Professional Documents
Culture Documents
2
ٰ
عـلى الليل الذي ال يمتلئ بـنا وعلى أيادينا المـبتورة.. أحتج
وكلماتنا الباردة في رمض تمـوز
ألقف بعدها على رصيف أغنيـة ما انتظركِ
حـتى ظـن الناس اني ع ٰـمود إنارة.
3
عزيزي فانسان ..
ضا
وصلتني رسالتك التي لم تصل الى ثيو ووصلت الى الماليين في هذا العالم ،وصلتني أنا اي ً
ولو أني قلت لمستني لكان المعنى اوضح ،احمل رسالتي الى هذا العالم وجدواها أن يعيشوا
بحباقة ،اي ب ُحب وحماقة ،فال ُحب دفىء والحماقة راحة ،والعلة تكمن يا فان في أننا ال نستيطع
العودة الى ما قبل المعرفة الى ما قبل إدراكنا لكل شيء ،ولطالما كانت مهمة المؤمنين أسهل
من مهمة ال ُرسل ،فالمؤمن ُمطالب باأليمان فقط ،بينما الرسول عليه أن يقنعهم ،لذلك فالرسائل
دو ًما شاقة على حامليها .
علي هذا العالم أن أكره وألح عليه أنا ُيحب ،وقد ازدادت ألوانه وازدادت رماديته في َّ • ُيلح
شيعت البساطة تلك التي ُكنت
تأثيرا ،لقد ُ
ً الوقت نفسه ،لم ي ُعد للربيع مع ًنا ،وال إلعادة التشكيل
بألوان جديدة ،تكدست المفاهيم حتى شوهتها . ٍ شدها وتبحث عنها تن ُ
• هل تعلم مقدار الشجاعة التي يتطلبها المرء لكي ُيحب ؟،إنه ل ُنبل أن يحب المرء نفسه وأن
يحمل على عاتق ِه رسالة من البهجة مليئة بالحياة ،لقد ازدادت ُعقد اإلنسان ،وأطلقوا عليها
ت كثيرة بينما أنت اختصرتها بالعقل والبؤس ،لذلك علينا أنا وأنت أن نستبدلها بالخوف تسميا ٍ
،أن نقول " ما الذي يصنعه الخوف ِبنا ؟، ".أنه يق ُتل ال ُنبل فينا فال ُيبقي لنا شجاعة لل ُحب
،الخوف جعلك ُتغادر وأنت في أوج أشتعالك،خِفت من السنون المنهمرة من مواجهتها
بنزيفك،خِفت على ألوانك،الخوف يجعل القاتل يقتل ليخرجنا من الحياة ،أنت سألت يا فانسان ،
-لماذا ؟ و -إلى أين ؟
دعني اسأل أنا العالم وأسألك ب هل ؟
صا لديه في هذا العالم،لمزقت تذكرتك ونسيت -هل لو عانقك أحدهم وهمس لك أنك أعظم شخ ً
ذاك الربيع وأزهر داخلك ؟.
-هل القاتل لو عانقته أمه وأخبرته أنها تحبه وعليه أن ُيحب ،لكان تراجع عن ثقب أحالم
أحدهم ؟
-هل كان وال زال عار البشرية أن ينتحر أحدهم وهو بحاجة الى عناق كما قالها ألبير ؟
• أن العلة يا فانسان تك ُمن في الجدوى ،متى ما فقدناها قطعنا كلنا التذاكر نحو الربيع نحو
الضياع ال فرق ،فحين نفقد الجدوى نخاف وحين نخاف نرحل ..
• _________________________________
• -من محمد الى فانسان.
4
في الليل
البارحِة ّ
كانت إحدى ِبنايات مدينتي
شققُمضاء فيها سِ ت ُ
واحدة بـضوء خـافت
إثنان يمارسـان الحـب
والثانية بـ ضوء كامل
طالـب يـدرس
والثالثة كانـت شمـعة
كان الضوء يتـحرك داخل الستارة
حسبـته عاش ًقا ما يكـتب رسالة حب
اما الرابـعة فكان بـها خيال على النافذة
لـفاتنة ترقص وبيدها كأس
رقـصها كان حزي ًنا بدت للتو
وكأنها ولـدت من خيبة
والـخامسة فكانت بضوء تلفاز
احـدهم يسهر مع فيلمه المفضل
ما شـدني هي السادسة
كانت هناك فـتاة تعتلي الشرفة
تـحاول الطيران
لوهلة قررت الصـراخ عليها ان ال تفعل
لو ال نـكز صديقي لي بكـوب الشاي
-خذ اشرب
فأعدت النظر لم تكن هناك فتاة
كانت روحي
التي تود لو انها تهوي ...
5
ال ُجرعة
أن استرق النظر إلى صفحتكِ
علي َوجعي.
كلما اشتد َ
األ ُمنية
أن تكون ردودكِ على صديقاتكِ
ضا لي !.
لي ومن ثم لي وأي ً
إستعارة
أن اضع عيناكِ داخل نص ما
ليتفاعل الجمهور ب أحببت ُه.
الهلع
ْ َعلمني الطبيب الع ُد عِ ند
لكن فور رؤيتكِ
نسيت الطبيب واألعداد وحتى اللُغة. ُ
يعرفُني أصدقائي
بأني اآلتي من والراحل للعدم
لكنكِ ما دم ِ
ت هُنا فأنا موجود.
6
تفقدت اليوم ُعمري في المرآة
كان ِبضع شيبات تختبأ في اللحية
واألخريات على جانبي رأسي
ُ
ذهبت بعدها ألبي
أخبرته أني تعيس
لكن لم ُيجبني.
ُ
فأتجهت إلى أخواتي
احداهنُ كانت تغسل الصحون بصبرها
واألخرى ُتعد الخبز بكل حنان
والثالثة تقرأ ُكتبها المدرسية.
إبتسمن لي
في حين ُكنت أعتقد أني شبح
ال يراني وال يسمعني أحد.
7
كانت قاسية
ك وردة لها اشواك
تحد اظافرها بالخيبة
وحين وصلتها انا
جعلتني انزف امامها وانا أبتسم .
8
-اتعرفين يا إيميلي
في مدينتي النساء بال أجنحة
رأيت احداهن اليوم
وانا اجلس على الرصيف ادخن أيامي بصمت
كانت تلعب وتقفز
ارتفعت عن األرض شبرين
كان على وشك ان ينمو لها جناحان
لكنهم ربطوها من اصبعها فشنقوها
وألول مرة ارى احدًا ُيشنق من اصبعه !!
وعقدوا عليها ب ُمستند مِلكية
فماتت وتحولت إلى تمثال بشكل مالك
ال روح فيه ...
لذلك يا ايميلي تعود لنا الحياة متى ما عادت الحياة ل ُهن .
9
علي ،سيتفاعل األصدقاء والصديقات بالحزن ،ويعلق اآلخرونستجدين عدة مرثيات َّ
بالرحمة ،ومن ثم يضحكون في المنشور الذي يليه ،من يحبني أكثر ،سيضع
صورتي على حسابه لعدة أيام،ومن يحبني أكثر سيتعكر مزاجه أليام ،ومن ثم ينسى
واُنسى" كأني لم أكن " ،سيجدون في جيبي علبة السجائر الرديئة ك حزني
ُ
كتبت عليها : والهاتف متوقف عند صورتكِ وقد
-عِ يون ّها عِ راق ّية ُكلش.
في هذه البالد انتي القيمة الوحيدة للحياة ،لكن عندما افرغوني من كل شيء ،لم
يجدوا في قلبي سوى رصاصة
كثيرا.
ً كانت ُتشبهكِ
ُكنت أوصيتهم
أن يضعوها لكِ في َمسبحة
لتحملي شيئا ً مني معكِ على الدوام .
أحبيني
فالشباب في هذه البالد مؤقت جدًا.
10
في التحرير
بينما الناس هناك
ترغب في تعيين
وخدمات وأنا رؤياكِ أقوى رغباتي ..
11
ال أمسكهمها
ك الفراشة
اخاف على جناحاكِ .
شارد -أبتسم َ
َتذكر ساعا ٍ
ت ذابت مع الوقت
كانت أنا .
-كلما غب ِ
ت
زاد أتساع الخيال
وضاقت الغرفة أكثر .
-الحب
كلما وجدت أميال ساعتي
في دقيقة حضن .
-بيانو
تذكرة سفر
وأنت جالس في كهف البؤس .
-دخان السيجارة
يزداد بؤسا ً
كلما زار رئتاي .
12
كلما داهمني األسى .
الوحدة
-سحر ُ
حين يتجلى طيفكِ .
-اصابع بيانو
ُتقرع في رأسي
كلما مررتي بمخيلتي ..
-كتاباتي بالية
ومبتذلة
ان لم أذكر عيناكِ
فهي كل ما أحب .
-نار وريح
فهال أتي ِ
ت
ك ماء ؟
-اخاف َك يا ُحب
13
لذلك لن أعيشك
سأكتبك .
-أرسمكِ
بكوب شاي
وسيجارة رخيصة .
-أحتفي
وأقفز ك طفل
بنتيجته االبتدائية
ت.كلما ضحك ِ
-أعذريني
فل ُغتي على قدري
ال تكفيكِ .
14
-أيهزم َك صوتي؟
-تهزمِني صورتكِ ،فكيف لو تجليتِ؟.
أحتاجكِ كي أصل
ُ
لست بأعمى
ولكن الطريق طويل وموحش
وبكِ استأنس.
15
في زحمة الكالم الذي يتكاثف داخلي اآلن،في هذه الساعة أود الكتابة لكِ ،لكني لم أجد المقدمة
ت بارعة بحديث عينيكِ ،تفرين من ليلي ك فراشة التي تليق بعد ،أنا ال أجيد سوى الكتابة وأن ِ
وإرق لكِ كصباح ووردة،افتحي لي أبواب الحديث ،لنصل إلى ما بعده ،إلى كثافة ما تقولينه
وأنتي شاردة ووجهكِ على يدكِ وتغفو بين أصابعكِ سيجارة ...تبدين هادئة كـ وجه بحيرة،
وفي أعماقها عالم كامل.
16
في دُرج أمنيات الطفولة
يا ليتني كِمام ُتكِ .
ت ُتحاولين الربيع
مازل ِ
ومؤك ٌد ستكونين،
مأوى ال َفراشات في مواسم الفرح.
17
-أخرجها من علبتها
أدقها على رأسها وعلى مؤخرتها
لتتجانس أكثر
امررها على شاربي أشم عبيرها
أنفخ فيها روحا ً لتحدثني .
-حبي لكِ
سكرة
ُ
يحملها قلبي نملة .
-أنيقة حواسي
حين تحس بكِ .
-شغف
وبلمعان عينا طفل ال ٍه
أتتبع فرد جناحيكِ .
-أجلس في المطبخ قُبالة الفُرن ،شعركِ ُمكور الى الوراء وعلى جانبي وجهكِ ينسدل شغفي ،
تضعين يداً على الورك وبظهر االخرى تمسحين جبينكِ ،يتدلى الحلق يرتجف كلما تحركتي ،
جالس أتأمل لوح ٍة لم يستطع رسمها أحد لم يتمكن من توثيقها فن سوى عيناي ،ادرتي
ٌ وأنا
وجهكِ نحوي أقشعر جلدي قفزت نغمات بيانوو جامحة في أذني ...لم يكن بيننا سوى الصمت.
18
كيف لكِ ان تكوني شيئا ً
سه؟ال أستطيع لم ُ
ك واجهة َمحِل حلوى
طفل ُمشرد .
أما َم ٍ
19
َتعالي ل ُنعد صباحا ً لهذا العالم
تغمزين لي بكوب شاي
وارسمكِ بقصيدة
لم يسبق
لجورية أن
اقتحمت روحي سواكِ
كلما استفق ِ
ت
بجانبي رددت
صبح إذا َتنفس"" وال ُ
20
يا ليتني خصلة من شعركِ ،تداعب وجنتيكِ فأزعجكِ ،وتضعيني خلف اذنكِ
فأعود ألتالعب بمالمحكِ في كل مرة وتنظرين ألي بغضب فتنفخين علي بملل
واتطاير امام عيناكِ وعقدة حاجبيكِ فأعود اليها ألقبلها ،هكذا اتمنى ان أكون
بهذا القرب ..
21
علي زجاج النافذة اآلن ليتطفل
َّ علي المطر نوعا ً من الصبيانية ،ينقر
َّ يمارس
و ُيخبرني أنني بحاجة ألن أكون بين يديكِ .
22
-أشعل لي سيجارة !
-هههههه ما الذي خطر على بالكِ االن ؟
-أريد أن أخوض مع َك حديثا ً من مدخن ل مدخن من رئ ٍة سوداء لمثلها !
-بالطبع تفضلي
ُ
أبتسمت انا .. ناولتها السيجارة اشعلتها
-لماذا تبتسم ؟
-انتي حتى ال تعرفين كيف تمسكينها !
-أحاول أن اجاريك وأفتح ابواب روحك أكثر
حدثني
-عن ماذا ؟
-عن َك انت !
-اال تعرفيني ؟
-بل اريد اكثر من ذلك ..
حسنا ً
-اسأليني ؟
-كما تشاء ممم حدثني عن هدوئك المفرط وسخريتك من كل شيء ؟
-ههه أها هذا ما توقعت أن تسألي عنه !
يا عزيزتي هذا أسلوبي للتخلص من نفسي وأفكاري أسخر من كل شيء القي النكات ،
وأهرب بها احيانا ً ،أال تعتقدين أن هذا العالم الذي نعيش فيه عبارة عن نكتة سامجة ال
معنى لها ؟
-بلى هذا ما أعتقده وأحب هروبك هذا ..
لكن في بالي أن اسألك لماذا ال ُتغلق عينيك عندما ُتقبلني ؟
-تصوري هذه هي اللحظة الوحيدة التي ال اريد الهروب منها ،وأريد أن اعيشها بكل
تفاصيلها !!
َ -قبلني أذاً ،وليذهب العالم واالحداث والقلق الى الجحيم عانقني برائحتك التي هي ك
رائحة االباء معطرة بالتبغ وعطر الرجال !!
-أأنتي حقيقية ؟
شيء آخر !!..
ٍ -حقيقية أكثر من أي
23
ُمدي لي ابتسامتكِ
عرقلي
هذه التعاسة !!..
24
-هل للشمس أن ُتشرق في غير وقتها؟
-نعم ،عندما تكتب لي هي ،وتدس كلمات اإلشتياق في جيب الشعور.
25
ك صبية تجلس امام مرآتها
تمشط شعرها وهي تبتسم
ك كنيسة
ك لهو طفل بلعبته
ك عصفور
ك جندي أحترف النظر لصورة الحبيبة
ك حرب
ك الشتيمة بحب
ك الغمرة
ك نظرة هللا الى قلوب الصالحين
ك السماء
ك اللطف ك المسرة
ك القُبلة
ك نشوة االنتهاء
ك نهاية فيلم
ك حبيبات القشعريرة حين تمر الشفاه .
ان ِ
ت ..
___________
ك خشبة طافية
ك عجوز بكرسيه شارد
ك حب المواقع
ك هاتف يرن في جيب جثة
و ك نص عابر
ك لص اسرق من عيناكِ لمحة
الملحة
ّ ك طفل على أمه ال يترك
ك غيمة
ك أثر فراشة
ودبيب نملة
لون رمادي
سندانة من دون ورد
قالدة بين نهديكِ
أنا..
26
شعركِ الطويل ..
عروق اليد..
االصابع الطويلة ك عازفة بيانو ..
عينان بنيتان وعقدة حاجبين .. ِ المالمح العربية
وخط االيالينر اكثر استقامة من حياتي ..
طوق اسود على رقبتكِ الفضية ..
شفاهكِ دائما بااللوان الفاتحة..
ذوقكِ بمالبس االميرات وميالنكِ للون االسود ..
خاتمكِ االسود الذي تلبسينه بطرف السبابة ..
وصوتكِ المرهف ،بحتكِ الحانية أم تغني لولدها ..
شتائمكِ وسبابكِ حين تغضبين ..
ذوقكِ باالغاني ..
االقتباسات التي تحبينها ..
وشغفكِ بالورد ..
واألكالت التي تفضلينها ..
وخصلة الشعر عندما تضعينها خلف اذنيكِ ..
وبساطتكِ االكثر من انها اعتيادية ..
كلماتكِ عندما اكون حزيناً..
شرودكِ في الالشيء ..
رائحه شعركِ ..
وإنسدال خصالت شعركِ على نور الشمس ..
عيناكِ تضحك اكثر من شفتاكِ ..
تململكِ والتفافكِ حولي ك قطة صغيرة ناعسة ..
حبكِ لألماكن اكثر من البشر ..
مرحكِ ولعبكِ بطفولية صافية ..
وعراقيتكِ البحته بشغف شامي ..
دلعكِ المبهر عندما تقلدين صبايا الشام ..
وشغفكِ بأغاني السبعين واإلنجليزية ..
لمعان عيناكِ عند رؤية طفل ..
شرودكِ في عيناي اثناء حديثي ..
وانفكِ قابل لألكل ..
وانبهاركِ الواضح حين قلت لكِ " أبهري " و " بيضائي " ..
عاداتكِ السيئة اكلكِ آخر الليل سهركِ المفرط ..
واعتياديتكِ المفرطة في الجمال ..
_____
وأن سألتيني فأنا ما زلت ال احفظ منكِ شيئا ً ..
27
قصة قصيرة.
مقهى كاغيت
مسافرا جلست على طاولة في أحدى المقاهي الفرنسية العتيقة ال ُمتناثرة على ً كنت
الطريق أتناول الكرواسون الدافىء مع كو ٍ
ب من النِسكافيه ،اتأمل الفتيات
الباريسيات وهن يحدقن بي ويتهامسن بوسامتي ،لكن ما لفتني حينها أن هناك فتاة
ال تأبه بما حولها غارقة بقراءة كتاب ما ،تبدو هادئة ك زورق لعاشقين اثنين
يتهادى ببطىء في لُج البحر ،او ك وردة تتمايل على حفيف النسيم ،ال شيء
أغواني اكثر من خصالت شعرها التي تخترقها أشعة الشمس لتبدو ك مشهد
سينمائي لحلم ما حين يسير البطل بين حقول القمح الشاسعة وتلمس أصابعه اطراف
السنابل بينما هو فارد ذراعيه لألفق ،رفعت شعرها عن عينيها ذلك الكنز الذي بت
أرقبه منذ ان الحظتها ،رباه ما تلك العينان أنهما ك سماء صيفية تستطيع عد
نجومها لكن دون لمس لكونها بعيدة جدًا ،صرخت بداخلي بتلك االسطورة القديمة
" هيلهايمر " آلهة موتى الحرب وهي اسطورة التهور ومعناها أن تموت محاربا ً
افضل من أن تموت مريضا ً او على فراشك ،نهضت متج ًها أليها ورسمت المشهد
في ُمخيلتي ،أمد لها يدي
-سيدتي هل تسمحين لي أن اشاركك هذه الجلسة الحميمية ؟
فكرت بقبولها وتخيلته ،ابتسمت وانا متجه نحوها ..فجأة صوت غريب يتجه نحو
المقهى وأذا به سيارتان تصطدمان ببعضيهما وتتجهان صوبنا ركضت نحوها
وصحت بأعلى صوتي " هيلهايمر " ألموت محار ًبا ومداف ًعا عنها وانا اضمها بين
ذراعي أصد عنها الخطر التقطتها ووضعتها بين يدي واحتضنتها واغمضت عيناي َ
ليصدمني ما لم أتوقعه حتى فتحت عيني على أرتجاج رأسي واذا به كف أمي تقول
لي بصوت عالي :أستيقظ وأصلح الباب الذي خلعته الرياح البارحة هيا أنهض واال
ناديت أباك وانت تعرف كيف سيوقظك ..اعتدلت في ِجلستي ووضعت يدي على
خدي ..وأستسلمت ..ما زلت هنا أعرف اعطوني االدوات ألصلحه ..........
28
ُ
ابتلعت ُحرقتي وغصتي فأبتسمت حينها ،ألني ال أجيد وقفنا ُكلنا ألخذ صورة عائلية،
التمثيل وال الكذب
بعدها بمدة وجدوا ُجثتي كزهرة لوتس بيضاء طافية أعلى النهر ،بعدما ألقيت بها
من فوق الجسر
رثوني أصدقائي الذين ال أعرفهم ،أقربائي الذين لم يعرفوني ،بكت علي امي التي ال
تدري عني ،بكى أبي فرضا ً وتم الفراغ منه ،اخوتي بكوا في المقبرة وعادوا
يضحكون في العزاء ،تعليقات الغرباء بين وكيل هلل وبين مشفق ،فقط أخواتي كان
ُحزنهن سرمدي وفرض عِ راقي ،فقط حبيبتي كان دمعها أبدي ،لم تكن عيناها تبكي
بل كان داخلها ُيمطر كل يوم ...
بعد اسبوعين من وؤد كل شيء أحالمي وضحكاتي ،وعادت حياتهم كما كانت ،هرع
أخي إلى الداخل كانت الغرفة تشتعل ،سألوه من أين تأتي النار؟ ،أجابهم :آلبوم
الصور،
كانت تلك غصتي.
29
ما أن يمر اسمكِ من أمامي
أقول " ياورد ما چنت اعتقد حتى انت تجرح ".
كالمي يا**"
ضا مثلكم
فأنا أي ً
نعم
أريد ذاكرة جديدة …
30
يا لِـفداحة ان تكـوني ِبهذا ال ُبعد
ـارمة
برغبة َع ِ ّ
ُ
إشتهيت مـُروركِ ِبـكامل عـراقيتكِ
على طـريقةٰ
دل ّلـول ،يالو َلـد يـُمة دل ّلـول.
31
-أيهزم َك صوتي؟
-تهزمِني صورتكِ ،فكيف لو تجليتِ؟.
أحتاجكِ كي أصل
ُ
لست بأعمى
ولكن الطريق طويل وموحش
وبكِ استأنس.
32
قدري أني أمتلك ذاكرة ال تنسى
وعاطفة ال تنضب
أود النوم طويالً دون إحداث ضجة
والشطب دون أثر
33
الفارق بيننا
أنكِ لطالما كنتِ ،ما أحلم به
ت تنظرين إلي بينما أن ِ
كأي شيء لطيف يمر خالل اليوم
كـ إستماعكِ ألغنية
وبعدها ُيطربكِ غيرها.
34
قد يبدو لكِ الماء هادًئ ا بعد رمي حجر على وجهه ،لكنه لن ينساه ،فقد عاش في
باطنه ،هكذا هو األمر حين تنظرين الي.
35
حين اعود إليك ألتحدث معك ،فإنني اهرب من كميات األفكار السيئة المترسبة في
رأسي الن الواقع والمناسبات اإلجتماعية لم يعودا فسحة لطيفة بقدر كونهما اختبار
لقياس صبرك وقُدرتك على المجاملة ..أعود إليك بجفاف فميِ ،بحر الصيف ،بكل
ثقل هذا العالم،لكلماتك الرقيقة ،لعينيك الودودتين ،أضل أعود إليك ،ولو ُثقل عليك
الحديث قابليني على رصيف أغنية .
36
ُكل النـساء ،نساء ..
هـي
إال ّ
قـصيدة
إنبـعاث من ٌّ
رائـحة ُأغـنية
ُ
صـوت وردة َ
لـّحن ضـَوء
وأ ٌم صـغيرة
ُ
حـدثت احـدًا عنها أنـي
لـو ّ
لن يـفهم مِنـي شـيًئ ا
هـي التـجلي لكـل ما هـو غيـر طـبيعي وغيـر مـَألوف فـ ّ
ُتـكرر " الـفدوة " َم ّ
ـرتين .
37
أود عناقكِ
ل ُننجب م ًعا ذِكريات جديدّ ة
تتقاف ُز َحولنا ِبمرح.
38
أستمع إلى تلك األغاني الرديئة ،أدخن ،اتمعن بصورتكِ التي تضعيها على قصة
الفيسبوك ،أسلي نفسي بصور النساء العاريات وموسيقاي ،اقبلكِ في الخيال ،المس
جسدكِ بالكثير من النصوص ،إقرأ عن اللوحات ،أتذكر أن في مجتمعي الكثير
فجرا ،افتقد
والكثير من االغبـياء ،أشاهد فلمي المفضل ،اسير على سطح المنزل ً
صديقي الذي فقدته حين حرب ،أنظر إلى حياتي العبثية ثم أدخل في فراشي ومن ثم
إلى ُعزلتي العظيمة ! لكني لم أعد ابكي ...
39
-بم تفكر؟
-أفكر بالكتابة عنكِ !
-لكن كل شيء في هذه البالد يحترق
مخيمات النازحين
وأرواح الفتيات السجينات
وقلبي.
ضا؟.
-وماذا اي ً
-افكر في الهروب
والمغادرة
والفرار
صفرا بدون إضافات
ً ان أعود
ال أهمية لي عند أحد.
-حدثني!
-لماذا ،وعن ماذا؟ فال حكاية ُتروى ،وال خيال ألزينها ،وال أحداث تمر ،بال وطن
وبال حبيبة ،فارغ من كل شيء.
40
-ماذا تفعل خالل يومك؟
-أشيا ًء كثيرة ،انجوا مثالً.
-وكيف شكل هذه النجاة؟.
-أتمسك بحبالكِ الصوتية ،لـ ينتشلني صوتكِ مما انا فيه!.
-وماذا بعد.؟
ضا أن استريح مثالً. -ومنها اي ً
وكيف تستريح؟.
-أمدد عيناي على مالمحكِ لـ تأخذ الروح قس ًطا من الطمأنينة في هذا الوجه.
-مممم وبعد؟.
-أن أعود طفالً ،أعيد تشكيل خيالي الغزير ،ألعب بالطين أصنع قوامكِ أقبل ذا
الجسد،أشاغب عليه بحماس طفل في الرابعة قد ألغي العالم من حوله ولم يعد يرى
سوى ما بين يديه.
-قبلني!!
-سأعزف على شفاهكِ بدل القُبلة...
-ههههههههه تعال لـ نضيع في بعضنا.
-أتيت وانا ُملق ًيا وراء ظهري كل الخرائط وبوصلتي وكل االتجاهات
41
أفضلكِ ه ٰـكذا
ُمعقدة ،و ُمـلتفة
کـ سِ ـلك سـَماعتي
أقضـي وقتي
َ
ِبـمحاوالت الفـهم والتفكـيك.
42
تلن تأ ِ
إ ًذا سأصعد للغيم
قمحا
ازرع غيمة وردًا واالخرى ً
ً
خبزا للجياع فـ الثانية لـ ُتمطر
واألولى ُتغيث العاشقين بورو ٍد
يضحك لها وجه الحبيبات.
لم تأ ِ
ت
غدًا سيمتطي الثوار
صهوة الحرية
لـ يقولوا للسلطة نحنُ هنا.
اما ان ِ
ت
فـ َلم ولن
وأنا أحتج امام عيناكِ
غدًا وكل يوم
سيحلم الثائر ان ينتهي الساسة
شعرا عن ابتسامتكِ ً ليكتب لكي
بدل قصيد الدم.
غدًا والبارحة وما قبلها
أحلم أنا أن ابكي
وأغني لكِ كل اغاني الفرح
لذلك،سأعزف لكِ
اليوم
وهُنا
أدس عطركِ الباقي
في مغلفات الكلمات الفارغة
من اي مع ًنا ادبي
" وحدكِ انتي من تصنعين اللغة "
دعينا نساند الثوار
ونحت ُج على طريقتنا
*يتبع
أنزع عنكِ ح ّمالة االبجدية
43
ارميها بعيدًا
فتعانق المرآة
اضعكِ بين يداي ن ً
صا لدرويش
اتذوقه على مهل.
انا وان ِ
ت
اليوم هُنا
نلـعن رجــال الدين
والساسة
والطغاة
والقـ تلة
نعرض مؤخـ راتهم في ساحة التحرير
مكتوب عليها
ُحرية
بأحمر شفاهكِ
ال غير
و ُنعيد صياغة الوطن .
لكنكِ لم تأتِ.
44
يقف على أطراف اصابع ِه ويدور بكل شغف ،كانت ُمنى.
كان قل ُبها راقصة باليه ُ
45
يستريح الموت
الحية
على الوجوه ّ
الوجوه المليئة بالغناء
والشِ عر والفن
ذو أثر..
إنتهى.
46