You are on page 1of 126

‫بقلم‪:‬‬

‫سارة عادل محمود‬

‫مؤسسة روائع للثقافة والفنون والنشر‬


‫الطبعة األولى ‪2021‬‬
‫‪00201064655421‬‬
‫‪00201140178144‬‬

‫رقم اإليداع‪2021 / 23701 :‬‬


‫الترقيم الدولي‪978 - 977 - 6919 - 11 - 2 :‬‬

‫غالف وإخراج‪:‬‬

‫أحمد الطنانى‬
‫اإلهداء‬
‫�إل��ى تلك العيون البريئة‪ ,‬واالبت�سامة ال�صادقة‪,‬‬
‫والعقول النقية الذكية‬
‫�إلى من هم �سعادة العالم وم�ستقبله �إلى كل �أطفال‬
‫العالم �أهدي مجموعتي هذه �إليهم‪.‬‬
‫المؤلفة‬

‫‪3‬‬
‫الملخص‬

‫عالم خيالي عالم فوق ت�صور الب�شر‪ ,‬عالم غريب‬


‫عالم تتكلم فيه الأدوات والحيوانات مع الإن�سان‬
‫لتتعاون معه ليغير من حاله �إلى الأف�ضل ليتعلم �أن‬
‫معجزات اهلل ال ح�صر لها‪...‬‬

‫‪5‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كيف تكون القمر‬

‫في زمن بعيد لي�س هناك ب�شر كثير في الأر���ض؛‬


‫حيث كان النا�س يعملون في �ضوء ال�شم�س‪ ،‬ولكن‬
‫الليل ي�أتي بظالمه الحالك حيث ال يوجد به �سوى‬
‫النجوم‪ ,‬كان في �شرق الأر�ض يوجد بلدة �صغيرة‪,‬‬
‫�سكانها يعملون بالزراعة‪.‬‬
‫كانوا ب�سطاء ً‬
‫جدا‪ ،‬الرجال يحرثون والن�ساء يزرعن‬
‫والأطفال يلعبون منذ �أن ت�شرق ال�شم�س حتى تغرب‪,‬‬
‫يعودون لمنازلهم ب�سبب خوفهم من الظالم‪.‬‬
‫ا�ستمر هذا الحال مدة طويلة من الزمن‪ ,‬وذات يوم‬
‫و�ضعت امر�أة وليدها ال�صغير‪ ،‬كان طفال جميال ً‬
‫جدا‬
‫ذا وجه دائري م�ضيء ً‬
‫جدا‪ ,‬فرح به والداه و�أحباه‬
‫جدا‪� ,‬أ�سمياه قمر‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كان الطفل يكبر يوما تلو الآخ��ر وي��زداد �إ�ضاءة‬
‫وجماال‪ ،‬كان مختلفا تماما عن بقية الأطفال‪,‬‬
‫كان هادئا يحب ال�سكون والظالم‪ ،‬ويحب العزلة‬
‫والوحدة‪.‬‬
‫كبر الطفل و�صار ي�ساعد والديه بالزراعة ويتمنى مثل‬
‫بقية النا�س �أن يكون هناك �ضوء في الليل كي يحر�سوا‬
‫مزارعهم و�أغنامهم من الذئاب و�أي �شيء �آخر‪.‬‬
‫ذات يوم بينما كان قمر يزرع الذرة في �آخر النهار‪,‬‬
‫وبينما كان يتمنى مثل كل يوم �أن يكون هناك �ضوء‬
‫في الليل‪ ,‬امتد �أحد الزرع وحمل الطفل نحو ال�سماء‬
‫ظل يمتد والنا�س يرون هذا الم�شهد ووالدا الطفل‬
‫ي�صرخان قمر يا بني �إل��ى �أي��ن تذهب؟‪ ,‬ولكن ال‬
‫عال في‬
‫فائدة ظل الزرع يمتد حتى و�صل �إلى مكان ٍ‬
‫ال�سماء‪ ،‬وتكور الطفل وتعلق بال�سماء واختفى الزرع‬

‫‪8‬‬
‫الذي حمل الطفل‪ ,‬والنا�س ينظرون للقمر الم�ضيء‬
‫في ال�سماء وفرحوا كثيرا‪ ,‬وفرح والدا الطفل لأن‬
‫ابنهما �صار ي�أتي كل م�ساء لي�ضيء العالم �سارحا في‬
‫ال�سماء ي�سبح وي�صلي هلل ويق�ضي عمره في ال�سماء‬
‫يعبد الخالق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الكرة التي تحولت ذهبا‬

‫كان ر�ضا في الخام�سة من عمره عندما توفى والده‬


‫بزلزال هدم منزلهم وعا�ش مع والدته في منزل �صغير‪,‬‬
‫تمر الأيام فيكبر ر�ضا وي�صير عمره ‪� 8‬سنوات‪ ,‬كان‬
‫يدر�س بالمدر�سة وحين يعود يتناول الغداء مع والدته‪،‬‬
‫ومن َّثم يذهب ليلعب بكرته مع �أ�صدقائه‪� ،‬أما والدته‬
‫خياطة كي توفر لها والبنها الحياة التي‬
‫كانت تعمل َّ‬
‫يمكن �أن يعي�شاها‪.‬‬
‫ومع مرور الوقت تمر�ض الأم وتتوقف عن العمل‪,‬‬
‫فتعي�ش هي وولدها حياة فقر و�شقاء‪ ,‬ينتظران الجيران‬
‫لي�أتوا �إليهما بالطعام و�أحيانا ي�شترون للأم الدواء‪.‬‬
‫ذات يوم يقول ر�ضا لوالدته‪ :‬كم �أتمنى �أن يرزقنا اهلل‬
‫كي �أعالجك فها �أنا �أبيع الرغيف في الفرن المجاور‬

‫‪11‬‬
‫كي �أتح�صل على بع�ض النقود لأ�شتري بع�ض الطعام‬
‫ف�أحيانا الجيران ال يح�ضروا لنا �شيئا‪.‬‬
‫الأم‪ :‬بارك اهلل فيك يا بني �إن �شاء اهلل �سنرزق بالنقود‬
‫كلما حمدنا اهلل‪.‬‬
‫تمر الأيام ويقفل الفرن الذي يعمل فيه ر�ضا‪ ,‬فيبكي‬
‫لأنه ال ي�ستطع �شراء �أي �شيء لوالدته فيخبر والدته‬
‫بذلك فتحزن ولكنها تقول له احمد اهلل يا بني‪.‬‬
‫ذات يوم خرج ر�ضا بالكرة يركلها ويم�شي حزينا‬
‫على والدته المري�ضة‪ ،‬ويدعو اهلل �أن يرزقه كي‬
‫يعالجها‪ ,‬وبينما هو جال�س �إذ تحولت الكرة �إلى‬
‫ذهب فلم ي�صدق عينيه‪ ،‬الكرة �صارت كرة من‬
‫ذهب‪ ,‬ف�أخذها وهو في غاية ال�سرور ويحمد اهلل‬
‫وعاد للمنزل وحكى لوالدته ما جرى ففرحت الأم‬
‫وحمدت اهلل وقالت‪ :‬كنت واثقة ب�أن اهلل �سيرزقنا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ثم �أخذا الكرة وباعاها وتعالجت الأم وت�شافت‪،‬‬
‫وببقية النقود ا�شتريا منزال جميال‪ ,‬ومن ثم فتحت‬
‫الأم م�شروعا خيريا للفقراء وربت ابنها حتى كبر‬
‫و�صار �ضابطا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫حكاية اللؤلؤ‬

‫في زمن قديم كان يوجد مالك �صغير‬


‫فقد والدته في رحلة بين الكواكب حين‬
‫ا�صطدمت عربتهم ب�أحد الكواكب‪,‬‬
‫تفرق ُركاب العربة و�أغمي على المالك‬
‫َّ‬
‫ال�صغير‪.‬‬
‫وحين �أف��اق وج��د نف�سه وحيدا‪ ,‬فحزن‬
‫على فقدان والدته ف�شرع يبحث عنها بين‬
‫الكواكب والنجوم وال�شهب والأج���رام‬
‫ال�سماوية‬
‫فلم يجدها‪ ,‬فجل�س حزينا وفج�أة مر مالك‬
‫فعرفه و�أخبره �أن والدته بكوكب الأر�ض‪,‬‬
‫فهرع �إلى كوكب الأر�ض ولكن حين و�صل‬

‫‪15‬‬
‫كانت والدته قد غادرته بحثا عنه‪ ,‬فظل‬
‫يبحث ولكن دون جدوى فاعت�صر قلبه حزنا‬
‫فبكى وبكى‪ ,‬فكان كلما يبكي ت�سقط دمعة‬
‫على الأر�ض فتتحول �إلى ل�ؤل�ؤة‪.‬‬
‫وا�ستمر على هذا الحال مدة من الزمن �إلى‬
‫�أن امتلأت الأر�ض وقيعان البحار بالل�ؤل�ؤ‬
‫الجميل ذي لمعان وبريق‪.‬‬
‫وبعد مدة من الزمن غادر المالك ال�صغير‬
‫كوكب الأر�ض بحثا عن والدته‪ ,‬حتى التقى‬
‫بها في كوكب الزهرة ففرح بلقائها كثيرا‬
‫وقال‪ :‬لقد بحث عنك في كل الكواكب ولم‬
‫�أجدك فقالت‪ :‬و�أنا �أي�ضا بحث عنك ولكن‬
‫من الوا�ضح �أنك عندما تغادر �أنت � ِ‬
‫آت �أنا‬
‫فقال‪ :‬نعم �صحيح ولكن كنت مارا الآن‬

‫‪16‬‬
‫بكوكب الزهرة ف�سمعت �صوتك ف�أتيت‪,‬‬
‫ابت�سمت الأم واحت�ضنت ولدها وع��ادا‬
‫لمنزلهما وهما م�سروران‪� ,‬أما الأر�ض فظلت‬
‫ممتلئة باللآلئ حتى يومنا هذا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أدوات المدرسة المنقذة‬

‫�أ�شرفت االمتحانات وا�ستعد الطالب لدخولها‬


‫وتهي�أ �أولياء الأمور لتوفير الجو المنا�سب لأبنائهم‪,‬‬
‫ومن بين ه�ؤالء الطالب كان عبد الرحمن ي�ستعد‬
‫لالمتحانات فقد كان في ال�صف الرابع االبتدائي‪.‬‬
‫كان عبد الرحمن وحيد والديه‪ ,‬كانوا يعي�شون‬
‫بمنزل �صغير جميل كان لديه غرفه خا�صة به‪ ,‬كان‬
‫مدلال جدا من ِقبل والديه لأنه كان ذكيا جدا‪،‬‬
‫فقد كانا يوفران له كل �شيء يريده ويفيده‪ ,‬كانت‬
‫مدر�سته بعيدة جدا عن منزله فقد كان يذهب‬
‫بالبا�ص الخا�ص بها‪.‬‬
‫عندما جاء �أول يوم امتحان �أوقظته والدته فنه�ض‬
‫بن�شاط فاغت�سل ولب�س مالب�س المدر�سة وتناول‬

‫‪19‬‬
‫طعام الإفطار و�أخذ م�ستلزماته المدر�سية وودع‬
‫والديه وخرج‪.‬‬
‫ركب البا�ص وو�صل لمدر�سته وحين دخل ال�صف‬
‫وزع المعلم �أوراق االمتحان فقد كان امتحان القر�آن‬
‫الكريم‪ ,‬ا�ستلم عبد الرحمن الورقة ثم فتح حقيبته‬
‫لإخراج القلم والممحاة والم�سطرة والمبردة ولكنه‬
‫ُ�صعق فقد ن�سيهم في المنزل‪ ,‬وعندما �أخبر الأ�ستاذ‬
‫�صرخ في وجه وطرده من ال�صف‪.‬‬
‫خرج عبد الرحمن يبكي لأنه �أول مرة ين�سى �أدواته‬
‫المدر�سية وبينما كان جال�سا يبكي قرب مكتبة‬
‫الأدوات المدر�سية قفز �إليه قلم وممحاة وم�سطرة‬
‫ومبردة ي�س�ألونه عما يبكيه؟ ف�أجاب‪ :‬لقد ن�سيت‬
‫�أدواتي المدر�سية ُ‬
‫وطردت من االمتحان‪ ،‬فقال القلم‪:‬‬
‫ال تقلق يا �صديقي ف�أنا ورفاقي الممحاة والم�سطرة‬

‫‪20‬‬
‫والمبرد �سن�أتي معك لتدخل االمتحان‪ ,‬فقال عبد‬
‫الرحمن في فرح‪ :‬حقا!! ف�أجاب‪ :‬الجميع نعم‪.‬‬
‫ف�أخذها عبد الرحمن وذهب لل�صف وقال‪ :‬وجدت‬
‫�أدواتي المدر�سية ف�أدخله الأ�ستاذ‪ ,‬دخل عبد الرحمن‬
‫وهم بالإجابة على‬
‫وجل�س ثم قر�أ ورقة االمتحان َّ‬
‫الأ�سئلة كاملة و�ساعدته الأدوات المدر�سية بكتابة‬
‫خط جميل‪ ,‬بعدما �أكمل �س َّلم الورقة وعاد للمنزل‬
‫وع��ادت الأدوات لمكتبتها‪ ,‬و�صل عبد الرحمن‬
‫للمنزل وحكى لوالدته ما جرى فقالت‪ :‬اهلل يحبك‬
‫ف�أجاب‪ :‬اجتزت االمتحان بف�ضل اهلل ثم �أدوات‬
‫المدر�سة المنقذة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الصياد المحظوظ‬

‫كان على �ضفاف نهر الغابة يعي�ش �صياد في كوخ‬


‫�صغير مع زوجته وابنتيه‪ ,‬كان حالهم ال ُيح�سد عليه‬
‫فهم يعتمدوا على ال�سمك الذي ي�صطاده ال�صياد ثم‬
‫يبيعه في �سوق المدينة لي�شتري لهم ما يحتاجونه‬
‫ويعود لهم بالأ�شياء‪.‬‬
‫ولكن في بع�ض الأوق��ات‪ ,‬كانت تمر �أيام بدون‬
‫�أن ي�صطاد �شيئا‪ ,‬وبع�ض الأحيان ي�صطاد يوميا كل‬
‫ح�سب ما يرزقه اهلل‪.‬‬
‫وفي فترة من الفترات ظل ال ي�صطاد �شيئا لمدة‬
‫�شهر كامل وقد نفذت م�ؤنهم من الم�أكل والم�شرب‬
‫فجل�سوا �أ�سبوعين دون �أكل فقط ي�شربون من ماء‬
‫النهر‪ ,‬فقالت الزوجة �ألم ت�صطد �شيئا؟ فقال‪ :‬ال‬

‫‪23‬‬
‫ولكني �أبذل ما بو�سعي‪ ،‬فقالت‪� :‬إن اهلل لن ي�ضيع‬
‫جهد من �أح�سن عمال‪ ،‬ف�أجاب‪ :‬نعم �س�أخرج الآن‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬رافقتك ال�سالمة‪.‬‬
‫خرج ال�صياد وكان الوقت فجرا فتوغل في البحر‬
‫ليال وبعد جهد كبير‬
‫�إلى ال�شمال‪ ,‬مكث ثالث ٍ‬
‫ا�صطاد �سمكة �صغيرة وعاد للمنزل‪ ,‬فجاءت زوجته‬
‫ت�س�أله هل ا�صطدت �شيئا؟ قال‪ :‬لقد ا�صطدت هذه‬
‫ال�سمكة ال�صغيرة اطهيها لنا الآن‪ ,‬فقالت‪ :‬الحمد هلل‬
‫ثم �أخذتها في فرح لتطهيها‪ ,‬وما �أن قطعتها حتى‬
‫وجدت فيها قطعة ذهب كبيرة ف�صرخت انظروا‬
‫ماذا وجدت!!! فهرعوا �إليها جميعا ونظروا لقطعة‬
‫الذهب ففرحوا جميعا‪.‬‬
‫ق��ال ال�صياد‪� :‬أي��ن وجدتيها؟ ف�أجابت‪ :‬داخل‬
‫ال�سمكة فحمدوا اهلل جميعا‪ ،‬قالت الزوجة‪� :‬ألم �أقل‬

‫‪24‬‬
‫�أن اهلل لن ي�ضيعنا‪ ،‬قال ال�صياد‪ :‬نعم الحمد اهلل‪ ,‬ثم‬
‫�أكلوا ال�سمكة‪.‬‬
‫وفي �صباح اليوم التالي �أخذ ال�صياد قطعة الذهب‬
‫وباعها في ال�سوق وا�شترى منزال جميال لعائلته‬
‫وودع حياة ال�شقاء والب�ؤ�س وفتح مطعما كبيرا و�صار‬
‫من �أغنى رجال المدينة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫زهرة ألجل لين‬

‫في بلدة �صغيرة كانت تعي�ش فتاة تدعى لين مع والديها‬


‫في منزل جميل‪ ,‬كانت جميلة جدا تبلغ من العمر ع�شر‬
‫�سنوات ذات �شعر �أ�سود طويل وعينين جميلتين لكنها‬
‫معاقة ال ت�ستطيع الم�شي‪ ,‬كان لها �أ�صدقاء كثيرون‬
‫تحبهم ويحبونها هناء و�سمية ول�ؤي ويو�سف ي�ساعدوها‬
‫في الدرا�سة لأنها ال ت�ستطيع الذهاب للمدر�سة يوميا‪,‬‬
‫وبع�ض الحيوانات التي يحبونها كثيرا الح�صان الع�صافير‬
‫الفئران الجميلة والكلب الوفي‪.‬‬
‫كانت تنظر �إليهم من نافذة المنزل وهم يلعبون وفي‬
‫بع�ض الأوقات تذهب للحديقة لمقابلتهم والمرح معهم‪,‬‬
‫وكان ي�ساعدها �أ�صدقا�ؤها الفئران لجر الكر�سي‪ ,‬تقول‬
‫لين‪ :‬لقد �أتعبتكم يا �أ�صدقائي فترد الحيوانات‪ :‬نحن‬

‫‪27‬‬
‫نحبك كثيرا يا لين؟‪ ,‬وفي الم�ساء تحكي لأ�صدقائها‬
‫الحيوانات ق�ص�صا جميلة و�أوقات �أخرى تذاكر درو�سها‬
‫كانت �سعيدة بذلك ولكن في �أوقات �أخرى تحزن‪.‬‬
‫ذات يوم �أعلن عن حفل لتكريم الطالب الأذكياء‬
‫في البلدة‪ ،‬وقرروا �أنه �سيقام في البرج ال�شرقي‪ ،‬ذهب‬
‫الجميع للحفل ولكن لين لم ت�ستطع الذهاب وبقت في‬
‫المنزل في ال�ساحة الخلفية منه ظلت تبكي عندما ر�آها‬
‫�أ�صدقا�ؤها الحيوانات حزنوا عليها‪ ,‬فقال الكلب الوفي‪:‬‬
‫يجب �أن ن�ستدعي ال�ساحرة الطيبة قالت الع�صافير‪ :‬نعم‬
‫�سوف نغنى وظلوا يغنون وفج�أة ظهرت ال�ساحرة الطيبة‬
‫ف�س�ألتها‪ :‬لماذا تبكي يا �صغيرتي؟ فقالت لين‪ :‬اليوم حفل‬
‫تكريم الطالب الأذكياء و�أقيم الحفل في البرج العالي وال‬
‫�أ�ستطيع طلوع ال�سلم‪ ,‬فم�سحت ال�ساحرة دموع لين‪،‬‬
‫م�سكت زهرة الوادي الأبي�ض �سوف تم�شين‪,‬‬
‫ِ‬ ‫وقالت �إذا‬

‫‪28‬‬
‫لك‪.‬‬
‫أ�صدقائك الحيوانات �أن يجلبوها ِ‬
‫ِ‬ ‫على �‬
‫َف ِه َم الح�صان وقال‪� :‬أنا �س�أذهب‪ ,‬فردت ال�ساحرة‪:‬‬
‫ح�سنا‪ ,‬ثم تمتمت بكلمات وقالت للح�صان‪ :‬انطلق‪,‬‬
‫فانطلق الح�صان قاوم الرياح القوية وال�صخور المت�ساقطة‬
‫والنهر البركاني حتى و�صل �إلى الوادي الأبي�ض وقطف‬
‫الزهرة ورجع ف�أم�سكت لين بالزهرة و�شمت رائحتها‬
‫و�سرعان ما قامت تم�شي وحينئذ �صرخ الجميع لين‬
‫تم�شي!!!!‬
‫فرحت لين وفرحت الحيوانات ثم �صنعت ال�ساحرة‬
‫عربة للين وركبت لين العربة وانطلقت العربة حتى و�صلت‬
‫للحفل في الوقت الذي ذيع ا�سمها للجائزة دخلت لين‬
‫وا�ستلمت جائزتها‪ ,‬عندما ر�آها الجميع فرحوا كثيرا لها‪،‬‬
‫وهنئوها و�أعطوها زهورا كثيرة ولكن تبقى زهرة واحدة‬
‫فقط لأجل لين‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫أدوات المطبخ المعدنية القديمة‬

‫في منزل جميل كان يعي�ش �أمير البالغ من العمر‬


‫‪� 12‬سنة و�أخته �سلوى البالغة من العمر ‪� 9‬سنوات مع‬
‫والديهما‪.‬‬
‫كان الطفالن �سعيدان بحياتهما‪ ,‬يلعبان ويدر�سان‪,‬‬
‫�أم��ا والدتهما فكانت دائما تطهي لهما الطعام‬
‫والحلوى اللذيذة حتى يعود الوالد من عمله ليجد‬
‫الغداء جاهزا‪.‬‬
‫�إال �أن �سلوى تكره �أدوات المطبخ المعدنية‪ ,‬وتطلب‬
‫من والدتها �أن ت�شتري �أدوات زجاجية لتفخر بها‬
‫�أمام �أ�صدقائها‪ ,‬فكلما تدخل المطبخ توبخ الأدوات‬
‫أنت �أدوات بائ�سة قديمة ت�شعريني بالعار‪,‬‬
‫فتقول‪ِ � :‬‬
‫وترميها بالأر�ض‪ ,‬فتحزن الأدوات المعدنية‪ ,‬فتقول‬

‫‪31‬‬
‫لها‪� :‬سامحك اهلل‪.‬‬
‫�أما �أمير فيقول ل�سلوى‪ :‬ال تتكبري �ستحتاجين لهذه‬
‫الأدوات في يوم من الأيام‪.‬‬
‫تمر الأيام وي�أتي عيد ميالد �سلوى وت�شتري الأم‬
‫�أدوات زجاجية امتثاال لطلب ابنتها المدللة‪ ,‬وخب�أت‬
‫الأدوات المعدنية في الدوالب‪.‬‬
‫ت�ضع الأم الكيك والحلويات على المائدة وو�ضعت‬
‫الأطباق الزجاجية والمالعق فوق بع�ض‪ ,‬لت�ضع كل‬
‫قطعة كيك وحلوى في طبق وتعطيه ل�شخ�ص من‬
‫الزوار‪.‬‬
‫جاء �أ�صدقاء �سلوى و�أمير بالهدايا‪ ,‬ظلوا يلعبون‬
‫�إلى �أن ارتطم �أحدهم بالمائدة ف�سقطت الأدوات‬
‫الزجاجية وتك�سرت كلها‪ ,‬فبكت �سلوى ب�شدة‪,‬‬
‫فجاءت الأم وقالت‪ :‬ال تقلقي يا �سلوى‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫و�أح�ضرت الأدوات المعدنية القديمة وفرحت‬
‫�ت يا �سلوى �إن الأدوات‬‫�سلوى‪ ,‬فقال �أمير‪� :‬أر�أي� ِ‬
‫أنقذتك‪ ,‬ف�أجابت �سلوى نعم �شكرا �أيتها‬
‫ِ‬ ‫المعدنية �‬
‫الأدوات المعدنية �أحبك كثيرا‪ ,‬فردت الأدوات‪:‬‬
‫ونحن نحبك �أي�ضا‪ ,‬و�ضحك الجميع وتناولوا‬
‫الكيك والحلوى‪.‬‬
‫ومنذ ذلك اليوم �أ�صبحت �سلوى تقدم التحية‬
‫واالحترام لأدوات المطبخ المعدنية كلما دخلت‬
‫المطبخ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫يوميات الزهور‬

‫في زمن بعيد‪ ,‬وفي �أق�صى �شمال الكرة الأر�ضية‪,‬‬


‫كان يوجد قرية جميلة زاهية معتدلة الجو عذبة‬
‫الماء ت�سكنها الزهور بعائلتها المختلفة مع بع�ض‬
‫الحيوانات والطيور الأليفة‪.‬‬
‫وكانت هذه الزهور جميلة جدا زاهية الأل��وان‬
‫ومختلفة في �ألوانها و�أ�شكالها‪ ,‬تعي�ش في بيوت ت�شبه‬
‫الفواكه في �أ�شكالها نظرا لحبها ال�شديد للفواكه‪� ,‬أما‬
‫طعامها فكان الع�شب النجمي‪.‬‬
‫كانت متنوعة و�أنواعها هي زهور النرج�س الجميلة‬
‫تتميز بال�شهامة‪ ,‬زهور الأنجليكا هادئة الطباع‪ ،‬زهور‬
‫دوار ال�شم�س تتميز بغرورها الدائم‪ ,‬زهور القرنفل‬
‫تتميز بالكبرياء‪ ,‬زهور الأقحوان تتميز بالوفاء‪ ,‬زهور‬

‫‪35‬‬
‫ال�سو�سن تتميز بالمرح‪ ,‬زهور الجالنيليا�س وهي قوية‬
‫ال�شخ�صية‪ ,‬الزهور المائية‪ ,‬زهور الأوركيد تتميز‬
‫بجمالها الأخاذ للألباب‪.‬‬
‫�أما الحيوانات فكانت الهرة اللطيفة‪ ,‬طائر البلبل‪,‬‬
‫الكلب الوفي‪ ,‬الح�صان الوردي الحمام والع�صافير‬
‫الجميلة‪.‬‬
‫كانت هذه المخلوقات تحب بع�ضها وتتزاور فيما‬
‫بينها تتنقل ب�سياراتها ال�صغيرة ذات الألوان الجميلة‪,‬‬
‫وتعي�ش �أيامها في مغامرات جميلة تتعاون فيما بينها‬
‫ومن هذه المغامرات‪:‬‬
‫عيد ميالد زهرة األوركيد‬
‫في �أحد الأيام قررت زهرة الأوركيد �أن تقيم‬
‫حفال لعيد ميالدها الرابع ع�شر‪ ,‬فذهبت لإخبار‬
‫والدتها التي كانت تعد طعام الغداء‪� ,‬أمي �أمي‬

‫‪36‬‬
‫ردت الأم‪ :‬نعم ماذا تريدين حبيبتي؟ �أجابت‬
‫الزهرة ال�صغيرة‪� :‬أريد �أن �أقيم حفال لعيد ميالدي‬
‫غدا تطرقت الأم قائلة‪ :‬ح�سنا يا �صغيرتي فلندعو‬
‫الأ�صدقاء‪ ,‬فرحت الزهرة ال�صغيرة بعد �أن‬
‫تناولت الغداء دعت جميع الزهور والحيوانات‬
‫والطيور ثم خرجت برفقة الح�صان ال��وردي‬
‫لت�شتري ف�ستانا جديدا للحفلة‪ ,‬بينما ا�شترت الأم‬
‫الكعكة والحلويات والع�صائر الطازجة‪ ,‬عادت‬
‫الزهرة ال�صغيرة وفي اليوم التالي ارتدت ف�ستانها‬
‫الجديد‪ ,‬كل �شيء �أ�صبح جاهزا وفي تمام ال�ساعة‬
‫ال�سابعة م�ساء ح�ضر جميع الأ�صدقاء حاملين‬
‫الهدايا وقدموها للزهرة ال�صغيرة‪ ,‬ثم �أطف�أت‬
‫ال�شموع واحتفلوا وتناولوا الكعك والحلوى ثم‬
‫هنئوها وودعوها وذهبوا‪ ,‬كانت الزهرة ال�صغيرة‬

‫‪37‬‬
‫�سعيدة للغاية ف�أخذت هداياها قائلة لوالدتها‬
‫ت�صبحين على خير �أمي ردت الأم‪ :‬ت�صبحين‬
‫على خير �صغيرتي‪ ,‬وذهبت الزهرة ال�صغيرة‬
‫لغرفتها لتنام‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫إنقاذ الحصان الوردي‬
‫بشهامة زهور النرجس‬

‫في �أحد الأيام مر�ض الح�صان الوردي بمر�ض‬


‫�شديد فلم ي�ستطع حتى ال��ذه��اب لي�شتري‬
‫الدواء‪ ,‬وكان الجميع ال يملكون المال الكافي‬
‫ل�شراء الدواء له‪ ,‬وال ي�ستطيعون االعتناء به لأن‬
‫كال له م�شاغله‪ ,‬وبينما هم على هذا الحال‬
‫عرفت زهرة النرج�س بخبر الح�صان فهرعت‬
‫�إليه لتراه ف�أ�شفقت عليه ولم يكن لديها مال‬
‫�سوى م�صروفها للطعام وال�شراب ولكن نظرا‬
‫ل�شهامتها ف�ضلت الح�صان عن نف�سها‪ ,‬فذهبت‬
‫لل�صيدلية وا�شترت الدواء ثم مرت على الدكان‬
‫وا�شترت بع�ض الطعام وعادت للح�صان‪ ,‬ظلت‬

‫‪39‬‬
‫ترعاه حتى تماثل لل�شفاء وعاد كما كان ن�شيطا‬
‫جدا و�شكر زه��رة النرج�س على م�ساعدتها‬
‫و�شهد لها الجميع على �شهامتها التي �أنقذت‬
‫الح�صان المري�ض‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫قوة الشخصية تكسب المنصب‬

‫�أعلن في �أحد الأي��ام عن م�سابقة الختيار ملكة‬


‫الأزه��ار و�أجريت اختبارات عديدة للزهور ولكن‬
‫نظرا لأن زهرة الجالنيليا�س قوية ال�شخ�صية ولديها‬
‫مميزات الجمال النادر والذكاء الحاد فقد كانت‬
‫تناق�ش بقوة وجر�أة وذكاء‪ ,‬فبعد �أن ت�شاور الحكماء‬
‫قرر �أن يلجئوا لجمهور الأزهار فتم االقتراع وطلعت‬
‫النتيجة‪ ,‬لقد تم اختيار زهرة الجالنيليا�س ملكة للقرية‬
‫لمدة عامين فرح الجميع بذلك وهنئوها و�أقاموا لها‬
‫احتفاال كبيرا‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫الغرور والكبرياء يؤديان للخسارة‬

‫كانت زهور دوار ال�شم�س مغرورة جدا وكذلك‬


‫القرنفل متكبرة جدا فكانتا ال تتنازال �أن تكلما‬
‫�أحدا من �شدة �إعجابهما بنف�سهما‪ ,‬وبد�أ الجميع‬
‫يقلل من زيارتهما فذات يوم مر�ضت زهرة القرنفل‬
‫فلم ت�ستطع �أن تخرج من بيتها وا�ستمر حالها هذا‬
‫مر بها طائر البلبل ف�أ�شفق عليها و�أخبر الجميع‬
‫حتى َّ‬
‫بمر�ضها فهرعوا �إليها جميعهم ووقفوا �إلى جانبها‬
‫حتى �شفيت ف�أدركت خط�أها وتعلمت �أن التكبر ال‬
‫يفيد ب�شيء‪.‬‬
‫بينما زه��رة دوار ال�شم�س كانت على غرورها‬
‫فقررت ال�شم�س الذهبية �أن تلقنها در�سا لن تن�ساه‬
‫�أب��دا‪ ,‬فغابت عنها �أ�سبوعا خلف الغيوم‪ ,‬فذبلت‬

‫‪43‬‬
‫زهور دوار ال�شم�س وكادت تموت‪ ,‬فمر بها الهر‬
‫فنادته هرهور فرد عليها قائال‪ :‬ماذا تريدين؟ فقالت‬
‫له‪� :‬أرجوك �أن تخبر ملكة الأزهار المائية �أن تتكلم‬
‫مع ال�شم�س لتقنعها �أن تظهر لأني �سوف �أموت‪،‬‬
‫فقال الهر‪ :‬ح�سنا‪ ,‬ثم ذهب و�أخبر ملكة الأزهار‬
‫المائية بطلب زهور دوار ال�شم�س‪ ,‬فهمت بدورها‬
‫تخبر ال�شم�س‪ ,‬فقالت ال�شم�س‪ :‬ح�سنا �إنما �أردت‬
‫�أن �ألقنها در�سا لن تن�ساه‪ ،‬فردت ملكة الأزهار المائية‬
‫�ضاحكة‪ :‬لقد تعلمت‪ ,‬ثم �ضحكتا‪ ,‬ظهرت ال�شم�س‬
‫الم�شرقة وعادت زهرة دوار ال�شم�س لجمالها‪ ,‬ثم‬
‫غبت؟ فردت‪:‬‬‫ِ‬ ‫�س�ألتها قائلة‪� :‬أيتها ال�شم�س لماذا‬
‫بجمالك‪ ،‬فقالت زهرة دوار‬
‫ِ‬ ‫أعلمك �أال تغتري‬
‫ِ‬ ‫لكي �‬
‫ال�شم�س‪ :‬لقد تعلمت‪ ,‬ثم دعت جميع الأ�صدقاء‬
‫واعتذرت لهم و�صارت متوا�ضعة و�أ�صبحوا �أ�صدقاء‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الذهاب لرحلة البحر‬

‫كانت زهور ال�سو�سن مرحة جدا وتحب �أن يكون‬


‫الجميع م�سرورين‪ ,‬لذلك قامت ب�أحد الأيام بدعوى‬
‫جميع الزهور لرحلة �إلى البحر‪ ,‬فوافقها الجميع‪,‬‬
‫قالت زهور الأوركيد‪� :‬س�آتي بكعكة‪� ,‬أما زهور‬
‫الجالنيليا�س قالت‪� :‬س�آتي بال�شاي والقهوة‪ ,‬تطرقت‬
‫زهور النرج�س قائلة‪� :‬أنا �سوف �أح�ضر الح�صير من‬
‫الع�شب البري للجلو�س عليه‪ ,‬لحقتها زهور دوار‬
‫ال�شم�س والقرنفل وقالتا‪ :‬نحن �سنح�ضر البا�ص‪,‬‬
‫ابت�سمت زهور الأنجليكا قائلة‪� :‬س�أح�ضر مو�سيقى‬
‫هادئة‪� ,‬أما زهور الأقحوان والأزهار المائية قالتا‪:‬‬
‫نحن �سنح�ضر الغداء والع�شب النجمي‪ ,‬وبالفعل‬
‫في �صباح اليوم التالي جاء البا�ص وركبت الزهور‬

‫‪45‬‬
‫جميعها وهي في غاية المرح تتراق�ص وتغني على‬
‫�أنغام المو�سيقى الهادئة التي ج��اءت بها زهور‬
‫الأنجليكا حتى و�صلوا للبحر‪ ,‬جل�سوا �أمام البحر‬
‫يلعبون وتناولوا م�أكوالتهم �إل��ى جانب الع�شب‬
‫النجمي وجبتهم الأ�سا�سية‪ ,‬ظلوا يمرحون �إلى �أن‬
‫جاء المغرب ثم عادوا لمنازلهم �سعداء‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫رد الجميل‬

‫من المعروف �أن زه��ور الأق��ح��وان تتميز‬


‫بالوفاء‪ ,‬فذات يوم كان الكلب الوفي واقعا‬
‫��ن؛ حيث كان بائع الخ�ضار ي�س�أله‬‫في َد ْي ٍ‬
‫مبلغا من المال لم يدفعه الكلب منذ �شهرين؛‬
‫لأنه لم ي�ستلم مرتبه ال�شهري ب�سبب م�شكلة‬
‫ما في عمله‪ ,‬فذهب البائع (طائر ال�سنونو)‬
‫وا�شتكى به لملكة الأزهار المائية التي قامت‬
‫بدورها ب�إ�صدار حكم القب�ض عليه و�سجنه‬
‫لمدة �شهرين رغم محاولته بالدفاع عن نف�سه‬
‫قائال‪� :‬أنا ت�أخرت ب�سبب ت�أخر مرتبي �أيتها‬
‫الملكة‪ ,‬فقالت الع�صافير‪� :‬إن الكلب معروف‬

‫‪47‬‬
‫بوفائه‪ ,‬لحقتها جميع الزهور قائلة‪ :‬نعم نعم‬
‫�إن الكلب له مواقف جميلة معنا‪ ,‬حينئذ‬
‫تذكرت زهرة الأقحوان موقف الكلب معها‬
‫كيف �أنقذها عندما كانت تم�شي بالطريق ولم‬
‫تلحظ �سقوط ال�صخرة من على الجبل ب�سبب‬
‫هبوب الرياح‪ ,‬فرك�ض خلفها و�أبعدها و�أنقذ‬
‫حياتها من الموت‪ ,‬ف�صرخت زهرة الأقحوان‬
‫قائلة‪� :‬أنا �س�أدفع المبلغ �إن هذا الكلب �أنقذ‬
‫حياتي والآن �س�أرد له الجميل‪ ,‬و�أخرجت‬
‫المال من حقيبتها ودفعته و�أفرج عن الكلب‪,‬‬
‫�شكر الكلب الزهرة‪ ,‬فقالت له‪ :‬ال �شكر على‬
‫واجب‪ ,‬وفي اليوم التالي �أقاموا احتفاال كبيرا‪,‬‬
‫فعا�شت الزهور والحيوانات حياة طيبة يمل�ؤها‬

‫‪48‬‬
‫المحبة والوئام يتعاونون فيما بينهم ويتزاورون‪,‬‬
‫ويملئون الأر�ض بروائحها الجميلة و�ألوانها‬
‫الجذابة حتى يومنا هدا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الوردة الباكية‬

‫في بلدة �صغيرة يعمها ال�سعادة كان هناك ب�ستان‬


‫يلعب فيه الأطفال‪ ,‬ي�سمى ب�ستان العم فرحان‪ ,‬كان‬
‫هذا الب�ستان مليء بالورود الجميلة والأزهار ذات‬
‫الروائح الذكية والطيور الملونة والن�سيم العليل‪.‬‬
‫كل يوم ي�أتي الأطفال ويلعبوا فيه‪ ،‬وذات يوم وقف‬
‫طفل في ال�سابعة من العمر يدعى عمر بجانب وردة‬
‫و�أخذ يت�أملها فالحظ �أنها تبكي‪ ,‬ونادى لأ�صدقائه‪:‬‬
‫انظروا �إلى هذه الوردة الباكية‪ ,‬فجاء الجميع لينظر‬
‫للوردة ثم �سخروا منه قائلين‪� :‬إنه ندى ثم ذهبوا‪.‬‬
‫فظل عمر بجانبها ي�س�ألها عن �سبب بكائها ولكن‬
‫دون جدوى فقرر �أن يخبر العم فرحان �صاحب‬
‫الب�ستان‪ ،‬وبالفعل ذهب وطرق الباب طق طق طق‬

‫‪51‬‬
‫العم فرحان‪ :‬من الطارق؟ عمر‪� :‬أنا عمر‪ ,‬فتح العم‬
‫فرحان الباب قائال بوجه ب�شو�ش‪ :‬ماذا هناك يا عمر؟‬
‫عمر‪ :‬هناك وردة تبكي بالب�ستان يا عم فرحان‪ ,‬العم‬
‫فرحان بده�شة‪ :‬عجيب‪ ,‬عمر‪ :‬تعال وانظر لها‪ ,‬العم‬
‫فرحان‪ :‬ح�سنا هيا بنا‪.‬‬
‫وعندما و�صلوا للوردة الباكية‪� ,‬س�ألها العم فرحان‪:‬‬
‫لماذا تبكي �أيتها الوردة؟ ف�أجابت ب�صوت حزين‪� :‬أنا‬
‫ل�ست وردة �أنا طفلة �صغيرة كنت ال �أحب النظافة‬
‫�أك��ل دون �أن اغ�سل ي��دي‪ ,‬ال �أنظف �أ�سناني‪ ,‬ال‬
‫�أغت�سل‪ ,‬ومالب�سي دائما مت�سخة‪ .‬لذلك مرت ملكة‬
‫النظافة وحولتني �إلى وردة باكية وقالت لي‪� :‬إذا‬
‫أحببت النظافة �س�أرجعك لهيئتك‪,‬‬
‫� ِ‬
‫قال العم فرحان ال تقلقي �س�أذهب �إليها و�أخبرها‬
‫بحبك للنظافة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ذهب العم فرحان و�أخبر ملكة النظافة ب�أن الوردة‬
‫الباكية ندمت و�أ�صبحت تحب النظافة ف�أعطته ماء‬
‫وقالت‪ :‬ا�سقها منه و�ستعود طفلة جميلة‪.‬‬
‫�أخد العم فرحان وعمر الماء و�سقيا الوردة الباكية‬
‫فتحولت لطفلة جميلة �صغيرة �شكرت الطفلة العم‬
‫فرحان وعمر وذهبت لوالديها وق�صت عليهما ما‬
‫حدث لها وفرحوا جميعا و�أ�صبحت تحب النظافة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫المزرعة السعيدة‬

‫في �إحدى القرى ال�صغيرة التي تطل على المدينة‬


‫من جهة‪ ,‬ومن جهة �أخرى تطل على غابة كثيفة‬
‫الأ�شجار؛ حيث كانت هذه القرية م�شهورة بمنازلها‬
‫ال�صغيرة‪ ,‬وك��ان لكل منزل مزرعة تحتوي على‬
‫الأ�شجار وال��ورود‪ ,‬والحيوانات الأليفة‪ ,‬كالأبقار‬
‫والأغنام‪ ,‬والدجاج والأران��ب‪ ,‬كما تحتوي على‬
‫الآالت �إنتاجية �صغيرة كالطاحونة‪ ,‬و�آل��ة �صنع‬
‫الجبن ال�صغيرة وغيرها من الأ�شياء التي تنتج ويقوم‬
‫المزارعون ببيع المنتجات في �سوق المدينة وي�شترون‬
‫قوت يومهم‪.‬‬
‫كان من بين هذه المنازل يوجد منزل �صغير يعي�ش‬
‫فيه رجل عجوز يدعى عبد اهلل وزوجته‪ ,‬وحفيده‬

‫‪55‬‬
‫الذي يبلغ من العمر ع�شر �سنوات ويدعى ماجد‪,‬‬
‫وكان العم عبد اهلل يمتلك مزرعة متو�سطة في منزله‬
‫كباقي المنازل‪ ,‬ولكنها مهدمة ال يوجد بها زرع‬
‫وال حيوانات وال �شيء �سوى طاحونة �صغيرة‪,‬‬
‫ويرجع هذا �إلى كبر �سن العم عبد اهلل‪ ,‬فهو قد‬
‫كبر بال�سن وال ي�ستطيع �أن يزرع مزرعته‪ ,‬وبالتالي‬
‫قد ا�ستنفد نقوده المدخرة التي كان ي�شتري منها‬
‫قوتهم‪.‬‬
‫وذات يوم وبينما كان الجد والجدة وحفيدهما‬
‫ماجد يتناولون طعام الإفطار الذي كان عبارة عن‬
‫ثالث بي�ضات‪ ,‬وبع�ض الأرغفة‪ ,‬وال�شاي ال�ساخن‪,‬‬
‫تطرق العم عبد اهلل قائال‪ :‬لقد بد�أت نقودنا تنفد‬
‫و�أنا ال �أ�ستطيع زراعة مزرعتي لأني كبرت بال�سن‬
‫و�صحتي ال ت�سمح لي ببذل مجهود كبير كهذا‬

‫‪56‬‬
‫لأزرع و�أنتج و�أبيع المنتجات و�أح�صل على‬
‫النقود‪ ,‬لذا قررت الذهاب �إلى المدينة و�أبحث عن‬
‫عمل منا�سب لي لأح�صل على النقود التي تمكننا‬
‫من العي�ش‪ ,‬الجدة‪ :‬ولكن ماذا �سوف تعمل؟‪,‬‬
‫ماجد‪ :‬نعم يا جدي ماذا �سوف تعمل؟ الجد‪ :‬ال‬
‫تقلقا �إن اهلل يرزق من حيث ال نعلم‪ ,‬خذوا هذا‬
‫المال �إنه كل ما لدينا‪ ,‬والآن �س�أذهب �إلى المدينة‬
‫للعمل وعندما �أح�صل على مال �س�أر�سله لكم مع‬
‫�أحد المزارعين‪ ,‬الجدة‪ :‬وفقك اهلل‪� ,‬إلى اللقاء‪,‬‬
‫الجد بعد �أن و�ضب �أغرا�ضه‪� :‬أنت رجل المنزل‬
‫في غيابي يا ماجد انتبه لجدتك‪ ,‬ماجد‪ :‬ح�سنا‪ ,‬ال‬
‫تقلق يا جدي �إلى اللقاء‪ ،‬الجد‪� :‬إلى اللقاء ثم خرج‬
‫في طريقه �إلى المدينة بحثا عن العمل‪.‬‬
‫مرت الأيام و�صرفت الجدة المال في �شراء الأكل‬

‫‪57‬‬
‫وال�شراب ولوازم المنزل‪ ,‬ولم ي� ِأت الجد ولم ير�سل‬
‫المال للجدة والحفيد‪.‬‬
‫وذات يوم في ال�ساعة التا�سعة م�ساء جل�س ماجد‬
‫في المزرعة تحت �شجرة عارية جافة لي�س بها‬
‫�أوراق وهو حزين يبكي‪ ,‬وفج�أة �سمع �صوتا يقول‪:‬‬
‫لماذا �أنت حزين يا ماجد؟‪ ,‬فانده�ش ماجد من‬
‫ال�صوت وتلفت حوله قائال‪ :‬من المتكلم؟ فلم‬
‫يرد �أحد عليه‪ ,‬فجل�س قائال لنف�سه‪ :‬البد �أنه يخيل‬
‫لي‪ ,‬وجل�س في مكانه حزينا وما هي �إال برهة من‬
‫الزمن حتى عاد ذلك ال�صوت‪ ،‬يقول‪ :‬لماذا �أنت‬
‫حزين تبكي يا ماجد؟‪ ,‬فقام ماجد من مكانه قائال‪:‬‬
‫من المتكلم؟ من �أنت؟ فرد ال�صوت‪� :‬أنا هنا‪� ,‬أنا‬
‫الطاحونة‪ ,‬فالتفت لها ماجد قائال‪ :‬كيف تتكلمين؟‬
‫الطاحونة‪� :‬إنها ق�صة طويلة‪ ,‬ولكن لماذا �أنت‬

‫‪58‬‬
‫أت جدي‬
‫حزين؟‪ .‬ماجد‪ :‬لقد نفدت نقودنا ولم ي� ِ‬
‫من المدينة‪ ,‬ولم ير�سل لنا المال كي ن�شتري الطعام‬
‫وال�شراب ولوازم المنزل‪ ,‬الطاحونة‪ :‬ح�سنا‪� ,‬سوف‬
‫�أ�ساعدك‪ ,‬وتتبع تعليماتي‪� ,‬سوف ي�أتيك زوار غرباء‬
‫اقبل �صداقتهم‪ ,‬ماجد بفرح‪ :‬ح�سنا‪ ,‬موافق‪ ,‬ولكن‬
‫كيف �ست�ساعدينني؟‪ ,‬الطاحونة‪� :‬سوف نزرع‪,‬‬
‫�س�أخبرك كل �شيء غدا ماجد‪ :‬ح�سنا‪ ,‬عندها قالت‬
‫ال�سحابة‪ :‬و�أنا �سوف �أمطر على الزرع كي ينمو‬
‫ب�سرعة‪ ,‬و�سوف �أعطيك كل �سبعة �أيام كي�سا من‬
‫ال�سماد ال�سريع‪ ,‬ماجد‪� :‬شكرا لكما �أيتها الطاحونة‬
‫وال�سحابة‪ ,‬الطاحونة‪ :‬ال �شكر على واجب‪ ,‬موعدنا‬
‫غدا في ال�ساد�سة �صباحا‪ ,‬ال�سحابة‪ :‬والآن ت�صبح‬
‫على خير‪ ,‬الطاحونة‪ :‬ت�صبح على خير‪ ,‬ماجد‪:‬‬
‫ت�صبحان على خير ثم دخل �إلى المنزل ونام‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫زراعة القمح وإنتاج الدقيق وبيعه‬

‫وفي �صباح اليوم التالي ا�ستيقظ ماجد مع‬


‫جدته لي�صليا الفجر‪ ,‬ثم جل�سا لتناول طعام‬
‫الإفطار‪ ,‬وبينما هما ي�أكالن‪ ،‬قالت الجدة‪:‬‬
‫لي�س لدينا �سوى ه��ذا الطعام‪ ,‬ماجد‪:‬‬
‫ال تقلقي يا جدتي �سيرزقنا اهلل‪ ,‬الجدة‪:‬‬
‫كالمك �صحيح يا بني‪ ,‬ح�سنا ما زالت‬
‫ال�ساد�سة �صباحا �س�أذهب للنوم‪ ,‬ماجد‪:‬‬
‫ح�سنا‪ ,‬ذهبت الجدة للنوم وخرج ماجد‬
‫�إلى المزرعة‪.‬‬
‫وقف ماجد �أمام الطاحونة قائال‪� :‬صباح‬
‫الخير �أيتها الطاحونة لقد جئت ح�سب‬
‫الموعد المحدد‪ ,‬الطاحونة‪ :‬مرحبا يا ماجد‬

‫‪61‬‬
‫هيا لنبد�أ‪ ,‬وجاءت ال�سحابة قائلة‪ :‬لقد جئت‬
‫لأظلل عليك يا ماجد من حرارة ال�شم�س‬
‫و�أعطيك كي�س ال�سماد‪ ,‬و�أمطر على الزرع‬
‫حتى ينمو و�أعطيك ما تحتاجه‪ ,‬ماجد‪� :‬شكرا‬
‫علي �أن �أفعل؟ الطاحونة‪:‬‬
‫لكما‪ ,‬والآن ماذا َّ‬
‫اذهب �إلى الحظيرة �ستجد محراثا �صغيرا‬
‫وكي�سا من بذور القمح اجلبهما وتعال‪,‬‬
‫ماجد‪ :‬ح�سنا‪ ,‬ثم ذهب ماجد �إلى الحظيرة‬
‫وجلب المحراث وكي�س القمح‪ ,‬ووقف‬
‫�أمام الطاحونة‪ ,‬فقالت الطاحونة‪ :‬ام�سك‬
‫المحراث واقرع الجر�س المعلق به ثالث‬
‫مرات وقل احرث لي ع�شر قطع مربعة من‬
‫الأر�ض‪ ,‬فنفذ ماجد ما قالت له الطاحونة‬
‫وما �أن فعل ذلك حتى بد أ� المحراث يحرث‬

‫‪62‬‬
‫بمفرده وماجد فقط ي�شاهده ب�سعادة �إلى �أن‬
‫�أكمل الحرث بعد �ساعة كاملة وعاد �إلى يد‬
‫ماجد‪ ,‬عندها قالت ال�سحابة‪ :‬ابدر القمح‪,‬‬
‫افتح الكي�س وقل انتثري �أيتها البذور على‬
‫هذه الع�شر القطع من الأر�ض‪ ,‬فنفذ ماجد‬
‫ذلك‪ ,‬وما �أن قال‪( :‬انتثري �أيتها البذور على‬
‫هذه الع�شر القطع من الأر�ض) حتى انتثرت‬
‫البذور وانبذرت على الأر�ض‪ ,‬ففرح ماجد‬
‫قائال‪� :‬إن��ه عمل �سهل‪ ,‬قالت الطاحونة‬
‫مبت�سمة‪ :‬نعم �إنه عمل ممتع ولكن جدك‬
‫ال يعرف هذه الطريقة‪ ,‬ماجد �ضاحكا‪:‬‬
‫ولن �أق��ول له‪ ,‬والآن هل �أعمل بال�سماد‬
‫مثل القمح؟ ال�سحابة‪� :‬أرن��ي ماذا �سوف‬
‫تعمل؟ ماجد‪ :‬ح�سنا‪ ,‬وفتح ماجد كي�س‬

‫‪63‬‬
‫ال�سماد قائال‪� :‬أيها ال�سماد انتثر على القمح‬
‫واخ�صب لي التربة‪ ,‬فانتثر ال�سماد وخ�صب‬
‫التربة وحينئذ �أمطرت ال�سحابة على الزرع‬
‫وما هي �إال برهة من الزمن حتى نما الزرع‬
‫ب�سرعة و�أ�صبح قمحا نا�ضجا‪ ,‬فقال ماجد‪:‬‬
‫لقد ن�ضج الزرع �أيتها الطاحونة‪ ,‬الطاحونة‪:‬‬
‫والآن اح�صد ما زرعت و�ضع الح�صاد على‬
‫بابي‪ ,‬هل تعرف كيف تح�صد؟ ماجد‪ :‬نعم‪,‬‬
‫مثل طريقة الحرث‪ ,‬الطاحونة‪� :‬صحيح يا‬
‫لك من ولد ذكي‪� ,‬ضحك ماجد ثم قال‪:‬‬
‫�شكرا‪ ,‬وبعد ذلك �أم�سك المحراث وقرع‬
‫الجر�س المعلق به ثالث مرات قائال اح�صد‬
‫لي القمح وب�سرعة تحرك المحراث وح�صد‬
‫كل القمح وو�ضعه �أمام ماجد الذي كان‬

‫‪64‬‬
‫يجمع الح�صاد داخل كي�س كبير حتى �أكمل‬
‫المحراث الح�صاد‪� ,‬أخذ ماجد الح�صاد‬
‫وو�ضعه على ب��اب الطاحونة‪ ,‬فاختفى‬
‫كي�س القمح‪ ,‬ودارت مروحة الطاحونة‪,‬‬
‫وبعد برهة من الزمن �أخرجت الطاحونة‬
‫ع�شرة �أكيا�س من الدقيق‪ ،‬وقالت‪ :‬اذهب‬
‫�إلى �سوق المدينة وبيع هذا الدقيق‪ ,‬ماجد‪:‬‬
‫�س�أبيع ت�سعة �أكيا�س و�أترك واحدا لجدتي‬
‫لتعمل الخبز‪ ,‬ثم �أخذ كي�س دقيق و�أدخله‬
‫�إلى المطبخ ثم عاد ووقف قائال‪ :‬والآن‬
‫كيف �أنقل كل هذه الأكيا�س �إلى ال�سوق؟‬
‫عندها قالت ال�سحابة‪ :‬خذ‪ ,‬ف�أعطته عربة‬
‫جميلة م�صنوعة من الخ�شب‪ ,‬فرح ماجد‬
‫كثيرا و�شكر ال�سحابة‪ ,‬ثم نقل �أكيا�س الدقيق‬

‫‪65‬‬
‫�إلى العربة وقبل �أن يذهب قالت الطاحونة‪:‬‬
‫ا�شتري ما تحتاجه �أنت وجدتك وا�شتري‬
‫ب��ذور القمح والبر�سيم وال��زه��ور وعندما‬
‫تعود ادخلهم �إلى الحظيرة‪ ,‬ماجد‪ :‬ح�سنا‪,‬‬
‫وانطلق ماجد �إلى �سوق المدينة وباع الدقيق‬
‫وا�شترى كل ما يحتاجه هو وجدته من طعام‬
‫و�شراب وكل ما طلبته منه الطاحونة‪ ,‬ثم‬
‫حاول البحث عن جده ولكن لم يجده‪,‬‬
‫فعاد �إل��ى منزله وو�ضع الأ�شياء بجانب‬
‫المحراث في الحظيرة‪ ,‬ودخل �إلى المنزل‬
‫حامال معه الطعام وال�شراب و�أعطاها لجدته‬
‫ثم �أعطاها ما تبقى من نقود‪ ,‬ف�س�ألته الجدة‬
‫من �أين جئت بهذا كله فحكى لها ماجد كل‬
‫ما حدث ففرحت الجدة‪ ,‬وتطرق ماجد‬

‫‪66‬‬
‫قائال‪ :‬اهلل يرزق عباده من حيث ال يعلمون‪,‬‬
‫الجدة‪ :‬انتبه لنف�سك يا بني‪ ,‬عندما ي�أتي‬
‫جدك �سيفرح بذلك كثيرا‪ ,‬ماجد‪ :‬نعم‪,‬‬
‫والآن لن�أكل‪ ,‬الجدة‪ :‬هيا‪ ,‬فتناوال الطعام‪,‬‬
‫ثم ذهبا للنوم‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫تعاون النحل الطيب‬

‫�أ�شرقت �شم�س ال�صباح وغ��ردت الطيور‬


‫الجميلة‪ ,‬ا�ستيقظ ماجد من نومه وتناول‬
‫الإفطار مع جدته‪ ,‬وبعد االنتهاء من تناول‬
‫الطعام قال ماجد‪� :‬سوف �أذه��ب لعملي يا‬
‫جدتي‪ ,‬الجدة �ضاحكة‪ :‬ح�سنا �أيها المزارع‬
‫اذهب وخذ هذا الطعام للغداء‪� ,‬أخد ماجد‬
‫الطعام و�شكر جدته وخرج‪.‬‬
‫ذهب ماجد �إلى الحظيرة و�أخذ المحراث‬
‫و�أكيا�س القمح والبر�سيم وال��زه��ور‪ ,‬قائال‬
‫لنف�سه‪� :‬س�آخذهم و�أرى م��اذا �سوف تقول‬
‫لي الطاحونة وال�سحابة‪� ,‬أخذهم وذهب �إلى‬
‫المزرعة ووقف بجانب الطاحونة قائال‪ :‬لقد‬

‫‪69‬‬
‫جئت �أيتها الطاحونة‪ ,‬الطاحونة وال�سحابة‪:‬‬
‫�أهال بك يا ماجد‪ ,‬هل �أنت م�ستعد؟ ماجد‪:‬‬
‫نعم‪ ,‬ال�سحابة‪ :‬هيا افعل مثل ما فعلت البارحة‪,‬‬
‫ماجد‪ :‬ح�سنا‪.‬‬
‫وم�سك ماجد كي�س القمح وبذر البذور‪ ,‬ثم‬
‫�سمد الزرع و�أمطرت ال�سحابة على القمح‬
‫ونما ب�سرعة‪ ,‬ثم �أمر ماجد المحراث بح�صد‬
‫المح�صول‪ ,‬وب�سرعة ح�صد المحراث القمح‬
‫الذي جمعه ماجد وو�ضعه �أمام باب الطاحونة‪,‬‬
‫التي �أخدته لتطحنه‪ ,‬وبينما الطاحونة تطحن‬
‫القمح جل�س ماجد ليتناول طعام الغداء‪ ,‬وفج�أة‬
‫مر �سرب من النحل فوق المزرعة‪ ,‬فنظر ماجد‬
‫�إليهم باندها�ش‪ ,‬فتطرقت ملكة النحل قائلة‪:‬‬
‫مرحبا �أيها المزارع ال�صغير‪ ,‬ماجد‪ :‬مرحبا‬

‫‪70‬‬
‫يا ملكة النحل‪ ,‬هل �أ�ستطيع خدمتك؟ ملكة‬
‫النحل‪ :‬نعم نحن �سرب نحل نريد اال�ستقرار في‬
‫مزرعة‪ ,‬ف�إن قبلت �صداقتنا وجعلتنا نعي�ش في‬
‫مزرعتك‪ ,‬ووفرت لنا خلية نعي�ش بها وزرعت‬
‫الأزهار �سوف نتغدى على الأزهار ون�صنع لك‬
‫الع�سل الذي ت�ستطيع بيعه‪ ,‬فما ر�أيك؟‪ ,‬ماجد‬
‫(متذكرا كالم الطاحونة عن الغرباء الذين‬
‫�سوف ي�أتوا لطلب �صداقته)‪ :‬موافق بكل �سرور‬
‫�أيتها الملكة‪ ,‬ثم قال‪� :‬أيتها ال�سحابة �أعطيني‬
‫خلية نحل‪ ,‬ال�سحابة‪ :‬ح�سنا‪ ,‬وبعد خم�س‬
‫دقائق �أعطته خلية نحل جميلة‪� ,‬شكر ماجد‬
‫ال�سحابة و�أخذ خلية النحل وو�ضعها بجانب‬
‫الطاحونة‪ ,‬وقال للنحل‪ :‬تف�ضلوا �أيها النحل‪,‬‬
‫ملكة النحل‪� :‬شكرا لك يا ماجد‪ ,‬ثم دخلوا‬

‫‪71‬‬
‫�إلى الخلية‪,‬‬
‫ماجد‪ :‬والآن �سوف �أزرع لكم الأزه��ار‪,‬‬
‫ف�أم�سك بالمحراث وق��رع الجر�س ثالث‬
‫مرات قائال‪ :‬احرث لي اثني ع�شر قطعة مربعة‬
‫فتحرك المحراث وحرث اثني ع�شر قطعة‬
‫مربعة من الأر�ض‪ ,‬وبينما هو يحرث �أنتجت‬
‫الطاحونة ع�شرة �أكيا�س من الدقيق ف�شكر ماجد‬
‫الطاحونة‪ ,‬انتهى المحراث من الحرث‪ ,‬وفتح‬
‫ماجد كي�س الزهور قائال‪ :‬انتثري �أيتها الزهور‬
‫على هذه القطع المحروثة فانتثرت ثم انتثر‬
‫ال�سماد و�سمد الأر���ض‪ ،‬و�أمطرت ال�سحابة‬
‫على الزرع فتفتحت الزهور الجميلة باعثة‬
‫روائحها الزكية في كل مكان‪ ,‬وحينئذ خرج‬
‫النحل ليلقح الزهور و�أنتج اثنتي ع�شر زجاجة‬

‫‪72‬‬
‫من الع�سل‪� ,‬شكر ماجد النحل ثم �أخذ زجاجة‬
‫ع�سل و�أعطاها لجدته وو�ضع بقية الزجاجات‬
‫بجانب �أكيا�س الدقيق على العربة وذهب لبيعه‬
‫في ال�سوق‪ ,‬ثم عاد �إلى منزله محمال بالبذور‬
‫والنقود الكثيرة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫البقرة الهولندية وآلة صنع الجبن‬

‫كان ماجد في عربته المحملة بالحطب‬


‫ال��ذي طلبته جدته‪ ,‬عائدا من الغابة في‬
‫طريقه �إلى منزله‪ ,‬بعد �أن زرع وح�صد وترك‬
‫الطاحونة تطحن الدقيق والنحل ينتج الع�سل‪,‬‬
‫فتوقف عند النهر لي�شرب ماء‪ ,‬وجل�س ليرتاح‬
‫قليال فجاءته بقرة قائلة‪ :‬مرحبا �أيها المزارع‬
‫ال�صغير‪ ,‬ماجد‪� :‬أهال بك‪ ,‬البقرة‪� :‬أنا البقرة‬
‫الهولندية �أبحث عن مزرعة �أ�سكن بها‪ ,‬هل‬
‫تقبلني �صديقة لك و�أ�سكن في مزرعتك‬
‫وتوفر لي البر�سيم و�أنا �سوف �أعطيك حليبا‪,‬‬
‫ماجد‪ :‬موافق‪ ,‬هيا بنا‪ ,‬فركب ماجد عربته‬
‫وم�شت بجانبه البقرة عائدان �إلى المنزل‪,‬‬

‫‪75‬‬
‫وبينما هما في طريق العودة مرا بكومة من‬
‫الخ�شب و�سمعا �صوت بكاء‪ ,‬فقال ماجد‪:‬‬
‫من هذا الذي يبكي؟‪ ,‬البقرة‪ :‬اذهب لترى‬
‫من يبكي هناك ماجد‪ :‬ح�سنا ‪ ,‬وذهب �إلى‬
‫كومة الخ�شب قائال‪ :‬من يبكي؟ ال�صوت‪� :‬أنا‬
‫هنا تحت الخ�شب ارفع كومة الخ�شب‪ ,‬فرفع‬
‫ماجد كومة الخ�شب فوجد �آلة �صغيرة بي�ضاء‬
‫فقال لها‪ :‬من � ِ‬
‫أنت؟‪ ,‬الآلة �أنا �آلة �صنع الجبن‪,‬‬
‫علي الحليب‬‫َّ‬ ‫خدني معك ف���إذا و�ضعت‬
‫�س�أحوله �إلى جبن‪ ,‬ماجد‪ :‬فكرة رائعة‪ ,‬هيا‬
‫بنا‪.‬‬
‫�أخذ ماجد الآلة وو�ضعها على العربة وم�شوا‬
‫جميعا حتى و�صلوا �إلى المنزل‪� ,‬أدخل ماجد‬
‫الحطب لجدته‪ ,‬ثم �أدخل البقرة والآلة �إلى‬

‫‪76‬‬
‫المزرعة‪ ,‬فوجد الطاحونة والنحل قد انتهوا‬
‫من �إنتاج الدقيق والع�سل ف�شكرهم ثم قال‪:‬‬
‫�أعرفكم بالبقرة الهولندية و�آلة �صنع الجبن‪,‬‬
‫الطاحونة والنحل وال�سحابة‪� :‬أهال بكما في‬
‫مزرعتنا‪ ,‬البقرة والآلة‪� :‬أهال بكم‪ ,‬ثم و�ضعهما‬
‫ماجد في مكان منا�سب‪ ,‬و�أم��ر المحراث‬
‫بحرث ع�شر قطع مربعة من الأر�ض وب�سرعة‬
‫حرث المحراث الأر�ض‪ ,‬ثم �أخذ ماجد بذور‬
‫البر�سيم قائال‪ :‬انبذري على الأر�ض فانبذرت‪,‬‬
‫�سمد الزرع ال�سماد‪ ,‬و�أخيرا �سقت ال�سحابة‬
‫ال��زرع حتى نما‪ ,‬فح�صده المحراث‪ ,‬ثم‬
‫جمعه ماجد و�أعطاه للبقرة التي �أكلته و�أنتجت‬
‫ع�شر زجاجات حليب‪� ,‬شكر ماجد البقرة ثم‬
‫�أعطى جدته زجاجة حليب و�صب الباقي‬

‫‪77‬‬
‫على �آلة �صنع الجبن وما هي �إال ب�ضع دقائق‬
‫حتى �أنتجت الآل��ة ت�سعة �أقرا�ص كبيرة من‬
‫الجبن‪� ,‬شكر ماجد �آلة �صنع الجبن‪ ,‬ثم و�ضع‬
‫كل المنتجات (الدقيق‪ ,‬الع�سل‪ ,‬الجبن) على‬
‫العربة وقبل �أن يذهب قالت له جدته‪ :‬ا�شتري‬
‫�أربع غر�س من �أ�شجار التفاح‪ ,‬ماجد‪ :‬ح�سنا‪,‬‬
‫وبعد �أن دخلت جدته �إل��ى المنزل قالت‬
‫ال�سحابة‪ :‬ا�شتري بذور الذرة �سوف ي�أتيك‬
‫�أ�صدقاء غدا لين�ضموا لنا ماجد‪ :‬من هم؟‬
‫وكيف عرفتي ذلك؟ ال�سحابة �ضاحكة‪� :‬إنه‬
‫�سر‪ ,‬ماجد‪ :‬ح�سنا‪ ,‬وذهب �إلى ال�سوق وباع‬
‫كل منتجاته ب�سعر �أعلى من المرة الما�ضية‪ ,‬ثم‬
‫ا�شترى غر�س �أ�شجار التفاح‪ ,‬وبذور القمح‪,‬‬
‫الزهور‪ ,‬البر�سيم‪ ,‬والذرة‪ ,‬ورغم كل ما ا�شتراه‬

‫‪78‬‬
‫�إال �أن بقت له نقود كثيرة‪ ,‬فعاد و�أدخل ما‬
‫ا�شتراه في الحظيرة‪ ,‬ثم دخل المنزل و�أعطى‬
‫النقود لجدته التي �أخدتها وو�ضعتها في مكان‬
‫توفير النقود الفائ�ضة‪ ,‬ثم جل�سا يتناوالن طعام‬
‫الع�شاء ب�سعادة وهناء‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الثالث الدجاجات المرحات‬

‫في �صباح اليوم التالي كان ماجد يغر�س �شجر التفاح‪,‬‬


‫بعد �أن زرع القمح والبر�سيم والزهور‪ ,‬و�أعطاها‬
‫للطاحونة والنحل والبقرة‪ ,‬لينتجوا الدقيق والع�سل‬
‫والحليب‪ ,‬مر بجانب المزرعة ثالث دجاجات‬
‫مرحة‪ ,‬واحدة بي�ضاء والثانية �صفراء والثالثة ملونة‬
‫قالت الدجاجة الملونة‪ :‬مرحبا �أيها المزارع ال�صغير‪,‬‬
‫ماجد‪� :‬أهال بكم هل �أ�ستطيع خدمتكم؟ الدجاجة‬
‫الملونة‪ :‬نحن نبحث عن مزرعة لنعي�ش بها‪ ,‬هل‬
‫تقبل �صداقتنا وتزرع لنا الذرة وتوفر لنا خنا (ع�ش‬
‫الدجاج) على �أن نعطيك بي�ضا؟ ماجد‪ :‬بالت�أكيد‬
‫موافق‪ ,‬ولكن انتظروا قليال‪ ,‬الدجاجة الملونة‪:‬‬
‫ح�سنا‪ ,‬انتهى ماجد من غر�س �أ�شجار التفاح ثم قال‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫�أيتها ال�سحابة �أعطيني خنا للدجاج‪ ,‬ال�سحابة‪ :‬ح�سنا‬
‫وما هي �إال دقائق حتى �أعطته الخن‪� ,‬أخذ ماجد الخن‬
‫وو�ضعه في مكان منا�سب و�أدخل الدجاجات فيه‪,‬‬
‫ومن ثم �أمر المحراث بحرث ع�شرين قطعة مربعة‬
‫من الأر�ض‪ ,‬بعد �أن انتهى المحراث من عمله �أمر‬
‫بذور الذرة ببذر نف�سها فانبذرت ومن ثم �أمر ال�سماد‬
‫بتخ�صيب الأر�ض‪ ,‬وبعد االنتهاء من الت�سميد �أمطرت‬
‫ال�سحابة لينمو الذرة والتفاح‪ ,‬وبينما ال�سحابة تمطر‬
‫راح يجمع الحليب وو�ضعه على الآلة لتنتج الجبن‪,‬‬
‫ف�أنتجت الجبن ب�سرعة‪ ,‬وبعدها �أم��ر المحراث‬
‫بح�صد التفاح والذرة ثم �أخذ ماجد الذرة و�أعطاها‬
‫للدجاجات الالتي �شرعن بالأكل فبا�ضت كل واحدة‬
‫منهم ع�شرين بي�ضة‪ ,‬فرح ماجد و�شكر الدجاجات‬
‫الثالث‪ ,‬ثم ترك لجدته ع�شر بي�ضات‪ ,‬وجمع الدقيق‪,‬‬

‫‪82‬‬
‫والع�سل‪ ,‬والجبن‪ ,‬والبي�ض والتفاح فوق العربة وقبل‬
‫�أن يذهب �إلى ال�سوق قالت له الدجاجة ال�صفراء‪:‬‬
‫ا�شتري بذور الجزر‪ ,‬ماجد‪ :‬لماذا؟ الدجاجة ال�صفراء‬
‫�ضاحكة‪� :‬إنه �سر‪ ,‬ماجد‪ :‬ح�سنا‪ ,‬وذهب ليبيعه في‬
‫ال�سوق‪ ,‬فك�سب نقودا �أ�ضعاف ما �سبق‪ ,‬فا�شترى‬
‫البذور التي يحتاجها والطعام وال�شراب‪ ,‬وبقت له‬
‫نقود �أكثر من المرات ال�سابقة‪ ,‬وعاد ماجد �إلى منزله‬
‫وهو في قمة �سعادته‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫أرنب األناجورا الودود‬

‫كان ماجد يقطف التفاح بينما كان المحراث يح�صد‬


‫المح�صول‪ ,‬وعندما فرغ وزع ماجد المح�صول على‬
‫الطاحونة‪ ,‬والنحل‪ ,‬والبقرة والدجاجات‪ ,‬ثم �أخذ‬
‫الحليب �إلى �آلة �صنع الجبن‪ ,‬وانتظر حتى ينتجوا‬
‫مر به �أرنب‬
‫له المنتجات اليومية‪ ,‬وبينما هو منتظرا َّ‬
‫الأناجورا قائال‪ :‬مرحبا �أيها المزارع ال�صغير‪ ,‬ماجد‪:‬‬
‫�أهال بك‪� ,‬أرن��ب الأن��اج��ورا‪� :‬أنا �أرن��ب الأناجورا‬
‫�أبحث عن مزرعة لأ�سكن بها هل تقبل �صداقتي‬
‫لأ�سكن عندك على �أن توفر لي بيتا �صغيرا وتزرع‬
‫لي الجزر‪ ,‬و�سوف �أنتج لك فرو الأرانب‪ ,‬ماجد‪:‬‬
‫ح�سنا ولكن للمرة الأولى �أ�سمع �أن الأرانب تنتج‬
‫فروا؟ كيف ذلك؟ �أرنب الأناجورا‪ :‬ال ت�س�أل هل‬

‫‪85‬‬
‫�أنت موافق؟ ماجد‪ :‬بالت�أكيد‪� ,‬أيتها ال�سحابة �أعطيني‬
‫بيتا للأرنب‪ ,‬ال�سحابة ‪ :‬خذ‪ ,‬ف�أعطته بيتا جميال‬
‫و�صغيرا‪ ,‬ف�أخذه ماجد وو�ضعه في مكان منا�سب‬
‫من المزرعة‪ ,‬ف�أمر المحراث بحرث �أربعة ع�شر قطعة‬
‫مربعة من الأر���ض‪ ,‬فحرث المحراث ب�سرعة‪ ,‬ثم‬
‫�أمر بذور الجزر ببذر نف�سها فانبذرت البذور وراح‬
‫ال�سماد يخ�صب التربة تنفيذا لطلب ماجد‪ ,‬ف�أمطرت‬
‫ال�سحابة على ال��زرع فنما الجزر ب�سرعة‪ ,‬وراح‬
‫المحراث يح�صد الجزر‪ ,‬وب�سرعة �أعطى ماجد‬
‫الجزر للأرنب‪ ,‬فتناوله الأرنب‪ ,‬وانتظر ماجد وما‬
‫هي �إال برهة من الزمن حتى �أعطوه المنتجات فراح‬
‫ماجد يجمع الدقيق والع�سل والتفاح والجبن والبي�ض‬
‫والفراء‪ ,‬وو�ضعه على العربة وذهب �إلى ال�سوق وباع‬
‫المنتجات فزاد الثمن نتيجة الفراء‪ ,‬وراح ي�شتري‬

‫‪86‬‬
‫البذور التي يحتاجها وبينما هو ي�شتري البذور في‬
‫محل بيع البذور �سمع �صوت ال�سحابة تقول‪ :‬ا�شتري‬
‫الع�شب الأخ�ضر يا ماجد‪ ,‬ماجد لنف�سه‪ :‬لعل زوار‬
‫جدد ي�أتوني فا�شترى ماجد الع�شب الأخ�ضر‪ ,‬ثم عاد‬
‫للمنزل وهو يقول لقد زاد الدخل الحمد هلل و�صارت‬
‫مزرعتنا تنتج �أح�سن من بقية المزارع‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫مقابلة الثور الفرنسي‬
‫وآلة صنع النقانق‬

‫وفي اليوم التالي بينما كان ماجد عائدا �إلى‬


‫منزله بعد �أن باع المنتجات �سلك الطريق‬
‫الفرعي المخت�صر‪ ,‬لي�صل للمنزل ب�سرعة لأنه‬
‫ت�أخر‪ ,‬ف�شعر بعط�ش �شديد فتوقف لي�شرب ماء‬
‫من زجاجة الماء التي بالعربة‪ ,‬ف�سمع �صوتا‬
‫يقول مرحبا �أيها المزارع ال�صغير‪ ,‬فتلفت‬
‫حوله فلم يجد �أحدا فقال‪ :‬من المتكلم؟‪,‬‬
‫وحينئذ خرج من بين الأ�شجار ثور ومعه �آلة‬
‫جميلة بنية اللون قائال‪� :‬أنا الثور الفرن�سي‬
‫وهذه �صديقتي �آلة �صنع النقانق‪ ,‬نحن نبحث‬
‫عن مزرعة نعي�ش فيها‪ ,‬هل تقبلنا على �أن‬

‫‪89‬‬
‫تزرع الع�شب الأخ�ضر لي و�أنتج لك اللحم‪,‬‬
‫ماجد‪ :‬كيف تنتج اللحم؟ الثور الفرن�سي‪ :‬ال‬
‫ت�س�أل‪� ,‬آلة �صنع النقانق‪ :‬و�إذا و�ضعت اللحم‬
‫في داخلي �سوف �أنتج لك النقانق‪ ,‬ماجد‪:‬‬
‫ح�سنا موافق‪ ,‬ثم �أخذهما للمزرعة‪.‬‬
‫وفي �صباح اليوم التالي �أمر المحراث بحرث‬
‫ثمان قطع مربعة من الأر�ض‪ ,‬فحرث المحراث‬
‫ب�سرعة‪ ,‬وحينما انتهى المحراث من الحرث‪,‬‬
‫�أمر الع�شب الأخ�ضر وبقية البذور ببذر نف�سها‬
‫فانبذرت وطلب من ال�سماد �أن يخ�صب كل‬
‫الزرع فنفذ الطلب و�أمطرت ال�سحابة فنما‬
‫الزرع ب�سرعة‪ ,‬وح�صد المحراث المح�صول‬
‫ووزع ماجد المزروعات على الحيوانات‬
‫والآالت ثم وزع الحليب واللحم على كل‬

‫‪90‬‬
‫من �آلة �صنع الجبن و�آلة �صنع النقانق‪ ,‬وفي‬
‫الأخير جمع كل المنتجات وباعها وك�سب‬
‫ماال �أكثر من الما�ضي‪ ,‬ف�سادت ال�سعادة على‬
‫ماجد وجدته‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الخروف المنتج للصوف‬
‫وآلة صنع الخبز‬

‫مرت الأي��ام وماجد يزرع ويح�صد ويبيع‬


‫المنتجات ويجني الكثير من النقود‪ ,‬وذات‬
‫يوم بينما كان منتظرا الحيوانات والآالت‬
‫تنتج له مثل كل يوم دخل المزرعة خروف ذو‬
‫فراء كثيف قائال‪ ،‬مرحبا �أيها المزارع ال�صغير‪,‬‬
‫ماجد‪� :‬أهال بك ماذا تريد؟ الخروف‪� :‬أبحث‬
‫عن مكان �أعي�ش فيه فر�أيت مزرعتك جميلة‬
‫فدخلت هل تقبلني �صديقا لك وتعطيني‬
‫العلف على �أن �أعطيك �صوفا؟ ماجد‪ :‬طبعا‬
‫والعلف �سوف �أطلبه حاال من ال�سحابة‪,‬‬
‫ولكن كيف تنتج ال�صوف؟ الخروف ال‬

‫‪93‬‬
‫ت�س�أل‪ ,‬ماجد‪ :‬ح�سنا ادخل وانتظر‪ ,‬فدخل‬
‫الخروف حيث �أ�شار له ماجد‪ ,‬وطلب ماجد‬
‫من ال�سحابة بذور العلف ف�أعطته ال�سحابة‬
‫و�شكرها ماجد‪ ,‬وب�سرعة نفذ المحراث‬
‫طلب ماجد فحرث له ع�شر قطع مربعة من‬
‫الأر�ض فزرع ماجد العلف و�سمده‪ ،‬و�أمطرت‬
‫ال�سحابة عليه فنما الزرع ب�سرعة‪ ,‬فح�صده‬
‫المحراث تنفيذا لطلب ماجد‪ ,‬وما �أن انتهى‬
‫المحراث من ح�صده حتى جمع ماجد‬
‫للخروف الذي �آكله‬ ‫المح�صول و�أعطاه‬
‫و�أنتج ال�صوف‪ ,‬فجمع ماجد كل المنتجات‬
‫وهو م�سرور جدا وذهب �إلى ال�سوق وباعه‬
‫ب�أعلى من ذي قبل‪.‬‬
‫ا�ستمر ماجد على هذا الحال يزرع ويح�صد‬

‫‪94‬‬
‫وينتج‪ ,‬وكل يوم ي��زداد ربحه حتى و�صل‬
‫لمرحلة �أنه ي�أكل هو وجدته من خير المزرعة‪,‬‬
‫من كثرة الإنتاج وزيادة المال معهم وذات يوم‬
‫عندما عاد ماجد �إلى منزله‪ ,‬دخل للحظيرة‬
‫وو�ضع �أكيا�س البذور التي ا�شتراها وخرج‬
‫مغلقا باب المزرعة‪ ,‬فوجد �آلة �صغيرة تقول‪:‬‬
‫م�ساء الخير �أيها المزارع ال�صغير‪ ,‬ماجد‪:‬‬
‫من � ِ‬
‫أنت؟ الآلة‪� :‬أنا �آلة �صنع الخبز‪ ,‬هل تقبل‬
‫�صداقتي و�أنا �س�أنتج لك الخبز ب�أنواعه‪ ,‬ماجد‬
‫بفرح‪ :‬موافق جدا و�أدخلها المزرعة‪.‬‬
‫وفي �صباح اليوم التالي قام ماجد بعمله‬
‫اليومي‪ ,‬بالإ�ضافة �إلى �إنتاج الخبز‪ ,‬ثم جمع‬
‫منتجاته وباعها فك�سب ربحا �أكثر من قبل‪،‬‬
‫ويوما بعد يوم �أ�صبح �إنتاج المزرعة كبيرا‬

‫‪95‬‬
‫جدا وبد�أ الفقراء ي�شترون منها‪ ،‬بالإ�ضافة‬
‫�إلى المحالت التي ت�شتري منتجاتها‪ ,‬وذات‬
‫يوم عاد الجد (عبد اهلل) من المدينة حزينا‬
‫خائب الأم��ل لم يجد عمال في المدينة‪,‬‬
‫دخل المنزل وا�ستقبله الجدة والحفيد بفرح‪,‬‬
‫فقال لهما‪� :‬إني �أ�سف لم �أجد عمال‪ ,‬كيف‬
‫�سوف نعي�ش ون�أكل‪ ,‬ثم بكى بحرقة‪ ,‬ماجد‪:‬‬
‫ال تقلق يا جدي الخير كثير‪ ,‬الجد‪ :‬وكيف‬
‫ذلك يا بني؟‪ ,‬ماجد‪ :‬تعال معي‪ ,‬فذهب‬
‫الجد برفقة ماجد �إلى المزرعة وفتح ماجد‬
‫باب المزرعة‪ ,‬فانبهر الجد وقال بفرحة‪:‬‬
‫يا اهلل ما �أجملها ولكن كيف ح�صل ذلك؟‬
‫فحكى له ماجد كل ما جرى‪ ,‬كيف وقفت‬
‫معه الطاحونة وال�سحابة اللتان علمتاه �أ�صول‬

‫‪96‬‬
‫العمل وكيف بد�أ يزرع ويح�صد وكيف جاءت‬
‫�إليه الحيوانات والآالت وتعاونوا جميعهم‬
‫معه‪ ,‬حمد الجد ربه‪ ,‬و�شكر الطاحونة وبقية‬
‫الأ�صدقاء على تعاونهم‪ ,‬ووعد حفيده بالعمل‬
‫مكانه لأنه قرر �أن يدخله المدر�سة ففرح‬
‫ماجد كثيرا‪ ,‬ثم قال الجد‪� :‬أنت بد�أت و�أنا‬
‫�سوف �أكمل العمل في هذه المزرعة‪ ,‬التي‬
‫�أ�سميتها المزرعة ال�سعيدة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫كيف عرفت األلوان عن نفسها‬

‫في �أحد القرون البدائية‪ ,‬وبالتحديد في غرب الكرة‬


‫الأر�ضية‪ ,‬كان يوجد قرية �صغيرة‪ ,‬يمل�ؤها ال�سعادة‬
‫والرغد وال�سرور‪.‬‬
‫كانت هذه القرية تتمتع بطق�سها المعتدل الجميل‪,‬‬
‫وكثافة الأ�شجار والورود النادرة‪ ,‬والجبال ال�شامخة‬
‫والحيوانات الأليفة ‪ ,‬وجداولها العذبة وبحيراتها‬
‫الممتلئة بالطيور ذات الأ�صوات المغردة ب�أ�صواتها‬
‫المو�سيقية الجميلة‪.‬‬
‫كان كل �شيء فيها جميل �إال �أنه �شفاف ال لون‬
‫له‪ ,‬وكانت تعي�ش في هذه القرية مخلوقات جميلة‬
‫ت�سمى الألوان‪.‬‬
‫كانت الألوان تعي�ش حياة ب�سيطة‪ ,‬لديها منازل كروية‬

‫‪99‬‬
‫ال�شكل منحوتة في الجبال والكهوف‪ ,‬وتتغذى على‬
‫النباتات والأع�شاب‪ ,‬وتعمل بالزراعة وال�صيد‪.‬‬
‫تعي�ش مع بع�ضها بالمحبة والوئام‪ ,‬كان ملك‬
‫هذه القرية هو اللون الأ�سود‪ ,‬ونائبه اللون الأبي�ض‪,‬‬
‫�أما ال�شعب هم الأحمر‪ ,‬الأزرق‪ ,‬الأ�صفر‪ ,‬البني‪,‬‬
‫ال��وردي‪ ,‬الأخ�ضر‪ ,‬وقد اعتادوا في كل عام �أن‬
‫يدعوهم الملك ونائبه لعقد اجتماع لإن��زال‬
‫قرارات مهمة‪.‬‬
‫ا�ستمروا على حالهم هذا �أعواما مديدة �إلى �أن جاء‬
‫يوم وخرج اللون الأبي�ض مناديا‪ :‬يا مع�شر الألوان‬
‫لدينا اجتماع مهم تعالوا �إلى هنا‪ ,‬التفتت الألوان �إلى‬
‫بع�ضها ثم تركت ما بيدها ورك�ضت �إلى ق�صر الملك‬
‫(اللون الأ�سود) ودخلت الق�صر وجل�ست في ديوان‬
‫الملك‪ ,‬منتظرة ما �سوف يقوله الملك‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫دخل الملك جال�سا على كر�سيه قائال‪ :‬يا مع�شر‬
‫الألوان لقد ارت�أيت بعد تفكير عميق �أننا يجب �أن‬
‫نلون العالم‪ ,‬فال يمكن �أن يبقى هكذا �شفافا‪ ,‬فقررت‬
‫اليوم �أن يعرف كال منا بنف�سه ونمتزج مع بع�ضنا‬
‫لنكون �ألوانا جديدة ثم نتناثر حتى نلون الكون فما‬
‫ر�أيكم؟‪ ,‬الجميع‪ :‬موافقون‪.‬‬
‫اللون الأ�سود‪ :‬ح�سنا �س�أبد�أ �أنا‪� ,‬أنا اللون الأ�سود‬
‫لون حزين غام�ض يخفي خلفه كل �شيء م�شين لذا‬
‫�س�ألون الليل الطويل‪.‬‬
‫اللون الأبي�ض‪� :‬أنا لون ال�سالم‪ ,‬والنور ترتاح لر�ؤيتي‬
‫العيون‪ ,‬لذا �س�ألون ال�سحاب وبع�ض الأزهار والطيور‬
‫والقمر المنير و�أكون لون ال�شتاء‪.‬‬
‫اللون الأحمر‪� :‬أنا لون الحب يع�شقني كل قلب‪ ,‬لذا‬
‫�س�ألون بع�ض الورود والفواكه اللذيذة‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫اللون الأزرق‪� :‬أنا لون النقاء لذا �س�ألون البحار‬
‫والأنهار وبع�ض الأزهار والطيور وال�سماء و�أكون لون‬
‫ال�صيف‪.‬‬
‫اللون الأ�صفر‪� :‬أنا لون الغيرة والبهجة وربما الحقد‬
‫�س�ألون ال�شم�س وبع�ض الأزهار وبع�ض الطيور‪ ,‬والنار‬
‫وبع�ض الفواكه‪ ,‬و�أكون لون الخريف‪.‬‬
‫اللون البني ‪� :‬أنا لون تحمل الأعباء لذا �س�ألون‬
‫الجبال والتراب‪ ,‬وجذوع‬
‫ال�شجر والأغ�صان‪.‬‬
‫اللون الوردي‪� :‬أنا لون الجمال والبنات‪� ,‬س�ألون‬
‫بع�ض الزهور والطيور والفرا�شات‪ ,‬و�أكون لون الربيع‪.‬‬
‫اللون الأخ�ضر‪� :‬أنا لون الخير والب�شرى �س�ألون‬
‫الغابات وبع�ض الطيور والخ�ضرة‪ ,‬والأ�شجار‪.‬‬
‫ثم قال الجميع‪ :‬موافقون هيا بنا‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫وحيئذ �سلموا على بع�ضهم البع�ض وامتزجوا فيما‬
‫بينهم مكونين �ألوانا جديدة‪ ,‬ثم انت�شروا في �أرجاء‬
‫الكرة الأر�ضية معطين له �أزهى الألوان وهكذا كان‬
‫تعريف الألوان لنف�سها‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الطفل الذي ساعد الشبح الودود‬

‫انتقلت عائلة �صالح البالغ من العمر ‪� 9‬سنوات �إلى‬


‫المنزل الجديد‪ ,‬الذي ا�شتراه والده م�ؤخرا في �إحدى‬
‫مقاطعات بلدتهم ليكون قريبا من عمله‪.‬‬
‫كانت عائلة �صالح التي تتكون من الوالد والوالدة‬
‫وابنهم �صالح �سعيدة جدا‪ ,‬حين انتقلوا الى المنزل‬
‫الجديد؛ حيث كان منزال كبيرا يحتوي على حديقة‬
‫غناء جميلة‪.‬‬
‫الوالد‪ :‬هنا غرفتك يا بني‪� ,‬صالح‪� :‬إنها جميلة جدا‬
‫كم �أحبك يا �أبي �أنت و�أمي‪ ,‬الوالدة‪ :‬ونحن نحبك‬
‫�أي�ضا‪ ,‬والآن هيا لنتناول طعام الع�شاء‪� ,‬صالح‪ :‬هيا‪.‬‬
‫تناولت العائلة في جو من الحب وال�سرور‪ ,‬وما �أن‬

‫‪105‬‬
‫�أكملوا تناول الطعام حتى تطرق الأب قائال‪ :‬غدا‬
‫لدي عمل كثير‪ ,‬و�أي�ضا لديك مدر�سة يا �صالح وهو‬
‫�أول يوم لك هنا‪ ,‬هيا لننام‪ ,‬الأم‪ :‬هيا‪� ,‬صالح‪ :‬نعم‬
‫ت�صبحان على خير وذهب الجميع للنوم‪.‬‬
‫وفي منت�صف الليل ا�ستيقظوا فزعين من �صوت بكاء‬
‫غريب‪ ,‬فخرج الأب والأم وكذلك �صالح‪ ,‬ما هذا يا‬
‫�أبي؟ �س�أل �صالح‪ ,‬الأب‪ :‬ال �أعلم‪� ,‬صالح‪ :‬لن �أ�ستطيع‬
‫النوم بهذا البكاء‪ ,‬الأب لنبحث عن م�صدر ال�صوت‪,‬‬
‫فبحث الجميع عن م�صدر ال�صوت وعندما اقتربوا من‬
‫الباب الخلفي الم�ؤدي للحديقة دخل �شبح متو�سط‬
‫الحجم تعلوا وجهه مالمح الحزن‪ ,‬ففزع الجميع منه‬
‫ولكنه مر بجانبهم دون �أن ي�ؤذيهم واختفى في غرفة القبو‪.‬‬
‫انده�ش الجميع لما ر�أى‪ ,‬قال الأب‪ :‬غريب �إنه‬
‫لم يم�س�سنا ب�سوء‪ ,‬الأم‪ :‬نعم‪� ,‬صالح‪� :‬إنه حزين‬

‫‪106‬‬
‫جدا‪ ,‬و�إذا ا�ستمر على هذا الحال لن ن�ستطيع النوم‪,‬‬
‫الأب‪ :‬لننتظر حتى غد �إذا حدث نف�س ال�شيء �سوف‬
‫�أت�صرف‪ ,‬هيا للنوم‪ ,‬وذهب الجميع للنوم‪.‬‬
‫�أ�شرقت �شم�س ال�صباح وا�ستيقظت العائلة ا�ستعدادا‬
‫لبدء يوم جديد‪ ,‬جهزت الأم طعام الإفطار‪ ,‬بينما‬
‫جهز الأب نف�سه للذهاب �إلى العمل‪ ,‬وجهز �صالح‬
‫نف�سه للذهاب للمدر�سة‪ ,‬ثم نادت الأم الإفطار‬
‫جاهز‪ ,‬ح�ضر الأب و�صالح وتناولوا طعام الإفطار‪.‬‬
‫وحينئذ جاء با�ص المدر�سة‪ ,‬الأم‪� :‬صالح قد جاء‬
‫البا�ص‪� ,‬صالح‪ :‬ح�سنا ف�سلم على والديه وانطلق‬
‫م�سرعا نحو الخارج‪.‬‬
‫ثم قام الأب م�ستعدا للذهاب لعمله قائال‪� :‬إذا حدث‬
‫�شيء �أخبريني‪ ,‬الأم‪ :‬ح�سنا ال تقلق وخرج الأب‪.‬‬
‫مر الوقت �سريعا ولم يح�صل �أي �شيء للأم‪ ,‬وعاد‬

‫‪107‬‬
‫كل من �صالح والأب‪ ,‬فوجدا الأم جهزت طعام‬
‫الغداء اللذيذ‪� ,‬س�أل الأب هل حدث �شيء؟ الأم كال‪,‬‬
‫وجل�س الجميع يتناولون الغداء وهم يتحدثون كيف‬
‫كان يومهم‪.‬‬
‫وبعد االنتهاء من تناول الغداء ذهب �صالح �إلى‬
‫غرفته لكتابة واجباته المدر�سية‪� ,‬أما الأب والأم‬
‫فذهبا لأخد ق�سط من الراحة‪.‬‬
‫مر الوقت �سريعا وجاء الم�ساء‪ ,‬الأب‪ :‬هل كتبت‬
‫درو�سك يا بني؟‪� ,‬صالح‪ :‬نعم �أنهيتها لتوي‪ ,‬الأم‪:‬‬
‫هيا تعاال الع�شاء جاهز‪ ,‬وجل�س الجميع ليتناولوا‬
‫طعام الع�شاء‪ ,‬ثم ذهبوا للنوم‪.‬‬
‫وفي نف�س وقت الليلة الما�ضية ا�ستيقظوا على‬
‫�صوت بكاء ال�شبح‪ ,‬الذي ظل يبكي حتى الفجر ثم‬
‫اختفى في القبو‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫قرر الأب �أن يذهب في ال�صباح �إلى عمدة هذه‬
‫المقاطعة ليعر�ض عليه م�شكلته ويعرف ما الحل‪.‬‬
‫وفي �صباح اليوم التالي بعد �أن ذهب �صالح �إلى‬
‫مدر�سته توجه الأب �إلى منزل عمدة المنطقة‪ ,‬وما‬
‫هي اال لحظات حتى و�صل �أمام منزله‪ ,‬طرق الباب‪,‬‬
‫ثم فتح الباب بوا�سطة الخادم قال الأب‪ :‬هل هذا‬
‫منزل عمدة المنطقة؟ الخادم‪ :‬نعم‪ ,‬الأب‪ :‬هل‬
‫يمكنني مقابلته؟ الخادم نعم تف�ضل‪ ,‬فدخل الأب‬
‫بينما ذهب الخادم ليخبر العمدة بقدوم زائر له‪.‬‬
‫جاء العمدة و�سلم على الأب‪ ,‬وجل�س قائال‪ :‬هل‬
‫من خدمة �أقدمها لك؟‬
‫الأب‪� :‬أنا ال�ساكن الجديد في المنزل الذي بجانب‬
‫البنك‪ ,‬العمدة‪ :‬عرفته‪ ,‬الأب‪ :‬نحن لنا ليلتين ن�سمع‬
‫بكاء حزينا ثم يظهر لنا �شبح متو�سط الحجم حزين‬

‫‪109‬‬
‫جدا ال ي�أذينا‪ ,‬ثم يختفي في القبو‪ ,‬م�شكلتنا �أننا ال‬
‫ن�ستطيع النوم‪ ,‬العمدة‪ :‬ح�سنا �س�أخبرك ق�صة هذا‬
‫المنزل‪ ,‬منذ ع�شرين عاما عا�شت عائلة في هذا‬
‫المنزل مكونة من �أب و�أم وبنت وولد‪ ,‬كانوا �سعداء‬
‫كانت البنت عمرها ‪� 7‬سنوات والولد عمره ‪� 12‬سنة‪,‬‬
‫وفي يوم خرج الوالدان وبنتهما للنزهة وبقى الولد‬
‫في المنزل‪ ,‬فحدث للعائلة �أثناء عودتهم حادث فلم‬
‫يعرفوا �أين جتثهم‪ ,‬بقى الولد حزينا جدا رغم موا�ساتنا‬
‫له حتى توفى بعد �شهر واحد وبقى �شبحه في المنزل‬
‫يبكي‪ ,‬ولن يهد أ� حتى يجد قبور عائلته‪ ,‬الأب‪ :‬ح�سنا‬
‫�س�أتداول الأمر مع عائلتي ثم �أخبرك عن قرارنا‪ ,‬مع‬
‫ال�سالمة العمدة‪ :‬مع ال�سالمة‪.‬‬
‫وفي الظهر بعد تناول الطعام �أخبر الأب زوجته وابنه‬
‫عن ق�صة ال�شبح‪ ,‬قالت االم‪ :‬البد �أن نترك المنزل‪,‬‬

‫‪110‬‬
‫ثم �صمت الجميع برهة من الزمن قطعها �صالح‪،‬‬
‫ب�صرخة‪ :‬وجدتها‪ ,‬الحل هو �أن نبني ثالثة قبور في‬
‫الحديقة ونخبر ال�شبح �أن هذه قبور عائلته‪ ,‬الأب‪:‬‬
‫فكرة رائعة‪ ,‬ثم ات�صل بالعمدة و�أخبره قرارهم‪,‬‬
‫وحيئذ جاءوا فورا وبنوا ثالثة قبور‪.‬‬
‫وانتظروا منت�صف الليل خرج ال�شبح يبكي فوقف‬
‫�أمامه �صالح م�شيرا له نحو القبور التي في الحديقة‪,‬‬
‫فذهب م�سرعا لها وقر�أ �أ�سماء عائلته عليها ففرح‬
‫كثيرا‪ ,‬و�أوم�أ بر�أ�سه نحو �صالح �شاكرا له ثم احت�ضن‬
‫القبور ونام عليها‪ ,‬وتوقف عن البكاء نهائيا‪.‬‬
‫فعا�شت عائلة �صالح ب�سعادة وهناء‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ذات الحذاء األبيض‬

‫كانت ناتيوال �شابة في مقتبل العمر‪ ,‬فائقة الجمال‪,‬‬


‫بي�ضاء ذات �شعر �أ�شقر وعينين زرقاوين‪ ,‬تعي�ش مع‬
‫والديها اللذين يبحبانها كثيرا‪ ,‬في منزل ب�سيط في‬
‫و�سط المدينة‪ ,‬ولكنها كانت فقيرة جدا‪.‬‬
‫وذات يوم �أعلن في المدينة عن قيام مهرجان عر�ض‬
‫الأزياء برعاية الأمير نتوالر‪ ,‬و�أن �أجمل طقم يعر�ض‬
‫�ستح�صل عار�ضته على مبلغ مالي‪.‬‬
‫وما �أن �سمعت بنات المدينة حتى �سارعن في �شراء‬
‫�أفخر الأحذية وخياطة �أجمل الف�ساتين‪ ,‬بينما هم‬
‫كذلك �إذ �سمعت ناتيوال بالخبر و�شاهدت الفتيات‬
‫يت�سارعن �إلى المحالت‪ ,‬فقالت لنف�سها‪� :‬إنها فر�صة‬
‫رائعة للح�صول على مال وفير‪� ,‬آه كم �أحتاج لهذا‬

‫‪113‬‬
‫المال الذي �سيمكنني من عمل متجر �صغير نقتات‬
‫منه �أنا ووالداي‪ ,‬ولكن ال �أ�ستطيع �شراء ف�ستان وحذاء‬
‫جديد لأني لي�س لدي مال‪.‬‬
‫وم�ضت ناتيوال في طريقها للمنزل حزينة وبينما‬
‫هي كذلك �إذ لمحت حذاء �أبي�ض في �إحدى زوايا‬
‫الطريق‪ ,‬فهرعت لتنظر �إليه‪ ,‬وحين و�صلت �إليه قالت‪:‬‬
‫يا الهي ما �أجمله‪ ,‬ثم �أخذته وعادت للمنزل‪.‬‬
‫دخلت المنزل قائلة‪� :‬أمي‪� ,‬أمي‪ ,‬الأم‪ :‬ماذا حدث‬
‫يا ناتيوال؟ ناتيوال‪ :‬وجدت هذا الحذاء في طريق‬
‫عودتي للمنزل‪ ,‬الأم‪ :‬ما �أجمله‪ ,‬قاطعتها ناتيوال‪،‬‬
‫قائلة‪ :‬تمنيت لو �أ�ستطيع �أن �أذهب �إلى مهرجان‬
‫عر�ض الأزياء الذي �أعلنه الأمير نتوالر‪� ,‬آه ولكني ال‬
‫�أملك مال ل�شراء ف�ستان جميل‪ ,‬الأم‪ :‬ال تحزني يا‬
‫بنيتي اهلل �سيكرمك �أكثر‪ ,‬ابت�سمت ناتيوال وقالت‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫�س�أذهب للنوم‪ ,‬الأم‪ :‬ت�صبحين على خير‪.‬‬
‫دخلت ناتيوال �إل��ى غرفتها‪ ,‬وو�ضعت الحذاء‬
‫الأبي�ض في المكان المخ�ص�ص للأحذية‪ ,‬وجل�ست‬
‫على �سريرها ت�شاهد الفتيات الالتي ي�شترين من‬
‫المحالت من خالل نافذتها‪ ,‬وتتح�سر على نف�سها‪,‬‬
‫وبينما هي كذلك �سمعت �صوتا يناديها ناتيوال‬
‫التفتت ناتيوال حولها منده�شة قائلة‪ :‬من يناديني؟‬
‫فلم يرد �أحد فعادت للنافذة‪ ,‬وعاد ال�صوت مرة‬
‫�أخرى يناديها ناتيوال‪ ,‬التفتت منده�شة وقالت‪ :‬من‬
‫يناديني؟ حينها تقافز الحذاء الأبي�ض‪ ،‬قائال‪ :‬نحن‬
‫نناديك‪ ,‬انده�شت ناتيوال بخوف قائلة‪ :‬من �أنتم؟‬
‫وماذا تريدون مني؟‪ ,‬الحذاء‪ :‬نحن حذاء عجيب‬
‫ن�ساعد من ي�أخذنا عنده والآن نحن معك اطلبي‬
‫ما ت�شائين‪ ,‬ناتيوال‪ :‬حقا �ستحققون لي �أمنيتي؟‪,‬‬

‫‪115‬‬
‫الحذاء‪ :‬نعم‪ ,‬ناتيوال‪� :‬أريد ف�ستانا جميال لأذهب به‬
‫�إلى مهرجان عر�ض الأزياء‪ ,‬الحذاء‪ :‬ح�سنا ارتدينا‬
‫وانظري لنف�سك في المر�آة‪ ,‬فارتدت ناتيوال الحذاء‬
‫ونظرت في المر�آة ف�إذا بها تتحول �إلى �أميرة فائقة‬
‫الجمال بحذاء وف�ستان �أبي�ض جميل فرحت ناتيوال‬
‫كثيرا‪ ,‬ثم خلعت الحذاء ورجعت بمالب�سها العادية‬
‫�شكرت الحذاء وقالت‪ :‬موعدنا غدا‪ ,‬الحذاء‪ :‬نعم‬
‫بالت�أكيد ولكن ال تخبري �أحدا بذلك ناتيوال‪ :‬ولكن‬
‫كيف �س�أخرج بدون علم �أمي و�أبي؟ الحذاء‪� :‬أخبري‬
‫والديك فقط‪ ،‬ناتيوال‪� :‬س�أنادي والداي حاال‪ ,‬نادت‬
‫ناتيوال والديها وحكت لهما كل ما جرى‪ ,‬ثم تكلم‬
‫معهما الحذاء و�أقنعهما بعدم �إخبار �أحد‪ ,‬فرح والدا‬
‫ناتيوال كثيرا ودعيا لها بالخير‪.‬‬
‫وف��ي م�ساء اليوم التالي ذهبت جميع الفتيات‬

‫‪116‬‬
‫للمهرجان‪ ,‬وبد أ� العر�ض‪ ,‬كان الأمير نتوالر ي�شاهد‬
‫كل الأزياء ويعجب بها‪ ,‬ولكنه كان محتارا‪.‬‬
‫�إلى �أن جاءت ناتيوال بف�ستان �أبي�ض المع وحذاء‬
‫�أبي�ض فريد من نوعه كان �شكلها كاميرة ح�سناء‪,‬‬
‫تفاج�أ الجميع بها ولم يعرفها �أحد و�أعجب الأمير‬
‫نتوالر بجمالها ووقع فورا بحبها‪.‬‬
‫وبعد انتهاء العر�ض �أعلنت النتيجة‪ ,‬الفائزة هي ذات‬
‫الحذاء الأبي�ض‪ ,‬فرحت ناتيوال كثيرا‪ ,‬وقام الأمير‬
‫نتوالر بت�سليمها الجائزة‪ ,‬ثم �إنه �أراد �أن يتحدث‬
‫معها بعد ت�سليمها الجائزة �إال �أن الوزير قاطعه ب�أمر‬
‫ما وحينئذ غادرت ناتيوال الحفل‪.‬‬
‫عادت ناتيوال �إلى المنزل فرحة‪ ,‬وفرح والداها‬
‫كثيرا‪ ,‬و�شكروا الحذاء‪.‬‬
‫وفتحت ناتيوال متجرا �صغيرا لبيع المالب�س‪ ,‬تمر‬

‫‪117‬‬
‫الأيام والأمير نتوالر حزين ي�س�أل عن ذات الحذاء‬
‫الأبي�ض ولكن ال �أحد يعرفها‪ ,‬مرت الأيام و�أ�صاب‬
‫الأمير نتوالر هزل وتعب و�صار هزيال‪.‬‬
‫وفي يوم من الأيام �سمع الحذاء الأبي�ض بما �أ�صاب‬
‫الأم��ي��ر فهرع له قائال‪ :‬هل تحب ذات الحذاء‬
‫الأبي�ض؟ رد الأمير‪ :‬نعم هل تعرفونها؟ ومن �أنتم؟‬
‫الحذاء الأبي�ض‪ :‬نحن فاعلو خير‪ ,‬ونعرف ذات‬
‫الحذاء الأبي�ض‪ ,‬ثم حكيا له كل الحكاية‪.‬‬
‫وبعد �أن �أكمال الحكاية قال الأمير نتوالر‪� :‬س�آتي معك‬
‫لأتزوجها‪ ,‬ف�أخذه الحذاء الأبي�ض �إلى منزل ناتيوال‬
‫ففتحت الباب فتفاج�أت بالأمير‪ ,‬ثم �أدخلته وقابله‬
‫والداها وطلب الأمير الزواج منها فوافق والداها‪.‬‬
‫وتزوجت ناتيوال بالأمير نتوالر وعا�شا ب�سعادة‬
‫وهناء‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫سيرة ذاتية‬

‫�سارة عادل محمود بكالوريو�س �آداب �إنجليزي‬


‫يمنية مقيمة بم�صر‬
‫كاتبة وقا�صة وروائية‬
‫بد�أت الكتابة في �سن الثانية ع�شرة‬
‫ن�شرت �أعمالي ب�شكل �أ�سبوعي في �صحيفة ‪14‬‬
‫�أكتوبر في م�سقط ر�أ�سي عدن‬
‫بد�أت بكتابة ق�ص�ص الأطفال والخواطر ثم تطورت‬
‫�إلى الق�ص�ص الق�صيرة للكبار ثم الروايات‬
‫لدي �أربع مجموعات ق�ص�صية للأطفال‬
‫َّ‬
‫لدي خم�س روايات‬
‫لدي ثالث مجموعات من الخواطر‬
‫َّ‬
‫لدي مجموعة ق�ص�صية للكبار‬
‫َّ‬
‫‪119‬‬
‫ان�ضممت لأكثر من منتدى منها‬
‫منتديات عراقية والذي �شاركت فيه بمجلد كتبه‬
‫نخبة من الكتاب‬
‫فكانت م�شاركتي ب�شعر �صغير ا�سمه ق�صيدتي لي�س‬
‫لها عنوان �أهديتها لبغداد فكانت المرة الوحيدة التي‬
‫�شعرا‬
‫كتبت بها ً‬
‫موقع الق�صة العربية‬
‫منتدى حكاوينا الأدبية‬
‫منتدى �شبكة روايتي الثقافية‬
‫الذي عملت فيه الكثير من الأعمال فكنت‬
‫م�ؤ�س�سة ق�سم ال�صحيفة الأدبية‬
‫م�ؤ�س�سة ق�سم الدواوين الم�صممة المكتملة‬
‫م�ؤ�س�سة ق�سم الفعاليات الأدبية‬
‫�أجريت عدة مقابالت �صحفية �إلكترونية في ق�سم‬

‫‪120‬‬
‫دائرة ال�ضوء في المنتدى الأدبي فكان من ن�صيبي �أن‬
‫�أجري مقابالت مع‬
‫ال�شاعر ال�سعودي عناد الح�صيني‬
‫ال�شاعر البحريني علي ال�شرقاوي‬
‫ال�شاعر العراقي عبا�س المالكي‬
‫الأديبة والقا�صة الم�صرية روان عبد الكريم‬
‫القا�صة الأديبة اليمنية فاطمة البار‬
‫ال�شاعر والأديب الم�صري محمد حمدي غانم‬
‫الأديبة القا�صة والروائية اللبنانية د\ �إيمان بقاعي‬
‫ال�شاعر والكاتب عماد �سالم‬
‫الكاتب والمخرج عاطف �سنارة‬

‫‪121‬‬
‫إصداراتي‬
‫الروايات‬
‫�أنا لم �أقتله ولكن الحب الذي قتله‬
‫فتاة القبور‬
‫ربما يوما ما‬

‫قصص األطفال‬
‫مجموعة ق�ص�صية زائل الظل وق�ص�ص �أخرى‬
‫مجموعة ق�ص�صية يوميات الزهور وحكايات �أخرى‬

‫قصص الشباب والمراهقين‬


‫مجموعة ق�ص�صية ورحلت مع �أوراق الخريف‬
‫م�شاركة ب�أربع خواطر في مجلة نب�ض المبدعين‬
‫العرب الجزء الثالث‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫الفهرس‬

‫‪3‬‬ ‫اإلهداء‬
‫‪5‬‬ ‫الملخص‬
‫‪7‬‬ ‫كيف َت َ‬
‫ك َّون القمر‬
‫‪11‬‬ ‫الكرة التي تحولت ذهبا‬
‫‪15‬‬ ‫حكاية اللؤلؤ‬
‫‪19‬‬ ‫أدوات المدرسة المنقذة‬
‫‪23‬‬ ‫الصياد المحظوظ‬
‫‪27‬‬ ‫زهرة ألجل لين‬
‫‪31‬‬ ‫أدوات المطبخ المعدنية القديمة‬
‫‪35‬‬ ‫يوميات الزهور‬
‫‪36‬‬ ‫عيد ميالد زهرة األوركيد‬
‫‪123‬‬
‫‪39‬‬ ‫إنقاذ الحصان الوردي بشهامة زهور النرجس‬
‫‪41‬‬ ‫قوة الشخصية تكسب المنصب‬
‫‪43‬‬ ‫الغرور والكبرياء يؤديان للخسارة‬
‫‪45‬‬ ‫الذهاب لرحلة البحر‬
‫‪47‬‬ ‫رد الجميل‬
‫‪51‬‬ ‫الوردة الباكية‬
‫‪55‬‬ ‫المزرعة السعيدة‬
‫‪61‬‬ ‫زراعة القمح وإنتاج الدقيق وبيعه‬
‫‪69‬‬ ‫تعاون النحل الطيب‬
‫‪75‬‬ ‫البقرة الهولندية وآلة صنع الجبن‬
‫‪81‬‬ ‫الثالث الدجاجات المرحات‬
‫‪85‬‬ ‫أرنب األناجورا الودود‬
‫‪89‬‬ ‫مقابلة الثور الفرنسي وآلة صنع النقانق‬
‫‪124‬‬
‫‪93‬‬ ‫الخروف المنتج للصوف وآلة صنع الخبز‬
‫‪99‬‬ ‫كيف عرفت األلوان عن نفسها‬
‫‪105‬‬ ‫الطفل الذي ساعد الشبح الودود‬
‫‪113‬‬ ‫ذات الحذاء األبيض‬
‫‪119‬‬ ‫سيرة ذاتية‬

‫‪125‬‬

You might also like