‫كنز المستقبل‬

‫في الوقت الذي بدأت فيه النجوم تتالشى و تنطفئ الواحدة تلو‬
‫األخرى‪ ,‬أستيقظ المستكشف عمر للّذ هاب في رحلة إلى بالد‬
‫الصين‪.‬‬
‫أخذ عمر جواز سفره و ركب سّيارته ثم قصد المطار‪ ,‬عند الوصول‬
‫ذهب مسرعا إلى شباك التذاكر وأخذ تذكرته‪ .‬بعد ذلك اتجه نحو‬
‫قاعة الرحيل‪ .‬و بعد برهة من الزمن‪ ,‬استقل الطائرة مع بقية‬
‫المسافرين ثم انطلقت بهم‪.‬‬
‫وفي منتصف الطريق سمع المسافرون صوت غريب و لألسف‬
‫حصل عطب في المحّر ك األيمن فأمرنا قائد الطائرة بارتداء المضّلة‬
‫لبست مضّلتي و قفزت من الّطائرة قبل فوات األوان أّم ا اآلخرين‬
‫فقد وقعت بهم الّطائرة في قاع المحيط‪ .‬اما عمر فقد نزل في جزرة‪.‬‬
 ‫ظّل المستكشف و عاش متأقلما هناك لمّد ة خمس سنوات و تعّلم الكثير و‬
‫الكثير من األشياء مثل (الّص يد‪-‬إشعال الّنار‪-‬التمييز بين الّنباتات الّسامة و‬
‫غير الّسامة‪)...‬سئم المستكشف الّنوم فوق األشجار فقّر ر أن يبني بيتا من‬
‫الحطب‪ ,‬فأسرع بالّذ هاب إلى الغابة‪ ,‬عندما وصل أخذ ما يستحّقه من‬
‫مستلزمات و انصرف‪ .‬لكنه لمح شيئا يلمع بشّد ة حذو الّش جرة‪ ,‬لم يترّد د‬
‫للحظة وذهب لإلّطالع عليه فقد كانت خريطة كنز فاستغرب‬
 ‫فبعد الوصول ضّل يعمل على بناء المنزل‪ .‬عندما انتهى منه قد كانت‬
‫اللحظة اّلتي كان فيها قرص الّش مس يختفي خلفا األفق الغربّي ‪ ,‬نام‬
‫المستكشف و هو مرتاح البال و صافي الّذ هن‪.‬‬
‫في صبيحة اليوم الّثاني لم يجل بباله إّلى موضوع الخريطة فقد كان يفّك ر‬
‫كيف سيعود ماهي المستلزمات اّلتي سيأخذها معه إلى المكان‪ ...‬بعد تفكير‬
‫طويل قّر ر أن يصنع ثالثة حقائب‪ ,‬اثنين لألكل و واحدة لألغراض‪ ,‬جّهز‬
‫حقائبه الّثالثة و خلد إلى أّنوم‪ .‬في فجر اليوم الّثالث لبس ثيابه وأخذ حقائبه‬
‫والخريطة و انطلق‪ ,‬كان الّطريق مملوء بالتضاريس والبحيرات والوديان‪,‬‬
‫عند الوصول استغرب المستكشف فقد وجد مغارة‪.‬‬

‫توّغ ل المستكشف داخل المغارة لكنها كانت عميقة و لألسف سدل اّليل‬
‫أجنحته فغمر األرض ظالم دامس فأشعل المستكشف بجانبه نارا و خلد إلى‬
 ‫الّنوم‪.‬في صبيحة اليوم الّر ابع أفاق المستكشف و أكل ثم أكمل طريقه‪ ,‬ضّل‬
‫يمشي حّتى توّسطت الّش مس كبد الّسماء و أصبح ظّل كّل شئ مثله لكي يجد‬
‫الكنز‪ .‬شّقت االبتسامة وجنتيه فإذ به يلمس الكنز‬
‫فيج‬
‫د نفسه في المستقبل فاستغرب المستكشف و لم يستوعب األمر جّيدا فسأل‬
‫رجال عجوزا فقال له‪.‬‬
‫‪-‬نحن في أّي عام؟‬
‫‪-‬نحن في عام ‪.2182‬‬
‫‪-‬هل تمزح معي !!نحن في عام ‪2022‬‬
‫‪ -‬انت مخطئ يا سيدي ! نحن في عام ‪! 2182‬‬
‫‪ -‬حسن هل تعرف كنز هنا في األرجاء‪.‬‬
‫‪ -‬آسف يا سيدي انا لم اسمع بكنز هنا لكن هل تريد القليل من النقود‬
‫‪ -‬شكر يا سيدي لم تكن مجبرا‬
‫استوعب المستكشف أن الكنز سحري و نقله إلي المستقبل‪ .‬و بعد برهة من‬
‫الزّم ان‬
‫بدأت عصافير بطن المستكشف تزقزق فذهب إلى مطعم ‪ .‬دخل فرحب به‬
‫إنسان آلي صغير الحجم و اعطه لوح رقمية لكي يطلب غدائه ‪.‬‬
‫و بعد دقائق أتى اآللي و اعطه قرصا فاستغرب الرجل و أكله ‪.‬‬
‫بغرابة لم يعد‬

‫بعد أن تغدى توجه إلى وسط المدينة ليتفسح قليال لكنه اندهش من غرابة‬
‫األشكال الهندسية للبناءات و من كثرة األلوان الساطعة التي تغمر المدينة‪.‬‬
‫وبينما هو كذلك رأى متجرا غريب الشكل فقرر الدخول اليه‪ .‬عند التجول‬
‫في ارجائه استرعى انتباهه وجود هاتف وبجانبه الفتة مكتوب عليها‪:‬‬

‫هذا الهاتف يشتغل بالذكاء االصطناعي‬

‫فسأل عمر المسؤول التجري عن نوعية هذا الهاتف‪.‬‬
‫فاجابه قائال‪:‬انه"االيفون ‪"50‬‬
 ‫فقرق شرائه‪ .‬وخرج به فرحا مسرورا‪.‬إثر ذلك توجه الى اقرب فنطق و‬
‫حجز غرفة لالستراحة من عناء‬
‫التجول‪.‬‬

‫مرت السنوات سريعا تزوج خاللها وأنجب أطفاال‪ .‬أما في عمله فعمله فقد أصبح‬
‫ثريا و امتلك العديد من الشركات و المتاجر‪.‬‬
‫و ذات يوم من االيام أنهكه العمل كثيرا فقرر الخروج في نزهة ليروح عن نفسه‬
 ‫قليال‪ .‬أثناء سيره في الطريق الحظ وجود معرض لالشياء الغير المألوفة فدفعه‬
‫الفضول الى الدخول لالستكشاف ما بدخله‪.‬‬

‫اثناء التنقل بين أروقة المعرض تسمر واقفا امام شيء مثير‪:‬انه الكنز الذي‬
‫نقله إلى المستقبل الذي يعيش فيه اآلن‪ .‬فراوده الحنين الى لمسه لكنه امتنع‬
‫عن ذلك في آخر لحظة‪.‬‬
‫فلقد تذكر انه سيعود الى عالمه الماضي عند يلمسه‪.‬‬
‫فكر كثيرا في األمر ايهما االحسن العيش في الماضي أو العيش في‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫وفي االخير خير المستقبل الن ثروته‪ ,‬ابنائه و زوجته موجودة فيه‬