You are on page 1of 26

‫مترجم من اإلنجليزية إلى العربية ‪www.onlinedoctranslator.

com -‬‬

‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬

‫الجزء األول‬
‫القصة التي رواها ‪NX-ALTER HARTRIGHT‬‬
‫‪1‬‬
‫لقاء على ضوء القمر‬
‫هو ‪ -‬هي كان اليوم األخير من شهر يوليو‪ .‬كان الصيف الطويل الحار يقترب من نهايته ‪ ،‬وكنت& أشعر بالمرض واالكتئاب‪ .‬كنت أيضً ا تعاني من نقص في المال ‪،‬‬
‫لذلك لم يكن لدي فرصة كبيرة للهروب من شوارع لندن المتربة ‪ ،‬وكان علي أن أقضي الخريف اقتصاديًا بين غرفتي في المدينة ومنزل أمي‪.‬‬
‫لي تعيش أمي وأختي سارة في كوخ في هامبستيد في الضواحي الشمالية ‪ ،‬وعادة ما أذهب لرؤيتهما مرتين في األسبوع‪ .‬وصلت هذا المساء إلى بوابة الكوخ كما بدأ‬
‫الظالم‪ .‬بالكاد قرعت الجرس قبل أن يُفتح الباب بعنف ‪ ،‬وهرع صديقي اإليطالي ‪ ،‬األستاذ بيسكا ‪ ،‬بأحدها لتحييني‪.‬‬
‫كان ‪ Pesca‬مدرس لغة ترك إيطاليا ألسباب سياسية وجعل منزله في إنجلترا‪ .‬لقد كان رجالً صغيرً ا غريبًا ومثيرً ا لالنفعال كان يحاول دائمًا أن يكون إنجليزيًا أكثر‬
‫من اإلنجليزية‪ .‬كنت قد التقيت به من وقت آلخر عندما كان يدرس في نفس المنازل التي كان عليها ‪ ،‬ثم التقيته ذات يوم بالصدفة في برايتون ‪ ،‬واتفقنا على الذهاب‬
‫أبد ا أنه ال يعرف السباحة! لحسن الحظ ‪ ،‬عندما غرق فجأة ‪ Co‬في القاع ‪ ،‬تمكنت من الغوص وإنقاذه‪.‬‬ ‫جدا ولم يخطر ببالي ً‬ ‫للسباحة معً ا في البحر‪ .‬لقد كان متحمسً ا& ً‬
‫منذ ذلك اليوم كان صديقي الممتن ‪ ،‬وفي ذلك المساء أبدى امتنانه لي بطريقة غيرت حياتي كلها‪.‬‬
‫قال‪ :‬اآلن ‪ ،‬أصدقائي المقربين ‪ ،‬عندما كنا جميعً ا في غرفة جلوس أمي‪ .‬لدي بعض األخبار الرائعة لك‪ .‬لقد طلب مني صاحب العمل أن أوصي بمدرس رسم‬
‫لمنصب مع عائلة ثرية في شمال إنجلترا‪ .‬ومن برأيك أوصيت؟ أفضل معلم رسم في العالم ‪ -‬السيد والتر هارترايت!‬
‫عزيزي بيسكا! كم أنت جيد لوالتر! صاحت أمي؟ "كم أنت طيب ‪ ،‬كم أنت كرم!"‬
‫بالنسبة لي ‪ ،‬على الرغم من أنني كنت& بالتأكيد ممت ًنا& لطفه ‪ ،‬إال أنني ما زلت أشعر باالكتئاب بشكل غريب‪ .‬وشكرته بحرارة ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬وطلبت رؤية الظروف‪.‬‬
‫ذكرت المالحظة التي قدمها لي أن مدرس الرسم المؤهل كان مطلوبًا من قبل السيد فريدريك فيرلي من ‪ ، Limmeridge House‬كمبرالند ‪ ،‬لتعليم ابنتيه‬
‫الصغيرتين لمدة أربعة أشهر على األقل‪ .‬كان من المقرر أن يعيش& المعلم في ‪ Limmeridge House‬كرجل نبيل ويتقاضى أربعة أرطال في األسبوع‪ .‬ستكون‬
‫هناك حاجة إلى رسائل إلظهار أنه حسن الخلق‪.‬‬
‫كان الموقف بالتأكيد جذابًا ‪ ،‬ولم أستطع فهم سبب شعوري بالقليل من الحماس‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬نظرً ا ألن والدتي وأختي اعتقدتا أنها فرصة رائعة ‪ ،‬ولم أرغب في إيذاء‬
‫مشاعر ‪ ، Pesca‬فقد وافقت على التقدم للوظيفة‪.‬‬
‫في صباح اليوم التالي ‪ ،‬أرسلت خطابات التوصية إلى صاحب عمل األساتذة ‪ ،‬وبعد أربعة أيام سمعت& أن السيد فيرلي قبل خدماتي وطلب مني البدء في كمبرالند‬
‫على الفور‪ .‬رتبت للمغادرة في اليوم التالي ‪ ،‬وفي المساء مشيت إلى هامبستيد ألودع أمي وسارة‪.‬‬
‫عندماتركهم في منتصف الليل ‪ ،‬كان القمر كامالً يضيء في سماء زرقاء داكنة بال نجوم ‪ ،‬وكان الهواء رقي ًقا ودافًئ ا‪ .‬قررت أن أسلك الطريق الطويل إلى المنزل‬
‫وأمشي عبر هامبستيد هيث قبل االنضمام إلى الطريق المؤدي إلى وسط المدينة‪ .‬بعد فترة وصلت إلى مفترق طرق واستدرت إلى طريق لندن‪ .‬لقد ضللت في أفكاري‬
‫‪ ،‬أتساءل عن السيدتين الشابتين في كمبرالند ‪ ،‬عندما توقف قلبي فجأة عن الخفقان‪ .‬كانت& يد لمست كتفي من الخلف‪.‬‬
‫انا ألتفت في الحال ‪ ،‬يدي تشد على عصا المشي‪ .‬هناك ‪ ،‬كما لو أنها سقطت من السماء ‪ ،‬وقفت على هيئة امرأة ‪ ،‬ترتدي مالبس بيضاء من رأسها إلى قدمها‪ .‬كنت‬
‫مندهشا جدا للتحدث‪.‬‬
‫"هل هذا هو الطريق إلى لندن؟" قالت‪ .‬أنا نظرتعليها بعناية‪ .‬كانت& الساعة الواحدة بعد ذلك تقريبًا‪ .‬كل ما استطعت رؤيته في ضوء القمر هو وجه شاب عديم‬
‫ومنضبط ا‪ .‬ما نوع المرأة التي كانت عليها ‪ ،‬ولماذا كانت في الخارج في وقت متأخر ً‬
‫جدا ‪ ،‬لم‬ ‫ً‬ ‫اللون ‪ ،‬وعيون كبيرة& حزينة ‪ ،‬وشعر بني فاتح‪ .‬كان أسلوبها هادًئ ا‬
‫أستطع التخمين‪ .‬لكن لم يكن هناك شيء شرير فيها ‪ -‬في الواقع ‪ ،‬يبدو أن نوعً ا من البراءة المحزنة جاء منها‪' .‬هل سمعتني؟' قالت بهدوء وبسرعة‪ .‬أجبته‪ :‬نعم ‪ ،‬هذا‬
‫هو الطريق‪ .‬أرجو المعذرة ‪ -‬لقد فوجئت إلى حد ما بمظهرك المفاجئ‪.‬‬
‫'أنت ال تشك بيتفعل أي شيء خاطئ ‪ ،‬أليس كذلك؟ "ال ‪ ،‬ال ‪ ،‬رؤيتك& فجأة صدمتني ‪ ،‬هذا كل شيء‪ ".‬قالت‪ :‬لقد سمعتك قادمًا واختبأت خلف تلك األشجار ألرى أي‬
‫نوع من الرجال كنت& ‪ ،‬قبل أن أخاطر بالحديث‪ .‬هل لي أن أثق بك؟ فتشت عينيها بقلق‪.‬‬
‫كانت وحدتها وعجزها واضحين لدرجة أنني شعرت بتعاطف& كبير& معها‪ .‬قلت‪" :‬أخبرني كيف يمكنني مساعدتك ‪ ،‬وإذا كان بإمكاني& ‪ ،‬فسأفعل"‪.‬‬
‫'أوه‪،‬شكرا شكرا‪ .‬انت لطيف جدا‪ '.‬ارتجف صوتها قليالً وهي تتكلم‪ .‬ال أعرف لندن على اإلطالق‪ .‬هل يمكنني الحصول على سيارة أجرة أو عربة في هذا الوقت من‬
‫الليل؟ هل يمكن أن تريني من أين أحصل على واحدة ‪ ،‬وهل تعدونني& بعدم التدخل معي؟ لدي صديق في لندن سيسعد باستقبالي‪ .‬ال أريد أي شيء آخر ‪ -‬هل‬
‫ستعدني؟‬
‫نظرت بعصبية إلى أعلى وأسفل الطريق ‪ ،‬ثم عادت إلي‪ .‬كيف لي أن أرفض؟ كان خوفها وارتباكها مؤلمين‪.‬‬
‫"&ه&ل& س&ت&ع&د&؟&"& ك&ر&ر&ت&‪&.‬‬
‫'&ن&ع&م&‪&'&.‬‬
‫ا&نط&لق&نا& م &ًع ا& نح&و& وس&ط& ل&ندن‪ &.‬ك&ان& األ&م&ر& أش&به& بح&لم& ‪ &-‬أ&مش&ي على& هذ&ا ال&طر&يق& الم&ألو&ف ‪ ،‬م&ع& رف&يق& غري&ب&‬
‫و&غا&مض& ج ًد&ا بج&ان&بي&‪&.‬‬
‫سألت فجأة‪" :‬هل تعرف أي رجال برتبة باروني في لندن؟"‬
‫ك&ا&ن&ت& ه&ن&ا&ك& م&ال&ح&ظ&ة& ش&ك& ف&ي& ا&ل&س&ؤ&ا&ل& ا&ل&غ&ر&ي&ب& ‪ &،‬و&ع&ن&د&م&ا& ق&ل&ت& إ&ن&ن&ي& ال& أ&ع&ر&ف& ب&ا&ر&و&ن&ي&ت&س& ‪ &،‬ب&د&ت& م&ر&ت&ا&ح&ة&‪&.‬‬
‫ا&س&ت&ج&و&ب&ت&ه&ا& م&ر&ة& أ&خ&ر&ى& ‪ &،‬و&ت&م&ت&م&ت& أ&ن&ه&ا& ا&س& ُت&خ&د&م&ت& ب&ق&س&و&ة& م&ن& ق&ب&ل& ب&ا&ر&و&ن&ي& ل&م& ت&ذ&ك&ر& ا&س&م&ه&‪ &.‬أ&خ&ب&ر&ت&ن&ي& أ&ن&ه&ا& أ&ت&ت&‬
‫م&ن& ه&ا&م&ب&ش&ا&ي&ر& و&س&أ&ل&ت& إ&ذ&ا& ك&ن&ت& أ&ع&ي&ش& ف&ي& ل&ن&د&ن&‪ &.‬ش&ر&ح&ت& أ&ن&ن&ي& ف&ع&ل&ت& ذ&ل&ك& ‪ &،‬ل&ك&ن&ن&ي& ك&ن&ت& أ&غ&ا&د&ر& إ&ل&ى& ك&م&ب&ر&ال&ن&د&‬
‫ف&ي& ا&ل&ي&و&م& ا&ل&ت&ا&ل&ي&‪&.‬‬
‫ض&ا&‪ &.‬ك&ن&ت& س&ع&ي& ًد& ا& ذ&ا&ت& م&ر&ة& ف&ي&‬
‫"&ك&م&ب&ر&ال&ن&د&!&"& ك&ر&ر&ت& ب&ه&د&و&ء&‪&' &.‬آ&ه&!& أ&ت&م&ن&ى& ل&و& ك&ن&ت& أ&ذ&ه&ب& إ&ل&ى& ه&ن&ا&ك& أ&ي& ً&‬
‫ك&م&ب&ر&ال&ن&د& ‪ &،‬ف&ي& ق&ر&ي&ة& ل&ي&م&ر&ي&د&ج&‪ &.‬أ&و&د& أ&ن& أ&ر&ى& ‪ Limmeridge House‬م&ر&ة& أ&خ&ر&ى&‪&.‬‬
‫م&ن&ز&ل& ل&ي&م&ر&ي&د&ج&!& ت&و&ق&ف&ت& م&ن&د&ه&ش&ا&‪&.‬‬
‫'&م&ا& ه&و& ا&ل&خ&ط&أ&؟&'& س&أ&ل&ت& ب&ق&ل&ق&‪&" &.‬ه&ل& س&م&ع&ت& أ&ح ً&د&ا& ي&ن&ا&د&ي& م&ن& ب&ع&د&ن&ا&؟&"&‬
‫&ر ا‪ &.‬هل تع&رف& أحدا& هن&اك&؟‬ ‫ال& ال&‪ &.‬لق&د س&مع&ت& اسم& ‪ Limmeridge House‬م&ؤخ ً&‬
‫لقد فعلت مرة واحدة ‪ ،‬قالت‪" .‬لكن& السيدة فيرلي ماتت& ؛ ومات& زوجها‪ &.‬وقد تتزوج& فتاتهم& الصغيرة& وتذهب&‬
‫بعي ًدا‪" .. &.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫ربما كانت ستخبرني بالمزيد ‪ ،‬لكن في تلك اللحظة فقط رأينا سيارة أجرة‪ .‬أوقفته ‪ ،‬وسرعان ما دخلت‪.‬‬
‫ق&ل&ت&‪ &:‬م&ن& ف&ضل&ك& ‪ &،‬دع&ن&ي& أ&را&ك& ب&أ&م&ا&ن& إ&لى& م&ن&ز&ل& ص&د&ي&ق&ك&‪&.‬‬
‫ب&ك&ت& ال& ‪ &،‬ال&‪ &.‬أ&ن&ا& آ&م&ن& ت&م&ا& ًم&ا& ‪ &،‬و&ي&ج&ب& أ&ن& ت&د&ع&ن&ي& أ&ذ&ه&ب&‪ &.‬ت&ذ&ك&ر& و&ع&د&ك&!& ل&ك&ن& ش&ك&ر&ا& ل&ك& ‪ &-‬ش&ك&ر&ا& ج&ز&ي&ال&‪&.‬‬
‫أمسكت& بيديها& وقبلتها ودفعتها& بعي ًدا‪ .‬اختفت الكابينة& في الظل األسود على الطريق& ‪ -‬وذهبت المرأة ذات الرداء األبيض‪.‬‬
‫ب&ع&د& ع&ش&ر& د&ق&ا&ئ&ق& ك&ن&ت& ال& أ&ز&ا&ل& ع&ل&ى& ن&ف&س& ا&ل&ط&ر&ي&ق& ‪ &،‬أ&ف&ك&ر& ب&ق&ل&ق& ف&ي& ا&ل&م&غ&ا&م&ر&ة& ب&أ&ك&م&ل&ه&ا& ‪ &،‬ع&ن&د&م&ا& س&م&ع&ت& ع&ج&ال&ت& خ&ل&ف&ي&‪ &.‬م&ر&ت& ع&ل&ي& ع&ر&ب&ة& م&ك&ش&و&ف&ة& ب&د&ا&خ&ل&ه&ا&‬
‫ر&ج&ال&ن& ‪ &،‬ث&م& ت&و&ق&ف&ت& ع&ن&د&م&ا& ر&أ&و&ا& ش&ر&ط&ي& ي&س&ي&ر& ع&ل&ى& م&س&ا&ف&ة& أ&ب&ع&د& ف&ي& ا&ل&ش&ا&ر&ع&‪&.‬‬
‫ضابط! بكى& أحد الرجال‪' .‬هل رأيت& امرأة تمر& بهذه الموجة؟ امرأة في مالبس& بيضاء؟‬
‫ال سيدي‪ .‬لماذا؟ ماذا فعلت؟'‬
‫منتهي! لقد هربت من لجوئي‪.‬‬
‫لجوء! لكن المرأة لم تبدو لي غاضبة‪ .‬عصبي وغريب قليال ربما ولكن ليس مجنون‪ .‬ماذا فعلت؟ هل ساعدت امرأة مسجونة خطأ على الهروب؟ أم أنني أخفقت في حماية‬
‫مستيقظا طوال الليل بعد أن عدت إلى غرفتي ‪ ،‬حتى حان الوقت أخيرً ا لمغادرة لندن والتوجه إلى كمبرالند‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مريض قد يتأذى؟ أبقتني هذه األفكار المزعجة‬

‫***‬

‫وجهتني تعليمات السفر الخاصة بي إلى كاراليل ثم تغيير القطارات إلى ليمريدج‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد فاتني االتصال بسبب التأخير الطويل ولم أصل إلى ‪ Limmeridge‬حتى‬
‫العاشرة الماضية‪ .‬كان هناك خادم في حالة مزاج سيء إلى حد ما ينتظرني في المحطة بعربة وعندما وصلت إلى ‪ Limmeridge House‬كان الجميع قد ناموا‪ .‬تم‬
‫إرشادي إلى غرفتي وعندما أطفأت الشمعة أخيرً ا ‪ ،‬فكرت في نفسي‪ .‬ماذا سأرى في أحالمي الليلة؟ المرأة ذات الرداء األبيض؟ أو السكان المجهولين لمنزل كمبرالند هذا؟‬

‫‪2‬‬
‫الحياة في ‪Limmeridge House‬‬
‫عندما استيقظت في صباح اليوم التالي ‪ ،‬استقبلتني أشعة الشمس الساطعة ومنظر البحر األزرق عبر النافذة‪ .‬بدا المستقبل فجأة مليًئا بالوعود‪ .‬وجدت طريقي إلى غرفة اإلفطار‬
‫وهناك ‪ ،‬نظرت من النافذة وظهرها متجه نحوي ‪ ،‬كانت امرأة شابة ذات شخصية مثالية‪ .‬لكن عندما استدارت وسارت نحوي ‪ ،‬رأيت لدهشتي أن وجهها كان قبيحًا‪ .‬كان الشعر‬
‫ينمو على شفتها العليا ‪ ،‬وكان فمها كبيرًا وثاب ًتا‪ .‬كان وجه رجل تقريبًا ‪ ،‬لكن االبتسامة الودية التي أعطتها لي خففتها وجعلتها تبدو أكثر أنوثة‪ .‬رحبت بي بصوت لطيف ومتعلم‬
‫وقدمت نفسها على أنها ماريان هالكومب ‪ ،‬أخت اآلنسة فيرلي غير الشقيقة‪.‬‬
‫و&أ&و&ض&ح&ت&‪&" &:‬و&ا&ل&د&ت&ي& ت&ز&و&ج&ت& م&ر&ت&ي&ن&"& ‪ &،‬ب&أ&س&ل&و&ب&ه&ا& ا&ل&ل&ط&ي&ف& و&ا&ل&و&د&ي&‪&" &.‬ا&ل&م&ر&ة& ا&أل&و&ل&ى& ل&ل&س&ي&د& ه&ا&ل&ك&و&م&ب& و&ا&ل&د&ي& و&ا&ل&م&ر&ة& ا&ل&ث&ا&ن&ي&ة& ل&ل&س&ي&د& ف&ي&ر&ل&ي& و&ا&ل&د& أ&خ&ت&ي& غ&ي&ر& ا&ل&ش&ق&ي&ق&ة&‪&.‬‬
‫ك&ا&ن& و&ا&ل&د&ي& ر&ج&الً& ف&ق&ي& ً&ر&ا& ‪ &،‬و&ك&ا&ن& و&ا&ل&د& ا&آل&ن&س&ة& ف&ي&ر&ل&ي& ر&ج&اًل ث&ر& ًي& ا&‪ &.‬ل&ي&س& ل&د&ي& ش&ي&ء& و&ل&د&ي&ه&ا& ث&ر&و&ة&‪ &.‬أ&ن&ا& ق&ب&ي&ح&ة& و&م&ظ&ل&م&ة& ‪ &،‬و&ه&ي& ع&ا&د&ل&ة& و&ج&م&ي&ل&ة&‪ &.‬ق&ا&ل&ت& ك&ل& ه&ذ&ا& ب&س&ع&ا&د&ة&‬
‫ت&ا&م&ة&‪&" &.‬أ&ن&ا& و&أ&خ&ت&ي& م&غ&ر&م&و&ن& ج& ً&د&ا& ب&ب&ع&ض&ن&ا& ا&ل&ب&ع&ض& ‪ &،‬ل&ذ&ا& ي&ج&ب& أ&ن& ت&ر&ض&ي& ك&ال&ن&ا& ‪ &،‬ا&ل&س&ي&د& ه&ا&ر&ت&ر&ا&ي&ت& ‪ &،‬أ&و& ال& ت&ر&ض&ي& أ& ًي& ا& م&ن&ا&‪&"&.‬‬
‫ث&م& أ&خ&ب&ر&ت&ن&ي& أ&ن& ا&آل&ن&س&ة& ‪ Fairlic‬ك&ا&ن&ت& ت&ع&ا&ن&ي& م&ن& ص&د&ا&ع& ف&ي& ذ&ل&ك& ا&ل&ص&ب&ا&ح& و&أ&ن& ا&ل&س&ي&د&ة& ‪ ، Vesey‬و&ه&ي& س&ي&د&ة& م&س&ن&ة& ك&ا&ن&ت& ت&ر&ع&ى& ا&آل&ن&س&ة& ‪ ، Fairlie‬ك&ا&ن&ت&‬
‫ت&ر&ع&ا&ه&ا&‪&.‬‬
‫ق&ا&ل&ت&‪&" &:‬ل&ذ&ل&ك& س&ن&ك&و&ن& ب&م&ف&ر&د&ن&ا& ف&ي& و&ج&ب&ة& ا&إل&ف&ط&ا&ر& ‪ &،‬س&ي&د& ه&ا&ر&ت&ر&ا&ي&ت&"&‪ &.‬أ&م&ا& ب&ا&ل&ن&س&ب&ة& ل&ل&س&ي&د& ف&ي&ر&ل&ي& ‪ &،‬ص&ا&ح&ب& ع&م&ل&ك& ‪ &،‬ف&س&و&ف& ت&ق&ا&ب&ل&ه& ب&ال& ش&ك& ال&ح& ًق& ا&‪ &.‬إ&ن&ه& ع&م& ا&آل&ن&س&ة&‬
‫ف&ي&ر&ل&ي& ‪ &،‬ر&ج&ل& أ&ع&ز&ب& ‪ &،‬أ&ص&ب&ح& و&ص& ًي& ا& ع&ل&ى& ا&آل&ن&س&ة& ف&ي&ر&ل&ي& ع&ن&د&م&ا& م&ا&ت& و&ا&ل&د&ا&ه&ا&‪ &.‬إ&ن&ه& ي&ع&ا&ن&ي& م&ن& م&ر&ض& غ&ا&م&ض& ف&ي& ا&أل&ع&ص&ا&ب& ‪ &،‬و&ال& ي&غ&ا&د&ر& غ&ر&ف&ه& أ&ب& ً&د&ا&‪&.‬‬
‫ب&ي&ن&م&ا& ك&ن&ا& ن&ت&ن&ا&و&ل& ا&إل&ف&ط&ا&ر& ‪ ،‬و&ص&ف&ت& ا&ل&ح&ي&ا&ة& ا&ل&ه&اد&ئ&ة& ا&ل&م&ن&ت&ظ&م&ة& ال&ت&ي& عا&ش&ت&ه&ا& ه&ي& وأ&خ&ت&ه&ا&‪&" &.‬ه&ل& ت&ع&ت&ق&د& أ&ن&ك& س&و&ف& ت&ع&ت&ا&د& ع&لى& ذل&ك&؟&"&قالت‪" .‬أم أنك ستكون مضطربًا ‪،‬‬
‫وتتمنى بعض المغامرة؟"‬
‫س&م&ا&ع&ي& ك&ل&م&ة& "&م&غ&ا&م&ر&ة&"& ذ&ك&ر&ن&ي& ب&ل&ق&ا&ئ&ي& م&ع& ا&ل&م&ر&أ&ة& ذ&ا&ت& ا&ل&ر&د&ا&ء& ا&أل&ب&ي&ض& ‪ &،‬و&إ&ش&ا&ر&ت&ه&ا& إ&ل&ى& ا&ل&س&ي&د&ة& ف&ي&ر&ل&ي&‪ &.‬ل&ق&د& أ&خ&ب&ر&ت& ا&آل&ن&س&ة& ه&ا&ل&ك&و&م&ب& ب&ك&ل& ش&ي&ء& ع&ن&‬
‫م&غ&ا&م&ر&ت&ي& ‪ &،‬و&أ&ب&د&ت& ا&ه&ت&م&ا& ًم& ا& ش&د&ي& ً&د&ا& ‪ &،‬خ&ا&ص&ة& ف&ي& ذ&ك&ر& و&ا&ل&د&ت&ه&ا&‪&.‬‬
‫"&ل&ك&ن&ك& ل&م& ت&ع&ر&ف& ا&س&م& ا&ل&م&ر&أ&ة&؟&"& ق&ا&ل&ت&‪&.‬‬
‫ال& ل&أل&س&ف&‪ &.‬ف&ق&ط& أ&ن&ه&ا& أ&ت&ت& م&ن& ه&ا&م&ب&ش&ا&ي&ر&‪&.‬‬
‫ق&ا&ل&ت& ا&آل&ن&س&ة& ه&ا&ل&ك&و&م&ب&‪&" &:‬ح&س& ًن& ا& ‪ &،‬س&أ&ق&ض&ي& ا&ل&ص&ب&ا&ح& ‪ &،‬أ&ب&ح&ث& ف&ي& ر&س&ا&ئ&ل& أ&م&ي&‪ &.‬أ&ن&ا& م&ت&أ&ك&د& م&ن& أ&ن&ن&ي& س&أ&ج&د& ب&ع&ض& ا&أل&د&ل&ة& ه&ن&ا&ك& ل&ش&ر&ح& ه&ذ&ا& ا&ل&ل&غ&ز&‪ &.‬ا&ل&غ&د&ا&ء& ف&ي&‬
‫ا&ل&س&ا&ع&ة& ا&ل&ث&ا&ن&ي&ة& ‪ &،‬س&ي&د& ه&ا&ر&ت&ر&ا&ي&ت& ‪ &،‬و&س&أ&ق&د&م& ل&ك& أ&خ&ت&ي& ب&ع&د& ذ&ل&ك&‪&.‬‬
‫بعد اإلفطار ‪ ،‬جاء لويس الخادم الشخصي للسيد فيرلي ليخبرني أن السيد فيرلي يود رؤيتي‪ .‬تبعت الخادم في الطابق العلوي ودخلت إلى غرفة كبيرة مليئة بالكنوز الفنية‪ .‬هناك‬
‫‪ ،‬على كرسي بذراعين ‪ ،‬جلس رجل صغير شاحب المظهر رقيق المظهر يبلغ من العمر حوالي خمسين عامًا‪ .‬على الرغم من مالبسه الجميلة والخواتم الثمينة على أصابعه‬
‫البيضاء الناعمة ‪ ،‬كان هناك شيء غير جذاب فيه‪.‬‬
‫جدا بوجودك هنا ‪ ،‬سيد هارترايت"‪ .‬من فضلك اجلس ‪ ،‬لكن ال تحرك الكرسي‪ .‬في حالتي العصبية ‪ ،‬أي حركة مؤلمة بالنسبة لي‪ .‬هل لي أن‬ ‫قال بصوت عال متذمرً ا‪" :‬سعيد ً‬
‫أسأل عما إذا كنت قد وجدت كل شيء مرضيًا هنا في ‪Limmeridge‬؟‬
‫عندما بدأت في الرد ‪ ،‬رفع يده على الفور إليقافي‪.‬‬
‫'أرجوك المعذرة ‪ ،‬لكن هل يمكنك التحدث بهدوء أكثر؟ أنا ببساطة ال أستطيع تحمل األصوات العالية ‪ ،‬أو في الواقع ‪ ،‬أي نوع من األصوات العالية‪.‬‬
‫ال حيث فقد السيد فيرلي االهتمام بها بسرعة‪ .‬أخبرني أن السيدات سوف يتخذن جميع الترتيبات الالزمة لدروس الرسم‪.‬‬ ‫لم تدم المقابلة طوي ً‬
‫أعاني كثيرا من أعصابي ‪ ،‬سيد هارترايت ‪" ،‬قال‪ .‬هل تمانع في قرع الجرس من أجل لويس؟ شكرً ا لك‪ .‬صباح الخير!'‬
‫غادرت الغرفة بارتياح كبير ‪ ،‬وقضيت اختبار الصباح وأنا أتطلع إلى وقت الغداء ‪ ،‬حيث سأعرف اآلنسة فيرلي‪.‬‬
‫في الساعة الثانية صباحً ا دخلت غرفة الطعام ووجدت اآلنسة هالكومب جالسة على الطاولة مع سيدة سمينة تبتسم طوال الوقت‪ .‬اكتشفت أن هذه كانت السيدة فيسي‪.‬‬
‫بدأنا في األكل وسرعان ما انتهينا من الغداء ‪ ،‬مع عدم وجود عالمة على اآلنسة فيرلي‪ .‬الحظت اآلنسة هالكومب نظراتي المتكررة على الباب‪ .‬قالت "أنا أفهمك يا سيد‬
‫هارترايت"‪ .‬أنت تتساءل عن طالبك اآلخر‪ .‬حس ًنا ‪ ،‬لقد تغلبت على صداعها ‪ ،‬لكنها ال تريد أي غداء‪ .‬إذا كنت ستتبعني ‪ ،‬أعتقد أنه يمكنني العثور عليها في مكان ما في‬
‫الحديقة‪.‬‬
‫سرنا معًا على طول طريق عبر الحديقة ‪ ،‬حتى وصلنا إلى منزل صيفي جميل‪ .‬رأيت في الداخل سيدة شابة تقف بالقرب من طاولة ‪ ،‬وتنظر إلى المنظر وتقلب صفحات كتاب رسم‬
‫صغير‪ .‬كانت هذه اآلنسة لورا فيرلي‪.‬‬
‫مخططا باللونين األبيض‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بسيطا‬ ‫كيف يمكنني وصفها؟ كيف أفصل هذه اللحظة عن كل ما حدث منذ ذلك الحين؟ في رسم رسمته لها الح ًقا ‪ ،‬ظهرت كشخصية شابة فاتحة ترتدي فستا ًنا‬
‫واألزرق وقبعة صيفية‪ .‬شعرها بني فاتح ‪ ،‬وشعرها ذهبي تقريباً ‪ ،‬وعيناها صافية وزرقاء ‪ ،‬وبها نظرة صادقة‪ .‬إنها تمنح وجهها بالكامل سحرًا بحيث يصعب مالحظة كل ميزة على‬
‫حدة‪ :‬األنف الرقيق ‪ ،‬وإن لم يكن مستقيماً تمامًا ؛ الفم الحلو والحساس‪ .‬حياة وجمال وجهها يكمن في عينيها‪.‬‬
‫كان هذا هو انطباعي ‪ ،‬لكن في نفس الوقت شعرت أن هناك شيًئا ال يمكنني تفسيره عنها ‪ -‬شيء يجب أن أتذكره ‪ ،‬لكنني ال أستطيع‪ .‬في الواقع ‪ ،‬كنت أفكر في هذا كثيرًا لدرجة‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫أنني بالكاد استطعت اإلجابة عندما استقبلتني‪.‬‬
‫اآلنسة هالكومب ‪ ،‬التي اعتقدت أنني كنت خجولة ‪ ،‬سرعان ما قالت ‪" ،‬انظر إلى تلميذك المثالي" ‪ ،‬وأشارت إلى الرسومات‪ .‬لقد بدأت العمل بالفعل قبل أن تبدأ دروسك‪ .‬يجب أن‬
‫تظهرهم للسيد ‪ ، Hartrighr ، Laura‬عندما نذهب في جولة بالسيارة‪.‬‬
‫ضحكت اآلنسة فيرلي بروح الدعابة الساطعة‪.‬‬
‫ًئ‬
‫وقالت‪" :‬آمل أن يعطي رأيه الحقيقي عنهم وأال يقول شي ا إلرضائي فقط"‪.‬‬
‫"هل لي أن أسأل لماذا تقول ذلك؟" انا سألت‪.‬‬
‫ألن ‪ J‬ستصدق كل ما تخبرني به أنها أجابت ببساطة‪.‬‬
‫بهذه الكلمات القليلة أعطتني مفتاح شخصيتها الواثقة والصادقة‪.‬‬
‫في& و&قت& ال&ح&ق& ذه&بن&ا& إلى& ر&حلت&نا& الم&وع&ود&ة& ‪ ،‬لكن& يج&ب& أن& أعت&رف& ب&أن&ني& كن&ت& مه&ت ًم&ا& بم&حا&دث&ة& اآل&ن&سة& ف&يرل&ي أ&كث&ر& م&ن ر&سو&ما&ته&ا‪ &.‬س&رعان& م&ا أدرك&ت& أ&نن&ي&‬
‫أ&تصر&ف ك&ضي&ف& أك&ثر& من& كو&نه& مد&رس& ر&سم وع&ند&ما& ك&نت& ب&مف&رد&ي& م&رة& أ&خرى& ش&عر&ت& ب&عد&م اال&ر&تي&اح& وع&دم الرضا& عن ن&فس&ي‪&.‬‬
‫ف&ي& ال&ع&ش&ا&ء& ف&ي& ذل&ك& ال&م&س&ا&ء& ‪ &،‬س&ر&ع&ان& م&ا& ا&خ&ت&ف&ت& هذ&ه& ا&ل&م&ش&ا&ع&ر& ‪ &،‬و&ع&ن&د&م&ا& ا&ن&ت&ه&ت& ا&ل&و&ج&ب&ة& ‪ &،‬ذ&ه&ب&ن&ا& إ&ل&ى& غ&ر&فة& جل&و&س& ك&ب&ي&ر&ة& ذا&ت& أ&ب&و&ا&ب& ز&ج&ا&ج&ي&ة& ت&ؤ&د&ي& إل&ى& ال&ح&د&ي&ق&ة&‪&.‬‬
‫ن&م&ت& ا&ل&س&ي&د&ة& ف&ي&س&ي& عل&ى& ك&ر&س&ي& ب&ذ&ر&ا&ع&ي&ن& و&جل&س&ت& ا&آل&ن&س&ة& ه&ا&ل&ك&و&م&ب& ب&ا&ل&ق&ر&ب& م&ن& ا&ل&ن&ا&فذ&ة& ل&ت&ف&ح&ص& ر&س&ا&ئ&ل& و&ا&لد&ت&ه&ا&‪ &.‬ب&ن&ا&ء& ع&لى& ط&ل&ب&ي& ‪ &،‬عز&ف&ت& ا&آل&ن&س&ة& ف&ي&ر&لي& ع&لى&‬
‫ا&ل&ب&ي&ا&ن&و&‪&.‬‬
‫ك&ي&ف& س&أ&ن&س&ى& ت&ل&ك& ا&ل&ص&و&ر&ة& ا&ل&م&س&ا&ل&م&ة&؟& ا&ل&ز&ه&و&ر& خ&ا&ر&ج& م&و&س&ي&ق&ى& م&و&ز&ا&ر&ت&‪ &.‬ا&آل&ن&س&ة& ه&ا&ل&ك&و&م&ب& ت&ق&ر&أ& ا&ل&ح&ر&و&ف& ف&ي& ن&ص&ف& ض&و&ء& ا&ل&خ&ط&و&ط& ا&ل&ع&ر&ي&ض&ة& ا&ل&د&ق&ي&ق&ة& ل&و&ج&ه&‬
‫ا&آل&ن&س&ة& ف&ي&ر&ل&ي& م&ق&ا&ب&ل& ا&ل&ج&د&ا&ر& ا&ل&م&ظ&ل&م&‪ &.‬ل&ق&د& ك&ا&ن&ت& أ&م&س&ي&ة& م&ل&ي&ئ&ة& ب&ا&ل&م&ش&ا&ه&د& و&ا&أل&ص&و&ا&ت& ال& ت&ن&س&ى& إ&ل&ى& ا&أل&ب&د&‪&.‬‬
‫ف&ي& و&ق&ت& ال&ح&ق& ‪ &،‬ع&ن&د&م&ا& ا&ن&ت&ه&ت& ا&آل&ن&س&ة& ف&ي&ر&ل&ي& م&ن& ا&ل&ل&ع&ب& و&ت&ج&و&ل&ت& ف&ي& ا&ل&ح&د&ي&ق&ة& ا&ل&م&ق&م&ر&ة& ‪ &،‬ا&ت&ص&ل&ت& ب&ي& ا&آل&ن&س&ة& ه&ا&ل&ك&و&م&ب&‪&.‬‬
‫'&ا&ل&س&ي&د&‪ &.‬ه&ا&ر&ت&ر&ا&ي&ت& ‪ &،‬ه&ل& س&ت&أ&ت&ي& إ&ل&ى& ه&ن&ا& ل&د&ق&ي&ق&ة&؟&‬
‫ذ&ه&ب&ت& إ&ل&ى& ه&ن&ا&ك& و&أ&ظ&ه&ر&ت& ل&ي& ر&س&ا&ل&ة&‪&.‬‬
‫إ&نه&ا& من& و&الد&تي& إلى& زو&جه&ا& ال&ثا&ني& م&نذ& اث&ني& عش&ر عا ًم&ا&‪ .‬ت&ذك&ر& س&يد&ة& من& ه&ام&بش&اي&ر& تدع&ى ال&سي&دة& ك&اث&ري&ك& الت&ي&جاءت لتعتني بشقيقتها& المريضة التي تعيش في القرية‪.‬‬
‫يبدو أنها أحضرت معها طفلها الوحيد ‪ ،‬فتاة صغيرة تدعى آن ‪ ،‬كانت أكبر من لورا بحوالي عام‪ .‬كنت في مدرسة في باريس في ذلك الوقت‪ .‬تقول والدتي ‪ ،‬التي‬
‫اهتمت كثيرً ا بمدرسة القرية ‪ ،‬إن الفتاة كانت بطيئة في التعلم ‪ ،‬لذا أعطتها دروسً ا هنا في المنزل‪ .‬كما أعطتها بعض فساتين لورا البيضاء وقبعاتها البيضاء ‪ ،‬قائلة‬
‫إنها تبدو بيضاء أفضل من أي لون آخر‪ .‬تقول إن الصغيرة آن كاثريك كانت ممتنة للغاية ‪ ،‬وأحبتها كثيرً ا ‪ ،‬حتى أنها ذات يوم قبلت يدها وقالت ‪" ،‬سأرتدي اللون‬
‫األبيض دائ ًم ا ما دمت على قيد الحياة‪ .‬سيساعدني ذلك على تذكرك‪".‬‬
‫توقفت اآلنسة هالكومب ونظرت إلي‪.‬‬
‫"هل بدت المرأة التي قابلتها في تلك الليلة صغيرة بما يكفي لتكون في الثانية والعشرين أو الثالثة والعشرين؟"‬
‫"نعم ‪ ،‬آنسة هالكومب ‪ ،‬في مثل هذا العمر‪".‬‬
‫"وهل كانت ترتدي من رأسها إلى قدمها ‪ ،‬كلها بيضاء؟"‬
‫كل ذلك باللون األبيض‪.‬‬
‫من حيث جلست ‪ ،‬كان بإمكاني رؤية اآلنسة فيرلي تمشي في الحديقة ‪ ،‬وبياض فستانها في ضوء القمر جعل قلبي ينبض بشكل أسرع‪.‬‬
‫اآلن استمع إلى ما تقوله أمي في نهاية الرسالة ‪ ،‬واصلت اآلنسة هالكومب‪ .‬سوف يفاجئك‪ .‬وتقول إنه ربما كان السبب الحقيقي إلعجابها بالقليل من آن كاثريك هو أنها كانت‬
‫تشبهها تمامًا‪.‬‬
‫قبل أن تنتهي ‪ ،‬قفزت‪ .‬في الخارج وقفت اآلنسة فيرلي ‪ ،‬وهي شخصية بيضاء وحيدة في ضوء القمر‪ .‬وفجأة أدركت ما لم أتمكن من تذكره ‪ -‬كان التشابه غير العادي بين‬
‫اآلنسة لورا فيرلي والهرب من الملجأ ‪ ،‬المرأة ذات الرداء األبيض‪.‬‬
‫'انت ترى ذلك!' قالت اآلنسة هالكومب‪ .‬مثلما رأت والدتي الشبه بينهما منذ سنوات‪.‬‬
‫أجبته "نعم"‪' .‬لكن على غير قصد‪ .‬إن ربط تلك المرأة الوحيدة غير الصداقة ‪ ،‬حتى من خالل شبهها العرضي ‪ ،‬بالسيدة فيرلي يزعجني كثيرًا‪ .‬ال أحب التفكير في األمر‪ .‬من فضلك‬
‫ادخلها من ضوء القمر الرهيب!‬
‫قالت‪" :‬لن نقول أي شيء عن هذا التشابه مع لورا"‪' .‬هو ‪ -‬هي سيكون سرا بيني وبينك‪ .‬ثم اتصلت بالسيدة فيرلي وطلبت منها العزف على البيانو مرة أخرى ؛ وهكذا انتهى‬
‫يومي األول الحافل باألحداث في ‪.Limmeridge House‬‬

‫***‬

‫مرت األيام ‪ ،‬ومرت األسابيع ‪ ،‬وتحول الصيف إلى خريف ذهبي‪ .‬وقت هادئ وسعيد ‪ ،‬لكن في النهاية ‪ ،‬كان علي أن أعترف لنفسي بمشاعري الحقيقية تجاه اآلنسة‬
‫فيرلي‪.‬‬
‫لقد احببتها‪.‬‬
‫كل يوم كنت بالقرب منها في ذلك التقارب الخطير القائم بين المعلم والطالب‪ .‬في كثير من األحيان ‪ ،‬بينما كنا نثني على دفتر رسمها ‪ ،‬كانت أيدينا ووجوهنا تتالمس تقريبًا‪.‬‬
‫استنشقت عطر شعرها‪ .‬كان يجب أن أضع مسافة مهنية بيني وبينها ‪ ،‬كما كنت أفعل دائمًا مع طالبي في الماضي‪ .‬لكنني لم أفعل ‪ ،‬وقد فات األوان‪.‬‬
‫بحلول الشهر الثالث من إقامتي في كمبرالند ‪ ،‬كنت ضائعة في أحالم الحب وأعمى عن األخطار التي تنتظرني‪ .‬ثم جاء التحذير األول أخيرً ا ‪ -‬منها‪ .‬في غضون ليلة‬
‫واحدة ‪ ،‬تغيرت نحوي‪ .‬كانت هناك مسافة عصبية مفاجئة ‪ ،‬ونوع من الحزن ‪ ،‬في موقفها‪ .‬األلم الذي شعرت به في تلك اللحظة ال يوصف‪ .‬لكنني علمت حينها أنها تغيرت‬
‫ألنها اكتشفت فجأة ليس مشاعري فحسب ‪ ،‬بل اكتشفت مشاعري أيضًا‪ .‬انعكس هذا التغيير أيضًا على اآلنسة هالكومب ‪ ،‬التي لم تقل لي شيًئا غير عادي ‪ ،‬لكنها طورت‬
‫عادة جديدة تتمثل في مراقبيتي دائمًا‪ .‬استمر هذا الوضع الجديد المروع لبعض الوقت حتى يوم الخميس ‪ ،‬قرب نهاية الشهر الثالث ‪ ،‬تم إنقاذي أخيرً ا من قبل اآلنسة‬
‫هالكومب المعقولة والشجاعة‪.‬‬
‫"هل لديك لحظة من أجلي؟" سألت بعد اإلفطار‪" .‬هل نذهب إلى الحديقة؟"‬
‫مشينا إلى المنزل الصيفي ودخلنا‪ .‬التفتت اآلنسة هالكومب إلي‪' .‬السيد‪ .‬هارترايت ‪ ،‬ما يجب أن أقوله لك أستطيع أن أقوله هنا‪ .‬اآلن ‪ ،‬أعلم أنك رجل طيب وتتصرف دائمًا‬
‫بشكل صحيح‪ .‬تثبت قصتك عن تلك المرأة التعيسة في لندن ذلك‪ .‬بصفتي صديقتك ‪ ،‬يجب أن أخبرك أنني اكتشفت مشاعرك تجاه أختي لورا‪ .‬على الرغم من أنك لم ترتكب‬
‫أي خطأ ‪ ،‬باستثناء إظهار الضعف ‪ ،‬يجب أن أخبرك بمغادرة ‪ Limmeridge House‬قبل حدوث أي ضرر‪ .‬وهناك شيء آخر يجب أن أخبرك به ‪ ،‬والذي سوف‬
‫يسبب لك األلم أيضًا‪ .‬هل ستصافح صديقتك ماريان هالكومب أو ً‬
‫ال؟‬
‫لقد تحدثت بلطف لدرجة أنني صافحتها‪.‬‬
‫"يجب أن تغادر ألن لورا فيرلي ستتزوج"‪.‬‬
‫ذهبت الكلمة األخيرة مثل رصاصة إلى قلبي‪ .‬تحولت إلى اللون األبيض ‪ ،‬شعرت بالبرد‪ .‬بكلمة واحدة اختفت كل آمالي‪.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫يجب أن تضع حد ًا لمشاعرك ‪ ،‬هنا ‪ ،‬حيث قابلتها ألول مرة‪ .‬لن أخفي شيئا عنك‪ .‬إنها ال تتزوج من أجل الحب ‪ ،‬ولكن بسبب وعد قطعته على والدها قبل وفاته‪ .‬الرجل الذي‬
‫ستتزوجه يصل إلى هنا يوم اإلثنين القادم‪.‬‬
‫قلت بمرارة‪" :‬دعني أذهب اليوم"‪ .‬عاجال كان ذلك أفضل‪.‬‬
‫ال ليس اليوم‪ .‬سيبدو ذلك غريبا‪ .‬االنتظار حتى الغد‪،‬بعد وصول المنشور‪ .‬قل للسيد فيرلي إنك تلقيت أخبارً ا سيئة ويجب عليك العودة إلى لندن‪.‬‬
‫قلت بحزن‪ - :‬سأتبع نصيحتك يا آنسة هالكومب‪" .‬ولكن هل لي أن أسأل من هو الرجل الذي خطب اآلنسة فيرلي؟"‬
‫رجل ثري من هامبشاير‪.‬‬
‫هامبشاير! مرة أخرى اتصال مع آن كاثريك!‬
‫واسمه؟ سألت ‪ ،‬بهدوء قدر استطاعتي‪.‬‬
‫"السير بيرسيفال جليد‪".‬‬
‫سيد! تذكرت سؤال آن كاثريك المريب حول بارونتس ‪ ،‬وارتعش صوتي قلي ً‬
‫ال عندما سألت ‪" ،‬هل هو باروني؟"‬
‫توقفت للحظة ‪ ،‬ثم أجابت‪" :‬نعم ‪ ،‬باروني"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الرسالة غير الموقعة‬
‫بينما جلست وحدي في غرفتي في وقت الحق من ذلك الصباح ‪ ،‬احتشدت أفكاري بي‪ .‬لم يكن هناك أي سبب على اإلطالق لربط السير بيرسيفال جليد بالرجل الذي جعل‬
‫آن كاثريك خائفة للغاية ‪ -‬لكنني فعلت ذلك‪ .‬كانت معاناتي كبيرة ‪ ،‬ولكن كان شعوري أكبر أن هناك خطرً ا رهيبًا وغير مرئي ينتظرنا‪ .‬ثم سمعت طرقا على بابي‪ .‬كانت‬
‫اآلنسة هالكومب‪.‬‬
‫'السيد‪ .‬يا هارترايت ‪ ،‬أنا آسف على إزعاجك ‪ ،‬لكنك الشخص الوحيد الذي يمكنه نصحي‪ .‬وصلت للتو رسالة إلى اآلنسة فيرلي ‪ -‬رسالة فظيعة غير موقعة ‪ ،‬تحذرها من‬
‫الزواج من السير بيرسيفال جليد‪ .‬لقد أزعج أختي كثيرا‪ .‬هل يجب أن أحاولاكتشف من كتبه أو انتظر للتحدث إلى ‪ ، Air Gilmore‬المستشار القانوني للسيد ‪، Fairlie‬‬
‫الذي سيصل ً‬
‫غدا؟‬
‫أعطتني الرسالة‪ .‬لم يكن هناك تحية وال توقيع‪.‬‬
‫جدا‪ .‬وقف بجانبك رجل بجرح قديم في يده اليمنى ‪-‬‬ ‫جدا ‪ ،‬بريئة ً‬
‫هل تؤمن باألحالم يا آنسة فيرلي؟ حلمت الليلة الماضية أنني رأيتك في فستان زفافك األبيض في الكنيسة ‪ ،‬جميلة ً‬
‫رجل وسيم ‪ ،‬لكن بقلب أسود شرير ‪ ،‬رجل جلب البؤس للكثيرين ‪ ،‬وسيجلب لك البؤس‪ .‬وفي حلمي بكيت من أجلك‪ .‬اكتشف الحياة الماضية لهذا الرجل ‪ ،‬اآلنسة فيرلي ‪ ،‬قبل أن‬
‫تتزوجه‪ .‬أرسل لك هذا التحذير ‪ ،‬ألن والدتك كانت صديقي األول ‪ ،‬وأفضل صديق لي‪.‬‬
‫هذه الكلمات األخيرة اقترحت لي فكرة كنت أخشى أن أذكرها‪ .‬هل كنت في خطر فقدان توازن عقلي؟ لماذا يجب أن يعود كل شيء إلى المرأة ذات الرداء األبيض؟‬
‫قالت اآلنسة هالكومب ‪ ،‬أعتقد أن امرأة كتبت هذه الرسالة‪ .‬إنه يشير بالتأكيد إلى السير بيرسيفال ‪ -‬أتذكر تلك الندبة‪ .‬ماذا علي أن أفعل يا سيد هارترايت؟ يجب حل هذا‬
‫اللغز‪ .‬يأتي السيد جيلمور لمناقشة التفاصيل المالية لزواج اآلنسة فيرلي ‪ ،‬ويصل السير بيرسيفال يوم اإلثنين لتحديد موعد الزواج ‪ -‬على الرغم من أن اآلنسة فيرلي ال‬
‫تعرف هذا بعد‪.‬‬
‫موعد الزواج! مألتني تلك الكلمات باليأس الغيور‪ .‬ربما كان هناك بعض الحقيقة في هذه الرسالة‪ .‬إذا تمكنت من العثور على الكاتب ‪ ،‬فربما أجد طريقة إلثبات أن السير بيرسيفال‬
‫جليد لم يكن الرجل الصادق الذي يبدو عليه‪.‬‬
‫أعتقد أننا يجب أن نبدأ االستفسارات على الفور‪ .‬انا قلت‪" .‬كلما تأخرنا ‪ ،‬كلما كان من الصعب العثور على أي شيء"‪.‬‬
‫استجوبنا الخدم وعلمنا أن الرسالة سلمتها امرأة مسنة اختفت بعد ذلك في اتجاه القرية‪ .‬تذكر الناس في ليمريدج رؤية المرأة ‪ ،‬لكن ال أحد يستطيع أن يخبرنا من هي أو من أين‬
‫أتت‪ .‬أخيرً ا ‪ ،‬اقترحت أن أسأل مدرس المدرسة‪ .‬عندما اقتربنا من باب المدرسة ‪ ،‬سمعنا المعلم يصرخ في أحد األوالد ‪ ،‬ويقول بغضب أنه ال توجد أشياء مثل األشباح‪ .‬كانت‬
‫لحظة محرجة ‪ ،‬لكننا دخلنا على أي حال وطرحنا سؤالنا‪ .‬لم يستطع المعلم إخبارنا بأي شيء‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬عندما استدرنا للمغادرة ‪ ،‬تحدثت اآلنسة هالكومب إلى الصبي الواقف‬
‫في الزاوية‪:‬‬
‫"هل أنت الفتى األحمق الذي كان يتحدث عن األشباح؟"‬
‫ُ‬
‫فعلت ! لقد كان ‪ -‬كان شبح& السيدة فيرلي! "‬ ‫"نعم& يا آنسة ‪ ،‬لكني& رأيت& واحدة! رأيته& البارحة في باحة الكنيسة‪.‬‬
‫صدمت إجابته اآلنسة هالكومب بشكل واضح ‪ ،‬وسرعان ما تدخل المعلم ليشرح أن الصبي السخيف قال إنه رأى (أو ربما تخيل) امرأة بيضاء تقف بجوار قبر السيدة فيرلي أثناء‬
‫مروره بساحة الكنيسة مساء أمس‪ .‬لم يكن هناك شيء أكثر من ذلك‪.‬‬
‫'ما هو رأيك في هذا؟' سألتني اآلنسة هالكومب عندما خرجنا من المدرسة‪.‬‬
‫قلت‪ `` :‬ربما رأى الصبي شخصًا ما ‪ ،‬لكن ليس شبحً ا‪ .‬أعتقد أننا يجب أن نفحص القبر‪ .‬لدي هذا الشك ‪ ،‬اآلنسة هالكومب ‪ ،‬في أن كاتب الرسالة والشبح المتخيل في باحة‬
‫الكنيسة قد يكونان نفس الشخص‪.‬‬
‫توقفت ‪ ،‬شحبت ‪ ،‬ونظرت إلي‪" .‬أي شخص؟"‬
‫أجبته "آن كاثريك"‪ .‬المرأة ذات الرداء األبيض‪.‬‬
‫قالت ببطء‪ :‬ال أعرف لماذا ‪ ،‬لكن شكوكك تخيفني‪ .‬سأريك القبر ‪ ،‬وبعد ذلك يجب أن أعود إلى لورا‪ .‬سنلتقي مرة أخرى في المنزل الح ًقا‪ .‬في باحة الكنيسة ‪ ،‬فحصت قبر‬
‫السيدة فيرلي بعناية ‪ ،‬والحظت أن شاهد القبر قد تم تنظيفه جزئيًا‪ .‬ربما يعود الشخص الذي قام بالتنظيف إلنهاء المهمة‪ .‬قررت العودة في ذلك المساء ومشاهدة‪ .‬في المنزل‬
‫شرحت خطتي لآلنسة هالكومب ‪ ،‬التي بدت مضطربة لكنها لم تعترض‪ .‬لذلك ‪ ،‬عندما بدأت الشمس تغرب ‪ ،‬مشيت إلى باحة الكنيسة ‪ ،‬واخترت موقفي ‪ ،‬وانتظرت‪.‬‬
‫بعد حوالي نصف ساعة سمعت خطى‪ .‬ثم مرت امرأتان أمامي وسارتا إلى القبر‪ .‬كانت إحداهن ترتدي عباءة طويلة مع غطاء على رأسها ‪ ،‬تخفي وجهها‪ .‬تحت العباءة كان‬
‫بعيدا حول زاوية الكنيسة ‪ ،‬تاركة المرأة في العباءة بجانب القبر‪ .‬بعد أن نظرت من‬ ‫يظهر القليل من فستانها ‪ -‬فستان أبيض‪ .‬قالت المرأة األخرى شيًئا لرفيقها ‪ ،‬ثم سارت ً‬
‫حولها ‪ ،‬أخرجت قطعة قماش وقبلت الصليب األبيض وبدأت في تنظيفه‪.‬‬
‫اقتربت منها ببطء وحذر ‪ ،‬لكن عندما رأتني ‪ ،‬قفزت ونظرت إلي في رعب‪.‬‬
‫كان هناك ‪ ،‬أمامي ‪ ،‬وجه المرأة ذات الرداء األبيض‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ال تخف‪" .‬هل تتذكرني بالتأكيد؟" فتشت عيناها وجهي‪ .‬تابعت‪" :‬لقد ساعدتك في العثور على الطريق إلى لندن"‪ .‬عاهرة لم تنسى ذلك؟‬
‫استرخى وجهها عندما تعرفت علي وتنهدت بارتياح‪ .‬قبل ذلك ‪ ،‬كنت قد رأيت شبهها في اآلنسة فيرلي‪ .‬اآلن رأيت شبه اآلنسة فيرلي فيها‪ .‬باستثناء أن جمال اآلنسة فيرلي الرقيق كان‬
‫ً‬
‫مفقودا من هذا الوجه المتعب ‪ ،‬ولم أستطع المساعدة في التفكير أنه إذا وقع الحزن والمعاناة على اآلنسة فيرلي ‪ ،‬فعندئذ فقط ‪ ،‬سيكونان انعكاسات حية لبعضهما البعض‪ .‬كانت فكرة‬
‫مروعة‪.‬‬
‫بلطف ‪ ،‬بدأت في استجوابها‪ .‬أخبرتها أنني علمت أنها هربت من اللجوء ‪ ،‬وأنني مسرور ألنني ساعدتها‪ .‬لكن هل وجدت صديقتها في لندن تلك الليلة؟‬
‫'نعم بالتأكيد‪ .‬كانت تلك السيدة كليمنتس ‪ ،‬الموجودة معي هنا اآلن‪ .‬كانت جارتنا في هامبشاير ‪ ،‬واعتنت بي عندما كنت طفلة صغيرة‪ .‬لقد كانت دائما صديقي‪.‬‬
‫"أليس لديك أب أو أم لرعايتك؟"‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫لم أر والدي قط ‪ -‬لم أسمع والدتي تتحدث عنه‪ .‬وأنا ال أتفق معها بشكل جيد‪ .‬أفضل أن أكون مع السيدة كليمنتس ‪ ،‬التي هي لطيفة مثلك‪" .‬‬
‫علمت أنها كانت تقيم عالقات مع السيدة كليمنتس في مزرعة ‪ ،‬على بعد ثالثة أميال من القرية ‪ ،‬ولكن كانت هناك أسئلة أخرى أصعب أردت طرحها‪ .‬من الذي منعها في‬
‫مصح؟ ربما والدتها غير اللطيفة؟ ما كان دافعها من كتابة الرسالة إلى اآلنسة فيرلي ‪ ،‬متهمة السير بيرسيفال كاليد؟ هل كان انتقاماً؟ ما الخطأ الذي فعله السير بيرسيفال؟‬
‫كانت خائفة بسهولة ‪ ،‬ومن السهل ارتباكها ‪ ،‬ولم يكن بإمكانها سوى االحتفاظ بفكرة واحدة في ذهنها في كل مرة‪ .‬حاولت أال أفزعها‪ .‬سألتها‪ :‬هل ظلمها رجل من قبل ثم هجرها؟ أخبرني‬
‫وجهها البريء والحائر أن هذا ليس الجواب‪.‬‬
‫طوال الوقت كنا نتحدث كانت تنظف القبر بقطعة قماشها‪.‬‬
‫'السّيدة‪ .‬كانت فيرلي صديقي المفضل تمتمت‪ .‬وابنتها‪ ." . .‬نظرت إلي ‪ ،‬ثم ابتعدت مرة أخرى ‪ ،‬وكأنها تخفي وجهها في الشعور بالذنب‪" .‬هل اآلنسة فيرلي بخير وسعيد؟"‬
‫همست بقلق‪.‬‬
‫قررت أن أحاول مفاجأة اعتراف منها‪ .‬لم تكن سعيدة أو بخير هذا الصباح بعد تلقي رسالتك‪ .‬أنت كتبته ‪ ،‬أليس كذلك؟ كان من الخطأ إرسال مثل هذه الرسالة‪.‬‬
‫أصبح وجهها شاحبًا بشكل مميت‪ .‬ثم انحنى وقبلت القبر‪ .‬أوه ‪ ،‬السيدة فيرلي! السيدة فيرلي! قل لي كيف تنقذ ابنتك‪ .‬أخبرني ماذا أفعل‪'.‬‬
‫لم تذكر أي أسماء في الرسالة ‪ ،‬لكن اآلنسة فيرلي تعلم أن الشخص الذي تصفه هو السير بيرسيفال جليد‪.‬‬
‫باردا‪ .‬أخبرني وجهها ‪ ،‬المليء بالخوف والكراهية ‪ ،‬بكل شيء‪ .‬ال شك أن الشخص الذي منعها‬ ‫في اللحظة التي قلت فيها اسمه ‪ ،‬أطلقت صرخة الرعب لدرجة أن دمي أصبح ً‬
‫من اللجوء هو السير بيرسيفال جاليد‪.‬‬
‫راكضة ‪ ،‬ونظرت إليَّ بغضب ‪ ،‬وقالت‪" :‬ما األمر يا عزيزتي؟ ماذا فعل هذا الرجل بك‪.‬‬ ‫ً‬ ‫على أصوات صراخها‪ .‬جاءت السيدة كليمنتس‬
‫جيدا معي مرة واحدة‪ .‬قام بمساعدتي ‪ ." . .‬همست الباقي في أذن صديقتها‪.‬‬ ‫قالت الفتاة المسكينة‪ :‬ال شيء‪ .‬لقد كان ً‬
‫بعيدا‪ .‬شاهدتهم يذهبون ‪ ،‬وأنا أشعر بالشفقة على ذلك الوجه المسكين الشاحب الخائف‪.‬‬ ‫ثم وضعت السيدة كليمنتس ذراعها حول آن كاثريك وقادتها ً‬
‫بعد نصف ساعة عدت إلى المنزل ‪ ،‬والقصة التي أخبرتها اآلنسة هالكومب جعلتها قلقة للغاية‪.‬‬
‫قلت‪" :‬أنا متأكد من أن السير بيرسيفال جليد وضع آن كاثريك في الملجأ"‪ .‬لكن لماذا؟ ما هي العالقة بينهما؟‬
‫غدا ‪ ،‬وسأتحدث مع آن كاثريك بنفسي‪".‬‬ ‫قالت اآلنسة هالكومب‪" :‬يجب أن نكتشف ذلك"‪" .‬سنذهب إلى المزرعة ً‬

‫***‬

‫كان أول شيء كان علي فعله في صباح اليوم التالي هو سؤال السيد فيرلي عما إذا كان بإمكاني ترك وظيفتي مبكرًا بشهر‪ .‬نظرًا ألن أعصابه كانت سيئة بشكل خاص ‪ ،‬لم أتمكن من‬
‫التحدث إليه مباشرة ولكن اضطررت إلى كتابة مالحظة توضح أن بعض األخبار غير المتوقعة أجبرتني على العودة إلى لندن‪ .‬رد ًا على ذلك ‪ ،‬تلقيت رسالة غير سارة ‪ ،‬تخبرني أنه‬
‫يمكنني الذهاب‪ .‬ذات مرة ‪ ،‬كان من شأن مثل هذه الرسالة أن تزعجني كثيرًا ؛ اآلن ‪ ،‬لم أعد أهتم‪.‬‬
‫في وقت الحق مشيت أنا واآلنسة هالكومب إلى المزرعة ‪ ،‬ودخلت اآلنسة هالكومب بينما كنت أنتظر في مكان قريب‪ .‬لدهشتي ‪ ،‬عادت بعد بضع دقائق فقط‪.‬‬
‫"هل ترفض آن كاثريك رؤيتك؟" انا سألت‪.‬‬
‫أجابت اآلنسة هالكومب‪" :‬لقد ذهبت آن كاثريك"‪" .‬غادرت هذا الصباح ‪ ،‬مع السيدة كليمنتس‪ .‬ليس لدى زوجة المزارع ‪ ،‬السيدة تود ‪ ،‬أي فكرة عن سبب مغادرتهم أو إلى أين‬
‫ذهبوا‪ .‬لقد قالت للتو إن آن كاثريك قد انزعجت بعد قراءة شيء ما في الجريدة المحلية قبل يومين‪ .‬نظرت إلى الورقة ورأيت أنها تذكر زفاف لورا المستقبلي‪ .‬ثم قالت السيدة‬
‫تود إن آن كاثريك أغمي عليها الليلة الماضية ‪ ،‬ويبدو أنها مصدومة لما ذكرته إحدى الخادمات من منزلنا ‪ ،‬والتي كانت تزور المزرعة في المساء‪.‬‬
‫سارعنا إلى المنزل الستجواب الخادمة‪ .‬سألتها اآلنسة هالكومب عما إذا كانت قد ذكرت اسم السير بيرسيفال جليد أثناء وجودها في المزرعة‪ .‬ردت الفتاة‪ :‬نعم‪" .‬قلت إنه سيأتي يوم‬
‫االثنين"‪.‬‬
‫ال مس ًنا حسن المظهر ويرتدي مالبس أنيقة‪ .‬عرّفتني اآلنسة هالكومب ‪،‬‬ ‫في تلك اللحظة وصلت سيارة أجرة ونزل السيد جيلمور صديق العائلة والمستشار القانوني‪ .‬كان رج ً‬
‫ثم ذهبت لتناقش معه شؤون األسرة‪ \ .‬تجولت في الحديقة‪ .‬كان الوقت الذي أمضيته في ‪ Limmeridge House‬على وشك االنتهاء ‪ ،‬وأردت أن أقول وداعًا أخيرً ا‬
‫لألماكن التي كنت أسير فيها كثيرً ا مع اآلنسة فيرلي ‪ ،‬في وقت حلم سعادتي وحبي‪ .‬لكن يوم الخريف كان رماديًا ورطبًا ‪ ،‬وكانت تلك الذكريات الذهبية تتالشى بالفعل‪.‬‬
‫عندما عدت إلى المنزل ‪ ،‬قابلت السيد جيلمور‪.‬‬
‫قال‪" :‬آه ‪ ،‬سيد هارترايت"‪ .‬لقد أخبرتني اآلنسة هالكومب كم كنت ً‬
‫مفيدا بشأن هذه الرسالة الغريبة التي تلقتها اآلنسة فيرلي‪.‬‬
‫أريدك أن تعلم أن التحقيق اآلن في يدي األمينة‪ .‬لقد كتبت إلى محامي السير بيرسيفال جليد في لندن وأنا متأكد من أننا‬
‫سنتلقى تفسيرا مرضيا‪.‬‬
‫ً‬
‫متأكدا مثلك"‪.‬‬ ‫كان ردي‪" :‬أخشى أنني لست‬
‫قال السيد جيلمور‪" :‬حس ًنا ‪ ،‬حس ًنا"‪" .‬سوف ننتظر األحداث"‪.‬‬
‫في العشاء في ذلك المساء ‪ -‬عشاءي األخير في ‪ - Limmeridge House‬كانت معركة صعبة للحفاظ على ضبط نفسي‪.‬‬
‫ال على اآلنسة فيرلي أيضًا‪ .‬أعطتني يدها كما كانت تفعل في األيام األكثر سعادة ‪ ،‬لكن أصابعها‬ ‫رأيت أن األمر لم يكن سه ً‬
‫ارتجفت وكان وجهها شاحبًا‪ .‬واصل السيد جيلمور المحادثة ‪ ،‬وبعد ذلك ذهبنا إلى غرفة الجلوس كالمعتاد‪ .‬جلست اآلنسة فيرلي‬
‫على البيانو‪.‬‬
‫هل أعزف بعضاً من تلك المقطوعات التي يعجبك بها موتسارت؟ هل ستجلس على كرسيك القديم بالقرب مني؟ سألت بعصبية‪.‬‬
‫أجبته‪ :‬بما أنها ليلتي األخيرة ‪ ،‬سأفعل‪.‬‬
‫قالت بصوت هامس‪" :‬أنا آسف ً‬
‫جدا ألنك ذاهبة"‪.‬‬
‫أجبته‪" :‬سأتذكر تلك الكلمات الرقيقة ‪ ،‬آنسة فيرلي ‪ ،‬بعد وقت طويل من رحيل الغد"‪.‬‬
‫ال تتحدث عن الغد‪.‬‬
‫ثم لعبت ‪ ،‬وفي النهاية حان الوقت لنقول ليلة سعيدة‪.‬‬
‫في صباح اليوم التالي وجدت اآلنسة هالكومب واآلنسة فيرلي تنتظرني في الطابق السفلي‪ .‬عندما بدأت الحديث ‪،‬‬
‫استدارت اآلنسة فيرلي وأسرعت من الغرفة‪ .‬حاولت التحكم في صوتي ‪ ،‬لكن لم يسعني إال أن أقول ‪" ،‬هل تكتبين لي‬
‫يا آنسة هالكومب؟"‬
‫أمسكت بيديها ‪ ،‬ونما وجهها بقوة كرمها وشفقتها‪" .‬بالطبع سأفعل ‪ ،‬والتر‪ .‬وداعا ‪ -‬وبارك هللا فيك!‬
‫ثوان عادت اآلنسة فيرلي وهي تحمل شيًئا‪ .‬لقد كان رسمها الخاص للبيت الصيفي حيث التقينا ألول مرة‪ .‬مع‬ ‫غادرت ‪ ،‬وبعد ٍ‬
‫الغموض في عينيها عرضته عليّ ‪" ،‬لتذكيرك" ‪ ،‬همست‪ .‬سقطت دموعي عندما قبلت يدها ‪ ،‬ثم استدرت للذهاب‪ .‬غرقت في كرسي ورأسها على ذراعيها‪ .‬في تلك اللحظة علمت أن‬
‫لورا فيرلي تحبني أيضًا‪ .‬لكن األمر انتهى‪ .‬تم فصلنا‪.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬

‫ا&ل&ج&ز&ء& ا&ل&ث&ا&ن&ي&‬
‫القصة التي رواها ماريان هالكومب‬
‫‪4‬‬
‫ترتيبات الزواج‬
‫لقد كان يومًا حزي ًنا عندما غادرنا والتر هارترايت‪ .‬بقيت لورا في غرفتها طوال اليوم ‪ ،‬وشعرت بالحزن واالكتئاب‪ .‬يجب أن يكون السيد جيلمور المسكين قد مر بوقت ممل ‪،‬‬
‫وفي صباح اليوم التالي ‪ ،‬عندما عادت لورا للظهور مرة أخرى شاحبة ومريضة ‪ ،‬اعتقدت أنه بدا قلقا تجاهها‪ .‬كنت قلقة أيضا‪ .‬لورا شخص حساس ومحب لدرجة أنه لم يكن‬
‫مفاجًئا بالنسبة لي أن أجد أنها أصبحت مولعة بوالتر‪ .‬في الواقع ‪ ،‬لقد أصبحت مغرمًا به بنفسي‪ .‬لكنني أعتقد بصدق أن الوقت سيشفي لورا من هذه المشاعر‪.‬‬
‫بعد يومين من مغادرة والتر ‪ ،‬وصل السير بيرسيفال جليد‪ .‬يبلغ من العمر خمسة وأربعين عامًا ولكن يبدو أصغر منه‪ .‬إنه وسيم وأصلع قلياًل ‪ ،‬وله أخالق كاملة ‪ ،‬ولطيف ‪،‬‬
‫ولطيف ‪ ،‬ومحترم‪ .‬أنا حقا يجب أن أحاول أن أحبه‪.‬‬
‫في فترة ما بعد الظهر ‪ ،‬بينما كانت لورا خارج الغرفة ‪ ،‬أشار السير بيرسيفال إلى رسالة آن كاثريك‪.‬‬
‫ال‪ .‬السيدة كاثريك ‪ ،‬كما ترى ‪ ،‬عملت معي ولعائلتي لسنوات عديدة‪ .‬كان زواجها‬ ‫قال "لقد قرأت رسالة السيد جيلمور إلى المحامي الخاص بي ‪ ،‬وأريد أن أقدم لك شرحً ا كام ً‬
‫مؤس ًفا ‪ ،‬ألن زوجها هجرها ‪ ،‬وطفلتها الوحيدة ‪ ،‬وهي فتاة ‪ ،‬أصيبت بمرض عقلي وتحتاج إلى اللجوء‪ .‬لذلك ‪ ،‬تقديرا لخدمات السيدة كاثريك ‪ ،‬وافقت على دفع نفقات اللجوء‬
‫ً‬
‫الخاص للفتاة‪ .‬لسوء الحظ ‪ ،‬اكتشفت الفتاة ذلك وبالتالي نشأت كراهية لي‪ .‬لقد هربت مؤخرًا من اللجوء وأنا متأكد من أنها كتبت هذه الرسالة بسبب كراهيتها لي‪ .‬كل شيء محزن‬
‫جدا‪.‬‬
‫وجد السيد جيلمور هذا التفسير مرضيًا تمامًا ‪ ،‬وقال ذلك‪ .‬ثم نظر إلي من أجل الموافقة ‪ ،‬لكنني كنت أعاني من شعور بعدم االرتياح لم أستطع تفسيره ‪ ،‬وترددت قبل الرد‪ .‬الحظ‬
‫السير بيرسيفال ذلك في الحال‪.‬‬
‫قال بأدب‪" :‬هل لي أن أتوسل إليك يا آنسة هالكومب ‪ ،‬لكي تكتب للسيدة كاثريك لتسأل عما إذا كانت هذه الحقائق صحيحة؟"‬
‫لم أرغب في الموافقة على ذلك ‪ ،‬ولكن كيف لي أن أرفض دون أن أجعل الموقف أكثر إحراجًا مما كان عليه بالفعل؟ فذهبت إلى المكتب وكتبت مالحظة وأعطيته إياه‪ .‬دون أن‬
‫ينظر إليه ‪ ،‬وضعه في مظروف وكتب العنوان‪.‬‬
‫قال‪" :‬اآلن تم ذلك ‪ ،‬هل لي أن أسأل عما إذا كانت آن كاثريك تحدثت إلى اآلنسة فيرلي ‪ ،‬أم إليك؟"‬
‫'ال‪ .‬أجبته لم تتحدث إلى أحد باستثناء السيد هارترايت‪.‬‬
‫قال بتمعن‪" :‬آه ‪ ،‬نعم ‪ ،‬مدرس الرسم"‪" .‬وهل اكتشفت المكان الذي كانت تقيم فيه آن كاثريك؟"‬
‫وصفت له المزرعة‪.‬‬
‫ً‬
‫وتابع‪" :‬من واجبي أن أحاول العثور عليها"‪" .‬غدا سأذهب إلى هذه المزرعة وأقوم باالستفسار‪ ".‬بعد فترة وجيزة غادر ليصعد إلى غرفته‪.‬‬

‫***‬

‫في ذلك المساء& وفي اليوم التالي ‪ ،‬انتهز& السير& بيرسيفال& كل فرصة إلدخال لورا في المحادثة ‪ ،‬لكنها& لم تنتبه& أب ًد ا‪ .‬ذهب إلى المزرعة لالستفسار& عن آن‬
‫كاثريك& ‪ ،‬لكنه لم يتعلم شيًئ ا‪ &.‬ثم وصلت يوم األربعاء& رسالة من السيدة كاثريك& ‪ -‬رسالة قصيرة& تشبه العمل& ‪ ،‬تشكرني& على مالحظتي& وتقول& إن كل ما قاله لي‬
‫السير بيرسيفال& كان صحيحً ا تمامًا‪&.‬‬
‫لماذا ال تزال لدي شكوك؟ كان هذا بالتأكيد دلياًل كافيًا ألي شخص ‪ ،‬ولكن كيف تمنيت لو كان والتر هارترايت هناك إلبداء رأيه! بنا ًء على طلب السير بيرسيفال ‪ ،‬كان‬
‫علي اآلن أن أعطي لورا شرحه لرسالة آن كاثينك‪ .‬استمعت بهدوء ولم تظهر أي عاطفة ‪ ،‬لكنني الحظت أنه على الطاولة بالقرب من يدها كان الكتاب الصغير‬
‫لرسومات هارترايت‪ .‬كان على ‪ T‬أيضً ا أن تخبرها أن سبب زيارة السير بيرسيفال هو تحديد يوم زواجهما‪.‬‬
‫‪ -‬أخشى أن يطلب منك أن تقرر قريبًا ‪ ،‬لورا‪ .‬أوه ال ‪ ،‬ماريان! ال أستطيع أن أفعل ذلك! قالت‪ .‬ارجوك اسأله ‪ ،‬وتوسل اليه ‪ ،‬للسماح لي بمزيد من الوقت‪ .‬أعدك‬
‫بإعطائه إجابة نهائية قبل نهاية العام ‪ ،‬لكن ليس بعد ‪ ،‬من فضلك ‪ ،‬ليس بعد‪.‬‬
‫وافق السير بيرسيفال على هذا الطلب ‪ ،‬وعندما علم السيد جيلمور باألمر ‪ ،‬رتب إلجراء محادثة خاصة مع لورا‪.‬‬
‫غدا ‪ ،‬وأحتاج لمناقشة الجانب المالي لهذا الزواج مع اآلنسة فيرلي قبل أن أذهب‪ .‬كما تعلم ‪ ،‬سترث قدرً ا كبيرً ا من المال والممتلكات عندما‬ ‫قال لي‪" :‬يجب أن أعود إلى لندن ً‬
‫تصبح الحادي والعشرين في مارس المقبل ‪ ،‬ويجب أن أدرج كل هذا في اتفاقية الزواج بطريقة تعكس رغبات اآلنسة فيرلي الخاصة ‪ ،‬وهي أيضًا مقبولة لدى السير‬
‫بيرسيفال "‪.‬‬
‫التقى لورا في صباح اليوم التالي ‪ ،‬وفي فترة ما بعد الظهر غادر متوجها ً إلى لندن ‪ ،‬وكان يبدو حزينا ً ومراعي التفكير‪ .‬أتساءل عما قيل ‪ ،‬أسرعت إلى غرفة لورا‪.‬قالت‪ :‬ـ‬
‫أوه ‪ ،‬ماريان ‪ ،‬تعالي‪' .‬أحتاج ألن أتحدث إليك‪ '.‬ما األمر يا لورا؟ أهو عقد النكاح؟ 'ال‪ .‬لم أستطع حتى أن أتحمل مناقشة ذلك مع السيد جيلمور‪ .‬أشعر بالخجل من أن‬
‫وجيد ا يا ماريان ‪ ،‬وقال إنه سيعتني بكل شيء من أجلي‪ .‬ال ‪ ،‬ما أردت أن أخبرك به هو هذا‪ .‬ال أستطيع‬ ‫ً‬ ‫أقول إن كل ما يمكنني فعله هو البكاء‪ .‬لقد كان لطي ًفا ً‬
‫جدا‬
‫تحمل الوضع أكثر من ذلك‪ .‬يجب أن أنهيها‪.‬‬
‫كانت عيناها مشرقة وتحدثت بطاقة كبيرة‪ .‬بدأت أشعر بالقلق‪" .‬ماذا تتمنى أن تفعل لورا حبيبي؟ هل تريدين التحرر من وعدك بالزواج من السير بيرسيفال؟‬
‫ق&ا&ل&ت& ب&ب&س&ا&ط&ة& ال&‪ &.‬ال& أ&س&ت&ط&ي&ع& أ&ن& أ&خ&ل&ف& ب&و&ع&د&ت&ي& ل&و&ا&ل&د&ي&‪ &.‬ل&ك&ن&ي& أ&ر&ي&د& أ&ن& أ&ق&و&ل& ا&ل&ح&ق&ي&ق&ة& ‪ &،‬و&س&أ&ع&ت&ر&ف& ل&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& أ&ن&ن&ي& أ&ح&ب& ش&خ& ً&‬
‫ص& ا& آ&خ&ر&‪&.‬‬
‫"&ل&و&ر&ا&!& ل&ي&س& ل&ه& ا&ل&ح&ق& ف&ي& م&ع&ر&ف&ة& ذ&ل&ك&!& ق&ل&ت& ب&د&ه&ش&ة&‪&.‬‬
‫ق&ا&ل&ت&‪ &:‬ال& أ&س&ت&ط&ي&ع& خ&د&ا&ع&ه&‪ &.‬ل&ق&د& ف&ك&ر&ت& ف&ي& ا&أل&م&ر& ب&ع&ن&ا&ي&ة&‪ &.‬ب&ع&د& أ&ن& أ&خ&ب&ر&ت&ه& ‪ &،‬د&ع&ه& ي&ف&ع&ل& م&ا& ي&ش&ا&ء&‪&.‬‬
‫نظرت& إلى عينيها& البريئين& المحبين& ولم أستطع& أن أقول شيًئ ا‪ &.‬أنا فقط أضع ذراعي حولها ‪ ،‬محاواًل أال أبكي& على نفسي‪.‬‬
‫‪ &-‬ه&ل& ل&ي& أ&ن& أ&ت&ح&د&ث& م&ع&ه& غ&د&ا& ‪ &،‬ف&ي& و&ج&و&د&ك& ي&ا& م&ا&ر&ي&ا&ن&؟&‬
‫متأكدا من أي شيء‪ .‬لم أستطع أن أفهم كيف فشلت في رؤية مدى‬ ‫ً‬ ‫متأكد ا من أنني أفعل الشيء الصحيح‪ .‬في الواقع ‪ ،‬لم أكن‬ ‫ً‬ ‫شدتها بشدة ووافقت ‪ -‬رغم أنني لم أكن‬
‫حبها لوالتر هارترايت‪ .‬ألول مرة في حياتي أخطأت فيها‪ .‬أدركت اآلن أنها ستحبه طوال حياتها‪.‬‬

‫***‬

‫أ&و&ل& ش&ي&ء& ح&د&ث& ف&ي& ص&ب&ا&ح& ا&ل&ي&و&م& ا&ل&ت&ا&ل&ي& ل&م& ي&ف&ع&ل& ش&ي&ًئ ا& ي&ج&ع&ل&ن&ي& أ&ش&ع&ر& ب&م&ز&ي&د& م&ن& ا&ل&ب&ه&ج&ة&‪ &.‬و&ص&ل&ت&ن&ي& ر&س&ا&ل&ة& م&ن& ا&ل&م&س&ك&ي&ن& و&ا&ل&ت&ر& ه&ا&ر&ت&ر&ا&ي&ت&‪ &.‬ك&ا&ن& ق&د& ق&ر&ر& م&غ&ا&د&ر&ة&‬
‫إ&ن&ج&ل&ت&ر&ا& و&س&أ&ل&ن&ي& ع&م&ا& إ&ذ&ا& ك&ا&ن& ب&إ&م&ك&ا&ن&ي& م&س&ا&ع&د&ت&ه& ف&ي& ا&ل&ع&ث&و&ر& ع&ل&ى& ع&م&ل& ب&ا&ل&خ&ا&ر&ج&‪ &.‬ث&م& ش&ع&ر&ت& ب&ا&ل&ذ&ع&ر& ع&ن&د&م&ا& ق&ر&أ&ت& أ&ن&ه& م&ن&ذ& ع&و&د&ت&ه& إ&ل&ى& ل&ن&د&ن& ل&م& ي&ر& أ&و& ي&س&م&ع& أ&ي&‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫ش&ي&ء& ع&ن& آ&ن& ك&ا&ث&ر&ي&ك& ‪ &،‬ل&ك&ن&ه& ا&ش&ت&ب&ه& ف&ي& أ&ن& ر&ج&ا&ل& غ&ر&ب&ا&ء& ي&ر&ا&ق&ب&و&ن&ه& و&ي&ت&ب&ع&و&ن&ه&‪ &.‬ك&ن&ت& ق&ل&ق&ة& ب&ش&أ&ن& ح&ا&ل&ت&ه& ا&ل&ع&ق&ل&ي&ة& ‪ &،‬ل&ذ&ل&ك& ك&ت&ب&ت& ع&ل&ى& ا&ل&ف&و&ر& إ&ل&ى& ب&ع&ض& ا&أل&ص&د&ق&ا&ء& ف&ي&‬
‫ل&ن&د&ن& أل&س&أ&ل&ه&م& ع&م&ا& إ&ذ&ا& ك&ا&ن& ب&إ&م&ك&ا&ن&ه&م& م&س&ا&ع&د&ت&ه& ف&ي& ا&ل&ع&ث&و&ر& ع&ل&ى& و&ظ&ي&ف&ة& م&ن&ا&س&ب&ة& ف&ي& ب&ل&د& آ&خ&ر&‪ &.‬ب&ا&ل&ط&ب&ع& ‪ &،‬ل&م& ت&ك&ن& ل&و&ر&ا& ت&ع&ر&ف& ش&ي&ًئ ا& ع&ن& ه&ذ&ه& ا&ل&ر&س&ا&ئ&ل&‪&.‬‬
‫لم& ين&ضم& إل&ين&ا& ال&سي&ر بي&رس&يف&ال& ل&تن&او&ل اإل&فط&ار& ‪ &،‬لك&نه& أر&سل رس&الة يق&ول& ف&يه&ا& إ&نه س&يل&تق&ي& ب&نا& في الس&اعة ال&حاد&ية& عش&رة& ‪ &،‬حس&ب& الت&رت&يب&‪ &.‬بد&ت& لو&را& هاد&ئة&‬
‫و&ضب&طت& نف&سه&ا& بش&كل& غ&ير& عاد&ي‪ .‬لم أر&ها& ق&ط ه&كذ&ا‪ .‬كا&ن ا&أل&مر& ك&ما& لو& أن الحب& قد خل&ق& قو&ة& جد&يد&ة& في شخص&يت&ها&‪&.‬‬
‫ف&ي& ا&ل&س&ا&ع&ة& ا&ل&ح&ا&د&ي&ة& ع&ش&ر&ة& ب&ا&ل&ض&ب&ط& ‪ &،‬ط&ر&ق& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& و&د&خ&ل& ‪ &،‬م&ع& ا&ل&ق&ل&ق& و&ا&ل&ق&ل&ق& ف&ي& ك&ل& س&ط&ر& م&ن& و&ج&ه&ه&‪ &.‬س&ي&ق&ر&ر& ه&ذ&ا& ا&ال&ج&ت&م&ا&ع& ح&ي&ا&ت&ه&‬
‫ا&ل&م&س&ت&ق&ب&ل&ي&ة& ‪ &،‬و&م&ن& ا&ل&و&ا&ض&ح& أ&ن&ه& ك&ا&ن& ي&ع&ر&ف& ذ&ل&ك&‪&.‬‬
‫قالت لورا بهدوء‪ `` :‬قد تتساءل يا سيدي بيرسيفال ‪ ،‬إذا كنت سأطلب التحرر من وعدي بالزواج منك‪ .‬لن أسأل هذا‪ .‬أنا أحترم رغبات والدي كثيرا‪.‬‬
‫ال ‪ ،‬لكنني رأيت إحدى قدميه تضرب بعصبية السجادة‪.‬‬ ‫استرخى وجهه قلي ً‬
‫"ال ‪ ،‬إذا كنا سننسحب من زواجنا المخطط له ‪ ،‬فسيكون ذلك بسبب رغبتك ‪ ،‬يا سيدي بيرسيفال ‪ ،‬وليس بسبب أمنيتي‪".‬‬
‫'مِلكِي؟' قال في مفاجأة كبيرة‪" .‬ما سبب االنسحاب؟"‬
‫أجابت‪" :‬سبب يصعب إخبارك به"‪" .‬هناك تغيير في داخلي‪".‬‬
‫أصبح وجهه شاحبًا لدرجة أن شفتيه فقدت لونهما‪ .‬أدار رأسه إلى جانب واحد‪.‬‬
‫ال إخفاء توتره‪.‬‬ ‫'ماذا تغير؟' سأل محاو ً‬
‫قالت‪" :‬عندما قطع الوعد قبل عامين ‪ ،‬لم يكن حبي مل ًكا ألحد‪ .‬هل ستسامحني ‪ ،‬سيدي بيرسيفال ‪ ،‬إذا أخبرتك أنها ملك اآلن لشخص آخر؟‬
‫بدأت دموعها تتساقط ‪ ،‬وأخفى السير بيرسيفال وجهه خلف يده ‪ ،‬بحيث كان من المستحيل معرفة ما كان يفكر فيه‪ .‬لم يقدم أي إجابة ‪ ،‬وتحسن أعصابي‪.‬‬
‫"سيدي بيرسيفال!" قلت بحدة‪" .‬أليس لديك ما تقوله؟ أنتلقد سمعت بالفعل أكثر مما يحق لك سماعه‪.‬‬
‫قال متجنباً سؤالي‪" :‬لكنني لم أطلب هذا الحق"‪.‬‬
‫أبدا ‪ ،‬وأنك إذا تركتني ‪ ،‬فأنت تسمح لي فقط بالبقاء امرأة عزباء لبقية حياتي‪ .‬كل ما أطلبه هو أن‬ ‫تابعت لورا‪ `` :‬أتمنى لك أن تفهم أنني لن أرى هذا الشخص مرة أخرى ً‬
‫تسامحني وتحتفظ بسري‪.‬‬
‫قال "سأفعل هذين األمرين"‪ .‬ثم نظر إلى لورا وكأنه ينتظر سماع المزيد‪.‬‬
‫وأضافت بهدوء "أعتقد أنني قلت ما يكفي ألعطيك سببًا لالنسحاب من زواجنا"‪.‬‬
‫'ال‪ .‬قال‪ :‬لقد قلت ما يكفي لجعلها أعز رغبة في حياتي أن أتزوجك ‪ ،‬فقام وأتقدم نحوها‪.‬‬
‫صرخت لورا بدهشة ‪ ،‬لكنني توقعت ذلك بأكثر من النصف‪ .‬لقد أظهرت كل كلمة قالتها صدقها وبراءتها ‪ ،‬لكن هذه الصفات الرائعة دمرت آمالها في اإلفراج‪ .‬لقد فهم السير بيرسيفال‬
‫جيدا القيمة التي ال تقدر بثمن للمرأة النقية والحقيقية‪ .‬لماذا يتخلى عنها اآلن؟‬ ‫ً‬
‫قال‪" :‬سأفعل كل ما بوسعي لكسب حبك ‪ ،‬وربما سأفوز به في الوقت المناسب‪".‬‬
‫'أبد ًا!' أجابت ‪ ،‬تبدو أجمل من أي وقت مضى‪ .‬سأكون زوجتك الحقيقية والمخلصة ‪ ،‬ولكن ليس زوجتك المحبة ً‬
‫أبدا‪.‬‬
‫'انها كافية بالنسبة لي‪ .‬قال ‪ ،‬ثم رفع يدها إلى شفتيه وغادر الغرفة بصمت‪.‬‬
‫ال ‪ ،‬من فضلك قل‬ ‫جلست لورا دون أن تتحرك‪ .‬أضع ذراعي حولها‪ .‬أخيرً ا قالت‪ :‬يجب أن أستقيل يا ماريان‪ .‬إذا كتبت إلى والتر ‪ ،‬فال تخبره كم أنا غير سعيد‪ .‬وإذا مت أو ً‬
‫له ‪ ،‬قل ما ال أستطيع أن أقول لنفسي ‪ -‬قل إنني أحببته! "‬
‫ثم ألقت بنفسها على األريكة وبكت وكأن قلبها ينكسر ‪ ،‬حتى نام أخيرًا‪.‬‬

‫***‬

‫في األيام التي تلت ذلك بدا أنه ال شيء يمكن أن يمنع هذا الزواج البائس من الحدوث‪ .‬حاولت أن أجعل لورا تغير رأيها ‪ ،‬لكنها كانت مصممة على الوفاء بوعدها والقيام‬
‫جدا ألن "قلق األسرة" قد انتهى اآلن ‪ ،‬واقترح أنه كلما تزوجت ابنة أخته مبكرً ا كان ذلك أفضل‪ .‬لقد أغضبني هذا كثيرً ا ‪ ،‬لكن‬ ‫سعيدا ً‬
‫ً‬ ‫بواجبها‪ .‬كان السيد فيرلي ‪ ،‬بالطبع ‪،‬‬
‫عندما أخبرت لورا ‪ ،‬فوجئت بردها الهادئ‪.‬‬
‫'عمي على حق‪ .‬لقد سببت المتاعب والقلق للجميع‪ .‬دع السير بيرسيفال يقرر يوم زواجنا‪.‬‬
‫كان السير بيرسيفال مسرورً ا بهذه األخبار ‪ ،‬ثم غادر للتحضير الستقبال العروس في منزله في هامبشاير‪.‬‬
‫اعتقدت أن التغيير سيفيد لورا ‪ ،‬لذلك رتبت لنا الذهاب واإلقامة مع بعض األصدقاء في يوركشاير‪ .‬وافقت بشكل سلبي مع فكرتي‪ .‬كما كتبت إلى السيد جيلمور ‪ ،‬وأخبرته أن‬
‫هذا الزواج سيتم اآلن‪.‬‬
‫في اليوم التالي تلقيت رسالة من والتر هارترايت تفيد بأن أصدقائي حصلوا عليه على وظيفة في رحلة استكشافية إلى أمريكا الوسطى‪ .‬كان سيكون فنان الرحلة االستكشافية‪ .‬كان‬
‫سيغادر في ‪ 2‬تشرين الثاني (نوفمبر) وسيغيب لمدة ستة أشهر‪ .‬كان بإمكاني فقط أن يكون هذا هو األفضل‪.‬‬
‫ثم غادرت أنا ولورا إلى يوركشاير ولكن بعد تسعة أيام فقط تلقينا رسالة من السيد فيرلي ‪ ،‬تعيدنا إلى ليمريدج على الفور‪ .‬تساءلت ماذا يمكن أن يعني هذا؟‬
‫اكتشفت ذلك بمجرد وصولنا‪ .‬كان السيد فيرلي والسير بيرسيفال قد اتفقا على حفل الزفاف يوم ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،‬بشرط موافقة لورا أيضًا‪ .‬قال السيد فيرلي ‪ ،‬هل من فضلك أقنعها‪.‬‬
‫كانت أعصابه سيئة للغاية للتحدث معها بنفسه‪.‬‬
‫كما أنني وجدت صديقنا القديم السيد جيلمور ‪ ،‬الذي جاء للتحدث مع السيد فيرلي حول اتفاقية الزواج‪ .‬كان يغادر ذلك اليوم ‪ ،‬وكان حريصًا على التحدث معي بمفرده قبل مغادرته‪.‬‬
‫سعيدا على اإلطالق بشأن الترتيبات المالية في االتفاقية ‪ ،‬يا آنسة هالكومب ‪ ،‬لكن ال يمكنني فعل شيء حيال ذلك‪ .‬أعرف كم أنت مغرم بأختك وأعتقد أنك يجب أن‬ ‫ً‬ ‫قال‪" :‬لست‬
‫تعرف سبب قلقي‪.‬‬
‫ال ‪ ،‬عند وفاة السيد فيرلي ‪ ،‬سترث ممتلكات وأرض ليمريدج والدخل الناتج عنها‪ .‬إذا ماتت بدون أطفال ‪،‬‬ ‫وتابع‪ `` :‬كما تعلم ‪ ،‬هناك ثالثة أجزاء لميراث اآلنسة فيرلي‪ .‬أو ً‬
‫فسيذهب هذا العقار إلى ابن عمها ‪ ،‬لكن الدخل من ذلك سيذهب إلى زوجها خالل حياته‪ .‬إذا كان لديها ابن ‪ ،‬فسيذهب كل شيء ‪ -‬الممتلكات والدخل ‪ -‬إلى االبن‪ .‬ال توجد مشاكل‬
‫هناك‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ ،‬عندما تبلغ اآلنسة فيرلي سن الحادية والعشرين في مارس المقبل ‪ ،‬ستحصل على دخل من ‪ I0.000‬جنيه إسترليني‪ .‬ستذهب هذه األلف جنيه إسترليني إلى خالتها‬
‫إليانور ‪ ،‬إذا ماتت اآلنسة فيرلي قبل خالتها ‪ -‬وهو أمر غير محتمل‪ .‬السبب في أن والد اآلنسة فيرلي لم يترك مبلغ ‪ I0.000‬جنيه إسترليني ألخته إليانور عند وفاته هو أنه‬
‫رفض بشدة زواجها من أجنبي ‪ ،‬على الرغم من أن الرجل كان نبياًل إيطاليًا ‪ ،‬الكونت فوسكو‪.‬‬
‫قلت‪ :‬نعم ‪ ،‬لقد أخبرتني لورا عن ذلك‪.‬‬
‫وتابع السيد جيلمور‪" :‬حس ًنا ‪ ،‬ال توجد مشاكل هناك أيضًا‪ .‬لكن الجزء الثالث من ميراث اآلنسة فيرلي أكثر صعوبة‪ .‬في آذار (مارس) المقبل ‪ ،‬سترث أيضًا ‪20000‬‬
‫جنيه إسترليني ‪ ،‬وهي أموالها الخاصة بالكامل‪ .‬إذا ماتت قبل زوجها ‪ ،‬فإن الدخل من ‪ 20.000‬جنيه إسترليني سيذهب إلى السير بيرسيفال طوال حياته ‪ ،‬وسيذهب رأس‬
‫المال إلى أطفالهما‪ .‬إذا لم يكن هناك أطفال يرثون رأس المال ‪ ،‬تستطيع اآلنسة فيرلي اختيار األقارب واألصدقاء لترث المال عند وفاتها‪ .‬هذا ما اقترحته ‪ ،‬لكن محامي‬
‫السير بيرسيفال لم يقبله‪ .‬ويصر على أنه إذا نجا السير بيرسيفال من زوجته ولم يكن هناك أطفال ‪ ،‬فينبغي أن يحصل السير بيرسيفال على العاصمة‪ .‬في هذه الحالة ‪ ،‬لن‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫يذهب شيء إلى أي فرد آخر من أفراد األسرة ‪ ،‬بما في ذلك أنت يا آنسة هالكومب‪.‬‬
‫تنهد السيد جيلمور بعمق ‪ ،‬واحتجت بشدة‪ .‬جربت كل حجة استطعت ‪ ،‬لكن ال شيء من شأنه أن يغير رأي المحامي‪ .‬لقد اكتشفت ‪ ،‬كما ترى ‪ ،‬أن السير بيرسيفال مدين دائمًا‬
‫ويحتاج دائمًا إلى نقود‪ .‬كان جهودي األخير هو المجيء إلى هنا لمحاولة إقناع السيد فيرلي بمعارضة هذا الطلب من محامي السير بيرسيفال‪ .‬يؤسفني أن أقول إنني لم أنجح‪.‬‬
‫يرغب السيد فيرلي في تجنب أي مسؤولية عن ترتيبات زواج ابنة أخته‪ .‬يقول إن ابنة أخته لن تموت قبل السير بيرسيفال على أي حال ‪ ،‬فما الذي يدعو للقلق؟‬
‫وقف السيد جيلمور ليذهب والتقط قبعته‪ .‬سأكمل االتفاقية وأرسلها‪ .‬ليس لدي خيار ‪ ،‬أنا ال أفعل ذلك‪ .‬سيجد السيد فيرلي محاميًا آخر يمكنه ذلك‪ .‬لكن اقول لكم‪.‬‬
‫آنسة هاكومبي ‪ ،‬ال ينبغي أن تتزوج أي ابنة من أي رجل على قيد الحياة بموجب مثل هذا االتفاق الذي أجد نفسي مجبر ًا على تقديمه لآلنسة فيرلي‪.‬‬
‫بعيدا للحاق بقطاره عائد ًا إلى لندن‪.‬‬
‫وبهذا ‪ ،‬صافحني ‪ ،‬وبدون أي كلمة أخرى ذهب ً‬
‫بعد رحيله ‪ ،‬حاولت أن أكون عاق ً‬
‫ال‪ .‬كان السيد فيرلي هو الوصي على لورا وإذا اختار قبول هذه االتفاقية ‪ ،‬فال يوجد ما يمكنني فعله حيال ذلك‪ .‬ك&ان مج&رد مص&در قل&ق آخ&ر بش&أن ه&ذا‬
‫الزواج المروع‪ .‬كان القلق األكثر إلحاحًا هو موعد الزفاف‪ .‬عندما أخبرت لورا ‪ ،‬شحبت وارتعدت‪.‬‬
‫'ليس قريبا جدا!' بكت‪ .‬يا ماريان ليس قريبًا!‬
‫"حس ًنا ‪ ،‬دعني أتحدث إلى السيد فيرلي ‪ ،‬ثم قلت ‪ ،‬مستعد للقتال من أجلها‪" .‬سأحاول تغييره‪".‬‬
‫قالت بصوت خافت‪" :‬ال"‪ .‬فات األوان يا ماريان بعد فوات األوان! لن يؤدي إال إلى مزيد من المتاعب‪ .‬من فضلك قل لعمي أنني موافق‪.‬‬
‫عال ‪" ،‬توافق لورا على الثانية والعشرين" ‪ -‬وهرعت للخارج مرة أخرى ‪ ،‬وأق&&رع‬ ‫جدا‪ .‬هرعت إلى غرفة السيد فيرلي وصرخت بصوت ٍ‬ ‫أعتقد أنني كنت سأبكي لو لم أكن غاضبًا ً‬
‫عال‪ .‬تمنيت أن أكون قد دمرت أعصابه طوال اليوم‪.‬‬‫الباب بصوت ٍ‬

‫***‬

‫بعد ذلك بدأت االستعدادات للزفاف‪ .‬كان الخياطون يأتون ويذهبون في كل وقت‪ .‬كان هناك‬
‫حزم وتخطيط وجميع أنواع الترتيبات التي يتعين القيام بها‪ .‬كن&&ا نس&&مع ك&&ل ي&&وم من الس&&ير‬
‫بيرسيفال‪ .‬بعد الزفاف ‪ ،‬اقترح اصطحاب لورا إلى إيطاليا لمدة س&&تة أش&&هر‪ .‬ك&&انوا يق&&ابلون‬
‫عددا من أصدقاء السير بيرسيفال هناك ‪ ،‬بما في ذل&&ك أفض&&ل أص&&دقائه وأق&&دمهم ‪ ،‬الك&&ونت‬ ‫ً‬
‫فوسكو ‪ ،‬الذي كانت زوجته بالطبع عمة لورا إليانور‪ .‬اعتق&&دت أن ه&ذا ال&&زواج على األق&ل‬
‫سيجمع لورا وعمتها معًا مرة أخرى‪ .‬بدا الك&&ونت نفس&ه أك&&ثر األش&خاص إث&&ارة لالهتم&&ام ‪،‬‬
‫وكنت أتمنى أن أقابله يومًا ما‪.‬‬
‫وبسرعة مرت األيام‪ .‬وصل الس&ير بيرس&يفال ‪ ،‬ب&دا علي&ه التعب والقل&ق بعض الش&يء ولكن&ه‬
‫يتحدث ويضحك مثل أسعد الرجال‪ .‬في المساء بعد وصوله ‪ ،‬توجه إلى القرية ليس&&أل عم&&ا إذا‬
‫كان لدى أي شخص أي أخبار عن آن كاثريك‪ .‬لم يسمع أحد شيًئا ‪ ،‬لكن كان علي أن أع&&ترف‬
‫أنه كان من الجيد منه االستمرار في محاولة مساعدتها‪ .‬لقد قررت أن أحاول وأفكر فيه بش&&كل‬
‫أفضل‪ .‬بعد كل شيء ‪ ،‬ما سبب عدم الثقة به؟ أنا متأكد من أنني سأحبه إذا حاولت ح ًقا‪.‬‬
‫جدا أن تحبه‪ .‬تحدثت إليه الي&وم عن أع&ز أمني&اتي أن&ا ول&ورا ‪ -‬أن أك&ون ق&ادرًا‬‫أصبح من السهل ً‬
‫على العيش مع لورا بعد زواجها ‪ ،‬تمامًا كما كنت أعيش معه&ا دائمً&ا من قب&ل‪ .‬واف&ق على الف&ور‬
‫وبدا مسرورًا بالخطة‪ .‬قال إنني سأكون المثالي ‪ ،‬الرفي&ق المث&الي لزوجت&ه‪ .‬نعم ‪ ،‬لق&د ب&دأت أحب‬
‫السير بيرسيفال كثيرًا‪.‬‬

‫***‬

‫أ&ك&ر&ه& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل&!& ل&ي&س& ل&د&ي&ه& ح&س&ا&س&ي&ة& و&ال& لط&ف& و&ال& ش&ع&و&ر& ج&ي&د&‪ &.‬في& ال&ل&ي&لة& ا&ل&م&اض&ي&ة& ه&م&س& ب&ش&ي&ء& في& أ&ذن& ل&و&را& ‪ &-‬ل&ق&د& رف&ض&ت& أن& ت&خ&ب&ر&ن&ي& ب&م&ا& ك &ا&ن& ‪ &-‬و&أ&ص &ب&ح&‬
‫ض&ا& م&ن& ال&ب&ؤ&س&‪ &.‬ل&م& ي&ن&ت&ب&ه& ع&لى& ا&إل&ط&ال&ق& ‪ &،‬و&ع&ا&د&ت& ك&ل& ش&ك&و&ك&ي& ف&ي&ه&‪ &.‬ه&ل& ي&ظ&ه&ر& ا&آل&ن& ش&خ&ص&ي&ت&ه& ال&ح&ق&ي&ق&ي &ة&؟& ي&ب &د&و& م&ض &ط&ر& ًب&ا& و&ع&ص &ب& ًي&ا& أ&ك &ث&ر& م&ن& ذ&ي& ق&ب &ل& ‪&،‬‬ ‫و&ج&ه&ه&ا& أ&ب&ي& ً&‬
‫و&غ&ا&ل& ًب&ا& م&ا& ي&ك&و&ن& ح&ا& ً&د&ا& و&س&ئ& ا&ل&م&ز&ا&ج&‪ &.‬ل&د&ي& ف&ك&ر&ة& غر&ي&ب&ة& أ&ن ش&ي&ًئ ا& م&ا& قد& ي&ح&د&ث& ل&م&ن&ع& ال&ز&و&ا&ج& ‪ &-‬و&أ&ن&ه& خ&ا&ئ&ف& م&ن& ذ&ل&ك‪ &.‬ف&ك&ر&ة& أ&ح&م&ق&‪ &.‬ي&ج&ب& أ&ن& أ&ن&س&ا&ه&‪&.‬‬
‫م&ع& اقت&را&ب& يو&م& ا&نف&صال&نا& ‪ &،‬ال& تت&حم&ل& ل&ورا& إب&عا&دن&ي& عن أن&ظا&ره&ا‪ .‬يج&ب& أن أك&ون شج&اعة وم&به&جة& من& أجل&ها& ‪ &،‬ل&كن خو&في لن ي&زو&ل‪ &.‬ه&ل& س&ي&كو&ن& ه&&ذا ال&&زو&اج& ه&&و‬
‫ال&خط&أ ال&فا&دح& في& ح&يا&ته&ا& ‪ &،‬و&الح&زن ال&يا&ئس& الذي& أصا&بن&ي؟&‬

‫***‬

‫إنها& الثانية والعشرون‪ .‬ال مزيد من الوقت للدموع‪ &.‬لورا ترتدي ثيابها& ونتوجه& إلى الكنيسة‪ &.‬بحلول الساعة الحادية عشرة ‪ ،‬كانا& متزوجين‪ &.‬رحل&&وا بحل&&ول الس&&اعة‬
‫الثالثة‪ .‬أنا أعمى بالبكاء& وال أستطيع& أن أكتب& أكثر‪. . .‬‬

‫‪5‬‬
‫وثيقة للتوقيع‬
‫م&ر&ت& س&ت&ة& أ&ش&ه&ر& ط&و&ي&ل&ة& و&ح&ي&د&ة& ‪ &،‬و&ل&م& ي&ك&ن& ل&د&ي& ا&ل&ك&ث&ي&ر& أل&ف&ع&ل&ه& س&و&ى& ا&ل&ت&ف&ك&ي&ر& ف&ي& ا&أل&ص&د&ق&ا&ء& ا&ل&غ&ا&ئ&ب&ي&ن&‪ &.‬ت&ل&ق&ي&ت& ر&س&ا&ل&ة& م&ر&ح&ة& م&ن& و&ا&ل&ت&ر& ه &ا&ر&ت&ر&ا&ي&ت& ب&ع &د& و&ص &و&ل&ه& إ&ل&ى&‬
‫ه&ن&د&و&ر&ا&س& ‪ &،‬و&ق&ب&ل& أ&ن& ي&ن&ط&ل&ق& م&ع& ا&ل&ر&ح&ل&ة& ا&ال&س&ت&ك&ش&ا&ف&ي&ة& إ&ل&ى& ا&ل&غ&ا&ب&ة&‪ &.‬م&ن&ذ& ذ&ل &ك& ا&ل&ح&ي&ن& ‪ &،‬ل&م& أ&س &م&ع& ش &ي&ًئ ا&‪ &.‬ل&م& ت&ك&ن& ه&ن&ا&ك& أ&خ&ب &ا&ر& ع&ن& آ&ن& ك&ا&ث&ر&ي &ك& أ&و& ا&ل&س &ي&د&ة& ك&ل&ي&م&ن&ت&س&‪&.‬‬
‫أ&ص&ي&ب& ا&ل&س&ي&د& ج&ي&ل&م&و&ر& ا&ل&م&س&ك&ي&ن& ب&م&ر&ض& ش&د&ي&د& و&ا&ض&ط&ر& إ&ل&ى& ا&ل&ت&خ&ل&ي& ع&ن& ا&ل&ع&م &ل& ‪ &،‬و&ل&ك&ن& ا&س &ت&م&ر& ش &ر&ي&ك&ه& ا&ل&س &ي&د& ك &ي&ر&ل& ف&ي& ع&م&ل&ه&‪ &.‬ا&ن&ت&ق&ل&ت& ا&ل&س &ي&د&ة& ف&ي&س &ي& إ&ل&ى& ل&ن &د&ن&‬
‫ل&ت&ع&ي&ش& م&ع& أ&خ&ت&ه&ا& ‪ &،‬و&أ&ع&ت&ق&د& أ&ن& ا&ل&س&ي&د& ف&ي&ر&ل&ي& م&س&ر&و&ر& س& ً&ر&ا& ب&أ&ن& ي&ك&و&ن& م&ن&ز&ل&ه& خ&ا&ل& ًي& ا& م&ن& ا&ل&ن&س&ا&ء&‪&.‬‬
‫األهم من ذلك كله ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬فكرت في لورا‪ .‬جاءت العديد من الرسائل منها ‪ ،‬لكنها لم تقل سوى القليل فيها‪ .‬لم تخبرني أنها بخير ‪ ،‬لكنها بالكاد ت&ذكر زوجه&ا ‪ ،‬ولم تكتب‬
‫وال كلمة واحدة عن الكونت فوسكو ‪ ،‬الذي التقيا به في النمسا ‪ ،‬وليس في إيطاليا‪ .‬فهمت من صمتها أنها ال تحبه‪ .‬كل ما قالته هو أن عمتها إليانور ‪ ،‬مدام فوس&&كو ‪ ،‬ك&&انت‬
‫أكثر هدوءًا وعقالنية مما كانت عليه من قبل‪.‬‬

‫***‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫سعيدا! في الي&وم الت&الي ‪ ،‬ع&ادت‬ ‫ً‬ ‫في الثاني من يونيو ‪ ،‬وصلت إلى بالكووتر بارك ‪ ،‬منزل عائلة السير بيرسيفال في هامبشاير‪ .‬كان االنتظار على وشك االنتهاء ‪ ،‬وكم كنت‬
‫لورا وزوجها إلى المنزل ‪ ،‬مع كونت فوسكو وزوجته ‪ ،‬اللذين كانا يقضيان الصيف في بالك ووتر‪.‬‬
‫جدا ‪ ،‬وكثير منه مغبر وغير مستخدم ؛ جزء واحد فقط من المبنى الض&خم م&ريح بم&ا يكفي للعيش‬ ‫في الصباح ‪ ،‬أطلعتني مدبرة المنزل ‪ ،‬السيدة ميكلسون ‪ ،‬حول المنزل‪ .‬إنه قديم ً‬
‫فيه‪.‬‬
‫جيدا ‪ ،‬وهناك العديد من األشجار التي يشعر المنزل بأنها مغلقة فيه&ا‪ .‬وج&دت طريق&اً‬ ‫في وقت الحق قمت باستكشاف الحدائق والمنتزه‪ .‬الحدائق صغيرة وال يتم الحفاظ عليها ً‬
‫عبر األشجار ‪ ،‬وبعد نصف ميل أوصلني إلى بحيرة‪ .‬كان مكا ًنا رطبًا منعزاًل ‪ .‬مياه البحيرة ال&تي ال ت&زال مظلم&ة والظالل الطويل&ة من األش&جار العالي&ة أعطته&ا ً‬
‫ج&وا كئيبً&ا‪.‬‬
‫بالقرب من البحيرة كان هناك منزل قارب قديم به بعض المقاعد ‪ ،‬لذلك دخلت وجلست ألستريح‪.‬‬
‫أنا لست شخصًا عصبيًا بشكل عام ولكن عندما سمعت صوت التنفس السريع تحت مقعدي ‪ ،‬قفزت على قدمي في حالة إنذار‪ .‬في الواقع ‪ ،‬ك&&ان كل ًب&&ا ‪ -‬كل ًب&&ا ص&&غيرً ا أس&&ود‬
‫وأبيض ‪ ،‬مصابًا برصاصة في جانبه‪ .‬حملت المخلوق الفقير إلى المنزل وأرسلت للسيدة ميكلسون لمساعدتي‪.‬‬
‫عندما دخلت ورأت الكلب ملقى على األرض ‪ ،‬بكت في الحال ‪" ،‬أوه! يجب أن يكون هذا هو كلب السيدة كاثريك!‬
‫'لمن؟' سألت مندهشا‪.‬‬
‫'السّيدة‪ .‬كاثريك‪ .‬هل تعرفها؟ لقد أتيت إلى هنا لتسأل عن أخبار ابنتها‪.‬‬
‫'متى؟'‬
‫'أمس‪ .‬سمعت أن ابنتها آن شوهدت في الحي‪ .‬لكن ال أحد يعرف أي شيء‪ .‬أفترض أن الكلب هرب إلى الغابة وأطلق عليه حارس الحديقة النار‪* .‬‬
‫حاولت أن أجعل صوتي يبدو مهتماً بأدب‪ .‬أفترض أنك تعرف السيدة كاثريك منذ عدة سنوات؟‬
‫ال‪ .‬لقد سمعت عنها ‪ ،‬ألن السير بيرسيفال دفع ثمن ذه&اب ابنته&ا إلى مص&حة‪.‬‬ ‫"أوه ال ‪ ،‬آنسة هالكومب ‪ ،‬لم أرها من قبل‪ .‬تعيش في ويلمنجهام ‪ ،‬على بعد خمسة وعشرين مي ً‬
‫ولكن أمس طلبت مني السيدة كاثريك عدم ذكر زيارتها للسير بيرسيفال‪ .‬كان هذا شيًئا غريبًا أن أقوله ‪ ،‬أليس كذلك يا آنسة؟‬
‫ً‬
‫غريب حقا! ولكن بعد ذلك ‪ ،‬كان علينا أن نوجه انتباهنا إلى الكلب المسكين ‪ ،‬الذي ‪ ،‬على الرغم من جهودنا ‪ ،‬مات بعد ذلك بقليل‪ .‬لقد كان أمرًا محزنا أن يحدث في أول ي&&وم لي في‬
‫بالكووتر‪.‬‬

‫***‬

‫متأكدا من أننا س&&نعود‬ ‫ً‬ ‫في وقت الحق من ذلك المساء عاد المسافرون‪ .‬بعد سعادتي األولى بمقابلة لورا ‪ ،‬شعرت& أن هناك غرابة بيننا& وأدركت& أنها قد تغيرت‪ .‬كنت‬
‫قري ًبا& إلى طبيعتها& ‪ ،‬لكنها& فقدت انفتاحها البريء‪ .‬لم تكن راغبة في الحديث عن حياتها& الزوجي&ة ‪ ،‬ورأيت أن&ه ال توج&&د مش&اعر دافئ&&ة بين زوجه&&ا وبين& زوجه&&ا‪ .‬لم‬
‫يمض وقت طويل قبل أن تسألني عن والتر ‪ -‬هل سمعت& عنه؟ هل هو بخير وسعيد؟ ‪ -‬وكان من الواضح لي أنها تحبه بعمق& أكثر من أي وقت مضى‪.‬‬
‫أما بالنسبة للسير بيرسيفال ‪ ،‬فإن أخالقه أكثر حدة وأقل متعة‪ .‬عند مقابلتي ‪ ،‬يُقال لي ببساطة ‪" ،‬مرحبًا آنسة هالكومب‪ .‬مسرور لرؤيتك مرة أخ&رى ‪ -' ،‬ثم مش&يت‪ .‬يب&دو أن األش&ياء‬
‫ال اتصل به للتحدث معه منذ أسبوع لكنه لم يذكر اسمه‪ .‬طلب الس&ير بيرس&يفال وص& ًفا للرج&ل ‪ ،‬وه&و م&ا لم‬ ‫الصغيرة تزعجه كثيرًا‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬أخبرته مدبرة المنزل أن رج ً‬
‫تستطع السيدة ميشيلسون المسكينة تقديمه ‪ ،‬وخرج السير بيرسيفال من الغرفة بغضب شديد‪.‬‬
‫ك&ا&ن&ت& ل&و&ر&ا& ب&ا&ل&ت&أ&ك&ي&د& م&ح&ق&ة& ب&ش&أ&ن& م&د&ا&م& ف&و&س&ك&و&‪ &.‬ل&م& أ&ر& م&ث&ل& ه&ذ&ا& ا&ل&ت&غ&ي&ي&ر& ف&ي& ا&م&ر&أ&ة&‪ &.‬ب&ص &ف&ت&ه&ا& إ&ل&ي &ا&ن&و&ر& ف &ي&ر&ل&ي& (&ا&ل&س &ا&ب&ع&ة& و&ا&ل&ث&ال&ث&ي&ن&)& ‪ &،‬ك &ا&ن&ت& ت&ر&ت &د&ي& ث&ي&ا& ًب&& ا& ب&ر&ا&ق &ة& ‪&،‬‬
‫و&ك&ا&ن&ت& س&خ&ي&ف&ة& و&ح&م&ق&ا&ء& ‪ &،‬و&د&ا&ئ& ًم& ا& م&ا& ك&ا&ن&ت& ت&ت&ح&د&ث& ع&ن& ه&ر&ا&ء&‪ &.‬ب&ص&ف&ت&ه&ا& م&د&ا&م& ف&و&س&ك&و& (&ت&ب&ل&غ& م&ن& ا&ل&ع&م &ر& ث&ال&ث &ة& و&أ&ر&ب&ع&ي&ن& ع&ا& &ًم& ا&)& ‪ &،‬ف&ه&ي& ت&ر&ت &د&ي& ا&ل&ل&و&ن& ا&ل&ر&م&ا&د&ي& أ&و&‬
‫ا&أل&س&و&د& ف&ق&ط& ‪ &،‬و&ت&ج&ل&س& ل&س&ا&ع&ا&ت& ف&ي& ص&م&ت& ‪ &،‬و&ت&ق&و&م& ب&أ&ع&م&ا&ل& ا&إل&ب&ر&ة& ‪ &،‬و&ت&ش&م&ر& ا&ل&س&ج&ا&ئ&ر& م&ن& أ&ج&ل& ا&ل&ك&و&ن&ت& ‪ &،‬أ&و& ت&ن&ظ&ر& إ&ل&ي&ه& ف&ق&ط& ب&ع&ي&و&ن& ك&ل&ب& م&خ&ل&ص&‪&.‬‬
‫والرجل الذي حقق هذا التغيير& االستثنائي& ‪ ،‬الرجل الذي روض هذه المرأة اإلنجليزية الجامحة؟ نعم ‪ ،‬ماذا يمكن&ني& أن أقول عن الك&&ونت؟& إن&&ه يش&&به الرج&&ل ال&&ذي‬
‫يمكنه& ترويض& أي شيء‪ .‬لو كان قد تزوجني& ‪ ،‬لكنت صنعت& سجائره ‪ ،‬كما تفعل& زوجته‪ .‬كنت& أمسك لساني عندما ينظر& إلي ‪ ،‬وهي تمسك& بلسانها‪&.‬‬
‫ك&ي&ف& ي&م&ك&ن&ن&ي& ش&ر&ح& ا&ل&ق&و&ة& ‪ &،‬ا&ل&ج&ا&ذ&ب&ي&ة& ‪ &،‬ا&ل&ق&و&ة& ا&ل&ت&ي& ت&أ&ت&ي& م&ن& ه&ذ&ا& ا&ل&ر&ج&ل&؟& ه&ن&ا&ك& ا&ل&ع&د&ي&د& م&ن& ا&أل&ش&ي&ا&ء& غ&ي&ر& ا&ل&م&ر&غ&و&ب&ة& أ&و& غ&ي&ر& ا&ل&ج&ذ&ا&ب&ة& ع&ن&ه&‪ &.‬ع&ل&ى& س&ب&ي&ل& ا&ل&م&ث&ا&ل& ‪&،‬‬
‫إ&ن&ه& س&م&ي&ن& ل&ل&غ&ا&ي&ة& ؛& ي&ب&د&و& أ&ن& ل&د&ي&ه& ش&ع&ر& م&س&ت&ع&ا&ر& ؛& ي&ب&ل&غ& م&ن& ا&ل&ع&م&ر& س&ت&ي&ن& ع&ا& ًم& ا& ع&ل&ى& ا&أل&ق&ل&‪ &.‬إ&ن&ه& ك&س &و&ل& ‪ &،‬و&ي&ق&ف &ز& ع&ن &د& أ&د&ن&ى& ص &و&ت& م&ف &ا&ج&ئ& ‪ &،‬و&ل&د&ي &ه& و&ل &ع& غ &ر&ي&ب&‬
‫ب&ا&ل&ح&ي&و&ا&ن&ا&ت& ا&أل&ل&ي&ف&ة&‪ &.‬ل&ق&د& أ&ح&ض&ر& م&ع&ه& م&ج&م&و&ع&ة& م&ت&ن&و&ع&ة& م&ن& ا&ل&ط&ي&و&ر& و&ع&ا&ئ&ل&ة& ك&ا&م&ل&ة& م&ن& ا&ل&ف&ئ&ر&ا&ن& ا&ل&ب&ي&ض&ا&ء& ‪ &،‬و&ا&ل&ت&ي& غ&ا&ل& ًب& ا& م&ا& ي&ق&ب&ل&ه &ا& و&ي&ط&ل &ق& ع&ل&ي&ه &ا& أ&س &م&ا&ء& م&ح&ب &ة& ‪&،‬‬
‫ت&م&ا& ًم& ا& ك&م&ا& ق&د& ي&ف&ع&ل& ا&ل&ط&ف&ل&‪&.‬‬
‫ط&ن& وص&و&ت&ه& م&ق&ن&ع& و&ل&ط&ي&ف& و&ي&ص&ع&ب&‬ ‫و&م&ع& ذل&ك& ‪ &.&..‬ف&ه&و& س&م&ي&ن& ‪ &،‬ل&ك&ن&ه& ي&ت&ح&ر&ك& ب&خ&ف&ة& و&س&ه&و&ل&ة& ‪ &،‬م&ث&ل& ا&ل&ر&ا&ق&ص‪ &.‬ي&س&و&د& ا&ل&ه&د&و&ء& و&ا&ل&ق&و&ة& ف&ي& و&ج&ه&ه& ا&ل&ن&ا&عم& غ&ي&ر& ال&م&ب& ّ‬
‫م&ق&ا&و&م&ت&ه&‪ &.‬م&ع&ر&ف&ت&ه& ب&ا&ل&ل&غ&ة& ا&إل&ن&ج&ل&ي&ز&ي&ة& م&م&ت&ا&ز&ة& و&ه&و& خ&ب&ي&ر& م&ع&ر&و&ف& ف&ي& ا&ل&ع&ل&و&م& ال&ك&ي&م&ي&ا&ئ&ي&ة&‪ &.‬ي&ت&ح&د&ث& ب&ل&غ&ة& ا&أل&ط&ف&ا&ل& إل&ى& ف&ئ&ر&ا&ن&ه& ال&ب&ي&ض&ا&ء& ‪ ،‬ل&ك&ن&ه& ي&ت&ح&د&ث& ب&ذ&ك&ا&ء& و&س&ح&ر& ع&ن‬
‫ا&ل&ك&ت&ب& في& ك&ل& ل&غة& ‪ &،‬و&ي&ض&ي&ف& إل&ى& م&ح&ا&د&ث&ت&ه& ت&ج&ر&ب&ة& ا&لح&ي&ا&ة& في& ن&ص&ف& عو&ا&صم& أ&و&ر&و&ب&ا&‪&.‬‬
‫لكن عيناه هي التي سأتذكرها دائمًا ‪ -‬عيناه الباردة ‪ ،‬الصافية ‪ ،‬الرمادية الجميلة ‪ ،‬عيناه اللتان تتمتعان بقوة مخيفة لدرجة أنني أرتجف حتى اآلن عندما أفكر في األمر‪.‬‬
‫لم أستطع اكتشاف الكثير عن ماضيه من السير بيرسيفال‪ .‬علمت فقط أنه لم يذهب إلى إيطاليا منذ سنوات ؛ تساءلت إذا كان هذا ألسباب سياسية‪ .‬يبدو أنه أنقذ السير بيرس&&يفال من‬
‫أبدا مع رغباته‪.‬‬ ‫خطر كبير في روما مرة واحدة وكانا أقرب األصدقاء منذ ذلك الحين‪ .‬كان من الواضح تمامًا أن السير بيرسيفال كان دائمًا حريصًا على إرضائه ولن يتعارض ً‬
‫ال سأكون أكثر أسف لكوني عدوا له‪.‬‬ ‫أتساءل عما إذا كنت أخاف منه أيضًا‪ .‬بالتأكيد لم أر رج ً‬

‫***‬

‫في وقت الغداء ‪ ،‬بعد أيام قليلة من عودتهم جميعًا ‪ ،‬وصل رجل يُدعى السيد ميريمان ‪ ،‬وطلب رؤية السير بيرسيفال على وج&ه الس&رعة‪ .‬من الواض&ح أن الس&ير بيرس&يفال لم يتوق&ع‬
‫الزيارة وبدا منزعجًا وغاضبًا عندما غادر الطاولة‪.‬‬
‫لم يكن لدي وال لورا أي فكرة عن السيد ميريمان ‪ ،‬لكن الكونت أخبرنا أنه محامي السير بيرسيفال‪ .‬تساءلت عما حدث ‪ ،‬ألن المحامي ال يسافر عادة من لندن إلى هامبشاير إال إذا تم‬
‫إرساله‪ .‬يجب أن يكون السيد ميريمان جالب الحظمن األخبار المهمة ‪ -‬سواء كانت جيدة أو سيئة‪.‬‬
‫من الواضح أن الكونت فوسكو قرأ أفكاري وقال لي بهدوء ‪" ،‬نعم ‪ ،‬آنسة هالكومب ‪ ،‬حدث شيء ما‪".‬‬
‫في وقت الحق من اليوم كنت قادمًا من غرفتي عندما رأيت السير بيرسيفال ومحاميه يعبرون القاعة في الطابق السفلي‪ .‬تحدثوا به&دوء ‪ ،‬لكن من الواض&ح أن&ه يكفي لتص&ل كلم&اتهم‬
‫إلى أذني‪.‬‬
‫نعم ‪ ،‬سيدي بيرسيفال ‪ ،‬سمعت المحامي يقول ‪ ،‬كل هذا يتوقف على الليدي جاليد‪.‬‬
‫توقفت على الفور عندما سمعت اسم لورا ‪ ،‬ورغم أنني كنت أعرف أنه خطأ ‪ ،‬إال أنني واصلت االستماع‪.‬‬
‫'أنت تفهم ‪ ،‬سيدي بيرسيفال ‪ ،‬يجب أن توقع الليدي جليد باسمها في حضور شاهدين‪ .‬إذا تم ذلك في غضون أسبوع ‪ ،‬فس&يكون ك&ل ش&يء على م&ا ي&رام‪ .‬إذا لم يكن األم&ر ك&ذلك ‪ ،‬فق&د‬
‫أتمكن من حملهم على قبول وثيقة تعد بالدفع في غضون ثالثة أشهر‪ .‬ولكن كيف سيتم الحصول على هذه األموال بحلول ذلك الوقت‪. . .‬‬
‫ذهبوا إلى المكتبة ولم أسمع أكثر من ذلك ‪ ،‬لكن يبدو أن السير بيرسيفال كان عليه ديون كبيرة وأن حلها يعتم&د على ل&ورا‪ .‬ذهبت على الف&ور ألخ&بر ل&ورا بم&ا س&معته‪ .‬ال يب&دو أنه&ا‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫متفاجئة‪.‬‬
‫قالت‪ `` :‬كنت أخشى شيًئا كهذا ‪ '' ،‬عندما سمعت عن ذلك الرجل الغريب الذي اتصل ‪ ،‬دون أن يترك اسمه‪ .‬ربما ج&اء ليطلب مال&ه‪ .‬لكن ال تقلقي ي&ا ماري&ان‪ .‬لن أوق&ع على‬
‫أي شيء قد أندم عليه الح ًقا‪.‬‬
‫ً‬
‫متأك&دا من أن‬ ‫في المساء كان السير بيرسيفال مهذبًا ولطي ًفا على نحو غير عادي لنا جميعًا‪ .‬م&اذا يع&ني ه&ذا؟ اعتق&دت أن&ه يمكن&ني التخمين ‪ -‬كنت أخش&ى أن تخمن ل&ورا ‪ -‬وكنت‬
‫الكونت فوسكو يعرف ذلك‪ .‬رأيت السير بيرسيفال ينظر إليه للحصول على موافقته أكثر من مرة خالل المساء‪ .‬كان الكونت على دراية بالمشاكل المالية للسير بيرسيفال‪.‬‬
‫في صباح اليوم التالي ‪ ،‬سأل السير بيرسيفال الكونت فوسكو ولورا وأنا إذا كنا سنذهب إلى المكتبة لمدة دقيقة بعد الغداء من أجل عمل تجاري صغير‪ .‬قبل الغ&داء ‪ ،‬ذهبن&&ا جميعً& ا في‬
‫نزهة على األقدام إلى البحيرة ‪ ،‬وتوقفنا عند منزل القارب للراحة‪.‬‬
‫قال السير بيرسيفال ‪ ،‬مشيرً ا إلى المنظر‪" :‬بعض الناس يصفون البحيرة بأنها جميلة"‪ .‬أنا أسميها قبيحة‪ .‬يبدو فقط مكان جريمة قتل ‪ ،‬أليس كذلك؟ ما رأيك يا فوسكو؟‬
‫جدا إلخفاء جسد‪ .‬فقط األحمق يقتل شخصً ا هنا‪ .‬الرجل الحكيم سيختار مكا ًنا آخر‪.‬‬ ‫اعترض "عزيزي بيرسيفال الكونت" ‪ ،‬فالمياه ضحلة ً‬
‫قالت لورا وهي تنظر إليه بكره‪" :‬الحكماء ال يقتلون"‪ .‬أنا متأكد من أنك ال تستطيع أن تعطيني مثاالً على رجل حكيم كان مجرماً‪.‬‬
‫ال ‪ ،‬ألن جريمة الرجل الحكيم ال يتم اكتشافها"‪.‬‬ ‫قال الكونت‪" :‬سيدتي العزيزة ‪ ،‬من المستحيل أن أعطي مثا ً‬
‫ًئ‬ ‫ثوان قليلة ‪ ،‬وجد الحيوان الصغير تحت مقعد ‪ ،‬لكنه وجد ً‬
‫أيض&ا ش&ي ا ب&دا‬ ‫وبينما كان يتحدث ‪ ،‬كان يلعب مع الفئران البيضاء في قفصهم الصغير ‪ ،‬وفجأة الحظ أن أحدهم مفقود‪ .‬بعد ٍ‬
‫أنه صدمه‪.‬‬
‫قال‪" :‬بيرسيفال ‪ ،‬تعال إلى هنا‪ .‬انظر إلى هذا في الرمال‪ .‬دم!‬
‫بدا الجميع قلقين ‪ ،‬لذلك اضطررت إلى شرح الكلب الجريح الذي وجدته‪.‬‬
‫"من كان هذا الكلب؟" سأل السير بيرسيفال‪.‬‬
‫أ&ج&ب&ت&ه&‪&" &:‬ق&ا&ل&ت& م&د&ب&ر&ة& ا&ل&م&ن&ز&ل& إ&ن&ه& ك&ل&ب& ا&ل&س&ي&د&ة& ك&ا&ث&ر&ي&ك&"& ‪ &،‬و&ت&ذ&ك&ر&ت& ب&ع&د& ف&و&ا&ت& ا&أل&و&ا&ن& أ&ن& ا&ل&ز&ي&ا&ر&ة& ك&ا&ن& م&ن& ا&ل&م&ف&ت&ر&ض& أ&ن& ت&ب&ق&ى& س&ر&ي&ة&‪&.‬‬
‫"ما الشيطان الذي كانت تفعله السيدة كاثريك هنا؟‬
‫جاء هذا السؤال بمثل هذه الفظاظة والغضب التي ابتعدت عنها‪ .‬وضع الكونت فوسكو يده على ذراع السير بيرسيفابس‪.‬‬
‫"عزيزي بيرسيفال! بلطف ‪ ،‬بلطف!‬
‫لدهشتي الكبيرة ‪ ،‬اعتذر السير بيرسيفال لي ‪ ،‬ثم قال الكونت فوسكو ‪' ،‬لماذا ال تستجوب مدبرة المنزل ‪ ،‬بيرسيفال ‪ ،‬حيث يبدو أنها تعرف كل شيء عن ذلك؟‬
‫أخذ السير بيرسيفال هذه النقطة ‪ ،‬وتركنا على الفور للعودة إلى المنزل‪.‬‬
‫بدا الكونت مفتو ًنا بالسيدة كاثريك وأراد أن يعرف كل شيء عن زيارتها‪ .‬حاولت أن أقول أقل قدر ممكن ‪ ،‬لكن لورا طرحت أسئلة أيضًا ‪ ،‬وفي النهاية عرف الك&ونت بق&در م&ا‬
‫متأكدا تمامًا ‪ ،‬من دهشته من القصة ‪ ،‬أن الك&ونت لم يع&رف ش&يًئا عن آن كاثري&ك ‪ ،‬وتس&اءلت بش&دة لم&اذا لم يخ&بر الس&ير بيرس&يفال‬ ‫ً‬ ‫عرفنا عن السيدة كاثريك وابنتها آن‪ .‬كنت‬
‫صديقه المقرب‪.‬‬
‫ال ‪ ،‬على الرغم من ذلك ‪،‬‬ ‫عندما عدنا إلى المنزل ‪ ،‬جاء السير بيرسيفال الستقبالنا‪ .‬يؤسفني أن أقول أنني يجب أن أتركك‪ .‬يجب أن أقود مسافة طويلة ولن أعود حتى الغد‪ .‬أو ً‬
‫أود أن أنهي هذه المسألة التجارية الصغيرة‪ .‬هل ستأتي إلى المكتبة؟ لن يستغرق األمر دقيقة‪.‬‬
‫مستندا من خزانة وضعه على الطاولة‪ .‬تم طيها بحيث تم إخفاء كل الكتابة ولم تظهر سوى أماكن التوقيع‪.‬‬ ‫ً‬ ‫في المكتبة ‪ ،‬أخرج‬
‫قال وهو يسلم قلمًا إلى لورا ‪' ،‬وقع هناك‪ .‬ستوقع أنت و فوسكو بعد ذلك يا آنسة هالكومب‪.‬‬
‫"ماذا تريد مني أن أوقع؟" سألت لورا بهدوء‪.‬‬
‫ليس لدي وقت ألشرح‪ .‬يجب علي أن أغادر‪ .‬قال بغضب‪" .‬النساء ال يفهمن األعمال‪ .‬فقط وقع عليه‪.‬‬
‫"لكن بالتأكيد يجب أن أعرف ما سأوقعه‪".‬‬
‫'أرى‪ .‬إذن أنت تقول أنك ال تثق بي! هل هاذا هو؟ أي نوع من الزوجة هذه؟‬
‫شاهدا إذا لم تفهم ما توقعته"‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من أجل مساعدة لورا ‪ ،‬قلت‪" :‬أخشى أال أكون‬
‫التفت إليّ السير بيرسيفال بشراسة‪' .‬كيف تجرؤ! أنت ضيف في منزلي وأنت تقف في صف زوجتي ضدي!‬
‫قال الكونت "تحكم في أعصابك المؤسفة ‪ ،‬بيرسيفال ‪ ،‬وسمعته يهمس له ‪ ،‬أيها األحمق!"‬
‫لكن لورا وضعت القلم جانبًا وتحركت إلى جانبي‪.‬‬
‫كاليد محقة في الكونت ثم قال‪" .‬دع التوقيع ينتظر حتى الغد‪".‬‬ ‫ليدي‬
‫السير بيرسيفال ‪ ،‬لكنه ابتعد عن الطاولة‪.‬‬ ‫شتمه‬
‫غ&&&دا أو ‪' -‬أص&&&اب زوجت&&&ه‬ ‫`` حس&&& ًنا ‪ ،‬إذن ‪ ،‬ح&&&تى الغ&&&د‪ .‬على أي ح&&&ال يجب أن أذهب‪ .‬لكن&&&ك س&&&توقع ً‬ ‫ق&&ال‪:‬‬
‫بالبرد ‪،‬التحديق الشديد ‪ ،‬ثم خرج‪.‬‬
‫عندما انتقلت أنا ولورا إلى الباب ‪ ،‬اقترب منا الكونت‪ .‬قال‪" :‬لقد رأيت للتو الس&ير بيرس&يفال في أس&وأ حاالت&ه"‪.‬‬
‫غدا‪".‬‬‫"بصفتي صديقه القديم ‪ ،‬أعتذر له وأعدك بأنه لن يتصرف على هذا النحو ً‬
‫أدرك أنه ال يمكنني وال أتمنى البقاء في باكووتر بارك اآلن دون تأثير ودعم الكونت ‪ ،‬لذلك أجبته بشكره‬ ‫بدأت‬
‫بحرارة‪ .‬ثم أخرجت لورا وأخذتها إلى غرفتي ألخذ قسط من الراحة‪.‬‬
‫كنا هناك ‪ ،‬أخبرتني كم كان السير بيرسيفال قاسيًا عليها منذ زواجهم&ا وكم ك&انت غ&ير س&عيدة‪ .‬ح&اولت ته&دئتها‬ ‫بينما‬
‫وايجاد حل لمشكلة التوقيع‪ .‬وفجأة خطرت لي فك&رة الكتاب&ة إلى ش&ريك الس&يد جيلم&ور ‪ ،‬الس&يد ك&يرل ‪ ،‬وطلب‬
‫نصيحته‪ .‬في رسالتي ‪ ،‬طلبت منه أيضًا الحصول على رسول ليحضر ال&&رد بحل&&ول الس&&اعة الواح&&دة في الي&&وم‬
‫التالي‪ .‬ثم وضعت الرسالة في الحقيبة البريدية في القاعة‪ .‬في تلك اللحظ&ة فق&ط ظه&رت الس&يدة فوس&كو وطلبت‬
‫التحدث معي في الحديقة‪ .‬تحدثت معي لمدة نصف ساعة كاملة عن مدى تعاطفها معي‪ .‬لق&د وج&دت ه&ذا غريبً&ا‬
‫ح ًقا ألنها لم تبد اهتمامًا كبيرًا بي من قبل‪.‬‬ ‫ً‬
‫ج&&&دا‬
‫ض&ا& ي&ض&ع& ح&ر& ًف&ا& في& ال&ح&ق&ي&ب&ة& ال&ب&ر&ي&د&ي&ة&‪ &.‬ل&س&ب&ب& م&ا& ق &ر&ر&ت& ال&ت&ح&ق &ق&‬
‫ع&ن&د&م&ا& ع&د&ت& أخ&ي& ً&ر&ا& ‪ &،‬رأ&ي&ت& ال&ك&و&ن&ت& أ&ي& ً&‬
‫ظ&ا& ‪ &،‬ح&ي&ث& و&ج&د&ت& ا&ل&م&غ&ل &ف&‬ ‫إ&غ&ال&ق& ر&سا&ل&ت&ي& ب&ش&ك&ل& ص&ح&ي&ح& ‪ &،‬ل&ذ&ا& أ&خ&ر&ج&ت&ه&ا& م&ن& ا&لح&ق&ي&ب&ة&‪ &.‬ك&ان& ه&ذ&ا& م&ح&ظ&و& ً&‬ ‫م&ن&‬
‫م&ف&ت&و& ً&ح&ا&‪ &.‬ك&م& ه&و& غر&ي&ب& ‪ &،‬ف&ك&ر&ت&‪ &.‬ر&ب&م&ا& ك&ا&ن& ه&ن&ا&ك& ش&ي&ء& خ&ا&ط&ئ& ف&ي& ذل&ك& ‪&.&..‬‬
‫ا&و& ر&ب&م&ا& ‪&. &. &.‬‬
‫ال&!& ال& ي&م&ك&ن& أ&ن& ي&ك&و&ن& ه&ن&ا&ك& ت&ف&س&ي&ر& آ&خ&ر&‪&.‬‬

‫‪6‬‬
‫موعد من البحيرة‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫ب&ع&د& ال&ع&ش&ا&ء& ف&ي& ذل&ك& ال&م&س&ا&ء& ‪ &،‬ذ&ه&ب&ت& أ&ن&ا& و&ل&و&ر&ا& في& ن&ز&ه&ة& عل&ى& ا&أل&ق&د&ا&م& إ&ل&ى& ا&ل&ب&ح&ي&ر&ة&‪ &.‬ك&ا&ن& ال&ج&و& ك&ئ&ي& ًب&ا& و&م&ح&ب& ً&‬
‫ط&ا& ‪ &،‬ل&ك&ن&ن&ا& عل&ى& ا&أل&ق&ل& ك&ن&ا& و&ح&د&ن&ا&‪&.‬‬
‫ق&ا&ل&ت& ل&و&را&‪ &`&` &:‬أ&ر&ي&د& أ&ال& ي&ك&و&ن& لد&ي& أي& أ&س&را&ر& م&ن&ك& ي&ا& م&ا&ر&ي&ا&ن& ‪ &،‬ل&ك&ن&ن&ي& م&ت&أ&ك&د& م&ن& أ&ن&ك& خ&م&ن&ت& ب&ا&ل&ف&ع&ل& ك&ي&ف& ت&ب&د&و& ح&ي&ا&ت&ي& ال&ز&و&ج&ي&ة&‪ &.‬قا&ل& لي& ال&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& م&ث&ل& ه&&ذ&ه&‬
‫ا&أل&ش&ي&ا&ء& ال&ق&ا&س&ي&ة& ف&ي& إ&ي&ط&ا&ل&ي&ا& ل&د&ر&جة& أ&ن&ن&ي& ل&ج&أ&ت& إل&ى& ذ&ك&ر&ي&ا&ت&ي& عن& ت&ل&ك& ا&أل&ي&ا&م& ال&س&ع&ي&د&ة& م&ع& و&ال&ت&ر& ها&ر&ت&ر&ا&ي&ت& م&ن& أج&ل& ال&ر&ا&حة&‪ &.‬وع&ل&ي& أن& أخ&ب&ر&ك& ي &ا& م&ا&ر&ي &ا&ن& ؛ ي&ع &ر&ف&‬
‫ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& ا&آل&ن& أ&ن و&ا&ل&ت&ر& ه&و& ال&ر&ج&ل& ا&لذ&ي& أ&ح&ب&ب&ت&ه&‪&.‬‬
‫حدقت فيها ‪ ،‬وبدأ األمل القليل الذي بقي لي في الموت‪.‬‬
‫لقد كان في حفلة في روما‪ .‬قال بعض الناس من لندن أنه يجب أن أحصل على دروس في الرسم وأوصوا بالسيد ‪ ..‬هارترايت‪ .‬لم أستطع السيطرة على نفسي عندما س&&معت‬
‫اسمه والحظ زوجي ذلك‪" .‬إذن كان هو ‪ ،‬أليس كذلك؟" قال بابتسامة رهيبة‪" .‬حس ًنا ‪ ،‬سوف نرى السيد ه&ارترايت‪ .‬س&وف تك&ون آس& ًفا ‪ ،‬وك&ذلك س&يفعل ذل&ك ‪ ،‬ح&تى نهاي&ة‬
‫حياتك‪ ".‬وماريان ‪ ،‬يستخدم هذه المعرفة مثل السوط لمعاقبتي يومًا بعد يوم‪.‬‬
‫"أوه ‪ ،‬لورا!" قلت ‪ ،‬أضع ذراعي حولها‪ .‬كان هذا خطأي ‪ -‬نعم ‪ ،‬خطأي! تذكرت اليأس األبيض لوجه والتر عندما طلبت منه المغادرة ‪ ،‬حيث مزقت هذين القل&&بين الش&&ابين‪ .‬وق&&د‬
‫فعلت هذا من أجل السير بيرسيفال جليد‪.‬‬
‫للسير بيرسيفال جليد‪.‬‬

‫***‬

‫كان الظالم يخيم عندما انطلقنا إلى المنزل ‪ ،‬وعندما غادرنا لورا أمسكت ذراعي‪ .‬نظرة ماريان!‬
‫بالقرب من البحيرة كان هناك شكل مظلم ‪ ،‬نصفه مخفي بسبب ضباب المساء المتصاعد من الماء‪ .‬بدأنا نسير بسرعة‪.‬‬
‫"أنا متأكد من أنها تالحقنا ‪ ،‬همست لورا‪' .‬هل هو رجل أم امرأة؟' كانت ترتجف من الخوف‪.‬‬
‫من الصعب أن أقول في هذا الضوء ‪ ،‬قلت ‪ ،‬ثم صرخت ‪' ،‬من هناك؟ لم يكن هناك جواب‪.‬‬
‫سارعنا إلى الوراء عبر الغابة ‪ ،‬وعندما وصلنا إلى المنزل ‪ ،‬أرسلت لورا إلى الط&ابق العل&وي وذهبت لمعرف&ة مك&ان وج&ود الجمي&ع‪ .‬الك&ونت وزوجت&ه ‪ ،‬الخ&دم ‪ ،‬م&دبرة‬
‫أحدا من المنزل‪ .‬إذن من يمكن أن يكون؟‬ ‫المنزل ‪ -‬كانوا جميعًا بالداخل‪ .‬الرقم على ضفاف البحيرة لم يكن ً‬
‫في اليوم التالي ‪ ،‬اكتشفت لورا أنها فقدت سوارها واعتقدت أنها يجب أن تكون قد أسقطته بالقرب من البحيرة‪ .‬ذهبت للبحث عنه بينما كنت أنتظر الرسول من السيد كيرل‪.‬‬
‫جدا في كل من في المنزل لدرجة أنني قررت أن أخرج وألتقي بالرسول بنفسي‪ .‬م&ع الح&رص الش&ديد على ع&دم رؤي&تي ‪ ،‬ن&زلت إلى البواب&ة‬ ‫ً‬
‫متشككا ً‬ ‫جاءت الساعة الواحدة‪ .‬كنت اآلن‬
‫ال على طول الطريق‪ .‬سرعان ما ظهرت سيارة أجرة‪ .‬أوقفته وقلت ‪" ،‬هل أنت ذاهب إلى بالك ووتر بارك؟"‬ ‫وبعيدا قلي ً‬
‫ً‬ ‫الرئيسية‬
‫رفع رجل رأسه وقال‪" :‬نعم ‪ ،‬برسالة إلى اآلنسة هالكومب"‪.‬‬
‫قلت‪" :‬يمكنك أن تعطيني الرسالة"‪" .‬أنا اآلنسة هالكومب"‪.‬‬
‫قرأت الرسالة بسرعة‪.‬‬
‫جدا أن يكون توقيع السيدة كاليد مطلوبًا حتى يمكن تقديم قرض بقيمة ‪ 20‬ألف جنيه إسترليني أو جزء‬ ‫عزيزي اآلنسة هالكومب‪ -‬لقد سببت لي رسالتك قلقا شديدا‪ .‬من المحتمل ً‬
‫منها إلى السير بيرسيفال‪ .‬يكاد يكون من المؤكد أن هذا غير قانوني ‪ ،‬ويجب أال توقع الليدي جاليد على أي وثيقة حتى أقوم بفحصها أو ً‬
‫ال‪.‬‬
‫مع خالص التقدير ويليام كيرل‪.‬‬
‫لقد قرأت هذا بكل الشكر وأخبرت الرسول أن يقول إنني فهمت الرسالة‪ .‬بينما كنت أتحدث بهذه الكلمات ‪ ،‬جاء الكونت فوسكوحول الزاوي&&ة وفج&&أة ظه&&رت أم&&امي‪ .‬ف&&وجئت‬
‫تما ًم ا ‪ ،‬فحدقت فيه بصمت‪ .‬ابتعد الرسول في سيارته ‪ ،‬وأخذ الكونت ذراعي للذهاب إلى المنزل معي‪.‬‬
‫تحدث بسرور عن هذا وذاك ‪ ،‬ولم يسأل أي أسئلة عن الرسائل أو الرسل ‪ ،‬لذلك افترضت أنه اكتشف كل شيء‪ .‬ال بد أنه ق&رأ رس&التي ‪ ،‬وأعاده&ا إلى حقيب&ة البري&د ‪ ،‬وع&رف‬
‫اآلن أنني تلقيت إجابة‪ .‬لم يكن هناك جدوى من محاولة خداعه ‪ ،‬لذلك لم أقل شيًئا ‪ ،‬وحاولت فقط أن أبدو رائعًا وهادًئا‪.‬‬
‫بحثا عن سوارها ‪ ،‬هدر ‪،‬‬‫بالعودة إلى المنزل ‪ ،‬وجدنا أن السير بيرسيفال قد عاد ‪ ،‬في حالة مزاجية أسوأ من ذي قبل ‪ ،‬على ما يبدو‪ .‬عندما أخبرته أن لورا كانت بالخارج ً‬
‫"سوار أو بدون سوار ‪ ،‬أتوقع أن أراها في المكتبة بعد نصف ساعة‪".‬‬
‫استدرت للدخول إلى المنزل ‪ ،‬لكن ورائي سمعت الكونت يقول للسير بيرسيفال ‪" ،‬هل يمكنني التحدث معك لمدة خمس دقائق ‪ ،‬هنا على العشب؟"‬
‫ساروا معًا ودخلت إلى غرفة الجلوس ألفكر في كل ما حدث‪ .‬لكن بعد فترة وجيزة ‪ ،‬فتح الباب بهدوء ونظر الكونت إلى الداخل‪.‬‬
‫قال "بشرى سارة يا آنسة هالكومب"‪ .‬تم تأجيل عمل التوقيع في الوقت الحالي‪ .‬أنا متأكد من أنك مرتاح‪.‬‬
‫لقد خرج قبل أن أتعافى من دهشتي‪ .‬ال يمكن أن يكون هناك شك في أن هذا التغيير كان بسبب تأثيره‪ .‬إن اكتشافه لم&ا كتبت&ه إلى لن&دن وتلقي&ه إجاب&ة جعل&ه يت&دخل‪ .‬اآلن ك&ان‬
‫نوم قليل‪.‬‬
‫هناك المزيد للتفكير فيه ‪ ،‬ولكن بعد أن أنهكتني القلق وحرارة النهار ‪ ،‬أغلقت عينيّ وغرقت في ٍ‬
‫استيقظت ألجد يد لورا على كتفي‪.‬‬
‫ماريان! الرقم في البحيرة‪ .‬لقد تحدثت معها للتو! إنها آن كاثريك‪ .‬انظر ‪ ،‬لقد وجدت سواري‪.‬‬
‫ما زلت نصف نائمة ‪ ،‬حدقت فيها بغباء‪" .‬آن كاثريك؟"‬
‫'نعم! كنت أبحث في منزل القارب ‪" ،‬تابعت لورا ‪ ،‬ثم جاءت امرأة ترتدي فستا ًنا أبيض وقالت بهدوء ‪ "،‬اآلنسة فيرلي‪ .‬لدي سوارك‪ .‬والدتك ال تريدك أن تفقده‪ " .‬قف&زت ‪ ،‬لكن ص&وتها‬
‫كان لطي ًفا لدرجة أنني لم أخاف‪ .‬سألتها كيف تعرف والدتي‪ .‬قالت إن اسمها هو آن كاثريك وسألتني إذا كنت أتذكر عندما كنت طفلة صغيرة تمش&ي معه&ا م&ع وال&دتي إلى المدرس&ة في‬
‫ليمريدج ذات يوم‪ .‬لم أتذكر‪ .‬فجأة رأيت أننا مثل بعضنا البعض ‪ ،‬لكن وجهها كان شاحبًا ورقي ًقا ومتعبًا‪ .‬كانت الطريقة التي قد يبدو عليه&ا وجهي بع&د م&رض طوي&ل‪" .‬لم&اذا تتص&ل بي‬
‫اآلنسة فيرلي؟" سألت ‪ ،‬فأجابت ‪" ،‬ألنني أحب اسم فيرلي وأكره اسم جليد‪".‬‬
‫"هل قالت أي شيء عن زوجك؟" انا سألت‪.‬‬
‫قالت إنها بعد أن كتبت الرسالة ‪ ،‬لم تكن لديها الشجاعة للبقاء في ليمريدج لمحاولة منع زواجي منه‪ .‬كانت تخش&&ى أن يج&دها ويغلقه&&ا في المص&ح م&رة أخ&رى‪ .‬لكنه&&ا لم تع&د‬
‫خائفة ألنها كانت مريضة لدرجة أنها ظنت أنها تحتضر‪ .‬ثم قالت ‪ ،‬يا ماريان ‪ ،‬إنها وأمها تعرفان سرً ا يخافه زوجي‪.‬‬
‫'نعم؟ تابع!' قلت بلهفة‪" .‬ما هو السر؟'‬
‫غدا في هذا ال&وقت وس&أخبرك‪ ".‬ثم دفعت&ني‬ ‫كانت ستخبرني فقط ‪ ،‬عندما اعتقدت أنها سمعت صوت ضجة في الخارج‪ .‬قالت‪" :‬لسنا وحدنا ‪ ،‬هناك من يراقب‪ .‬تعال إلى هنا ً‬
‫إلى جانب واختفت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫"أوه ‪ ،‬لورا ‪ ،‬لورا ‪ ،‬ضاعت فرصة أخرى! لكن يجب أن تحافظ على الموعد غدا‪ .‬يبدو مهمًا جدا‪ .‬سأتبعك على مسافة آمنة‪ .‬يجب أال تهرب هذه المرة‪.‬‬
‫كنا صامتين لبعض الوقت‪ .‬ثم قالت لورا بقلق ‪" ،‬لماذا لم يتصل بنا السير بيرسيفال إلى المكتبة لتوقيع الوثيقة؟"‬
‫'نعم بالتأكيد! لقد نسيت أن أخبرك ‪ ،‬قلت‪" .‬بفضل الكونت فوسكو ‪ ،‬تم تأجيل أعمال التوقيع‪".‬‬
‫لكن لماذا؟ قالت لورا ‪ ،‬مندهشة‪" .‬إذا كان السير بيرسيفال في حاجة ماسة إلى المال ‪ ،‬فكيف يمكن تأجيله؟"‬
‫"سمعت محامي السير بيرسيفال يذكر خطة ثانية ‪ -‬لتقديم وثيقة تعد بالسداد في غضون ثالثة أشهر‪".‬‬
‫"أوه ‪ ،‬ماريان!" قالت‪ .‬سيكون هذا بمثابة ارتياح‪* .‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫"نعم ‪ ،‬سيكون‪ .‬دعونا نأمل أن يكون هذا صحيحً ا‪.‬‬
‫في ذلك المساء ‪ ،‬كان السير بيرسيفال مهذبًا ‪ ،‬بل لطي ًفا ‪ ،‬خاصة مع لورا‪ .‬يجب أن يكون هذا بسبب تأثير الكونت ‪ ،‬وهذا ما يقلقني‪ .‬م&اذا يكمن وراء ذل&ك؟ كنت على يقين من أن رحل&ة‬
‫السير بيرسيفال المفاجئة باألمس كانت إلى ويلمنجهام ‪ ،‬الستجواب السيدة كاثريك‪ .‬ماذا تعلم؟ ماذا كانت خططه؟ مع مرور المس&اء ‪ ،‬ش&عرت ب&القلق أك&ثر ف&أكثر ‪ ،‬وذهبت إلى الف&راش‬
‫أشعر بقلق شديد بشأن ما سيأتي به اليوم التالي‪.‬‬

‫***‬

‫لم أكن مخطئا في أن أكون قلقا‪ .‬في اليوم التالي رتبت أنا ولورا أنها ستذهب بمفردها بعد الغداء إلى منزل القارب ‪ ،‬وأن أتبعها& بعد ذلك بقلي&&ل ‪ ،‬م&&ع الح&&رص الش&&ديد‬
‫على أن آن كاثريك لم ترني ‪ ،‬في حال كانت خائفة من ظهور شخص آخر شخص غريب‪.‬‬
‫جدا وضع خطتنا موضع التنفيذ‪ .‬ومع ذل&&ك ‪ ،‬عن&&دما جئت‬ ‫كان السير بيرسيفال قد خرج في وقت مبكر من الصباح ولم يظهر حتى لتناول طعام الغداء ‪ ،‬لذلك كان من السهل ً‬
‫بهدوء إلى الجزء الخلفي من منزل القارب ‪ ،‬لم أسمع أصوا ًتا ‪ ،‬وال أصوات حركة ‪ ،‬وال شيء‪ .‬سرعان ما كنت أبحث داخل منزل القارب ‪ ،‬وأنادي بهدوء اسم ل&&ورا‪ .‬لكن لم‬
‫بحثا عن عالمات ‪ ،‬ووجدت آثار أقدام لشخصين على الرمال ‪ -‬آثار أقدام كبيرة مثل آثار أق&&دام ص&&غيرة ‪ ،‬وال&&تي كنت‬ ‫يجب أحد ولم يظهر أحد‪ .‬في الخارج ‪ ،‬فتشت األرض ً‬
‫متأكدا من أنها آثار لورا‪ .‬كان هناك أيضًا ثقب صغير في الرمال بجانب جدار منزل القارب‪.‬‬ ‫ً‬
‫يائسة من القلق ‪ ،‬أسرعت إلى المنزل‪ .‬أول شخص قابلته كان السيدة ميشيلسون ‪ ،‬مدبرة المنزل‪.‬‬
‫سألته‪" :‬هل تعلم ‪ ،‬ما إذا كانت السيدة جاليد قد دخلت؟"‬
‫"نعم ‪ ،‬لديها اآلنسة هالكومب‪ .‬وأخشى أن يحدث شيء مؤسف‪ .‬ركضت ليدي جاليد في الطابق العلوي وهي تبكي وطلب مني السير بيرسيفال أن أطرد خادمها فاني‪.‬‬
‫غرق قلبي‪ .‬كان فاني الخادمة الشخصية لورا من ليمريدج ‪ ،‬والشخص الوحيد في المنزل الذي نثق فيه‪.‬‬
‫ركضت في الطابق العلوي إلى غرفة لورا‪ .‬كان بابها مغل ًقا ‪ ،‬وكان هناك أحد خدم منزل السير بيرسيفال يقف أمامه‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ابتعد‪" .‬أال ترى أنني أريد الدخول؟"‬
‫أجابت‪" :‬لكن ال يجب أن تدخل"‪ .‬لدي أوامري‪.‬‬
‫غاضبًا من الغضب ‪ ،‬استدرت وذهبت إلى الطابق السفلي ألجد السير بيرسيفال‪ .‬كان في المكتبة مع الكونت والكونتيسة‪.‬‬
‫"هل أفهم أن غرفة زوجتك سجن؟" سألته وأنا أحدق في وجهه بالكامل‪.‬‬
‫أجاب‪" :‬نعم ‪ ،‬هذا ما يجب أن تفهمه"‪.‬‬
‫"اعتني بكيفية معاملتك لزوجتك!" صرخت بشراسة‪" .‬هناك قوانين لحماية النساء ‪ ،‬وسأستخدم تلك القوانين"‪.‬‬
‫ال من الرد علي ‪ ،‬التفت إلى الكونت‪ .‬نظر إلي الكونت بعينيه الهادئتين الباردتين والرماديتين‪ .‬لكن الكونتيسة هي التي تحدثت‪.‬‬ ‫بد ً‬
‫قالت فجأة‪" :‬أشكرك على حسن ضيافتك يا سيدي بيرسيفال"‪" .‬لكن ال يمكنني& البقاء في منزل حيث يتم التعامل مع السيدات مث&&ل زوجت&&ك وق&&د تم التعام&&ل م&&ع اآلنس&&ة‬
‫هالكومب اليوم!"‬
‫ً‬
‫مدركا ‪ ،‬كما فعلت ‪ ،‬أنها لم تكن لتقول هذا بدون إذن الكونت‪.‬‬ ‫حدق فيها السير بيرسيفال في صمت مروع ‪،‬‬
‫قال الكونت بهدوء‪" :‬أنا أتفق مع زوجتي"‪.‬‬
‫أقسم السير بيرسيفال ثم همس بغضب ‪" ،‬حس ًنا ‪ ،‬لديك طريقتك الخاصة"‪ .‬بهذه الكلمات غادر الغرفة‪.‬‬
‫"لقد جعلنا أسوأ رجل في إنجلترا يرى سبب قول الكونت‪" .‬بفضل شجاعتك يا آنسة هالكومب ‪ ،‬انتهى اآلن هذا الوضع المهين"‪.‬‬
‫حاولت التحدث بشكل طبيعي ‪ ،‬لكنني لم أستطع‪ .‬غادر الكونت المكتبة ثم عاد بعد بضع دقائق ليقول إن السيدة جليد تتمتع& بحرية منزلها مرة أخرى‪ .‬على الفور‬
‫هرعت إلى الطابق العلوي إلى غرفة لورا‪ .‬كانت وحيدة بالداخل وكنت& في عجلة من أمري لدرجة أنني لم أغلق الباب خلفي بشكل صحيح‪.‬‬
‫ماريان! قالت شاكرة‪' .‬كيف وصلت إلى هنا؟‬
‫قلت‪" :‬لقد كان تأثير الكونت بالطبع"‪.‬‬
‫"هذا الرجل الرهيب!" بكت‪ - .‬إنه جاسوس بائس!‬
‫عندها فقط سمعنا طر ًقا على الباب‪ .‬كانت الكونتيسة ‪ ،‬أحضرت لي مندياًل كنت قد أسقطته‪ .‬كان وجهها أبيض ورأيت في عينيها أنها كانت تستمع عند الباب‪.‬‬
‫"أوه ‪ ،‬لورا ‪ "،‬قلت عندما ذهبت ‪" ،‬لم يكن عليك استدعاء الكونت جاسوسًا‪ .‬كالنا نأسف لذلك‪.‬‬
‫'لكنه جاسوس يا ماريان! كان هناك شخص يراقبني في البحيرة باألمس ‪ ،‬وكان هو‪ .‬أخبر السير بيرسيفال ‪ ،‬الذي راقب وانتظر طوال الصباح لي وآلن كاثري&&ك‪ .‬لكنه&&ا لم ت&أت ‪-‬‬
‫وجدت رسالة منها مخبأة في حفرة في الرمال‪ .‬قالت إن رجل عجوز سمين قد تبعها أمس‪.‬‬
‫جدا من الصباح ‪ ،‬وقالت إنها ستراني مرة أخرى قريبً&ا لتخ&برني بس&ر الس&ير‬ ‫لم يمسك بها لكنها كانت تخشى العودة بعد ظهر اليوم‪ .‬لقد أخفت هذه المذكرة في وقت مبكر ً‬
‫بيرسيفال‪.‬‬
‫"ماذا حدث للمالحظة؟" انا قلت‪' .‬هل حصلت عليه؟‬
‫'ال‪ .‬بينما كنت أقرأها ‪ ،‬ظهر السير بيرسيفال‪ .‬أخذها مني وطالب بسماع كل ما قالته آن كاثريك‪ .‬أمسك ذراعي بقوة! ‪ -‬انظر لترى كيف أصيب بكدمات‪ .‬ماذا يمكن&&ني أن أفع&ل ي&ا‬
‫ماريان؟ كنت عاجزا! قلت له كل شيء‪.‬‬
‫نظرت إلى الكدمات على ذراع لورا ‪ ،‬وشعرت بمثل هذه الكراهية الشديدة للسير بيرسيفال لدرجة أنني لم أجرؤ على الكالم‪.‬‬
‫تابعت لورا‪" :‬لكنه لم يصدقني"‪ .‬قال إنه يعرف أنها أخبرتني أكثر وأنه سيحبسني حتى أعترف بالحقيقة‪ .‬ثم أعادني إلى المنزل ‪ ،‬وأمر ف&اني بالمغ&ادرة ‪ ،‬وحبس&ني في غرف&&تي‪.‬‬
‫أوه ‪ ،‬ماريان ‪ ،‬لقد كان مثل المجنون! ماذا سنفعل؟‬
‫إنه مجنون ‪ -‬مجنون من الخوف‪ .‬قلت‪ :‬إنه يعتقد أنك تعرف سره‪ .‬يجب أن أتحرك اآلن لحمايتك ‪ -‬من يدري كم من الوقت سيس&&مح لي بالبق&&اء هن&&ا؟ فك&&رت بجدي&&ة لبض&&ع‬
‫دقائق‪ .‬سأكتب رسالتين وأعطيهما لفاني ألخذهما معها‪ . .‬ال أستطيع أن أثق في حقيبة البريد هنا بعد اآلن‪ .‬واحد للسيد ك&يرل يخ&بره عن ك&دماتك وس&لوك الس&ير بيرس&يفال‬
‫العنيف‪.‬‬
‫"ومن هو الحرف اآلخر؟" سألت لورا بقلق‪.‬‬
‫قلت‪" :‬للسيد فيرلي"‪ .‬عمك األناني الكسول‪ .‬سأجعله يدعوك لزيارة ليمريدج بدون زوجك‪.‬‬
‫تركتها ثم ذهبت إلى غرفتي لكتابة الرسائل‪ .‬كان فاني قد ذهب بالفعل وأقام ليلته في الفندق الصغير في القرية ‪ ،‬قبل أن يبدأ الرحلة الطويلة إلى كمبرالند في اليوم الت&&الي‪ .‬ق&&ررت أن&ه‬
‫كان لدي وقت قبل العشاء للذهاب إلى القرية والعودة ‪ ،‬لذلك خرجت بهدوء من المنزل وانطلقت‪.‬‬
‫متشككا في كل شيء ‪ -‬كل صوت صغير ‪ ،‬دائمًا) "ظل على الطريق ‪ ،‬كل‬ ‫ً‬ ‫من وقت آلخر كنت أنظر ورائي‪ .‬هل كنت متابعًا؟ أم أن خيالي كان يمارس الحيل علي؟ حتى اآلن كنت‬
‫نفس للريح‪ .‬في وقت سابق ‪ ،‬أثناء كتابة الرسائل ‪ ،‬اعتقدت أنني سمعت حفيف ثوب الحرير خارج باب منزلي‪ .‬حتى أنني كنت أتساءل عما إذا كان ش&&خص م&&ا في غرف&&تي ‪ ،‬يبحث‬
‫في األشياء الموجودة في مكتبي‪ .‬أسرعت في محاولة إخراج هذه األفكار من ذهني‪.‬‬
‫عندما وصلت إلى الفندق الصغير ‪ ،‬رأيت فاني في غرفتها‪ .‬كانت مستاءة للغاية من مغادرة لورا ‪ ،‬وبدأت في البكاء ‪ ،‬لكنها توقفت عندما أخبرته&&ا أن اللي&&دي جلي&&د وأن&&ا بحاج&ة‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫لمساعدتها‪.‬‬
‫قلت لهما حرفان‪" .‬انشر الرسالة الموجهة إلى السيد كيرل في لندن ً‬
‫غدا ‪ ،‬وقم بتسليم األخرى إلى السيد فيرلي بنفسك عندما تصل إلى المنزل في ليمريدج‪ .‬ابقهم في امان!'‬
‫وضعت فاني الحروف أسفل فستانها‪ .‬قالت‪" :‬سيبقون هناك ‪ ،‬يخطئون ‪ ،‬حتى أفعل ما تقوله لي"‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫محادثة في الليل‬
‫عدت إلى المنزل مع عشرين دقيقة فقط لالستعداد لتناول العشاء ‪ -‬والدخول إلى غرفة لورا لتقول إن الرسائل كانت في يدي فاني بأمان‪.‬‬
‫بدت لورا شاحبة‪ .‬قالت‪" :‬أنا ال آتي لتناول العشاء"‪ .‬جاء السير بيرسيفال إلى باب منزلي وهو يصرخ في وجهي ليخبره بمكان آن كاثريك‪.‬‬
‫قلت‪" :‬على األقل هذا يعني أنه لم يعثر عليها بعد"‪.‬‬
‫أيض&ا؟ ب&دا منزعجً& ا من بعض االنزع&اج أو القل&ق الس&ري ‪،‬‬ ‫ال‪ .‬تساءلت هل كان بالخ&ارج ً‬ ‫في العشاء ‪ ،‬بدا الكونت ساخناً وحمراء في وجهه ‪ ،‬وكانت مالبسه غير مرتبة قلي ً‬
‫وكان صام ًتا تقريبًا مثل السير بيرسيفال‪ .‬في نهاية الوجبة ‪ ،‬عندما غادرت أنا ومدام فوسكو الطاولة ‪ ،‬وقف الكونت أيضًا‪.‬‬
‫"إلى أين أنت ذاهب يا فوسكو؟" قال السير بيرسيفال‪ .‬اجلس وتناول كأسًا آخر من النبيذ‪ .‬اريد التحدث معك بهدوء‪.‬‬
‫"ليس اآلن ‪ ،‬بيرسيفال‪ .‬أجاب الح ًقا‪.‬‬
‫في وقت سابق من اليوم ‪ ،‬سمعت أن السير بيرسيفال يقدم نفس الطلب ‪ ،‬وكانت هذه هي المرة الثانية التي يؤجل فيها الكونت الحديث‪ .‬تساءلت لماذا؟ وما هو الش&&يء ال&&ذي أراد‬
‫السير بيرسيفال مناقشته بشكل عاجل؟‬
‫جدا ومتعمدة في حركاتها ‪ ،‬الشاي بسرعة كبيرة ثم انزلقت بهدوء خارج الغرفة‪ .‬ب&&دأت ً‬
‫أيض&ا بالمغ&&ادرة ‪ ،‬لكن الك&&ونت‬ ‫ذهبنا إلى غرفة المعيشة وشربت السيدة فوسكو ‪ ،‬بطيئة ً‬
‫ال عن طريق طلب المزيد من الشاي ‪ ،‬ثم عن طريق سؤال رأيي في بعض الموسيقى ‪ ،‬ثم من خالل تشغيل العديد من األغاني اإليطالي&&ة الص&&اخبة على البي&&انو‪ .‬في‬ ‫أوقفني ‪ ،‬أو ً‬
‫ًئ‬
‫النهاية هربت منه وذهبت إلى غرفة لورا‪ .‬سألتها هل رأت أو سمعت شي ا عن مدام فوسكو؟ ال ‪ ،‬لم تفعل‪ .‬تحدثنا معًا حتى الساعة العاشرة صباحًا ‪ ،‬ثم نزلت مرة أخرى ألق&&ول‬
‫ليلة سعيدة‪ .‬كان السير بيرسيفال والكونت وزوجته جالسين معًا في غرفة المعيشة‪ .‬لقد الحظت أن وجه مدام فوسكوكان اآلن حارً ا وحم&&راء‪ .‬أين ك&&انت وم&&اذا ك&&انت تفع&&ل؟‬
‫عندما نظرت إليها ‪ ،‬ابتسمت& قليالً ‪ ،‬كما لو كانت في نكتة خاصة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ليلة سعيدة للجميع ‪ ،‬وعندما غادرت الغرفة ‪ ،‬سمعت السير بيرسيفال يقول للكونت بفارغ الصبر ‪" ،‬تعال للخارج ودخن ‪ ،‬فوسكو"‪.‬‬
‫أجاب الكونت‪" :‬بكل سرور ‪ ،‬بيرسيفال ‪ ،‬عندما تذهب جميع السيدات إلى الفراش"‪.‬‬
‫في غرفتي ‪ ،‬لم أستطع منع نفسي من التفكير في هذه المناقشة الخاصة بين السير بيرسيفال والكونت ‪ ،‬والتي تم تأجيلها طوال الي&وم ‪ ،‬ويب&دو اآلن أنه&ا على وش&ك الح&دوث في‬
‫صمت ووحدة الليل‪ .‬بعد فترة ‪ ،‬انتقلت من غرفة نومي إلى غرفة جلوس ‪ ،‬وأغلقت الباب بين الغرف‪ .‬ك&ان الظالم ‪ ،‬حيث لم تكن هن&اك ش&موع مض&اءة ‪ ،‬ونظ&رت من الناف&ذة‬
‫المفتوحة لبعض الوقت ‪ ،‬أسفل سواد الحديقة‪ .‬كانت هناك رائحة مثل المطر في الهواء الكثيف الساكن‪.‬‬
‫فجأة رأيت نقطتين من الضوء األحمر تتقدمان في الظالم وتتوقفان أسفل نافذة غرفة نومي ‪ ،‬والتي كانت تحترق بداخلها شمعة‪ .‬كانت إحدى النق&اط الحم&راء ص&غيرة ‪ ،‬وك&انت‬
‫األخرى كبيرة‪ .‬الكونت يدخن سيجارة ‪ ،‬وأعتقد أن السير بيرسيفال يدخن السيجار‪ .‬لم يتمكنوا من رؤيتي في عتمة غرفة الجلوس الخاصة بي ‪ ،‬لذلك انتظرت لسماع ما قالوه‪.‬‬
‫"لماذا ال تأتي وتجلس؟" قال السير بيرسيفال‪.‬‬
‫أجاب الكونت‪" :‬انتظر حتى نرى الضوء ينطفئ‪ .‬عندما أعلم أنها في السرير ‪ ،‬وقمت بفحص الغرف على كل جانب من جوانب المكتبة ‪ ،‬ثم سنتحدث‪".‬‬
‫هذه السرية! قررت أنني يجب أن أستمع إلى هذه المحادثة ‪ ،‬على الرغم من جهود الكونت إلبقائها سرية‪ .‬أرعبتني الفكرة ‪ ،‬لكن سعادة لورا ‪ -‬ربما حتى حياتها ‪ -‬قد تعتم&&د على‬
‫ما سمعته‪ .‬كيف يمكنني فعل ذلك؟ أدركت أنه يمكنني الخروج إلى سقف الشرفة المسطحة الذي يمر عبر غرف النوم ‪ ،‬على بعد حوالي ثالثة أقدام تحت النوافذ‪ .‬كانت ض&&يقة ‪،‬‬
‫لكن كان هناك مجال للتحرك على طولها حتى كنت فوق نافذة المكتبة‪ .‬جلس الكونت والسير بيرسيفال عادة ب&القرب من الناف&ذة المفتوح&ة ي&دخنان ‪ ،‬وإذا فعل&وا ذل&ك ‪ ،‬فس&أكون‬
‫قادرًا على سماعهم من األعلى‪.‬‬
‫عدت إلى غرفة نومي ‪ ،‬وارتديت عباءة طويلة داكنة بغطاء ‪ ،‬وأطفأت الشمعة‪ .‬ثم بعد فترة ‪ ،‬عدت إلى غرفة جلوسي وتس&لقت من الناف&ذة إلى س&طح الش&رفة‪ .‬ب&دأ قل&بي ينبض‬
‫بسرعة كبيرة‪ .‬اضطررت إلى المرور بخمسة نوافذ ‪ -‬أربعة كانت مظلمة ‪ ،‬لكن النافذة الخامسة كانت غرفة الكونتيسة ‪ ،‬وك&&انت تط&&ل على المك&&ان المح&&دد ف&&وق المكتب&&ة حيث‬
‫كنت أخطط للجلوس‪ .‬وكان ال يزال هناك ضوء فيه‪ .‬تسللت على طول السطح ثم نزلت على يديّ وركبتيّ ألمر نافذة منزلها‪ .‬أثناء مررت ‪ ،‬نظرت إلى األعلى ‪ -‬ورأيت ظله&&ا‬
‫على الستائر الرفيعة في النافذة‪. . .‬‬
‫بعيدا ‪ ،‬لقد ذهبت‪ .‬أنتقل اآلن إلى موقعي على حافة السطح وأبدأ في االستماع‪ .‬هل هم هناك أم ذهبوا إلى‬ ‫توقف عن التنفس‪ .‬هل سمعتني؟ هل ستنظر؟ ال ‪ ،‬الظل يتحرك ً‬
‫مكان آخر من أجل حديثهم؟ آه ‪ ،‬يمكنني سماع صوت الكونت‪.‬‬
‫"ضوء اآلنسة هالكومب مطفأ ‪ ،‬والغرف المجاورة فارغة ‪ ،‬والنافذة الوحيدة التي بها ضوء هي زوجتي ‪ -‬لذا اآلن يمكنن&ا التح&دث‪ .‬نحن في أزم&ة خط&يرة في ش&ؤوننا ‪ ،‬بيرس&يفال ‪،‬‬
‫وعلينا أن نقرر المستقبل الليلة‪.‬‬
‫ال‪" :‬إنها أزمة أسوأ مما تعتقد"‪.‬‬ ‫صاح السير بيرسيفال قائ ً‬
‫'اسمع ‪ ،‬بيرسيفال‪ .‬هذا هو وضعنا‪ .‬كالنا أتينا إلى هذا المنزل في حاجة إلى المال والطريقة الوحيدة للحصول عليه كانت بمساعدة زوجتك‪ .‬اآلن ماذا قلت لك؟ أخبرت&&ك أال تفق&&د‬
‫أبدا ‪ ،‬وال سيما مع أختها اآلنسة هالكومب‪ .‬وهل تذكرت هذا؟ ليس مرة واحدة‪ .‬لقد فق&دت أعص&ابك المجنون&ة توقي&ع زوجت&ك ‪ ،‬وفق&دت الم&ال الج&اهز ‪ ،‬وجعلت‬ ‫أعصابك معها ً‬
‫اآلنسة هالكومب تكتب إلى المحامي ألول مرة ‪" -‬‬
‫اول مرة! هل كتبت مرة أخرى؟‬
‫"نعم ‪ ،‬لقد كتبت مرة أخرى اليوم‪".‬‬
‫ماذا! كيف يعرف ذلك؟ هل اتبعني إلى الفندق؟ ولكن حتى لو فعل ذلك ‪ ،‬فلن يتمكن من رؤية الرسائل ‪ -‬فقد ذهبوا مباشرة من يدي إلى فستان فاني‪ .‬فكيف يعرف؟‬
‫"أنت محظوظ ‪ "،‬يواصل الكونت "أن لديك أنا في المنزل للتراجع عن الضرر الذي تسببه‪ .‬من حسن حظي أنني قلت ال عن&دما كنت غاض&بًا بم&&ا يكفي لجع&&ل زوجت&&ك س&&جينة‬
‫وإبعادها عن اآلنسة هالكومب‪ .‬أال ترى أن اآلنسة هالكومب لديها شجاعة وتفهم الرجل؟ كم أنا معجب بتلك المرأة! لكنه&ا تق&ف مث&ل ص&خرة بينن&ا وبين تل&ك الزوج&ة الص&غيرة‬
‫الجميلة لك‪ .‬اآلن المال‪ .‬لقد حصلنا على قرض ‪ -‬قرض باهظ الثمن ‪ -‬بتوقيع وثيقة تتعهد بسداده في غضون ثالثة أشهر‪ .‬عندما يحين الوقت ‪ ،‬أال توجد طريق&&ة لس&&داد الم&&ال إال‬
‫بمساعدة زوجتك؟‬
‫ال& أحد&‪.‬‬
‫"ما هو المال الذي تحصل عليه بالفعل من زوجتك في الوقت الحاضر؟"‬
‫"فقط دخلها من عشرين ألف جنيه"‪.‬‬
‫هل تتوقع المزيد من زوجتك؟‬
‫"ال شيء على اإلطالق ‪ -‬إال في حالة وفاتها"‪.‬‬
‫"آها! في حالة وفاتها‪.‬‬
‫وقفة‪ .‬لقد بدأت تمطر ‪ ،‬وأنا بالفعل أشعر بالرطوبة والبرد‪.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫سيدي بيرسيفال مرة أخرى‪ .‬إذا لم تترك أطفااًل ‪ ،‬سأحصل على عشرينألف جنيه‪'.‬‬
‫بيرسيفال! هل تهتم بزوجتك؟‬
‫فوسكو! هذا سؤال مباشر للغاية‬
‫لنفترض أن زوجتك ماتت قبل نهاية الصيف ‪-‬‬
‫انسى األمر يا فوسكو!‬
‫"ستكسب عشرين ألف جنيه"‪.‬‬
‫تحدث عن نفسك وكذلك عني ‪ ،‬فوسكو‪ .‬ستكسب أيضًا ‪ -‬سيكون موت زوجتي عشرة آالف جنيه في جيب زوجتك‪.‬‬
‫"بيرسيفال ‪ ،‬هذا هو الموقف‪ .‬إذا كانت زوجتك تعيش ‪ ،‬فأنت تدفع هذا الدين بتوقيعها على المستند‪ .‬إذا ماتت زوجتك ‪ ،‬فأنت تدفع الدين بموتها‪.‬‬
‫انطفأ الضوء في غرفة مدام فوسكو ‪ ،‬وغطس سقف الشرفة األرضية في الظالم‪ .‬يستمر المطر‪ .‬أستمع بكل عصب في جسدي ‪ ،‬أحفظ كلمة بعد كلمة‪.‬‬
‫"بيرسيفال ‪ ،‬يجب أن تترك هذا األمر بين يدي اآلن‪ .‬أمامي أكثر من شهرين إليجاد الحل ‪ ،‬لذا دعونا ال نتحدث عن ذلك بعد اآلن‪ .‬اس&محوا لي أن أس&اعدك في الص&عوبة األخ&رى ‪-‬‬
‫الصعوبة التي يبدو أنها تحمل اسم آن كاثريك‪.‬‬
‫"انظر ‪ ،‬فوسكو ‪ ،‬قد نكون أصدقاء ‪ ،‬لكن ال يزال لدينا أسرارنا‪ .‬هذا ال يعنيك‪ .‬من فضلك ال تسألني عن ذلك‪.‬‬
‫'صديقي ‪ ،‬يمكنني أن أحترم سرً ا‪ .‬لذلك لن أطلب منك أن تخبرني‪ .‬ولكن هل يمكنني مساعدتك جميعًا بنفس الطريقة؟‬
‫إذا لم أجد آن كاثريك ‪ ،‬فأنا رجل ضائع‪ .‬تعرف هي ووالدتها هذا ‪ -‬هذا السر‪ .‬يمكن أن تدمرني ‪ ،‬فوسكو‪ .‬لقد تحدثت آن كاثريك إلى زوج&ة راي وأن&ا متأك&د من أنه&ا أخبرته&ا‪.‬‬
‫"لكن بصفتها زوجتك ‪ ،‬فمن مصلحتها بالتأكيد أن تبقي األمر سر ًا؟"إذا كانت تحبني فسيكون ذلك صحيحً ا‪ .‬لكنها في حالة حب م&&ع ش&&خص قابلت&&ه قب&&ل أن ن&&تزوج& ‪ ،‬وه&&و‬
‫مدرس رسم يُدعى والتر ه&&ارترايت‪ .‬ومن س&&اعد آن كاثري&&ك على اله&&روب من اللج&&وء؟ ه&&ارترايت‪ .‬من رآه&&ا م&&رة أخ&&رى في كمبرالن&&د؟ ه&&ارترايت‪ .‬يع&&رف الس&&ر‬
‫وزوجتي تعرف السر‪ .‬إذا اجتمعوا& ‪ ،‬فسيستخدمونها& ضدي‪' .‬نعم ‪ ،‬نعم ‪ ،‬فهمت‪ .‬أين السيد هارترايت؟ 'خارج البلد‪ .‬أبحر إلى أمريكا‪ .‬ال تقلق إذن‪ .‬سوف أتعام&&ل مع&&ه‬
‫إذا عاد‪ .‬تعتمد عليه‪ .‬لكن أوالً يجب أن نجد آن كاثريك‪ .‬ماذا عن والدتها؟ هل يمكن الوثوق بها؟‬
‫"من مصلحتها أال تخبر أحداً بالسر"‪' .‬جي&د‪ .‬اآلن ‪ ،‬كي&ف س&أتعرف على آن كاثري&ك؟ 'بس&هولة‪ .‬إنه&ا تش&به زوج&تي‬
‫الشاحب والمريض‪ .‬ضوضاء عند دفع الكرسي للخلف‪ .‬قفز الكونت على قدميه وهو يمشي‪ .‬يبدو مندهشا‪.‬‬
‫'ماذا!!! هل هي وزوجتك مرتبطان ببعضهما البعض؟ 'م ُْط َلقاً‪'.‬‬
‫ومع ذلك على حد سواء؟ حس ًنا ‪ ،‬سأعرفها عندما أراها‪" .‬ما الشيطان ال&ذي تض&حك علي&ه ‪ ،‬فوس&كو؟" مج&رد فك&رة ي&ا‬
‫صديقي العزيز مجرد فكرة‪ .‬لكن يكفي الليل&ة‪ .‬س&وف ت&دفع ال&دين وتج&د آن كاثري&ك‪ .‬أع&دك‪ .‬يمكن&&ك أن ت&ريح عقل&ك ‪،‬‬
‫بيرسيفال‪.‬‬
‫لم يتم نطق كلمة أخرى‪ .‬أسمع باب المكتبة يغلق‪ .‬أنا مبلل بالجلد ‪ ،‬قاسي وأوجع من البرد‪ .‬في البداية ال أستطيع‬
‫التحرك ‪ ،‬ولكن ببطء شديد ‪ ،‬أعود إلى نافذتي وأتسلق الداخل‪ .‬وعندما أسقط على األرض ‪ ،‬سمعت الساعة تضرب‬
‫الساعة الواحدة والربع‪ .‬الوقت يمضي‪ .‬بطريقة ما تمكنت من النهوض وارتداء المالبس الجافة‪ .‬أنا أحترق وأنا أرتجف‬
‫من البرد‪ .‬أعلم أنني يجب أن أكتب ما سمعته ‪ ،‬لذلك أجد ورقة وقلم وأكتب دون توقف‪ .‬الحمى ترتفع في داخلي ‪،‬‬
‫تحترق ‪ ،‬تحترق ‪ ،‬أفتح النافذة للهواء البارد ‪ &. &.‬ا&ل&س&ا&ع&ة& ا&ل&ث&ا&م&ن&ة&‪ &.‬ض&و&ء& ا&ل&ش&م&س& ا&ل&س&ا&ط&ع& ا&ل&ذ&ي& ي&د&ق& ف&ي& ع&ي&ن&ي&‪ &.‬ي&ت&أ&ل&م&‬
‫ر&أ&س&ي& ‪ &،‬و&ع&ظ&ا&م&ي& ت&ؤ&ل&م&ن&ي& ‪ &،‬و&ج&ل&د&ي& ي&ح&ت&ر&ق& ‪ &،‬و&م&ع& ذ&ل&ك& ال& أ&س&ت&ط&ي&ع& ا&ل&ت&و&ق&ف& ع&ن& ا&ال&ر&ت&ج&ا&ف&‪ &.‬ا&س&ت&ل&ق&ي&ت& ل&ل&ن&و&م& ‪&،‬‬
‫و&ا&ن&ت&ه&ت& ك&ت&ا&ب&ا&ت&ي& ‪ &،‬و&ف&ي& ح&م&ى& أ&ر&ى& ا&ل&ك&و&ن&ت& ف&و&س&ك&و& ي&د&خ&ل& غ&ر&ف&ت&ي& و&ي&ق&ر&أ& ا&ل&ص&ف&ح&ا&ت& ا&ل&ت&ي& ك&ت&ب&ت&ه&ا&‪ &.‬ه&و& ي&ض &ح&ك&‪&.‬‬
‫أ&ن&ا& ع&ا&ج&ز& ‪ &-‬غ&ي&ر& ق&ا&د&ر& ع&ل&ى& ا&ل&ح&ر&ك&ة& و&ا&ل&ت&ح&د&ث& و&ا&ل&ت&ن&ف&س&‪ &. &. &.‬و&أ&غ&ر&ق& ف&ي& ل&ي&ل&ة& ا&ل&م&ر&ض& ا&ل&ط&و&ي&ل&ة& ا&ل&س&و&د&ا&ء& ‪&.&.&.‬‬

‫‪8‬‬
‫حمى‬
‫بينما& كنت فاق ًد ا للوعي في مرضي ‪ ،‬لم أكن أعرف شيًئ ا& ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬عن األحداث التي تحدث من حولي‪ .‬بعد ذلك‬
‫بوقت طويل فقط علمت ما حدث من أشخاص آخرين‪.‬‬
‫ع&ن&د&م&ا& ع&د&ت& في& ال&ن&ه&ا&ي&ة& إل&ى& ‪ ، Limmeridge‬أخ&ب&ر&ت&ن&ي& ف&ا&ن&ي& عن& ال&ر&س&ا&ئ&ل& و&ا&ل&ل&ي&ل&ة& ا&ل&ت&ي& غ&ا&د&ر&ت& ف&ي&ه&ا& ب&ال&ك&و&و&ت&ر&‪ &.‬ل&ق&د& ت&ر&ك&ت&ن&ي& ف&ي& ح&و&ال&ي& ا&لس&&اع&ة& ال&س&ا&ب&ع&ة& ‪&،‬‬
‫آ&ن&س&ة& ‪ &،‬و&ف&ي& ال&س&ا&عة& ا&ل&ت&ا&س&ع&ة& ص&با& ً&ح&ا& ك&ا&ن& لد&ي& زا&ئ&ر& آ&خ&ر& ‪ &-‬ال&ك&و&ن&ت&ي&س&ة&!& ن&ع&م& ‪ ،‬ل&ق&د& ف &و&ج&ئ&ت& ج & ً&د&ا‪ &.‬ل&ك&ن&ه &ا& ك &ا&ن&ت& ل&ط&ي&ف &ة& ج &د&ا‪ &.‬ر&أ&ت& أ&ن &ن&ي& ك&ن&ت& م&س &ت&ا&ء&ة& م&ن& ال&م&غ &ا&د&ر&ة&‬
‫و&أ&ص&ر&ت& عل&ى& ت&ن&ا&و&ل& ب&ع&ض& ا&ل&ش&ا&ي& م&ع&ي&‪ &.‬لذ&ل&ك& ش&ر&ب&ت& ال&ش&ا&ي& ‪ &،‬و&ب&ع&د& خ&م&س& د&ق&ا&ئ&ق& أ&غ&م&ي& ع&ل&ي& ‪ &-‬أل&و&ل& م&ر&ة& في& ح&ي&ا&ت&ي&!& ع&ن&د&م&ا& ا&س&ت&ي&ق&ظ&ت& ‪ &،‬ك &ا&ن& ذ&ل&ك& ب&ع &د& ح&&وا&ل&ي&‬
‫ن&ص&ف& س&اع&ة&‪ &.‬ك&ا&ن&ت& س&ي&د&ة& م&ن& ا&ل&ف&ن&د&ق& ت&ع&ت&ن&ي& ب&ي& ح&ي&ث& ك&ا&ن& ع&لى& ا&ل&ك&و&ن&ت&ي&س&ة& ال&ع&و&د&ة& إل&ى& ا&ل&م&ن&ز&ل&‪ &.‬را&ج&ع&ت& ال&ر&س&ا&ئ&ل& في& ث&و&ب&ي& ‪ &،‬ي&ا& آ&ن&سة& ‪ &،‬و&ك&ال&ه&م&ا& ك&ا&ن&ا& ه&ن&ا&ك& ‪ &،‬ب&أ&م&ا&ن&‬
‫ت&ا&م&‪&.‬‬
‫و&ك&م&ا& أ&خ&ب&ر&ت&ن&ي& ‪ &،‬أ&ر&سل&ت& ال&ر&س&ال&ة& في& ل&ن&دن& إ&لى& ا&ل&س&ي&د& ك&ي&ر&ل& ‪ &،‬و&ب&م&ج&ر&د& و&ص&و&لي& إ&لى& ل&ي&م&ر&ي&د&ج& ‪ &،‬ق&م&ت& ب&ت&س&ل&ي&م& ا&لر&س&ا&ل&ة& ا&أل&خ&ر&ى& ش&خ&ص& ًي&ا& إل&ى& ال&س&ي&د& ف &ي&ر&لي&‪ &.‬أ&خ&ب&ر&ت&ه&‬
‫ك&ل& ش&ي&ء& ع&ن ط&ر&د&ه& م&ن& ق&بل& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& و&ك&ل& شي&ء& ‪ &،‬و&م&ا& ح&د&ث& ف&ي& ال&ف&ن&د&ق& ‪ &،‬ل&ك&ن& ‪ &،‬ح&س& ًن&ا& ‪ &،‬لم& ي&ك&ن& ي&ب&د&و& م&ه&ت& ًم&ا& ج& ً&د&ا& ي&ا& آ&ن&س&ة&‪&.‬‬
‫هذه المعلومة األخيرة لم تفاجئني& على األقل‪ .‬هل كان عم لورا مهت ًما& بأي شخص غير نفسه؟ عندما ذهبت& للتحدث& معه ‪ ،‬كان مليًئ ا& باألعذار‪.‬‬
‫'أعصابي ‪ ،‬عزيزتي& ماريان ‪ ،‬تذكر& أعصابي! نعم& ‪ ،‬بالطبع& سأخبرك& عن الرسائل ‪ ،‬لكن من فضلك ال& تتحمس& وتتجول& في قرع& األبواب!& حاول أن تظل هادًئ ا‪.‬‬
‫أ&ف&ت&ر&ض& أن& ر&س&ال&ت&ي& ع&ن ل&و&ر&ا& أ&ز&ع&ج&ت&ك& ‪&" &،‬ق&ل&ت&‪&.‬‬
‫ب&ا&ل&ط&ب&ع& ف&ع&ل&ت& ي&ا& ع&ز&ي&ز&ت&ي& م&ا&ر&ي&ا&ن&!& م&ا&ذ&ا& ك&ا&ن& ع&ل&ي& أ&ن& أ&ف&ع&ل&؟& ل&ق&د& أ&خ&ب&ر&ت&ن&ي& أ&ن& ل&و&ر&ا& ب&ح&ا&ج&ة& ل&ل&ه&ر&و&ب& م&ن& ز&و&ج&ه&ا& و&ا&ل&م&ج&ي&ء& إ&ل&ى& ل&ي&م&ر&ي &د&ج&‪ &.‬ل&ك&ن& ا&ف&ت&ر&ض& أ&ن& ا&ل&س &ي&ر&‬
‫ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& ج&ا&ء& م&ن& ب&ع&د&ه&ا&؟& ف&ك&ر& ف&ي& ا&ل&ض&ج&ي&ج& ‪ &،‬ا&ل&ح&ج&ج& ‪ &،‬ق&ر&ع& ا&أل&ب&و&ا&ب&!& ل&ه&ذ&ا& ا&ل&س&ب&ب& ك&ت&ب&ت& إ&ل&ي&ك&م& ‪ &،‬أل&ط&ل&ب& م&ن&ك& ا&ل&م&ج&ي&ء& إ&ل&ى& ه&ن&ا& ب&ن&ف&س&ك& أ&و&الً& ‪ &،‬ل&ل&ت&ح&د&ث& م&ع&ي&‬
‫ح&و&ل& ا&أل&م&ر&‪&.‬‬
‫ل&م& أ&ر& ه&ذ&ه& ا&ل&ر&س&ا&ل&ة& أ&ب& ً&د&ا& ‪ &،‬ب&ا&ل&ط&ب&ع& ‪ &،‬ع&ن&د&م&ا& و&ص&ل&ت& إ&ل&ى& ب&ال&ك&و&و&ت&ر& ع&ن&د&م&ا& ك&ن&ت& ف&ا&ق& ً&د&ا& ل&ل&و&ع&ي& ب&س&ب&ب& ا&ل&ح&م&ى&‪&.‬‬
‫و&ك&ت&ب& ل&ك& ا&ل&س&ي&د& ك&ي&ر&ل& أ&ي& ً‬
‫ض& ا& ‪ &،‬أ&ل&ي&س& ك&ذ&ل&ك&؟& ا&ن&ا& ق&ل&ت&‪&.‬‬
‫نعم‪ &.‬لقد كتب& ليقول إنه استلم مظرو ًفا& موج ًها& إليه بخط& يدك ‪ ،‬لكنه لم يكن& يحت&&وي& إال على قطع&&ة ورق& بس&&يطة& دون أن ينبس& ببنت& ش&&فة‪ .‬لق&&د كتب& إليكم عن ذل&&ك‬
‫ولم يتلق أي رد‪ .‬لماذا توقع مني& أن أشرح هذا اللغز& ‪ ،‬لم يكن& لدي أي فكرة‪ .‬وهذا ما قلته له ‪/‬‬
‫اعتقدت بمرارة من المفيد جدا‪ .‬لكن ال فائدة من قول أي شيء‪" .‬وهل تفاجأت بأنك& لم تسمع مني مرة أخرى؟"‬
‫ف&ي& ا&ل&و&ا&ق&ع& ‪ &،‬ك&ن&ت& ‪ &،‬ح&ت&ى& ج&ا&ء& ز&و&ج& أ&خ&ت&ي& ا&أل&ج&ن&ب&ي& ‪ &،‬ذ&ل&ك& ا&ل&ك&و&ن&ت& ف&و&س&ك&و& ا&ال&س&ت&ث&ن&ا&ئ&ي& ل&ر&ؤ&ي&ت&ي&‪ &.‬ي&ا& ل&ه& م&ن& ر&ج&ل& ض&خ&م&!& "& ق&ا&ل& ا&ل&س &ي&د& ف &ي&ر&ل&ي& و&ع&ي&ن &ا&ه& ت&غ&ل&ق &ا&ن& ف&ي&‬
‫ض& ا& ‪ &،‬ع&ز&ي&ز&ت&ي& م&ا&ر&ي&ا&ن& ‪ &،‬و&ل&ه&ذ&ا& ا&ل&س &ب&ب& ل&م& ت &ر&د& ع&ل&ى& ر&س &ا&ل&ت&ي&‪ &.‬ل&ق &د&‬ ‫ا&ل&ذ&ا&ك&ر&ة&‪&" &.‬ل&ك&ن& م&ن& ا&ل&م&د&ه&ش& أ&ن& ا&ل&ه&د&و&ء& ع&ل&ى& ق&د&م&ي&ه&‪ &.‬ع&ل&ى& أ&ي& ح&ا&ل& ‪ &،‬أ&و&ض&ح& ك&ي&ف& ك&ن&ت& م&ر&ي& ً&‬
‫ص&د&م&ت& ل&ل&غ&ا&ي&ة& و&آ&س&ف& ل&س&م&ا&ع& م&ر&ض&ك&‪ &.‬ل&ك&ن& ا&ل&ك&و&ن&ت& ت&ح&د&ث& ك&ث&ي& ً&ر& ا& ‪ &-‬ا&ع&ت&ق&د&ت& أ&ن&ه& ل&ن& ي&غ&ا&د&ر& أ&ب& ً&د&ا&!&‬
‫لقد أقنعك بالكتابة إلى لورا ‪' ،‬قلت ‪ ،‬محاواًل إبقاء صوتي هادًئ ا وهادًئ ا‪.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫ن&عم& ‪ ،‬ل&قد حث&ني& ‪ -‬في الوا&قع& ‪ ،‬أ&مر&ني& ع&مل& ًي&ا ‪ &-‬على دعو&ة لو&را إل&ى ه&نا& ف&ي ال&حال‪ &.‬قا&ل إ&نه&ا& كا&نت& م&ت&&وت&رة& وم&س&&تا&ءة& للغ&اي&ة& بح&يث& ال& تف&ي&&دك& في& غرف&&ة ال&مر&ض&&ى ‪&،‬‬
‫و&كا&ن الوض&ع مع& ال&سي&ر& بي&رس&يف&ال& ي&زدا&د خ&طو&رة& كل& ي&وم&‪ .‬لم& ت&كن& ه&نا&ك& مش&كل&ة& في الرح&لة ‪ &،‬أل&نه& وز&وج&ت&&ه اس&&تأ&جر&ا للت &و& م &ن&زالً& في& ل&ن&&دن&‪ .‬ح &ت&ى& تت&م&كن& ل&&ورا& م&ن‬
‫ال&سف&ر إلى لندن& ‪ &،‬وال&مب&ي&ت& مع&هم& ‪ ،‬وال&سف&ر& إلى كم&بر&ال&ن&د& في الي&وم& ال&تال&ي‪.‬‬
‫ق&ل&ت& ل&ه&‪ &`&` &:‬ل&ق&د& ك&ت&ب&ت& ا&ل&ر&س&ا&ل&ة& و&أ&ع&ط&ي&ت&ه& إ&ي&ا&ه&‪&.‬‬
‫&يض&ا& ج&د&ا‪ &.‬و&كي&ف& ع&&رف&ت& الح&&دث& الص&&ادم& ال&&ذي& ك&ا&ن على و&ش&ك&‬ ‫ً‬ ‫أ&ين األ&ذى& ف&يه؟ على أي ح&ال ‪ ،‬لم& أفك&ر& أب& ًدا& لل&حظة& أن ل&ورا& س&تت&رك&ك& بم&فر&دك& عن&دم&ا تك&&ون& مر ً‬
‫ال&حدو&ث؟& ال& أحد& ي&ست&طي&ع& أن ي&قو&ل& أ&نن&ي& الم&سؤ&ول&‪&.&" . &.‬‬

‫***‬

‫أ&ع&ر&ف& ا&آل&ن& ب&ا&ل&ض&ب&ط& م&ن& ي&ق&ع& ا&ل&ل&و&م& ‪ &،‬ل&ك&ن& ا&أل&م&ر& ا&س&ت&غ&ر&ق& و&ق& ًت&ا& ط&و&ي&الً&لتجميع جميع أجزاء المعلومات المختلفة معً ا‪ .‬عندما بدأت أدرك ما يحيط بي مرة أخرى أثن&&اء‬
‫شفائي ‪ ،‬لم أكن أعرف شيًئ ا ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬عن الرسائل‪ .‬كنت أعرف فقط أنني لم أكن في غرفة نومي المعتادة وأن هناك س&&يدة أجنبي&&ة تعت&&ني بي‪ .‬لم يكن ل&&دي أي فك&&رة‬
‫عن هويتها& ولن تجيب على أي من أسئلتي‪ .‬لذلك شعرت بارتياح& شديد بعد أيام قليلة عندما ظهر الوجه المألوف للسيدة ميكلسون‪.‬‬
‫قلت‪" :‬أوه ‪ ،‬السيدة ميشيلسون"& ‪ ،‬أنا مسرور ج ًد ا لرؤيتك‪ &.‬من فضلك قل لي ما كان يحدث‪&.‬‬
‫ل&قد أصب&ت& بح&مى& الت&يف&وس& ي&ا& آ&نسة& ها&لك&وم&ب‪ &.‬لق&د ك&نت& م&ري&ضا& ج&دا‪ .‬لك&نك& تز&داد& قو&ة& اآل&ن ‪ ،‬ي&سع&دن&ي& أن أق&ول‪&.‬‬
‫ت&ي&ف&و&س&!& ال& ع&ج&ب& أ&ن&ن&ي& أ&ش&ع&ر& ب&ض&ع&ف& ش&د&ي&د&‪ &.‬و&ا&خ&ت&ي&‪ &.‬س&ي&د&ة& ج&ل&ي&د& ‪ &-‬أ&ت&م&ن&ى& أ&ال& ت&ص&ا&ب& ب&ا&ل&ع&د&و&ى&؟&‬
‫"&ال& ‪ &،‬ال& ‪ &،‬ل&م& ت&ف&ع&ل&"&‪&.‬‬
‫لم& تك&ن& ال&سي&دة& م&يك&لس&ون& تن&ظر& إلي& في وج&هي& ‪ &،‬و&بد&أت& أ&شع&ر با&لق&لق‪ &.‬هل& ك&ان&ت& ت&خش&ى& أن تخ&بر&ني& بش&يء&؟&‬
‫'هل أختي مريضة؟ من فضلك ‪ ،‬السيدة ميشيلسون ‪ ،‬يجب أن أعرف!‬
‫‪ -‬ال ‪ ،‬إنها ليست مريضة‪ .‬لكن ‪ . . .‬لكنها ليست هنا‪ .‬ذهبت أمس إلى لندن ‪ ،‬وتذهب إلى ليمريدج اليوم‪.‬‬
‫حدقت بها لورا ذهبت؟ لم أستطع أن أصدق ذلك‪ .‬ماذا كان يعني هذا؟ هل حدث شيء فظيع؟ تذكرت المحادثة التي س&&معتها أثن&&اء اللي&&ل على س&&طح الش&&رفة ‪ ،‬وامتأل قل&&بي‬
‫بالخوف‪.‬‬
‫"والسير بيرسيفال‪. . .‬؟ ' لم أستطع إنهاء سؤالي‪.‬‬
‫"السير بيرسيفال غادر المنزل الليلة الماضية ‪ ،‬للذهاب إلى الخارج ‪ /‬قالت‪ .‬ذهب الكونت والكونتيسة إلى لن&دن ‪ ،‬وتم ط&رد جمي&ع الخ&دم ‪ ،‬باس&تثناء ط&ا ٍه وبس&تاني‪ .‬أنت وأن&ا‬
‫األشخاص الوحيدون الذين يعيشون في المنزل ‪ ،‬آنسة هالكومب‪.‬‬
‫كانت صدمة هذا الخبر كبيرة لدرجة أنني شعرت باإلغماء‪ .‬سارعت السيدة ميشيلسون إلحضار كوب من الماء لي‪.‬‬
‫قالت‪" :‬أوه ‪ ،‬آنسة هالكومب ‪ ،‬أنا آسف"‪' .‬حاولي ان ال تقلقي‪ .‬يجب أن ترتاح اآلن ‪ ،‬وتحاول أن تنام قلي ً‬
‫ال‪.‬‬
‫في وقت الحق ‪ ،‬عندما شعرت بالقوة ‪ ،‬تحدثنا مرة أخرى‪ .‬أخبرني بكل ما يمكنك& تذكره& ‪ ،‬من&&ذ الي&&وم ال&&ذي مرض&ت في&ه توس&لت إلى الس&&يدة ميشيلس&ون‪" .‬يجب& أن‬
‫أعرف ما حدث"‪.‬‬
‫"حس ًنا ‪ ،‬اآلنسة هالكومب في صباح ذلك اليوم األول وجدتك خادمًا ‪ ،‬مستلقية على سريرك في الحمى ‪ ،‬ممس&كة بقلم في ي&دك بإحك&&ام‪ .‬تم اس&&تدعاء الط&&بيب على الف&ور ‪ ،‬وه&و‬
‫جدا من رؤيتك ً‬
‫فاقدا لل&وعي لدرج&ة أنه&ا لم‬ ‫السيد داوسون ‪ ،‬الذي قال إنك مريض للغاية‪ .‬عملت أنا والكونتيسة كممرضاتك ‪ -‬أرادت الليدي جليد المساعدة ‪ ،‬لكنها كانت مستاءة ً‬
‫تستطع التوقف عن البكاء‪.‬‬
‫'&س&ي&د&كان بيرسيفال& والكونت قلقين عليك أيضً ا ‪ ،‬على الرغم من أنهما بدوا قلقين بشأن شيء آخر أيضً ا‪ .‬في الواقع ‪ ،‬قضى الكونت ثالثة أيام بالقرب من البح&&يرة ‪ ،‬في‬
‫منزل القارب القديم ‪ ،‬وأتذكر أنه جاء مرة واحدة عندما كنت أعبر القاعة‪ .‬جاء السير بيرسيفال مسرعا خارج المكتبة ‪ ،‬قائال ‪" ،‬هل وجدتها؟" لم أسمع الج&&واب وليس‬
‫لدي أي فكرة عمن يتحدثون‪.‬‬
‫جدا عمن يتحدثون ‪ ،‬ولكن كان من الواضح أن السيدة ميشيلسون لم تقل شيًئا ‪ ،‬لذلك لم أقل شيًئا‪.‬‬ ‫كانت لدي فكرة جيدة ً‬
‫واستطردت السيدة ميشيلسون ‪" ،‬الحمى ازدادت سوءا"‪" .‬قال الكونت إننا بحاجة إلى ممرضة لمس&اعدتنا ‪ ،‬ل&ذلك اس&تقلت الس&يدة فوس&كو القط&ار إلى لن&دن وع&ادت م&ع الس&يدة‬
‫روبيل‪".‬‬
‫"هل تلك السيدة األجنبية التي كانت تعتني بي قبل ظهورك ‪ ،‬السيدة ميكلسون؟" انا سألت‪.‬‬
‫'نعم هذا صحيح‪ .‬لم تقل الكثير ‪ ،‬لكنها كانت ممرضة قديرة‪ .‬لم يكن لدي أي شكاوى حول عملها‪ .‬كان الس&يد داوس&ون ‪ ،‬الط&&بيب ‪ ،‬متش&&ك ًكا فيه&&ا ألن&ه أوص&ى بهابواس&&طة‬
‫الكونت ‪ ،‬ولم يعجبه الكونت في ‪.ail‬‬
‫'لماذا كان ذلك؟' انا سألت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كان لدى الكونت الكثير من المعرفة الطبية ‪ ،‬كما ترى ‪ ،‬وكان دائمًا يقترح على السيد داوسون طرقا لتقليل الحمى‪ .‬اتصل السيد داوس&ون إذا ك&ان الت&دخل غاض&بًا ج&دا‪ .‬لكن في‬
‫الحقيقة يا آنسة الكونت أدرك أنك مصابة بحمى التيفوس قبل أن يفعل السيد داوسون‪ .‬هو ‪ -‬الكونت ‪ ،‬أي ‪ -‬ذهب إلى لندن لمدة أسبوع ‪ ،‬وعن&دما ع&اد ‪ ،‬ألقى نظ&رة واح&دةعليك‬
‫وقال "تيفوس"‪ .‬أرسل السيد داوسون إلى لندن لطبيب آخر جاء وقال نفس الشيء‪ .‬ثم مررنا بعشرة أيام مقلقة للغاية ‪ ،‬عندما كانت حياتك في خطر ‪ ،‬ولكن أخيرً ا ق&&ال‬
‫الطبيب إنك مررت بأسوأ ما في األمر وستتعافى من خالل رعاية تمريضية جيدة‪ .‬تغلبت هذه األخبار السعيدة على الليدي كاليد لدرجة أنه&&ا مرض&&ت واض&&طرت إلى‬
‫النوم‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لقد كانت صحة أختي دائمًا حساسة‪.‬‬
‫"نعم ‪ ،‬إنها ليست قوية‪ .‬على أي حال ‪ ،‬آنسة هالكومب ‪ ،‬في هذه المرحلة بدأت األشياء المزعجة بالحدوث‪ .‬أو ًال ‪ ،‬جادل الكونت والسيد داوسون م&رة أخ&رى بش&دة لدرج&ة أن الس&يد‬
‫داوسون غادر ‪ ،‬قائلين إنه رفض تقديم خدماته بعد اآلن‪ .‬بعد ذلك ‪ ،‬أخبرني السير بيرسيفال أنه سيغلق المنزل‪ .‬قال إن&ه بمج&رد أن تتمكن أنت واللي&دي جلي&د من الس&فر ‪ ،‬س&تغادران‬
‫لتغيير الجو‪ .‬قال لي أن أطرد جميع الخدم ‪ ،‬باستثناء البنت ‪ ،‬والبستاني‪ .‬يتصور! مثل هذا تماما! أقول لك يا آنسة هالكومب ‪ ،‬لو لم أشعر باألسف الشديد من أجلك أنت والسيدة جليد ‪،‬‬
‫لكنت استقلت على الفور!‬
‫جدا ح ًقا"‪ .‬قال السير بيرسيفال إنك أنت والسيدة جليد ستستفيدان من اإلقامة في بلدة توركواي الساحلية‪ .‬أخ&&برني أن‬ ‫قالت السيدة ميكلسون وهي تهز رأسها‪" :‬آخر شيء كان غريبًا ً‬
‫أذهب إلى هناك للبحث عن منزل مناسب لإليجار ‪ ،‬وبرد لي مقدار الم&ال ال&ذي يمكن&ني دفع&ه‪ .‬حس& ًنا ‪ ،‬كنت أعلم أن ه&ذا لم يكن كافيً&ا ‪ ،‬وأتم&نى اآلن أن&ني لم أذهب ‪ ،‬لكن&ه ك&ان‬
‫صاحب العمل ‪ ،‬لذلك اعتقدت أنني يجب أن أطيع أوامره‪ .‬عدت أمس ‪ ،‬بعد يومين ‪ ،‬وأخبرت السير بيرسيفال أنه من المستحيل العثور على منزل بمثل هذا اإليجار المنخفض‪ .‬لم‬
‫يُظهر السير بيرسيفال أي اهتمام بأخباري على اإلطالق‪ .‬لقد قال للتو أن الكونت والكونتيسة غادرا بالكووتر بارك من أجل منزلهما الجديد في لندن ‪/‬‬
‫نظرت السيدة ميشيلسون إلي بقلق‪ .‬قالت‪" :‬أعتقد أنك ستجد الجزء التالي من القصة مزعجًا للغاية"‪" .‬المسكينة السيدة جاليد خدعت بقسوة من قبل زوجها‪".‬‬
‫تمتمت‪ :‬ـ أنت ال تفاجئني‪" .‬من فضلك استمر‪".‬‬
‫جدا ‪ ،‬إال أنه&ا ك&انت تش&عر بالتحس&ن وأرادت النه&وض‬ ‫"بعد رؤية السير بيرسيفال ‪ ،‬صعدت إلى الطابق العلوي لرؤيتك أنت والسيدة جليد‪ .‬على الرغم من أن أختك ال تزال ضعيفة ً‬
‫والذهاب لزيارتك في غرفتك‪ .‬ساعدتها على ارتداء المالبس وعندما نزلنا في الممر التقينا بالسير بيرسيفال‪.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫يقول السير بيرسيفال‪" :‬إذا كنت ستقابل أختك ‪ ،‬فلن تجدها"‪ .‬غادرت المنزل أمس مع فوسكو وزوجته‪ .‬قررت الذهاب معهم إلى لندن ‪ ،‬في طريقها إلى ليمري&&دج‪ .‬ذهبت الس&&يدة‬
‫روبيل أيضًا لتعتني بها في الرحلة‪ .‬يمكنك أن تبحث في غرفتها إذا كنت ال تصدقني "‪.‬‬
‫لقد صُدمت ودهشت من هذا ‪ ،‬وأصبح وجه الليدي جليد أبيض مثل المالءة‪ .‬ركضت تقريبًا عبر الممر وفتحت باب غرفتك‪ .‬كان فارغا‪.‬‬
‫ال‪ .‬ولم&اذا س&تذهب إلى‬ ‫أب&دا دون أن تق&ول وداعً& ا لي أو ً‬ ‫جدا لدرجة أنها ال تستطيع السفر‪ .‬حتى ل&و ذهبت ‪ ،‬فلن تغ&ادر ً‬ ‫ثم صرخت إلى السير بيرسيفال‪" .‬ماريان كانت مريضة ً‬
‫ليمريدج بمفردها ‪ ،‬وتتركني هنا في بالكووتر بارك؟"‬
‫ال"‪" .‬هل نسيت الرسالة التي كتبها لها في بداية مرضها؟"‬ ‫يقول السير بيرسيفال‪" :‬ألن عمك لن يستقبلك حتى يرى أختك أو ً‬
‫'طوال هذه المقابلة ‪ ،‬اآلنسة هالكومب ‪ ،‬اعتقدت أن الس&&ير بيرس&&يفال ب&&دا غري ًب&&ا ج& ً&دا ‪ -‬مت&&وترً ا وعص&&بيًا ‪ ،‬ولم يكن على طبيعت&&ه المعت&&ادة على اإلطالق‪ .‬واآلن اس&&تدار‬
‫بعيدا‪ .‬كانت الليدي جاليد ترتجف من الخوف ‪ ،‬ونظرت إلي بالرعب في عينيها‪" .‬حدث ش&&يء م&&ا ألخ&&تي‪ .‬يجب أن أتبعه&&ا ‪ -‬يجب أن أرى أنه&&ا على قي&&د الحي&&اة‬ ‫وذهب ً‬
‫وبصحة جيدة بأم عيني‪ .‬من فضلك ‪ ،‬السيدة ميشيلسون ‪ ،‬انزل معي إلى السير بيرسيفال‪ .‬ابق معي ‪ ،‬من فضلك!" أمسكت بذراعي بقوة لدرجة أنني اضطررت لل&&ذهاب‬
‫معها‪.‬‬
‫"كان السير بيرسيفال في غرفة الطعام يشرب‪ .‬شرب ما ال يقل عن أربعة أكواب من النبيذ أثناء وجودنا هناك ‪ ،‬اآلنسة هالكومب‪ .‬اعتقدت أن اللي&&دي جلي&&د ك&&انت ش&&جاعة‬
‫للغاية‪ .‬قالت ‪ "،‬إذا كانت أختي في صحة جيدة بما يكفي للسفر ‪ ،‬ثم أنا كذلك‪ .‬واسمحوا لي أن أتبعها على الفور في الترام بعد الظهر "‪.‬‬
‫فظا وخش ًنا معها‪ .‬قال "يمكنك الذهاب غدا"‪" .‬سأكتب إلى فوسكو‪ .‬يمكنه مقابلتك في المحطة وستبقى في منزله طوال الليل‪".‬‬ ‫كان السير بيرسيفال ً‬
‫بدأت يد السيدة كاليد ترتجف بعنف على ذراعي‪ .‬قالت "أفضل عدم البقاء في منزل الكونت"‪.‬‬
‫ثم غضب السير بيرسيفال بشدة‪" .‬ولم ال؟" هو صرخ‪" .‬ما الخطأ في النوم في منزل عمتك؟ أختك نامت هناك الليلة الماضية لتقطع رحلتها ‪ ،‬وأنت كذلك‪ .‬هذا ما يريدك عمك ‪،‬‬
‫السيد فيرلي ‪ ،‬أن تفعله أيضًا‪ .‬هنا ‪ -‬هناك رسالة منه‪ .‬لقد نسيت إرسالها إليكم "‪.‬‬
‫كانت السيدة المسكينة جاليد ترتجف بشدة لدرجة أنها أعطتني الرسالة ألقرأها لها‪ .‬كانت قصيرة جدا‪ .‬أتذكرها ‪ ،‬كلمة بكلمة‪ :‬عزيزتي ل&ورا ‪ ،‬تع&ال م&تى ش&ئت‪ .‬اكس&ر الرحل&ة‬
‫بالنوم في منزل عمتك‪ .‬آسف لسماع مرض ماريان‪ .‬عمك العزيز فريدريك فيرلي‪.‬‬
‫ل&م& ت&ح&ا&و&ل& ا&ل&س&ي&د&ة& ج&ال&ي&د& ا&ل&م&ج&ا&د&ل&ة& ب&ع&د& ا&آل&ن& ‪ &،‬و&ذ&ه&ب&ن&ا& إ&ل&ى& ا&ل&ط&ا&ب&ق& ا&ل&ع&ل&و&ي&‪ &.‬ل&ق&د& ب &د&ت& خ&ط&ة& م&ع&ق&و&ل &ة& ب&ا&ل&ن&س &ب&ة& ل&ي& ‪ &،‬ا&آل&ن&س &ة& ه &ا&ل&ك&و&م&ب& ‪ &،‬و&ل&م& أ&س &ت&ط&ع& أ&ن& أ&ف&ه&م& ل&م &ا&ذ&ا&‬
‫ك&ا&ن&ت& ا&ل&ل&ي&د&ي& ج&ل&ي&د& خ&ا&ئ&ف&ة& ج& ً&د&ا& م&ن& ك&و&ن&ت& ف&و&س&ك&و&‪ &.‬س&ا&ر&ت& ف&ي& غ&ر&ف&ت&ه&ا& ص&ع&و& ً&د&ا& و&ه&ب&و& ًط& ا& ‪ &،‬ت&ه&م&س& ‪&" &،‬م&ا&ر&ي &ا&ن& ا&ل&م&س &ك&ي&ن&ة& ‪ &-‬ف&ي& ق &و&ة& ه &ذ&ا& ا&ل&ر&ج &ل& ا&ل &ر&ه&ي&ب&!& ي&ج&ب& أ&ن&‬
‫أ&ج&د&ه&ا& ‪ &،‬ح&ت&ى& ل&و& ك&ا&ن& ع&ل&ي& أ&ن& أ&ت&ب&ع&ه&ا& إ&ل&ى& م&ن&ز&ل& ا&ل&ك&و&ن&ت& ف&و&س&ك&و&‪&"&.‬‬
‫ف&ي& ال&ي&و&م& ا&ل&ت&ال&ي& ‪ &،‬س&اع&د&ت& ‪ J‬ا&لس&ي&د&ة& جل&ي&د& ف&ي& ا&ال&س&ت&ع&د&ا&د& و&ذ&ه&ب&ت& م&ع&ه&ا& إل&ى& ال&م&ح&ط&ة&‪ &.‬أخ&ب&ر&ت&ن&ي& "&إ&ذ&ا& ك&ا&ن&ت& م&ا&ر&ي&ا&ن& ق &د& غ &ا&د&ر&ت& ب&ا&ل&ف&ع &ل& إل&ى& ل&ي&م&ر&ي &د&ج& ‪ &،‬ف&لن& أ&ب&ق&ى& في&‬
‫م&ن&ز&ل& ا&ل&ك&و&ن&ت&"&‪&" &.‬أ&ذ&ه&ب& و&أ&ب&ق&ى& م&ع& ال&س&ي&د&ة& ف&ي&س&ي& ‪ &،‬م&ر&ب&ي&ة& ا&ل&ع&ج&و&ز&‪ &"&.‬ع&ن&د&م&ا& ا&ن&ط&ل&ق& ال&ق&ط&ا&ر& ب&ع&ي& ً&د&ا& ‪ &،‬ر&أ&ي&ت& و&ج&ه&ه&ا& ال&ش&ا&ح&ب& ا&ل&خ&ا&ئ&ف& عل&ى& ا&ل&ن&ا&ف&ذ&ة&‪ &.‬ش&ع&ر&ت& ب&ا&ل&ح&زن&‬
‫ا&ل&شد&ي&د& ع&ل&ي&ه&ا&‪&.‬‬
‫"ثم عدت إلى هنا‪ .‬تخيل دهشتي ‪ ،‬اآلنسة هالكومب ‪ ،‬عندما رأيت السيدة روبيل تمشي في الحديقة!" قلت "ما قوس تفعل هنا؟" ‪" ،‬ذهبت إلى لندن مع فوسكو واآلنس&&ة‬
‫بعيدا عن الطريق في تورك&&واي ‪ ،‬نقل&&وك إلى غرف&&ة في ج&&زء غ&&ير مس&&تخدم من الم&&نزل وأبق&&وك‬ ‫هالكومب!"& ثم خرج كل شيء‪ .‬كنت ال تزال في المنزل‪ .‬بينما كنت ً‬
‫جدا عندما قاموا بتحريك&ك‪ &.‬ربم&ا ق&اموا بتخ&ديرك ‪ -‬ال أع&رف‪ .‬ثم ظه&ر الس&ير بيرس&يفال وق&دم لي ه&ذا التفس&ير‪ .‬ك&ان ك&ل ذل&ك‬ ‫مختبًئ ا‪ &.‬البد أنك كنت في نوم عميق ً‬
‫لمصلحة زوجته ‪ ،‬قال‪ .‬لقد احتاجت إلى تغيير الهواء ‪ ،‬ولن تذهب إلى ‪ Limmeridge‬إذا كانت تعلم أنك ما زلت في المنزل ‪ ،‬فق&&د تح&&دث بطريق&&ة عنيف&&ة وغاض&&بة‬
‫لدرجة أنني لم أجرؤ على التعبير عن رأيي‪.‬‬
‫'&ه&ك&ذ&ا& ت&ر&ى&‪ &.‬ا&آل&ن&س&ة& ه&ا&ل&ك&و&م&ب& ه&ك&ذ&ا& ك&ا&ن&ت& ال&س&ي&د&ة& ج&ل&ي&د& ف&ق&ي&ر&ة&تم خداعه‪ .‬كانت شريرة وقاسية‪ .‬كنت سأستقيل من منصبي على الف&&ور ‪ ،‬لكن الس&&ير بيرس&&يفال أخ&&برني‬
‫أن السيدة روبيل ستغادر ولن يكون هناك من يعتني& بك إذا غادرت أنا أيضً ا‪ .‬لذلك ‪ ،‬بطبيعة الحال ‪ ،‬بقيت‪ .‬غادر الس&&ير بيرس&&يفال الليل&ة الماض&&ية كم&&ا أخبرت&&ك‪ .‬ق&&ال‬
‫أبدا‪ .‬آمل وأدعو ي&&ا آنس&&ة ه&&الكومب أال أرى ذل&&ك‬ ‫بعيدا مثل مجرم هارب ‪ ،‬قائالً إن منزله سجن ولن يعود إليه ً‬ ‫البستاني إنه بدا نصف مجنون‪ .‬طلب عربته ‪ ،‬وانطلق ً‬
‫الرجل مرة أخرى‪.‬‬
‫مسكينة لورا ‪ -‬كيف يجب أن تكون قد عانت! لم يكن هناك شيء يمكنني القيام به‪ .‬لم أستطع مالحقته&ا ألن&ني كنت أض&عف من أن أق&ف‪ .‬كنت آم&ل بش&دة أن تك&ون ق&د علمت بالخ&داع‬
‫وستكتب قريبًا لتخبرني أنها بخير‪.‬‬

‫***‬

‫جاءت رسالة بعد أيام قليلة ‪ ،‬لكنها لم تكن لي ‪ ،‬ولم تكن من لورا‪ .‬كان للسيدة ميكلسون من مدام فوسكو‪.‬‬
‫دخلت السيدة ميشيلسون غرفتي والرسالة في يدها‪ .‬كان السيد داوسون ‪ ،‬الذي وافق على أن يكون طبي&بي م&رة أخ&رى اآلن بع&د أن ذهب الك&ونت ‪ ،‬وراءه&ا‪ .‬ألقيت نظ&رة واح&دة على‬
‫وجهيهما ‪ ،‬وجلست في الفراش خائفة‪.‬‬
‫'ما هذا؟' لقد لهثت‪ - .‬لديك بعض األخبار المروعة بالنسبة لي‪ .‬أستطيع أن أراه في وجوهكم‪.‬‬
‫جلست السيدة ميشيلسون على حافة السرير وأخذت يدي‪ .‬أختك العزيزة المسكينة ‪ ،‬ليدي جليد‪ . . .‬بدأت‪.‬‬
‫بدأت الغرفة ُتظلم من حولي ‪ ،‬كما لو أن الليل كان ينهار ‪ ،‬وبدا أن الكلمات تأتي من مسافة بعيدة‪.‬‬
‫أصيبت بمرض خطير عندما وصلت إلى منزل خالتها في لندن ‪ ،‬وتوفيت في اليوم التالي ‪ ،‬فجأة‪ .‬س ُتدفن في ليمريدج ‪ ،‬في قبر والدتها‪.‬‬

‫***‬

‫رعتني السيدة ميكلسون الطيبة خالل مرضي الثاني ‪ ،‬بمساعدة السيد داوسون‪ .‬لم أتمكن من السفر ألكثر من ثالثة أسابيع ‪ ،‬لكنني في النهاية وجدت القوة لمغادرة ذل&&ك الم&نزل المك&&روه‬
‫والعودة إلى ليمريدج‪ .‬سافرت أنا والسيدة ميشيلسون معًا إلى لندن ‪ ،‬حيث ذهبت لرؤية السيد كيرل‪ .‬كشفت له الشكوك الفظيعة في ذهني حول مالبسات وف&اة أخ&تي‪ .‬ك&ان أك&ثر اهتمامً&ا‬
‫ووعد بإجراء استفسارات من أجلي‪.‬‬
‫ذهبت إلى ‪ Limmeridge House‬وبعد بضعة أيام كتب لي السيد كيرل هناك‪ .‬قال إنه أخذ أقوال عدة ش&هود ‪ ،‬وك&ان مقتنع&ا بأن&ه ال يوج&د ش&يء مريب ح&&دث‪ .‬أرس&&ل نس&&خا من‬
‫البيانات لمعلوماتي‪ .‬كان هذا هو واحد من قبل طباخ الكونت‪ .‬السيدة هيستر بينهورن‪:‬‬
‫لقد عملت مؤخرًا كطاهية لدى الكونت والكونتيسة فوسكو في ‪ 5‬فورست رود ‪ ،‬سانت جون وود‪ .‬ذات يوم عزيزي في نهاية شهر يوليو ‪ ،‬وصلت ابن&&ة أخت الكونتيس&&ة ‪ ،‬اللي&&دي جلي&د ‪،‬‬
‫إلى المنزل‪ .‬مرضت على الفور‪ .‬رأيتها مستلقية على األريكة ‪ ،‬ووجهها أبيض بالكامل‪ .‬هربت من البحث عن طبيب وعدت مع السيد جودريك‪ .‬فحصها وقال إنها مصابة بمرض خط&ير‬
‫في القلب‪ .‬خالل الليل ساءت‪ .‬ثم ‪ ،‬في حوالي الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي ‪ ،‬فقدت الوعي‪ .‬دخل الطبيب وبعد وضع يده على قلبها أعلن موتها‪ .‬ق&ال إن&ه نظ&رًا ألن الك&ونت ك&ان‬
‫أجنبيًا ‪ ،‬فسيذهب هو نفسه لتسجيل الوفاة في مكتب المقاطعة‪ .‬تأثر الكونت والكونتيسة بشدة بوفاة السيدة‪ .‬كان زوج السيدة بالخارج فقاموا بترتيب الجنازة بأنفسهم ‪،‬‬
‫جدا من مرضي الطويل ‪ ،‬وكاد اليأس يسيطر علي في هذه المرحلة‪ .‬لم يكن لدي أي صديق ألجأ إليه ‪ ،‬وليس لدي أي فكرة عما سأفعله بع&د ذل&ك‪ .‬كنت أذهب‬ ‫كنت ال أزال ضعي ًفا ً‬
‫كل يوم إلى باحة الكنيسة ‪ ،‬ألضع الزهور على القبر وأقرأ مرة أخرى تلك الكلمات الحزينة والحزينة‪.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫في ذكرى لورا المحبة ‪ ،‬ليدي جليد‬
‫زوجة السير بيروفال جليد ‪ ،‬من بالكووتر بارك‪ .‬هامبشاير‬
‫من مواليد ‪ 27‬مارس‪I829‬‬
‫توفي في ‪ 25‬يوليو ‪I850‬‬

‫الجزء الثالث‬
‫القصة التي رواها والتر هارترايت‬
‫‪9‬‬
‫شاهد القبر‬
‫في ‪ 13‬أكتوبر ‪ I850‬تركت الغابات البرية في أمريكا الوسطى وعدت إلى إنجلترا‪ .‬كنت قد نجت من الموت بسبب المرض ‪ ،‬والموت بسبب الحرب ‪ ،‬والموت ب&&الغرق ‪ ،‬وآم&ل‬
‫أن تكون هذه التجارب قد قوتني لمواجهة مستقبلي ‪ -‬مستقبل بدون لورا فيرلي‪ .‬ما زلت أتذكرها باسم لورا فيرلي ‪ ،‬ولم أستطع التفكير فيها باسم زوجها‪.‬‬
‫كان أول شيء فعلته هو زيارة والدتي وأختي في كوخهما في هامبستيد‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬سرعان ما تحولت فرحة لقائن&ا إلى ح&زن‪ .‬ليس ل&دي أي أس&رار عن وال&دتي ‪ ،‬وعن&دما رأيت‬
‫الشفقة المحبة في عينيها ‪ ،‬كنت أخشى األسوأ‪.‬‬
‫جاهدا أال أترك حزني يفسد سعادة عودتي ألمي وأختي ‪ ،‬لكن في اليوم الثالث علمت أنه كان عليّ أن أرحل وحدي لفترة من الوقت‪.‬‬ ‫ً‬ ‫سرعان ما قيل الخبر‪ .‬حاولت‬
‫توسلت إلى والدتي ‪" ،‬دعني أصعد إلى ليمريدج"‪" .‬يمكنني أن أتحمل األمر بشكل أفضل عندما أرى قبرها"‪.‬‬
‫كان ظهيرة خريفية دافئة عندما وصلت إلى المحطة وسرت في الطريق المألوف ‪ ،‬ورأيت من بعيد الجدران البيض&اء العالي&ة لم&نزل ليم&يردج ‪ ،‬في فن&اء الكنيس&ة وج&دت الق&بر ‪-‬‬
‫وركعت بجانب القبر وأغمض عيني‪.‬‬
‫أه يا حبيبتي! حبيبي! عزيزي حبيبي!‬
‫مرت الساعات ‪ ،‬وألقى ضوء شمس المساء بظالل طويلة على أماكن نوم الموتى‪ .‬فقد "جيه" كل إحساسه بالوقت وهو راكعًا هناك‪ .‬ثم ‪ ،‬في الص&&مت ‪ ،‬س&&معت ص&&وت وق&&ع‬
‫أقدام على العشب‪.‬‬
‫بحثت‪.‬‬
‫ال ‪ ،‬يخفيان وجهيهما‪ .‬كانوا ينظرون نحو القبر ‪ ،‬يتطلعون نحوي‪.‬‬ ‫من ورائي ‪ ،‬وقفت معًا بجانب جدار باحة الكنيسة ‪ ،‬كانت هناك امرأتان ‪ ،‬حجابهما منسد ً‬
‫اثنين‪.‬‬
‫اقتربوا وتوقفوا‪ .‬رفعت إحداهن حجابها ‪ ،‬ورأيت في ضوء المساء وجه ماريان هالكومب‪ .‬وجه متغير‪ .‬رقيق وشاحب ‪ ،‬مليء باأللم والخوف‪.‬‬
‫جاءت المرأة ذات الوجه المحجوب نحوي ببطء‪ .‬غرقت ماريان هالكومب على ركبتيها وهي تتمتم‪ :‬اللهم أعنه! أرج&&وك س&&اعده‬
‫يا هللا!‬
‫جاءت المرأة المحجبة ببطء وصمت‪ .‬منذ تلك اللحظة نظرت إليه&&ا ‪ ،‬وليس أي ش&&خص آخ&ر‪ .‬ك&انت تمتلك&&ني ‪ ،‬جس&د ًا وروح&اً‪.‬‬
‫توقفت بجانب شاهد القبر ‪ ،‬ووقفنا وجهاً لوجه مع القبر بيننا‪.‬‬
‫"اللهم أعنه ‪ ،‬أعنه!"‬
‫رفعت المرأة حجابها‪.‬‬
‫في ذكرى لورا المحبة ‪ ،‬ليدي كاليد‪. . .‬‬
‫كانت لورا ‪ ،‬ليدي جليد ‪ ،‬واقفة بجانب شاهد القبر ‪ ،‬تنظر إلي من فوق قبرها‪.‬‬

‫***‬

‫تغيرت الحياة فجأة‪ .‬مستقبل جديد أمامي ‪ ،‬مثل المنظر المضاء بنور الشمس من قم&ة جب&ل‪ .‬أت&رك قص&تي في الظ&ل اله&ادئ لكنيس&ة‬
‫ليمريدج ‪ ،‬وأبدأ مرة أخرى ‪ ،‬بعد أسبوع ‪ ،‬في ضوضاء واندفاع أحد شوارع لندن‪.‬‬
‫لقد استأجرت غر ًف ا باسم مختلف‪ .‬يُقال إن ماريان ولورا ‪ ،‬باستخدام نفس االسم ‪ ،‬هما أخواتي‪ .‬أكسب خبزنا بعمل رسومات لمجالت رخيصة‪ .‬نحن ال نوظف أي خ&&ادم‪.‬‬
‫أختي الكبرى ماريان تقوم باألعمال المنزلية معها بأيدينا‪ .‬من المعروف أن ماريان وأنا أصدقاء للمجنونة آن كاثريك& (العنوان غير معروف) ‪ ،‬التي ت&&دعي زوراً هوي&&ة‬
‫الليدي جليد‪ .‬بالنسبة لبقية العالم ‪ ،‬ماتت السيدة لورا ‪ ،‬السيدة جليد‪ .‬ماتت لعمها الذي رفض التعرف عليها ؛ ماتت للمحامين الذين نقلوا ثروتها& إلى زوجها وخالتها‪.‬‬
‫لكن بالنسبة لي وماريان فهي على قيد الحياة! مفلسة ومتغيرة& لألسف ‪ -‬جمالها تالشى ‪ ،‬وعقلها مرتبك ‪ -‬لكنها حية ‪ ،‬مع معلمها الفقير للرسم لخوض معاركها&‬
‫والعودة إلى عالم الكائنات& الحية‪ .‬هي أخيرً ا لي ‪ -‬أنا ألدعم الحماية والدفاع‪ .‬وأنا أحب‪.‬‬

‫أنا ‪0‬‬
‫الينقذ‬
‫في& أ&ول ف&رصة أ&تي&حت& ل&نا& ‪ ،‬أ&خب&رت&ني& ما&ري&ان& ب&كل& ما& حد&ث& له&ا ول&ورا&‪ .‬ك&ان& الج&زء& ا&أل&صع&ب& ب&ال&نس&بة& ل&ها& بع&د& ع&ودت&ها& إلى& من&زل& ل&يم&ري&دج&‪&.‬‬
‫قالت‪" :‬لقد& كنت& في حالة من اليأس يا والتر"‪ &.‬وقال إن تحقيق& الس&&يد ك&&يرل& انتهى ‪ ،‬ولم يُظه&ر& ش&&يًئ ا‪ .‬لم يكن& الس&&يد& ف&&يرلي يس&&اعد على اإلطالق& ‪ &-‬س&&معت& أن&&ه لم‬
‫يغادر& غرفته حتى& للذهاب& إلى الجنازة! لكنه أظهر& لي رسالة تلقاها& من الكونت& فوسكو ‪ ،‬والتي& تحتوي& على أخبار آن كاثريك‪ .‬قال الكونت& إنه تم العث&&ور& على آن‬
‫كاثريك& وأعيدت إلى المصح الذي هربت& منه‪ .‬ولكن ألنها& ك&&رهت الس&&ير بيرس&&يفال& وأرادت إث&&ارة المش&&اكل ل&&ه ‪ ،‬ك&&انت& ت&&دعي اآلن أنه&ا& لم تكن آن كاثري&ك& على‬
‫اإلطالق& ‪ ،‬بل السيدة& كاليد‪ .‬حذر الكونت& السيد فيرلي من أنها& إذا هربت& مرة أخرى ‪ ،‬فقد تحاول مضايقة أفراد عائلة الليدي كاليد‪&.‬‬
‫ل&م& أ&ك&ن& ج&ي& ً&د&ا& ب&م&ا& ي&ك&ف&ي& ل&ف&ع&ل& أ&ي& ش&ي&ء& ل&م&د&ة& ش&ه&ر& ت&ق&ر&ي& ًب&ا& ب&ع&د& ع&و&د&ت&ي& إ&ل&ى& ل&ي&م&ر&ي&د&ج& ‪ &،‬ل&ك&ن& ع&ن&د&م&ا& ش&ع&ر&ت& ب&ا&ل&ق&و&ة& ‪ &،‬ق&ر&ر&ت& إ&ج &ر&ا&ء& ب&ع&ض& ا&ل&ت&ح&ق&ي&ق &ا&ت& ب&ن&ف&س &ي&‪ &.‬أ&و&الً& ‪&،‬‬
‫خ&ط&ط&ت& ل&ز&ي&ا&ر&ة& ا&ل&ل&ج&و&ء& ف&ي& ل&ن&د&ن& و&ا&ل&ت&ح&د&ث& إ&ل&ى& ا&ل&م&س&ك&ي&ن&ة& آ&ن& ك&ا&ث&ر&ي&ك& ‪ &،‬ل&م&ع&ر&ف&ة& س&ب&ب& ا&د&ع&ا&ئ&ه&ا& أ&ن&ه&ا& ل&و&ر&ا&‪ &.‬ع &ر&ف&ت& ا&ل&ع&ن &و&ا&ن& أل&ن &ك& أ&ع&ط&ي&ت &ه& ل&ي& ‪ &،‬ك &ل& ت&ل &ك& ا&أل&ش &ه&ر&‬
‫ا&ل&م&ا&ض&ي&ة&‪&.‬‬
‫"حس ًنا ‪ ،‬والتر ‪ ،‬يمكنك تخمين ما سيحدث ‪ ،‬أنا متأكد‪ .‬أخبرني مدير اللجوء ‪ ،‬الذي بدا شخصًا أمينا ‪ ،‬أن آن كاثريك قد أعيدت في ‪ 27‬يوليو‪ .‬لق&د حيرت&ه بعض التغي&يرات‬
‫ً‬
‫الشخصية الغريبة فيها ‪ ،‬لكنه افترض أنها ناجمة عن مرضها العقلي‪ .‬ثم اتصل بممرضة ليأخذني إلى آن كاثريك ‪ ،‬التي كانت تمشي في الحدائق‪.‬‬
‫تخيل الصدمة ‪ ،‬والتر ‪ -‬رؤية أختي الميتة تسير نحوي في تلك الحديقة! لقد اصطدمنا بأذرع بعضنا البعض ‪ ،‬غير قادرين على قول كلمة واحدة‪ .‬كيف حدق فينا الممرضة!‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫أبدا في باحة الكنيسة في ليمريدج ‪ ...‬لكن أخبرني ‪ ،‬ولكن هل أخرجت لورا من المصحة؟‬ ‫قلت‪ :‬أعتقد أنني أعرف كيف شعرت‪ .‬لن أنسى ً‬
‫"الرشوة ‪ ،‬والتر‪ .‬لم أكن أرغب في المخاطرة بمعركة قانونية وكل التأخير الذي قد ينطوي عليه ‪ ،‬لذلك أقنعت الممرضة ب&أن خط&أ فادحً& ا ق&د ارتكب وأنه&ا س&تفعل ش&يًئا ً‬
‫جي&دا في‬
‫مساعدة آن كاثريك على الهروب‪ .‬وعرضت عليها ‪ 400‬جنيه إسترليني‪ .‬سارت الخطة بسالسة ‪ ،‬وبحلول وقت مبكر من بعد ظه&ر الي&وم الت&الي كنت أن&ا ول&ورا في القط&ار إلى‬
‫كمبرالند‪.‬‬
‫"ولورا؟" انا سألت‪" .‬ماذا حدث بالفعل في اليوم الذي غادرت فيه بالكووتر بارك وذهبت إلى لندن؟"‬
‫تنهدت ماريان‪" .‬أوه ‪ ،‬والتر ‪ ،‬ليس واضحً ا على اإلطالق‪ .‬عقل لورا المسكين مرتبك للغاية اآلن لدرجة أن ذاكرتها لألحداث ال يمكن االعتماد عليها على اإلطالق‪ .‬ال يمكنها‬
‫حتى أن تتذكر تاريخ مغادرتها بالكووتر‪ .‬كل ما استطاعت أن تخبرني به هو هذا‪ .‬التقى به&ا الك&ونت في المحط&ة ‪ ،‬وق&ال إن&ني م&ا زلت في لن&دن وأن&ه سيص&طحبها لي في‬
‫الحال‪ .‬ال تتذكر أين ذهبت الكابينة ‪ ،‬لكن من الواض&ح أنه&ا لم تكن في منزل&ه في س&انت ج&ون وود‪ .‬تم اص&طحابها إلى م&نزل في ش&ارع ض&يق ‪ ،‬حيث ج&اء الن&اس وذهب&وا‬
‫ويسألونها أسئلة لم تفهمها‪ .‬في هذه المرحلة أخبرها الكونت أنني اآلن مريض للغاية ؛ كانت خائفة للغاية من هذه األخبار لدرجة أنه&&ا أغمي عليه&ا تقريبً&ا‪ .‬ثم أعطاه&ا أح&دهم‬
‫كوبًا من الماء ‪ ،‬الذي قالت إنه طعمه غريب ‪ -‬وبعد ذلك فقدت الوعي‪.‬‬
‫ُ‬
‫غمغمت‪" :‬مسكينة ‪ ،‬مسكينة ‪ ،‬لورا"‪.‬‬
‫تابعت ماريان قائلة‪" :‬لقد استيقظت ‪ "،‬في المصحة ‪ ،‬غ&ير ق&ادرة على المغ&ادرة ‪ ،‬وغ&ير ق&ادرة على االتص&ال بالع&الم الخ&ارجي‪ .‬تم اس&تدعاؤها من قب&ل اس&م آن كاثري&ك‬
‫ووجدت أنها كانت ترتدي مالبس عليها اسم آن كاثريك‪ .‬قيل لها أن ليدي جليد ماتت ودُفنت ‪ ،‬وأنها كانت آن كاثريك وآن كاثريك وآن كاثريك‪ . . .‬يومًا بعد يوم ‪ ،‬من ‪27‬‬
‫يوليو إلى الخامس من أكتوبر ‪ ،‬شعرت بأنها مجنون‪ .‬ليس من المستغرب أن عقلها مرتبك للغاية اآلن‪.‬‬
‫"وماذا حدث في ليمريدج؟" انا سألت‪.‬‬
‫بعيدا‪ .‬قالت ‪ 4‬ال تتحمل التفكير في األمر‪ .‬كان أسوأ جزء هو اصطحاب لورا إلى غرفة السيد فيرلي‪ .‬نظر مباشرة إلى وج&&ه ل&&ورا وق&&ال ‪" ،‬ابن&&ة أخي‬ ‫أدارت ماريان وجهها ً‬
‫مدفونة في باحة كنيسة ليميردج‪ .‬ال أعرف هذه المرأة‪ .‬أخرجها من منزلي قب&ل أن أطلب الق&انون لحم&ايتي‪ ".‬ح&تى الخ&دم ك&انوا متش&ككين في هويته&ا ‪ ،‬ألنه&ا تغ&يرت كث&يرً ا‬
‫بحثا عنا في أي لحظ&&ة ‪ ،‬ل&&ذلك‬ ‫ومرتبكة بسبب تجاربها‪ .‬ربما كان سيتم إقناع الناس إذا بقينا لفترة أطول ‪ ،‬لكنني لم أجرؤ على المخاطرة بذلك‪ .‬قد يأتي األشخاص من اللجوء ً‬
‫ً‬
‫قررت العودة إلى لندن في الحال واالختباء‪ .‬ثم ‪ ،‬بينما كنا نمر بساحة الكنيسة ‪ ،‬أصرت لورا على إلقاء نظرة أخيرة على قبر والدتها‪ .‬و ‪ . . .‬حسنا ‪ ،‬لقد غيرت تل&&ك اللحظ&&ة‬
‫حياتنا الثالثة‪.‬‬
‫قلت‪' :‬أعتقد أن هللا كان يقود خطى لورا‪.‬‬
‫جيدا ذلك اليوم ‪ -‬تلك اللحظة التي وضعت فيها لورا رأسها المسكين ببراءة وثقة على كتفي ‪ ،‬وقالت ‪' ،‬لقد حاولوا أن يجعلوني أنسى كل شيء ‪ ،‬والتر ‪ ،‬ولكن‬ ‫كم أتذكر ً‬
‫أتذكر ماريان وأتذكرك‪'' .‬‬

‫***‬

‫كانت المؤامرة ضد لورا واضحة اآلن‪ .‬تم اصطحاب آن كاثريك إلى منزل كونت فوسكو في دور السيدة جليد ‪ ،‬وحلت السيدة جليد مكان المرأة الميتة في المصح‪ .‬ك&ان من الواض&ح‬
‫أيضًا أن نحن الثالثة ال نتوقع أي رحمة من الكونت فوسكو والسير بيرسيفال ‪ ،‬الذي حصل على ‪ 30‬ألف جنيه إسترليني من المؤامرة‪ .‬س&&يفعلون ك&&ل م&&ا في وس&&عهم لمن&ع‬
‫اكتشاف جريمتهم& ‪ ،‬وسوف يبحثون عن ضحيتهم لفصلها عن أصدقائها الوحيدين ‪ -‬ماريان وأنا‪ .‬لهذا السبب اخترت منطقة فقيرة ومزدحمة من لن&&دن للعيش فيه&&ا‪ .‬من‬
‫األسهل االختباء في مكان يأتي الناس إليه ويذهبون إليه دائمًا‪.‬‬
‫س&ر&ع&ا&ن& م&ا& ا&ت&خ&ذ&ت& ح&ي&ا&ت&ن&ا& ن&م& ًط& ا& م&ن&ت&ظ& ًم& ا& ‪ &-‬ا&ل&ع&م&ل& ‪ &،‬و&م&ر&ا&ق&ب&ة& أ&ع&د&ا&ئ&ن&ا& ‪ &،‬و&ا&ل&ع&ن&ا&ي&ة& ب&ل&و&ر&ا& ‪ &،‬ا&ل&ت&ي& أ&ح&ا&ط&ن&ا& ب&ه&ا& ب&ح&ب& ل&ط&ي&ف& و&ق&ا&ئ&ي& ‪ &،‬م&م&ا& س&ا&ع&د&ه&ا& ب&ب&ط&ء& و&ل&ك&ن& ب&ث&ب&ا&ت&‬
‫ع&ل&ى& ا&س&ت&ع&ا&د&ة& ت&و&ا&ز&ن&ه&ا& ا&ل&ذ&ه&ن&ي& و&ث&ق&ت&ه&ا& ب&ن&ف&س&ه&ا&‪&.‬‬
‫ف&ي& غ&ض&و&ن& ذ&ل&ك& ‪ &،‬ب&د&أ&ت& ا&ل&م&ع&ر&ك&ة& أ&ن&ا& و&م&ا&ر&ي&ا&ن&‪ &.‬د&ر&س&ن&ا& ا&أل&ق&و&ا&ل& ا&ل&ت&ي& أ&خ&ذ&ه&ا& ا&ل&س&ي&د& ك&ي&ر&ل& م&ن& ا&ل&ش&ه&و&د& ‪ &-‬ا&ل&ط&ب&ي&ب& و&ا&ل&خ&د&م& و&ا&ل&ط&ا&ه&ي& ف&ي& م&ن&ز&ل& ا&ل&ك&و&ن&ت& ف&و&س&ك&و&‪&.‬‬
‫ح&ص&ل&ت& ع&ل&ى& ن&س&خ&ة& م&ن& ش&ه&ا&د&ة& و&ف&ا&ة& ا&ل&س&ي&د&ة& ج&ل&ي&د& ‪ &،‬و&ك&ت&ب&ت& م&ا&ر&ي&ا&ن& إ&ل&ى& ا&ل&س&ي&د&ة& م&ي&ش&ي&ل&س&و&ن& ‪ &،‬ا&ل&ت&ي& ر&د&ت& ق&ا&ئ&ل&ة& إ&ن&ه&ا& ال& ت&س&ت&ط&ي&ع& ت&ذ&ك&ر& ا&ل&ت&ا&ر&ي&خ& ا&ل&د&ق&ي&ق& ل&م&غ &ا&د&ر&ة& ل &و&ر&ا&‬
‫م&ن& ب&ال&ك& و&و&ت&ر& ب&ا&ر&ك&‪ &.‬ك&م&ا& أ&ن&ه&ا& ال& ت&ت&ذ&ك&ر& م&ت&ى& و&ص&ل&ت& ا&ل&ر&س&ا&ل&ة& ا&ل&ت&ي& أ&ع&ل&ن&ت& و&ف&ا&ة& ل&و&ر&ا& ‪ &،‬و&ا&ل&ت&ي& ل&م& ت&ك&ن& م&ؤ&ر&خ&ة& ‪ &،‬م&ن& م&د&ا&م& ف&و&س&ك&و&‪&.‬‬
‫ك&م&ا& ر&ت&ب&ت& ل&ز&ي&ا&ر&ة& ا&ل&س&ي&د& ك&ي&ر&ل& ل&ط&ل&ب& م&س&ا&ع&د&ت&ه&‪ &.‬ب&ع&د& ا&ال&س&ت&م&ا&ع& إ&ل&ى& ش&ر&ح&ي& ا&ل&ط&و&ي&ل& ‪ &،‬ه&ز& ا&ل&م&ح&ا&م&ي& ر&أ&س&ه&‪&.‬‬
‫ر&أ&ي&ي& ا&ل&ق&ا&ن&و&ن&ي& ‪ &،‬ا&ل&س&ي&د& ه&ا&ر&ت&ر&ا&ي&ت& ‪ &،‬ه&و& أ&ن&ك& ل&ن& ت&ر&ب&ح& ه&ذ&ه& ا&ل&ق&ض&ي&ة& ف&ي& م&ح&ك&م&ة& ق&ا&ن&و&ن&ي&ة&‪ &.‬أ&ن&ا& أ&ق&ب&ل& ‪ &،‬ب&ا&ل&ط&ب&ع& ‪ &،‬أ&ن& ه&و&ي &ة& ا&ل&ل&ي &د&ي& ك&ال&ي &د& ك&ش &خ&ص& ح&ي& ه&ي& ح&ق&ي&ق &ة&‬
‫م&ث&ب&ت&ة& ل&آل&ن&س&ة& ه&ا&ل&ك&و&م&ب& و&نفسك‪ .‬لكن ال يوجد دليل‪ .‬إذا تمكنت& من إثبات أن التاريخ المدون في شهادة الوفاة كان قبل تاريخ رحلة السيدة جلي&&د إلى لن&&دن ‪ ،‬فق&&د يك&&ون‬
‫لديك حالة‪.‬‬
‫ع&ن&د&م&ا& غ&اد&ر&ت& ‪ &،‬أ&عط&ا&ن&ي& خ&ط&ا& ًب&ا& ت&م& ت&س&ل&ي&م&ه& إل&ي&ه& م&ن& أ&ج&ل& م&ا&ر&ي&ا&ن& ‪ &،‬و&أ&خ&ب&ر&ن&ي& ‪ &،‬ر& ًد&ا& ع&لى& س&ؤ&ا&لي& ‪ &،‬أن& ال&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& ك&ال&ي&د& قد& عا&د& إل&ى& ل&ن&دن&‪&.‬‬
‫ف&ي& ا&ل&خ&ا&ر&ج& ف&ي& ا&ل&ش&ا&ر&ع& س&ر&ع&ا&ن& م&ا& ال&ح&ظ&ت& و&ج&و&د& ر&ج&ل&ي&ن& ي&ت&ب&ع&ا&ن&ن&ي& ‪ &،‬و&أ&د&ر&ك&ت& ب&ع&د& ف&و&ا&ت& ا&أل&و&ا&ن& أ&ن& ج&و&ا&س&ي&س& ا&ل&ك&و&ن&ت& ال& ب&د& أ&ن&ه&م& ك&ا&ن&و&ا& ي&ر&ا&ق&ب&و&ن& م&ك&ت&ب&‬
‫ا&ل&م&ح&ا&م&ي& ‪ &،‬ع&ل&ى& أ&م&ل& أ&ن& ن&ذ&ه&ب& أ&ن&ا& أ&و& م&ا&ر&ي&ا&ن& إ&ل&ى& ه&ن&ا&ك&‪ &.‬ع&د&ت& إ&ل&ى& ا&ل&م&ن&ز&ل& ع&ب&ر& ط&ر&ي&ق& ط&و&ي &ل& ج& ً&د& ا& و&ت&م&ك&ن&ت& م&ن& ف&ق &د&ا&ن&ه&م& ‪ &،‬ل&ك&ن& ك &ا&ن& ذ&ل &ك& ب&م&ث&ا&ب &ة& ت&ح &ذ&ي&ر& ل&ي&‬
‫أل&ك&و&ن& أ&ك&ث&ر& ح&ر& ً&‬
‫ص& ا&‪&.‬‬
‫ك&ان&ت& ما&ري&ان& قل&قة لل&غا&ية& ع&ند&ما& أخ&بر&ته&ا& عن الر&جلي&ن‪ &.‬ثم& أع&طي&ته&ا& الرس&الة‪ &.‬ل&قد تع&رف&ت& على& الك&تا&بة& على الف&ور&‪.‬‬
‫"&إ&ن&ه&ا& م&ن& ك&و&ن&ت& ف&و&س&ك&و&"&‪&.‬‬
‫أ&ي&ت&ه&ا& ا&ل&م&ر&أ&ة& ا&ل&ع&ز&ي&ز&ة& ا&ل&ر&ا&ئ&ع&ة& ‪ &،‬ال& ت&خ&ا&ف&ي&! ا&ب&ق& م&ح&ج&و& ًب& ا& م&ع& ر&ف&ي&ق&ك& ا&ل&ل&ط&ي&ف& و&ل&ن& ي&ح&د&ث& ل&ك& ش&ي&ء&‪ .‬ال& ت&ت&ح&د&ى& أ&ي& ش&ي&ء& ‪ &،‬و&ال& ت&ه&د&د& أ&ح&د&اً&‪ .‬ال& ت&ج&ب&ر&ن&ي& ‪ &،‬أ&ت&و&س&ل&‬
‫إ&ل&ي&ك&م& ‪ &،‬ع&ل&ى& ا&ل&ع&م&ل&‪ .‬إ&ذ&ا& ع&ا&د& ا&ل&س&ي&د& ه&ا&ر&ت&ر&ا&ي&ت& إ&ل&ى& إ&ن&ج&ل&ت&ر&ا& ‪ &،‬ف&ال& ت&ت&ح&د&ث& م&ع&ه&‪ .‬إ&ذ&ا& ت&ج&ا&و&ز& ط&ر&ي&ق&ي& ‪ &،‬ف&ه&و& ر&ج&ل& ض&ا&ئ&ع&‪.‬‬
‫ً‬
‫"&و&ا&ل&ت&ر&!&"& قا&ل&ت& م&ا&ر&ي&ا&ن& و&ع&ي&ن&ا&ه&ا& ت&ل&م&ع&ا&ن& ب&غ&ض&ب&‪&" &.‬إ&ذا& ك&ا&ن& ال&ك&و&ن&ت& و&ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& ت&ح&ت& ر&ح&م&ت&ك& و&ي&ج&ب& أن& ت&ج&ن&ي&ب& و&ا&ح&د&ا& م&ن&ه&م& ‪ &،‬ف&ال& ت&ج&ع&ل&ه& ال&ك&و&ن&ت&"&‪&.‬‬
‫سأحتفظ بهذه الرسالة لتذكيرني عندما يحين الوقت لقلت‪ .‬لكنني سأذهب غ ًدا إلى بالكووتر& لمحاولة معرفة موعد رحلة لورا إلى لندن‪ .‬إنه&&ا نقط&&ة الض&&عف الوحي&&دة‬
‫في مؤامراتهم‪.‬‬
‫"&ه&ل& ت&ق&ص&د& أن& ل&و&را& ر&ب&م&ا& لم& ت&غ&ا&د&ر& إل&ى& ل&ن&دن& إ&ال& ب&ع&د& ت&ا&ر&ي&خ& ش&ه&ا&د&ة& ا&ل&و&ف&ا&ة&؟&"&‬
‫ب&ا&ل&ض&ب&ط& أ&ع&ت&ق&د& أ&ن&ه&ا& غا&د&ر&ت& ف&ي& ‪ 26‬ي&و&ل&ي&و&‪ &.‬م&د&ي&ر&قال اللجوء إنها ُنقلت إلى هناك في ‪ .27‬أشك في أن يكونوا& قد أبقوها مخ&درة أك&ثر من ليل&ة واح&دة‪ .‬نعلم من الس&يدة‬
‫ميشيلسون أن السير بيرسيفال& غادر في نفس اليوم الذي غادرت فيه لورا‪ .‬سأطلب من الجميع في القرية ما إذا كانوا يتذكرون عندما غادر‪.‬‬
‫"&و&إ&ذ&ا& ف&ش&ل& ذ&ل&ك&؟&"&‬
‫إ&ذ&ا& ف&ش&ل& ذ&ل&ك& ي&ا& م&ا&ر&ي&ا&ن& ‪ &،‬س&أ&ج&ب&ر& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& ع&ل&ى& ا&ال&ع&ت&ر&ا&ف&‪ &.‬ل&د&ي&ن&ا& س&ال&ح& و&ا&ح &د& ض &د&ه& ‪ &-‬س &ر&ه&‪ &.‬ق &ا&ل&ت& آ&ن& ك&ا&ث&ر&ي &ك& إ&ن &ه& إ&ذ&ا& ك &ا&ن& س &ر&ه& م&ع&ر&و& ًف&& ا& ‪&،‬‬
‫ف&س&ي&ؤ&د&ي& ذ&ل&ك& إ&ل&ى& ت&د&م&ي&ر&ه&‪ &.‬أ&ن&و&ي& م&ع&ر&ف&ة& ه&ذ&ا& ا&ل&س&ر&‪ &.‬ا&ل&م&ر&أ&ة& ذ&ا&ت& ا&ل&ر&د&ا&ء& ا&أل&ب&ي&ض& ‪ &،‬ر&غ&م& أ&ن&ه&ا& م&ا&ت&ت& ف&ي& ق&ب&ر&ه&ا& ‪ &،‬م&ا& ز&ا&ل&ت& م&ع&ن&ا& و&ت&ر&ش&د&ن&ا& إ&ل&ى& ا&ل&ط&ر&ي&ق&!& "&‬

‫‪11‬‬
‫ا&ل&ت&ح&ق&ي&ق&‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫سرعان ما رويت قصة استفساراتي األولى في هامبشاير‪ .‬ال يوجد شخص واحد في قرية بالك ووت&ر يمكن أن يت&ذكر بالض&بط م&تى غ&ادر الس&ير بيرس&يفال كالي&د‪ .‬ح&تى‬
‫البستاني في المنزل لم يستطع إال أن يقول إن الوقت قد حان في األيام العشرة األخيرة من شهر يوليو‪.‬‬
‫ال أن أكتشف ش&يًئا عنه&&ا من الس&&يدة‬ ‫لذا ‪ ،‬فيما يتعلق بالخطة التالية ‪" ،‬قلت لماريان مرة أخرى في لندن" ‪ ،‬وهي متابعة السر‪ .‬أحتاج للتحدث إلى والدة آن كاثريك ‪ ،‬لكن يجب أو ً‬
‫كليمنتس ‪ ،‬صديقة آن‪ .‬لكن كيف أجد السيدة كليمنتس؟‬
‫ماريان كان لديه الجواب على ذلك‪ .‬هل تتذكر المزرعة التي أقامتها هي وآن بالقرب من ليمريدج؟ سنكتب إليهم ‪ -‬ربما يعرفون عنوان السيدة كليمنتس‪.‬‬
‫بعيدا عن غرفنا ‪ ،‬وفي صباح اليوم التالي كنت أطرق الباب‪.‬‬ ‫كنا محظوظين‪ .‬كانت زوجة المزارع تعرف العنوان ‪ ،‬وكتبت بالعودة لتخبرنا‪ .‬كان في لندن ‪ ،‬ليس ً‬
‫جدا أن علمت أنني لم أحضرها‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كانت على استعداد إلخباري بك&&ل‬ ‫كانت السيدة كليمنتس متشوقة لمعرفة ما إذا كنت قد أحضرت لها أي أخبار عن آن ‪ ،‬ومن المحزن ً‬
‫شيء تعرفه‪.‬‬
‫قالت‪ `` :‬بعد مغادرة ليمريدج ‪ ،‬سيدي ‪ ،‬ذهبت أنا وآن للعيش في شمال شرق إنجلترا ‪ ،‬وذلك عندما بدأت آن تعاني من أمراض القلب‪ .‬لم تكن على ما ي&رام على اإلطالق ‪ ،‬لكنه&ا‬
‫جدا من‬ ‫جدا ألن آن كانت خائفة ً‬ ‫أصرت على السفر إلى هامبشاير ‪ ،‬ألنها أرادت التحدث إلى الليدي جليد‪ .‬لذلك ذهبنا إلى هناك وبقينا في قرية بالقرب من بالكووتر ‪ -‬ليست قريبة ً‬
‫السير بيرسيفال‪.‬‬
‫في كل مرة& ذهبت فيها& آن إلى البحيرة& لمحاولة التحدث إلى السيدة& جليد ‪ ،‬كنت& أتبعها& من مسافة بعيدة‪ &.‬لكن المشي لمسافات& طويلة جعلها منهكة& للغاية لدرجة أنها‬
‫أصبحت مريضة مرة أخرى ‪ ،‬لذلك ذهبت& أخيرً ا إلى البحيرة& مكانها& لمقابلة الليدي جليد‪ .‬لم تأت& في ذلك اليوم ‪ ،‬لكن رجال ً سمي ًنا& ج ًدا جاء معها& برسالة‪ .‬كانت&‬
‫الرسالة هي أننا يجب& أن نعود& إلى لندن على الفور ‪ ،‬حيث& سيجدنا السير بيرسيفال& بالتأكيد إذا بقينا& لفترة& أطول‪ .‬كانت& الليدي جليد ذاهبة إلى لندن بنفسها& قري ًبا& ‪،‬‬
‫وإذا أرسلنا لها عنواننا& ‪ ،‬فستتصل& بنا‪&.‬‬
‫"بور لم تفعل ‪ ،‬أليس كذلك؟" قلت ‪ ،‬أفكر كيف كذب كونت فوسكو بذكاء على هذه المرأة اللطيفة‪.‬‬
‫'ال سيدي‪ .‬لقد وجدت مسك ًنا وأرسلت العنوان إلى الليدي جليد ‪ ،‬لكن بعد أسبوعين لم نسمع شيًئا‪ .‬ثم ذات يوم استدعت سيدة سيارة أجرة‪ .‬قالت إنها أتت من ليدي جليد ‪ ،‬التي ك&انت‬
‫تقيم في فندق وتريد ترتيب مقابلة مع آن‪ .‬وافقت على الذهاب مع هذه السيدة إلجراء الترتيب ‪ ،‬وتركت آن وحدها في مسكننا‪ .‬لكنها كانت مؤامرة شريرة ي&ا س&يدي‪ .‬في الطري&ق ‪،‬‬
‫أوقفت السيدة الكابينة ‪ ،‬قائلة إن عليها فقط أن تأخذ شيًئا من متجر وأنني سأنتظر بضع دقائق‪ .‬لم تعد أبدا يا سيدي‪ .‬انتظرت لبعض الوقت ‪ ،‬ثم أسرعت إلى الم&&نزل ‪ -‬ووج&&دت آن‬
‫ذهبت‪ .‬اختفى للتو‪.‬‬
‫طلبت من السيدة كليمنتس أن تصف هذه السيدة ‪ ،‬وبدا واضحًا من وصفها أنها السيدة فوسكو‪ .‬لذلك عرفت اآلن كيف أوصل الكونت آن كاثري&ك إلى لن&دن وفص&لها عن الس&يدة‬
‫كليمنتس‪.‬‬
‫أبدا ما حدث آلن"‪ .‬لقد قدمت استفسارات‪ .‬حتى أن&&ني كتبت إلى وال&دتها ‪ ،‬لكنه&&ا لم تكن تع&&رف ش&يًئ ا‪ .‬أفتق&د "آن المس&&كينة" كث&&يرا‪ً.‬‬ ‫قالت السيدة كليمنتس بحزن‪" :‬لم أعرف ً‬
‫كانت مثل ابنة لي ‪ ،‬كما ترى يا سيدي‪.‬‬
‫قلت‪" :‬ورئيس الوزراء متأكد من أنك كنت أمًا لطيفة معها‪ .‬افضلأم من والدتها‪.‬‬
‫قالت السيدة كليمنتس‪" :‬لم يكن ذلك صعبًا"‪' .‬السّيدة‪ .‬كاثريك امرأة صلبة‪ .‬ب&دت وكأنه&ا تك&&ره الطفل&ة ‪ ،‬وك&&انت س&عيدة للغاي&&ة عن&دما عرض&&ت عليه&&ا تربيته&ا‪ .‬ثم ذات ي&&وم‬
‫اصطحبت آن إلى ليمريدج لإلقامة مع أختها ‪ ،‬وبعد ذلك أبقت آن عني‪ .‬لم أرَ آن مرة أخرى حتى هربت من اللجوء ‪ -‬بمساعدتك يا سيدي‪ .‬ثم كانت تتحدث دائ ًم&&ا عن س&&ر‬
‫لدى والدتها يمكن أن يفسد السير بيرسيفال‪ .‬لكنك تعلم يا سيدي ‪ ،‬ال أعتق&د أن آن ك&انت تع&رف ح ًق&ا م&ا ه&و ه&ذا الس&ر‪ .‬إذا ك&انت ق&د ع&رفت ‪ ،‬فأن&ا متأك&د من أنه&ا ك&انت‬
‫ستخبرني‪.‬‬
‫ك&نت& قد& تس&اء&لت& عن ذل&ك بن&فس&ي& ‪ &،‬وا&آل&ن حا&ولت& تح&وي&ل& ال&مح&ادث&ة إلى السي&دة& كا&ثر&يك&‪&.‬‬
‫"&ه&ل& ت&ع&ر&ف& ا&ل&س&ي&د&ة& ك&ا&ث&ر&ي&ك& ق&ب&ل& و&ال&د&ة& آ&ن&؟&"&‬
‫"&ن&ع&م& ‪ &،‬ل&م&د&ة& أ&ر&ب&ع&ة& أ&ش&ه&ر& ت&ق&ر&ي& ًب& ا&‪ &.‬ك&ن&ا& ا&ل&ج&ي&ر&ا&ن& ف&ي& و&ي&ل&م&ن&ج&ه&ا&م&‪ &.‬ك&ا&ن& ا&ل&س&ي&د& و&ا&ل&س&ي&د&ة& ك&ا&ث&ر&ي&ك& ق&د& ت&ز&و&ج&ا& ل&ل&ت&و& ‪ &،‬و&ك&ا&ن& ا&ل&س&ي&د& ك&ا&ث&ر&ي&ك& ي&ع&م&ل& ك&م&و&ظ&ف& ف&ي& ك&ن&ي&س &ة&‬
‫و&ي&ل&م&ن&ج&ه&ا&م&‪ &.‬ق&ب&ل& ذ&ل&ك& ‪ &،‬ك&ا&ن&ت& ا&ل&س&ي&د&ة& ك&ا&ث&ر&ي&ك& خ&ا&د&م&ة& ف&ي& م&ن&ز&ل& ك&ب&ي&ر&‪ &.‬ك&ا&ن&ت& ا&م&ر&أ&ة& أ&ن&ا&ن&ي&ة& ب&ال& ق&ل&ب& ‪ &،‬و&ت&ع&ا&م&ل& ز&و&ج&ه&ا& ا&ل&ف&ق&ي&ر& م&ع&ا&م&ل&ة& س &ي&ئ&ة& ل&ل&غ&ا&ي &ة&‪ &.‬ق&ب &ل& ف &ت&ر&ة&‬
‫ط&و&ي&ل&ة& ‪ &،‬ك&ا&ن& ه&ن&ا&ك& ا&ل&ك&ث&ي&ر& م&ن& ا&ل&ح&د&ي&ث& ع&ن&ه&ا& و&ع&ن& ر&ج &ل& ش &ا&ب& ك &ا&ن& ي&ق&ي&م& ف&ي& ف&ن &د&ق& ق &ر&ي&ب&‪ &.‬و&أ&خ &ب&ر& ا&ل&س &ي&د& ك&ا&ث&ر&ي &ك& ز&و&ج&ي& أ&ن &ه& و&ج &د& ه &د&ا&ي&ا& ب&ا&ه&ظ &ة& ا&ل&ث&م&ن&‬
‫و&خ&و&ا&ت&م& ذ&ه&ب&ي&ة& و&م&ا& ش&ا&ب&ه& ذ&ل&ك& ‪ &،‬م&خ&ب&أ&ة& ف&ي& د&ر&ج& ز&و&ج&ت&ه&‪&.‬‬
‫"&و&م&ن& ك&ا&ن& ه&ذ&ا& ا&ل&س&ي&د&؟&"& ا&ن&ا& س&أ&ل&ت&‪&.‬‬
‫أ&ن&ت& ت&ع&ر&ف&ه& ي&ا& س&ي&د&ي&‪ &.‬و&ك&ذ&ل&ك& ف&ع&ل&ت& ع&ز&ي&ز&ت&ي& ا&ل&م&س&ك&ي&ن&ة& آ&ن&‪&.‬‬
‫س&يد&ي بي&رس&يف&ال& كال&ي&د؟& بدأ& قل&بي& ي&نب&ض& ب&شك&ل& أس&رع&‪ &.‬هل اقت&رب&ت& م&ن الس&ر؟‬
‫'&ص&ح&ي&ح&‪ &.‬ت&و&ف&ي& و&ا&ل&د&ه& م&ؤ&خ& ً&ر&ا& ف&ي& ا&ل&خ&ا&ر&ج& ‪ &،‬و&ك&ا&ن& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& ق&د& و&ص&ل& ل&ت &و&ه& إ&ل&ى& ا&ل&ح&ي&‪ &.‬ا&ع&ت&ق &د& ا&ل&ن &ا&س& ‪ &،‬ك&م &ا& ت &ر&ى& ‪ &،‬أ&ن &ه& ر&ب&م &ا& ك &ا&ن&ت& ا&ل&س &ي&د&ة& ك&ا&ث&ر&ي &ك& ق &د&‬
‫ع&ر&ف&ت& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& م&ن& ق&ب&ل& ‪ &،‬و&ت&ز&و&ج&ت& م&ن& ا&ل&س&ي&د& ك&ا&ث&ر&ي&ك& ف&ق&ط& إل&ن&ق&ا&ذ& س&م&ع&ت&ه&ا& ‪ &،‬ب&س&ب&ب& ‪ &،‬ك&م&ا& ت&ع&ل&م &و&ن&‪ &. &. &.‬ع&ل&ى& أ&ي& ح &ا&ل& ‪ &،‬ذ&ا&ت& ل&ي&ل &ة& و&ج &د& ا&ل&س &ي&د& ك&ا&ث&ر&ي &ك&‬
‫ز&و&ج&ت&ه& ت&ه&م&س& م&ع& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& خ&ا&ر&ج& م&ج&ل&س& ا&ل&ك&ن&ي&س&ة&‪ &.‬ت&ش&ا&ج&ر&و&ا& ‪ &،‬ل&ك&ن& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& ض&ر&ب&ه& و&غ&ا&د&ر& ا&ل&س&ي&د& ك&ا&ث&ر&ي&ك& ا&ل&ق&ر&ي&ة& ‪ &،‬و&ل&ن& ي&ع&و&د& م&ر&ة& أ&خ&ر&ى&‪&.‬‬
‫و&ع&ل&ى& ا&ل&ر&غ&م& م&ن& ك&ل& ا&ل&ح&د&ي&ث& ف&ي& ا&ل&ق&ر&ي&ة& ‪ &،‬ب&ق&ي&ت& ‪ .Airs Catherick‬ق&ا&ل&ت& إ&ن&ه&ا& ب&ر&ي&ئ&ة& و&ل&ن& ي&ط&ر&د&ه&ا& أ&ح &د&‪ &.‬ل&ك&ن& م&ع&ظ&م& ا&ل&ن &ا&س& ا&ع&ت&ق &د&و&ا& أ&ن& ا&ل&م &ا&ل& ا&ل &ذ&ي& ع&ا&ش &ت&‬
‫ع&ل&ي&ه& ج&ا&ء& م&ن& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل&‪&.‬‬
‫كان السر هنا في مكان ما‪ .‬لكن أين؟ لم يكن كون السير بيرسيفال والد آن سر ًا ألن الجميع اعتقد ذلك بالفعل‪ .‬ال ‪ ،‬كان هناك لغز آخر في مكان ما‪.‬‬
‫"وماذا كنت تعتقد ‪ ،‬السيدة كليمنتس؟"‬
‫"حس ًنا ‪ ،‬سيدي ‪ ،‬إذا عملت على تحديد الزمان والمكان ‪ ،‬كان من الواضح أن السيد كاثريك لم يكن والد آن‪ .‬لكن آن لم تكن مثل السير بيرسيفال‪ .‬ولم تكن مثل والدتها‪.‬‬
‫تساءلت عن المنزل الذي عملت فيه السيدة كاثريك خادمة‪ .‬ربما سأقوم ببعض االستفسارات الح ًقا‪.‬‬
‫جدا ‪ ،‬السيدة كليمنتس ‪ "،‬أجبت على جميع أسئلتي‪ .‬طلب أخير‪ .‬هل ستخبرني بعنوان السيدة كاثريك؟ ال بد لي من اكتشاف ه&ذا الس&ر ‪ ،‬وهي وح&دها الق&ادرة‬ ‫قلت‪" :‬لقد كنت لطي ًفا ً‬
‫على إخباري‪.‬‬
‫أعطتني السيدة كليمنتس العنوان ‪ ،‬لكنها هزت رأسها‪" .‬اعتن بنفسك يا سيدي‪ .‬إنها امرأة فظيعة‪ .‬أنت ال تعرفها كما أعرف‪.‬‬
‫بالعودة إلى غرفنا ‪ ،‬أعلنت عن نيتي لماريان الذهاب إلى ويلمنجهام‪ .‬كانت قلقة للغاية بشأن الخطة‪.‬‬
‫هل أنت متأكد من أنه حكيم يا والتر؟ السير بيرسيفال رجل عنيف‪ .‬أنا أكثر خو ًفا عليك وعلى لورا ‪' ،‬تركت وحدك في‬
‫لندن ‪ ،‬مع كونت عدوكم‪.‬‬
‫رتبنا أن نكتب لبعضنا البعض كل يوم‪ .‬وإذا لم تصلها أي رسالة ‪ ،‬فسأستقل القطار األول إلى لندن‪.‬‬

‫***‬

‫بعد ثالثة أيام ‪ ،‬كنت أقف في غرفة جلوس السيدة كاثريك ‪ ،‬وجهاً لوجه مع امرأة ذات شعر رم&ادي ‪ ،‬ترت&دي حري&رًا أس&ود‪ .‬نظ&رت عيناه&ا ال&داكنتان مباش&رة إلي بنظ&رة قاس&ية‬
‫وباردة‪.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫قالت‪" :‬أنت تقول أنك جئت لتتحدث معي عن ابنتي"‪" .‬من فضلك قل ما لديك لتقوله‪".‬‬
‫كان صوتها& قاسيًا مثل& التعبير& في عينيها‪ &.‬أشارت إلى كرسي ‪ ،‬ونظرت& إلي بعناية& وأنا أجلس‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أتعلم ‪ ،‬ما فقدت ابنتك؟‬
‫أنا أعرف ذلك ً‬
‫جيدا‪.‬‬
‫"أال تقلق من أنها قد ال تضيع فقط ‪ ،‬لكنها ربما تكون قد اجتمعت بموتها؟"‬
‫'نعم‪ .‬هل جئت لتخبرني انها ماتت؟ ›‪.‬‬
‫'أملك‪.‬‬
‫'لماذا؟'‬
‫سألت هذا السؤال االستثنائي دون أدنى تغيير في صوتها أو وجهها أو أسلوبها‪ .‬ربما كنت أتحدث عن موت قطة في الشارع‪.‬‬
‫اعتقدت أن والدة آن قد تكون مهتمة بمعرفة ما إذا كانت حية أم ميتة‪.‬‬
‫قالت "فقط هكذا"‪ .‬ولكن ما هي مصلحتك بها أو بي؟ أال يوجد لديك سبب آخر للمجيء إلى هنا؟‬
‫قلت‪" :‬نعم ‪ ،‬أنا أفعل"‪" .‬لقد تسببت وفاة ابنتك في إصابة شخص أحبه ‪ -‬على يد رجل يدعى السير بيرسيفال جليد‪".‬‬
‫ولم ترد على اإلطالق عند ذكر اسمه‪.‬‬
‫أريد أن أجعله يعترف بجريمته‪ .‬أنت تعرف أشياء معينة عنه منذ أن كان زوجك كاتب الكنيسة‪ .‬أريدك أن تخبرني عنهم‪.‬‬
‫أخيرً ا رأيت الغضب يحترق في عينيها‪.‬‬
‫"ماذا تعرف عن تلك األحداث؟"‬
‫"كل ما يمكن أن تخبرني به السيدة كليمنتس‪".‬‬
‫'السّيدة‪ .‬كليمنتس امرأة حمق&اء‪ .‬ت&راجعت عن غض&بها ‪ ،‬وش&فتاها ملتفقت&ان بابتس&امة ص&غيرة غ&ير س&ارة‪" .‬آه ‪ ،‬ب&دأت أفهم‪ .‬تري&د انتقام&ك من الس&ير بيرس&يفال جلي&د وتري&د‬
‫مساعدتي‪ .‬لهذا السبب أتيت إلى هنا‪ .‬حس ًنا ‪ ،‬أنت ال تعرفني‪ .‬لقد أمضيت سنوات في استعادة سمعتي في هذه القرية‪ .‬اآلن الجميع يحترمني‪ .‬لن اساعدك ‪/‬‬
‫قلت‪" :‬إذا كنت تخشى السير بيرسيفال ‪ ،‬فهذا مفهوم تمامًا"‪" .‬إنه رجل قوي ‪ ،‬وينحدر من عائلة كبيرة"‬
‫ل&د&ه&ش&ت&ي& ‪ &،‬ا&ن&ف&ج&ر&ت& ف&ج&أ&ة& ض&ا&ح&ك&ة&‪&.‬‬
‫من عائلة عظيمة! نعم فعال! قالت باشمئزاز‪.‬‬
‫م&ا& ا&ل&ذ&ي& ق&ص&د&ت&ه& ب&ذ&ل&ك& ‪ &،‬ت&س&ا&ء&ل&ت&؟&‬
‫أصر&رت&‪" :‬ا&لس&ر ب&ين&ك& وب&ين& الس&ير& ب&ير&سي&فا&ل& لي&س الحب& الم&ذن&ب"&‪&" &.‬لق&د كا&ن ش&يًئ ا& آخ&ر ه&و& الذي& أوص&لك& أن&ت& و&هو& إل&ى ت&لك& ا&ال&جت&ما&ع&ا&ت& ال&مس&&رو&قة خ&&ار&ج& خز&ان&&ة‬
‫ال&كن&يس&ة‪&"&.‬‬
‫ك&ما& قلت& ك&لم&ات& الك&ني&سة& ‪ ،‬رأ&يت& مو&جة& م&ن الرعب& تم&ر& على& وج&هه&ا‪&.‬‬
‫'&يذ&هب&!'& ق&الت&‪ .‬وال& أع&ود أب ًد&ا‪ &.‬إ&ال& إذا "‪ &-‬وا&بت&سم&ت& ا&بت&سا&مة& ب&طي&ئة& وق&اس&ية& ‪ &"&-‬إ&ال& إذا& أب&لغ&تم& ب&أخ&با&ر& و&فا&ته& "‪&.‬‬

‫***‬

‫ك&ا&ن& ال&و&ق&ت& م&ت&أ&خ& ً&ر&ا& ا&آل&ن& ‪ &،‬و&ش&ق&ق&ت& ط&ر&ي&ق&ي& إل&ى& أق&ر&ب& ف&ن&د&ق&‪ &.‬ك&ا&ن& ه&ن&ا&ك& ال&ك&ث&ي&ر& لل&ت&ف&ك&ي&ر& ف&ي&ه&‪ &.‬ل&م&ا&ذ&ا& ذ&ك&ر& م&ج&ل&س& ا&ل&ك&ن&ي&س&ة& ي&س&ب&ب& ا&ل&رع&ب&؟& ل&م&ا&ذا& ا&ال&ش &م&ئ&ز&ا&ز& م&ن& عا&ئ&ل &ة&‬
‫ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& ‪ &،‬و&خ&ا&ص&ة& و&ا&ل&د&ت&ه؟& ه&ل& ك&ا&ن& ه&ن&ا&ك& ش&ي&ء& غ&ي&ر& عا&د&ي& في& ز&و&ا&ج& و&ال&د&ي&ه&؟& ر&ب&م&ا& ت&م& ا&ال&ح&ت&ف&ا&ظ& ب&س&ج&ل& ا&ل&ز&و&ا&ج& ال&م&ح&ل&ي& في& م&ج&ل&س& ك&ن&ي&س&ة& و&ي&ل&م&ن&ج&ه&ا&م&‪&. &. &.‬‬
‫في& ال&يو&م الت&الي& ذه&بت& إلى الك&ني&سة&‪ &.‬كن&ت& على علم ب&أن&ني& ك&نت& م&تا&ب &ًع ا& في& الل&يلة& الس&اب&قة& ‪ &،‬وا&آل&ن رأي&ت& ن&فس& الرج&لي&ن الل&ذي&ن رأ&يت&ه&م&ا& خ&&ار&ج مك&تب& الس&ي&د& ك&ي&رل& في‬
‫ل&ندن‪ &.‬ي&بد&و& أن& الس&ير& ب&ير&سي&فا&ل& كا&ن ي&تو&قع& من&ي& أن& أزو&ر& الس&يد&ة& كا&ثر&يك& ‪ &،‬وك&ان& ي&تو&قع& من&ي& ا&آل&ن أن& أزو&ر& كن&يس&ة& و&يل&من&جه&ام& ‪ &-‬و&هذ&ا دل&ي&ل& ب&ال&تأ&كي&د& على& أن تح&قي&قي&‬
‫ك&ان& يس&ير& في& اال&ت&جا&ه& الص&حي&ح‪.‬‬
‫ل&ق&د& و&ج&د&ت& ك&ا&ت&ب& ا&ل&ك&ن&ي&س&ة& ‪ &،‬ا&ل&ذ&ي& أ&ح&ض&ر& م&ف&ا&ت&ي&ح&ه& و&أ&خ&ذ&ن&ي& إ&ل&ى& م&ج&ل&س& ا&ل&و&ز&ر&ا&ء&‪ &.‬ل&م& ي&ك&ن& م&ن& ا&ل&م&م&ك&ن& إ&د&خ&ا&ل&ه&ا& إ&ال& م&ن& خ&ا&ر&ج& ا&ل&ك&ن&ي&س&ة& ‪ &،‬و&و&ا&ج&ه& ا&ل&م&و&ظ &ف& ص &ع&و&ب&ة&‬
‫ك&ب&ي&ر&ة& ف&ي& ف&ت&ح& ا&ل&ق&ف&ل& ا&ل&ذ&ي& ك&ا&ن& ق&د&ي& ًم& ا& ج& ً&د&ا&‪ &.‬ب&م&ج&ر&د& د&خ&و&ل&ي& ‪ &،‬ط&ل&ب&ت& ر&ؤ&ي&ة& س&ج&ل& ا&ل&ز&و&ا&ج&‪ &.‬ت&م& ا&ال&ح&ت&ف&ا&ظ& ب&ه&ا& ف&ي& خ&ز&ا&ن&ة& ي&م&ك&ن& ب&س&ه&و&ل&ة& ف&ت&ح&ه&ا& ب&ا&ل&ق&و&ة&‪&.‬‬
‫(هل& ه&ذ&ا& م&ك&ا&ن& آ&م&ن& ب&م&ا& ي&ك&ف&ي& ل&ال&ح&ت&ف&ا&ظ& ب&ا&ل&س&ج&ل&؟& ا&ن&ا& ق&ل&ت&‪&.‬‬
‫ق&ا&ل& ا&ل&م&و&ظ&ف&‪&" &:‬آ&م&ن& ب&م&ا& ف&ي&ه& ا&ل&ك&ف&ا&ي&ة&"&‪&" &.‬ي&ت&م& ا&ال&ح&ت&ف&ا&ظ& ب&ن&س&خ&ة& م&ن& ق&ب&ل& م&ح&ا&م& ف&ي& ا&ل&ق&ر&ي&ة& ا&ل&ت&ا&ل&ي&ة& ‪ &-‬م&ك&ت&ب& ا&ل&س&ي&د& و&ا&ن&س&ب&و&ر&و& ف&ي& ن&و&ل&س&ب&ر&ي&‪&"&.‬‬
‫لقد عملت بالعكس في السجل من سنة ميالد السير بيرسيفال وهناك ‪ ،‬تحت سبتمبر من العام السابق ‪ ،‬محش&ور في مس&احة ص&غيرة أس&فل الص&فحة ‪ ،‬س&جل زواج الس&ير فيليكس‬
‫كاليد وسيسيليا إلستر من نولسبري‪ .‬فقط المعلومات المعتادة‪ .‬ال شيء غريب على ما يبدو عن والدة السير بيرسيفال‪ .‬بدا السر أبعد من أي وقت مضى‪.‬‬
‫ولكن إلى نولسبري ‪ ،‬ومكتب السيد وانسبورو ‪ -‬على بعد خمسة أميال سيرً ا على األقدام ‪ ،‬ولكن من الممكن الوصول إلى هناك والعودة بنهاية اليوم‪ .‬كان من المفي&&د التحق&&ق من‬
‫نسخة السجل ‪ ،‬وربما يعرف المحامي شيًئا قد يكون ً‬
‫مفيدا‪.‬‬

‫أنا ‪2‬‬
‫السر‬
‫بعيدا بقوة ‪ ،‬وصرخ على الفور طالبًا المساعدة‪ .‬ركض الرجل اآلخر ووقفني‬ ‫هاجمني جواسيس السير بيرسيفال في الطريق إلى نولسبري‪ .‬صعد أحدهم بجانبي واصطدم بي بكتفه‪ .‬دفعته ً‬
‫االثنان بينهما‪ .‬اتهمني الرجل األول بمهاجمته ‪ ،‬وقالوا إنهم سيأخذونني إلى مركز الشرطة في البلدة‪.‬‬
‫ماذا يمكنني أن أفعل؟ لم أستطع محاربة كالهما وآمل في الهروب ‪ ،‬لذلك كان علي الذهاب معهم‪.‬‬
‫في مركز الشرطة اتهمني الرجل األول بهجوم عنيف ‪ ،‬وقال الرجل الثاني إنه شاهد‪ .‬تم حبسي حتى موعد محكمة الصلح التالية ‪ ،‬والتي كانت على بعد ثالثة أي&ام‪ .‬قي&ل لي إن&ه‬
‫يمكن اإلفراج عني بكفالة ‪ ،‬لكن كيف يمكنني ‪ ،‬كغريب كلي في المدينة ‪ ،‬أن أجد شخصًا مسؤواًل على استعداد ل&دفع الم&ال مقاب&ل حري&تي المؤقت&ة؟ ك&انت الخط&ة بأكمله&ا اآلن‬
‫واضحة ‪ -‬إلبعادني عن الطريق لمدة ثالثة أيام ‪ ،‬بينما فعل السير بيرسيفال كل ما هو ضروري لمنع اكتشاف سره‪.‬‬
‫ف&ي& ال&ب&د&ا&ي&ة& ك&ن&ت& غ&اض& ًب&ا& ج ً&د&ا& لد&ر&ج&ة& أ&ن&ن&ي& ل&م& أف&ك&ر& ب&و&ض&و&ح&‪ &.‬ث&م& ت&ذ&ك&ر&ت& ال&س&ي&د& د&ا&و&س&و&ن& ‪ ،‬ا&ل&ط&ب&ي&ب&‪ &.‬ك&ن&ت& ق&د& زر&ت& م&ن&ز&ل&ه& ف&ي& ز&ي&ا&ر&ت&ي& ال&س&ا&ب&ق&ة& إل&ى& ب&ال&ك&و&و&ت&ر& ‪ &،‬ل&&ذ&ل&ك&‬
‫ع&ر&ف&ت& ع&ن&و&ا&نه&‪ &.‬ك&ت&ب&ت& ل&ه ر&س&ا&لة& أ&ش&ر&ح& ف&ي&ه&ا& م&ا& ح&د&ث& و&أ&س&ت&ج&د&ي& م&س&ا&عد&ت&ه& ‪ &،‬ث&م& ط&ل&ب&ت& م&ن& ر&س&و&ل& ل&ي&ق&و&م& ب&إ&ي&ص&ال&ه&ا&‪ &.‬ب&ع&د& س&اع&ت&ي&ن& ظ&ه&ر& ال&ط&ب&ي&ب& ا&لج&ي&د& ‪ &،‬و&د&ف &ع& ا&ل&م&ب&ل &غ&‬
‫ا&ل&م&ط&ل&و&ب& و&ت&م& إ&ط&ال&ق& س&ر&ا&ح&ي‪&.‬‬
‫لم& يك&ن& ه&نا&ك& وق&ت& لن&خس&ره&‪ .‬بال& شك& س&تص&ل أ&خب&ار& خر&وج&ي& إلى الس&ير& ب&ير&سي&فا&ل& في غض&ون ساع&ات&‪ .‬أ&سرع&ت& إلى مك&تب& الم&حا&مي& ح&يث& سأل&ت& إذا& ك&&ان& بإ&مك&&ا&ني&‬
‫ر&ؤي&ة نس&خة& سج&ل ز&وا&ج& وي&لم&نج&ها&م‪ &.‬ك&ان الس&يد& وا&نس&بو&رو& رجالً& ل&طي& ًف&ا& وو&اف&ق& على عرض الن&سخ&ة لي&‪ .‬في& ال&واق&ع ‪ &،‬ك&ان مس&تم&ت& ً&ع ا& ج& ًد&ا‪ &.‬لم يط&لب& أ&ح&&د رؤ&يت &ه& من &ذ&‬
‫أن& أغلقه& و&الد&ه (م&يت& ا&آلن&)& في& الم&كت&ب& ق&بل أك&ثر& م&ن عشر&ين& عا ًم&ا&‪.‬‬
‫عندما فتحت السجل ‪ ،‬ارتجفت يدي‪ .‬قلبت الصفحات للسنة والشهر‪ .‬لقد وجدت األس&ماء ال&&تي ت&ذكرتها قب&&ل زواج وال&دي الس&&ير بيرس&يفال وبع&ده& مباش&&رة‪ .‬وبين ه&ذه‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫المداخل في اسفل الصفحة‪. . .‬؟‬
‫ال& شئ&! لم& ي&كن& ز&وا&ج الس&ير& ف&يلي&كس& جل&يد& و&سي&سي&لي&ا& إلس&تر& م&وج&و ًد&ا&! نظ&رت& مر&ة& أخ&رى ‪ ،‬لل&تأ&كد&‪ .‬ال& ال& شي&ء‪ &.‬ال& شك& في& ذل&ك‪ .‬يج&ب& أن يك&ون& الس&&ير& بي&رس &ي&فا&ل& ق&&د‬
‫رأ&ى ال&مس&اح&ة ال&مو&جو&دة& في& سج&ل و&يل&مي&نج&ه&ام& و&كت&ب& في الزو&اج& ب&نف&سه&‪&.‬‬
‫لم أشك في ذلك مرة واحدة‪ .‬لم يكن السير بيرسيفال جليد على اإلطالق! لم يكن والديه متزوجين ‪ ،‬ل&&ذلك لم يكن ل&&ه الح&&ق في وراث&&ة بالك&&ووتر ب&&ارك ‪ ،‬وال الح&&ق في‬
‫رتبة بارونيت& ‪ ،‬وال حق حتى في اسم جليد! كان هذا سره ‪ -‬وكان اآلن ملكيًا الستخدامه ضده!‬
‫ستكون& نسخة السجل آمنة بدرجة كافية في المحامي& مكتب ‪ ،‬لكنني قررت العودة إلى ويلمنجهام وعمل نسخة من السجل المزور من سجل الكنيسة‪ .‬كان الظالم قد حل‬
‫اآلن وركضت إلى منزل كاتب الكنيسة‪ .‬طرقت بابه ‪ ،‬لكن عندما ظهر بدا عليه الشك واالرتباك‪.‬‬
‫أ&ي&ن& ه&ي& م&ف&ا&ت&ي&ح&؟&'& س&أل&‪&" &.‬ه&ل& أ&خذ&ت&م&و&ه&ا&؟&"&‬
‫"ما& هي المفاتيح& التي تقصدها؟"& انا قلت‪ .‬لقد وصلت للتو& في هذه اللحظة من نولسبري‪.‬‬
‫ق&ا&ل& "&م&ف&ا&ت&ي&ح& ا&ل&خ&ز&ا&ن&ة&"&‪ &.‬ذ&ه&ب& ا&ل&ق&و&س& ا&ل&م&ف&ا&ت&ي&ح&!& ا&ق&ت&ح&م& ش&خ&ص& م&ا& و&أ&خ&ذ& ا&ل&م&ف&ا&ت&ي&ح&‪&.‬‬
‫ق&ل&ت&‪ &:‬ا&ح&ص&ل& ع&ل&ى& ض&و&ء& ‪ &،‬و&د&ع&ن&ا& ن&ذ&ه&ب& إ&ل&ى& م&ج&ل&س& ا&ل&و&ز&ر&ا&ء&‪ &.‬س&ر&ي&ع&!&'&‬
‫ر&ك&ض&ن&ا& إ&ل&ى& ا&ل&ك&ن&ي&س&ة&‪ &.‬ف&ي& ا&ل&ط&ر&ي&ق& م&ر&ر&ن&ا& ب&ر&ج&ل& ن&ظ&ر& إ&ل&ي&ن&ا& ب&ع&ي&و&ن& خ&ا&ئ&ف&ة&‪ &.‬ب&د&ا& و&ك&أ&ن&ه& خ&ا&د&م& م&ن& ن&و&ع& م&ا&‪ &.‬ل&م& ن&ت&و&ق&ف& ع&ن& ا&س&ت&ج&و&ا&ب&ه& ‪ &،‬ب&ل& ر&ك&ض&ن&ا&‪&.‬‬
‫ع&ن&د&م&ا& ر&أ&ي&ن&ا& ا&ل&د&ه&ل&ي&ز& ‪ &،‬ر&أ&ي&ت& ن&ا&ف&ذ&ة& ع&ا&ل&ي&ة& م&ض&ا&ء&ة& ب&ب&ر&ا&ع&ة& م&ن& ا&ل&د&ا&خ&ل&‪ &.‬ك&ا&ن&ت& ه&ن&ا&ك& ر&ا&ئ&ح&ة& غ&ر&ي&ب&ة& ف&ي& ه&و&ا&ء& ا&ل&ل&ي&ل& ‪ &،‬و&ص&و&ت& م&ن& ت&ش&ق&ق& ا&ل&خ&ش&ب& ‪ &،‬و&ك &ا&ن& ا&ل&ض &و&ء&‬
‫أ&ك&ث&ر& إ&ش&ر&ا& ًق&ا& و&إ&ش&ر&ا& ًق&ا&‪ &.‬ر&ك&ض&ت& إ&ل&ى& ا&ل&ب&ا&ب& و&و&ض&ع&ت& ي&د&ي& ع&ل&ي&ه&‪ &.‬ا&ل&خ&ز&ا&ن&ة& ك&ا&ن&ت& م&ش&ت&ع&ل&ة&!&‬
‫سمعت& المفتاح يعمل بعنف في القفل ‪ -‬سمعت صوت رجل خلف الباب ‪ ،‬نشأ في رعب ‪ ،‬وهو يصرخ طلبا ً للمساعدة‪.‬‬
‫'&يا& إل&هي&!'& قال& ال&خادم& الذ&ي ت&بع&ن&ا& إنه& الس&ير& بي&رس&يف&ال&!&‬
‫'&أ&ع&ا&ن&ه& هللا&!&'& ق&ا&ل& ا&ل&ك&ا&ت&ب&‪&" &.‬ل&ق&د& أ&ت&ل&ف& ا&ل&ق&ف&ل&‪&"&.‬‬

‫***‬

‫في تلك اللحظة أنسى جرائم الرجل وال& أرى سوى& رعب حالته‪ .‬يركض& العديد من األشخاص اآلن نحو الكنيسة& وأدعوهم لمساعدتي& في كس &ر& الب&&اب‪ &.‬نحن نبحث&‬
‫بشدة& عن شيء& ما& الستخدامه& ‪ ،‬وفي النهاية& يجد& شخص ما قطعة طويلة ثقيلة& من الخشب‪.‬‬
‫&يرً‬
‫حتى& اآلن ‪ ،‬اشتعلت& النيران من النافذة ‪ ،‬وتوقف& الصراخ‪ .‬نضع الخشب في موضعه ونركض& عند الباب& معه‪ .‬مرة& بعد& م&&رة! أخ& ا ‪ ،‬انه&&ار الب&&اب ‪ ،‬لكن موج&&ة‬
‫من الحرارة تضرب وجوهنا& وتدفعنا& إلى الخلف ‪ -‬وفي الغرفة ال نرى شيًئ ا& سوى ورقة من النار الحية‪.‬‬

‫***‬

‫تم إنقاذ الكنيسة نفسها عندما وصلت سيارة اإلطفاء بعد ذلك بوقت قصير وتمكنت من إخماد الحريق قبل انتشاره‪ .‬حمل&&وا جث&&ة الس&&ير بيرس&&يفال جلي&&د ووض&&عوها على األرض‬
‫الرطبة‪ .‬نظرت إلى وجهه الميت ‪ ،‬وهكذا رأيته للمرة األولى واألخيرة‪.‬‬
‫ال& ب&د& أ&ن&ه& س&م&ع& أ&ن&ن&ي& ك&ن&ت& ح& ً&ر&ا& و&ف&ي& ط&ر&ي&ق& ع&و&د&ت&ي& إل&ى& و&ي&ل&م&ن&ج&ه&ا&م& ‪ &،‬ف&أ&س&ر&ع& إ&لى& ا&ل&ك&ن&ي&س&ة& ‪ &،‬و&س&ر&ق& ال&م&ف&ا&ت&ي&ح& و&ح&ب&س& ن&ف&س&ه& ل&م&ن&ع& أي& ش&خ&ص& م&ن& ال&د&خ&و&ل& و&ا&ل&ع&ث&و&ر&‬
‫ع&ل&يه&‪ &.‬ك&ل& م&ا& ي&م&ك&ن&ه& ف&ع&له& ه&و& ت&م&ز&ي&ق& ال&ص&ف&ح&ة& م&ن& ا&ل&س&جل& و&ت&د&م&ي&ر&ه&ا&‪ &.‬إذ&ا& ل&م& ي&ع&د& ال&س&ج&ل& ال&م&ز&ي&ف& م&و&ج&و& ً&د&ا& ‪ &،‬ف&لن& أ&ت&م&ك&ن& م&ن& ت&ق&د&ي&م& د&ل&ي&ل& ل&ت&ه&د&ي&د&ه&‪ &.‬ال& ب&د& أ&نه& أ&س&ق&ط&‬
‫م&ص&ب&ا&ح&ه& عن& ط&ر&ي&ق& ا&لص&د&فة& ‪ &،‬م&م&ا& أ&ش&ع&ل& ال&ن&ا&ر&‪ &.‬ث&م& في& إل&ح&ا&ح&ه& ل&ل&خ&ر&و&ج&‪ &.‬ت&ع&ر&ض& ا&ل&ق&ف&ل& ل&ل&ت&ل&ف&‬
‫و&ا&ل&م&ف&ت&ا&ح& غ&ي&ر& م&ت&ح&ر&ك&‪&.‬‬
‫ك&&ا&ن&‬ ‫ل&م& أ&س&ت&ط&ع& م&غ&ا&د&ر&ة& ا&ل&م&د&ي&ن&ة&‪ &.‬س&ي&ك&و&ن& ه&ن&ا&ك& ت&ح&ق&ي&ق& ق&ا&ن&و&ن&ي& ف&ي& ا&ل&ح&ا&د&ث& ف&ي& ا&ل&ي&و&م& ا&ل&ت&ا&ل&ي& ‪ &،‬و&ا&ل&ذ&ي&‬
‫ع&ل& ّ&ي& أ&ن& أ&ح&ض &ر&ه& ‪ &،‬و&ع&ل&ى& أ&ي& ح &ا&ل& ك &ا&ن& ع&ل& ّ&ي& إ&ب&ال&غ& م&ر&ك &ز& ا&ل&ش &ر&ط&ة& ف&ي& ن&و&ل&س &ب&ر&ي&‪ &.‬ع &د&ت& إ&ل&ى&‬
‫ا&ل&ف&ن&د&ق& و&ك&ت&ب&ت& إ&ل&ى& م&ا&ر&ي&ا&ن& ‪ &،‬أ&خ&ب&ر&ه &ا& ب&ك &ل& م &ا& ح &د&ث& و&أ&ح &ذ&ر&ه&ا& م&ن& إ&ب&ق &ا&ء& ا&أل&خ&ب &ا&ر& م&ن& ل &و&ر&ا& ف&ي&‬
‫ا&ل&و&ق&ت& ا&ل&ح&ا&ل&ي&‪ &.‬م&ع& و&ف&ا&ة& ا&ل&س&ي&ر& ب&ي&ر&س&ي&ف&ا&ل& ‪ &،‬ت&ال&ش&ت& آ&م&ا&ل&ي& ف&ي& إ&ث&ب&ا&ت& ه&و&ي&ة& ل&و&ر&ا& أ&ي ً&‬
‫&ض& ا& ‪ &،‬و&ل&م&‬
‫أ&س&ت&ط&ع& أ&ن& أ&ر&ى& أ&ي& ط&ر&ي&ق& ل&ل&م&ض&ي& ق&د& ًم&ا& ف&ي& ا&ل&و&ق&ت& ا&ل&ح&ا&ل&ي&‪&.‬‬
‫في& ال&ي&&وم& ال&ت&&الي& ت&م ت&س&&لي&م& م&ظ&&رو&ف& مك&ت &و&ب& علي &ه& اس &م&ي إلى الف&ن&&دق&‪ .‬لم& ت&كن& ال&رس&&الة& الدا&خلي &ة&‬
‫م&ؤر&خ &ة& أ&و م&وق&ع &ة& ‪ &،‬ل&كن ق&ب &ل& أن أق&&رأ& الج&مل &ة& األ&و&لى& ‪ ،‬كن&ت& أع&&رف& من& ال &ذ&ي ك&تب&ه &ا& ‪ -‬الس&&يد&ة&‬
‫ك&اث&ري&ك‪&.‬‬
‫سيدي ‪ -‬اعتقدت أن&ك ع&دوي‪ .‬اآلن وق&د م&ات بس&ببك ‪ ،‬أن&ا أعت&برك ص&ديقي‪ .‬ألش&كرك على م&ا فعلت&ه ‪،‬‬
‫سأخبرك اآلن باألشياء التي تريد أن تعرفها عن حياتي الخاصة‪.‬‬
‫نبياًل‬ ‫قبل ثالثة وعشرين عامًا كنت شابة جميلة تعيش في ويلمنجهام ‪ ،‬متزوجة من زوج أحمق‪ .‬عرفت أيضًا رج ً‬
‫ال‬
‫‪ -‬لن أدعوه باسمه‪ .‬لماذا يجب علي؟ لم يكن ملكه‪ .‬ولدت بأذواق باهظة الثمن‪ .‬أعطاني هذا الرجل هدايا باهظة‬
‫الثمن‪ .‬من الطبيعي أنه أراد شيًئا ما في العودة ‪ -‬كل الرجال يفعلونه‪ .‬وماذا ك&&ان يري&&د؟ مج&رد ش&يء ص&&غير‪.‬‬
‫مفتاح خزانة الكنيسة ‪ ،‬عندما أدار ظهر زوجي‪ .‬لقد أحببت هداياتي ‪ ،‬ل&ذلك حص&لت على المفت&اح‪ .‬راقبت&ه في‬
‫غرفة المعيشة دون علمه ‪ ،‬ورأيت ما كان يفعله‪ .‬لم أكن أعرف بعد ذلك مدى خطورة الجريمة‪ .‬قلت إنني لن أخبر أي شخص عن الزواج الذي أض&&افه إلى الس&&جل إذا أخ&&برني عن‬
‫حياته الخاصة‪ .‬وافق ‪ -‬لماذا سترى بعد قليل‪.‬‬
‫قال إنه اكتشف فقط أن والديه لم يتزوجا بعد وفاة والدته‪ .‬اعترف والده بذلك ووعد بفع&ل م&ا في وس&عه من أج&ل ابن&ه‪ .‬لكن&ه م&ات ولم يفع&ل ش&يًئ ا‪ .‬ج&اء االبن إلى إنجل&ترا‬
‫واستولى على الممتلكات‪ .‬لم يكن هناك من يقول إنه ال يستطيع‪ .‬في الواقع ‪ ،‬كان الشخص المناسب للمطالبة بالممتلكات عالقة بعيدة في البحر‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬القتراض المال‬
‫من العقار ‪ ،‬كان بحاجة إلى شهادة زواج والديه‪ .‬كانت هذه مشكلة ‪ -‬وهي مشكلة أوصلته إلى ويلمنجهام‪.‬‬
‫خاص&ا لم يتم في كنيس&ة ويلمنجه&ام؟ ك&انت‬ ‫ً‬ ‫نظرًا ألن والديه كانا يعيشان في الغالب في الخارج ولم يكن لهما حياة اجتماعية في إنجلترا ‪ ،‬فمن كان سيقول (الك&اهن م&ات) أن زواجً& ا‬
‫خطته هي تمزيق صفحة من سجل الزواج في العام الذي يسبق والدته وتدميرها‪ .‬ثم يطلب من محاميه في لندن الحصول على الش&هادة الالزم&ة ‪ ،‬ويحيلهم ب&براءة إلى الت&اريخ ال&ذي‬
‫اختفى على الصفحة‪ .‬على األقل ال يمكن ألحد أن يقول إن والديه غير متزوجين‪.‬‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬عندما رأى أن هناك مساحة صغيرة في أسفل الصفحة في العام المناسب ‪ ،‬قام بتغيير خطته واغتنم الفرصة للكتابة في الزواج بنفسه‪ .‬استغرق األمر بعض الوقت ‪ ،‬مع ذلك‬
‫‪ ،‬للتدرب على الكتابة اليدوية ومزج اللون الصحيح للحبر ‪ ،‬بحيث يبدو كما هو‪.‬‬
‫بعد أن ضبطني زوجي أتحدث إليه سر ًا وبعد قتالهما معًا ‪ ،‬طلبت من الرجل النبيل أن يبرئ اسمي وأن يقول إنه لم يكن هناك شيء بيننا‪ .‬لكنه رفض‪ .‬أراد أن يصدق الجميع ش&يًئا‬
‫أبدا‪ .‬ثم قال لي إن العقوبة على جريمته وأي شخص ساعده هو السجن المؤبد‪ .‬لقد أخافني! \ و تح&دثت ‪ ،‬كنت ض&ائعة كم&ا ك&ان‪ .‬ثم واف&ق على‬ ‫خاطًئا ‪ ،‬حتى ال يشكوا في الحقيقة ً‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫دفع أجر سنوي إذا لم أقل شيًئا وبقيت في ويلمنجهام ‪ ،‬حيث يمكنه دائمًا العثور علي وحيث ال يوجد خطر من تكوين صداقات وتحدث‪ .‬كان هذا صعبًا ‪ ،‬لكنني قبلت‪.‬‬
‫بعد سنوات عديدة ‪ ،‬عندما كانت ابنتي معي في المنزل ‪ ،‬تلقيت رسالة منه أثارت غضبي الشديد‪ .‬فقدت السيطرة على نفسي وقلت ‪ ،‬بحضورها ‪" ،‬يمكنني تدميره إذا أفصحت عن‬
‫عفوا اآلن ‪ ،‬أو سأطلق سرك وأدم&ر حيات&ك‪ .‬كلم&اتي الخاص&ة! أص&بح أبيض‪ .‬ثم أقس&م علين&ا‪.‬‬ ‫سره"‪ .‬وذات يوم جاء إلى منزلنا ووصفها بأنها حمقاء‪ .‬صرخت على الفور‪ :‬اطلب ً‬
‫انتهى األمر ‪ ،‬كما تعلم ‪ ،‬بإغالقه عليها في مصحة‪ .‬حاولت أن أخبره أنها ال تعرف شيًئا‪ .‬لكنه لم يصدقني‪ .‬علمت ابنتي أنها أخافته وأنه كان مسؤو ً‬
‫ال عن إس&&كاتها ألن&&ه يعتق&&د أنه&&ا‬
‫تعرف سره‪ .‬لهذا السبب كرهته‪ .‬لكنها لم تعرف ً‬
‫أبدا حتى يوم وفاتها ما هو سره في الواقع‪.‬‬
‫سأختم بالقول إنك تهينني إذا كنت تعتقد أن زوجي ليس والد ابنتي‪ .‬من فضلك ال تسأل المزيد من األسئلة حول ذلك‪ .‬لحماية نفسي ‪ ،‬لم أذكر أي أسماء في هذه الرسالة ‪ ،‬وال أوقعها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫التهديد‬
‫لقد مألتني& رسالة السيدة كاثريك غير العادية والوقحة باالشمئزاز‪ .‬انتهى اهتمامي بجريمة السير بيرسيفال جليد اآلن ‪ ،‬لكنني قررت االحتفاظ& بالرسالة في حال كان‬
‫من الممكن أن يساعدني ذلك في معرفة من كان والد آن ح ًقا‪.‬‬
‫ُأ‬ ‫ُ‬
‫في وقت الحق من الصباح ذهبت إلى التحقيق القانوني في وفاة السير بيرسيفال‪ .‬طلب مني فقط أن أقول ما حدث‪ .‬لم سأل كيف اعتقدت أنه تم أخذ المفاتيح ‪ ،‬أو كيف ح&&دث‬
‫الحريق ‪ ،‬أو لماذا ذهب السير بيرسيفال إلى مجلس الوزراء‪ .‬نظرً ا لعدم تمكن أي ش&خص من تفس&ير أي من ه&ذه األش&ياء ‪ ،‬ك&ان الحكم في نهاي&ة التحقي&ق ه&و "الم&وت عن‬
‫طريق الصدفة"‪.‬‬
‫بعد ذلك ‪ ،‬عاد رجل نبيل كان أيضًا في التحقيق إلى الفندق معي‪ .‬كان قد سمع من محامي السير بيرسيفال أن عالقة بعيدة في الخارج سترث اآلن بالك ووتر ب&&ارك‪ .‬من الواض&&ح‬
‫أن هذا هو الشخص الذي كان يجب أن يرثها قبل ثالثة وعشرين عامًا‪ .‬إذا قمت بإعالن جريمة السير بيرس&يفال ‪ ،‬فلن يك&ون ذل&ك في ص&الح أح&د اآلن‪ .‬إذا احتفظت بالس&ر ‪ ،‬ف&إن‬
‫الشخصية الحقيقية للرجل الذي خدع لورا للزواج منه ستبقى مخفية‪ .‬ومن أجلها ‪ ،‬تمنيت أن أخفيها‪.‬‬
‫ما زلت ال أستطيع مغادرة هامبشاير ‪ ،‬حيث كان عليّ أن أحضر إلى مركز الشرطة في نولسبري في اليوم التالي‪ .‬قضيت ليلة أخ&&رى في الفن&&دق وفي الص&&باح ذهبت إلى‬
‫مكتب البريد ألخذ الرسالة من ماريان‪ .‬كما وعدنا ‪ ،‬كنا نكتب لبعضنا البعض كل يوم ‪ ،‬وكانت رسائل ماريان مليئة باألخبار المبهجة‪ .‬كانت رسالة ه&ذا الص&باح قص&يرة ‪،‬‬
‫وأرعبتني‪.‬‬
‫عد بأسرع ما يمكن‪ .‬كان علينا أن نتحرك‪ .‬تعال إلى ممشى جاور ‪ ،‬فولهام (رقم خمسة)‪ .‬سوف ابحث عنك ال تقلق بشأننا ‪ ،‬فنحن في أمان وبصحة جيدة‪ .‬لكن تعال باخ ‪-‬‬
‫ماريان‬
‫ماذا حدث؟ ما الشيء المروع الذي فعله كونت فوسكو أثناء غيابي؟ على الرغم من قلقي ‪ ،‬كان علي االنتظار‪ .‬دفعت فاتورتي في الفندق وأخذت سيارة أجرة إلى نولسبري‪.‬‬
‫ف&ي& م&ر&ك&ز& ا&ل&ش&ر&ط&ة& ‪ &،‬ك&م&ا& ت&و&ق&ع&ت& ‪ &،‬ل&م& ي&ب&د&و& أ&ن& أ&ح& ً&د&ا& ي&و&ا&ص&ل& ا&ل&ع&م&ل& ض&د&ي& و& ُس&م&ح& ل&ي& ب&ا&ل&ذ&ه&ا&ب&‪ &.‬ب&ع&د& ن&ص&ف& س&ا&ع&ة& ك&ن&ت& ف&ي& ا&ل&ق&ط&ا&ر& ع&ا&ئ&د&اً& إ&ل&ى& ل&ن&د&ن&‪&.‬‬
‫وصلت إلى ممشى جاور في فولهام في حوالي الساعة التاسعة صباحً ا‪ .‬جاء كل من لورا وماريان إلى الباب للسماح لي بالدخول‪ .‬كانت لورا أكثر إشرا ًقا وسعادة ‪ ،‬مليئ&&ة بالخط&&ط‬
‫للمستقبل ولرسمها ورسمها‪ .‬كان وجه ماريان متعبًا وقل ًقا‪ ] .‬يمكن أن ترى أنها قد أنقذت لورا معرفة الموت ال&رهيب في ويلمنجه&ام والس&بب الحقيقي لالنتق&ال إلى مس&اكن جدي&دة‪.‬‬
‫عندما غادرتنا لورا وتمكنا من التحدث بحرية ‪ ،‬حاولت أن أعبر عن مشاعري بعض الشيء وأخبرت ماريان كم أعجبت بها على الشجاعة والحب اللذين أظهرتهما‪.‬‬
‫جد ا لدرجة أنها لم تستمع إلي ‪ ،‬وحولت المحادثة إلى مخاوفي‪.‬‬ ‫كانت كريمة ً‬
‫جدا لرسالتي ‪ -‬ال بد أنها قد أزعجتك‪.‬‬ ‫أنا آسف ً‬
‫اعترفت ‪" ،‬نعم ‪ ،‬لقد حدث ذلك‪" .‬هل كنت محقا في التفكير في أنك تحركت بسبب تهديد الكونت فوسكو؟"‬‫ً‬
‫قالت‪" :‬صحيح تمامًا"‪ .‬رأيته باألمس ‪ ،‬وأسوأ من ذلك ‪ ،‬والتر ‪ -‬لقد تحدثت معه‪.‬‬
‫'تحدث معه؟ هل جاء الى المنزل؟‬
‫'هو فعل‪ .‬باألمس ‪ ،‬عندما كنت أعبر من النافذة ‪ ،‬رأيته في الشارع‪ .‬بعد ذلك كان هنالك قرع على الباب‪ .‬هرعت للخارج وهناك كان مرتديًا مالبس سوداء بوجهه الناعم وابتسامته القاتل&&ة‪.‬‬
‫أغلقت الباب خلفي حتى ال تراه لورا أو تسمعه‪.‬‬
‫'ماذا قال؟' سألت بقلق‪.‬‬
‫ً‬
‫استقبلني ثم كرر التحذير في رسالته إلي‪ .‬وقال إنه لم يتمكن من منع عنف السير بيرسيفالتجاهك ‪ ،‬وقد اكتشف عنواننا حفاظا على مصالحه‪ .‬لقد تمت متابعتك ‪ ،‬والتر ‪ ،‬عن&د‬
‫عودتك إلى المنزل بعد رحلتك األولى إلى هامبشاير‪ .‬لقد استخدم هذه المعلومات فقط عندما سمع بوفاة السير بيرسيفال ‪ ،‬ألنه يعتقد& أن يون سيتصرف ضده بعد ذلك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وكان على حق‪" .‬ماذا قال عني؟" قالت ماريان‪" :‬لقد كان رائعًا للغاية ‪ ،‬ومؤدبًا للغاية ‪ ،‬وخطيرً ا للغاية"‪ .‬قال ‪" ،‬حذر السيد هارترايت! لديه رجل ذكي وقوي للتعامل معه‪.‬‬
‫فليكن راضيا بما لديه‪ .‬قل له ‪ ،‬إذا هاجمني ‪ ،‬سأستخدم كل قوتي لتدميره‪ .‬ال يوجد شيء لن أفعله‪ .‬س&يدتي العزي&زة ‪ ،‬ص&باح الخ&ير "‪ .‬ثم نظ&ر إلي بعيني&ه الرم&اديتين الب&اردتين‬
‫وابتعد‪.‬‬
‫عدت إلى الداخل ‪ ،‬وأخبرت& لورا أنه يتع&ين& علينا التحرك‪ .‬كنا& بحاجة إلى حي أكثر هدوءًا بهواء& أفضل من أجل صحتها‪ &.‬قلت إنك تريد& منا& أن نفعل& ذلك ‪ ،‬ولماذا‬
‫لم نفعل& ذلك اآلن لنفاجئك عندما تعود‪ &.‬لقد أحببت& هذه الفكرة ‪ ،‬وكانت& سعيدة& ج ًد ا باالنتقال‪ &.‬لقد وج&&دت ه&&ذه المس&&اكن من خالل ص&&ديق ق&&ديم في المدرس&&ة‪ .‬فعلت&‬
‫الشيء الصحيح ‪ ،‬أليس& كذلك ‪ ،‬والتر؟‬
‫أ&ج&ب&ت&ه&ا& ب&ح&ر&ا&ر&ة& و&ا&م&ت&ن&ا&ن& ‪ &،‬ك&م&ا& ش&ع&ر&ت& ف&ع&الً& ‪&.‬‬
‫ل&ك&ن& ال&ن&ظ&ر&ة& ال&ق&ل&ق&ة& ظ&ل&ت& ع&لى& و&ج&ه&ه&ا& ‪ &،‬و&ر&أ&ي&ت& في& ع&ي&ن&ي&ه&ا& خ&و&ف&ه&ا& ا&ل&م&س&ت&م&ر& م&ن& ذ&ك&ا&ء& ا&ل&ك&و&ن&ت& و&ط&ا&ق&ت&ه&‪&.‬‬
‫ما& رأيك في رسالته ‪ ،‬والتر؟ ماذا تخطط& أن تفعل& بعد& ذلك؟‬
‫أجبته‪" :‬لقد قررت منذ أسابيع& أن لورا ستستقبل& في منزل عمها مرة أخرى"‪' .‬و قراري ال يزال كما هو‪ .‬الكونت& فوسكو سيحاسبني& على جريمته‪.‬‬
‫أ&ضا&ء&ت& ع&ي&و&ن& م&ا&ر&ي&ا&ن&‪ &.‬ل&م ت&ق&ل& ش&ي&ًئ ا& ‪ &،‬ل&ك&ن&ي& اس&ت&ط&ع&ت& أ&ن& أ&ر&ى& م&د&ى& د&ع&م&ه&ا& ل&ه&ذ&ه& ا&لخ&ط&ة&‪&.‬‬
‫ق&ل&ت&‪&" &:‬أ&ع&ل&م& أ&ن& ا&ل&م&خ&ا&ط&ر& ك&ب&ي&ر&ة& ‪ &،‬ل&ك&ن& ي&ج&ب& ا&ل&ق&ي&ا&م& ب&ذ&ل&ك&‪ &.‬ل&س&ت& م&ن& ا&ل&ح&م&ا&ق&ة& ب&م&ا& ي&ك&ف&ي& ل&ت&ج&ر&ب&ة& ه&ذ&ا& ق&ب&ل& أ&ن& أ&ك&و&ن& م&س&ت&ع& ً&د&ا& ج&ي& ً&د&ا&‪ &.‬أ&س&ت&ط&ي&ع& أ&ال&ن&ت&ظ&ا&ر&‪ &.‬د&ع &ه& ي&ع&ت&ق &د& أ&ن&‬
‫ض& ا& ‪ &،‬ي&ج&ب& أ&ن& ي&ك&و&ن& م &و&ق&ف&ي& ت&ج&ا&ه &ك& و&ل &و&ر&ا& أ&ق &و&ى& م&م &ا&‬ ‫ر&س&ا&ل&ت&ه& أ&ن&ت&ج&ت& ت&أ&ث&ي&ر&ه&ا&‪ &.‬س&ي&ب&د&أ& ف&ي& ا&ل&ش&ع&و&ر& ب&ا&أل&م&ا&ن&‪ &.‬أ&ي& ً‬
‫ع&ل&ي&ه& ا&آل&ن&‪&.‬‬ ‫ه&و&‬
‫"&ك&ي&ف& ي&م&ك&ن& أ&ن& ي&ك&و&ن& أ&ق&و&ى&؟&"& س&أ&ل&ت& م&ت&ف&ا&ج&ئ&ة&‪&.‬‬
‫"&م&ا&ر&ي&ا&ن& ‪ &،‬أ&و&د& أ&ن& ت&ق&و&ل& ل&و&ر&ا& ‪ &،‬ب&ر&ف&ق& ‪ &،‬إ&ن& ز&و&ج&ه&ا& ق&د& م&ا&ت&‪&.‬‬
‫أ&و&ه& ‪ &،‬و&ا&ل&ت&ر& ق&ر&ي&ب&ا& ج&د&ا؟& ل&د&ي&ك& س&ب&ب& ل&ذل&ك& ‪ &،‬أل&ي&س& ك&ذل&ك&؟&‬
‫بعيدا ج ًد ا ‪ ،‬أريد أن أخبرها أنني أحبها‪.‬‬ ‫نعم‪ .‬ال أستطيع& التحدث إلى لورا بعد‪ .‬لكن في يوم من األيام ‪ ،‬ليس ً‬
‫نظرت& ماريان& إلي لبعض& الوقت ثم ابتسمت& ابتسامة حزينة ولطيفة‪' .‬نعم أفهم‪ .‬أعتقد أنني مدين لها ول&&ك‪ .‬وال&&تر&‬
‫ليخبرها بوفاة زوجها‪.‬‬
‫اليوم التالي علمت لورا أن الموت قد أطلق سراحها من زواجها ‪ ،‬ولم يذكر اسم زوجها بيننا مرة أخرى‪.‬‬ ‫في‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫***‬

‫ً‬
‫متأك&دا تمامً&ا من أن&ه‬ ‫عادت حياتنا إلى نمطها المعتاد ‪ ،‬لكنني لم أنس الكونت‪ .‬اكتشفت أنه استأجر منزله في ‪ St John's Wood‬لمدة ستة أش&هر أخ&رى ‪ ،‬ل&ذلك كنت‬
‫سيظل في لندن ‪ ،‬في متناول يدي ‪ ،‬عندما حان وقت العمل‪.‬‬
‫لقد حللنا أخيرًا اللغز المتعلق بمن كان والد آن كاثريك‪ .‬عندما ذهبت مرة أخرى لرؤية السيدة كليمنتس وألخبرها بوفاة آن ‪ ،‬تذكرت المكان الذي عملت فيه السيدة كاثريك كخادمة‪.‬‬
‫كان صاحب عملها السيد دونثورن‪.‬‬
‫لقد كتبنا إلى السيد دونثورن ‪ ،‬الذي رد ببعض المعلومات المهمة للغاية‪ .‬كان فيليب فيرلي ‪ ،‬والد لورا ‪ ،‬صدي ًقا رائعًا له عندما كانوا صغارً ا ‪ ،‬وكان ضي ًفا متكررً ا في المنزل‪.‬‬
‫متأكدا إلى حد ما من أن فيليب فيرلي كان يقيم في منزله عندما كانت السيدة كاثريك تعمل كخادمة ‪ ،‬في الع&&ام‬ ‫ً‬ ‫ال وسيمًا ومولعًا بصحبة النساء ‪ ،‬وكان السيد دونثورن‬‫كان رج ً‬
‫الذي سبق والدة آن‪.‬‬
‫جدا ؛ وعندما أخذنا في االعتبار حقيقة أن ل&ورا تش&به إلى ح&د كب&ير وال&دها ‪ ،‬لم يكن ل&دينا أدنى‬ ‫عندما راجعت أنا وماريان التواريخ ؛ عندما اعتبرنا أن آن ولورا تبدو متشابهة ً‬
‫شك في أن هذا هو الحل‪ .‬كان فيليب فيرلي والد آن ‪ ،‬وكذلك كانت أخت لورا غير الشقيقة‪.‬‬
‫اآلن ‪ ،‬أخيرً ا ‪ ،‬المرأة ذات الرداء األبيض ‪ ،‬ذلك الظل الحزين الغريب الذي يسير في عزلة الليل ‪ ،‬يمكن أن يرقد بسالم‪.‬‬

‫***‬

‫مرت أربعة أشهر‪ .‬نمت لورا أقوى في الجسد والعقل‪ .‬كانت تقريبًا هي نفسها القديمة ‪ ،‬وعندما تحدثنا ‪ ،‬كان األمر كما كنا نتحدث في ‪ .Limmeridge‬إذا لمستها بالصدفة ‪،‬‬
‫شعرت بقلبي ينبض بسرعة ‪ ،‬ورأيت لون الرد في وجهها‪ .‬في أبريل ‪ ،‬ذهبنا لقضاء عطلة على شاطئ البحر‪ .‬أثناء تواجدنا هناك ‪ ،‬أخبرت أالريان أنه عندما عدنا إلى لندن ‪،‬‬
‫كنت مصممًا على إجبار الكونت فوسكو على االعتراف ‪ -‬ألجعله يخبرني بالتاريخ الحقيقي لرحلة لورا إلى لندن‪.‬‬
‫"ولكن إذا تحدت الم الكونت ‪ ،‬من أجل سالمة لورا ‪ ،‬أعتقد أنني يجب أن أتحداه بصفته زوجها‪ .‬هل توافقين يا ماريان؟‬
‫قالت "مع كل كلمة"‪ .‬لقد فرقت عنكما مرة واحدة‪ .‬انتظر هنا يا أخي أعز أصدقائي وأعز أصدقائي! حتى تأتي لورا وتخبرك بما قمت به اآلن! "‬
‫قبلت جبهتي وغادرت الغرفة‪ .‬انتظر "جيه" بجوار النافذة ‪ ،‬وهو يحدق في الشاطئ ‪ ،‬وال يرى شيًئا ‪ ،‬وبالكاد يستطيع التنفس‪ُ .‬فتح الباب ‪ ،‬ودخلت لورا وح&دها‪ .‬عن&دما افترقن&ا في‬
‫‪ ، Limmeridge‬دخلت الغرفة ببطء ‪ ،‬في حزن وتردد‪ .‬ركضت اآلن نحوي ‪ ،‬ونور السعادة يلمع في وجهها‪ .‬وضعت ذراعيها حولي ‪ ،‬وجاءت شفتيها اللطيفة لمقابلة شفتي‪.‬‬
‫يا عزيزى! همست ‪ ،‬هل يمكننا أن نقول نحن نحب بعضنا البعض اآلن؟ أوه ‪ ،‬أنا سعيد ً‬
‫جدا أخيرًا! "‬
‫بعد عشرة أيام كنا أكثر سعادة‪ .‬كنا متزوجين‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫االعتراف‬
‫بعد أسبوعين ‪ ،‬عدنا إلى لندن ‪ ،‬وبدأت االستعداد لمعركتي مع الكونت ‪ ،‬وكان اآلن في أوائل مايو وانتهت اتفاقية إيجار منزل&ه في يوني&و‪ .‬في س&عادتي الجدي&دة م&ع ل&ورا (ال&تي لم‬
‫نذكر لها اسم الكونت مطل ًقا) ‪ ،‬كنت أحيا ًنا أميل إلى تغيير رأيي وترك األشياء كما هي‪ .‬لكنه&ا م&ا زالت تراوده&ا أحالم ‪ ،‬أحالم رهيب&ة جعلته&ا تبكي في نومه&ا ‪ ،‬وكنت أعلم أن&ني‬
‫يجب أن أستمر‪.‬‬
‫أوالً ‪ ،‬حاولت معرفة المزيد عن الكونت‪ .‬أخبرني ماريان أنه لم يعد إلى إيطاليا لسنوات عديدة‪ .‬تساءلت هل اضطر لمغادرة إيطالي&&ا ألس&&باب سياس&&ية؟ لكن ماري&&ان ق&&ال‬
‫أيضً ا إنه تلقى في بالك ووتر بارك خطابات رسمية المظهر عليها طوابع إيطالية ‪ ،‬وهو ما يبدو أنه يتعارض مع هذه الفكرة‪ .‬اعتقدت أنه ربما ك&&ان جاسوس&&ا‪ .‬ق&د يفس&ر‬
‫هذا سبب بقائه في إنجلترا لفترة طويلة بعد االنتهاء بنجاح من مؤامرة‪ .‬من يمكنني أن أسأل من قد يعرف شيًئ ا؟ إيطالي آخر ‪ ،‬ربما ‪ -‬وفكرت فج&أة في ص&ديقي الق&ديم ‪،‬‬
‫األستاذ بيسكا‪.‬‬
‫أبدا‪ .‬لذا ذات صباح ذهبت إلى شارع فورس&ت رود ‪ ،‬س&انت ج&ون وود ‪ ،‬وانتظ&رت‬ ‫قبل أن أفعلذلك ‪ ،‬قررت أن ألقي نظرة على الكونت ‪ ،‬ألنه حتى هذا الوقت لم أضع عينيه عليه ً‬
‫بالقرب من منزله‪ .‬في النهاية ‪ ،‬جاء بنا وتبعنا وراءه وهو يسير باتجاه وسط لن&دن‪ .‬لق&د أع&دني ماري&ان لحجم&ه الهائ&ل ومالبس&ه العص&رية ‪ ،‬ولكن ليس للنض&ارة المروع&ة والبهج&ة‬
‫والطاقة التي يتمتع بها الرجل‪.‬‬
‫بالقرب من شارع أكسفورد توقف لقراءة الفتة تعلن عن دار أوبرا ‪ ،‬ثم ذهب إلى مكتب تذاكر األوبرا القريب‪ .‬ذهبت لقراءة الالفتة‪ .‬تم تأدية األوبرا في ذل&ك المس&اء ‪ ،‬وب&دا من‬
‫المحتمل أن يكون الكونت من بين الجمهور‪.‬‬
‫إذا قمت بدعوة ‪ Pesca‬إلى األوبرا ‪ ،‬على ما أعتقد ‪ ،‬يمكنني توجيه الكونت إليه ومعرفة ما إذا كان يعرفه‪ .‬لذلك اشتريت تذكرتين بنفسي ‪ ،‬وأرسلت رسالة إلى ‪ ، Pesca‬وفي‬
‫ذلك المساء اتصلت ألخذها معي إلى األوبرا‪.‬‬
‫ً‬
‫جالس&ا على مقع&د في‬ ‫كانت الموسيقى قد بدأت بالفعل عندما دخلنا ‪ ،‬وامتألت جميع المقاعد‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬كان هناك مجال للوقوف على الجانبين‪ .‬نظ&رت ح&ولي ورأيت الك&ونت‬
‫منتصف الطريق ألسفل ‪ ،‬لذلك وضعت نفسي في صف معه تمامًا ‪ ،‬مع وقوف بيسكا بجانبي‪ .‬عندما انتهى الجزء األول ‪ ،‬قام الجمهور ‪ ،‬بما في ذلك الكونت ‪ ،‬بالبحث عنهم‪.‬‬
‫عندما كان الكونت ينظر في اتجاهنا ‪ ،‬دفعت بيسكا بمرفقي‪ .‬هل ترى ذلك الرجل الطويل السمين؟ هل تعرفه؟'‬
‫قال بيسكا‪" :‬ال"‪ .‬هل هو مشهور؟ لماذا تشير إليه؟‬
‫ألن لدي سبب للرغبة في معرفة المزيد عنه‪ .‬إنه إيطالي ‪ ،‬واسمه الكونت فوسكو‪ .‬هل تعرف هذا االسم؟ انظر ‪ -‬قف على هذه الخطوة حتى تتمكن من رؤيته بشكل أفضل‪.‬‬
‫كان يقف بالقرب منا رجل نحيل أشقر شعره ندبة على خده األيسر‪ .‬رأيته ينظر إلى ‪ ، Pesca‬ثم اتبع اتجاه عينيه إلى الكونت‪ .‬كرر بيسكا أنه ال يعرفه ‪ ،‬وبينما كان يتح&دث ‪،‬‬
‫نظر الكونت في طريقنا مرة أخرى‪.‬‬
‫التقت عيون اإليطاليين‪.‬‬
‫في تلك الثانية ‪ ،‬اقتنعت فجأة أنه على الرغم من أن ‪ Pesca‬ربما لم يعرف الكونت ‪ ،‬إال أن الكونت يعرف بيسكا بالتأكيد!‬
‫لم يعرفه فقط ‪ ،‬ولكن ‪ -‬واألكثر إثارة للدهشة ‪ -‬كان يخافه أيضًا‪ .‬تجمد وجه الكونت في سكون رهيب ‪ ،‬وخدودهما شاحبتان مثل الموت ‪ ،‬والعيون الرمادي&ة الب&اردة تح&دق‬
‫في رعب‪.‬‬
‫في الجوار ‪ ،‬بدا أن الرجل ذو الندبة كان يراقب باهتمام تأثير ‪ Pesca‬على الكونت‪.‬‬
‫"كيف يحدق الرجل السمين!" قال بيسكا ‪ ،‬وهو ينظر حولي‪" .‬لكنني لم أره من قبل في حياتي‪".‬‬
‫بعيدا ‪ ،‬استدار الكونت ‪ ،‬وتحرك بسرعة نح&و الج&زء الخلفي من المس&رح ‪ ،‬حيث ك&ان الحش&د أك&ثر كثاف&ة‪ .‬أمس&كت ب&ذراع بيس&كا ‪ ،‬ولدهش&ته الكب&يرة ‪،‬‬ ‫عندما نظر ‪ً Pesca‬‬
‫سارعت به معي بعد الكونت‪ .‬يبدو أن الرجل النحيف ذو الندبة قرر أيضًا المغادرة ‪ ،‬وكان بالفعل أمامنا‪ .‬بحلول الوقت الذي وص&لت في&ه أن&ا و ‪ Pesca‬إلى الم&دخل ‪ ،‬لم يكن‬
‫الكونت وال الرجل النحيف في األفق‪.‬‬
‫قلت على وجه السرعة‪ ، '' Pesca `` :‬يجب أن أتحدث إليكم على انفراد‪ .‬هل يمكننا الذهاب إلى مسكنك للتحدث؟‬
‫"ما هذا األمر بحق األرض؟" بكى ‪.Pesca‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫وبعيدا عن متناول يدي‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أسرعت به دون أن أجيب‪ .‬الطريقة التي غادر بها الكونت المسرح ‪ ،‬قلقه غير العادي لتجنب ‪ ، Pesca‬جعلني أخشى أنه قد يذهب أبعد من ذلك ‪-‬‬
‫في مساكن ‪ ، Pesca‬شرحت كل شيء بأسرع ما يمكن ‪ ،‬بينما كانت ‪ Pesca‬تحدق بي في ارتباك وذهول شديدين‪.‬‬
‫'هو يعرفك ‪ -‬إنه خائف منك‪ .‬غادر المسرح ليهرب منك ‪ /‬قلت‪ .‬يجب أن يكون هناك سبب يا بيسكا! فكر في حياتك قبل مجيئك إلى إنجل&&ترا‪ .‬لق&د ت&&ركت إيطالي&ا ألس&&باب‬
‫سياسية‪ .‬أنا ال أسأل ماذا كانوا‪ .‬ولكن هل يمكن ربط رعب ذلك الرجل بماضيك بطريقة ما؟‬
‫لدهشتي التي ال يمكن وصفها ‪ ،‬بدت هذه الكلمات غير المؤذية تخيف بيسكا‪ .‬أصبح وجهه أبيض وبدأ يرتجف‪.‬‬
‫"والتر!" هو همس‪" .‬أنت ال تعرف ما تسأل"‪.‬‬
‫حدقت فيه‪" .‬بيسكا ‪ ،‬سامحني ‪ ،‬لم أقصد أن تسبب لك األلم‪ .‬تحدثت فقط بسبب ما عانته زوجتي من أفعال ذلك الرجل القاسية‪ .‬يجب أن تسامحني‪.‬‬
‫نهضت للذهاب‪ .‬أوقفني قبل أن أصل إلى الباب‪.‬‬
‫'انتظر ‪ /‬قال‪ .‬لقد أنقذت حياتي مرة‪ .‬لديك الحق في أن تسمع مني ما تريد أن تعرفه ‪ ،‬على الرغم من أنني قد أتعرض للقتل من أجل ذلك‪ .‬أنا فقط أطلب ذلك ‪ ،‬إذا وجدت الصلة‬
‫بين ماضي وذاك الرجل فوسكو ‪ ،‬فأنت ال تخبرني‬
‫ثم ‪ ،‬ما زال وجهه شاحبًا حيث كانت ذكريات الماضي مزدحمة ‪ ،‬أخبرني القصة‪.‬‬
‫كنت في شبابي ‪ -‬وما زلت ‪ -‬أنتمي إلى جمعية سياسية سرية‪ .‬دعنا نسميها اإلخوان ‪ ،‬ال أس&تطيع أن أخ&بركم باس&مها الحقيقي‪ .‬لكن&ني تحملت الكث&ير من المخ&اطر وفعلت ش&يًئا ع&رض‬
‫غدا أو بعد عشر سنوات‪ .‬ال أستطيع أن أعرف‪.‬‬ ‫األعضاء اآلخرين للخطر‪ .‬لذلك ُأمرت بالذهاب والعيش في إنجلترا واالنتظار ‪ ،‬ذهبت ‪ -‬لقد انتظرت ‪ -‬ما زلت أنتظر‪ .‬قد يتم استدعائي ً‬
‫هدف اإلخوان هو النضال من أجل حقوق الشعب‪ .‬هناك رئيس في إيطاليا ورؤساء في الخارج‪ .‬كل من ه&ؤالء لدي&ه س&&كرتيرته‪ .‬يع&&رف الرؤس&اء واألمن&اء األعض&اء ‪ ،‬لكن‬
‫األعضاء ال يعرفون بعضهم البعض ‪ ،‬حتى يعتبر ذلك ضروريًا‪ .‬يتم التعرف على كل عض&و في جماع&ة اإلخ&وان المس&لمين من خالل عالم&ة دائري&ة ص&غيرة محترق&ة في‬
‫الجلد ‪ ،‬ومرتفعة من الداخل من ذراعهم اليسرى‪.‬‬
‫رفع جعبته وأظهر لي بصماته الخاصة‪.‬‬
‫وتابع‪" :‬إذا خان أحد اإلخوان فهو ميت‪ .‬عضو آخر ‪ ،‬غريب بعيد أو جار ‪ ،‬سيؤمر بقتله‪ .‬ال أحد يستطيع أن يترك المجتمع ‪ -‬على اإلطالق‪.‬‬
‫توقف ‪ Pesca‬مؤق ًتا ثم تابع‪ .‬في إيطاليا تم اختياري ألكون سكرتيرة‪ .‬كان األعضاء في ذلك الوقت يواجهون وجهًا لوجه مع الرئيس ‪ ،‬كما تم مواجهتي وجهاً لوجه‪ .‬أنت تفهمني‬
‫‪ -‬أراه في وجهك‪ .‬لكن ال تخبرني بأي شيء ‪ ،‬أتوسل إليك! اسمحوا لي أن أتحرر من المسؤولية التي ترعبني‪.‬‬
‫قال أخيرً ا‪ :‬ال أعرف الرجل في األوبرا‪ .‬إذا كان يعرفني ‪ ،‬فهو متغير أو متنكر لدرجة أنني ال أعرفه‪ .‬دعني اآلن ‪ ،‬والتر‪ .‬لقد قلت كفى‪.‬‬
‫أبدا على الثقة التي وضعتها بي"‪.‬‬ ‫قال تي‪" :‬شكر ًا لك من كل قلبي ‪ ،‬بيسكا"‪" .‬لن تندم ً‬
‫ا ‪ ،‬بالتأكيد ‪ ،‬كان سالحي ضد الك&ونت! كنت مقتنع&ا بأن&ه ك&ان عض&وا في جماع&ة اإلخ&وان المس&لمين ‪ ،‬وخانه&ا ‪،‬‬ ‫أخيرً‬ ‫أثناء عودتي إلى المنزل ‪ ،‬خفق قلبي من اإلثارة‪ .‬هنا‬
‫واعتقدت أنه تم التعرف عليه الليلة‪ .‬كانت حياته اآلن في خطر‪ .‬ما الذي يمكن أن يفسر رعبه الشديد من رؤية بيسكا؟‬
‫وماذا سيفعل بعد ذلك؟ اترك لن&دن بأس&رع م&ا يمكن‪ .‬إذا ذهبت إلى منزل&ه وح&اولت منع&ه ‪ ،‬فلن ي&تردد في قتلي‪ .‬لحماي&ة نفس&ي ‪ ،‬ك&ان علي أن أجع&ل س&المته تعتم&د على‬
‫سالمتي‪ .‬أسرعت إلى المنزل وكتبت هذه الرسالة إلى بيسكا‪:‬‬
‫الرجل في األوبرا ‪ ،‬فوسكو ‪ ،‬هو عضو في مجتمعك وقد خانه‪ .‬اذهب على الفور إلى منزله في ‪ .Forest Road ، St John's Wood 5‬أنا ميت بالفعل‪ .‬استخدم قوتك‬
‫ضده دون تأخير‪.‬‬
‫أناوقع الخطاب ومؤرخه وكتب على الظرف‪ :‬ابق حتى الساعة التاسعة صباح الغد‪ .‬إذا لم تسمع مني من قبل ‪ ،‬افتح الظرف واقرأ محتوياته‪.‬‬
‫ث&م& و&ج&د&ت& ر&س&و&اًل ‪ &،‬و&ط&ل&ب&ت& م&ن&ه& ت&س&ل&ي&م& ا&لر&س&ا&ل&ة& و&إ&ح&ض&ا&ر& م&ال&ح&ظ&ة& م&ن& ا&أل&س&ت&ا&ذ& ب&ي&س&ك&ا& ل&ي&ق&و&ل& إ&ن&ه& ا&س &ت&ل&م&ه&ا&‪ &.‬ب&ع&د& عش &ر&ي&ن& دق&ي&ق &ة& وص &ل&ت&ن&ي& ال&م&ال&ح&ظ &ة& ‪ &،‬و&ب&ي&ن&م&ا& ك&ن&ت&‬
‫أ&غا&د&ر& ‪ &،‬جا&ء&ت& م&ا&ر&ي&ا&ن& إل&ى& ال&ب&ا&ب& ‪ &،‬ب&د&ت& ق&ل&قة&‪&.‬‬
‫"&إ&ن&ه&ا& ا&ل&ل&ي&ل&ة& ‪ &،‬أ&ل&ي&س& ك&ذ&ل&ك&؟&"& ق&ا&ل&ت&‪&" &.‬أ&ن&ت& ذ&ا&ه&ب& إ&ل&ى& ا&ل&ك&و&ن&ت&‪&"&.‬‬
‫"&ن&ع&م& ‪ &،‬إ&ن&ه&ا& ا&ل&ف&ر&ص&ة& ا&أل&خ&ي&ر&ة& و&ا&أل&ف&ض&ل&‪&"&.‬‬
‫أوه ‪ ،‬والتر& ‪ ،‬ليس وحدي! دعني أذهب& معك‪ &.‬ال تذهب وحيدا!‬
‫ال& ‪ &،‬م&ا&ر&ي&ا&ن&‪ &.‬ي&ج&ب& أ&ن& ت&ب&ق&ى& ه&ن&ا& و&ت&ح&ر&س& (&ل&و&ر&ا&)& م&ن& أ&ج&ل&ي&‪ &.‬ث&م& س&أ&ك&و&ن& س&ه&اًل ف&ي& ذ&ه&ن&ي& ع&ن&د&م&ا& أ&و&ا&ج&ه& ا&ل&ك&و&ن&ت&‪&.‬‬

‫***‬
‫ع&ن&د&م&ا& ا&ق&ت&ر&ب&ت& م&ن& م&ن&ز&ل& ا&ل&ك&و&ن&ت& ‪ &،‬م&ر&ر&ت& ب&ا&ل&ر&ج&ل& ذ&و& ا&ل&ن&د&ب&ة& ع&ل&ى& خ&د&ه& ا&ل&ذ&ي& ال&ح&ظ&ت&ه& س&ا&ب& ًق&ا& ف&ي& ا&أل&و&ب&ر&ا&‪ &.‬ت&س&ا&ء&ل&ت& م&ا&ذ&ا& ك&ا&ن& ي&ف&ع&ل& ه&ن&ا&؟&‬
‫ل&ق&د& أ&ر&س&ل&ت& ب&ط&ا&ق&ت&ي& ‪ &،‬و&م&ا& ز&ل&ت& ال& أ&ع&ر&ف& ل&م&ا&ذ&ا& س&م&ح& ‪Count‬أنا في منزله في الساعة الحادية عشرة والنصف ليالً‪ .‬هل كان مجرد فضول لرؤيتي؟ لم يكن ليعرف‬
‫أنني كنت& في األوبرا مع ‪ ، Pesca‬وأعتقد أنه كان يعتقد أنه ليس لديه ما يخشاه مني‪.‬‬
‫كان ال يزال يرتدي بدلته المسائية ‪ ،‬وكانت& هناك حقيبة سفر على األرض ‪ ،‬وفي كل مكان حوله كتب& وأوراق ومالبس‪ .‬كان تخميني& صحيحً ا‪.‬‬
‫"&أ&ت&ي&ت& إ&ل&ى& ه&ن&ا& ل&ل&ع&م&ل& ‪ &،‬س&ي&د& ه&ار&ت&ر&ا&ي&ت&؟&"& ق&ال& ‪ &،‬ي&ن&ظ&ر& إل&ي& ب&ف&ض&و&ل&‪&" &.‬ال& أ&س&ت&ط&ي&ع& ا&ل&ت&ف&ك&ي&ر& في& م&ا& ي&م&ك&ن& أن& ي&ك&و&ن&‪&"&.‬‬
‫ق&ل&ت&‪&" &:‬م&ن& ا&ل&و&ا&ض&ح& أ&ن&ك& ت&س&ت&ع&د& ل&ر&ح&ل&ة&"&‪ &.‬ه&ذ&ا& ه&و& ع&م&ل&ي&‪ &.‬أ&ع&ر&ف& ل&م&ا&ذ&ا& ت&غ&ا&د&ر& ل&ن&د&ن&‪&.‬‬
‫"&ه&ل& ت&ع&ل&م& ل&م&ا&ذ&ا& س&أ&ر&ح&ل& عن& ل&ند&ن&؟&"& ذ&ه&ب& إل&ى& ط&ا&و&لة& و&ف&ت&ح& در&ج&‪&" &.‬ق&ل& لي& ا&ل&س&ب&ب& ‪ &،‬إذ&ا& س&م&ح&ت&"&‪&.‬‬
‫قلت‪" :‬يمكن&ني& أن أوضح لك السبب"‪" &.‬ارفع الكم على ذراعك األيسر ‪ ،‬وسترى ذلك‪&".‬‬
‫ح&د&ق&ت& ع&ي&ن&ا&ه& ا&ل&ر&م&ا&د&ي&ة& ا&ل&ب&ا&ر&د&ة& ف&ي& ع&ي&ن&ي&‪ &.‬ك&ا&ن& ه&ن&ا&ك& د&ق&ا&ت& ق&ل&ب& ط&و&ي&ل&ة& م&ن& ا&ل&ص&م&ت&‪ &.‬ك&ن&ت& م&ت&أ&ك& ً&د& ا& ك&م&ا& ل&و& ك&ن&ت& ق&د& ر&أ&ي&ت& أ&ن&ه& ي&ح&م&ل& م&س&د& ً&س& ا& م&خ&ب&ًأ ا& ف&ي& ا&ل&د&ر&ج&‬
‫‪ &،‬و&أ&ن& ح&ي&ا&ت&ي& م&ع&ل&ق&ة& ب&خ&ي&ط&‪&.‬‬
‫قل&ت‪ &:‬ا&نت&ظر& قل&يالً&‪ &.‬قب&ل أن& تت&صر&ف& ‪ ،‬أ&نص&حك& بق&را&ءة& هذ&ه الم&ال&حظ&ة‪ .‬تح&رك&ت& بب&طء& و&حذر& ‪ &،‬مر&رت& له م&ال&حظ&ة بي&سك&ا‪&.‬‬
‫عال‪.‬‬
‫قرأ السطور بصوت ٍ‬
‫تم استالم رسالتك‪ .‬إذا لم أسمع شيًئا منك قبل الساعة التاسعة صباحً ا ‪ ،‬سأفتح الظرف عندما تدق الساعة‪.‬‬
‫ربما احتاج رجل آخر إلى تفسير ‪ ،‬لكن ليس الكونت‪ .‬تغير تعبيره وأغلق الدرج‪.‬‬
‫قال‪' :‬أنت أذكى مما كنت أعتقد‪ .‬ال يمكنني المغادرة قبل التاسعة ألن علي انتظار تسليم جواز السفر‪ .‬قد تكون معلوماتك صحيحة أو خاطئة ‪ -‬من أين حصلت عليها؟‬
‫"أنا أرفض إخبارك"‪.‬‬
‫"وهذه المالحظة غير الموقعة التي أريتني إياها ‪ -‬من كتبها؟"‬
‫"رجل لديك كل األسباب للخوف‪".‬‬
‫وقفة "ماذا تريد مني يا سيد هارترايت؟ هل يتعلق األمر بسيدة ‪ ،‬ربما؟‬
‫'نعم زوجتي أجبت‪.‬‬
‫ال خطيرًا‪ .‬طوى ذراعيه واستمع إلي بابتسامة باردة‪.‬‬ ‫نظر إلي بذهول حقيقي ‪ ،‬ورأيت في الحال أنه لم يعد يعتبرني رج ً‬
‫استطردت‪" :‬أنت مذنب بارتكاب جريمة شريرة"‪ .‬لكن يمكنك االحتفاظ بالمال‪ .‬كل ما أريده هو اعتراف موقع بالمؤامرة ودليل على تاريخ سفر زوجتي إلى لندن‪.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬
‫'جيد!' هو قال‪ .‬هذه هي شروطك‪ .‬هنا لي‪ .‬األول ‪ ،‬مدام فوسكو وأنا نغادر المنزل عندما نشاء وال تحاول إيقافنا‪ .‬ثانيًا ‪ ،‬انتظر هنا حتى يأتي وكي&&ل أعم&&الي في وقت مبك&&ر‬
‫ثالثا ‪ ،‬أنت توافق على قت&الني في مك&ان س&يتم ترتيب&ه في الخ&ارج‬ ‫من صباح الغد وتعطيه أمرً ا بإعادة رسالتك بدون فتحها‪ .‬ثم تسمح لنا بمغادرة المنزل لمدة نصف ساعة‪ً .‬‬
‫الح ًقا‪ .‬هل تقبل شروطي ‪ -‬نعم أم ال؟‬
‫أذهلني قراره السريع وذكائه وقوة شخصيته‪ .‬ترددت للحظة‪ .‬هل اتركه يهرب؟ نعم ‪ ،‬الدليل الذي أحتاجه إلثبات هوية لورا كان أهم بكثير من االنتقام‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أنا أقبل شروطك‪.‬‬
‫في الحال دعا لتناول القهوة وجلس للكتابة‪ .‬كتب بسرعة لبعض الوقت‪ .‬وأخير ًا ‪ ،‬قفز وأعلن أنه انتهى وتال بيانه ‪ ،‬الذي قبلته على أنه مرض‪ .‬أعطاني عنوان الشركة التي استأجر‬
‫منها سيارة األجرة ألخذ لورا ‪ ،‬وأعطاني أيضًا رسالة موقعة من السير بيرسيفال‪ .‬كان بتاريخ ‪ 25‬يوليو ‪ ،‬وأعلن عن رحلة السيدة جليد إلى لندن في ‪ 26‬يوليو‪ .‬لذلك ك&&ان هن&&اك‪.‬‬
‫في ‪ 25‬يوليو ‪ ،‬تاريخ شهادة وفاتها في لندن ‪ ،‬كانت لورا على قيد الحياة في هامبشاير ‪ ،‬على وشك القيام برحلة في اليوم التالي‪.‬‬
‫ثم استدعى الكونت مدام فوسكو لمشاهدتي أثناء نومه‪ .‬وصل وكيله في الصباح الباكر وكتبت مالحظة لـ ‪ .Pesca‬بعد س&اعة ‪ ،‬ع&اد الوكي&ل برس&التي غ&ير المفتوح&ة وج&واز‬
‫سفر الكونت‪.‬‬
‫"تذكر الشرط الثالث!" قال الكونت عندما غادر‪" .‬سوف تسمع مني ‪ ،‬سيد هارترايت‪ ".‬ثم صعد هو والكونتيس&&ة إلى س&&يارة أج&رة الوكي&ل م&ع حق&&ائبهم وابتع&دوا ‪ ،‬ت&اركين‬
‫الوكيل معي للتأكد من أنني لم أتبعه‪.‬‬
‫بينما كنت أشاهدهم يغادرون ‪ ،‬مرت سيارة أجرة أخرى ورأيت داخل الرجل ذو الندبة على خده‪ .‬تساءلت ما هو عمله مع الكونت؟ لقد رأيته كثيرًا اآلن حتى أصبحت صدفة‪ .‬ربم&ا خاض&&ت‬
‫معركتي الخاصة مع الكونت في الوقت المناسب‪ .‬ال يمكنك الحصول على اعتراف موقع من رجل ميت‪.‬‬
‫بينما انتظرت نصف الساعة المتفق عليه ‪ ،‬قرأت الوثيقة التي كتبها الكونت لي‪.‬‬
‫بيان من إيسيدور أوتافيو بالداسار فوسكو‬
‫في صيف عام ‪ ، 850‬وصلت إلى إنجلترا في مهمة سياسية دقيقة وبقيت مع صديقي‪ .‬السير بيرسيفال جليد‪ .‬كالنا بحاج&ة ماس&ة إلى مب&الغ كب&يرة من الم&ال‪ .‬الش&خص الوحي&د‬
‫الذي كان لديه مثل هذا المال هو زوجته ‪ ،‬التي لم يكن من الممكن الحصول منها على فلس واحد حتى وفاتها‪ .‬ومما زاد الطين بلة ‪ ،‬أن صديقي كان يعاني من مشاكل شخص&ية‬
‫أخرى‪ .‬كانت امرأة تدعى آن كاثريك مختبئة في الحي ‪ ،‬وكانت تتواصل مع الليدي جليد ‪ ،‬وتعرف سرً ا يمكن أن يفسده‪ .‬ولو انهار ماذا سيحدث لمصالحنا المالية؟‬
‫كان أول شيء يجب القيام به هو العثور على آن كاثريك ‪ ،‬التي قيل لي إنها تشبه إلى حد كبير الليدي جليد والتي هربت من منزل مجنون‪ .‬خطرت لي فكرة رائع&ة لتغي&ير أس&ماء وأم&اكن‬
‫وحياة السيدة جيدي وآن كاثريك ‪ ،‬واحدة مع األخرى‪ .‬ستكون النتائج الرائعة لهذا التغيير هي ربح ‪ 30‬ألف جنيه إسترليني والحفاظ على سر السير بيرسيفال‪.‬‬
‫ال في ‪ St John's Wood‬بنفس&ي ‪ ،‬وحص&لت من الس&يد ‪ Fairlie‬في ‪ Limmeridge‬على دع&وة‬ ‫وجدت آن كاثريك وأقنعتها وصديقتها بالعودة إلى لندن‪ .‬اس&تأجرت م&نز ً‬
‫للسيدة ‪ Glyde‬لزيارتها‪ .‬لكي تنجح خطتي ‪ ،‬كان من الضروري لليدي جاليد أن تغادر بالكووتر بارك بمفردها وأن تقضي ليلة في م&&نزلي في طريقه&&ا إلى ليمري&&دج‪ .‬أص&&بحت‬
‫هذه الخطة أسهل بسبب مرض اآلنسة هالكومب‪ .‬عدت إلى بالكووتر بارك ‪ ،‬وعندما خرجت اآلنسة هالكومب من دائرة الخطر ‪ ،‬تخلصت من الطبيب وأصدرت تعليمات للس&&ير‬
‫بيريفال للتخلص من الخدم‪.‬‬
‫بعيدا لبضعة أيام ‪ ،‬وفي إحدى الليالي ‪ ،‬قمت أنا ومدام فوسكو والسيدة روبيل بنقل اآلنسة هالكومب النائمة إلى جزء غير مس&&تخدم من الم&&نزل‪.‬‬ ‫بعد ذلك ‪ ،‬أرسلنا السيدة ميشيلسون ً‬
‫غادرت إلى لندن في الصباح مع زوجتي ‪ ،‬وتركت السير بيرسيفال إلقناع الليدي جاليد بأن أختها ذهبت إلى ليمريدج وأن عليها أن تتبعه&ا ‪ ،‬مم&ا أدى إلى كس&ر رحلته&ا في لن&دن‬
‫في منزلي‪.‬‬
‫ً‬
‫في الرابع والعشرين من تموز (يوليو) ‪ ،‬وبمساعدة زوجتي ‪ ،‬استحوذت على آن كاثريك ‪ ،‬واصطحبتها إلى منزلي بصفتها السيدة جليد‪ .‬ومع ذل&ك ‪ ،‬عن&دما لم ت&ر أح&دا تع&رفت علي&ه ‪،‬‬
‫صرخت من الخوف ‪ ،‬ولما رعبي ‪ ،‬تسببت الصدمة التي أصابت قلبها الضعيف في االنهيار‪ .‬في نهاية اليوم التالي ‪ ،‬كانت ميتة‪ .‬مات ي&وم ‪ ، 25‬ولم يكن من المق&رر أن تص&ل اللي&دي‬
‫جليد إلى لندن حتى يوم ‪!26‬‬
‫لقد فات األوان لتغيير الخطة‪ .‬بقيت هادئا واستمررت‪ .‬في يوم ‪ ، 26‬تركت السيدة جاليد الكاذبة ميتة في منزلي ‪ ،‬جمعت السيدة جليد الحقيقية من محطة السكة الحديد وأخذتها إلى‬
‫منزل السيدة روبيل‪ .‬تم إقناع الرجلين الطبيين اللذين وظفتهما (يجب أن نقول) بسهولة إلثبات أن السيدة جليد المرتبكة والخائفة مريضة عقليًا‪ .‬ثم أعطيتها دواء وجعلت السيدة روبيل‬
‫تلبسها بمالبس آن كاثريك‪ .‬في اليوم التالي ‪ ،‬السابع والعشرين ‪ ،‬تم تسليمها إلى المصح ‪ ،‬حيث تم استقبالها بمفاجأة كبيرة ‪ ،‬ولكن دون شك‪ .‬دفنت السيدة جليد المزيفة في ليمريدج‪.‬‬
‫حضرت الجنازة بعبارات مناسبة من التعاطف العميق‪.‬‬
‫يبقى سؤال أخير‪ .‬إذا لم تمت آن كاثريك عندما ماتت ‪ ،‬فماذا كنت سأفعل؟ كنت بالطبع سأمنحها فرحة سعيدة من سجن الحياة‪.‬‬

‫‪I5‬‬
‫ا&ل&ب&ر&ه&ا&ن&‬
‫بعد مرور نصف الساعة ‪ ،‬عدت إلى المنزل‪ .‬بعد شرح موجز للورا وماري&ان ‪ ،‬أس&رعت إلى طري&ق ‪ St John's Wood‬ألج&د س&ائق س&يارة األج&رة ال&ذي وظف&ه الك&ونت‬
‫ليصطحب لورا في المحطة‪ .‬كتب لي بيا ًنا وقع عليه هو وشاهد ‪ ،‬قائاًل إنه في ‪ 26‬يوليو ‪ I850‬كان قد قاد كونت فوسكو إلى محطة السكة الحديد حيث اس&&تلموا لي&دي جلي&&د‪ .‬ق&&ال‬
‫إنه يتذكر اسم الليدي جليد من الملصقات الموجودة على أمتعتها‪.‬‬
‫ثم ذهبت إلى مكتب السيد كيرل وقدمت له إثبات هوية لورا ‪ -‬رسالة من السير بيرسيفال ‪ ،‬وبيان سائق سيارة األجرة ‪،‬‬
‫واعتراف الكونت ‪ ،‬وشهادة الوفاة‪ .‬مندهشا ‪ ،‬هنأني ‪ ،‬ووافق على مرافقتنا إلى ‪ Limmeridge‬في اليوم التالي ‪ ،‬حيث‬
‫كنت أنوي استقبال ‪ Laura‬واالعتراف بها عل ًنا‪.‬‬
‫في وقت مبكر من صباح اليوم التالي ‪ ،‬استقلنا أنا ولورا وماريان والسيد كيرل القطار إلى ليمريدج‪ .‬مكثت لورا وماري&&ان‬
‫في البداية في فندق بينما ذهبت أنا والسيد كيرل إلى المنزل للتعامل مع السيد فيرلي‪ .‬اشتكى كالطفل قائال كيف يع&&رف أن‬
‫ابنة أخته على قيد الحياة عندما قيل له إنها ماتت؟ بيننا وبين المحامي ‪ ،‬جعلته يوقع رسائل ت&دعو ك&&ل من حض&ر الجن&&ازة‬
‫الكاذبة للحضور إلى المنزل في اليوم التالي‪.‬‬
‫بينما& كنت& أقود لورا إلى منزل طفولتها& في صباح اليوم التالي ‪ ،‬كان هناك همس من المفاجأة واالهتمام من حش&&د‬
‫القرويين والج&&يران المنتظ&&رين‪ .‬س&&رعان م&&ا تم العم&&ل‪ .‬ق&&رأت قص&&ة الم&&ؤامرة& ض&&د ل&&ورا ‪ ،‬وأعلنت ش&&ركة ‪Air‬‬
‫‪ yrle‬أن كل ما قلته تم إثباته بأقوى دليل‪ .‬وضعت ذراعي حول لورا ‪ ،‬ورفعتها ‪ ،‬وناديت الحشد‪:‬‬ ‫‪K‬‬
‫"هل أنتم جميعًا متفقون على أن هذه هي لورا فيرلي التي تعرفونها؟"‬
‫عجوزا في م&ؤخرة الغرف&ة ه&و ال&ذي ب&دأها ‪ ،‬وفي‬ ‫ً‬ ‫"ها هي ‪ ،‬على قيد الحياة وبصحة جيدة ‪ -‬بارك هللا فيها!" كان رج ً‬
‫ال‬
‫لحظة كان الجميع يصرخون ويهتفون معًا‪.‬‬
‫الح ًقا ‪ ،‬في باحة الكنيسة ‪ ،‬شاهدنا عامل حجر يزيل اسم لورا من شاهد القبر‪ .‬في مكانه وضع هذا‪:‬‬
‫آن كاثريك‬
‫‪ 25‬يوليو ‪I850‬‬
‫عدنا إلى لندن في اليوم التالي ‪ ،‬ونحن سعداء بفكرة أن الكفاح الطويل قد انتهى اآلن‪.‬‬
‫المستوى ‪6‬‬ ‫مكتبة أوكسفورد للكتب‬ ‫المرأة ذات الرداء األبيض‬

‫***‬

‫بعد عدة أيام جاءت بيسكا لرؤيتي وطلبت مني كلمة هادئة في أذني‪ .‬لقد عاد لتوه من باريس‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫قال‪ - :‬لدي أخبار لك يا صديقي‪ .‬ال داعي للقلق بعد اآلن بشأن الرجل في األوبرا‪ .‬تم العثور على جثته في نهر السين أمس وترقد اآلن في المشرحة في باريس‪ .‬لقد قتل مت&&أثرا بج&&روح‬
‫سكين في القلب‪.‬‬
‫"الكونت فوسكو مات؟" قلت مندهشا‪' .‬هل أنت متأكد؟'‬
‫رأيت الجثة بأم عيني‪ .‬كان يرتدي مالبس عاملة فرنسية ‪ ،‬وكان له اسم مختلف بالطبع ‪ ،‬لكنه كان الرجل السمين الذي رأيناه في األوبرا تلك الليلة‪ .‬ال شك‪.‬‬
‫"&ل&ك&ن& ك&ي&ف& ت&ع&ر&ف& ه&ذ&ا&؟&"& ا&ن&ا& س&أ&ل&ت&‪&.‬‬
‫ت&ر&د&د& ب&ي&س&ك&ا&‪ &.‬قا&ل& لي& ر&ج&ل& ب&ع&ض& ال&م&ع&ل&و&م&ا&ت&‪ &.‬ك&ا&ن& عل&ي& أ&ن& أ&ر&ى& ال&ج&ث&ة& و&أر&س&ل& ت&ق&ر&ي&ر&اً& ع&ن&ه&ا&‪&.‬‬
‫'&ر&ج&ل& ق&ل&ت&‪&" &.‬أ&ي& ن&و&ع& م&ن& ا&ل&ر&ج&ا&ل&؟&"&‬
‫قال بيسكا‪" :‬غريب"‪ .‬لم أكن أعرفه‪ .‬رجل مع ندبة على خده األيسر‪ .‬رأى الفهم في وجهي ورفع يده‪ .‬ال مزيد من األسئلة يا صديقي‪ .‬لو سمحت!'‬
‫لم& نت&حد&ث& عن ذل&ك م&رة& أخر&ى ‪ &،‬لك&ني& أعت&قد& أن ‪ Pesca‬كان& ي&خ&&بر&ني& أن ا&إل&خ&&وا&ن ال&مس&ل&مي&ن& ق&د& ا&نت&قم&و&ا‪ &.‬وه&ك&&ذا& ر&ح&ل& ك&&ون&ت& ف&وس&ك&و& ‪ &،‬ذل&&ك الرج&&ل الش&ر&ير&‬
‫ا&ال&ست&ثن&ا&ئي& م&ن ه&ذا الع&الم‪&.‬‬
‫***‬
‫في العام التالي ولد طفلنا& األول ‪ -‬ولد‪ .‬بعد& ستة أشهر أرسلتني ص&&حيفتي إلى أيرلن&&دا ‪ ،‬وعن&&دما ع&&دت ‪ ،‬وج&&دت& رس&&الة من زوج&&تي تق&&ول& إنه&ا& وماري&&ان ووال&&تر‬
‫مندهش&ا& ج& ًدا ‪ ،‬لق&&د ركبت& القط&&ار الت&&الي‪ .‬عن&&دما وص&&لت إلى هن&&اك ‪ ،‬أخبرت&&ني&‬ ‫ً‬ ‫الصغير& ذهبوا& إلى ليمريدج& هاوس‪ .‬توسلت& إلي أن أتبعها& في أسرع& وقت ممكن‪.‬‬
‫ماريان ولورا أن السيد فيرلي مات& وأن السيد& كيرل& نصحهما بالذهاب إلى منزل ليمريدج‪&.‬‬
‫اقتربت& لورا مني وأدركت& أن هناك& تغي&يرً ا& كبيرً ا& يحدث& في حياتنا‪.‬‬
‫"هل تعرف& من هذا ‪ ،‬والتر؟" سألت ماريان وهي تحمل& ابني الصغير والدموع& من الفرح في عينيها‪" &.‬هذا هو& الصبي& الذي سيرث& ذات يوم منزل& ليمريدج"‪&.‬‬
‫ل&ذ&ل&ك& ت&ح&د&ث&ت&‪ &.‬ف&ي& ك&ت&ا&ب&ة& ه&ذ&ه& ا&ل&ك&ل&م&ا&ت& ا&أل&خ&ي&ر&ة& ‪ &،‬ك&ت&ب&ت& ك&ل& ش&ي&ء&‪ &.‬م&ا&ر&ي&ا&ن& ك&ا&ن&ت& ص&د&ي&ق&ة& ح&ي&ا&ت&ن&ا& ‪ &-‬د&ع& م&ا&ر&ي&ا&ن& ت&ن&ه&ي& ق&ص&ت&ن&ا&‪&.‬‬

You might also like