You are on page 1of 2

‫معــن للرجــل يف دني ـ�اه‪ ،‬ويف تربي ـ�ة ولــده وذريت ـ�ه‪ ،‬ويف أدائــه‬

‫لشــعائر عبوديتــ�ه هلل تعــاىل ‪.‬‬


‫‪ F‬ومــن صفــات هــذه الزوجــة الصاحلــة كمــا قــال@  ‪:‬‬
‫‪F‬‬
‫‪ M‬خــر النســاء الــي تســره إذا نظــر وتطيعــه إذا أمــر وال‬ ‫احلمــد هلل رب العاملــن‪ ،‬وأشــهد أن ال إلــه إال هللا وحــده ال‬
‫ختالفــه يف نفســها وال مالهــا بمــا يكــره ‪ L‬رواه أحمــد والنســايئ‪ ،‬وهــو‬ ‫شــريك لــه ‪ ،‬وأشــهد أن محمــدا عبــده ورســوله ‪ ،‬أمــا بعــد‬
‫ٌ‬
‫حســن ينظــر السلســلة الصحيحــة ح ‪1838‬‬ ‫‪ F‬نعــم هللا علــى العبــاد كثــرة ال حتــى‪ ،‬قــال تعــاىل ‪ K:‬ﭬ‬
‫ومــن صفاتهــا كذلــك مــا قالــه@ ‪ َ M :‬أ َل ُأ ْخ ُب ُكـ ْـم بن َســائ ُكمْ‬ ‫َّ‬
‫ْ َ ْ ْ َ َّ ْ َ ُ ُ ْ َ ُ ُ ْ َ ُ ُ َ َ ِ َ ْ ِ ِ َ ِ َّ‬ ‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ‪[ J‬النحــل‪ ]18:‬وإن‬
‫ِمــن أهـ ِ َـل ُالنـ ِـة الــودود‪ ،‬الولــود‪ ْ،‬العــؤود علــى زو ِجهــا‪ ،‬الـ ِـي‬ ‫مــن نعــم هللا علــى العبــد الــزواج‪ ،‬قــال تعــاىل ‪K :‬ﮉ ﮊ‬
‫ـاء ْت َحـ َّـى َتأ ُخـ َـذ َب ْيـ�د َز ْوج َهــا‪ُ ،‬ثـ َّـم َت ُقـ ُ‬
‫ـول‬
‫َ َ ْ ْ َ ْ‬
‫ـت‪َ ،‬جـ َ‬‫وذيـ‬
‫إذا آذت أو أ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ َ َ َ ُ ُ ُ ْ ً َ َّ َ ْ َ‬ ‫ﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ‬
‫هللا ل أذوق غمضــا حــى تــرض‪ L‬رواه النســايئ وهــو حســن‪ ،‬ينظــر‬ ‫و ِ‬
‫ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‪[ J‬الــروم‪ ، ]21:‬فجعــل‬
‫صحيــح اجلامــع ح ‪2604‬‬
‫ســبحانه الــزواج مــن آياتــه الدالــة علــى قدرتــه ورحمتــه‬
‫‪ F‬وتأمــل معــي أيخ الفاضــل هــذه املواقــف مــن ســرة‬
‫وعنايتــ�ه بعبــاده‪ ،‬وجعــل بينهمــا مــن املــودة والرحمــة مــا ال‬
‫النــي@ الــي تبــن أثــر املــرأة الصاحلــة يف حيــاة الرجــل‪،‬‬
‫يكــون بينهمــا وبــن غريهمــا‪ ،‬فــا ألفــة بــن شــخصني أعظــم‬
‫فلمــا نــزل الــويح علــى النــي@ وهــو يف غــار حــراء‪ ،‬وأصابــه‬
‫ممــا بــن الزوجــن‪ ،‬وبــن هللا ســبحانه وتعــاىل العلــة مــن هذا‬
‫مــا أصابــه مــن الفــزع‪ ،‬إىل أيــن ذهــب ؟‬
‫ذهــب إىل خدجيــة ‪ ‬دون غريهــا مــن أهــل مكــة‪ ،‬وكان‬ ‫الــزواج فقــال ‪ K :‬ﮑ ﮒ‪ J‬وقــال يف آيــة أخــرى ‪ K :‬ﭱ‬
‫لهــا ‪ ‬األثــر البالــغ يف مواســاة النــي@ وطمأنتـ�ه‪.‬‬ ‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‪J‬‬
‫ومــن املواقــف كذلــك مــا حصــل يف صلــح احلديبي ـ�ة لمــا‬ ‫[األعــراف‪ ،]189:‬والســكن يــويح بالطمأنين ـ�ة واألمــن والســكين�ة‬
‫أمــر النــي@ الصحابــة بالتحلــل مــن إحرامهــم‪ ،‬فتأخــروا‬ ‫والراحــة‪ ،‬وكل هــذه املزايــا متوافــرة يف الــزواج‪.‬‬
‫يف االســتجابة لــه‪ ،‬فدخــل مغضبــا علــى أم ســلمة‪ ،‬فأشــارت‬ ‫‪ F‬وهــذا الســكن الــذي أشــار هللا إليــه يف اآليــة فيــه‬
‫عليــه بــرأي أذهــب غضبــه‪ ،‬وتبعــه الصحابــة رضــوان هللا‬ ‫داللــة إىل قــرب الزوجــن مــن بعضهمــا‪ ،‬وقــد وصــف هللا‬
‫عليهــم ‪.‬‬ ‫درجــة القــرب بينهمــا بقولــه ‪K‬ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ومــن املواقــف كذلــك الــي اســتفادت منهــا األمــة قاطبــة‬ ‫ﭞ ‪[J‬البقــرة‪ ]178:‬واللبــاس هــو أقــرب مــا يكــون للبــدن‪.‬‬
‫مــا نقلنــه ‪ ‬مــن الســنة الفعليــة والقوليــة لألمــة ممــا‬ ‫‪ F‬وبســبب هــذا القــرب تتولــد املــودة والرحمــة بينهمــا ‪،‬‬
‫كان معهـ ّـن يف بيوتهـ ّـن‪.‬‬ ‫فيعيشــان مطمئنــن ســعيدين‪ ،‬مهمــا اختلفــا أو ختاصمــا‪.‬‬
‫‪ F‬ولعــل وفــاة النــي@ على صــدر زوجته عائشــة ‪‬‬ ‫كمــا قــد بــن@ نعمــة الــزواج وفضلــه لــكل مــن الزوجني‪،‬‬
‫يبــن لــك أيهــا الــزوج مكانــة الزوجــة يف حيــاة الزوج‪.‬‬ ‫فقــال يف الرجــل يرزقــه هللا زوجــة صاحلــة ‪ M:‬مــن رزقــه هللا‬
‫ويف املقابــل اعتــر النــي@ الــزوج الصالــح مــن نعــم‬ ‫امــرأة صاحلــة‪ ،‬فقــد أعانــه علــى شــطر دينــ�ه‪ ،‬فليتــق هللا‬
‫هللا علــى الزوجــة ‪ ،‬فقال‪M:‬لعــل إحداكــن تطــول أيمتهــا‬ ‫يف الشــطر الثــاين‪ L‬أخرجــه الطــراين واحلاكــم ‪ ،‬وحســن األلبــاين إســناد‬
‫بــن أبويهــا‪ ،‬وتعنــس فريزقهــا هللا زوجــا ويرزقهــا منــه مــاال‬ ‫احلديــث لغــره (صحيــح الرتغيــب ح ‪ ، )1916‬فاملــرأة الصاحلــة خــر‬
‫أخرجــه البخــاري يف األدب املفــرد والرتمــذي وأحمــد‪ ،‬وهــو صحيــح ينظــر‬ ‫وولــدا ‪L‬‬
‫السلســة الصحيحــة ح ‪ ، 823‬فســى الــزوج والولــد رزقــا‪ ،‬والرزق حقه‬
‫الشــكر ال الكفــر‪ ،‬فمــن شــكرت بــورك لهــا يف زوجهــا وولدها‪.‬‬

‫‪ F‬واملــرأة تتقــرب إىل هللا بطاعــة زوجهــا‪ ،‬قــال@‪ M :‬إذا‬


‫صلــت املــرأة خمســها وصامــت شــهرها وحصنــت فرجهــا‬
‫وأطاعــت زوجهــا قيــل لهــا‪ :‬ادخلــي اجلنــة مــن أي أبــواب‬
‫اجلنــة شــئت‪ L‬رواه أحمــد ‪.‬‬
‫أربعــة أعمــال ‪ :‬املحافظــة علــى الصــاة ‪ ،‬وأداء الصيــام‪،‬‬
‫وحتصــن العــرض‪ ،‬وطاعــة الــزوج‪ ،‬واجلــزاء أن يقــال للمــرأة‬
‫يــوم القيامــة ‪ :‬ادخلــي اجلنــة مــن أي أبــواب اجلنــة شــئت‪.‬‬
‫‪ F‬وممــا ورد يف عظيــم حــق الــزواج علــى زوجتــه مــا رواه‬
‫أحمــد يف املســند عــن حصــن بــن محصــن ‪ ‬عنــه أن‬
‫عمــة لــه أتــت النــي@ فقــال لهــا‪M :‬اأذات زوج أنــت ؟‪L‬‬
‫قالت ‪ :‬نعم‬
‫قال فأين أنت منه؟‬
‫قالت‪ :‬ما آلوه إال ما عجزت عنه‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فكيف أنت له فإنه جنتك ونارك‪.‬‬
‫إخواين القراء ‪:‬‬
‫‪ F‬ممــا مــى يتضــح لنــا جليــا نعمــة هللا علين ـ�ا بالــزواج‪،‬‬
‫رجــا أو امــرأة‪ ،‬فعلين ـ�ا أن نشــكر هللا ســبحانه وتعــاىل علــى‬
‫هــذه النعمــة‪ ،‬بقلوبن ـ�ا وألســنتن�ا وأعمالنــا‪.‬‬
‫ومــن شــكر نعمــة الــزواج القيــام باحلقــوق والواجبــات‬
‫املنوطــة بــكل مــن الزوجــن جتــاه اآلخــر‪ ،‬وهــذه احلقــوق‬
‫ممــا سيســألنا هللا عنهــا يــوم القيامــة ‪ ،‬قال@‪M:‬كلكــم‬
‫راع‪ ،‬وكلكــم مســؤول عــن رعيت ـ�ه‪... ،‬والرجــل راع يف أهلــه‪،‬‬
‫وهــو مســؤول عــن رعيت ـ�ه‪ ،‬واملــرأة راعيــة يف بيــت زوجهــا‪،‬‬
‫ومســؤولة عــن رعيتهــا‪L‬رواه البخــاري‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‬

You might also like