Professional Documents
Culture Documents
يوسف التونسي
الضعف الشديد في معدالت التاطير وعدم مالءمة التكوين للوظائف التي
يتم شغلها.
النقص في تأهيل الموظفين بالنظر إلى المهام المسندة إليهم.
بالتالي فان هذا الميدان يتطلب جهدا أكثر للنهوض به ،األمر الذي
يقتضي اعتماد سياسة شمولية لتكوين الموظفين وتأهيلهم بما يمكنهم من
تأدية عملهم على الوجه المطلوب.
فسوء األداء في تقديم الخدمات العمومية غالبا ما يرجع إلى ضعف
التكوين لدى العاملين وعدم مالءمة معارفهم النظرية والتطبيقية مع تطور
حاجيات التدبير العمومي ومتطلبات المواطنين المتزايدة.
من هذا المنطلق ،فإن هدف كل سياسة للتكوين هو ضمان توظيف
الموظفين لمعارفهم ومؤهالتهم العلمية والعملية ،وتعريفهم بمهام األقسام
والمصالح المشتغلين بها أو المسؤولين عنها و التمكن من قدر معقول من
القدرات التي يتطلبها إنجاز العمل.
هذا إلى جانب تمكينهم من التكيف مع متغيرات الوظيفة ومستجداتها
خاصة مع تنامي االعتماد على التقنيات التكنولوجية الحديثة في اإلدارات
العمومية ،وهو ما يستدعي تدريب الموظفين على طرق استخدامها]2[.
باإلضافة إلى تمكينهم من اكتساب القدرة على على تبني وتنفيذ و مواكبة
مختلف المشاريع والبرامج التنموية و تبادل الخبرات والتجارب
الناجحة]3[.
وتبرز أهمية التكوين كذلك في كونه يستهدف بصفة عامة رفع مستوى
الموظف وتامين قدرته المهنية من اجل ضمان تقديم الخدمات وأداء
األعمال اإلدارية بفعالية وكفاءة عالية .فرغم المجهودات المبذولة في
اختيار األطر والعاملين فان هؤالء يظلون دائما في حاجة ماسة إلى صقل
وزيادة معارفهم وتطوير قدراتهم التدبيرية بما يستجد في مجال عملهم.
فالتكوين الحديث ال يقتصر فقط على الجوانب "الجوهرية" لعمل
وتخصص الموظفين بل يشمل كذلك تقنيات التواصل مع الجمهور،
وتمكينهم من اليات صياغة االستراتيجيات التنموية لمواكبة الحاجيات
المستجدة والمستقبلية للمواطنين ،والمساهمة الفعلية في إعداد التصورات
التنموية الطموحة على المدى البعيد]4[.
من جهة أخرى ،ينبغي أن تتم مواكبة التكوين األساسي والمستمر
للموظفين بموجب مخططات "للتدبير التوقعي" للموظفين تحدد بدقة
شروط وأهداف عمليات التوظيف ومحددات واضحة لتقييم األداء و الترقية
و تنفيذ برامج التكوين المستمر]5[.
هذا مع اعتماد تدبير توقعي للموارد البشرية وفق الحاجيات اآلنية
والمستقبلية على مستوى الكفاءات وذلك بشكل ينسجم مع مشاريع
الجماعات ومستلزمات تحقيق جودة الخدمات المقدمة]6[.
وفي هذا السياق نص القانون التنظيمي للجهة في المادة 82منه على دور
مجلس الجهة في "االشراف على التكوين المستمر لفائدة اعضاء
المجالس و موظفي الجماعات الترابية".
وفي المقابل ينبغي أن تعمل األحزاب السياسية بجهد اكبر لتطوير وتأهيل
المستوى المعرفي والعملي لمنتسبيها المدبرين لشؤون الجماعات ،بالشكل
الذي يجعل المنتخبين أكثر قابلية للتعامل مع متطلبات التنمية و أساليب
التدبير الحديثة وتقنيات التواصل بما يواكب حاجيات وانتظارات
المواطنين.
و تبقى مساهمة األحزاب إلى اآلن محدودة للغاية في تأطير و تأهيل
المنتخبين التابعين لهم وهو دور ينبغي أن يكون أكثر بروزا لكون تكوين
وتأهيل النخب المحلية هو في الواقع شأن عام ال يهم الدولة أو الجماعات
الترابية فقط ،حيث يمكن للمساهمة االيجابية لألحزاب أن تشكل إضافة
نوعية في هذا الشأن]8[.
المراجع المعتمدة: