You are on page 1of 135

‫خواطر‬

‫رسائل للنرش والتوزيع‬

‫حقوق الملكية الفكرية‬


‫اإلهداء‬
‫والء خرفان‬

‫إلى جدي‬ ‫من والء‪..‬‬


‫تنطوي أيام ويرم الزمان ‪،‬تتغري العناوين و تخلف الوعود ‪،‬تنكرس أرواح‬
‫و تزمق القلوب ‪..‬ترسح األعني و تميض الحياة‪...‬‬
‫عدت مجددا الحتضان غرفيت وجدرانها الرمادية‪ ،‬أشعر أن كل شرب‬
‫فيها يريد محادثيت‪" ،‬ليس اٱلن فأنا متعبة " ‪ ،‬جسد مرهق عيون‬
‫ناعسة ‪،‬صداع يكاد يفجر هذا الرأس اللعني ‪ ،‬أحتاج لمن ينتشلين من‬
‫لم ال يفعل‬
‫هذا ‪ ،‬قيل لي أن الزمن كفيل بالجروح وأنه سينسينا لكن َ‬
‫لم ال أنىس ‪ ،!..‬كل شيئ يذكرني به و كيف لي أن أنىس وأنا‬
‫هذا معي َ‬
‫أحدثه في الدقيقة ستني مرة‪ ،‬ف ي رشودي ‪ ،‬في سهري حىت في‬
‫نومي ‪ ،‬أتعلم يا جدي صغريتك متعبة ‪ ،‬تحتاج عناقا دافئا منك ينسيها‬
‫ألم وحنني هذه األيام والشهور بل وحىت السنني اليت مرت بدونك ‪ ،‬من‬
‫كان يعتقد أنين سأفقدك وأنت حي ترزق ‪..‬طالما كانت فكرة موتك‬
‫كابوسا يرعبين ‪ ،‬خشيت أن ترسقك المقابر مين لكن أتعلم من رسقك‬

‫من األن !؟ عائليت ‪،‬ههه يبدو األمر معقدا حقا‪ !..‬أعلم‪.‬‬


‫أريد إخبارك يا جدي كيف أصبحت الحياة من دونك‪ ,‬كيف أصبح صدري‬
‫ضيقا‪ ،‬إنه يؤلمين كثريا منذ أن ابتعدت عن أحضانك ‪ ،‬كيف أصبح رأيس‬
‫عما فعل بي‬
‫اليتوقف عن الصداع مذ توقفت يداك عن المسح عليه ‪ّ ،‬‬
‫الح نني و كيف أن الوجع اتفق معه و قررا عدم الرحيل ‪ ،‬تعبت يا جدي‬
‫و اندثرت قواي‪ ،‬انعدمت لي الرغبة في كل شيئ‪ ،‬بات كل يشء باهتا‬
‫في عيين‪ ..‬عناق منك قادر على ترتيب هذه الفوىض داخلي‪ ،‬أتعلم!‪.‬‬
‫فقدانك غريني ‪،‬أصبحت ككزنة صوفية ُبرت آخرها و مرة عليها األيام‬
‫أفلت يدي من الجميع‬
‫ُ‬ ‫كرثة الفقد ّ‬
‫تعلم التخلي أصبحت‬ ‫ُ‬ ‫حىت اهرتأت ‪،‬ف‬
‫‪،‬صغريتك نضجت وأصبحت كرة جليد ‪ ،‬أشعر باالنعزال ‪ ،‬بالغربة حىت عين‬
‫‪ ،‬كل شيئ مختلف ال أحد يشبهين حىت أنا ال أشبهين أبدا‪ ..‬أتعلم أنين‬
‫أنسك للحظة! أنين الوحيدة اليت تواسين! سأظل أشتاق إلى أن‬
‫لم َ‬
‫أنتهي‪...‬أحبك‬
‫َ‬ ‫ينتهي االشتياق من العالم أو‬
‫وفاس نور الهدى‬
‫من نور الهدى ‪ ...‬إلى إحداهن‬

‫خليال‪ ..‬يؤنس‬
‫ً‬ ‫قليال ؛ ألروي وجعك عىس ألقى بذلك‬
‫ً‬ ‫َأيا قليب أسكن‬
‫بك‬
‫الصفي‪ ..‬تعلقت روحي ِ‬
‫ْ‬ ‫النجي‬
‫َّ‬ ‫وحشيت اليت َتركتها عزيزة ظننتها‬
‫منك ولو بعد‬
‫ِ‬ ‫جم ٍع غفري للظفر بكلمة‬
‫وأضحت كالقرين ‪..‬تزتاحم وسط ْ‬
‫بعدك عين ولم تصمد‬
‫ِ‬ ‫منافذك ‪ !..‬طال‬
‫ِ‬ ‫حني ‪ ..‬فما بال الجفاء يغطي‬
‫كلماتي فهي تزدان بذكرك ‪ ..‬أوقعنا في فخ الماللة ‪ ..‬أنالت منا‬
‫أنينك الحاني ‪ ..‬يا حرستاه‬
‫ِ‬ ‫مللت صحبيت و غاب‬
‫ِ‬ ‫أراك قد‬
‫الجهالة! مالي ِ‬
‫على جميل األنس! قد ملين وما ظننته ملول المسمع‪.‬‬

‫‪..‬ل َم‬
‫بابك‪ ..‬وأنا مريضة القلب أنتظر جوابك ِ‬
‫ِ‬ ‫افرتشت كلماتي أسفل‬
‫ُ‬
‫جفائك باكية ؛ وأنا أنظر إلى‬
‫ِ‬ ‫تجرعت مرارة‬
‫ُ‬ ‫َل ْم تجييب و لو بعذر ‪ !..‬فقد‬
‫أنك ال تعلمني أن مالمحك هي أول‬
‫شبح صورتك يتعمد خنقي ‪ ..‬البد ِ‬
‫يكفيك هذا من حب ورأفة!‬
‫ِ‬ ‫يشء قمت برسمه في ورق يوما ما ‪..‬أال‬
‫بك ‪ ..‬و روعتك‬
‫‪..‬أم مشاعرك باتت جافة! ‪ ..‬إني أرى السواد يحيط ِ‬
‫كنت من علمين‬
‫ِ‬ ‫فقدت صداقيت ‪..‬و‬
‫ِ‬ ‫صربا‪ ..‬فقد‬
‫ً‬ ‫رويدا ‪..‬‬
‫َ‬ ‫رويدا‬
‫ً‬ ‫تضمحل‬
‫رخ ْص ُت عليها‬
‫خت قد ُ‬ ‫أراك كما البدر ‪ُ ..‬‬
‫فأ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫الغدر بال عذر ‪..‬بعد أن كنت‬
‫منك باقة الورود ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫بعد ‪ ..‬فاآلن أسحب‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فملتين ‪..‬لن أنتظر جوابها‬
‫ألستبدلها بأشواك كلها برود وجحود ‪ ..‬بعد أن كنت أبين حصنا ألكتزنك‬
‫داخله ‪ ..‬بعد أن كنت أستبق الكل الحتوائك‪ ..‬قد حولين عن مذهيب‬
‫طي ُب الروح للمودة ليس‬
‫القلب غري مالل ‪ ...‬و ّ‬
‫ِ‬ ‫هذا جفاؤك ‪ ..‬فجميل‬
‫بقالل ‪ ..‬و إنما القلب ُي ّ‬
‫زمق و العني تدمع لمثل هكذا رفقة ‪ ..‬غري‬
‫مبالية ‪ ،‬ال تستحق سوى الشفقة ‪ ..‬و ما الصداقة بطول المدة ‪..‬بل‬
‫العهد و لو به شدة ‪ ..‬و يا أسفاه على وقت أضعته‬
‫ِ‬ ‫الصداقة لحافظ‬
‫ترابي! ‪ ..‬يفتقد لرونق الجمال الروحي ‪ ..‬و لعل هذه تكون‬
‫ّ‬ ‫إنيس‬
‫ٍّ‬ ‫على‬
‫متقبل‪....‬‬
‫ِ‬ ‫لك عندي من ود‬
‫أخر رسائلي ‪ ..‬و ما ِ‬
‫هديل دبيش‬
‫إبنيت‬
‫َّ‬ ‫من ُأ ٍم ‪ ...‬إلى‬

‫في صندوق َأمي الخشيب القديم برقية كتب عليها‪...‬‬


‫ابنيت‪:‬‬ ‫األزل‪...‬ألنفايس في َ‬
‫األرض إلى‬ ‫لمن يكفيهما حيب لسنني َ‬
‫َّ‬
‫آسفة بقدر السماء اليت تحملين‪ ..‬آسفة ألني رحلت باكرا و مالي حيلة‬
‫األغلب َأنتما بسن تسمح لكما بمعرفة حقيقة الموت‬
‫بتلتاي في َ‬

‫ومرارتها اليت تجرعتماها باكرا و كم َأعتذر‪..‬‬


‫ترددت كثريا قبل َأن َأكتب هذه السطور منكرسة في زاوية الفراش‬
‫يدي‬
‫َّ‬ ‫اللعني الذي ال َأغادره البتة و قارورة المصل الدائمة تكبل‬
‫و ها َأنا ذا أفقد آخر خصالت شعري‪ .‬أتألم‪ ..‬ال لم يؤلمين العالج‬
‫الكيماوي بقدر ما آلمتين نفيس عندما لم َأستطع تميزي مالمحي في‬
‫الرمأة‬
‫لم َأكن َأنا َأشفق علي و على حالي بشدة لكنكما شمعتاي لطالما‬
‫َأنرتما عتميت‪..‬‬
‫نعم لم تكرتثا َأبدا لشعري المتساقط‪ ،‬و ال لشحوب وجهي الدائم‬
‫عكس الجميع‪ .‬كنت َأحصل على حضن قوي بعد كل جلسة عالج‪ ،‬بينما‬
‫كان الجميع يعاملين بحذر مخافة َأن أتألم‪ ،‬إنهم يحسنون لي كثريا و‬
‫كان خوفهم الذي يربره ضعفي يؤلمين كثريا‬
‫قاس هو الشعور بالضعف و لكن كان كل الكرس يجرب‪ ،‬و صغريتاي‬
‫بجانيب كنت البطلة الخارقة في تلك العيون الربيئة‪ ،‬كنت َ‬
‫األم‬
‫الموهوبة اليت تساعد في رسم الغيوم البيضاء َأعلى الجبال‪ .......‬كنت‬
‫تلك اليت تخفي َألم َ‬
‫األسنان بلمسات يديها‪ .‬لطالما سألتماني عن رس‬
‫اليدين السحريتني و همست لكما إنها َ"أيدي َ‬
‫األمهات"‬
‫يدي السحريتني لم تخففا عنكما الكثري‪....‬آسفة على كل‬
‫َّ‬ ‫آسفة َألن‬

‫َألم َأسنان مررتما به ولم َأكن‪..‬‬


‫أمال بلهدري‬

‫من أمال إلى كل من آمن باختالف حروفي‪...‬‬

‫إلى حلمي‪...‬‬
‫أيها الحلم البعيد بعد البحار!‬
‫فإني اليوم استجمعت قوتي ألعرتف!‬
‫اسمعين ‪ِّ :‬‬

‫ألبوح بضعفي الذي خانك‪ ،‬وأكتفي من الخيانة ماأقرتف!‬


‫كنت صغرية حني وعدتك وجعلتك هدفا ألكون في حلمي محرتف!‬
‫لم يكن لي إال القلم ! فأبي كان فالحا والمال عندنا ال يسع لحلمي لكن‬
‫حلمي لم يرتكين وينرصف!‬
‫كنت أيها الحلم َو ِف َّيا تبكيين وأبكيك عند كل خيبة واألمل ينجرف!‬
‫فثمن األوراق اشرتيته كعكا !أتلومين ياحلم ُوالكعك عند الفقرآء له‬
‫طعم مختلف!‬
‫كنت أكتب أشعاري على دفاتر الدرس‪ ،‬وأتلقى توبيخا من أمي بشكل‬
‫الينوصف!‬
‫قتلوا حلمي ياحلم ألني ضعيف‪ ،‬صغري‪ ،‬فقري‪ ،‬أسري ألحالمهم ألكون‬
‫طبيبا متعجرف!‬
‫تب‪ ،‬وإني ياحلم كرهتك من ألمي‬
‫رب ‪،‬وحلمي عندهم ٌّ‬
‫المال عندهم ٌّ‬
‫وبكيتك بدمي وتخليت عنك غصبا‪ُ ..‬أيغصب الرمء على األلم وال‬
‫يرتجف!‬
‫سامحين ياحلم‪ ..‬فحني رغبت أن أكون كاتبا لم أكن أعلم أني سأعيش‬
‫المستحيل ولن أختلف!‬
‫قاضين‪ ...‬وسجل قصيدتي‬
‫ِ‬ ‫فقاضين !‬
‫ِ‬ ‫وعدت اليوم أشكوك خيانيت‬

‫وانرشها لتقرأ‪ .‬ألنها آخر وأول ما تحرر من هذا الوعد المنحرف!‬


‫إني ياحلم في مجتمع مريض يعشق المزئر األبيض ويكره القلم ! إني‬
‫ياحلم لم أجد طريقا أسلكه وغدوت ضائعا متهم!‬
‫فال المزئر استقبلين‪ ،‬وال أنت سامحتين‪ ،‬وبت مرشدا بني كتيب أرثيك‬

‫دون أن أسجل الحمم!‬


‫حرمت على نفيس ياحلم إمساك القلم!‬
‫فال حلمي كنت له وفيا‪ ،‬وال لحلم أبي قد عقدت العزم!‬
‫وثارت أفكاري ال يشء يقيدها ياحلم!‬
‫هال قاضيتين ‪...‬هال أعدمتين ! أو اسمح لي أن أعود ألحمل القلم!‬
‫وسأغدو كاتبا حقا ياحلم ‪...‬سأترك خلفي كتبا وحكما وأموت واسمي‬
‫تحفظه الرزم!‬
‫عائشة عبد الرزاق‬
‫من عائشة … إليك يا نفيس‬

‫عشقتك عشق الجنون فاعذريين‬


‫فما بني قليب وقلبك نار تعرتيين‬
‫وبني كل الحروف كلماتك تناديين‬
‫أيا روحي من غريك يواسيين‬
‫أنا من كان على حبك مقتوال‬
‫وأنت من كنت في حبك تعاديين‬
‫ألوم النفس وأعاتبها‬
‫أيا نفيس هال تركتين‬
‫يا عني قد جف الدمع فكفى‬
‫يا سارقا قليب رده‬
‫قد قتلت القلب بعدما دفنته‬
‫وأتوق لرؤياك فمن غريك يواسيين‬
‫وقلمي قد سكرت حواشيه‬
‫وإن السكر قبل الموت مذموم‬
‫فرمت األيام أشكوها حالي‬
‫من ذكر الهوى متألما مترمدا‬
‫وعجالة ساقتين يوما إلى الملتقى‬
‫بيين وبينه ألف ذاكرة‬
‫وبني الذاكرة والذاكرة جهنم‬
‫بيننا الحروف الالهية‬
‫وبيننا الحديث باهظ الثمن‬
‫من كربالء هو ‪ ...‬وأنا من عدن‬
‫كأننا ‪ ،‬روحني بال جسد‬
‫القلب يرشق بال عتد‬
‫حني التقينا لم نتعمد اللقا‬
‫كتمت جمال وجمل‬
‫كنت أود البوح بها في حرضته‬
‫فسكونه أمامي غري األلف باء‬
‫واعتذرت للحروف ال تنوحي‬

‫أعدك اليوم ال تبوحي ‪...‬‬


‫فمهما كان بيننا لنرتك الخصام‬

‫فنجعلها قبل‪...‬‬
‫برشوا باإلسالم فرتكوا هبل‬
‫وقدست الكعبة‪،‬والقرآن المبجل‬
‫وقامت الحروب ولو بفئة قليلة‬
‫فسيبقى أمل‬
‫غزوة بغزوة وخندق بخندق‬
‫تراه قد آت األجل‬
‫لم يبق بيننا سوى ذلك األمل‬
‫حرب بحرب والقادم أذل أذل‬
‫ندهته أرجوه باكية أيا هواي‬
‫هل لك أن تعود‬
‫قال‪ :‬قال ال اعذريين‬
‫والرب المعبود‬
‫كفاني ألما قطعت الصلة ولن أعود‬
‫رددت شاكية‪ ،‬حبا في المعبود‬
‫عليك تساومين النفس واإلنس‬
‫ما مرت األيام كأنها نحسا بنحس‬
‫هل سمعتم قلبا يشكو لصاحبه‬
‫ايا جسدا رحمة بالله عليك‬
‫ال تعد ال تكرر ما كان باألمس‬
‫عودي لرشدك وتمالكي يا نفس‬
‫تموج ذاكرتي لعلين أنىس‬
‫حبيبا كان ال ينىس‬
‫يناديين يعاتبين يقول‬
‫أيا صحيب أترىض بالمعقول!‬
‫أرد عليه جاثيا أيها القرب‬
‫لم يعد في الناس عقول‬
‫أخذوك مين‬
‫غريوك عين‬
‫وقالوا‪ :‬قدر مقدر‬
‫بكت عليك الحجارة … أيا قدر‬
‫تذكرني الحروف أيام السرم‬
‫أيام كنا نجتمع تحت القرم‬
‫أيا تاركي ليتنا ما كنا وما تعرفنا!‬
‫حىت يكويين الندم وأقول يا ليتنا‬
‫يا ليتنا ‪...‬‬
‫ما كنا على ما ك‬
‫مروان سعيد ريح‬
‫من ‪ :‬ريح مروان سعيد‪...‬الى ‪ :‬ـها‬

‫وعلي‬
‫َّ‬ ‫ماءه ‪...‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫باحت ِد‬ ‫فطرت قليب و اِ َ‬
‫ست‬ ‫ْ‬ ‫السالم على من‬ ‫ُ‬ ‫ههه ‪...‬‬
‫َّ‬
‫راسلك من هنا من أين بدأنا و لي‬‫ُ‬ ‫فإن منك َب َت ًاتا لم أره ‪ ،‬أنا ُأ‬
‫الم َّ‬ ‫الس ُ‬
‫َّ‬
‫تجاه ِل رسائلي‬
‫ُ‬ ‫كعادتك في‬
‫ِ‬ ‫شعوري‬ ‫ستتجاهلني‬
‫َ‬ ‫أنك‬
‫قة في ِ‬ ‫كامل ِّ‬
‫الث ِ‬
‫ِ‬
‫نائما وأنا !‬
‫ً‬ ‫ستيقظ أبي للعمل و أخي ما ايزال‬
‫ُ‬ ‫صباحا ‪َ ،‬ي‬
‫ً‬ ‫بعد السابعة‬
‫تصفيفة شعري‬
‫ِ‬ ‫الساخر على‬
‫أتشوق لردك ّ‬
‫ِ‬ ‫أراسلك و‬
‫ِ‬ ‫أفعله أنا !!‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫مالذي‬
‫أكرثت من الرسائل اليت لم يتوقف هاتفك من‬
‫ُ‬ ‫مين ألني‬ ‫ِ‬ ‫أو غضبك‬
‫قليب‬
‫رثيت ِ‬
‫ُ‬ ‫لك فقط بأنين‬
‫الرنني بسببها ‪ ....‬أتعلمني ؟! أود أن أقول ِ‬
‫عدم دعوتي‬
‫ِ‬ ‫ذاك ‪ ،‬ال تقلقي من‬
‫عرب َ‬
‫الم ِ‬
‫خاطرة أسميتها بإسمك ُ‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫خفت أن‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫جنازة ضحيته !!‬ ‫ُ‬
‫القاتل‬ ‫يحرض‬
‫ُ‬ ‫جنازته فمنذ مىت‬
‫ِ‬ ‫لك لحضور‬
‫ِ‬
‫للعزاء فتأتني بفستانك المخملي ذاك و أحرم شفاهك َّ‬
‫اللماع ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أدعوك‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫كاألحمق إذا‬
‫ِ‬ ‫تصفيقات الجميع وأنا‬
‫ِ‬ ‫كنت سرتقصني فوق آالمي وسط‬
‫ُ‬
‫رضبا‬
‫ً‬ ‫سأنهال عليه‬
‫ِ‬ ‫كنت‬
‫ُ‬ ‫عاكسك أحد الحضور في قاعة الحفالت تلك‬
‫ِ‬
‫كل يشء سيهون ألجلك ‪ ...‬ولكن اآلن ‪..‬لقد َر َك ْن ُت‬
‫دما ‪ ..‬كان ُ‬
‫نزفه ً‬
‫ُ‬ ‫حىت ُأ‬
‫مرتديا‬
‫ً‬ ‫مهرو ًال نحو المجهول‬
‫ِ‬ ‫تجهت‬
‫ُ‬ ‫ثم اِ‬ ‫باب ِّ‬
‫النسيان َّ‬ ‫ذكرياتي خلف ِ‬
‫ملكيتك لألشياء‬
‫ِ‬ ‫كاف‬
‫عذرا فقد تملكتين ُ‬
‫معطفك‪ ..‬أقصد معطفي ً‬
‫ِ‬
‫المتسلط‬
‫ُ‬ ‫ي ذاك المغرور‬
‫عقل َ‬
‫ِ‬ ‫وحك و‬
‫ِ‬ ‫قلبك و روحي صارت ر‬
‫ِ‬ ‫كقليب صار‬
‫متجها نحو‬
‫ً‬ ‫كنت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أقول بأنين‬ ‫كنت‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫حسنا‬ ‫عقلك ‪ ،‬أين كنا!‬
‫ِ‬ ‫ستسلم وصار‬
‫َ‬ ‫اِ‬
‫كنت قد‬
‫ِ‬ ‫ئيم ّالذي‬ ‫بالذات ذاك المكان َّ‬
‫الل ُ‬ ‫َّ‬ ‫المجهول نعم ذاك هو‬
‫أغالله‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫خياطة‬ ‫أجدت‬
‫ِ‬ ‫كاتك البهية !‬
‫ِ‬ ‫صنعته بنفسك وقيدتين داخله َ‬
‫بض ِح‬ ‫ِ‬
‫أن َت َرى ‪ ،‬تُ رى كيف لي‬ ‫الساحرة و َط َّر ْز ِت ِه كما يحلو ْ‬
‫لعي َن ْي ِكـ ْ‬ ‫بتصاميمك َّ‬
‫ِ‬
‫بالمعتاد على أن أتوارى عن الورى !‬
‫لست ُ‬‫ُ‬ ‫قيودك و‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫أن ُأفك‬
‫طيفك‬
‫ْ‬ ‫يفارقه‬
‫ُ‬ ‫عيدني لداخله وهو ال‬
‫ُ‬ ‫بالرياح تُ‬
‫َ‬ ‫قفصك ! فإذا‬
‫ْ‬ ‫فتحـت باب‬
‫ْ‬
‫مجددا‬
‫ً‬ ‫نهضت‬
‫ُ‬ ‫قدمك ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫وقعت على األرضية اليت ُأطربت بخطى‬
‫ُ‬ ‫!‬
‫أريكتك ! على فكرة ما يزال يغرمها‬
‫ْ‬ ‫عفوا بل‬
‫ً‬ ‫ألستلقي على أريكيت‬
‫َّ‬
‫حسنا أنا ً‬
‫حقا ال أدري أأنت من‬ ‫ً‬ ‫منك ‪...‬‬
‫ْ‬ ‫مفر‬
‫َ‬ ‫أدركت بأنه ال‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫طرك ‪َّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫ِع‬
‫يؤلمك ؟ و‬
‫ْ‬ ‫بداخلك ؟ ً‬
‫أحقا فراقنا ال‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أعيش‬ ‫تعيشني بداخلي ! أم أنا من‬
‫ال الفضول حىت عن حاليت ّاليت اِ هرتأت يراودك ؟ تُ رى أال تعلمني َّ‬
‫أن‬
‫أزهار بييت تعاتبين بسببك ؟‬

‫الرمادية !‬
‫سمائك َّ‬
‫ِ‬ ‫قد َذ ُب َ‬
‫لت تحت‬

‫الجانية وأنا الضحية!‬


‫ُ‬ ‫أنت‬
‫تكوني ِ‬
‫ِ‬ ‫عتدت أن‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حيث اِ‬

‫فك هو نصفي وكوننا نبدو بنفس الهوية !‬ ‫َ‬


‫فك ْو ُن ِن ْص ِ‬
‫بضحكتك المخملية !‬
‫ِ‬ ‫مزقت أشالئي‬
‫الساذج‬
‫لقليب َّ‬
‫َ‬ ‫فوضت أمرك‬
‫ِ‬ ‫سفكت دمي وكالعادة‬
‫ِ‬
‫التعلق !‬
‫رسيع َّ‬
‫ُ‬ ‫ادعي ِت أنه‬
‫أرتشف النبيذ َّ‬
‫حىت النشوة ؟ حىت أنين أصبحت‬ ‫ُ‬ ‫أسأظ ُّل‬
‫َ‬ ‫لكن ماذا بعد ؟‬
‫أغانيك !‬
‫ِ‬ ‫أحفظ ُ‬
‫كل‬ ‫ُ‬
‫نيس‬
‫ْ‬ ‫يبدو أنه ال مفر من هذا البد أن أعيش داخلك إذا سقط سقفي ال َت‬
‫عذرا بل غرفتك💜 !‬
‫فقط أن تنتشليين من تحت ُركام غرفيت ‪ ...‬آه ً‬
‫تذكرت ال َّشاعر بلخريي محفوظ حينما قال ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫َّ‬

‫نكال****وس َ‬
‫ك ْن لي في الڤلب مقوى‬ ‫ْ‬ ‫اد في ڤليب َت‬ ‫~ ُب ْع ْد ْح ِب ِ‬
‫ييب َز ْ‬
‫ْم ْش َعالُ و~‬
‫~ يا همي ُبعد الظريفة َعين طال****فراق الغالي ما ُطڤنالو ~‬
‫هديل شنة‬

‫من‪ :‬مجهولة في زمن الشهرة …إلى ‪ :‬كل من أحرقته حراشف‬

‫الحياة البائسة‬

‫التنتظر يدا تأخذ بك لألفق‪،‬فالكل في األزمات يأتي مقعدا‬


‫زح عنك ندوب الشجى والكرب و اصنع من قهقهاتهم مصعدا‬
‫قف بني مرارة الذكريات وقساوة النظرات وتصفح جرعات األمل ‪،‬ثق‬
‫بأن النجاح حليفك غدا‬

‫كفكف دموعك ال تلقها عى األرض فلم يسبق لألرض أنها قدست‬


‫بكاء أحد أبدا‬
‫اقطع أوتار الكبو و اإلحباط بل امض في سبيل نيل المجد و إن كنت‬
‫وحيدا متفردا‬
‫تمثل نفسك في القمم‪،‬ضع بصمتك كن كالوشم‬
‫تصب لمعانقة الموت لتتعرى من ذكرياتك‬
‫ُ‬ ‫تفان في حب الحياة وال‬
‫َ‬
‫الجامدة‬
‫حرر نفسك من قيود اغتالت دساتريك جعلتك أسريا مستعبدا‬
‫ّ‬
‫كف ع ن الترضع و الخضوع‪ ،‬كن خصما عنيدا‪ ،‬كن مترمدا‬
‫خالف رشائعهم وتقاليدهم الساذجة ‪،‬فهل يبقى الرمء عبدا‬
‫لرشائعه الفاسدة!‬

‫بل أطلعهم على ذواتهم المهرتئة وأفكارهم القديمة اليت تأبى‬


‫بأن تتجدد‬
‫شاطر نجاحك ممن هزؤوا بمبدئك ‪،‬أرغم الجميع أن يكون على‬
‫انتصارك شاهدا‬
‫ّ‬
‫وبرش قدرا حقريا قادك فاستوطن متالزماتك‪،‬أنك ما تزال شامخا‬
‫منتصبا صامدا‬

‫التؤمن بأحد سوى بتلك الرثيا اليت تقبع على يسار أضلعك‪ ،‬استمع‬
‫جيدا‬
‫إليها ّ‬
‫إال في أوقات الصالة‪،‬تذكر أنك لم تولد لتكون عبدا‪ ،‬بل ولدت‬
‫والتنحن ّ‬
‫ِ‬
‫سيدا‪..‬‬
‫لتكون ّ‬
‫نجيب عصماني‬

‫من نجيب …إلى الشعب السوري‬

‫رب السما‬
‫رحماك ّ‬
‫َ‬
‫طال البالء و للزمن بقية‬
‫على ُعالنا َ‬
‫اعت ْ‬
‫لت العلة‬
‫سقر‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫برحت الدار إال و هي‬ ‫فما‬
‫مغرتبنا‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫غدت‬ ‫دار األمس‬
‫ُ‬
‫للغربة!‬
‫ِ‬ ‫نغادر الغربة‬
‫ُ‬ ‫و ها نحن ذا‬
‫الدمع‬
‫َ‬ ‫ترقرق الدم و زاحم‬
‫الجند‬
‫ِ‬ ‫قل القوارير و جنبات‬
‫على ُم ِ‬
‫التل رصخت اليتيمة‪:‬‬
‫على قمة ّ‬

‫قطرات‬
‫ٍ‬ ‫عماه اسقين‬
‫أواا ّ‬
‫نطقت الربيئة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫و من وسط الحطام‬

‫حجاب!‬
‫ِ‬ ‫عم فأنا بال‬
‫تصورني يا ُّ‬
‫ّ‬ ‫ال‬
‫و رسى الدمع على وجنيت الصيب‬
‫ألم الخراب و العتاب‬
‫يرصخ َ‬
‫عال الصوت بعد النحيب‪:‬‬
‫و َ‬
‫سأخرب هللا بكل يشء !‬
‫تعد مفقوديها‬
‫ّ‬ ‫أم اليتامى‬
‫و ُّ‬
‫أم ثكلى!‬
‫أنت ّ‬
‫أأرملة ِ‬
‫ٌ‬
‫للرب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫و سوريا اليوم تترضع‬
‫اسقنا الغيث و لو بعد حني‬
‫يكفكف دموع ْ‬
‫من ؟‬ ‫ُ‬ ‫من‬
‫ّ‬
‫فكل من في الدار يبكي‬

‫يضمد جراح المصاب‬


‫ّ‬ ‫و من‬
‫فالمشفى أضحى مستوفى!‬
‫و من ّ‬
‫يعزينا في شهدائنا‬
‫ففي ّ‬
‫الضحى جنازة و بعد العرص كذلك‬
‫من يكتب صفحات تاريخنا‬
‫الدما‬
‫إال ّ‬ ‫َ‬
‫نفذ الحرب و ما لنا ّ‬
‫قبلة على الخدود‬
‫ُ‬ ‫فهل بعد القنبلة‬
‫سجود !‬
‫ِ‬ ‫أم جنازة أخرى صالتها بال‬
‫ما بعد الفراق إال اللقاء‬
‫بدار البقاء‬
‫في دار األمس أم ِ‬
‫دوام الحال بقاؤه من المحال‬
‫أماه و أنرثي الورود‬
‫فزغردي يا ّ‬
‫ِ‬
‫إن عاد الرجل من الورى سعيدا‬
‫أو رجع على األكتاف شهيدا‬
‫سنعتليه غدا!‬
‫ِ‬ ‫أترى الرتاب‬
‫سيوارينا‬
‫أم تحته نُ دفن و ُ‬
‫ألغام!‬
‫ُ‬ ‫شوك و‬
‫ٌ‬ ‫أهو‬
‫َ‬ ‫حصاد األيام‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬
‫ياسمينا!‬ ‫سزتهر‬ ‫َ‬
‫أرضنا ُ‬ ‫أم أن‬
‫قادري سعاد‬
‫من ‪ :‬قادري سعاد إلى ‪ :‬األسرم الراحل‬

‫يقول األرقش‪ :‬يا أبي ُم ْ‬


‫لئت بدمي المحربة‬
‫وأنا إن كنت سأكتب عنك سأمأل بدمي و دمعي المحربة‬
‫أأكتب بالقافية أم أجعلها أبياتا مبعرثة ؟‬
‫في حرضتك تسقط األوزان‪ ،‬أتميل الكفة لغري صالح السلطان ؟‬
‫ُمذ رحيلك أحببت زهرة الياسمني ‪ ..‬بل إني أغار من نبتة الياسمني‬
‫تلك اليت استقرت أمامك منذ بضعة سنني‬
‫كيف ال أغار ؟ و أنا أتمىن لو تعود بي السنون‬
‫أراك واقفا أمامي‪ ،‬تحمل في يديك كيسا و جريدتني‬
‫هاك اقرئي األخبار ‪ ..‬في الحقيقة منذ غيابك توقفت عن‬
‫ِ‬ ‫تقولك‪:‬‬
‫قراءة الجرائد‪ ،‬إال أنين أحتفظ ببعض القصاصات فيها صورتك و‬
‫مكتوب عليها‪ :‬إنا لله و إنا إليه راجعون‬
‫تبدأ بــ‪ :‬إن قلوبنا لتحزن‪ ،‬وإن عيوننا لتدمع‪ ،‬وإنا على فراقك يا داود‬
‫لمحزونون‬
‫وإنا على فراقك يا داود لمحزونون ‪..‬‬
‫ال زلت أذكر عندما كنت تقول يوم أرحل قيميت ستعرفون‬
‫ظننتك تهدد فقط ‪ ..‬لم أظن أنك ستفعل وسرتحل‬
‫لم تكن أنت ‪..‬كانت مشيئة الرحمان‬
‫و يميض على رحيلك ثمان سنني‬

‫يقول درويش‪ :‬تُ نىس كأن لم تكن ‪ ..‬وأقول‪ :‬أبي حارض كأن لم يمت‬
‫لقد بلغت الربع قرن‬
‫ال ٱلقب باليتيمة اآلن‬
‫إال أن الطفلة اليت بداخلي َت ْبكيك و في صدري ال يهدأ األنني‬
‫مازلت أتمىن بيين وبني نفيس عندما ال أستطيع أن أنام لو كنت هنا‬
‫لتمسك رأيس بيديك‪ ..‬كما كنت تفعل وتقرأ لي القرآن‬
‫مازلت أتمىن أن أراك‪ ،‬أ ن أحضنك‪ ،‬أن أقبلك‪ ،‬فأنا يقتلين الحنني‬

‫و ما عزائي إال أنك ميت و إننا لميتون‬


‫أصرب بآية من سورة يس‬
‫ون‬
‫رض َ‬ ‫َو ِإن كُ ٌّل َّل َّما َج ِم ٌ‬
‫يع َّل َد ْي َنا ُم ْح َ ُ‬
‫ُخلق اإلنسان ضعيفا سورة النساء اآلية ثمانية وعرشون‬
‫ينتابين الضعف أحيانا ‪ُ ..‬أدرك أنين لم أكن قريبة منك جداً‬
‫إال أننا لطالما تفاهمنا بالعيون‬
‫كنا قسم اإلنسانية الساكت‪ ،‬تراقبين في صمت وتحاول أن تفهم كل‬
‫ذلك السكون‬
‫ثقت بي كما لم يفعل أي إنسان‬
‫و أمنت بي إيماناً ال يعرف شكا وال بهتان‬
‫لم تناديين بأمريتي ‪ ،‬فتاتي المدللة أو قرة العني‬
‫إال أنك علمتين و نصحتين ووعظتين ألسمع صوتك في أذني كل‬
‫حني‬
‫ستبقى حيا في قليب ‪ ..‬ستبقى لي الذكريات اليت جمعتنا‬
‫عندما سافرنا و أنشدنا ' غابت الشمس و اسودت الدنيا '‬
‫عندما نجحت و استدعوك لتهنئيت وكانت فرحتك تسع الكون‬
‫عندما رسبت و سقطت من عينك دمعة الحزين‬
‫عندما دغدغتين بالتناوب أنا‪ ،‬أخي التوأم و ناريمان‬
‫عندما لعبت معي ومع أطفال الجريان‬
‫هي ذكريات طوال ستبقى محفورة في عقلي طوال السنني‬
‫سأزورك في المقربة ‪ ..‬السالم عليكم أهل الديار من المسلمني‬
‫والمسلمات أنتم السابقون ونحن الالحقون‬

‫أبي هنا ‪ ..‬أبي هنا بينكم وغدا أنا معكم‬


‫كلنا راحلون ‪ ..‬كلنا لربنا راجعون‬
‫سليم العرمي صحراوي‬
‫إليك يا َخياال راودني ً‬
‫يوما‪..‬وصلين بالعالم‪..‬ثم خذلين‪....‬من تقليدي‬

‫مغرتب ‪..‬‬

‫نفيتين في منفاي‪ ،‬وصارت هذه الغرفة القذرة أكرث وحشة بسببك‪،‬‬


‫وأمىس الوقت يميض بطيئا‪ ،‬معاتبا‪ ،‬ملقيا بثقله علي‪ُ ،‬يذكرني بأنين‬
‫وحيد كلما سنحت له الفرصة‪ ،‬بعد أن راودتين كلما احتجتك‪ ،‬وكنت‬
‫رأيت المسافات‬
‫َ‬ ‫عونا لي على وصل الواصلني وقرب البعيدين‪ ،‬لما‬
‫اخترص َتها‪ ،‬وعندما استحالت رؤيتهم وسؤلهم َّ‬
‫خربتين‬ ‫َ ْ‬ ‫تفصلين عنهم‬
‫قاص‪،‬‬
‫حرا وأنا سجني‪ ،‬وعدت دانيا وأنا ٍ‬
‫بكل صغرية وكبرية عنهم فرصت ّ‬
‫كنت إذ سمعت رفرفة جناحيك قرب النافذة أضاء الظالم من حولي‪،‬‬
‫وطربت لنقرك على الزجاج ايذانا بقدومك‪ُ ،‬‬
‫فأناولك ما خلفته لك من‬
‫طعامي سدادا لدين يصعب سداده "وصال بمحب وقربا ببعيد"‪ .‬كنت‬
‫ُأحس بقدومك وأعد األيام والليالي لزيارتك القادمة‪ ،‬فأجفف لك بقايا‬
‫العنب والمشمش لتستمتع بها وتُ ودني بما يمتعين رسالة مربوطة‬
‫بعناية على طرف ساقك بخيط خيشة رقيق‪ ،‬كنت أعتين بك كما‬
‫تعتين بمخطوطات األحبة وجواباتي لهم‪ ،‬أسعد أعيادي أيام قدومك‬
‫وأحلكها موعد رحيلك‪ ،‬لكم كنت هدية غالية على قليب تؤنس وحدتي‬
‫وتكرس غربة غربيت‪ ،‬لم أحسب يوما أن هذه النعمة الوحيدة اليت ُحبيت‬
‫بها ستنقطع‪ ،‬وتذرني أقايس طول الليالي ورتابة األيام‪ ،‬جاءتين‬
‫الصدمة مع طرقات على بابي انقبض لها قليب‪ ،‬من ذا يزورني هنا؟!‬
‫وانفتح الباب على رجل غريب يناولين مظروفا مغلقا ويهم بالرحيل‪ ،‬لم‬
‫استوعب شيئا‪َ ،‬من هذا وما هذا‪ ،‬فتحته وكان فيه كل أخبار األحباء‬
‫اليت كنت تأتيين بها‪ ،‬لكنين لم أفرح كعادتي ألن الرسالة ذُ يلت بخرب‬
‫رحيلك إلى األبد‪ ،‬وأن السبيل اآلن للرماسلة هو ذلك الغريب الذي‬
‫يدعى ساعي الربيد‪ .‬كنت كلما تعاملت معه تذكرتك‪ ،‬لم أستسغ يوما‬
‫هذا األسلوب في الرسالة فمشقة إرسالها تجعلك تفكر في عدم‬
‫القيام بذل ك أصال‪ ،‬وطول مدة وصولها وعودتها محملة بالجواب ال‬
‫ُيحتمل‪ ،‬ال ليس هكذا الوصل‪ ،‬ال وصل إال الوصل بزاجلي‪..‬‬
‫أحمد الشافعي ملكي‬
‫من أحمد إلى طفل لن تصله رساليت‬

‫بني تراتيل الحلم الذي قد غفا‬


‫على وسادة نائمة‬
‫تبكي العيون نفسها في حزن‬
‫وهواها قد سقي من جرم خاطئ‬
‫تكالبت على ماضيها أنفاس األجل‬
‫فتمسك حربا مىض‬
‫يكتب بال عبث‬
‫يكتب بأنامل تحرتق‬
‫حبيبة بني الحروف قد سألت‬
‫ورفيق في الغربة كان يكتب‬
‫جدران الغرفة تحويها تحت وقع الصمت‬
‫رسالة مزمقة األطراف ترسد‬
‫حلم شاب في واقع بائس‬
‫تلك آثار الكلمات قد طويت‬
‫تلك الحروف يتلوها العبث‬
‫في أحشائها عالم يختئب‬
‫وحني أودعتها بغياهب القدر‬
‫نسجت دربا بال أثر‬
‫كفنت جسدا بال روح‬
‫كتمت رسا بال رس‬
‫كنت طفال يمسكها بخوف‬
‫خوف يرسقه لألبد‬
‫يحضنها بشعور أبدي مرهف‬
‫حىت توالت األيام ولحظات من العبث‬
‫لتكون سماؤها مرصعة باألمل‬
‫رسالة منسية لم تفتح‬
‫رسالة صارت منفئا فقط ‪...‬‬
‫ثيللي ليرس‬
‫من ثيللي ‪ ...‬إلى الراحل بال وجهة‬

‫سارق وريد ‪.‬إليك يا مقصد ِشعري‪...‬يا خاتمة أفكاري ‪،‬إليك يا من أنهى‬


‫حروف األبجد‪..‬وجعله ذريعة القدر‪،‬جئتك اليوم أرمي لك جثة انهياري‪،‬‬
‫ُ‬
‫وألقي عليك خيبة افتخاري وانتظاري‪،‬ها أنا ذا بكربيائي وانكساري‬
‫أشفق على نوتاتي اليت ّ‬
‫غنت حروف اسمك‪،‬وألوم عقارب الوقت اليت‬
‫سلمتين لحرضتك ُ‬
‫وأ َ‬
‫قت ُل‪..‬لست أطلب منك شفقة وال‬ ‫لدغت روحي و ّ‬
‫اعتذارا‪..‬بل أركع أمامك ألطلب قطعيت المرسوقة‪،‬أعلم وأدري جيدا أن‬
‫حدا‬
‫حروفي مبعرثة ‪،‬وكالمي ال يحوي نقاطا ‪،‬جئت أطلب منك أن تضع ّ‬
‫أترجاك أن تسمع ضجيج‬
‫ّ‬ ‫المطر‪،‬جئت‬
‫ِ‬ ‫لتدفق النهر وتُ وقف هطول‬
‫سأفجر اليوم قنينة استيائي على كتفيك ّ‬
‫عل‬ ‫ّ‬ ‫أفكاري وتُ نقذني منك‪،‬‬
‫لست أطلب منك الظهور وأنا أعلم‬
‫ُ‬ ‫جفوني السوداء تتغري‪ ،‬أما بعد …‬
‫بين‪،‬لست ألوم القدر أن‬
‫ُ‬ ‫أن رياح الغرب أخذتك ِل َترتكين يتيمة تطلُ ب ّ‬
‫الت‬
‫يغري رشوق ّ‬
‫الشمس وأنا أعلم أن في يوم افرتاقي قد َغ َربت ‪،‬فقط‬ ‫ّ‬
‫أريدك أن تدرك خطيئتك اليت ليس لها توبة ‪،‬يوم رسمت أحالما وواريت‬
‫عليها الكذب ‪،‬يوم حصدت ثمار جناني وتركتها قاحلة ‪ ،‬أتتذكر يوم‬
‫جعلتُ ك كتابي المقدس وحني جعلت هواك فريضة وعشقك‬
‫عبادة؟!‪،‬أت تذكر حني قمنا بطقوس عهدنا بحرضة القرم ؟!‪،‬حني جعلتك‬
‫حاربت الزمن و‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫مشفرة‪،‬وزرعت أخطاءك وسقيتها ؟!‪ ،‬وحني‬ ‫قصيدة‬
‫كمة من صرب ‪ ،‬حني ّ‬
‫سلم االهتمام نفسه لكلينا‬ ‫التقاليد وخبأتها في ّ‬
‫مازلت أترجى النهار‬ ‫‪،‬أو عندما خجل ّ‬
‫الشعر َّ‬
‫والنرث لعناق عينينا ؟!‪،‬أتدري ِ‬
‫ألتلهف بصوتك ‪،‬مازلت أبحث عنك بني سطور الورق‬
‫ّ‬ ‫أن ُيلقي ستائره‬
‫و بني كلمات شاعر خائب‪،‬مازلت أسمعك بني أوتار قيثارة‬
‫عبدا ينتظر ُحريته‪،‬مازلت أختئب بني‬
‫قدس ديانة حبك ألصبح ْ‬ ‫ُ‬
‫مهجورة‪،‬وأ ّ‬
‫ظلك ّ‬
‫علين أجد رائحة عطرك ألستفيق من غيبوبة اشتياقي‬ ‫ثنايا ّ‬

‫لك‪،‬ضائعة أنا في عرش فخامتك سيدي‪،‬لكن ياترى إلى مىت !؟أستعلن‬


‫علي قنبلة‬ ‫الحرب بدون راء َت ُّ‬
‫وقفها ويستسلم الجندي‪،‬أستُ لقي‬
‫َّ‬
‫مزنوعة النون على جبيين و تطلب الغفران‪،‬أم ستكتفي برماقبة‬
‫خطواتي اليت لن تصل ‪.‬ها أنا اليوم ُأشهد براعم الورد ولمعان النجوم‬
‫أن تُ ّ‬
‫صفي قيميت عندك ‪،‬أن تطلق رصاح هويس بك‪،‬أن تفك قيود‬
‫"أنت "‪ .‬ما‬
‫َ‬ ‫ذكرياتي معك ‪،‬وتضع نقطة نهاية لقصيت اليت عنوانها‬
‫رأيك أن نقيم الليلة حفلة اعرتاف‪،‬أن ترمي كربيائك وتلتقيين ‪،‬أن‬
‫وتضمين ‪،‬أن ألومك وتكتفي بالصمت‪،‬أن أبكي وتهمس في‬
‫ّ‬ ‫أشتمك‬
‫"أحبك صغريتي"‪،‬لكن ما هي إال مقاطع من فلم أو‬
‫ِ‬ ‫ُأذني قائال‬
‫اقتباسات من رواية ‪ ،‬ماهي إال أشياء يستحيل أن تحدث أمام فخامة‬
‫أن ِحربي لن ُيلفت‬ ‫ّ‬
‫مملة و ّ‬ ‫حيب لك‬
‫أن فلسفة ّ‬
‫أنانيتك‪ .‬أعلم َّ‬
‫انتباهك‪،‬لكين مازلت آمل وأكتب للمجهول ّ‬
‫علك تلتقي بحروفي‬ ‫ّ‬

‫تعود لرشد أيامك اليت قضيتها معي‬


‫ُ‬ ‫ّ‬
‫نظري‪،‬علك‬ ‫فتسحبك إلى وجهة‬
‫الصماء‬
‫غفلة من أمري ‪.‬سأعرتف لك اليوم أمام هذه الورقة ّ‬
‫ٍ‬ ‫وأنا في‬
‫الدين‬
‫أن ّ‬‫‪،‬أني أحببتك رغم ّ‬ ‫و أمام شمعيت ّ‬
‫الذابلة‪ِّ ،‬أني "أحبك" ّ‬
‫أن القدر لن‬
‫ضدي ‪،‬حىت بلغ حبك مقدرتي‪،‬أحببتك وأنا أعلم ّ‬
‫والمجتمع ّ‬
‫يكون في صفي وال أنت من نصييب‪،‬وأنا أعلم أني سأقيم مراسيم‬
‫عشقي لوحدي وأجلس جلسة القرفصاء وأعزي نفيس برغوة‬
‫ابتسامة كاذبة ‪،‬أحببتك وأنا أعلم ّأنك طامس القلب ‪ .‬كمعتوهة أنا‬
‫ٍ‬
‫وضعت بني‬
‫كُ نت ورصت ُ‪،‬غصت فيك ‪،‬في اعتقادك وفي ظالمك ِ‬
‫صحاري عينيك ولطافة اقرتابك ‪.‬فهل من تسوية سيدي تحكم بإعدام‬
‫حبنا أو استرمار قهرنا! هل لك أن تعيد لي ابتساميت المدفونة أو‬
‫بالرحيل كربيء‬
‫تعيد كتابة سمفونية حياتي من جديد! أم ستكتفي ّ‬
‫دون لقاء أواعتذار وترتكين أنا غارقة في أودية االنتظار؟‪!.‬‬
‫نوال عريف‬
‫من مليونية الشعر ‪ ...‬إلى سيد األبجدية‬

‫أما قبل‬
‫رجرجات القالئد‬
‫حروف سكنها الدهر أثر حرقة‬
‫وذبوالت ورد كانت وارفة زهوا‬
‫ياحرفي الرسمدي‬
‫يا أبجدية الحلم‬
‫تزاحمت السطور‬
‫فرتحلت عن نفيس‬
‫الزالت سريتك أضيق من بيت قصيدة‬
‫كل حرف من نيص يرتديك ليتأجج حبا‬
‫يدجج الشوق ويصب في الكلمات صبا‬
‫يرتنح الجمال تمائم للوجد‬
‫فيشتعل الرياع بغري لغة‬
‫ال عاشق يسابق أحرفي‬
‫معاني تغمد هواجسها‬
‫َّ‬ ‫ورصاص‬
‫لن تهزمين هواجس الحب‬
‫يدون قصيدة‪.....‬‬
‫فكل مرمر من دمي ّ‬
‫الحرف يا سيدي يرسي في رشاييين متأنقا‬
‫ليقاطع القلب وعي العقول‬
‫وتندلع فتنة بجالل الحروف‬
‫دفاتري ‪.......‬ذكرياتك‬
‫رسائلي ‪......‬تمتماتك‬
‫أثنت عليك حروفي واستكنت‬

‫سأكتب الليلة عليك أنت‪...‬‬


‫غفرانك يا ذكرى‬
‫فأشالئي تلملم نفسها‬
‫لتكتب قصيدة ثائرة‬
‫أدون عن ذكراك حائرة‬
‫ها أنا اليوم ّ‬
‫هذا الرياع عجيب‪...‬‬
‫يتغىن في حبك بسخاء‬
‫يا أنت ‪..‬أيها البعيد القريب‬
‫بيين وبينك تتسع مسامات الكتابة‬
‫تزداد الحروف توهجا ورهافة‬
‫لكنك خلدت ذكرى الغياب بكل سخافة‪..‬‬
‫حسناء عربية أنا‬

‫كائن هش عنده الحب ثقافة‪...‬‬


‫ليلى جزار‬
‫اك َ‬
‫الخ ِائن‬ ‫ِمن ليلى جزار ‪َ ...‬إلى َذ َ‬

‫َأ َّما َق ْبل ‪:‬‬


‫الح َياة ‪.‬‬
‫وب َ‬
‫تين ُح ُر ُ‬
‫ك ِ‬ ‫إذا َما َأ َ‬
‫نه َ‬ ‫وني َ‬
‫الم ِفي ُع ُي ِ‬ ‫نت َك َّ‬
‫الس ِ‬ ‫َف َقد كُ َ‬

‫أما َب ْعد ‪:‬‬


‫َّ‬

‫يتها‬ ‫او َلة ّال ِيت اِ َ‬


‫حت َو َ‬ ‫الط ِ‬‫لك َ‬‫ون ٌة في ِت َ‬ ‫ك َّد َسة َمركُ َ‬ ‫الم َ‬
‫أشياؤك ُ‬
‫َ‬ ‫ماز َال ْت‬
‫َ‬
‫الم ِم َّلة؛‬
‫أفالم َك ُ‬
‫ِ‬ ‫اه َتة ُه َناك؛ َرش ِائ ُط‬
‫الب ِ‬
‫وائ َك ِلي‪ ..‬كُ تُ ُب َك َ‬
‫حت ِ‬
‫أكرث ِمن اِ ِ‬‫ََ‬
‫الخ ِان َقة؛ َح َّىت‬
‫رك َ‬‫جائ َ‬ ‫ُس ُّم َك ّالذي َت َت َج َّر ُعه كُ َّل َيوم هه َأ ِ‬
‫قص ُد َس ِ‬
‫ضع َّي ِته ‪..‬‬
‫الر َصاص َما َي َز ُال ُم َم َّد ًدا َع َلى َو ِ‬ ‫سد ُس َك َ‬
‫الخ ِالي ِمن َح َّبات َ‬ ‫ُم َّ‬

‫خرى ِب ِر َ‬
‫فق ِتك‬ ‫صحبها ِهي ُ‬
‫األ َ‬ ‫أثار َك َم ِعي؛ ِل َم َل ْم َت َ‬
‫كت َ‬‫ِل َماذا َر َح ْل َت و َت َر َ‬
‫َ‬
‫الو ِحيد !‬
‫اي َ‬ ‫َ‬
‫قاياك ُهنا ِب َمنف َ‬
‫َ‬ ‫يك َغ ُ‬
‫رس َب‬ ‫كان َ‬
‫عل َ‬ ‫؟!‪َ ..‬هل َ‬

‫خاتنا و َك َّأنها ِح َم ٌم‬ ‫وح َشة ّاليت َد َّوت ِفيها َ َ‬


‫رص ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫الل َ‬
‫يلة ُ‬ ‫لك َ‬‫َأت َذ َّك ُر ِت َ‬
‫سم ُعنا‬
‫أح َد َي َ‬ ‫نع ِز َلة‪َ ،‬أنا و َ‬
‫أنت َف َقط؛ ال َ‬ ‫الم َ‬
‫الج ُز ِر ُ‬
‫إحدى ُ‬ ‫ُب َ‬
‫رك ِان َية ثا ِئ َرة ِفي َ‬
‫َ‬
‫الك ِل َمات‬ ‫الع َراك و ِمن َق َس َ‬
‫او ِة‬ ‫ول ِ‬‫أنف َسنا ِم ْن َه ِ‬ ‫اد ال َن َ‬
‫سم ُع ُ‬ ‫ك ُ‬‫َبل َن َ‬

‫حمة ‪..‬‬
‫ون َر َ‬ ‫الم َت ِ‬
‫ساق َطة ِم ْد َر ًارا ِمن ُد ِ‬ ‫ُ‬

‫يت َع ّين َأل ًما َع ِم ً‬


‫يقا‬ ‫لت تُ ِح ُّبها َإلى اآلن ؟!‪ِ ..‬ل َم َ‬
‫أخف َ‬ ‫ِل َم َل ْم تُ ِ‬
‫خرب ِني َّأن َك ِ‬
‫ماز َ‬
‫قدور َك‬
‫ِ‬ ‫الح ّد‪َ ،‬ك َ‬
‫ان ِب َم‬ ‫نمو و َي َّت ِسع ِل َهذا َ‬ ‫عاي ِته و َج َع َ‬
‫لت ُه َي ُ‬ ‫َس ِه ْر َت َ‬
‫على ِر َ‬
‫الس َنوات‪ُ ،‬ق َ‬
‫لت‬ ‫هذ ِه َّ‬ ‫َ‬
‫طوال ِ‬ ‫يناه‬ ‫فاقم و َي ُه َّز َب َ‬
‫يننا ما َب َن ُ‬ ‫يت َ‬ ‫إيقافه َق َ‬
‫بل أن َ‬ ‫ُ‬
‫اما و َلم‬
‫كر َك َت َم ً‬ ‫طب ِتنا ِب َّأيام ِب ّأن َك َأ َز َ‬
‫حت َها ِمن ِف ِ‬ ‫فيما َم َىض و َق َ‬
‫بل ِخ َ‬ ‫َ‬ ‫ِلي‬
‫لك َص َّدقتُ ك؛ َص َّدقتُ ك ِبكُ ِّل ما‬ ‫َ‬
‫مرها‪ ..‬و ِمن ِش َّد ِة ُح ِّيب َ‬ ‫َت ُعد َت َ ِ‬
‫كرت ُث أل ِ‬
‫الب َّتة‪َ ،‬ق ْد َأردتُ ك َز ً‬
‫وجا و َس َن ًدا ال‬ ‫قد َانك َ‬
‫أرغب ُف َ‬ ‫ألني َل ْم َ‬
‫وتيت ِمن ُح ّب ِّ‬‫ُ‬ ‫ُأ‬
‫أنت‬
‫ات َم َع َك َ‬
‫من َي ٍ‬ ‫الث َبات‪َ ،‬أق ْم ُت َأ ً‬
‫حالما و ُأ ِ‬ ‫ني َم َنحتُ َك َّ‬
‫َي ِميل َف ِم ْل َت ِح َ‬
‫َف َقط ‪..‬‬

‫مت‬
‫رد َّية؛ َه َد َ‬
‫الو ِ‬
‫منياتي َ‬
‫ِ‬ ‫أحال ِمي و ُأ‬ ‫ذلتين؛ َب َ‬
‫عرث َت َ‬ ‫َل ِك َّن َك َ‬
‫اآلن َك َرس َتين؛ َخ َ‬
‫ذاب َلة‬
‫رد ٌة ِ‬ ‫اذب ّال ِذي َس ُزي ِهر ِم ُ‬
‫نه َو َ‬ ‫الح ُّب َ‬
‫الك ِ‬ ‫الزم ُعوم‪َ ..‬هذا ُ‬
‫دران ُح ِّبنا َ‬
‫ُج َ‬
‫سقى ِمن َأ َي ٍاد َش ِق َّية!‬
‫ست ِح ُّق أن ُت َ‬
‫رد ٌة ال َت َ‬
‫عدودة‪َ ..‬و َ‬
‫َ‬ ‫أشه ٍر َم‬
‫ُ‬ ‫عد‬
‫َب َ‬

‫عد ْ‬
‫ألن‬ ‫أنت َغ ُري ُم َؤ َّه ٍل َب ُ‬
‫ملي ِمنك َف َ‬ ‫عرف ِب َخ َ ِ‬
‫رب َح ِ‬ ‫أشأ أن َت ِ‬ ‫َص ِحيح‪َ ..‬لم َ‬

‫ف َأ ٍب َخ ِائن هه َأ ٌب ال‬ ‫كرب َت ْح َت َك َن ِ‬ ‫فل َك ِفي ْ‬


‫أن َي ُ َ‬ ‫نب ِط ِ‬ ‫َتكُ َ َ‬
‫ون أ ًبا؛ و َما َذ ُ‬
‫غريك و‬ ‫اء َة َص ِ‬ ‫ولى‪َ ،‬ل َقد ُخ َ‬
‫نت َب َر َ‬ ‫األ َ‬‫عشيق ِته ُ‬
‫َ‬ ‫الزائ ُغ ُم َع َّل ٌق ِب‬
‫ِ‬ ‫زال َق ُ‬
‫لب ُه‬ ‫َي ُ‬

‫شف َع َلك ‪..‬‬ ‫لب ُأ ِّمه‪َ ..‬أ َت َ‬


‫علم ؟!‪َ ..‬لن َن َ‬ ‫َق َ‬

‫وك ِب َأن‬‫رج َ‬
‫اك و ال ِأل ُ‬ ‫أن َ‬
‫ألق َ‬ ‫جل ْ‬ ‫َ‬
‫لرم ِة األ ِخ َرية ال ِأل ِ‬‫أن َتأتي ِل َ ّ‬ ‫َح َس ًنا؛ ُأ ُ‬
‫ريد َك ْ‬
‫الر َّثة‬ ‫جمع َأ َ‬
‫غر َ‬
‫اض َك َّ‬ ‫الم َل َّو َثة‪ ،‬اِ َ‬
‫َت ُعود‪َ ..‬ب ْل َف َقط َت َعال و َل ْم ِلم َع ّين َر ِائ َح َت َك ُ‬
‫غها‬
‫فر َ‬ ‫َ‬ ‫اص ًة َو ِ‬ ‫أن َت ِ‬
‫نس ْ‬ ‫يث َأ َت ْ‬
‫يت‪َ ،‬ل ِك ْن ال َت َ‬ ‫و ُع ْد ِمن َح ُ‬
‫اح َدة أ ِ‬ ‫مع َك َر َص َ‬
‫جل َب َ‬
‫رق ُد ِب َسالم؛ َأ ِر ْح ِين ِب َح ّق‬ ‫نه َ‬
‫كة َت ُ‬ ‫الم َ‬
‫ي ُ‬‫وح َ‬ ‫بل ُم َغ َ‬
‫اد َر ِتك و َد ْع ُر ِ‬ ‫ِب َأ َ‬
‫حش ِائي َق َ‬

‫الم َع َليك‪.‬‬ ‫َف ِّإني ال َأت َح َّم ُل َأ َ‬


‫نص َاف ِّ‬
‫الن َه َايات‪ ..‬ال َس ٌ‬
‫مريم بوقحقوح‬
‫من مريم ‪ ...‬إلى غائب بني طيات األيام‬

‫مرحبا سيدي ‪،‬‬


‫هاهو ذا أيلول على العتبات يطرق األبواب ‪ ،‬الشمس غربت ‪ ،‬و الظالم‬
‫بدأ يغلف األجواء ‪ ،‬تالقت الغيوم و راحت ترقص بقلب السماء ‪ ،‬فجلست‬
‫برشفة المايض أرتشف فنجان ذكرياتي المملوء برغوة آالمي ‪ ،‬مازلت‬
‫لحد اللحظة مكبلة بقيود حبك ‪ ،‬أقتات على طيفك الذي يزورني من‬
‫حني آلخر و أبكي فراقا مضيت أنت بعده دون التفات ‪ ،‬أما فؤادي‬
‫فعاش ملتفتا لبقايا ماضينا يأبى النهوض من تحت تلك األنقاض ‪ ،‬لقد‬
‫نخرت بمهجيت تفاصيل حكايتنا المخملية ‪ ،‬مازلت أذكر رهبة أول لقاء‬
‫وجنيت و حىت خيانة الحرف و الكلم‬
‫َّ‬ ‫يدي‪ ،‬و احرمار‬
‫َّ‬ ‫‪،‬ارتباك النبض ‪ ،‬رجفة‬
‫لي آنذاك ‪ ،‬مازال كل يشء قابعا بأعماق روحي ‪ ،‬لقد ظننتك حينها‬
‫جدارا صلبا أتكئ عليه فيغيثين من كل هذا الخراب حولي ‪ ،‬رأيت فيك‬
‫الملجأ الذي سيكرس قوقعة أحزاني و ينفض غبار صميت العالق بني‬
‫َ‬
‫زوايا أيامي ‪ ،‬و الكتف الذي يلوح لي أن استندي علي ‪ ،‬فأهديتك‬
‫تأشرية التجول بمرمات قليب ‪ ،‬وقعت بجب حبك ‪ ،‬لم أستطع كبح‬
‫مشاعري ‪ ،‬فحينها كنت مصدر النور الوحيد في طريقي المظلم ‪،‬‬
‫أعدت لروحي رونقها و ساعدتين في رفع أعباء الطريق عن كاهلي ‪،‬‬
‫في جوف الليل و في غرمة بكائي الطاهر كنت أول شخص يدق باب‬
‫دعائي ‪ ،‬و في سجداتي المطولة كنت أرتب حروفي ألذكرك عند ربي‬
‫‪ ،‬كنت لي بلسما حىت ذلك اليوم الذي أخربتين فيه أنك سرتحل ‪ ،‬و أنك‬
‫ال تستطيع البقاء معي و بجانيب بعد اآلن ‪ ،‬سألتين إن كنت موافقة‬
‫على ذلك ‪ ،‬ابتلعت سؤالك هذا بخيبة كبرية ‪ ،‬فقد كانت كلماتك‬
‫صاعقة وقعت على قليب فدمرته ‪ ،‬و ال أدري بما ستفيدك إجابيت و‬
‫قد حزمت حقائب وعودك الكاذبة ‪ ،‬أجبتك و قد ثقب األلم فؤادي ‪:‬‬
‫طالما قررت ال تسألين " ‪ ،‬و أدرت ظهري ذاهبة و الدموع تشق‬
‫طريقها على وجنيت ‪ ،‬تمنيت أن توقفين ‪ ،‬أن تقول أن هذه مجرد كذبة‬
‫و كيف لي أن أتخلى عنك و أنت قطعة من روحي ‪ ،‬لكنك لم تفعل أبدا‬
‫‪ .‬ألقت العتمة رسبالها على روحي فقد غادر من اعتربته ذات حب‬
‫مصدر أمان جعل حياتي قرمزية األلوان ‪ ،‬سقطت كل تلك المشاعر‬
‫مغشيا عليها في ساحة خذالنك لي ‪،‬زارتين ليال حنادس فقد رحل‬
‫قرمي ‪ ،‬لكنين لم أستطع أن أمنعك من الذهاب في تلك اللحظة‬
‫الغدافية ‪ ،‬لقد حصحص الحق و تسول الحب كؤوس خرم محرمة في‬
‫ديين يمنع علي تذوقها حىت ‪،‬ففضلت ارتداء عباءة كراميت و توشح‬
‫كربيائي ‪ .‬كان صعبا علي جدا توثيقك كخيبة ‪ ،‬و إعالنك كرقم عظيم‬
‫أضيف إلى رصيد آالمي ‪ ،‬لقد كرست قلبا أبشع أعماله أنه هدهد عليك‬
‫ترانيم المحبة و عزف لك سنفونيات العشق ‪ ،‬قلت لي أنك تعتربني‬
‫وطنا‪ ،‬و لكنين لم أكن سوى جزء من سفرك عثت فيه خرابا‪.‬‬
‫جبلي نورة‬
‫من نورة ‪ ...‬إلى ‪:‬البائس الحزين‬

‫فعال أنا عاجزة تماما‪ ،‬وال أعلم ما الذي سأكتب‪.‬‬


‫وأي حروف سريسمها هذا القلم البائس العجوز‪.‬‬
‫وهل بإمكانه إيصال جرعات األمل هذه‪،‬الى قلبك أيها البائس الحزين‬
‫‪!.‬؟‬
‫أردت بكل حب أن ألون رساليت هذه ‪،‬بألوان التفاؤل وأن أزينها بباقة‬
‫من ورود األمل اليت ال تذبل‪.‬لعلها تكون سببا إلرشاق روحك الثكلى‬
‫من موجات األلم‪.‬‬
‫يا صديقي أينما كنت وال يهمين فعال من أنت‪.‬‬
‫وأي لون تحمل‪،‬وأي لغة تتكلم ‪،‬‬
‫أريدك فقط أن تعلم‪،‬وأن تتذكر‪.‬‬
‫أن الحياة لم تكتمل يوما‪.‬‬
‫فكلنا يحمل بقلبه قصصا عالقة من األوجاع واأللم‪.‬‬
‫كلنا يخئب بداخله أوجاعا ال تحكى وال حىت تكتم‪.‬‬
‫لكن فليكن ما يكن‪.‬‬

‫ورغم كل يشء عاتم ومخيف في عالمنا‪.‬‬


‫ورغم األشواك اليت غرست بصدورنا‪.‬‬
‫علينا أن نصرب ونصرب‬
‫ونبقى صامدين رغم كل ما قد يحصل‪.‬‬
‫راضني بقضاء هللا وقدره‪.‬‬
‫حامدين له في الشدة وفي الرخاء‪،‬‬
‫ولتتذكر أيها البائس الحزين‬
‫أن بعد العرس يرسا‬

‫وبعد طول الليل سيزبغ فجر الصابرين‪.‬‬


‫فالله لن ينىس نصيبنا من الفرح والرسور‪.‬‬
‫أيام تدور‪.‬‬
‫هي هكذا الدنيا ٌ‬
‫فال حزن فيها يبقى وال سعادة تدوم‪.‬‬
‫أردت أن أهمس لك هذا‬
‫رغم أنين ال أعرفك ‪،‬وال حىت أنت تعرف من أكون‪.‬‬
‫رساليت هذه نحو المجهول أنا أرسلها‪.‬‬

‫نلتق يوما‪،‬وحىت وإن لم نتشارك التجارب نفسها‪.‬‬


‫ِ‬ ‫فأنا وأنت‪ ،‬وإن لم‬
‫إال أنين أعلم جيدا ‪،‬أن لوقعة األوجاع الرنني المؤلم نفسه‪.‬‬

‫و االختناق القاتل ‪،‬واالشتعال المحرق ‪،‬وإن أختلف نوع األلم‪.‬‬


‫نعم ‪،‬فنحن كلنا برش‪.‬‬
‫نعيش في دنيا فانية خلقت لتكون لنا امتحانا صعبا ‪،‬وليست‬
‫بمستقر‪.‬‬

‫دنيا مخيفة و مظلمة‪.‬‬


‫مليئة باألشواك و بالمكاره و الحفر‪.‬‬
‫ترسق منك مالم تتوقعه يوما‪.‬‬
‫تحرق روحك وتجعل منك رمادا مبعرثا‪.‬‬

‫تصفعك بقوة وال ترحم بؤسك و ضعفك‪.‬‬


‫لكن أتدري !رغم كل ذلك مازلت مؤمنة وكلي يقني برب البرش‪.‬‬
‫أن الغد سيكون لنا ربيعا أخرضا‪.‬‬
‫غدا سترشق الشمس ومعها سترشق أرواحنا الحزينة ‪،‬وسيعلو‬
‫صوت األمل‪.‬‬
‫رجاء ‪،‬من فضلك أيها الحزين ‪،‬ابتسم‪.‬‬
‫فالحزن ال يليق بك‪.‬‬

‫ولم تحزن !؟ورب الكون أقرب إليك من حبل الوريد‪.‬‬


‫َ‬
‫ال تفكر كثريا ‪،‬يكفيك ألما و شقاء‪.‬‬
‫هيا ابتسم‪.‬‬
‫وكن على يقني أن الفرج قريب جدا‪.‬‬
‫كن مطمئنا‪،‬سيعوضك هللا بقدر صربك و شدة تحملك‪.‬‬
‫غدا ستفرح ‪،‬وستضحك من أعماق قلبك ‪،‬و ستقول لنفسك وانت‬
‫تبتسم ابتسامة النرص‪:‬‬
‫لقد مىض ‪،‬لقد مىض‪.‬‬
‫و ستعانق البهجة روحك لتنسيك كل ما‬
‫ضاع منك و انكرس‬
‫و ستدرك أنك كنت بحاجة كبرية ‪،‬لتلك الدروس القاسية‬
‫لتكون ما أنت عليه اليوم‪،‬شخصا قويا ‪،‬صلبا ال يكرسه يشء‪.‬‬
‫شخصا حكيما يتقن لغة الصرب‪.‬‬
‫ويفهم حكم القدر‪.‬‬
‫إكرام دوغمان‬
‫من الجدة الكئيبة ‪ ...‬إلى شيطاني الصغري ‪..‬ابين أسامة‬

‫كنت أما أضناني العقم لسنوات طوال و ما أثقلها على قليب ؛ كان‬
‫البكاء مهدئا جيدا لنوبات الغضب اليت حارصتين ؛ بكيت يا صغريي فال‬
‫يشء غري البكاء أقدر عليه ؛ نهش الحزن أضلع صدري دون رحمة حني‬
‫علمت أنه ال عالج و نسبة إنجابي ضئيلة جدا‬
‫صار االكتئاب رفيقا مخلصا ال يفارقين فسحبين بقوة عن باقي‬
‫رفقائي ؛ ال الخري يزورني وال الفرح يسأل عن حالي ؛‬
‫ال ضحكات ترفه عين وال أمل يعانق روحي فيصلح ذاك االنكسار ؛‬
‫عرشة سنوات عشتها جحيما و فكرت كثريا في االنتحار‪..‬‬
‫ال تلوموني فأنى لقلب أم عاقر أن يتحمل رؤية أطفال صغار‬
‫بعد عرش سنني من العذاب و التعب حتما لم َ‬
‫يبق لي طبيب معروف‬
‫لم أزره حىت اآلن‬
‫حدثت المعجزة !‬

‫معجزة ربانية يئس العلم و الطب من حدوثها‪ ..‬و أخريا حملت كان األمر‬
‫أشبه بحلم‪ْ َ ،‬‬
‫رض ٌب من الجنون أن يتحقق متأملة فقط أال تنتهي هذه‬
‫الفرحة فور استيقاظي‬
‫أتلهف شوقا ألحمل جنيين و يرسح بي الخيال ؛ ها أنا أستشعر رضبات‬
‫ابين الصغري في بطين و حركاته ؛ و تارة أراني أربي ولدي و أنتبه لكل‬

‫ترصفاته ؛ لوهلة أراني ُأ َح ِ ُ‬


‫رض حليبا دافئا إلرضاعه‬
‫أخال أن بني يدي طفلي و هو نائم و أنا أنظر لمالكي‬
‫أراه يميش و يتعرث و ها أنا أسابق الوقت ركضا إلمساكه لئال يقع و‬
‫ُي ْج َر ْح‬

‫أراه يدرس و ينجح و أنا أفتخر به أمام المأل و أهتف‬


‫فرح ال يسع مثله فرح السنني‬
‫أراه من كبار المهندسني فيعرتيين ٌ‬
‫أراه يزتوج و أنا أفرح لفرح ابين و إكماله نصف الدين‬

‫أراه ينجب لي أطفاال صغارا كتاكيت يملؤون أرجاء البيت و يثريون فيه‬
‫الضجة و الشقاوة‬

‫هرمت يا ولدي و النت عظامي و تقوس ظهري ؛ تجاعيد بشعة تغزو‬


‫وجهي و مالمح الجمال هجرتين ؛ رصت ال أقوى حىت على الحديث ؛‬
‫أنهكين الرمض و كرثت متطلباتي ؛ و بقيت في عزليت أخاطب الجدران‬
‫من ِف ْر ِط وحشيت‬

‫أال أراك تهتم بأمك و تعالجها ؛ تشق عليها مرات و تقبل يديها!‬

‫تضحك معها و تنسيها تعبها و شقاءها ؛ أال أراك تطعمها بكلتا يديك‬
‫و تبهجها ؛ أال أراك تطلب دعواتها و ترتجاها!‬

‫أال أراك تعطف عليها و تطيعها عساك تحظى بيشء من النعيم في‬
‫هذه الدنيا‬
‫رأيتك تتخلص مين في دار العجزة ؛ الدار الوحيدة في المدينة و‬
‫َر َف َض ْت ِين كون العدد اكتمل فرأيتك تشتمين و تتدافع‬
‫رأيتك ترصخ علي و يداك ترفع‬
‫رأيتك ترضبين دون رحمة حىت كرست الذراع نفسها اليت حضنتك حني‬
‫بكيت‬
‫رأيتك تحاول قتلي ي ا صغريي مرة دهسا بالسيارة لوال الناس و سرت‬
‫هللا ما كنت حية و أخرى رضبا حىت لم أكد ألتقط أنفايس‬

‫رأيتك تعتدي على أمك يا طفلي لوال الزمن أراني لما صدقت ما تبرصه‬
‫عيناي‬

‫رأيت مالكي تحول لشيطان أخرس يصدمين بأفعاله‬

‫رأيت جنيين يبعدني عن أطفاله و يرفض حىت أن يكلمين‬


‫رأيت تعب السنني غدا رمادا و تذكرت الدموع ؛ أين ذاك السيل الغزير؟‬
‫‪ ...‬لقد جفت دموعي يا صغريي‬
‫خطيئة أم أرهقها طفلها الذي أحاطته بكل ما يطلبه أضعافا‬
‫لوهلة أنهال عليه بالدعاء الكثري ؛ رشا يا رب و أصبه بالرمض ‪....‬‬

‫فأستغفر ربي ماكان ألم أن تؤذي طفلها و لو كان أذاها و لعب دور‬
‫الشيطان الرجيم‪.‬‬
‫فدوى حميدي‬
‫من مجهولة ‪ ...‬إلى كل من ذاق هذا األلم‬

‫ها أنا أتوه في رساديب المايض من جديد‪ ،‬أبحث فيه عن بصيص أمل‬
‫بعد األلم الذي سقتين إياه الحياة‪ ،‬أبحث هنا وهناك‪ ،‬حىت أبرصت نورا‬
‫يقرتب كلما خطوت‪...‬أجمع رباطة جأيش و أخطو إلى المجهول ال‬
‫أعرف إلى أي دروب ستقودني قدماي ‪...‬هي رحلة تبخر فيها واقعي‬
‫‪ ،‬حاملة معي عبق المايض ‪،‬بني طياته مالمح أمي ورائحة حضنها‬

‫أصبحت اآلن أعي كل مايجري من حولي ‪،‬حددت مسافة بيين وبني كل‬
‫األشخاص ‪،‬كنت أعيش حياتي بكل ملل وروتني ‪،‬اليهمين أي يشء غري‬
‫التفاصيل التافهة اليت تجعلين أبتسم ‪،‬هي حياتي أنا وعالمي الخاص‬
‫‪...‬قررت ‪ :‬أن أدفن طالسيم طفوليت وأسقيها بالكربياء‪ ،‬أجل كربياء‬
‫أنىث ضاعت بني المشاعر المتناقضة‪ ،‬أنىث مارست كل الشعائر لتكون‬
‫متمزية ‪.‬تركت همي واخرتت مهنيت‪.‬غريت اتجاهي وحددت‬
‫وجهيت‪.‬اسرتجعت هميت وأعلنت غاييت( مهنيت أن أكون قاتلة‬
‫وجهيت المجهول غاييت الرحيل)‬

‫رساب من المايض وهو يختفي في األفق البعيد‪،‬‬


‫ٍ‬ ‫قررت أن أراقب َّ‬
‫كل‬
‫وأن أضع حياتي فوق رف عتيق ألني فقدت إحسايس وكل مشاعري؛‬
‫فقدت نفيس ‪ ،‬لم أؤمن يوما بوجود الحب ‪،‬ربما ألني افتقدت حب أمي‬
‫‪،‬لم أعرف ذلك الشعور ‪،‬لم تكن طفوليت كباقي الفتيات ‪،‬رغم كل‬
‫األشخاص الذين كانوا يحيطون بي ‪،‬كل ما كنت أطلبه وأنا صغرية كان‬
‫يتحقق ‪،‬ألعاب وهدايا‪ ،‬فساتني‪ ،‬ظننت أن تلك األشياء هي الحياة‬
‫والحب ‪،‬ورغم ذلك كنت ابكي ليال دون أن يسمعين أحد ‪،‬كانت لي دمية‬
‫من أمي اشرتتها لي قبل أن تراني أو أراها‪،‬كنت أشعر أن روحها‬
‫تسكن فيها‪ ،‬لم أكن أنا أم الدمية بل هي من كانت أمي ‪ ،‬الكثري مما‬
‫مررت به جعلين ال أبالي بأي أحد أو أي يشء حياة بال طريق دون عنوان‬
‫ال رغبة لي فيها ‪،‬فكرت كثريا أن ألحق بأمي ‪،‬وجربت لكن دون جدوى‬
‫حىت هي ال تريد م ين أن أترك دمييت دون أم‪،‬اشعر أحيانا أني رسقت‬
‫حياتها لو أنا اليت فقدت الحياة وليس هي ‪،‬لقد خريوها بني حياتها‬
‫وحياتي ‪،‬دون أن تفكر قالت هي ‪،‬يجب أن ال أسلب منها أنفاسها يجب‬
‫أن تعيش هي و أموت أنا ‪،‬دون أن تفكر بأن حياتي من دونها ليست‬
‫حياة ‪ ،‬أحببتها دون أن أراها‪ ،‬منحتين حياتها دون أن تراني ‪ ،‬كتبت لها‬
‫الكثري من الرسائل ولكن لم يصلين أي رد منها ‪،‬‬

‫أخربوني أني نسخة مصغرة عنها‪،‬أحببت نفيس لدرجة أتخيل أني هي‬
‫و أتحدث مع انعكايس في الرمآة كأنها أمي ‪ ،‬اشتكي لها من كل‬
‫األشخاص‪ ،‬لقد رضبتين المعلمة يوما في المدرسة و سقطت أرضا‬
‫من شدة األلم فقدت الوعي و أصابتين الحمى ‪ ،‬لم يشعر بذلك أي أحد‪،‬‬
‫لم تكن هناك من تضع يدها على جبيين و تقبل خدي و تضع لي‬
‫كمادات‪ ،‬لم يكن من يرغمين على أن ارشب الدواء ‪،‬أو أن آكل الخرض‪،‬‬
‫كربت يا أمي ‪...‬وكرب حيب لك‪،‬‬
‫كربت حاجيت إليك‪ ،‬لحنانك لعطفك‪ ،‬لدعائك‬

‫سألتين صديقيت في المدرسة يوما ‪ .‬لماذا لم تدعويين يوما لعيد‬


‫ميالدك ‪.‬فأجبتها‪ :‬أنا ال احتفل بعيد ميالدي ياصديقيت ‪،‬فضحكت‬

‫وسخرت مين و أخربت كل من في صفي بذلك‪.‬‬


‫كانت تلك صديقيت المفضلة واألخرية يا أمي‬
‫رفعت يدي وصفعتها على خدها حىت هوت أرضا باكية ‪ ،‬وقلت لها‪ :‬يا‬
‫غبية كيف لي أن احتفل في اليوم الذي فارقت فيه أمي الحياة!!‬
‫هاهو النور يستطع من جديد‪...‬‬

‫قد وصلت إلى المجهول ‪،‬أمي أمسكي بيدي ها أنا أراكي ألول مرة‪.‬‬
‫أصبحت قاتلة نفيس يا أمي‪ ،‬أردت الرحيل إلى هنا يا أمي ولم‬
‫يسمعين أي أحد‪...‬شدي معصمي فهو يزنف قد قطعت رشياني يا‬
‫أمي ألخط لك ملخص حياتي بقطرات الدم في رساليت األخرية لك‪.‬‬
‫لبيبة جاللة‬
‫من نجمة ‪ ...‬إلى صناع مأساتي‬

‫كقرم به خسوف أو شمس أصابها كسوف‬


‫كنجم قد أفل‪ ،‬كمسجون فقد األمل‬
‫ككل كاف قد ذُ ِكرت ونُ ِكست‪ُ ..‬ن ِكس حالي وحال النجمة في داخلي‪..‬‬
‫فمبارك لكم‪ ..‬صار لجهودكم ثرم‪ ..‬يا من على أشالئي حال لكم‬
‫السرم‪..‬‬
‫مبارك لكم دمعي وجهلي‪ ..‬مبارك لكم حرقيت وذلي‪..‬‬
‫هنيئا لكم أفلت النجمة وخسف القرم‪..‬‬
‫إليكم أهدي كلمات بال وجهة‪ ..‬رسائل بال عنوان‪..‬‬
‫إلى كل من ظلم‪ ..‬إلى كل قلب أصم‪..‬‬
‫كرارييس واألقالم‪..‬‬
‫َ‬ ‫إلى من فطمين قبل الفطام‪ ..‬وأحرق كل‬

‫إلى من ساهم في برت أمل وحلم‪..‬‬


‫إلى من سلبين حق المرياث؛ فكان بذلك وحده وريث الجهل والظلم‪..‬‬
‫إلى كل من أعدني لزيجة ليست زيجيت‪ ..‬لفرح لم يكن فرحي‪..‬‬
‫إلى من وأد الطفل بداخلي‪ ..‬إلى كارس عظمي‪ ،‬وزارع رحمي‪..‬‬
‫إلى صناع مأساتي‪ ..‬أهديكم هذا األلم ‪..‬‬

‫قطعتم حبل نجاتي أنا النجمة الغريقة‪ ..‬قطعتم الحبل الرسي الذي‬
‫كان يزودني بالحياة‪ ..‬قطعتم علمي‪ ..‬مزقتم كراريس أحالمي‪ ..‬برتتم‬
‫كل أقالمي ‪..‬‬
‫أرسلتموني في ثوب زفاف للحزن عروسا‪ ..‬للعذاب لكل ما هو‬
‫مأساوي‪َّ ..‬إال أن تزفوني لرجل‪ ..‬فلم يكن يوما رجال كالرجال‪ ..‬كل‬
‫ماكان عليه هو "ذكر متغطرس"‬
‫سلبتم مالي‪ ..‬غصبتم مرياثي‪ ..‬كنطفة فاسدة ال حق لي في مال‬
‫أبي‪ ..‬تزعمون‪..‬‬
‫سألتموني يوما‪ :‬أسعيدة يا نجمة؟ قلت‪ :‬نعم سعيدة‪..‬‬
‫وفي داخلي ألف جواب؛ كان أقساها‪ :‬ألم تروا تسابق الصفعات على‬
‫وجهي!‪..‬‬
‫ألم تروا األرجل اليت تتقاذفين من المطبخ إلى الحظرية!‪..‬‬
‫أما اليوم فأجيبكم على السؤال الذي لن تسألوه‪..‬‬
‫ألم تروا بكاء اليتامى في حجري‪ ..‬ألم تروا عويل الثكالى في عيين!‪..‬‬
‫لن تجيبوا‪ ..‬ولن تسألوا‪ ..‬ستنسون أن لكم بنتا سميتموها نجمة‪..‬‬
‫بنت لم تطلب الكثري‪ ..‬طلبت حقها المسطر في كتاب مزنل منذ‬
‫أربعة عرش قرنا‪ ..‬في كتاب تؤمنون به‪ ..‬وتكفرون ببعضه‪ ..‬فبئس‬
‫اإليمان إيمانكم‪..‬‬
‫أما أنا فبني ظلمكم ونسيانكم صنعت آالمي‪ ..‬وآهاتي‪ ..‬رصخاتي‬
‫ومأساتي‪..‬‬
‫فهنيئا لكم كل هذا األلم‪..‬‬
‫هنيئا لكم جوع أوالدي‪ ..‬وعرى بناتي‪ ..‬هنيئا لكم الفضيحة؛ هنيئا‬
‫لكم العار‪ ..‬ابنتكم بال مأوى وال قرار‪..‬‬
‫هنيئا لكم كل هذا السقم‪ ..‬يا صناع مأساتي هنيئا لكم كل هذا‬
‫األلم‪..‬‬
‫محمد األمني كمال طرشون‬
‫من ‪ :‬محمد األمني ‪ ...‬إلى زوجيت صفاء ريحان‬

‫الر ِاق َية‪..‬‬ ‫َز َ‬


‫وج ِيت َّ‬

‫رحيلك األبدي ّ‬
‫عين‪ ،‬صدقيين‬ ‫السابع بعد ِغيابك‪ ،‬أو باألحرى ِ‬
‫اليوم َّ‬
‫ُ‬ ‫َّإنه‬
‫وني في ُفقدانك‪ ،‬ليس تكربا مين‬
‫واس ِ‬
‫وني وال حىت أن ُي ُ‬
‫يعز ِ‬ ‫لم ْ‬
‫أشأ أن ُّ‬
‫ً‬
‫شوقا‬ ‫أو غري ذلك‪َّ ،‬إنما كل هذا ال ُينقص من ُحزني‪ ،‬بل يزيدني‬
‫لوجودك ‪.‬‬
‫ي لك ما حدث وما يحدث بعد وفاتك؟‪.‬‬
‫أرو َ‬
‫هل تسمحني لي بأن ِ‬
‫للصالة‬ ‫ُ‬
‫األهل والجريان والناس من َحولي‪ ،‬كلهم حرضوا َّ‬ ‫فقد اجتمع‬
‫وف أمام قربك سوى نظرة‬
‫للوق ِ‬
‫ُ‬ ‫في َجنازتك‪ ،‬أما أنا فلم أجد سبيال‬
‫كنت ُأشاهد َ‬
‫أخويك سامر ومحمد‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أعلى التلة‪،‬‬ ‫َ‬
‫اسرتقتُ ها من‬
‫ً‬
‫عميقا من أجلك‪،‬أما الباقي فلم أستطع ُرؤيتهم ‪،‬‬ ‫وأوالدهم يحفرون‬
‫هائجا‬
‫ً‬ ‫الدموع كان‬
‫أن بحر ُّ‬
‫أعتقد َّ‬
‫ُ‬ ‫موجة وغري واضحة‪،‬‬
‫َ‬ ‫فالصورة كانت ُم‬
‫ُّ‬
‫عاصفا يومها‪... ،‬‬
‫ً‬ ‫و‬

‫ً‬
‫فشيئا‪ ،‬إلى أن أصبح‬ ‫األيام واختفى وجودهم شيئا‬
‫ُ‬ ‫بعدها تالشت‬
‫أعتقد أن‬
‫ُ‬ ‫الخافت هيم على كل يشء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫السكون حارضا‪ ،‬والصمت‬
‫ُّ‬
‫الجحيم بدأ يجتاح ُروحي‪ ،‬وقد حان الرصاع بيين وبني وجودك الوهمي ‪.‬‬

‫المالئكي‪ ،‬إنها أمريتُ نا الغالية‪ ،‬تُ نادي عليك‬


‫ِ‬ ‫الصوت‬
‫َ‬ ‫هل تسمعني هذا‬
‫صوتها وهي تنادي ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫منذ غيابك األول‪ ،‬صدقيين لم أجد وصفا لرعشة‬
‫ُأمي ‪ُ ...‬أمي ‪،‬‬

‫‪.......‬أين هي أمي يا أبي! ‪....‬‬


‫عذرا لك‪ ،‬سوى‪ :‬ستأتي قريبا يا عزيزتي‪،‬‬
‫لم أجد ً‬

‫جميعا! ربما لم تُ ظهر هذا لنا‬


‫ً‬ ‫هل تعلمني أنها تشتاق لك أكرث منا‬
‫وحزنها‪ ،‬ولكن لو تحرضين فقط‬
‫فهي ال تعلم كيف تُ عرب عن شوقها ُ‬
‫ستند ِهشني من ُقوة ُحضنها‪..،‬‬
‫َ‬ ‫ِل َلحظة‪،‬‬

‫َ‬
‫وبصمة وجهك في‬ ‫تركت عيونك فيها ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫زوجيت فقد‬
‫ِ‬ ‫أشكرك يا‬
‫ابتسامتها‬
‫َ‬ ‫ونسمة حنينك في‬
‫َ‬ ‫َضحكتها‬

‫غبت لم ترشب من‬


‫ِ‬ ‫تشتاق لك‪ ،‬فمنذ‬
‫ُ‬ ‫الصبار‬ ‫َ‬
‫نبتة َّ‬ ‫أن‬
‫نسيت أن أخربك َّ‬
‫ُ‬
‫العنب‪،‬‬
‫السماء‪ ،‬ناهيك عن نبتة الشاي وشجرة ِ‬
‫غيث ّ‬
‫ِ‬ ‫مائنا‪ ،‬وال حىت من‬
‫ِ‬
‫العصفور األصفر لم أسمع منه سوى حركته البائسة في البحث‬
‫وحىت ُ‬
‫الجميلة بكل‬
‫ني حديقتك َ‬
‫تسق َ‬
‫ِ‬ ‫تعود عن ُمشاهدتك وأنت‬
‫َّ‬ ‫عنك‪ ،‬فقد‬
‫ِ‬
‫حب وسعادة‪،‬‬

‫وجميال! رغم هذا‬


‫ً‬ ‫وبسيطا‬
‫ً‬ ‫صغريا‬
‫ً‬ ‫هل تذكُ رين يا زوجيت كيف كان بيتنا‬
‫الغرف اتسعت اتساعا‬
‫فقد أصبح اآلن أكرب من قرص ُسليمان‪ ،‬كل ُ‬
‫لحدوده نهاية‪ ،‬أعتقد أن لوجودك في‬
‫شاسعا‪ ،‬وحىت المطبخ لم أجد ُ‬
‫المساحات ‪.‬‬
‫أثرا على ِ‬
‫ولغيابك من األماكن ً‬
‫تأثريا على األماكن‪ِ ،‬‬
‫ً‬ ‫القلوب‬
‫ُ‬

‫انظري إلى ذلك العنكبوت فقد احتل جزءاً من زاوية الغرفة‪ ،‬فهو‬
‫أخريا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ملجأ بحضورك‪ ،‬أما اآلن فقد استقر‬ ‫يعلم علم اليقني أنه لن يجد‬
‫بالعيش معنا‪ ،‬عىس هذا أن‬
‫ِ‬ ‫سأسمح له‬
‫ُ‬ ‫وكل هذا بسببك‪ ،‬لكين‬
‫ُيذكرني بالجزء الذي ُيضحكين فيك ‪.‬‬
‫اللون‬
‫ُ‬ ‫ولوني بعدك!‬
‫ِ‬ ‫إلي اآلن يا َصاحبيت‪ ،‬كيف أصبح شكلي‬
‫َّ‬ ‫انظري‬
‫كئيب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫لون‬
‫الرمادي ٌ‬
‫َّ‬ ‫اللون‬
‫َ‬ ‫الرمادي احتل ِجسمي كله‪ ،‬هل تعلمني أن‬
‫ُّ‬
‫فاألسو ُد انتهى مفعولُ ه بعد جنازتك‪ ،‬أما الرمادي فسيظل حارضا‬
‫َ‬
‫مؤ َّبدا ‪..‬‬

‫كل األلوان أصبحت بالرمادي‪ ،‬األصفر بالرمادي واألحرم بالرمادي وحىت‬


‫َّ‬
‫احتله الرمادي‪،‬‬ ‫لونك المفضل‬

‫أثن على تعبك من‬


‫يوما‪ ،‬أو إن أكلت ولم ِ‬
‫ً‬ ‫سامحيين إن أخطأت معك‬
‫ِ‬
‫شدة‪..‬‬
‫زوجا ُيحبك ب َّ‬
‫أجلي ‪ ،‬سامحيين فقد كنت ً‬

‫أمال لنا‪ ،‬لن أعدك‬


‫ً‬ ‫سنكرب أنا وأمريتنا الغالية بحبك‪ ،‬ونجعل من ذكراك‬
‫ُ‬
‫سأكتب لك عن حياتنا كل يوم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أحزاني إال أنين‬ ‫َّأنين سأقوى عن ْ‬
‫كب ِت َ‬
‫الفردوس‬
‫هللا أن ُيالقينا عند ِ‬
‫َّ‬ ‫وندعو‬

‫ُأ ُّ‬
‫حبك‬

‫زوج ِك‪.‬‬
‫ُ‬
‫مروة موسود‬
‫من مروة ‪ ...‬إلـى كل فتاة ستقرأ كلمـاتي‬

‫إليك‬
‫ِ‬ ‫رسالة مين‬

‫والديك‬
‫ِ‬ ‫فقدت‬
‫ِ‬ ‫إليك يامن‬
‫ِ‬ ‫رسالة‬
‫عليك‬
‫ِ‬ ‫أو شخصا عزيزا‬
‫تطلقت بعد حب دام سنوات‪ ،‬لكنه لم يكن حبا كان هكذا‬
‫ِ‬ ‫إليك يا من‬
‫ناظريك‬
‫ِ‬ ‫فقط في‬

‫إليك ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫كلمات‬
‫بعد خيانة الصديق وغدر القريب‬
‫مبتغاك‬
‫ِ‬ ‫ادعيت أنها حالت دون وصولك الى‬
‫ِ‬ ‫بعد ظروف‬
‫حرمك‪..‬‬
‫ِ‬ ‫حقوقك قد‬
‫ِ‬ ‫أبسط‬
‫ِ‬ ‫قد تكون مجتمع من‬
‫يراك قوية فهو‬
‫ِ‬ ‫مجتمع ينتقد ليهدم ال ليبين‪ ،‬مجتمع ال يحب أن‬
‫يخافك ويخاف من كل مامن شأنه أن يخرجك من قعره‪ ،‬من عاداته‬
‫ِ‬
‫اليت التسمن وال تغين من جوع‬
‫رأتك‬
‫ِ‬ ‫أو عائلة كخادمة‬
‫ال روح من حقها أن تعيش وتبين‬
‫وربيت‬
‫ِ‬ ‫أنجبت النصف اآلخر‬
‫ِ‬ ‫أنك نصف المجتمع‪ ،‬ومن‬
‫نسوا ِ‬
‫تختلف األسباب والسقوط واحد‬
‫ركبتيك‬
‫ِ‬ ‫باد على‬
‫سقطت وأثر السقوط ٍ‬
‫ِ‬ ‫نعم‪،‬‬
‫مقلتيك‬
‫ِ‬ ‫دموع تركت أثرا على‬

‫جسمك ُأنهك من هول ماحصل‬


‫ِ‬
‫فيك‬
‫ِ‬ ‫فالخيانة تركت ندوبا‬
‫لديك‬
‫ِ‬ ‫وأنت من نظرت لهم كأنهم كل ما‬
‫ِ‬ ‫كيف ال‬
‫إليك‬
‫ِ‬ ‫أياد تمد‬
‫تنظرين يمنة ويرسة تشتهني رؤية ٍ‬
‫أنك أكرث يشء ثابت في هذا الكون‬
‫ونسيت ِ‬
‫أثبت من أن تتكيئ على غريك فالجدار يسقط بكل مافيه لكنه ال‬
‫يميل وال يتكئ على أحد‬
‫كوني جدارا‪..‬‬
‫كوني قوية‪..‬‬
‫عليك‬
‫ِ‬ ‫وأقوى من أن تخافي منهم‬
‫ويديك‪. .‬؟‬
‫ِ‬ ‫ركبتيك‬
‫ِ‬ ‫لما ال تستندي على‬
‫مافيك‬
‫ِ‬ ‫وتنهيض بكل‬
‫عليك‬
‫ِ‬ ‫أنك قوية وأنه ال ُيخاف‬
‫ُلرتي العالم ِ‬
‫ولتتظاهري بالقوة‪ ،‬تظاهري أنك لم تسقطي بل جلست لتسرتيحي‬
‫منك‬
‫ِ‬ ‫بعد تعب أيام كادت ان تنال‬
‫عليك‬
‫ِ‬ ‫انفيض الغبار من‬
‫فالحياة جميلة و تستحق أن تعيشيها بحب‬
‫مالديك‬
‫ِ‬ ‫اتركي كل‬
‫ولتميض في سبيل زرع األمل والتفاؤل في نفسك أوال وثانيا أما ثالثا‬
‫ففي كل من مر من جانبك ولو سهواً‬
‫تعلمي الطبخ‪ ،‬التصوير والمونتاج‬
‫اقرئي كتابا‪ ،‬ارشبي فنجان قهوة مع رشوق الشمس‪ ،‬اسمعي‬
‫زقزقة العصافري بحب‬
‫شاهدي النجوم ليال‪ ،‬ارقيص وغين حىت وإن كنت التجيدين ذلك‪،‬‬
‫غريي ديكور غرفتك‬
‫واشرتي أشياء وردية لطيفة‪ ،‬اجليس تحت المطر‬
‫م اريس الرياضة‪ ،‬اغريس نباتات جميلة واسقها كل صباح‬
‫تنسيك‬
‫ِ‬ ‫تسعدك ومن هم الحياة‬
‫ِ‬ ‫أشياء بسيطة قد‬

‫بل كل السعادة تكمن في التفاصيل البسيطة‪ ،‬تلك اليت ال نعريها‬


‫أي اهتمام ظننا أنها روتني ونسينا أن هناك الكثري ممن حرم منها‪،‬‬
‫فهناك األصم وهناك األعمى‪ ،‬وهناك من هو طريح الفراش‬
‫هناك من هو على استعداد أن يدفع أموال الدنيا لكي يميش‬
‫خطوتني‬
‫لديك‬
‫ِ‬ ‫امتين لكل ما‬
‫أبكتك الحياة يوما‪ ،‬اضحكي لها أياما‬
‫ِ‬ ‫وإن‬
‫فكيك‬
‫ِ‬ ‫اضحكي ملء‬
‫مناك‬
‫ِ‬ ‫قاومي‪ ،‬اجتهدي اتعيب وسوف تنالني يوما‬
‫تنازلي عن كل يشء لطخته أيادي العابرين‬
‫ابتعدي عن كل شخص خاب الظن فيه‪ ،‬فال أحد يستحق الفرصة‬
‫الثانية‬
‫إليك‬
‫ِ‬ ‫منك‬
‫ِ‬ ‫اجمعي تلك الفرص واهديها‬
‫نفسك‬
‫ِ‬ ‫اخرسي الجميع واكسيب‬
‫هل تذكرين يوم خفت كثريا من امتحانك المصريي ذاك؟؟‬
‫لقد مر بسالم أليس كذلك‪..‬؟‬
‫وعندما جلست بني أربعة جدران تبكني وتنتحبني‪ ،‬أتذكرين يومها‪ ،‬لقد‬
‫قلت انك ال تستطيعني العيش من دونه‬
‫أنت‪.‬؟!‬
‫أين هو اآلن وأين ِ‬

‫ظننت أنها‬
‫ِ‬ ‫بكيت عليه حىت‬
‫ِ‬ ‫حىت ذلك العزيز الذي يفرتش الرتاب‬
‫نهاية العالم ‪ ،‬لكنه اليوم مجرد ذكرى‬
‫كل األشياء تؤول ألن تكون ذكرى‬
‫جميلة كانت أم سيئة‬

‫إذن فلتكوني أجمل ذكرى‬

‫كوني جميلة‪ ،‬كوني ذكية‪ ،‬كوني ناجحة‬


‫واألهم كوني قوية‬
‫ماعليك‬
‫ِ‬ ‫األمر بهذه البساطة وهذا كل‬
‫إليك‬
‫ِ‬ ‫رسالة مين‬

‫عليك‬
‫ِ‬ ‫ألنك أخيت وصديقيت وحبيبة روحي وأخاف‬
‫ِ‬
‫زكرياء لخرض تجرونة‬

‫المحتار ‪ ...‬إلى الصديق ُ‬


‫المختار‬ ‫من زكرياء ُ‬

‫أقول‪:‬‬
‫رب الكون‬
‫ِمن نواميس ّ‬
‫أن اإلنفاق ال ُي ْن ِقص‬
‫ّ‬
‫والعطاء ال ُي ْف ِل ُس‬
‫َ‬
‫ملك‬
‫ْ‬ ‫وهب َت ما َت‬
‫ْ‬ ‫وكُ ّلما‬
‫لما كان‪ ،‬أو ماال أو جهدا‪ ،‬أو إبداعا من فكرك—‬
‫— ِع ً‬
‫لما تملك‪..‬‬
‫توه ُب ما ّ‬
‫َس َ‬
‫تركت ِمن ّ‬
‫حقك‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫وكلما‬
‫الرأفة بغريك‬
‫في سبيل ّ‬
‫ستجين الخري من ّربك‪.‬‬
‫هذه ُس ّنة الخالق‬
‫تؤمن بها‪ ،‬كما تؤمن برزق الرازق‬
‫رس والمأزق‪...‬‬
‫الي ِ‬
‫وتعمل بها في ُ‬
‫إلى هنا كل يشء تمام يا صديق‬
‫نعمة السالم‬
‫ُ‬ ‫والي ْم ُن‪،‬‬
‫الخري ُ‬
‫سنه السالم أعظم من هذا الكالم‪...‬‬
‫وما ّ‬

‫قلب الخري َ ّ‬
‫رشا‬ ‫ما َي ُ‬
‫واإلحسان َ ًّ‬
‫رضا‬
‫اإلنعام‬
‫أقطاب ِ‬
‫َ‬ ‫وما ُي َن ِّف ُر‬
‫هو استهتار قوم َ‬
‫كاألنعام‬ ‫ٍ‬
‫نار موقدة على الهشيم‬ ‫ّ‬
‫كأنهم ٌ‬
‫َت ّ‬
‫رشبوا عقيدة الجحيم‬

‫ال تسمع من قولهم ّإال‪ ..:‬هل من مزيد؟!!!‬


‫وتجتهد‪ ...‬تسعى وتُ ْق ِب ْل ِلتُ ْس ِع ْد‪..‬‬
‫ْ‬ ‫حسن‬ ‫ْ‬
‫إن تُ ِ‬
‫قال فيك‪ ..:‬هذا األصل‪ ،‬ونفرح لطبعك!!‪..‬‬
‫ُي ُ‬

‫—وهللا ونفسك أعلم‪..‬‬


‫بما يجري تحت سقفك—‬
‫وتبت ِع ْد‪..‬‬
‫َ‬ ‫دبر‬ ‫ْ‬
‫وإن تُ ِ‬
‫وترجع خطوة عن طبعك‪..‬‬
‫لعجز‪ ،‬أو لسقمك‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫لضعف منك‪..‬أو‬
‫ٍ‬
‫—هللا ونفسك أعلم‪..‬‬
‫بما تعيشه تحت سقفك—‬
‫سي َ ُ‬
‫برت خريك‬ ‫حينها ‪ُ ..‬‬
‫أصل الطبع منك ‪ ..‬مدى عرمك‪..‬‬
‫وي ْس َت ُ‬
‫ُ‬
‫وتُ قطع عنك جذور قومك‪...‬‬
‫بخ ّفي ُح َن ْني‬
‫وه ُم ّأنك خرجت ُ‬
‫وتُ َ‬
‫لم َتكُ ْن‪ ،‬ولن تكون‬

‫جزءا من طيبة قلبك‪..‬‬


‫ً‬
‫وإذا حاولت أن تفهم‪..‬‬
‫ستفهم ّأنك لن تفهم!!‬
‫وتت َف ّه ْم‪..‬‬
‫الذ ّل َ‬
‫تتقبل ّ‬
‫ّ‬ ‫بل يجب أن‬

‫تتجرع غصة المكر وحدك‪..‬‬


‫ّ‬
‫ثم بعد ذلك‪...‬‬
‫ّ‬
‫المطلوب منك أن تتناىس وتتغافل‪..‬‬
‫بوعي أفضل‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫وتُ ْق ِبل على الحياة‬

‫وصرب أجمل‪..‬‬
‫ٍْ‬ ‫وقلب واسع‬
‫ٍ‬
‫ثم بعد ذلك يا صديق‪..‬‬
‫ّ‬

‫مين نصيحة األخ ألخيه‪..‬‬


‫ُخذها ّ‬

‫احفر خندقا‪ ..‬وزد فوقه سورا‬


‫يحجب عنك أصحاب عقيدة الجحيم‪..‬‬
‫اقتطعت لهم من أنفاسك األخرية‪..‬‬
‫َ‬ ‫الذين إذا‬

‫ونفخت األمل فيهم من نفسك الفقرية‪..‬‬


‫يقولون لك‪# ..:‬هل_من_مزيد؟!!‬
‫شيماء مشارنية‬
‫من شيماء مشارنية ‪ ...‬إلى كيان مندثر‬

‫كبحر عبقت بنسيمه الذكريات‪...‬كضحكة طفل حمل بني جانبيه قلبا‬


‫بريئا قد أنهكته مطاردات فراشة قرمزية الجناحني قد أفردتهما بدلع‬
‫أمام ناظريه‪...‬كفرحة سجني بريء قد ترامى صدى مفتاح زنزانته بني‬
‫أنامل حارسه و هو يدنو منه‪ ...‬كمكعب نرد قد رماه القدر على‬
‫صحيفة الزمن لتكون نهاية شخص بداية آخر قد حمل االسم نفسه‬
‫ليولد يوم وفاته‪...‬تماما كانت هي! كثريا ما تناسيت‪ ،‬لكن رشيط‬
‫ذاكرتي أب ى أن يدفنه الزمن! بالكاد أذكرها ! دائما ما كنت ألمح‬
‫تفاصيلها بني ذاك السكون القرمزي الزمرق الذي يتملك السماء كل‬
‫ليلة‪ ...‬كانت كرصخة انتصار هز صداها المسامع‪ ..‬أن فعلتها! كانت‬
‫كملك الهام تملكين لريوي ظمأ كلماتي المبعرثة ليهز سكوني و‬
‫يعيد لي ألواني اليت فقدتها ‪ ..‬كانت في العرشين أعلم! لقد كربت‬
‫كثريا ! بالقدر الذي جعلها ما تلبث أن تتجرع دموعها عند تحطم أحد‬
‫أظافرها أو ترسيح خصالت شعرها القاتمة‪ ...‬بقدر فرحها لحظة‬
‫إطفائها شمعتها العرشين!‪...‬في كل مكان‪ ....‬أنظر الى الجميع‪ ...‬نعم‬
‫إني أرى الجميع سواها! أبحث عن تفاصيلها في مالمحهم لكنين ال‬
‫أعرث عليها ! أخربيين فقط هل أنا الوحيدة اليت اجتاحت اليأس لتجدك‬
‫مايض و حارضي‪،‬‬
‫َّ‬ ‫أم أنك أيضا تستطلبني ظل خطاي؟!‪..‬كان كيانها‬
‫بالفعل هي احتوتين بالكاد هي صنعتين! بيد أني أضعتها‪ ..‬حقا ما‬
‫فتئت أن سقطت مين بني خريف مستقبلها ‪..‬‬

‫بالفعل لقد كان ت هي ! إنها ذاتي اليت لم أعرث عليها! اليت طالما‬
‫تملكتها لكين ما لبثت أن فقدتها ! تلك اليت أنهكها انهمار حمل‬
‫جعبة قدر لها أن تحملها‪ ..‬تلك اليت دائما ما نرثت عبق لمساتها أينما‬
‫أنتشلها من خضم الفوىض اليت‬
‫ِ‬ ‫حل ظل وطأتها‪ ...‬آمل حقا ان‬
‫أنهكتها‪..‬آمل يوما أن ترتخي براثن التفكري اليت تلفين و تأرسها‪...‬‬
‫فقط أن أجدني‪ ...‬أدنو مين‪...‬فأحتضنين‪.‬‬
‫مىن محواس‬
‫من مىن محواس ‪ ...‬إلى محمد‬

‫ال تقرأ هذه السطور بعقلك ألنك حتما ستضل الطريق‬

‫توقف قليال ‪ ...‬حرر عقلك من مهمته وفك القيود عن قلبك‪ ،‬اجعله‬


‫أداتك وسالحك‪.‬‬
‫أرتشف آخر قطرة من مصل الموت أشاهد األسود ‪ :‬ملقاة في‬
‫ساحات القتال ‪ ...‬وما أزال أنا هناك أنتظر أحدهم ‪ ...‬لعله يأتي!‬
‫لكن بعد أن خذلتين كل الفرص كيف له أن يأتي!؟‬
‫كيف يستعيد عافيته ؟والمايض أجربه على التوقف أمام لعنة‬
‫القرمزي!‪....‬‬
‫‪ ....‬في كل وجه أطيل السفر عرب الزمن و أسأل كم مىض على سفره‬
‫يوم!‬
‫شهر‬
‫سنة؟؟‬
‫لقد مرت اثنتا عرشة سنة وما أزال أنا معرضة عما جرى‬

‫أنتظره في كل حرب يأتيين في كل طلقة رصاص يعانق صدري‬


‫ويأخذني معه في موكب مبتهج‬
‫يبكي عامته ويرتاقص عداد قليب فرحا‪...‬‬
‫قال ‪ :‬عائشة لقد امزتج السؤال باإلفصاح‬
‫تزمق صدري لكالمك األلم فيه مشحون بأمل ؟‬
‫لم أكن أتكهن ليوم أن الحب له منحى آخر وأن كل األحداث‪ ...‬ستجري‬
‫باتجاه معاكس!‬
‫أحببت‬
‫ِ‬ ‫خيل لي أنك ستتناسني أمري بعد حولني ‪ ،‬لكن لم أتوقع أنك‬
‫بجدارة‬
‫ال علم لي إن كان الحب للمحب مباحا ‪ ..‬لكن ما يمكن لي أن أقوله ‪:‬‬
‫حب يقتين من عرمك أشواطا‪..‬‬
‫و يحبس الدمع من رمق عينك‪... .‬فقط ألنك تعبئني زجاجة الثقة!‬
‫ألنك ترتشفني كل صباح أمل يحيي كينونتك‬
‫كقهوة تركية جميلة مخملية ؟ تناظريين في زوايا الغرف وفي‬
‫أوراق الصنوبر الربية‬
‫بالله عليك أي حب هذا؟‬
‫أين المالذ أين الشفاء من أفيون القلب!‬
‫أدرك أنك صادقة‬
‫لكن إلى مىت!‬
‫أثقلتك الذكرى والتذكر كسكرات موت أو هذيان الذكريات إلى مىت‬
‫وأنت أسري محمل بشظايا المايض !‬
‫فقط أعلميىن آخر محطة ‪ ،‬كي أقتطع لك تذكرة الوصول! ‪.‬‬
‫فال يحق لي أن أكون سجانك؟ وزنزانتك‪..‬‬
‫ورب الغزة لن يهون قلبك عين‬
‫أريدك أن تتجاوزي التذكر والذكرى‪ ،‬أريدأن أبتاع سعادتك فال تفتعلي‬
‫نزيفا في حلقة مفرغة‬
‫فقصتنا أشبه بمشهد سينمائي لحب أسطوري! جندي وطبيبته‬
‫كم كنت أريدها بنهاية سعيدة‬

‫لكنه القدر ‪ ...‬فأين القرار !؟‬


‫بالله عليك إن كان لحب مكان تجاوزي األمر ‪...‬و عانقيين قبل الوداع‬
‫لرمة أخرى وأخرية‬
‫قالت ‪ :‬محمد " لم يكن عشقك هواية ربما اعتنقته كديانة‬
‫‪.....‬أستشق أريج األصحاء من حولي ‪ ،‬أعانق العافية كلما تذكرت‬
‫ضحكتك العالقة في ذهين كجثة هامدة على رصيف الموت‬
‫‪...‬أتوقف في كل محطة أعانق البخار المتصاعد كأنه أنت‬
‫سمعتك وأعلم أنك حارض في كل تفاصيلي ‪،‬‬
‫لقد صارت مالمحي باهتة من دونك‪..‬‬
‫األمر اليبعث بالخري ‪...‬كم أشتهي لقاءك‬
‫قال‪ :‬عائشة ‪ ...‬السماء تفصل أحالمنا على مالمسة الواقع فتلك‬
‫اللهفة الضائعة في خلجان التمين باتت كمصل كيميائي يؤجل‬
‫الموت ويزيد من حدة األلم‬
‫تنايس للرمة األولى واألخرية إن كان لي عندك ضمري‬
‫قالت له‪ :‬محمد كالمي لك صامت‪ ،‬ودمعي لك قاتم وحيب لك‬
‫اعتذار‬
‫ال تجرب قليب على التخاذل‬
‫فأين المفر من عشق تهاوت أوصاله!‬

‫دام أن القلب واحد والعرم واحد فرصة واحدة الغري‪.‬‬


‫خنوش ناجح‬

‫من خنوش ناجح ‪ ...‬إلى اليت آثرت الفراق‪...‬‬

‫إلى اليت أحببتها مرة و كرهتها ملء الوجع‪...‬‬


‫إليها وحدها‪...‬‬
‫واحد يكفي‪...‬‬
‫ٌ‬ ‫عذر‬
‫ٌ‬
‫أشارت ساعة الحائط العتيقة إلى الواحدة زواال‪ ،‬كانت الشمس قد‬
‫انتصبت على جدار غرفيت المهرتئ‪...‬‬
‫العرق يتصبب مين كمحترض بينه و بني المنية بضع كلمات ووصية‪،‬‬
‫مع كل قطرة عرق شهقة‪ ،‬ومع كل شهقة دمعة و بني الدمعتني‬
‫هناك موت قابع‪...‬‬
‫أقتلك ‪...‬‬
‫ِ‬ ‫اآلن على مرفأ الحنني ‪ ،‬أحاول عبثا أن‬
‫أكتبك‪ ،‬أوليست الكتابة جريمة ؟ و ها أنا‬
‫ِ‬ ‫ها أنا ألفي نفيس بصدد أن‬
‫أن‬
‫قاتل مأجور يحرتف الكتابة‪ ،‬و لكن ما يجعل منا في الموت سواء‪َّ ،‬‬
‫القاتل في الكتابة ضحية أيضا يا سيدتي‪..‬‬

‫يداي ترتجفان ‪ ...‬قليب مضمخ بالشوق‪ ،‬أجمعه قطرة قطرة‪ ،‬فبضع‬


‫منه أرتشفه على مضض‪ ،‬و بضعه اآلخر أكتب منه مذكرة موتي‪،‬‬
‫نسيانك أو يردك هللا إلي ردا جميال‪...‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫علين ذات يوم ِّ‬
‫أرتب تفاصيل‬

‫سيدتي‪...‬‬

‫عنك جحيم و‬
‫ِ‬ ‫رحيلك أشبه بسكرات الموت‪ ،‬فالحياة بعيدا‬
‫ِ‬ ‫أن‬
‫أتدرين َّ‬
‫بعدك ما يلزمين ألحيا ‪...‬‬
‫ِ‬ ‫الموت‬
‫هل تعلمني كم رقم الرسالة اليت أبقيتها حبيسة على قارعة‬
‫االنتظار؟‬

‫ال يشء هنا سوى ذكريات موجعة‪ ،‬نقتسم رغيفها أنا و سبعة من‬
‫رفاقي في المنفى‪ ،‬لكل منا ماض أليم و بعض من اللعب القديمة‪،‬‬
‫نحاول معا أن نتناىس األلم ‪ ...‬نحيي النغم‪ ،‬و بني أروقة اآلهات نلفي‬
‫العدم‪ ...‬سيدتي‪...‬‬

‫يدك اليت تداعب شعري‬


‫ِ‬ ‫حضنك الدافئ و‬
‫ِ‬ ‫أخربك أني أفتقد‬
‫ِ‬ ‫أريد أن‬
‫األسود و بعض من الزيت ّْ‬
‫يدلك صدري النحيف‪...‬‬

‫سيدتي‪...‬‬

‫الحب قد يرتك كل نساء العالم بحثا‬


‫َّ‬ ‫هل تدرين ما معىن أن فىت ال يجيد‬
‫عنك!‬
‫ِ‬
‫أحب امرأة في الخمسني من‬
‫َّ‬ ‫أدري يقينا أنكم تتساءلون كيف لي أن‬
‫العرم! بشعرها المجعد‪ ،‬بيديها الخشنتني‪ ،‬بقدميها المتشققتني‪،‬‬
‫بعينيها السوداوين و حاجبيها الكثيفني!‪..‬‬
‫لم تكن سيدتي تعيش على الموضة‪ ،‬فقد كانت حياتها أجمل من أن‬
‫تخترص في المستحرضات و صالونات التجميل‪ ،‬كانت تكتفي بكحل‬
‫عربي يجعل منها أجمل النساء‪ ،‬كانت جميلة بتجاعيدها‪ ،‬بحنائها‪،‬‬
‫بخاتمها القصديري الصدئ‪ ،‬بفستانها القصري الزمركش‪...‬‬

‫كنت لعبيت المفضلة اليت‬


‫ِ‬ ‫أحببتها كما يحب طفل لعبته المفضلة‪ ،‬و‬
‫ال أسعد بدونها‪ ،‬لقد كانت امرأة بسيطة كما أذكر‪ ،‬وقد عشت معها‬
‫خمس سنوات بكامل أيامها الحزينة و ساعاتها اليت رسمت فيها‬

‫ضحكيت المبتذلة‪...‬‬

‫بك و ال‬
‫قهوتك الرمة‪ ،‬ال أحلو إال ِ‬
‫ِ‬ ‫كنت حلوة كمكعب سكر و كنت أنا‬
‫ِ‬
‫صداعك حينما‬
‫ِ‬ ‫بالك إال بي ‪ ...‬أما اآلن فال أعلم فجأة كيف زال‬
‫ِ‬ ‫يهدأ‬
‫تركتين أبرد على رصيف العرم ألملم بقايا طفوليت الضائعة ‪ ...‬دون أن‬
‫كنت تطبعينها على خدي‪...‬‬
‫ِ‬ ‫بقبلتك اليت‬
‫ِ‬ ‫ترتشفي بعضا مين‬

‫أتدرين يا سيدتي!‪..‬‬

‫قرمك َّ‬
‫أطل منذ عرش سنوات خلت‪ ،‬عله يرجع‬ ‫ِ‬ ‫اليوم هنا ليل كامل‪ ،‬فال‬
‫لي بعضا من بريقي الذي أفل يوم تركت ِتلك الرسالة لمدير الميتم و‬
‫لست أدري حىت ما حوت ضلوعها‪...‬‬

‫سيدتي‪...‬‬

‫ألقاضيك‪ ،‬فما عاد يجدي العتاب و ال اللوم يشفي حنيين‪ ،‬أنا‬


‫ِ‬ ‫لست هنا‬
‫هنا فقط أحتاج عذرا واحدا‪ ،‬عذرا واحدا فقط يكفي‪َّ ،‬‬
‫علين ذات يوم‬
‫أناديك أمي ‪...‬‬
‫ِ‬
‫نادية مشيش‬
‫من أفنان ‪ ...‬إلى َ‪:‬زين‬

‫باألمس رسقت األصفر من دوار الشمس لونت به نُ توء الجدار القديم‬


‫في آخر الشارع‬
‫أعدت كتابة نصوصنا القديمة في شكل علب فزدقية على هيئة‬
‫كائنات مالئكية‬
‫استعدت للحظة تقاسيم وجهك النُ ورانية و مالمحك المشكلة من‬
‫قوالب العسل األخرض‬

‫هنا على الجدار‪ ،‬نتوء محشوة بالحب تفيض منها خيطان الرنجس‬
‫العالقة بقطع البنفسج الطري‪ ،‬هنا أنا وأنت وبعض الكائنات‬
‫المعجونة بالرباءة والسكر وذرات الكستناء‬

‫عزيزي صاحب المالمح المالئكية ‪:‬‬

‫أكلت بقايا الوقت بنهم‪ ،‬ابتلعت قطع المسافة وسكبت بعضا من‬
‫حساء التوت األرجواني على فراغاتها‪ ،‬تجاوزت معتقداتنا وعقيدتنا‬
‫وعقدنا‪ ،‬تجاوزت قوانني ميتمنا وبلدتنا‪ ،‬تجاوزت باب الحرية الرمادي‬
‫مرة أخرى دون خوف‪ ،‬دون أن ترتعش أصابع يدي وقليب وعقلي‪،‬‬
‫أخذت معي أصيص الصبار وعلبة رسائلي حىت أكتب لك‬
‫أعلم ان الكتابه لك محرمة‪ ،‬محرمة كما الحب!‬
‫أعلم أن الرسائل لن تصل‪ ،‬لكنين سأكتب‬

‫فربما نلتقي ذات حب عند أحد أبواب كنائسنا أو مساجدكم !‬


‫ربما نلتقي في ساحة على ظهر غيمة‪ ،‬نرتشف المطر في فناجني‬
‫خرضاء‪ ،‬تهديين معطفك األسود وأهديك بعضا من قطع الحلوى‬
‫المشكلة من مربى الفراولة مع رسائلي المعطرة بالنجوم!‬

‫عزيزي الربيء‬

‫مازلت قرب جدارنا المقدس أفرتش الطفيليات الغضة‪ ،‬أحيص حشود‬


‫الوقت‪ ،‬وأجمع ضج يج ساعيت بجييب ‪ ،‬تذكرني تمتمة أعمدتها‬
‫المصاحب لرصاخ سيدة الميتم‬ ‫ّ‬
‫الهشة بجرس الكنائس وجرس ميتمنا ُ‬
‫ذات الشعر األحرم اليابس ‪,‬يذكرني الرصاخ بمنفى زاوية غرفيت‬
‫المحرمة باسم العقيدة و اإلله!‬
‫وبقبو الرغبات ُ‬

‫على حائط منفاي َبراويز بال مقاييس أو مالمح عديمة اللون تبدو‬
‫مصنوعة من العدم!‬

‫لوال طول يديها السوداوتني‪ ،‬تقدم لي في الصباح وجبات طازجة من‬


‫التوت الفاسد المجفف تحت ضوء المصابيح المحرتق‪ ،‬مجربة على‬
‫اصطناع الوقوف فوق مبدإ اللذة السماوي والشعور بالشبع اللذيذ‬
‫المطلق‪ ،‬بالخارج ما يشبه االشياء المعلقه على حائط الغرفة لكنها‬
‫ُ‬
‫بشكل آخر أشد لُ طفا ونفاقا!‬

‫غرفيت داكنة جدا رغم شغفي بكل ما هو متوهج‪ ،‬فارغة من كل‬


‫يشء عدا من اوراق الشجر اليت أعتربها تمائم حظ مبتسم وبعض‬
‫والعلب الزمخرفة بطريقة غريبة تتوسط الرباءة و السخط‬
‫ُ‬ ‫األوشحة‬
‫اللطيف!‬
‫حينما التقينا للرمة األولى رسقت هالل مسجدكم و بعض الحروف‬
‫من ألواح القرآن بيد األطفال و الكثري من براءة وجهك ‪ ,‬صنعت منها‬
‫فانوسا مباركا وضعته وسطا بني إصيص الصبار وعلبة رسائلي‬
‫المحشوة باألصفر‪ ،‬الهالل واأللواح ووجهك أصبحوا وهجي المقدس‬
‫ِأنست الكثري من األنوار بقربهم رغم جهلي بديانتكم !‬

‫أخربتنا س يدة الميتم الفظة أن الكنائس أكرث األماكن أمانا وطهرا‬


‫ونورانية لكين انطفأت عند اول خطوة هناك! كل يشء باللون األحرم‬
‫األرجواني يشبه نزيف الطفلة اليت بداخلي وجروح عقلي الباطن و‬
‫عيون وحش الطفولة القديم المختئب بالالشعور!‬

‫يشبه تنرم رفاقي األيتام وأصوات العيص ووقع األفواه على‬


‫هشاشة ذاتي !‬

‫عزيزي المالئكي ‪ :‬علمونا هنا أن الحب خطيئة أما بدينكم فهي أشد‬
‫وأعظم!‬
‫حينما التقيتك‪ ،‬التقيت هللا بمكان ويضء بزاوية مستبرشة من‬
‫خيالي‪ ،‬التقيته عند أطفال الحي وسط براءة قصصهم ‪،‬‬

‫وألن هللا جميل للحد الذي يفوق الوصف كل ما هو موصول به‬

‫جميل‪.‬‬

‫أدركت أن الحب عسل يفيض من كف الغيم‪,‬وغيث يقفز مبتهجا من‬


‫قبة المسجد‪ ،‬ونشيد حلو مقدس إن كان صحيحا قويما موصوال‬
‫بربكات السماء‬
‫عزيزي الكرزي‪:‬‬

‫لو أننا نلتقي اآلن ونعيد كتابة نصوصنا معا بطريقة أخرى أشد طهرا‬
‫ونورانية‪ ،‬أقرب لعقيده اإلله ‪،‬‬
‫نبين بيتا رسمديا وضيئا بمكان ما!‬
‫ُحب وقطع من السكاكر الخرضاء لك‪...‬‬
‫مازالت رسائلي مخبئة بجييب األزرق‪ ،‬مازلت أنتظر‪.‬‬
‫هبة هللا قريرة‬
‫الغد‬
‫ْ‬ ‫من هبة هللا قريرة ‪ ...‬إلى‬

‫ْ‬
‫نسجت في‬ ‫بوح خاطري‪ ،‬لطالما‬
‫كلمات من ِ‬
‫ٍ‬ ‫سطور‬
‫ِ‬ ‫تُ بحر سفينيت بني‬
‫صد صدى‬
‫ّ‬ ‫استوطنت‪.‬و لم أكن ّ‬
‫باليت أقوى على‬ ‫ْ‬ ‫مأوى و‬ ‫كياني‬
‫ً‬
‫َ‬
‫فواصل يسكن عندها الحرف و يصمت!‬ ‫أغرق بني‬
‫ُ‬ ‫أصواتها‪.‬فأجدني‬
‫ُ‬
‫صمت الحروف‪ ،‬أدنو منك ّأيها الغريب ّالذي ّربما أنت ّ‬
‫مين‬ ‫ِ‬ ‫فك‬
‫أحاول ّ‬
‫أبحث ّ‬
‫لعلي‬ ‫ُ‬ ‫غياب َك‬
‫ِ‬ ‫حرفي َك غموضاً و دهشة! في ِ‬
‫درب‬ ‫ْ‬ ‫قريب! أجد في‬

‫فأت َب ُع ‪.‬‬ ‫أثر ّ‬


‫ظل َك ْ‬ ‫ألقى َ‬

‫نار‬
‫وق ْد ِب ِ‬
‫جف ِحربي فلتقرتب و لتُ ٌ‬ ‫كلماتي‪ ،‬قد ّ‬ ‫َ‬
‫معانقة ِ‬ ‫أيا غداً ْيأبى‬
‫موع من‬ ‫تم َس ْح ُد َ‬
‫العالم‪ِ .‬ل ْ‬
‫ْ‬ ‫لبائيس هذا‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫دفئا‬ ‫السالم‬
‫ِ‬ ‫صن‬
‫غرور َك ُغ َ‬
‫ِ‬
‫أمال‪ ،‬تسقي قلوباً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫تبعث‬ ‫غيمة تُ ْ ِ‬
‫زن ُل غيثاً ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أمسهم‪ِ ،‬ل َتكن يا ُ‬
‫غد‬ ‫ُ‬ ‫رهم‬‫هج ُ‬‫َ‬
‫غد َتكُ ْن‬ ‫إرشاقة شمسك‪ّ ،‬‬
‫لعلك يا ُ‬ ‫َ‬ ‫سق ُط َغ ْ َ‬
‫ني غيابك و تُ علن‬ ‫قس ْت‪ُ ،‬ت ِ‬
‫َ‬
‫واء ‪.‬‬
‫الد ْ‬
‫منك ّ‬
‫َ‬ ‫ياغد‬
‫ُ‬ ‫تنتظر‬
‫ُ‬ ‫طعنات الحياة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أدم ْتها‬
‫لجروح َ‬
‫ٍ‬ ‫بحضورك بلسماً‬

‫عج َز‬
‫غيب و ِ‬
‫الم ُ‬ ‫عج ْل ُحضورك فقد َ‬
‫طال َ‬ ‫ناء و ّ‬ ‫أس ِق ْط غرورك ِل َي ْعلُ و ِ‬
‫الغ ْ‬ ‫ْ‬
‫جاه ‪.‬‬
‫سكون ُد ْ‬
‫ِ‬ ‫يل من‬ ‫ّ‬
‫الل ُ‬

‫غد‬ ‫ْ‬
‫الحنني‪ٌ .‬‬ ‫ككُ ُه‬ ‫حال َم ْن َ‬
‫أهل َ‬ ‫فاشف ْق على ِ‬
‫ِ‬ ‫الروح‪،‬‬
‫غد يغىش ّ‬
‫لك يا ُ‬
‫حنني َ‬
‫ٌ‬
‫يكون‬
‫ُ‬ ‫األم ْل و‬
‫األلم َ‬
‫ِ‬ ‫يقوى على‬
‫مسارنا‪ِ ،‬ب َك َ‬
‫ِ‬ ‫ظالم‬
‫ِ‬ ‫وسط‬ ‫ِب َك ُن ْح ِيي ُش ً‬
‫علة َ‬
‫الحلم ‪.‬‬
‫نري ُ‬
‫لليائ ِس شمعة يحملها و بها ُي ُ‬
‫ِ‬

‫لحن‬
‫ِ‬ ‫تراقص ْت على‬
‫َ‬ ‫ني ِم ْن َغ ْي ٍب نجهله و ٌ‬
‫دال دنيا‬ ‫حر َف ْي َك يا َغ ْ ٌ‬ ‫ُأ ّ‬
‫دو ُن ْ‬
‫حروف َك تبين جرساً بني حارضنا و آتينا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أبجدي ُة‬
‫ّ‬ ‫قسوتها آالمنا‪ .‬ال ُ‬
‫تزال‬ ‫ِ‬
‫تقرتب ّأيها‬
‫ْ‬ ‫واق ِعها‪َ .‬أفال‬ ‫َ‬
‫مرارة ِ‬ ‫سئ َم ْت‬
‫شقية ِ‬
‫ّ‬ ‫يحم ُل أرواحاً‬
‫ِ‬ ‫نهر‬
‫ٍ‬ ‫فوق‬

‫منا‪.‬‬
‫السلوان ّ‬
‫الص ُرب و ّ‬ ‫ضاق ْت خواطرنا و ّ‬
‫مل ّ‬ ‫َ‬ ‫فقد‬
‫ْ‬ ‫الغد ِم ّنا!‬
‫ُ‬

‫ْ‬
‫الكون‪ ،‬لو‬ ‫الصمت منتظراً ّ َ‬
‫تغري َمجرى‬ ‫ُ‬ ‫جفوننا يقف‬
‫ِ‬ ‫أهداب‬
‫ِ‬ ‫أوتار‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫تحتضن‬
‫ُ‬ ‫الحروف و تجتم ُع القوافي! لو‬
‫ُ‬ ‫تلتحم‬
‫ُ‬ ‫السكون! لو‬ ‫ْ‬
‫ين ِط ُق ّ‬
‫الحرية و يكتيس‬
‫ّ‬ ‫هايات! فتُ َق ّد ُس‬
‫ْ‬ ‫قاط ّ‬
‫الن‬ ‫الفواصل الكلمات و تُ َ‬
‫حذ ُف ِن ُ‬
‫رتسم‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫الفتان‪ِ ،‬ل‬ ‫السماء ِوشاحها األزرق‬
‫الم‪ .‬و ترتدي ّ‬
‫الس ْ‬ ‫َ‬
‫أجنحة ّ‬ ‫جود‬
‫الو ُ‬
‫ُ‬
‫العاشقني و‬
‫َ‬ ‫غرام‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حرف ْي َك‬ ‫جمعت في‬
‫َ‬ ‫غد قد‬
‫فتكون يا ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫لوحة ّربانية‪،‬‬
‫تعبني ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫الم‬ ‫دواء َ‬
‫سق ِم ُ‬ ‫َ‬

‫قاء؟‬ ‫يحني ّ‬
‫الل ْ‬ ‫ُ‬ ‫نياك ؟ مىت‬
‫ميناء ُد ْ‬
‫ِ‬ ‫غد مىت ْتر ُسو سفينيت على‬
‫أرص ُخ يا ُ‬
‫ُ‬
‫تار‬ ‫حني ُي َ‬
‫فت ُح ِس ُ‬ ‫َ‬ ‫كينة‬
‫ُ‬ ‫الس‬
‫ترقص ّ‬
‫ُ‬ ‫برؤياك ؟ بل مىت‬
‫ْ‬ ‫العيون‬
‫ُ‬ ‫رس‬
‫و مىت ُت َ ّ‬
‫باحية !‬
‫الص ّ‬
‫مة اإلرشاقة ّ‬
‫بس ُ‬
‫رس ُم ْ‬
‫الضحى حني تُ َ‬
‫يس َع ُد ُ‬ ‫الج ْ‬
‫فون و ْ‬ ‫ُ‬

‫حاب تهوي‪،‬‬
‫الس ِ‬
‫ات ّ‬
‫طي ِ‬
‫المشاعر بني ّ‬
‫ُ‬ ‫الخواطر‪ ،‬و‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫نعش‬ ‫حام ًال‬
‫رم يجري ِ‬
‫الع ُ‬
‫ُ‬
‫غد يا‬
‫ترانيم يا ُ‬
‫َ‬ ‫لك‬ ‫غري صدى ألحان كلماتي و هي تُ ّ‬
‫رت ُل َ‬ ‫أسمع َ‬
‫ُ‬ ‫فال‬
‫يب‪.‬‬ ‫َ‬
‫الم ْب َه ِم الغ ْي ِ ّ‬
‫ثوب ُ‬
‫َ‬ ‫ُم َت َو ّشحاً‬

‫عاش ٍق‬‫ِ‬ ‫صبابة‬


‫ِ‬ ‫الح ّب‪َ ،‬أ ْخ ِم ْد َف َ‬
‫تيل‬ ‫اهمس ُ‬ ‫ِ‬ ‫لمرس ِح ُد ْنياناَ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫خروجك‬
‫َ‬ ‫أعلن‬
‫ِ‬
‫ياب ْك‪.‬‬
‫أتع َبها ِغ ُ‬
‫فقد َ‬
‫ْ‬ ‫سمائناَ‬
‫ِ‬ ‫جبني‬
‫َ‬ ‫قب ْل‬ ‫ْ‬
‫األمل‪ ،‬و ّ‬ ‫ردد‬
‫كالورد ِّ‬
‫ِ‬ ‫حنينُ ْه‪،‬‬ ‫َ‬
‫طال ِ‬
‫ْ‬
‫قحوان و تغفو على‬ ‫زهور ُ‬
‫األ‬ ‫ِ‬ ‫نسمات‬
‫ُ‬ ‫له‬
‫تشهد ُ‬
‫ُ‬ ‫حميم ّياً‬
‫ِ‬ ‫ِليكُ ْن ِل ً‬
‫قاء‬
‫غد‪.‬‬
‫فيك يا ْ‬
‫َ‬ ‫الم َست األمان أخرياً‬
‫ون َ‬
‫جمال ِه ُج ُف ٌ‬
‫ِ‬
‫بن يعقوب سلطانة‬
‫من ‪:‬بن يعقوب سلطانة ‪ ...‬إلى كل من ركب زورق الموت بحثا عن‬
‫الحياة‬

‫أما بعد ‪:‬‬

‫مرحبا هل تسمعين؟! أنا هنا جالسة على جرم حرستي‪ ،‬أفرتش لهفة‬
‫االنتظار‪ ،‬وأتوسد كمشة أمل تكاد أن تختفي فهي تضمحل يوما بعد‬
‫يوم‪.‬هل تصلك ذبذبات صوتي؟ هل تعتليك تساؤالت عن تغري نربتي ؟!‬
‫نربتي اليت طالما قلت أنها تبعث حنان أمك فيك‪،‬لم تعهدها بهذا‬
‫العتاب يوما أليس كذلك؟! هل ستصلك كلماتي في مكانك الذي ال‬
‫أحد يعلم إحداثياته ‪،‬فرساليت ليس لها عنوان كل ما استطعت أن‬
‫أرفقه معها أنين أرشت إليك فبدأتها "إلى توأم روحي"‪،‬ال أظن أنها‬
‫ستصلك لكن هذه الرمة لن تستطيع أن تلقي اللوم على خدمة الربيد‬
‫بالجزائر‪،‬ليس لك أن تنسب كل يشء رديء إلى الجزائر كما كنت تفعل‬
‫دوما‪،‬فقد كنت تربط كل فشل ذريع يواجهك إلى أرض المليون ونصف‬
‫المليون شهيد ‪.‬اليوم أنت المالم ‪ ،‬فأنت من تواريت عن أنظار أمك‬
‫المليئة بالحب وتسللت بني أخوتك وأصدقائك في تلك الليلة تجر‬
‫خيبتك في تحقيق أحالمك متوجها إلى المجهول لرتكب زورقا صدئا‬
‫إن حمل جسدك لن يحمل ثقل حطام قلبك ‪ ،‬هل كنت بهذا القدر من‬
‫األنانية ؟! حىت ترتك أمك ‪،‬أباك ‪،‬أحبتك و "أنا" ألم تقل يومها أنك رزقت‬
‫حيب؟ أم كان سخطك على قدرك هو من جعلك تدفع بمدخراتك لقاء‬
‫تذكرة إلى الموت؟ لقد أخربتين أن تلك المدخرات من أجل زفافنا من‬
‫أجل أن تحقق حلم قلبينا فنجتمع في بيتنا الصغري ‪،‬لكنك نكثت العهد‬
‫وذهبت دون أن تعري حزني اهتماما‪.‬اصمت‪،‬اصمت يكفيك أعذارا ‪،‬تلك‬
‫األعذار اليت طالما كنت تلقيها على مسامعي ‪:‬سأذهب ألجمع المال‬
‫وأعود‪،‬سأجعل منك ملكة‪،‬سأوفر لك حياة أجمل‪.‬من قال لك أنين أريد‬
‫بيتا أو حياة أجمل ؟! أنت أجمل ما أملك يا توأم روحي ال أريد بيتا أو‬
‫قرصا‪ ،‬يكفيين قلبك ألحتمي فيه من كل خطر‪ .‬من سيحبين كما كنت‬
‫تفعل؟! من سيجعل ابتساميت أول اهتماماته ‪،‬هاه من سيفعل؟! أين‬
‫أنت األن هل يزال قلبك ينبض أم تراك تحترض وتكابد الموت مرددا‬
‫حروف اسمي فقد أخربتين سابقا أنه يعطيك الحياة ‪.‬هل ستنهزم‬
‫أمام الموت كما سبق وأطرحك الفشل أرضا‪،‬فرتميك لي أمواج البحر‬
‫اليت طالما عشقت ركوبها‪ ،‬جثة متعفنة ؟! أم‪،‬أم ستحدث المعجزة‬
‫وتعود من بطن الحوت حيا‪ ،‬سأنتظر ‪.‬‬
‫آالء كربوش‬
‫من القبطان المستقبلي ‪ ...‬إلى القبطان الصغري‬

‫القاعدة‪...‬حول!‬
‫ّ‬ ‫داء إلى‬
‫ِن ٌ‬

‫هل ستسمع ندائي اليائس إذا رصخت في أذنك‪ ،‬أم هل ستالحظين إذا‬
‫أحرقت األرض إلدفاء صقيع قلبك‬
‫لتعرب‬
‫ُ‬ ‫تعب‪ ،‬من الحياة ُمنهك‪...‬ما باليد حيلة فأنت هنا فقط‬
‫أدرك أنك ُم َ‬
‫ال ثبات وال خلود‬
‫الحياة‪...‬حول!‬
‫ِّ‬ ‫إلى ُركام سفينتك المبحرة في محيط‬
‫ُأدرك ان فقدانك لشغفك ميتة صغرى ‪...‬فأنا أرى ذلك من بالدة عينيك‬
‫البؤس هكذا ال ُأصدق‬
‫في الرمآة ‪...‬مىت أكلك ُ‬
‫من خالل عينيك أراك‪..‬أراك تدخل الضباب بهدوء‪ ،‬نحو دوامة االكتئاب‬

‫تقود‪...‬مىت أفلت زمام األمور ألمواج الحياة تقودك كما تشاء!‬


‫ليتسلل الربد إلى أطرافك ليغرمك ماء الركود‪..‬مياه ضحلة تزينها‬
‫حوريات الراحة والخضوع‬
‫لعلك تستفيق قبل فوات األوان‪..‬لعلك تُ نكر هذا الرساب‬
‫َ‬ ‫ناشدك‬
‫ُ‬ ‫ُأ‬
‫اسحب ِمقودك بقوة رداً على وقاحة هذه الحياة‬
‫دعها تعلم أنك لست لها بتابع‬
‫ّدع سفينتك ترتنح مبتعدة عن أمواج االستسالم‬
‫ِأدر بوصلتك نحو االتجاه اآلخر‪...‬‬

‫أيقظ روح الطفل داخلك‪..‬ذلك الطفل الحالم الذي لم تطمس أهوال‬


‫الحياة الجائرة نقاوته‪..‬ابحث عنه ستجده يغط في سبات عميق تحت‬
‫العنان‪...‬افرد‬
‫ِ‬ ‫أطنان الغبار‪..‬في قلبك المثقل بهذه الحياة‪..‬أطلق له‬
‫القتام‬
‫أجنحته فوق أكوام ِ‬
‫انت قبطان تلك السفينة وأنت الراعي والرعية‪...‬‬
‫سفينتك‪...‬أدر دفتها وأطلق‬
‫ِ‬ ‫فإذا رأيت أن الرياح تجري بما ال تشتهيه‬
‫ِرشاعها في المجرى الذي ُيناسبك‬
‫ال ينبغي أن ترسو سفينتك على شاطئ مألوف‪..‬بسفن الناس‬
‫محفوف‪..‬رس نحو المجهول الرمغوب‪...‬نحو تلك المغامرة اليت‬
‫ِّ‬
‫تنتظرك‬
‫فليس االختالف في الرمىس ولكن‬
‫الربان‬
‫االختالف يكمن في ُعمق قناعة ُ‬
‫فالضوء في قلبك و الطريق طريقك‪..‬حىت إذا اختلفت رغباتك خالل‬
‫ذلك الطريق‪..‬ال تخف‪..‬فهذه رحلة اكتشافك لذاتك‬
‫ال تستسلم للركود في وسط هذا البحر الهائج‪..‬‬
‫الزائفة اليت تبث ُسمها في عروقك‬
‫ِ‬ ‫ال تتقيد بخيوط الخوف‬
‫ببطء‪..‬لتجذبك نحو دوامة الهالك‪..‬‬
‫فهذه هي لُ عبة الحياة‬
‫الطفل الطائش!‬
‫ترضخ هذه اللعبة الجامحة لهذا ِ‬
‫ُ‬ ‫لم‬
‫ال تتساءل َ‬
‫محدود كعلبة كربيت‬
‫ٌ‬ ‫عنه‪...‬فنظرك‬
‫ُ‬ ‫أجل‪،‬فقد أدرك ِرسها الذي تغافلت‬
‫مختوم‬

‫رس الحياة هو الرمونة و التقبل‪...‬‬


‫يا صغريي ُ‬
‫ُأنظر مجرى الماء أتراه يقف عند االنعطاف أم يتحطم إذا في الصخر‬
‫ارتطم‪..‬‬
‫كال بل االسترمار؛‬
‫ّ‬
‫يحمل معه‬
‫ِ‬ ‫الكرام‪ ،‬قد‬
‫مرور ِ‬
‫َ‬ ‫ويرم‬
‫ُ‬ ‫عد َوه‬
‫يغرم ُ‬
‫ُ‬ ‫رغم العوائق تراه‬
‫توقف وال انكسار‬
‫ٍ‬ ‫سترم بال‬
‫ِ ٌ‬ ‫‪..‬م‬
‫مسترم ُ‬
‫ُ‬ ‫شوائب لكنه‬
‫َ‬
‫لذا أغلق عينيك وافتح قلبك‬
‫دع هذا البحر يسمع صوتك‪...‬‬
‫ّ‬
‫اعزت بكل رضبة طرحتك أرضاً فوقفت‬

‫اعزت بكل عاصفة بعرثت أوراقك فلملت شتاتها وواصلت‬

‫اعزت بروحك المتعبة اليت تحارب هذه المياه الضحلة‬

‫فر َف أجنحتها في السماء أين تستحق‪..‬‬


‫ُلرت ِ‬
‫سيخلده هذا‬
‫ندباتك وآثار المجد الذي ُ‬
‫ِ‬ ‫وفي الختام تذكر أني أحبك بكُ ِل‬
‫البحر يوماً‬
‫هويدة قحروري‬
‫من األسري ‪ ... 19720708‬إلى الغائبة الحارضة جفرا‬

‫سالم إلى مدينة خلقت للسالم وماعرف يوما الطريق إليها‪...‬‬


‫سالم على مدينة مرت عليها االحتالالت لكنها ال تزال تقاوم‪...‬‬
‫سالم وألف سالم لمدينة الشهداء والفدائيني ‪...‬وتحية إجالل لمخيم‬
‫المقاومة والنضال‬

‫يبدو أننا ضعفاء أمام حبنا األول‪...‬شديد التعلق أنا بخيميت ‪...‬فالمخيم‬
‫هو الوحيد الذي احتضننا بعد أن لفظتنا النكبةوبقبنا راسخني على‬
‫أمل أن تتغري األوضاع وكانت هذه أكرب خدعة‪ ،‬وحده من يعالج جراحنا‬
‫ومشاكلنا‪...‬التسعين حروفي لوصف جماله العشوائي الفوضوي‬
‫األبنية الشاهقة منترشة في أزقته الضيقة المنعرجة مشكلة أروع‬
‫الحارات الفلسطنية يخال لك أن هذه األبنية تعانق بعضها من خالل‬
‫أسالك الهواتف المتشابكة أهل المخيم محبون للفن يكاد اليخلو من‬
‫صور الشهداء والمعتقلني وجداريات ربما كانت آخر ماخطته أنامل‬
‫الشهيد المثقف‪ ،‬فيه تفاصيل تمزيه عن غريه من الطبوع المعمارية‪،‬‬
‫ف ي أخر كل شارع شجرة ياسمني أو توت مروية بدماء الشهداء‪ ،‬تحمل‬
‫‪...‬هنا عبق‬
‫في طياتها مئات الحكايات وتعانق أحالم العودة والتحرير ُ‬
‫‪.‬هنا ُمذكرات عائد إلى حيفا ‪ُ ...‬هنا أم‬
‫أرض الربتقال الحزين ‪ُ ..‬‬
‫ُ‬
‫سعد‪...‬والرجال والبنادق ‪....‬هنا األطفال يصنعون بنادقهم من الخشب‬
‫مشكلني الوحدات ويصطنعون االشتباكات والفتيات يتعلمن الرماية‬
‫‪...‬واذا أقمت عرس فالحاجة للدعوات فكل الناس ستقوم بالواجب‬
‫كعائلتك وأكرث وإذا استشهد أحدهم أقاموا له أحلى زفة‪...‬وإذا كنت‬
‫بانتظار مولود لن تجد له اسما افضل من مدن فلسطني ‪...‬التستغرب‬
‫من رؤية الطوابري ألخذ أكياس الطحني والمؤونة ‪ ...‬حىت القطط‬

‫أصبحت تتعالى على علب التونة تلك‪.‬‬

‫من طقوس النسوة عندنا التجمع أمام الباب ورشب القهوة‪ ،‬وتحكي‬
‫إحداهن قصة ابنها األسري‪ ،‬واألخرى عن الشهيد الذي كان ُمصاباً‬
‫ّ‬
‫لكنه يأبى‬ ‫وجعه ِفلسطني ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫برمض " الوطن " مثلي ومثلك كانت تُ‬
‫ِ‬
‫الشفاء ه نا المخيم أول الحكاية وآخرها نزتين بالكوفية نحمل الوطن‬
‫والقضية في صدورنا وعلى كتفنا نعوشنا ‪....‬فابن المخيم ال تغريه‬
‫أضواء المدينة رغم أننا إذا أمضينا يوم دون انقطاع الكهرباء اعتربناه‬
‫منك للكم‬
‫ِ‬ ‫عيدا‪.....‬اشتقت ياجفرا لجدائلك وتهويدتك تلك ‪"..‬مابدي‬
‫خلعة وال ال الالال بدي زنار بني للل يامان يامان عني للل الهنا ياروح"‬
‫‪..‬اشتقت مخيمي المنحوت داخلي ‪...‬وهللا المخيم أكرب من أن‬
‫ّ‬
‫لتعلمي ابننا حب أصله‪ ،‬ربما انا لم أستطع أن أكمل‬ ‫يوصف‪...‬أكتب إليك‬
‫الحكاية لكن أرى فيه أفضل نسخة مين‪ ..‬وتذكري أنت مين وأنا منك‪،‬‬
‫أنت وطن وأنا مقاومة ‪....‬أخربيه أن والده أبى أن يخرج من خيمته إال أن‬
‫يكون شهيدا‪...‬ومدافعا عن قضيته ‪ ...‬دعيه يتذكر دائما أن هناك دقة‬
‫قوية على بابنا‪...‬‬

‫تحية بعطر الليمون والزيتون ‪...‬‬


‫مروة جغمون‬
‫من مروة ‪ ...‬إلى الصديق الخيالي‬

‫عزيزي الصديق الخيالي‪..‬‬


‫ً‬
‫ملقاة على رمال‬ ‫تجرفين أمواج ذكراك لشاطئ الطفولة‪..‬أرتمي‬
‫الواقع باحثة عنك هنا وهناك‪..‬عبثا أفعل‪..‬‬
‫انتهى بي المطاف يا عزيزي ضمن الئحة البالغني‪..‬ونلت نصييب من‬
‫النضج ما يكفي لتتالىش من أمامي هكذا‪..‬‬
‫لطالما كنت أهرب إليك كلما شعرت بالحزن يرسي في قليب‪..‬‬
‫أركض بأقدامي الصغرية نحوك‪..‬أغرق في حضنك‪..‬فتضم آالمي‬
‫وتشفي جراحي‪..‬‬
‫فكم من ساعات معك قد قضيت‪..‬وكم من أرسار لك بحت‪..‬‬
‫"سيكون كل يشء على ما يرام‪"..‬‬
‫مازال صدى جملتك هذه يرتدد داخلي كلما ضاقت بي‬
‫الحياة‪..‬وتراكمت على عاتقي الهموم والمشكالت‪..‬‬
‫وحدها كانت كفيلة بجعلي أسترم‪..‬‬
‫أتساءل دوما ما كان للبرش أن يقرتفوه بحقك‪..‬‬
‫لو امتلكوا قدرتي الغريبة في رؤيتك؟‬

‫ستكون حتما مجرما بنظرهم‪..‬‬


‫وبأي جرم؟‬
‫جريمتك الوحيدة أنك ال تشبههم‪..‬‬
‫يظن البرش في عالمي يا عزيزي أن كل ما هو مختلف يشكل تهديدا ‪..‬‬
‫وتقبال‪..‬؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مصافحة‬ ‫ترى ماذا كان ليحدث لو جربوا مد أيديهم‬
‫تراك تتذكر كلب الجريان‪..‬؟‬
‫أو لنقل أكرب مخاوفي الطفولية‪..‬‬

‫كان قليب يتخبط رعبا‪..‬وقدماي ترتجف خوفا لمجرد سماع صوت‬


‫نباحه‪..‬‬
‫لطالما فضلت السري في الطريق الطويل الوعر للمدرسة على الرمور‬
‫من أمامه‪..‬‬

‫تتذكره صحيح؟‪..‬‬

‫الجدير بالذكر حقا‪ ..‬أنك أنت من كان السبب في كرسي لقيد الخوف‬
‫هذا‪..‬‬

‫قلت لي يومها ‪":‬ال تهربي‪..‬واجهي مخاوفك آلخر رمق وستختفي"‪..‬‬

‫عملت حينها بنصيحتك ‪..‬وأدركت أنين من أعطيت هذا الكائن حجما‬


‫غري حجمه‪..‬يومها رست بثقة نحوه فابتعد هو هذه الرمة هاربا ال أنا‪..‬‬
‫أأخربك ما أكرب مخاوفي اآلن يا وحيش اللطيف ؟‬
‫إنهم البرش‪..‬‬
‫البرش مختلفون عن الكلب من تلك الرمة‪..‬‬
‫هو كنت أخافه خشية أذية جسدية‪..‬‬
‫لكن أذية البرش من نوع آخر‪..‬جروحها ال تشفى وندوبها ال تختفي‪..‬‬
‫هذه الرمة الخدوش تالمس قليب‪..‬‬
‫لو كنت اآلن بجانيب ماذا كنت لتقول؟‬
‫أي جملة وأي نصيحة كانت لتكون البلسم الشافي هذه الرمة‪..‬؟‬
‫لطالما كانت أمي ترمقين بنظرات التوبيخ والغضب كلما حدثتها‬

‫عنك‪..‬‬
‫"ال وجود لألصدقاء الخياليني‪"..‬‬
‫"توقفي عن قول الرتهات‪"..‬‬
‫"أفيقي من خيالك‪..‬افتحي عينيك على الواقع"‪..‬‬
‫جمل رددتها آالف الرمات على مسمعي‪..‬‬
‫ٌ‬
‫لم أخربك بذلك خوفا من أن أفقدك‪..‬خشيت لو أخربتك سأصدق‬
‫كالمها‪ ،‬فتتالىش من أمامي وتختفي ولن يكون بوسعي رؤيتك‬
‫مجددا‪..‬‬

‫لكنك رحلت مع ذلك‪..‬‬


‫مدركة كل اإلدراك أنك كنت مجرد وهم اختلقته مخيليت‪..‬‬

‫كل تلك الحوارات معك لم تكن سوى مع نفيس‪..‬أنا من كنت أربت‬


‫عليها وأشجعها‪..‬جملك‪ ،‬كلماتك كلها أنا من نسجتها من وحي‬

‫خيالي‪..‬‬

‫لكن كان من الممتع أن أشعر أن شخصاً آخر قد فعل‪..‬‬

‫أعدك يا عزيزي أنين لن أكون مثل أمي‪..‬سأخرب أطفالي أن الصديق‬


‫الخيالي موجود بالفعل‪..‬وليس بخرافة‬

‫موجود داخل كل واحد منا‪..‬‬

‫موجود في تفاؤلك وأملك‪ ،‬عزيمتك وإرصارك ‪ ،‬ثقتك بنفسك وإيمانك‬


‫بأحالمك ‪..‬هذه كانت المكونات اليت اختريت لرتى كائنا ضخما لطيفا‬
‫يدفعك كلما تراجعت‪..‬يمد لك يده كلما وقعت‪..‬يمسح دمعتك كلما‬

‫بكيت‪..‬‬

‫أفتقدك جدا فهال أتيت‪..‬؟‬

‫صديقتك المخلصة دوما‪..‬‬


‫آمال بسمة عريف‬
‫من بسمات القوافي ‪ ...‬إلى مرامي العرم المغتال مين بسببك‬

‫تحياتي والقوافي أما بعد‪:‬‬

‫وهج األحزان‬ ‫ً‬


‫بغتة على َ‬ ‫حرف يأتيين‬
‫ٌ‬
‫ذري فوق اآلالم يصبو‬
‫ِّ‬ ‫الع‬
‫الحلم ُ‬
‫و هديل ُ‬
‫موقدي‪...‬‬
‫يا ْ‬
‫الرمجان‬
‫الحروف و ُ‬
‫يا قطوف آللئ ُ‬
‫زرعت من َأزاهر الحنني‬
‫َ‬ ‫ُخذ ما‬
‫الصدر َنديمه الحزين‬
‫وخذ من بوح َّ‬
‫ُ‬
‫العاشق تُ ضاحك ِّ‬
‫الضفاف ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫نظرات‬
‫ُ‬
‫جدية كاملة ِبحرفني‪...‬‬ ‫َّ‬
‫تتوشحها ْأب َّ‬
‫الحاء و الباء ‪،‬‬
‫المساء!‪..‬‬
‫الحب و أحاديث َ‬
‫ُّ‬
‫الفصول‬ ‫تشكلت بها ُّ‬
‫كل ُ‬ ‫َّ‬ ‫سيدي دنيا‬
‫الحرف يا ِّ‬
‫َ‬
‫نهر جميل‪...‬‬
‫ٍ‬ ‫وجه‬
‫ِ‬ ‫تهادت على‬
‫َ‬ ‫زنبقة ٍّ‬
‫حب‬ ‫ُ‬ ‫و الحنني‬
‫شقيا في ُّ‬
‫تقلبه ‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫ما يزال َحرفي‬
‫الروح‬
‫رجرجات ُّ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫توحش و‬‫مس‬
‫خافقي ْ‬
‫ِ‬
‫تعلو و تدنو‬
‫تص ُّد و تحنو‬
‫ُ‬
‫البنفسج و َترنو ‪،‬‬
‫تطوف حول بواكري َ‬
‫ما بني حرفني ‪َ ...‬رسابيل أوجاع‬
‫أشواق و أقراع‬
‫ٍ‬ ‫مابني حرفني ‪ُ ...‬جثث‬
‫ِعطرك عندي ينسف َجسد القصائد‬
‫المأجورة ُتدمي سفوح أوراقي ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫أهازيجك‬
‫ُ‬ ‫و‬
‫أحزاني ببسمة‬
‫َ‬ ‫حر‬
‫فهدئ من ِّ‬
‫ّ‬
‫و داعب ورد الوجنتني بنسمة‪...‬‬
‫الحسن ليكتبها الحلم‬
‫أنا أنىث اغتسلت برتياق ُ‬
‫دي لتكون خليلة القلم‬ ‫َّ‬
‫أنا أنىث يفوح منها َبخور الورد الن ِّ‬
‫هور و الغرور‬ ‫تحت ُسنبك َّ‬
‫الت ُّ‬
‫السطور‬
‫دونت تلك ُّ‬
‫حمقاء َّ‬
‫َ‬ ‫ربودة‬
‫ِ‬ ‫و ِب‬
‫شكرا‬
‫َ‬ ‫قائلة للغياب الذي اِ غتال قصائدي‬
‫سيدي آخر معاقل ُّ‬
‫اللغة ‪،‬‬ ‫ألن يراعي يا ِّ‬
‫َّ‬

‫أخرى!‪..‬‬
‫وأنا ‪...‬أنا الحرف و أشياء َ‬
‫آمنة بحشة‬
‫من آمنة بحشة ‪ ...‬إلى ذكرى إنسانة رحلت‬

‫أيتها االستثنائية اليت ال تشبه تفاصيلها مالمح األشياء‪...‬‬

‫تأتيين مالمحك‪ ،‬تباغتين في خلوتي‪ ،‬تستزنف بقايا حربي فال أجد ما‬
‫أقوله في حرضتك‪ ،‬تكبلين فال أستطيع أن أحيد عن وجهك‪ ،‬وجهك‬
‫المحفور في داخلي بإتقان يسيب دهشيت بالكامل‪ .‬تشعرني ذكراك‬
‫باالضطراب ‪ ،‬رصت أرتبك قبالتك‪ ،‬أتبعرث وتتساقط مين األجزاء‪ .‬وأنا ال‬
‫سواي هنا‪ ،‬أبحث عين في غيابك فال أجد شيئا ينتشلين من ضياعي‪،‬‬
‫حبلى أنا بكل األشياء المستحيلة‪ ،‬أتماهى مع الفراغ‪ ،‬أكدس على‬
‫كتفي أعذار الغياب الرمهقة وألتمس براءتي من كل إدانة محتملة‬
‫‪.‬‬

‫يا أنت يا طمأنينيت الراحلة‪ ،‬يا فرحي القديم‪ ،‬يا منتصف كل الحكايات‬
‫اليت لم تكتمل على سلم األحداث‪ ،‬يا عرما مقتضبا لم يسعنا أن نبقى‬
‫أكرث‪ ،‬يا عزائي الوحيد الذي أنساني كل فقد قبلك وكل موت غريك‪،‬‬
‫وكل حياة التشبه الحياة‪ .‬على قربك نمت أزهار البنفسج تعطر‬
‫حضورك الصامت وتلقي بظلها على شاهدة تحمل كذبا اسمك‪،‬‬
‫وتضيفك إلى حفنة تراب باهتة‪ .‬إلى اآلن ال قرب لك في قليب بل أنت‬
‫الحياة اليت ال تموت فيه‪ .‬ال قرب أكتب عليه "هنا ينام بعيض في‬
‫انتظاري"‪ ،‬وكعادتي أتأخر دائما وتسألني هل سآتي؟؟‬

‫يا يتم الطفلة اليت ال أملك أن أحضنها‪ ،‬ال أعرف هل كربت‪ ،‬هل‬
‫تشبهين‪/‬أشبهها مجازا! ال أعرف أتلقي ضفائرها على كتفيها‬
‫الصغريتني كالدمى‪ .‬كم من مرة نادت أمي فلم يجبها صمت شاهدتك‬
‫الموجوعة‪ .‬يا موتي الذي أهرب منه فريكض إلي‪ ،‬يمد أطرافه‬

‫المخيفة ليعانقين ثم يفلتين ثم يعانقين حىت أختنق‪.‬‬

‫أرداني موتك الذي لم أصدقه‪ ،‬لم أتقبل مرارته‪ ،‬وعرى غيابك أنانييت‪.‬‬
‫لم أستطع أن أبدلك بحفنة من تراب‪ ،‬أن أكتفي مثلهم بنعش‬
‫وشاهدة‪ ،‬أو أن أبيع صوتك مقابل عزائهم الكاذب‪ .‬واآلن‪...‬من أصدقنا‬
‫بكاء‪ ،‬ومن أحوجنا إلى االعرتاف‪/‬البوح!‬
‫ً‬ ‫موتا! من أصدقنا حزنا‪ ،‬وأصدقنا‬

‫أخرس صمتك كل حوايس‪ ،‬وحده قليب كان يرصخ‪ ،‬يناديك علك تعودين‬
‫إلي‪ ،‬لكن لم تملك كل دقاتي وآهاتي ورصخات روحي المرضجة‬
‫بالحنني أن تعيدك إلي‪ .‬ها قد عدت أحمل العرم في كف‪ ،‬وفي األخرى‬
‫رسائلك األخرية اليت لم أقرأها‪ ،‬أودعتها صندوق االنتظار سنينا خوفا‬
‫من أن تقولي ما يفوق قدرتي على االحتمال‪.‬هل كنت حلما مات في‪،‬‬
‫أردته يد الزمن المرتبصة بشجين! أنا اليت لم أمت قبلك كما ينبغي‬
‫فمت فيك أكرث مما أستحق‪.‬‬

‫من قال أن األحالم ال تموت يا حبيبيت‪ ،‬لكن الحلم ال يموت إال بعد أن‬
‫يقتل صاحبه‪ ،‬باهضة هذه الرضيبة اليت ندفعها عن الحياة وعن‬
‫روتينها الشاحب‪ ،‬عن هزاتها المفاجئة ومآسيها ‪.‬هل تستحق هذه‬
‫الحياة فعال كل هذا الجرح والزنيف‪ ،‬كل هذا الرشخ والحطام!‬

‫هل تستحق األحالم الصغرية أن نموت ألجلها‪/‬ألجلنا‪/‬ألجل ما تؤمنه‬


‫لنا من حياة لم نعشها!‬
‫واآلن مرة أخرى‪ ...‬من أقدرنا على الحلم! من أقدرنا على الحياة! أهو‬

‫أقدرنا على دفع هاته الرضيبة!!أم هو أقدرنا على النجاة عند خط‬
‫النهاية!‬

‫ال أحد منا يمتلك تلك اإلجابة المضيئة اليت تدفع به خارج قبو السؤال‪،‬‬
‫ألم تقولي لي يوما أننا كومة من األحالم! وأن الفشل هو علبة ثقاب‬
‫جاهزة‪ .‬من أكرثنا احرتاقا يا حلمي البعيد‪ ،‬يا رضيبيت الباهظة اليت‬
‫دفعتها عن حلمي!‪.‬‬

‫هذه الحياة أضيق من دونك‪ ،‬ال كتف يمهلين أن أستند عليه مسافة‬
‫بكائي واحرتاقي‪ .‬ما من يشء يضحك لي‪ ،‬كل األشياء تضحك علي‪،‬‬
‫تشري إلي بأصابع السخرية والتهكم‪:‬‬

‫"موتي غيضا أيتها الحمقاء "!!!!‬

‫فينتحب صوت ما بداخلي‪" :‬بل موتي من الفقد‪...‬موتي"!!!‬


‫أحسنيو لينة‬
‫من لينة ‪ ...‬إلى عروس الرشق‬

‫حم ِت‬
‫اقت ْ‬ ‫سئ ْم ُت ُّ‬
‫تقليب على سفود الوسن َ‬ ‫على مشارف الفجر و قد ِ‬
‫مقليت‬ ‫َ‬
‫أرشف ْت من‬ ‫عزليت على صهوة الذكرى ‪ ,‬فتسارعت خفقاتي و‬
‫َّ‬
‫دموعي ترتقرق ‪.‬‬

‫و انتفضت دواخلي بعجز على ألحانك الشجية الصادحة في األجواء ‪,‬‬


‫و تراقصت أوتاري على هذ ه األنغام الرشيدة متأوهة على ياسمينك‬
‫الذي بات يلفظ أنفاسه األخرية و رشنقة اليأس تلتف حوله بسادية ‪.‬‬

‫غرة خريف أوراقك تسقط من منازلها و تنكرس‬


‫ُيجندلين على حني ّ‬
‫أفانني صفصافك العالي تحترض منهارة تصارع البقاء على رصيف‬
‫الحياة‬

‫و مع جنون هات المشاعر القاتمة ‪ ,‬أرشقت شمس الصباح تنري سماء‬


‫اللحظة لرتنو إليك بحبور جوانحي تزف برشاها ‪ ,‬أن آن األوان سيدتي‬
‫لتمسحي الحزن عن جفونك المحرمة‪ ،‬و تكفكفي عن مآقيك اليت ما‬
‫انفكت تعزف سمفونياتها اللؤلؤية ‪ ،‬فلتفتحي لخيوط األمل‬
‫الكهرمانية شبابيك رساديبك المغلقة لعلها تداعب الحلم توقظه‬
‫من غفوته‪ ،‬و اِ رتشفي أيا فلسطني من جداوله المندلقة ابتسامة‬
‫تروي قحط شغافك العليلة‪ ،‬و اقتنيص من ثغره قبلة الحياة فقد‬
‫طالت تسكن سويداءك مواسم البكاء و الشجن ‪ ,‬فاسكبيها في هدير‬
‫المايض و تزيين اليوم بقالئد التفاؤل و بااليمان توشحي فبإذن‬
‫الرحمان تشفى جروحك الدامية و تنجلي تباريح زهورك الذابلة ‪ .‬فتينع‬
‫مرشقة في أرضك كالعقيق تتهادى في حقولك الصاخبة ‪.‬‬
‫برشى بوبكر‬
‫من برشى ‪ ...‬إلى مايض األلم‬

‫العالق في أذهاني‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اكن في أفكاري‪..‬‬
‫الس ُ‬
‫السالم عليك ّأيها المايض‪ّ ..‬‬
‫ّ‬

‫السالم على طفوليت اليت لم تضمين يوما‪ ،‬وعلى أيامي الخوالي‬


‫‪،‬وعلى ذكرياتي اليت تصارع النسيان‪...‬‬

‫ً‬
‫رسالة لك و‬ ‫وبعد السالم ها أنا ُّ‬
‫أزف إليك يا أميس هذا الكالم ليكون‬
‫لباقي األيام‪.‬‬

‫َأت ْذكُ ر؟؟‬

‫قبل سنوات كان مجرد حلمي أن أصل للجامعة يمكن أن يؤدي بحياتي‬
‫للممات كوني أعيش وسط تقاليد وعادات تحرم الدراسة على البنات‪.‬‬

‫اليوم ّأيها الراحل مع الحياة أستعرض عليك تلك الذكريات وأنا ضمن‬
‫قائمة الخريجات‪ ،‬بعد أن تخطيت الصعاب بكل ثبات‪ ،‬وحطمت القيود‬
‫ألحقق المعجزات وها هو حلمي اآلن أمامي‪.‬‬

‫أن حلمي لم يكن‬


‫أرأيتين ّأيها المايض كيف فعلتها؟! فبالرغم من َّ‬
‫إال ّأني تعرثت في طريقي بحمقى ومع ذلك‬
‫كبريا وتحقيقه مستحيال ّ‬
‫تحديت تلك الظروف‪ ،‬واألهم هؤالء الحمقى الذين كانوا خلف الستار‬
‫ّ‬
‫يستمتعون ّ‬
‫بالتالعب بمشاهدة تلك الظروف‪.‬‬
‫مايض إلى ذلك اليوم الذي كنت أشاهد فيه برنامج فرسان‬
‫َّ‬ ‫أعود بك يا‬
‫فح َّز ْت أصواتهم في نفيس وحلقت روحي نحو‬
‫القرآن على التلفاز ‪َ ،‬‬
‫سماء األمل وتمنيت لو كنت بينهم ‪.‬‬

‫ولكن‬
‫َ‬ ‫استصعبت األمر وقتها وكم ترددت‪ ،‬وكم كنت خائفة‬
‫ُ‬ ‫كم‬
‫مسرية األلف ميل تبدأ بخطوة‪ .‬فمضيت أنقش األمل على قسوة‬
‫القدر كما تنقش قطرات الماء عل الحجر ألضحي اليوم معلمة قرآن‬
‫الد َرر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تعلم العسل وتزرع أجمل ُّ‬

‫ومرة أخرى أثبت لظروفك ّأيها المايض أنه ال يشء مستحيل فقط‬
‫يكفي أن تحدد وجهتك وهللا سيسخر لك كل أسباب التيسري‪.‬‬

‫ّأيها المايش في أزلك‪ ...‬دعين أستحرض لك تلك األيام ‪،‬اليت عندما كنت‬
‫أعود من المدرسة أجالس آلة الخياطة وأسرم معها حىت ساعات‬
‫لترم حىت أخرج‬
‫ّ‬ ‫الزلفة والبهرة ‪،‬ويالها من الليل ساعات سرم‪ ،‬لم تكن‬
‫بأبهى ّ‬
‫حلة ‪،‬ترفعين إلى حال انبهار زميالتي مين بعد أن كنت َن ْح َب‬
‫سخريتهن‪.‬‬

‫إال إرصارا على تحقيق الحلم‬


‫أرأيت يا فقر المايض ؟أنت لم تزدني ّ‬
‫قوتي وأصنع من الليمون‬
‫وجعلتين أحول نقاط ضعفي إلى مناجم ّ‬
‫الحامض رشابا حلوا‪.‬‬

‫َأت َت َذ َكر ّأيها القابع في حارضي ؟؟ كنت انعزالية انطوائية ال يروقين‬


‫محادثة البرش فحىت أمي حينما حاولت أن تقرتب مين ردعتها بصوت‬
‫مجحف يقول‪ :‬دعيين وشأني‪.‬‬
‫كنت أحتفظ بأرساري لنفيس وأكتم‬
‫ُ‬ ‫كنت معي يا أميس حني‬
‫َ‬ ‫أنت‬
‫إال مع‬
‫مشاكلي حىت عن مشاعري وحديس ‪،‬ال أجيد البوح وفن الكالم َّ‬
‫بعض األوراق واألقالم‪ ،‬أنقش عليها عبارات الحزن واآلالم‪ ،‬ألمزقها‬
‫فتتزمق معها روحي أو أحرقها فتُ حرق معها أنفايس بآهات‬
‫ُ‬
‫وتنهدات ‪ ،‬تحمل معها ما استطاعت من رشر ولهب ضغوطات الحياة‪.‬‬
‫ُ‬

‫اليوم ّأيها الساكن في مخيليت ‪ ،‬أخربك ِّأني عرفت َّ‬


‫أن من كتم داءه‬
‫أعياه شفاؤه ‪ِّ ،‬‬
‫وأني وجدت في جرعات الحرب لونا مختلفا لمداد طريقي‬
‫نحو التمزي ‪،‬و عناقا مختلفا ألفكاري‪ ،‬ووجدت في الكلمات رشحا‬
‫وأعرتُ ها‬ ‫لنفيس وطريقة لفهم كوارثي ‪ ،‬فأعدت ترتيب َ َ‬
‫بعرثة الحياة َ‬
‫معىن ‪،‬وها أنا ذا غدوت كاتبة‪ ،‬ربما مبتدئة‪ ،‬ولكن يكفيين ّأنين أكتب‬
‫ألتفادى األشياء القاسية بابتسامة ‪ ،‬ولكي ال أضطر للبكاء في كل‬
‫مرة‪ ،‬والحمد لله لقد تركت بصميت في كتب جامعة وكسبت ثقة‬
‫كثريين ‪،‬أصبحت صديقة للقريب والغريب ‪،‬وكل من القاه أبارشه‬
‫بالتحية والسالم‪.‬‬

‫ّأيها المايض الباقي ها أنت وحدك رأيتين كيف رست نحو تطلعاتي‪،‬‬
‫وكيف تمسكت بأشيائي حىت غدوت أالمسها بأناملي‪ ،‬وكذلك لن‬
‫آت‪.‬‬
‫أن سالمي له أيضا ٍ‬
‫أستعجل الوصول لحلمي الباقي‪ ،‬فأبلغه َّ‬
‫جامع يرسى‬
‫من نفثات أنىث ‪ ...‬إلى غريب مجهول‬

‫لماذا أكتب وتتبعرث الكلمات من وحي قلمي؟ أنفض عن نفيس غبار‬


‫معان أثقلت كاهلي‪ ,‬و يأبى قلمي إال أن يجود بها‪,‬كلمات قد تكون‬
‫مالذا يحملين إلى فردوس السعادة‪ ,‬وأخرى قد تكون جنازة تسوقين‬
‫إلى مثواي االخري‪...‬‬

‫لماذا نكتب؟ ألننا نتألم و ال نجد أنقى من صفحات الورق لنتعرى‬


‫أمامه ا بكل معاناة داخلنا‪ ,‬لماذا نكتب؟ ألننا نهرب بالكتابة من عالمنا‬
‫وورق‪...‬لم نكتب؟ ألننا في الكتابة‬
‫َ‬ ‫البائس إلى عالم مصنوع من حرب‬
‫نجلد أنفسنا و السوط بيدنا‪ ,‬نذبح أنفسنا و السكني مازال يقطر بدمنا‬
‫‪ ,‬ألننا في معركة نكون فيها المنترص و المهزوم‪...‬لماذا نكتب؟ الن‬
‫ال كتابة تكرس حواجزنا النفسية نصدق و نكذب فيها دون قيد‪...‬نكتب‬
‫ألننا ندرك أن الورق لن يتخلى عنا‪ ,‬لن يغدرنا ‪ ,‬لن يفيش رسنا‪...‬نتلو على‬
‫الورق كالما جميال و نبتسم‪ ,‬يواسينا بالخط عليه‪ ,‬يدخلنا في سبات‬
‫عميق حيث ال وجود ليشء إال نحن وهو ‪...‬وتنهار علينا الكلمات و‬
‫الحرو ف من كل صوب ‪ ,‬وتتدفق بغزارة في تيار السياق‬
‫الجميل‪...‬ونضع النقاط على الحروف‪ ...‬و نتخذ المواقف‪,‬كذلك هي‬
‫عالمات الوقف ‪ ,‬قد تكون نهاية فكرة استزنفتنا‪ ,‬ونعود لبداية السطر‬
‫بشغف فكرة جديد‪,‬ونعزف لحن موضوع جديد على وتر غيثار عبارات‬
‫جديدة ‪,‬وتنسدل المعاني كانسدال قطرات الندى على بتالت الورد‬
‫صباحا‪ ,‬ويبلغ المعىن أوج ذروته‪...‬لماذا نكتب؟ ألن الكتابة مرة مرة جدا‬
‫‪ ,‬التدري معىن أن يمسك الرمء قلما ويوثق هزائمه‪ ,‬أن يصيغ الكلمات‬
‫والحروف لتعطيه معىن براقا له حماس آخر‪...‬ليصف ماذا؟ فرحه؟‪ ...‬ال‬
‫بل انتكاسه! لماذا نكتب؟ ألن الكتابة خلقت لنوثق فيها تلك اللحظات‬
‫اليت وهبتنا حياة حينها‪,‬لنربم مواثيق المحبة ‪ ,‬لتضع سفينة‬
‫األحاسيس الدفينة مرساتها‪,‬وتنصب أرشعة حنني الذاكرة لتوازن‬
‫باخرة المشاعر الرمهفة‪...‬لماذا نكتب؟ ألننا عشقنا القلم ‪...‬وأغرمنا‬
‫بالحرب وتعلمنا تجارب الحياة من طيات الورق‪ ,‬وفضلنا معارشة‬
‫العبارات والكلمات على معارشة الناس‪...‬لماذا نكتب؟ نكتب لنجد بني‬
‫السطور من يفهمنا‪ ،‬نكتب ألن الحرف يبقى سماءنا اليت ال حدود‬
‫لها‪...‬لماذا نكتب؟ ألن الكتابة فرط في الشعور‪ ،‬ألننا نتعمق فيها‬
‫انكسارا‪ ،‬كنوع آخر من الاليشء‪ ،‬كغياهب مربكة‪ ،‬كتناقض مريع‪ ،‬كأنني‬
‫وسط د عاء أحدهم‪ ،‬كظالم دامس في ليلة ماطرة‪ ،‬كسجارة في‬
‫منتصف غضب أحدهم ‪...‬وأحيانا قد يكون هذا الفرط فرط سعادة‪،‬‬
‫كأول رصخة حديث والدة‪ ،‬كجرعة مورفني تراقص الزماج‪ ،‬كحضن أم‪،‬‬
‫كابتسامة لغريب عابر طريق‪ ،‬كدقة القلب األولى في لحظة حاسمة‪،‬‬
‫كسفينة عزيز مرت بجانب جب يوسفي‪...‬لماذا نكتب! ألن الكتابة‬
‫ملجؤنا الوحيد الذي نهرب فيه و إليه من أنفسنا‪ ،‬من واقعنا‪ ،‬من‬
‫فقاعة عيشنا و مجتمعنا‪...‬نكتب لنثبت للعالم أن الكتابة ليست مجرد‬
‫وهم عابر صادفنا‪ ،‬فجفاف قلمنا وتبعرث كلماتنا وتعلثم ألسنتنا و‬
‫ضياع حروفنا لماهو إال شفي من داء السنني‪ ،‬وعودة للحنني‪...‬لماذا‬
‫نكتب؟ ألن الكتابة صارت هواء تستنشقه أرواحنا بكرة و عشيا‪ ،‬ألنها‬

‫تعيد لظلمتنا نورا ال تسترم حياتنا إال به‪...‬‬


‫محمد الصديق وردي‬
‫من محمد الصديق وردي ‪ ...‬إلى ورقته الفارغة‬

‫أحدق لساعات إليك ورقيت البيضاء وال أجد ما أقوله للعالم عربك‪،‬‬
‫وأظن أن الكلمات قد نفدت مين‪ ...‬لكن صفحيت هذه سوداء أكتب‬
‫عليها بحرب أبيض‪ ،‬فابيضت الورقة وجفت أقالمي‪ ،‬وقمت بإغالق‬
‫الحلقة راجعا إلى النقطة األولى‪ ،‬أستعد إلعادة الدوران نفسه في‬
‫تلك الحلقة‪ ،‬نقطة أولى وجدتين فيها كتبت وكتبت وكتبت حىت‬
‫أصبحت أشعر أنين لم أكتب شيئا في النهاية‪ ،‬فقط كالم فارغ يمأل‬
‫ورقة فارغة يغذي قلوبا فارغة هي األخرى‪ ...‬فراغ‪ ،‬ذلك الاليشء الذي‬
‫يشكل أغلب ما نتكون منه وما يتكون منه الكون‪ ،‬فراغ يحيط بنا من‬
‫كل جانب وينتاب قلوبنا وأجسادنا ‪.‬‬

‫كنت بيضاء ناصعة يا صفحيت‪ ،‬فكتبت عليك وكتبت حىت أصبحت‬


‫سوداء ال مكان للبياض عليك‪ ،‬ثم كتبت عليك بحروف من نور طاردا‬
‫ظالمك إلى طي النسيان‪ ،‬ثم ابيضت ثناياك حىت نسيت أن حربي كان‬
‫أسودا يوما‪ .‬ولم يعد يفهم كتابيت إال أنت اليت تشعرين بضغط قمة‬
‫قلمي على سطحك‪ ،‬تاركا آثارا بيضاء على بياضها‪ ،‬فيظن غرينا أنين‬
‫مجنون أحاول الكتابة بقلم ال يعمل‪ ...‬كيف لي أن أرشح لهم أنه ال خلل‬
‫في أن يحاول أحدهم إبقاء صفحته بيضاء نقية في عالم ال يجيد إال‬
‫تدنيس ما هو نقي‪ ،‬وتشويه ما هو سوي ‪.‬‬

‫ورقيت؟ لقد عدت‪ ...‬أحمل معي قلما جديدا‪ ،‬إنه أزرق جميل‪ ،‬دعيين‬
‫أريك نعومة حربه‪ ،‬وسهولة قراءة خطه‪ ،‬هو ال يتعب يدي أثناء الكتابة‬
‫على عكس الحرب األسود الذي بدأت به رحليت‪ ،‬وهو ال يجعل منك ورقة‬
‫سوداء مظلمة في نهاية المطاف‪ .‬أما أنا فيجعلين أشعر بالخفة‬
‫ويذكرني بجمال البحر الذي أكاد أنىس لون روحه‪ ،‬ربما سيخفف هذا‬
‫عنك ضغط الكتابة أيضا‪ ،‬أن تظهر حروف قابلة للقراءة على ظهرك‪،‬‬
‫يحملها أحدهم فيقرأ فيك ما بداخلي ويضعك في مكان يليق بك‪،‬‬
‫فاألوراق لم تخلق للكتابة على الدوام‪ ،‬لكنها ما إن تمتلئ إلى حد ما‪،‬‬
‫فستصبح جديرة بالقراءة إلى أن تفىن‪ ...‬وكذلك اإلنسان‪ ،‬يحاول أن‬
‫يكتب أكرث مما يجب‪ ،‬حىت ال تجد ما تقرأ عليه‪ ،‬ثم يقوم بتغيري األلوان‬
‫ويعيد العمل نفسه مرارا لكنه يجد النتيجة نفسها في كل مرة‪ ،‬إلى‬
‫أن يفهم أنه يجب أن يقلب الصفحات وأن يغري األوراق عند الوصول إلى‬
‫حد ما‪ .‬وإال فلن يتمكن أحد من فهمه وسينتهي به المطاف برمي‬
‫ورقته بعد تزميقها بقمة القلم الذي يحمله بني أنامله‪.‬‬

‫بكل إخالص‪ ،‬محمد الصديق وردي‪.‬‬


‫نزهة رشيط‬
‫من رشيط نزهة ‪ ...‬إلى كل مترمد يلتحف برنس الرباءة‬

‫َ‬
‫تخش سالحا يوجه نصب عينيك بقدر ما تخىش قلوب النساء‬ ‫أبدا ال‬
‫المنكرسة ‪..‬؛‬
‫فوهات األمل دائما ما تقودنا إلى ميالد مجهول لكن ماذا عنا حني‬
‫تعصف بنا أمواج الحنني! وتتشعب هواجس الذكريات إلى ذلك المايض‬
‫عيين‬
‫َّ‬ ‫الدفني الذي يأبى النسيان! كل ليلة تعترص روحي وتترمد بنتا‬
‫على أنيين المكتوم كأني رهينة الشجو في محراب األوجاع ‪ .‬رفقا‬
‫بجراح تندمي ال تندمل كل وهلة تحيي ذلك اليوم الذي انزتعت فيه‬
‫روحي وجردت من معاني الحب برحيل رسمدي ؛ بت أجوب دروب األىس‬
‫الشجني على كفوف العذاب تخرتقين غصات الصمت علها تضمد‬
‫مبال بما قد‬
‫ٍ‬ ‫رشوخ أوصالي ‪ .‬ذلك اليوم كرست قليب كجرة طني غري‬
‫يصيبين ؛ كأنك تميض شهادة وفاتي‪ .‬أصبحت حينها ضائعة في‬
‫غياهب الخيبة أكابر الوجع بني أحضان األوهام ولهفة الشوق تلف‬
‫روعي‪ ،‬رميت بي إلى مخيم الهجران وغرزت خناجر الخذالن بني اضلعي‪،‬‬
‫أرستين بني معابد العشق وجعلتين أتنهد أنفاسك كأن نياط السعادة‬
‫يساور قليب المكلوم‪ ،‬فلتكن ذلك القنديل الذي أتلفه الزمن‪ ..‬لكن يا‬
‫أسفاه على روحي العمياء يتيمة الحظ والكربياء‪ ..‬أنا المعتقلة بني‬
‫أزقة األوهام شكرا لكل من علمين معىن االكتفاء!‪....‬‬
‫إلى كل من يدعي الغزل‪:‬‬
‫اجعلهم يفتونك في العشق أوال ‪......‬قبل أن تبيض عيناك ويصيبك‬
‫العمى‬
‫من ذبول يساور األنفاس‪ ....‬تغريه نسائم الهوى‬
‫أكرم غنيمي‬
‫حارض ‪ ...‬إلى غائبة‬
‫ٍ‬ ‫من‬

‫الرياح‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫حملت َها‬ ‫فتاة‬
‫ٍ‬ ‫إلى‬

‫لم أعد أدمن كتابة نزوات شوقي كل مرة زارتين فيها مشاعر الحنني‪،‬‬
‫اعتدت مؤخرا أن أسكت الرصخات واألنني بداخلي‪ ،‬وكان هذا قاسيا‬
‫على صدري‪ .‬مرت األيام وكم كان أثرها علي باديا‪ .‬أن ينخدع اإلنسان‬
‫في قلبه‪ ،‬أمر جلل‪.‬‬
‫ما عدت أشغل خاطري بالحديث عن قليب وكل هذا الحزن يغرمني ؛‬
‫رصت ألهي نفيس بالبحث عن الجمال في شقوق األشياء المكسورة‬
‫عمدا ‪..‬‬
‫أبحث عن األلم الساكن بينهن ألخففه !‬
‫أرفض أن أبتسم بينما يتعرث قليب بمطبات الذكريات الحزينة‬
‫‪ -‬أنا عقل متعب من التفكري‪ ،‬أنا المستلقي على كمدي‪ ،‬أنا ٌ‬
‫رجل‬
‫ماعادت تسعده األغنيات َبعدك‪..‬‬
‫‪ -‬أنا؛‬
‫حملتك الرياح بعيدا عين ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫من‬

‫ليالي الشتاء‪ ،‬طول السهر‪ ،‬طعم الشاي من دون سكر‪ ،‬تفاصيلك‬


‫دركات من صدري‪ ،‬صوت ضحكتك المجلجل‪ ،‬عسل عينيك‬
‫ٍ‬ ‫العالقة في‬
‫وأنفاسك الهادئة وأنت بالقرب‪ .‬ما يحذف كل ذا من بالي ّ‬
‫وأنى لي أن‬
‫أسرتيح وأعود إلى ضجر الليالي‪ ،‬والرتابة والملل‪ .‬أقايض كل عرمي‬
‫يعز ُب عنك ّأني‬
‫وذكرياتك‪ .‬ما ُ‬
‫ِ‬ ‫الريح‪..‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫فتاة‬ ‫ألفوز بلحظات بعيدا عن ِك‪..‬‬
‫دفعت بعرمي ثمنا لنا لنكون سوية‪ .‬ولكن ها أنا ذا فقدت الوصل‬
‫بقاياك كالمخرز‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والعرم‪ ،‬ودفعت رضيبة أن تبقى تنبش في داخلي‬
‫رست في المطر‪ ،‬وصفعتين أيادي الغرباء أيان اصطدامي بهم‪ ،‬دفعت‬
‫صوحت‬
‫ثمن قهوة لم أرشبها‪ ،‬ونسيت أن أسقي حشائشك إلى أن ّ‬
‫وراحت منها الحياة‪ .‬جربت سيجارة ألول مرة منذ عرشين عاما‪ ،‬ماكان‬
‫لها طعم ألنك لست هنا لتعاتبينين‪ .‬أصبح نور الشمس غريبا عن أركان‬
‫البيت ومرماته‪ ،‬وسكنت العناكب زواياه‪ .‬بيتنا أغرب منذ رحيلك عنه‪.‬‬
‫قومي عاتبيين ألصلح بيتنا‪ ،‬ألبلل حشائشك المي ّ‬
‫تة‪ ،‬ألزيل العناكب من‬
‫على السقوف‪ .‬ألرشب قهوتي‪ ،‬فما عادت تنفعين المالمة‪.‬‬

‫تعالي نقتسم ما بقي لي من عرمي‪.‬‬


‫تعيشني لي وأعيش لك‪ ،‬تحيني لي وأحيا بك‬
‫ّ‬
‫وطلتك‬ ‫تبتسمني لي فأسهو في حسنك وبهائك‬
‫تعودين لي‪ ،‬وأعود بك إنسانا‪ ،‬ربيعا‪ ،‬وردا ولونا‪ ،‬وسماء زرقاء‪.‬‬

‫أجدها ّإال‬
‫َ‬ ‫لست‬
‫دفء صدرك‪ ،‬ريح عطرك‪ ،‬همسات ثغرك‪ ،‬شهل عينيك‪ُ .‬‬
‫ثراك دافئ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ً‬
‫حبيبة على قليب‪ .‬يا من‬ ‫البرش‬
‫ُ‬ ‫به‬
‫أعانق َثرى َس ّجى ِ‬
‫ُ‬ ‫حني‬
‫َ‬

‫افتقدت‪ ،‬سارعت ألنفض عين دموعي‬


‫ُ‬ ‫كلما هزتين نزوات حزني‪ ،‬أو‬
‫المنحرسة وأكبها بني يديك‪ ،‬أومن اآلن كما دوما أنك قطعة من‬
‫الجنة‪ ،‬كيف ال وأنت تكونني بجانيب‪ ،‬وحني تغادرين؛ تسوقك المالئكة‪.‬‬

‫هات لي صربا يخفف اشتياقي‪ ،‬فالبعد َي َلز ُ‬


‫مه االحتمال وأنا ال أستطيع‬ ‫َ‬
‫عنك بعدا‪ ،‬تائه في غيابة جب الذكرى‪ ،‬يحذوني الغد واألمس وما‬
‫بينهما أنا‪ ،‬تتصارع األيام بني يدي تنوء عين وتعود لي محملة بشكول‬
‫الحرسة فكأنها تجلدني بسواط عظيم األثر‪ ،‬أجاريها عساني أمر‬
‫كالنسيم بني أطاللي المنسية الغرباء‪ ،‬تحدثين اللهفة عنك ويدفعين‬
‫التمين للتأمل في النجوم ومواعدة الشهب‪ ،‬أتذكرنا في كل مواقف‬
‫الحب‪ ،‬في عصفور يغازل أنثاه‪ ،‬في ريح تالعب أغصان الشجر‪ ،‬في الورد‬
‫المتعطر بحسن الربى‪ ،‬يا وردة‪ ،‬ويا أنثاي و كل شكل للجمال‪ّ ،‬‬
‫هال‬
‫ُ‬
‫أجيؤ ِك باحثا عن سلوتي‪ .‬أنا ال أريدك عين بعيدة ‪ ،‬أريدك‬ ‫ترجعني‪َ ،‬أ َو ّ‬
‫هال‬
‫ومايض وغدي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ناظري وقرب قليب‪ ،‬هنا ‪ ..‬في حارضي‬
‫ّ‬ ‫ها هنا أسفل‬
‫تتوطنني الزمن والمكان وتطبعني األثر‪.‬‬

‫يا ليت لي الوسع على صياغة نص دون ليت‪ ،‬أغرقين التمين فيا ليت‬
‫التمين ما ُخلق‪ ،‬لم أعد أدمن كتابة نزوات شوقي كل مرة واتتين فيها‬
‫مشاعر الحنني‪ ،‬أنت أكرث من أي شخص تعلمني‪ ،‬أنين لو أرسلت ما كنت‬
‫ً‬
‫فتاة حملتها الرياح‪.‬‬ ‫لتقرئني‪ ،‬فسالما سالما‪ ،‬أيا‬
‫أحـــمــد جـــعــدي‬
‫من أعماقي المرتنحة والمتأرجحة ‪ ...‬إليك أيها الحنني الممتطي‬
‫جواد األزمنة واألمكنة‬

‫مين الرسائل حبا وهياما ‪ ،‬صمتا وكالما ‪ :‬إليك أيها الحنني الساكن بني‬
‫الضلوع عرب النسائم العابرة ‪ ،‬بعواطفي الماطرة المنتظرة ‪،‬‬
‫المنطلقة نحو خطوط أفقك المتناثرة ‪.‬‬

‫مين أنا صاحب الخطوات المتعرثة إلى حنيين الذي عانق شطوطي‬
‫الزمهر ة ‪ ،‬أكتب لك بمداد القلب ومن تلك المحربة أشعت أنفاسنا‬
‫المستبرشة ‪:‬‬

‫بلقاء أوبجلسة اعرتاف ووفاء ‪..‬قد أهيم بحثا‬


‫ٍ‬ ‫في أغلب األحيان نحلم‬
‫ّ‬
‫وألتصنت‬ ‫طيبة ‪،‬‬
‫ألتحسس ريحا ّ‬
‫ّ‬ ‫عن مدادي وأغوص في بحور أجدادي‬
‫تشد ألبابي‬
‫ّ‬ ‫على تلك األعماق اليت تطرق بابي أحيانا ‪،‬‬

‫عرم خالدة‬
‫ٍ‬ ‫محطات‬
‫ّ‬ ‫وفي ذلك البعد الذي يسكنين تنادي ‪ ،‬وفي‬
‫تتشابك األيادي ‪..‬‬

‫نعم أحلم بجلسة اعرتاف ووفاء ‪ ..‬تكتبها أحاسيسك أوزانا وبحورا ‪،‬‬
‫وتعزفها دقات قليب نوتات ونشيدا ثم معا على خشبات ّ‬
‫الزمن‬
‫الصدى الواحد ‪ ،‬يشجينا ويسقي‬
‫يردهما ّ‬
‫صوتينا ّ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫فلعل‬ ‫نرددها حبورا ‪،‬‬
‫ّ‬
‫فينا بعد الغياب حضورا ‪.‬‬

‫خالصة في مساحاتنا جالت‬


‫ٍ‬ ‫ولني ٍة‬
‫ّ‬ ‫صفاء كانت‬
‫ٍ‬ ‫للحظة‬
‫ِ‬ ‫أحن وأشتاق‬
‫ّ‬
‫ولنجمة في سماء الفؤاد تسامت ‪..‬‬
‫ٍ‬
‫أراك في القرب أو البعد تزداد رونقا وأراني أجري بخطواتي‬
‫المتسارعة أريد لك ّ‬
‫تألقا ‪..‬‬

‫حالم أنا ومدرك ّأنك تحلم مثلي وترى ذلك‬


‫ٌ‬ ‫فمىت يكون اللقا؟‬
‫الراسخة ‪..‬‬ ‫ّ‬
‫التسامي في بذخ األلوان ّ‬

‫شدت إليها‬ ‫وخرضة كُ ِّلي عنها ما َّ‬


‫تفر َق ‪ ،‬وحرمة َّ‬ ‫ٌ‬ ‫بياض َّ‬
‫أرق ‪،‬‬
‫بكنوزماض‬
‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫شتاتي‪،‬حلقت وبأطراف حبالها أمسكت‪ ،‬ومن بعيد لها‬
‫وآت َّ‬
‫وث َق‪..‬هو اللقاء تحرض معه همسة ولمسة ‪ُ ،‬نشعل فيه‬ ‫وحارض ٍ‬
‫ٍ‬
‫جوالت تلك‬
‫ِ‬ ‫اللهو ّ‬
‫والل ّمات‬ ‫ألماكن ّ‬
‫ِ‬ ‫القناديل بدل شمعة ‪ ،‬نعيد‬
‫ّ‬
‫النسمة ‪ ،‬ونرسم على صفحات ذلك العبوس‬

‫الخطى معا بتجديد عهد ووعد لنكون مع‬ ‫ّ‬


‫نشق ُ‬ ‫ِّ‬
‫المرتنح كم بسمة ‪،‬‬
‫خطوط األفق على موعد ‪..‬‬

‫حوالك الليالي بدعاء ورجاء ‪ ،‬والبديل‬


‫ِ‬ ‫الصعاب تذوب مع رحيل‬ ‫ّ‬
‫كل ّ‬
‫تزين دربك ّ‬
‫توضح مجالي ومابعد نقطة المدى المكان‬ ‫إرشاقة ّ‬
‫وهن ّ‬
‫يبثه فينا العدا ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫لحسود ‪ ،‬ال‬
‫ٍ‬

‫هيئ األسباب ونأخذ معنا آالف المفاتيح لنفتح المكامن‬


‫سنُ ِّ‬
‫متعددة ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫أمال‬
‫ٍ‬ ‫الموصدة ونجعلها ُّ‬
‫تطل على‬
‫ونحس‬
‫ّ‬ ‫الزحمة ‪ ،‬وتدوسنا ّ‬
‫الظروف ويستوطن الجفاء‬ ‫قد نضيع وسط ّ‬
‫تشدنا‬
‫ّ‬ ‫الرحمة ‪..‬‬
‫بالغمة ‪ ،‬وفي الوقت الذي نريد ان نتهاوى تزنل ّ‬
‫ّ‬
‫بطيب‬
‫ِ‬ ‫لتسقي‬ ‫يشع نورا واألرواح الطيبة تتهافت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتدلنا ‪ ..‬هو الباب‬
‫َ‬
‫آثارها بورا ‪ ..‬نجري ونلهث في الواقع وفي أرسارنا وأحالمنا إلى‬
‫ِ‬
‫األمام بجنون ‪ ،‬من الكوابيس ُن َو ّلي هربا ونميل ّ‬
‫للروائع نريد طلبا ‪..‬‬
‫أن بعده تتالىش وتتآكل الحبال دون أن‬
‫ال نريد الفراق ‪ ،‬نعلم ّ‬
‫الرم ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫ندري‪..‬وتفرض علينا متاهات الحياة وأولوياتها ّ‬
‫النسيان‬

‫نريد ألف ميعاد وميعاد وقدرنا أن ال نلتقي ‪...‬ربما في األعماق‬


‫نجلس معا وفي الحلم ندخل أرواح بعضنا دون استئذان وقد تشهد‬
‫والمحطات ‪...‬‬
‫ّ‬ ‫لنا أروع وأنبل ّ‬
‫الذكريات‬

‫الروح تعانق روحها األخرى‬


‫لكن ّ‬
‫ّ‬ ‫الدنيا ‪...‬تتباعد األجساد‬
‫هكذا ّ‬
‫‪...‬الروائح وشذى الورد بحسب ما نغرسه في زوايانا المقفرة ‪ ،‬فقد‬
‫ّ‬
‫شك فيه‬
‫ّ‬ ‫يكون بأطيب ريح وقد يكون فاقدا ّلل ِ‬
‫ون والعطر ‪ ،‬ومما ال‬
‫تشمها‬
‫ّ‬ ‫الط ّيبة‬
‫الروائح ّ‬
‫قد تموت الوريقات وقد تذبل البتالت ‪..‬وتبقى ّ‬
‫عطر زوايا أعماقنا يعيد‬
‫الروح قبل األنوف ‪ ...‬هو األريج فاح في أفق ّ‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫بريقها ونضارتها واحتفظ‬ ‫المهملة اليت أكلها الغبار‬
‫ِ‬ ‫للرفوف‬
‫ّ‬
‫بأسماء ال حرص لها ‪ ،‬ننساها والتاريخ بها عطوف ‪..‬‬

‫فكر في ّ‬
‫كل لحظة أحالها أوقات‬ ‫والت ّ‬ ‫الت ّ‬
‫ذكر ّ‬ ‫يهزنا فيعود معه ّ‬
‫ّ‬
‫األسحار ّ‬
‫والناس نيام‪.. .‬الجلسة روح تقابلها روح مع أحلى بوح والذي‬
‫الرحمان‪. .‬فتناديه من األعماق ‪ :‬يارب اكتب‬
‫يرى ويسمع سبحانه ّ‬
‫لمواطئ األقدام واألماكن اليت حملتها جماال وسعادة وانطالقا ‪..‬‬
‫الدار‪..‬‬
‫بال تغرم ّ‬
‫وراحة ٍ‬
‫ُ‬ ‫رس األنوار‬
‫فخلف تلك الوجوه ّ‬
‫السعادة‬
‫افتقدنا الكثري منها ونحن نعيش في رشود عن مدن ّ‬
‫النهار‪..‬رساب نلهث وراءه‬
‫ّ‬ ‫وبمحض إرادتنا وفي وضح‬
‫ِ‬ ‫المرسوقة ّ‬
‫منا‬
‫مرمية‬
‫ّ‬ ‫وتكنولوجيا سلبتنا ربع نظرة في الوجوه ومساحات اإلحساس‬
‫في القفار ‪..‬ما أرسع قطار األعمار! وما أبخل ألبابنا عندما تناديها‬
‫ينابيع االعتبار!‪..‬‬
‫الخلقة‬
‫يحب يذكر ‪..‬يتمىن ويرجو ‪..‬ورغم البعد لمحاسن الخلق و ِ‬
‫ّ‬ ‫من‬
‫ّ‬
‫سيتذكر‬ ‫ّ‬
‫‪..‬سيتذكر نعم‬ ‫لن ينىس‬

‫‪..‬‬
‫أميمة ميسوم‬

‫من شابة هرمة‪ ...‬إلى صغريتها‬

‫صغريتي إن لم تشهدي لي أثرا بعد اآلن فاعلمي بأني كربت ‪ .‬ال ‪ ،‬ليس‬
‫شكال بل باطنيا إذ إني أستشعر الشيخوخة تستوطنين‪.‬‬

‫فلتعلمي حينها بأن الشيب اعتلى قليب ثم دفع عقلي إلتمام نموه‬
‫رغما عنه‪.‬‬
‫إاعلمي بأن براءتي أضاعت قطعها في خنادق الدنيا ‪ ،‬بني كل مشكلة‬
‫و اختبار بني كل صدمة و تشتت أفكار‪.‬‬
‫عزيزتي نحن ننضج بشكل ال يستطيع أن يستوعبه أحد ‪ .‬لقد خرقنا‬
‫قواعد الفزيياء و حىت نظريات الكيمياء!!‬

‫لقد تسببنا في عجز العلوم خاصة علم النفس‪.‬‬

‫رغم أننا وصلنا الى كل هذا ‪ ،‬لكن حدث أن فقدنا شيئا كان في المايض‬
‫اعتياديا ‪ ،‬أضعنا الطريق لعالمك ‪ ...‬لعالمنا ‪ ...‬عفوا مازلت أخطئ ‪ ،‬كان‬
‫ذلك سالفا ‪ ،‬و رغم كل هذا نحن حتما " جيل الحارض " الذي لُ ِّقب بجيل‬
‫المستقبل في المايض‪.‬‬

‫صغريتي ‪ ،‬لق د كرب حجم األشياء اليت لطالما بدت سابقا ضئيلة‪ ،‬بل‬
‫وأنها ازدادت تعقيدا بينما كانت تبدو في شدة البساطة‪.‬‬

‫نظرتنا تغريت للعالم أم أن العالم تغري!!‬


‫ال أعلم أيهما أصح‪ ،‬لكن قضبان قليب تخربني بأن أولهما تطبق على‬
‫كوننا كربنا ‪ ،‬و ثانيهما تطبق على كون الكون يملك عدة جوانب ‪،‬‬
‫العالم في عالقة طردية مع الكرة األرضية إنه يسترم في الدوران‬
‫مربزا لنا تفاصيله‬

‫صغريتي ‪ ،‬ال أدري إن كنت ستستوعبني أحرفي لكن هذا ما أصبحنا‬


‫عليه و هذا ما غدا عليه الجميع ‪ ،‬الجميع بدون استثناء سيحادث‬
‫صغاره سيتألم على فراقهم سيبحث عن طريق العودة ‪ ،‬الطريق الذي‬
‫أضعناه أو باألحرى ألكون أكرث دقة ‪ ،‬نحن مازلنا نسري على الدرب نفسه‪،‬‬
‫لكن الجوانب تتجدد باسترمار عاكسة جدية الدنيا لنا ‪ ،‬تلك اليت ُفطرت‬
‫على أن تكون عرسا قبل يرس ‪ ،‬ما نكاد نتمم قول " ارتحنا " حىت يعود‬
‫العرس لينتصب و األسوأ هو أن الرجوع معجزة يستحيل حدوثها‪.‬‬

‫مازالت ذاكرتي تخيط ذكرياتي‪ ،‬و ال أعلم إن كانت ستتوقف أم أنها لن‬
‫تفعل حىت تتسبب في جنوني ‪ ،‬أعلم بأنك محتارة من كم جهلي‬
‫لألسباب ‪ ،‬فهذا سبب حنيين إليك كل ما أجيد فعله هو طرح فرضيات‬
‫حلت بنا‪.‬‬
‫ال جواب لها ‪ ،‬ال بأس إنها لعنة الدنيا َّ‬

‫تنكرت هذه االخرية ف ي أجمل حلة فركضت خلف جمالها و أنا في‬
‫غفلة ‪ ،‬آسفة لم أعلم حينها بأن الزمن ينجلي إذ أنه أخذك مين دون أن‬

‫أعي!!‬

‫انقلبت الموازين و ظهرت الحقيقة ألستفيق و أجدني في الزاوية‬


‫منحرصة ‪ ،‬مصدومة بواقع صاحبة الحلة األنيقة ‪ ،‬مضغيت طريحة‬
‫الفراش تتألم و لم أعرث حينها على الحروف ألتكلم ‪ ،‬إال أنين سألت عنك‬
‫تلقائيا " أين أنا ؟؟"‬
‫لكنين لم أجدك حينها البتة ‪ ،‬كل ما تبقى منك هو لباسك الصغري‬
‫الذي لم يعد يسعين ‪ ،‬و بعد ملحمة عراك نفيس عرثت عليك و انا‬
‫كنت بني سطور المايض البعيد الذي‬
‫ِ‬ ‫محرومة من لقياك فلقد‬
‫تُ فرقين عنه سنوات عديدة‪.‬‬

‫و هاهي ذي مخاوف سطوري األولى تتحقق ‪ .‬نعم ‪ ،‬إنه ما يجول‬


‫تفكريك اآلن ‪ ،‬لقد هرم داخلي ‪ .‬أخالها آخر رسالة مين و مثل ما اتفقنا‬
‫هاأنا ذا أستهلك آخر جرعات نقاطنا المشرتكة برفقتك‪.‬‬

‫اللعنة ما الذي يحدث أنوار نقاطنا تخمد أكاد ال أراها!!‬

‫طفليت تذكري بأنك مرسخة في الذاكرة لن أنساك‪.‬‬

‫يا إلهي ‪ ...‬ارتجفت!!‬


‫و حدث الحدث‪...‬‬

‫نقاطنا تالشت كليا و صغريتي لم تعد تسمعين‪.‬‬

‫أعدك بأنين سأبحث عنا ‪ ،‬أنا أؤمن بأننا سنلتقي حتما ‪ ،‬سنجتمع عند‬
‫ذروة الشيخوخة عندما يصبح ظاهري مطابقا لباطين ‪ .‬يومها‬
‫سيصيبين الزهايرم ألشعر بك من جديد ‪ .‬سأتعامل مع الجميع على‬
‫تعود لي نقاط مختلفة عنك سنكون كصالة الوتر واحد‬
‫َ‬ ‫أنت و لن‬
‫أنين ِ‬
‫ال ثاني لنا‪.‬‬

‫‪-‬سأعيش على أمل أن نجتمع عند رشوق ‪ ...‬يوما ما‪.‬‬


‫دليلة عينوش‬
‫من ناجية ‪ ...‬إلى السيد‬

‫من ناجية ‪ ...‬إليك سيدي أكتب رساليت هذه لتكون شاهدة على‬
‫نسياني لك‪.‬تتالعب أسماؤك القديمة في ذاكرتي وال أجدك تستحق‬
‫حىت كلمة سيدي ‪،‬إليك أكتب وأنا وردة ناجية رغم انكسار الزمهرية‬
‫‪،‬أتدري كلماتك غجرية األصل اليت ترسلها لرتقص على جراحي‬
‫وتدميها‪ ،‬ماعادت تؤذيين سواء رقصن حافيات أم بالكعب ‪،‬كل جراحي‬
‫التأمت حىت آخر خدش‬

‫كان حبنا ذات يوم أبديا لكن عزة النفس أزلية يا سيدي ‪،‬وكنت سطرا‬
‫أبديا في كتابي‪ ،‬لكن الحب األصيل رسمدي اليعرتف بالبداية وال يؤمن‬
‫بالنهايات ‪ .‬بسذاجة انتظرتك وراقبت تكاثر خيباتي كعجوز شوهت‬
‫التجاعيد قلبها وشابت أحالمها باكر جدا‪،‬في غيابك أدمنت رائحة‬
‫َ‬
‫يحض بصباح ‪،‬أحرقت مشاعري ألليب‬ ‫الشوق وعانقت الليل الذي لم‬
‫حاجة إدماني واستأنست بلهيب نار التخمد حطبها ذكرياتك ‪.‬اليوم‬
‫بعدما استفقت بصفعة من الحياة وجدتين جثة داخلها رماد و آخر‬
‫أنفايس أنفثها دخانا أسودا ‪ ..‬اعذرني فلست مخطئا بحبك الواهم وال‬

‫بوعودك الكاذبة ‪...‬لست ألومك إنما أتهم غفليت ‪...‬ذلك الوهم الذي‬
‫أغرقتين فيه كان مرهقا حىت آخر رمق منه‪،،‬هاأنا ذي ناجية ولست‬
‫ضحية‪،‬أصفق إعجابا بمرسحيتك الرومنسية كما ادعيت ‪،‬لم أجد دموعا‬
‫ألبكي ندمي إنما وجدت حلما منسيا يعوض مافقدته ‪.‬عندما تخلصت‬
‫من مالمحك الراسخة داخل عيوني لمحت أمال في عيون أوتها‬
‫التجاعيد وحواجب اشتعلت شيبا ‪،‬في عيون أبي رأيت أمال أضعته أيام‬
‫الطفولة لكنه احتفظ به ألجلي ‪.‬اليوم عندما وعيت أنك مجرد درس‬
‫مىض مخلفا عربة ‪،‬أظنين بت أستحق فرصة أخرى ألستعيد حلمي‬

‫بدل الضياع في ندمي ‪.‬سيدي ليست هذه كلماتي أنا فقط إنما هي‬

‫دموع مزموجة برصخات كل فتاة انقادت خلف أوهامها مثلي ‪ . .‬شكرا‬

‫على رحيلك فنهايتك بداية حلمي ‪ ...‬إليك سيدي‪..‬‬


‫شمس شوقي‬
‫من غسق ‪ ...‬إلى أطياف قليب‬

‫كلما افرتشت أحالمي‪ ،‬و توسدت آمالي‪ ،‬زارتين أطياف راحلني‬


‫احرتفوا اختالس الكرى من جفوني‪ .‬فيقتادونين نحو قيص أعماقي‪،‬‬
‫ألقطع وإياهم تذكرة فنحل على أيرسي ضيوفا و إن لم يوقد أمام‬
‫بابه نارا توحي بأنه بيت كرام‪..‬‬
‫‪،‬غريب أمري لحظة انقضاض جداري الذي سندني سنني طوال‪ ،‬هوى‬
‫خر السقف الذي بناه أحبيت ذات حلم على رأيس المثقل‬
‫نجمي‪ ،‬و ّ‬
‫بلوعة الفقد و الغياب‪ ،‬أللفيين وحيدا تائها بي جوع أليامي الخوالي‪،‬‬

‫متأمال مرور الخرض عله يبرصني في حاليت هذه فيقيم جداري‪.‬‬


‫أدق باب خافقي و كلي رهبة من أن يستقبلين نفر ممن أرقوا‬
‫مضجعي‪ ،‬ثم تركوني وحيدا هنا‪ .‬أسترصخهم واغائباه‪ ،‬واشوقاه‪ ..‬وال‬
‫يرد الصدى إال نهاية كالم منه كلمت روحي لحظة أعاد لي صوتي‬
‫المبحوح "آه ‪".‬‬
‫عال صوت خطوات األنا خلف باب قليب مقرتبا ليرشع لي دفتيه‪ ،‬و‬
‫بقيت أرقب أ يبتهج حني يفتح األنا فيجد ضيفه أناه؟ أم يفجع و يهرب‬
‫فال يجيب نجواه؟‬
‫تسرم في مكانه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لما تقابلنا وجها لوجه‪ ،‬فقد‬
‫كل هذا لم يحدث ّ‬
‫وكأنه أنكرني‪ ،‬وأنا غرقت لحظتها في خارطة التيه اليت ُرسمت على‬
‫قسماته‪ ،‬لمحت شتاته و غربته عن ذاته‪ ،‬أتيته وحيدا و قابلين بعيون‬
‫شاردة رأيت فيهما سحابا َك َهام يشبه فقيدي الذي عجزت عن بكائه‬
‫و أيدي المنية ترسقه من دنياي‪ ،‬لكين قط لم أتصور أن قربه طيلة‬
‫هذه السنني محفور بروعي حيث عيون أناي اليت جمعت في‬
‫مالمحها كل ضحايا اللقاء غري المكتمل مع من أهوى قربهم‪ .‬ركزت‬
‫مليا في خطواته و هو يقتادني ليكرم مثواي فإذا بي أمر على كل‬
‫من مروا بحياتي كراما كانوا أم غري ذلك‪ ،‬فأجد رسم كل منهم في‬
‫ثنايا قليب‪ ،‬الكل مقيم هناك إالي! كنت الغريب في عقر داري‪،‬‬
‫الو حيد الذي تنبذه أسواري‪ ،‬جلت أركان فؤادي‪ ،‬فوجدت جرحا كلما‬
‫اقرتبت منه أكرث تمثل لي مهوا‪ ،‬فإذا به الكوة اليت حوت الرمات‬
‫اليت قست فيهم أمي علي ألدرك مقدار حمقي‪ ،‬إذ حىت الجروح اليت‬
‫بدرت ممن و جدت أكرث أماكن خلدي اخرضارا حيث تقيم هي وأبي‪،‬‬
‫كان حنانا فها هي ذي آثار ثواني قسوتها اليت انبثقت من عمق‬
‫حرصها علي تستحيل لؤلؤا في فؤادي‪ ،‬بينما تحولت طعنات كل من‬
‫قدمتهم عليها ذات غفلة إلى خواء داخلي يعري و ينكىء الجراح‬
‫ّ‬
‫فيولد بي وجعا ال ينفك عن نهش روحي و التهام‬ ‫قبل أن تندمل‬
‫قليب و التسلل إلى فرايش الوثري كل ليلة‪ ،‬فأبيت ظاعنا نحو أعماقي‬
‫حيث ضياعي أمام باب قليب‪ ،‬أشحد لحظة طمأنينة تنتشلين من جوى‬
‫السهاد على أنغام الراحلني المقيمني بمقربة قليب‪.‬‬
‫سعيد بوكرموش‬

‫من سعيد بوكرموش ‪ ...‬إلى كل من في قلبه نخوة عربية إسالمية‬

‫رفعت قلمي ألفرغ قليب‪..‬‬


‫فسبقتين الدموع قبل القلم‬
‫مألت الدموع عيين‪...‬‬
‫يكاد قليب ينفطر من األلم‬
‫ألم من ماذا؟‬
‫ألم جراء ماحل بنا من سقم‬
‫ال‪ ..‬بل أسوأ من هذا ‪..‬‬
‫ألم سببه زوال المبادئ والقيم‬
‫تركنا الصالة والزكاة وهجرنا القرآن‪ ..‬أهذا من الشيم؟ّ!‬
‫أغلقت أبواب المساجد ومنع الحج وأغلق الحرم‬
‫فصاح الجميع يا ويلتاه ‪!...‬‬
‫والكل يشعر بالندم‬
‫أين كنا قبل هذا ‪..‬‬
‫ألم نكن نعيش في نعم‬
‫أجل‪ ..‬غابت ضمائرنا‬
‫تاهت عقولنا‪ ..‬فحلت بنا النقم‬
‫نعيش في عالم يسوقه الغرب كقطيع من الغنم‬
‫عالم مزيف‪..‬‬
‫هدفنا الوحيد فيه كرة القدم‬
‫أصبحنا أراذل القوم بعد أن كنا خري األمم‬
‫هل استفقنا اآلن‪..‬‬
‫هل أخذنا دروسا وحكم؟‬
‫أم مازلنا في غيابات الجب نتخبط في الظلم‬
‫كفانا تكربا‪ ..‬فقد خلقنا من عدم‬
‫فلرنتق يا إخوان‪..‬‬
‫ِ‬
‫فلرنتق ونعلي الهمم‬
‫ِ‬
‫فلنكن يدا واحدة ونرفع العلم‬
‫فلنسارع إلى هللا قبل أن تجف الصحف ويرفع القلم‬
‫هادية بوعزيز‬

‫من مصابة بك‪ ...‬إليك يا هيكيكوموري‬

‫صديقي العزيز‪ ،‬عفوا! عدوي اللدود‪،‬‬

‫سأخط بضع كلمات لك خصيصا واآلن‪ ،‬ال ال عذرا لتكن بضع طالسم‬
‫وتعويذات فهذا ما يليق بلعنة مثلك فأنت شيطان‪ ،‬نعم أنت ومن‬
‫غريك؟‪...‬‬

‫لماذا تريين نواجذك؟ هل هناك ما يدعو للضحك؟ أألنين عاجزة أرتجف‬


‫خوفا من قطعة الورق الجامدة هذه؟ أم ألن كتابة الرسائل أصبحت‬
‫موضة قديمة جدا‪ ،‬في زمن كرست فيه الكلمات قيودها لتتنفس‬
‫الحرية بني احضان العالم االفرتايض حيث تطري ودون أجنحة من كاتبها‬
‫ثوان معدودة تكاد ال تكفي لرفة جفن؟ ‪...‬‬
‫ٍ‬ ‫لقارئها في‬

‫أعلم أيضا أنك استغربت‪ ،‬أيكتب اإلنسان العاقل رسالة لشخص يكرهه؟‬
‫السيما إ ذا كان جالسا بقربه يتأمله بسخرية يضغط بأنامله على نفسه‪،‬‬
‫يقرتب منه رويدا رويدا يتمتم في أذنه بضع عبارات غري مفهومة‬
‫لكنها وبدون شك سبب في ثورة دامية جل جنودها من فصيلة‬
‫هرمون األدرينالني وأكرب ضحاياها القلب‪...‬‬

‫ال توجد عدالة تفوق عدالة السماء حني ُخلقنا أخذت أجسادنا قليال‬
‫منها وأسست وزارة عدل داخلي‪،‬‬
‫سميت النظام المناعي!‬
‫لكن حني تختلط أنفاسك العفنة بأنفايس فإن هذا النظام يفقد‬
‫مصداقيته‪ ،‬فيقف عائقا أمام ثنائي األكسجني ليصبح جزيئة محرم‬
‫عبورها إلى رئيت‪ ،‬أمام دناءتك ال يوجد عدل وال عدالة!‬

‫مازالت تظن أن لي من العقل نصيب؟ أنا نفيس ال أظن ذلك! لهذا‬


‫سأكتب لك‪....‬‬

‫سأقص عليك أول لقاء لنا‬

‫أتذكر‪ ،‬في إحدى المقاهي كنت أرتشف قهوتي بهدوء وتمعن أجول‬
‫في عوالم عميقة بني طيات كتابي من يلمحين من بعيد أجزم لك بأنه‬
‫سيحكم على شخصييت تلقائيا‪ ،‬فانا شابة كثريا ما ُوصفت بالجميلة‬
‫الهادئة الفت ة األنظار رغم أن حياتي ال يجوبها الكثري من المغامرات‪،‬‬
‫بل يسودها طابع من الغموض وحب العزلة لكن رغم ذلك كنت سعيدة‬
‫بها وبتفاصيلها الغريبة من ندرة حدييث إلى صعوبة اِ ندماجي مع من‬
‫حولي‪.‬‬

‫أتمن يوما التعرف عليك ‪...‬‬


‫َّ‬ ‫إال أني لم‬
‫لمحتك من بعيد بخطوات غريبة متسارعة تقرتب مين‪ ،‬لم يكن شكلك‬
‫أبدا يوحي بأنك برشي ألنك لست كذلك‬

‫لقد كنت فظيعا‪،‬‬

‫ثوان من التحديق بك عل وعىس أتمكن من ِإقناع‬


‫ٍ‬ ‫دام األمر خمس‬
‫عقلي الباطن بتقبل هول المشهد‪ ،‬لكن لم أستطع!‬
‫رصخت بأعلى صوتي وإذ بكل من في المقهى يحدقون بي‬
‫مستغربني‪ ،‬حينها أدركت كوني الوحيدة هناك اليت تستطيع رؤيتك‬
‫تجمدت في مكاني‪ ،‬اِ قرتبت مين بهدوء جعلت وجهك حذو وجهي‬
‫مبارشة أمسكت بي نظرت طويال داخل عيين وهمست مبتسما ˸‬
‫مرحبا بك في عالمي‪...‬‬

‫بعدها‪ ،‬اخرتقت جسدي ورصت جزءا مين ‪...‬‬

‫يمكنك ذلك طبعا‪،‬‬

‫فأنت شبح!!‬

‫منذ ذلك الحني لم يحدث بيين وبني البرش اتصال مبارش إلى يومنا هذا‪،‬‬
‫رفعت راية العزلة لستة أشهر متتالية تعاملت مع األمر كأنه عادي‬
‫في بادئ األمر ظننته نفسيات يرم بها كل الرماهقني‪،‬‬

‫لكن لم أتوقع أبدا إطفاء فتيل العقدين من عرمي على هذه الحال‬
‫فأنا وحيدة حرفيا‪...‬‬

‫آه يا إلهي ال أدري لماذا أخطئ كثريا اليوم سامحين مرة أخرى‪،‬‬
‫أخمدناهما معا تغرمنا سعادة كبرية‬

‫ويحك إن صدقت هذه الكذبة!‬

‫أال تتشاركا في الكلمة معا‪،‬‬


‫فالسني والعني من السعادة أقسمتا َّ‬
‫مادامت ستصبح صفة لي فهذا ال يمكن إنه اخرتاق واضح ألبجديات‬
‫اللغة‪،‬‬
‫ال تسعد كثريا فتتأمل مين اِ رساف روحي من يأيس وقهري‪ ،‬ال أدع‬
‫حلمك الوردي يتحقق أيها الرمض اللعني ‪...‬‬

‫ولن يسامحك إبليس مطلقا ألن روحي لن تكون قربانا له أبدا عزيزي‬
‫هيكيكوموري‪...‬‬
‫ماجدة العصمــــاء قرييش‬
‫من أم عقبـة جهٱد ‪ ...‬إلـى عقبة جهاد‬

‫عقبة هي رسالة أكتبها ‪ ..‬يرتجمها لسان كله سلم ‪ ..‬عن قليب الذي‬
‫تملؤه حرب ‪..‬ما أشد علي أن أكتب وأخاطبك ‪ ..‬والترد ‪ ..‬وكيف ترد‬
‫وأنت في غفوة طويلة التستفيق منها وتحيط بك األكفان من كل‬
‫جانب‪ ..‬على أن تهمس لي في كلمٱت ‪ ..‬ياحرستاه ومن ذا يحس بي‬
‫أو يزيح حزني ‪ ..‬أما من راث لعرباتي ‪ ..‬أما من مشفق علي ‪..‬‬
‫ياصاحب اللحد الصغري ‪ ..‬خاننا الحبل الرسي الذي كان الرمسول بيننا‬
‫والمؤتمن على عالقتنا فافرتقنا ‪ ..‬التقطت أنفاسك الزكية بصعوبة‬
‫‪ ..‬اختنقت فاستسلمت وتركتين ‪ ..‬تركت لي من ورائك عرما وكيف‬
‫يميض ويعاش دونك ‪ ..‬فولله لقليب ( ملتاع) ولدموعي سخية رويت‬
‫بها ثرى األرض ‪..‬غدت دوحة جراء سقائي ‪ ..‬وقليب اقفر صحراء هما‬
‫بگ ‪..‬‬
‫فيا غائبا الينىس أنست بگ تسعة أشهر ‪ ..‬وانتظرتك انتظار السجني‬
‫طلوع النهار لينبعث له نور الشمس من ثقبة صغرية في الجدار ‪..‬‬
‫تنري وحدته وتزيل وحشته ‪..‬‬
‫عقبتاه ‪ :‬أنت لست معي لم يبق منك غري رفات ولم يبق لي منك غري‬
‫أنسك ‪ ..‬وكيف أنساك وقد‬
‫قرب أزوره كلما فاقت األشجان حدها ‪ ..‬لم َ‬
‫ليال طوال‪..‬‬
‫تقاسمنا معا األنفاس واألحاسيس والنبضات ٍ‬
‫فدعوا صدري يبوح ‪ ..‬فإنه كفيضة المآلن ‪..‬يلذ لي كثريا أن أختلف‬
‫إلى لحدك ‪ ..‬أسقي شجرة خزيران بقربك ‪ ..‬وقد نمت فأرى فيها‬
‫مالمح نموك كأنها أنت ‪..‬‬
‫أهتف ثم أعود منكرسة محزونة‪ ..‬ليت شعري ‪ ..‬مايرحل إال ماهو غال‬
‫‪ ..‬وماتخلف إال مآس كبرية ‪..‬‬
‫في‬
‫َّ‬ ‫من يبعث في ذاتي حياة سعيدة بعد اآلن ‪ ..‬ومن ذا يبعث‬
‫الهدوء إذا ما ارضمت نار المشاعر في داخلي! ‪..‬أقلب الطرف بني‬
‫القرب والقرب ‪ ..‬وأعود لقرب صغريي وكأنه أحس بانشغالي ‪ ..‬فيا قلب‬
‫أمك ‪ ..‬لو بيدي النفرتق والترحل ‪ ..‬ولكن يد المنية أنشبت أظفارها‬
‫فغدت فوق يدي ويدك ‪ ..‬خطفتك مين فاعذرني ‪ ..‬والتقل أمي‬
‫تركتين فأنت أدرى بي و بما كنا نتبادل لما كنت في جوفي ‪..‬والذي‬
‫خلق الحب ‪ ..‬أنت الحب بعينه والحياة هنية والسعادة تطرق قليب‬
‫وأنت لست في حضين ولست معي ‪ ..‬فقد تمنيت على هللا طويال أن‬
‫يكون مجرد كابوس وأستفيق ‪ ..‬اش بي أستفيق فهو واقع معاش‬
‫المهرب والمحال ‪ ..‬التجزع حبييب ياعقبة ‪..‬أفلت الشمس وسأذهب ‪..‬‬
‫أعود لك بالغد فبنات القلب كثرية أفضفض بها لك ‪..‬‬
‫فإن ذرفت دمعة ‪ ..‬وصعدت لي أنة ‪ ..‬التخف ‪ ..‬وإن أتت جماعة‬
‫للمقربة التخف ‪ ..‬فالذي ائتمن القرب عليك ‪ ..‬أرحم بك منا ‪..‬إنه ليخيل‬
‫إلي أنك كل يوم تنتظرني ‪ ..‬فإذا ماوقفت على باب المقربة ألدخل ‪..‬‬
‫أحسك قمت تستقبلين باألحضان ‪ ..‬وإذا ما هممت للخروج ‪ ..‬أحسك‬
‫تمسك يدي والتحب ذهابي‪ ..‬التحزنك شكواي اليت تذيب لفائف‬
‫القلوب ‪ ..‬وتقض أصالد الصفا ‪( ..‬ثاكل) فجعت في فلذة كبد فكيف‬
‫سيكون الحال‪..‬‬
‫انتظرني في علياء السماء ياحبييب جهاد ‪..‬فالشوق منك يدنيين‬
‫لحظة بلحظة ‪ ..‬وأي جرعة باردة تقفع بها غليت ‪( ..‬وتفثأ) بها لوعيت‬
‫(يالي) من ظامئ هيمان لك ‪ .‬لعطرك ولضمك والتحنان عليگ ‪..‬‬
‫ماطابت من بعدك ا لدنيا وال هنأت ‪ ..‬سامحين ياعقبـة ‪ ..‬استقبلنـي‬
‫عند باب الجنة ودع أناملك الطيبة تمسك أناملي قد أتعبها لمس‬

‫قربك اليديك ‪ ..‬طيب هللا ثراك ‪ ..‬وجعل الجنـة مثواك‪..‬‬


‫موالي امحمد بن السيحمو‬
‫من األنا ‪ ...‬إلى ظلي‬

‫حو ِتي َق ْبل َغ ْف َل ِيت‬


‫ظيت َق ْبل َن ْو ِمي َو ِفي َص َ‬ ‫َخ َيالُ ك َي َت َش َّ‬
‫ك ُل ِفي َي َق ِ‬
‫ريي‪َ ،‬ل ْم َأ َرك َل ِك ِّين َأ َرى ِبك ‪ِ .‬في‬ ‫كر ِفيك َو َل ِك َّنك َم ْص َد ُر َت ْف ِك ِ‬ ‫‪َ ،‬أ َّنا َال ُأ َف ِّ‬
‫اء َ‬
‫وخيالُ ك ِفي‬ ‫الس َم ِ‬‫ور ُتك ِفي َّ‬ ‫الش َجر َو َت ْحت ْال َح َجر ُص َ‬ ‫َض ْو ٍء ْال َق َرم َف ْوق َّ‬
‫ِ‬
‫اء ‪َ .‬أ َه َذا ُه َيام َأم ْاب ِت َالء ؟‬
‫ْال َم ِ‬

‫بحنينك ‪َ ،‬ذ ُب َلت‬


‫ِ‬ ‫بشوقك َو َس َق ْيتُ َها‬
‫ِ‬ ‫يقة َّال ِيت َز َر ْعتُ َها‬ ‫آآآه َلو َت َرى َ‬
‫الح ِد َ‬
‫َأ ْز َه ُار َها َل ِك َّن َها تُ ْط َل ُق َر ِائ َحة َز ِك َّية َت ْذكُ ُر ِني ِبك َو َت ْب َعث ِفي ْ َ‬
‫األ َمل َّأنك‬
‫كس ِع ْن َد َما َأ ْح َزن‬
‫ود ِف ْع ًال َل ِكن َأ ْين ؟ ِع ْن َد َما َأ ْف َرح َأ ْض َحك ِبك َل ِكن ْال َع ْ‬
‫َم ْو ُج ٌ‬
‫لوحدي‪ِ .‬ل َم َ‬
‫اذااا ؟ ؟‬ ‫ِ‬ ‫َأ ْب ِكي‬

‫ون َج ِميع ْال َب َرش ‪.‬‬ ‫َأ ْنت ْال َو ِحيد َّال ِذي َال َأ ْس َت ِط ُ‬
‫يع ْال َق ْو َل َل ُه ِّإني ِب َخ ْري ِم ْن ُد ِ‬
‫إذا كُ ْن َت َب َ ً‬
‫رشا !‬ ‫َ‬

‫َ ْ‬ ‫َأ َنا ْأن َت ِظ ُر ُف ْر َصة ِل َقائك ألفرغ َلك ُج ْزءا ِم َّما َي ْح ُ‬


‫ان‬ ‫مل َك َي ِاني ِم ْن أش َج ٍ‬
‫جف ِين َّال ِذي ْ‬
‫اس َو َّد‬ ‫وسة ِفي َغ ْي َمة َت ْحت ْ‬ ‫ِل َت ِفيض َب ْعض ْال َع َ َربات ْال َم ْح ُب َ‬
‫اد المقيت ‪َ .‬أ َّنا َال أستهوي‬ ‫ِب َأ َث ِر َها ‪ ،‬آ ِمال َأ ْن تُ ْم ِط َر َو َت َخ ّل ِص ِه ِم ْن َه َذا َّ‬
‫الس َو َ‬
‫يدا َذ َك َر ِني ِبك‬ ‫الل َباس َو ْال َم َ‬
‫كان َفكُ َّل َما اِ ْر َت َد ْيت َج ِد ً‬ ‫بت َت ْغ ِيري ِّ‬ ‫َ‬
‫شوقك ‪َ ،‬ج َّر ُ‬
‫اكن َف َال ُي ْم ِك َن ِين ْال َق ْو َل َّإال َأ َّن ُه َل َد ْي َنا ِذ ْك َر َيات ِفي كُ ِّل ُب ْق َع ٍة ِم ْن‬ ‫َأ َّما ْ َ‬
‫األ َم ِ‬
‫َه ِذ ِه ْ َ‬
‫األ ْر َض ‪.‬‬

‫َال َأ ْد ِري َه ْل َس َت ِصلُ ك ِر َس َال ِيت َأ ْم َال ِ َأل ِّني َط َو ْيتُ َها ِفي َت ْن ِه َ‬
‫يدة َك َ‬
‫ادت‬
‫ان َأ ْو َس ّي َارة‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يدة َط ِو َيلة أ َخ ُّف ِم ْن أ َّن َت َح َّم َل َها َط ِائ َرة ْإن َس ٍ‬
‫تن ِه َ‬‫َت ْقتُ لُ ِين ْ‬
‫رمض ْال َخ ِبيث َقد‬ ‫زاجل ‪َ .‬و َأ َخ ُاف َأ ْن َيكُ َ‬
‫ون ْال َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوأ ْث َقل ِم ْن أ َّن َي ِط َري ِب َها ِ‬
‫إن َل ْم َت ِص ْل ْأعتُ ِرب َأ ْك َرب ِإ ْنجاز‬
‫أنهكين َو ْان َت َهى ِم ِّين َق ْبل قراءتك َل َها َح َّىت َّ‬
‫اد ِم ْن‬ ‫او َمة َه ِذه الشهقات ْال ُم َت َق ِّط َعة َو َه َذا ْ َ‬
‫األ َلم ْال َح ّ‬ ‫ِفي َح َي ِاتي ُم َق َ‬
‫وجد َأ ْنت ‪.‬‬
‫لذ َهاب َإلى َذ ِل َك ْال ُع ْن َوان َح ْيث ُت َ‬ ‫َأ ْجل َو َضع البصمات ْ َ‬
‫األ ِخ َرية ِل َّ‬ ‫ِ‬
‫شيماء العيداني‬
‫من الناجية ‪ ...‬إلى المغتصب‬

‫هل تتذكر يوم … ؟‬

‫هل تتذكر يوم اغتصبتين ؟ كنت في السابعة عرش كنت ضعيفة‬


‫بريئة ساذجة و انت استغللتين و أخذت كل يشء مين‪ .‬لن أسامحك‬
‫أبداً ‪ ،‬لألسف أستطيع أن أفهم ذلك‪ .‬فإنك كنت ترى الرجال أمثالك‬
‫يسيطرون على المجتمع‪ ،‬رجال أغلبيتهم وحوش انتهازية بنفوس‬
‫نرجسية‪ .‬لذا فاالغتصاب بنظركم كفرض قوة جسدية على شخص‬
‫آخر‪،‬ليس ألنه يتعلق ً‬
‫حقا بالجنس ال! وال يتعلق بالتمتع الجسدي‪ ،‬بل‬
‫بسد تعطشكم للسلطة‪.‬‬

‫هل تتذكر يوم سحقتين ؟ توسلت إليك‪ ،‬لم تأبه لرجائي سمعتين‬
‫أتذكر قولي "ال ‪ ،‬ال ‪ ،‬ال"‪ .‬بعدها؟ تجمد جسدي‪ ،‬فقدت صوتي لكن‬
‫عيين ال تزال قادرة على الرؤية ‪ ،‬كنت تعرف ما كنت تفعله بنظرتك‬
‫الشيطانية الباردة شاهدتك تخلع رسوالي‪ ،‬شاهدتك تنهشين‪ ،‬أتمىن‬
‫لو كان بإمكاني ترك عالمة على جسدك حينها‪ ،‬مع أن ذلك لم يكن من‬
‫الممكن أن يقارب عدد الخدوش و العالمات غري الرمئية اليت تركتها‬
‫علي‪ ،‬رسقت مين الرغبة في الحياة لن أتمكن أبدا بأن أقع في الحب‬
‫أو أمرح أو أمارس الجنس‪ ،‬أو أثق بإنسانية مجتمع خبيث‪.‬‬

‫هل تتذكر يوم اغتصبتين؟ كرهت نفيس شعرت بالعار و االشمزئاز‪.‬‬


‫في بعض األحيان كنت أرغب في وضع أحجار في جيوبي وأتجول في‬
‫السد القريب‪ .‬أو أبتلع علبة دواء كوجبة عشاء أخرية ! أو ربما القفز من‬
‫اَ على بناية ّ‬
‫لعل هذا يحرر روحي ويمنحين سالما أبدياَ ؟ لعلي أتخلص‬
‫من الكوابيس و نوبات الهلع ؟‬

‫آخ كم آمل انك تعاني‪ ,‬رغم أني من النوع الذي لن يعرتف باأللم أو‬
‫ِ‬
‫الهزيمة اال ان ذاك اليوم‪ ,‬ليس فقط غشاء البكارة الغيب فض بل‬
‫روحي انكرست و سمعيت أيضا فبعد أن كنت تلك الفتاة الحالمة‬
‫النجيبة النموذجية في نظر الكل رصت بني ليلة وضحاها عاهرة‪،‬‬
‫المتربجة وغري المحرتمة‪.‬الفاجرة !؟ أاخبط بني عائلة تشعر بالخزي‬
‫حائرة بني لومي و دعمي و بني مجتمع عربي رجعي الفكر مزيف‬
‫القيم واألخالق ينسب تهما ال ذنيب لي بها سوى أني فتاة تعيسة‬
‫قتلت ؟‬
‫ُ‬ ‫الحظ‪ ،‬سلكت طريقا مخترصا للعودة إلى بيتها ! فبأي ذنب‬

‫هل تتذكر يوم أهنتين ؟ بسببك كان علي أن أذهب إلى المحكمة‪.‬‬
‫قالوا لي أنين لست محظوظة لكنين جريئة ؟ أجل فقد أحرضت قضيتك‬
‫إلى المحكمة ‪ ،‬قالوا أنين شجاعة للغاية ‪ ،‬ولكن انت وغد قوي جدا‪.‬‬
‫ً‬
‫حسنا ‪،‬سحقتين المحكمة أكرث مما أنت اغتصبتين‪ .‬مرة واحدة بشكل‬
‫خاص ‪ ،‬مرة واحدة علنا‪ .‬شعرت في المحكمة بأنين تعرضت لالغتصاب‬
‫وقاسيا ولم أتمكن من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وجريئا‬ ‫صعبا‬
‫ً‬ ‫مرة أخرى ‪ ،‬كان كل يشء هناك‬
‫الركض أو االختباء‪.‬‬

‫هل تتذكر يوم اغتصبتين؟ في تلك القاعة‪ ،‬أنت و هم و المحكمة و‬


‫هيئة المحلفني و القايض و الكل ضد واحد‪ .‬كنت معزولة خلف تلك‬
‫الستارة اللعينة أختنق‪ .‬عائلتك كانت هناك‪ .‬زوجتك كانت هناك‪ .‬أين‬
‫كان دعمي ؟غري قادر على الحضور ألني امراة؟ في حرضة مجتمعكم‬
‫الذكوري انا دوما و أبدا على خطإ فكيف ألفراد أرستي الحبيبة أن‬
‫تساندني في موقف أرادوا التسرت عليه لحفظ رشفهم ؟ تبا لرشفكم‬
‫لقد فزت !و ها أنت تتعفن في سجنك لكنين لست بعد راضية‪.‬‬

‫هل تتذكر يوم قتلتين؟ يوم سلبتين متعة الحياة لقد مرت خمس‬
‫تقريبا تخطيت مرحلة النكران و المعاناة وحىت مرحلة الغضب‪،‬‬
‫ً‬ ‫سنوات‬
‫الود و تحمل‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫عائلة محبة وأصدقاء ادعوا‬ ‫لكن لم يكن بالهني خسارتي‬
‫العذاب النفيس و الجسدي الذي أدى لتشخييص باضطراب ما بعد‬
‫الصدمة وعرس الهضم الوظيفي والقلق واالكتئاب‪.‬‬

‫هل تتذكر يوم اغتصبتين ؟ أنا أتذكر لكن أنا أقوم ببناء نفيس اآلن‪ ،‬أنا‬
‫أكرث بكثري من مجرد فتاة مستضعفة‪ ،‬انا أقوى من أي وقت مىض ‪.،‬و‬
‫سأنتقم لكل النساء منك‪ ،‬و من كل من ساندك و برر لك فعلتك‪ ،‬و أنت‬
‫ستعاني‪ .‬سأستخدم الكلمات ‪ ،‬سأستخدم ذكائي ‪ ،‬ولطفي ‪ ،‬وتعاطفي‬
‫أسمع‬
‫ُ‬ ‫و كل قوتي للقتال من أجل يشء أكرب بكثري‪ .‬و سأجعل نفيس‬
‫علنا عن ظلم االغتصاب و أخطاء النظام القضائي والطرق البشعة اليت‬
‫تعامل بها المغتصبات‪ ،‬سأناضل من أجل التغيري فانا لست بضحية انا‬
‫ناجية‪.‬‬
‫نادية سعيد سلطان‬
‫من نادية ‪ ...‬إلى والدي‬

‫والدي‪:‬‬

‫ألخط ّن بالكلم مساوراتي على شكل برقية روحية يحملها إليك ساعي‬
‫ّ‬
‫إلي من حبل الوريد؛ لتقرأها بشغافك قبل حدقيك‬
‫ّ‬ ‫الربيد يا أقرب‬
‫وتمتمة شدقيك‪...‬‬

‫قدوتي‪:‬‬

‫وربي ليحمل جناني ذا ما من شأنه أن يفلقه؛ وهو الذي دفع بي‬


‫ّ‬
‫لرضب أعناق الحروف الواحد تلو اآلخر بحد الرياع؛ ونحر األبجدية بكل ما‬
‫أوتيت من حرقة‪ ..‬فاسمع وإن زللت فاشفع‪:‬‬

‫ألسنية؛ وكنوز من ذرو القول وهبتنيها‬


‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لنضاحة زوايا ذاكرتي بتفاصيل‬
‫ذات نصح قائال‪ :‬إن القول اليعرم طويال مالم يقضم من أرغفة الفعال‪،‬‬
‫وبمجيد شخصك صاحبت القول فعال‪ ،‬فما حدثتين عن األمانة إال وكنت‬
‫أمينا أمينا‪ ..‬وماسقت لي موضوع الخلق إال وكنت محمديا متوشحا‬
‫أحزابا؛ بل آيا يخطو على سجاد العفاف والرفعة بقلب باركه اإلله‪ ..‬وهنا‬
‫تعود بي ِّ‬
‫الذكر إلى حني تعرضك لمحور المحامد جمعاء "العلم"‪ ،‬لم‬
‫تطرق ذا األتم إال وأنت تثري وقعا ولجبا بخطاك على أجنحة المالئك‪،‬‬
‫العالم‪ ،‬الحذاقي‪ ،‬اللسن‪ ،‬األلمعي‪ ،‬الفتيق والمنطيق‪...‬‬
‫ِ‬ ‫فكنت‬

‫أسوتي‪:‬‬
‫جثوكم عند جالل الكتاب؛ تخدمون صفحاته‬
‫حدثتين في مساردك عن ّ‬
‫كما الرقيق‪ ،‬تقدسون الحرب والمحابر‪ ،‬وتسعون في طلب ضيائه من‬
‫المهد حىت المقابر‪ ،‬كيف أنكم تنريون ألبابكم بثنتني‪( :‬أعواد ثقاب‬
‫وشمعة)‪ ،‬فتعايشون سكرات الشمع يحرتق مغتسال من درنه ليبدو‬
‫أنصع وأملح؛ وكلكم شغف وهوس بعبق األوراق ليال‪ ..‬انطبقت عليكم‬
‫يا أبي حكمة << أن تشعل شمعة خري من أن تلعن ظالم الجهل‪>>.‬‬

‫حقيقة وكما بدا لي من شفتك الحكيمة‪ ،‬إن العلم في زمانكم أيا‬


‫الحجا مربئ أكمه البصرية‪ ،‬ما أكبته جيوب خاوية وال حصرية‪،‬‬
‫أولي ِ‬
‫ييمم الواحد فيكم الشماء بعد حمل العقرية‪ ،‬والحق كل الحق كانت‬
‫ّ‬
‫لفظة العلم بمعناها جدي رة‪ ...‬ولكننا اليوم ويا أسفي غري الذي‬
‫كنتموه‪ ،‬فبدل اتخاذ القراطيس والشموع واألقالم ندامى؛ أفنينا‬
‫العرم نياما‪ ..‬الساعة غدا الشذوذ قاعدة يعتد بها؛ أما القاعدة األصل‬
‫فال يقاس عليها‪ ،‬اتخذنا الشطط مذهبا وعقيدة‪ ،‬فما بان منا من كان‬
‫لعشق القراءة شهيدا‪ ..‬باألمس كانت المعارف فريسة لمن أجاد‬
‫َ‬
‫الجلد‪ ،‬وغنيمة وحصادا لمن جد واجتهد‪..‬‬ ‫الغوص في يم الكتب بزورق‬
‫َ‬
‫الحز َن‪،‬‬ ‫الوسن‪ ،‬وغنيمة لمن حاذر‬
‫َ‬ ‫لكن اليوم أمست فريسة لمن أفرط‬
‫وظهر على أكتاف أسياده عبثا؛ ودون جهد ومشقة ساد فبويع لما‬
‫يملك في جيبه زمنا‪...‬‬

‫أمس‪ :‬كان األستاذ في القسم بمثابة السلطان في اإليوان‪ ،‬والفينة ال‬


‫العلم علم وال األخالق أخالق‪ ،‬ال السلطان سلطان وال اإليوان إيوان‪..‬‬
‫غدت مدارسنا ومعاهدنا وادا غري ذي زرع إال ما رحم الرحمان‪!.‬‬

‫فخري وسؤددي‪:‬‬
‫أذكر لسانك الشهدي ينصحين‪:‬‬

‫"إن فضل العالم على العابد كفضل القرم على سائر الكواكب"‪،‬‬
‫فاعرفي مزنلتك بنييت وكوني قرما يرخى إلى العالمني لينريهم بنور‬
‫العلم الوقاد؛ أخليص‪ ،‬تفاني‪ ،‬ابذلي حىت تذبلي وخذي بحظ وافر؛ وإياك‬
‫وترقيع أردية اإلسفاف كما السفهاء‪ ،‬أال إنهم دخان في علوهم ليس‬
‫إال‪ ..‬اثبيت أمام طوفان الجهل الذائع‪ ،‬وتمسكي بقشة اإليمان الناصع‪،‬‬
‫وتأنقي بالخلق الكريم والعلم العميم‪..‬‬

‫ً‬
‫وليلكا وزبرجدا؛‬ ‫كوني سنديانة‬

‫كوني ياقوتا وتوبازا وزمردا؛‬

‫كوني مثلي وكفى بذلك سؤددا‪.‬‬

‫والدي‪:‬‬

‫وألنين أجزم أن في رصير يراعك الليلي تُ ول ينتج في فن الكلمة‬


‫الزنزلختية الناضجة شهدا يربيء األنفس المسكونة بالهباء؛ اليت‬
‫تعاني ضاللة العلم الذي حقه أن يهديها سواء السبيل‪ ،‬فإني بكيتك‬
‫تيهاننا بعني حرفي‪ ،‬شكوتك حنقيت وغصيت وميتيت وزؤامي بأسلة‬
‫وأرح‪.‬‬
‫ْ‬ ‫الحرف فأصخ‬
‫بخوش مريم‬
‫من حفيدة الشهداء و سليلة رفقاء األنبياء في الجنة‪ ،‬و ربيبة‬
‫األرواح الطاهرة اليت ضحت بنفسها ألجل إعالء كلمة الحق‪،‬‬

‫الم َف َّدى الذي ُفطم على التحدي و الثأر لدم الشهيد‪،‬‬


‫إلى الوطن ُ‬
‫إلى َّ‬
‫الثوري الباسط زنده كزوبعة عز غطت على كل الثورات‪،‬‬
‫إلى حمامة السالم اليت حلقت على المتوسط و سكنت شمال‬
‫إفريقيا‪،‬‬
‫إلى البالد اليت كرست صمتها في الميادين‪،‬‬
‫إلى وطين الجزائر‪...‬‬

‫تحية حب و أمل و حلم جميل!‬

‫فأزلي و أما األمل فكبري و أما الحلم فنرص و فجر ترشق فيه‬
‫ّ‬ ‫أما الحب‬

‫شمس المجد من جديد‪.‬‬

‫و بعد‪،‬‬

‫نحن يا وطين‪ ،‬فتحنا أعيننا صغارا على زرقة سمائك‪ ،‬و مألنا أفئدتنا‬
‫بعبري نسمائك‪ ،‬داعبت أجسادنا الطرية شمسك و غسلت قلوبنا النقية‬
‫أمطارك‪ ،‬ترمغنا فوق ترابك‪ ،‬ركضنا على أرضك‪ ،‬و من غري حول منا وال‬
‫قوة ‪ ،‬فعلنا ما فعله الكثريون قبلنا‪ ،‬عشقناك!‬

‫ثم كربنا و َك ُرب عشقك فينا!‬


‫عشقناك شماال و جنوبا‪،‬رشقا و غربا‪ ،‬من شيلية إلى تاهات أتاكور و‬
‫من الساحل إلى الصحراء‪.‬عشقناك امتدادا جغرافيا يهزأ بالخرائط و‬
‫الحدود و يسكن تلك المساحة الصغرية يسار صدورنا‪.‬‬

‫عشقناك حضارة و رقيا و علما‪ ،‬و ماسينيسا يوحد القبائل و ينادي‬


‫"إفريقيا لألفارقة"‪ ،‬و ديهيا فارسة األمازيغ تعجن رغيفا بحليب ثدييها‬
‫و تطعمه ولديها و خالد بن يزيد لتوحد بني المسلمني و الرببر‪.‬عشقناك‬
‫بين يزغن و أقوى أسطول بحري شهد له التاريخ و سيطر لمدة ثالثة‬
‫قرون‪.‬‬

‫و لكم تأخذنا العزة بأمجادك و نحن نبعرث أوراق المايض!‬

‫عشقناك أيها الغالي العزيز‪،‬رجاال ثوارا يكرسون رجلي االحتالل و نساء‬


‫حرائر تضحني بالغالي و النفيس‪ ،‬عشقنا فيك زيغود يوسف و ابتسامة‬
‫العربي بن مهيدي‪ ،‬يسلخ المستعرم الغاشم ناصيته‪ ،‬و يدخل الجالد‬
‫في حلق ه سفودا يخرج من قحف رأسه فتفيض روحه إلى بارئها دون‬
‫أن ينبس ببنت شفة أو يكشف رس أصدقائه في الجبال‪.‬فيتمىن العدو‬
‫بيجار أن لو كان له ثالثة من أمثاله ليغزو كل البلدان‪.‬‬

‫عشقنا حسيبة و اللة فاطمة نسومر و هي تروض كل جرناالت فرنسا‪،‬‬


‫جاندارك الجزائر كما سماها مؤرخهم الفرنيس لوي ماسينيون‪،‬‬
‫عشقنا لويزة و مليكة و مريم و كل الجميالت‪.‬‬

‫عشقنا فيك يا جزائرنا شهيدا ينادي أن "القوا بالثورة إلى الشارع‬


‫يحتضنها الشعب" و بطال يردد "نحن خلقنا من أجل نموت‪ ،‬لكي‬
‫تستخلفنا أجيال تستكمل المسرية‪"..‬‬
‫يا إلهي كيف تختلط اآلن المشاعر كلها بالدموع و نحن نذكر الثورة و‬

‫الثوار!‬

‫عشقنا فيك يا زينة األوطان‪ ،‬هامات مجد و قامات علم جاورت النجوم‬
‫فكانت شموخ هداية و فكرا نريا و نوايا صادقة مخلصة‪ ،‬كانت عصا‬
‫موىس اليت يستعان بها على هم الزمان و نوائبه‪.‬‬

‫فها هو مالك بن نيب يوصينا و يعلم كل شعوب العالم برضورة‬


‫التخل ص من القابلية لالستعمار حىت ال نكون مستعرمين‪ ،‬و اإلمام‬
‫الشيخ العالمة عبد الحميد بن باديس يفجرها رصيحة مدوية " شعب‬
‫الجزائر مسلم ‪ ،‬و إلى العروبة ينتسب‪".‬‬

‫و مفدي يكتبها بدمه من داخل السجون‪....‬‬

‫و نوفمرب مارد عنيد يقلب الطاولة في وجه االستعمار‪ ،‬و أوراس شامخ‬
‫تقسم بالنازالت الماحقات أن الجزائر ثارت فحياة أو ممات و أن كل‬
‫الجزائريني األباة قد عقدوا العزم أن تحيا الجزائر‪...‬و شهد العالم وشهد‬
‫العالم وشهد العالم!‬

‫عشقناك تاريخا و شهر جويلية و عيد استقالل‪..‬‬

‫عشقناك بومدين و بسم هللا الرحمان الرحيم تدوي في األمم المتحدة‬


‫فيقف جميع الحارضين‪.‬‬
‫و أي العالمني لم يسمع عن بطوالتك ‪ ،‬و أي محب للقافية لم يغرق‬
‫في بحور شعر محمد العيد آل خليفة‪ ،‬و األخرض السائحي‪ ،‬و هل كانت‬
‫وردتنا تعرف ما تفعله بنا " بالدي أحبك فوق الظنون" حني غنتها؟!‬

‫و أي أألدباء لم يرفع القبعة و ينحين إجالال أمام آسيا جبار‪ ،‬و مولود‬
‫فرعون‪ ،‬و كاتب ياسني و محمد ديب و الطاهر وطار؟!‬

‫دليين‪ ،‬دليين يا أرض الطهر المرشبة بدم الشهيد‪ ،‬عن سائح لم تضع‬
‫قدماه في وهران ‪-‬باريس العرب‪ ، -‬و لم تسحر عيناه بأجمل منظر‬
‫رشوق و غروب في الكون باألسكرام ‪ ،‬كما سحرت عينا األب دوفوكو؟‬
‫أي زائر لم يرشب من منبع تاهابورت و لم يعد إلى تمرناست كما تقول‬
‫األسطورة؟‬

‫أخربيين بربك‪ ،‬هل ال يزال على األرض خليقة لم تذق طعم حالوة دقلة‬
‫نور و لم تسمع الجزائر حلما يأتي في أغنية مع ألحان الموسيقى‪ ،‬و‬
‫لم تعرف بعد زي السالطني الكاراكو و القفطان؟‬

‫يا إلهي كم رقصنا أجياال و أجياال على " يا الرايح وين مسافر " و وان تو‬
‫ثري تدوي في مالعب العالم‪.‬‬

‫عشقناك يا وطين أما حنونا تجمع أبناءها بعد شتات العرشية ‪،‬ليكتبها‬
‫أبناؤها ذات مساء لحنا في أغنية من أجل صباح جديد ‪ ،‬و يرصخوا "حرية‬
‫‪،‬حرية و النار هاذي ما تطفاش‪".‬‬

‫مبعرثون نحن دونك ياوطن‪ ،‬أرواحنا تائهة و أجنحتنا مكسورة‪ ،‬لكننا‬


‫جميلون جدا بك‪.‬‬
‫السلمية‪ ،‬البد أن يأتي الشتاء أزرقا بعد ألفني و‬
‫و أنا قلتها بداية تلك ِّ‬
‫تسعة عرش‪ ،‬ألن الجزائر احتكرت األبيض بقوة‪ .‬و األبيض يليق بك يا‬
‫عروس األوطان!‬

‫يا أغلى األوطان إنا اليوم نحبك أكرث‪...‬‬

‫نحبك فطرة و وراثة و إدراكا و اختيارا ما بعده اختيار!‬

‫نحبك بعدد حبات عرق األستاذ و الطبيب و الجندي‪ ،‬بكل تلك العيون‬
‫الذابلة و األيادي العاملة والظهور الكادحة و األرواح المثقلة باألعباء‪.‬‬

‫نحبك وعيا و إسالما و بناتك تتسابقن لحفظ كتاب هللا ‪ ،‬تربطن‬


‫أفواههن بآياته لرتبني أجياال صاعدة بأخالق القرآن‪.‬‬

‫نحبك رجاال شبانا يقيمون رصحك و يشيدون مصانعك بسواعدهم‪..‬‬

‫نحبك فلتغفر‪ ،‬إن زلت بنا ألسنتنا يوما و هجوناك ‪ ،‬أو أغمضت أعيننا‬
‫عنك فهجرناك!‬

‫سامحنا أيها الوطن الحبيب فإننا من فرط بأسنا لم نفرق بينك و بني‬
‫من يتحدثون باسمك‪ ،‬أتعبنا العبث لكننا اليوم نزداد صالبة‪ ،‬أبناؤك‬
‫يزدادون إيمانا بغد أجمل ينتظرهم و أنت تبصق ممتهين الفساد‬
‫بعيدا‪..‬‬

‫أبناؤك يسريون بعزم الشباب المتقد‪ ،‬يتسابقون بك إلى مصاف التقدم‬


‫و االزدهار‪ ،‬فحنانيك يا قصبة‪ ،‬حنانيك ياشارعا بعنابة و يا مسجدا‬
‫بتلمسان‪ ،‬حنانيك يا حبات الرمل‪ ،‬يا أيها الموج و الصدف الساحلي على‬

‫صخر الكهرمان‪ ،‬دمت لنا!‬

‫دمت بخري دائما يا وطين و أنت موعود بجيل يحبك و يجتهد في حبك‪.‬‬

‫أيها الساكن فينا ‪.....‬حماك هللا‬

‫!‬

You might also like