Professional Documents
Culture Documents
dryeddi12@gmail.com
https://yeddibooks.com/
1
الحديث ليحصلوا على نصيبهم من كيكة التوسع المصري الطامع في السودان
وثرواته ولم يتفحص الساسة والعسكر االغبياء والخبراء المبرمجين في السودان
االمر من جميع جوانبه الخطيرة.
ال يمكن لمشروع كبير كسد النهضة وتقوم بتمويله جهات مالية
عالمية أن يتحرك إلى األمام ويتم إنجازه من دون الحصول على ضوء أخضر
من الدوائر المالية االستعمارية العالمية والتي تديرها الدول الغربية وامريكا
وصهيونيتها .كما أن مصر كانت مشاركة في كل ذلك ومباركة لمشروع السد
في بداياته وهي تعلم المآالت الحتمية من قيام سد ضخم من هذا القبيل وهذا
يشير إلى أن في االمر مسائل تتجاوز االجندة الظاهرية والمعلنة وما تتناولها
السياسة ووسائل االعالم.
2
النهضة وال هدفها حماية ما تسمى "حقوقها" في مياه النيل بضرب أو تعطيل
سد النهضة وإنما لمصر مطامع داخل األراضي والمياه والثروات السودانية.
فمصر تعلم جيدا أن هذا السد سيكون للسودان كالسد العالي لمصر ولذلك
فإن مصر تريد أن تستحوذ على االراضي التي تقع خلف سد النهضة بعد أن
تحقق مطامعها الجيوسياسية في السودان وتعلب إمارات عهر أوالد زايد دو ار
كبي ار في ذلك كما فعلوا في القدس الشرقية من خالل عمالتهم وسمسرتهم
بالممتلكات الفلسطينية لصالح الصهاينة.
إن مصر تعلم أنه حتى لو حجز سد النهضة كامل المياه االثيوبية
التي تسقط من السماء على األراضي االثيوبية داخل األراضي االثيوبية فإنه
ليس لمصر الحق في االعتداء على اثيوبيا وإن القانون الدولي ال يعطيها
الحق في ذلك أبدا .ألن أي اعتداء من هذا القبيل سيكون سابقة تاريخية لم
تجرؤ عليها أية دولة أخرى وال يحق لها ذلك أبدا وأن أي اعتداء مصري على
اثيوبيا سيؤدي إلى انتقام اثيوبي حتمي عاجال أو آجال ولن تنجو مصر من
ذلك االنتقام االثيوبي الذي سيكون مؤذيا لمصر أكثر من األذى الذي يمكن
أن تتسبب به مصر لثيوبيا من عملية ضرب سد النهضة وتعطيل العمل فيه.
فتركيا تقيم السدود على منابع دجلة والفرات كما تشاء وال يحق لسوريا أو
العراق القيام بأي عمل عسكري ليقاف إقامة تلك السدود ،حتى لو كانتا
3
قادرتين على ذلك ،الن المياه التي تسقط من السماء على تركيا هي ملك
لتركيا حتى تخرج بقايا تلك المياه من حدودها القليمية .كما تفعل الصين نفس
االمر بالنسبة للمياه ومنابعها التي في أراضيها .ولذلك فإن هدف مصر من
خالل خلق كل تلك الزوبعة المحمومة حول سد النهضة واالجتماعات
والمباحثات واالستعراضات العسكرية مع العسكر االغبياء وأبناء الحرام في
السودان هو تحقيق أكبر مكاسب جيوسياسية داخل السودان مما يجعل
السودان جزء جغرافيا ال يتج أز من مصر وبعد ذلك لن يضير مصر أن تبني
اثيوبيا عشرين سدا على النيل بل لن يضير مصر إن حجزت اثيوبيا كل
مياهها داخل أراضيها .إن فرصة مصر التاريخية لتحقيق مطامعها
الجيوسياسية في السودان هي استغالل زوبعة سد النهضة هذه وخلق اختراق
جيوسياسي يعيد السودان إلى عهد االستعمار التركي والذي اتى معه
المصريون مرتزقة أو عهد االستعمار البريطاني والذي اتى معه المصريون
مرتزقة ولم يشهد السودان سفكا لدماء ابناءه كما شهده في هذين العهدين
االستعماريين ولم يكن من سفكوا دماء السودانيين أحدا سوى المرتزقة
المصريون الذين لو ال التحاقهم بالجيوش االستعمارية لما تج أر االتراك أو
االنجليز على دخول أراضي السودان التي تتكون من صحراء وشبه احراش
واحراش.
4
لذلك يجب على الشعب السوداني أن ينتبه لهذه المؤامرة التي اسميها
مؤامرة القرن والتي يتم انجاز اجندتها من خالل استغالل ما يسمى "حقوق"
مصر المزعومة في مياه النيل .فبعد أن فشل مشروع القرن الصهيوامريكي
والذي كان لمؤامرة القرن المصرية في السودان هذه عالقة معها ومكملة لها
وجائزة لمصر بسبب أدوارها العميلة والمشبوهة في المنطقة فقد استمر السعي
المصري في انجاز مؤامرة القرن في السودان رغم توقف انجاز مشروع القرن
الصهيوني بعد أن وجدت الدوائر الغربية والصهيوامريكية العين الروسية
الحمراء وأدركت تلك الدوائر أن روسيا قادرة على إشعال منطقة الشرق األوسط
برمتها ضد الغرب والدوائر الصهيوامريكية إذا استمروا في انجاز ما يسمى
بمشروع القرن الصهيوني ولذلك حاولوا االنتقام من روسيا في اوكرانيا .لكن
استمرت مصر في انجاز مؤامرة القرن في السودان وتقوم الدوائر الغربية
والصهيوامريكية بتقديم المساعدة لمصر لتحقيق ذلك خدمة لمواقفها التآمرية
ضد العالم العربي والسالمي خاصة ونحن نشهد مشاركة عاهري الشيخ زايد
في هذه المؤامرة بشكل حثيث وظهور مطامعهم في األراضي السودانية وثرواتها
ودليل ذلك أن لمارات عهر أبناء زايد عالقات وطيدة مع اثيوبيا وتساهم
بدورها في إكمال سد النهضة هذا والتي تتظاهر مصر بمعارضة بناءه رغم
ان لها عالقات وطيده مع امارات عهر أبناء زايد .وهذا يؤكد أن المسألة ليست
مجرد مسألة سد النهضة أو "حقوق" مصر المزعومة في مياه النيل وإنما فقط
5
تحقيق أطماع مصر التاريخية في السودان .فإذا حققت مصر اطماعها
الجيوسياسية في السودان فإنه ليس من أولوياتها جريان النيل حتى الدلتا ألنها
إذا حققت مطامعها الجيوسياسية في السودان فإنها تستطيع بذلك أن تحرم
السودان وشعبه من استخدام كامل حقوقه في مياه النيل وتستغل مصر بذلك
األراضي السودانية لصالح مشاريعها االستيطانية المستقبلية في السودان على
حساب الشعب السوداني واجياله المستقبلية.
6
السودان وكل ذلك كان هدفه البقاء على السودان دولة ضعيفة وقابلة للتفكيك
واراضيه قابلة للضم واالستعمار واالستغالل.
7