You are on page 1of 3

‫الجماعة و دورها في حماية البيئة‬

‫من إعداد ‪ :‬حسن حزبان ‪ -‬عمر بن وحمان‬


‫البيئة هي اإلطار الذي يعيش فيه االنسان و يمارس فيه نشاطه الزراعي و الصناعي و البيولوجي ‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية البيئة و دورها في التنمية المستدامة‪ ،‬فإن المشرع اعطاها مكانة هامة في الدستور و في القوانين‬
‫التنظيمية الثالث ‪ 111 . 14‬و ‪ 112 . 14‬و ‪. 113 . 14‬‬
‫و كما هو معلوم‪ ،‬فان ورش البيئة ال يمكن للجماعة ان تتكفل به بمفردها‪ ،‬و انما كان البد من اشراك‬
‫المجتمع المدني و الفاعلي ن االقتصاديين و االجتماعيين و تكثيف مجهوداتهم بغية انجاح هذا الورش ‪ .‬و هنا‬
‫يطرح السؤال ‪ :‬الى اي حد يمكن ان تساهم الجماعة في حماية البيئة ؟ و من اجل ذلك سأتطرق في موضوعي‬
‫هذا الى المحاور االتية ‪:‬‬
‫‪ . 1‬االطار القانوني لتدخل الجماعة في مجال البيئة ‪:‬‬
‫أ‪ )-‬صالحيات رئيس المجلس الجماعي في مجال البيئة ‪.‬‬
‫ب‪ )-‬صالحيات مجلسي الجماعة و المقاطعة في مجال البيئة ‪.‬‬
‫‪ . 2‬انخراط الجماعات في البرامج الوطنية لحماية البيئة ‪.‬‬
‫‪ . 3‬دور الشراكة و التعاون في ترسيخ الثقافية البيئية للمجتمع ‪.‬‬

‫‪ . 1‬االطار القانوني لتدخل الجماعة في مجال البيئة‪.‬‬


‫ينص الفصل ‪ 19‬من الدستور على مايلي ‪ " :‬يتمتع الرجل و المرأة ‪ ،‬على قدم المساواة ‪ ،‬بالحقوق و‬
‫الحريات المدنية و السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و البيئية ‪ " ...‬من هما تتضح المكانة و االهمية‬
‫التي اعطاها المشرع لموضوع البيئة‪ ،‬كما ان القوانين التنظيمية المتعلقة بالجهات ‪ ،‬العماالت و االقاليم ‪،‬‬
‫والجماعات اولتها عناية خاصة ‪.‬‬

‫و لقد كرست هذه القوانين االهمية الخاصة لحماية المجال البيئي و الوقاية من اخطار التلوث و الحفاظ‬
‫على الصحة العامة و النظافة ‪.‬‬

‫وهكذا منح القانون التنظيمي ‪ 113. 14‬المتعلق بالجماعات اختصاصات واسعة في المجال البيئي لرئيس‬
‫المجلس الجماعي و كذا للمجلس الجماعي ‪ ،‬كما ميز و ألول مرة بين اختصاصات الطرفين ‪.‬‬

‫أ ‪ ) -‬صالحيات رئيس المجلس الجماعي في مجال البيئة ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 100‬من القانون التنظيمي ‪ 113. 14‬المتعلق بالجماعات على ان رئيس المجلس الجماعي‬
‫يمارس صالحيات الشرطة االدارية في ميادين ‪ :‬الوقاية الصحية ‪ -‬النظافة ‪ -‬السكينة العمومية ‪ -‬سالمة المرور‪،‬‬
‫ودلك عن طريق اتخاذ قرارات تنظيمية بواسطة تدابير شرطة فردية تتمثل في االذن او االمر او المنع‪ ،‬و يضطلع‬
‫على الخصوص بالصالحيات التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬السهر على احترام شروط نظافة المساكن و الطرق وتطهير قنوات الصرف الصحي و زجر‬
‫ايداع النفايات بالوسط السكني و التخلص منها ‪.‬‬
‫تنظيم االنشطة التجارية و الحرفية و الصناعية الغير منظمة التي من شانها ان تمس بالوقاية‬ ‫‪‬‬
‫الصحية و النظافة و سالمة المرور و السكينة العمومية او تضر بالبيئة و المساهمة في‬
‫مراقبتها ‪.‬‬
‫السهر على احترام الضوابط المتعلقة بسالمة و نظافة المحالت المفتوح ة للعموم خاصة‬ ‫‪‬‬
‫المطاعم و المقاهي‪ ،‬و قاعات االلعاب و المشاهد و المسارح و اماكن السباحة ‪ ،‬و كل‬
‫االماكن المفتوحة للعموم ‪ ،‬و تحديد مواقيت فتحها و اغالقها ‪.‬‬
‫اتخاذ التدابير الرامية الى ض مان سالمة المرور في الطرق العمومية ‪ ،‬و تنظيفها و إنارتها‬ ‫‪‬‬
‫ورفع معرقالت السير عنها ‪ ،‬و اتالف البنايات االيلة للسقوط او الخراب ‪.‬‬
‫السهر على نظافة مجاري المياه و الماء الصالح للشرب و ضمان حرية و مراقبة نقط الماء‬ ‫‪‬‬
‫المخصصة لالستهالك العمومي و مياه السباحة ‪.‬‬
‫اتخاذ التدابير الالزمة لتجنب و مكافحة االوبئة و االمراض الخطيرة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضمان حماية األغراس و النباتات من الطفيليات و البهائم ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ب ‪ )-‬صالحيات مجلسي الجماعة و المقاطعة في مجال البيئة ‪:‬‬

‫‪ ‬صالحيات مجلس الجماعة‬


‫طبقا للمادة ‪ 92‬من القانون التنظيمي ‪ 113. 14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬يفصل مجلس الجماعة‬
‫بمداوالته في القضايا التي تهم ‪ :‬االجراءات الالزمة لمحاربة عوامل انتشار االمراض – احداث و تنظيم‬
‫المكاتب الجماعية لحفظ الصحة – التدابير الصحية و النظافة و حماية البيئة ‪.‬‬
‫اذ يتضح ان للمجلس الجماعي الحق في محاربة جميع اشكال التلوث و االخالل البيئي و التوازن‬
‫الطبيعي ‪ ،‬ومن خالل ذلك تظهر جليا سلطته في السهر على حماية البيئة‪ ،‬و يمكنه االعتراض على اي‬
‫مشروع مضر با لبيئة على تراب الجماعة التي يمثلها ‪ ،‬كما يمكنه اقامة دعوى قضائية ضد الجهة المخلة‬
‫بالبيئة ‪.‬‬

‫‪ ‬صالحيات مجلس المقاطعة‬


‫طبقا للمادة ‪ 235‬من القانون التنظيمي ‪ 113. 14‬الخاص بالجماعات ‪ ،‬يمكن لمجلس المقاطعة تقديم‬
‫اقتراحات حول المسائل التي تهم المقاطعة ‪ ،‬و خاصة االعمال التي من شانها انعاش السكن و تحسين‬
‫مستوى الحياة و حماية البيئة ‪ ،‬داخل اطار و حدود المقاطعة ‪.‬‬

‫‪ . 2‬انخراط الجماعات في البرامج الوطنية لحماية البيئة‬


‫مما ال شك فيه ان الجماعات مدعوة الى تطوير و تقوية قدراتها لتحقيق التنمية المستدامة ‪ ،‬حيث‬
‫انخرطت الجماعات و بتعاون مع القطا عات الحكومية و المؤسسات و الهيئات المعنية و بدعم من وزارة‬
‫الداخلية في مجموعة من البرامج المرتبطة باختصاصاتها ‪ ،‬و نذكر منها ‪:‬‬

‫برنامج التطهير السائل و معالجة المياه العادمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫برنامج تدبير النفايات المنزلية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البرنامج الوطني لتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫برنامج تأهيل و تحديث االنارة العمومية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديث اسطول النقل العمومي للتقليص من انبعاث الغاز داخل المجال الحضري ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما ان وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للجماعات المحلية‪ ،‬ما فتئت تواكب الجماعات في‬
‫مجال المحافظة على البيئة و التنمية المستدامة و ذلك بتنظيم لقاءات وطنية يشارك فيها رؤساء الجماعات‬
‫الترابية و ممثلون عن القطاعات الحكومية من اجل التحسيس برهانات و تحديات التغيرات المناخية و دور‬
‫الجماعات في هذ ا المجال من خالل العمل على ترسيخ الحق في بيئة سليمة و مستدامة كحق اساسي لضمان‬
‫العيش الكريم للساكنة المحلية بحكم قربها منها ‪ ،‬و تسطير برامج و مخططات تصب في هذا المجال‪ ،‬و‬
‫انخراطها في الميثاق الوطني للتنمية المستدامة و المحافظة على البيئة‪ ،‬و ذلك في اطار التكامل مع باقي‬
‫األوراش الكبرى التي اطلقتها المملكة في مجال البيئة و التنمية المستدامة و نخص بالذكر مشروع الطاقة‬
‫الشمسية " نور " بورزازات ‪ ،‬مشاريع الطاقة الريحية ‪ ،‬قانون منع االكياس البالستيكية ‪ ،‬اعداد الميثاق‬
‫الوطني للبيئة و التنمية المستدامة ‪ ،‬و اخيرا و ليس آخرا تنظيم بالدنا لمؤتمر كوب ‪ 22‬بمراكش ‪.‬‬

‫‪ . 3‬دور الشراكة و التعاون في ترسيخ الثقافية البيئية للمجتمع‬


‫و كما ذكرنا سالفا‪ ،‬فان الجماعات غير قادرة لوحدها على النهوض بورش حماية البيئة‪ ،‬فكان لزاما‬
‫عليها الدخول في شراكات مع هيئات المجتمع المدني و باقي المتدخلين في هذا المجال ‪.‬‬

‫و تفعيال لروح الدستور ‪ ،2011‬تنص المادة ‪ 121‬من القانون التنظيمي للجماعات ‪ 113 . 14‬على ما‬
‫يلي ‪ " :‬طبقا للفصل ‪ 139‬من الدستور‪ ،‬يمكن للمواطنين و المواطنات والجمعيات ان يقدموا وفق الشروط‬
‫المحددة بعدة عرائض يكون الهدف منها مطالبة المجلس بإدراج نقطة تدخل في صالحياته ضمن جدول‬
‫اعماله "‪ .‬و من هنا يبرز دور الشراكة في تقديم اقتراحات في مجال البيئة و المحافظة عليها‪ .‬و لقد اتاحت‬
‫الشراكة و التعاون ‪ ،‬دخول الجماعات في اتفاقيات سواء مع المؤسسات العمومية او جمعيات المجتمع المدني‬
‫المعنية بالبيئة و نخص بالذكر ‪ :‬مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة و التي تقوم بأعمال جليلة في هذا‬
‫االطار ‪.‬‬

‫و بالنظر الى االختصاصات الواسعة التي اصبحت تتمتع بها الجماعة فقد اصبحت مطالبة بالتعبئة في‬
‫المجال البيئي من خالل الحفاظ على البيئة و الحد من اثار التغيرات المناخية و التلوث الذي يكلف بالدنا و‬
‫مواطنينا امواال طائلة كان حريا بها ان تستثمر في مجاالت اخرى ‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫اصبح االهتمام بالمجال البيئي و التنمية المستدامة من المرتكزات االساسية لبرامج عمل الجماعات ‪،‬‬
‫حيث يجب عليها ان تلعب دورا اساسيا في التخطيط و تنفيذ البرامج في هذا المجال و تحسيس الساكنة‬
‫بضرورة الحفاظ على البيئة و حماية االنسان و الكائنات االخرى من خطر االضرار بالبيئة ‪ ،‬و حفاظا على‬
‫مواردنا الطبيعية ‪ ،‬و ذلك تكريسا للتوجهات الملكية التي تولي للبيئة و المحافظة عليها اهتماما خاصا ‪.‬‬

You might also like