح‪ -‬الكتاب املسمى قيام رمضان‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫خ‪ -‬كتاب التوسل‪ ،‬ما يسمى باملكتب اإلسالمي لزهري الشاويش‪ ،‬بريوت‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬مصطفى أبو حاكمة‪ ،‬ملع الشهاب يف أتباع الشيخ ُمحمد بن عبد الوهاب‪،‬‬
‫د‪.‬ن‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪1967 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مسلم بن احلجاج‪ ،‬أبو احلسني القشريي النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬دار‬
‫إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -‬النعامن بن ثابت‪ ،‬أبو حنيفة‪ ،‬الفقه األكرب‪ ،‬جملس دائرة املعارف النظامية‪،‬‬
‫حيدر أباد‪ ،‬د‪ .‬ط‪1342 ،‬هـ‪.‬‬
‫العراقي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ويل الدين‬
‫أ ‪ -‬رشح التبرصة والتذكرة‪ ،‬د‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬ب‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫ب‪ -‬طرح التثريب‪ ،‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪ .‬ونسخة‬
‫أخرى‪ :‬الكتب العلمية‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ ـ‪2000‬م‪.‬‬
‫‪ -‬حييى بن رشف الدين النووي‪ ،‬املجموع‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫جمالت‪:‬‬
‫‪ -‬املجلة املسامة جملة البحوث اإلسالمية‪ ،‬يف سؤال للجنة رئيسها ابن باز‪،‬‬
‫العدد‪ ،45‬مجادى اآلخرة‪1416 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ -‬جملة األزهر (جملة دينية)‪ ،‬مرص‪ ،‬تفسري سورة األعىل‪ّ ،‬‬
‫حمرم ‪1357‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬جملة «املجلة»‪ ،‬مقابلة مع ابن باز‪1995/7/29 ،‬م‪.‬‬
‫صحف‪:‬‬
‫‪419‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫‪ -‬جريدة القبس‪ ،‬مقال البن باز‪ ،‬اجلمعة ‪ 27‬حمرم‪ ،‬عدد ‪.8252‬‬


‫‪420‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫فهرس احملتويات‬

‫‪.3‬‬ ‫املقدمة‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬التعريف بأهل السنة واجلامعة‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬ملحة موجزة عن نشأة الفرق‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬نشأة احلركة الوهابية وتارخيها وتطورها وخطرها عىل‬
‫‪10‬‬ ‫املسلمني‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫املبحث الرابع‪:‬من هو ُمحمد بن عبد الوهاب؟‬
‫‪16‬‬ ‫املبحث اخلامس‪ :‬اعتقاد الوهابية التشبيه والتجسيم يف حق اهلل‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫املبحث السادس‪ :‬عداوة الوهابية للنبي صىل اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫املبحث السابع‪:‬عداوة الوهابية للصحابة الطيبني الطاهرين وحتقريهم‬
‫‪43‬‬ ‫لعلامء األمة اإلسالمية املشهود هلم بالفضل والصالح‪.‬‬
‫املبحث الثامن‪ :‬تكفري الوهابية الشمويل لألمة اإلسالمية قاطبة ولكل‬
‫‪45‬‬ ‫من مل يدخل يف دعوهتم واستحالل دمائه وعرضه وماله‪.‬‬
‫املبحث التاسع‪ :‬نفي الوهابية لنبوة آدم وشيث وإدريس عليهم السالم‪،‬‬
‫‪51‬‬ ‫وتكفريهم حلواء ريض اهلل عنها‪.‬‬
‫‪54‬‬ ‫املبحث العارش‪ :‬نفي الوهابية تأويل اآليات واألحاديث املتشاهبة‪.‬‬
‫املبحث احلادي عرش‪ :‬قول الوهابية بأزلية العامل وبحوادث ال أول هلا‬
‫‪57‬‬ ‫مل تزل مع اهلل‪.‬‬
‫‪421‬‬ ‫أدلة ووثائق فضائح الوهابية‬

‫‪59‬‬ ‫املبحث الثاين عرش‪ :‬قول الوهابية بفناء النار‪.‬‬


‫املبحث الثالث عرش‪ :‬مدح الوهابية للكفار كأيب هلب وأيب جهل‪،‬‬
‫ووصفهم هلم بأهنم أكثر توحيدً ا من املسلمني الذين يتوسلون باألنبياء‬
‫‪62‬‬ ‫والصاحلني‪.‬‬
‫‪64‬‬ ‫املبحث الرابع عرش‪ :‬خلط الوهابية بني معنى العبادة والتوسل‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫املبحث اخلامس عرش‪ :‬حتريم الوهابية االستعانة والنداء واالستغاثة‪.‬‬
‫املبحث السادس عرش‪ :‬تقسيم الوهابية الفاسد للتوحيد إىل توحيد‬
‫‪70‬‬ ‫ألوهية وتوحيد ربوبية والعياذ باهلل تعاىل‪.‬‬
‫املبحث الســابع عرش‪ :‬حتقــر الوهابية وعدم احرتامهــم لألموات‬
‫‪72‬‬ ‫املسلمني وجنائزهم‪.‬‬
‫املبحث الثامن عرش‪ :‬إرساف الوهابية وإفراطهم يف التحريم والتكفري‬
‫‪76‬‬ ‫وذكر مسائل ما أنزل اهلل تعاىل هبا من سلطان‪.‬‬
‫‪84‬‬ ‫اخلامتة‪ :‬إىل أين؟‬
‫‪87‬‬ ‫التصويرات‬
‫‪405‬‬ ‫الفهارس‬
‫‪406‬‬ ‫فهرس املصادر واملراجع‬
‫‪420‬‬ ‫فهرس املحتويات‬

You might also like