Professional Documents
Culture Documents
خليال ..يؤنس
ً قليال ؛ ألروي وجعك عىس ألقى بذلك
ً َأيا قليب أسكن
بك
الصفي ..تعلقت روحي ِ
ْ النجي
َّ وحشيت اليت َتركتها عزيزة ظننتها
منك ولو بعد
ِ جم ٍع غفري للظفر بكلمة
وأضحت كالقرين ..تزتاحم وسط ْ
بعدك عين ولم تصمد
ِ منافذك !..طال
ِ حني ..فما بال الجفاء يغطي
كلماتي فهي تزدان بذكرك ..أوقعنا في فخ الماللة ..أنالت منا
أنينك الحاني ..يا حرستاه
ِ مللت صحبيت و غاب
ِ أراك قد
الجهالة! مالي ِ
على جميل األنس! قد ملين وما ظننته ملول المسمع.
..ل َم
بابك ..وأنا مريضة القلب أنتظر جوابك ِ
ِ افرتشت كلماتي أسفل
ُ
جفائك باكية ؛ وأنا أنظر إلى
ِ تجرعت مرارة
ُ َل ْم تجييب و لو بعذر !..فقد
أنك ال تعلمني أن مالمحك هي أول
شبح صورتك يتعمد خنقي ..البد ِ
يكفيك هذا من حب ورأفة!
ِ يشء قمت برسمه في ورق يوما ما ..أال
بك ..و روعتك
..أم مشاعرك باتت جافة! ..إني أرى السواد يحيط ِ
كنت من علمين
ِ فقدت صداقيت ..و
ِ صربا ..فقد
ً رويدا ..
َ رويدا
ً تضمحل
رخ ْص ُت عليها
خت قد ُ أراك كما البدر ُ ..
فأ ٌ ِ الغدر بال عذر ..بعد أن كنت
منك باقة الورود ..
ِ بعد ..فاآلن أسحب
ُ َّ
فملتين ..لن أنتظر جوابها
ألستبدلها بأشواك كلها برود وجحود ..بعد أن كنت أبين حصنا ألكتزنك
داخله ..بعد أن كنت أستبق الكل الحتوائك ..قد حولين عن مذهيب
طي ُب الروح للمودة ليس
القلب غري مالل ...و ّ
ِ هذا جفاؤك ..فجميل
بقالل ..و إنما القلب ُي ّ
زمق و العني تدمع لمثل هكذا رفقة ..غري
مبالية ،ال تستحق سوى الشفقة ..و ما الصداقة بطول المدة ..بل
العهد و لو به شدة ..و يا أسفاه على وقت أضعته
ِ الصداقة لحافظ
ترابي! ..يفتقد لرونق الجمال الروحي ..و لعل هذه تكون
ّ إنيس
ٍّ على
متقبل....
ِ لك عندي من ود
أخر رسائلي ..و ما ِ
هديل دبيش
إبنيت
َّ من ُأ ٍم ...إلى
إلى حلمي...
أيها الحلم البعيد بعد البحار!
فإني اليوم استجمعت قوتي ألعرتف!
اسمعين ِّ :
فنجعلها قبل...
برشوا باإلسالم فرتكوا هبل
وقدست الكعبة،والقرآن المبجل
وقامت الحروب ولو بفئة قليلة
فسيبقى أمل
غزوة بغزوة وخندق بخندق
تراه قد آت األجل
لم يبق بيننا سوى ذلك األمل
حرب بحرب والقادم أذل أذل
ندهته أرجوه باكية أيا هواي
هل لك أن تعود
قال :قال ال اعذريين
والرب المعبود
كفاني ألما قطعت الصلة ولن أعود
رددت شاكية ،حبا في المعبود
عليك تساومين النفس واإلنس
ما مرت األيام كأنها نحسا بنحس
هل سمعتم قلبا يشكو لصاحبه
ايا جسدا رحمة بالله عليك
ال تعد ال تكرر ما كان باألمس
عودي لرشدك وتمالكي يا نفس
تموج ذاكرتي لعلين أنىس
حبيبا كان ال ينىس
يناديين يعاتبين يقول
أيا صحيب أترىض بالمعقول!
أرد عليه جاثيا أيها القرب
لم يعد في الناس عقول
أخذوك مين
غريوك عين
وقالوا :قدر مقدر
بكت عليك الحجارة … أيا قدر
تذكرني الحروف أيام السرم
أيام كنا نجتمع تحت القرم
أيا تاركي ليتنا ما كنا وما تعرفنا!
حىت يكويين الندم وأقول يا ليتنا
يا ليتنا ...
ما كنا على ما ك
مروان سعيد ريح
من :ريح مروان سعيد...الى :ـها
وعلي
َّ ماءه ...
ُ ْ
باحت ِد فطرت قليب و اِ َ
ست ْ السالم على من ُ ههه ...
َّ
راسلك من هنا من أين بدأنا و ليُ فإن منك َب َت ًاتا لم أره ،أنا ُأ
الم َّ الس ُ
َّ
تجاه ِل رسائلي
ُ كعادتك في
ِ شعوري ستتجاهلني
َ أنك
قة في ِ كامل ِّ
الث ِ
ِ
نائما وأنا !
ً ستيقظ أبي للعمل و أخي ما ايزال
ُ صباحا َ ،ي
ً بعد السابعة
تصفيفة شعري
ِ الساخر على
أتشوق لردك ّ
ِ أراسلك و
ِ أفعله أنا !!
ُ ّ
مالذي
أكرثت من الرسائل اليت لم يتوقف هاتفك من
ُ مين ألني ِ أو غضبك
قليب
رثيت ِ
ُ لك فقط بأنين
الرنني بسببها ....أتعلمني ؟! أود أن أقول ِ
عدم دعوتي
ِ ذاك ،ال تقلقي من
عرب َ
الم ِ
خاطرة أسميتها بإسمك ُ
ٍ في
خفت أن
ُ َ
جنازة ضحيته !! ُ
القاتل يحرض
ُ جنازته فمنذ مىت
ِ لك لحضور
ِ
للعزاء فتأتني بفستانك المخملي ذاك و أحرم شفاهك َّ
اللماع ، ِ أدعوك
ِ
َّ
كاألحمق إذا
ِ تصفيقات الجميع وأنا
ِ كنت سرتقصني فوق آالمي وسط
ُ
رضبا
ً سأنهال عليه
ِ كنت
ُ عاكسك أحد الحضور في قاعة الحفالت تلك
ِ
كل يشء سيهون ألجلك ...ولكن اآلن ..لقد َر َك ْن ُت
دما ..كان ُ
نزفه ً
ُ حىت ُأ
مرتديا
ً مهرو ًال نحو المجهول
ِ تجهت
ُ ثم اِ باب ِّ
النسيان َّ ذكرياتي خلف ِ
ملكيتك لألشياء
ِ كاف
عذرا فقد تملكتين ُ
معطفك ..أقصد معطفي ً
ِ
المتسلط
ُ ي ذاك المغرور
عقل َ
ِ وحك و
ِ قلبك و روحي صارت ر
ِ كقليب صار
متجها نحو
ً كنت
ُ ُ
أقول بأنين كنت
ُ ً
حسنا عقلك ،أين كنا!
ِ ستسلم وصار
َ اِ
كنت قد
ِ ئيم ّالذي بالذات ذاك المكان َّ
الل ُ َّ المجهول نعم ذاك هو
أغالله
ِ َ
خياطة أجدت
ِ كاتك البهية !
ِ صنعته بنفسك وقيدتين داخله َ
بض ِح ِ
أن َت َرى ،تُ رى كيف لي الساحرة و َط َّر ْز ِت ِه كما يحلو ْ
لعي َن ْي ِكـ ْ بتصاميمك َّ
ِ
بالمعتاد على أن أتوارى عن الورى !
لست ُُ قيودك و
ِ ْ
أن ُأفك
طيفك
ْ يفارقه
ُ عيدني لداخله وهو ال
ُ بالرياح تُ
َ قفصك ! فإذا
ْ فتحـت باب
ْ
مجددا
ً نهضت
ُ قدمك ،
ْ وقعت على األرضية اليت ُأطربت بخطى
ُ !
أريكتك ! على فكرة ما يزال يغرمها
ْ عفوا بل
ً ألستلقي على أريكيت
َّ
حسنا أنا ً
حقا ال أدري أأنت من ً منك ...
ْ مفر
َ أدركت بأنه ال
ُ ثم
طرك َّ ،
ْ ِع
يؤلمك ؟ و
ْ بداخلك ؟ ً
أحقا فراقنا ال ْ ُ
أعيش تعيشني بداخلي ! أم أنا من
ال الفضول حىت عن حاليت ّاليت اِ هرتأت يراودك ؟ تُ رى أال تعلمني َّ
أن
أزهار بييت تعاتبين بسببك ؟
الرمادية !
سمائك َّ
ِ قد َذ ُب َ
لت تحت
نكال****وس َ
ك ْن لي في الڤلب مقوى ْ اد في ڤليب َت ~ ُب ْع ْد ْح ِب ِ
ييب َز ْ
ْم ْش َعالُ و~
~ يا همي ُبعد الظريفة َعين طال****فراق الغالي ما ُطڤنالو ~
هديل شنة
الحياة البائسة
التؤمن بأحد سوى بتلك الرثيا اليت تقبع على يسار أضلعك ،استمع
جيدا
إليها ّ
إال في أوقات الصالة،تذكر أنك لم تولد لتكون عبدا ،بل ولدت
والتنحن ّ
ِ
سيدا..
لتكون ّ
نجيب عصماني
رب السما
رحماك ّ
َ
طال البالء و للزمن بقية
على ُعالنا َ
اعت ْ
لت العلة
سقر
ْ ْ
برحت الدار إال و هي فما
مغرتبنا
َ ْ
غدت دار األمس
ُ
للغربة!
ِ نغادر الغربة
ُ و ها نحن ذا
الدمع
َ ترقرق الدم و زاحم
الجند
ِ قل القوارير و جنبات
على ُم ِ
التل رصخت اليتيمة:
على قمة ّ
قطرات
ٍ عماه اسقين
أواا ّ
نطقت الربيئة:
ِ و من وسط الحطام
حجاب!
ِ عم فأنا بال
تصورني يا ُّ
ّ ال
و رسى الدمع على وجنيت الصيب
ألم الخراب و العتاب
يرصخ َ
عال الصوت بعد النحيب:
و َ
سأخرب هللا بكل يشء !
تعد مفقوديها
ّ أم اليتامى
و ُّ
أم ثكلى!
أنت ّ
أأرملة ِ
ٌ
للرب:
ّ و سوريا اليوم تترضع
اسقنا الغيث و لو بعد حني
يكفكف دموع ْ
من ؟ ُ من
ّ
فكل من في الدار يبكي
يقول درويش :تُ نىس كأن لم تكن ..وأقول :أبي حارض كأن لم يمت
لقد بلغت الربع قرن
ال ٱلقب باليتيمة اآلن
إال أن الطفلة اليت بداخلي َت ْبكيك و في صدري ال يهدأ األنني
مازلت أتمىن بيين وبني نفيس عندما ال أستطيع أن أنام لو كنت هنا
لتمسك رأيس بيديك ..كما كنت تفعل وتقرأ لي القرآن
مازلت أتمىن أن أراك ،أ ن أحضنك ،أن أقبلك ،فأنا يقتلين الحنني
مغرتب ..
أما قبل
رجرجات القالئد
حروف سكنها الدهر أثر حرقة
وذبوالت ورد كانت وارفة زهوا
ياحرفي الرسمدي
يا أبجدية الحلم
تزاحمت السطور
فرتحلت عن نفيس
الزالت سريتك أضيق من بيت قصيدة
كل حرف من نيص يرتديك ليتأجج حبا
يدجج الشوق ويصب في الكلمات صبا
يرتنح الجمال تمائم للوجد
فيشتعل الرياع بغري لغة
ال عاشق يسابق أحرفي
معاني تغمد هواجسها
َّ ورصاص
لن تهزمين هواجس الحب
يدون قصيدة.....
فكل مرمر من دمي ّ
الحرف يا سيدي يرسي في رشاييين متأنقا
ليقاطع القلب وعي العقول
وتندلع فتنة بجالل الحروف
دفاتري .......ذكرياتك
رسائلي ......تمتماتك
أثنت عليك حروفي واستكنت
خرى ِب ِر َ
فق ِتك صحبها ِهي ُ
األ َ أثار َك َم ِعي؛ ِل َم َل ْم َت َ
كت َِل َماذا َر َح ْل َت و َت َر َ
َ
الو ِحيد !
اي َ َ
قاياك ُهنا ِب َمنف َ
َ يك َغ ُ
رس َب كان َ
عل َ ؟!َ ..هل َ
حمة ..
ون َر َ الم َت ِ
ساق َطة ِم ْد َر ًارا ِمن ُد ِ ُ
مت
رد َّية؛ َه َد َ
الو ِ
منياتي َ
ِ أحال ِمي و ُأ ذلتين؛ َب َ
عرث َت َ َل ِك َّن َك َ
اآلن َك َرس َتين؛ َخ َ
ذاب َلة
رد ٌة ِ اذب ّال ِذي َس ُزي ِهر ِم ُ
نه َو َ الح ُّب َ
الك ِ الزم ُعومَ ..هذا ُ
دران ُح ِّبنا َ
ُج َ
سقى ِمن َأ َي ٍاد َش ِق َّية!
ست ِح ُّق أن ُت َ
رد ٌة ال َت َ
عدودةَ ..و َ
َ أشه ٍر َم
ُ عد
َب َ
عد ْ
ألن أنت َغ ُري ُم َؤ َّه ٍل َب ُ
ملي ِمنك َف َ عرف ِب َخ َ ِ
رب َح ِ أشأ أن َت ِ َص ِحيحَ ..لم َ
وك ِب َأنرج َ
اك و ال ِأل ُ أن َ
ألق َ جل ْ َ
لرم ِة األ ِخ َرية ال ِأل ِأن َتأتي ِل َ ّ َح َس ًنا؛ ُأ ُ
ريد َك ْ
الر َّثة جمع َأ َ
غر َ
اض َك َّ الم َل َّو َثة ،اِ َ
َت ُعودَ ..ب ْل َف َقط َت َعال و َل ْم ِلم َع ّين َر ِائ َح َت َك ُ
غها
فر َ َ اص ًة َو ِ أن َت ِ
نس ْ يث َأ َت ْ
يتَ ،ل ِك ْن ال َت َ و ُع ْد ِمن َح ُ
اح َدة أ ِ مع َك َر َص َ
جل َب َ
رق ُد ِب َسالم؛ َأ ِر ْح ِين ِب َح ّق نه َ
كة َت ُ الم َ
ي ُوح َ بل ُم َغ َ
اد َر ِتك و َد ْع ُر ِ ِب َأ َ
حش ِائي َق َ
كنت أما أضناني العقم لسنوات طوال و ما أثقلها على قليب ؛ كان
البكاء مهدئا جيدا لنوبات الغضب اليت حارصتين ؛ بكيت يا صغريي فال
يشء غري البكاء أقدر عليه ؛ نهش الحزن أضلع صدري دون رحمة حني
علمت أنه ال عالج و نسبة إنجابي ضئيلة جدا
صار االكتئاب رفيقا مخلصا ال يفارقين فسحبين بقوة عن باقي
رفقائي ؛ ال الخري يزورني وال الفرح يسأل عن حالي ؛
ال ضحكات ترفه عين وال أمل يعانق روحي فيصلح ذاك االنكسار ؛
عرشة سنوات عشتها جحيما و فكرت كثريا في االنتحار..
ال تلوموني فأنى لقلب أم عاقر أن يتحمل رؤية أطفال صغار
بعد عرش سنني من العذاب و التعب حتما لم َ
يبق لي طبيب معروف
لم أزره حىت اآلن
حدثت المعجزة !
معجزة ربانية يئس العلم و الطب من حدوثها ..و أخريا حملت كان األمر
أشبه بحلمْ َ ،
رض ٌب من الجنون أن يتحقق متأملة فقط أال تنتهي هذه
الفرحة فور استيقاظي
أتلهف شوقا ألحمل جنيين و يرسح بي الخيال ؛ ها أنا أستشعر رضبات
ابين الصغري في بطين و حركاته ؛ و تارة أراني أربي ولدي و أنتبه لكل
أراه ينجب لي أطفاال صغارا كتاكيت يملؤون أرجاء البيت و يثريون فيه
الضجة و الشقاوة
أال أراك تهتم بأمك و تعالجها ؛ تشق عليها مرات و تقبل يديها!
تضحك معها و تنسيها تعبها و شقاءها ؛ أال أراك تطعمها بكلتا يديك
و تبهجها ؛ أال أراك تطلب دعواتها و ترتجاها!
أال أراك تعطف عليها و تطيعها عساك تحظى بيشء من النعيم في
هذه الدنيا
رأيتك تتخلص مين في دار العجزة ؛ الدار الوحيدة في المدينة و
َر َف َض ْت ِين كون العدد اكتمل فرأيتك تشتمين و تتدافع
رأيتك ترصخ علي و يداك ترفع
رأيتك ترضبين دون رحمة حىت كرست الذراع نفسها اليت حضنتك حني
بكيت
رأيتك تحاول قتلي ي ا صغريي مرة دهسا بالسيارة لوال الناس و سرت
هللا ما كنت حية و أخرى رضبا حىت لم أكد ألتقط أنفايس
رأيتك تعتدي على أمك يا طفلي لوال الزمن أراني لما صدقت ما تبرصه
عيناي
فأستغفر ربي ماكان ألم أن تؤذي طفلها و لو كان أذاها و لعب دور
الشيطان الرجيم.
فدوى حميدي
من مجهولة ...إلى كل من ذاق هذا األلم
ها أنا أتوه في رساديب المايض من جديد ،أبحث فيه عن بصيص أمل
بعد األلم الذي سقتين إياه الحياة ،أبحث هنا وهناك ،حىت أبرصت نورا
يقرتب كلما خطوت...أجمع رباطة جأيش و أخطو إلى المجهول ال
أعرف إلى أي دروب ستقودني قدماي ...هي رحلة تبخر فيها واقعي
،حاملة معي عبق المايض ،بني طياته مالمح أمي ورائحة حضنها
أصبحت اآلن أعي كل مايجري من حولي ،حددت مسافة بيين وبني كل
األشخاص ،كنت أعيش حياتي بكل ملل وروتني ،اليهمين أي يشء غري
التفاصيل التافهة اليت تجعلين أبتسم ،هي حياتي أنا وعالمي الخاص
...قررت :أن أدفن طالسيم طفوليت وأسقيها بالكربياء ،أجل كربياء
أنىث ضاعت بني المشاعر المتناقضة ،أنىث مارست كل الشعائر لتكون
متمزية .تركت همي واخرتت مهنيت.غريت اتجاهي وحددت
وجهيت.اسرتجعت هميت وأعلنت غاييت( مهنيت أن أكون قاتلة
وجهيت المجهول غاييت الرحيل)
أخربوني أني نسخة مصغرة عنها،أحببت نفيس لدرجة أتخيل أني هي
و أتحدث مع انعكايس في الرمآة كأنها أمي ،اشتكي لها من كل
األشخاص ،لقد رضبتين المعلمة يوما في المدرسة و سقطت أرضا
من شدة األلم فقدت الوعي و أصابتين الحمى ،لم يشعر بذلك أي أحد،
لم تكن هناك من تضع يدها على جبيين و تقبل خدي و تضع لي
كمادات ،لم يكن من يرغمين على أن ارشب الدواء ،أو أن آكل الخرض،
كربت يا أمي ...وكرب حيب لك،
كربت حاجيت إليك ،لحنانك لعطفك ،لدعائك
قد وصلت إلى المجهول ،أمي أمسكي بيدي ها أنا أراكي ألول مرة.
أصبحت قاتلة نفيس يا أمي ،أردت الرحيل إلى هنا يا أمي ولم
يسمعين أي أحد...شدي معصمي فهو يزنف قد قطعت رشياني يا
أمي ألخط لك ملخص حياتي بقطرات الدم في رساليت األخرية لك.
لبيبة جاللة
من نجمة ...إلى صناع مأساتي
قطعتم حبل نجاتي أنا النجمة الغريقة ..قطعتم الحبل الرسي الذي
كان يزودني بالحياة ..قطعتم علمي ..مزقتم كراريس أحالمي ..برتتم
كل أقالمي ..
أرسلتموني في ثوب زفاف للحزن عروسا ..للعذاب لكل ما هو
مأساويَّ ..إال أن تزفوني لرجل ..فلم يكن يوما رجال كالرجال ..كل
ماكان عليه هو "ذكر متغطرس"
سلبتم مالي ..غصبتم مرياثي ..كنطفة فاسدة ال حق لي في مال
أبي ..تزعمون..
سألتموني يوما :أسعيدة يا نجمة؟ قلت :نعم سعيدة..
وفي داخلي ألف جواب؛ كان أقساها :ألم تروا تسابق الصفعات على
وجهي!..
ألم تروا األرجل اليت تتقاذفين من المطبخ إلى الحظرية!..
أما اليوم فأجيبكم على السؤال الذي لن تسألوه..
ألم تروا بكاء اليتامى في حجري ..ألم تروا عويل الثكالى في عيين!..
لن تجيبوا ..ولن تسألوا ..ستنسون أن لكم بنتا سميتموها نجمة..
بنت لم تطلب الكثري ..طلبت حقها المسطر في كتاب مزنل منذ
أربعة عرش قرنا ..في كتاب تؤمنون به ..وتكفرون ببعضه ..فبئس
اإليمان إيمانكم..
أما أنا فبني ظلمكم ونسيانكم صنعت آالمي ..وآهاتي ..رصخاتي
ومأساتي..
فهنيئا لكم كل هذا األلم..
هنيئا لكم جوع أوالدي ..وعرى بناتي ..هنيئا لكم الفضيحة؛ هنيئا
لكم العار ..ابنتكم بال مأوى وال قرار..
هنيئا لكم كل هذا السقم ..يا صناع مأساتي هنيئا لكم كل هذا
األلم..
محمد األمني كمال طرشون
من :محمد األمني ...إلى زوجيت صفاء ريحان
رحيلك األبدي ّ
عين ،صدقيين السابع بعد ِغيابك ،أو باألحرى ِ
اليوم َّ
ُ َّإنه
وني في ُفقدانك ،ليس تكربا مين
واس ِ
وني وال حىت أن ُي ُ
يعز ِ لم ْ
أشأ أن ُّ
ً
شوقا أو غري ذلكَّ ،إنما كل هذا ال ُينقص من ُحزني ،بل يزيدني
لوجودك .
ي لك ما حدث وما يحدث بعد وفاتك؟.
أرو َ
هل تسمحني لي بأن ِ
للصالة ُ
األهل والجريان والناس من َحولي ،كلهم حرضوا َّ فقد اجتمع
وف أمام قربك سوى نظرة
للوق ِ
ُ في َجنازتك ،أما أنا فلم أجد سبيال
كنت ُأشاهد َ
أخويك سامر ومحمد، ُ َ
أعلى التلة، َ
اسرتقتُ ها من
ً
عميقا من أجلك،أما الباقي فلم أستطع ُرؤيتهم ، وأوالدهم يحفرون
هائجا
ً الدموع كان
أن بحر ُّ
أعتقد َّ
ُ موجة وغري واضحة،
َ فالصورة كانت ُم
ُّ
عاصفا يومها... ،
ً و
ً
فشيئا ،إلى أن أصبح األيام واختفى وجودهم شيئا
ُ بعدها تالشت
أعتقد أن
ُ الخافت هيم على كل يشء،
ُ السكون حارضا ،والصمت
ُّ
الجحيم بدأ يجتاح ُروحي ،وقد حان الرصاع بيين وبني وجودك الوهمي .
َ
وبصمة وجهك في تركت عيونك فيها ،
ِ زوجيت فقد
ِ أشكرك يا
ابتسامتها
َ ونسمة حنينك في
َ َضحكتها
انظري إلى ذلك العنكبوت فقد احتل جزءاً من زاوية الغرفة ،فهو
أخريا
ً ً
ملجأ بحضورك ،أما اآلن فقد استقر يعلم علم اليقني أنه لن يجد
بالعيش معنا ،عىس هذا أن
ِ سأسمح له
ُ وكل هذا بسببك ،لكين
ُيذكرني بالجزء الذي ُيضحكين فيك .
اللون
ُ ولوني بعدك!
ِ إلي اآلن يا َصاحبيت ،كيف أصبح شكلي
َّ انظري
كئيب،
ٌ لون
الرمادي ٌ
َّ اللون
َ الرمادي احتل ِجسمي كله ،هل تعلمني أن
ُّ
فاألسو ُد انتهى مفعولُ ه بعد جنازتك ،أما الرمادي فسيظل حارضا
َ
مؤ َّبدا ..
ُأ ُّ
حبك
زوج ِك.
ُ
مروة موسود
من مروة ...إلـى كل فتاة ستقرأ كلمـاتي
إليك
ِ رسالة مين
والديك
ِ فقدت
ِ إليك يامن
ِ رسالة
عليك
ِ أو شخصا عزيزا
تطلقت بعد حب دام سنوات ،لكنه لم يكن حبا كان هكذا
ِ إليك يا من
ناظريك
ِ فقط في
إليك ..
ِ كلمات
بعد خيانة الصديق وغدر القريب
مبتغاك
ِ ادعيت أنها حالت دون وصولك الى
ِ بعد ظروف
حرمك..
ِ حقوقك قد
ِ أبسط
ِ قد تكون مجتمع من
يراك قوية فهو
ِ مجتمع ينتقد ليهدم ال ليبين ،مجتمع ال يحب أن
يخافك ويخاف من كل مامن شأنه أن يخرجك من قعره ،من عاداته
ِ
اليت التسمن وال تغين من جوع
رأتك
ِ أو عائلة كخادمة
ال روح من حقها أن تعيش وتبين
وربيت
ِ أنجبت النصف اآلخر
ِ أنك نصف المجتمع ،ومن
نسوا ِ
تختلف األسباب والسقوط واحد
ركبتيك
ِ باد على
سقطت وأثر السقوط ٍ
ِ نعم،
مقلتيك
ِ دموع تركت أثرا على
ظننت أنها
ِ بكيت عليه حىت
ِ حىت ذلك العزيز الذي يفرتش الرتاب
نهاية العالم ،لكنه اليوم مجرد ذكرى
كل األشياء تؤول ألن تكون ذكرى
جميلة كانت أم سيئة
عليك
ِ ألنك أخيت وصديقيت وحبيبة روحي وأخاف
ِ
زكرياء لخرض تجرونة
أقول:
رب الكون
ِمن نواميس ّ
أن اإلنفاق ال ُي ْن ِقص
ّ
والعطاء ال ُي ْف ِل ُس
َ
ملك
ْ وهب َت ما َت
ْ وكُ ّلما
لما كان ،أو ماال أو جهدا ،أو إبداعا من فكرك—
— ِع ً
لما تملك..
توه ُب ما ّ
َس َ
تركت ِمن ّ
حقك َ ّ
وكلما
الرأفة بغريك
في سبيل ّ
ستجين الخري من ّربك.
هذه ُس ّنة الخالق
تؤمن بها ،كما تؤمن برزق الرازق
رس والمأزق...
الي ِ
وتعمل بها في ُ
إلى هنا كل يشء تمام يا صديق
نعمة السالم
ُ والي ْم ُن،
الخري ُ
سنه السالم أعظم من هذا الكالم...
وما ّ
قلب الخري َ ّ
رشا ما َي ُ
واإلحسان َ ًّ
رضا
اإلنعام
أقطاب ِ
َ وما ُي َن ِّف ُر
هو استهتار قوم َ
كاألنعام ٍ
نار موقدة على الهشيم ّ
كأنهم ٌ
َت ّ
رشبوا عقيدة الجحيم
وصرب أجمل..
ٍْ وقلب واسع
ٍ
ثم بعد ذلك يا صديق..
ّ
بالفعل لقد كان ت هي ! إنها ذاتي اليت لم أعرث عليها! اليت طالما
تملكتها لكين ما لبثت أن فقدتها ! تلك اليت أنهكها انهمار حمل
جعبة قدر لها أن تحملها ..تلك اليت دائما ما نرثت عبق لمساتها أينما
أنتشلها من خضم الفوىض اليت
ِ حل ظل وطأتها ...آمل حقا ان
أنهكتها..آمل يوما أن ترتخي براثن التفكري اليت تلفين و تأرسها...
فقط أن أجدني ...أدنو مين...فأحتضنين.
مىن محواس
من مىن محواس ...إلى محمد
سيدتي...
عنك جحيم و
ِ رحيلك أشبه بسكرات الموت ،فالحياة بعيدا
ِ أن
أتدرين َّ
بعدك ما يلزمين ألحيا ...
ِ الموت
هل تعلمني كم رقم الرسالة اليت أبقيتها حبيسة على قارعة
االنتظار؟
ال يشء هنا سوى ذكريات موجعة ،نقتسم رغيفها أنا و سبعة من
رفاقي في المنفى ،لكل منا ماض أليم و بعض من اللعب القديمة،
نحاول معا أن نتناىس األلم ...نحيي النغم ،و بني أروقة اآلهات نلفي
العدم ...سيدتي...
سيدتي...
ضحكيت المبتذلة...
بك و ال
قهوتك الرمة ،ال أحلو إال ِ
ِ كنت حلوة كمكعب سكر و كنت أنا
ِ
صداعك حينما
ِ بالك إال بي ...أما اآلن فال أعلم فجأة كيف زال
ِ يهدأ
تركتين أبرد على رصيف العرم ألملم بقايا طفوليت الضائعة ...دون أن
كنت تطبعينها على خدي...
ِ بقبلتك اليت
ِ ترتشفي بعضا مين
أتدرين يا سيدتي!..
قرمك َّ
أطل منذ عرش سنوات خلت ،عله يرجع ِ اليوم هنا ليل كامل ،فال
لي بعضا من بريقي الذي أفل يوم تركت ِتلك الرسالة لمدير الميتم و
لست أدري حىت ما حوت ضلوعها...
سيدتي...
هنا على الجدار ،نتوء محشوة بالحب تفيض منها خيطان الرنجس
العالقة بقطع البنفسج الطري ،هنا أنا وأنت وبعض الكائنات
المعجونة بالرباءة والسكر وذرات الكستناء
أكلت بقايا الوقت بنهم ،ابتلعت قطع المسافة وسكبت بعضا من
حساء التوت األرجواني على فراغاتها ،تجاوزت معتقداتنا وعقيدتنا
وعقدنا ،تجاوزت قوانني ميتمنا وبلدتنا ،تجاوزت باب الحرية الرمادي
مرة أخرى دون خوف ،دون أن ترتعش أصابع يدي وقليب وعقلي،
أخذت معي أصيص الصبار وعلبة رسائلي حىت أكتب لك
أعلم ان الكتابه لك محرمة ،محرمة كما الحب!
أعلم أن الرسائل لن تصل ،لكنين سأكتب
عزيزي الربيء
على حائط منفاي َبراويز بال مقاييس أو مالمح عديمة اللون تبدو
مصنوعة من العدم!
عزيزي المالئكي :علمونا هنا أن الحب خطيئة أما بدينكم فهي أشد
وأعظم!
حينما التقيتك ،التقيت هللا بمكان ويضء بزاوية مستبرشة من
خيالي ،التقيته عند أطفال الحي وسط براءة قصصهم ،
جميل.
لو أننا نلتقي اآلن ونعيد كتابة نصوصنا معا بطريقة أخرى أشد طهرا
ونورانية ،أقرب لعقيده اإلله ،
نبين بيتا رسمديا وضيئا بمكان ما!
ُحب وقطع من السكاكر الخرضاء لك...
مازالت رسائلي مخبئة بجييب األزرق ،مازلت أنتظر.
هبة هللا قريرة
الغد
ْ من هبة هللا قريرة ...إلى
ْ
نسجت في بوح خاطري ،لطالما
كلمات من ِ
ٍ سطور
ِ تُ بحر سفينيت بني
صد صدى
ّ استوطنت.و لم أكن ّ
باليت أقوى على ْ مأوى و كياني
ً
َ
فواصل يسكن عندها الحرف و يصمت! أغرق بني
ُ أصواتها.فأجدني
ُ
صمت الحروف ،أدنو منك ّأيها الغريب ّالذي ّربما أنت ّ
مين ِ فك
أحاول ّ
أبحث ّ
لعلي ُ غياب َك
ِ حرفي َك غموضاً و دهشة! في ِ
درب ْ قريب! أجد في
نار
وق ْد ِب ِ
جف ِحربي فلتقرتب و لتُ ٌ كلماتي ،قد ّ َ
معانقة ِ أيا غداً ْيأبى
موع من تم َس ْح ُد َ
العالمِ .ل ْ
ْ لبائيس هذا ِ ً
دفئا السالم
ِ صن
غرور َك ُغ َ
ِ
أمال ،تسقي قلوباً ً ُ
تبعث غيمة تُ ْ ِ
زن ُل غيثاً ، ً أمسهمِ ،ل َتكن يا ُ
غد ُ رهمهج َُ
غد َتكُ ْن إرشاقة شمسكّ ،
لعلك يا ُ َ سق ُط َغ ْ َ
ني غيابك و تُ علن قس ْتُ ،ت ِ
َ
واء .
الد ْ
منك ّ
َ ياغد
ُ تنتظر
ُ طعنات الحياة،
ُ أدم ْتها
لجروح َ
ٍ بحضورك بلسماً
عج َز
غيب و ِ
الم ُ عج ْل ُحضورك فقد َ
طال َ ناء و ّ أس ِق ْط غرورك ِل َي ْعلُ و ِ
الغ ْ ْ
جاه .
سكون ُد ْ
ِ يل من ّ
الل ُ
غد ْ
الحننيٌ . ككُ ُه حال َم ْن َ
أهل َ فاشف ْق على ِ
ِ الروح،
غد يغىش ّ
لك يا ُ
حنني َ
ٌ
يكون
ُ األم ْل و
األلم َ
ِ يقوى على
مسارناِ ،ب َك َ
ِ ظالم
ِ وسط ِب َك ُن ْح ِيي ُش ً
علة َ
الحلم .
نري ُ
لليائ ِس شمعة يحملها و بها ُي ُ
ِ
لحن
ِ تراقص ْت على
َ ني ِم ْن َغ ْي ٍب نجهله و ٌ
دال دنيا حر َف ْي َك يا َغ ْ ٌ ُأ ّ
دو ُن ْ
حروف َك تبين جرساً بني حارضنا و آتينا،
ِ أبجدي ُة
ّ قسوتها آالمنا .ال ُ
تزال ِ
تقرتب ّأيها
ْ واق ِعهاَ .أفال َ
مرارة ِ سئ َم ْت
شقية ِ
ّ يحم ُل أرواحاً
ِ نهر
ٍ فوق
منا.
السلوان ّ
الص ُرب و ّ ضاق ْت خواطرنا و ّ
مل ّ َ فقد
ْ الغد ِم ّنا!
ُ
ْ
الكون ،لو الصمت منتظراً ّ َ
تغري َمجرى ُ جفوننا يقف
ِ أهداب
ِ أوتار
ِ على
تحتضن
ُ الحروف و تجتم ُع القوافي! لو
ُ تلتحم
ُ السكون! لو ْ
ين ِط ُق ّ
الحرية و يكتيس
ّ هايات! فتُ َق ّد ُس
ْ قاط ّ
الن الفواصل الكلمات و تُ َ
حذ ُف ِن ُ
رتسم
َ ّ
الفتانِ ،ل السماء ِوشاحها األزرق
الم .و ترتدي ّ
الس ْ َ
أجنحة ّ جود
الو ُ
ُ
العاشقني و
َ غرام
َ َ
حرف ْي َك جمعت في
َ غد قد
فتكون يا ُ
ُ ً
لوحة ّربانية،
تعبني .
ْ الم دواء َ
سق ِم ُ َ
قاء؟ يحني ّ
الل ْ ُ نياك ؟ مىت
ميناء ُد ْ
ِ غد مىت ْتر ُسو سفينيت على
أرص ُخ يا ُ
ُ
تار حني ُي َ
فت ُح ِس ُ َ كينة
ُ الس
ترقص ّ
ُ برؤياك ؟ بل مىت
ْ العيون
ُ رس
و مىت ُت َ ّ
باحية !
الص ّ
مة اإلرشاقة ّ
بس ُ
رس ُم ْ
الضحى حني تُ َ
يس َع ُد ُ الج ْ
فون و ْ ُ
حاب تهوي،
الس ِ
ات ّ
طي ِ
المشاعر بني ّ
ُ الخواطر ،و
ْ َ
نعش حام ًال
رم يجري ِ
الع ُ
ُ
غد يا
ترانيم يا ُ
َ لك غري صدى ألحان كلماتي و هي تُ ّ
رت ُل َ أسمع َ
ُ فال
يب. َ
الم ْب َه ِم الغ ْي ِ ّ
ثوب ُ
َ ُم َت َو ّشحاً
مرحبا هل تسمعين؟! أنا هنا جالسة على جرم حرستي ،أفرتش لهفة
االنتظار ،وأتوسد كمشة أمل تكاد أن تختفي فهي تضمحل يوما بعد
يوم.هل تصلك ذبذبات صوتي؟ هل تعتليك تساؤالت عن تغري نربتي ؟!
نربتي اليت طالما قلت أنها تبعث حنان أمك فيك،لم تعهدها بهذا
العتاب يوما أليس كذلك؟! هل ستصلك كلماتي في مكانك الذي ال
أحد يعلم إحداثياته ،فرساليت ليس لها عنوان كل ما استطعت أن
أرفقه معها أنين أرشت إليك فبدأتها "إلى توأم روحي"،ال أظن أنها
ستصلك لكن هذه الرمة لن تستطيع أن تلقي اللوم على خدمة الربيد
بالجزائر،ليس لك أن تنسب كل يشء رديء إلى الجزائر كما كنت تفعل
دوما،فقد كنت تربط كل فشل ذريع يواجهك إلى أرض المليون ونصف
المليون شهيد .اليوم أنت المالم ،فأنت من تواريت عن أنظار أمك
المليئة بالحب وتسللت بني أخوتك وأصدقائك في تلك الليلة تجر
خيبتك في تحقيق أحالمك متوجها إلى المجهول لرتكب زورقا صدئا
إن حمل جسدك لن يحمل ثقل حطام قلبك ،هل كنت بهذا القدر من
األنانية ؟! حىت ترتك أمك ،أباك ،أحبتك و "أنا" ألم تقل يومها أنك رزقت
حيب؟ أم كان سخطك على قدرك هو من جعلك تدفع بمدخراتك لقاء
تذكرة إلى الموت؟ لقد أخربتين أن تلك المدخرات من أجل زفافنا من
أجل أن تحقق حلم قلبينا فنجتمع في بيتنا الصغري ،لكنك نكثت العهد
وذهبت دون أن تعري حزني اهتماما.اصمت،اصمت يكفيك أعذارا ،تلك
األعذار اليت طالما كنت تلقيها على مسامعي :سأذهب ألجمع المال
وأعود،سأجعل منك ملكة،سأوفر لك حياة أجمل.من قال لك أنين أريد
بيتا أو حياة أجمل ؟! أنت أجمل ما أملك يا توأم روحي ال أريد بيتا أو
قرصا ،يكفيين قلبك ألحتمي فيه من كل خطر .من سيحبين كما كنت
تفعل؟! من سيجعل ابتساميت أول اهتماماته ،هاه من سيفعل؟! أين
أنت األن هل يزال قلبك ينبض أم تراك تحترض وتكابد الموت مرددا
حروف اسمي فقد أخربتين سابقا أنه يعطيك الحياة .هل ستنهزم
أمام الموت كما سبق وأطرحك الفشل أرضا،فرتميك لي أمواج البحر
اليت طالما عشقت ركوبها ،جثة متعفنة ؟! أم،أم ستحدث المعجزة
وتعود من بطن الحوت حيا ،سأنتظر .
آالء كربوش
من القبطان المستقبلي ...إلى القبطان الصغري
القاعدة...حول!
ّ داء إلى
ِن ٌ
هل ستسمع ندائي اليائس إذا رصخت في أذنك ،أم هل ستالحظين إذا
أحرقت األرض إلدفاء صقيع قلبك
لتعرب
ُ تعب ،من الحياة ُمنهك...ما باليد حيلة فأنت هنا فقط
أدرك أنك ُم َ
ال ثبات وال خلود
الحياة...حول!
ِّ إلى ُركام سفينتك المبحرة في محيط
ُأدرك ان فقدانك لشغفك ميتة صغرى ...فأنا أرى ذلك من بالدة عينيك
البؤس هكذا ال ُأصدق
في الرمآة ...مىت أكلك ُ
من خالل عينيك أراك..أراك تدخل الضباب بهدوء ،نحو دوامة االكتئاب
يبدو أننا ضعفاء أمام حبنا األول...شديد التعلق أنا بخيميت ...فالمخيم
هو الوحيد الذي احتضننا بعد أن لفظتنا النكبةوبقبنا راسخني على
أمل أن تتغري األوضاع وكانت هذه أكرب خدعة ،وحده من يعالج جراحنا
ومشاكلنا...التسعين حروفي لوصف جماله العشوائي الفوضوي
األبنية الشاهقة منترشة في أزقته الضيقة المنعرجة مشكلة أروع
الحارات الفلسطنية يخال لك أن هذه األبنية تعانق بعضها من خالل
أسالك الهواتف المتشابكة أهل المخيم محبون للفن يكاد اليخلو من
صور الشهداء والمعتقلني وجداريات ربما كانت آخر ماخطته أنامل
الشهيد المثقف ،فيه تفاصيل تمزيه عن غريه من الطبوع المعمارية،
ف ي أخر كل شارع شجرة ياسمني أو توت مروية بدماء الشهداء ،تحمل
...هنا عبق
في طياتها مئات الحكايات وتعانق أحالم العودة والتحرير ُ
.هنا ُمذكرات عائد إلى حيفا ُ ...هنا أم
أرض الربتقال الحزين ُ ..
ُ
سعد...والرجال والبنادق ....هنا األطفال يصنعون بنادقهم من الخشب
مشكلني الوحدات ويصطنعون االشتباكات والفتيات يتعلمن الرماية
...واذا أقمت عرس فالحاجة للدعوات فكل الناس ستقوم بالواجب
كعائلتك وأكرث وإذا استشهد أحدهم أقاموا له أحلى زفة...وإذا كنت
بانتظار مولود لن تجد له اسما افضل من مدن فلسطني ...التستغرب
من رؤية الطوابري ألخذ أكياس الطحني والمؤونة ...حىت القطط
من طقوس النسوة عندنا التجمع أمام الباب ورشب القهوة ،وتحكي
إحداهن قصة ابنها األسري ،واألخرى عن الشهيد الذي كان ُمصاباً
ّ
لكنه يأبى وجعه ِفلسطني ،
ُ برمض " الوطن " مثلي ومثلك كانت تُ
ِ
الشفاء ه نا المخيم أول الحكاية وآخرها نزتين بالكوفية نحمل الوطن
والقضية في صدورنا وعلى كتفنا نعوشنا ....فابن المخيم ال تغريه
أضواء المدينة رغم أننا إذا أمضينا يوم دون انقطاع الكهرباء اعتربناه
منك للكم
ِ عيدا.....اشتقت ياجفرا لجدائلك وتهويدتك تلك "..مابدي
خلعة وال ال الالال بدي زنار بني للل يامان يامان عني للل الهنا ياروح"
..اشتقت مخيمي المنحوت داخلي ...وهللا المخيم أكرب من أن
ّ
لتعلمي ابننا حب أصله ،ربما انا لم أستطع أن أكمل يوصف...أكتب إليك
الحكاية لكن أرى فيه أفضل نسخة مين ..وتذكري أنت مين وأنا منك،
أنت وطن وأنا مقاومة ....أخربيه أن والده أبى أن يخرج من خيمته إال أن
يكون شهيدا...ومدافعا عن قضيته ...دعيه يتذكر دائما أن هناك دقة
قوية على بابنا...
تتذكره صحيح؟..
الجدير بالذكر حقا ..أنك أنت من كان السبب في كرسي لقيد الخوف
هذا..
عنك..
"ال وجود لألصدقاء الخياليني"..
"توقفي عن قول الرتهات"..
"أفيقي من خيالك..افتحي عينيك على الواقع"..
جمل رددتها آالف الرمات على مسمعي..
ٌ
لم أخربك بذلك خوفا من أن أفقدك..خشيت لو أخربتك سأصدق
كالمها ،فتتالىش من أمامي وتختفي ولن يكون بوسعي رؤيتك
مجددا..
خيالي..
بكيت..
أخرى!..
وأنا ...أنا الحرف و أشياء َ
آمنة بحشة
من آمنة بحشة ...إلى ذكرى إنسانة رحلت
تأتيين مالمحك ،تباغتين في خلوتي ،تستزنف بقايا حربي فال أجد ما
أقوله في حرضتك ،تكبلين فال أستطيع أن أحيد عن وجهك ،وجهك
المحفور في داخلي بإتقان يسيب دهشيت بالكامل .تشعرني ذكراك
باالضطراب ،رصت أرتبك قبالتك ،أتبعرث وتتساقط مين األجزاء .وأنا ال
سواي هنا ،أبحث عين في غيابك فال أجد شيئا ينتشلين من ضياعي،
حبلى أنا بكل األشياء المستحيلة ،أتماهى مع الفراغ ،أكدس على
كتفي أعذار الغياب الرمهقة وألتمس براءتي من كل إدانة محتملة
.
يا أنت يا طمأنينيت الراحلة ،يا فرحي القديم ،يا منتصف كل الحكايات
اليت لم تكتمل على سلم األحداث ،يا عرما مقتضبا لم يسعنا أن نبقى
أكرث ،يا عزائي الوحيد الذي أنساني كل فقد قبلك وكل موت غريك،
وكل حياة التشبه الحياة .على قربك نمت أزهار البنفسج تعطر
حضورك الصامت وتلقي بظلها على شاهدة تحمل كذبا اسمك،
وتضيفك إلى حفنة تراب باهتة .إلى اآلن ال قرب لك في قليب بل أنت
الحياة اليت ال تموت فيه .ال قرب أكتب عليه "هنا ينام بعيض في
انتظاري" ،وكعادتي أتأخر دائما وتسألني هل سآتي؟؟
يا يتم الطفلة اليت ال أملك أن أحضنها ،ال أعرف هل كربت ،هل
تشبهين/أشبهها مجازا! ال أعرف أتلقي ضفائرها على كتفيها
الصغريتني كالدمى .كم من مرة نادت أمي فلم يجبها صمت شاهدتك
الموجوعة .يا موتي الذي أهرب منه فريكض إلي ،يمد أطرافه
أرداني موتك الذي لم أصدقه ،لم أتقبل مرارته ،وعرى غيابك أنانييت.
لم أستطع أن أبدلك بحفنة من تراب ،أن أكتفي مثلهم بنعش
وشاهدة ،أو أن أبيع صوتك مقابل عزائهم الكاذب .واآلن...من أصدقنا
بكاء ،ومن أحوجنا إلى االعرتاف/البوح!
ً موتا! من أصدقنا حزنا ،وأصدقنا
أخرس صمتك كل حوايس ،وحده قليب كان يرصخ ،يناديك علك تعودين
إلي ،لكن لم تملك كل دقاتي وآهاتي ورصخات روحي المرضجة
بالحنني أن تعيدك إلي .ها قد عدت أحمل العرم في كف ،وفي األخرى
رسائلك األخرية اليت لم أقرأها ،أودعتها صندوق االنتظار سنينا خوفا
من أن تقولي ما يفوق قدرتي على االحتمال.هل كنت حلما مات في،
أردته يد الزمن المرتبصة بشجين! أنا اليت لم أمت قبلك كما ينبغي
فمت فيك أكرث مما أستحق.
من قال أن األحالم ال تموت يا حبيبيت ،لكن الحلم ال يموت إال بعد أن
يقتل صاحبه ،باهضة هذه الرضيبة اليت ندفعها عن الحياة وعن
روتينها الشاحب ،عن هزاتها المفاجئة ومآسيها .هل تستحق هذه
الحياة فعال كل هذا الجرح والزنيف ،كل هذا الرشخ والحطام!
أقدرنا على دفع هاته الرضيبة!!أم هو أقدرنا على النجاة عند خط
النهاية!
ال أحد منا يمتلك تلك اإلجابة المضيئة اليت تدفع به خارج قبو السؤال،
ألم تقولي لي يوما أننا كومة من األحالم! وأن الفشل هو علبة ثقاب
جاهزة .من أكرثنا احرتاقا يا حلمي البعيد ،يا رضيبيت الباهظة اليت
دفعتها عن حلمي!.
هذه الحياة أضيق من دونك ،ال كتف يمهلين أن أستند عليه مسافة
بكائي واحرتاقي .ما من يشء يضحك لي ،كل األشياء تضحك علي،
تشري إلي بأصابع السخرية والتهكم:
حم ِت
اقت ْ سئ ْم ُت ُّ
تقليب على سفود الوسن َ على مشارف الفجر و قد ِ
مقليت َ
أرشف ْت من عزليت على صهوة الذكرى ,فتسارعت خفقاتي و
َّ
دموعي ترتقرق .
العالق في أذهاني،
ُ اكن في أفكاري..
الس ُ
السالم عليك ّأيها المايضّ ..
ّ
ً
رسالة لك و وبعد السالم ها أنا ُّ
أزف إليك يا أميس هذا الكالم ليكون
لباقي األيام.
قبل سنوات كان مجرد حلمي أن أصل للجامعة يمكن أن يؤدي بحياتي
للممات كوني أعيش وسط تقاليد وعادات تحرم الدراسة على البنات.
اليوم ّأيها الراحل مع الحياة أستعرض عليك تلك الذكريات وأنا ضمن
قائمة الخريجات ،بعد أن تخطيت الصعاب بكل ثبات ،وحطمت القيود
ألحقق المعجزات وها هو حلمي اآلن أمامي.
ولكن
َ استصعبت األمر وقتها وكم ترددت ،وكم كنت خائفة
ُ كم
مسرية األلف ميل تبدأ بخطوة .فمضيت أنقش األمل على قسوة
القدر كما تنقش قطرات الماء عل الحجر ألضحي اليوم معلمة قرآن
الد َرر. ّ
تعلم العسل وتزرع أجمل ُّ
ومرة أخرى أثبت لظروفك ّأيها المايض أنه ال يشء مستحيل فقط
يكفي أن تحدد وجهتك وهللا سيسخر لك كل أسباب التيسري.
ّأيها المايش في أزلك ...دعين أستحرض لك تلك األيام ،اليت عندما كنت
أعود من المدرسة أجالس آلة الخياطة وأسرم معها حىت ساعات
لترم حىت أخرج
ّ الزلفة والبهرة ،ويالها من الليل ساعات سرم ،لم تكن
بأبهى ّ
حلة ،ترفعين إلى حال انبهار زميالتي مين بعد أن كنت َن ْح َب
سخريتهن.
ّأيها المايض الباقي ها أنت وحدك رأيتين كيف رست نحو تطلعاتي،
وكيف تمسكت بأشيائي حىت غدوت أالمسها بأناملي ،وكذلك لن
آت.
أن سالمي له أيضا ٍ
أستعجل الوصول لحلمي الباقي ،فأبلغه َّ
جامع يرسى
من نفثات أنىث ...إلى غريب مجهول
أحدق لساعات إليك ورقيت البيضاء وال أجد ما أقوله للعالم عربك،
وأظن أن الكلمات قد نفدت مين ...لكن صفحيت هذه سوداء أكتب
عليها بحرب أبيض ،فابيضت الورقة وجفت أقالمي ،وقمت بإغالق
الحلقة راجعا إلى النقطة األولى ،أستعد إلعادة الدوران نفسه في
تلك الحلقة ،نقطة أولى وجدتين فيها كتبت وكتبت وكتبت حىت
أصبحت أشعر أنين لم أكتب شيئا في النهاية ،فقط كالم فارغ يمأل
ورقة فارغة يغذي قلوبا فارغة هي األخرى ...فراغ ،ذلك الاليشء الذي
يشكل أغلب ما نتكون منه وما يتكون منه الكون ،فراغ يحيط بنا من
كل جانب وينتاب قلوبنا وأجسادنا .
ورقيت؟ لقد عدت ...أحمل معي قلما جديدا ،إنه أزرق جميل ،دعيين
أريك نعومة حربه ،وسهولة قراءة خطه ،هو ال يتعب يدي أثناء الكتابة
على عكس الحرب األسود الذي بدأت به رحليت ،وهو ال يجعل منك ورقة
سوداء مظلمة في نهاية المطاف .أما أنا فيجعلين أشعر بالخفة
ويذكرني بجمال البحر الذي أكاد أنىس لون روحه ،ربما سيخفف هذا
عنك ضغط الكتابة أيضا ،أن تظهر حروف قابلة للقراءة على ظهرك،
يحملها أحدهم فيقرأ فيك ما بداخلي ويضعك في مكان يليق بك،
فاألوراق لم تخلق للكتابة على الدوام ،لكنها ما إن تمتلئ إلى حد ما،
فستصبح جديرة بالقراءة إلى أن تفىن ...وكذلك اإلنسان ،يحاول أن
يكتب أكرث مما يجب ،حىت ال تجد ما تقرأ عليه ،ثم يقوم بتغيري األلوان
ويعيد العمل نفسه مرارا لكنه يجد النتيجة نفسها في كل مرة ،إلى
أن يفهم أنه يجب أن يقلب الصفحات وأن يغري األوراق عند الوصول إلى
حد ما .وإال فلن يتمكن أحد من فهمه وسينتهي به المطاف برمي
ورقته بعد تزميقها بقمة القلم الذي يحمله بني أنامله.
َ
تخش سالحا يوجه نصب عينيك بقدر ما تخىش قلوب النساء أبدا ال
المنكرسة ..؛
فوهات األمل دائما ما تقودنا إلى ميالد مجهول لكن ماذا عنا حني
تعصف بنا أمواج الحنني! وتتشعب هواجس الذكريات إلى ذلك المايض
عيين
َّ الدفني الذي يأبى النسيان! كل ليلة تعترص روحي وتترمد بنتا
على أنيين المكتوم كأني رهينة الشجو في محراب األوجاع .رفقا
بجراح تندمي ال تندمل كل وهلة تحيي ذلك اليوم الذي انزتعت فيه
روحي وجردت من معاني الحب برحيل رسمدي ؛ بت أجوب دروب األىس
الشجني على كفوف العذاب تخرتقين غصات الصمت علها تضمد
مبال بما قد
ٍ رشوخ أوصالي .ذلك اليوم كرست قليب كجرة طني غري
يصيبين ؛ كأنك تميض شهادة وفاتي .أصبحت حينها ضائعة في
غياهب الخيبة أكابر الوجع بني أحضان األوهام ولهفة الشوق تلف
روعي ،رميت بي إلى مخيم الهجران وغرزت خناجر الخذالن بني اضلعي،
أرستين بني معابد العشق وجعلتين أتنهد أنفاسك كأن نياط السعادة
يساور قليب المكلوم ،فلتكن ذلك القنديل الذي أتلفه الزمن ..لكن يا
أسفاه على روحي العمياء يتيمة الحظ والكربياء ..أنا المعتقلة بني
أزقة األوهام شكرا لكل من علمين معىن االكتفاء!....
إلى كل من يدعي الغزل:
اجعلهم يفتونك في العشق أوال ......قبل أن تبيض عيناك ويصيبك
العمى
من ذبول يساور األنفاس ....تغريه نسائم الهوى
أكرم غنيمي
حارض ...إلى غائبة
ٍ من
الرياح
ُ ْ
حملت َها فتاة
ٍ إلى
لم أعد أدمن كتابة نزوات شوقي كل مرة زارتين فيها مشاعر الحنني،
اعتدت مؤخرا أن أسكت الرصخات واألنني بداخلي ،وكان هذا قاسيا
على صدري .مرت األيام وكم كان أثرها علي باديا .أن ينخدع اإلنسان
في قلبه ،أمر جلل.
ما عدت أشغل خاطري بالحديث عن قليب وكل هذا الحزن يغرمني ؛
رصت ألهي نفيس بالبحث عن الجمال في شقوق األشياء المكسورة
عمدا ..
أبحث عن األلم الساكن بينهن ألخففه !
أرفض أن أبتسم بينما يتعرث قليب بمطبات الذكريات الحزينة
-أنا عقل متعب من التفكري ،أنا المستلقي على كمدي ،أنا ٌ
رجل
ماعادت تسعده األغنيات َبعدك..
-أنا؛
حملتك الرياح بعيدا عين ..
ِ من
أجدها ّإال
َ لست
دفء صدرك ،ريح عطرك ،همسات ثغرك ،شهل عينيكُ .
ثراك دافئ.
ِ ً
حبيبة على قليب .يا من البرش
ُ به
أعانق َثرى َس ّجى ِ
ُ حني
َ
يا ليت لي الوسع على صياغة نص دون ليت ،أغرقين التمين فيا ليت
التمين ما ُخلق ،لم أعد أدمن كتابة نزوات شوقي كل مرة واتتين فيها
مشاعر الحنني ،أنت أكرث من أي شخص تعلمني ،أنين لو أرسلت ما كنت
ً
فتاة حملتها الرياح. لتقرئني ،فسالما سالما ،أيا
أحـــمــد جـــعــدي
من أعماقي المرتنحة والمتأرجحة ...إليك أيها الحنني الممتطي
جواد األزمنة واألمكنة
مين الرسائل حبا وهياما ،صمتا وكالما :إليك أيها الحنني الساكن بني
الضلوع عرب النسائم العابرة ،بعواطفي الماطرة المنتظرة ،
المنطلقة نحو خطوط أفقك المتناثرة .
مين أنا صاحب الخطوات المتعرثة إلى حنيين الذي عانق شطوطي
الزمهر ة ،أكتب لك بمداد القلب ومن تلك المحربة أشعت أنفاسنا
المستبرشة :
عرم خالدة
ٍ محطات
ّ وفي ذلك البعد الذي يسكنين تنادي ،وفي
تتشابك األيادي ..
نعم أحلم بجلسة اعرتاف ووفاء ..تكتبها أحاسيسك أوزانا وبحورا ،
وتعزفها دقات قليب نوتات ونشيدا ثم معا على خشبات ّ
الزمن
الصدى الواحد ،يشجينا ويسقي
يردهما ّ
صوتينا ّ
ْ ّ
فلعل نرددها حبورا ،
ّ
فينا بعد الغياب حضورا .
فكر في ّ
كل لحظة أحالها أوقات والت ّ الت ّ
ذكر ّ يهزنا فيعود معه ّ
ّ
األسحار ّ
والناس نيام.. .الجلسة روح تقابلها روح مع أحلى بوح والذي
الرحمان. .فتناديه من األعماق :يارب اكتب
يرى ويسمع سبحانه ّ
لمواطئ األقدام واألماكن اليت حملتها جماال وسعادة وانطالقا ..
الدار..
بال تغرم ّ
وراحة ٍ
ُ رس األنوار
فخلف تلك الوجوه ّ
السعادة
افتقدنا الكثري منها ونحن نعيش في رشود عن مدن ّ
النهار..رساب نلهث وراءه
ّ وبمحض إرادتنا وفي وضح
ِ المرسوقة ّ
منا
مرمية
ّ وتكنولوجيا سلبتنا ربع نظرة في الوجوه ومساحات اإلحساس
في القفار ..ما أرسع قطار األعمار! وما أبخل ألبابنا عندما تناديها
ينابيع االعتبار!..
الخلقة
يحب يذكر ..يتمىن ويرجو ..ورغم البعد لمحاسن الخلق و ِ
ّ من
ّ
سيتذكر ّ
..سيتذكر نعم لن ينىس
..
أميمة ميسوم
صغريتي إن لم تشهدي لي أثرا بعد اآلن فاعلمي بأني كربت .ال ،ليس
شكال بل باطنيا إذ إني أستشعر الشيخوخة تستوطنين.
فلتعلمي حينها بأن الشيب اعتلى قليب ثم دفع عقلي إلتمام نموه
رغما عنه.
إاعلمي بأن براءتي أضاعت قطعها في خنادق الدنيا ،بني كل مشكلة
و اختبار بني كل صدمة و تشتت أفكار.
عزيزتي نحن ننضج بشكل ال يستطيع أن يستوعبه أحد .لقد خرقنا
قواعد الفزيياء و حىت نظريات الكيمياء!!
رغم أننا وصلنا الى كل هذا ،لكن حدث أن فقدنا شيئا كان في المايض
اعتياديا ،أضعنا الطريق لعالمك ...لعالمنا ...عفوا مازلت أخطئ ،كان
ذلك سالفا ،و رغم كل هذا نحن حتما " جيل الحارض " الذي لُ ِّقب بجيل
المستقبل في المايض.
صغريتي ،لق د كرب حجم األشياء اليت لطالما بدت سابقا ضئيلة ،بل
وأنها ازدادت تعقيدا بينما كانت تبدو في شدة البساطة.
مازالت ذاكرتي تخيط ذكرياتي ،و ال أعلم إن كانت ستتوقف أم أنها لن
تفعل حىت تتسبب في جنوني ،أعلم بأنك محتارة من كم جهلي
لألسباب ،فهذا سبب حنيين إليك كل ما أجيد فعله هو طرح فرضيات
حلت بنا.
ال جواب لها ،ال بأس إنها لعنة الدنيا َّ
تنكرت هذه االخرية ف ي أجمل حلة فركضت خلف جمالها و أنا في
غفلة ،آسفة لم أعلم حينها بأن الزمن ينجلي إذ أنه أخذك مين دون أن
أعي!!
أعدك بأنين سأبحث عنا ،أنا أؤمن بأننا سنلتقي حتما ،سنجتمع عند
ذروة الشيخوخة عندما يصبح ظاهري مطابقا لباطين .يومها
سيصيبين الزهايرم ألشعر بك من جديد .سأتعامل مع الجميع على
تعود لي نقاط مختلفة عنك سنكون كصالة الوتر واحد
َ أنت و لن
أنين ِ
ال ثاني لنا.
من ناجية ...إليك سيدي أكتب رساليت هذه لتكون شاهدة على
نسياني لك.تتالعب أسماؤك القديمة في ذاكرتي وال أجدك تستحق
حىت كلمة سيدي ،إليك أكتب وأنا وردة ناجية رغم انكسار الزمهرية
،أتدري كلماتك غجرية األصل اليت ترسلها لرتقص على جراحي
وتدميها ،ماعادت تؤذيين سواء رقصن حافيات أم بالكعب ،كل جراحي
التأمت حىت آخر خدش
كان حبنا ذات يوم أبديا لكن عزة النفس أزلية يا سيدي ،وكنت سطرا
أبديا في كتابي ،لكن الحب األصيل رسمدي اليعرتف بالبداية وال يؤمن
بالنهايات .بسذاجة انتظرتك وراقبت تكاثر خيباتي كعجوز شوهت
التجاعيد قلبها وشابت أحالمها باكر جدا،في غيابك أدمنت رائحة
َ
يحض بصباح ،أحرقت مشاعري ألليب الشوق وعانقت الليل الذي لم
حاجة إدماني واستأنست بلهيب نار التخمد حطبها ذكرياتك .اليوم
بعدما استفقت بصفعة من الحياة وجدتين جثة داخلها رماد و آخر
أنفايس أنفثها دخانا أسودا ..اعذرني فلست مخطئا بحبك الواهم وال
بوعودك الكاذبة ...لست ألومك إنما أتهم غفليت ...ذلك الوهم الذي
أغرقتين فيه كان مرهقا حىت آخر رمق منه،،هاأنا ذي ناجية ولست
ضحية،أصفق إعجابا بمرسحيتك الرومنسية كما ادعيت ،لم أجد دموعا
ألبكي ندمي إنما وجدت حلما منسيا يعوض مافقدته .عندما تخلصت
من مالمحك الراسخة داخل عيوني لمحت أمال في عيون أوتها
التجاعيد وحواجب اشتعلت شيبا ،في عيون أبي رأيت أمال أضعته أيام
الطفولة لكنه احتفظ به ألجلي .اليوم عندما وعيت أنك مجرد درس
مىض مخلفا عربة ،أظنين بت أستحق فرصة أخرى ألستعيد حلمي
بدل الضياع في ندمي .سيدي ليست هذه كلماتي أنا فقط إنما هي
سأخط بضع كلمات لك خصيصا واآلن ،ال ال عذرا لتكن بضع طالسم
وتعويذات فهذا ما يليق بلعنة مثلك فأنت شيطان ،نعم أنت ومن
غريك؟...
أعلم أيضا أنك استغربت ،أيكتب اإلنسان العاقل رسالة لشخص يكرهه؟
السيما إ ذا كان جالسا بقربه يتأمله بسخرية يضغط بأنامله على نفسه،
يقرتب منه رويدا رويدا يتمتم في أذنه بضع عبارات غري مفهومة
لكنها وبدون شك سبب في ثورة دامية جل جنودها من فصيلة
هرمون األدرينالني وأكرب ضحاياها القلب...
ال توجد عدالة تفوق عدالة السماء حني ُخلقنا أخذت أجسادنا قليال
منها وأسست وزارة عدل داخلي،
سميت النظام المناعي!
لكن حني تختلط أنفاسك العفنة بأنفايس فإن هذا النظام يفقد
مصداقيته ،فيقف عائقا أمام ثنائي األكسجني ليصبح جزيئة محرم
عبورها إلى رئيت ،أمام دناءتك ال يوجد عدل وال عدالة!
أتذكر ،في إحدى المقاهي كنت أرتشف قهوتي بهدوء وتمعن أجول
في عوالم عميقة بني طيات كتابي من يلمحين من بعيد أجزم لك بأنه
سيحكم على شخصييت تلقائيا ،فانا شابة كثريا ما ُوصفت بالجميلة
الهادئة الفت ة األنظار رغم أن حياتي ال يجوبها الكثري من المغامرات،
بل يسودها طابع من الغموض وحب العزلة لكن رغم ذلك كنت سعيدة
بها وبتفاصيلها الغريبة من ندرة حدييث إلى صعوبة اِ ندماجي مع من
حولي.
فأنت شبح!!
منذ ذلك الحني لم يحدث بيين وبني البرش اتصال مبارش إلى يومنا هذا،
رفعت راية العزلة لستة أشهر متتالية تعاملت مع األمر كأنه عادي
في بادئ األمر ظننته نفسيات يرم بها كل الرماهقني،
لكن لم أتوقع أبدا إطفاء فتيل العقدين من عرمي على هذه الحال
فأنا وحيدة حرفيا...
آه يا إلهي ال أدري لماذا أخطئ كثريا اليوم سامحين مرة أخرى،
أخمدناهما معا تغرمنا سعادة كبرية
ولن يسامحك إبليس مطلقا ألن روحي لن تكون قربانا له أبدا عزيزي
هيكيكوموري...
ماجدة العصمــــاء قرييش
من أم عقبـة جهٱد ...إلـى عقبة جهاد
عقبة هي رسالة أكتبها ..يرتجمها لسان كله سلم ..عن قليب الذي
تملؤه حرب ..ما أشد علي أن أكتب وأخاطبك ..والترد ..وكيف ترد
وأنت في غفوة طويلة التستفيق منها وتحيط بك األكفان من كل
جانب ..على أن تهمس لي في كلمٱت ..ياحرستاه ومن ذا يحس بي
أو يزيح حزني ..أما من راث لعرباتي ..أما من مشفق علي ..
ياصاحب اللحد الصغري ..خاننا الحبل الرسي الذي كان الرمسول بيننا
والمؤتمن على عالقتنا فافرتقنا ..التقطت أنفاسك الزكية بصعوبة
..اختنقت فاستسلمت وتركتين ..تركت لي من ورائك عرما وكيف
يميض ويعاش دونك ..فولله لقليب ( ملتاع) ولدموعي سخية رويت
بها ثرى األرض ..غدت دوحة جراء سقائي ..وقليب اقفر صحراء هما
بگ ..
فيا غائبا الينىس أنست بگ تسعة أشهر ..وانتظرتك انتظار السجني
طلوع النهار لينبعث له نور الشمس من ثقبة صغرية في الجدار ..
تنري وحدته وتزيل وحشته ..
عقبتاه :أنت لست معي لم يبق منك غري رفات ولم يبق لي منك غري
أنسك ..وكيف أنساك وقد
قرب أزوره كلما فاقت األشجان حدها ..لم َ
ليال طوال..
تقاسمنا معا األنفاس واألحاسيس والنبضات ٍ
فدعوا صدري يبوح ..فإنه كفيضة المآلن ..يلذ لي كثريا أن أختلف
إلى لحدك ..أسقي شجرة خزيران بقربك ..وقد نمت فأرى فيها
مالمح نموك كأنها أنت ..
أهتف ثم أعود منكرسة محزونة ..ليت شعري ..مايرحل إال ماهو غال
..وماتخلف إال مآس كبرية ..
في
َّ من يبعث في ذاتي حياة سعيدة بعد اآلن ..ومن ذا يبعث
الهدوء إذا ما ارضمت نار المشاعر في داخلي! ..أقلب الطرف بني
القرب والقرب ..وأعود لقرب صغريي وكأنه أحس بانشغالي ..فيا قلب
أمك ..لو بيدي النفرتق والترحل ..ولكن يد المنية أنشبت أظفارها
فغدت فوق يدي ويدك ..خطفتك مين فاعذرني ..والتقل أمي
تركتين فأنت أدرى بي و بما كنا نتبادل لما كنت في جوفي ..والذي
خلق الحب ..أنت الحب بعينه والحياة هنية والسعادة تطرق قليب
وأنت لست في حضين ولست معي ..فقد تمنيت على هللا طويال أن
يكون مجرد كابوس وأستفيق ..اش بي أستفيق فهو واقع معاش
المهرب والمحال ..التجزع حبييب ياعقبة ..أفلت الشمس وسأذهب ..
أعود لك بالغد فبنات القلب كثرية أفضفض بها لك ..
فإن ذرفت دمعة ..وصعدت لي أنة ..التخف ..وإن أتت جماعة
للمقربة التخف ..فالذي ائتمن القرب عليك ..أرحم بك منا ..إنه ليخيل
إلي أنك كل يوم تنتظرني ..فإذا ماوقفت على باب المقربة ألدخل ..
أحسك قمت تستقبلين باألحضان ..وإذا ما هممت للخروج ..أحسك
تمسك يدي والتحب ذهابي ..التحزنك شكواي اليت تذيب لفائف
القلوب ..وتقض أصالد الصفا ( ..ثاكل) فجعت في فلذة كبد فكيف
سيكون الحال..
انتظرني في علياء السماء ياحبييب جهاد ..فالشوق منك يدنيين
لحظة بلحظة ..وأي جرعة باردة تقفع بها غليت ( ..وتفثأ) بها لوعيت
(يالي) من ظامئ هيمان لك .لعطرك ولضمك والتحنان عليگ ..
ماطابت من بعدك ا لدنيا وال هنأت ..سامحين ياعقبـة ..استقبلنـي
عند باب الجنة ودع أناملك الطيبة تمسك أناملي قد أتعبها لمس
ون َج ِميع ْال َب َرش . َأ ْنت ْال َو ِحيد َّال ِذي َال َأ ْس َت ِط ُ
يع ْال َق ْو َل َل ُه ِّإني ِب َخ ْري ِم ْن ُد ِ
إذا كُ ْن َت َب َ ً
رشا ! َ
َال َأ ْد ِري َه ْل َس َت ِصلُ ك ِر َس َال ِيت َأ ْم َال ِ َأل ِّني َط َو ْيتُ َها ِفي َت ْن ِه َ
يدة َك َ
ادت
ان َأ ْو َس ّي َارة َ َ
يدة َط ِو َيلة أ َخ ُّف ِم ْن أ َّن َت َح َّم َل َها َط ِائ َرة ْإن َس ٍ
تن ِه ََت ْقتُ لُ ِين ْ
رمض ْال َخ ِبيث َقد زاجل َ .و َأ َخ ُاف َأ ْن َيكُ َ
ون ْال َ َ َ َ
َوأ ْث َقل ِم ْن أ َّن َي ِط َري ِب َها ِ
إن َل ْم َت ِص ْل ْأعتُ ِرب َأ ْك َرب ِإ ْنجاز
أنهكين َو ْان َت َهى ِم ِّين َق ْبل قراءتك َل َها َح َّىت َّ
اد ِم ْن او َمة َه ِذه الشهقات ْال ُم َت َق ِّط َعة َو َه َذا ْ َ
األ َلم ْال َح ّ ِفي َح َي ِاتي ُم َق َ
وجد َأ ْنت .
لذ َهاب َإلى َذ ِل َك ْال ُع ْن َوان َح ْيث ُت َ َأ ْجل َو َضع البصمات ْ َ
األ ِخ َرية ِل َّ ِ
شيماء العيداني
من الناجية ...إلى المغتصب
هل تتذكر يوم سحقتين ؟ توسلت إليك ،لم تأبه لرجائي سمعتين
أتذكر قولي "ال ،ال ،ال" .بعدها؟ تجمد جسدي ،فقدت صوتي لكن
عيين ال تزال قادرة على الرؤية ،كنت تعرف ما كنت تفعله بنظرتك
الشيطانية الباردة شاهدتك تخلع رسوالي ،شاهدتك تنهشين ،أتمىن
لو كان بإمكاني ترك عالمة على جسدك حينها ،مع أن ذلك لم يكن من
الممكن أن يقارب عدد الخدوش و العالمات غري الرمئية اليت تركتها
علي ،رسقت مين الرغبة في الحياة لن أتمكن أبدا بأن أقع في الحب
أو أمرح أو أمارس الجنس ،أو أثق بإنسانية مجتمع خبيث.
آخ كم آمل انك تعاني ,رغم أني من النوع الذي لن يعرتف باأللم أو
ِ
الهزيمة اال ان ذاك اليوم ,ليس فقط غشاء البكارة الغيب فض بل
روحي انكرست و سمعيت أيضا فبعد أن كنت تلك الفتاة الحالمة
النجيبة النموذجية في نظر الكل رصت بني ليلة وضحاها عاهرة،
المتربجة وغري المحرتمة.الفاجرة !؟ أاخبط بني عائلة تشعر بالخزي
حائرة بني لومي و دعمي و بني مجتمع عربي رجعي الفكر مزيف
القيم واألخالق ينسب تهما ال ذنيب لي بها سوى أني فتاة تعيسة
قتلت ؟
ُ الحظ ،سلكت طريقا مخترصا للعودة إلى بيتها ! فبأي ذنب
هل تتذكر يوم أهنتين ؟ بسببك كان علي أن أذهب إلى المحكمة.
قالوا لي أنين لست محظوظة لكنين جريئة ؟ أجل فقد أحرضت قضيتك
إلى المحكمة ،قالوا أنين شجاعة للغاية ،ولكن انت وغد قوي جدا.
ً
حسنا ،سحقتين المحكمة أكرث مما أنت اغتصبتين .مرة واحدة بشكل
خاص ،مرة واحدة علنا .شعرت في المحكمة بأنين تعرضت لالغتصاب
وقاسيا ولم أتمكن من
ً ً
وجريئا صعبا
ً مرة أخرى ،كان كل يشء هناك
الركض أو االختباء.
هل تتذكر يوم قتلتين؟ يوم سلبتين متعة الحياة لقد مرت خمس
تقريبا تخطيت مرحلة النكران و المعاناة وحىت مرحلة الغضب،
ً سنوات
الود و تحمل
َ ً
عائلة محبة وأصدقاء ادعوا لكن لم يكن بالهني خسارتي
العذاب النفيس و الجسدي الذي أدى لتشخييص باضطراب ما بعد
الصدمة وعرس الهضم الوظيفي والقلق واالكتئاب.
هل تتذكر يوم اغتصبتين ؟ أنا أتذكر لكن أنا أقوم ببناء نفيس اآلن ،أنا
أكرث بكثري من مجرد فتاة مستضعفة ،انا أقوى من أي وقت مىض .،و
سأنتقم لكل النساء منك ،و من كل من ساندك و برر لك فعلتك ،و أنت
ستعاني .سأستخدم الكلمات ،سأستخدم ذكائي ،ولطفي ،وتعاطفي
أسمع
ُ و كل قوتي للقتال من أجل يشء أكرب بكثري .و سأجعل نفيس
علنا عن ظلم االغتصاب و أخطاء النظام القضائي والطرق البشعة اليت
تعامل بها المغتصبات ،سأناضل من أجل التغيري فانا لست بضحية انا
ناجية.
نادية سعيد سلطان
من نادية ...إلى والدي
والدي:
ألخط ّن بالكلم مساوراتي على شكل برقية روحية يحملها إليك ساعي
ّ
إلي من حبل الوريد؛ لتقرأها بشغافك قبل حدقيك
ّ الربيد يا أقرب
وتمتمة شدقيك...
قدوتي:
أسوتي:
جثوكم عند جالل الكتاب؛ تخدمون صفحاته
حدثتين في مساردك عن ّ
كما الرقيق ،تقدسون الحرب والمحابر ،وتسعون في طلب ضيائه من
المهد حىت المقابر ،كيف أنكم تنريون ألبابكم بثنتني( :أعواد ثقاب
وشمعة) ،فتعايشون سكرات الشمع يحرتق مغتسال من درنه ليبدو
أنصع وأملح؛ وكلكم شغف وهوس بعبق األوراق ليال ..انطبقت عليكم
يا أبي حكمة << أن تشعل شمعة خري من أن تلعن ظالم الجهل>>.
فخري وسؤددي:
أذكر لسانك الشهدي ينصحين:
"إن فضل العالم على العابد كفضل القرم على سائر الكواكب"،
فاعرفي مزنلتك بنييت وكوني قرما يرخى إلى العالمني لينريهم بنور
العلم الوقاد؛ أخليص ،تفاني ،ابذلي حىت تذبلي وخذي بحظ وافر؛ وإياك
وترقيع أردية اإلسفاف كما السفهاء ،أال إنهم دخان في علوهم ليس
إال ..اثبيت أمام طوفان الجهل الذائع ،وتمسكي بقشة اإليمان الناصع،
وتأنقي بالخلق الكريم والعلم العميم..
ً
وليلكا وزبرجدا؛ كوني سنديانة
والدي:
فأزلي و أما األمل فكبري و أما الحلم فنرص و فجر ترشق فيه
ّ أما الحب
و بعد،
نحن يا وطين ،فتحنا أعيننا صغارا على زرقة سمائك ،و مألنا أفئدتنا
بعبري نسمائك ،داعبت أجسادنا الطرية شمسك و غسلت قلوبنا النقية
أمطارك ،ترمغنا فوق ترابك ،ركضنا على أرضك ،و من غري حول منا وال
قوة ،فعلنا ما فعله الكثريون قبلنا ،عشقناك!
الثوار!
عشقنا فيك يا زينة األوطان ،هامات مجد و قامات علم جاورت النجوم
فكانت شموخ هداية و فكرا نريا و نوايا صادقة مخلصة ،كانت عصا
موىس اليت يستعان بها على هم الزمان و نوائبه.
و نوفمرب مارد عنيد يقلب الطاولة في وجه االستعمار ،و أوراس شامخ
تقسم بالنازالت الماحقات أن الجزائر ثارت فحياة أو ممات و أن كل
الجزائريني األباة قد عقدوا العزم أن تحيا الجزائر...و شهد العالم وشهد
العالم وشهد العالم!
و أي أألدباء لم يرفع القبعة و ينحين إجالال أمام آسيا جبار ،و مولود
فرعون ،و كاتب ياسني و محمد ديب و الطاهر وطار؟!
دليين ،دليين يا أرض الطهر المرشبة بدم الشهيد ،عن سائح لم تضع
قدماه في وهران -باريس العرب ، -و لم تسحر عيناه بأجمل منظر
رشوق و غروب في الكون باألسكرام ،كما سحرت عينا األب دوفوكو؟
أي زائر لم يرشب من منبع تاهابورت و لم يعد إلى تمرناست كما تقول
األسطورة؟
أخربيين بربك ،هل ال يزال على األرض خليقة لم تذق طعم حالوة دقلة
نور و لم تسمع الجزائر حلما يأتي في أغنية مع ألحان الموسيقى ،و
لم تعرف بعد زي السالطني الكاراكو و القفطان؟
يا إلهي كم رقصنا أجياال و أجياال على " يا الرايح وين مسافر " و وان تو
ثري تدوي في مالعب العالم.
عشقناك يا وطين أما حنونا تجمع أبناءها بعد شتات العرشية ،ليكتبها
أبناؤها ذات مساء لحنا في أغنية من أجل صباح جديد ،و يرصخوا "حرية
،حرية و النار هاذي ما تطفاش".
نحبك بعدد حبات عرق األستاذ و الطبيب و الجندي ،بكل تلك العيون
الذابلة و األيادي العاملة والظهور الكادحة و األرواح المثقلة باألعباء.
نحبك فلتغفر ،إن زلت بنا ألسنتنا يوما و هجوناك ،أو أغمضت أعيننا
عنك فهجرناك!
سامحنا أيها الوطن الحبيب فإننا من فرط بأسنا لم نفرق بينك و بني
من يتحدثون باسمك ،أتعبنا العبث لكننا اليوم نزداد صالبة ،أبناؤك
يزدادون إيمانا بغد أجمل ينتظرهم و أنت تبصق ممتهين الفساد
بعيدا..
دمت بخري دائما يا وطين و أنت موعود بجيل يحبك و يجتهد في حبك.
!