You are on page 1of 46

‫اإلهداء…‬

‫إلى من يتوقون ليكونوا أحياء على هذه األرض‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ٰ‬
‫عـلى الليل الذي ال يمتلئ بـنا وعلى أيادينا المـبتورة‪..‬‬ ‫أحتج‬
‫وكلماتنا الباردة في رمض تمـوز‬
‫ألقف بعدها على رصيف أغنيـة ما انتظركِ‬
‫حـتى ظـن الناس اني ع ٰـمود إنارة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عزيزي فانسان ‪..‬‬
‫ضا‬
‫وصلتني رسالتك التي لم تصل الى ثيو ووصلت الى الماليين في هذا العالم ‪،‬وصلتني أنا اي ً‬
‫ولو أني قلت لمستني لكان المعنى اوضح ‪،‬احمل رسالتي الى هذا العالم وجدواها أن يعيشوا‬
‫بحباقة ‪،‬اي ب ُحب وحماقة ‪،‬فال ُحب دفىء والحماقة راحة ‪،‬والعلة تكمن يا فان في أننا ال نستيطع‬
‫العودة الى ما قبل المعرفة الى ما قبل إدراكنا لكل شيء ‪،‬ولطالما كانت مهمة المؤمنين أسهل‬
‫من مهمة ال ُرسل ‪،‬فالمؤمن ُمطالب باأليمان فقط ‪،‬بينما الرسول عليه أن يقنعهم ‪،‬لذلك فالرسائل‬
‫دو ًما شاقة على حامليها ‪.‬‬

‫علي هذا العالم أن أكره وألح عليه أنا ُيحب ‪،‬وقد ازدادت ألوانه وازدادت رماديته في‬ ‫َّ‬ ‫• ُيلح‬
‫شيعت البساطة تلك التي ُكنت‬
‫تأثيرا ‪،‬لقد ُ‬
‫ً‬ ‫الوقت نفسه ‪،‬لم ي ُعد للربيع مع ًنا ‪،‬وال إلعادة التشكيل‬
‫بألوان جديدة ‪،‬تكدست المفاهيم حتى شوهتها ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫شدها وتبحث عنها‬ ‫تن ُ‬

‫• هل تعلم مقدار الشجاعة التي يتطلبها المرء لكي ُيحب ؟‪،‬إنه ل ُنبل أن يحب المرء نفسه وأن‬
‫يحمل على عاتق ِه رسالة من البهجة مليئة بالحياة ‪،‬لقد ازدادت ُعقد اإلنسان ‪،‬وأطلقوا عليها‬
‫ت كثيرة بينما أنت اختصرتها بالعقل والبؤس ‪،‬لذلك علينا أنا وأنت أن نستبدلها بالخوف‬ ‫تسميا ٍ‬
‫‪،‬أن نقول " ما الذي يصنعه الخوف ِبنا ؟‪، ".‬أنه يق ُتل ال ُنبل فينا فال ُيبقي لنا شجاعة لل ُحب‬
‫‪،‬الخوف جعلك ُتغادر وأنت في أوج أشتعالك‪،‬خِفت من السنون المنهمرة من مواجهتها‬
‫بنزيفك‪،‬خِفت على ألوانك‪،‬الخوف يجعل القاتل يقتل ليخرجنا من الحياة ‪،‬أنت سألت يا فانسان ‪،‬‬
‫‪ -‬لماذا ؟ و ‪ -‬إلى أين ؟‬
‫دعني اسأل أنا العالم وأسألك ب هل ؟‬
‫صا لديه في هذا العالم‪،‬لمزقت تذكرتك ونسيت‬ ‫‪ -‬هل لو عانقك أحدهم وهمس لك أنك أعظم شخ ً‬
‫ذاك الربيع وأزهر داخلك ؟‪.‬‬
‫‪ -‬هل القاتل لو عانقته أمه وأخبرته أنها تحبه وعليه أن ُيحب ‪،‬لكان تراجع عن ثقب أحالم‬
‫أحدهم ؟‬
‫‪ -‬هل كان وال زال عار البشرية أن ينتحر أحدهم وهو بحاجة الى عناق كما قالها ألبير ؟‬

‫• أن العلة يا فانسان تك ُمن في الجدوى ‪،‬متى ما فقدناها قطعنا كلنا التذاكر نحو الربيع نحو‬
‫الضياع ال فرق ‪،‬فحين نفقد الجدوى نخاف وحين نخاف نرحل ‪..‬‬
‫• _________________________________‬
‫• ‪ -‬من محمد الى فانسان‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫في الليل‬
‫البارحِة ّ‬
‫كانت إحدى ِبنايات مدينتي‬
‫شقق‬‫ُمضاء فيها سِ ت ُ‬
‫واحدة بـضوء خـافت‬
‫إثنان يمارسـان الحـب‬
‫والثانية بـ ضوء كامل‬
‫طالـب يـدرس‬
‫والثالثة كانـت شمـعة‬
‫كان الضوء يتـحرك داخل الستارة‬
‫حسبـته عاش ًقا ما يكـتب رسالة حب‬
‫اما الرابـعة فكان بـها خيال على النافذة‬
‫لـفاتنة ترقص وبيدها كأس‬
‫رقـصها كان حزي ًنا بدت للتو‬
‫وكأنها ولـدت من خيبة‬
‫والـخامسة فكانت بضوء تلفاز‬
‫احـدهم يسهر مع فيلمه المفضل‬
‫ما شـدني هي السادسة‬
‫كانت هناك فـتاة تعتلي الشرفة‬
‫تـحاول الطيران‬
‫لوهلة قررت الصـراخ عليها ان ال تفعل‬
‫لو ال نـكز صديقي لي بكـوب الشاي‬
‫‪ -‬خذ اشرب‬
‫فأعدت النظر لم تكن هناك فتاة‬
‫كانت روحي‬
‫التي تود لو انها تهوي ‪...‬‬

‫‪5‬‬
‫ال ُجرعة‬
‫أن استرق النظر إلى صفحتكِ‬
‫علي َوجعي‪.‬‬
‫كلما اشتد َ‬

‫األ ُمنية‬
‫أن تكون ردودكِ على صديقاتكِ‬
‫ضا لي ‪!.‬‬
‫لي ومن ثم لي وأي ً‬

‫إستعارة‬
‫أن اضع عيناكِ داخل نص ما‬
‫ليتفاعل الجمهور ب أحببت ُه‪.‬‬

‫الهلع‬
‫ْ‬ ‫َعلمني الطبيب الع ُد عِ ند‬
‫لكن فور رؤيتكِ‬
‫نسيت الطبيب واألعداد وحتى اللُغة‪.‬‬ ‫ُ‬

‫يعرفُني أصدقائي‬
‫بأني اآلتي من والراحل للعدم‬
‫لكنكِ ما دم ِ‬
‫ت هُنا فأنا موجود‪.‬‬

‫يعرفُني أهلي ب ُجثة المنزل‬


‫أكل وأنام‬
‫ولكني معكِ ُحفل ميالد ‪.‬‬

‫هل تعرفين كل هذا؟‬


‫ال بل موك ٌد إنكِ تجهليه‬

‫إرجوحة أصن ُع تسليتي‬


‫ّ‬ ‫أنا ك‬
‫من تِكرار مراقبتي لكِ كل يوم ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تفقدت اليوم ُعمري في المرآة‬
‫كان ِبضع شيبات تختبأ في اللحية‬
‫واألخريات على جانبي رأسي‬

‫أخبرت أمي اني كبرت‬


‫هي لم تقبل وقالت ‪:‬‬
‫ُ‬
‫دمت أنا هنا‪ ،‬فبأمكانك اللعب والغناء ‪.‬‬ ‫ما‬

‫ُ‬
‫ذهبت بعدها ألبي‬
‫أخبرته أني تعيس‬
‫لكن لم ُيجبني‪.‬‬

‫مشيت بعدها مسافة ُغرفتين‬


‫ُ‬
‫ُ‬
‫وجدت اخوتي ُمكبلين بهواتفهم‬
‫لوحت بيدي لهم طرقت الباب‬
‫لم يسمعوني ولم يروني‪.‬‬

‫ُ‬
‫فأتجهت إلى أخواتي‬
‫احداهنُ كانت تغسل الصحون بصبرها‬
‫واألخرى ُتعد الخبز بكل حنان‬
‫والثالثة تقرأ ُكتبها المدرسية‪.‬‬

‫إبتسمن لي‬
‫في حين ُكنت أعتقد أني شبح‬
‫ال يراني وال يسمعني أحد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كانت قاسية‬
‫ك وردة لها اشواك‬
‫تحد اظافرها بالخيبة‬
‫وحين وصلتها انا‬
‫جعلتني انزف امامها وانا أبتسم ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬اتعرفين يا إيميلي‬
‫في مدينتي النساء بال أجنحة‬
‫رأيت احداهن اليوم‬
‫وانا اجلس على الرصيف ادخن أيامي بصمت‬
‫كانت تلعب وتقفز‬
‫ارتفعت عن األرض شبرين‬
‫كان على وشك ان ينمو لها جناحان‬
‫لكنهم ربطوها من اصبعها فشنقوها‬
‫وألول مرة ارى احدًا ُيشنق من اصبعه !!‬
‫وعقدوا عليها ب ُمستند مِلكية‬
‫فماتت وتحولت إلى تمثال بشكل مالك‬
‫ال روح فيه ‪...‬‬

‫ووقفت عند احداهن البارحة‬


‫كانت تحمل بين يديها كتا ًبا‬
‫مع كل كلمة تنمو لها ريشة بيضاء‬
‫واخرى فضية المعة‬
‫كان جناحاها على وشك االكتمال‬
‫إلى ان خرجوا أهلها‬
‫بمِقص يحمل بين فكيه‬
‫موتها المحتم وتقطيع آمالها ورميها في سلة ‪:‬‬
‫" نحن نعرف مصلحتكِ اكثر منكِ "‬
‫فماتت هي األخرى بحادث نزيف األحالم ‪..‬‬

‫كثيرا جدًا ‪.‬‬


‫‪ -‬تتكلم عني فأنا يا محمد لم امت مرة واحدة بل مت ً‬

‫‪ -‬لكن اتعلمين شيًئ ا‬


‫ُكن ملونات بكل الوان الحياة‬
‫اال انني لم أرى سوى الضالل الرمادية‪..‬‬
‫رأيت الكثير مِنهن‬
‫ُجث ًثا لها قدمين‬
‫وتبتسم‬
‫وتضع أحمر الشفاه‬
‫و ُتغني‬
‫لكن كل شيء كان حزي ًنا ‪،‬حزي ًنا جدًا ‪.‬‬

‫لذلك يا ايميلي تعود لنا الحياة متى ما عادت الحياة ل ُهن ‪.‬‬

‫تستيقظين صباحاً‪ ،‬لتغسل وجهكِ نصوص هذه الصفحة‬

‫‪9‬‬
‫علي‪ ،‬سيتفاعل األصدقاء والصديقات بالحزن‪ ،‬ويعلق اآلخرون‬‫ستجدين عدة مرثيات َّ‬
‫بالرحمة‪ ،‬ومن ثم يضحكون في المنشور الذي يليه‪ ،‬من يحبني أكثر‪ ،‬سيضع‬
‫صورتي على حسابه لعدة أيام‪،‬ومن يحبني أكثر سيتعكر مزاجه أليام‪ ،‬ومن ثم ينسى‬
‫واُنسى" كأني لم أكن " ‪ ،‬سيجدون في جيبي علبة السجائر الرديئة ك حزني‬
‫ُ‬
‫كتبت عليها ‪:‬‬ ‫والهاتف متوقف عند صورتكِ وقد‬
‫‪ -‬عِ يون ّها عِ راق ّية ُكلش‪.‬‬
‫في هذه البالد انتي القيمة الوحيدة للحياة‪ ،‬لكن عندما افرغوني من كل شيء‪ ،‬لم‬
‫يجدوا في قلبي سوى رصاصة‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫كانت ُتشبهكِ‬

‫ُكنت أوصيتهم‬
‫أن يضعوها لكِ في َمسبحة‬
‫لتحملي شيئا ً مني معكِ على الدوام ‪.‬‬

‫أحبيني‬
‫فالشباب في هذه البالد مؤقت جدًا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫في التحرير‬
‫بينما الناس هناك‬
‫ترغب في تعيين‬
‫وخدمات وأنا رؤياكِ أقوى رغباتي ‪..‬‬

‫بينما مجتمعنا يحتاج الى مرجعية‬


‫ان ِ‬
‫ت فقط ما يؤول أليه امري ‪..‬‬

‫وبينما هم يحتجون على حكوم ٍة أقصتهم‬


‫أنا احتجاجي أمام ابواب عيناكِ التي نحرت قلبي ‪..‬‬

‫وبينما يحاربون تطرف د اعش‬


‫انا أنتشي بتطرف مفاتنكِ علي ‪..‬‬

‫بينما هم يخططون لتقسيم البالد‬


‫اطلب من هللا اماطة كل شيء بيننا‬
‫من مسافات‬
‫ومالبس‬
‫فهي أذى ‪..‬‬

‫بينما هم مشغولون بتفكيك المجتمع‬


‫انا منشغل بخيالي وانا أف ُك‬
‫حمالتكِ‬
‫لتندلع حربي العالمية ‪..‬‬

‫وبينما هم خائفين من الخطف واالغتياالت‬


‫تحت جنح الظالم‬
‫انا أختبىء بليل شعركِ‬
‫واغفوا ك طفل تعب من المشاغبة على نهديكِ ‪..‬‬

‫وبينما الكل ُمنشغل بالكل‬


‫أنا أنشغل ُ بكِ أكثر …‬

‫‪ -‬امد يدي لكِ‬

‫‪11‬‬
‫ال أمسكهمها‬
‫ك الفراشة‬
‫اخاف على جناحاكِ ‪.‬‬

‫شارد‬‫‪ -‬أبتسم َ‬
‫َتذكر ساعا ٍ‬
‫ت ذابت مع الوقت‬
‫كانت أنا ‪.‬‬

‫‪ -‬كلما غب ِ‬
‫ت‬
‫زاد أتساع الخيال‬
‫وضاقت الغرفة أكثر ‪.‬‬

‫‪ -‬أ ٌم افلتت يد أبنها في السوق ‪.‬‬


‫الوداعات الصغيرة‬
‫ك تصبح على خير مثالً ‪.‬‬

‫‪ -‬األمان كتف أتوسده‬


‫حين أسأم عمري ‪.‬‬

‫‪ -‬الحب‬
‫كلما وجدت أميال ساعتي‬
‫في دقيقة حضن ‪.‬‬

‫‪ -‬بيانو‬
‫تذكرة سفر‬
‫وأنت جالس في كهف البؤس ‪.‬‬

‫‪ -‬دخان السيجارة‬
‫يزداد بؤسا ً‬
‫كلما زار رئتاي ‪.‬‬

‫‪ -‬عمري عداً بنظراتها‬


‫ال بالسنين ‪.‬‬

‫‪ -‬أشرب عينيها وأستلذ‬

‫‪12‬‬
‫كلما داهمني األسى ‪.‬‬

‫‪ -‬اضيع بذكر أسمها‬


‫فكيف لو َتجلت ؟‬

‫‪ -‬صندوق موسيقى الطفولة‬


‫عيناكِ وشعركِ على وسادتي ‪.‬‬

‫‪ -‬تخليداً لبؤس غيابكِ‬


‫سأكتب ‪.‬‬

‫الوحدة‬
‫‪ -‬سحر ُ‬
‫حين يتجلى طيفكِ ‪.‬‬

‫‪ -‬اصابع بيانو‬
‫ُتقرع في رأسي‬
‫كلما مررتي بمخيلتي ‪..‬‬

‫‪ -‬كتاباتي بالية‬
‫ومبتذلة‬
‫ان لم أذكر عيناكِ‬
‫فهي كل ما أحب ‪.‬‬

‫‪ -‬نار وريح‬
‫فهال أتي ِ‬
‫ت‬
‫ك ماء ؟‬

‫‪ -‬بين ال ُحب والال ُحب‬


‫خ من خوف ‪.‬‬ ‫برز ٌ‬

‫دمت أعيش ك غيمة‬ ‫ُ‬ ‫‪ -‬ما‬


‫سأبقى عابراً لألبد‬
‫ظِ الً ‪.‬‬

‫‪ -‬اخاف َك يا ُحب‬

‫‪13‬‬
‫لذلك لن أعيشك‬
‫سأكتبك ‪.‬‬

‫‪ -‬عزف على وتر‬


‫انتشي بذكراكِ ‪.‬‬

‫‪ -‬أرسمكِ‬
‫بكوب شاي‬
‫وسيجارة رخيصة ‪.‬‬

‫‪ -‬أحتفي‬
‫وأقفز ك طفل‬
‫بنتيجته االبتدائية‬
‫ت‪.‬‬‫كلما ضحك ِ‬

‫‪ -‬أعذريني‬
‫فل ُغتي على قدري‬
‫ال تكفيكِ ‪.‬‬

‫‪ -‬فراشة على وردة‬


‫كلما حاولت‬
‫تف ُر كلماتي ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬أيهزم َك صوتي؟‬
‫‪ -‬تهزمِني صورتكِ ‪ ،‬فكيف لو تجليتِ؟‪.‬‬

‫أحتاجكِ كي أصل‬
‫ُ‬
‫لست بأعمى‬
‫ولكن الطريق طويل وموحش‬
‫وبكِ استأنس‪.‬‬

‫يمر الزمن معكِ بسرعة‬


‫وبدل أن يخرج مجعدًا‬
‫يبدو شبا ًبا أكثر ‪.‬‬

‫اليوم هو السادس من يونيو‬


‫يوم التقبيل العالمي‬
‫وانتي بعيدة عني أكثر من أي شيء آخر‪.‬‬

‫علي أن اقبلكِ لـ اشفى‬


‫يالها من مفارقة بودليرية‬
‫علي ان أثمل بشفتيكِ لـ أتعافى …‬

‫‪15‬‬
‫في زحمة الكالم الذي يتكاثف داخلي اآلن‪،‬في هذه الساعة أود الكتابة لكِ ‪ ،‬لكني لم أجد المقدمة‬
‫ت بارعة بحديث عينيكِ ‪ ،‬تفرين من ليلي ك فراشة‬ ‫التي تليق بعد‪ ،‬أنا ال أجيد سوى الكتابة وأن ِ‬
‫وإرق لكِ كصباح ووردة‪،‬افتحي لي أبواب الحديث‪ ،‬لنصل إلى ما بعده‪ ،‬إلى كثافة ما تقولينه‬
‫وأنتي شاردة ووجهكِ على يدكِ وتغفو بين أصابعكِ سيجارة ‪ ...‬تبدين هادئة كـ وجه بحيرة‪،‬‬
‫وفي أعماقها عالم كامل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫في دُرج أمنيات الطفولة‬
‫يا ليتني كِمام ُتكِ ‪.‬‬

‫في رسائلي إلى هللا‬


‫أن ال تكوني ُحلماً‪.‬‬

‫طبطبة من حديثكِ قبل النوم‬


‫ُتلغي المحاوالت والعقاقير‪.‬‬

‫ت ُتحاولين الربيع‬
‫مازل ِ‬
‫ومؤك ٌد ستكونين‪،‬‬
‫مأوى ال َفراشات في مواسم الفرح‪.‬‬

‫هل تذكرين آخر مرة شربنا فيها الشاي؟‬


‫اخبرتني حينها عاملة المقهى‬
‫عن كلماتنا التي لم نقلها‬
‫عن قُبالتنا التي لم ُنقبلها لبعضِ نا‬
‫ثث ُمعلقة على أطراف كاساتنا وهي تغسلها!! متأسفة على حال شفاهنا وكيف‬ ‫حين وجدتها ُج ٌ‬
‫اغتالها الصمت والتردد‪.‬‬

‫مؤك ٌد إنكِ ال تذكرين!‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬أخرجها من علبتها‬
‫أدقها على رأسها وعلى مؤخرتها‬
‫لتتجانس أكثر‬
‫امررها على شاربي أشم عبيرها‬
‫أنفخ فيها روحا ً لتحدثني ‪.‬‬

‫‪ -‬حبي لكِ‬
‫سكرة‬
‫ُ‬
‫يحملها قلبي نملة ‪.‬‬

‫‪ -‬أنيقة حواسي‬
‫حين تحس بكِ ‪.‬‬

‫‪ -‬شغف‬
‫وبلمعان عينا طفل ال ٍه‬
‫أتتبع فرد جناحيكِ ‪.‬‬

‫‪ -‬تأخذين الجريدة من يدي‬


‫ُتخرسين الساسة‬
‫ُتطيحي برجال الدين‬
‫ومن ثم تجلسي على الطاولة أمامي‬
‫وتحكمي علي‬
‫بأنكِ كل أهتمامي ‪.‬‬

‫‪ -‬أجلس في المطبخ قُبالة الفُرن ‪ ،‬شعركِ ُمكور الى الوراء وعلى جانبي وجهكِ ينسدل شغفي ‪،‬‬
‫تضعين يداً على الورك وبظهر االخرى تمسحين جبينكِ ‪ ،‬يتدلى الحلق يرتجف كلما تحركتي ‪،‬‬
‫جالس أتأمل لوح ٍة لم يستطع رسمها أحد لم يتمكن من توثيقها فن سوى عيناي ‪ ،‬ادرتي‬
‫ٌ‬ ‫وأنا‬
‫وجهكِ نحوي أقشعر جلدي قفزت نغمات بيانوو جامحة في أذني ‪ ...‬لم يكن بيننا سوى الصمت‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫كيف لكِ ان تكوني شيئا ً‬
‫سه؟‬‫ال أستطيع لم ُ‬
‫ك واجهة َمحِل حلوى‬
‫طفل ُمشرد ‪.‬‬
‫أما َم ٍ‬

‫‪19‬‬
‫َتعالي ل ُنعد صباحا ً لهذا العالم‬
‫تغمزين لي بكوب شاي‬
‫وارسمكِ بقصيدة‬

‫ت ُحطين على كتفي‬


‫ك فراشة‬
‫وأفوح لكِ ك وردة‬

‫تجلسين على الطاولة امامي‬


‫اضع انفي في شعركِ‬
‫بدفأ ُنعاس الشتاء‬

‫لم يسبق‬
‫لجورية أن‬
‫اقتحمت روحي سواكِ‬

‫كلما استفق ِ‬
‫ت‬
‫بجانبي رددت‬
‫صبح إذا َتنفس"‬‫" وال ُ‬

‫‪20‬‬
‫يا ليتني خصلة من شعركِ ‪ ،‬تداعب وجنتيكِ فأزعجكِ ‪ ،‬وتضعيني خلف اذنكِ‬
‫فأعود ألتالعب بمالمحكِ في كل مرة وتنظرين ألي بغضب فتنفخين علي بملل‬
‫واتطاير امام عيناكِ وعقدة حاجبيكِ فأعود اليها ألقبلها ‪ ،‬هكذا اتمنى ان أكون‬
‫بهذا القرب ‪..‬‬

‫‪21‬‬
‫علي زجاج النافذة اآلن ليتطفل‬
‫َّ‬ ‫علي المطر نوعا ً من الصبيانية‪ ،‬ينقر‬
‫َّ‬ ‫يمارس‬
‫و ُيخبرني أنني بحاجة ألن أكون بين يديكِ ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬أشعل لي سيجارة !‬
‫‪ -‬هههههه ما الذي خطر على بالكِ االن ؟‬
‫‪ -‬أريد أن أخوض مع َك حديثا ً من مدخن ل مدخن من رئ ٍة سوداء لمثلها !‬
‫‪ -‬بالطبع تفضلي‬
‫ُ‬
‫أبتسمت انا ‪..‬‬ ‫ناولتها السيجارة اشعلتها‬
‫‪ -‬لماذا تبتسم ؟‬
‫‪ -‬انتي حتى ال تعرفين كيف تمسكينها !‬
‫‪ -‬أحاول أن اجاريك وأفتح ابواب روحك أكثر‬
‫حدثني‬
‫‪ -‬عن ماذا ؟‬
‫‪ -‬عن َك انت !‬
‫‪ -‬اال تعرفيني ؟‬
‫‪ -‬بل اريد اكثر من ذلك ‪..‬‬
‫حسنا ً‬
‫‪ -‬اسأليني ؟‬
‫‪ -‬كما تشاء ممم حدثني عن هدوئك المفرط وسخريتك من كل شيء ؟‬
‫‪ -‬ههه أها هذا ما توقعت أن تسألي عنه !‬
‫يا عزيزتي هذا أسلوبي للتخلص من نفسي وأفكاري أسخر من كل شيء القي النكات ‪،‬‬
‫وأهرب بها احيانا ً ‪ ،‬أال تعتقدين أن هذا العالم الذي نعيش فيه عبارة عن نكتة سامجة ال‬
‫معنى لها ؟‬
‫‪ -‬بلى هذا ما أعتقده وأحب هروبك هذا ‪..‬‬
‫لكن في بالي أن اسألك لماذا ال ُتغلق عينيك عندما ُتقبلني ؟‬

‫‪ -‬تصوري هذه هي اللحظة الوحيدة التي ال اريد الهروب منها ‪ ،‬وأريد أن اعيشها بكل‬
‫تفاصيلها !!‬

‫‪َ -‬قبلني أذاً ‪ ،‬وليذهب العالم واالحداث والقلق الى الجحيم عانقني برائحتك التي هي ك‬
‫رائحة االباء معطرة بالتبغ وعطر الرجال !!‬
‫‪ -‬أأنتي حقيقية ؟‬
‫شيء آخر ‪!!..‬‬
‫ٍ‬ ‫‪ -‬حقيقية أكثر من أي‬

‫‪23‬‬
‫ُمدي لي ابتسامتكِ‬
‫عرقلي‬
‫هذه التعاسة ‪!!..‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬هل للشمس أن ُتشرق في غير وقتها؟‬
‫‪ -‬نعم‪ ،‬عندما تكتب لي هي‪ ،‬وتدس كلمات اإلشتياق في جيب الشعور‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ك صبية تجلس امام مرآتها‬
‫تمشط شعرها وهي تبتسم‬

‫ك كنيسة‬
‫ك لهو طفل بلعبته‬
‫ك عصفور‬
‫ك جندي أحترف النظر لصورة الحبيبة‬
‫ك حرب‬
‫ك الشتيمة بحب‬
‫ك الغمرة‬
‫ك نظرة هللا الى قلوب الصالحين‬
‫ك السماء‬
‫ك اللطف ك المسرة‬
‫ك القُبلة‬
‫ك نشوة االنتهاء‬
‫ك نهاية فيلم‬
‫ك حبيبات القشعريرة حين تمر الشفاه ‪.‬‬

‫ان ِ‬
‫ت ‪..‬‬
‫___________‬

‫ك خشبة طافية‬
‫ك عجوز بكرسيه شارد‬
‫ك حب المواقع‬
‫ك هاتف يرن في جيب جثة‬
‫و ك نص عابر‬
‫ك لص اسرق من عيناكِ لمحة‬
‫الملحة‬
‫ّ‬ ‫ك طفل على أمه ال يترك‬
‫ك غيمة‬
‫ك أثر فراشة‬
‫ودبيب نملة‬
‫لون رمادي‬
‫سندانة من دون ورد‬
‫قالدة بين نهديكِ‬

‫أنا‪..‬‬

‫ميالن الشفة العليا عند االبتسامة ‪..‬‬


‫شامة الوجه ‪..‬‬

‫‪26‬‬
‫شعركِ الطويل ‪..‬‬
‫عروق اليد‪..‬‬
‫االصابع الطويلة ك عازفة بيانو ‪..‬‬
‫عينان بنيتان وعقدة حاجبين ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫المالمح العربية‬
‫وخط االيالينر اكثر استقامة من حياتي ‪..‬‬
‫طوق اسود على رقبتكِ الفضية ‪..‬‬
‫شفاهكِ دائما بااللوان الفاتحة‪..‬‬
‫ذوقكِ بمالبس االميرات وميالنكِ للون االسود ‪..‬‬
‫خاتمكِ االسود الذي تلبسينه بطرف السبابة ‪..‬‬
‫وصوتكِ المرهف‪ ،‬بحتكِ الحانية أم تغني لولدها ‪..‬‬
‫شتائمكِ وسبابكِ حين تغضبين ‪..‬‬
‫ذوقكِ باالغاني ‪..‬‬
‫االقتباسات التي تحبينها ‪..‬‬
‫وشغفكِ بالورد ‪..‬‬
‫واألكالت التي تفضلينها ‪..‬‬
‫وخصلة الشعر عندما تضعينها خلف اذنيكِ ‪..‬‬
‫وبساطتكِ االكثر من انها اعتيادية ‪..‬‬
‫كلماتكِ عندما اكون حزيناً‪..‬‬
‫شرودكِ في الالشيء ‪..‬‬
‫رائحه شعركِ ‪..‬‬
‫وإنسدال خصالت شعركِ على نور الشمس ‪..‬‬
‫عيناكِ تضحك اكثر من شفتاكِ ‪..‬‬
‫تململكِ والتفافكِ حولي ك قطة صغيرة ناعسة ‪..‬‬
‫حبكِ لألماكن اكثر من البشر ‪..‬‬
‫مرحكِ ولعبكِ بطفولية صافية ‪..‬‬
‫وعراقيتكِ البحته بشغف شامي ‪..‬‬
‫دلعكِ المبهر عندما تقلدين صبايا الشام ‪..‬‬
‫وشغفكِ بأغاني السبعين واإلنجليزية ‪..‬‬
‫لمعان عيناكِ عند رؤية طفل ‪..‬‬
‫شرودكِ في عيناي اثناء حديثي ‪..‬‬
‫وانفكِ قابل لألكل ‪..‬‬
‫وانبهاركِ الواضح حين قلت لكِ " أبهري " و " بيضائي " ‪..‬‬
‫عاداتكِ السيئة اكلكِ آخر الليل سهركِ المفرط ‪..‬‬
‫واعتياديتكِ المفرطة في الجمال ‪..‬‬
‫_____‬
‫وأن سألتيني فأنا ما زلت ال احفظ منكِ شيئا ً ‪..‬‬

‫‪27‬‬
‫قصة قصيرة‪.‬‬

‫مقهى كاغيت‬
‫مسافرا جلست على طاولة في أحدى المقاهي الفرنسية العتيقة ال ُمتناثرة على‬ ‫ً‬ ‫كنت‬
‫الطريق أتناول الكرواسون الدافىء مع كو ٍ‬
‫ب من النِسكافيه ‪ ،‬اتأمل الفتيات‬
‫الباريسيات وهن يحدقن بي ويتهامسن بوسامتي ‪ ،‬لكن ما لفتني حينها أن هناك فتاة‬
‫ال تأبه بما حولها غارقة بقراءة كتاب ما ‪ ،‬تبدو هادئة ك زورق لعاشقين اثنين‬
‫يتهادى ببطىء في لُج البحر ‪ ،‬او ك وردة تتمايل على حفيف النسيم ‪ ،‬ال شيء‬
‫أغواني اكثر من خصالت شعرها التي تخترقها أشعة الشمس لتبدو ك مشهد‬
‫سينمائي لحلم ما حين يسير البطل بين حقول القمح الشاسعة وتلمس أصابعه اطراف‬
‫السنابل بينما هو فارد ذراعيه لألفق ‪ ،‬رفعت شعرها عن عينيها ذلك الكنز الذي بت‬
‫أرقبه منذ ان الحظتها ‪ ،‬رباه ما تلك العينان أنهما ك سماء صيفية تستطيع عد‬
‫نجومها لكن دون لمس لكونها بعيدة جدًا ‪ ،‬صرخت بداخلي بتلك االسطورة القديمة‬
‫" هيلهايمر " آلهة موتى الحرب وهي اسطورة التهور ومعناها أن تموت محاربا ً‬
‫افضل من أن تموت مريضا ً او على فراشك ‪ ،‬نهضت متج ًها أليها ورسمت المشهد‬
‫في ُمخيلتي ‪ ،‬أمد لها يدي‬
‫‪ -‬سيدتي هل تسمحين لي أن اشاركك هذه الجلسة الحميمية ؟‬
‫فكرت بقبولها وتخيلته ‪ ،‬ابتسمت وانا متجه نحوها ‪..‬فجأة صوت غريب يتجه نحو‬
‫المقهى وأذا به سيارتان تصطدمان ببعضيهما وتتجهان صوبنا ركضت نحوها‬
‫وصحت بأعلى صوتي " هيلهايمر " ألموت محار ًبا ومداف ًعا عنها وانا اضمها بين‬
‫ذراعي أصد عنها الخطر التقطتها ووضعتها بين يدي واحتضنتها واغمضت عيناي‬ ‫َ‬
‫ليصدمني ما لم أتوقعه حتى فتحت عيني على أرتجاج رأسي واذا به كف أمي تقول‬
‫لي بصوت عالي ‪ :‬أستيقظ وأصلح الباب الذي خلعته الرياح البارحة هيا أنهض واال‬
‫ناديت أباك وانت تعرف كيف سيوقظك ‪ ..‬اعتدلت في ِجلستي ووضعت يدي على‬
‫خدي ‪ ..‬وأستسلمت ‪ ..‬ما زلت هنا أعرف اعطوني االدوات ألصلحه ‪..........‬‬

‫‪28‬‬
‫ُ‬
‫ابتلعت ُحرقتي وغصتي فأبتسمت حينها‪ ،‬ألني ال أجيد‬ ‫وقفنا ُكلنا ألخذ صورة عائلية‪،‬‬
‫التمثيل وال الكذب‬
‫بعدها بمدة وجدوا ُجثتي كزهرة لوتس بيضاء طافية أعلى النهر‪ ،‬بعدما ألقيت بها‬
‫من فوق الجسر‬
‫رثوني أصدقائي الذين ال أعرفهم‪ ،‬أقربائي الذين لم يعرفوني‪ ،‬بكت علي امي التي ال‬
‫تدري عني‪ ،‬بكى أبي فرضا ً وتم الفراغ منه‪ ،‬اخوتي بكوا في المقبرة وعادوا‬
‫يضحكون في العزاء‪ ،‬تعليقات الغرباء بين وكيل هلل وبين مشفق‪ ،‬فقط أخواتي كان‬
‫ُحزنهن سرمدي وفرض عِ راقي‪ ،‬فقط حبيبتي كان دمعها أبدي‪ ،‬لم تكن عيناها تبكي‬
‫بل كان داخلها ُيمطر كل يوم ‪...‬‬
‫بعد اسبوعين من وؤد كل شيء أحالمي وضحكاتي‪ ،‬وعادت حياتهم كما كانت‪ ،‬هرع‬
‫أخي إلى الداخل كانت الغرفة تشتعل‪ ،‬سألوه من أين تأتي النار؟‪ ،‬أجابهم ‪ :‬آلبوم‬
‫الصور‪،‬‬
‫كانت تلك غصتي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ما أن يمر اسمكِ من أمامي‬
‫أقول " ياورد ما چنت اعتقد حتى انت تجرح "‪.‬‬
‫كالمي يا**"‬

‫الرمادية بها ألف احتمال‬


‫بينما للحرب إحتمالين‬
‫أن تموت أو تعيش ‪.‬‬

‫ت علي البارحة وانا على هاوية أغنية‬ ‫مرر ِ‬


‫أتفقد حديثنا وأنا أسمعها‬
‫كانت ك سقوط ال ُحلم‬
‫أستمر ولكن ال قاع ألصطدم ‪.‬‬

‫اضع مالمحكِ في جيب معطف االيام‬


‫ألمكيج وجه العالم كلما ازداد قُ ً‬
‫بحا ‪.‬‬

‫اللهجة البغدادية تكون بفمكِ لفرط رقتها‬


‫صوتكِ حين تتحدثين اغفل عن الموضوع‬
‫ليكون هو المهم واألهم‬
‫ضحكتكِ التي دائ ًما ما تسميها ضحك " الرقاصة "‬
‫ماذا كنت سمعت من جمال هذا لو لم اسمعها ؟ ‪.‬‬

‫ضا مثلكم‬
‫فأنا أي ً‬
‫نعم‬
‫أريد ذاكرة جديدة …‬

‫‪30‬‬
‫يا لِـفداحة ان تكـوني ِبهذا ال ُبعد‬
‫ـارمة‬
‫برغبة َع ِ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫إشتهيت مـُروركِ ِبـكامل عـراقيتكِ‬
‫على طـريقة‬‫ٰ‬
‫دل ّلـول ‪ ،‬يالو َلـد يـُمة دل ّلـول‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬أيهزم َك صوتي؟‬
‫‪ -‬تهزمِني صورتكِ ‪ ،‬فكيف لو تجليتِ؟‪.‬‬

‫أحتاجكِ كي أصل‬
‫ُ‬
‫لست بأعمى‬
‫ولكن الطريق طويل وموحش‬
‫وبكِ استأنس‪.‬‬

‫يمر الزمن معكِ بسرعة‬


‫وبدل أن يخرج مجعدًا‬
‫يبدو شبا ًبا أكثر ‪.‬‬

‫اليوم هو السادس من يونيو‬


‫يوم التقبيل العالمي‬
‫وانتي بعيدة عني أكثر من أي شيء آخر‪.‬‬

‫علي أن اقبلكِ لـ اشفى‬


‫يالها من مفارقة بودليرية‬
‫علي ان أثمل بشفتيكِ لـ أتعافى ‪...‬‬

‫‪32‬‬
‫قدري أني أمتلك ذاكرة ال تنسى‬
‫وعاطفة ال تنضب‬
‫أود النوم طويالً دون إحداث ضجة‬
‫والشطب دون أثر‬

‫في كل مرة أكتب لكِ مطوالً‬


‫وأكتب كثيراً‬
‫لكني أفقد الجدوى‬
‫أنها إحدى الليالي تلك التي أحتاج فيها ألحد‬
‫ينقذني منها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفارق بيننا‬
‫أنكِ لطالما كنتِ‪ ،‬ما أحلم به‬
‫ت تنظرين إلي‬ ‫بينما أن ِ‬
‫كأي شيء لطيف يمر خالل اليوم‬
‫كـ إستماعكِ ألغنية‬
‫وبعدها ُيطربكِ غيرها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫قد يبدو لكِ الماء هادًئ ا بعد رمي حجر على وجهه‪ ،‬لكنه لن ينساه‪ ،‬فقد عاش في‬
‫باطنه‪ ،‬هكذا هو األمر حين تنظرين الي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‏حين اعود إليك ألتحدث معك‪ ،‬فإنني اهرب من كميات األفكار السيئة المترسبة في‬
‫رأسي الن الواقع والمناسبات اإلجتماعية لم يعودا فسحة لطيفة بقدر كونهما اختبار‬
‫لقياس صبرك وقُدرتك على المجاملة ‪..‬أعود إليك بجفاف فمي‪ِ ،‬بحر الصيف‪ ،‬بكل‬
‫ثقل هذا العالم‪،‬لكلماتك الرقيقة‪ ،‬لعينيك الودودتين‪ ،‬أضل أعود إليك‪ ،‬ولو ُثقل عليك‬
‫الحديث قابليني على رصيف أغنية ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ُكل النـساء ‪ ،‬نساء ‪..‬‬
‫هـي‬
‫إال ّ‬
‫قـصيدة‬
‫إنبـعاث من ّ‬‫ٌ‬
‫رائـحة ُأغـنية‬
‫ُ‬
‫صـوت وردة‬ ‫َ‬
‫لـّحن ضـَوء‬
‫وأ ٌم صـغيرة‬
‫ُ‬
‫حـدثت احـدًا عنها‬ ‫أنـي‬
‫لـو ّ‬
‫لن يـفهم مِنـي شـيًئ ا‬
‫هـي التـجلي لكـل ما هـو غيـر طـبيعي وغيـر مـَألوف‬ ‫فـ ّ‬
‫ُتـكرر " الـفدوة " َم ّ‬
‫ـرتين ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أود عناقكِ‬
‫ل ُننجب م ًعا ذِكريات جديدّ ة‬
‫تتقاف ُز َحولنا ِبمرح‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‏أستمع إلى تلك األغاني الرديئة ‪ ،‬أدخن‪ ،‬اتمعن بصورتكِ التي تضعيها على قصة‬
‫الفيسبوك‪ ،‬أسلي نفسي بصور النساء العاريات وموسيقاي‪ ،‬اقبلكِ في الخيال‪ ،‬المس‬
‫جسدكِ بالكثير من النصوص ‪ ،‬إقرأ عن اللوحات‪ ،‬أتذكر أن في مجتمعي الكثير‬
‫فجرا‪ ،‬افتقد‬
‫والكثير من االغبـياء‪ ،‬أشاهد فلمي المفضل‪ ،‬اسير على سطح المنزل ً‬
‫صديقي الذي فقدته حين حرب‪ ،‬أنظر إلى حياتي العبثية ثم أدخل في فراشي ومن ثم‬
‫إلى ُعزلتي العظيمة ! لكني لم أعد ابكي ‪...‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬بم تفكر؟‬
‫‪ -‬أفكر بالكتابة عنكِ !‬
‫‪ -‬لكن كل شيء في هذه البالد يحترق‬
‫مخيمات النازحين‬
‫وأرواح الفتيات السجينات‬
‫وقلبي‪.‬‬

‫ضا؟‪.‬‬
‫‪ -‬وماذا اي ً‬
‫‪ -‬افكر في الهروب‬
‫والمغادرة‬
‫والفرار‬
‫صفرا بدون إضافات‬
‫ً‬ ‫ان أعود‬
‫ال أهمية لي عند أحد‪.‬‬

‫‪ -‬بم انت شارد؟‪.‬‬


‫‪ -‬اود سماع أغنية‬
‫لكن كلها طعمها ُمر‬
‫ك دواء المعدة‪.‬‬

‫‪ -‬حدثني!‬
‫‪ -‬لماذا‪ ،‬وعن ماذا؟ فال حكاية ُتروى‪ ،‬وال خيال ألزينها‪ ،‬وال أحداث تمر‪ ،‬بال وطن‬
‫وبال حبيبة‪ ،‬فارغ من كل شيء‪.‬‬

‫‪ -‬لعلها تأتي‪،‬االيام الجميلة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‏‪ -‬ماذا تفعل خالل يومك؟‬
‫‪ -‬أشيا ًء كثيرة‪ ،‬انجوا مثالً‪.‬‬
‫‪ -‬وكيف شكل هذه النجاة؟‪.‬‬
‫‪ -‬أتمسك بحبالكِ الصوتية‪ ،‬لـ ينتشلني صوتكِ مما انا فيه‪!.‬‬
‫‪ -‬وماذا بعد‪.‬؟‬
‫ضا أن استريح مثالً‪.‬‬ ‫‪ -‬ومنها اي ً‬
‫وكيف تستريح؟‪.‬‬
‫‪ -‬أمدد عيناي على مالمحكِ لـ تأخذ الروح قس ًطا من الطمأنينة في هذا الوجه‪.‬‬
‫‪ -‬مممم وبعد؟‪.‬‬
‫‪ -‬أن أعود طفالً‪ ،‬أعيد تشكيل خيالي الغزير‪ ،‬ألعب بالطين أصنع قوامكِ أقبل ذا‬
‫الجسد‪،‬أشاغب عليه بحماس طفل في الرابعة قد ألغي العالم من حوله ولم يعد يرى‬
‫سوى ما بين يديه‪.‬‬
‫‪ -‬قبلني!!‬
‫‪ -‬سأعزف على شفاهكِ بدل القُبلة‪...‬‬
‫‪ -‬ههههههههه تعال لـ نضيع في بعضنا‪.‬‬
‫‪ -‬أتيت وانا ُملق ًيا وراء ظهري كل الخرائط وبوصلتي وكل االتجاهات‬

‫انتي وجهتي الوحيدة!‬

‫‪41‬‬
‫أفضلكِ ه ٰـكذا‬
‫ُمعقدة‪ ،‬و ُمـلتفة‬
‫کـ سِ ـلك سـَماعتي‬

‫أقضـي وقتي‬
‫َ‬
‫ِبـمحاوالت الفـهم والتفكـيك‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ت‬‫لن تأ ِ‬
‫إ ًذا سأصعد للغيم‬
‫قمحا‬
‫ازرع غيمة وردًا واالخرى ً‬
‫ً‬
‫خبزا للجياع‬ ‫فـ الثانية لـ ُتمطر‬
‫واألولى ُتغيث العاشقين بورو ٍد‬
‫يضحك لها وجه الحبيبات‪.‬‬

‫لم تأ ِ‬
‫ت‬
‫غدًا سيمتطي الثوار‬
‫صهوة الحرية‬
‫لـ يقولوا للسلطة نحنُ هنا‪.‬‬
‫اما ان ِ‬
‫ت‬
‫فـ َلم ولن‬
‫وأنا أحتج امام عيناكِ‬
‫غدًا وكل يوم‬
‫سيحلم الثائر ان ينتهي الساسة‬
‫شعرا عن ابتسامتكِ‬ ‫ً‬ ‫ليكتب لكي‬
‫بدل قصيد الدم‪.‬‬
‫غدًا والبارحة وما قبلها‬
‫أحلم أنا أن ابكي‬
‫وأغني لكِ كل اغاني الفرح‬
‫لذلك‪،‬سأعزف لكِ‬
‫اليوم‬
‫وهُنا‬
‫أدس عطركِ الباقي‬
‫في مغلفات الكلمات الفارغة‬
‫من اي مع ًنا ادبي‬
‫" وحدكِ انتي من تصنعين اللغة "‬
‫دعينا نساند الثوار‬
‫ونحت ُج على طريقتنا‬

‫*يتبع‬
‫أنزع عنكِ ح ّمالة االبجدية‬

‫‪43‬‬
‫ارميها بعيدًا‬
‫فتعانق المرآة‬
‫اضعكِ بين يداي ن ً‬
‫صا لدرويش‬
‫اتذوقه على مهل‪.‬‬

‫ت بصمت‬‫لـ نحتج انا وان ِ‬


‫شفاهٌ ُتساند الشفاه‪.‬‬

‫أكتبي الفتات االعتراض‬


‫بأحمر شفاهكِ‬
‫على خارطة جسدي‬

‫انا وان ِ‬
‫ت‬
‫اليوم هُنا‬
‫نلـعن رجــال الدين‬
‫والساسة‬
‫والطغاة‬
‫والقـ تلة‬
‫نعرض مؤخـ راتهم في ساحة التحرير‬
‫مكتوب عليها‬
‫ُحرية‬
‫بأحمر شفاهكِ‬
‫ال غير‬
‫و ُنعيد صياغة الوطن ‪.‬‬

‫لكنكِ لم تأتِ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫يقف على أطراف اصابع ِه ويدور بكل شغف‪ ،‬كانت ُمنى‪.‬‬
‫كان قل ُبها راقصة باليه ُ‬

‫‪45‬‬
‫يستريح الموت‬
‫الحية‬
‫على الوجوه ّ‬
‫الوجوه المليئة بالغناء‬
‫والشِ عر والفن‬

‫ذو أثر‪..‬‬

‫إنتهى‪.‬‬

‫‪46‬‬

You might also like