Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
ُحب قلبي ،تأتي الريا ُح بذكرةِ فُراقهم ،فـتجتم ُع غيوم تأتي الريا ُح بما ال ي ُ
امطارها على روحي لـ تَروي ِ ت
ط قطرا ِ السماء لتعلُنَ ِحفظها لقلبي ،فـتسق ُ
نصوص ُكتبت بأنما ِل ال ُمبدعينَ ،
ٌ اتى ديسمبر؛ تجتم ُعبقدوم ُحب ِهٰ ،
ِ الفؤا َد
نُقشت حروفا ً من قلوبهم على الورق ،لتكن عبرةً في حياتكم أجمعينُ ،ك ُل
ق ،ولعلهم نقشوا الفر َح سطر من سطورهِم كانَ بدمعةٍ ،او بلهفةٍ ،أو لشو ٍ ٍ
ظر ماذا يفع ُل ديسمبر مع ال ُمميزين. بين اسطرهم ،لنَن ُ
|سجى محمد
الحبر على ذاك النص الحزين ،الذين سطرتُ جمي َع سطور ِه بدموعي ُ تَبعثر
عيناي ،انتهيتُ االن من كتابةَ مشاعري ،التي لم أستطع ترتيبها ،لم أكن
البوح بها ،فـقلت البأس؛ تعبر انمالي عن أآلمي، ِ املك القُدرة الكافية على
ولكن ذاك النص ّ لعلى آلمي الدائم يزول عندما يسي ُل بحبر ِه بين السطور،
من كثرة يأسهً من الحياة؛ زال النص وزالت معهُ األوراق والنصوص،
انسكب على هيئة سكر داخل وج َع َ فـعادت مشاعري ال ُمبعثرة وكأن الحبر
قلبي ،كأنهُ لم يكن حبراً على ورق كان مؤلما ً للغاية؛ ألنني كنت أريد أن
اقرأ ما تكتب حينها ولكن كل ما قمت بكتابت ِه زال ،هل يزول حزني يوما ً
كالنص ،أو ينسكب األمل على قلبي كما انسكب الحبر ،االن بدأت بكتاب ِة
ي الطمع واللون ُكتب بقطراةٍ من ال َمطر ،مع نص ديسمبر ٌّ
ٌ نص مختلف، ٍ
لون مختلف ،استيقظت في رائحة الطين المبل ِل ،شقت نصوصي الدرب الى ٍ
الصباح الباكر متفاجئةً بنومي الغير متوقع على مقعدي المفضل بين
األوراق ،أدركتُ انني تأخرتُ عن المدرسة ،لم أكن اريد الذهاب ولكن كان
ذلك ضروريا ً فاليوم موعد استالم النصوص المشاركة في مسابقة الكتابة،
اعلم انني لن أكون بكفاءة بعض المشتركات ،ولكني اعلم ان احساسي يفوق
احساس الكثير من الكاتبات حتى ولو لم أكن كاتبة ،لعلى الحزن يكون يوما ً
سبب بس نجاحاتي ،هممتُ بالرحيل مسرعةً ،كنت من ضمن المشتركات،
بولكن كنت اتمنى ان تصل أحرفي ،الى قلو ِ ِ كنت أود الفوز ليس لشيءٍ
اآلخرين ،جلستُ على مقع ِد بعد عدةِ ايام ،في انتظار موعد اعالن النتائج،
فجاءةً لمحتها هي ،حقاً؛ كانت هي من ضمن المتسابقات ،ماذا عساي افعل
سوى ُحزنها الدائم تقدمت بترد ٍد نحوا اللجن ِة ال أعلم ٰ لم افكر في أي شيء
ولكن قلبي كان يتحكم بباقي أعضاء جسمي ،أخبرتهم انني اريد اإلنسحاب
من المسابقة ،لم أرى على وجههم سوى الدهشة ،وكأنهم اردوا ان يقولو
بعض الحضور من ُ انني الفائزة ،تكررت األسئلة داخل القاعة ،انصدم
ت في آخر اللحظات ،كانت اكثر األسئلة التي قراري المفاجئ ،لماذا انسحب ِ
ت لها ،فقط أردتُ ان أرى بسمةً على وجهت لي ولكن لم أكن املك إجابا ٍ
زحام
ِ ليس مهم ما بي ولكن األهم هو قلبها ،لذلك اختفيتُ بين وجهها ال ُمعتم َ
الحضور حتى استطعت رؤيتها بوضوح ،حان موعد إعالن النتيجة ،كان
()1
|سجى محمد
على اسمي في عقولهم العديد من إشارات االستفهام ،حين قالت المنسقة
انني انسحبتُ دون سبب ،لم اجد شيء إال صدمةَ الذين يحببوني ،صدمة
صديقاتي ،الذين من حولي ،نظرة ُ لها بعد انتهائي من تفقد نظرات
الموجودين ،ال أجد حينها سوى دمعةً رسمت تحت عينيها ،اعلم انها فهمت
سبب انسحابي ،اعلم انها تحبني ،تلك الوحيدة التي تفهم قراراتي المفاجأة
رغم كسرها لقلبي ،رغم حمايتي لحياتها ،ولكنها كانت تعلم أفكاري ،وكيف
يجرني قلبي الى القرارات المفاجئة دائما ،بحثت عني بنظراتها ،فـقمت
باالختفاء من جانبها وقفت بعيداً عنها ،الزلتُ أذكر البسمة التي كانت على
وجهها عندما تم ذكر اسمها من ضمن الفائزين ،ابتسمت معها ،فرحت
لفرحتها ،كنت اود ان اذهب وافرح معاها ولكنني تذكرت انني لست في
حياتها ،دمعت عيناي تألم قلبي ،خرجتُ مسرعةً ،رحلتُ بعيداً عن الجميع،
سرتُ فالطريق مع دمعتي عيني ،لم أكن أعلم أن الطقس سيحز ُن معي،
ي باردٌ ،ولكن األلم كان يدفئني، جلست تحت ظل شجرة ،كان الجو ديسمبر ٌّ
أمطار تتساقط ،ال أعلم ربما كما قلت ُ ي سببتهُ لنفسي ،بدأت ال نزيف داخل ٌّ
ٌ
بمطر ديسمبر ،ظللتُ جالسةً في ماكني تحت ِ حزنَ الطقس معي ،اهالً
ت انها هي ،ولكنها لم تكن، المطر ،شعرتُ باقتراب اح ٍد مني ظننتُ لوهل ٍ
يخطف حزن قلبي دائما ً الذي يرس ُم الفرح على جوفي ُ كان هَو ذاك الذي
ت دائما ،ينصحني، المظلم ،كان يعلم ماذا فعلتُ ،يترقب حركاتي بصم ٍ
ويحميني ،ولكن تصرفات تلك التي تنتُج عن قلبي دائما كانت تؤذيني جداً،
اتى حامالً مظلةً جميلةَبـأحبتَي ،وهوا كان جميعهمٰ ، وتقوم بإلحاق الضرر ِ
اللون ،كجمال عيناهُ ،قائالً ما بك يا صغيرتي ،يا قطعةً من قلبي او جميع ِ
عيناك الحزنُ ،لم تحصلي على الفوز ِ القطع بقلبي ،ال تحزني فال يلي ُق بعسلي ِة
ط أحرف اسم ِه مع اسمي، هناك ،ولكنك فُزتي بهذا قالها ُمشيراً الى قلب ِهَ ،رب َ
جوف ،عشتُ بين عيناهُ التي تطمئ ُن قلبي ،بين لمسا ِ
ت ِ نام بين أضلعي وحنان
شعره الناعم ،وحنان صوت ِه الذي يزرع األمل بجوفي ،ال تبكي عزيزتي،
معك ال يفارقك ،كان رائعا ً بطبع ِه عشتُ معه ديسمبريَّةَ الليالي ِ فمحبك
ي ان يزعل ،ألكَ االن ان تبتسم وانت تقرأ! وجمالها ،فال يلي ُق لمحبِ َ
()2
|سجي محمد
()4
|سجى محمد
”آمال ديسمبر.
استيقظتُ بحماس وتفاء ٌل كبيرين ،اليوم هو األول من ديسمبر لنهاي ِة عام
،٢٠٢٠متفائلة كثيراً بأنه سيكون شهراً جميالً لتغيير الكثير من األحداث و
ب " ١٠دينار ليبي "في سترتي ازدادت ثقتي عندما وجدتُ ماالً بما يقدّر ِ
غرفتي بعد أن رتبتها الصوفيّة يبدوا أنها من الشتاء الماضي ،خرجت من ُ
ووجدت أبناء شقيقاتي يجلسون أمام التلفاز ويحتسون " السحلب " لغرض
ئ العروق " قبّلتهم وداعبتهم قليالً ثم توجهت إلى التدفئة كما تقول أُمي " يدف ُ
المطبخ لمساعدة أمي وشقيقاتي حيث استقبلتني أُمي كالعادة بجمل ِة "واخيراً
استيقظت عروستنا " وتُقال هذه ال ُجملة لمن يستيقظ على الساع ِة الحادية
عشر صباحاً ،تجاهلت كالمها والقيت السالم ثم هممنا بإعداد الطعام مع
االستماع إلى مشاكل شقيقاتي االجتماعية التي ال تنتهي وإعطاء بعض
حيث وقعت من ُ الحلول و قطع هذا المنوال صوت بكاء ابنة أختي ال ُكبرى
وتورم ِمعصم يدها فاتصلت أختي بزوجها ليأخذوا ابنتهم ّ أعلى األريكة
ٰ
عدنا ِإلعداد الطعام بعد فرض عقوبة من قِبل أختي الوسطى على للمشفى و ُ
األطفال وتهديدهم " بعزوز القايلة " أنهينا الطعام واتصلتُ بأختي ألسألها
عن ابنتها حيث اتضح أن معصمها مكسور وأنهم سيُنهون الجبيرة ثم يعودون
انتهى اليوم بدون أحداث أخرى تذكر .
يانعلييي سيب
َ استيقظت اليوم التالي على حديث أمي وشقيقي حيث تقول "
مراته وعياله " خرجت مسرعةً ألعلم ماذا حدث واتضح أن جارنا قد توف ّ
ي
قصاحب وج ٍه بشوش وأخال ٍ
ِ في الحقيقة لقد حزنتُ كثيراً لقد كان رجالً طيبا ً
عالية ،ذهبت مع أمي لنقوم بواجب العزاء ورأيت ابنة عمي هناك ولم تنتهي
ثرثرتها عن خطيبها وهداياه وكأنه لن يتزوج ولم يُخطب احد سواها ،على
عدنا للمنزل بعد يوم طويل ،وبدأ شقيقي يتحدث عن العشاء أيّ ِة حال لقد ُ
ولذاذت ِه ،وأمي تتحدث عن " امباركة " جارتنا وصدمتها بفراق زوجها
أعانها هللا في ُمصيبتها.
في إحدى الليا ِل عندما كنّا أنا وشقيقي بجانب أمي وهيا تحضّر الشاي
()5
|مروة إبراهيم الفيتوري
" شاهي بالعالة والكاكاوية " عاد أخي األكبر من الخارج وأخبر أمي أنه
والكر والفر بينه وبين أمي َختَم
ّ يريد االنفصال عن خطيبته وبعد النقاش
خاص بي وحدي " حاولنا تهدئة
ٌ الحديث قائالً " انا ال أريدها وهذا موضوع
أمي واقناعها بأن تتناقش معه في وقت أخر لعلّه يتراجع .
اليوم أنا متفائلة أكثر بقليل ألنني سأذهب لمقابلة عمل بعد البحث الطويل عن
وظيفة تناسب شهادتي الجامعية وها أنا أكتب لكم من الطريق فقد توقفت بنا
السيارة في منتصف الطريق وأخي يحاول تشغيلها ولكن عبثا ً ،على ك ّل
حال الزلت متفائلة فقد ذهب من ديسمبر ١٨عشر يوما ً وال يزال ١٣يوما ً
ربما تكون ألحداث جميلة ال نعلم ! .
وم على الزمان تذكروا يوجد أمل ولو بعد ألم فال تيأسوا وتفائلوا ال تُلقوا باللّ ِ
فك ّل شيء يحدث قدر له وقته وزمانه فقط ،بالمناسبة سينتهي اشتراك
االنترنت لدي ..
إلى اللقاء...
()7
|سجى محمد
()8
|عائشة أسامة
أعرفُها؛ بارد ،ماطر،
لـمن أكبر مخاوفي أن ال يأتي ديسمبر بحلته التي ِ
وإنه ِ
ي
مثلج ،ديسمبر ٌّ
أشعر وكأنهُ يضمني ببرودته الدافئة ،وكأنه قريبٌ بعيد مهما أتى ورحل على
السنين التي عشتها و التي سأعيشها.
ِ مر
يبعث القليل من األمان في داخلي ،يجبرني على االبتسام في أوج تعاستي.
أال يجدر بنا أن نحبه ،أن نودعه كما يليق به كـديسمبر ،وأن ننتظره بشوق
طفل لحب ِة شكوال.
ديسمبر أنا أحبك.
()9
|سجى محمد
كـان مـن المفتـرض ان يكـون يوما ً روتينيا مـن ايام ديسمـبر المغيمة،
عـلى خيبـاتي
ٰ ُكنتُ أجلـس على ذالك المقعد الخشبـي الذي لطالما شا ِه َد
وانهياراتي وإنجازاتي واحالمـي،
همهمـت بهدوءٍ وكـعادتي الغريبة يـد تُمـسك مزيـجي المفضل من شكوالتة
الساخنة،
واليـد األخرى تُداعب اوراق ِكتابي لطـيفة،
اخذت عينـاي تُشبعا رغبتها مـن الحـروف،
وعقـلي سمـح لنفـسه بنسـج قصـته الخاصة،
ْ
قررت سمـاء ان تسمـح لنفسـها بأخذ وقتي بـ انهمال المـطر، إلي ان
تلك قطـرات صغـيره كـانت تسلـب منـي كل نضـوجي وتُعيـدني طفله شقـيه
مغـرمه باللهـو تحت مطـر،
تجعـلني ولـِ وهل ٍة أرقص من الفرح،
حتـى قررت أنـت يا سيـدي ان تتطفـل على قلبـي وعقلي،
قدماي ت ُجرني الي غيـر معلـوم بدون ارادةٍ منـي،
َ أخَـذت
اقتـربت اكثـر واكـثر ،ظللت احـد ُق بك لوقت طـويل،
جعـلتُ منَ المار ِة ذرعا ً اختـب ُ
ئ تحتهُ،
نعــم،
اتـذكر ذالك اليوم الذي وقعـتُ فيـه اسيـرةً لـ عيناكَ ،
()10
ـــور ْ
ان آل نصـر. | نُ َ
تـلك االعيـن التـي اعـشقهمـا ف كـل مرةٍ أُقابلكَ فيـها ت ُكـون قد استعارت
ِردآها مـن الطبيعة ،تارةً تكونَا بلون سمـاءٍ وتارةً أخرى تكونا سهوالً
خضراء،
كـانتَ تشـبها كـ حداً كبيـر المياه العذبة التـي تعـكس ما يوجد بدخلـها،
بـرغم من اجــواء ديسمـبر ال ُمثلجة ،إال انني شعـرت بدفءٍ مختلف،
ُكنتَ تقـف تحـت المظل ِة تكسـوك هـالةٌ كبيـرة ٌ مـن الغمـوض،
لم تُحـول حتى االندما َج مع اآلخرين،
كـنت تشبه ليلة من ليالي ديسمـبر مظلمة ،التـي ال أحـد يُريدهـا
اصبحـتَ تقتـرب مبتعـداً عن المظلة،
البلهاء تُرقب تق ُد َمكَ
ِ لم يبقـى كثير من المسافة يفصل بيننـا ،بقيتُ واقفةً كـ
حتـى استطعت ُ أن أستنشـقَ رائحتك،
ٰ اقتـربتَ مني
تلـك الرائحة التي كانت تشـبه مزيـجي ال ُمفضل،
يتـراقص داخ َل أُذني،
ُ لـم افق مـن شرودي اال عندما ،بدأ رني ُن صـوتك
لففـتنـي ب شـا ٍل واطمأننت علـى حـالي،
منـذُ ذالك الـوقت اصبـح دِيسمـبر مـولداً جديداً لي.
()11
|سجى محمد
ت ال ُكتب
ئ بين طيا ِ
ق ،واختب ُ
اهرب من ألم الفرا ِ
ُ
َ
حدث لقلبي، اذكر كسراً
َ ال اريد ان
لذلكَ ارحل مع طيفكَ
كما رحلتَ
عني.
|عيادة كشيب
المميز بالبخار
ِ بر ٌق ،و رعدٌ ،صوت زخات المطر تتساق ُ
ط ،كوب من النعناع
المتصاعدِ ،جالسةً في ا ْح َد زوايا غرفة الضيوف ،ملتفةً بغطاء صوفي ألتمس
الدفئ ،أقرأ رواية "قواعد العشق األربعون" التي تروي قصة تحول اإلمام
شاعر؛ ذو إحساس مرهف ،يُزين قصائده ٍ الجليل "جالل الدين الرومي" إلى
حدث كان بسبب رؤي ٍة راها في َ بأروع الكلمات عن "العشق اإلالهي" ،وما
نومه التي أدت إلى التقاء ِه برفيقه ،وحبيبه ،الذي نقّبة عن قلبه ،وأخرجة
الذهب المنسي" ،الدرويش المتجول شمس التبريزي" المتصوف صاحب
القواعد ،قتيل البئر ،األسماء عديدة ،ولكن يبقى األقرب إلى قلبي "الدرويش"
أصبحت هذه الرواية رفيقتي ِطيلةَ ليالي ديسمبر عام 2018الممطرة، ْ ،
صدر
ٍ ئ الوحيد الذي استقبلني بكل أهرب إليها ،في الواقع كانت هي الملج ُ
ب ،كنت أعيش أالم فقد الحب ،وأريد أن أنسى أخر نظرةً منه. رح ٍ
في أوقات فراغي تراودني المواقف التي اعتقدتُ أني نسيتها!
أسأ ُل نفسي :لماذا الزلتُ أحتفظ بها في دماغي؟
تعرف ،أحيانا ً
ِ فجأةً يرد قلبي قائالً :أنا احتفظتُ بيها أليامك الحزينة دون أن
شكره ،ألن هذه المواقف تذكرني بأني أنثى و أستحق أن يحبني أحدهم، أريد ُ
وأحيانا ً أخرى أعاتبه ،ألن ذاك الحب ليس لي وإن قبلته أصبح أنانية ليس
لديه ضمير ،نعم لهذه الدرجة كان حبه ككارثة ،حدث زلزاالً داخ َل قلبي،
جدوى.
ٰ قمت بصده مرات ومرات ولكن دون
كانت من أصعب الليالي وأشدها ،يقولون البكاء يُروح عن أالم الفقد ،بكيت
دموعي لم تكفني ،كل شيء أهرب إليه يذكرني به ،عشت حالة من االكتئاب،
ْ
وأبث اعتزلت في وحدتي ،كان لدي صديقات ولكن ال أريد أن أتحدث
وأخاف ال اعتقال ،حاولت
ُ شكواي ،كنت أرى نفسي كأني ارتكبتُ جريمةً ما
َ
فكرت أنه لن يظهر في حياتي مرة أخرى ،ولكن الزال لدي أمل ْ تجاهل
بلقائنا يوماً.
تأتني هواجس صورك ،ابتسامتك األولى لي ،نظرات أعيُنكَ السوداء،
محاوالتك لتقرب مني وتراجعك ،تلفظك إلسمي ألول مرة ،أغلب مواقفنا
()12
|عيادة كشيب.
كانت دون التلفظ بأي كالم ،بل أفسحنا المجال ألعيونِنا.
في كل ليلة أطلق العنان لدموعي واألسباب مختلفة" ،تأنيب ضمير ،الفقد "،
ولكن القاسم المشترك بينهما "هو" ،وعندما ايأس اذهب ألتوضئ ،أصلي
الوتر ،أدعو هللا و أرجوه بأن يفك ُكربتي ،ويعوضني خيراً منه.
()13
|سجى محمد
بشأن ُح ِبنا،
ِ أخشى من اتخا ِذ قرارات
ٰ
فـعند رحيلِكَ َجف جوفي ،من كثرةِ البرد،
ولكنَ قلبي دائما يتألم بسببكَ .
|هبة إسماعيل أبوصره
ليالي ديسمبر بارده ..تلك بروده واالمطار وتلك السحب متراكمه بجميع
ألوانها تلك قطرات ندى نقيه بطو ِل الليل ونسماته هادئة وباردة بقوة سطوع
نجوم ونور القمر هادئ تلك الليلة التي ال تنسى تلك ليلةٌ من ليالي هذا شهر
بارد تلك الليلة التي حصل فيها كل ما خفت ان يحدث قد حدث كل ذكرياتي
الجميلة ممزوجة باأللم كل حلم لطيف راود ذهني كل شيء جميل حلمت به
كل طموح رافق قلبي وعقلي كان في تلك الليلة من هذا الشهر تلك الليلة
التي عاد فيها شيء لي من جديد كنتُ جالسة أشاهد كلمات منه قد كانت
عكس ما توقعت يوما ما كنت أشعر بشيء سيحدث خفت أن يكون هذا شعور
واقعى لقد واجهت قلبي عدة مرات قبل ان أتحدث معه قلت لي نفسى هل
تستطيعينَ مواجهة تلك القسوة لي وحدك هل ستكونين قوية بعد ذلك لي
وحدك!
لم أعلم أن رغم كل هذه تساؤالت انني سأُصاب باالنهيار رغم إيماني
ئ بجواري ابداًالشديد بالقوة كانت في تلك الليلة البارد جداً ،لم يكن هناك دف ٌ
ولم يدخل قلبي شعور األمان قد شعرت اني انسانه خالية من الشعور ،شعور
البرودة وعدم االمان ف وقت واحد.
انسانه لم تعد تفكر بشيء باستثناء ماذا سيحصل لقلبها بعد هذه ليله!
عندما جلست اصبحت أشاهد حجم قسوة حروفه التي كتبها لي شعرت وكأنى
في دوامة عميقه من تناقض هل يكذب على هل أنا ساذجة لكي لم أفهم من
بداية هل حصل لي مصطلح ما يسمى الحب االعمى لم استطع رؤية بشاعة
شعوره ومعاملته نحوى لم استطع دفاع عن نفسى تلك لحظه ابتسمت بمجرد
أن ارسل كلمة مرحبا ً وهو يرسلها بدافع ملل ال بدافع الحب كانت ليلة ثالث
عشر من ديسمبر بمثابة صدمة كبيرة لي قلبي شعور خذالن بعد ثقه كم هائل
من شعور بثانية ،هل سوف اقف دائما ً على عهد حبه ! وكم تسألت فى ذهني
سؤال ولم أستطع البوح به أعلم جيداً انني أحببته رغم ضعفي وقلة حيلتي
رغم وحدتي رغم فراغي قاتل وتفكيري المستمر لم أعلم إن غرابة االطوار
التي يقولها لي هيا التي سأدفع ثمنها غاليا ً رغم انني لم استطع فهذه ذاتي هل
()14
|هبه إسماعيل أبوصره
رأيتم احد استطاع ان يتخلى عن ذاته! تجاوزت نفسى وقلبي تلك ليله وكأنى
قطعت الف ميل من طريق لي وحدى وكتبت له ف تلك ليلة التي ال تنسى
يا عزيزي ،إني احبك هذا ال يعني أبدا ان تجعلني مثل مائده طعامك تجلس
عندما تشعر بالجوع،
وتأكل وإن لم تجلس تذهب وال تبالي باألمر!
انني لست وقت فراغك ابدا ،يأكل من كل شيء واكون عند اول القائمة وال
اكون في نهاية سطر منها.
ولست حذائك الذى ترتديه أينما أحببت ،أنا يا عزيزي أحبك وال اقول اال
كاد حبي لك ان يقتلني ببط ٍئ بدون ان اشعر بنفسي حتى،
أعلم انك لم تحبني يوما هذه ليله اثبتت لي ان وقت مجرد رقم مقارنه بكالمك
الذى اختصر كل كرهك لي في ثانيه!
انها ليلة ثالث عشر من ديسمبر؛
بمثابة تغير جديد لي قلبي ،انتظرت ساعات متأخرة من ليل تلك رسالة التي
تقول فيها
إياك ان تفكري باالبتعاد عنس فانتي جزء من قلبي وروحي والشى يستطع
ِ
تبديل حبك في قلبي ،ركنت أنتظر كالمكَ هذا وبشدة لم أعد اتحمل حديث
معكى عالقة مملة مثلك
في تلك ليلة اقفلت هاتفي ونهضت وكأنه لم يحصل شيء ضحكت وبشدة
ووضعت يدى على قلبي وقلت ،للهم قوة حتى أتجاوز تعب روحي وقلبي،
نمت على صوت االمطار تسقط بغزارة ولم أستطع مقارنة بين غزارة
دموعي وبين صوت االمطار قوى والغير،
نمت وبداخلي قوة أيقنت ان هذه القوة هيا من هللا هذه القوة مواساة ربانيه
حتى أقف من جديد وأتعلم درس جيدا ،وهو ّ
أن هللا يختبرنا؛ باألكثر االشياء
محبة لنا حتى ال نتعلق بي أي مخلوق غيره.
()15
|سجى محمد
ننظر لنجوم
ُ يو ٌم ممطر ،بينَ الغيوم ،تحتَ األشجار،
كر ِه انتَ وجما ُل العيون.
س ِكوب قهوةٍ ُ
ُ
|عائشة خليفة
ليالي ديسمبر...
بر ٌد قارس
ثل ٌج متساقط ،
معاطف،
ب! ،ال أدري.
ام عالقة ُح ٍ
ياسمي ٌن يكسوه الثلج.
اشجار متجمدة،
ٌ
تفتق ُد أوراقها.
مكتبةٌ صغيرة في أول الحي
دافئة ،ومليئةٌ بالكُتب والحب
التقينا ب ُمساعدة ِكتاب.
في ليل ٍة من ديسمبر مليئةٌ بالنجوم
تحدثنا طويالً ،تذكرنا كل قديم
قهوة ٌ تُحب ،أم شوكوالتة ساخنه؟،
مشينا نصف المدينة ،لم ننتبه للوقت،
أخذتنا األحاديث ،وجما ُل عينيه،
وعطرهُ القوي ،وكالمهُ الجميل.
ليلةٌ في ديسمبر ،معا ً
يو ٌم م ُمطر ،خرجنا معا ً وهربنا إلى المكتبة،
أخترنا كتابا ً واحد.
مظلةٌ في يد عازف،
تُعيقه عن عزف الموسيقى.
بغزار ٍة تبكي الغيوم،
()16
|عائشة خليفة
كأن طائرا ً قد رحل.
قطةٌ ُمختبئة أسفل سيارة.
وبعض الرذاذ يضحكُ ،
ُ
شارعٌ يتنزهُ بنفسه.
ما لذي يضاهي نافذة ٌ يكسوها المطر.
ليلةٌ في ديسمبر،
وال تشبهُ أي من الليالي.
ج،
موسيقى بيانو من نافذة جارنا العازف تخر ُ
الشمس قد أشرقت.
ُ وكأنهُ يقول هذه
صوتُ لفيروز من راديو المحل ال ُمقابل.
قطراتٌ من الندى علي شُرفتي
مرحباً...
جوف قلبي ال ُمعتم،
ِ مطر على
اتى وكأنهُ يو ٌم ُم ُ
ب والفرح ،رغم وجود ال ُحزن.
ملئني بالح ِ
ليلةٌ أخرى في ديسمبر...
ُحضن مثل الشتاء،
بارد ،ال شمس فيه.
انبهارها
ُ عيو ٌن منطفئة ،مات
وداعٌ أخير ،هذا ما يفعله ديسمبر
يودعُ السنه ،بحلوها و ُمرها.
ياسمي ٌن جاف ،منا يتساقط
مشاعر جافه ،الحب فيها
ُ
ليلةٌ في ديسمبر تحم ُل مشاعر ُمرهقه،
()17
|عائشة خليفة
رفوف فارغه،
ٌ كُتبٌ ُممزقه،
ال ضوء ،ال دفئ ،ال ُحب.
مطر وال ثلج،
ٌ يو ٌم الفيه
ال غيوم ،ال شمس ،وال قمر.
يو ٌم في ديسمبر على رمل البحر
بجانب القارب ،تحت النجوم.
قلوبٌ غارقةٌ في ال ُحب،
عيو ٌن مليئةٌ بالقلق ،جما ٌل غير متكرر.
ليلةٌ في ديسمبر من لياليه الطويلة،
مليئةٌ بال ُحب ،والجمال.
ليالي ديسمبر ،ومطر ،وثلج.
عينيك،
ِ جما ُل ديسمبر في
عينيك يذوب.
ِ وديسمبر في جمال
نُنهي ليالي ديسمبر بقصة ُح ٍ
ب،
شهر طويل وجميل
ٌ بدأت انتهت،
شهر فيه ال ُحب يكون،
ٌ
ديسمبر اخرى يحم ُل في نفس ِه حكايا ٍ
ت ٌ
عام كامل.
طويله ،وكأنهُ يروي حكاية ٍ
()18
|سجى محمد
الحب في قلبي،
َ شكراً لتلك المجهولة ،التي بثتَ
ُ
رغم قلةَ حديثي ،و معرفتي بها إال
انني أحببت الكثير بفصلها.
|رشا الزروق
(أنا َ و ّد
ِيسمبر)
ْ
مرحبا ديسمبر...
ي ،ولكنك بالكثير ّ
من المشاعر المبعثرة وأخدتني إلي عالمكَ الديسمبر ْ ْ أتيتُ
شهر
ٌ األقرب لي قلبي من
ْ
الذكريات الحزينة ،التناهيد ْ
شهقات المحزنةَ ،و شهر مملوء بِ
ٌ ي ،أنتَ
مولد ّ
المتتالية ،االنهيار هكذا أنت أيها الديسمبر"..
تأتي بأواخر العام لتُجلبْ معكَ الكثير من التفائل والسعادة التي يطغى عليها
الطاقة اإليجابية
شهر تكثر به الموسيقى الكالسيكية واألجواء الشاعرية..
أرى في ديسمبر إعصارا روحي جاعالً من أحاسيس القلوب تستيقظ..
اختالفك وجنون طقسك يجعلني أكثر إنبهاراً بكَ يا ديسمبر..
أما عن لياليك أيها الديسمبر فهيا َ مختلفة عن ليالي األشهر السابقة جاعالً من
العابرين يقعون أُسرا ْء حبها لشدة جمالها ،أن ْه ليالي ديسمبر مملوءة بالدفئ
والحنان حنانها َ على أصحاب القُلوب المكسورة يجعلها األحب واألقرب على
قلوبه ْم ..
ولكن أثر عذابها َ القاسي ينها ُل عليهم ليتذوقوا عذاب ديسمبر في كل ٍ
عام،
الحزن واالكتئاب ،التفكير المفرط ،إصرار ديسمبر لجعل قلوب العابرين ُ
أكثر حزناَ ،صحي ُح أنه ديسمبر يجلب لهم فالبداية الكثير من السعادة ولكنه
ٌ
يكافئهم بالتعاسة والحزن فالنهاية..
كنتُ أظ ٌن في السنوات السابقة أنه مشاهدة المسلسالت الدراماتيكية في
ديسمبر تصبح أكثر جماالً ،وتيقنتُ أنه الخسائر في ديسمبر تُعوض في يناير
أفضل ،تكثر التناقضات فيك يا يناير وتزداد التساؤالت وانقالب ْ بِشكل
الموازين ويصبح السيء أجمل،
()19
|رشا الزروق
يُحكى فيه الحكايات التي ال تكتمل وتبدأ فيه الصداقات الحديثة وتنتهي فيه
الصداقات القديمة،
تجمد معالم الكون في ديسمبر.
ْ
يكون ُمتقلبْ هكذا؟ لشهر الذي يختم كل األعوام أن
ْ -دائما ما أتساءل كيف
بينما أفكر آن آخر أنه تقلباته تجعلهُ مذهل لو لم يكن به تقلبات لم يكن مذهالً،
في هذا الشهر تستطيع مالمسة جمال الحياة..
بأنغام فيروزية...
ٍ لنجعل من ديسمبر يكتمل
الطموحات وسيبتسم التُعساء ،وستمضي الحياة
ْ ستشرعُ األحالم وتتحقق
بشك ٍل أجمل فقط فيكَ
يا ديسمبر..
ديسمبر" ..أما اآلن
ْ شهر السكون واالستقرار المسمى "بِ
ٌ -أتممتُ حديثي عن
سأتحدث عني "أنا..
()20
|رشا الزروق
ْ
[...بيروت].. /٢١كانون األول١٩٩٩/
جالس ْه في مطعم ذات ث ُ ْ
رات عتيق يحكمه األجواء الكالسيكية الساحرة..
كامل رقتي ِ ْ
الغامق بِ ْ التي طغى عليها اللون البُن ْى
أمسكُ كوب القهوة بين يداي وبين الحين واآلخر أرتشف القليل منَ القهوة..
ت العتيقة الملئها أرستقراطية ،أرم ُق العابرين وحديثهم ويأخذني التفكير
ِبطل ِ
إلي عالم آخر ،سمعتُ صوت سيده تقول؛ هل يمكنني الجلوس بِرفقتك؟
أومأتُ لها بإيجاب وحينما جلست بدأتُ أتأملها رأيتُ في مالمحها ُ
شحوبْ
ْ
القليل من األفكار تيقنتُ أنها تقريبا بِعمر الخمسينيات... وبعد
ت في ْ
تحدث قائلهِ :لماذا أن ِ التي استغربته كثيرا أنها تبتسم بإفراط وبعد ذالك
ْ
الصمت؟ كل هاذا
مساعدتك يا ابنتي؟
ِ مالمحك الجذابة هل بإمكاني
ِ أرى الحزن أخداً حصته من
ظللتُ أفكر كيف سأرد على السيدة الجالسة أمامي وبعد عدة أفكار ...
ْ
أرمق في هاذا الصمت ْ
فقلت :أنا بِخير يا عمة وأيضا أنا لستُ حزينة ولكن
الكثير من السالم .
ت الحزينة...
بقيت السيدة صامتة لفترة ومن صمتها أخدتني األفكار لذكريا ِ
حتى فجأةً شعرتُ بالسيدة تُحدثن ْي قائل ِه وأغتنمي فرصة التغلغل في أعماق
الحياة ...
ابتسمتُ رغما ً عني ُمسايرةً للسيدة الجالسة بِقرب ْي ،ال أعلم كيف سأقول لها
أنني غير حزينة ،ولكن ال ألومها فاكل من يراني يظ ُن ذالك...
-ولكن بعد ِلقا ْء تلك السيدة تغيرت مسارات حياةِ لألفضل رغم أننا لم
أصبحت أحبٌ ديسمبر ِبغموضه،ْ نتحدث كثيرا ،و ِبفضل السيدة
غ الصبر وبدأتُ أقدس ديسمبر أكثر منوضوحه ،وأنتظر مجيئه ِبفار ْ
قبل ،فقط بسبب ِلقائها..
()21
|سجى محمد
ت جمالها
سرنا التفاصيل الصغيرة ،بينَ طيا ِ
تأ ُ
فكيف لنا أال نعشق ديسمبر!
َ
عمار
عا ْء عبد السالم َ
| ُد َ
"مشاعر ديسمبرية"
كانت أحدى صباحات ديسمبر الباردة بالنسبة للجسد الدافئة بالنسبة للروح ،
عندما استيقظت بضجر ألملم شعري المبعثر بكسل ،حتى لمحت قطرات
المطر على نافدة الغرفة فابتسمت ابتسامة خافتة وسرعان ما تحولت إلى
ابتسامة حقيقية عندما لمحت المدفأة وعلمت إن هذا الصباح األول من
ديسمبر ،التقطت الهاتف الخاص بي وأرسلت رسائل ُحب ل ُكل األشخاص
في قائمة األصدقاء ،نصبتُ مسرعة من السرير الخشبي بعد أن اكتسيت
الشال البنفسجي ليبعث الدفء في عروقي المبتلة من الصقيع ،ب ُكل نشاط
وابتسامة مفعمة بالحياة أبتدئت بالوضوء وشعوري بأن األجر في ديسمبر
يتبجل ويصبح أكبر عندما تالمس الماء جسدك البارد ُ ،كل األشياء في
ديسمبر تختلف حتى الصلوات تشعر إنك بحاجة إلى أن تطيل السجود لخالقك
شكراً له على هذه الهبة العظيمة ،تذهب إلى الركن المفضل لقلبك الحديقة ُ
بعد أن تكون قد انتهيت من إعداد كوب من الكاكاو الدافئ وانتقيت الشريط
الذي يضم صوت البلبل الفيروزي وهي ترنم ب ُكل ُحب "فايق يهوى من كنّا
سوى " تذهب بك المشاعر إلى مكان بعيد حيث المطر والندى على الزهور
،حيث الغيوم المبهجة ،تذهب بك حيثما يحب قلبك وتهدأ روحك ،ترتشف
الكاكاو وتنعم
بشتاء األرض من حولك كيف تستطيع أن تبسل ربيع قلبك على الصحو من
أيام الخريف ،تذهب إلى حيث عائلتك تجدهم جميعا ً يلتحفون ثياب ثقيلة ،
كنزات من الصوف تختلف ألوانها ،جوارب طفولية تختلف أشكالها لن
تندهش كثيراً إن وجدت أحدهم يرتدي جوارب مختلفة في أقدامه شدة الجمال
يصاحب تسلب العقول بينما أنت تجلس في أحد زوايا الغرفة ذاتها دون
جوارب وتحسس توبيخات والدتك لهذا السبب ولكنك تعلم إن هذه النسمات
ماهي إال شفاء لكل عليل مضى في خريف أسقط زهور روحك ،وارتواء
لكل ظمأ في صيف روحك ،تعيش على دفء عائلتك تتريق من خرير
هزارهم ،في ديسمبر الشاي يبدو أكثر لذة من ذي قبل مغري كثيراً لجلسة
عائلية أمام شاشة التلفاز وأنت تشاهد المسلسالت الشعبية التي تسرد حارات
()22
عمار
عا ْء عبد السالم َ
| ُد َ
الشام العتيقة ومن خاللها تستطيع أن تستنشق رائحة الياسمين في أحد
الحارات ،يستطيع البرد الالسع الّذي يعزف ألحانه على جسدك أن يأخذك
إلى أحد بيوت الشام القديمة ،الزيارات في الشتاء أكثر دفء ،النزهات
أكثر ألفة منها في الربيع ،التسوق تحت قطرات المطر الخفيفة وصوت
األطفال مبتهجين بالمطر أجمل من أي مشهد ترنو إليه مقلتيك من أعلى
باريس وأكثر رونق من مباني روما ،ركوبك للسيارة وتأملك للطريق من
خالل النافدة يبعث الراحة في فؤادك ويبعث النشوة في عروقك فيبتدأ هرمون
ال ُحب لديك في االرتفاع في ال دم أكثر من الهيموجلوبين ،تعود إلى البيت
حيث الدفء المنشود تحتضن سريرك وتتلحف غطائك ،تقلب صفحات
الكتب وتستمع برائحة الكتب وملمسها الورقي ،يقاطعك اتصال من شخص
مفضل لديك وتخوض معه مغامرة عميقة تتحدثون فيها عن أصغر التفاصيل
عن شكل الغيوم ،وعن غياب النجمة ،وعن كون الشمس أقل قوة من الغيوم
لدرجة إنها قادرة على حجب نورها ،وإن الرقة تفوز عن أي جبروت وقوة
في هذا العالم ،تقاطعك والدتك بالشاي المحلى بالكاكاوية أو اللوز وتستمع
بمذاقه الالذع على لسانك ،تأتي الساعة الثالثة فجراً تذهب إلى أبعد ركن
في المنزل وتجلس تدعو هللا خاشع ذلوالً على صوت المطر الّذي اختلط
بمطر مقلتيك وأنت تبكي ِ هللا كثيراً وفي قلبك ظن به إنه قادر ،كريم ،رحيم
،تنام تحت رحمة هللا وطبطبة ديسمبر على قلبك ،يحتضن ديسمبر قلبك
ويبعث الراحة في أحشائك فسالما ً على ديسمبر وعلى أبناء ديسمبر ألف
سالما ً .
()23
|سجى محمد
()24
المزوغي
|مآب ِ
هُدوء ليالي ديسمبر
تحديدًا في نصف ليالي كانون األول...
ف بِقلبي ،يُشتت فيني مالم يتشتت ،يبعثر أحالمي عند قارعة عص ُذاكَ الشتاء يَ ِ
وكأن قلبي تفتّت أو َكشيءٍ
ّ قلبي؛ أحببتها ذاتَ الشتاء وافتَرقنا ِفيه ،شعرتُ
أشبه ِبفق ِد الروح
أحببتها وأحببتُ الشتَاء بسببها ،ث َّم كرهتُها وهاهُو الشتا ُء قادم..
تصرخ في ِه كل عظمة في جسمي ُ الحقيقة ُمره ٌق أنا من دونِها للح ّد الذي
ي...
وتقول لألخرة ال تتكي عل ّ
سأكتب لها رسالة ُمشبعة بالنّدم لرب َما تصفح
ُ اتخذتُ قرار لم أف ّكر فيه لبرهة،
عنّي !..فكرة جيدة حقًا..
عليك..
ِ " مرحبًا يا ُمعذبتي ..أتمنّى أن أ ُمر ُحبًا
ي فيما أفتَ ِقد..
أفتقدك ح ّد التعب ،والسّالم عل َّ
ِ في حقيق ِة األمر أنا
جرحتك بها ،وكم هي عدد المرات
ِ أنا على دراي ٍة كم هي عد ُد المرات التي
تجاهلتك بها ،وك ّل كلم ٍة قللت من قيمتك..
ِ التي
يومك؛
ِ لك عندما تُحدثيني عن تفاصيل
أذكر جيدًا ُمعاملتي ِ
ت تُرسلينَ لي
أتذكري حين كن ِ
-صبا ُح الخير عزيزي –
ولم أكن أهتم،
وتكتُبين لي
-أنا أفرم البصل اآلن –
كنتُ أقول :وماه ّمي بالبصل؟
وعندما تخبرينني
()25
المزوغي
| مآب ِ
-ضفرتُ شعري ضفرتين –
سخفك! لطالما كنتُ أُردّد :أفَبِ ِ
ربك! يال ُ
ت تُرسلينَ لي
وعندما كن ِ
-مسكينة جارتنا ماتيلد دائ ًما زو ُجها جوزيف ماتريوير يفتعل المشاكل
بينهما –
جارتك التافهة!
ِ كنتُ أقول :وما شأني بشجار
ت معلن أنسى ما حييت عندما قلتِ - :يؤسفُني أننا ال نستطع قضاء وق ٍ
بعضنا في شوارع فيينا،
اووه إذًا ال يمكنني أن أُقدّم لكَ رسالتي الورقيّة التي كتبتها ِبخطي القبيح،
لكن ال يهم..
أتعلم ياعزيزي بأنني أحبك حتى في ظروف الحياة الخطرة والصعبة ،حتى
مع رغبتي في أن أكونَ منعزلة عن العالم!
أيًا كانَ شك ُل الحياة السيئة التي أُعاصرها؛ أعتق ُد أنني لن أفعل شيئًا سوى
أن أحبك أكثر– ..
الزلتُ أتفقد بريدي أبحث في ِه عن
رحيلك في إحدى ليالي ديسمبرِ ،
ِ اآلن بع َد
رسائل ُمح ّملة ِبتفاصيلك ،أتسائل ماذا ح َّل بشعرك! أضفرتيه ضفيرتان أم
كتفيك؟
ِ ً
منسدال على تركتي ِه
تستيقظ،
ِ تتفرمينَ البصل ،وفي أي وق ٍ أو ُّد أن أعرف ماتفعلينه اآلن ،متى ُ
في الحقيقة ينتابُني الفُضول حو َل جيرانِكم يا هل تَري تصال َحا أم ماذا؟!
تفاصيلك ياعزيزي التي لطالما اِستخففتُها ،تستخف بي اآلن وتجعل منّي
ِ
أُضحوكة..
ع فيني ُحزنَ الفُقراء أجمع..
ُعدك زر َ
ب ِ
()26
المزوغي
|مآب ِ
دونك القرية المهجورة ،الطيور التي ال تطير ،اللسان الذي ال يقوى
ِ أنا من
والشمس الباردة ،أنا السكين الذي ال يقطع،
ُ على الكالم ،القمر المنطفئ،
طعم له ،والسالح الذي ال يقتُل ،والماء التي
َ والنّور ال ُمظلم ،األكل الذي ال
ال تروي..
لك أن تعودي؟
هل ِ
فالقلب ال ُّ
يحن ِلسواك ،والعي ُن ترنو ِلرؤياك، ُ
لك أن تُحي ّ
ي بساتين ور ٍد في قلبي! أيا قلبًا يَسك ُن قلبي. قولي لي؛ هل ِ
في اليوم الرابع والعشرون بعد انفصالنا تحديدًا بعد منتصف الليل ،رأيت ُ ِك
بجناحيك البيضاء – كانت بيضاء حد النصاعة –
ِ تطيرين
تجلُسين فوقَ غيمة ،تصطادينَ خيوط الشمس وتُنسجين منها قبعة للشتاء..
رأيتك تقتربين منّي
ِ
يدك فوقَ رأسي
تضعين ِ
وأطير معك،
ُ فتنبت لي أجنحة
راقب خيبات البشر وحزنهم ،نُدندن بشيء خَفي ،ال
ُ نجلس فوق الغيوم ،نُ
ُ
أستطع معرفته! ،شيء أشبه بِلحن غريب!
صوتٌ شجي ..أغنية عن شهر ديسمبر أعتقد..
ت
ت الوجود والعدم ،أن ِ
ت لي الجوشنَ خاصتي ،خوفي من الالشيء ،كن ِ كن ِ
سراب
ُ الربيع في أعماقها وعندما تضحك ينفجر تحبس ّ
ُ االمرأة التي
الفراشات في ك ِّل األرجاء.
عودي
عينيك ويدفأ قلبيُ ،
ِ لك أن تعودي ِليترتب كل شيء تبعثرِ ،ألنظر ِل
هل ِ
ي يُزهر..
لعل الورد في وجنت ّ
تاهلل أنا من حنيني ُمتعب
عودي لي يازهرةً تُشبت فيني ُ
شحوب الذكريات
()27
المزوغي
|مآب ِ
ور متحف مليء بالثُرات أعدك ُ
نز ُ ِ
نجول شوارع فيينا وال نُ ُ
فكر ِلوهلة وننطق جميع االعترافات
عزيزك المخلص :ف .ن
ِ
()28
|سجى محمد
ثقوب إذني
َ معصم يدي ،اغلقوا
ِ وضعوا االغال َل على
او ضعوا قُفالً داخل ثُغري ،ومع ذلك
لن تمنعوا قلبي من االحساس
او الحب.
|مالك فيصل
ليالي ديسمبر
من مسافة ليست ببعيدة رأيت بيت صغير الحجم يتوسط إحدى نوافذه شمعة
قضت على سواد الليل القاتم الذي استوطن ذلك البيت الصغير ،ذهبت إليه
مسرعة بأنامل مرتعشة وشفتين زرقاوين ،وبدأت بقرع الباب بشده حتى
ِكدت احطمه فَفتحت ِلي عجوز ذَات مالمح منزعجة ترتدي لباس باللّون
االزرق ،اظن أنها انزعجت ِمن قرقعتي القوية
صكيك اسناني هم ْمت مسرعة بالدخول حتى قابلتني موجة دافِئة جعلت َ ِ
يتباطى ُء ،التفتُ إليها وقلت انا اسفة جداً جسدي كان يرت ِعد ِمن البرد هذَا
ليس ذنبي
ابتسمت ِلي وذهبت إلحدى الغرفتين ما هي إالَّ دقائق ورأيتها تأتي نح ِوي
لون اسود ،أشارت ِلي بأن أرتدي هذ ِه المالبس وأن وبيديها مالبس ذات ٍ
اتبعها إلى تلك الغرفة هناك مع رفع اصبعها لإلشارةِ ،من ثُم سبقتني إليها..
ولحقت بها وجدّتها تجلس أمام أعواد الخشب المتفحمة بدلت مالبسي ال ُمبتلة ِ
والمستعملة ،أشارت لي بأن أجلس ومثلت ألمرها ،وع َّم الصمت لدقائق
معدودة ،شعرت بتوتر وقشعريرة تسري في جسدي ِمن ثُم كسرت حاجز
وحدك مع إيماءة عرفت من خاللها أنها ستجيبُني ِ ت
الصمت وقلت هل أن ِ
بنعم؟! نظرت لي نظرة طويلة لم أفهم مغزاها مع هز رأسها ِبمعنى نعم،
شعرت بالخوف واالرتباك ألنها منذ مجيئ لم تنطق بحرفٍ واحد هل هي
بكماء؟!...سألتها مرة أخرى لماذَا ال تتحدثي معي؟!
فَفتحت لي فمها وهنا كانت الصدمة التي هزت أوتار قلبيَ ،من فعل هذا
بك ،وكيف لم تُمانعي حدوث هذا الشيء ،وكيف تحمل ِ
ت هذا األلم اجيبيني ِ
افعلي شيء
لم تفعل شيء ِسوى أنها قابلتني بابتسامة عريضة تزين ثغرها ،وأنا الزلت
في حالة ذهول مما رأيت
()29
|مالك فيصل
حسنا سأخبركم ما رأيت؛ عند فتح فمها ظهر لي قفل صغير مغروس في
لسانها يمنعها من التحدث..
فتحت لي ذِراعيها واقتربت منها ووضعت رأسي على إحدى فخديها وظلت
تداعب خصالت شعري المجعد ،لم تكوني هكذا في السنة الماضية ما الذي
لك ما المكروه الذي اصابك؟!
حدث ِ
لم تجيب ،واستمرت تداعب خصالت شعري
لك ما حدث لي ِ طيلة السنة الماضية فهذ ِه إحدى عاداتي التي حسنا ً سأروي ِ
لك في الليلة األولَى من ديسمبر ولكن هذ ِه المرة اعتدت عليها عند مجيئ ِ
غير كل المرات هذ ِه المرة صوتي هو الذي سيطغى على المكان انا سأتحدث
ت لن تجيبيِ ،من يناير إلى يونيو كنت وحيده ومنبوذة مثل عادتي ،ال وأن ِ
اتحدث ِ ِبكثرة ،وأجلس فِي الظالم ،انام كثيراً ،ال أُصغي ألحد ،ال أُبالي ألحد،
الرمادية إلى ألوان
ب حياتي ّحدث شيء قَلَ َ
َ احب البقاء وحدي فقط ،فِي يوم
ت حوريات اخرجوني من ِبئري العميق الي طيف زاهية ال م ِثيل لهاِ ،س ْ
شاطئ البحر الجميل
ّ
اكبرهن ندى صاحبة العقل الكبير والقلب اخذو بيدي إلى الطريق السليم،
البلوري ِ الحساس.
تليها جود الفتاة الغامضة تظهر فِي أوقات ُمحددة وتذهب فِي سرعة البرق،
ِمن ثُم شيماء اكثرنا جنونا ً واستفزازاً ولكنَّها تملك قلبا ً ال مثِيل له.
اميمة كأنها بحر عميق مليء باألسرار قليلة الكالم ولكن إذا تكلمت صعقتك.
وأخيراً عائشة لن أقول عنها ِسوى أنها نابغتنَا..
رابط مثِين اطلقنا عليه اسم الو َمانس واأللو َمانس تعنِي :عالقة الصداقة
القوية واالخوية بين اإلناث
نهضتُ ِمن على فخدِها ،ونظرت إليها وبادلتني ِبنظره لم أستطع تفسيرها
ُ
حيث توجد شدت على ِمعصمي واخذتنِي معها إلى الغرفة االخرى ِمن ثُم َّ
ِبها خزانة كبيرة الحجم قامت ِبفتح إحدى ادراجها وأخرجت منها صندوق
()30
|مالك فيصل
ذه ِبي المع فتحته واخرجت منه مفتاح صغير التفتتَ ِلي وقامت بتوسيع
فكيها حتى ظهر القفل وقامت بفتحه بِذلك المفتاح الصغير وقالت ِلي (إياكم
ان تفلتوا بِأيدِي بعضكم مهما َحدث)وأعادت إقفال فمها بالقفل الصغير
سريري.
ِ واخرجتنِي ِمن بيتها الدافئ الى أن فتحت عينَّي ووجدت نفسي في
()31
|سجى محمد
يوم شتوي ،رائحة أنفاسك ،حضنك الدافئ ،لمسة يداك ،بسمة من شفاك ،
موسيقية ضحكتك التي أدمنتها ،انظر للفرح من عيناك بلون البن وأري فيهم
كالم لم أسمعه منك بل أخبرتني به عيناك ،هل هدا هو الحب ؟
للحب مسميات عديدة ومعاني مختلفة وشعور أيضا مختلف ال يوجد قانون
تابت للحب .
هل يمكن للحب أن يكون من طرف واحد أم الحب يجب أن يكون شعور
متبادل من الطرفين.
هل الحب دائم أم أنه فتره محدودة من الزمن نعيشها.
هل الحب له نهاية؟
أو هو بداية لحياه أخرى.
الحب شعور غير مفهوم وغير قابل للشرح .
أسئلة عديده و ال يوجد لها جواب إلى أن أعيش كل هده التفاصيل من مراحل
الحب .
هذه هي متاهة الحب
أن تدخل تلك المتاهة إما أن تبقي تائها لألبد أو أن تخرج منها بقلب صادق
ال يتغير بل يغير.
دقات قلبي تتسارع أطراف جسمي ترتعش أفكار متضاربة خوفي من
المنتظر هكذا كانت حالتي قبل أن أراك ،لتواني فقط شعور بالراحة واألمان
هل يمكن أن أشعر بالراحة واألمان من شخص لم أسمع حتي صوته.
من أين جاءني هدا الشعور وهل هو شعور حقيقي أم شعور البدايات ...
عند لقائنا األول كانت الكلمات قد نست طريقها إلينا ولكن النظرات
()32
|إكرام أكرم
متواصلة هل تتحدث العيون بدال منا أم ماذا ،
األيام تمضي وأنا عقلي وقلبي وتفكيري عالق والزال يفكر ويجلب خيط
الذكريات العتيق لي لقائنا األول كان لدقائق معدودة ولكن انحفر في ذاكرتي
ذاك اللقاء .
هل التقت القلوب في ذاك اليوم أم ماذا .
إلتقينا مجددا وكان لقاء مختلف تماما عن لقائنا األول حين رفضت أن أجلس
بجانبك ألجلس في حضنك كانت جرئه منك أن تطلب منى ذالك شعرت
بنفس الشعور الذي أحسسته ألول مره حين رأيتك ،كيف لي أن أنسى كل ما
جهزته قبل لقائنا من أسئلة وكلمات أردت أن أقوالها لك كل شيء تالشى
وأختفي مع أول قبله منك هل هي جرئه أم حب ،كيف يفعل هدا بي وأنا ال
أفعل أي رادت فعل ،فقط استسلم أمامه هل يتحكم بي من لمسة يديه ،أو
من نظرت عينيه أو من ماذا ال أعرف ما هو مصدر كل هدا ،كانت يده
تحتضن يدي طول فترة لقاءنا مثل طفل ممسك بيد أمه خائفا أن تضيع منه
،كنت أري لتلك الهدايا التي أهداني إياها ،لم أشعر بالسعادة كانت ال تعنى
لي شيء ألن تفكيري منشغل باألحاسيس والمشاعر اللحظية عند ذاك اللقاء
كان وجودك كنقطة ضعف أستسلم أمامها ،كل التفاصيل التي حدثت بيننا
لم أعرف ما هو مصدرها وممعناها حتي األن لمسة يديك ،حضنك الدافئ،
طعم شفتيك ولسانك ،طعم الشكوالتة من فمك يزيدها أكتر حالوة وتميز،
لم أرتوي يوما من الماء مثلما ارتويت من شرب الماء من فمك ،هل هدا
هو بداية الحب أو شعور جديد ألول مره أعيشه تلك األحاسيس والمشاعر
كنت انظر لكل تلك التفاصيل من بعيد أو يصفها شخص أخر لي من خالل
تجربته ومروره بكل تكل المشاعر ،ولكن ها أنا األن أعيش هده التفاصيل
التي أعجز أن أصفها أو أن أجد لها تفسير ومعني ،هده هي البداية
أضع رأسي على كتفك فيفيق عرق القلب تتسارع نبضات القلب يسرع الدم
يملئ القلب حب .هل سيدوم اإلحساس األول ،هل ستكون بداية حبنا شعور
صادق لألبد ،الزالت كل تلك األسئلة تراود ذهني ولم أجد لها جواب ،ولن
أجد لها جواب وتفسير تابت الن الحب يختلف بي اختالف االشخاص .
()33
|إكرام أكرم
هذه هي متاهة الحب .
هل الحب الصادق قبل الزواج أو بعد الزواج أم الحب الصادق يدوم لألبد
وال يتأثر بالظروف والبعد ولطول المسافات ،يبقي السؤال ما هو الحب
الذي النهاية له؟
()34
|سجى محمد
ُكل من ٰ
يرى ُمقلتاي يبتسم ،لم أكن اعل ُم ما السبب ،حتى حادثني انعكاسي
ي
انتَ مرسو ٌم على ملقتا عيني ولذلك احبوا النظر إل َّ
ليروكَ فيني.
َ
|تامي الورفلي
في إحدى ليالي ديسمبر ،وفي اليوم الخامس تحديدًا ،استيقظت صبا ًحا،
هممت أللتقط صورة لنفسي مع مرآتي ،فتحت الباب ورفعت رأسي عاليًا
فإذ بها تضحك قائلة :لقد سمعت ما قلتي أنا السماء يا حبيبتي للكل؛ ولكي
ت أنا ،ونحن..
ت وأن ِ
فأنا مرآة صحيح ،أنا انعكاسك ،أنا أن ِ
مجرتيك ،واسمه منقوش
ِ فتعجبت ألمرها "نحن"! ،قالت أرى نوره متألأل في
كفاك مزا ًحا قلتُ
ِ شفتيك ،فضحكتُ ؛ ضحكتُ ألنني لم أعي ما تقصد،
ِ على
لها..
مقدرا لها أن يعتقد صاحبها إنها مبهمة ومخفية ،وقد يكون هو
ً بعض األشياء
بذاتها ال يعلم بأمرها ،لكن األعين ال تكذب وال تخفي ،األعين موطن الصدق
والنطق دون اعتراف.
مجرتيك؛ حتى تكاد تكون مالمحه واضحة جدًا ،وألصدقك ِ إنني أراه في
القول اليوم يا أنا في جوفي قد اجتمعا قمران ،وهنا تكمن معجزة و ابتس َمت،
فيك مغرمةٌ أيتها األنا. فابتسمت معها قائلة لها :إنني متيمةٌ ِ
بك ايتها السماءِ ،
()35
|سجى محمد
()37
|سجى محمد
()38
|سجى محمد
()40
|سجى محمد
ُ
احادث نفسي ،لعلى األمل قريبٌ بعيداً عن أعي ِنكم،
الحزن سببها انتَ .
ِ ولعلك اخذتهم عند رحيلكَ ،واحاتٌ من
|انوار علي
رحيالً بال عودة ،قصة ديسمبر
()43
|سجى محمد
()49
|سجى إبراهيم
()50
|سجى محمد
()51
|منى السالم
بشرار من الغضب أجبتُك ٍ ض ُر عينيك تحـول إلى أحمر يتطايرفي لحظة أخ َ
بابتسامة ُحـب :أنا مزروعةٌ في تربة قلبك كلّما نب َ
ُض قلبكَ ُحبًا ِلي ارتويتُ
ليس لـروحي. ّ
ولكن الجيالتِي لمعدتِي َ أكثر فـأكثر
َ
واليوم ألبيتَ طلبي لكَ بقطع ِة جيالتي من سوس وينكو ويقودُنا الجندو ُل من
ت البندقية.
جديد في متاها ِ
قلتَ :يـاغيمتِي؟
ابتسمتُ للقَـب الجديد فأجبتُك :ياسمائِي؟
ضحكتَ أنت و ِهمتُ أنا ِبها حتى قلتَ :
ت زهرتي حتى أبدلتِي الهاء واو و الرا َء جي ٌم و آنستِي وح َدتي واليوم ُكن ِ
ت
ي ال ُحب واالطمئنان الحنانَ واالهتمام أن ِ ت غيمتِي تمطرينَ عل ّ أصبح ِ
النعمـة التي أدعو هللا ّ
بأن ال يحرمنِي منها.
ي
روحي بكَ أيّها الر ُجل الشرق ّ
ِ بعيون مليئ ٍة بالـدموع قلتُ :
ٍ
بك أيتُها األنثى الغـربية.
قلتَ :هـا ِئ ٌم ِ
تتطـاير خصالتُ شعر ّ
ي ُ الشمس
ِ ب
جسر التن ُهـدات وقتَ غرو ِ
ِ تحتَ
البـاردة قلتُ :أشعُر
ِ ي ديسمبِر
الكستنائي على كتفيكَ مع هبوب نسمات ليال ّ
بالبر ِد
واضعًا قُبلة أدخل ِ
ت الدف َء إلى ِ بعيناي
َ ق ووضعتَ عيناكنظرتَ إلى الشف ِ
حصلتُ
ألنعم براحـة لم يس ِبق ِلي أن ِ
َ ً
مدخال ِبي فِي وطنِي "حضنكَ " سدي ج َ
بمث ِلها.
صوتُ "جلين هانسرد" في أغنية "يوبيتو" وملوح ِة دمو ِعي أيقظتني من ذلكَ
األحالم ".
ِ ي فقد ح ِلمتُ ونسيتُ أن "في ديسم ِبر تنت ِهي ك ُّل
الحلم البندق ّ
()52
|سجى محمد
وفرح زع ٍل، ٍ ب،ت كتابي ،التي ُكتبت بِ ُح ٍ أخيراً ،هل اكملت قراءةَ صفحا ِ
طقس ملي ٍئٍ ضفاف النهاي ِة ،بعد
ِ حزن ،وسعادة ،االن نح ُن على ٍ ورضى،
ٰ
ب ،غرقتُ في أعماقها ،في يُمناي كوبٌ بالبرد ،جلستُ اقرأ ُ كلما ٍ
ت كتبتها بح ٍ
الشمس على اإلشراق ،وانا الزلت ُ ئ بالقهوة ،الوقت متأخر جداً ،اقتربت ملي ٌ
ألكتب احساسي ،ألشر َح فرحتي ،وآلمي ،ال أعلم هل هناك أحد هُنا َ اقا ِو ُم،
لنغوص معا ً فيَ االن ،قرا َء طيات الكتاب جميعها ،ووصل لنهاي ِة حديثي،
يقترب ويبتعد ،حياة ٌ مليئةٌ بالتفائل،
ُ حياتي الديسمبريَّة؛ نو ٌم متقطع ،وأم ٌل
واخرى اقاو ُم ،حياة ٌ جميلةٌ؛ اثق دائما بأن دعواتي ٰ واليأس ،تارةً اسق ُ
ط
ستجاب يوماً ،مهما طال الزمن ستتحق ُق ،وانها تستح ُق االنتظار كثيراً، ُ ست ُ
ب على انهُ خطيئةَ ،حتى يصل الحب ويطرق البشر دائما ينظرون الى الح ِ
أبواب قلوبهم ،حينها فقط يعترفونَ ب ِه ،دائما ً خوفنا المتكرر من هذ ِه البشر
ّ
ولكن كلماتهم س احساسنا في جوفِنا المعتم ،نحر ُق أنفسنا ونتألم، يجعلنا نح ِب ُ
خاطئةً جداً ،عندما كنت جالسة تحت الشجرة ،بمالبسي ال ُمبتلة ،لم يأتي أحد،
ويجملُها ،يأتي
ِ أو يهتم بي أحد سواهُ؛ ذاك هو الحب ،يأتي في جميع األوقات
في الضيق ،وينزعه ،عندما أشار الى قلبه ،قائالً؛ فُزتي بهذا ،أتعلمونَ لم
يعد يهمني الفوز فالمسابقة ،أو صديقتي المنسية حتى ،لم تعد تهمني حينها،
احتوى حزني ،وطفولتي ،وكسري، ٰ يشير الى موطني ،موط ٌن
ُ شعرتُ انه
ع عيناي ،وحده من يعلم حاالتَ مزاجي المتقلب ،فقط من نبرةِ صوتي، ودمو َ
ت الجديدات، ولكن ال اريد ان انسى ،حكايةً جديدة رسمتها مع كلتا صديقا ِ
ت حزني وفرحي ايضاً ،اعلم لقب صديقةَ ،وجدتهم في حاال ِ فعال استحققنَ َ
أنهما يقرأن االن ،هُنا و هو ،كلهما؛ احبكم.
فجوف البرد ،اتمنى ان ينال ِ انتهى كتابنا الجميل ،كتابٌ نقشنا أحرفهُ
ٰ واخيراً
َّ
اسمائهن إعجاب الجميع كما نال إعجابي ،هناك العدي ُد من المبدعات نقشتُ
َّ
إبداعهن يستحق ألنهن ،استحققنَ دائما ً اإلمكان العالية ،الن
َّ أعلى الصفحات
ذلك ،وايضا ً اعتذر إن كنت نسيتُ إحدى النصوص التي ارسلت َ
الي ،اعتذر
النصوص ُحبا ً الى قلو ِ
ب القارئين. ِ جداً ولكنني حاولت جم َع ِ
اكثر
اترككم االن في سالم ِة هللا وحفظ ِه.
()53
اسماء الكاتبات المشاركات في كتابنا:
سجى محمد
غروب احمد
مروة الفيتوري
عائشة أسامة
نوران آل نصر
عيادة كَشيب
هبة أبوصره
عائشة خليفة
رشا الزروق
دعاء عمار
عائشة صالح
مالك فيصل
إكرام أكرم
تامي الورفلي
االء بن مفتاح
يقين قدورة
مريم الربيعي
انوار علي
مالك الشريف
سجى إبراهيم
منى سالمة
المزوغي
مآب ِ
رافقَ التوفي ُق دبركم ،وحف َ
ظ الرحم ُن حياتكم ،وانار هللا جوفكم بنجاحاتكم