‫قبل خمس عشرة سنة كنت أعمل موظفة في مدريد‪ ،‬ولكن لم يكن عمي يعجبني كثيرا وقررت أن آخذ

إجازة لمدة‬

‫سنة‪ .‬تكلمت مع خطيبي إدريس‪ ،‬الذي كان مغربيا‪ ،‬واقترحت عليه االنتقال إلى مدينة‪ 0‬طنجة‪ .‬وافق إدريس فورا‬

‫النه لم يزر بلده منذ فترة طويلة وأعجبته الفكرة‬

‫ذلك الصيف‪ ،‬بينما كنت أحضر السفر‪ ،‬بدأت في دراسة اللهجة المغربية و حدي بمساعدة كتاب وبضعة كاسيتات‬

‫(في ذلك الوقت لم تكن موجودة أقراص السي دي)‪ .‬ولم يكن صعبا علي النني كنت أعرف كتابة الفصحى‬

‫وقراءتها في ذلك الوقت‪ .‬كان صيفا رائعا‪ ،‬مليئا باالو هام الن تخطيط رحلة طويلة هو جميل جدا ويعطي حياتك‬

‫معنى جديدا‬

‫كنا في فصل الربيع لما خططنا السفر‪ .‬ووصلنا إلى طنجة في أواخر الصيف‪ .‬سافرنا بالقطار طول الليل حتى‬

‫الجزيرة الخضراء‪ ،‬وفي الصباح ركبنا السفينة باتجاه طنجة‪ .‬كنا حاملين بكثير من االشياء‪ :‬معنا شنطتين كبيرتين‪0،‬‬

‫سجادتين مغربيتين‪ 0‬و تلفزيونا صغيرا‬

‫عند وصولنا إلى طنجة وجدنا صعوبة بوجود فندق يسمح لنا االقامة فيه في غرفة مزدوجة الننا لم نكن متزوجين‪.‬‬

‫بعد جهد جهيد وجدنا فندقا غاليا استطعنا االقامة فيه معا في نفس الغرفة (إن المال يصنع المستحيل) وبعد ذلك‬

‫انتقلنا إلى فندق أخص‪ .‬فورا بدأنا في البحث عن شقة صغيرة لالستئجار وأخيرا وجدناها في منطقة‬

‫<<المصلى>>‪ ،‬حي شعبي في مركز المدينة قريب من المكتبة‪ 0‬السبانية‬

 ‫كاب شارعنا‪ ،‬مثل أكثر شوارع منطقة المصلى‪ ،‬سارعا خاصا بالمشاة وصيوا جدا‪ .‬وكانت شقتنا في الطابق‬

‫االرضي‪ .‬وكان ثمن االيجار مرتفعا جدا؛ يفكرون أن االوروبيين كلنا أغ نياء‪ .‬كان البيت صغيرا جدا‪ :‬فيه صالون‬

‫صغير‪ ،‬غرفة نوم صغيرة جدا دون باب (كنا نستعمل شرشفا بدال من باب خشبي) وبدون شباك فيها‪ ،‬مطبخ صغير‬

‫و مرحاض بال بانيو و ال دوش‬

‫الحمدهلل كان قآب البيت حمام شعبي كنا نذهب إليه مرة في االسبوع‪ .‬أنا إلى قسم النساء وإدريس إلى قسم الرجال‪.‬‬

‫وكانت الطيابة التي تحاسب في قسم النساء للحمام غليظة ورذيلة‪ :‬غير مؤدبة أبدا‪ .‬وفي الواقع لم يكن الحمام حمام‬

‫<<ألف ليلة وليلة>>‪ .‬ربما النه حي فقير من أحياء المصلى‬