You are on page 1of 11

‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين إمام البلغاء سيدنا محمد وعلى آله

وصحبه أجمعين‬

‫القرآن الكريم ‪ . .‬كتاب هللا ‪ . .‬ومعجزته الخالدة ‪ . .‬تحدى به الثقلين من اإلنس والجن ‪ ،‬فعجزوا وما استطاعوا أن يأتوا بمثله أو‬
‫بشيء من مثله‪ ،‬وما استحقوا على عجزهم لوما وال عتابا ‪ ،‬فأنى لهم أن يأتوا بكالم كالقرآن ‪ . .‬كالم حف بالهيبة ‪ ،‬وامتاز بالسمو‪،‬‬
‫وتكامل فيه الشكل والمضمون وتآلفـا فكل منهما يخدم اآلخر ويقويه ‪ . .‬فكان ذلك إعجازا ما بعده إعجاز !‬

‫(((للتنويه هذه اللمسات البيانية مختصرة وهي عبارة عن نقل للمعلومة فقط وليست نصاً منقوالً من كالم العلماء ‪ ،‬ولمن أراد النص‬
‫األصلي الرجوع إلى ملفات اللمسات البيانية في القرآن الكريم على موقع إسالميات أو ملتقى أهل التفسير)))‬

‫‪ .......‬أسأل اهلل تعالى ان يلهمنا تدبر آيات كتابه العزيز وأن ينفعنا به في الدنيا واآلخرة ‪......‬‬
‫‪--------------------------------------------------------‬‬

‫سورة الفاتحة ‪ :‬اشتملت على كل معاني وأهداف القرآن‬


‫على قصرها حوت معاني القرآن العظيم واشتملت مقاصده األساسيية باإلجميا فهيي تتنياو أصيو اليدين وفروعيه‪ ،‬العقييدة‪ ،‬العبيا ة‪،‬‬
‫التشيري‪ ،،‬االعتقيا بيياليوم اآلخير واإليمييان بصيفات هللا الحسيينى وإفيرا ه بالعبيا ة واالسييتعانة واليدعاء والتوجييه إلييه جي عل وعيال بطلي‬
‫الهداية إلى الدين الحي والصيراا المسيتقيم والتضير إلييه بالتثبييت عليى اإليميان ونهيس سيبيل الصيالحين وتجني اريي المغضيوب‬
‫عليهم والضآلين وفيها اإلخبيا عين قصيل األ ميم السيابقين واالايال عليى معيا ع السيعداء ومنياز األشيقياء وفيهيا التعبيد بيأمر هللا‬
‫سبحانه ونهيه وغير ذلك من مقاصد وأهداف فهي كاألم بالنسبة لباقي السو الكريمة ولهذا تسمى بأم الكتاب‪.‬‬

‫* تضمنت سورة الفاتحة ‪:‬‬


‫اإليمان باهلل (ا ْل َح ْم ُد عهللِ َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ ) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإليمان باليوم اآلخر ( َمـالِ ِك يَ ْو ِم الدِّي ِن) ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ص َرااَ ال ُمستَقِي َم) لما تقتضيه من إ سا الرسل والكت ‪.‬‬ ‫اإليمان بالمالئكة والرسل والكت (اه ِدنَــــا ال ِّ‬ ‫‪‬‬
‫جمعت السو ة توحيد الربوبية ( َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ ) وتوحيد االلوهية (إِيَّا َك ن ْعبُ ُد وإِيَّا َك ن ْ‬
‫ستَ ِعينُ ) ولذا فهي حقا أم الكتاب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬

‫* محاور سورة الفاتحة ‪:‬‬


‫القرآن يدعو لالعتقا باهلل ثم عبا ته ثم حد المنهس في الحياة وهذه نفسها‬
‫يم * َمـالِ ِك يَ ْو ِم الدِّي ِن)‪.‬‬ ‫‪ ‬العقيدة‪( :‬ا ْل َح ْم ُد عهللِ َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ * ال َّر ْحمـ ِن ال َّر ِح ِ‬
‫ستَ ِعينُ )‪.‬‬‫‪ ‬العبا ة‪( :‬إِيَّا َك نَ ْعبُ ُد وإِيَّا َك نَ ْ‬
‫ضالِّينَ )‪.‬‬
‫ب َعلَي ِه ْم َوالَ ال َّ‬ ‫و‬‫ض‬‫غ‬ ‫م‬
‫ِ َ ُ ِ‬ ‫ال‬ ‫ر‬‫ي‬‫غ‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِْ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫متَ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ينَ‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ص‬
‫ِ َ‬ ‫*‬ ‫م‬ ‫ي‬‫ق‬‫َ‬
‫ُ ِ َ‬ ‫ت‬‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ا‬‫ا‬ ‫‪ ‬مناهس الحياة‪( :‬اه ِدنَــــا ال ِّ َ‬
‫ر‬ ‫ص‬
‫وكل ما يأتي في كل سو وآيات القرآن هو شرح لهذه المحاو الثالث‪.‬‬

‫* تذكر سورة الفاتحة بأساسيات الدين ومنها ‪:‬‬


‫هلل) ‪.‬‬‫شكر نعم هللا (ا ْل َح ْم ُد ع ِ‬ ‫‪‬‬
‫ستَ ِعينُ ) ‪.‬‬ ‫اإلخالص هلل (إِيَّا َك نَ ْعبُ ُ ِ َّ َ ْ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ك‬‫ا‬ ‫ي‬‫إ‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫‪‬‬
‫َ‬
‫ص َرااَ الَّ ِذينَ أن َعمتَ َعلَي ِه ْم) ‪.‬‬ ‫الصحبة الصالحة ( ِ‬ ‫‪‬‬
‫يم) ‪.‬‬ ‫ح‬ ‫ر‬‫ال‬
‫َّ ْ ِ َّ ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫مـ‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫(ال‬ ‫وصفاته‬ ‫الحسنى‬ ‫تذكر أسماء هللا‬ ‫‪‬‬
‫َ‬
‫ص َراا ال ُمستَقِي َم) ‪.‬‬ ‫االستقامة (اه ِدنَــــا ال ِّ‬ ‫‪‬‬
‫تذكر اآلخرة ( َمـالِ ِك يَ ْو ِم الدِّي ِن) ويوم الدين هو يوم الحساب ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أهمية الدعاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ستَ ِعينُ ) و الدعاء بصيغة الجم‪ ،‬مما يد على الوحدة ولم ير بصيغة اإلفرا ‪.‬‬ ‫وحدة األمة (نَ ْعبُ ُد)‪( ،‬نَ ْ‬ ‫‪‬‬
‫الص َرااَ ال ُمستَقِي َم) ‪.‬‬
‫تعلمنا كيفية الدعاء فأولها ثناء عليه سبحانه (ا ْل َح ْم ُد عهللِ َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ ) وآخرها عاء بالهداية (اه ِدنَــــا ِّ‬ ‫‪‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪1‬‬


‫* لطائف سورة الفاتحة ‪:‬‬
‫أنز هللا تعالى ‪ ٤٠١‬كت وجم‪ ،‬هذه الكت كلها في ثالثة كت (الزبو ‪ ،‬التو اة واالنجييل) ثيم جمي‪ ،‬هيذه الكتي الثالثية فيي‬ ‫‪‬‬
‫ستَ ِعينُ )‪.‬‬‫القرآن وجم‪ ،‬القرآن في الفاتحة وجمعت الفاتحة في اآلية (إِيَّاكَ نَ ْعبُ ُد وإِيَّاكَ نَ ْ‬
‫هي مفتاح القرآن افتتح بها وتحوي كل كنوزه‪ ،‬وفيها مدخل لكل سو ة من باقي السو بحيث أنه إذا وضعت قبيل أي سيو ة‬ ‫‪‬‬
‫من القرآن يبقى التسلسل بين السو والمعاني قائما‪.‬‬
‫ن) فهيذا الكتياب فييه الهدايية لييس‬‫بداية المصحف (ا ْل َح ْم ُد عهللِ َ ِّب ا ْل َعيالَ ِمينَ ) ‪ ،‬يقابلهيا آخير سيو ة النيان ( ِمينَ ال ِجنَّي ِة َو النَّيا ِ‬
‫ْ‬ ‫‪‬‬
‫للبشر وحدهم وإنما لكل مخلوقات هللا تعالى‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ب َعليي ِه ْم َوالَ ال َّ‬
‫ضيالينَ ) وفيواتح البقيرة تحيدثت‬ ‫ضيو ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫في خواتيمها ذكر أصناف الخل المكلفين (ال ِذينَ أن َعمتَ َعلي ِه ْم غيي ِر ال َمغ ُ‬ ‫‪‬‬
‫عن هذه األصناف المتقين والكفا والمنافقين‪.‬‬
‫ضالِّينَ ) وجاءت سو ة البقرة بعدها تتحدث عن المغضوب عليهم (بني إسيرائيل) وكييف‬ ‫ب َعلَي ِه ْم َوالَ ال َّ‬
‫ضو ِ‬ ‫آخرها ( َغي ِر ال َمغ ُ‬ ‫‪‬‬
‫عصوا بهم و سولهم وجاءت سو ة آ عمران لتتحدث عن الضآلين (النصا ى) ‪.‬‬
‫ص َرااَ ال ُمستَقِي َم) جاء مرتبطا ببداية سو ة البقرة (هُدى لل ُمتقِينَ )‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫آخرها الدعاء (اه ِدنَــــا ال ِّ‬ ‫‪‬‬
‫أحكام التجويد في سو ة الفاتحة جاءت ميسرة وهذا وهللا أعلم لتيسير تالوتها وحفظها من كل النان عربا كانوا أو عجما‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪---------------------------------------------------------------‬‬

‫اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬

‫* االستعاذة (أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم )‬


‫يخطر في بالك صفة القيد ة فقي ‪ ،‬اليرحمن صيفة الرحمية‪،‬‬ ‫* االستعاذة جاءت بلفظ الجاللة فهو يجم‪ ،‬كل الصفات لكن لما تقو القا‬
‫الكريم صفة الكرم‪.‬‬

‫* القرآن الكريم إستعمل كلمة الشيطان ما قا إبليس ألمرين‪:‬‬


‫أوال‪ :‬إبليس هو اسم أبو الشيااين الذي أبى أن يسجد آل م وأو من عصى به تعالى فليس شراا أن يكون هو الذي ييأتي ليوسيون‬
‫لك ألن له ذ ية وكل إنسان ُو عكل به شيطانه‪.‬‬
‫ع‬
‫ثانيا‪ :‬كلمة إبليس فيها معنى اإلنكسا والخذالن والحزن بينما اآلية تريد أن تحذ ‪.‬‬

‫ش ْيطَا ِن) من الشطن الذي هو الحبل الممتد يعني أن هذا الشيطان يمتد إليك فكين حيذ ا منيه لكين حتيى ال يغيالي اإلنسيان فيي‬
‫* كلمة (ال َّ‬
‫كثرة الخوف منه جاءت كلمة الرجيم‪.‬‬

‫يم) ما قا الشيطان اللعين أو غيره وهذا الوصف هنا هو أنس األوصاف للشيطان حتى تتخيل صو ته وهيو يُيرجم بالحجيا ة‬ ‫* (ال َّر ِج ِ‬
‫فكأنه منشغل بنفسه‪ ،‬فكلمة شيطان فييه حبيل ممتيد إلييك حتيى ال تتهياون فيي شيأنه وكلمية جييم حتيى ال يبلي بيك الخيوف منيه مبلغيا‬
‫عظيما فهو جيم مرجوم‪.‬‬

‫* الرجيم وليس المرجوم‪ :‬فعندنا لغتان‪ :‬فعيل ومفعو ‪ ،‬فعيل نسميها صفة مشبهة جيم كأن الرجم الزم له صفته الالصقة به ‪ ،‬أما‬
‫المرجوم فقد يكون مرجوما اآلن لكن قد ال يكون مرجوما بعد ساعة‪.‬‬

‫*** *** *** *** ***‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪2‬‬


‫*(بسم اهلل الرحمن الرحيم) ‪:‬‬
‫* البسملة و ت ‪ ٤٤١‬مرة كعد سو القرآن فلم تفتتح بها سو ة التوبة ولكن و ت في سو ة النمل اخل اآلية (‪.)٠٠‬‬

‫* من فضله جلعت قد ته على هذه األمة أن علعمها كيف تدعو وكيف تناجي بها؟ فتبدأ بكلمة بسم هللا في أو المصحف الشريف‪.‬‬

‫* العلماء يق عد ون محذوفا‪ :‬بسم هللا أبتدئ القرآءة‪ ،‬بسم هللا تبدأ بها كل شؤون حياتك لتكون مطمئنا أنك م‪ ،‬الرحمن الرحيم ‪.‬‬

‫اليذي لييس كمثليه شييء‪ ،‬ونحين نبيدأ باسيم االسيم فعنيدما‬ ‫* كلمة (هللا) إسم للذات يعني هي لفظة تشير إلى خال السيموات واأل‬
‫نقو (هللا) فكل ما خطر في ذهنك فاهلل عز وجل بخالفه لكن يحضر في ذهننا هذا المس عمى كما وصف نفسه سبحانه‪.‬‬

‫* (هللا) في أذهان العرب لفظ مميز له خصوصية ال يشا كه فيه أحد حتيى فيي الجاهليية خصصيوا كلمية هللا لخيال السيموات واأل‬
‫وما بينهما المهيمن المسيطر على أمو الدنيا‪ ،‬ولم يطلقوها على صنم من األصنام‪ ،‬حتى إذا قالوا اإلله أو اآللهة يعنون بها األصنام‪.‬‬

‫* أصل لفظ الجاللة ‪:‬‬


‫‪ --‬جح جمهو العلماء أن(هللا) مشتقة من فَ ِعل إلِه يأله أي أح حبا عظيما إلى جة العبا ة وبعي العيرب أبيد الهميزة واوا فقيا‬
‫ولِه يوله ومنها الولهان العاش ‪ ،‬ثم خلت األلف والالم فصا ت اإلله (إلِه يأله إلها) بمعنى مألوه بوزن كتاب وزنها فعا لكين معناهيا‬
‫مفعو ‪ -‬تقو كتابنا أي مكتوبنا الذي كتبناه‪.-‬‬
‫‪ --‬ثم حذفت العرب الهمزة التي تقابل فاء الكلمة (اإلله) لكثرة االستعما فصا ت هللا بفتح الالم ووزنها العا ألن الفاء حذفت‪.‬‬
‫فخموا الالم فقالوا َ‬
‫(هللا) بالتفخيم‪ ،‬وليست هناك قبيلة عربية حينما تنط إسم الجاللة هللا بالترقي إال إذا كان ميا‬ ‫‪ --‬العرب بجمهو هم ع‬
‫ع‬ ‫َ‬
‫قبله كسرة أو ياء عند ذلك يرق إستثناء فنقو (باهلل) أو (أفِي هللاِ شَك)‪.‬‬

‫* عندنا شراان لحذف األلف م‪ ،‬اسم إذا إتصلت بالباء وأضييفت إليى إسيم الجاللية (هللا) فعنيد ذليك ينبغيي أن تحيذف األليف وإذا إختيل‬
‫أحد هذين الشراين أو كالهما عند ذلك تثبت األلف وعلى هذا سم المصحف‪:‬‬
‫س ِم هللاِ) كلمة إسم أضيفت إلى لفظة هللا و خلت عليها الباء وكذلك في سو ة النمل اآلية ‪ ٠٠‬وسو ة هو اآلية ‪. ١٤‬‬ ‫‪( --‬بِ ْ‬
‫‪ --‬في سو ة الواقعة في اآليات ‪ ٤١‬و ‪ ٦٩‬وفي الحاقة اآلية ‪ ٢٥‬وفي العلي اآليية األوليى البياء إتصيلت بلفظية اسيم لكين أضييفت إليى‬
‫س ِم َ بِّ َك ) ف ُرسمت باأللف‪.‬‬‫لفظة ب (با ْ‬
‫س َم هللاِ) في المائدة وفي األنعام وفي الحس في عدة مواان أضيفت إلى لفظة هللا لكنها لم ترتب بالباء‪.‬‬ ‫ع‬ ‫‪َ ( --‬و ْاذ ُك ُرو ْا ا ْ‬
‫ق) ‪.‬‬ ‫س ُم ا ْلفُ ُ‬
‫سو ُ‬ ‫س اال ْ‬
‫س ُم َ بِّ َك) في الرحمن هنا ال الباء موجو ة وال أضيفت إلى إسم هللا‪ ،‬وكذلك في الحجرات (بِ ْئ َ‬ ‫‪( --‬تَبَا َ كَ ا ْ‬

‫ين)‬
‫ب ال َعالَم َ‬
‫(ال َحم ُد للّه َر ِّ‬
‫* (ا ْل َح ْم ُد عهللِ) جملة مؤلفة من كلمتين‪ ،‬هل كان من الممكن استعما كلمات أخرى أو التغيير في وضعها ؟ في الظاهر ‪ . .‬نعم ‪ . .‬هنياك‬
‫كلمات و أسالي تحمل المعنى نفسه ‪ ،‬ولكن هل تفي بالمرا ؟ وماذا عن المعنى العام ؟‬

‫‪١‬ـ المدح هلل‬


‫‪ -‬المدح هو الثناء وذكر محاسـن الغير من الصـفات واألعما أما الحمد فهو الثناء على الجميل من النعمة او غيرها وذكر المحاسـن‬
‫م‪ ،‬التعظيم والمحبة فأيهما أقوى ؟‬
‫‪ -‬المدح قد يكون للحي ولغير الحي ‪ ،‬وللعاقل وغير العاقل من جما أو حيوان كالذه والديك أما الحمد فيخلل للحي العاقل‪.‬‬
‫‪ -‬المدح قد يكون قبل اإلحسان أو بعده أما الحمد فال يكون إال بعده ‪ ،‬فالحمد يكون لما هو حاصيل مين المحاسين فيي الصيفات أو الفعيل‬
‫فال يحمد من ليس في صفاته ما يستح الحمد أما المدح فقد تمدح إنسانا ولم يفعل شيئا من المحاسن ‪ ،‬ولذا كان المدح منهيا عنه‪.‬‬
‫‪ -‬المدح لم ير في القرآن الكريم ال بالمصد وال بالمشتقات وال أي صيغة من صي المدح لما في المدح من إحتما الصدق والكذب‪.‬‬

‫** يظهر لنا مما تقدم أننيا عنيدما نقيو (ا ْل َح ْمي ُد عهللِ) فإننيا نحميد هللا الحيي اليذي اتصيـف بالصيفات الحسينى والفعيل الجمييل فاسـتـحيـ‬
‫الحمد على صفاته وعلى فعله وإنعامه ‪ ،‬ونعترف له بالتفضل والتكرم فقدأسب علينا من إحسانه ظاهرا وباانا ميا ال يعيد وال يحصيى‪،‬‬
‫م‪ ،‬إظها تعظيمنا وإجاللنا له وتأكيد توجه محبتنا إليه‪ ،‬ولو قا المدح هلل لم يفد شيئا من ذلك‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪3‬‬


‫‪٢‬ـ الشكر هلل‬
‫ـ الحمد يقتضي المحبة والتعظيم والشكر ليس فيه ذلك فحينما تشكر إنسانا ليس شراا أن تعظعمه أو تحبه‪.‬‬
‫ـ ال يكون الشكر إال على ما وصل للشـخـل من النعم ‪ ،‬أما الحمد فعلى ما وصل إليه وإلى غيره‪ ،‬فالشكر إذن أضي نطاقا‪.‬‬
‫ـ الشكر يخيتل بيالنعم وال يوجيه للصيـفات‪ ،‬فينحن ال نشيكر فالنيا عليى علميه أو قد تيه‪ ،‬أميا الحميد فيكيون عليى الينعم وعليى الصيفات‬
‫الذاتية وإن لم يتعل شيء منها بنا‪.‬‬

‫** مما تقدم يتضح لنا أن المدح أعم من الحمد ‪ ،‬وأن الحمد أعم من الشكر وفي األو تعميم ال يناس المقام ‪ ،‬وفي األخير تخصيل‬
‫غير مناس أيضا فهل يمكن استعما واحدة من هذه العبا ات؟‬

‫‪ -٣‬الثناء على اهلل‬


‫الثناء ال يأتي إال م‪( ،‬على) وفيه نو من اإلستعالء ال ينسجم مطلقا م‪ ،‬بداية الفاتحة ولكن أنت تقيو حميده وحميد ليه فعليه والتعيدي‬
‫بالالم تق عربه‪ ،‬ال نجد أثنى على هللا إبتداء إنما يقو حمد هللا وأثنيى علييه بميا هيو أهليه تيأتي ملحقية ال تيأتي منفير ة ألن فيهيا نيو مين‬
‫اإلستعالء‪ ،‬ولم ير الثناء بكل تصريفاته في كتاب هللا عز وجل‪.‬‬

‫‪٤‬ـ أحمد اهلل أو نحمد اهلل أو احمدوا اهلل‬


‫ـييييي هيييييي جميييييل فعليييييية تيييييد عليييييى الحيييييدوث وتجيييييد الفعيييييل أميييييا (ا ْل َح ْمييييي ُد عهللِ) فجملييييية اسيييييمية تيييييد عليييييى اليييييدوام والثبيييييوت‬
‫لذا فمن القواعد المعروفة في اللغة أن الجملة االسمية أقوى من الجملة الفعلية ألن ‪:‬‬
‫ــ الجملة الفعلية تختل بفاعل معين أو جماعة تؤمر بالحمد ‪ ،‬ولكن ماذا عن غيرهم من النان ؟ أما الجملة االسمية فيال تحيد فاعيل‬
‫معين فهو المحمو على وجه االاالق منك ومن غيرك‪.‬‬
‫‪ -‬الجملييييية الفعليييييية تييييير تب بيييييزمن معيييييين مميييييا يعنيييييي أن الحميييييد ال يحيييييدث فيييييي غيييييير هيييييذا اليييييزمن اليييييذي ييييييتم فييييييه الحميييييد‬
‫وزمن اإلنسان زمن محد معين ‪ ،‬يرتب أو يساوي عمره على أقصى تقدير ‪ ،‬فال يتجاوزه إلى ما بعده وال يبدأ قبله‪ ،‬فيكون الحمد أقيل‬
‫مما ينبغي بكثير أما في الجملة االسمية فالحمد مطل مستمر‪ ،‬فهو كان محمو ا قبل حمد الحامدين وقبل شكر الشاكرين‪.‬‬
‫ــ الجملة الفعلية ال تفيد أن المفعو مستح للفعل‪ ،‬فقد نشكر من ال يستح الشكر‪ ،‬أما الجملة االسمية فتفييد اسيتحقاقه للحميد تأكييدا‬
‫فالحمد والثناء ح هلل تعالى ثابت له يستحقه لذاته ولصفاته ولما أنعم من آالئه ‪.‬‬
‫ــ وإن كان الفعل لألمـر(احمد أو احمدوا) فإن المأمو قد يفعل ما أمر به ون اقتنا ‪ ،‬وإنما خوفا من اآلمر أو غبة في شيء ‪.‬‬
‫ــ والحمد صفة قلبية‪ ،‬وهي اعتقا كون المحميو متفضيال منعميا مسيتحقا للتعظييم واإلجيال ‪ ،‬فيإذا تلفيظ اإلنسيان بالجملية الفعليية ذات‬
‫الفاعل والزمن المحد ين وكان قلبه غافال عن معنى التعظيم الالئي كيان كاذبيا‪ ،‬أميا إن تلفيظ بالجملية االسيمية فإنيه يكيون صيا قا وإن‬
‫كان قلبه غافال الهيا‪ ،‬ألنها تفيد أن الحمد ح هلل ‪ ،‬وهذا حاصل سواء عقل أم غفل ‪.‬‬

‫‪٥‬ـ الحم َد هلل (بالنصب)‬


‫‪ -‬جائزة على تقدير فعل محذوف‪ ،‬فتكون جملة فعلية والجملة االسمية أقوى كما تقيدم ‪ ،‬فقيراءة الرفي‪( ،‬الحمي ُد هلل) تفييد ثبيوت الشييء‬
‫على جهة االستحقاق ثباتا ائما‪ ،‬فهي أولى من قراءة النص ‪.‬‬

‫‪٦‬ـ حمدا هلل‬


‫‪ -‬هي جملة فعلية نقد لها فعال محذوفا ‪ ،‬والجملة االسمية (الحم ُد هلل) أقوى ‪.‬‬
‫ـ (الحم ُد هلل) مع عرفة بأ ‪ ،‬و (أ ) تفيد العهد وتفيد استغراق الجنس‪ ،‬فإن أفا ت العهد كان المعنى‪ :‬الحميد المعيروف بيينكم هيو هلل‪ ،‬وإن‬
‫أفا ت االستغراق كان المعنى‪ :‬إن الحمد كله هلل عليى سيبيل اإلحااية والشيمو ‪ .‬ويظهير أن المعنييين ميرا ان‪ ،‬أميا (حميدا هلل) فنكيرة ال‬
‫تفيد شيئا من المعاني المتقدمة ‪.‬‬

‫‪٧‬ـ إن الحمد هلل‬


‫‪( -‬إن) تفيد التوكيد‪ ،‬وليس المقام مقام شك أو إنكا يقتضي توكيدا ‪.‬‬
‫‪( -‬إن الحم َد هلل ) جملة خبرية تحمل إلينا خبرا واضحا محد ا (ثبوت الحمد هلل تعالى) وال تحتمل إنشاء ‪ ،‬أما (الحم ُد هلل) فتفيد اإلخبيا‬
‫بثبوت الحمد هلل ‪ ،‬فهي خبرية ولكنها تفيد إنشاء التعظيم واستشعا نعم هللا علينا‪ ،‬وفيها معنى الدعاء ‪ ،‬فهي ذات معان أكثر‪.‬‬

‫‪٨‬ـ هلل الحمد‬


‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪4‬‬
‫ـ (هلل الحم ُد) فيها تقديم الجا والمجرو ‪ ،‬وفي التقديم اختصاص وحصر أو إزالة شك‪ ،‬والمقام فيي سيو ة الفاتحية هيو مقيام ميؤمنين‬
‫يقرون بالعبا ة ويطلبون االستعانة والهداية ‪ ،‬فليس هناك من ا عى أن ذاتا أخرى قد تشترك معه في الحمد فنزييل الظين عنيده‪ ،‬أو أن‬
‫الحمد لغير هللا لنخصه به؟‬
‫ـ كما أن الحمد في الدنيا ليس مختصا هلل وحده‪ ،‬وإن كان هو سببه كله‪ ،‬فالنان قد يحميد بعضيهم بعضيا‪ ،‬وفيي الحيديث (مين ليم يحميد‬
‫النان لم يحمد هللا)‪ ،‬فيجوز توجيه الحمد لغير هللا في ظاهر األمر‪ ،‬فال حاجة لالختصاص بالتقديم‪.‬‬

‫‪٩‬ـ اختصاص االسم العلَم (اهلل) بالذكر‪ ،‬دون سائر أسمائه االحسنى وصفاته‬
‫‪ -‬كان يمكن أن يقا الحمد للحي‪ ،‬الحمد للرحيم‪ ،‬الحمد للبا ئ ‪ ، ..‬ولكن لو حدث ذلك ألفهم أن الحمد إنما اسيتحقه لهيذا الوصيف ون‬
‫غييييييييييره‪ ،‬فجييييييييياء باالسيييييييييم العلَييييييييي م لييييييييييد عليييييييييى أنيييييييييه اسيييييييييتح الحميييييييييد لذاتيييييييييه هيييييييييو ال لصيييييييييفة مييييييييين صيييييييييفاته‬
‫ـ ثيم إن ذكير لفيظ الجاللية (هللا) يناسي سيياق اآلييات‪ ،‬فسييأتي بعيدها بقلييل دإيياك نعبيد وإيياك نسيتعيند ولفيظ الجاللية (هللا) مناسي‬
‫للعبو ية‪ ،‬ألنه مأخوذ من لفظ اإلله أي المعبو ‪.‬‬
‫ـ هذا والمجيء بوصف غير لفظ الجاللة ليس فيه تصريح بأن المقصو هو هللا عز وجل‪.‬‬

‫* كلمة الحمد هلل وحدها بُدئ بها في أ ب‪ ،‬سو أخرى كأنما هذه البدايات تحياو أن تبييعن نماذجيا مين الحميد‪ ،‬يُح َميد هللا عيز وجيل هنيا‬
‫لرحمته وهنا لفضله وهنا لعلمه وهنا إلعطائه العلم لآلخرين وهنا لخلقه السموات واأل ‪ ،‬فكأن بدايات السو متكاملة‪:‬‬
‫‪ -‬في الفاتحة الحمد هلل هو جنس الحمد‪ ،‬نظام كلي وهناك جزئيات في بدايات أ ب‪ ،‬سو أخرى بينها نو من التالزم والتشابك‪.‬‬
‫ت َو ْاألَ ْ َ َو َج َع َل ال ُّ‬
‫ظلُ َما ِ‬
‫ت َوالنُّو َ ) الكالم عليى بيدء الخلي وفييه معنيى التقيدير والتصيوير‪،‬‬ ‫س َما َوا ِ‬ ‫‪ -‬في األنعام (ا ْل َح ْم ُد ِ َّهللِ الَّ ِذي َخلَ َ ال َّ‬
‫ومن حمة هللا سبحانه تعالى جعل الظلمات والنو ‪.‬‬
‫سال) هذه المنشيء‪ ،‬ثم تكلم على جعل المالئكة‪.‬‬ ‫ت َو ْاألَ ْ ِ َجا ِع ِل ا ْل َم َالئِ َك ِة ُ ُ‬ ‫‪ -‬في فاار (ا ْل َح ْم ُد ِ َّهللِ فَا ِا ِر ال َّ‬
‫س َما َوا ِ‬
‫ملك هلل سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫ت َو َما فِي ْاألَ ْ ِ) هذا الذي في السموات واأل‬ ‫ا‬ ‫او‬
‫َّ َ َ ِ‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫‪ -‬في سبأ (ا ْل َح ْم ُد ِ َّهللِ الَّ ِذي لَهُ َم ِ‬
‫ف‬ ‫ا‬
‫َاب) المالئكة والرسل وإنزا الكتاب نماذع من آآلء هللا ونعمه التي يُحمد عليها‪.‬‬ ‫‪ -‬في الكهف (ا ْل َح ْم ُد ِ َّهللِ الَّ ِذي أَ ْن َز َ َعلَى َع ْب ِد ِه ا ْل ِكت َ‬

‫*** *** *** *** ***‬

‫ين) ‪:‬‬
‫ب ال َعالَم َ‬
‫( َر ِّ‬
‫* اختيا كلمة ( َ ِّب) هي أنس ما يمكن وضيعه بعيد (ا ْل َح ْمي ُد عهللِ) فهيو أوليى بالحميد مين غييره ألن اليرب هيو الماليك والسييد والمربيي‬
‫الصي َرااَ‬
‫والمنعم والقيعم فإذن ب العالمين هو بهم ومالكهم وسيدهم ومربيهم والمنعم علييهم وقييُمهم‪ ،‬و تناسي ميا بعيدها (اه ِدنَـــيـا ِّ‬
‫ال ُمستَقِي َم) ألن من أولى مهام الرب الهداية لذا اقترنت الهداية كثيرا بلفظ الرب كما اقترنت العبا ة بلفظ هللا تعالى ‪.‬‬

‫*اختيا كلمة (ا ْل َعالَ ِمينَ ) ‪:‬‬


‫‪ --‬العالمين جم‪ ،‬عالم وهو كل موجو سوى هللا تعالى ويجم‪ ،‬على العوالم وعلى العالمين‪ ،‬ب العالمين يقتضي كل صيفات هللا تعيالى‬
‫ويشمل كل أسماء هللا الحسنى‪ .‬لكن اختيا العالمين على العوالم أمر بالغي ألن العالمين خاص للمكلفين وأولي العقل والعلم فق ‪.‬‬
‫‪ --‬ال تستعمل كلمة العالمين إال إذا اجتم‪ ،‬العقالء م‪ ،‬غيرهم وغلبوا عليهم‪ ،‬والعالمين جم‪ ،‬العالم بكل أصنافه لكن يغلُ العقيالء عليى‬
‫غيرهم فيقا لهم العالمين ال يقا لعالم الحشيرات أو الجميا أو البهيائم العيالمين‪ ،‬أميا العيوالم قيد يطلي عليى أصيناف مين الموجيو ات‬
‫ليس منهم المكلفون (تقا للحيوانات والحشرات والجما ات)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪ --‬العالمين تشمل جيال واحدا وقد تشمل كل المكلفين أو قسما من جيل كما جاءت في قصة سيدنا لوا بمعنيى قسيم مين الرجيا (قيالوا‬
‫أَ َولَ ْم نَ ْن َهكَ َعن ا ْل َعالَ ِمينَ )‪.‬‬
‫‪ --‬السييو ة كلهييا فييي المكلفييين وفيهييا الي الهداييية وإظهييا العبو ييية هلل وتقسيييم الخلي كلييه خيياص بييأولي العقييل والعلييم لييذا كييان ميين‬
‫المناس اختيا العالمين على غيرها من المفر ات او الكلمات لتشمل كل العالمين ال بعضهم‪.‬‬

‫* الحمد هلل ب العيالمين جياءت فيي أكثير مين موضي‪ ،‬جياءت فيي أو الفاتحية تحمييدا وتمجييدا هلل سيبحانه وتعيالى وبهيا يخيتم العميل‬
‫والدعاء وتأتي قي سو آخرى في سياق الحديث عن اآلخرة أي الحمد هلل ب العالمين في البدء وفي الختام‪:‬‬
‫‪ -‬الحمد هلل ب العالمين في بداية الفاتحة بعد البسملة معناه بداية عمل‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫(وال َح ْم ُد ِهللِ َ ِّب ال َعال ِمينَ (‪.))١٨٢‬‬
‫‪ -‬في نهاية سو ة الصافات بعد الحديث عن الكون وما يضم إلى قيام الساعة وإنتهاء الحياة َ‬
‫‪ -‬في نهاية سو ة الزمر( َوتَ َرى ا ْل َم َالئِ َكةَ َحافِّينَ ِمنْ َح ْو ِ ا ْل َع ْر ِ‬
‫ش ‪َ ...‬وقِي َل ا ْل َح ْم ُد ِ َّهللِ َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ (‪.))٧٥‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪5‬‬


‫‪ -‬في األنعام (فَقُ ِط َ‪َ ،‬ابِ ُر ا ْلقَ ْو ِم الَّ ِذينَ ظَلَ ُموا َوا ْل َح ْم ُد ِ َّهللِ َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ (‪ ))٤٥‬هنا نهاية عمل في نهاية الحياة إنتهى أمرهم‪.‬‬
‫س َال ٌم َوآَ ِخ ُر َ ْع َوا ُه ْم أَ ِن ا ْل َح ْم ُد ِ َّهللِ َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ (‪ ))١١‬في آخر الدعاء في الجنة‪.‬‬
‫‪ -‬في يونس ( َوتَ ِحيَّتُ ُه ْم فِي َها َ‬
‫‪ -‬في غافر (ه َُو ا ْل َح ُّي َال إِلَهَ إِ َّال ُه َو فَا ْ عُوهُ ُم ْخلِ ِ‬
‫صينَ لَهُ الدِّينَ ا ْل َح ْم ُد ِ َّهللِ َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ (‪ ))٦٥‬هنا يحتمل في أو الدعاء وآخره‪.‬‬

‫*** *** *** *** ***‬

‫(الرح َمن الرحيم) ‪:‬‬


‫يم) عليى وزن فعييل ومين المقير فيي عليم التصيريف فيي اللغية العربيية أن الصيفة فعيالن تمثيل‬ ‫‪( --‬ال َّر ْح َم ِن) على وزن فعيالن و(الي َّر ِح ِ‬
‫الحدوث والتجيد واالميتالء واالتصياف بالوصيف إليى حيده االقصيى فيقيا غضيبان بمعنيى اميتأل غضيبا لكين الغضي ييزو ومثيل ذليك‬
‫يم) على وزن فعيل فهي تد على الثبوت مثيل اوييل‪ ،‬جمييل‪ ،‬قبييح‬ ‫عطشان‪ ،‬جوعان يكون عطشان فيشرب فيذه العطش‪ ،‬أما (ال َّر ِح ِ‬
‫فال يقا خطي لمن ألقى خطبة واحدة وإنما تقا لمن يما ن الخطابة وكذلك الفقيه‪.‬‬
‫‪ --‬هذا االحسان اللغوي بصفات فعيالن وفعييل ال ييزا فيي لغتنيا الدا جية إليى اآلن فنقيو بيدا علييه الطيو (ايوالن) فيير هيو اوييل‬
‫(صفة ثابتة) فالن ضعفان (حدث فيه شيئ جديد لم يكن) فير هو ضعيف (هذه صفته الثابتة فهو أصال ضعيف)‪.‬‬

‫‪ --‬ولذا جاء سبحانه وتعالى بصفتين تدالن على التجيد والثبيوت معيا فليو قيا اليرحمن فقي لتيوهم السيام‪ ،‬أن هيذه الصيفة اا ئية قيد‬
‫تزو كما يزو الجو من الجوعان والغض من الغضبان‪ .‬ولو قا حيم وحدها لفهم منها أن صفة حيم م‪ ،‬أنها ثابتة لكنهيا ليسيت‬
‫بالضرو ة ظاهرة على الدوام فعندما يقا فالن كريم فهذا ال يعني انه ال ينفك عن الكيرم لحظية واحيدة وإنميا الصيفة الغالبية علييه هيي‬
‫الكرم‪ .‬فجاء سبحانه بالصفتين مجتمعتين ليد على أن صفاته الثابتة والمتجد ة ال ينفك عن إحداهما فرحمته ال تنقط‪ ،‬وهذا يياتي مين‬
‫باب االحتياا للمعنى ‪.‬‬

‫* قيدم سييبحانه الييرحمن عليى الييرحيم ألن صيييغة اليرحمن هييي الصييفة المتجييد ة وفيهيا االمييتالء بالرحميية ألبعيد حييدو ها فاالنسييان فييي‬
‫ابيعته عجو وكثيرا ما يؤثر الشيئ اآلتي السري‪ ،‬وإن قل‪ ،‬لذا جاء سبحانه بالصفة المتجيد ة فرحمتيه قريبية ومتجيد ة وال تنفيك ألن‬
‫حمته ثابتة‪.‬‬

‫* يقو علماؤنا الرحيم تختل بالمؤمنين وجياءت فيي المرحلية الثانيية بعيد اليرحمن‪ ،‬وفيي البسيملة بعيد لفيظ الجاللية ثيم اليرحمن ألن‬
‫لفظة هللا ال يُس عمى بها مخلوق وكذلك كلمة الرحمن ال يسمى بها مخلوق وال حتى باإلضيافة‪ ،‬أميا اليرحيم فقيد يوصيف بهيا البشير ألنهيا‬
‫صف محمد (ص) بالرحيم (بِا ْل ُمؤْ ِمنينَ َ ؤُوفٌ َ ِحي ٌم)‪.‬‬
‫حمة لكنها قليلة بالقيان إلى الرحمن‪ ،‬ولقد ُو ِ‬

‫* وقو كلمة الرحيم بعد كلمة الرب يدلنا على أن الرحمة هي من صفات هللا تعالى العليا وفيها إشا ة إلى أن المربيي يجي أن يتحليى‬
‫بالرحمة وتكون من أبرز صفاته وليست القسوة والرب بكل معانيه ينبغي أن يتصف بالرحمية سيواء كيان مربييا او سييدا او قيميا وقيد‬
‫وصف هللا تعالى سوله بالرحمة‪.‬‬

‫*** *** *** *** ***‬

‫(مالك يَـوم الدِّين) أو ( َملك يَـوم الدِّين)‪:‬‬


‫َ‬
‫* الفرق بين المالك وال َملِك‪:‬‬
‫‪ --‬المالك من التملك بمعنى الذي يملك‪ ،‬والمالك قد يكون ملكا أو ال‪ ،‬أما ال َملِك من ال ُملك والحكم‪ ،‬وال َملِك قد يكون مالكا أو ال‪.‬‬
‫‪ --‬المالك يتصرف في ملكه كما ال يتصرف ال َملِك‪ ،‬والمالك عليه أن يتولى أمر مملوكه من الكسوة والطعام والملك ينظر للحكم والعيد‬
‫واالنصاف‪ .‬المالك أوس‪ ،‬لشموله العقالء وغيرهم والملك هو المتصرف األكبر وله األمر واإل ا ة العامة فيي المصيلحة العامية فنزليت‬
‫القراءتين متواترتين لتجم‪ ،‬بين معنى الملكية والملك وتد على أنه سبحانه هو المالك وهو ال َملِك (قُ ِل اللَ ُه َّم َمالِكَ ا ْل ُم ْل ِك)‪.‬‬

‫* قا مالك يوم واليوم ال يملك إنما ما فيه يملك‪:‬‬


‫مالك اليوم لكل ما يجري وما يحدث في اليوم وكل ما فيه ومن فيه فهي إضافة عامة شاملة من باب ال ِملكية وال ُملكية لقصد العموم‪.‬‬

‫*مالك يوم الدين‪ ،‬ولم يذكر الدنيا‪:‬‬


‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪6‬‬
‫‪ --‬قا (ا ْل َح ْم ُد عهللِ َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ ) فهو مالكهم وملكهم في الدنيا وهذا شمل الدنيا‪.‬‬
‫‪َ ( --‬مالِ ِك يَ ْو ِم الدِّي ِن) هو مالك يوم الجزاء يعني ملك ما قبله من أيام العمل والعمل يكون في الدنيا فقد شمل يوم الدين الدنيا أيضا‪.‬‬

‫ِّين) وليس مالك يوم القيامة أو الجزاء أو الحساب أو الحشر‪:‬‬


‫* ( َمالِ ِك يَ ْو ِم الد ِ‬
‫الدين بمعنى الجزاء وهو يشمل الجزاء والحساب والطاعة والقهير وكلمية اليدين أنسي للفيظ ب العيالمين وأنسي للمكلفيين فيالجزاء‬
‫يكون لهؤالء المكلفين والكالم من أوله آلخره عنهم فهو أنسي مين ييوم القيامية ألن القيامية فيهيا أشيياء ال تتعلي بيالجزاء‪ .‬وليو قيا‬
‫مالك يوم القيامة يكون التصو هو قيام النان من قبيو هم ال يكيون فييه معنيى المحاسيبة‪ ،‬وال يكيون فييه معنيى الطاعية واإللتيزام وال‬
‫يكون فيه معنى اإلعتقا في الدين فهو يوم اإلعتقا السليم‪ ،‬هذا يومكم هذا يوم الدين الذي يبرز فيه الدين ويتعالى فيه الدين‪.‬‬

‫اقتران الحمد بهذه الصفات أحسن وأجمل اقتران ‪:‬‬


‫‪( --‬ا ْل َح ْم ُد هللِ) فاهلل محمو بذاته وصفاته على العموم وهللا هو االسم العلم‪.‬‬
‫‪ --‬ثم محمو بكل معاني الربوبية ( َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ ) ألن من األ باب من ال تحمد عبو يته‪.‬‬
‫‪ --‬وهو محمو في كونه حمن حيم‪ ،‬محمو في حمته يضعها حيث يج ان توض‪ ،‬ألن الرحمية ليو وضيعت فيي غيير موضيعها ليم‬
‫تكن مدحا لصاحبها‪.‬‬
‫‪ --‬وهو محمو في تملكه وفي مالكيته وفي ملكه يوم الدين (مالِ ِك يَ ْو ِم الدِّي ِن) أو ( َملِ ِك يَ ْو ِم الدِّي ِن)‪.‬‬
‫‪ --‬استغرق الحمد كل األزمنة من األز إلى األبد ‪:‬‬
‫‪ ‬فالحمد قبل الخل (ا ْل َح ْم ُد هللِ) حين كان تعالى ولم يكين معيه شييئ قبيل حميد الحاميدين وقبيل وجيو الخلي والكائنيات فاسيتغرق‬
‫الحمد هنا الزمن األو ‪.‬‬
‫‪ ‬وعند خل العالم ( َ ِّب ا ْل َعالَ ِمينَ )‪.‬‬
‫‪ ‬واستغرق الحمد وقت كانت الرحمة تنز وال تنقط‪( ،‬ال َّر ْحمـ ِن ال َّر ِح ِ‬
‫يم)‪.‬‬
‫‪ ‬واستغرق الحمد يوم الجزاء كله وهو ال ينتهي ألن أهل النا خالدين فيها وأهل الجنة خالدين فيها ال ينقضي جزاؤهم‪.‬‬

‫*** *** *** *** ***‬

‫ين) ‪:‬‬
‫اك نَستَع َ‬
‫اك نَـعبُ ُد َوإي َ‬
‫(إي َ‬
‫و(وإِيَّيياكَ نَ ْ‬
‫سيتَ ِعينَ )‬ ‫* قييدم المفعييولين (إِيَّيياكَ) ولييم يقييل نعبييدك ونسييتعينك لالختصيياص ‪( ،‬إِيَّييا َك نَ ْعبُيدُ) تخصيييل العبييا ة هلل تعييالى وحييده َ‬
‫االستعانة به حصرا‪.‬‬

‫* كر ت إِيَّا َك م‪ ،‬فعل االستعانة ولم يقل إِيَّيا َك نعبيد ونسيتعين التكيرا توكييد فيي اللغية ‪ ،‬وليو اقتصيرنا عليى ضيمير واحيد (إيياك نعبيد‬
‫ونستعين) لفُ ِهم أنه ال يُتقرب إليه إال بالجم‪ ،‬بين العبا ة واالستعانة بمعنى أنه ال يعبد بدون استعانة وال يستعان به بدون عبيا ة وهيذا‬
‫غير وا وإ نما هو سبحانه نعبده على وجه االستقال ونستعين به على وجه االستقال وقيد يجتمعيان ليذا وجي التكيرا فيي الضيمير‬
‫اياك نعبد واياك نستعين‪.‬‬

‫* قدم العبا ة على االستعانة ‪:‬‬


‫‪ -‬العبا ة هي علة خل اإلنس والجن (وما خلقت الجن واالنس إال ليعبدون) واالستعانة هي وسيلة للعبا ة فالعبا ة أولى بالتقديم‪.‬‬
‫‪ -‬العبا ة هي ح هللا واالستعانة هي مطل من مطالبه وهي ال العبد وح هللا مقدعم على ال العبد‪.‬‬
‫‪ -‬إياك نعبد تتصل بكلمة هللا وإياك نستعين تتصل بكلمة عب فاألولى فيها توحيد األلوهية والثانية فيها توحيد الربوبية‪ .‬إياك نعبد تعنيي‬
‫نعبدك وال نعبد أحدا سواك‪.‬‬

‫* لم يقل إياه نعبد وإياه نستعين أو هللا نعبد وهللا نستعين فبداية السيو ة كلهيا للغائي ولكين انتقيل إليى الخطياب المباشير بقوليه (إِيَّياكَ‬
‫نَ ْعبُ ُد َوإِيَّا َك نَ ْ‬
‫ستَ ِعينَ )‪:‬‬
‫من حيث اللغة يتحصل حصر العبيا ة هلل لكين هيذا فيي البالغية يسيمى اإللتفيات وليه فائيدة عامية وهيي تطريية لنشياا السيام‪ ،‬وتحرييك‬
‫الذهن لإلصغاء واالنتباه‪ ،‬وفائدة للمتكلم البلي يقتضييها المقيام فيالكالم مين أو السيو ة إليى ماليك ييوم اليين كليه ثنياء عليى هللا تعيالى‬
‫سيتَ ِعينَ ) فهيو عياء واليدعاء فيي‬‫والثناء يكون فيي الحضيو والغيبية‪ ،‬ولكين الثنياء فيي الغيبية أصيدق وأوليى‪ ،‬أميا (إِيَّيا َك نَ ْعبُي ُد َوإِيَّيا َك نَ ْ‬
‫الحضو أولى وأجدى وكذلك العبا ة فأنت ال تدعو غائبا وإنما تدعو حاضرا مخاابا‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪7‬‬


‫* ما قا (وبك نستعين) ‪:‬‬
‫ضلت إياك على بك‪ ،‬ألن الموض‪ ،‬ليس موضي‪ ،‬تأكييد فليو‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫به)‬ ‫(استعان‬ ‫الجر‬ ‫بحرف‬ ‫أو‬ ‫(استعانه)‬ ‫بنفسه‬ ‫‪ -‬الفعل استعان يتعدعى‬
‫جاءت إياك نعبد وبك نستعين كأنه يريد أن يزيل شكا في أن هللا سبحانه وتعالى يعلعم المؤمنين أن يقصروا اإلستعانة عليه سبحانه‪.‬‬

‫* أال سبحانه فعل االستعانة ولم يحد نستعين على شئ او ااعة او غيره لتشمل كل شئ وليست محد ة بامر من امو الدنيا‪.‬‬

‫* عبر سبحانه عن االستعانة والعبا ة بلفظ ضمير الجم‪ ،‬وليس المفر أعبد وأستعين إشا ة الى أهمية الجماعة في االسالم ‪ ،‬إضيافة‬
‫إلى أن المؤمنين أخوة فلو قا إياك أعبد ألغفل عبا ة أخوته المؤمنين ولكن عندما نقو ايياك نعبيد نيذكر كيل الميؤمنين وييدخل القائيل‬
‫في زمرة المؤمنين ايضا‪.‬‬

‫* قرن العبا ة باالستعانة ليد على أن اإلنسان ال يستطي‪ ،‬أن يقوم بعبا ة هللا إال بإعانة هللا له وتوفيقه وهو إقرا بعجيز اإلنسيان عين‬
‫حمل األمانة الثقيلة إذا لم يعنه هللا تعالى على ذلك‪ ،‬فاالستعانة باهلل عالع لغرو االنسان وكبريائه واعتراف اإلنسان بضعفه‪.‬‬

‫*** *** *** *** ***‬

‫يم)‬
‫ط ال ُمستَق َ‬
‫الص َرا َ‬
‫(إهدنَا ِّ‬
‫* ال عاء مفرو على المسلم قوله غير هذا عدة مرات في اليوم وهذا يد على أهميته ألن له أثره فيي اليدنيا واآلخيرة فاإلنسيان ال‬
‫يمكن أن يهتدي للصراا المستقيم بنفسه إال إذا هداه هللا لذلك‪ ،‬فإذا تُرك النان ألنفسهم لذه كل إلى مذهبه‪.‬‬

‫* لم يقل تعالى اهدنا إلى الصراا المستقيم أو اهدنا للصراا المستقيم‪:‬‬


‫الهداية هي اإللهام والداللة‪ .‬وفعل الهداية هدى يهدي في العربية قد يتعدى بنفسه ون حرف جر وقد يتعدى بإلى أو بالالم ‪.‬‬
‫ذكر أهل اللغة ان الفرق بين التعدية بالحرف والتعدية بالفعل نفسه‪:‬‬
‫سيتَقِيما) ‪ ،‬ولمين ال‬ ‫ص َيرااا ُّم ْ‬ ‫‪ --‬التعدية بالفعل نفسه تقا لمن يكون في الطريي فنعرفيه بيه كميا قيا تعيالى مخاابيا سيوله ( َويَ ْهي ِديَ َك ِ‬
‫س ِويعا)‪.‬‬ ‫يكون في الطري فنوصله إليه كقو سيدنا ابراهيم ألبيه (فَاتَّبِ ْعنِي أَ ْه ِد َك ِ‬
‫ص َرااا َ‬
‫ْ‬
‫اح ُكم بَ ْينَنَا بِا ْل َح ِّ َو َال تُش ِْط َوا ْه ِدنَا إِلَى‬‫َ‬
‫‪ --‬أما التعدية بالحرف (إلى) فتستعمل لمن لم يكن في الصراا فهداه هللا فيصل بالهداية إليه (ف ْ‬
‫ص َرا ِا) ‪.‬‬ ‫س َواء ال ِّ‬ ‫َ‬
‫‪ --‬وتستعمل التعدية بالالم هداه له بمعنيى بينيه ليه ‪ ،‬وتسيتعمل عنيد الغايية ‪ ،‬فليم تسيتعمل مي‪ ،‬السيبيل أو الصيراا أبيدا فيي القيرآن ألن‬
‫الصراا ليست غاية إنما وسيلة توصل للغاية‪ .‬وقد اختل سبحانه الهداية بالالم له وحده أو للقرآن ألنهيا خاتمية الهيدايات كقوليه (إِنَّ‬
‫هللاُ لِنُو ِ ِه َمن يَشَاء)‪.‬‬‫هَـ َذا ا ْلقُ ْرآنَ يِ ْه ِدي لِلَّتِي ِه َي أَ ْق َو ُم) وقوله (يَ ْه ِدي َّ‬

‫‪ --‬والهداية على مراحل وليست هداية واحدة ‪:‬‬


‫‪ -‬إنسان بعيد يحتاع من يوصله إلى الطري نستعمل الفعل المتعدي بإلى‪.‬‬
‫‪ -‬إذا وصل ويحتاع من يعرفه بالطري وأحواله نستعمل الفعل المتعدي بنفسه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا سلك الطري ويحتاع إلى من يبلغه مرا ه نستعمل الفعل المتعدي بالالم (ا ْل َح ْم ُد ِ عهللِ الَّ ِذي َهدَانَا لِ َهـ َذا) وهذه خاتمة الهدايات‪.‬‬

‫* لم يقل سبحانه إيانا اهدي هذا المعنى ال يصح فالتقديم لالختصاص وال يجوز أن نقو خصنا بالهداية وال تهدي احدا غيرنا‪.‬‬

‫* قا اهدنا ولم يقل اهدني ألنه مناس لسياق اآليات السابقة في االستعانة والعبا ة فاقتضى الجم‪ ،‬فيي الهدايية أيضيا‪ ،‬وفييه إشياعة‬
‫لروح الجماعة وقتل لألنانية من النفس بأن ندعو لآلخرين بما ندعو به ألنفسنا وفيه شئ من التثبيت واالستئنان‪.‬‬

‫* لم يستخدم أ شد أو ع مكان الفعل هدى ‪ :‬فعل الهداية ليس هو مجر اإل شا ففيي إسيتعماالت العيرب كأنيه يميس شييئا اخلييا فييه‬
‫ومنه الهدية لما تقدمها إلنسان في اخله نو من المحبة والحميمية والو ‪.‬‬

‫* الخ المستقيم هو أقصر بُعد بين نقطتين فكأن المسلم يدعو هللا أن يجعله في أقرب الطرق الذي ال يكون متعبا أو معوجا‪.‬‬

‫* اختا كلمة الصراا بدال من الطري أو السبيل‪:‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪8‬‬


‫‪ -‬البناء اللغيوي للصيراا هيو عليى وزن فِعيا وهيو مين األوزان الدالية عليى االشيتما كيالحزام والشيدا والخميا والغطياء والفيراش‪،‬‬
‫الصراا يد على أنه واس‪ ،‬ح يتس‪ ،‬لكل السالكين‪.‬‬
‫‪ -‬كلمة الطري ال تد على نفس المعنى فهي على وزن فعيل بمعنى مطروق أي مسلوك‪.‬‬
‫‪ -‬السبيل على وزن فعيل ونقو أسبلت الطري إذا كثر السالكين فيها لكن ليس في صيغتها ما يد على االشتما ‪.‬‬

‫*كلمة الصراا وأخواتها في القرآن الكريم (إمام – صراا – اري ‪ -‬سبيل – نهس – فس ‪ -‬جد (جم‪ ،‬جا ة) – نف ) ‪:‬‬
‫إمام‪ :‬هو الطري العام السري‪ ،‬بين المدن أو الدو وليس له مثيل ويتمييز بقدسيية عالميات الميرو فييه ‪ ،‬وقيد اسيتعير هيذا اللفيظ فيي‬
‫القرآن بمعنى الشرائ‪( ،‬يَ ْو َم نَ ْدعُو ُك َّل أُنَا ٍ‬
‫ن بِإ ِ َما ِم ِه ْم (‪ )٧١‬اإلسراء) أي كل ما عندهم من شرائ‪ ،‬وجاء أيضا بمعنى كتاب ( َو ُكي َّل ش ْ‬
‫َيي ٍء‬
‫ص ْينَاهُ فِي إِ َم ٍام ُمبِي ٍن (‪ )١٢‬يس)‪.‬‬
‫أح َ‬
‫ْ‬

‫صراا‪ :‬هو كل ممير بيين نقطتيين متناقضيتين كضيفتي نهير أو قمتيي جبليين أو الحي والباايل أو الكفير واإليميان‪ ،‬والصيراا واحيد ال‬
‫يتكر في مكان وال يثنى وال يجم‪ .،‬وقيد اسيتعير فيي القيرآن الكيريم للتوحييد فيال إليه إال هللا تنقيل مين الكفير إليى اإليميان ( َمين يَشَيإِ ع‬
‫هللاُ‬
‫يم (‪)٣٩‬األنعام) والصراا عموميا هيو التوحييد وهيو العيد المطلي هلل تعيالى وميا عيداه فهيو‬ ‫ستَقِ ٍ‬ ‫ضلِ ْلهُ َو َمن يَشَأْ يَ ْج َع ْلهُ َعلَى ِ‬
‫ص َرا ٍا ُّم ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫نسبي ‪.‬‬

‫سبيل‪ :‬اري يأتي بعد الصراا وهو ممتد اويل سهل لكنه متعد (سبل جم‪ ،‬سبيل) ولكن شراها أن تبدأ من نقطة واحدة‪ ،‬والميذاه‬
‫في اإلسالم من السبل وسبل السالم تيأتي بعيد اإليميان والتوحييد بعيد عبيو الصيراا المسيتقيم ‪ ،‬واسيتخدمت كلمية السيبيل فيي القيرآن‬
‫سبِي ٌل (‪)٧٥‬آ عمران) ‪ ،‬وابن السبيل في القرآن هو من انقط‪ ،‬عن أهليه انقطاعيا‬ ‫س َعلَ ْينَا فِي األُ ِّميِّينَ َ‬
‫بمعنى حقوق في قوله (قَالُو ْا لَ ْي َ‬
‫بعيدا‪.‬‬

‫اري ‪ :‬الطري يكون اخل المدينة وقد سميت ارقا ألنها تطرق كثيرا بالذهاب واإلياب المتكير ‪ .‬والطريي هيي العبيا ات التيي نفعلهيا‬
‫يم (‪)٣١‬األحقاف)‪.‬‬ ‫بشكل ائم كالصالة والزكاة والصوم والحس والذكر (يَ ْه ِدي إِلَى ا ْل َح ِّ َوإِلَى اَ ِري ٍ ُّم ْ‬
‫ستَقِ ٍ‬

‫نهس‪ :‬عبا ة عن ممرات خاصة ال يمر بها إال مجموعة خاصية مين النيان وهيي كالعبيا ات التيي يخيتل بهيا قيوم ون قيوم مثيل نهيس‬
‫القائمين بالليل ونهس المجاهدين في سبيل هللا ونهس المحسنين وعبا الرحمن فكل منهم يعبد هللا تعالى بمينهس معيين وعليى كيل مسيلم‬
‫ش ْيرعَة َو ِم ْن َهاجيا (‪)٤٨‬المائيدة) وإذا الحظنيا وصيفها فيي‬ ‫أن يتخذ لنفسه نهجا معينا خاصا به يعرف به عند هللا تعالى (لِ ُك ٍّل َج َع ْلنَا ِمين ُك ْم ِ‬
‫القرآن وجدنا لها ثالثة صفات واإلنفاق فيها صفة مشتركة‪:‬‬
‫سيتَ ْغفِرُونَ (‪َ )١٨‬وفِيي أَ ْم َيوالِ ِه ْم َحي‬ ‫‪ -‬نهس المسيتغفرين باالسيحا ‪َ ( :‬كيانُوا قَلِييال ِّمينَ اللَّ ْيي ِل َميا يَ ْه َجعُيونَ (‪َ )١٧‬وبِ ْاألَ ْ‬
‫سي َحا ِ هُي ْم يَ ْ‬
‫وم (‪ )١٩‬الذا يات) ‪.‬‬ ‫سائِ ِل َوا ْل َم ْح ُر ِ‬
‫لِّل َّ‬
‫ضا ِج ِ‪ ،‬يَ ْدعُونَ َ بَّ ُه ْم َخ ْوفا َواَ َمعا َو ِم َّما َ َز ْقنَا ُه ْم يُنفِقُونَ (‪)١٦‬السجدة) ‪.‬‬ ‫‪ -‬نهس أهل التهجد‪( :‬تَت ََجافَى ُجنُوبُ ُه ْم ع ِ‬
‫َن ا ْل َم َ‬
‫ن (‪ )١٣٤‬آ عمران) ‪.‬‬ ‫اظ ِمينَ ا ْل َغ ْيظَ َوا ْل َعافِينَ ع ِ‬
‫َن النَّا ِ‬ ‫ض َّراء َوا ْل َك ِ‬ ‫نهس المحسنين‪( :‬الَّ ِذينَ يُنفِقُونَ فِي ال َّ‬
‫س َّراء َوال َّ‬ ‫‪-‬‬

‫ضا ِم ٍر يَأْتِينَ ِمن ُك ِّل فَ ٍّس َع ِمي ٍ (‪)٢٧‬الحس)‪.‬‬


‫ن بِا ْل َح ِّس يَأْتُو َك ِ َجاال َو َعلَى ُك ِّل َ‬
‫فس‪ :‬هو الطري بين جبلين ( َوأَ ِّذن فِي النَّا ِ‬

‫جا ة‪ :‬هي الطري الذي يرسم في الصحراء أو الجبا من شدة األثر ومن كثرة سلوكه‪ ،‬وتجم‪ ،‬على جد كما و ت في القرآن الكريم‬
‫( َو ِمنَ ا ْل ِجبَا ِ ُج َد ٌ بِي ٌ َو ُح ْم ٌر (‪)٢٧‬فاار) ‪.‬‬

‫ِ (‪)٣٥‬األنعام) ‪.‬‬ ‫ستَطَعْتَ أَن تَ ْبتَ ِغ َي نَفَقا فِي األَ ْ‬


‫(فَإ ِ ِن ا ْ‬ ‫نف ‪ :‬وهو الطري تحت األ‬

‫*** *** *** *** ***‬

‫ين)‬‫ِّ‬
‫ضوب َعلَيهم َوالَ الضال َ‬
‫المغ ُ‬
‫مت َعلَيهم غَير َ‬
‫َنع َ‬
‫ين أ َ‬
‫ط الذ َ‬
‫(ص َرا َ‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪9‬‬


‫* جاءت كلمة الصراا مفر ة ومعرفة بتعريفين‪ :‬بياأللف واليالم وباإلضيافة وموصيوفا باالسيتقامة لييد عليى أنيه صيراا واحيد ‪ ،‬وأي‬
‫اري آخر غير هذا الصراا المستقيم ال يوصل إلى هللا تعالى ومرضاته ‪.‬‬
‫لم تر كلمة الصراا في القرآن مجتمعة أبدا بخالف السبيل فقد و ت مفر ة وو ت جمعا (سبل) ألن الصراا هو األوس‪ ،‬وهو الذي‬
‫سبِيلِ ِه) وهو اري اإلسالم الرح الواس‪.،‬‬ ‫سبُ َل فَتَفَ َّر َ‬
‫ق بِ ُك ْم عَن َ‬ ‫تفضي إليه كل السبل ( َوالَ تَتَّبِ ُعو ْا ال ُّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫ص َراا ال ِذينَ ) وجمعت هذه اآلية كل أصناف الخل المكلفين ولم تستثني منهم‬‫ثم زا هذا الصراا توضيحا وبيانا تعريفه باإلضافة ( ِ‬
‫أحدا وال يخرع المكلفون عن هذه االصناف الثالثة ‪:‬‬
‫‪ -١‬الذين أنعم هللا عليهم هم الذين سلكوا الصراا المستقيم وعرفوا الح وعملوا بمقتضاه‪.‬‬
‫ب َعلَي ِه ْم) ويقو قسم من المفسرين أنهم العصاة‪.‬‬ ‫ضو ِ‬ ‫‪ -٥‬الذين عرفوا الح وخالفوه (ال َمغ ُ‬
‫ضالِّينَ ) الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا هم من األخسرين‪.‬‬ ‫‪ -٠‬الذين لم يعرفوا الح وهم (ال َّ‬

‫* قا تعالى (أَن َعمتَ َعلَي ِه ْم) ولم يقل تنعم عليهم فاختا الفعل الماضي على المضا ‪ :‬ألنها أوس‪ ،‬وأشمل وأعم ألنه ‪:‬‬
‫‪ --‬إذا قا تنعم عليهم ألغفل كل من أنعم عليهم سابقا من الرسل والصالحين ولم يد في النل على أنه سبحانه أنعم على أحد‪.‬‬
‫‪ --‬إذا قا تنعم عليهم الحتمل أن يكون صراا األولين غير اآلخرين وال يفيد التواصل بين زمر المؤمنين من آ م عليه السالم إلى ان‬
‫تقوم الساعة‪ .‬مثا ‪ :‬اذا قلنا أعطني ما أعطيت امثالي فمعناه أعطني مثل ما أعطيت سابقا‪ ،‬ولو قلنا أعطني ما تعطي أمثالي فهي ال‬
‫تد على أنه أعطى أحدا قبلي‪.‬‬
‫‪ --‬ولو قا تنعم عليهم لكان صراا هؤالء أقل شأنا من صراا الذين أنعم عليهم فصراا الذين أنعم عليهم من أولي العزم من الرسل‬
‫واألنبياء والصديقين أما الذين تنعم عليهم ال تشمل هؤالء‪.‬‬
‫‪ --‬اإلتيان بالفعل الماضي يد على أنه بمرو الزمن يكثر عد الذين أنعم هللا عليهم فمن ينعم عليهم اآلن يلتح بالسابقين من الذين‬
‫أنعم هللا عليهم من أولي العزم والرسل وأتباعهم والصديقين وغيرهم وهكذا تتس‪ ،‬ائرة المنعم عليهم أما الذين تنعم عليهم تختل‬
‫بوقت ون وقت ويكون عد المنعم عليهم قليل‪.‬‬

‫ب َعلَي ِه ْم) و(الضآلين) باالسم ‪:‬‬


‫ضو ِ‬
‫* عبر عن المن َعم عليهم باستخدام الفعل و(ال َمغ ُ‬
‫‪ -‬الفعل يد على التجد والحدوث واالسم يد على الشمو والثبوت فوصفه أنهم مغضوب عليهم وضالون يد على الثبوت والدوام‪.‬‬
‫‪ -‬لو قا صراا المن َعم عليهم باالسم لم يتبين من الذي أنعم فبيَّن المن ِعم (أَن َعمتَ َعلَي ِه ْم) ألن النعم تقد بمقدا المن ِعم‪.‬‬
‫‪ -‬من عا ة القرآن أن ينس الخير والنعم إليه سبحانه وينزه نسبة السوء إلييه ( َوأَنَّيا َال نَي ْد ِي أَشَير أُ ِيي َد بِ َمين فِيي ْاألَ ْ ِ أ ْم أ َ ا َ بِ ِهي ْم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ُّب ُه ْم َ شَدا (‪)٤٠‬الجن) وقد يقو ( َزيَّنَّا لَ ُه ْم أَ ْع َمالَ ُه ْم فَ ُه ْم يَ ْع َمهُونَ (‪)١‬النمل) لكن ال يقو زينا لهم سوء أعمالهم‪.‬‬

‫* ذكرت المغضوب عليهم بصيغة إسم المفعو والضالين بصيغة إسم الفاعل‪:‬‬
‫‪ -‬أوال جيء بكل منهما إسما ولم يقل صراا الذين غض عليهم وضلوا للداللة على الثبوت فالغض عليهم ثابت والضيال فييهم ثابيت‬
‫ال يرجى فيهم خير وال هدى‪.‬‬
‫‪ -‬مغضوب عليهم إسم مفعو يعني وق‪ ،‬عليهم الغض لم يذكر الجهة التي غضبت علييهم لييعم الغضي علييهم وال يتخصيل بغاضي‬
‫معين غض هللا وغض الغاضبين هلل من المالئكة وغيرهم بل سيغض عليهم أخلل أصدقائهم في اآلخرة ويتبرأ بعضهم من بعي‬
‫حتى جلو هم تتبرأ منهم ‪ ،‬فحذف جهة الغاض فيه عموم وشمو ‪ ،‬أما الضالين فهم الذين ضلعوا‪.‬‬

‫* لو قا غير المغضوب عليهم والضالين وحذفت (ال) فقد يفهم أن االبتعا هو للذين جمعوا الغضي والضياللة فقي كأنيه فريي واحيد‬
‫بصفتين‪ :‬مغضوب عليهم وضالين‪ ،‬ومن لم يجمعها (المغضوب عليهم) فق أو (الضآلين) فق فال يدخل في االسيتثناء‪ ،‬فيإذا قلنيا ميثال‬
‫ال تشرب الحلي واللبن الرائ أي ال تجمعهما أما إذا قلنا ال تشرب الحلي وال تشرب اللبن الرائ كان النهيي عين كليهميا إن اجتمعيا‬
‫أو انفر ا‪.‬‬

‫* لو قا (غير المغضوب عليهم وغير الضالين) سيجعلهم بمنزلة سواء (غير وغير) لكن المغضوب عليهم هم اليذين عرفيوا الطريي‬
‫ولم يتبعوه وانحرفوا وحساب هذا العا ف بالطري ولم يتبعه غير حساب الذي لم تبلغه الدعوة أو لم يعرف فالضا ع أقل ُجرما‪.‬‬
‫فاستعمل اإلسم (غير) الذي هو أقوى من الحرف (ال) لهؤالء الذين عرفوا وإنحرفوا‪ ،‬ثم إستعمل الحرف (ال) الذي هو أقل شيأنا وفييه‬
‫معنى التوكيد (وال الضالين)‪.‬‬

‫* قدم اذن المغضوب عليهم على الضآلين ‪:‬‬


‫‪ -‬المغضوب عليهم الذين عرفوا بهم ثم انحرفوا عين الحي وهيم أشيد بعيدا ألنيه مين عليم لييس كمين جهيل ليذا بيدأ بهيم وفيي الحيديث‬
‫الصحيح أن المغضوب عليهم هم اليهو والنصا ى فهم الضالون‪ .‬واليهو أسب لذا بدأ بهم‪.‬‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪10‬‬


‫‪ -‬صفة المغضوب عليهم هي أو معصية ظهرت في الوجو عندما أمر إبلييس بالسيجو آل م وهيو يعيرف الحي ومي‪ ،‬ذليك عصيى هللا‬
‫أيضا عندما قتل ابن آ م اخاه ولذا بدأ بها‪.‬‬ ‫تعالى وهي أو معصية ظهرت على األ‬
‫‪ -‬جعل المغضوب عليهم بجان المنعم عليهم فالمغضوب عليهم مناق للمنعم عليهم والغض مناق للنعم‪.‬‬

‫* خاتمة سو ة الفاتحة هي مناسبة لكل ما و فيها فمن لم يحمد هللا تعالى ومن لم يؤمن بيوم الدين وأن هللا سبحانه مالك يوم اليدين‬
‫وملكه ومن لم يخل هللا تعالى بالعبا ة واالستعانة ومن لم يهتد الى الصراا المستقيم فهم جميعا مغضوب عليهم وضالون‪.‬‬

‫* أصل كلمة آمين ‪:‬‬


‫آمين‪ :‬إسم فعل أمر بمعنى اللهم إستج وهي لم تستعمل إال م‪ ،‬هللا وحتى قبل نزو القرآن‪.‬‬
‫(آمين) آمين هي كلمة عربية شأنها شأن هيهات وشأن أف ‪ ،‬نسميها أسماء أفعيا ألفياظ جاميدة ‪ ،‬ثيم بعيد ذليك صيا وا يشيتقون منهيا‬
‫(إني ا ٍ فأ عمنوا) اشت منها فعل أي قولوا آمين اللهم إستج ‪ ،‬وهي لم تر في المصحف لكن أُثبتت في السنة الصحيحة‪.‬‬

‫*****************************************************‬

‫****‬

‫جلُت حكمة هللا سبحانه وتعالى وجل قوله العزيز‪.‬‬


‫فمن منا مهما بل من فصاحة وبالغة وبيان يستطي‪ ،‬أن يأتي بكالم فييه هيذا اإلحكيام وهيذا االسيتواء مي‪ ،‬حسين الينظم و قية االنتقياء؟‬
‫فكل كلمة في موقعها جوهرة ثمينة منتقاة بعناية لتؤ ي معاني غزيرة بكلمات يسيرة‪ ،‬كيل واحيدة واسيطة عقيد ال يجيوز اسيتبدالها وال‬
‫نقلها وال تقديمها وال تأخيرها وإال الختل المعنى أو ضعف أو فقد بع معانيه ‪.‬‬
‫إنه اإلعجاز اإللهي الذي يتجلى في الكون كله‪ ،‬ويحف بيالقرآن كليه‪ ،‬مجموعيه وجزئياتيه‪ ،‬كلماتيه وحروفيه‪ ،‬معانييه وأسيرا ه‪ ،‬ليكيون‬
‫النو الذي أ ا هللا أن يهدي ويسعد به كل من كان له قل أو ألقى السم‪ ،‬وهو شهيد ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫نظرا لكثرة األسئلة التي يفيدنا ‪ .‬فاضل السامرائي وغيره مين العلمياء األفاضيل بيالر عليهيا فقيد از ا حجيم الملفيات كثييرا والحظيت‬
‫سر هللا تعالى لي اختصا ها واإلتيان بالفوائد المرج عوة من النصوص فقي ون‬ ‫عزوف الكثيرين عن قراءتها لهذا السب ‪ ،‬ولهذا فقد ي ع‬
‫صلة وهذا لتيسير لالستفا ة منها‪ ،‬وللتوضيح فهي ليست مرجعا لكيالم العلمياء األفاضيل‪ ،‬ولمين أ ا الينل المنقيو‬ ‫ذكر اإلجابات المف ع‬
‫لإلجابات فعليه الرجو إلى الملفات األصلية غير المختصرة على ملتقى أهل التفسير وموق‪ ،‬إسالميات‪.‬‬

‫أسييأ هللا تعييالى أن يجييد كييل األخييوة مبتغيياهم فيهييا ون عنيياء وأن ينفيي‪ ،‬بهييا خلقييا كثيييرا وأن يعلمنييا ميا ينفعنييا وينفعنييا بمييا علمنييا وأن‬
‫يستعملنا لخدمة ينه وكتابه ‪.‬‬

‫با ك هللا لكم وفيكم وجزاكم عن المسلمين خيرا‪.‬‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت أستغفرك وأتوب إليك‬

‫مختصر اللمسات البيانية في سورة الفاتحة‬ ‫‪11‬‬

You might also like