You are on page 1of 870

‫عزف يا ل احمجر ي‪ /‬يالكتبة ي‪ :‬يرواس يامالل‬

‫ابناء تعاقب بفعل الباء ‪..‬‬

‫حياة تتوُأأدَ تحت صراع البقاء‪...‬‬

‫قرارات صعبه ‪ ..‬تحدي وكفاح ‪ ..‬الم وامل ‪ ..‬حب‬


‫وتضحيه ‪...‬‬

‫عندما نعيش صراع بين الوُاقع والحلم لبد ان‬


‫يتغلب احدهما على الخار‪..‬‬

‫وعندما نهوُي في عمق الوُادَي ‪ ..‬لبد ان نكتشف‬


‫ان في ذاك العمق المظلم نفق منير وسلم نرتقي‬
‫فيه للعلى‬

‫وعندما يغلق امامنا الباب ويسد الطريق لبد ان‬


‫نبحث في مكان ما عن ابوُاب مفتوُحه على‬
‫مصراعيها ‪..‬‬
‫عندما نكتم أنفاسنا لنستلذ بأنفاسهم ‪...‬‬

‫ونوُأدَ أفراحنا لنعيش أفراحهم ‪...‬‬

‫ونغتال احلمنا لتكبر أحلمهم ‪...‬‬

‫عندها نقوُل عذرا ايها القلب ‪..‬فلتمت نبضاتك ‪..‬‬


‫لتحيا نبضاتهم ‪...‬‬

‫حـَـَاجـَـَر‪..‬‬
‫عـَزف الم أ‬
‫أ‬

‫‪.‬‬
‫ضجيج وأصوُات مرتفعه خاطوُات بين مسرعه‬
‫ومتأنيه ‪ ،‬صدى ضحكات وأخارى عبرآت‬

‫وبين هذا وذاك ‪ ..‬ترانيم عزفتها القلوُب وتغنت‬


‫بها الرواح ‪ ..‬وانشدتها الدموُع‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫~ ضبـَاب أم عزف المحاجر ؟ ~‬

‫مازال الضبـَاب يغلفهما ‪ ..‬ل ارى بوُضوُح ؟!‬

‫ي بتتابع لعل الصـَوُرة تتضـَح أكثـَر !!‬


‫ت عين ي‬
‫أغمض ت‬

‫~ نعم اتضحت بعض الشـَيء وان كان الثمن تدفق‬


‫ذلك الدمع المحجوُر ~‬

‫ي‬
‫ازدَرت ريقي بصعوُبه ‪ ..‬ثم شددَت على يد ي‬
‫اخافف من توُترهما‪..‬‬

‫وقدمي تصنع مع الرض نغمه موُسيقيه سريعه‬


‫~ خاوُف اضطراب قلق بعثرة شتات هذا ما اشعر ~‬

‫سحبت نفسا عميقا لعلها تسكن تلك الروح‬


‫المضطربه بين حناياي ‪...‬‬

‫ويستريح قلبي الذي يرقص كـَ الطير الذبيح ‪...‬‬

‫وضعت يدي عليـَه أتلوُ بعض اليات‪...‬‬

‫أخااطب بها روحي لتستكين وقلبي المرتجف ليهدأ‬


‫ويطمئن ‪....‬‬

‫وما ان سكن ‪...‬‬

‫اغمضت عيني‬

‫ارسم صوُرة غرفتي ‪ ..‬ولعبتي ‪..‬وامي ‪ ..‬واخاوُتي‬


‫‪...‬‬

‫فتحت عيني ببطئ أودَع تلك الذكريات الدافئـَه‬


‫التي صنعتها ‪ ...‬فتلشت الصوُره‬

‫وتناثرت كما مشاعري واحاسيسي ‪...‬‬


‫‪.‬‬

‫وقعت عيني على ذاك القـَادَم من بعيـَد‬


‫‪..‬تسـَارعت خاطـَوُاتـَه تبرزهـَ هيبته ويسبقـَه‬
‫وقـَارهـَ‬

‫راقبتـَه بصمت‬

‫عبثت يداه بأوراق تصفحها ثم دَسها في‬


‫الحقيبه‪ ...‬واقترب أكثر حتى لفحتني حرارة‬
‫أنفاسه‬

‫وأشرقت ملمحـَه الجادَه بناظري ‪ ...‬تأملني قبل‬


‫ان ينطق‪ ...‬وغزت نظراته عمق عيناي‬

‫وكأنه يبحث عن جوُاب لسؤال يعصف بروحه‪...‬‬


‫ولنني ل املكه أجدت فن الهروب وأشحت بنظري‬
‫عنه ‪...‬‬

‫مد يده فأسرعت يدي المرتجفه للتشبث بها‬


‫‪..‬ساعدني على النهوُض ‪ ..‬حتى استوُيت واقفه‬

‫شد على يدي يؤكد علي‪ ...‬فابتلعت ريقي الذي‬


‫جف‪ ..‬وحركت راسي بـَ اليجاب ‪..‬‬

‫أطلق زفرة كان قد احتبسها فتره ‪ ...‬وشد على‬


‫يدي اكثر وهوُ ينطلق بي الى حيث المجهوُل‪....‬‬

‫تحركت خاطوُه ثم أبيت‪...‬ل لست أنا بل قدماي‬


‫التي أبت أن تتحرك‪ ...‬حاولت ‪ ..‬لكنهما خاذلني‪...‬‬

‫خاذلني ‪ ....‬و ‪ .....‬خاذله ‪..‬‬

‫توُقفت مرغمـَـَه ‪ ...‬فتوُقف هوُ مصـَدوم ‪...‬‬

‫التفت نحوُي‪ ...‬وتعلقت نظراته بعينـَي لتمطر‬


‫وجعا وحسـَرهـَ ‪..‬‬

‫ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامه‪....‬فازدَدَت‬


‫ألما‪...‬‬

‫شد على يدي أكثر‪ ....‬فضاعت حروفي وألجم‬


‫لساني‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫"‬
‫~ خايبـَـَـَـَـَه ~‬

‫اغمض عينيه وسحب نفسا عميقا ‪ ..‬وكأنه وجد‬


‫جوُابه‪...‬ارتخت قبضته‪..‬‬

‫فحركت راسي نافيه ‪...‬‬

‫ل اريد ان يتركني‪..‬ل اريد ان افقده‬


‫ابتسم‪ ...‬ولمعت عينيه ببريق ترجم احاسيسه ‪...‬‬
‫وشعوُره‪...‬‬

‫سحب يده ‪ ..‬ليعصف بروحي الضعف‪....‬‬

‫واستدار ببطء‪ ...‬لتابع طيفه يتلشى كما‬


‫الذكريات ‪....‬‬

‫النـَ ـَهـَ ـَايـَـَه‬

‫قبل خامسين عام‬

‫لهيـَب المـَاضي‬

‫مساحه صحرواية واسعه نثرت فيها تلك الخيام‬


‫السوُدَاء باهمال ‪ ..‬مما اعطاها روعه وجمال ‪...‬‬

‫آبار تبدو مهجوُره بمثل هذا الوُقت ‪ .. ..‬اغنام ‪..‬‬


‫وابل ‪ ..‬وخايوُل ‪ ...‬انتشرت بسكوُن في رحاب‬
‫الرض‪...‬‬

‫ظلم يتوُسطه ضوُء القمر‪ ...‬ويزينه تلل النجوُم‬


‫‪...‬واجوُاء السكوُن يتخللها صهيل الخيل ‪...‬وعوُاء‬
‫الذئاب‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫غطت شعرها بما يخفيه ويستره ‪...‬وتقدمت‬


‫بخطوُاتها الوُجله‪ ..‬تكادَ تتعثر بثوُبها الطوُيل تحمل‬
‫بين يديها المرتعشه صحن عشاءه المتوُاضع ‪..‬‬

‫ظلم عم تلك الخيمه وشع بآخارها ضوُء السراج‬


‫الخافت ‪...‬‬

‫حيث يجلس هوُ ‪ ..‬بهيبته وقسوُة ملمحه ‪...‬‬


‫تقدمت نحوُة‪ ..‬واضعة الطبق امامه ‪...‬وهمست‬
‫ببعض الحروف المختصره ‪..‬‬

‫‪ :‬سم يا بوُفيصل ‪..‬‬

‫اطلق تنهيدته وهوُ يتامل عشاءه‪ ...‬بينما التقطت‬


‫هي المروحه المصنوُعه من السعف وحركتها فوُق‬
‫الطبق كرمز لـَ الحترام ولتبعد عنه الفات ‪..‬‬

‫لم تنطق بكلمه حتى فرغ من طعامه الذي كان‬


‫دم في وقته ‪ ...‬فبعد عمل مضني وشاق‬ ‫يبدو انه ت‬
‫ق ي‬
‫‪ ...‬الطعام والنوُم هوُ اكثر ما يحتاجه ‪..‬‬

‫قدمت له المنشفه بعد ان انتهى من غسل يديه ‪...‬‬


‫ورتبت له الفراش بحركات رتيبه اعتادَت على‬
‫اتيانها كل ليله ‪...‬‬

‫لكن هناك ماكان يشغلها‪ ..‬ويشتت تركيزها‪ ...‬وبدا‬


‫واضحا له ‪...‬‬

‫‪ :‬هاتي اللي عندج يا وضحه ؟‬

‫رفعت راسها له وفتحت فمها صدمه‪ .....‬ثم‬


‫ابتلعت ريقها لتنطق ‪ :‬سلمتك ‪ ...‬مافيه ال‬
‫العافيه‬

‫‪ :‬تكلمي وهاتي اللي عندج ‪ ...‬اعرفج عدل يوُم‬


‫يكوُن في قلبج كلم اكوُن بوُادَي وانتي بوُادَي ‪..‬‬
‫قوُلي يا وضحه وش عندج‬

‫ابتلعت ريقها الذي جف ‪ ..‬وجلست بطرف فراشه‬


‫الرضي ‪ ...‬عبثت باصابعها ترتب الكلمات‬
‫تصفصفها ثم تنثرها لتعيد ترتيبها اخارى‬

‫‪ :‬وضحـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه‬
‫‪ :‬آ م آ كلمتني ام صالح اليوُم ‪ ..‬تقوُل انه بوُصالح‬
‫حصل على الوراق و‪.....‬‬

‫قاطعها بغضب ‪ :‬ماخالصنا من هالكلم الفاضي ؟‬


‫وبعدين يا بنت الناس ؟؟‪ ...‬صدعتي راسي من كثر‬
‫ماتعيدين هالتفاهات واعيد لج كلمي ‪...‬الحين‬
‫تبيني اخالي اشغالي ولقمة عيشي واركض ورا‬
‫اوراق ل توُدَي ول تجيب ؟!‬
‫مثل فلن وعلن ؟؟‬

‫‪ :‬بـَ ‪ ..‬بس الناس يا بوُفيصل ‪ ..‬يقوُلوُن انها مهمه‬


‫‪ ..‬وما بقى احد ما راح يقدم عليها ‪..‬‬

‫‪ :‬مهمه لهم هم ‪ ..‬محنا بحاجتها ‪ ..‬خاليهم يتهنوُن‬


‫فيها ‪ ..‬واحنا عندنا الصل والهم ‪....‬من متى‬
‫اوراق تثبت اصل وفصل‬

‫‪ :‬بس حتى اخاوُك بوُفايز صارله اسبوُع يراجعهم‬


‫فيها ‪...‬‬

‫‪ :‬هذا انتي قلتي اسبوُع ‪ ..‬تتحملين انتي وعيالج‬


‫اسبوُع بدون اكل ؟ بوُفايز اخاوُي الله موُسع عليه‬
‫يقدر يغيب اسبوُع واثنين وما تتاثر ميزانيته ‪ ..‬ل‬
‫تقيسين حالنا بحاله ‪..‬‬

‫اغرورقت عيناها وطأطأت راسها بخيبه ‪...‬‬


‫واصابعها تعبث بطرف شيلتها ‪..‬‬

‫ل فائده ‪ ..‬كلما فتحت له الموُضوُع يردَ بنفس‬


‫النفعال ‪ ..‬لماذا ل يرى اهميتها والكل يسعى‬
‫اليها؟‬

‫هوُ ليس مهمل لكنه يعمل بالولى من وجهة نظره‬


‫‪ ..‬فهوُ ليس كابوُ سعد الذي التهى عن عائلته‬
‫بملحقة النساء‪..‬ليس كابوُحمد‬

‫الذي لم يعد لعائلته منذ شهوُر ومصيره‬


‫مجهوُل‪...‬وانا لست كام سالم التي فقدت الزوج‬
‫والعضيد ولم تجد من يسعى لها‬

‫على القل هوُ موُجوُدَ بالقرب وسند يعتمد عليه‬


‫بعد الله وهوُ اب يسعى جاهدا لتوُفير لقمة العيش‬
‫الصعبه‬

‫وصلها صوُته الدافئ بعد ان احس بغلظته‬

‫‪ :‬طفي النوُر ياوضحه ونامي ‪ ...‬والصباح رباح ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫في بعض الحيان نغفوُ ثم نستيقظ لنتدارك ما‬


‫غفوُنا عنه‪ ....‬وفي بعضها نغفوُ ولكن تطوُل‬
‫الغفوُه ‪ ...‬فنصحوُا ولكن قد فات الوآن ‪..‬‬

‫جـَـَزر ~‬ ‫عـَـَززف ازلم أ‬


‫حـَـَـَـَا ج‬ ‫~ أ‬
‫البارت الول‬
‫منذ نعوُمة اظفاري عرفتك ‪ ...‬ترعرعت بين‬
‫ابجدية حرفك‬

‫توُسدت ارضك ‪ ..‬وحلقت في سماك‬

‫اطرب عشقا حين تيذكر اسمك ‪ ....‬ويتراقص قلبي‬


‫فرحا بقربك‬

‫احبك ‪ ..‬ل ل ‪ ..‬هوُ فوُق الحب ‪ ...‬هوُ شعوُر اكبر‬


‫اعمق اصدق‬

‫هوُ قيد قييد قلبي ليكوُن ملكك ‪ ..‬وحصر احلمي‬


‫كي ل تتجاوز مداك ‪.....‬‬

‫كبرت وليته لم يكن‬

‫اراك تزدَادَ قسوُة وازدَادَ تعلقا بك‬

‫اراك تبتعد ‪ ...‬وانا اجري خالفك ‪ ....‬انادَيك فل‬


‫تسمع‬

‫ل ادَري سبب كل هذا العشق لك رغم تجافيك‬


‫وقسوُتك‬

‫ل اعلم سر شعوُرك نحوُي وشعوُري نحوُك‬


‫هل تشعر بي !! هل ترويك عبراتي ؟؟ هل تطرب‬
‫للمي وأشجاني ؟؟‬

‫هل اذنبت بحبي لك وانا ل اعرف غيرك ؟‪ ..‬هل‬


‫اذنبت بتعلقي بك وانا لم اعرف سوُاك?‬

‫اتاتي بعد هذا لتقوُل من انت؟؟‬

‫انسيتني ام تتناساني ؟‬

‫انا طفلتك ‪ ...‬معشوُقتك ‪ ...‬انا جزء منك ‪...‬‬


‫احلمك التي زرعت ‪ ...‬امالك التي انتظرت‬

‫انسيت خاطوُاتي الولى على ظهرك ؟ وصدى‬


‫ضحكاتي على ارضك ؟‬

‫انسيت تلك الحلم التي رسمتها على جدرانك ‪...‬‬


‫واشهدتك فيها على عدم هجرانك؟؟‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫لزلت اح ب ك ‪ ..‬فزدَني عذابا‪ ..‬واسقني قسوُه‪..‬‬


‫ازدَك حبا ‪ ..‬وارويك عشقا لخار قطره ‪.....‬‬

‫يا وطنـَي‬

‫‪.‬‬

‫~ غربة وطن ~‬

‫حي شعبي شبه متهالك‪ ..‬محاط بمنازل ل تختلف‬


‫من حيث التصميم والردَاءة والقدم ‪...‬‬

‫طرق ضيقه ‪ ...‬ومتعددَه ‪ ..‬برك مياة متجمعه هنا‬


‫وهناك‪ ...‬اطفال تدوي صيحاتهم الطفوُليه في‬

‫المكان‪ ...‬تلطخت ثيابهم الرثه بالرمل والماء‬


‫لترسم لوُحة فنية مشوُهه من الطين عليها ‪..‬‬

‫‪.‬يجوُبوُن الشوُارع عبثا ‪ ..‬بينما اشباههم على‬


‫مقاعد الدراسه !!‬
‫احياء ل تنعم بالهدوء حتى ساعات متاخاره من‬
‫الليل‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫هنا تحت سقف خايمة نصبت امام المنزل‬


‫المتوُاضع ‪...‬كان مجلس رغم بساطته اكتنفته‬
‫الهيبه‬

‫والوُقار بحضوُر كبار من رجال المنطقه ‪ ...‬لمر‬


‫ضروري وهام ‪ ..‬امر يتحددَ فيه المصير‪ ..‬وممكن‬
‫ان تنقلب فيه الموُازيين ‪....‬‬

‫‪.‬‬

‫تردَدَ صوُت ابوُ خاالد في المجلس ليقطع الصمـَت‬


‫‪ ..‬وتلتقطه السماع بشغف ‪:‬‬

‫وش قلتوُا ؟!! الرجال جا يعلمنا بالعلوُم الزينه‬


‫والطيبه ‪ ..‬والخابار اللي قالها تسر‬
‫وما تضر ‪..‬‬

‫ابوُ فهد ‪ :‬وش زينته يابوُخاالد الله يصلحك ‪ ..‬الوُلد‬


‫يحرضنا نترك دَيارنا واهلنا بعد‬

‫هالعمر ؟ له ما نسوُيها يا بوُ خاالد ‪ ..‬له يا خاوُي‪...‬‬

‫بوُناصر بتاييد ‪ :‬وانا قوُلتي من قوُلة بوُفهد ‪..‬‬


‫دَيارنا ما نتركها ول نتحرك منها و لوُ‬

‫على قطع رقابنا‪ ..‬صبرنا سنين والفرج جاي باذن‬


‫الله ‪ ...‬راح الكثير وما بقى ال القليل ‪...‬‬

‫ابوُ سعد ‪ :‬ما لنا في الغربه يابوُخاالد‪ ...‬ان كان هوُ‬


‫يقدر لنه فردَ ‪ ،‬والوُاحد بروحه يتحمل‪...‬‬

‫لكن من ياخاذ معه عياله واهله واللي يعيلهم‬


‫وشلوُن يعيش بهم في دَيرة الغرب ناس‬

‫ل نعرف دَينهم ول لسانهم ‪...‬‬


‫بوُفهد ‪ :‬هالفكره ماهيب جديده يا جماعه ‪..‬‬
‫وماشفت احدن راح وفلح ‪ ...‬الغربه شينه‬

‫وما في مثل ارضك واهلك ‪ ..‬وان جاروا عليك‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫الطاقات الشبابيه كان فيها من الحماس للفكره‬


‫‪ ...‬حماس متوُقد بلهيب المل ‪ ..‬لكنه ما لبث‬

‫ان اخامد بكلمات الشيبه واعتراضاتهم ‪....‬‬

‫‪.‬‬

‫تحركت نظرات ابوُخاالد وسط ضجيج الردَودَ‬


‫والعتراضات ‪ ...‬تبحث في الوُجوُه عن تلك‬
‫النظرات‬

‫القوُيـَة الوُاثقـَه التي يثق بها ‪...‬‬


‫توُقفت نظرات ابوُخاالد عليه وتامله للحظات يقرأ‬
‫ملمحه ‪...‬قبل ان ينطق ‪...‬‬

‫كان يجلس هناك بصمت ‪ ..‬هيئته تدل على انه يغط‬


‫بتفكير جادَ وعميق ‪....‬‬

‫وكأن الحوُار الذي دَار قبل قليل عصف به فحرك‬


‫الرمادَ الساكن بداخاله منذ سنوُات ‪ ..‬واشعل نار‬
‫القرار والمصير ‪..‬‬

‫بوُ خاالد ‪ :‬وانت يا الصقر؟!!‬

‫حينها رفع صقر راسـَـَـَـَـَه ‪ ...‬وارتفعت اليـَـَـَه‬


‫النظـَـَار‬

‫"ساله عمه وهوُ شبه متاكد من رأيه ‪ ،‬يعرفه ‪،‬‬


‫ويجيد قراءة افكاره ‪ ..‬لكن تمنى ان ل يصيب‬
‫توُقعه فيه هذه المره فقط ‪....‬‬

‫"‬
‫رفع صقر راسه لتلقي نظراته القوُية الحادَه‬
‫نظرات عمه المتعبه المشفقه ‪ ..‬ثم دَارت نظراته‬
‫في تلك الوُجوُه‬

‫المتجهمه والحائره التي تعلقت نظراتها به تنتظر‬


‫رأيه وقراره‬

‫ورجعت اخارى الى عمـَه‪ ....‬الذي حرك راسه‬


‫باليجاب آذن له‬

‫بالحديث ‪...‬‬

‫‪ :‬من رايي نخاويه ‪ ..‬وهذا الحل الوُحيد قدامنا‪...‬‬


‫ادَري انه صعب ‪..‬صعب انك‬

‫تتخلى عن حق انت اولى فيه ‪ ...‬صعب تترك دَيارك‬


‫واهلك مسقط راسك‬

‫واجدادَك ‪..‬اللي لوُ طلب روحك فداله ‪ ..‬لكنه باب‬


‫امل وانفتح ويمكن ما ينفتح‬

‫مرة ثانيه ‪ ..‬قعدتنا كل مالها تضيق وحالنا من‬


‫سيء لسوُأ ‪ ..‬ع القل اذا رفضوُا‬

‫الشيبه‪ ..‬يطلع منهم الشباب ‪ ..‬ترا مجادَيفهم‬


‫تكسرت ‪ ..‬وذاقوُا من الذل‬
‫كفايه ‪ ...‬انتم تحملتوُا لنكم تاملتوُا خاير باليام ‪...‬‬
‫لكن بعد خامسين سنه‪..‬ماظن‬

‫فيه امل يرتجى‪..‬وكل خايوُطه تقطعت ‪...‬افتحوُا‬


‫لهم الباب‪...‬اطلقوُا سراحهم ‪...‬‬

‫خالوُهم يعيشوُن طعم الحريه ولوُ يوُم بالعمر ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫ت وترقب لم يطل‬ ‫أطبق على المجلس صم ت‬


‫‪....‬لحين اطلق صقر كلماته التي كان يخشاها العم‬
‫‪...‬‬

‫فهاج المجلس وماج بين مؤيد ومشجع ومعارض ‪...‬‬


‫وملتزم للصمت ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫وانفض على تلك الكلمات الموُجعه وذاك القرار‬


‫الصعب ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫ليس سهل ان توُدَع أرضا احتوُت طفوُلتك‬


‫وأحلمك‪..‬وشهدت كفاح آبائك وأجدادَك‬

‫ليس سهل ان تغمض عينك وتدير ظهرك لـَ مأوى‬


‫جيرتك وحمى قوُمك‬

‫ليس سهل ان تنسل من ماضي بلغ عنيا ‪ ..‬لتبنى‬


‫حاضرا ومستقبل مجهوُل‬

‫لكن الصعب ان تبقى مكبل اليدين مطأطأ الرأس‬


‫طوُال عمرك ‪..‬‬

‫أمران احدهما أمير من الخار ‪!!...‬‬

‫فما الحـَل ؟‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫اولدَ بوُفيصل ‪:‬‬

‫بوُخاالد‬
‫بوُفهد‬
‫بوُصقر )متوُفي (‬
‫بوُفيصل )متوُفي (‬

‫‪،،،،،،،،،،،‬‬

‫اولدَ بوُفايز ‪:‬‬

‫بوُناصر‬

‫بوُلفي‬

‫‪،،،،،،،،،،،،،‬‬

‫بنات ابوُسعوُدَ‪:‬‬

‫ام ناصر )زوجة ابوُ ناصر (‬


‫ام عهوُدَ )ارملة ابوُفيصل ثم زوجة لـَ ابوُ لفي (‬
‫ام صقر ) ارملة ابوُ صقر (‬
‫~ البدآيـَـَـَـَه ~‬
‫فضـَـَـَـَـَـَاء بحجم " صبرهم " واسـَـَـَع وامتدادَه‬
‫على مد البصـَـَر ‪....‬‬

‫وارض " كأحلمهم " كبيـَـَرهـَ تلوُنت بزهوُر الربيع‬


‫‪..‬واكتست بالثوُب الخاضر‪...‬‬

‫والسمـَـَا "كأقدارهم" ملبده بالغيوُم تبرق وترعد‬


‫تنذر بقرب المطر والعوُاصف الرعديه‪....‬‬

‫وجبال "كشموُخاهم " راسية بشموُخ وثبات‪..‬ل‬


‫يزعزعها عصف الريح ول يضعفها إغداق المطر ‪...‬‬

‫توُزعت المخيمات بشكل آسر وجذآب كلوُحة فنيـَه‬


‫تأت ج‬
‫قن صنعهـَا‪ ..‬ودَبت في الصحراء الحياة بعد‬
‫الموُت المؤقت لها طوُال اشهر السنه ‪..‬‬

‫على تلك الفرشه التي توُسطت الرض حوُل‬


‫الشاي والقهوُة وسلة التمر تحلقت النساء‬
‫باحادَيثهن المتنوُعه المتسمه بالثقل‬

‫والهدوء بين الشجن تاره والفرح تاره اخارى ‪...‬‬

‫وتلك الخيمه البيضاء احتوُت الفتيات وشقاوتهن‬


‫بين ضحكه وابتسامه وحديث مرهف ومثقل‬
‫بالوُاقع وبالحلم الوُردَيه‪...‬‬
‫اما الطفال نثروا هناك فل حدودَ تقيدهم ول ارض‬
‫ول سماء ‪ ...‬انتشروا بحرية تسموُا ارواحهم بين‬
‫السماء والرض‬

‫‪ ..‬وصرخااتهم الطفوُليه تنعش اجوُاء المكان‬


‫‪...‬بين لعبة واخارى‪..‬‬

‫والشباب احتلوُا لهم بقعه خاصصوُها للحديث‬


‫والتسامر واخارى صنعوُها ملعبا وانغمسوُا حماسا‬
‫في لعب الكره ‪ ...‬بعكس‬

‫الشيبه الذين تجمعوُا حوُل النار والقهوُه ‪...‬‬


‫تدفئهم ذكريات الماضي‪....‬‬

‫‪.‬‬

‫في مخيم آخار مقابل‬

‫ارتفعت ضحكاتهن بشكل هستيري حتى صرخات‬


‫فيهن دَلل ‪ :‬اششش وجع زين وجع فضحتوُنا‬
‫الحين يجينا عمي‬

‫وال واحد من الشباب وينكدون علينا الطلعه ‪...‬‬


‫مسحت غدير دَموُعها التي نزلت من الضحك ‪ :‬أي‬
‫والله صج ‪..‬بس الله يقطع ابليسج يا دَودَي جبتيها‬
‫وانتي بنت ابوُج ‪...‬‬

‫وانفجرت بالضحك مره اخارى وشاركنها‬


‫الفتيات‪....‬‬

‫دَلل بعصبيه ‪ :‬غدرووهـَ وجع ان شاءاللـَـَه ‪..‬‬


‫والتفتت للبقيـَـَه بغضب هييييه وجع انتم بعد ترا‬
‫وربي اقوُم واخاليكم!‬

‫ثم فزت قائمه ‪....‬‬

‫امسكت صموُدَ بيدها كاتمة ضحكتها بتكشيره ‪:‬‬


‫يوُوه دَلوُل اقعدي بس‪ ...‬واحنا اشقلنا الحين ؟؟‬
‫‪ ...‬اقعدي بس اقعدي‪......‬‬

‫جلست دَلل عاقده حاجبيها ‪ :‬والله انكم خابوُل ‪...‬‬


‫وقسم لوُ رجعتوُا لنفس الكلم لخليكم وقوُم ‪.....‬‬

‫صمتن كاتمات ضحكاتهن واخافين بمكر البتسامه‬


‫‪ ....‬لكن أعينهن دَارت في بعضها البعض تتناقل‬
‫رسائل‬

‫تحذيريه‪...........‬لتنطق صموُدَ بشغب ‪ :‬زين دَلوُل‬


‫احلفي انه موُ صج ؟‬

‫هههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫هههههههههههههههه‬
‫ههههههههههههههههههههههههه انفجرن‬
‫ضاحكات وتعالت اصوُاتهن ‪...‬‬

‫فزت دَلل واقفه بغضب ‪ ...‬ولحقت بها صموُدَ‬


‫ضاحكه ‪ ...‬زادَت من خاطوُاتها حتى لحقت بها‬
‫وامسكت ذراعها‬

‫‪ :‬دَلوُووووووووووول دَليييييييييييييييييييييييييل‬
‫دَفعتها دَلل بغيض ‪ :‬ابعدي‬

‫لكن صموُدَ احتضنتها بحب ‪ : ...‬دَلوُل وربي احبج ‪..‬‬


‫واحب اضحك معاج ‪ ...‬فديتج دَلوُل ل تزعلين‬

‫ابتعدت دَلل عنها ‪ :‬ضحكج ثقيل وبغيض واكرهه‬


‫‪...‬وكملت بهمس‪ :‬ترا حتى انا اعرف عنج اشياء‬
‫واشياء‪) ...‬حركت حاجبيها بخبث (‬

‫كشت ملمح صموُدَ تقرا ملمح دَلل التي لمست‬


‫فيهن الصدق‪....‬لتنطق الثانيه بعزف موُسيقي ‪ :‬ز‬
‫ز ز يايايا دَدَدَدَ‬

‫توُسعت عيني صموُدَ وشهقت بصدمه ‪...‬‬

‫امسكت دَلل كتفها بأسف ‪ :‬بسم الله عليج "‬


‫دَودَي " ‪ ...‬هيييه اضحك معاج اشفيج صدقتي‬

‫دَفعت يدها بعنف ‪ :‬سخيفه‪ ...‬وضحكتج بايخه مثلج‬


‫‪....‬‬
‫توُسعت عيني دَلل بعجب ‪ :‬منوُ اللي بدى الحين‬
‫‪...‬؟؟‬

‫ثوُاني من الصمت ثم انفجرن بالضحك على‬


‫بعضهن‪..‬لتقاطعهن صرخاة جهريه‬

‫‪ :‬هيييه صـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُت !!‬

‫شهقت دَلل ‪ ..‬وكتمت صموُدَ شهقتها بيدها ‪...‬‬

‫وصلهم صوُته مرة اخارى ‪ :‬مرياام‪...‬‬

‫تعلقت نظراتهن ببعض ‪ ...‬وزادَ احمرار وجنتي‬


‫صموُدَ بخجل ‪...‬لتتوُسع ابتسامة دَلل الخبيثه‬
‫وتحرك حاجبيها بمكر ‪...‬‬

‫زيد ينادَي اخارى‪ :‬مريـَـَم ‪..‬‬


‫ابتلعت صموُدَ ريقها ‪ ..‬وهمست وهي تدفع الهوُاء‬
‫بيديها لوُجهها الساخان ‪ :‬مريوُم بالخيمه لحظه‬
‫انادَيها ‪...‬‬

‫استدارت بعجل ‪ ..‬لكن اوقفها صوُته الذي انطلق‬


‫من وراء الساتر ‪ :‬منوُ صموُدَ ؟‬

‫اغمضت عينيها تنتزع الحروف انتزاعا ‪ :‬ايي ‪ ..‬سم‬

‫‪ :‬صموُدَ بلغي اهل صقر يطلعوُن ‪ ..‬تراه ينطرهم‬


‫من نص ساعه في السياره‬

‫التفتت لدلل التي لوُت شفاها خاوُفا من غضب‬


‫صقر ‪..‬‬

‫صموُدَ بشبه ارتياح ‪ :‬خالصا ان شاءالله الحين‬


‫يطلعوُن‪...‬‬
‫ما ان ابتعدت خاطوُاته ‪ ...‬حتى افضت دَلل بخوُفها‬
‫‪ :‬نص ساعه ياويلي بيذبحني‬

‫‪ :‬تستاهلين ‪...‬بعدين صج اخاوُج نكته من بعد‬


‫مخيمكم يعني عشان يجي بسياره ؟ ‪...‬‬

‫‪ :‬حدج عن الصقر‬

‫‪ :‬اليوُم الصقر وباجر خاوُيلد ‪...‬‬

‫تلفتت دَلل بقلق ‪ :‬وجع وجع فضحتينا يمال‬


‫‪......‬قطعت عبارتها وامسكت بذراع صموُدَ زين‬
‫تعالي معاي ‪ ....‬ع القل وصليني للسياره‬

‫ابعدت صموُدَ يد دَلل عنها ‪ :‬اسفه ‪ ..‬يالله مع‬


‫السلمه ورينا عرض اكتافج ‪.. ..‬والله يعينج‬
‫ههههه‬

‫ضربتها دَلل على كتفها ‪ ..‬وودَعتها صموُدَ‬


‫بابتسامه واسعه وهي تحرك حاجبيها بخبث ‪...‬‬
‫لتحرك الخارى يديها بالدعاء ‪ :‬اشـَوُووف فيـَـَـَـَـَج‬
‫يـَـَوُوووم يا صموُدَ ‪....‬‬

‫‪.‬‬

‫تنهدت صموُدَ بابتسامه‪ ...‬وخايالها يسحبها لعالمه‬


‫الحالم ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫زيد اسم ارتبط باسمها منذ الصغر‪ ..‬فاقتحم‬


‫احلمها عند الكبر‪...‬‬

‫هوُ مستقبلها المشرق ‪ ..‬احلمها الوُردَيه ‪ ..‬طوُق‬


‫النجاة بالنسبه اليها‪..‬‬

‫ن مستقبلها ال‬
‫لم تربط احلمها ال به‪...‬ولم تب ج‬
‫بوُجوُدَه‬

‫لم يكن غريبا ابدا ان يقترن اسم صموُدَ بزيد عند‬


‫الحديث النسائي خااصة خاالتها ووالدتها‬
‫وشقيقاته‬
‫فهوُ امر اصبح مألوُف وطبيعي عندهن‪....‬‬

‫لكن رغم هذا فخجلها وحياءها يبقي شعوُرها نحوُه‬


‫طي الكتمان ‪ ...‬لم تبح به لحد سوُى لـَ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫ارتجفت عندما شعرت باحد امسك كتفها والتفتت‬


‫نحوُه بفزع‬

‫عهوُدَ ‪ :‬على وين ياحلوُه‪ ..‬تراج وصلتي مجلس‬


‫الرجال ‪ ...‬واتبعتها بضحكات على شكل صموُدَ‬
‫التي استوُعبت‬

‫مكانها واكتمت شهقتها بيدها ‪..‬‬

‫)عهوُدَ ( ههههههههه يالله خالينا نرجع ‪ ..‬شكلج‬


‫سرحتي‪ ...‬وهـَ اللي شاغل عقلج يتهنى فيه‬

‫صموُدَ ‪ :‬محد شاغل عقلي مثل اللي شاغل عقلج‬


‫‪ ...‬ال ماكله اكل ‪...‬‬
‫‪ :‬يوُوه فديته بس‪...‬‬

‫‪ :‬وجع استحي‪..‬‬

‫‪ :‬زوجي كيفي حللي ‪....‬‬

‫‪ :‬لما نفتك منج وتروحين لبيته ذيك الساعه قوُلي‬


‫زوجي‬

‫‪ :‬احلفي بس ؟‬

‫سرحت نظرات صموُدَ بذاك القادَم من بعيد لتقوُل‬


‫‪ :‬زكرت الؤأوط آآم ينط‬

‫لتتلقى ضربه من شقيقتها ‪ :‬وجع ل تغلطين حدج‬


‫عن زوجي عادَ ؟‬

‫حركت صموُدَ يدها بملل ‪ :‬وع ‪ ....‬الله عالزوج‬


‫بس‪...‬‬

‫تنهدت عهوُدَ بحب مستنده بكفيها على كتف صموُدَ‬


‫‪ :‬اللي مايطوُل العنب ‪...........‬‬

‫‪.‬‬

‫سحبت عباءتها لتحرر جسدها منها وتكلمت تكرر‬


‫على والدتها كلمات الخال ‪ :‬يمه خاالتي تسأل عنج‬
‫وتسلم عليج ‪ ..‬وزعلنه ليش ماجيتي معاي‬

‫‪ :‬الله يسلمج ويسلمها‪ ..‬ما قلتي لهـَا ان ام خاالد‬


‫كانت عندنا ‪..‬‬

‫التفتت لوُالدتها التي تحرك البريق بسرحان على‬


‫المدفأه ‪ :‬أي بلى‪ ..‬بس تنطر منج زياره ‪..‬وهي‬
‫بعد مع بناتها راح يطبوُن عليج باي وقت‬
‫‪ :‬حياهم الله ‪..‬‬

‫اقتربت من والدتها وجلست بهدوء ‪ ..‬ثم حملت‬


‫البريق عنها لتسكب الشاي في الفناجين وتخلطه‬
‫بالسكر‬

‫ثم تحركه بالملعقه ليشق صدى اجراسها صوُت‬


‫الصمت‬

‫" هل فعل يصدقن بنات الخاله ؟ ‪ ...‬هل فعل‬


‫عمتها ام خاالد قدمت لتحقق الحلم وتضع نهاية‬
‫للمنيه بخط الوُاقع ‪..‬‬

‫احمرت وجنتاها بمجردَ التفكير بذلك ‪..‬ثم نفضت‬


‫تلك الفكار ساخاره من تفكيرها يبدو ان حديثهن‬
‫الذي ازعجها قبل ساعات قد راق لها وصدقته ‪..‬‬

‫رفعت الفنجان بيدها المرتعشه من الفكار التي‬


‫غزت مخيلتها الحالمه "‬

‫قدمته لوُالدتها وهي تهمس ‪ :‬مم يمه‪ ..‬اشعندها‬


‫عمتي ام خاالد ‪..‬ممم جيتها غريبه اليوُم حتى‬
‫شكلها يقوُل انه‬

‫فيه شي ‪ ..‬يعني بالعادَه تجي وتسوُلف ‪..‬و‪.......‬‬

‫" لم يكن لكلمها مصداقيه او معنى‪ ...‬لكنه فضوُل‬


‫ينهش قلبها وخايالها "‬

‫اخاذت والدتها منها الفنجان عاقده حاجبيها ‪ :‬وين‬


‫صقر ؟‬

‫اخاتنقت الكلمات الباقيه في صدرها‪ ..‬تعلم‬


‫اسلوُب والدتها اذا ارادَت انهاء النقاش في‬
‫موُضوُع ما ‪...‬او اغلقه قبل فتحه ‪...‬‬

‫‪ :‬نزلني ‪ ..‬ورجع لمخيم الرجال يقوُل عنده شغل‬


‫ضروري ‪..‬‬

‫مسحت ام صقر وجهها بكفها المرتعش وهمست‬


‫بدعاء ‪ :‬الله يستر‬
‫‪.‬‬

‫هناك عند مخيم الرجال ‪ ...‬توُقف اللعب‪...‬‬


‫وهجرت النار والقهوُه‪ ...‬وتجمهروا جماعات بقلق‬
‫حوُل تلك السياره التي توُقفت من لحظات ‪..‬‬

‫صقر ‪ :‬وشلوُن امسكوُه ؟‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬كان جايب اهله وفي الطريق صادَفهم‬


‫تفتيش ‪ ...‬وزين انهم سمحوُا له يوُصل اهله‬
‫ويرجع لهم ‪...‬‬

‫انتقلت عينا صقر نحوُ ذاك المخيم الذي ولبد‬


‫اشتعلت فيه نار الحسره واللم ‪..‬‬

‫صقر ‪ :‬ماصار ال الخير ان شاءالله ‪..‬‬

‫بوُخاالد يمسك بيديه محذرا ‪ :‬دَربالك ياولدي ‪ ..‬ل‬


‫تتهوُر ونخسر اثنين بدل الوُاحد ‪...‬‬

‫ردَ بثقه ‪ :‬ل تخاف ياعم ‪ ..‬تنحل باذن الله ‪ ..‬انت‬


‫بس ل تشيل هم ‪...‬‬

‫بوُخاالد ‪ :‬اذا شد عليك المر اتركه‪ ...‬ونشوُف له‬


‫حل ‪ ..‬بس المهم انك ما توُرط نفسك يا صقر‬

‫صقر ‪ :‬ل توُصي يا عم ‪ ..‬ماهي اول مره ‪..‬‬


‫ونتفاءل خاير ان شاءالله ‪..‬‬

‫قبل راس عمه‪ ..‬وفتح باب السيارة راكبا ‪...‬ليفتح‬


‫الباب الخار ويدخال منه فهد‬

‫‪ :‬بروح معاك ‪..‬‬

‫صقر ‪ :‬ماله دَاعي يا فهد ‪ ..‬خاليني اشوُف‬


‫الموُضوُع اول‬

‫‪ :‬خالني اطمن عليه‪ ..‬وتعرف الوُالده ماراح ترتاح‬


‫ال اذا قلت لها اني رحت وشفته‬
‫هز صقر راسه موُافقا وادَار المحرك منطلق نحوُ‬
‫مقصده ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫اسندت الهاتف بكتفها اليمن واذنها وهي ترتدي‬


‫غطاءها وعباءتها‬

‫وصلها صوُت والدتها القلق‪ :‬عهوُدَ رايحه لهم ؟‬

‫‪ :‬أي يمه ‪ ..‬بطمن على عمتي وميثا ‪..‬‬

‫‪ :‬انطريني نص ساعه بس انا راجعه‬

‫‪ :‬يمه تتاخارين ‪ ..‬بشوُفهم الحين وانتي الحقيني ‪..‬‬

‫‪ :‬ل تروحين بروحج ‪ ..‬شوُفي صموُدَ وال وحده من‬


‫خاوُاتج‬

‫‪ :‬زين يمه ‪..‬‬

‫‪ :‬عهوُدَ ل تطلعين بروحج فاهمه‪...‬‬

‫‪ :‬ان شاءالله ان شاءالله باخاذ صموُدَ معاي ‪...‬‬

‫‪ :‬أي زين نص ساعه وانا وراكم ‪...‬‬

‫‪ :‬زين يالله مع السلمه ‪..‬‬

‫اغلقت الخط والتفتت لصموُدَ المندمجه بتبريد‬


‫اظافرها‬

‫‪ :‬صموُدَ يالله قوُمي‬

‫عقدت حاجبيها بملل ‪ :‬ل مالي خالق ‪ ...‬والله تعبانه‬


‫ورجوُلي تعوُرني من المشي‪..‬‬
‫غدير ‪ :‬انا بروح معاج ‪ ..‬لحظه انطريني ‪..‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬امي موُ راضيه تروحين معاي ول راضيه‬


‫اروح بروحي ال مع صموُدَ يالله صموُدَ قوُمي بل‬
‫استعباط‬

‫صموُدَ بضيق ‪ :‬عهوُدَ فارقي تراني واصله حدي ‪..‬‬


‫اووف‬

‫توُسعت عيني عهوُدَ بغضب‪ :‬احلفي بس ‪ ..‬قوُمي‬


‫ل اقوُمج غصب ‪..‬‬

‫نهضت صموُدَ تزفر غضبا ‪ :‬يااربي ياااربي متى‬


‫افتك من وجه هالعهوُدَ‬

‫وصلتها صرخاه عهوُدَ التي سبقتها للخارج‬

‫‪ :‬يالله بسرررعه‬

‫صرخات بصوُت مماثل ‪ :‬زيييييييييييين ‪....‬‬

‫ارتدت معطفها السوُدَ ‪ ..‬وشالها الذي لفته بعنايه‬


‫على شعرها بخت من العطر وتاملت شكلها مرارا‬
‫في‬

‫مرآتها الصغيره ‪..‬قبل ان تخرج على صرخاات‬


‫عهوُدَ التي فقدت السيطره على اعصابها ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫صافح صقر بحراره ‪ ..‬ثم انتقل لمصافحة فهد‪..‬‬


‫واشار لهم بالجلوُس مرحبا‬

‫‪ :‬ياهل والله بالصقر ‪..‬وينك يا رجال ما تنشاف ال‬


‫بالمخافر‪ ...‬شكلي كل يوُم بمسك واحد من العايله‬
‫عشان اشوُفك‬

‫توُسعت ابتسامة صقر التي لم تمحوُ الجديه من‬


‫معالم وجهه‬

‫صقر ‪ :‬ل اصدق بس ؟!!‪ ...‬ياخاي من كثر ماشوُفك‬


‫نسيت وجهي وحفظت وجهك حتى باحلمي صرت‬
‫تطلع‬
‫نايف ‪ :‬ههههههههههه ‪...‬الله يالبخيل ‪ ..‬كلها‬
‫طلعة قنص يوُمين بالسبوُع ومستكثرها ‪...‬يالله‬
‫من لقى احبابه‬

‫صقر بابتسامه ‪ :‬ما يحتاج اشرح غلتك ‪..‬‬

‫نايف ‪ :‬اكيد واثق ‪ ..‬وال ما كنت اسمح لك تقوُمني‬


‫من عز نوُمي لمقابلة وجهك ‪..‬‬

‫" نايف صديق الطفوُله لصقر ‪ ..‬شقيق واكثر ‪...‬‬


‫ورغم ان الظروف والقوُانين فرقت طريق كل‬
‫منهم عن الخار ‪..‬‬

‫ال ان ارواحهم وقلوُبهم بقيت على موُدَة واتصال‬


‫لم يفرقها ولم يزعزعها شي ‪....‬‬

‫فان كانت القوُانين بيد البشر ‪ ..‬فان القلوُب بيد‬


‫رب البشر "‬

‫سادَ صمت مؤقت ما يسمع فيه ال اصوُات‬


‫الفناجين والكوُاب ‪ ...‬الى ان فرغ الخادَم من‬
‫توُزيع الشاي لهم ‪..‬‬

‫‪.‬وما ان خارج واقفل الباب حتى تحدث نايف‬


‫‪ :‬ل تشيل هم يا فهد‪ ..‬اخاوُك بالحفظ والصوُن ‪...‬‬
‫واذا تبي تشوُفه وتطمن عليه الحين‬

‫آخاذك له وادَخالك عليه ‪..‬بس انت تدري ان المخفر‬


‫اللي فيه الحين موُ تابع لنا‪...‬‬

‫ورغم هذا اوعك خاير لي معارف وان شاءالله ما‬


‫يقصرون‪..‬‬

‫‪ :‬ما تقصر يا نايف ‪..‬الله يبارك فيك‬

‫‪ :‬صدقني يا فهد هذي قوُانين ‪ ...‬وال كان بوُدَي‬


‫اطلعه الحين ول اخاليكم ترجعوُن بدونه ‪..‬‬

‫صقر ‪ :‬ما تقصر يا نايف ‪ ...‬عارفينها ‪ ..‬ويمكن‬


‫اكثر ناس يعرف القوُانين هم احنا‬

‫نايف ‪ :‬هههههه أي اكيد بل شك‪....‬‬

‫فز صقر واقفا وكذلك فهد ‪..‬وفز نايف معهم‪...‬‬

‫صافح صقر نايف بامتنان ‪ :‬ما قصرت ياخاوُي ‪..‬‬


‫سامحنا ازعجناك ‪..‬‬
‫شد نايف على يد رفيقه ‪ :‬ولوُ ماسوُيت ال الوُاجب‬
‫يا صقر‪ ..‬وبكره باذن الله مشعل يرافقكم بسلمه‬

‫‪.‬‬

‫كانت صوُرتها تلوُح لهم في الفق كما لحت‬


‫صوُرهم لها ‪ ..‬يقتربوُن وتقترب‬

‫قابلتهم دَلل في الطريق‬

‫‪ :‬شفتوُا اللي صار ؟‬

‫عهوُدَ بقلق ‪ :‬أي سمعنا ‪ ..‬والحين شنوُ الجديد‬

‫دَلل ‪ :‬صقر راح يشوُفه مع ولد عمي فهد ‪ ..‬الجوُ‬


‫مكهرب عند الحريم والرجال‬

‫عهوُدَ ‪ :‬وميثا شلوُنها‬

‫دَلل ‪ :‬ميته من البجي ‪ ..‬وامها بعد ‪ ..‬الله يعينهم‬


‫صموُدَ تدخال يديها في جيوُب معطفها من البردَ ‪:‬‬
‫بس صقر يعرف بهالموُر‪ ...‬اذكر مره طلع ثامر‬
‫وخاالد ‪...‬‬

‫دَلل ‪ :‬أي صح ‪ ..‬بس موُ كل مره تسلم ‪ ..‬الله‬


‫يستر بس ‪...‬‬

‫عهوُدَ‪ :‬يالله خالوُنا نشوُف عمتي وميثا‬

‫‪.‬‬

‫همسات تتصاعد وتخفت‪ ..‬دَعوُات ترتفع ‪..‬وصمت‬


‫قاتل يطبق بين حين وآخار‪...‬‬

‫ابوُ فهد بقلق ‪ :‬تاخاروا‬

‫بوُخاالد بامل ‪ :‬اذكروا الله ‪ ..‬وان شاء الله‬


‫بيوُصلوُن ‪ ..‬اذكروا الله ‪..‬‬

‫فز خاالد للخارج ‪ ..‬يشعر ان نفسه قد ضاق عليه‪...‬‬


‫ولحق به ثامر لشعوُر مماثل‬
‫ثامر ‪ :‬تظن يطلعه صقر ؟‬

‫خاالد ‪ :‬قوُل ان شاءالله ‪ ...‬صقر عنده معارف‪..‬‬


‫ويقدر يوُسطهم ‪...‬‬

‫ثامر ‪ :‬لحوُل ول قوُة ال بالله ‪...‬لمتى هالمعاناه‬


‫لمتى‬
‫خاالد ‪ :‬اذكرالله يا ثامر‪ ...‬وما تضيق ال يتبعها‬
‫الفرج ‪..‬‬

‫امسك خاالد بهاتفه ‪ ..‬وضغط على ازرته التي‬


‫حفظها عن ظهر قلب‪...‬‬

‫ليصله ذلك الصوُت الجش ‪ :‬هل خاالد‬

‫‪ :‬بشر‬

‫‪ :‬ان شاءالله خاير‪ ..‬بس الحين مناوبه وتعرف‬


‫صعب انه نتصرف قبل الصبح‬

‫‪:‬أي أي صح ‪ ..‬فهمت‪ ...‬وبعدين‬


‫‪ :‬الله كريم‪ ..‬طمن عمي وقوُله ما فيه ال الخير ان‬
‫شاء الله ‪...‬ل يشيل هم‪..‬‬

‫‪ :‬يصير خاير ‪ ...‬ماقصرت الله يعطيك العافيـَـَه‬

‫‪ :‬الله يعافيك‪..‬‬

‫اغلق الهاتف بضيق مضاعف ‪...‬لتلتهمه نظرات‬


‫ثامر القلقه والمتهلفه لمعرفة الخابار ‪...‬‬

‫‪ :‬بشر يا خاالد ؟ ‪ ..‬شنوُ قال ؟‬

‫‪.‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬ميثوُه وجع بسم الله على مشيعل ل‬


‫تفاولين عليه‬
‫ميثا منتحبه‪ ..:‬ماشفتي الحسره بعيوُنه لما طلب‬
‫منه يسمح له انه يوُدَينا للمخيم ويرجع له ‪..‬‬

‫يرجع له برجوُله ‪..‬امي مسكت بثيابه ل يروح بس‬


‫راح راح برجوُله للسجن ‪...‬‬

‫احتظنتها عهوُدَ تخفف عليها وتهدئتها ‪ :‬ميثا‬


‫مشعل موُ اول ول اخار واحد ينمسك منا ‪..‬‬

‫والحمدلله كلهم طلعوُا ومافيهم ال العافيه ‪ ...‬ل‬


‫تكبرين الموُضوُع ول تفاولين عليه‬

‫تكمل دَلل ‪ :‬وبعدين اخاوُي صقر واخاوُج فهد راحوُا‬


‫له ‪ ..‬وانا متاكده انهم مايرجعوُن ال معاه ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫كانت تقف كوُقفتها عند دَخاوُلها ‪...‬ثابته شامخه‬


‫‪..‬احمر انفها ووجنتيها من البردَ‬
‫تحاول الهروب ان لم يكن بجسدها فبروحها‬
‫وفكرها قدر المستطاع‬

‫دَست كفيها في جيب معطفها‪.....‬وهي تنظر‬


‫اليهن من اعلى وقفتها حيث هم جلوُس على‬
‫الرض‪..‬‬

‫اتخذت لها زاويه ‪ ..‬تتامل فيه الوُضع بعيدا عن‬


‫تاثير دَموُعهن وعوُيلهن‪..‬‬

‫لم يكن مشعل الول ولن يكوُن الخاير‪...‬هذه هي‬


‫حياتهم‪ ..‬وتلك معاناتهم ‪ ..‬حياة ينتفي فيها‬
‫الستقرار ‪..‬‬

‫حياة نسجت بمعاناة الماضي والحاضر‪...‬لكنها وان‬


‫كانت منهم ‪ ..‬انسلخت بجلدها‪..‬وارتدت ثوُبا ليس‬
‫لها‪...‬‬

‫نجحت في ذلك ‪ ...‬الى الن ربما؟ ‪...‬لم تذق ال‬


‫القليل مما ذاقوُ ‪ ..‬لكن الى متى؟‬

‫هل تتوُقف احلمها هنا‪ ...‬وتغفوُ عند عتبة الوُاقع‬


‫؟‬

‫ام انها اقوُى من ان تنهيها بموُقف وآخار‪...‬‬


‫وستمضي قدما صامده كاسمها ؟‬
‫المعزوفة الثانية‬

‫جر ‪..‬‬
‫عـَـَـَززف المحـَـَـَا ج‬
‫أ‬

‫‪ :‬ميثـَـَـَـَاااا‬

‫كان صوُت فهد ينادَي من خالف الخيمه‬

‫فزت ميثا واقفه بركب متخاذله وقلب ينتفض‬

‫وارتفعت لها العناق ‪ ..‬ساعدتها دَلل بوُضع‬


‫الشال على راسها والغطاء على وجهها‪..‬‬

‫خارجت لشقيقهاالذي يقف خاارجا على امل ا ن‬


‫تسمع منه اخابار تسر وتطمئنها ‪..‬‬

‫بادَرها بالسؤال ‪ :‬شلوُن امي؟!‬

‫حركت راسها بالنفي وهي تمسك بغطائها وتشد‬


‫عليه ‪ :‬ما دَري امي بخيمة خاالتي ام صقر ‪..‬بس شـَ‬

‫قاطعها بامر ‪ :‬روحي عندها ودَربالج عليها‬


‫‪...‬طمنيها وحاولي تهدينها ما وصيج يا ميثا‬

‫هزت راسها باليجاب وعيناها تلتهم ملمحه تريد‬


‫جوُابا لتلك السئلة التي تعصف بروحها ‪..‬‬

‫قال ‪ :‬ادَخالي جيبي غطا وشوُية اكل‬

‫توُسعت عيناها ‪ :‬حق منوُ ؟‪ ....‬والتفتت للسياره‬


‫الفارغه ال من صقر فاحست بذوبان روحها‬
‫‪.....‬مشعل ما رجع؟؟‬
‫‪ :‬ل ‪ ....‬يرجع باجر ان شاءالله ‪ ...‬بس جيبي الغطا‬
‫ول تاخارينا ‪...‬‬

‫كتمت شهقاتها بيدها وعادَت ادَراجها متخاذله‬


‫لتلقي بجسدها المنهار باحضان عهوُدَ التي‬
‫استقبلتها‬

‫‪ :‬ميثا ‪ ..‬ميثا اذكري الله ‪..‬شنوُ صار؟!!‬

‫لكن انهيارها كان شديد ‪ ..‬كيف ل وشقيقها يقبع‬


‫خالف القضبان بل ذنب ارتكبه ‪ ..‬وينتظره المصير‬
‫المجهوُل الذي‬

‫غرق فيه الكثير ونجا منه الخار برحمة الله ‪".......‬‬


‫البعـَـَ ـَـَـَ ـَـَـَ ـَـَـَ ـَـَ ـَـَادَ "‬

‫اخاذت صموُدَ الغطاء وخارجت به لفهد ترافقها‬


‫دَلل التي اسرعت لصقر بسيارته‬

‫دَلل وقد احكمت لف غطاءها ‪ :‬بشـَـَـَـَـَـَـَـَر ياخاوُي‬


‫؟!!‬
‫اجاب بثقه ‪ :‬خاير خاير ان شاء الله ‪ ..‬باجر يطلع‬
‫باذن الله‬

‫‪ :‬صج يا صقر؟ ‪ ..‬اكيد ؟‬

‫هز راسه باليجاب ‪ :‬دَلل يمكن نتاخار شوُي‪.. ..‬‬


‫ماوصيج على امي وعمتي‪..‬‬

‫‪ :‬ل توُصي‪ ..‬عمتي ام فهد عند امي بالخيمه ‪...‬‬

‫‪ :‬زين اجل ‪ ..‬وانتم بعد روحوُا عندهم ‪..‬ل تقعدون‬


‫بروحكم ‪...‬‬

‫عقد حاجبيه وبان بملمحه الضيق وهوُ ينظر لتلك‬


‫الوُاقفه هناك‪ :‬منوُ هذيك ؟‬

‫التفتت دَلل حيث اشار‪ : ..‬م‪..‬نوُ ‪ ..‬آ ‪..‬هـَ ذ ي‬

‫انقذها فهد الذي دَخال السياره بعجل ‪ :‬يالله صقر‬


‫‪..‬‬
‫هز راسه والتفت لدلل التي ابتعدت عن النافذ‬
‫قليل ‪ :‬ادَخالوُا دَاخال ‪ ..‬ولي كلم معاكم‪..‬‬

‫هزت راسها وهي تلفظ انفاس الراحه بعد ان‬


‫اصابها الفزع من نظراته المشتعله ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫كانت اهدأ من ميثـَا ‪ ...‬تكتم ألمها بداخالها‪ ...‬لم‬


‫يفتر لسانها عن الدعاء والرجاء‪..‬‬

‫والنساء من حوُلها يوُاسينها بحكاية مشابهه لفلن‬


‫وفلن‪...‬‬

‫فهذا فلن امسكوُه اليوُم وخارج بالغد‪ ...‬وفلن‬


‫الخار لم يبقى ال لحظات ‪ ...‬وثامر من قبله‬

‫كذلك خاالد ‪ ...‬فالوُضع شبه اعتيادَي ول يدعوُ‬


‫للخوُف‪...‬او كما يتمنوُن انه كذلك ‪..‬‬

‫سحبت قدميها بهدوء‪..‬لتجد نفسها خاارج هذا الجوُ‬


‫القاتم ‪..‬وتقف امامها والدتها وشقيقاتها قادَمات‬
‫للتوُ ‪..‬‬

‫والدتها بقلق ‪ :‬صموُدَ ها بشري يمه‪!!...‬‬

‫هزت راسها معبرة عن ل جديد وجسدها يرتجف ل‬


‫تعلم اهوُ بردَا غضبا ‪ ..‬او قلقا واضطرابا ترفض‬
‫التعبير عنه!‬

‫دَخالت والدتها الخيمه وتبعتها عبير ‪ ...‬بينما‬


‫امسكت صموُدَ بيد غدير قبل ان تدخال ‪ :‬تعالي‬
‫غدوره مالي خالق ارجع دَاخال‬

‫نظرت غدير لعينيها تعرف شقيقتها جيدا رغم انها‬


‫ي وصموُدَ روحين في‬‫اصغر منها سنا ‪ ...‬لكن ه أ‬
‫جسد ‪..‬‬
‫غدير ‪ :‬اسلم على عمتي وارجع لج ‪..‬‬

‫هزت صموُدَ راسها ‪ :‬انطرج ل تتاخارين وتاخاذج‬


‫السوُالف ‪) ..‬وبهمس( ولوُ ادَري انه مافي سوُالف‬
‫دَاخال تشد وتجذب‬

‫هزت غدير راسها موُافقه ‪ :‬ثوُاني بس ‪....‬‬

‫‪.‬‬

‫دَخالت غدير ووقفت صموُدَ تنتظرها خاارجا‪..‬‬

‫تنهدت بضيق ‪ ..‬وهي تنظر محط قدميها‪...‬‬


‫وزفرت بملل ‪...‬وهي تعبث بقدمها بالتراب تصنع‬
‫منه خاطوُطا‬

‫مستقيمه وثانيه مستديره واخارى منحيه ثم‬


‫تمحوُها كان لم تكن ‪...‬‬

‫لم اعد احتمل كل هذا البؤس والحزن‪ ..‬اريد ان‬


‫اخارج منه ‪ ..‬ومنهم ‪..‬ومن عالمهم‪ ...‬الذي فرض‬
‫علي‪ ..‬وعليهم ‪..‬‬
‫لم يعد قلبي يحتمل‪ ..‬تعبت ‪ ..‬أنهكت روحي ‪...‬‬
‫يارب أليس لي الحق ان احيا كمثيلتي ‪ ..‬او حتى‬
‫شقيقاتي‪...‬أليس لي‬

‫الحق ان اخارج من وراء الستار وارفع راسي فخرا‬


‫عندما اقوُل فلنه بنت فلن ‪ ..‬ان ل انفجر غيضا‬
‫وغضبا‬

‫كلما سئلت من انا وما هي هوُيتي ؟ وان ل تذوب‬


‫والدتي وشقيقاتي خاجل كلما سئلوُا عني وعن‬
‫هوُيتي‪ ......‬فـَـَ يكذبوُن !!‬

‫اليس لي الحق ان اشعر بالمان والستقرار وان‬


‫احلم كـَ ‪ ....‬الحيـَـَـَـَـَـَاء‬

‫‪7‬‬

‫‪ :‬صمـَـَ ـَـَـَـَـَ ـَـَـَـَـَـَـَ ـَـَـَـَـَـَـَ ـَـَـَـَـَـَ ـَـَـَـَـَوُدَ ‪...‬‬

‫رفعت راسها لذاك الصوُت الذي تعرفه جيدا‬

‫وهمست ‪ :‬مريم ؟‬

‫زادَت ضربات قلبها خااصه عندما التقت عيناها‬


‫بذاك الذي يجلس خالف المقوُدَ ‪...‬ينظر لها من‬
‫بعيد‪...‬‬

‫اشارت لها مريم بيدها لتقترب من السياره ‪...‬‬

‫‪:‬صموُدَ ‪ ..‬تعالي ‪..‬‬

‫فلم تجد في نفسها معارضه لذلك ابدن ‪ ...‬اقتربت‬


‫وانفاسها تسارع خاطوُاتها المرتعشه ‪..‬‬

‫وصلها صوُت خاالتها التي تجلس بقربه ‪ :‬صموُدَ‬


‫بشري يمه شنوُ صار؟!‬

‫ابتلعت ريقها واخارجت بضع كلمات هي فقط التي‬


‫استطاعت السيطره على حروفها‬

‫‪ :‬للحين خااله ماصار شي بس‪....‬‬

‫صفقت الخاله بيديها ‪ :‬ل حوُل ول قوُة ال بالله ‪..‬‬


‫وليش مشعل!! شنوُ مسوُي ؟ ‪..‬هوُ سوُى شي وال‬
‫‪!!..‬‬

‫سوُى شي وال ‪!!..‬‬


‫سوُى شي وال ‪!!..‬‬

‫‪.‬‬

‫" لما الستغراب‪ ...‬فوُضعهم غريب حتى للقريب‬


‫منهم ليعرف اوضاعهم ال انفسهم‪.‬‬

‫لنهم وحدهم من يعايشها ‪ ..‬ويتكبد عناءها‪...‬‬

‫لهم تفاصيل خافيه ‪ ..‬ل يعرفها غيرهم‪...‬‬

‫ول يتذوق مرها ال هم ‪" ..‬‬

‫صموُدَ تلزم الصمت لمشاعر الم جرفتها واخارى‬


‫خاجل صفعتها‬

‫‪.‬‬

‫" نعم تخجل‪ ..‬تخجل من وضع ل ذنب لها فيه‪...‬‬


‫تخجل من شي لم ترتكبه‪ ...‬لكنه فرض عليها‪...‬‬

‫فهذا الذنب الذي ركب عليهم مع نظرة الشفقه‬


‫والحتقار من الخلق لهم آفه تنهش وتمزق‬
‫افئدتهم فتذوب‬

‫لها ارواحهم حزنا وكمدا ؟‪" ..‬‬


‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫تكررت السئله عليها ماذا فعل مشعل ؟ وتعددَت‬


‫التخمينات من مريم ووالدتها ‪...‬‬

‫بينما صموُدَ يجرفها عالم آخار بعيد عنهم ‪ :‬مـَ آ ‪ ..‬لـَ‬


‫‪..‬ب‪..‬س ‪..‬‬

‫هذه الحروف التي استطاعت اخاراجها ‪ ...‬و‪......‬‬

‫ل‬
‫ل‬

‫لمـَـَـَاذا‪ ...‬ليـَس الن !! ‪...‬‬

‫ل‬

‫اصعدي ارجعي حيثما كنتي‪...‬ليس الن‬

‫ل يارب ‪ ...‬ساعدني ‪........‬‬

‫‪.‬‬
‫لما بكيت؟ لما نزلت دَموُعي الن؟‬

‫تبا لك‪ ..‬ليس امامه ‪ ...‬ل يارباه ‪ ...‬ارحمني‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫نزلت ام ناصر مفجوُعه واحتضنتها لتفرغ الخارى‬


‫ما بداخالها ‪...‬بشهقات متتاليه ونحيب مؤلم‪...‬‬

‫بكت بحرقـَة بين ذراعي خاالتها ومريم‪...‬‬

‫ليصلها صوُته فيشل شهقاتها المرتفعه‬

‫‪ :‬افا يا صموُدَ ليش البجي الحين ؟‪ ...‬افا بس‬


‫تبجين وانا موُجوُدَ !‪...‬وليهمج‬
‫الحين رايح لهم وماراح يصير ال الخير‬

‫دَست راسها اكثر بحضن خاالتها ‪ ..‬بينما التفتت‬


‫الخاله لبنها تشجعه‪ :‬أي يمه روح وطمنا عليهم‪..‬‬
‫وانا كل شوُي بتصل فيك‬
‫هز راسه صامتا ‪...‬‬

‫آلمه الوُضع‪ ..‬لينكر ذلك‪ ...‬كما ل ينكر ان هذا‬


‫الحدث مع ما قبله سيكوُن سبب في اموُر قد تتغير‬
‫وقد تتبدل قريبا ‪...‬‬

‫نطق بعد سرحان ‪ :‬ان شاء الله ‪...‬بس ل تشيلوُن‬


‫هم‪...‬‬

‫وادَار المحرك ‪ ...‬وافكار غبيه وموُجعه تعصف‬


‫براسه ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫امسكت بها مريم تهدي وضعها‪ ..‬بينما انطلقت‬


‫الخاله للخيمه ‪...‬‬

‫الخاله ام ناصر‪..‬‬

‫شقيقة ام صقر وام صموُدَ ‪ ..‬لم تحيا معاناتهم‬


‫ولم تتذوقها‪..‬لكنها تتاثر بحالهم‪ ...‬رغم انها‬
‫ليست على ارتباط دَائم بمشاكلهم ‪..‬‬
‫مهما كان ارتباطها واهتمامها بهم ‪ ..‬وحبها لهم‬
‫يصعب عليها تفهم وضعهم المتغير والمتقلب‪..‬‬
‫فلجلهم تخلق قوُانين مستمره وتوُضع عثرات‬
‫متجددَه‪ ...‬عثرات وقوُانين ل يعلمها ول يكتشفها‬
‫ويطلع عليها ال من يعيش وضعهم ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫مريم ‪ :‬خالصا دَودَي‪ ..‬اهدي بس ‪..‬‬

‫نظرت اليها صموُدَ‪...‬وهي تعيد الدقائق الماضيه‬


‫ضعفها بكاؤأها شهقاتها ووو‪ ....‬وما ان استوُعبتها‬
‫‪...‬‬

‫واستوُعبت ما حصل فيها حتى غطت وجهها‬


‫بيديها وانفجرت باكيه مره اخارى ليس للسبب‬
‫نفسه‬

‫لكن ربما لنها فشلت وللمره اللف في الصموُدَ‬


‫امامه ‪ ...‬؟‬
‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫لم يستحسن العوُدَه للمخيم في هذا الوُقت كذلك‬


‫فهد ‪..‬وفضل المكوُث في المنزل الى الصباح ‪..‬‬

‫لم ينقطع التصال بينهم وبين اعمامهم ‪ ..‬بين‬


‫حين وآخار للطمئنان على الحداث ‪..‬‬

‫قطع حديثه مع فهد ورفع الهاتف لذنه بعد ان‬


‫تعرف على رقم المتصل‬

‫صقر ‪ :‬هل بك زيد‬


‫‪ :‬هل فيك ‪ ..‬وينكم فيه انا في المخفر ومالقيت‬
‫احد!!‬

‫عقد جبينه ثم بسطه ‪ :‬ل رجعنا للبيت‪ ...‬ماله دَاعي‬


‫وقفتنا هناك‪ ...‬ننطر الصبح ونرجع ‪...‬‬

‫‪ :‬اها ‪ ..‬مسافة الطريق اجل‪..‬‬

‫مسح جبينه بضيق ‪ :‬ل يا زيد ‪ ...‬خالك مع عمامي ‪..‬‬


‫يمكن يحتاجوُنكم بشي ‪ ...‬واذا احتجنا لك بكلمك‬
‫على طوُل ‪..‬‬

‫‪ :‬خالصا اجل الصبح انا عندكم باذن الله ‪...‬‬

‫‪ :‬ما تقصر ‪..‬‬


‫‪ :‬ولوُ‪ ..‬يالله سلم ‪..‬‬

‫اغلق صقر الهاتف‪ ..‬ليتلقى سؤال فهـَد له‬

‫‪ :‬منوُ زيـَد؟!‬

‫‪ :‬أي زيد ‪ ..‬واطلق تنهيده ‪....‬‬

‫‪ :‬شنوُ بينك وبينه ؟!!‬

‫نظر اليه برهه ‪ ..‬ولما ادَرك مقصد سؤاله اجاب‬


‫رافعا حاجبه اليسر ‪ :‬ولد خاالتي‪ ...‬وولد ولد عم‬
‫ابوُي‬

‫‪ :‬احلف بس ؟!‬

‫مال حلقه بابتسامه ساخاره وهوُ يضع الهاتف‬


‫جانبا‪....‬وصمت طوُيل‪.....‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫وصله صوُت فهد ‪..‬الذي فرغ للتوُ من التحدث‬


‫بهاتفه ووجده على وضعيته‬

‫‪ :‬بشنوُ سرحان الصقـَر ؟؟‬

‫عقد جبينه ‪ :‬الفكره تكبر في راسي يا فهد ‪...‬وكل‬


‫يوُم عن يوُم اتمسك فيها اكثر ‪...‬‬

‫‪ :‬تعوُذ من ابليس يا صقر‪ ..‬موُ انت اللي تقوُل‬


‫هالكلم ‪...‬انا ومشعل وحتى خاالد يمكن نفكر فيها‬
‫لكن انت ل‬

‫‪ :‬ليش يا فهد؟ شنوُ عندي زودَ عنك؟ الحال من‬


‫بعضه‪..‬والمر اللي تذوقوُنه مره ‪ ...‬انا اذوقه الف‬
‫المراات ‪..‬‬

‫‪ :‬بس الهروب موُ حل‬


‫‪ :‬من قال هروب ؟ ‪ ...‬عمري ما فكرت اهرب من‬
‫شي‪...‬لكن هالخطوُه موُاجهه اكثر منها هروب‬

‫‪ :‬ل تفكر بنفسك‪ ...‬فكر باهلك يا الصقر‪..‬‬

‫‪ :‬وهذا هوُ السبب يا فهد‪ ...‬صدقني هالخطوُه ان‬


‫خاطيتها‪ ...‬فمالي فيها غير العنا‬

‫‪ :‬اجل ليش تفكر فيها ؟‬

‫‪ :‬لجلكم انتم‪ ....‬لجل كل من هوُ مثلي ومثلكم ‪..‬‬

‫‪ :‬منت سوُبرمان وال الرجل الخارق فكر بالوُاقع يا‬


‫صقر‬
‫‪ :‬ابتسم على كلمة سوُبر مان ‪ ......‬وتوُسعت‬
‫ابتسامته على ملمح فهد الغاضبه ‪...‬‬

‫مال بجسده للخلف واراحـَه على فراشه الرضي‬


‫‪....‬لتكوُن هذه آخار الكلمات لهذه الليله ‪..‬‬

‫وبدآيـَـَـَه لحلم المستقبـَـَل‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫بعد مضي يوُمان ‪..‬‬

‫وبعد ان اعلنت الشمس الوُدَآع ‪ ...‬عانق هنا على‬


‫الرض اللقـَـَـَـَاء ‪...‬‬

‫ارتفع الغنـَاء بصوُت النساء كبيرات السن من غير‬


‫أي آلت موُسيقه ‪ ..‬فقط باصوُاتهن التي لها نغمه‬
‫مميزه تثير الشجن ‪..‬‬
‫وبتصفيق الفتيات والطفال الحماسي الذي‬
‫ارتفع صداه في الخيمه ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫"كان ذلك فرحا بعوُدَة مشعـَـَـَل ‪ ..‬وخاروجه من‬


‫السجـَـَـَـَن بعد يوُمين قضاهن بين قضبانه‪...‬‬
‫لم يهدأ لهم فيها بال ‪ ..‬ولم يتذوقوُا فيهن طعم‬
‫الراحه ‪ ...‬ولم يعد فيهن صقر ول فهد للمخيم ال‬
‫به "‬

‫وخاروجه اليوُم سالما يستعدي كل هذه الفرحه‬


‫الكبيره بعد الثناء على الله وشكره ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫ارتفع الغنـَاء ‪...‬وزادَ الحماس‬

‫واقتحمت ميثاء الوُسط ‪ ..‬حركت جسدها بحركات‬


‫ابهرت الحاضرات‪ ...‬واعجبتهن ‪...‬‬

‫كم هي سعيده بعوُدَة شقيقها ‪...‬وتشعر بروحها‬


‫تحلق فوُق الرض ‪...‬‬

‫ارتفع التصفيق لها والتشجيع ‪ ...‬لتخرج بعدها‬


‫ن اقل من‬‫وتدخال عهوُدَ ‪ ..‬وتشاركها دَلل ولم يك ي‬
‫السابقه مهاره وابداع‬

‫لكن الهم كانت تلك البتسامه التي تعلوُ وجوُه‬


‫الجميع ‪ ...‬والفرحه التي ترفرف جوُانحها بين‬
‫افئدتهم‬
‫‪...‬‬

‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫اسرعت بخطاها مع شقيقاتها عبير وغدير من‬


‫مخيمهن قاصدات مخيم ام فهد‪...‬‬

‫يحملن العصير والحل الذي اوصين والدهن به من‬


‫الصباح الباكر ولم يعد به ال الن ‪...‬‬

‫بينما سبقتهن شقيقتهن عهوُدَ ووالدتهن الى‬


‫الخيمه منذ وقت ‪..‬‬

‫صموُدَ بخطى عجله وانفاس شبه منقطعه ‪:‬‬


‫بسرعه يالله الحين يوُصلوُن ‪...‬‬
‫اسرعن بخطاهن لتحذرهن عبير‬

‫‪ :‬دَربالكم بس ل يطيح العصير او ينكت ‪...‬‬

‫تردَ غدير مطمئنه ‪ :‬ل ماسكته عدل ‪ ...‬صموُدَ‬


‫دَربالج على الحل ‪...‬‬

‫صموُدَ ‪ :‬أي لاا‪ .......‬وتباطأت خاطوُاتها‬


‫بخيبه‪ : ....‬يوُه شوُفوُهم وصلوُا ‪...‬‬

‫وتوُقفت خاطوُاتهن ايضا في المنتصف ‪...‬يراقبن‬


‫المشهد ‪..‬‬

‫توُقفت السيارة عند الخيمه ‪ ...‬وترجل منها‬


‫مشعل مع فهد وخاالد‪ ..‬وكذلك صقر يميزه طوُله‬
‫وشماغه الذي لفه ع الطريقه الماراتيه‬

‫خارجن عمات مشعل يهنئنه واحتظنته امه بشوُق‬


‫وحنين وكذلك شقيقته ميثا ‪......‬‬
‫بينما ابتعد الشباب عنهم مسافه ‪...‬تتلقفهم‬
‫اسئلة العمات عن الحداث وعن ما جرى‪...‬‬

‫وفي الطريق الخار‪..‬‬

‫اصوُات ابوُاق السيارات تنطلق متوُاصله معبره‬


‫عن السعادَه والفرحه ‪...‬سياره‬

‫بها ثامر ‪......‬واخارى بها زيد ‪...‬‬

‫وما ان دَخالن النساء ‪ ...‬بقين الفتيات يسترقن‬


‫النظر من باب الخيمه على الحركات الستعراضيه‬
‫التي يقوُم بها الشباب‬

‫وترتفع ضحكاتهن تاره‪ ..‬وتنخفض لهمسات تاره‬


‫لصراخ امهاتهن عليهن‬

‫‪.‬‬
‫توُقف بسيارته عندما لمحها وسطهن‬
‫‪...‬وتسارعت انفاسها عندما راته يقترب‪...‬فالقت‬
‫بالحل ع الرض لتعلوُ صرخاات‬

‫شقيقاتها ‪ :‬صموُووووودَ ‪..‬للل‬

‫لم تهتم لصرخااتهن بل اخاذت ترتب هندامها‬


‫بارتباك وتثبت غطاء شعرها ‪....‬‬

‫توُقف قريبا وانزل النافذه ‪ :‬مسـَـَـَـَـَاء الخيـَر ‪..‬‬

‫ردَدَن بصوُت واحد ‪ :‬مسـَـَـَـَاء النوُر ‪ ..‬اهل زيد ‪...‬‬

‫‪ :‬مبروك رجعت مشعل‬

‫ردَدَن ‪ :‬الله يبارك فيك‬


‫توُجه بنظراته اليها ليخصها الن بالحديث ‪ :‬موُ‬
‫قلت لج راح يطلع ‪ ...‬هذا احنا طلعناه ورجعناه ‪...‬‬

‫ابتسمت وحركت شفاها الثقيله لتردَ‪ ....‬لكن‬


‫صوُت اجش قاطعها وقبض ملمحها المنبسطه‬
‫لتنكمش فرفعت عنقها اليه‬

‫‪ :‬صمـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُدَ دَاااخاـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَل ياللـَـَـَـَـَـَه‬

‫ابتلعت ريقها ‪..‬وانتقلت نظراتها بين سيارة زيد‬


‫وصقر الذي يقف خالفها ‪..‬‬

‫ضرب بيده السياره ‪ :‬زيـَـَـَـَد اسبقنا ع مخيم‬


‫الرجـَال ‪...‬‬

‫لم تعجب زيد نبرته المره‪ ....‬فتامله بغيض ليرفع‬


‫الخار حاجبيه ‪ :‬سمعت ؟!‬

‫حرك زيد سيارته بغضب حتى اثارت الغبار من‬


‫خالفه الذي تصاعد كما الدخاان من نظرات وانفاس‬
‫صقر‬

‫صرخ بهن ‪ :‬شموُقفكم هنيه ها ؟‬


‫اكتفت بنظرات حادَه ارسلتها له‪ ....‬بينما تحدثت‬
‫غدير ‪ :‬نبي نروح الخيمه بس شفناكم عندها ‪ ..‬كنا‬
‫ننطركم تبعدون عشان نقرب‪..‬‬

‫عبير بقلق ‪ :‬انا رايحه الخيمـَـَـَه ‪ ...‬وانطلقت‬


‫بخطوُاتها المترجفه مسرعه نحوُها غير آبهه‬
‫بشقيقاتها خالفها‪...‬‬

‫رفع حاجبه يخاطب تلك الناقمه ‪ :‬موُ عاجبج كلمي‬


‫اشوُف ؟‬

‫كان يشعر بزفيرها المشتعل‪ ....‬لكنه اكثر اشتعال‬


‫منها ‪ ...‬ال يكفي ذاك الوُجه المكشوُف لتقف مع‬
‫ذاك في منتصف الطريق ‪..‬‬

‫‪ :‬يالله روحوُا دَاخاـَـَل ‪ ..‬هالمره بعديها لكم ‪ ...‬بس‬


‫ان شفت هالحركه مره ثانيه ماتلوُموُن ال نفسكم‬
‫هزت غدير راسها وسحبت صموُدَ من يدها ‪ :‬ان‬
‫شاء الله‬

‫لتنطق الخارى بهمس ‪ :‬حلل عليه حرام على‬


‫غيره ؟‬

‫رفع حاجبه ولما استوُعب كلماتها صرخ بها‪:‬‬


‫صمـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُدَ ‪...‬‬

‫التفتت اليه فهمس بغضب‪ :‬ان ما تعدلتي وربي‬


‫لعدلج انا ‪.....‬ترا ما تعجزني وحده مثلج ‪ ....‬ما‬
‫يكفي هالوُجه اللي كاشفته للرايح والجاي ‪....‬‬

‫‪ :‬مالك حق تكلمي‪ ...‬امي راضيه ‪ ..‬وهم عمامي ما‬


‫كلموُني‪ ...‬انت تكلمي ليش ‪...‬‬

‫‪ :‬اكلمج واذا بغيت اشق الرض وادَفنج فيها ومحد‬


‫يتكلم فاهمه ؟؟؟‬

‫اغرورقت عينا غدير بالدموُع خاوُفا‪ ...‬بينما بقيت‬


‫نظرات تلك حادَه صعبه‪...‬‬
‫غدير تشد يد شقيقتها وبهمس‪ :‬يالله صمـَـَـَوُدَ‬
‫تكفين يالله‬

‫غادَرت تنفث دَخاانا وتزفر نارا‬

‫كم ودَدَ لوُ يدفنها حيـَـَـَه ‪ ..‬هنا في هذه الرض‪...‬‬

‫‪....‬‬

‫استقبلهن دَلل وعهوُدَ عند باب الخيمه‬

‫دَلل‪ :‬اشصار ؟ ليش تاخارتوُا‪ ....‬كان لديهن خابر‬


‫من عبير‪ ...‬لكن اردَن صوُرة اوضح ‪..‬‬

‫دَفعتهن صموُدَ لتشق صفهن للداخال وتمتمت‬


‫بغضب ‪ :‬اخاوُج الله ياخاذه‬

‫شهقت دَلل ويدها على صدرها ‪ :‬بسم الله عليه‬

‫التفتت لها صموُدَ بوُجه محتقن ورفعت حاجبها‬

‫‪ :‬ياليته بس يهتم بنفسه واهله ويكفي الناس‬


‫شره ‪)...‬ورفعت اصبعها مهددَه ( ترا للحين ساكته‬
‫عنه‪..‬‬

‫وربي ان انفجرت ماخااف ول من اللي اكبر منه ‪...‬‬

‫لم تسمع منهن ردَ لكنها شعرت بيد تسحبها بقوُه‬


‫لخارج الخيمه ‪..‬التفتت نحوُها‪ ..‬لتوُجه اليها‬
‫والدتها انتقادَها‬

‫‪ :‬صموُدَ شهالكلم اللي سمعته موُ عيب ؟‬

‫مسحت على ذراعها بالم ‪ :‬شنوُ سمعتي ؟‬


‫‪ :‬كلمج مع دَلل ‪...‬موُ عيب يا صموُدَ ‪ ..‬عيب ‪..‬صقر‬
‫موُ بس اخاوُ دَلل‪ ...‬تراه ولد عمج واخاوُج وولدي‬
‫قبلج انتي قبل ما‬

‫تشوُفين الدنيا ‪ ..‬تقوُلين خاليه باهله ؟ لوُ كان همه‬


‫بس اهله جان ما شفنا مشعل وقبله خاالد وثامر‪...‬‬

‫ول جان كل ما سافرت قلبي مطمئن عليج وعلى‬


‫عهوُدَ لني اوصيه عليكم ‪..‬ناسيه اشكثر يتعنى لكم‬
‫‪..‬‬

‫وماخال شي قاصركم ‪ ...‬حتى لوُ كان لكم اخاوُ مني‬


‫ومن ابوُكم ما سوُى اللي سوُاه صقر الحين‬
‫تنكرينه يا صموُدَ؟!‬

‫هربت بنظراتها بعيدا عن نظرات والدتها ‪..‬التي‬


‫بدت معاتبه ‪ ..‬ومتضايقه من تصرفها‪..‬‬

‫‪ :‬وانا معطيته كامل التصرف فيج وبخوُاتج كـَ اخاوُ‬


‫واكثر ‪ ...‬يعني لوُ شنوُ يسوُي انا سامحتله‬

‫توُسعت عيناها صدمه ‪...‬بينما حركت والدتها‬


‫راسها باليجاب‬

‫‪ :‬مثل ما قلت لج ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫هناك بقرب النـَـَار المتضرمه ‪ ...‬جلس قوُم‬


‫حوُلها‪ ...‬يتسامرون ‪..‬‬

‫وآخارين فضلـَوُا الوُقوُف قريبـَـَـَـَـَا ‪..‬‬

‫استند ثامرعلى السياره ‪ :‬أي يامشيعل الدنيا‬


‫ماتسوُى بدونك‬

‫ابتسم مشعل لكنها ابتسامه تخالطها المراره ‪:‬‬


‫كثر منها ‪ ...‬راح تتعب وانت تقوُلها ‪..‬‬
‫ناصر ‪ :‬زين الحين تقوُل مسكوُك على الجازه‬
‫لنها منتهيه ‪ ..‬ليش ما تجددَها ؟ لمتى تنطر ؟‬

‫مشعـَل ‪ :‬تدري انها ما تتجددَ‪...‬‬

‫ناصر باستغراب ‪ :‬شلوُن يعنـَي ‪ ..‬ما تجددَ ‪...‬‬


‫وليش يمسكوُنكم ؟‬

‫ثامر ‪ :‬هذا اللي صاير ‪ ..‬الجازه الجديده ما تطلع ‪..‬‬


‫والقديمه ما تجددَ ‪ ...‬وان امسكوُك عاقبوُك؟‬

‫ناصـَر ‪ :‬احلف بس‬

‫تحدث صقر القادَم للتوُ ‪ :‬ل في قانوُن جديد‬


‫‪..‬صارت تتجددَ ‪ ..‬والجديده تطلع‬

‫مشعل ‪ :‬ليش ما قلتوُا ؟ شنوُ ناطرين اجل‪..‬‬

‫صقر ‪ :‬أي ماسمعت الشروط الباقيـَـَـَـَه‬


‫مشعل ‪ :‬أي نسيت كلمة بشرط‪ ...‬من كثر ما‬
‫تعوُدَنا عليها نسيناها ‪...‬‬

‫ثامر بحماس ‪ :‬بشرط شنوُ ؟‬

‫صقر ‪ :‬توُقع على مستند انه لك اصل من الدوله‬


‫الفلنيه ‪...‬‬

‫ثامر ‪ :‬واذا ما عندي اصل ول فصل من الدوله‬


‫الفلنيه ول العلنيه‬

‫مال فم صقر بابتسامة ‪ :‬توُقع انك مقيم هنيه‬


‫بصوُرة غير قانوُنيه ‪....‬‬

‫توُسعت محاجرهم ونطقوُا كلهم بصوُت واحد ‪ :‬يااا‬


‫سللللم ‪....‬‬

‫اوقف سيارته بقوُه وعجل حتى احدثت صوُتا ‪...‬‬


‫واتاه مندفعـَا وصوُته الثائر يسبقه‬

‫‪ :‬هيه انت‪ ...‬شهالسلوُب اللي كلمتني فيه‪...‬‬


‫تراني موُ اصغر عيالك ‪...‬و‪..‬‬

‫نظر اليه صقر بطرف عينه ثم تجاهله واستمر‬


‫بالحديث مع ابناء عموُمته‪..‬‬

‫لكن زيد اقترب ودَفعه من كتفه ‪:‬هيه انت ما‬


‫اكلمـَـَـَـَـَـَ‬

‫لم يكمل جملته ‪ ...‬لنه اصبح معلق بين السما‬


‫والرض بقبضة صقر ويحترق بنظراته ‪...‬‬

‫ابقاه لثوُاني ‪...‬‬

‫ثم انزله ومازال يشد على اعل ثوُبه بقبضته ‪...‬‬


‫وتكلم من بين اسنانه بهمس بحيث ليسمعه ال هوُ‬
‫‪...‬‬

‫شوُف يا زيـَد انت رجال منت صغير وعارف علوُم‬


‫الرجال‬

‫وبيوُت الحمايل لها بيبان تطقها وتدخال‪ ....‬اما‬


‫سوُالف الدرايش والسطوُح فهذي موُ عندنا هذي‬
‫لغيرنا احنا آل ‪..‬الـَ‪...‬‬
‫اذا عندك شي‪ ...‬وناوي عليـَـَه ‪ ..‬طق الباب‪.....‬‬

‫فاهم ؟!!‬

‫لم يجب الخار اللي ضاع بنظراته‪.....‬‬

‫ناصر وفهد وخاالد يتدخالوُن ‪ :‬اذكروا الله شنوُ صاير‬


‫‪...‬‬

‫افلت صقر قبضته ‪ ..‬فانطلق زيد يتوُعده ويتهددَ‬


‫‪...‬‬

‫راح تندم ياصقـَـَـَر وربي راح تندم‬

‫‪ ...‬المعزوفة الثالثة‬

‫اولدَ ابوُفيصل )الجد(‬

‫‪ -1‬ابوُصقر اولدَه ) صقر – دَلل (‪..‬‬


‫‪ -2‬ابوُفيصل ) فيصل – عهوُدَ – صموُدَ (‬
‫‪ -3‬ابوُخاالد ) خاالد – ثامر (‬
‫‪ -4‬ابوُفهد ) فهد – مشعل – ميثا (‬

‫ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ‬

‫اولدَ ابوُفايز ) الجد (‬

‫‪ -1‬ابـَوُلفـَـَي متزوج من ام لفي زوجته الولى (‬


‫اولدَه منها ) جوُاهر – فجر (‬
‫)وزوجته الثانيه ام فيصل( اولدَه منها ) غدير –‬
‫عبير (‬

‫‪ -2‬ابـَوُناصـَـَـَر )متزوج اخات ام فيصل – وام صقر (‬


‫واولدَه ) ناصر – حصه – زيد ‪ -‬مريم (‬

‫ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ‬

‫ام فيصل ‪ +‬ام صقر ‪ +‬ام ناصر = شقيقات ‪..‬‬

‫ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ‬

‫ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ ـَ‬
‫بقايا آثار وأطلل كذلك بدا هذا المكان الذي‬
‫انتعش منذ أيام مضت ليعوُدَ إلى بياته وصمته‬
‫متطلع بشوُق إلى اللقاء القادَم‪...‬‬

‫اجتهد الشباب في إسقاط المخيمات ‪ ..‬وترتيبها‬


‫ثم نقلها للسيارات ‪ ..‬وانشغلت المهات والفتيات‬
‫في تجميع باقي الحاجيات ‪...‬‬

‫انطلق صوُتها المتعب من خالف الحاجيات ومن بين‬


‫ضجيج النقل والتنقل ‪...‬‬

‫‪ :‬يالله غدور هذا اخار صندوق ودَيه السياره‬

‫اقتربت بخطى منهكه وهي تمسح جبينها تعبا ‪ :‬ان‬


‫شاءالله ‪...‬‬
‫سالتها عاقده جبينها ‪ :‬وين خاوُاتج ‪ ...‬صموُدَ‬
‫وعهوُدَ و‪...‬‬

‫انحنت غدير تلتقط الصندق ‪ :‬صموُدَ وعبير‬


‫يجمعوُن اغراض خايمتنا ‪ ..‬وعهوُدَ بخيمة المطبخ ‪..‬‬

‫قالت برضى ‪ :‬يالله يمه خافوُا ادَينكم شوُي الناس‬


‫تحركت وابوُج شوُي وراجع ‪...‬‬

‫ردَت وهي خاارجه ‪ :‬ان شاءالله يمه ان شاءالله ‪...‬‬

‫لكن توُقفت عندما وصلها صوُته من خاارج الخيمه‬


‫ثم رات صوُرته‪ ...‬فعادَت ادَراجها بحذر وهي‬
‫تلتفت‬
‫لوُالدتها ‪ :‬ولد خاالتي صقر وعيال عمه ؟‬

‫نهضت والدتها بصعوُبه بعد ان ابعدت عنها‬


‫الحاجيات ‪ ..‬ثم تقدمت بخطوُاتها وهي تثبت غطاء‬
‫شعرها ووجهها ‪..‬‬

‫‪ :‬هل يمه صقير‬

‫رغم ان لفظ اسمه بهذه الطريقه تصغير له لكنه‬


‫يحبه منها ‪ ..‬خااصه ان صوُتها يحمل تلك النبره‬

‫ذاتها من صوُت ذاك الراحل ‪..‬‬


‫ليعلم ان كانت تلك النبره هي الحنيه او الشجن او‬
‫ذلك اللم الدفين في اعماق القلب ‪ ...‬لكن ما‬
‫يعلمه انها تعيد‬

‫اليه ذكراه ‪ ..‬كما تعيدها تلك المتمردَه التي تمثل‬


‫لوُحه منسوُخاه منه بشكل انثى‬

‫‪ :‬هل يمه صقير‬

‫‪ :‬بالمهلي ‪) ..‬قبل راسها ( شلوُنج يا خااله عساج‬


‫ماتعبتي بس‬

‫‪ :‬الحمدلله ياولدي دَامك بخير انا بخير ‪...‬رمقت‬


‫بني عموُمته يقفوُن بعيدا فاشارت بيدها للخيمه‬
‫‪ :‬ادَخال ياصقر وال تستحي مني ؟‬

‫ابتسم ممسك يدها بحنيه ‪ :‬ان استحيت من امي‬


‫بستحي منج ‪ ...‬بس جايين انا والشباب نشيل‬
‫الخيام‬

‫اذا خالصتوُا منهم‬

‫قالت بخجل ‪ :‬ل يمه ليش اتعب عمرك ‪ ...‬ابوُلفي‬


‫موُجوُدَ ‪ ..‬والبنـَـَ‬

‫قاطعها ‪ :‬افا بس‪ ...‬واحنا وين رحنا ؟ ابوُلفي راح‬


‫يوُدَي الغرض ‪ ..‬واحنا بنطيح الخيام ونلفها على‬
‫مايوُصل لجل ما تتاخارون ‪...‬بس سوُيلنا دَرب يام‬
‫فيصل ‪...‬‬

‫‪ :‬الله يعطيكم العافيه ياولدي‪ ...‬ثوُاني بس ‪...‬‬

‫ابتعد صقر عن المخيم لبناء عمه تاركا المجال‬


‫للفتيات حتى يخرجن من الخيام ‪...‬‬

‫وماهي ال دَقايق حتى خارجن متسترات تسبقهن‬


‫والدتهن ‪...‬‬

‫اشار لبناء عمه باتجاه المخيم ‪ ...‬وتوُجه هوُ لـَ‬


‫خاالته ‪ :‬خالينا اوصلج للمخيم‬
‫‪ :‬ل مايحتاج يمه ‪ ..‬هذا هوُ مخيم ام ناصر‬

‫تحركت نظراته لذاك المخيم ‪ ..‬فلمحه يقف امام‬


‫سيارته ‪..‬‬

‫تحدث ‪ :‬ال الوُالده تسال عنج ووصتني اقوُلج‪...‬ما‬


‫بخاطرج تروحين عندها وعماتي ؟‬

‫التفتت لبناتها ولمحت ملمح صموُدَ الغاضبه‬


‫وبداية اعتراض سينفجر من شفتيها ‪..‬فردَت‬

‫‪ :‬أي والله بخاطري اروح عندهم قعدتهم ما تنمل‬


‫‪..‬خاليني اسلم على ام ناصر لنهم بيمشوُن الحين‬
‫‪...‬‬
‫وبعدها اروح عند امك‬

‫لم تخفى عليه تلك البتسامه الخبيثه التي‬


‫ارتسمت على تلك الشفاه‪..‬فردَ متمثل الثقه‪:‬‬
‫حياج الله ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫اقتربت ميثا بعباءتها وغطاها ‪ :‬السلم عليكم‬

‫ام صقر ودَلل ‪ :‬وعليكم السلم‬


‫ميثا ‪ :‬يالله عمتي القهوُه عندنا هناك ع الفرشه‬
‫على ما يخلصوُن الشباب‬

‫همست دَلل وهي ترفع يدي والدتها عن الصندوق‬


‫‪ :‬يمه روحي ارتاحي مابقى غير هالصنادَيق‬
‫اسكرها وخالصا‪...‬‬

‫‪ :‬موُ تعبانه يمه ‪ ...‬خالينا نخلص منهم ونرتاح‬


‫‪ :‬لتعاندين ‪ ..‬ويالله روحي مع عماتي ارتاحي ‪..‬‬
‫واشربي قهوُه وجاي وانا بخلص الباقي‪...‬‬
‫ميثا بابتسامه‪ :‬وانا بساعدها ‪ ..‬يالله عمتي روحي‬
‫ارتاحي‬

‫رفعت يديها بالدعاء ‪ :‬الله يوُفقكم يا بناتي ويستر‬


‫عليكم اللهم امين‪...‬‬

‫ابتسمن بعفوُيه من تلك الدعوُات الصادَقه التي‬


‫ارتفعت للسماء ‪ ....‬ثم التفتن لبعضهن وتوُسعت‬
‫البتسامه‬

‫ميثا ‪ :‬شكل الدعوُه بتصيبج الول ‪ ...‬والله يرحم‬


‫حالنا ‪..‬‬
‫دَلل ‪ :‬ههههههههه الله يقطع ابليسج ‪ ...‬يالله‬
‫ساعديني‬

‫جلست ميثا بقرب الصندوق تجمع به الغراض‬


‫التي حوُله ‪ :...‬ماشفتي صموُدَ اليوُم ؟‬

‫رفعت دَلل راسها باستغراب ‪ :‬صموُدَ ؟ ل ليش‬


‫شنوُ صاير ؟‬

‫مطت شفتيها بانزعاج ‪ :‬ل ابد‪ ...‬بس ماعجبتني‬


‫امس ‪ ...‬والكـَ ‪...‬‬
‫قاطعتها دَلل ‪ :‬ماعليه انا عاذرتها يا ميثا ‪ ...‬محد‬
‫يا ميثا يعرف صموُدَ كثري تراهي اضعف من‬
‫الشخصيه‬

‫التي توُرينا اياها ‪ ..‬اضعف بوُايد ‪ ....‬تعاني وتكتم‬


‫وتشيل بقلبها ‪..‬‬

‫عقدت ميثا جبينها ‪ :‬من شنوُ تعاني ؟ هذا احنا‬


‫حالنا حالها ؟‬
‫‪ :‬صح ميثا ‪ ..‬بس صموُدَ انسانه حساسه لبعد‬
‫حد‪ ....‬صح عاشت طفوُلتها عندنا وتربت في بيتنا‬
‫‪..‬بس بعدين‬

‫التحقت بامها ‪ ..‬وخاوُاتها ‪ ..‬وخاوُات خاوُاتها وخاالتها‬


‫وعيالها ‪..‬‬

‫يعني بعدت عن مجتمعنا بمجتمع ثاني يختلف عنا‬


‫‪...‬‬

‫حركت راسها باستغراب ‪ :‬يختلف ؟؟ بشنوُ يختلف‬

‫‪ :‬يختلف بوُايد اشياء‪ ...‬يعني شوُفينا احنا شهادَة‬


‫متوُسط وابتدائي‪ ...‬وعمرنا ماطلعنا لبرا الديره‬
‫‪..‬‬
‫واحلمنا ما تتعدى المن ‪ ..‬الستقرار ‪ ..‬وان كبرت‬
‫احلمنا حيل ‪ ..‬نفكر بالزواج والولدَ‪..‬‬

‫هزت ميثا راسها مصغيه ‪..‬‬

‫‪ :‬صموُدَ عاشت مع ناس ‪ ..‬شهادَاتها جامعيه ‪..‬‬


‫تسافر بالسنه مره واثنين ‪ ...‬من تبلغ ال ‪ 18‬تطلع‬
‫ليسن‬

‫وتسوُق سياره ‪..‬اقل شي يكوُن عندها تلفوُن‬


‫حسب الموُضه ‪ ..‬علجها مجاني مدارسها مجانيه‬
‫ما تخجل من‬

‫هوُيتها‪ ..‬تتوُظف وظيفه حكوُميه ‪..‬عندها بطاقة‬


‫بنكيه وتقبض معاش شهري يعني مستقبلها‬
‫مضموُن ‪....%99‬‬

‫لكن صموُدَ وين من هذا كله ‪ ...‬تحس انها النكره‬


‫اللي بينهم‪ ....‬اللي راح يتوُقف تعليمها‬
‫للثانوُي‪...‬وتسكر‬

‫على شهادَتها الصندوق ‪...‬تخجل من هوُيتها لنها‬


‫بينهم غير ‪ ..‬علجها بفلوُس وتحلم تتوُظف وال‬
‫تدخال‬

‫الجامعه ‪ ...‬تحلم تسـَ ‪....‬‬

‫قاطعتها ‪ :‬بس هي احسن حال منا ‪ ..‬ع القل امها‬


‫كوُيتيه ‪ ..‬لها مميزات خااصه ‪ ..‬يعني مدرستها‬
‫مجانيه وكملت تعليمها‪..‬ويمكن تتحسن لها الموُر‬
‫وتدخال الجامعه تتوُظف‬

‫‪ ..:‬صح المدرسه مجانيه‪..‬؟ بس واثباتها ؟ والعلج‬


‫؟ والسفر ؟ والشهادَه والجامعه ؟ ‪...‬والوُظيفه؟‬
‫والليسن ؟‬

‫‪ :‬مممم زين واخاتها عهوُدَ ؟‬

‫‪ :‬عهوُدَ مثل حالتها ‪ ...‬بس الله فتح عليها ‪ ..‬وان‬


‫شاءالله بتطلع من هذا كله بزواجها من ناصر‬
‫‪ :‬أي ‪ ..‬الله يوُفقها ‪ ...‬ويوُفقنا ‪..‬‬

‫‪ :‬آميـَـَن ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫وقف في المنتصف يرمق ذلك الفق البعيد‬


‫والفضاء الوُاسع بعينين حالمتين ونظرات متامله‬
‫بالقادَم خاير ‪..‬‬

‫‪ :‬بشنوُ سرحان السيد مشعل‬


‫رمقه مشعل بنظره خااطفه وعادَ لما كان عليه مع‬
‫شبح ابتسامه ‪...‬‬

‫تحدث خاالد بعد ان اقترب اكثر ‪ :‬ماودَك نرجع ها ؟‬

‫تنهد والتفت اليه‪ :‬تصدق ايه ‪)...‬ابتسم خاالد‬


‫واكمل مشعل ( يظل هالمكان يعني لك اشياء‬
‫واشياء‪...‬‬

‫يكفي انك تحس فيه بانك طير حر‪...‬بل قيد يقيدك‬


‫ول دَنيا تضيق عليك‪...‬‬
‫توُسعت ابتسامة خاالد ‪ :‬تراه موُجوُدَ مايتحرك متى‬
‫ما حنيت له تعال ما تردَك ال سيارتك ‪...‬‬

‫اتسعت ابتسامة مشعل واردَف قائل ‪ :‬ما قلت لك‬


‫؟‬

‫خاالد ‪ :‬بشر عساه بس خاير؟‬

‫سكت ثوُاني يترقب نظرات خاالد المتعطشه‬


‫للخبر‪ ..‬ثم قال ‪ :‬انقبلت بالوُظيفه ‪...‬‬

‫كشت ملمح خاالد ‪ ..‬ثم انبسطت بفرحه ‪ :‬احلف ‪...‬‬


‫) صافحه بحراره وشد على يديه ( الف الف‬
‫مبرووك ‪...‬‬
‫ياخاي واقف عندك من الصبح وما تقوُل بس طايح‬
‫لي تغزل بالبر‬

‫ابتسم مشعل ‪ :‬قبل شوُي جتني مكالمه منهم ‪..‬‬


‫الظاهر واسطة صقر اشتغلت ‪....‬‬

‫‪ :‬الحمدلله ‪...‬والله يوُفقك يابوُسعوُدَ وانشوُف‬


‫سعوُدَ قريبا‬

‫‪ :‬خالنا نشوُف وليد بالول ‪ ...‬وابد لك مني سعوُدَ‬


‫يكوُن وراه ‪....‬‬

‫قهقه خاالد ضاحكا ‪..‬وشاركه مشعل ‪...‬‬


‫مشعل ‪ :‬تصدق افكر مرات لوُ في من صقر اثنين‬
‫بعايلتنا‬

‫كشت ملمح خاالد بالم ثم قال ‪ :‬كان فيه بس ‪....‬‬


‫الله يرحمه‬

‫استوُعب مشعل قصده فهمس باسف ‪ :‬الله‬


‫يرحمه ‪...‬‬

‫‪ :‬صدقني مشعل صقر انسان حاله حالنا يتعب‬


‫ويتالم ويكتم لكن الفرق بينا وبينه انه يتعلم من‬
‫المصايب اللي‬

‫تصيبه وما يخاف من التجربه‪ ..‬احنا عيبنا نتوُجس‬


‫من كل شي جديد ‪ ...‬ولما نطيح صح نقوُم لكن ما‬
‫نتعلم ما‬

‫ناخاذ حصانه من هاللم ‪ ..‬همنا انا نقوُم وبس‪...‬‬

‫‪ :‬اللي مساعد صقر كمية المعارف اللي يعرفهم ‪..‬‬


‫يعني ماشاءالله معارفه مراكز وشي بالدوله‬

‫‪ :‬ما عرفهم بالساهل‪....‬تراه راعي فزعه ‪ ..‬يكفي‬


‫دَوره بالغزو‪ ...‬ودَم ابوُه الشهيد‪....‬‬

‫‪ :‬الله يرحمه ‪ ...‬الله يرحمه ‪..‬فقدنا اثنين ‪..‬ضاع‬


‫دَمهم هدر‬
‫همس بالم ‪ :‬ان ضاع حقهم عند البشر فما يضيع‬
‫عند رب البشر ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫اقتربت بخطى ثقيله نحوُ تلك المنشغله بجمع‬


‫الحاجيات واغلق الصنادَيق ‪ ...‬احدثت صوُتا‬
‫بخطوُاتها لتلتفت اليها الخارى مرحبه‬

‫‪ :‬هل والله بدودَي ‪ ...‬ها خالصتوُا ؟‬


‫‪ :‬هزت راسها وهي تسحب نفسا ‪ ...‬ثم تطلق‬
‫حروفها بهدوء اي خالصنا وانتي للحين؟‬

‫‪ :‬ماشاءالله عليكم ‪ ...‬بغى شوُيت اغراض بس‬


‫واسكر الصنادَيق‪...‬‬

‫تقدمت منها صموُدَ تساعدها بحمل الصنادَيق‬


‫والحقائب الى السيارة‬

‫طوُل فترة حمل الغراض والحقائب لم تتفوُه‬


‫صموُدَ بكلمه ‪ ..‬سوُى بابتسامات رسمتها مجاملة‬
‫لدلل التي تحاول ان تستدرجها بالحديث‪...‬‬
‫فتطلق نكته او تعلق على حدث او تذكرها بقصة‬
‫قديمه ‪ ....‬فدلل تعرفها جيدا ‪ ...‬وتعرف ان كان‬
‫في قلب تلك الفتاة حديثا يصعب إخاراجه ‪...‬إل‬
‫بالستدراج ‪...‬‬
‫وضعت صموُدَ الصندوق الخاير ‪ ..‬ونفضت يديها‬
‫مرارا وكأنها في كل مره تسال نفسها اافعل ام ل‬
‫؟؟‪ ....‬سكتت ‪..‬ثم همست ‪ :‬دَلوُل آسفه‬

‫التفتت اليها دَلل باستغراب ‪..‬وعقدت حاجبيها‬


‫مستنكره ‪ :‬على شنوُ ؟‬

‫بعثرت صموُدَ نظراتها في الفضاء ‪ :‬ممم )وعادَت‬


‫تنظر الى عيني دَلل ( على الكلم اللي قلته‬
‫امس‪...‬‬

‫لنت ملمح الخارى وارتسمت على وجهها‬


‫ابتسامه صادَقه ‪ :...‬ادَري انج ما تقصدين ‪...‬‬

‫تحركت صموُدَ قاصدة التحرر من الضيق الذي‬


‫يلفها وتبعتها دَلل بالخطى البطيئه تجاريها‬
‫جلست صموُدَ على مقدمة السياره واستندت دَلل‬
‫عليها لتقابلها‬

‫‪ :‬تعبت دَلل ‪..‬‬

‫‪ :‬تعبتي ؟ من شنوُ تعبتي ؟‬

‫‪ :‬تعبت من الوُضع اللي انا فيه ‪ ...‬تعبت من‬


‫مستقبلي المظلم اللي كل ما الوُنه احس انه‬
‫يرجع قاتم مثل ماكان ‪...‬‬

‫‪ :‬ليش تحسين انج وحيده بهالشي‪ ...‬كلنا مثلج‬

‫‪ :‬وشنوُ ذنبي اذا انتم راضيين باللي انتوُا فيه ؟‬


‫‪ :‬القناعه كنز ليفنى‬

‫‪ :‬ليا دَلل ل ‪ ..‬هذي موُ قناعه ‪ ...‬هذا رضوُخ‬


‫استسلم ‪..‬دَلوُل يمكن انتي وميثا ماتحسوُن‬
‫باحساسي ‪ ...‬يمكن لن البيئه اللي عشتوُا فيها ما‬
‫تحسسكم بالفرق ول بنظرة اللشي ‪...‬‬

‫‪ :‬دَودَي خاوُاتج وال خاوُاتهم جوُاهر وفجر ياذونج‬


‫بشي؟‬

‫‪ :‬ل ‪ ..‬وموُ لزم احد يقوُل‪ ...‬انا اشوُف يادَلل‬


‫اشوُف‪ ..‬واسمع ‪ ...‬واحس‪ ....‬انا انسانه يا دَلل‬
‫‪...‬‬
‫دَلل ‪ :‬وزيد حبل نجاتج ؟!!‬

‫توُسعت عيناها ثم ضاقت وهي تنظر لدلل‬


‫بتعجب‪...‬‬

‫دَلل ‪ :‬لتتعلقين بغير ربج ‪ ....‬المل فيه‬


‫وحده‪.....‬وغيره ماتضمنين انه يخيبج يا صموُدَ‬

‫ضاقت عيناها اكثر ‪ :‬شنوُ تقصدين‬

‫‪ :‬ان بقدر تعلقج بغير ربج راح تكوُن قوُة سقوُطج‬


‫صموُدَ تعقد جبينها باستغراب ‪ :‬دَلل سامعه شي‬
‫؟!‬

‫ابتسمت وحركت راسها نافيه‪ :‬زيد ولد خاالتي‬


‫مثلج تمام ‪ ...‬لكن فكري عدل‪...‬لتحطمين‬
‫مستقبلج بس لنه طوُق نجاه‬

‫توُسعت ابتسامة صموُدَ الساخاره وأطلقت‬


‫ضحكاتها التي كتمتها بأناملها‪ :‬هههههه مستقبل‬
‫؟؟ هههه أي مستقبل يا دَلل ؟؟‪...‬المستقبل‬
‫ضايع فيه وبدونه ‪...‬‬

‫امتدت يد دَلل لتمسك بيد تلك الضعيفه ‪ :‬صموُدَ‬


‫جاوبيني بصدق ‪ ...‬زيد حلم طفوُله ‪ .....‬وال طوُق‬
‫نجاة‬

‫كشت ملمح الخارى وكانها صدمت بالسؤال او لم‬


‫ه نفسها من قبل‪...‬سكتت ونظرات دَلل‬ ‫تسال ت‬
‫المترقبه تلتهمها‪ .....‬همست بعد تفكير صامت ‪:‬‬
‫ليش مايكوُن الثنين ‪...‬‬

‫‪:‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫في تلك الجلسـَـَه الهادَئـَـَه قـَـَرب السيـَـَارات‬


‫الممتلئـَه بالغـَـَراض‬

‫التقط صقـَـَر الدلـَه من النـَـَـَار‪..‬‬

‫وقام بصب القهوُه‪ ...‬ناول اعمامه الفناجيل ‪..‬‬


‫واحد تلوُ الخار حتى اهتزت بيدهم معلنة الكفايه‬
‫‪...‬‬

‫بعد همسات تداولها صقر مع عمه بوُ خاالد ‪ ..‬ربت‬


‫على كتفه يطمنه ‪...‬‬

‫والتفت لفهد الذي جلس بقربه وسالـَه بهمس ‪:‬‬


‫شخبار الموُضوُع فيه جديد؟‬

‫التفت اليه وردَ بهمس مماثل ‪ :‬يبيله قعده يا‬


‫فهد‪ ...‬ماطلع سهل مثل ما توُقعنا ‪..‬‬

‫عقد جبينه ‪ :‬له ‪ ..‬شنوُ سمعت ؟‬

‫همس ‪ :‬لي قعده معاك ‪ ..‬بس خالها لوُقتها ‪...‬‬


‫حرك راسه بليجاب ‪ :‬الله يقدم اللي فيه الخير ‪..‬‬

‫ردَ بـَـَ ‪ :‬آميـَـَـَن ‪ ...‬وصمت عندما لمح ذاك الشاب‬


‫قريبا هناك ‪ ..‬يتحدث مع مشعل وخاالد ‪..‬‬

‫فنهض بعد ان ربت على فخذ فهد ‪ :‬شوُي وراجع‬


‫‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫راقبه فهد حيث ذهب‪ ...‬والتقطت نظرات بوُخاالد‬


‫الموُقف الذي عرف مسبقا مالذي سيقدم عليه‬
‫‪....‬‬

‫اقترب صقر منهم واشار بيده ‪ :‬ثااامـَـَـَر‬


‫التفت الشاب اليه وضيق عينيه ليشير اليه صقر‬
‫بمفتاح السياره ‪ :‬تعال قرب‬
‫اسرع اليه ثامر بن السادَسه عشر ‪ ..‬واتسعت‬
‫ابتسامته عندما قال له صقر ملوُحا اليه بالمفتاح‬

‫‪ :‬تبي تجرب ؟!!‬

‫اتسعت ابتسامته ‪ :‬اكيـَـَـَد‬

‫رفع حاجبه ‪ :‬واثق‬

‫حرك راسه ‪ :‬مليوُن بالميه‬

‫رمى صقر اليه المفتاح وسبقه الى السياره من‬


‫الباب الثاني ‪..‬‬
‫صعد ثامر بحماس وادَار المحرك ‪ ...‬وصقر يراقبه‬
‫بصمت ‪ ..‬كمن يترقب فريسته لينقض عليها ‪...‬‬

‫حرك السياره ببطء ‪ ..‬وهوُ يختلس النظر للصقر‬


‫بقربه الذي بدا عليه الهدوء‬

‫لحظاات ‪..‬‬

‫ووصله صوُته ‪ :‬دَوس بانزين‬

‫التفت اليه بحذر ‪ :‬عادَي ؟!!‬

‫اسند صقر ظهره للمقعد وقال بثقه ‪ :‬خاذ راحتك‬


‫‪.....‬بس ابعد عن المخيم ‪..‬‬

‫هز راسه بحماس ‪ ..‬وما ان ابتعد حتى زادَ السرعه‬


‫واخاذ يلف ويدور ‪..‬‬
‫وكأن به طاقه فرغها في تلك الحركات المتهوُره‬
‫‪....‬‬

‫دَقيقتان ثلث الى قرابة العشر ‪ ..‬هدأت سرعته‬


‫‪ ...‬ولنت ملمحه وسكنت انفاسه المتوُتره ليسرح‬
‫في البعيد‪...‬‬

‫‪ :‬ليش متعب ابوُك يا ثامر ؟‬

‫همس‪ :‬ابوُي متعب عمره ‪ ..‬انا ما سوُيت شي ‪...‬‬


‫يعني غصب ال اكمل دَراستي ‪...‬‬

‫صقر ببرودَ‪ :‬فيه اهم من الدراسه بعمرك ؟‬


‫ثامر بجديه ‪ :‬أي الشغل‪ ...‬لمتى ابوُي يصرف علي‬
‫‪....‬‬

‫صقر ‪ :‬اظن ابوُك ما شتكى لك‬

‫‪ :‬موُ لزم انا عارف انه يتعب ‪ ..‬ولزم اشيل نفسي‬

‫‪ :‬وتشيلها بدون شهادَه ؟‬

‫‪ :‬هذا مشعل توُسطت له وتوُظف ‪ ...‬والتفت اليه (‬


‫تقدر تتوُسط لي‬

‫‪ :‬مشعل عمره ‪ ... 26‬وربي ماكتب له يكمل‬


‫دَراسته مثلك ‪ ...‬كان يحلم بالشهادَه ‪ ..‬بس‬
‫ظروفه صعبه ‪ ...‬وانت قدامك الوُقت ليش تضيع‬
‫فرصتك‬

‫‪ :‬ليش اضيع عمري بالشهادَه وانا ماراح استفيد‬


‫منها ‪ ...‬ابسط شي ما عندي تلفوُن مثل ربعي‪...‬‬

‫‪ :‬ما عندك تلفوُن ولعندك سياره مثلهم بعد ؟ ول‬


‫مصروف عدل ؟ ول تقدر تسافر ؟ ول عندك اثبات‬
‫‪..‬ول ول ول‪ ..‬تبيني اكمل ؟‬

‫ضيق ثامر عيوُنه يستوُعب كلم صقر ‪...‬‬

‫فكمل صقر ‪ :‬ثامر‪ ..‬لوُ بقينا نطالع ونتحسر‬


‫ونتمنى ‪ ..‬عمرها المنيه ماتتحقق ‪ ...‬ول الشي‬
‫اللي نبيه يجينا‪...‬‬

‫‪ :‬شلوُن ؟‬

‫‪ :‬لزم نتعب ‪ ...‬لزم تركض ورا حلمك‪ ...‬امنيتك ‪...‬‬


‫تبي تلفوُن ادَرس وتخرج واشتغل وجيبه‬
‫بفلوُسك‪ ...‬تبي سياره نفس الشي‪ ...‬تبي اثبات‬
‫دَافع عن حقك‬

‫‪ :‬وانطر كل هالوُقت عشان احقق اسهل امنيه‬


‫الكل يحصل عليها بلجهد ‪...‬‬

‫‪ :‬انت غير الكل‪ ...‬وبعدين هالوُقت اللي تنطره‬


‫وانت مخطط فيه ‪ ..‬ما نعتبره ضايع ابد ‪ ...‬ال هوُ‬
‫الوُقت المحفوُظ من حياتك‬

‫‪ :‬لوُ اني بس اهاجر قبل ما يروح عمري قهر‬

‫‪ :‬حتى لوُ هاجرت ماراح تحصل شي بالساهل ‪...‬‬


‫وماراح تكوُن عندك العصا السحريه ‪..‬و ماتنفعك ال‬
‫شهادَتك‪ ...‬وال تبي تروح تكوُن عاله ع المجتمع‬
‫هناك ؟‬

‫‪ :‬يعني اذا تخرجت وما توُظفت ول دَخالت الجامعه‬


‫يخليني ابوُي اهاجر؟‬

‫‪ :‬انت اخالص منها وتخرج وما يصير ال اللي يرضيك‬


‫‪...‬‬
‫‪ :‬وعـَـَـَـَـَـَد!!‬

‫ردَ صقر رافعا حاجبه ‪ :‬اخالفت لك وعد من قبل ؟‬

‫هز راسه نافيا ‪ :‬ابد ‪ ...‬اثق فيك ‪....‬‬

‫اشار براسه نحوُ المخيم ‪ :‬رجعنا للمخيم يا شيخ‬


‫ثامر ‪...‬‬

‫اجاب بابتسامة واسعه ‪ :‬تم ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫امتزجت الوُان الغروب بلحظات الوُدَاع ‪...‬‬

‫واستعدت السيارات للنطلق ‪ ...‬وماهي ال دَقائق‬


‫‪ ..‬حتى انطلقت بركابها وشقت طريقها برا الى‬
‫ان اعتلت الشارع ‪...‬‬

‫سياراتهم تتبع بعضها بعضا ‪ ..‬يتقدمها ‪ ..‬صقر ‪...‬‬

‫في سيارة صقر ‪ ..‬والدته وشقيقته ‪..‬كان كل‬


‫منهم في عالمه ‪ ...‬وصوُت الذاعه يصدح في‬
‫السياره ‪..‬‬

‫همست دَلل‪ :‬صقر عادَي اتكلم بتلفوُنك ؟‬


‫‪ :‬التقط الهاتف وناولها اياه بصمت فقالت ‪ :‬بكلم‬
‫صموُدَ ) تعلم انه يثق بها ول يريد ان يجرحها‬
‫بسؤالها من تكلم ‪ ..‬لكن تعلم رغبته بمعرفة ذلك‬
‫منها (‬

‫حرك راسه مع شبه ابتسامه وخافض صوُت الرادَيوُ‬


‫رافعا نظارته السوُدَاء لعينيه ‪..‬‬

‫وصلها الصوُت من الطرف الخار ‪ :‬هل دَلييـَـَـَـَـَل ‪...‬‬

‫دَلل ‪ :‬هل صميد‬

‫‪ :‬وجـَـَع‬
‫دَلل ‪ :‬عيب تراني اكبر منج ‪ ..‬اوف بس ناس ما‬
‫تستحي ‪...‬‬

‫صموُدَ ‪ :‬اخالصي‪ ..‬ترا زحمه وحشره بالغصب اجر‬


‫نفسي وبالطيب اتنفس‬

‫‪ :‬هههههه تستاهلين قلت لج تجين معانا‬

‫‪ :‬احلفي بس‪ ..‬لوُ آخار سياره بالدنيا ‪....‬‬

‫‪ :‬يحصلج بس‪....‬شلوُن الوضاع عندكم ؟‬

‫‪ :‬تمام ‪ ..‬اذا فيه شي بكلمج على طوُل ‪...‬‬

‫‪ :‬أي ل تنسين‬
‫‪ :‬تعالي لحظه‪ ...‬خالي التلفوُن عندج ‪...‬‬

‫توُسعت ابتسامة دَلل بخبث ‪ :‬أي أي اكيد عندي ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫عبير لم تكف عن الحديث والضحك تاره مع والدتها‬


‫وتاره مع والدها واخارى مع‬

‫شقيقاتها‪ ...‬وعهوُدَ مسترخايه بقربها بعالمها‬


‫الحالم تتبعها غدير المنشغله مع صموُدَ برؤأية‬

‫مقاطع وصوُر بالهاتف ‪..‬‬


‫الوُالده )ام فيصل ( ‪ :‬صموُدَ يمه اتصلي على دَلل‬
‫‪ ...‬هذا تفتيش قدامنا‬

‫سالت صموُدَ بسرعه‪ :‬وين ؟؟ واعتدلت بجلستها‬


‫حتى شاهدته يبعد امتارا ‪...‬فقالت ‪ :‬أي ان شاءالله‬
‫يمه الحين بكلمها‪...‬‬

‫سحبت الهاتف بقوُة من غدير التي تشبثت به‬


‫بقوُة ومالت بجسدها عليه تحبسه بين يديها وبعد‬
‫صراع وضرب‬

‫مبرح ‪ ..‬ظفرت به صموُدَ مع ضحكاتها وتوُجع غدير‬


‫من ضرباتها المتوُحشه‪....‬ضغطت‬

‫صموُدَ الزر وهي تتفادَي يد غدير التي تحاول‬


‫التشوُيش عليها وانتزاعه ‪ ...‬ثوُاني ورفع الخط ‪..‬‬

‫سبع يبرز‬
‫‪ :‬دَلييـَـَل في تفتيش قدامنا قوُلي لل ي‬
‫عضلته ‪...‬هه هه‬

‫‪ :‬السبع ما يحتاج يبرزها لنها بارزه ‪...‬يـَ‬

‫ضغطت زر الغلق وشهقت صدمه احست بقوُة‬


‫اندفاع الدماء لوُجهها حتى كادَ ينفجر‪...‬‬

‫كان ذاك صوُته الجش ‪..‬يتخلله نبرته القاتله ‪..‬‬

‫ضربتها غدير ‪ :‬هيي ‪ ..‬شنوُ فيه ؟؟‬

‫ثوُاني حتى استوُعبت صموُدَ والتفتت اليها ‪ :‬مآ ‪..‬‬


‫مم ‪..‬ما وارتفعت اناملها لشفاها المرتجفه ثم‬
‫انفجرت ضاحكه ‪..‬‬

‫شاركتها غدير الضحك على شكلها الغريب‬


‫لتهز عبير راسها ‪ :‬لحوُل ولقوُة ال بـَ ‪ ...‬لم‬
‫تكملها لنها تلقت الضربه من صموُدَ‬

‫فصرخات عبيـَـَـَر‪..‬‬

‫وصرخات عهوُدَ ‪ :‬بس بس ذبحتوُني ‪ ..‬حشى يهال‬


‫موُ حريم اشكبر الوُحده ‪...‬‬

‫صرخ ابوُلفي يخفف حدة الوُضع ‪ :‬بس بنات‬


‫وبعدين ؟؟؟‬

‫وقاطعتهم الوُالده ‪ :‬صموُدَ كلمتي دَلل ؟؟؟‬

‫التقت عينا صموُدَ بغدير التي تفهمها جيدا ‪...‬‬


‫فابتسم كلهما وردَت‪ :‬ايه ايه يمه كلمتها ‪...‬‬

‫وتبعتها بهمسه ‪ :‬والله ما خاليها لج يا دَلييـَـَـَـَل‬


‫المعفنه ‪ ....‬ثم ابتسمت بخبث وكتفت يديها ‪ :‬بس‬
‫هم سوُت حسنه ‪ ..‬هه‬

‫هناك عند نقطة التفتيش‪....‬‬

‫توُقف ابوُلفي بثقه وراحه ‪ ...‬خالفه بسيارتين‬


‫صقر وعمانه ‪ ..‬وابناء عموُمته ‪...‬يتوُجسوُن خايفه‬

‫تحركت سيارة بوُلفي بعد ابرازه الهوُيه‪....‬وخافف‬


‫من سرعته للطمئنان على من خالفه بعد اصرار ام‬
‫فيصل عليه بفعل ذلك‪....‬‬

‫بينما التفتت ارقابهن للخلف يراقبن الوُضع‬


‫بحذر‪...‬‬
‫انطلقت السيارتان بعد وقفه قصيره ‪...‬ثم كان‬
‫دَور الصقر ‪..‬‬

‫توُقف‪..‬‬

‫و‪........‬‬

‫‪.‬المعزوفة الرابعة‬

‫قمة اللم ان تبتسم من بين الدموُع ‪...‬‬

‫هناك عند نقطة التفتيش‪....‬‬

‫توُقف ابوُلفي بثقة وطمأنينه ‪ ...‬بينما يقف خالفه‬


‫بسيارتين صقر ثم أعمامه ‪ ..‬وأبناء عموُمته‬
‫‪...‬يتوُجسوُن خايفة‬
‫تحركت سيارة ابوُلفي بعد ابرازه‬
‫الهوُيه‪....‬وخافف من سرعته للطمئنان على من‬
‫خالفه بعد اصرار ام فيصل عليه بفعل ذلك‪....‬‬

‫‪ :‬بوُلفي خافف شوُي خالينا نطمن عليهم ‪..‬‬

‫‪ :‬ماعليهم باس ان شاءالله ل تخافين‬

‫‪ :‬ان شاءالله ان شاءالله‪...‬بس وقف شوُي خالينا‬


‫نشوُفهم‪...‬‬

‫توُقف بوُلفي جانبا كما ارادَت ‪...‬ولم يفتر لسانها‬


‫عن الدعاء لهم‬

‫بينما التفتت ارقاب الفتيات للخلف يراقبن الوُضع‬


‫بحذر‪...‬‬

‫انطلقت السيارتان بعد وقفه قصيره ‪...‬ثم كان‬


‫دَور الصقر ‪..‬‬

‫توُقف‪..‬‬

‫و‪........‬‬
‫ترجل من سيارته مغلقا الباب خالفـَـَـَـَه ‪...‬‬

‫حينها بلغت القلوُب الحناجر ‪...‬وشخصت البصار‬


‫بقوُه لتلتقط الحداث بدقه ‪...‬‬

‫نزل بعدها ‪ ..‬العم بوُخاالد وبوُ فهد ‪ ..‬وكذلك‬


‫الشباب من سياراتهم ‪ ..‬همس لهم صقر بكلمات‬
‫فعادَوا ادَراجهم بعد تردَدَ منهم والحاح منه ‪..‬‬

‫ضربات القلوُب ارتفعت بارتفاع حرارة الموُقف‬


‫وصعوُبته ‪....‬‬

‫لكن طيف ابتسامه ارتسم على الشفاه المضطربه‬


‫عندما صافح صقر الضابط ‪..‬وقدم له الهوُيه ‪..‬‬

‫تاملها الضابط برفق وعينا صقر تلتهم تعابير‬


‫وجهه ‪:‬حيالله صقر الـَ ******‬
‫ردَ صقر بثقه ‪ :‬الله يحييك ‪ ..‬وارتسمت ملمح‬
‫الراحه على وجوُه العمام ‪...‬‬

‫رفع الضابط راسه ناظرا اليه ‪ :‬آمر يا الصقر‬

‫حرك صقر عمامته ليثبتها بيديه ‪ :‬ما يآمر عليك‬


‫عدو يالغالي ‪ ...‬السيارات الربع اللي وراي لـَ‬
‫عمامي ‪...‬‬

‫تحركت نظرات الضابط لهم ‪ ..‬تاملهم برهه وضيق‬


‫عينيه لثوُاني ‪ ....‬ثم اشار لهم بيده ليتحركوُا ‪....‬‬
‫فانطلق كل بسيارته بعجل تحركت الولى ‪...‬‬
‫فالثانيه الى الرابعه ‪...‬وسط زفرات الراحه‬
‫وتنهدات الحمد ‪..‬‬

‫اعادَ الهوُيه الى صقر بابتسامه ‪ :‬تآمر على شي ؟‬

‫‪ :‬سلمتك ما قصرت ياخاوُي ‪...‬وصافحه اخارى ‪...‬‬

‫ثم ركب سيارته ليلحق بهم ‪ ..‬ويده الخارى تضغط‬


‫أزرة الهاتف بمهاره ‪..‬‬
‫وصله صوُته المألوُف ‪ :‬بشر؟‬

‫تكلم صقر بامتنان ممزوج بنبرة صوُته الوُاثقه ‪ :‬ما‬


‫قصرت يابوُ نوُاف نردَها لك بالفراح‬

‫زفر الخار براحه ‪ :‬خايرك سابق يابوُفيصل ‪ ...‬اذا‬


‫وصلت كلمني‬

‫‪ :‬صار‪ ...‬فمان الله‬

‫‪ :‬فمان الكريم‬
‫‪ /‬بعد اسبوُعين ‪/‬‬

‫ي عزيزةت ‪........‬واهلي وان‬


‫بلدَي وان جارت عل ي‬
‫م‬‫ي كرا ت‬
‫ظنوُا عل ي‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫ذكـَـَـَـَـَـَـَرى آلم‬

‫ل اعلم الي متى ستظل هذه الصوُرة تلزمني‬


‫وتزاحم افكاري وتستبيح بعنف وشده عقلي‬
‫وخايالي ‪...‬‬

‫كلما مررت اعتاب هذا المكان ‪...‬‬


‫طفلتين ‪ ..‬بجديلتين في صباح باكر ‪ ..‬ويوُم ممطر‬
‫بائس ‪...‬حجبت فيه الغيوُم نوُر الشمس‬

‫وتعكر صفوُ السمـَاء ببرق ورعد يصم الذان‬


‫ويخطف البصار‬

‫استرقت لهن النظر من نافذة الغرفه ‪..‬‬

‫تقفان في فناء المنزل الخلفي تعانقت ايديهن‬


‫الصغيره ببعضها ‪ ...‬بللتهن حبات المطر اللي‬
‫امتزجت بسيل‬

‫الدموُع وغسلت ملمحهن البريئة معلنه بدايه‬


‫العناء‪...‬‬
‫تزدَادَ شهقاتهن بتردَيد النشيد الذي ينطلق من‬
‫احدى المدارس القريبه‪...‬‬

‫النشيد اللي حفظناه عن ظهر قلب‪ ...‬النشيد‬


‫الذي غرسه ءاباؤأنا في قلوُبنا وسقوُنا اياه كلمه‬
‫كلمه وحرفا حرفا‪.....‬‬

‫حتى ارتوُت بحبه دَماءنا ‪ ..‬ونبضت به عروقنا ‪..‬‬


‫واثمرت به جوُارحنا‪..‬‬

‫ارتفع النشيد ‪ ..‬وارتفعت صيحاتهن‪ ..‬كخناجر‬


‫حادَه صامته تغرس بصدري ‪....‬‬

‫ع‬
‫د ‪ ...‬وعلى جبينك طال ت‬‫وطني الكوُيت سلمت للمج ج‬
‫د‬
‫السع ج‬

‫ع‬
‫د ‪ ...‬وعلى جبينك طال ت‬
‫وطني الكوُيت سلمت للمج ج‬
‫د‬
‫السع ج‬

‫وطني الكوُيت‪ ....‬وطني الكوُيت‪.....‬‬

‫د‬
‫ت للمج ج‬
‫وطني الكوُيت سلم أ‬

‫لم تشفع صيحاتهن ول نداء توُسلتهن ‪....‬‬

‫فالمدرسه اصبحت محرمه عليهن منذ هذه اللحظه‬


‫‪ ...‬ومقاعدهن استبدلتهن بغيرهن بل ذنب ارتكبنه‬
‫‪...‬‬

‫ولن عقلهن الصغير عاجز ان يفهم السبب او‬


‫يستوُعبه ‪ ..‬كان الصمت جوُابا لسئلتهن ؟!‬

‫‪.‬‬
‫‪ :‬يالله صقـَـَـَـَـَـَـَر‬

‫التفت اليها ‪ ...‬وكأن الحدث بالمس‪ ...‬فلتزال‬


‫نظرة اللم تستوُطنها رغم شبح البتسامه على‬
‫شفاهها ‪ ..‬أي مستقبل ينتظرنا وينتظرك يا دَلل‬
‫؟‬

‫سألها ‪ :‬خالصتي؟‬

‫حركت راسها باليجاب ‪ :‬أي خالصت ‪...‬‬

‫عبث بجيب ثوُبه يتاكد من وجوُدَ مفاتحه وهمس‬


‫بعد ان سبقها بخطوُاته ‪ :‬يالله‬
‫________________________________________‬
‫بلدَي وان جارت علي عزيزة ‪ ........‬واهلي وان‬
‫ظنوُا علي كرام‬

‫‪ 26 / 25‬فبراير ‪...‬‬

‫ايام رائعه ومفرحه وبها يتجددَ اللم وتزدَادَ‬


‫الحسـَـَـَره‪..‬‬

‫يوُم الستقلل ‪ ..‬يتبعه يوُم التحرير ‪..‬وعطلة‬


‫اخارى تمتد لسبوُع واكثر ‪...‬بعد هذ اليوُم‬
‫الدراسي‪...‬‬

‫عجبا ؟!! ان كنا ل ننتمي لها ‪ ..‬فلماذا تغمرنا‬


‫الفرحه باعيادَها ؟‪...‬وما سبب ذاك الفخر‬
‫والعتزاز الذي نشعر به عندما نتغنى بحروفها‬
‫ونترنم بعشقها‪...‬‬
‫هل هناك من يساوم على وطنيته وحبه لوُطنه؟‬

‫أمجردَ ورقه شرط لثبات الحب والنتماء للوُطن‬


‫؟!! كم ممن يملك تلك الوُرقه ول يشعر بهذا‬
‫الشعوُر؟‬

‫وكم ممن يفتقدها يقدم روحه على كفه فداء لها‬


‫‪...‬؟‬

‫الوُطنيه شعوُر يصعب اثباته بكلمات وأوراق ‪ ..‬كما‬


‫يصعب انتزاعه باكبر قوُة على وجه الرض ‪..‬‬

‫هوُ شعوُر يستوُطن النفس وتنبض به عروق القلب‬


‫لتحلق الروح وتسموُ به بعيدا عن العنصريه وزيف‬
‫الشعارات ‪..‬‬
‫وطني وطني نعم هوُ وطني رغما على مدعين‬
‫الوُطنيه ‪..‬‬

‫"‬

‫ارتفعت صرخاه المعلمه غاضبه‬

‫‪ :‬صمـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُدَ وبعدين معاج ؟ كم مره اقوُلج‬


‫انتبهي للشرح ؟ ترى للحيني مطوُله بالي عليج يا‬
‫صموُدَ ‪ ،‬ل تخليني اتصرف معاج بشي ماحب‬
‫اتصرفه‬

‫‪.‬‬

‫رفعت صموُدَ رأسها للمعلمه بنفس النظرات التي‬


‫اكتست عيناها مؤخارا ‪ ..‬نظرات‬
‫جريئه غريبه يغمرها برودَ شديد ينبئ بقدوم‬
‫عوُاصف رعديه شديده بمجردَ اللتحام ‪...‬‬

‫ثوُاني من التحديق السلبي الذي تلقت فيه‬


‫نظراتهم ‪...‬‬

‫وعادَت صموُدَ الى ما كانت عليه من لحظات ‪..‬مع‬


‫همسات تناقلتها مع زميلتها التي حاولت ثنيها ‪...‬‬

‫زفرت " ابله حصه" بغضب ورمت القلم على‬


‫الطاوله‪ ..‬وتقدمت منها بخطوُات تشتعل‬

‫غضب تسابق انفاسها الحاره ‪..‬تتبعها نظرات‬


‫الطالبات الفضوُليه ‪ ...‬وصدى حذاءها يشق‬
‫صمت الصف ‪ ..‬وكانه صوُت النذير بقدوم الخطر‬

‫اقتربت من صموُدَ وانتزعت الدفتر بقوُه من بين‬


‫يديها‪ ..‬ونظراتها سهام جارحه تكادَ‬

‫تقتل صموُدَ في مكانها ‪ ....‬لكن البرودَ هوُ نفسه‬


‫يغلف ذاك الوُجه القمري ‪...‬‬

‫عقدت ابله حصه حوُاجبها بثوُران وفتحت الدفتر‬


‫بهيجان‪.....‬وهي تتوُعد وتهددَ صموُدَ بداخالها ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫لكـَن ‪..‬‬

‫هدآت النفـَاس ‪ ..‬وخامدت النار ‪ ...‬وانقلبت‬


‫مشاعر الغضب‪..‬لخارى معاكسهبمجردَ ان قرأت‬
‫المكتوُب أحست بغصـَه وحسـَـَـَره موُجعـَه ‪.......‬‬

‫بلدَي وان جارت علي عزيزة ‪ ........‬واهلي وان‬


‫ظنوُا علي كرام‬
‫بلدَي وان جارت علي عزيزة ‪ ........‬واهلي وان‬
‫ظنوُا علي كرام‬
‫بلدَي وان جارت علي عزيزة ‪ ........‬واهلي وان‬
‫ظنوُا علي كرام‬

‫لم تكمل ما كتبت ‪ ...‬لكنها علمت محتوُاه ‪...‬‬


‫اطلقت ابله حصة زفره مخالفه تماما للزفرة‬
‫الولى ‪...‬‬

‫اغلقت الدفتر واكتسى وجهها بملمح السى‬


‫والحزن تعلم ما تعانيه صموُدَ وما توُاجهه تعلم‬
‫شعوُرها وتتفهم مشاعرها وظروفها ‪..‬‬

‫لكنها ايضا مهتمه لمستقبلها‪ ..‬ول تنسى توُصيات‬


‫خاالتها المستمره على ابنتها المتمردَه ‪...‬لول مره‬
‫تشعر بالضعف‪ ..‬والحيره‪ ..‬سحبت نفسا عميقا‬
‫وهمست "‬

‫‪ :‬يا حبيبتي يا صموُدَ ‪ ..‬ادَري انه صعب اللي تمرون‬


‫فيه‪ ...‬حاسه بشعوُركم بس انتبهي لدرسج‬
‫واهتمي بدراستج ترا ما تنفعج ال شهادَتج ‪"....‬‬

‫ارتفع حاجب صموُدَ‪ ..‬وانطلقت منها ابتسامه ‪ ..‬ما‬


‫لبثت ان تلشت لتقوُل ‪ :‬صج ابله !!‬

‫ابتسمت ابله حصه وحركت راسها باليجاب‬


‫لكن كلمات حصه مازالت عالقه بذاكرة صموُدَ‬
‫المهشمه ‪..‬‬

‫ل يمه والله حرام عهوُدَ ماتنفع لناصر‬

‫عهوُدَ ماتنفع لناصر‬

‫عهوُدَ ماتنفع لناصر‬

‫لن تنسى تلك السهام التي اطلقتها حصه ‪...‬‬


‫والتي للن تجهل علم صموُدَ بها ‪...‬‬

‫سهام اخاترقت صدر صموُدَ قبل اخاتراقها سمعها‬


‫‪ ...‬جراح تتجددَ كلما رأتها‬

‫كتفت صموُدَ ذراعها وأكملت بسخريه ‪ :‬بس انا‬


‫غيـَـَـَـَر يا ابله حصه ‪ ..........‬؟!! ‪...‬وال نسيتي !!‬

‫تكلمت طالبه باول الصف ساخاره ‪ :‬رحم الله امرء‬


‫عرف قدر نفسه ‪..‬‬

‫فاشتعلت نظرات صموُدَ غضب وردَت عليها بغيض‬


‫‪:‬‬

‫إذا نطق السفيه فل تجبه فخير من إجابته السكوُت‬


‫فإن كلمته فرجت عنه‪ ..‬و إن خاليته كمدا يموُت‬
‫تقف روان غاضبه ‪:‬منوُ السفيه يا سفيهه ‪..‬‬
‫السفهاء انتي واهلج و‪.....‬‬

‫لم تكمل لن انقضاض صموُدَ كان اقرب‪...‬‬


‫وصرخاات المعلمه ل مجيب لها‪...‬‬

‫حزباعلنوُا انفسهم انصار لصموُدَ ‪ ..‬وآخار انتهض‬


‫فزاعا لروان‪...‬‬

‫توُسعت المشاجره لتشمل الكراسي والطاولت‬


‫والحقائب والكتب‪ ...‬وحتى اقلم اللوُح لم تسلم‬
‫منهم‪..‬‬
‫وبعد فترة من الصراع ‪ ..‬توُقف الشجار وانتهت‬
‫المعركه لكن ‪ .. ...‬في غرفة المديره ‪..‬‬

‫المديره ‪ :‬خالصا ابله حصه تفضلي لحصتج ‪ ..‬وانا‬


‫اتصرف مع هالشكال ‪..‬‬

‫هزت حصه راسها هامه بالمغادَره ‪ ..‬وبدون شعوُر‬


‫تحركت نظراتها لـَ " تلك " الوُاقفه هناك ‪...‬‬

‫تميل بوُقفتها ‪..‬تعبث باظافرها ترفع حاجبها‬


‫بكبرياء‪ ..‬وعلى شفاها شبه ابتسامه‬

‫‪.‬‬
‫حصه ‪ :‬ل اعلم كيف اصبحت تمتلك هذه القوُه بعد‬
‫ضعف كان يعتريها؟!‬

‫لحظه هل هي قوُة تلك التي اراها ترتديها ؟ ام انها‬


‫تصطنعها ؟ هل هي قوُة او برودَ و‬

‫ل مبالة ؟‬

‫ام هما الثنان معا ؟‪ ....‬في الحقيقة اتوُقع انها‬


‫فعل قوُيه ‪ ..‬او تجيد تمثيل القوُة وبمهاره‪...‬‬

‫غريبه انتي يا صموُدَ؟ والغرب تلك الفكار التي‬


‫تجتاح عقلك‪ ...‬وتعصف بقلبك ؟‬
‫على أعتاب السفاره البريطانيه ‪..‬‬

‫رتب اوراقه بعد ان تاملها مرارا ‪ ...‬بينما اسرع‬


‫الخار بخطوُاته يجاريه‬

‫نايف ‪ :‬صقر انت مجنوُن ؟!!‬

‫صقر ‪ :‬ليش ماتقوُل عاقل ‪ ..‬او عقلت‬


‫يف ‪ :‬تترك ارضك ؟ دَيرتك ‪ ...‬هذي الكوُيت‬
‫‪...‬الكوُيت ياصقر ‪..‬‬

‫صقر ‪ :‬محد يساومني على غلتها‪..‬وانت ادَرى !!‬


‫ارخاصت لها الروح من قبل ‪ ..‬وما اغليها عليها لوُ‬
‫تآمر ‪...‬‬
‫نايف بالم ‪ :‬كلها وظيفه خاسرتها تفداك وبدالها‬
‫الف‪ ..‬من باجر ال من اليوُم اشوُفلك غيرهـَـَـَ‪....‬‬

‫قاطعه صقر وقد تغيرت نبرة صوُته ‪ .. :‬الوُظيفه‬


‫بدالها الف ‪ ...‬بس الذل مايطيقه حر يا نايف‪..‬‬

‫" ركبا السياره ‪ ..‬وادَار صقر المحرك ‪ ...‬عليه ان‬


‫يسرع لياخاذ شقيقته من بيت خاالته ‪"...‬‬

‫نايف محاول ان يثنيه باي طريقه ‪ :‬انت احسن من‬


‫غيرك يا صقر‪ ...‬وابناء الشهداء املهم كبير‬
‫بالتجنيس؟‬

‫همس صقر بالم ‪ :‬الدم اللي ماعترف فيه وهوُ‬


‫رطب‪ ...‬ما يعترف فيه بعد ما جف ونشف‬
‫‪...‬السالفه ابرة مخدر كل ما علت الصرخاه اخاذنا‬
‫جرعه ‪ ...‬وراح نظل على هالوُضع الى يوُم الدين‬
‫‪...‬‬

‫نايف ‪ :‬تفاءل يا صقر ما عهدتك سوُدَاوي ‪ ...‬حتى‬


‫بايام الغزو‬

‫‪ :‬يا نايف لما تكوُن تحارب غريب اعتدى واستوُلى‬


‫على ارضك ‪ ...‬مهما غدر وقتل واعتدى‪...‬غير لما‬
‫تكوُن الطعنه من اهلك ومن اللي تحبه وتفديه ‪/ ...‬‬
‫صمت ‪ ..‬ثم قال ‪ .. /‬الوُضع اصعب من انه ينشرح‬
‫يا نايف ‪...‬‬

‫نايف بحشرجه لم يستطع اخافاءها ‪ :‬معزم ؟‬


‫همس ‪ :‬ان شاءالله ‪ ...‬بس خاله بيني وبينك‪...‬‬
‫للحين في اموُر وحسابات اصفيها ‪ ....‬والتفت‬
‫اليه محذرا ‪ ..‬مايعرف بهالشي غيرك وفهد ‪..‬‬

‫صرخ نايف غاضبا ‪ :‬انت مستوُعب اللي تسوُيه ‪...‬‬


‫بعد هالعمر تبي تتخلى عن اهلك وناسك‬

‫‪ :‬مايجبر على المر‪ ..‬ال المر منه ‪ ،‬لوُ كان المر‬


‫راجع لي ما تحركت شبر برا الكوُيت ‪ ..‬بس ضاقت‬
‫يا نايف واخاوُك ما يتحمل الذل والقهر ‪...‬‬

‫ازدَردَ ريقه يستوُعب المر ‪ :‬كم سنه !!‬

‫‪ :‬الله العالم ‪ ...‬لكنها موُ اكثر من اللي ضاع من‬


‫عمري ‪...‬‬

‫صمتـَـَـَـَـَـَـَـَـَا ‪ ...‬كل منهم ينهشه الوُجـَـَع ‪...‬‬


‫وتحرقه الحسـَـَـَره ‪...‬‬

‫‪ :‬صقر‬

‫‪ :‬سم‬

‫نظر لعينيه برهه ‪ ....‬ثم همس ‪ :‬لوُ انعادَت سنه‬


‫الغزو ‪ ......‬بيكوُن موُقفك نفسه وال يتغير ؟!!‬

‫م ‪.....‬وتلاااشت‬
‫ع ‪ ...‬وتالـَ ت‬ ‫ت‪....‬وتام ت‬
‫ل‪....‬وج ت‬ ‫صم ت‬
‫النظرات بالنظرات ‪...‬‬
‫وضاعت الجابـَـَـَـَـَـَه ‪ ..‬بأعماق الصمـَـَـَـَـَـَـَـَت ‪...‬‬

‫انتهى وقت الدرس وحان وقت النصراف ‪...‬‬


‫وانطلق الجرس معلنا عنه‪..‬‬

‫امتلت الساحه بالطالبات ‪ ..‬بين ضحكاتهن ‪..‬‬


‫وصرخااتهن ‪......‬وتوُدَيع بعضهن لحين اللتقاء بعد‬
‫عطلة سعيده‬

‫وانتهى وقت العقاب الذي فرض عليها من‬


‫المديره ‪ ...‬خارجت بشموُخ كما دَخالت ‪ ..‬لم تنكسر‬
‫امام نظرات التهديد والوُعيد‬
‫ببساطه لم تعد تخشى شيئا ‪...‬‬

‫رقت لفصلها بخطوُات عنيده ونظرات غرور‬


‫ارسلتها لمن تنظر اليها من بعيد مع شلتها‬
‫المنحطه ‪...‬‬

‫دَخالت الفصل الفارغ ‪ ..‬وارتفعت صدى خاطوُاتها‬


‫فيه ‪ ..‬جمعت دَفاترها في حقيبتها ‪...‬والتقطت‬
‫من بينهن هاتفها المضيء لتجد رساله جديده ‪....‬‬

‫فتحتها ثم عقدت حاجبيا بضيق ‪...‬‬

‫" صموُدَ صقر راح يمرج مع دَلل ‪ ..‬ل تتاخارين‬


‫بالطلعه ‪ ..‬بسلم عليج قبل مانروح ‪"..‬‬

‫المرسل ‪ :‬الغاليه‬
‫تبغض لحظات الوُدَاع ‪ ...‬وهذا سبب اصرارها اليوُم‬
‫على الذهاب للمدرسه رغم عدم اهتمامها الوُاضح‬

‫بدروسها لكنه هروب من الموُاجهه او خاشية من‬


‫لحظات النكسار والضعف ‪...‬‬

‫‪ :‬صمـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَ‬
‫ـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُدَ ؟!‬

‫التفتت لعائشـَه التي انتشلتها من مرارة الوُاقع‬


‫والحقيقة المؤلمة ‪...‬‬

‫اقتربت عائشه بانفاسها المتقطعه من الجري ‪:‬‬


‫شنوُ سوُت لج الناظره ؟ ‪ ...‬ل تقوُلين فصلتج ؟؟‬
‫وال استدعت ولي امرج ؟؟‬
‫هزت صموُدَ راسها نافيه ‪ : ...‬ل هذا ول‬
‫ذاك‪...‬الكلمات المعتادَه‪ ...‬اعتذار مصطنع ‪..‬‬
‫وتاسف غبي‪ ...‬تعهد وانصراف‪ ...‬و‪....‬‬

‫‪ :‬و‪ ...‬شنوُ فوُق كل هذا ‪...‬‬

‫عضت على شفاها عندما تذكرت النقطه الهم ‪:‬‬


‫هـَـَه تبي تعوُيض ‪ ....‬عشرين دَينار‪...‬‬

‫ابتسمت عايشه تخفف عليها ‪ :‬تفداج‬


‫‪..‬ماعليـَـَـَـَـَـَـَه تتدبر ‪...‬اذا موُ من اهلج انا وياج‬
‫ندبرها ‪...‬‬

‫" لم تكن معها ‪ ...‬سريعا ما يخطفها السرحان‬


‫لعالمه‪ ...‬كثيره هي الفكار التي تدور في ذاك‬
‫العقـَل المثقل ‪ ...‬والكثر هي الذكريات الليمه "‬

‫حملت صموُدَ حقيبتها وجارتها عائشه بخطوُاتها‬


‫للخارج ‪...‬بصمت ‪..‬‬

‫سارا بضع خاطوُات في الساحه ‪ ...‬وعندما تذكرت‬


‫صموُدَ من ينتظرها خاارجا ‪ ...‬كشت ملمحها‬

‫بضيق ‪ ..‬وفضلت الجلوُس هنا حيث النتظار‪...‬‬


‫ولم تعارضها عائشه التي جلست بقربها ‪...‬‬

‫عائشه بقلب قلق وهمس محبه‪ :‬صموُدَ ‪ ..‬ترى‬


‫البله تحبج‪ ..‬وكلنا نحبج ‪ ...‬ونتامل فيج خاير ‪..‬‬

‫وخاايفين على مستقبلج ‪ ..‬لتزعلين من ابله حصه‬


‫‪ ..‬تراها وربي تحبج ‪..‬‬
‫سألتها بتنهيده ‪ :‬كلمتـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَج ؟‬

‫هزت راسها نافيه ‪ :‬بدون ل تكلمني انا اعرفها ابله‬


‫حصه تهمها الطالبه قبل المادَه ‪ ..‬وماتخلط‬
‫الوراق ‪...‬‬

‫وانتي موُ مثل أي طالبه ‪ ..‬انتي متميزه ‪...‬‬


‫وشاطره ‪ ...‬حرام تضعيين مستقبلج بدينج‬

‫‪ ..‬الشهادَة مهمه بهالزمن يا صموُدَ ‪....‬واللي ما‬


‫عنده شهادَه يضيع‬

‫" ماتخلط الوراق ؟؟‬

‫ماتخلط الوراق ؟؟‬


‫ماتخلط الوراق ؟؟‬

‫ت‬
‫تعلم انها المقصوُدَه بهذه الجملـَه برافوُاا اجد ج‬
‫التلميح يا عائشه ‪ "....‬حصة المعلمه وحصة ابنة‬
‫الخاله المعارضه لزواج عهوُدَ وناصر "‪...‬‬

‫نعم خالطت الوراق‪ ...‬لكن رغما عني‪..‬‬

‫ل استطيع مقاومة شعوُري نحوُها ل استطيع‬


‫السيطره عليـَه‪ ...‬اكرهها نعم اكرهها‪...‬لنها تقف‬
‫امام حلم شقيقتي‪...‬وربما حلمي‬

‫عائشه انتبهت لسرحانها ‪ :‬سمعتيني صمـَـَـَوُدَ‬


‫اثبتي وجوُدَج بشهادَتج ‪ ...‬اللي ماعنده شهادَه‬
‫بهالزمن يضيع ‪....‬‬

‫مال حلقها بابتسامه ‪ :‬هـَه ‪ ...‬اللي ماعنده شهادَه‬


‫يضيع مستقبله؟!!‬

‫واحنا ضايعين ماضي وحاضر ومستقبل‪....‬‬


‫بشهادَه وبدون شهادَه ؟‬

‫عائشه ‪ :‬صمـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُدَ ‪...‬‬

‫قاطعتها صموُدَ ‪ :‬صح هالزمن زمن شهادَات غبيه‬


‫واوراق معفنه‪ ..‬بس موُ الشهادَة اللي راح تكوُن‬
‫مع امثالي ؟‬

‫‪ ....‬قوُلي بالله بشنوُ تنفعني شهادَتي اذا تخرجت‬


‫؟ دَرست وال ل ‪...‬‬
‫جبت نسبه وال ل ‪ ....‬شهادَة ثانوُي مقابل‬
‫شهادَات جامعيه ؟ ما تسوُى فلس ‪...‬‬

‫فلس واحد ما تسوُى ل نجذب على روحنا ‪...‬‬

‫‪ :‬ما تدرين يا صموُدَ يمكن الدنيا تتغير وتتحسن‬


‫الوضاع وتنفتح البوُاب بوُجهكم‪..‬و‪............‬‬

‫‪ :‬قديمه قديمه يا عايشه ‪ ..‬قالوُها من خامسين‬


‫سنه ‪...‬‬

‫‪ :‬ل تياسين من رحمة الله‬


‫‪ :‬موُ ياس‪ ...‬لكن واقع ‪ ....‬هذي حالنا ولوُ بعد‬
‫مليوُن سنه‪. )...‬سكتت ‪ ....‬وبهمس ( اشباه‬
‫اموُات‪ ......‬ويمكن الموُات ارحم‪....‬‬

‫) نهضت وهي تنفض ثيابها من تراب الرض حملت‬


‫حقيبتها على كتفها متجه للبوُابه ‪ ..‬وقد اشتعلت‬
‫فيها نار الحسره واللم التي لم تهدأ قط (‬

‫رحلت ‪ ..‬تشيعها نظرات وعبرات عائشه‬


‫الحزينـَـَـَـَه ‪...‬‬
‫________________________________________‬
‫" خاارج اسوُار المدرسـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه "‬

‫دَلل ‪ :‬تأخارت ‪ ..‬انزل أشوُفها ؟‬


‫صقر ‪:‬ل خاليها ‪...‬زين سوُت انا ابي اخاتلي فيج ‪....‬‬

‫هذا ما كانت تخشاه وتتحاشاه ‪ ..‬تتمنى الرض‬


‫تبتلعها خاجل وحياء تعلم ما يريد قوُله‬

‫وما يريد ان يصارحها به او بالحرى يتاكد من رايها‬


‫فيه‪....‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ :‬دَلل تدرين دَام اني معاج مافي قوُة بالرض‬


‫تقدر تغصبج على شي ‪...‬‬

‫‪ :‬الله ل يحرمني منك يا خاوُي‬


‫‪ :‬عمي كلمني عن الملجه يبيها اخار السبوُع الجاي‬
‫‪...‬بس تاكدي لوُ المر وصل لخطة قلم‬

‫القاضي وجا في بالج تتراجعين انا معاج‬

‫‪ :‬صقر انت موُ راضي عليه؟ ‪ ..‬اذا موُ راضي وربي‬


‫ما اوافق ول ابيه ‪...‬‬

‫اتسعت ابتسامته الحنوُنه وامتدت يده تشد على‬


‫يدها ‪ :‬ل يالغاليه‪ ...‬موُ قصة موُ راضي‬

‫‪ ..‬بس ابي اتاكد لخار لحظه انج راضيه‪ ...‬وابيج‬


‫تتاكدين‬

‫اني معاج باي قرار تاخاذينه ‪...‬دَلل الزواج اكبر من‬


‫عقد يربط اثنين ‪ ...‬خااصه لمثل‬

‫حالتنا‪ ...‬حياة صعبه قدامكم ‪ ..‬مابي اخاوُفج بس‬


‫ابيج تكوُنين بالصوُره ‪ ...‬زواجج من‬

‫خاالد‪ ...‬يعني صوُرة لمي وخاالتي وام خاالد ‪.....‬‬

‫‪ : :‬اللي كاتبه ربك يصير ‪...‬والرزاق بيد الله‬

‫‪ :‬ونعم بالله ‪ ...‬بس تحمليني بظل اسالج واتاكد‬


‫لين ينكتب العقد ‪...‬‬

‫اتسعت ابتسامتها ‪ ...‬مع خاليط المشاعر الذي‬


‫يجترفها ‪ ...‬سعادَه برهبه بخجل ‪ ...‬تحمد الله انها‬
‫ترتدي غطاء يستر وجهها وال فضحتها ملمح‬

‫السعادَه التي لوُنت وجنتيها ورسمت ابتسامه‬


‫عذبه على شفتيها ‪ ...‬خاالد وحلم الطفوُله ‪ ...‬كيف‬
‫تنهيه وهي تحلم بذلك اليوُم الذي يبتدا فيه‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫كانت مميزه بين الطالبات ‪..‬تكادَ تكوُن الوُحيده‬


‫بين القلة اللتي ل يرتدين العباءة والغطاء ‪..‬‬

‫زفر ككل مره يراها فيه ‪ : ..‬مادَري متى تعقل‬


‫هالبنت وتتستر مثل خالق الله ‪...‬‬

‫التفتت اليه دَلل بعد ان قرأت ملمح تلك القادَمه ‪:‬‬


‫تكفى صقر ل تكلمها ‪ ..‬شوُف‬

‫وجهها معفوُس تقوُل قنبله على وشك‬


‫النفجار‪...‬وربي شكلها نار مشتعله‬
‫ومتى انطفأت حتى ل تكوُن نار مشتعله ؟ ‪ ..‬قلما‬
‫رايت هذه الهرة بملمح ا ت‬
‫للفة ‪..‬‬

‫وبل مخالب تشهرها بوُجه الكل ‪ ...‬عدوانيه شرسه اندفاعيه هذه‬


‫‪ ....‬هي صموُدَ‬

‫امتدت يده لمحفظته بالوُقت الذي دَخالت فيه صموُدَ للسياره ‪..‬‬
‫‪ ...‬واغلقت الباب بعنف‬

‫وعليكم السلم < قالها ساخارا ‪:‬‬

‫فاشاحت بوُجهها الغاضب نحوُ النافذه‬

‫الباب ماله دَخال بمزاجج ‪ ....‬والمكان اللي تدخالين فيه سلمي ‪: ..‬‬
‫‪ ...‬السلم لله‬

‫دَلل برجاء ‪ :‬صقر‬

‫‪ ...‬لينفث غضبه فيها ‪ :‬اكرمينا بسكوُتج‬

‫ادَار المحرك ‪ ..‬وكم تمنى لوُ يملك مبلغا يمكنه من شراء عباة‬
‫وغطاء لتلك المشاكسه‬
‫لكن ككل مره ‪ ..‬يراها فيها يفتح المحفظه فل يجد ال ما سيدفعه ‪...‬‬
‫‪ ...‬لمحطة الوُقوُدَ‬

‫من اين له ‪ ..‬واشغاله غير مستقره متناثره هنا وهناك ‪ ..‬واعباء‬


‫‪ ...‬منزل وسياره وأسره على عاتقه‬

‫اطلق تنهيده بل شعوُر ‪ ..‬التفتت على اثرها شقيقته دَلل هامسه ‪:‬‬
‫‪ ..‬سلمتك‬

‫‪......‬اتسعت ابتسامته لها ‪ .....‬لتبادَله اياها من تحت الغطاء‬

‫اما الخارى لم تكن معهم ‪ ..‬ولم تسمع حديثهم الذي تداولوُه ‪....‬‬
‫مشغوُل عقلها بمن‬

‫ستحلق بهم الطائره بعد ساعات الى رحاب الحرم ‪..‬والدتها ‪...‬‬
‫وشقيقاتها‬

‫آخ كم تتمنى ان ترافقهم مره ‪ ...‬فقط مره واحده ‪ ..‬امنيه تتكرر‬


‫في مثل هذا الوُقت‬

‫البغيض من كل عام ‪ ...‬امنيه باتت تتلشى كالضباب بحضرة‬


‫‪ ..‬الشروق‬

‫" في منزل ام فيصل ‪..‬ابوُلفي "‬


‫الهم نفسه والحسرة ذاتها تطوُق قلبها الصغير وهي تشيع‬
‫بنظراتها المنكسره والدتها وشقيقاتها‬

‫كم كانت تحلم ان ياتي ذلك اليوُم الذي ل تضطر فيه للوُدَاع ‪ ،‬كانت‬
‫تحلم باللحظه التي تضع يدها‬

‫بايديهم تسابق بخطاها خاطاهم الى ذلك العالم المجهوُل الذي‬


‫‪ ..‬سمعت فيه ولم تره‬

‫مطار كبير وواسع وطائره خاياليه عملقه وتحليق بين السماء‬


‫والرض ومناظر خالبه آسره‬

‫‪ ..‬عالم جديد ودَنيا حالمه ومعالم رائعه كما يصفنها شقيقاتها‬

‫ايقظها صوُت شقيقتها عبير لتفيق على مرارة الوُاقع ‪ :‬صوُصوُ‬


‫تآمرين على شي ‪ ...‬شنوُ تبين‬

‫نجيبلج معانا ؟‪...‬في شي بخاطرج؟‬

‫سلمتكم بس ادَعوُلي ‪:‬‬

‫عبير بابتسامة صادَقه ‪ :‬اكيد هالشي مفروغ منه ‪ ...‬خالصا عيل‬


‫‪ ..‬اجيب لج شي على ذوقي‬

‫بادَلتها البتسامه لكنها ابتسامه مره ممزوجه بلوُعه ‪ :‬كل شي منج‬


‫‪ ...‬حلوُ ‪ ...‬بس الهم سلمتج‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ ...‬صمـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُوووووووودَ‬

‫التفتت صموُدَ لتلك القادَمه كالصاروخ من باب الغرفه‬

‫صموُوووووونه صموُووووووونتي ‪:‬‬

‫‪............‬صمـَوُدَ ترفع حاجبها مستنكره ‪ :‬صموُنه بعينج يا‬

‫لم تهتم الخارى بما قالت بل عانقتها بشوُق ولهفه ‪ :‬زييين انج‬
‫جيييتي ‪ ..‬اتصل عليج وما تردَين كنت بخليهم‬

‫يمرونج بالمدرسه ‪ ..‬وحلفت ما اركب الطياره قبل ما اسلم عليج‬


‫طوُقتها صموُدَ بذراعيها لثوُاني ‪ ...‬تلك شقيقتها القرب‬
‫والحب‪ ...‬ل تنسى المشاحنات‬

‫‪ ..‬والمشاكل الطلبية التي كانت تدخال فيها بسببها‬

‫كانت خاط الدفاع الول عن صموُدَ وتتاثر بجرحها قبل ان تتاوه‬


‫منه‪ ...‬الى ان‬

‫اتخذوا القرار بالتفريق بينهن في المدرسه لتردَي مستوُاهن‬


‫الدراسي اظافة الى الفصل‬

‫المتكرر لصموُدَ فيها‬

‫غدير بعبره وهمس ‪ :‬وربي مابي اروح ‪ ...‬احس اني رايحه الموُت‬
‫‪ ...‬كل مره بدونج‬

‫ابتسمت صموُدَ وكانها اجادَت هذا الدور ‪ :‬افا احد يحصل له يروح‬
‫بيت الله وما يروح‬

‫وبعدين اذا تنطريني اروح معاكم عز الله مارحتي ول طلعتي من‪.‬‬


‫الديره ‪ .....‬روحي يا‬

‫‪ ...‬غدور واستانسي وادَعيلي من قلبج‬


‫مسحت غدير دَمعه ونطقت بعبره ‪ :‬اكيد بدعيلج ‪ ..‬وبصوُرلج كل‬
‫‪ ...‬شي مثل كل مره‬

‫واكتبلج تقرير عن الرحله ‪...‬من اول ما نطلع لين نرجع ‪...‬انتي بس‬
‫آمري تبين شي غيره‬

‫ن"‬
‫ري مكنوُ ت‬
‫وددَي آتبوُح كل مآبخآط د‬
‫د‬
‫زم ‪ ..‬س ت‬
‫كوُتتي‬ ‫وُقت تل د‬
‫ف آل د‬
‫ن ظترو ز‬
‫!! ‪ ..‬لك د‬

‫"‬

‫ايييه ابي ابي ‪ ...‬ابي اشوُفها ‪ ..‬المسها ‪ ...‬اكحل عيوُني ~‬


‫بشوُفتها ‪ ..‬ابي اطوُف‬

‫حوُلها وأصلي بصحنها واشرب من ماي زمزم واسعى بالصفا‬


‫والمروه ‪ ...‬ابي اروح‬

‫مثل المسلمين ما يروحوُن ابي امارس حق اعطاه ربي لكل مسلم‬


‫~‪.......‬ورغبه فيه‬

‫تلك صرخاه وامنيه بداخالها تنازعها تريد ان تخرج تتحرر فتمل (‬


‫) العالم بحروفها لكن كتمانها بهذا الوُقت مطلوُب‬
‫‪ ...‬صموُدَ ‪ :‬ابي سلمتكم ويالله هذا عمي ينادَيكم ل تتاخارون‬

‫نزلن وتبعتهن للسفل ‪...‬تجر خاطاها اسى والم فهناك الوُدَاع‬


‫‪ ....‬الكبر‬

‫‪ ...‬اقتربت‬

‫ولم تخفى عليها دَموُع والدتها المنهمره التي سارعت بمسحها‬


‫‪ ..‬عندما لمحتها تقترب‬

‫كانت تتحدث مع صقر ودَلل وعهوُدَ ‪ ...‬اللذين هموُا بالمغادَره فوُر‬


‫‪ ....‬وصوُلها‬

‫اقتربت من والدتها التي فتحت ذراعيها لها وضمتها بقوُه‬


‫‪..‬والخارى ترتشف من‬

‫‪ ...‬رحيق حنانها ما يكفيها طوُال فترة غيابها‬

‫دَربالج على نفسج وسمعي كلم خاالتج واخاتج وكل يوُم راح اتصل ‪:‬‬
‫عليج موُ ما تردَين واذا‬

‫تبين أي شي قوُلي لخالتج تراها حسبة امج ل تستحين منها‬

‫" اكتفت صموُدَ بالصمت "‬


‫) ابعدتها والدتها واكملت بعبره (‬

‫‪ .....‬دَودَي قلبي ‪ ...‬تدرين ما ودَي اروح واخاليـَ ‪:‬‬

‫حركت صموُدَ راسها بمعنى اليجاب ‪ :‬روحي يمه ول تشيلين هم‬


‫ماني صغيره ‪ ...‬واوو‬

‫وانا ودَي اقعـَـَد مع خاالتي وعمامي ‪ ..‬اصل انطر جمعتهم نطاره‬


‫من عطله لعطله ) كاذبه كاذبه كاذبه (‬

‫هذا ما ينطق به قلبها وكل خاليه فيه وفي جسدها المتألم ‪....‬لكنها‬
‫مضطره لـَ ان تخفف‬

‫‪ ...‬شيئا من حرارة كبدها ووالدتها‬

‫نعم هي لحظات متكرره كل سنه كشريط يعادَ مره بعد مره‪ ...‬لكنه‬
‫‪.‬في كل مره يزدَادَ مرارة والم‬

‫لفت ذراعيها حوُل عنق والدتها بقوُه ثم اخارجت كلماتها بعد معاناة‬
‫ومجاهدة ‪ :‬تروحوُن وترجعوُن بالسلمه‬

‫‪.‬‬
‫"‪ ..‬في السيـَـَـَـَـَـَـَـَاره "‬

‫‪ ....‬كان بامكانه ان يرى بوُضوُح بريق الدمع في تلك المحاجر‬

‫نقطة ضعف الرجل دَموُع انثى ‪...‬فكيف ان كانت تذكره بتلك‬


‫النظرات التي اشتاق لها‪...‬ويوُجعه الحنين اليها‬

‫"‪ ...‬صاحبه بل شقيقه بل توُأم روحه "‬

‫نعم يعلم هي كالزجاج شفافية ورقة ‪...‬ويعلم ان تلك القسوُة التي‬


‫تغلف بها‬

‫ضعفها مزيفه ‪ ...‬وان تحديها وشموُخاها‬

‫امام الضعف الذي يعصف بها ويزعزع ثباتها ‪..‬انما هوُ مكتسب‬
‫‪.. ..........‬وموُروث ‪ ...‬تماما كما كان يصنع شقيقها‬

‫!!كم تشبهه الى حد الجنوُن ؟‬

‫امتدت يده لشريط القرآن ‪ ..‬علة يخفف من وطأة اللم على‬


‫قلوُبهن‬

‫وقلبه‪...‬‬
‫‪.‬‬

‫توُقفت السياره امام منزل الخاله ام صقر ‪ ..‬الملصق لمنزل العم‬


‫بوُخاالد والعم بوُفهد‪..‬فل يفصل بينهم سوُى جدار‬

‫‪ ...‬يتوُسطه باب ليربط البيوُت ببعضها‬

‫نزلت الفتيات والتقين بالخاله التي استقبلتهن بالترحيب‬


‫‪ ..‬والبتسامه الحنوُنه‬

‫بادَلنها الترحيب ‪ ...‬وجلست عهوُدَ بالقرب منها ‪ ...‬بينما اسرعت‬


‫‪ ..‬دَلل لتحضير الغداء ‪...‬كما اوصتها والدتها‬

‫اما الخارى فاستئذنت بهمس وانطلقت لوُجهتها التي تحتاجها‬


‫‪ ...‬بقوُه‬

‫" اعزكم الله " ) الحمام(‬


‫كان ملجأها الوُحيد في ذلك المنزل الشعبي الصغير ‪ ...‬ومكان‬
‫حريتها‬

‫الذي ل يقيدها بقيوُدَ ‪ ..‬وشاهد ضعفها‬

‫وانكسارها وخادش شموُخاها وكبريائها ‪....‬فقط هوُ الوُحيد الذي‬


‫تسمح له برؤأية‬

‫‪........‬الحقيقه‬

‫اسندت ظهرها للباب بعد ان فتحت صنبوُر الماء لخاره ‪ ...‬واطلقت‬


‫شهقاتها المكبوُته‬

‫وحررت دَموُعها الحاره لتتدفق بغضب وتوُجع‬

‫بكت وبكت حتى خاارت قوُاها ونزل جسدها الضعيف للرض ‪...‬لم‬
‫تعد تحتمل قدماها النهوُض‬

‫بكت ‪..‬وصاحت ‪ ...‬بل قيوُدَ ‪ ...‬ولخاوُف ‪ ....‬بكت تغسل بصيحاتها‬


‫ودَموُعها حرقة‬

‫القلب وحسرة النفس وتوُجع ينهش الفؤادَ ‪..‬بكت حتى افرغت كل‬
‫‪ ....‬ما كان لديها وفيها‬

‫‪ ...‬لتعوُدَ بعد ذلك صموُدَ القوُية الشامخه تماما كما كانت‬


‫‪.‬‬

‫أنا يابحر ماجيتك فضى ولمشاهدك شفقان‬

‫أناجيتك أبنـَـَـَـَـَسى الياس وبعض الهم يباريني‬

‫على جالك انا جالس اسامر موُجك الغضبان‬


‫أسوُلف له عن اوجاعي وعناي وغربه سنيني‬

‫علمك يابحر غاضب علمك تصرخ بكتمان‬


‫انا جيـَـَـَـَـَـَـَتك ابشكيلك وابي منك توُاسيني‬

‫أنا مثلك بحر لكن وسط نفسي انا غرقان‬


‫تعبـَـَـَـَت ابحر مع نفـَـَـَـَـَـَـَـَـَسي واسالها انا ويني‬

‫ارتفعت نغمة الهاتف لتقطع سرحانه واحلمه ‪...‬او بالحرى آلمه‬


‫‪ ..‬واحزانه‬

‫‪ ...‬اعتدل بجلسته والتقط الهاتف‬

‫هل فهد ‪:‬‬

‫وينك فيه ياشيخ ‪ ..‬ننطرك على الغدا ؟ ‪:‬‬


‫‪ ..‬مسح وجهه بتعب ‪ :‬ل بالعافيه ‪ ..‬عندي مشوُار مهم لزم اخالصه‬

‫!بتعجب ‪ :‬مشوُار بعز الظهر ؟ في مشوُار بهالوُقت ؟‬

‫ايه ‪ ..‬هذا وقتـَـَه يا فهد ‪...‬؟ صمت ثم قال فهد تغدوا ول تحسبوُن ‪:‬‬
‫حسابي‬

‫!سال بتوُجس ‪ :‬صقر فيك شي؟‬

‫العافيه ‪:‬‬

‫ردَ بشك ‪ :‬دَربالك على نفسك‬

‫اغلق هاتفه ‪ ..‬ونهض قائما ينفض غبار النكسار ‪ ..‬وعيناه تحدق‬


‫‪ ....‬بذاك المل البعيد‬

‫المعزوفـَه الخامسـَـَه‬

‫‪ ..‬عزف المحاجـَر ~‬
‫‪...‬تدري شنوُ الغربه‬

‫‪ ...‬اني دَاخال اوطاني‬

‫واعيش مثل الغريب بديرة الغربه‬

‫شهقت بقوُة ‪ ..‬ثم اسرعت بخطاها لتجلس بقرب تلك الحالمه‬


‫!!المتوُردَة بالسعادَه ‪ :‬احلفي‬

‫احمرت وجنتا الخارى وتلعثم لسانها ‪ ...‬وجاهدت لتخرج الكلمه‬


‫بصعوُبه من بين شفتيها المرتجفه ‪ :‬والله‬

‫توُسعت محاجر صموُدَ بصدمه وهي تلتهم بنظراتها ملمح دَلل‬


‫!بقلق ‪ :‬واشقلتي ؟‬

‫ضمت دَلل الوُسادَه اليها ‪ ..‬ازدَادَت حمرة وجنتيها وارتجفت‬


‫‪ ..‬شفاهها خاجل فلم تستطع الردَ‪ ...‬لكنه بدا واضحا من بريق عينيها‬

‫صرخات صموُدَ منفعله ‪ :‬غبيه غبيه وربي غبيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه‬

‫ارتبكت دَلل وعيناها تلتقط بخوُف من سيدخال من باب الحجره‬


‫لصراخاها المرتفع‪ ...‬صرخات صموُدَ بها اخارى ‪ ...‬لكنها اسكتتها‬
‫اشششش اششش صموُدَ قصري صوُتج ‪ ..‬فضحتينا حتى جيرانا ‪:‬‬
‫‪ ....‬اسمعوُنا‬

‫تستاهلين ‪ ..‬تستاهلين لنج غبيه ‪ ..‬وما تحكمين عقلج ‪..‬ليش ‪:‬‬


‫‪ ..‬ماتفهمين ‪ ..‬ليش ‪ ..‬ليش يادَلوُل ليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَش‬

‫شنوُ اللي ليش وشنوُ غبيه ؟ ولد عمي وخاطبني ارفضه ؟ ‪:‬‬

‫ايييه ارفضيييه ‪ ..‬ارفضييييه لوُ انج عاقله ‪:‬‬

‫ليش ان شاءالله بشنوُ انا احسن منه ؟ ‪:‬‬

‫ل انتي احسن منه ولهوُ احسن منج وهذا مربط الفرس ‪..‬دَلوُل ‪:‬‬
‫احنا ندور النوُر تعبنا من الظلمه ‪ ..‬ل تطلعين من نفق وتدخالين‬
‫نفق اعمق منه‬

‫اذا موُ عشان نفسج فكري بعيالج ‪ ..‬لمتى نعيد المأساه ونكررها‬
‫‪...‬لمتى نوُئد فرحتنا بيدنا ‪ ..‬لمتى نساهم بزيادَة الضحايا ونكوُن‬
‫‪ ..‬سبب بموُتهم‬
‫صموُدَ بس بس تكفين ل تعوُرين قلبي ‪ ...‬ليش نطالع لبعيد ‪: ...‬‬
‫ليش احرم نفسي من فرحه لني اخااف من اللي يمكن يصير ‪...‬اخاذ‬
‫واحد يفهمني وافهمه احسن من واحد باجر يعايرني ويحتقرني‬
‫‪... ...‬وعيالنا اذا الله كتب وجوُ للدنيا يعيشوُن مثل ما عشنا احنا‬

‫مثل ما عشنا ؟ مثل ما عشنا ؟ ههههه ليش احنا عايشين ؟ الله ‪:‬‬
‫يالعيشه اللي مفتخره فيها ‪ ..‬أي عيشه مهدتها لهم يام المستقبل‬
‫؟ ذل استصغار احتقار خاوُف رعب ضياع ‪ ..‬أي عيشه يا دَلل أي‬
‫عيشه تبين تضمين لها جيل سادَس ؟؟ ماكفاكم الخمسه اللي‬
‫‪....‬يحتضرون ماكفاكم‬

‫صموُدَ ليش نظرتج سوُدَاويه ؟ ليش ماتقوُلين ربي يحلها ‪...‬مني ‪:‬‬
‫‪ ........‬لكم سنـَـَـَـَـَـَـَـَ‬

‫مالها حل ‪ ..‬وربي مالها حل ‪ ..‬خالصا اصحوُا ‪ ...‬شيلوُا الغشاوه ‪:‬‬


‫‪ ..‬من عيوُنكم ‪ ...‬كافي احنا انظلمنا ل تظلموُن عيالكم بس كافي‬
‫عهوُدَ تدلف من باب الحجره بقلق ‪ :‬شفيكم ؟ في شي ؟‪...‬‬
‫صراخاكم واصل الشارع‬

‫رمقت دَلل صموُدَ بنظرة عتاب ‪ ...‬لكن الخارى نهضت بغضب‬


‫‪ ....‬متوُجهه للباب بل حرف آخار‬

‫لم تردَ دَلل على تساؤألت عهوُدَ القلقه ‪ ..‬لكنها تكوُرت على‬
‫نفسها واغمضت عيناها تقاوم اللم ‪ ...‬نعم تعترف ان كلم صموُدَ‬
‫‪ ..‬اثر فيها‬

‫لكنها ل تريد ان تصدقه ‪ ..‬تريد ان تتذوق طعم الفرحه كامله ولوُ‬


‫لمره ‪ ...‬لماذا يحكم على فرحتهم بالموُت قبل خاروجها للدنيا ‪..‬‬
‫لماذا توُئد‬

‫مشاعرهم وهي لم ترا النوُر بعد ‪ ..‬لماذا يجب ان يرافقهم الحزن‬


‫بكل خاطوُه ‪ ..‬وكل قرار يتخذونه‬
‫بنام ‪ ..‬ياتنهيدهـَ ~ الصدر تكفين‪ !!...‬ف ي‬
‫كي أزارير ‪ ..‬التعب ~ "‬
‫!!‪...‬وارحميني‬

‫تنهدت بضيق وهي تسلم الطبق بعد غسله بالماء لعهوُدَ التي توُلت‬
‫‪ ...‬تجفيفه ثم وضعه في مكانه‬

‫‪ ...‬عهوُدَ ‪ :‬سلمتج من الـَ آه‬

‫لم تردَ دَلل واكتفت بالصمت والتفكير‬

‫‪ ..‬عهوُدَ ‪ :‬اشفيها عروسنا من اولها آه الله يستر من تاليها‬

‫حينها ابتسمت دَلل رغم الضيق الملم بها ‪...‬وهمست بعد صمت ‪:‬‬
‫‪..‬خاايفه ياعهوُدَ خاايفه‬

‫عهوُدَ بتوُجس ‪ :‬خاايفه ؟ من شنوُ خاايفه؟‬

‫دَلل تترك الطبق وتلتفت لعهوُدَ بنظرات متشتته مضطربه‪ :‬مادَري‬


‫من كل شي ‪ ...‬خاايفه ‪...‬متردَدَه ‪ ...‬تعبت من التفكير يا عهوُدَ؟‬
‫عهوُدَ تبتسم ‪ :‬دَلل بسم الله عليج ‪ ..‬ليكوُن هذا دَلع العرايس‬
‫وتوُسعت ابتسامتها مع تحريك حاجبيها‬

‫دَلل ترفع حاجبيها بجديه ‪ :‬عهوُدَ من صجي اتكلم في شغله شاغله‬


‫‪ ...‬عقلي وافكر فيها‬

‫جففت عهوُدَ يديها واقتربت منها ‪ :‬مثل شنوُ يا عسل ؟‬

‫عبثت دَلل باظافرها بتوُتر ثم همست‪ :‬خاايفه من المستقبل ‪...‬‬


‫‪....‬خاايفه اوافق واظلم نفسي واظلمه واظلم عيالنا‬

‫قاطعتها عهوُدَ مستغربه ‪ :‬ل ل ل ‪ ...‬هذي صموُدَ موُ دَلل اللي‬


‫‪....‬قدامي‬

‫‪ ..‬رفعت دَلل راسها ‪ :‬ايه موُ هذا كلمها‬

‫ضحكت عهوُدَ وكتمت ضحكاتها باصابعها ‪ :‬ايه بس عرفت‪ ...‬هذي‬


‫‪ ....‬المحاضره اللي عطتج اياها بالغرفه‬

‫هزت دَلل راسها ‪ :‬بس ماتشوُفين ان كلمها صح‬


‫امسكتها عهوُدَ من يدها وسارا ليجلسان على عتبة الباب ‪ ....‬صمتا‬
‫برهه ‪ ...‬ثم نظرت اليها عهوُدَ وهمست برقه وحنان‬

‫دَلوُل ‪ ..‬صموُدَ اخاتي وغاليه على قلبي‪ ...‬بس تفكيرها يتجاوز ‪:‬‬
‫الوُاقع اللي احنا عايشين فيه ‪ ...‬يعني لوُ وافقناها بتفكيرها‬
‫ورفضنا كل شخص بدون يتقدم لنا وظلينا ننتظر فارس الحلم‬
‫‪ ..‬الكوُيتي ‪ ..‬كم نسبة العنوُسه بتوُصل‬

‫دَلل بغصه ‪ :‬ولوُ قبلنا ‪ ..‬كم روح بناخاذ ذنبها ؟‬

‫توُسعت عينا عهوُدَ مستغربه ثم ضيقتها وهمست بشك ‪ :‬انتي‬


‫‪!...‬متاكده انج دَلل موُ صموُدَ ؟‬

‫اقتربت حصه من المجلس ‪ ..‬بعد قيلوُله اعادَت لها نشاطها‬


‫‪ ...‬واراحت عقلها المجهد‬

‫القت التحيه على مريم التي حيتها بالمثل ‪ ..‬ثم دَارت بنظراتها‬
‫تبحث عن والدتها‬

‫!حصه ‪ :‬وين امي ؟‬


‫مريم ترشف من فنجانها وتاخاذ قطعة حل من امامها ‪ :‬تتجهز‬
‫‪ .‬بغرفتها‬

‫تقترب حصه لتجلس ‪ :‬تتجهز ؟ على وين ان شاءالله ؟‬

‫ردَت مريم وهي تمد لها فنجان القهوُه ‪ :‬نبي نروح لبيت خاالتي ام‬
‫صقر ‪...‬ثم رفعت راسها مبشره ‪ :‬ال مادَريتي !! دَلوُل انخطبت‬
‫‪ ..‬ورايحين نبارك لها‬

‫رفعت حصه حاجبيها دَهشه ‪ :‬ماشاء الله ياحليلها دَلوُل بنت‬


‫!!خاالتي‪ .....‬ومنوُ خاطبها‬

‫‪ .‬انتظرت مريم تقرا ملمحها ‪ ..‬ثم ردَت ببرودَ ‪ :‬خاالد ولد عمها‬

‫ازدَردَت ريقها ‪ : ..‬اييه ‪ ..‬الله يسعدها ان شاءالله ‪....‬وصقر وافق‬


‫!؟‬

‫‪ ...‬مريم‪ :‬ليش ما يوُافق ؟ خاالد ولد عمها موُ غريب‬

‫حركت كتفيها ‪ :‬مادَري بس ما هقيته يوُافق يعطي اخاته الوُحيده‬


‫‪ ...‬لمثل واحد بحالة خاالد‬
‫ردَت مريم ‪ :‬حالة خاالد هي حالة صقر يا حصه‪ ...‬وبعدين هم لبعض‬
‫‪ ....‬من صغر يعني موُ شي جديد‬

‫‪ ...‬تنهدت حصه ‪ :‬الله يتمم لهم على خاير‬

‫مريم تجس نبضها‪ :‬ويمكن الجاي دَور الصقر‬

‫التفتت حصه اليها بشزر وبنظرات شبه قاتله قوُيه‪....‬لتستدرك‬


‫دَلل قوُلها بـَ‬

‫اقوُل يمكن موُ هوُ الكبير ؟‪...‬وتستدرك حصه وضعها فترسل ‪:‬‬
‫نظراتها الثائره لفنجانها الفارغ الذي احكمت قبضتها عليه تفرغ‬
‫شحناتها الغاضبه فيه‬

‫غريبه اطباع بعض البشر ‪ ...‬يريدون احكام قبضتهم على الشي "‬
‫‪ ..‬دَون قبوُله واخاذه ول التنازل به للغير ‪ ..‬ماذا يسمى هذا الشعوُر‬
‫وماذا يطلق على هذا التصرف ؟ ممم انانيين هل تكفي لوُصفهم‬
‫!؟؟ ام مرضى نفسيين ؟‬

‫صقر هوُ من تراه حصه شريك حياتها‪ ...‬لكنه قرار مع وقف التنفيذ‬
‫‪...‬‬
‫هوُ فارسا لحلمها فقط‪ ...‬لكن لتريده لوُاقعها ‪...‬تريد ول تريد ؟‬

‫اليس غريبا امرها ؟ وكأن القرار بيدها ‪ ..‬والشخاصا تحت تصرفها‬


‫؟ يغضبها ان يتقدم لغيرها ‪ ..‬ويزعجها ان يتقدم لها ‪ ...‬شعوُران‬
‫"تتخبط بهما حصه ومازالت لكن الى متى ؟‬

‫!قاطعت مريم تفكيرها المشتت‪ :‬ما تبين تروحين صح ؟‬

‫حركت راسها نافيه ‪ :‬ل يوُه من ادَخال منطقتهم تجيني الضيقه من‬
‫‪ ..‬ضيقة شوُارعهم ‪ ..‬بعدين احس بالكتمه من بيوُتهم‬

‫ماتحسين انج قادَره تتحركين ‪...‬بيت خاالتي ام فيصل ايه عادَي ‪...‬‬
‫بس خاالتي ام صقر ‪ ..‬الله يعينهم شلوُن صابرين‬

‫تضع مريم فنجانها جانبا هامسه ‪ :‬الضيق ضيق القبر وانا اخاتج‬

‫توُسعت عينا حصه بدهشه ‪ :‬بل !! اكلم جدتي موُ اخاتي الصغيره‬

‫مريم ترفع حاجبها مستنكره ‪ :‬مدري عنج ‪ ..‬احسج مرات تتكلمين‬


‫وماتعرفين شنوُ تقوُلين‬
‫حصه ‪ :‬ليش ان شاءالله‬

‫مريم ‪ :‬شنوُ ضيقة شوُارع وبيوُت ‪ ...‬يعني اول مره نروح لهم وال‬
‫اول مره؟‬

‫حصه متنرفزه ‪ :‬يوُه خالصا اكلتيني بريشي ‪....‬هدات ثم قالت‬


‫‪ ..‬تدرين صموُدَ وعهوُدَ هناك‬

‫‪ ..‬قضمت من الحل وردَت بل مبالة ‪ :‬اييه ‪..‬ادَري‬


‫حصه ‪ :‬احس صموُدَ متغيره ‪ ...‬وناوية على الشين‬
‫‪ ...‬وماودَي احتك فيها الحين لين اعرف اللي ورا‬
‫راسها‬

‫‪ :‬صموُدَ !!‪ ..‬فديت قلبها اشيجي منها المسكينه‬

‫‪ :‬ايه مسكينه ‪..‬ما قلنا مجرمه ‪ ...‬بس ‪...‬ما ادَري يا‬


‫مريم ‪ ..‬احسها ناوية على شي‬

‫وسردَت لها موُاقفها في الفصل ‪ ...‬والحادَثه‬


‫الخايره ‪..‬‬

‫مريم ‪ :‬والله كاسره خااطري ‪ ...‬احسها تعاني من‬


‫وضعها وتقاوم بصعوُبه ‪...‬‬

‫حصه مستغربه ‪ :‬تدرين اول مره اعرف ان صموُدَ‬


‫بهالقوُه ‪ ...‬صراحة اصدمتني ‪..‬‬

‫مريم ‪ :‬موُ بعيده عن ولد عمها ‪ ...‬موُ جذي كنتي‬


‫تقوُلين ؟؟‬

‫كشت ملمح حصه وبرقت عيناها ‪ ...‬فاغتيلت‬


‫حروفها في جوُفها ‪...‬‬
‫احست مريم بالذنب لذكره مرارا‪ ..‬لكنها تريد‬
‫ايصال رسالتها لحصه بانها الحياة نفسها التي‬
‫عشقتها واحبتها سابقا‬

‫فلماذا التنقص منها الن ؟‬

‫تلك هي منازلهم وحياتهم كيف كانت نظرتها لهم‬


‫قبل سنوُات وكيف اصبحت الن؟‬

‫مالذي تغير حتى تتغير نظرتها لهم؟ هل هي‬


‫مراعاة لنظرة الناس ؟ ام هوُ تاثر بها ؟‬

‫همست مريم ‪ :‬وبعدين فصلتها الناظره ؟‬

‫ردَت بسرحان ‪ :‬المفروض ‪..‬ثم تنهدت بعمق‬


‫واكملت وهي ترشف من القهوُه بس كلمت‬
‫الناظره‪ ..‬وحاولت معاها فخففت عنها العقاب ‪...‬‬
‫مريم براحه ‪ :‬زين سوُيتي ‪ ..‬يا حصه ‪ ..‬لج الجر ‪..‬‬

‫حصه بضيق ‪ :‬بس موُ كل مره اقدر يا‬


‫مريم‪...‬ومطت شفتيها بضيق ‪ ...‬لوُل توُصيات‬
‫خاالتي اللي اثقلتني ما دَخالت نفسي بهالمعمعه‬

‫ارتفع اليباب من الوُالده الحنوُنه لينتزع حزنا‬


‫ويزرع امل في تلك القلوُب اليائسه ‪..‬وتتراقص‬
‫عليه افئدة السامعين‬

‫خاالد بسعادَة تفوُق سعادَة والدته‪ :‬يمه تراهي‬


‫خاطبه ‪ ...‬بزاوجي شتسوُين ان شاءالله ؟‬

‫رفعت يديها للسماء ‪ :‬يارب لك الحمد انك بلغتني‬


‫هاليوُم واسعدت قلبي بوُليدي يارب لك الحمد ‪...‬‬

‫برقت محاجره بعبره واغتص باخارى‪ ..‬فضمها اليه‬


‫هامسا ‪ :‬عسى الله يطوُل بعمرج يالغاليه ‪..‬‬
‫وليحرمني منج‬

‫ارتفع اليباب من مكان اخار فالتفتوُا اليه‬


‫بدهشـَـَـَـَه‬

‫توُسعت ابتسامة خاالد وهوُ ينظر لتلك التي تقف‬


‫بقرب ثامر مطلقة اصوُات فرحتها بخالها‬

‫‪ :‬الف الصلة والسلم عليك يا حبيب الله محمد‬


‫كلوُلوُلوُلللييييش‬
‫قالها بابتسامه ‪ :‬نوُفه‪..‬‬

‫اسرعت اليه بشقاوتها وقبلت وجنتيه ثم ابتعدت‬


‫ممسكه بيديه ‪ :‬الف الف الف مبروووك ياخاالي‬
‫الف مبرووك‬

‫ردَ بابتسامه واسعه وفرحه عارمه ‪ :‬الله يبارك‬


‫فيـَـَـَ ‪ ..‬لم يكمل لن الخارى هجمت عليه للمباركه‬
‫‪..‬‬

‫خالوُدَ ‪ :‬كلللوُلوُللييييييش ‪ ...‬يالمعفن ماتقوُل‬


‫عندي اخات وبنت اخات ابلغهم استشيرهم اشوُف‬
‫رايهم‬

‫ضربها على راسها بخفه ثم ضمها اليه ‪ :‬ما‬


‫المعفن غيرج يا بطه ‪...‬‬

‫ابتعدت عنه ببطنها الكبير وجسدها المرهق‬


‫وعيناها تشع ببريق الفرحه والسعادَه ‪ :‬مبروك‬
‫ياخاوُي الف مبروك‬

‫"‬

‫خالوُدَ شقيقته الكبرى متزوجه من يوُسف ابن‬


‫خاالها )كوُيتي (‬

‫حامل بشهرها السابع ‪ /‬هنوُف ابنتها ‪ 14‬سنه ‪،‬‬


‫سلطان ‪ 16‬سنه‬

‫‪.‬‬
‫المجلس الوُحيد الذي يجمع رجال تلك العائلت هوُ‬
‫نفسه الذي سيجمعهم اليوُم ‪..‬‬

‫وابوُخاالد كبيرهم ‪ ..‬هوُ من سيقوُم بخطبة ابنته‬


‫دَلل لبنه خاالد ‪..‬‬

‫لن يكوُن هناك تكلف في الموُضوُع ‪ ..‬ول مجاملت‬


‫او تصنع ‪..‬‬

‫انما هي مشاعر واحاسيس صادَقه ستنبثق من‬


‫تلك القلوُب‬

‫فتصدق على تلك الجوُارح ‪..‬‬

‫اشرف الشباب على المجلس ‪ ...‬نظافته ترتيبه‬


‫جاهزيته ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫خارج صقر فتبعه فهد ‪...‬‬

‫فهـَـَد ‪ :‬عقبالك يا الشيخ ‪..‬‬

‫التفت اليه صقر مقطبا جبينه‪ :‬ولوُ!! العين ما تعل‬


‫على الحاجب‬

‫توُسعت ابتسامة فهد وهوُ متفهم جيد لبن العم ‪:‬‬


‫يعني ان اقدمت تتبعني ؟‬
‫ضرب صقر على كتفه‪ :‬ان كنت ناوي اقدم وما‬
‫عليك بغيرك‬

‫فهد يستدرجه ‪ :‬افا بس ‪ ..‬رجلي على رجلك‬

‫مال فمه بابتسامه وهوُ يفتح باب سيارته‪ :‬اجل‬


‫تبطي يا خاوُي ‪...‬‬

‫ركب صقر ‪ ..‬وامسك فهد الباب مطل منه عليه‪:‬‬


‫شنوُ ناقصك ‪ ...‬وانت الف من تتمناك ‪...‬‬

‫رفع حاجبه باستنكار ‪ :‬ل تكوُن اشتغلت الوُالده‬


‫على غفله ‪...‬‬
‫قهقه فهد ضاحكا ‪ :‬احلف بس‬

‫ابتسم صقر ثم قال بجديه ‪ :‬اقوُل اخالص وخالصنا‬


‫‪ ..‬بروح اخالص كم شغله قبل العشا ‪...‬‬

‫فهد ‪ :‬اخااويك ؟‬

‫صقر يعترض ‪ :‬مالك لوُا ‪ ..‬بس مايحتاج دَقايق‬


‫وارجع ‪...‬‬

‫حرك راسه متفهما ‪ :‬الله معاك ‪....‬‬

‫ثياب متناثره على الرض ‪ ...‬وحقيبه مفتوُحه‬


‫تفيض بما فيها من ثياب ‪ ...‬واخارى ملقاه بالزاوية‬
‫هناك ‪..‬‬

‫ودَلل تجلس بين تلك الكوُام محتاره وبقربها ابنة‬


‫العم ميثا ‪ ...‬وعهوُدَ تقف هناك عند الباب مكتفه‬
‫ذراعيها وملمح عدم الرضا بوُجهها‪...‬‬

‫وكل النظار تتوُجه نحوُ تلك الوُاقفه هناك " صموُدَ‬


‫"‬

‫دَارت صموُدَ بنظراتها الحائره في ما حوُلها‬


‫‪...‬رفعت ثوُبا ثم رفعت اخار ‪ ..‬القت بهذا ثم اتبعته‬
‫بذاك ثم اطلقت تنهيده تعبر عن ضيق شديد‬

‫صموُدَ بتذمر ‪ :‬اووف بس اووف ‪ ..‬لوُ كنت ادَري‬


‫جان جبت ثيابي الجديده ‪...‬آخ بس‬

‫ميثا بتوُتر ‪ :‬مافي وقت بنات لزم نعجل ‪ ..‬ورانا‬


‫شعر ومكياج و‪...‬‬
‫نظرت اليها صموُدَ بحيره ‪ :‬شلوُن يعني ؟؟‬

‫رمت دَلل ما بيدها من ثياب وتنهدت هي الخارى ‪:‬‬


‫عادَي يا دَودَي فديتج ‪..‬عادَي‬

‫نظرت اليها صموُدَ بتفكير ثم قالت ‪ :‬ل موُ عادَي‪...‬‬


‫ملوُن ‪ ..‬واخارجت لسانها لدلل التي ضحكت على‬
‫حركتها‬

‫همست صموُدَ برجاء ‪ :‬آه بس لوُ اقدر اروح لبيتنا يا‬


‫دَلوُل‪..‬‬

‫عهوُدَ توُجه كلماتها لشقيقتها ‪ :‬الحين العروس‬


‫تقوُلج عادَي وراضيه ‪ ..‬انتي ليش حارقه اعصابج‬
‫تلتفت صموُدَ اليها ‪ :‬ليش عادَي !‪ ..‬عاجبج الكوُم‬
‫الموُجوُدَ مافيه شي يفتح النفس ‪...‬‬

‫ميثا تشاركهم الحديث ‪ :‬دَلوُل هي تزين الثوُب موُ‬


‫هوُ اللي يزينها ‪ ...‬وبعدين لزم نرضى بالوُاقع‬

‫صموُدَ‪ :‬ماحطمكم ال اللي تسموُنه رضى بالوُاقع‬


‫‪ ...‬تبوُن الصج ‪ ..‬انتوُا بتفكيركم ابعد ما تكوُنوُن‬
‫عن الوُاقع ‪ ...‬انتم عايشين باحلم البيت الوُردَي‬
‫والحمام البيض وراح يجي يوُم وتقعدون منها‬

‫دَلل بضيق ‪ :‬والحين ؟!!‬


‫ميثا تلتفت لها ‪ :‬موُ كنتي راضيه بالنفنوُف اللي‬
‫طلعته لج ‪ ..‬ليش غيرتي رايج ‪...‬‬

‫قطبت دَلل حاجبيها ‪ ..‬وبان على وجهها الضيق ‪..‬‬

‫بينما ميثا تحاول اقناعها ‪ :‬دَلوُل والله انه حلوُ‬


‫عليج ولوُنه يجنن ‪ ...‬اسالي عهوُدَ ‪ ...‬وانا بسوُي‬
‫لج الشعر والمكيـَ ‪...‬‬

‫قاطعتها صموُدَ موُجهة حديثها لدلل وبنبره‬


‫واثقه‪ :‬دَلوُل دَقي على صقـَـَـَـَر‬

‫توُسعت عينا دَلل مستغربه ‪.....‬‬


‫بينما شهقن ميثا ‪ +‬عهوُدَ بصدمه ‪ :‬احلفي؟؟‬

‫صموُدَ تنظر اليهن مقطبه جبينها ‪ :‬هيييه ماني‬


‫خااطبته !!‪ ...‬والتفتت لعهوُدَ قائله ‪ :‬روحي انتي‬
‫ودَلل معاه لبيتنا وجيبي الثياب اللي اقوُلج عليها‬
‫‪..‬‬

‫رفعت عهوُدَ حاجبها مستنكره ‪ :‬ل والله ؟ وليش ما‬


‫تروحين انتي ؟‬

‫مال فمها بابتسامه ساخاره ‪ :‬من شوُي عيوُنج‬


‫وميثا طلعت برا من قلت لدلوُل تكلمه ‪...‬والحين‬
‫تبيني اروح معاه ‪...‬‬

‫ازدَردَت ميثا ريقها بينما اعترضت عهوُدَ ‪ :‬انا ما‬


‫تحرك من البيت ‪ ..‬ول اروح أي مكان‬
‫حركت صموُدَ يدها ‪ :‬مالت ‪ ..‬ماتنفعين بشي‪...‬‬
‫حتى خادمه لبنت عمج بيوُم عزاها ما تقدمين‪....‬‬

‫توُسعت نظراتهن لتلتهم وجهها العابس ‪....‬‬

‫فرفعت يدها باعتذار ‪ :‬آسف آسفه قصدي يوُم‬


‫فرحها ‪ ...‬نسيت القوُاميس عندكم معكوُسه ‪..‬‬

‫وتحركت نحوُ حقيبتها لتعبث بها ‪..‬‬

‫عهوُدَ تتقدم نحوُ الثياب لتبحث بها ‪ :‬صموُدَ بل‬


‫فلسفه وخالينا نخلص الحين الناس تجي واحنا‬
‫بكششنا وثيابنا العفنه‬
‫رفعت راسها اليها ‪ :‬اللي يسمعج يقوُل بتغيرينها‬
‫بثياب الليدي دَيانا ‪...‬‬

‫دَلل بملل ‪ :‬وبعدين‬

‫تقدمت صموُدَ نحوُها والقت لها الهاتف الذي‬


‫استخرجته من حقيبتها ‪ :‬اتصلي على خاوُج ‪..‬‬
‫كلميه قوُلي له عندي طلب‪ ...‬ترا حتى المحكوُم‬
‫عليهم بالعدام ينفذون لهم طلب قبل الشنق‪..‬‬

‫ناولتها صموُدَ الهاتف ‪ ...‬وحركت دَلل راسها‬


‫ضاحكه ‪ ...‬ثم ضربت الرقام بخفه‪ ...‬ليظهر لها ع‬
‫الشاشه‬
‫" صقير "‬

‫فتوُسعت ابتسامة دَلل هامسه ‪ :‬يطلع منج يا‬


‫دَودَي‪...‬من سمح لج تدلعين اخاوُي‬

‫رمقتهم ميثا بنظرات غريبه‪ ...‬لم ينتبه اليها احد‬


‫‪...‬‬

‫بينما همست صموُدَ بثقه ‪ :‬لوُ كان عندي شك ‪%1‬‬


‫انه دَلع تاكد اني ما كتبته ‪...‬‬

‫اطلقت ميثا زفرات الراحه ‪ ..‬كمن يصارع الموُاج‬


‫وحيدا ‪ ..‬كلمه ترفعها واخارى تصرعها دَون ان‬
‫يشعر بوُجوُدَها احد ‪..‬‬

‫دَلل بخبث تنظر لصموُدَ ‪ :‬مرات احس انكم ليقين‬


‫لبعض‬

‫صموُدَ بحده ‪ :‬اقوُل اكرمينا بسكوُتج ‪ ...‬كافي اني‬


‫مبتلشه فيج ‪ ..‬اروح ابتلش بخوُج بعد ‪...‬‬

‫ميثا بفضوُل لم تستطع مقاومته ‪ :‬شنوُ مسميته يا‬


‫صموُدَ ؟؟‬

‫صموُدَ تعبث باظافرها ‪ :‬صقيـَـَر‬


‫ضحكا ‪ ....‬وسادَ الصمت لما همست دَلل ‪.....‬‬

‫‪ :‬الوُ‪..‬‬

‫‪ :‬هل صقيـَ ‪ ..‬آآ صا صا قر‬


‫كشت ملمح دَلل بخوُف ‪ ..‬بينما توُسعت ابتسامه‬
‫صموُدَ بخبث‬

‫واطلقت عهوُدَ ضحكاتها وشاركتها ميثا الضحك‬


‫‪.. .‬‬

‫دَلل بلعثمه ‪ :‬مم ‪..‬‬

‫حثتها صموُدَ على التحدث وهي تشير باصبعها على‬


‫ساعتها ‪..‬‬

‫دَلل بتردَدَ ‪ :‬صقر آ آ ‪..‬‬

‫اطلقت صموُدَ زفرات الغضب وحركت يدها بـَ‬


‫اسرعي ‪..‬‬
‫دَلل ‪ :‬فديتك يا خاوُي ‪ ..‬انت مشغوُل ؟! آآ ‪ ..‬سم‬
‫الله عدوك ‪.‬مممم ل ‪..‬ما يآمر عليك عدو ‪ ...‬بس‬
‫‪...‬آ بنت عمك صموُدَ طالبتك بخدمه ‪..‬‬

‫شهقت صموُدَ بصدمه ‪ ..............‬ومثلها عهوُدَ‬


‫وميثا ‪.................‬‬

‫وتوُسعت ابتسامة دَلل بخبث على الوُان الغضب‬


‫التي اصطبغ بها وجه صموُدَ المصدوم ‪..‬‬

‫دَارت المبخره على راسه وهي تردَدَ بفرحه‬


‫ام فهد ‪ :‬عقبال عندك ياولدي ‪ ..‬عقبال مافرح‬
‫فيك وباخاوُك يالله يا كريم ‪..‬‬

‫ابتسم لها فهد بحنان مر‪ ....‬وانحنى يقبل راسها‬


‫ببر ‪ :‬وجوُدَج فرحتي بالدنيا كلها ‪..‬‬

‫قالت باصرار‪ :‬وفرحتي بشوُفة عيالك يا فهد ‪...‬‬

‫جاهد للمحافظه على ابتسامته المصطنعه ومسح‬


‫على راسها ‪ :‬الله كريم ‪...‬‬

‫برقت عيناها امل ‪ :‬عطني اشاره ‪ ...‬بس اشاره‬


‫وتشوُفها عندك من بكره ‪...‬‬

‫توُسعت ابتسامته وقهقه بصدق هذه المره ‪:‬‬


‫اشدعوُه يالغاليه منوُ هذي اللي مزهبه جنطتها‬
‫تنطرني بس انادَيها ‪..‬‬

‫ردَت بثقه ‪ :‬تحط ايدها فوُق راسها انك خاطبتها‬


‫وفكرت فيها ‪ ...‬انت فهد شيخ الشباب‬

‫ردَا ساخارا ‪ :‬قصدج الشياب‬

‫ضربت صدرها بخفه ‪ :‬وهـَ بسم الله عليك قال‬


‫شياب ‪ ...‬ال شيخ وزين الشباب كلهم‪...‬‬

‫قاطعهم الخار بدخاوُله الملفت دَائما ‪ ..‬ونبرة‬


‫صوُته المميزه ‪ :‬افا اذا هالشايب شباب ‪ ..‬احنا‬
‫شنطلع يالغاليه‪..‬‬
‫التفتت اليه والدته وتوُسعت ابتسامتها فرحه‪ :‬هل‬
‫هل بنظر عيني ‪ ..‬تعال يمك قرب ابخرك ‪..‬‬

‫اقترب بابتسامته الساحره ‪ ..‬وملمحه الحادَه‬


‫الصحراويه ‪ .‬قبل راسها ثم ضمها اليه بشقاوته‬
‫المعهوُدَه ‪..‬‬

‫لتصرخ محذره‪ :...‬المبخره المبخره لاا تحترق يااا‬


‫مشيعل وتحرقنااا معاك‬

‫ابعدها عنه ناظرا لفهد رافعا حاجبه ‪ :‬شف العجوُز‬


‫خاايفه على نفسها وانا الشباب ما همني احترق او‬
‫ل‬

‫ضحك له فهد المنشغل بمكالمته ‪ ...‬وصرخات به‬


‫والدته ‪ :‬عجوُز بعينك ‪ ...‬تعال قرب بس‬

‫ابتسم مشعل وضم راسها لصدره ‪ :‬افا زعلت‬


‫علينا شيخة الحريم ‪ ...‬ما عاش من يزعلج يالشيخه‬

‫ابتسمت مبتعده ورفعت له المبخره برفع اصابع‬


‫قدميها لتوُازي شيء من طوُله المتميز به رغم‬
‫انحنائه لها ‪...‬بخرته بفرحه عارمه متخيله ذلك‬
‫اليوُم الذي سيزف فيه لعروسه‬

‫وكانه اقتحم افكارها وقرأ بوُاطنها فهمس‬


‫ملتمسا جوُابها ‪ :‬يمه الوُظيفه وحصلناها ‪ ..‬ما‬
‫بقى ال العروس ‪...‬‬

‫ردَت بثقه ‪ :‬موُجوُدَه يا روح امك ‪ ...‬بس شيل ذيك‬


‫من راسك واجيب لك سيد سيدها ‪...‬‬
‫قهقه ضاحكا‪ :‬الله سيد سيدها مره وحده ‪...‬‬

‫حركت راسها ايجابا ‪ :‬وانت وذيك تقربوُن لها‬


‫بالنسب ‪ ..‬وهي اقرب لك من ذيك ‪...‬‬

‫ثوُاني ليستوُعب كلمات والدته بل الغازها ‪ ..‬عبس‬


‫وجهه وعقد حاجبيه مفكرا ‪ ....‬ثم رفع حاجبه‬
‫وبسطت ملمحه بابتسامة ساخاره ‪ :‬صموُدَ؟!‬

‫التفت فهد على اسمها ‪.....‬‬


‫و توُسعت ابتسامة الوُالده وهي تحرك راسها‬
‫ايجابا ‪.......‬‬

‫المعزوفه السادَسـَه‬
‫________________________________________‬
‫‪.‬‬

‫ب‬
‫ة ل تغي ز‬
‫سام ت‬
‫سألك ابت أ‬
‫ب نأ ز‬
‫يآر ز‬

‫حـَـَـَاجـَـَـَـَـَزر ‪.~..‬‬
‫م أ‬
‫ف ال أ‬
‫عــَـَـَز ت‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬


‫‪:‬بنت عمك صموُدَ طالبتك طلب‬

‫اجاب بنبره ساخاره ‪ :‬خاير ان شاءالله !!‬

‫دَلل ‪ :‬ممم تبي تروح لبيتهم ناقصها شغلت مهمه‬


‫ومحتاجتها ضروري قبل الحفله‬

‫قاطعها ‪ :‬و انتي ؟!‬

‫ردَت بارتباك ‪ :‬انا ؟ ليش ‪ ...‬شفيني ؟‬

‫قال بنبره اقرب للهمس ‪ :‬موُ محتاجه شي ؟‬


‫ردَت بلعثمه ‪ :‬آآآ م م ‪.‬ل ‪ ..‬بس ‪..‬ل‬

‫وصلها صوُته ‪ :‬اها ‪ ) ......‬ربما حانت فرصته وعليه‬


‫استغللها ال يقال صدفه خاير من الف ميعادَ (‬

‫دَلل بحذر ‪ :‬اشقلت ؟‬

‫وصلها ردَه ‪ :‬نص ساعه واكوُن عند الباب ‪..‬‬

‫شهقت بابتهاج ‪ :‬وهـَ فديتك لخال ول عدم يآآآرب‬


‫‪.‬‬

‫) جوُابه كان صدمه ‪ ..‬ربما كانت شبه متاكده تماما‬


‫من رفضه ومعارضته ‪...‬لذا اقترحت الذهاب معه‬
‫‪ ...‬لم تتوُقع ان يوُافق ابدا ‪( .....‬‬

‫ردَدَت صموُدَ بذهوُل ‪ :‬وافق ؟!!‬

‫دَلل تؤكد ‪ :‬أي وافق ليش متوُقعه يرفض يعني ؟‬


‫وال ليش طلبتي مني اكلمه ؟‬
‫صموُدَ تستدرك موُقفها ‪ :‬لآ ‪ ..‬موُ عن ‪ ..‬بس ‪..‬‬
‫غريبه ‪..‬‬

‫دَلل ‪ :‬يالله خالينا نجهز بسرعه عشان ما نتاخار ‪..‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬وانا وميثه بنستلم الضيافه ول يهمكم ‪...‬‬


‫خالصوُا شغلكم هناك وتعالوُا ‪...‬‬

‫دَلل وهي تتجهز ‪ :‬أي جذي احسـَـَـَـَن ‪..‬‬

‫ميثا تعقد جبينها‪ :‬بس منوُ يحط لج مكياج ؟ انا اللي‬


‫اضبطه لج ؟‬
‫التفتوُا لبعض بحيره ‪ ..‬ثوُاني‪ ..‬ثم همست دَلل ‪:‬‬
‫تروحيـَـَن معانا ؟!‬

‫فتحت ميثا فمها ثم اغلقته بتردَدَ ‪...‬‬

‫اجابت عهوُدَ بعجل ‪ :‬المكياج ينحل ‪ ..‬المهم‬


‫النفنوُف ‪..‬خالينا نخلص منه يا دَلل ‪..‬‬

‫قاطعهم صراخ ام صقر من الصاله ‪ :‬دَلل ‪...‬دَلل‬


‫‪ ...‬يا دَلوُل ‪...‬‬

‫تركت دَلل ما بيدها واسرعت لوُالدتها تكادَ تتعثر‬


‫بعباءتها حتى وصلت بانفاس متقطعه رغم قرب‬
‫المسافه ‪ :‬هل يمه ‪ ..‬آمري ‪..‬‬
‫ام صقر تشير للهاتف وهي تهم خاارجه للمطبخ ‪:‬‬
‫صقر ع التلفوُن كلميـَـَـَـَه وانا امج ‪...‬‬

‫اسرعت له ورفعت السماعه ‪ :‬هل خاوُي ‪..‬‬

‫اجاب ‪ :‬اطلعي برا ‪..‬ثم اردَف مشددَا على الكلمه‬


‫بروحج ‪..‬‬

‫بصدمه بعد الستيعاب ‪ :‬ها بروحي ؟ بـَ ‪...‬‬

‫‪ :‬أي ابيج بروحج دَقايق بس‬


‫‪ :‬آه‪ ...‬ان شاءالله‬

‫عادَت للغرفه لترتدي غطاءها واسرعت اليه دَون‬


‫ان تردَ على تساؤألت الفتيات ‪..‬ال بكلمات‬
‫متقاطعه ‪...‬‬

‫خارجت لتجده عند باب المنزل وبيده كيس‬


‫متوُسطه ‪..‬‬

‫دَلل مستغربه ‪ :‬هل صقر ‪...‬‬

‫ناولها الكيس قائل ‪ :‬هذي عباة وغطا لبنت عمج اذا‬


‫تبي تروح معاي تلبسهم ‪...‬وتنزل بسرعه‬
‫همست بخيبه ‪ :‬صقر!!‬

‫قال بجديه ‪ :‬خامس دَقايق بالضبط‬

‫تهدج صوُتها ‪ :‬بس لوُ ما رضت‬

‫اجاب بحده ‪ :‬ماتشوُف شر‬

‫همست بعبره ‪ :‬بس الروحه كلها عشاني موُ‬


‫عشانها ‪ ..‬انا اللي محتاجتها‪ ...‬انا اللي ابي‬
‫النفنوُف منها ) خانجر غرس بصدره ‪ ..‬وتاكدت‬
‫شكوُكه اكثر (‬

‫قاوم أل أ أ‬
‫مه قائل ت بحده ‪ :‬روحي لها وردَي لي خابر ‪...‬‬
‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫يا سلللم اخااف ما عنده بس ؟! ان شاءالله ما‬
‫رحت وانا شهامني واصل لوُ ما طلعت من الغرفه‬
‫محد بيشره علي ‪ ...‬هه آخار زمن ؟!‬

‫دَلل برجاء ‪ :‬تكفين صموُدَ عشاني ‪...‬‬

‫صموُدَ مازالت بثوُرة الغضب‪ :‬ل والله ‪ ...‬استريحي‬


‫بس ‪ ...‬هذا اللي يبيه وقاهره ‪ ..‬بس نجوُم السما‬
‫اقرب له ‪ ..‬ماتحرك من هنيه لوُ شنوُ صااار‬

‫عهوُدَ تتدخال تستعطفها ‪ :‬صموُدَ حرام عليج عشان‬


‫دَلوُل‬

‫التفتت لها صموُدَ وقالت بحده ‪ :‬روحي انتي يا‬


‫روح دَلوُل ؟ انا ماتحرك شبر مع المتخلف هذا‬
‫‪....‬وضربت بقدمها الرض غاضبه‬

‫قاطعتها ميثها ‪ :‬صموُدَ عيييب ‪ ..‬انتي في بيتهم ‪..‬‬


‫وبعدين هذا ولد عمج وتاج راسج‬

‫صموُدَ تصرخ بها ‪ :‬تاج لراسج انتي ‪ ..‬وبالعافيه‬


‫عليج‬
‫صرخات دَلل ‪ :‬بس بس خالصا ‪ ...‬وسارت نحوُ‬
‫الزاويه ممسكه راسها ‪ :‬مابي شي ‪ ..‬موُلزم ‪..‬‬

‫اصل من الول ماله دَاعي موُ لزم فرحتي تكوُن‬


‫كامله ‪ ...‬عادَي البس أي شي ‪ ..‬خالصا ارتاحوُا ‪..‬‬

‫الكل توُجه بنظرات العتاب لصمـَـَـَوُدَ‪ ...‬التي‬


‫اصبحت المذنبه بنظرهم الن ؟!‬

‫فهربت بنظراتها لتصطدم بتلك التي اخاذت تبحث‬


‫في الثياب بحزن ‪.‬وانكسار ‪....‬‬

‫اغمضت عينيها بقوُه وضغطت على اسنانها لتخرج‬


‫كلماتها بصعوُبه‬

‫صموُدَ ‪ :‬خاـَـَـَـَلللصا التفتوُا اليها بامل ‪...‬‬


‫فمسحت شعرها بتوُتر وبداخالها تدوي صرخاة بـَ‬
‫) اكرهه اكرهه اكرهه ( قالت تكتم غيضها وتداري‬
‫غضبها ‪ :‬يالله خالصينـَا بسرعه ‪...‬‬

‫ابتسمت عهوُدَ ‪ ..‬وكشت ملمح ميثا ‪ ...‬واسرعت‬


‫دَلل لتحتضن صموُدَ بقوُه‬

‫دَلل ‪ :‬فديتج فديت قلبج وروحج يا اغل دَوودَي في‬


‫العالم كله ) حقيقة لم يكن الثوُب يهم دَلل بقدر‬
‫ما أهمها تحقيق رغبة شقيقها ‪(..‬‬
‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫‪.‬‬

‫بالقرب من عتبات الباب الداخاليه ‪..‬‬

‫صرخات صموُدَ بـَ ‪ :‬شوُي شوُي ماشوُف يالهبله‬


‫كتمت الخارى ضحكتها وهي تقوُدَها من يدها ‪...‬‬
‫وتتبعهم الخاله ام صقر وهي فرحه بما تراه‬

‫‪ :‬الله يسترج يابنتي دَنيا واخاره ‪ ...‬وهـَ ياحلتج‬


‫فيـَـَه ‪...‬بسم الله عليج ‪ ...‬الله يحفظج من كل شر‬
‫‪ ...‬ياعساني افرح فيج وازفج لعريسج اللي‬
‫يستاهلج يالصموُدَ ‪..‬‬

‫" وصموُدَ تغلي غضبا ‪..‬من الداخال ‪"...‬‬

‫دَلل تصبرها ‪ :‬خالصا قربنا‪...‬‬

‫صموُدَ بغيض ‪ :‬ممكن تنكتمين ‪ ..‬لوُ سمحتي‬


‫ضحكت دَلل ‪ :‬تآمرين آمر ‪...‬‬

‫اقتربتـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَا‬

‫فاعتدل بوُقفته ‪ ...‬وتوُسعت ابتسامته وهوُ يرى‬


‫رغبته قد تحققت اخايرا ‪ ...‬لم يتوُقع رضوُخاها ابدا‬
‫ول استجابتها بهذه السرعه ؟ ‪...‬‬

‫لم يكن المر عنادَا بالنسبه اليه كما هوُ لها او كما‬
‫ي ‪ ...‬لكنه طالما شعر بالمسؤولية نحوُ تلك‬ ‫تظن ه أ‬
‫الفتاتين اليتيمتين ‪ ...‬كشقيقته دَلل تماما‬
‫بعد وفاة والدهن كان سندا لشقيقهن ليسندهن‬
‫‪ ...‬وبعد وفاة الشقيق بقي يتحمل العبء لوُحده‬
‫‪...‬‬

‫لم تكن خاالته قادَره على المسؤوليه وحدها ‪...‬‬


‫حتى بعد زواجها فصموُدَ وعهوُدَ كانتا خاارج حسبة‬
‫الزوج ‪ ...‬كانت تلجأ كثيرا لصقر لتلبية‬

‫احتياجاتهما ‪..‬وطلباتهما ‪..‬وتادَيبهما حال‬


‫تمردَهما‪ ...‬كان لها البن ‪ ..‬والخ ‪ ...‬والعضيد ‪...‬‬

‫اجادَ لعب الدور ‪ ...‬وتفنن في آدَائه وممارسته‬


‫رغم ثقله وصعوُبته ‪....‬وكلمات فيصل الملطخ في‬
‫دَمائه وهوُ يلفظ انفاسه بين يديه مازالت ترن في‬
‫مسامعه وتقرع قلبه‬

‫" امـَـَ ـَ ـَي وخاـَـَوُاتي امـَ ـَـَـَ ـَانه يا صقر ‪ ...‬امانه يا‬
‫صقـَـَر "‬
‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫ركب السياره قبلهما ‪ ..‬وصموُدَ تتقدم ممسكه بيد‬


‫دَلل التي فتحت لها الباب ركبت ملقيه جسدها‬
‫بغضب على المقعد ‪..‬‬
‫لوُهله اوشكت ان تنسحب من هذا كله ‪ ...‬لم يهدا‬
‫لسانها الصامت عن التذمر والسب والشتم ‪...‬‬

‫الى ان استوُعبت امرها واستغربت كيف رضخت‬


‫لرغبته بهذه السهوُله؟ مالذي حدث ؟‬

‫كيف اصبت بهذا الغباء ؟ ‪...‬شدة على قبضتها‬


‫المتكوُره في حجرها‪ ..‬وضغطت على فكيها‬
‫بقهـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَر‬

‫الن سيظن بانه سيطر عليها ‪ ..‬وتمكن منها كما‬


‫الخارين ‪ ...‬ل لن يحدث ذلك ابدا ‪...‬‬

‫اقتحم صوُته الجـَش افكارها المبعثره ‪ :‬مبروك‬


‫الستر يا بنت العم ؟‬

‫لتزدَادَ تبعثرا ‪ ...‬وغيضـَا ‪ ...‬رفعت نظرها له‬


‫هامسه من بين اسنانها بـَ اكرهـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَك ‪..‬‬
‫سحبت نفسا عميقا ثم قالت ‪ :‬ل تظن لبسته‬
‫عشانك‪ ...‬انا كنت مقرره من زمان ‪ ....‬وما كنت‬
‫اصل راح اطلع من اليوُم ال فيهم ‪....‬‬

‫رفع حاجبه بكبرياء ‪ ...‬ولم يجادَل ‪...‬‬

‫ثم اخاترط في حديث هامس مع دَلل التي ترتفع‬


‫ضحكاتها الخافته تاره ‪ ...‬وتهمس ببضع كلمات‬
‫تاره اخارى ‪...‬‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬


‫اعتدلت صموُدَ بجلستها وقطعت حبل افكارها‬
‫النتقامي لتلتقط عيناها الشارع من النافذه‬
‫الماميه‬

‫صموُدَ ‪ :‬هذا موُ شارعنا ؟ موُ طريق بيتنا ؟‬

‫صقر ببرودَ ‪ :‬ومنوُ قال اني رايح لبيتكم ؟‬

‫شهقت وعيناها تدور بين دَلل وصقر ‪ :‬نعآآآآآآآم‬


‫‪ ...‬؟؟‬
‫صمت ‪ ...‬ثم ردَ ببرودَ ‪ :‬اللي سمعتيه‬

‫سالته بالحاح ‪ :‬على وين رايحين ؟؟؟‬

‫اجاب بثقه ‪ :‬مكان يرضيج يا بنت العم ‪ ...‬بس‬


‫اكرمينا بسكوُتج ؟‬

‫توُسعت عيناها دَهشه ‪ :‬احلف ‪..‬آ‬

‫قاطعها بنبره حادَه قاتله ‪ :‬صموُدَ اهجدي وحاذري‬


‫الفاظج ‪ ..‬ترا الكلمه عندي وحد السيف‬

‫ازدَردَت ريقها وهمست ‪ :‬وين رايحين ؟‬


‫تنهد بملل ‪ :‬احد قال انج حنانه ؟ وتجاهل ردَها وما‬
‫ستردَ به عليه رافعا صوُت الذاعه ‪..‬‬

‫اسندت ظهرها للمقعد وهي تنتفض غضبا ‪..‬‬

‫واخارجت هاتفها من حقيبتها المعلقه بشكل مائل‬


‫اسفل العباءه فاتصلت على بيت الخاله باناملها‬
‫المرتجفه ‪...‬‬

‫بعد لحظات اجابت ميثا ‪:‬الوُ‬

‫لتقاطعها صموُدَ بهمس تختلط فيه حروفها‬


‫بالحروف الصادَره من الرادَيوُ ‪ :‬ميثا ‪...‬عطيني‬
‫عهوُدَ بسرعه‬
‫ثوُاني ويصلها صوُت عهوُدَ القلق‪ :‬هل صموُدَ شنوُ‬
‫فيه ؟؟‬

‫صموُدَ بغضب الدنيا ‪ :‬ولد عمج المجنوُن ‪ ...‬اشك‬


‫انه خااطفنا ‪..‬‬

‫عهوُدَ وعدم استيعاب ‪ :‬خااطفكم ؟ ولد عمي ؟ أي‬


‫واحد ؟؟‬

‫كتمت صرخاتها بالفاظ حادَه اخارجتها ‪ :‬عهوُدَ ‪..‬‬


‫افهميني عادَ ‪ ..‬مدري وين رايح فينا‪ ...‬اذا صار‬
‫شي تراه هوُ السبب ‪..‬‬

‫‪ :‬صمـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُدَ انتي شنوُ تقوُليـَن!!!!!!!!!!‬


‫طوُوووووووووووووووووووط ‪...‬‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫كان طريقا لمجمعات تجاريه كبيره‪ ....‬توُقفت‬


‫السياره عند احدها ‪ ...‬رفعت صموُدَ غطاها لترى‬
‫بوُضوُح وتتامل المكان ‪ ...‬يبدوا انها تعرفه مسبقا‬
‫وصلها صوُته ‪ :‬نزلي الغطا وانزلي ‪..‬‬

‫ردَت بغضب مكتوُم ‪ :‬شلوُن امشي وانا ماشوُف ؟‬

‫اجاب مغلقا بعدها باب السياره ‪ :‬تساعدج دَلل ‪...‬‬


‫وبعدين تتعوُدَين ‪..‬‬

‫امسكت بها دَلل وسارا بالقرب يسبقهما صقر‬


‫بخطوُاته العجله ‪...‬وكانه يعرف المكان جيدا‬
‫‪...‬همست دَلل تشوُفين اللوُحه قدام ؟‬

‫ردَت بغضب ‪ :‬خاليني اشوُف طريقي بالول عشان‬


‫اشوُفها ‪...‬‬
‫ضحكت دَلل ‪....‬‬

‫فسالتها صموُدَ ‪ :‬شنوُ فيها؟؟‬

‫ردَت دَلل ‪ :‬دَعاء السوُق ‪..‬‬

‫صموُدَ ‪ :‬اها ‪ ..‬ايه اعرفه ‪...‬‬

‫دَلل بهمس ‪ :‬زين اجل يالله قوُليه ‪...‬‬

‫ودَعاء السوُق هوُ ما ثبت في سن الترمذي وغيره‬


‫أن رسوُل الله صلى الله عليه وسلم قال‬

‫" من دَخال السوُق فقال ل إله إل الله وحده ل‬


‫شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميتوُهوُ حي‬
‫ل يموُت بيده‬
‫الخير وهوُ على كل شيء قدير كتب الله له ألف‬
‫ألف حسنة ومحا عنهألف ألف سيئة ورفع له ألف‬
‫ألف دَرجة " ‪.‬‬

‫تجاوز صقر المحل الول فالثاني ودَلف للثالث ‪...‬‬

‫متوُقفا عند بابه ينتظرهن ‪..‬‬

‫) سبق له المجيء هنا قبل ساعات ‪ ...‬ارادَ معرفة‬


‫السعار والمناسب منها لما يملكه من مال ‪ ...‬ل‬
‫يريد ان ينحرج امام شقيقته ‪..‬‬
‫ول يريد لها ان ترى شيئا فيعجبها ويعجز هوُ عن‬
‫التيان به ‪ ...‬فكان مجيئه الول استكشافا ‪.‬‬

‫او بالحرى تخليصا لكل الموُر‪ ..‬وفي هذا المحل‬


‫اتفق على كل شيء تقريبا ‪(..‬‬
‫صافح صقر البائع ‪ ..‬ثم اشار لهن بالدخاوُل مع تلك‬
‫البائعه للقسم الخار من المحل الذي ‪.‬تفصله‬
‫ستائر مخمليه ‪...‬‬

‫مكان مخصص للنساء ‪ ..‬رفعن اغطيتهن ‪..‬‬


‫وعيناهن تقع على ماهوُ فاتن من تلك الثياب ‪...‬‬

‫البائعه ‪ :‬يخزي العين عليكن وحوُاليكن ‪ ..‬الف من‬


‫الصلة على النبي ‪ ...‬مين العروس تئبرني ؟‪...‬‬

‫دَلل تلتفت لصموُدَ بتوُتر ‪ :‬فاهمه شي ؟؟‬

‫صموُدَ تكتف ذراعيها ‪ :‬خاليت الفهم لخاوُج ‪ ...‬يالله‬


‫خالصينا اخاتاري‬
‫تحرك دَلل كتفيها باستنكار ‪ :‬شختار ؟ ‪ ..‬موُ‬
‫فاهمه‬

‫حركت صموُدَ راسها بانزعاج ‪ ..‬ورفعت ناظريها‬


‫تتامل الثياب المعروضه اخاتاري أي شي من اللي‬
‫قدامج ‪...‬اللي يعجبج ‪..‬‬

‫تدخالت البائعه بحديثهن ‪ :‬بل مؤاخازه يا آنسات ‪...‬‬


‫الستاز صئـَـَر اتفأ معنا على كل شي ‪...‬‬

‫وادَامك يا عروسه تختاري ما بين هالتلت فساتين‬


‫اللي بياخادو العئل ‪...‬‬

‫راقبنها بفضوُل ‪ ...‬فاخارجت لهن الفساتين‬


‫الثلت واحدا تلوُ الخار ‪ ...‬اولهن زهري ‪..‬‬
‫والثاني ذهبي والثالث بدرجات اللوُن الفستقي ‪...‬‬

‫البائعه بابتسامه ‪ :‬شوُ تئبريني ‪ ...‬ايهن اللي‬


‫عجبك ؟؟‬

‫التفتت دَلل الى صموُدَ ‪..‬التي اشارت الى الذهبي‬


‫المطرز‬

‫حركت البائعه راسها بابتسامه واسعه ‪ :‬لك من‬


‫عيوُني ‪ .....‬واسرعت بجلبه اليهن ‪ ..‬واخاذت‬
‫تعرضه بطريقه مغريه تظهر محاسنه ‪...‬وتثني‬
‫عليه‬

‫صموُدَ لدلل ‪ :‬شرايج ؟‬


‫دَلل بتردَدَ ‪ :‬حلوُ ‪ ...‬ممم بس ابي شي اخاف‬
‫‪ ..‬احسـَـَـَـَه ثقيل وايد‬

‫التفتت صموُدَ ثم اشارت على الخار بدرجات‬


‫الفستق ‪ ..‬شوُفي هذا ؟‬

‫‪ ...‬ردَت الباعه بذات البتسامه ‪ :‬من عيوُني يا آمر‬

‫ثوُاني والفستان بين يدي البائعه تعرضه كما‬


‫‪ .....‬السابق‬

‫‪ ...‬دَلل برضى ‪ :‬ايه ‪ ..‬هذا احلـَـَـَـَـَى‬


‫‪ ...‬البائعه ‪ :‬حلوُ كتير ‪ ..‬وكمان بيلبأ علي ج‬
‫ك اكتـَر‬

‫وصلهن صوُت صقر يستعجلهن ‪ ...‬ودَخالت دَلل‬


‫لقياس الفستان ‪..‬لتلتفت البائعه لصموُدَ ‪ :‬وانتي‬
‫‪ ..‬يا آمر ما بدك زيها‬

‫عقدت صموُدَ حاجبيها ثم بسطت ملمحها ‪ :‬ممم‬


‫شنوُ عندج جديد ؟‬

‫البائعه بابتسامه واسعه ‪ :‬كتير تؤبريني ‪...‬‬


‫واسرعت لتخرج لها فستانا مموُج بلوُن الكرز‬

‫‪ ...‬وآخار باللوُن الليموُني ‪ ...‬تاملتهن صموُدَ لدقائق‬


‫ثم اخاذت تتفحص احدهما بتمعن ‪ ...‬الى ان خارجت‬
‫‪ ..‬دَلل من غرفة القياس‬

‫صموُدَ تتوُجه اليها ‪ :‬بشري ؟؟ ليش قطيتي جان‬


‫شفته عليج ؟؟‬

‫‪ ...‬دَلل برضا وابتسامه ‪ :‬حلوُ ما يحتاج‬

‫صموُدَ تستفسر ‪ :‬ومقاسه؟؟‬

‫دَلل ‪ :‬تمام‬

‫‪ ...‬صموُدَ تزفر براحه ‪ :‬يالله اجل خالينا نطلع‬


‫‪ ...‬تحركت صموُدَ لتذكرها دَلل ‪ :‬صموُدَ الغطا نزليه‬

‫حركت صموُدَ راسها وزفرت بضيق ‪ :‬اووف‬


‫‪.... ...‬اوووف منك يا صقير‬

‫ضحكت دَلل وامسكت بيدها لتخرجان من القسم‬


‫للقسم الخار حيث صقر يتحدث بالهاتف ‪..‬وما ان‬
‫ابصرهن‬

‫اغلقه بعد ثوُاني وسالهن ‪ :‬خالصتوُا ؟‬

‫‪ ..‬دَلل ‪ :‬أي خالصا‬


‫توُجه للبائع ليدفع الحساب ‪ ...‬وصموُدَ تتامله من‬
‫ثقوُب الغطاء الناعمه همست بنفسها ‪ :‬وجع‬
‫‪ ..‬ماسالني ان كنت ابي شي او ل‬

‫قاطعها صوُته ‪ :‬صموُدَ‬

‫رفعت راسها اليه بل شعوُر ‪ ...‬ليسالها ‪ :‬اخاترتي‬


‫شي ؟‬

‫بارتباك ‪ :‬انا آم ‪ ..‬ل‬

‫‪ ...‬ردَ ‪ :‬اخاتاري شي خالينا نطلع‬


‫قالت بكبرياء ‪ :‬ومن قال ابي ؟؟‬

‫رفع حاجبه ‪ :‬اجل يالله قدامي‬

‫عضت على شفتيها بغيض ‪ :‬مالت ما صدق قلت‬


‫مابي ‪ ...‬اصل مابي شي منه ‪ ..‬كافي هالعباة‬
‫‪ ...‬وبقطها من سابع دَور بس اوصل‬

‫اوصلهما السياره وهن يتناقشن بما بقي من اموُر‬


‫‪ ...‬غاب عنهن لحظات ثم عادَ بالكياس وضعها في‬
‫‪ ..‬الصندوق ‪ ...‬وركب محركا سيارته‬
‫دَلل بامتنان ‪ :‬ليش كلفت على نفسك يا صقر ؟‬

‫ردَ مبتسما ‪ :‬افا ‪ ..‬وانا كم دَلوُل عندي ؟‬

‫‪ ...‬ردَت بحب ‪ :‬الله ل يحرمني منك ياخاوُي‬

‫نعم ربما كلف على نفسه!! ‪ ..‬لكن لم يردَ ان‬


‫‪ ..‬يجعلها تشعر بالنقص او الحرمان‬

‫مجردَ تفكيرها باخاذ الثوُب من بنات خاالتها بيوُمها‬


‫‪ ..‬الخاصا ‪ ..‬شعوُر آلمه واوجعه‬

‫يشعر بالمسؤوليه تجاهها وبالحب والحنان البوُي‬


‫‪....‬لذا استحقت دَلل بجداره الظفر بالمبلغ الذي‬
‫‪ ...‬استلفه للفيزا منذ ايام‬
‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫تاملته وهوُ مندمج في ترتيب هندامه وتضبيط‬


‫‪ ....‬القتره ‪...‬التي اعادَ نسفها اكثر من مره‬

‫‪ .....‬مريم ‪ :‬عقبالك يا ناصر‬

‫‪ ...‬ناصر ‪ :‬ايه ان شاءالله قريب‬

‫‪ ...‬مريم ‪ :‬صج ‪ ...‬احلف ‪ ..‬متى‬

‫ناصر يلتفت اليها بابتسامه ‪ :‬قريب ان شاءالله ‪..‬‬


‫بس ترجع خاالتي من السفر‬

‫توُسعت ابتسامتها وصفقت بكفيها فرحا ‪ :‬واااو‬


‫‪ ...‬وناااسه ‪ ...‬موُ مصدقه اخايرا‬

‫قاطعها صوُت حصه الباردَ ‪ :‬اللي يسمعج يقوُل‬


‫‪ ...‬انتي العروس‬

‫اقتربت منها هامه بالمغادَره من غرفة شقيقها ‪:‬‬


‫‪ ..‬فرحة اخاوُي وبنت خاالتي فرحتي‬

‫وما ان خارجت حتى قالت حصه ‪ :‬ناصر انت للحين‬


‫مصر عليها ؟‬

‫اجاب ببرودَ ‪ :‬وليش اغير رايي ؟ في سبب مقنع ؟‬

‫حركت راسها ‪ ..‬ثم تنهدت بضيق ‪ :‬تراهي بنت‬


‫‪ ..‬خاالتي‪ ...‬حسبة اخاتي يعني مثل مريوُم‬

‫‪ ....‬قاطعها ناصر رافعا حاجبه ‪ :‬هاتي من الخار‬

‫ازدَردَت ريقها ‪ ..‬ثم قتربت ببطء وجلست على‬


‫سريره بينما اتكئ هوُ بظهره على الطاوله وكتف‬
‫ذراعيه منصتا لها‬

‫حصه ‪ :‬ناصر ابيك تكوُن بالصوُره عشان ما تنصدم‬


‫بعدين ‪ ...‬ول تقوُل ليش ماقلتوُا وليش ماوضحتوُا‬
‫‪.....‬انت تبي عهوُدَ لنها بنت خاالتي‬
‫وادَري معزتك لخالتي كبيره مثل مانعزها احنا بعد‬
‫‪... ..‬انت يمكن بعدت عن الديره ‪3‬سنوُات دَراسه‬

‫صح كنت تزورنا فيها بس ماتدري شي عن اوضاع‬


‫عهوُدَ واهلها ‪...‬حياتهم صعبه يا ناصر ومعاملتهم‬

‫اصعب ‪...‬انت تبي اللي توُقف معاك وتعينك وال‬


‫‪ ..‬تبي تتبهذل بين المحاكم والمخافر‬
‫عقد جبينه بعجب‪ :‬وليش هذا كله ؟؟‬

‫هذا اللي صاير ‪...‬يعني حتى لوُ تزوجتوُا ما تقدر ‪:‬‬


‫تسافر معاك ‪ ..‬وانت باقيلك سنه دَراسه ‪ ،‬غير هذا‬
‫‪ ..‬انت عارف عهوُدَ ماكملت دَراستها‬
‫ماعندها ال شهادَة ابتدائي ‪..‬ل تقوُل الشهادَه موُ‬
‫مهمه يا ناصر ‪ ..‬خااصه للي بوُضعك مهندس وله‬
‫صيته‬

‫وربعه ومركزه باجر تختلط فيهم ويختلطوُن فيك‬


‫‪ .. ..‬وعوُايلهم تتعرف على عايلتك‬

‫لم يستطع استيعاب كل هذه الحداث ‪ ...‬كانت‬


‫كالعاصير تعصف به يمينا تاره وشمال تاره‬
‫‪...‬اخارى‬

‫الصوُرة المستقبليه التي كان يراها واضحه‬


‫كالشمس ‪ ..‬خاالطها السراب فتشوُهت واخاتلطت‬
‫‪ .....‬الوُانها‬

‫لتزيد حصه اللوُحه ظلما وعتمه‪ :‬احمدالله انها‬


‫بس خاطبه اللي بينكم ‪ ..‬ومن سنوُات ‪ ...‬يعني‬
‫للحين ماربطت نفسج بشيء‬

‫ناصر وربي مابيني وبين عهوُدَ شي‪ ...‬واعزها‬


‫معزه يعلم فيها ربي‪ ...‬لكنك اخاوُي‪ ...‬وحق علي‬
‫‪....‬اوضح لك‬

‫يمكن مريم وامي تاخاذهم وتحركهم عوُاطفهم ‪..‬‬


‫بس لزم نكوُن واقعيين ‪...‬يعني لوُ كان همك ‪..‬‬
‫خاالتي ‪ ..‬عندك غدير وعبير ‪...‬وحده احل من‬
‫‪ ...‬الثانيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه‬

‫عندك غدير وعبير ‪...‬وحده احل من الثانيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه‬


‫‪...‬‬

‫عندك غدير وعبير ‪...‬وحده احل من الثانيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه‬


‫‪...‬‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫توُقفت السياره عند مكان اخار ‪...‬وقبل ان يستوُعبن المكان ‪...‬‬


‫‪ ...‬قال‬

‫‪ .......‬دَلل ‪:‬‬

‫‪ ...‬صمت لثوُاني فحثته برفق ‪ :‬سم‬


‫‪ ....‬سحب نفسا عميقا ثم همس ‪ :‬دَلوُل للحين انا عند كلمتي‬

‫رفعت راسها اليه بحيره‬

‫‪ ..‬فاكمل ‪ :‬عمي كلمني من ساعات باخار لحظه قرر يسوُيها ملجه‬

‫توُسعت عيناها دَهشه ‪ ...‬فسبق حديثها مطمئنا اياها‬


‫بس ماراح يصير ال اللي تبين ‪ ...‬انا ماردَيت له خابر‪ ...‬موُ قبل ما ‪:‬‬
‫‪ ....‬اخاذ رايج‬

‫همست ‪ :‬يعني اليوُم الملجـَـَـَـَـَه ؟‬

‫حرك راسه باليجاب ‪ :‬تبين وقت تفكرين ؟‬

‫‪ ....‬هزت راسها ‪ :‬ل موُ قصدي ‪ ...‬بس‬

‫‪ ....‬سكتت ‪ ...‬فحثها بحنان ‪ :‬تكلمي دَلل ‪ ..‬قوُلي اللي بخاطرج‬

‫‪ ...‬طأطأت راسها هامسه ‪ :‬مثل ما تبوُن‬

‫‪ ...‬حرك راسه نافيا رفع راسها بيده ‪ :‬مثل ما تبين انتي‬

‫‪ .....‬ابتسمت من تحت غطاءها‪ : ...‬ابي اللي تبيه انت يا صقر‬

‫!ابتسم ثم اردَف ‪ :‬اعتبرها موُافقه ؟‬


‫‪ ...‬ذابت خاجل ‪ ..‬وحركت راسها ايجابا‬

‫ظل يحدق بها بابتسامه تخالطها مراره والم ‪ ....‬تاملها بصمت‬


‫‪ ...‬رغم انه ل يرى ال سوُادَ الغطاء‬

‫ظل يتاملها وكانه يريد ان يتاكد ان كل حرف خارج منها برضا‬


‫‪ ...‬واقتناع‬

‫شد على يدها ثم قال ‪ :‬انزلوُا وانا بروح اصلي وارجع انطركم تحت‬
‫‪ .. ..‬متى ما خالصتوُا اتصلوُا عشان تتاكدون اني موُجوُدَ‬

‫نزلت دَلل ‪ ..‬وتبعتها صموُدَ التي قالت ‪ :‬لحظه ؟ وانا شنوُ ‪:‬‬
‫موُقعي من العراب ؟‬

‫ردَ عليها ‪ :‬مساعده ؟ وال كل شي عندج بثمن ؟‬

‫‪ ...‬توُسعت عيناها بغضب‬

‫بينما توُجه هوُ للصندوق اخارج الغراض منه وتوُجه لهن وزع بينهن‬
‫‪ ...‬الكياس‬

‫وهمس لتلك الغاضبه ‪:‬فيه احد يخطف وحده مثلج ؟ ليش بايع عمره‬
‫؟‬

‫توُسعت محاجرها واحمر وجهها ‪ ...‬فتوُسعت ابتسامته الساخاره‬


‫قائل‬

‫‪ ...‬نزلي الغطا ‪ ..‬واسرعوُا دَاخاـَل ل تتاخارون ‪:‬‬

‫"‪ ....‬تبا لك ‪ ..‬هذا ما تردَدَه بداخالها "‬

‫التقط صقر هاتفه وضغط ازرته ‪ :‬هل خاالد ‪ ...‬خالصا توُكلوُا على‬
‫‪ ..‬الله ‪...‬تقريبا ساعه ونص ساعتين ونكوُن هناك ‪ ...‬فمان الله‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫تنهد خاالد وهوُ يغلق هاتفه ‪ ...‬وتفكيره قد أسره ما هوُ آت ‪..‬اخاترقه‬


‫اللم بمجردَ التفكير فيـَـَـَه ‪ ...‬لكن شبح‬

‫ابتسامه ارتسمت على شفتاه عندما تذكر حديثا دَار بينه وبين صقر‬
‫‪ ...‬منذ سنوُات‬
‫‪.‬‬

‫كانا يفترشا الرض بحبات البطيخ على احد ارصفة الطريق ‪ ...‬لم‬
‫يكوُنا يخجل من فعلهما ‪ ...‬بل تعلوُ جبينهما‬

‫اشراقه عنوُانها الكرامه‪..‬والعتمادَ على الذات‬

‫خاالد يهمهم بابيات واشعار وهوُ يساعد صقر‬


‫باعادَاة ما تبقى من البطيخ الى السياره‬

‫ثم تحدث بحالميه بعد ان فرغ ‪ :‬صقر تخيل نفسك‬


‫حبيت وحده ‪.............‬‬

‫التفت اليه صقر بنظرات استهزاء وحادَه بنفس‬


‫الوُقت ‪...‬‬

‫ليبرر خاالد موُقفه‪ :‬اسمعني اول ‪ ...‬سؤال‬


‫متعبني ودَي القى له جوُاب ‪...‬‬
‫رمي صقر البطيخه الخايره في صندوق السياره‬
‫متجها لباب السائق‬

‫ركب خاالد من الباب الخار متحمسا ‪ :‬افرض انك‬


‫حبيت وحده‬

‫يزفر صقر بضيق ‪ :‬استغفر الله يالله هات من‬


‫الخار يا خاوُيلد ‪...‬صج انك فاضي‬

‫قهقه خاالد واكمل ‪ :‬بس انت تعرف حالتك‪...‬‬


‫ومستقبلك ‪...‬و‪..........‬‬

‫رفع صقر حاجبه ورمقه بنظره سريعه ثم عادَ‬


‫بنظره مركزا على الطريق‬

‫خاالد ‪ :‬شنوُ يكوُن موُقفك ‪ ...‬تتقدم لها او ل ؟‬


‫لـَـَـَـَـَم يـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَردَ‪........‬‬

‫خاالد يستحثـَـَه ‪ :‬صقـَـَـَر ؟!!‬

‫‪ :‬نعـَـَم‬

‫خاالد يطلب جوُابه ‪ :‬ردَ ‪....‬‬

‫صقر بل مباله ‪ :‬على شنوُ؟؟‬


‫خاالد عاقد جبينه ‪ :‬السؤال اللي سالته‬

‫زم صقر شفتيه ثم قال‪ :‬انت فرضت شي انا‬


‫ماعشته ول جربته فشلوُن تبيني اردَ ؟‬

‫حرك كتفيه ‪ :‬يعني فرضا‬

‫صقر يستفسر ‪ :‬شنوُ اللي يمنع اني اتقدم لها ؟‬

‫خاالد ‪ :‬يعني انك مثل حالتي و‪ ...‬حالتنا ‪ ...‬اوضاعنا‬


‫ومستقبلنا المجهوُل ‪...‬‬
‫‪ :‬وهي تدري بالوُضع؟؟‬

‫خاالد باندفاع ‪ :‬ايه اكيد ‪.....‬آآ ‪ ..‬آم ‪ ..‬اقصد يعني‬


‫افرض كانت من نفس الحاله ‪...‬‬

‫‪ :‬ايه‬

‫‪ :‬يعني لوُ كنت هالشخص تتقدم ‪ ..‬وال تفكر‬


‫بالمستقبل ‪ ...‬وعيالك ‪ ...‬واحفادَك ‪...‬وتخاف‬
‫يتكرر الماضي ‪...‬‬

‫‪ :‬انت قلتها يا خاالد ‪ ..‬تكرار الماضي ‪..‬‬


‫‪ :‬يعني تمتنع ؟‬

‫‪ :‬اذا اقدر ‪...‬‬

‫‪ :‬واذا ما قدرت ؟؟‬

‫توُسعت ابتسامة صقر بمكر و‪ " ...‬صمت "‬

‫الح عليه خاالد ‪ :‬قوُل يالصقر ‪....‬قوُل ‪...‬‬


‫رفع صقر حاجبه مستفزا ‪ :‬وليش ماقدر ؟؟‬

‫‪ :‬يعني ‪ ..‬ماتقدر ‪ ..‬ما تتخيل حياتك من غيرها ‪...‬‬


‫ما تحس لحياتك طعم بدونها ‪...‬يعني مستحيل‬
‫تتنازل عنها يا صقر لي سبب بالدنيا ‪...‬‬

‫صقر شد قبضته على المقوُدَ ‪ :‬اجل العبها صح يا‬


‫خاالد ‪...‬‬

‫يحدق خاالد بملمح وجهه الجادَ ‪ ..‬ويهمس بحماس‬


‫حذر ‪ :‬شلـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُن ؟!!‬
‫ردَ صقر باخاتصار غامض ‪ :‬انا راضي وهي راضيه‬
‫‪ ...‬ما نشرك طرف ثالث ‪...‬‬

‫فتح خاالد فمه ليردَ ‪ ...‬لكن ما ان استوُعب كلمات‬


‫صقر حتى توُسعت عيناه دَهشه وجفت الحروف‬
‫بحلقه ‪....‬‬

‫اعادَ المشهد مره واخارى واخارى فادَرك مرادَه‬


‫‪.....‬توُسعت ابتسامته وبسطت ملمحه ‪....‬‬

‫هامسا بسعادَه ‪ :‬جبتها يالصقر ‪ ...‬اشهد انك ذيب‬


‫‪...‬‬
‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫دَلفا الى الداخال ‪ ...‬وما ان كشفتا حتى‬


‫استقبلتهن الشابه السيوُيه بالترحيب‬
‫‪...‬وارشدتهن لوُضع اغراضهن في مكان امين ‪...‬‬

‫اقتربت منهن فتاة اخارى بوُجل بعد ان سمعت‬


‫حديثا دَار بينهن‬
‫التفتت اليها دَلل عندما قالت بخجل ‪ :‬عفوُا ‪..‬‬
‫انتي دَلل الـَ ***‬

‫توُسعت عينا دَلل ثم حركت راسها ايجابا تملكها‬


‫دَهشـَـَـَه واستغراب ‪...‬فابتسمت الخارى قائله ‪:‬‬
‫انا مشاعل ‪ ..‬اخات نايف رفيج اخاوُج صقر ‪...‬‬

‫بادَلتها دَلل البتسامه مرحبه ‪ :‬يا هل والله ‪...‬‬

‫مشاعل تشد على يديها وتقبل وجنتيها ‪ :‬هل فيج‬


‫يا قلبي ‪...‬الف الف مبروك ‪...‬‬

‫دَلل بسعادَه ‪ :‬الله يبارك فيج ‪ ..‬اقوُل عقبالج وال‬


‫‪..‬‬
‫ضحكت مشاعل ‪ :‬ههههه توُ الناس ‪...‬‬

‫دَلل بابتسامه ‪ :‬اجل العقبى لج ولصموُدَ امين‬


‫‪..............‬والتفت الثنتان لمكان صموُدَ فلم‬
‫يجداها بالقرب ‪...‬‬

‫دَلل ‪ :‬بنت عمي صموُدَ جايه معاي ‪..‬بس ‪ ..‬لحظه‬


‫اشوُفها ‪...‬‬

‫مشاعل ‪ :‬اوكي انطرج هنيه في شغلت بنتفاهم‬


‫عليها‬

‫دَلل ‪ :‬ان شاءالله ‪ ..‬دَقايق بس ‪...‬‬


‫‪ %‬أستغفـَـَـَـَـَـَر الله واتـَـَـَـَـَـَوُب اليـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪%‬‬

‫بعد ان فرغت الصلة ‪ ...‬اجتمعوُا مرة اخارى في‬


‫المجلس ‪..‬‬

‫بينما بقي هوُ خاارجا ‪...‬‬


‫ضربه خاالد على كتفه ضاحكا ‪ :‬شنوُ هالكشخـَه يا‬
‫مشعل ‪ ...‬اللي يشوُفك يقوُل انت المعرس موُ انا‬

‫التفت اليه مشعل رافعا حاجبه ‪ :‬ايه قريب ان‬


‫شاءالله ازاحمك على اللقب ‪...‬‬

‫خاالد ‪ :‬احلف بس ؟‬

‫توُسعت ابتسامة مشعل وعيناه تعلقت بتلك‬


‫السياره القادَمه‬

‫‪ :‬قوُل ان شاءالله ‪ ...‬قوُل ان شاءالله يا خاالد ‪...‬‬


‫المعزوفـَـَـَه السابـَـَعه ‪،،‬‬

‫ضاقت أنفاس المحاجر‬


‫لي متى صمتك يطوُل؟!‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫بعد ان فرغت الصلة ‪ ...‬اجتمعوُا مرة اخارى في‬


‫المجلس ‪..‬‬

‫بينما بقي هوُ خاارجا ‪...‬‬


‫ضربه خاالد على كتفه ضاحكا ‪ :‬شنوُ هالكشخـَه يا‬
‫مشعل ‪ ...‬اللي يشوُفك يقوُل انت المعرس موُ انا‬

‫التفت اليه مشعل رافعا حاجبه ‪ :‬ايه قريب ان‬


‫شاءالله ازاحمك على اللقب ‪...‬‬

‫خاالد ‪ :‬احلف بس ؟‬

‫توُسعت ابتسامة مشعل وعيناه تعلقت بتلك‬


‫السياره القادَمه‬

‫‪ :‬قوُل ان شاءالله ‪ ...‬قوُل ان شاءالله يا خاالد ‪...‬‬

‫اقتربت السياره من البيت اكثر حتى بانت وبان‬


‫من فيها فهمس خاالد ‪ :‬هذا ناصر واهله‬
‫كان قد علم بذلك قبله ‪ ..‬فاستدار نحوُ المجلس‬
‫هامسا ‪ :‬خالينا نبعد ونعطيهم راحتهم ينزلوُن ‪..‬‬
‫حرك خاالد راسه موُافقا اياه ‪ :‬صدقت يالله ‪..‬‬

‫" مشعل "‬

‫شعوُر مؤلم ان تعلم انك ابعد ما تكوُن عما تؤمل ‪..‬‬


‫واقرب منه بذات الوُقت ‪...‬‬

‫كمن قيد بصحراء على عموُدَ اجردَ تصفعه حرارة‬


‫الشمس ولهيبها يكادَ يقتله الضمأ ‪...‬‬

‫وهناك يقف امامه من يسكب ابريق الماء ببرودَ‬


‫لتتشربه الرض ‪...‬‬

‫فل هوُ قادَر على القتراب من البريق ‪ ،،‬ول الماء‬


‫الذي فيه باقي بانتظاره‬
‫هوُ لم يحاول ول مره ؟؟ لكنه يخشى المحاوله‬
‫والقدام ؟؟‬

‫فان تبقى متمسكا بحلم مهما بعد ‪ ،‬اهوُن من ان‬


‫تتجردَ منه‬

‫مازال يامل في اخايها ناصر خاير ‪ ..‬لكن ماذا عن‬


‫والدها وزيد؟؟‬

‫ما يؤلمه انه لم يجد من يزرع بصيص النوُر في‬


‫حلمه ‪ ،،‬حتى والدته وشقيقاه ‪،،‬‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫وضعت يدها على قلبها وبنفس منقطع صرخات ‪:‬‬


‫انتي وييييين رحتي ؟!!‬
‫رفعت الخارى نظرها اليها واعادَت ضغط ارقام‬
‫الهاتف بتوُتر‬

‫عقدت دَلل جبينها بقلق ‪ :‬شنوُ فيه ؟؟ على منوُ‬


‫تتصلين؟؟‬

‫اسندت صموُدَ ظهرها لطاولة الستقبال التي‬


‫تقف عندها وضمت جسدها الباردَ بذراعها‬
‫والخارى تشد بها على سماعة الهاتف‬

‫وهي تهمس‪ :‬تلفوُني مالقيته ؟‬

‫توُسعت عينا دَلل بصدمه ‪ :‬تـَ تلفوُنج ‪..‬‬


‫يكفي مافيه من الصوُر ليكوُن فقده قنبله ذريه‬
‫على وشك النفجار‬

‫هست دَلل بخوُف ‪ :‬وبعدين !‬

‫صموُدَ ‪ :‬قاعده اتصل عليه ‪ ..‬شوُفي دَوري في‬


‫الصالوُن يمكن تسمعين نغمته‬

‫لم تعارض دَلل وتحركت باضطراب تحاول التقاط‬


‫صوُت رنينه في المكان ‪..‬‬

‫‪.‬‬
‫فرغ من صلته ‪ ..‬وعادَ الى سيارته حيث اوقفها‬
‫قريبه من مكانهن ‪..‬‬

‫وما ان فتح الباب حتى شده رنين الهاتف‬


‫لم يكن هاتفه ‪...‬‬

‫عقد جبينه وبحث عن الصوُت حتى وجده ساقطا‬


‫‪.‬اسفل المقعد الخلفي ‪...‬‬

‫" هاتف زهري " ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫تامله برهة وشاشته تضيء برقم ما ‪...‬‬

‫لم يلبث طوُيل حتى ادَرك يقينا انه‪..‬‬

‫" لن يكوُن لغيرها "‪...‬‬


‫‪ 10‬مكالمات لم يردَ عليها ؟‬

‫من يتصل بهذا العددَ؟‬

‫‪.‬‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫مشاعل اصابها التوُتر من توُتر دَلل ‪ :‬اخاذي‬


‫تلفوُني دَقي عليه ‪...‬؟‬

‫امسكت دَلل به باضطراب ‪ ...‬وضغطت الرقام‬


‫بتوُتر‪...‬‬
‫رنه اثنان ثلث‬

‫و‬

‫‪ :‬الوُو‬

‫شهقت ثم اغلق الهاتف‬

‫دَلل ترتجف ‪ :‬ر‪ ...‬رجال ‪ ...‬واعادَت النظر للرقم‬


‫في الشاشه تتاكد منه ‪...‬فهمست رقم صموُدَ بس‬
‫اللي ردَ رجـَ ‪.....‬شهقت اخارى وهي تردَدَ صقر!!‬

‫التفتت لمشاعل المتوُتره مثلها قائله ‪ :‬يمكن‬


‫صقر؟؟‬
‫مشاعل تحثها وقد تسرب اليهما المل ‪ :‬شوُفي‬
‫مره ثانيه‬

‫اتصلت دَلل فلم يردَ‬

‫اقتربت صموُدَ بياس وموُجه بل اعصار من الفكار‬


‫الناريه تشتعل براسها وتعصف باحاسيسها ‪..‬‬

‫دَلل تحاول ايجادَ المنفذ ‪ :‬صموُدَ يمكن نسيتيه‬


‫تحت بالسياره‬

‫" لم تقل لها عن صوُت الرجل الذي كلمها ول من‬


‫تتوُقعه لكن افترضت ذلك‬

‫لعله يكوُن صحيحا "‬

‫حركت صموُدَ راسها الذي عجز عن تحمل لمزيد ‪:‬‬


‫ل مستحيل ‪...‬‬

‫يالهي تتخيل فقط لوُ سقط بيد شخص ليراعي‬


‫الله ول حرمة خالقه‬

‫صوُرها صوُر شقيقاتها صديقاتها‬

‫كاااارثه‬

‫قد يعمل بهن ما يشاااء‬

‫يااربي رحمتك‬

‫" اللهم استرعوُرتي وآمن روعتي "‬

‫تشد دَلل على يدها ‪ :‬صدقيني انه تحت‪..‬ثم تركت‬


‫يدها هامه بالتحرك خاليني انزل اشوُفه ‪...‬‬
‫صموُدَ تضغط على راسها من شدة الفكار المؤلمه‬
‫‪ :‬لحظه اجي معاج ‪...‬‬

‫‪ % .‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫لم يستطع منع نفسه من تامل الصوُره ‪...‬التي‬


‫جعلتها خالفيه لهاتفها ‪..‬‬

‫كما هوُ ؟ لم ينمحي معلم من معالمه من ذاكرة‬


‫صقر حتى ابسطها ‪...‬‬

‫وكانها نقشت بذاكرته معلما معلما‬


‫كما هوُ ‪ ..‬نظرته العميقه ابتسامته الغامضه‬
‫ملمحه التي تحكي الف حكايه وحكايه‬

‫رحل تاركا من احبه يتجرع الوُجع ‪..‬‬

‫واي وجع ‪ ...‬وجع الفقد ؟؟ ‪ ...‬ام وجع النبذ ؟؟‬

‫ام وجع الضيااع ؟؟‬

‫تنهد بعمق الوُجع مطلقا اهاته ‪..‬‬

‫آه يا فيصل تالله فقدك موُجع ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫لمحهن يقتربن فادَخال الهاتف بجيبه ‪ ..‬وبادَر‬


‫بالنزول‬
‫فتح الباب واستند بذراعه على سقف سيارته‬
‫يتاملهن ‪...‬وما ان اقتربن حتى سالهن ‪ :‬خالصتوُا ؟‬

‫اقتربت دَلل منه اكثر وردَت بانفاسها المنقطعه‬

‫‪ :‬لاا بس ‪..‬والتفتت لصموُدَ التي اسرعت للسياره‬


‫تبحث فيها ‪...‬‬

‫صقر يستحثها ‪ :‬ايه ؟!!‬

‫عبثت اصابعها بطرف غطائها بتوُتر ثم اخارجت‬


‫كلماتها باضطراب ‪ :‬ممم تلفوُن صموُدَ ‪...‬‬

‫رفع حاجبيه هامسا بنبره هادَئه ‪ :‬اها !‪ ...‬والتفت‬


‫لتلك التي تبحث في السياره حتى آيست ‪...‬وعادَت‬
‫اليهم بخطوُات بائسه‬
‫انتظرها حتى اقتربت فاخارج الهاتف واراها اياه ‪:‬‬
‫تدورين هذا ؟‬

‫‪ :‬شهقت صموُدَ ثم مدت يدها لتخطفه منه لكنه‬


‫رفع يده للعلى قائل‬

‫‪ :‬لحظه لحظه ‪....‬؟؟‬

‫كانت ترتدري غطائها رفعت منه طبقه وبقيت‬


‫طبقه لتتمكن من الرؤأيه لكنه رغم ذلك ل يستطيع‬
‫رؤأية ملمحها بوُضوُح ‪.....‬فل يستطيع ان يرى‬
‫انعكاس تصرفه ول ذلك الغضب الذي يلوُن وجه‬
‫اللبوُه‬

‫سالها ‪ :‬فيه صوُر ؟؟‬

‫ردَت بكل ثقه ‪ :‬اكيد‬


‫قال بحده ‪ :‬لوُ طاح بيد غيري ؟‬

‫تنهدت وردَت بذات النبره الوُاثقه ‪ :‬ماراح يطيح ‪...‬‬


‫وبعدين لوُ تفتح عمل الشيطان‬

‫قال‪ :‬والصوُر لوُ طاحت بيد شيطان ؟؟‬

‫صموُدَ تبرر ‪ :‬ماراح تطيح بيد احد لني محرصه‬


‫عليه‬

‫رفع حاجبه وحرك الهاتف بيده ‪ :‬محرصه عليه !‬


‫صح وهذا الدليل ‪ .....‬انه هنيه ‪...‬‬

‫عجزت من سخريته فهمست بضيق ‪ :‬تعطيني اياه‬


‫؟‬
‫سلمه اليها لكنه شد عليه قبل ان تسحبه ‪ :‬صموُدَ‬
‫لمصلحتج انتي ‪ ...‬امسحي الصوُر ‪ ...‬عندج الف‬
‫مكان ومكان تحتفظينهم فيه‬

‫" ترا اذا طاح الفاس بالراس ماينفع الندم ‪"...‬‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫دَار الشباب على المتوُاجدين بالخدمه والضيافه‬

‫سلطان وثامر ‪ ...‬وتارة مشعل وفهد ‪...‬‬


‫لم يكن مجلسا هادَئا كما العادَه ‪ ..‬بل يتخلله حركه‬
‫ونشاط ‪..‬‬

‫ضحكات ‪ ...‬حديث صاخاب‪ ....‬عبث اطفال ‪...‬‬


‫تمتزج بجدية الكبار ‪ ،‬ومزاح الشباب الممزوج‬
‫بالمل والرجاء ‪..‬‬

‫ابوُفهد يشير لفهد فيقترب منه الخار بخطوُات‬


‫واثقه ‪ ...‬وينحي بقربه ‪ :‬سم يالغالي‬

‫والده يهمس ‪ :‬ها يا بوُك اشصار ؟‬

‫فهد ‪ :‬كلمته يا بوُي جاي باذن الله ‪ -‬ونظر الى‬


‫ساعته هامسا ‪ -‬بالكثير نص ساعه ‪ ،‬ساعه ويكوُن‬
‫عندنا‬

‫حرك والده راسه برضا ‪ :‬على خاير ان شاءالله ‪-‬‬


‫ابتسم فهد وارادَ النهوُض لكن والده شد على يده‬
‫ثم ساله بحسره‬
‫‪ -‬وانت منت ناوي توُرينا عيالك؟؟‬

‫ابتسم فهد بمضض ‪ :‬الله كريم !‬

‫شد والده على يده برجاء ‪ :‬عجل وانا بوُك مابقى‬


‫بالعمر كثر ماراح‬

‫تامله فهد لبرهه وقاره ‪ ..‬سماحته ‪ ..‬تجاعيد الكبر‬


‫خاطت في وجهه ‪..‬تامله بصمت ثم‬ ‫واللم التي ت‬
‫انحنى يقبل راسه ‪ :‬الله يطوُلنا بعمرك يا الغالي‬
‫‪ ...‬انت الخير والبركه ‪ ..‬وانحنى يقبل يده ببر ‪...‬‬

‫" ولما فتح الجراح يا ابي ‪ ،،‬اما يكفي اني اتقلب‬


‫على لوُح ساخان فابتسم رغم اللم ‪...‬‬

‫حتى املي والمل الذي به يحيا الخارين بت اخاشى‬


‫ان يتحقق ‪...‬‬
‫لني ل ارجوُا لهم ال ما يرجوُن ‪...‬‬

‫اضحي بسعادَتي لسعادَتهم ‪ ...‬يكفي ان اراهم‬


‫بخير ‪...‬‬

‫أرأيتم اعجب من ذلك ؟‬

‫من منكم يقبل ان يقطف زهرته بيده‬

‫ثم يهديها برضاه ؟؟ "‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪. %‬‬

‫صموُدَ صموُدَ ؟؟‬

‫ة على‬
‫التفتت ناحية اليد التي حركت كتفها وثغرها مفتوُح علم ت‬
‫عدم الستيعاب‬

‫‪ ..‬وصوُت الستشوُار يضج بالمكان وسماعات الهاتف معلقه باذنيها‬


‫ابعدت السماعه من اذنها لتستمع لدلل التي قالت بابتسامه‬

‫هذي مشاعل شعوُله‪ ...‬اخات نايف رفيج صقر ‪...‬ما عرفتج عليها ‪:‬‬

‫ابتسمت مشاعل ‪ ،،‬وبادَلتها صموُدَ البتسامه دَون ان تقف ‪ ..‬لكن‬


‫صافحتها مرحبه‬

‫تشرفت يا اخات نايف ‪:‬‬

‫ضحكت مشاعل على كلماتها واسلوُبها وبادَلتها اياه بابتسامه‬


‫مماثله‬

‫‪ ...‬الشرف لي يا بنت عم صقر ‪:‬‬

‫في البدايه توُقعت هي ودَلل ان وجوُدَ مشاعل صدفه ‪ ،،‬لكن اتضح‬


‫ان حضوُرها كان خاصيصا لدلل ‪ ...‬بتوُصية من شقيقها لجل صقر‬
‫‪..‬‬

‫ساعدتهم في كثير من الموُر ‪ ...‬بل اتضح انها هي من اخاتار‬


‫‪ ..‬واشار بهذا الصالوُن لمعرفتها به وبادَارته‬

‫‪.‬‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬


‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫بعد ان قبل راس ابوُ خاالد وابوُ فهد و استسمح منهم بخجل وخااصه‬
‫من ابوُ خاالد‬

‫الوُالد يعتذر منك يا عم وال كان بوُدَه يحضر بنفسه ويبارك لك بس ‪:‬‬
‫‪...‬خاابر اشغال الوُالد وسفراته الطارئه‬

‫ابوُ خاالد بوُجه طلق ‪ :‬مايقصر بوُناصر ول يجي منه قصوُر يابوُك‬

‫زفر ناصر براحه ‪ :‬الله يبارك فيك يا عم‬

‫بوُخاالد بحنان الب ‪ :‬وشلوُنك انت يا ناصر وشلوُن دَراستك‬

‫ابتسم ناصر ‪ :‬لله الحمد ‪ ..‬هانت وماباقي ال سنه واتخرج‬

‫بوُخاالد يبادَله السعادَه ‪ :‬الله يبارك فيك ياولدي ويسر امرك شد‬
‫‪ ....‬حيلك وانا بوُك‬
‫‪ ...‬طبطب ناصر على يد بوُخاالد ‪ :‬لتوُصي يابوُي‬

‫!ساله بوُفهد ‪ :‬ال وين زيد ماشوُفه ؟‬

‫ناصر يهب واقفا ينسف قترته ‪ :‬زيد مسافر ياعم ‪ ...‬رافق عمي‬
‫بوُلفي بسفرته‬

‫بوُفهد باشتياق ‪ :‬ماشاء الله عمره ؟‬

‫‪...‬ناصر ‪ :‬والحين هم في سوُريا‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫بعد ان انتهين جلسن في الرض متحلقات والطعام الذي طلبته‬


‫مشاعل امامهن‬
‫مشاعل بابتسامتها العذبه ‪ :‬اكلي دَلوُل ل تطيحين علينا وتفشلينا‬
‫‪..‬‬

‫ضحكت دَلل بعذوبه اكثر ‪ :‬هههههههههه تخيلي بس كل هالتعب‬


‫واطيح ؟ ل وحلتها وانا امشي بين الحريم اجي على وجهي‬
‫‪ ..‬وانفجرت بالضحك‬

‫مشاعل توُاصل ضحكاتها الناعمه ‪ :‬هههههههههه وربي بتكوُنين‬


‫حديث السنه ههههه ل وراح ينتشر الخبر موُثق بالصوُر‬
‫هههههههههههه‬

‫ضحكت دَلل ثم التفتت لصموُدَ تشركها بالحديث ‪ :‬اكيد اللي ينشره‬


‫صموُدَ هذي اللي ينخاف منها‬
‫مشاعل تنتبه للصامته التي يبدو انها في عالم آخار‬
‫‪ :‬صموُدَ ليش ماتاكلين؟!‬

‫ابعدت صموُدَ جانبا من شعرها الطوُيل خالف اذنها‬


‫هامسه‪ :‬مالي نفس‪) ...‬وما ان رات ملمحهن‬
‫العابسه تداركت قوُلها بـَ ( بس بشرب العصير‬
‫عشانكم ‪..‬‬
‫مشاعل بفضوُل ‪ :‬لتقوُلين مسوُيه دَايت وتتبعين‬
‫حميه ؟!‬

‫صموُدَ ترفع حاجبها اليسر ‪ :‬ل بسم الله علي !!‬


‫واتبعت حديثها بنبره واثقه ‪ ..‬جسمي ما يحتاج‬

‫ابتسمت مشاعل باعجاب ‪ :‬بسم الله عليج ‪ ...‬كلج‬


‫حلوُه وما عليج زودَ‬

‫اكتفت صموُدَ بابتسامه ‪...‬‬

‫" عقلها مشغوُل بمكالمة شقيقتها غدير منذ‬


‫لحظااات ‪..‬وهاهي تتبادَل معها المسجات التي‬
‫حرصت عليها ان تمسحها بعد قراءتها ‪"....‬‬

‫‪.‬‬
‫غدير‬

‫" اقوُلج غاااثني طاقها ضحك وسوُالف معاهم‬

‫ويطلعهم ويمشيهم مادَري على أي اساس ؟ ما‬


‫جنه ولد خاالتنا "‬

‫دَلل ‪ :‬صموُدَ دَقي على صقر عشان نمشي ‪...‬‬

‫تمتمت ‪ :‬كلميه انتي ‪...‬‬

‫ردَت دَلل ‪ :‬ايه بكلمه ‪ ..‬بس اتصلي ‪..‬‬


‫بحثت عن اسمه فلم تجده ؟؟‬

‫تذكر انها سجلته بحرف صا ‪ ..‬وكيف ان تنسى "‬


‫صقير "‬

‫عقدت حاجبيها ثم قالت لدلل ‪ :‬عطيني رقمه‬

‫دَلل ‪************** :‬‬

‫ثانيه ثم‬

‫جاري التصال بـَ‬

‫" تاج راسي "‬


‫توُسعت عيناها دَهشه ؟‬

‫اغلقت المكالمه ثم سالت دَلل اخارى ‪ :‬اعطيني‬


‫الرقم مره ثانيه‬

‫بان الستغراب على ملمح صموُدَ وكذلك دَلل ‪:‬‬


‫شنوُ فيه ؟‬

‫صموُدَ ‪ :‬ول شي بس عطيني بتاكد منه‬

‫دَلل ‪******** :‬‬

‫جاري التصال بـَ‬

‫" تاج راسي "‬


‫رفعت حاجبها لتهمس بغيض ‪ :‬احلف بس ؟!!‬

‫مشاعل تهمس لصموُدَ التي تعبث بهاتفها‪ :‬ممم‬


‫صموُدَ مم عادَي اخاذ رقمج واذا فيها احراج ترا موُ‬
‫لزم !‬

‫انتظرت مشاعل الردَ بتوُتر وندم لستعجالها توُتر‬


‫زادَ مع رفعة حاجبي صموُدَ وملمحها الجادَه ‪...‬‬

‫لكنه ما لبث ان اخاتفى عندما وصلتها ابتسامة‬


‫صموُدَ ونبرتها الساحر ‪ :‬ولوُ !‬

‫وانزلت نظراتها لهاتفها تفتح المسج الجديد‬

‫" دَودَي امي وصلت هذا اخار مسج ادَزه "‬


‫تنهدت ‪ ..‬وانتقلت لتغير السم لـَ صقير كما كان‬
‫وهي تبتسم بخبث كانه يراها الن ‪...‬‬

‫اتصلت ‪ ..‬ثم مدت الهاتف لدلل ‪...‬‬

‫والتفت لمشاعل تملي عليها رقم هاتفها ‪..‬‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫خاارج المجلس ‪ ..‬يستقبلوُن الضيوُف وينتظرون‬


‫صقر والمأذون ‪...‬‬

‫زفر سلطان بضيق عابثا بالحجر اسفل قدمه ‪:‬‬


‫ياخاي اخايرا اقنعته اني ادَخال الجيش واترك‬
‫الدراسه تقوُلي خابل‬
‫ثامر مصر على رايه ‪ :‬أي خابل ‪ ..‬احد بوُضعك‬
‫ويترك دَراسته عشان الجيش‬

‫سلطان بضجر ‪ :‬يا معوُدَ اش اخاذنا من الكتب غير‬


‫وجع الراس ‪..‬على القل الجيش وراه معاش‬
‫وفلوُس اشيل نفسي فيها ‪..‬‬

‫ثامر بهدوء ‪ :‬ومستقبلك بالدراسه اكبر ‪ ..‬بس انت‬


‫شد حيلك وخال عنك سوُالف ربعك الضايعين‬

‫كلح وجه سلطان وزفر بغضب ‪ :‬يوُه يا ثامر ل تصير‬


‫امي الثانيه‬

‫ضربه ثامر على راسه ‪ :‬ثامر اللي هوُ خاالك ‪..‬‬


‫وامك اللي هي اخاتي‬
‫سلطن يرفع حاجبه مستنكرا ‪ :‬ما بقى ال هي !!‬
‫اقوُل لثوُيمر يا خاالي‬

‫توُسعت عينا ثامر وصرخ به ‪ :‬سليطين يمال الوُجع‬


‫يا ‪....‬‬

‫اسرع سلطان بخطوُاته نحوُ المجلس ضاحكا ‪ :‬هذا‬


‫صقر وصل ‪..‬‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫ارتفع اليباب بدخاوُل دَلل بفستانها الفستقي‬


‫الناعم ‪..‬وشعرها المرفوُع بتاج ملكي بريقه يسرق‬
‫النظار‬
‫وقد تمردَت خاصل من شعرها السوُدَ على وجهها‬
‫المشرق ‪...‬‬

‫رافقتها صموُدَ كما طلبت منها الى الكرسي الذي‬


‫يتوُسط الجلسه ‪ ...‬لم تتوُقع كل هذا الحضوُر ‪..‬‬
‫وجوُه غريبه لم تميزها بعد ‪ ..‬وحضوُر كثيف ‪...‬‬

‫جلست دَلل بتوُتر وانحنت صموُدَ ترتب فستانها‬


‫من السفل وهي تهمس ‪ :‬حصه موُجوُدَه ؟!‬

‫ناظرتها الخارى بدهشه او عدم استيعاب ‪...‬‬


‫فاشارت صموُدَ براسها ناحية اليمين وحركت‬
‫شفتيها باسمها ‪ :‬حصه بنت خاالتي ‪..‬‬

‫فتحركت نظرات دَلل الى حيث تجلس تلك ‪ ...‬ثم‬


‫عادَت بنظراتها الى صموُدَ رافعه حاجبيها دَهشه ‪..‬‬

‫فحركت صموُدَ اكتافها بدهشه مماثله ‪ ..‬ونهضت‬


‫حيث تقف بقربها ‪..‬‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫خاالد ‪ :‬مشعل سمعنا اخار ما كتبت على مايجي‬


‫المأذون‬

‫مشعل بسخريه ‪ :‬اسليك يعني ؟‬

‫خاالد بضيق ‪ :‬ياخاي طقت جبدي ‪ ...‬لوُ جايبينه من‬


‫السعوُدَيه جان وصل ‪....‬‬
‫قهقه مشعل ‪ :‬ههههههه الله يرزقنا ‪ ...‬على‬
‫القل انت حصلت احمد ربك ياخاوُيلد‬

‫خاالد يفز بوُجهه ‪ :‬اعوُوذ بالله ‪ ...‬خالها تتم بالول‬


‫يا وجه الفقر ‪...‬‬

‫مال حلق مشعل بابتسامه ‪ ...‬وسكت‬

‫خاالد يعوُدَ لنفس الطلب ‪ :‬من جد اكلمك ‪..‬سمعنا يا‬


‫ولد عمي‬
‫زفر مشعل بضيق ‪ :‬ياخاي خالنا نعدي اليوُم على‬
‫خاير‬

‫رفع خاالد حاجبه ‪ :‬ليش ان شاءالله ؟!‬

‫زم مشعل فمه ‪ :‬جوُها ما يناسب اليوُم ‪..‬‬

‫خاالد يضرب فخذه بلطف ‪ :‬اقوُل سمعنا وانت‬


‫ساكت‬
‫رفع مشعل حاجبه ثم عقد جبينه ‪ :‬وشلوُن تجي ؟‬
‫اسمعك وانا ساكت ؟؟ ثم توُسعت ابتسامته‬
‫الساخاره‬

‫عبست ملمح خاالد ثم التفت لمن حوُله ‪ :‬يا جماعة‬


‫الخير ‪ ..‬شاعرنا مشعل الـَ ‪ ...‬يبي يسمعنا آخار ما‬
‫كتب ‪...‬‬

‫ابتهج الحضوُر ‪ ..‬وتوُجهت انظارهم لمشعل الذي‬


‫ودَ لوُ يحطم ملمح خاالد الذي يبتسم بمكر ‪...‬‬

‫نايف يهمس لصقر ‪ :‬مشعل شاعر ؟!‬

‫رشف صقر من فنجاله ‪ :‬وقصايده تجي على‬


‫الجرح ؟‬
‫استطاع نايف ان يستشف معنى قوُل صقر ‪...‬‬
‫فصمت بترقب لكلمات مشعل ‪..‬‬

‫ارتفع صوُت عمه ابوُخاالد ‪ :‬سمعنا يا ولدي ‪...‬‬

‫تنحنح مشعل ثم قال قبل البدأ موُضحا ‪ :‬من الحين‬


‫اقوُلكم جوُها ما يناسب ‪ ...‬يعني‪ ....‬حللوُني ‪..‬‬

‫ابتسم البعض ‪ ..‬وتحمس البعض ‪ ...‬وترقب الخار‬


‫قوُله بلهفه ‪ ...‬والبعض كان يجزم بمعنى كلماته‬
‫مسبقا قبل اطلقها ‪..‬‬

‫كمثل الذي حدق به من بعيد ‪ ...‬والتقت عيناه‬


‫بعيني مشعل الذي ابتسم له وحرك راسه‬
‫باليجاب‪..‬‬

‫ما قدرت القى اجابة من اكـَـَـَـَـَـَوُن؟ ‪ .....‬في‬


‫وطن بذري نما في تربته‬

‫بارضهجذوري ارتوُت لين الغصـَـَـَـَـَـَوُن ‪ .....‬عناقيد‬


‫الطيب ‪ ..‬والحب شالته‬

‫صار يسألنيطلع نبتك شلـَـَـَـَـَـَـَـَوُن؟ ‪ .....‬ول كن‬


‫اللي سقتني غيمته !!‬

‫فبيتي عايش ! لكن )بشرع السجوُن( ؟ ‪ .....‬حر ‪..‬‬


‫لكن ‪ ..‬ما يحس حريته؟‬

‫ليه جرحي يا وطن عندكيهوُن ؟؟ ‪ .....‬ليه قلبك ما‬


‫شملني برحمته ؟؟‬
‫الوُفا بدمي ول يمكن اخاوُن‪ ......‬تشهد اجسادَ‬
‫دَماها سالته‬

‫على اسوُارك صارت دَروع وحصوُن ‪ .....‬ليه كفك‬


‫ها الوُفاما ردَته !؟‬

‫رقم كل هذا ‪ ..‬نردَدَلك تموُن ‪ .....‬وطنا وباكر‬


‫يحس بغلطته‬

‫للشاعر حافظ الرسن ) غريب بديرته (‬


‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫ارتفع صوُت الغاني من المسجل والتي حرصت‬


‫دَلل ان تخلوُا من الموُسيقى تماما لكنها بحق‬
‫رائعه وتحرك الجوُ كما الخارى واكثر ‪" ..‬‬

‫رضا الموُلى هوُ ما نحتاج اليه اليوُم وغدا وبعد الغد‬


‫وفي كل حين ‪...‬‬

‫ابضع ساعات لهوُ تستحق ان نغضب لها الرحمن‬


‫؟!! ‪...‬‬

‫خااصه ان الشرع ما حرم امر ال وجعل له بديل ‪...‬‬


‫ولكنها النفوُس الضعيفه التي تستجيب للهوُى‬
‫ووسوُسة الشيطان ‪"..‬‬

‫اخاترقت الصفوُف لتنتهي بعناق حار‬


‫لصموُدَ‪...‬وهي تطلق ضحكاتها‬

‫صموُدَ تحيطها بذراعيها ‪ :‬مريوُووووم‬

‫مريم تهمس بعتاب ‪ :‬اشتقت لج يا القاطعه‬

‫صموُدَ بسعادَه ‪ :‬وانا اكثر والله‬


‫همست دَلل ‪ :‬ماجنكم كل يوُم تهذرون مع بعض‬
‫لين تطق اذونكم وسماعة التلفوُن ‪..‬‬

‫ضحكن الثنتان ثم همست صموُدَ لها‪ :‬بسلم على‬


‫الضيوُف وارجع ‪...‬‬

‫دَلل بتوُتر ‪ :‬ل ‪ ..‬خالصا نادَي عهوُدَ وال‬


‫ميثا‪.........‬‬

‫ابتسمت صموُدَ بخبث ‪ :‬زين بس ل تبجين‬

‫ضحكت مريم وصرخات دَلل من بين اسنانها ‪:‬‬


‫صمييد وجع ‪..‬‬
‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫هذا ما قاله المأذون بنبرته الناصحه المينه‬

‫‪ :‬انا يا جماعة الخير اقدر اسوُي اللي تبوُنه ول‬


‫ضارني شي‪...‬‬

‫بس لني ناصح واعتبركم اخاوُاني وهلي قلت لكم‬


‫‪ ...‬وانتم بعد تاكدوا من هالكلم ‪...‬‬

‫هذا لمصلحتكم عشان تكوُنوُن على بينه‬


‫حرك بوُخاالد راسه شاكرا ‪ :‬الله يجزاك الخير‬
‫ويحسن اليك ‪..‬‬

‫ومثله قال بوُفهد ‪..‬‬

‫بينما انتشر كل من صقر وفهد وخاالد ومشعل‬


‫ونايف كل امسك بهاتفه يبحث عن جوُاب‪..‬‬

‫وبقي الخارين على جهل بما يدور ‪ ...‬يتناولوُن‬


‫اطراف الحديث ‪ ..‬ويترقبوُن اعلن التتوُيج ‪...‬‬

‫اغلق نايف هاتفه وبان على ملمحه الضيق‬


‫صقر ‪ :‬بشر يا نايف ؟‬

‫نايف بضيق وانزعاج واضح ‪ :‬والله مادَري يا صقر‬


‫‪ ..‬بس يقوُلوُن قرار جديد ومادَري ايش ‪...‬‬

‫صقر ‪ :‬ايه ‪ ..‬وشنوُ هالقرار ؟؟‬

‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫قبلتها على كل وجنتيها وهي تهمس بفرح ‪ :‬الف‬


‫الف مبروك يا حرم اخاوُي المصوُن‬
‫توُردَت وجنتاها حمرة وهي تردَ بخجل‪ :‬الله يبارك‬
‫فيج يام سلطان ‪..‬‬

‫اما عبير فكانت اشد سعادَة وهي تتوُسط حلبة‬


‫الرقص وترقص ‪.....‬بعد ان باركت لدلل وعانقتها‬
‫بحب ‪...‬‬

‫*‬

‫انحت صموُدَ على عمتها تقبل راسها وهي تبعد‬


‫جانبا ت خاصلت شعرها الكستاني الطوُيل المنعكس‬
‫عليه بريق‬

‫فستانها الحمر لتمسك ام فهد بوُجهها وتقبله‬


‫‪ :‬بسم الله عليج يا قلبي الف ل اله ال الله ‪ ...‬والله‬
‫كبرتي يا صموُدَ ياجعل عين امج ما تبجيج ونفرح‬
‫فيج بعد دَلوُل‬

‫ابتسمت صموُدَ بعذوبه وهي تردَ ‪ :‬الفال لميثا يا‬


‫عمه هي اكبر مني وتوُسعت ابتسامتها العذبه‬
‫لتخطف قلب ام فهد اكثر واكثر ‪..‬‬

‫وانتقلت من ام فهد لحضان الخاله ام ناصر‬

‫‪ :‬وهـَ بسم الله على عروستي الف ل اله ال الله‬


‫‪...‬الله يحميج ويحرسج يا بنتي ‪...‬‬

‫ضحكت صموُدَ وهي تبتعد من حضن خاالتها ‪:‬‬


‫اشدعوُه يا خاالتي ‪..‬حسستيني اني الليدي‬
‫حركت الخاله يدها بعبوُس ‪ :‬تهبى ال هي ‪...‬‬
‫ومسحت على شعرها بحنان الله يحميج ويبارك‬
‫فيج ‪..‬‬

‫ابتسمت حصه وهي تسحب صموُدَ لتسلم على‬


‫وجنتها ‪ :‬بسم الله عليج قمر‪...‬‬

‫بس صج لقالوُا ان الحل ما يكمل ‪.....‬‬

‫ارتخت يد مريم الممسكه بيد صموُدَ وهي ترسل‬


‫اشارات ناريه لشقيقتها ‪...‬‬
‫كشت ملمح صموُدَ ‪ ...‬ثم رفعت حاجبها بكبرياء‬
‫قائله بنبرة واثقه ‪...‬‬

‫‪ :‬ال مع صموُدَ ‪...‬‬

‫ارتسمت الحيره على ملمح حصه من مقصدها‬

‫والتتت اليها مريم ‪...‬‬

‫فاردَفت صموُدَ بذات النبره الوُاثقه يتخللها غرور‬


‫يليق بها ‪..‬‬

‫‪ :‬انا حاله فريده ‪ ..‬ومعاي كل شي يكمل‬


‫‪..‬واسبلت رمش عينيها بدلع وغرور تغيض الخارى‬
‫قصدا ‪...‬‬
‫‪ %‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪%‬‬

‫نايف بضيق وانزعاج واضح ‪ :‬والله مادَري يا صقر‬


‫‪ ..‬بس يقوُلوُن قرار جديد ومادَري ايش ‪...‬‬

‫صقر بانفعال ‪ :‬ايه ‪ ..‬وشنوُ هالقرار ؟؟‬

‫واجتمعوُا حوُل نايف يستمعوُن الخبر ‪..‬‬

‫ازدَردَ نايف ريقه ثم همس مفرغا غضبه باحكام‬


‫قبضته على هاتفه‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ :‬مااافي ‪ ....‬ماافي عقوُدَ زواج للـَـَ " بدون ‪...‬‬

‫توُسعت محاجرهم صدمه ‪ ....‬والتفت كل منهم‬


‫للخار مستنجد غير مستوُعب‪...‬‬

‫ثانيه اثنان ثلث ‪..............................‬‬


‫حتى التقت نظراتهم بالرض وعانقت ذرااات‬
‫الرمل‬

‫وتسربت آخار بقايا الفرح من بين اصابع السى‬


‫وقيوُدَ الحزن ‪...‬‬
‫المعزوفة الثامنة‬
‫تمر الصوُره والصوُره وانا اناظر على الجدران‬
‫وترحل بس خايالتي الي ابعد من الصوُره‬

‫سنين اتمر في لحظه ترتب خااطر الوُجدان‬

‫سنين اتصير في عيني مراية وقت مكسوُره‬

‫ودَاعي للخيال اللي يمر وماعليه انسان‬

‫ودَاع الذكرى ل صارت بسجن المس مكسوُره‬

‫طفل يكبر وله بستان غدى مترامي الغصان‬

‫زهوُره ذابله باقات عليها دَموُع معصوُره‬

‫تجاوز مبدأ التاريخ سكن في غيهب الحرمان‬

‫تفكر وانتهى التفكير ‪ ..‬تمنى ترجع الدوره‬


‫تحسف ‪ ..‬قبل يتحسف ‪ ..‬اخاذ يتصفح الجدران‬

‫وراح يعيد تفكيره الي ابعد من الصوُره‬

‫" منقوُله "‬

‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫في الديوُان الداخالي الصغير ‪..‬‬


‫الذي هوُ بالصل مكان لتجمع شباب العائله‬
‫ونوُمهم وسمرهم لضيق منازلهم ‪...‬‬

‫كان هذا الجتماع المغلق‬

‫بين بوُخاالد وبوُفهد لينتهي الى حيث الن ‪..‬‬

‫مع الصقر‪...‬وخاالد ‪......‬‬

‫صقر الذي اصابته خاناجر الوُاقع بمقتل ‪ ...‬بدت‬


‫الصوُره امامه منكسره ‪ ..‬ل يفيدها التجبير ‪...‬تكلم‬
‫اعمامه بالمر‬

‫وتنقاش ابناء عموُمته فيه ‪...‬‬

‫لكنه يرى كل ذلك كمن يجتهد ويبذل جهدا ليزيل‬


‫التراب عن الحجر‪ ...‬فيجده بعد ذلك صلدا‬

‫لم يستحسن الفكره ولم تعجبه ‪ ..‬بل ل يريد ان‬


‫ينفذها فتصبح واقعا‬

‫زواج بل توُثيق من محكمه ؟ ولمن لشقيقته‬


‫الوُحيده؟ لطفلته ؟ ابنته ؟‬

‫بل اكبر من ذلك للمانه الثقيله المثقل بها روحه‬


‫وعاتقه‬

‫بوُخاالد ينهي الحوُار ويضع النقاط على الحروف او‬


‫السكين على العناق ‪....‬‬

‫‪ :‬نكمل ونكتم على الموُضوُع وكان شي ما كان‬


‫‪..‬والحريم ابد ما يوُصلهم شي ‪....‬‬
‫‪..‬كانت كلماته كالرماح التي مزقت صقر اربا‬
‫فنطق بعد الصمت بالوُجع ‪ :‬شلوُن ؟؟ بس يا عم‬
‫‪....‬‬

‫قاطعه عمه ‪ :‬صقر انا فاهم اللي تبي تقوُله ‪..‬‬


‫وتاكد وانا عمك دَلل بنتي مثل خاالد بالضبط ول‬
‫افكر اضرها ابد‬

‫انتفض برهبه ‪ :‬حاشاك يا عم ‪ ..‬ابد والله ما كان‬


‫هذا تفكيري ‪ ....‬بس دَلل ثقل يا عم ‪ ..‬ثقل وامانه‬
‫وانا خاايف اظلمها ‪.‬‬

‫‪.‬خالني ع القل اكلمها بس ابراء للذمه ‪...‬وانا‬


‫متاكد ان رايها ما يطلع عن رايكم‬

‫" كم تمنى بداخاله ان تخالف دَلل توُقعاته ‪ ...‬يا‬


‫الهي ما هذا التناقض المر الذي يعصف بروحه‬

‫كيف يجتمع عنده الشعوُران بنفس اللحظه ؟ كيف‬


‫ينطق بشيء ويتمنى ضده‬

‫اهذا ما يسمى بالنفاق ؟!‬

‫انتفض قلبه جزعا لمجردَ ظنه انه ينافق عمه ‪...‬‬

‫وانحنى ممسكا يده يقبلها ‪...‬وظل جاثيا لحظه ‪...‬‬

‫احس بيد عمه فوُق رأسـَـَـَـَه‬

‫ورفع نظره اليه بخشية من العقوُق والثام ‪...‬‬

‫ليشير الخار براسه ‪...‬دَليل الرضا والموُافقه‬

‫‪ :‬قم الله يرضى عليك ياولدي ‪ ...‬قم خاذ راي امك‬


‫واخاتك وارجع لنا بالخبر ‪....‬‬
‫اطلق زفرة الم كانت قد احتشرت بصدره فضاقت‬
‫انفاسه‬

‫كلمات العم كانت كماء باااردَ سكب فوُق رأسه الى‬


‫أخامص قدمه‬

‫ليس سهل ان يفرض رايه امامهم ؟ ‪ ...‬فكيف‬


‫براي شقيقته ؟‬

‫ليس سهل ان يكسر كلمة عمه ‪ ...‬وليس سهل ان‬


‫يسلب خاالد ودَلل فرحتهما‬

‫ليس سهل ان يقف ضد التيار‪...‬‬

‫لكن ماذا يفعل ان كان السير مع التيار يعني‬


‫النكسار !‬

‫ال يشعرون به ؟؟ اهوُ الوُحيد الذي يشتم رائحته ؟‬


‫لن يكوُن هناك زواجا قريب ‪ ...‬فقط عقد قران‬
‫بخط امام المسجد‬

‫غير موُثق ‪..‬هذا ما توُصلوُا اليـَـَـَه‬

‫ماذا لوُ صدر قرار بوُقع حكم الزنا على كل من‬


‫تزوج بهذه الطريقه ؟‬

‫ايستبعد ذلك؟؟!!‬

‫قبل يد عمه اخارى ونهض ليقبل رأسه‬

‫وينسحب بكل هدوء ‪...‬‬

‫هدوء يخالف تماما الضجيج والزوابع التي تعصر‬


‫بروحه‬

‫‪.‬‬
‫خاالد يقترب من والده ‪ ...‬يريد الستيعاب اكثر‬

‫نعم يريد اتمامه لكن ليس على حساب من يحب‬

‫يريد لها السعادَه وفقط ‪...‬‬

‫سيتحمل هوُ العذاب ‪ ..‬لكن لن يقبل ان يمسها او‬


‫يلفحها شيء منه‬

‫ي‪.‬يا خاالد‪..‬‬
‫وصله صوُت والده الدافئ ‪ :‬خالها عل ي‬
‫وثق فابوُك ‪....‬‬

‫سال خاالد بتوُتر ‪ :‬والعقد ؟‬


‫‪ :‬الحين بنملك عند المام ‪ ...‬ونتمم الليله على‬
‫خاير ‪ ...‬ل احنا كسرنا بخاطر عيالنا ول نقص وجهنا‬
‫قدام المعازيم‬

‫وبكرا باذن الله نروح المحكمه ‪ ...‬ونشوُف القصه‬


‫ونتأكد أكثر ‪...‬‬

‫صمت لبرهه ومحاجره تضيق شيئا فشيئا محاول‬


‫التركيز فيما قاله والده وفيما يتحدث ‪....‬‬

‫ليصله الدفئ من يد والده الحانيه التي ثبتها على‬


‫كتفه بحنان‬

‫‪ :‬توُكل على الله ياولدي ول تشيل هم‪..‬‬

‫اغمض خاالد عيناه يحاول لم الشتات الذي تبعثر‬


‫بداخاله‪....‬‬
‫نظر بوُخاالد لخايه بوُ فهد ‪ ..‬الذي التفت لبنه فهد‬
‫وحرك راسه ففهم الخار مقصده واسرع لمام‬
‫المسجد يقربه منهم‪....‬‬

‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫آل يا خاوُي ل تسأل عن اللي‬

‫} ح ـَطم أح ـَلمـَي {‬
‫عن الدمعه عن النظره الحزينه والعنا والـَ آهـَ‬

‫أحتضنت العلبة الحمراء ‪..‬‬

‫واناملها الرقيقة تعزف سمفوُنية المشاعر‬


‫الحالمة لتصطدم وتتهشم على جدرانها المخملية‬

‫ابتسمت بخجل حتى اعتلت الحمره وجنتها البيضاء‬


‫عندما تذكرت‬

‫تلك اللحظات ‪..‬‬

‫دَخاوُله ‪..‬عطره‪ ...‬صوُته ‪ ...‬عزف خاطوُاته الصامته‬

‫كلماته التي اجادَ انتقاءها فكانت كالسهام حده‬


‫اخاترقت قلبها المغلف فأسرته‬

‫لم تستطع رفع نظراتها الخجوُله لترسم تفاصيل‬


‫ملمحه والتي نقشت في ذاكرتها منذ امد‬

‫‪...‬كل ما استطاعت رؤأيته ‪ ...‬مكان حذائها‬


‫وحذائه‪...‬‬

‫واناملها الناعمه تشتبك ثم تنفصل بتوُتر شديد‬


‫وارتجاف واضح في حجرها‬

‫وعندما اخاترق صوُته جدران الصمت لقلبها انتفض‬


‫اضطرابا وحياء‪..‬‬

‫قال ‪ :‬زين ارفعي راسج شوُفيني ‪ ...‬يمكن تغيرت‬


‫يمكن ماعجبج يمكن تغيرين رايج فيني‪..‬‬

‫زادَ توُترها حتى كان بامكانه ان يلمح ارتجاف‬


‫جسدها واحمرار وجنتيها ‪ ...‬فتوُسعت ابتسامته‬
‫وانتقل من امامها ليجلس بقربها‬

‫وهوُ يمسك بيدها المرتجفه‬

‫‪ :‬مبروووك ‪ ...‬الف مبروك يا قلبي ‪..‬‬

‫سالت دَمعاتها بصمت ‪...‬وهي تعيد الساعات‬


‫الماضيه ‪ ..‬لحظه بلحظه‪......‬‬

‫هل تستحق فعل هذه الكلمه ؟! ‪ ....‬عجبا له ؟ كيف‬


‫استطاع ان يصمد ويبتسم ويمطرها باحادَيثه‬
‫المعسوُله ‪ ...‬وقد علم ما علم ‪....‬؟!!!‬

‫تزايدت دَموُعها ‪ ..‬وفاضت فيها المحاجر‬


‫‪...‬اسقطت العلبه ودَفنت وجهها بين كفيها تكتم‬
‫صرخاه كادَت تفضحها ‪....‬سالت دَموُع صامته‪...‬‬

‫وحاولت التوُقف ‪...‬والمتناع ‪...‬لكن‬


‫انطلقت شهقاتها المكبوُته وارتفع نحيبها‬
‫وانينها‪ ...‬بكت ‪.‬دَموُعا‪ ...‬وزفرت آهات لتنقش‬
‫ذكرى سعيده في ليلتها المميزه كما تفعل‬
‫العروس عادَة!! ‪...‬‬

‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫اطلقت ام ناصر كلماتها المتوُجعه ‪ :‬آخ يا قلبي‬


‫تقطع عليها ‪...‬لحوُل ولقوُة ال بالله ‪ ..‬يارب انك‬
‫تعطيهم الصبر وتفرج كربتهم يارب ‪...‬‬

‫" بينما هوُ لم يكن اقل منها توُجعا ‪ ....‬ربما لنه‬


‫القادَم ؟؟؟ "‬
‫القى بجسده المنهك على الريكه واذناه المتعبتان‬
‫تلتقطان اطراف الحديث المر ‪...‬‬

‫مريم ‪ :‬والله حرام ليش يسوُون فيهم جذي ‪..‬‬


‫ياربي ماعندهم قلب ‪ ...‬حالهم يذوب الحجر‬
‫فشلوُن ما يحسوُن فيهم؟‬

‫ام ناصر بحزن ‪ :‬الله كريم يمج ‪ ...‬البشر فيهم‬


‫الظالم والمظلوُم وربج عادَل مايضيع حق احد‬

‫مريم وقد امطرت عينيها الدموُع ‪ :‬ما قدرت امسك‬


‫دَموُعي وانا اشوُفهم يدارون دَمعاتهم ويكتموُن‬
‫القهر اللي فيهم ‪...‬‬

‫تنهدت ام ناصر بضيق واحتضنتها تطبطب عليها‬


‫ثم التفتت لناصر المرهق ‪ ...‬وقد اسند راسه‬
‫للخلف ‪...‬وقترته بجانبه‬
‫‪ :‬ناصر تعبان يمك؟‬

‫لم يردَ ‪...‬‬

‫فهتفت باسمه بقلق ‪ ...‬وابتعدت مريم عن صدرها‬


‫ملتفته اليه‬

‫‪ :‬ناصر ؟ ‪ ....‬ناصـَـَـَر يمه ؟‬


‫‪ :‬رفع راسه بثقل وهوُ ينظر اليهما سحب نفسا ثم‬
‫امسكا براسه ‪ :‬تعبان شوُي ل تحاتين ‪ ......‬نهض‬
‫ساحبا قترته معه‬

‫لتصله كلمات والدته الخائفه ‪ :‬يوُجعك شي يمه ؟؟‬


‫انت مريض؟؟؟‬
‫قطع خاطوُاته متوُقفا ‪ ..‬ثم عادَ ادَراجه حيث هي ‪..‬‬
‫انحنى نحوُها وقبل راسها ‪ :‬سلمتج يالغاليه ‪..‬‬
‫بس مرهق من العشا ‪..‬‬

‫وقبله كنت طالع للمباراة مع الشباب ‪ ..‬يبيلي‬


‫ارتاح شوُي واصير مثل الحصان ‪...‬‬

‫ركزت نظراتها في نظراته راغبه في ان تتاكد من‬


‫صدقه‬

‫ابتعد عنها ‪ ...‬فهمست بقلب الم النابض ‪ :‬الله‬


‫يحفظك ياولدي ويرضى عليك ‪...‬‬
‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫زواج مع وقف التنفيذ ‪...‬‬

‫هذا ما يشعر به ‪ ...‬رغم قرب الخطوُات المتبقيه‬

‫ال انها الصعب ‪...‬‬

‫تحقق حلمه ولم يتحقق‬

‫ظفر بما يريد ولم يظفر‬

‫تزوج ولم يتزوج‬

‫كل الضدادَ الكريهه اجتمعت في هذا اليوُم‬

‫كل الماني والحلم غفت عند عتباته ‪..‬‬


‫التفت لليد التي وضعت على كتفه ومحاجره‬
‫الحمراء الضيقه تفضح شعوُرهـَ‬

‫ضرب صقر بخفه على كتفه هامسا ‪ :‬قم نام ‪....‬‬


‫وخالها على ربك ‪....‬‬

‫ثم صمت صقر ‪ ..‬ليكمل بجديه مغلفه بالمزح ‪:‬‬


‫يكفيك فخر ان اخات الصقر رضت فيك رغم عيوُبك‬
‫‪... ...‬‬

‫" صدقت يا صقر‪ ..‬قبوُلها وتحديها ووثوُقها اكبر‬


‫سبب ليجعلني سعيد‬

‫وهوُ نفس السبب الذي يمزقني الما ‪ ..‬وخاوُفا‬


‫‪...‬وترقب للمصير‪...‬‬

‫الم اقل لكم ‪ ...‬شعوُر الضدادَ تعصف بي‬

‫حتى لم اعد اعرف ما اريد ‪...‬‬


‫اعادَه للوُاقع كلمات صقر الذي ابتعد ‪ :‬نم وراك‬
‫قعده من الصبح ابتدى ليل الشقى‬

‫خاالد < ل يعلم لما ابتسم ؟‬

‫ابتسامة ‪...‬نابعه من اعماق قلبه ‪...‬لكن هل هي‬


‫ابتسامة الم ؟‪ ..‬ام امل ؟‬

‫ربما لن كلمات صقر كانت الشي الوُحيد الذي وثق‬


‫به من زخام كل تلك الحداث‪....‬‬

‫همس بداخاله‬

‫كم اشعر بالنانيه‪ .....‬لني لم افعل مثلك ومثل‬


‫فهد يا صقر‪...‬‬
‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫دَخالت الغرفه بتعب ‪..‬‬

‫لتجد الخارى فوُق سريرها ممددَه على جانبها‬


‫وهي تتحدث بالهاتف‪...‬‬

‫عقدت مريم حاجبيها وهي تنظر لعقارب الساعه‬


‫الحائطيه‪...‬‬

‫ارتفعت ضحكات حصه ثم همست وهي تغلق‬


‫الهاتف ‪ :‬زيد يسلم عليج ‪..‬‬

‫ردَت مريم وهي تخرج ثيابها من الدولب ‪ :‬الله‬


‫يسلمج ويسلمه ‪...‬غريبه كم الساعه عندهم ؟‬
‫حصه تعبث بشعرها ‪ :‬أي حتى انا استغربت ‪...‬‬
‫يقوُل توُنا رجعنا من برا ‪...‬‬

‫مريم بابتسامه خافيفه ‪ :‬وناسه ‪...‬‬

‫حصه بحماس ‪ :‬يوُوه مريوُم وناسه وبس ؟؟؟ يقوُل‬


‫طافكم الجوُ بسوُريا خايااال طلعات وطبيعه وجوُ‬
‫نقي ‪...‬‬

‫اه بس ياليتني سافرت معاهم ‪...‬‬

‫مريم بابتسامه ‪ :‬نعوُضها بالعطله ‪....‬‬

‫حصه بعد سكوُن غريب اخاتلت فيه بافكارها‬


‫همست ‪ :‬صراحه مادَري شلوُن يفكرون لوُ انا‬
‫مافكرت ال بيوُمي وبس وما خاططت للمستقبل‬

‫عقدت مريم جبينها ‪ :‬منوُ هم ؟؟‬

‫رفعت حصه حاجبها ‪ :‬البدون ‪....‬‬

‫بقيت مريم صامته ثوُاني لتستوُعب قصدها ‪ ...‬ثم‬


‫ردَت بغضب ‪ :‬ليش البدون موُ بشر؟؟‬

‫حصه تستدرك ‪ :‬ل موُ قصدي ‪ ...‬بس ‪ ..‬مممم‬


‫يعني حياتهم صعبه‪..‬فشلوُن يفكرون انهم‬
‫يعيشوُن مثلنا‬
‫ويخططوُن لباجر اللي هوُ معدوم من حياتهم‬

‫لم تردَ مريم ال بـَ ‪ :‬حسبهم الله وهوُ نعم الوُكيل‬

‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫لم تشعر بها ال وهي تقف فوُق راسها‬

‫صموُدَ ‪ :‬ابي اعرف الحين هذي اللي يسموُنها‬


‫دَموُع الفرح ؟!‬
‫صدت دَلل بوُجهها وهي تعبث بفستاها الذي لم‬
‫تستبدله بعد‬

‫صموُدَ ‪ :‬حتى من الفرحه موُ راضيه تبدل ثوُبها‬


‫‪...‬وكتفت يديها هامسه ) يئطع الحب شوُ بيزل (‬

‫ابتسمت دَلل بل انفلتت منها ضحكات قصيره‬


‫وهي تصرخ بصموُدَ ‪ :‬اطلعي برا‬

‫صموُدَ ويدها تتوُسط خاصرها ‪ :‬اخااف صج ‪.‬؟!!‪.‬‬


‫حبيبتي اطلعي برا ما تقوُلينها حقي ؟؟‬

‫هذي تقوُلينها لخوُيلد لما يكوُن معاج بالغرفه‬


‫بروحكم ‪ ..‬لن هذيك اللي تكوُن غرفتج ‪..‬‬

‫اما هذي فهي غرفة اجيال واجيال ‪..‬‬


‫توُسعت عينا دَلل‬

‫لتكمل الخارى ‪ :‬هوُ كله نص بيت بغرفتين ومطبخ‬


‫وحمام يعني اطلع وين اروح ‪...‬شوُفي الوادَم‬
‫المكوُدَه برا تنطرج تبدلين عشان تدخال‬

‫تبدل وتنام وترتاح وحضرتج تعزفين سمفوُنية‬


‫دَموُع وتغردَين احلم حمراء ‪ ..‬وكاشته بالكل‬

‫‪ :‬صموُدَ وجع ‪ ...‬فضحتيني الله ‪ )..‬قطعت كلمها‬


‫لتستدرك دَعوُتها بـَ ‪ ...‬يستر عليج ‪...‬‬

‫ثم صرخات اطلعي ببدل ملبسي ‪..‬‬


‫رفعت صموُدَ حاجبها بسخريه‪ :‬ل والله ؟ خالصا‬
‫راحت فرصتج يا حبيبتي‪ ..‬الحين دَوري واطلعي‬
‫انتي يا الحالمه‬

‫صرخات ‪ :‬صموُدَ ‪....‬‬

‫لكن صموُدَ لم تتح لها ان تكمل جملتها ‪ ..‬لنها‬


‫همت بما قالت‬

‫صرخات دَلل بحياء وهي تدفن وجهها بيديها ‪:‬‬


‫صموُووووودَ‬

‫ليصلها صوُت الخارى بنبرتها الوُاثقه ‪ :‬وجع غضي‬


‫البصر ‪...‬‬
‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫افترشت مصلها‬

‫استعدادَا لملقاة من بيده الموُر كلها ‪..‬وبيده‬


‫مقاليد السموُات والرض‬

‫من يسمع الصوُات ويجيب الدعوُات ويفرج‬


‫الكربات وينصر المظلوُم !‬

‫وينصر المظلوُم ‪...‬‬

‫ولوُ بعد حين ‪..‬‬

‫كان امرا جديدا بالنسبة اليها ‪ ...‬لم تسمع به من‬


‫قبل لذا هي غير مستعده لتفهمه ول لتقبله ‪..‬‬

‫تعلمت من والدها قديما ان في السلم ل فرق‬


‫بين اعجمي ول عربي ول ابيض ول اسوُدَ ول غني‬
‫ول فقير ال‬

‫بالتقوُى وحسن الخلق والمعامله‪..‬‬

‫أأخاطأ والدها ؟‪ ..‬ذاك الشيخ الوُقوُر ‪ ..‬الذي حفظ‬


‫على يده القرآن الكثير من الطفال والشباب‪..‬‬

‫أأخاطأ ؟ ام ان الموُازين تغيرت ؟ والقلوُب قست ؟‬


‫والنفوُس طغت ؟‬

‫لم تخرج للدنيا ال باثنان ‪...‬عانت من اجلهم‬


‫وكافحت حتى ل يذوقوُا من كأسها وابيهم‬

‫نزفت احزانها وعزفت آلمها لجل ان ترسم‬


‫افراحها فيهم ‪..‬‬

‫" صقر ودَلل "‬

‫وهاهي تحصد اضعاف اضعاف من اللم والحزن‬


‫وهي تراقب بصمت ازهارها حجبت عنها الشمس‬
‫‪...‬‬

‫وبدأت تذوي وتذبل‬

‫مسحت دَمعه حرقت وجنتها ‪...‬‬

‫ورفعت كفيها لخالقها ) حسبنا الله ونعم الوُكيل (‬

‫جاتبوُا ل جل ي ج‬
‫ه‬ ‫ست أ أ‬ ‫نا ز‬ ‫ذي أ‬ ‫قال الله ‪ -‬عز وجل‪} :‬ال ي ج‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ستنوُا‬ ‫ح أ‬ ‫نأ ز‬ ‫ذي أ‬ ‫ح ل جل ي ج‬ ‫قزر ت‬ ‫م ال ز أ‬ ‫ه ت‬‫صاب أ ت‬ ‫ما أ أ‬ ‫د أ‬ ‫ع ج‬ ‫ن بأ ز‬ ‫م ز‬ ‫ل ج‬ ‫سوُ ج‬ ‫والير ت‬ ‫أ‬
‫م )‪(172‬‬ ‫أ‬ ‫وات ي أ‬
‫ظي ت‬ ‫ع ج‬ ‫جتر أ‬ ‫وُا أ ز‬ ‫ق ز‬ ‫م أ‬ ‫ه ز‬ ‫من ز ت‬ ‫ج‬
‫م‬‫عوُا ل أك ت ز‬ ‫م ت‬‫ج أ‬ ‫قد ز أ‬ ‫س أ‬ ‫ن الينا أ‬ ‫س إج ي‬ ‫م الينا ت‬ ‫ه ت‬ ‫ل لأ ت‬ ‫قا أ‬ ‫ن أ‬ ‫ذي أ‬ ‫ال ي ج‬
‫م‬‫ع أ‬
‫ون ج ز‬ ‫ه أ‬ ‫سب تأنا الل ي ت‬ ‫ح ز‬ ‫قاتلوُا أ‬ ‫و أ‬ ‫ماتنا أ‬ ‫م جإي أ‬ ‫ه ز‬ ‫فأزادَأ ت‬ ‫م أ‬ ‫ه ز‬ ‫وُ ت‬
‫ش ز‬ ‫خا أ‬ ‫فا ز‬ ‫أ‬
‫ل)‪(173‬‬ ‫كي ت‬ ‫وُ ج‬‫ال ز أ‬
‫سوُءت‬ ‫م ت‬ ‫ه ز‬ ‫س ت‬ ‫س ز‬ ‫م أ‬ ‫م يأ ز‬ ‫ل لأ ز‬ ‫ض د‬ ‫ف ز‬ ‫و أ‬‫ه أ‬ ‫ن الل ي ج‬ ‫م أ‬ ‫ة ج‬ ‫م د‬ ‫ع أ‬ ‫قل أتبوُا ب جن ج ز‬ ‫فان ز أ‬ ‫أ‬
‫ظيم د )‬ ‫ع ج‬ ‫ل أ‬ ‫ض د‬ ‫ف ز‬ ‫ذو أ‬ ‫ه ت‬ ‫والل ي ت‬ ‫ه أ‬ ‫ن الل ي ج‬ ‫وُا أ‬ ‫ض أ‬ ‫ر ز‬ ‫عوُا ج‬ ‫وات يب أ ت‬‫أ‬
‫‪ / {(174‬آل عمران‬
‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫اعتلت الصفقات والغاني باصوُاتهن العذبه منها‬


‫والمضحكه‬

‫بمجردَ ان دَخالت دَلل الصاله ببجلبيتها القطنيه‬


‫وشعرها المنثوُر على كتفيها‬

‫اعتلت وجهها حمره ‪ ..‬وتنقلت بنظراتها بينهم‬


‫عبثا واحراجا ‪..‬‬

‫هل يافتنه الحفله ‪ ....‬هل والفرحهأكتملت‬

‫هل باللي سحرت كل العيوُن والزين كاسيها‬

‫هل باللي القمر منها رحليوُمنها طلت‬


‫هل بدلوُل ومثل دَلوُل بالدنيا أثنين مافيها‬
‫صفهاوحروفي بوُصفها أحتفلت‬ ‫نوُيت أني أو ي‬
‫وأشوُف الشعر يسبقني ويكتب كل معانيها‬
‫عليها من الحسدعيني ذكرت محمد وصلت‬
‫وعليها من الفرح شعري رقص بأحلى لياليها‬
‫أنا بوُصفهاأببدأ بشعرها يوُم له فلت‬
‫سوُادَ الليل والجبهه قمر نوُره يغطيها‬
‫وعيوُنها عيوُنحوُريه ومنها الحوُر أتحلت‬
‫يعني بأخاتصار كامله وجمال الكوُن بيديها‬
‫ودَلل أذارخات رموُشها وسلت‬
‫تصيب اللي يحب الزين ويعشق غوُاليها‬
‫ودَلل مثل القمر عيوُنامنها ماملت‬
‫عسى ربي من الحاسد بأمره اليوُم يحميها‬

‫عسى ربي من الحاسد بأمره اليوُم يحميها‬

‫ضحكت هنوُف وهي تعلق ‪ :‬ياحليلج يا مرت خاالي‬


‫للحينج تستحين‬

‫توُسعت عينا دَلل‪ ....‬لتقوُل ميثا ‪ :‬وجع شايفتها‬


‫متزوجه من قبل ترا هذي اول مره ؟؟‬
‫هنوُف تمثل الصدمه ‪ :‬احلفي؟ يعني هذا اول زواج‬
‫لها ؟‬

‫صرخات دَلل بصدمه ‪ :‬هنييييييييفه‬

‫لتنفجر الخاريات ضحكا ‪...‬‬

‫دَلل ‪ :‬مالت عليكم بس ‪..‬‬

‫عهوُدَ تاتي بصينية نصبت فيها اطباق صغيره انوُاع‬


‫من الطعام ‪..‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬قربوُا يالله حياكم ‪ ...‬وقصروا اصوُاتكم ترا‬


‫الناس نايمه‬
‫هنوُف وهي تقترب ‪ :‬من هذول الناس ؟‬

‫عهوُدَ ساخاره ‪ :‬جدي وجدتي ‪ ...‬الناس يعني‬


‫المنطقه كلها ‪ ..‬تحسبين انج بفله على البحر ؟‬
‫تراج بمنطقه لوُ تكحين يسمعج سابع جار‬

‫صموُدَ التي وصلت للتوُ تجلس حوُل الصحن‬


‫وتهمس ساخاره ‪:‬‬

‫هههههههههه ياخاتي من صجج نايمين الحين ؟؟‬


‫اطلعي برا وال شوُفي من الدريشه تلقين بن‬
‫السنتين طالع يتمشى ويوُسع صدره‬

‫شهقت هنوُف ثم انفجرت ضاحكه ‪...‬وضحكت‬


‫دَلل معها‬
‫بينما قالت ميثا بدفاع ‪ :‬وهـَ بس فديتها منطقتنا‬
‫‪...‬اصل مافيه مثلها اثنين بالكوُيت كلها‬

‫تقوُي الواصل وتعين على التوُاصل ‪..‬‬

‫همست صموُدَ وهي تمسك بقطعة الجبن ‪ :‬ايه‬


‫كثري منها ‪...‬‬

‫لتصرخ عهوُدَ وهي تسحب صموُدَ من شعرها‬

‫‪ :‬صموُدَ يمال العافيه انتي سبحتي‬

‫صرخات صموُدَ وراسها للخلف من شدة عهوُدَ ‪ :‬اآآح‬


‫‪ ..‬ثم ابعدت يد عهوُدَ عن شعرها المبلل ‪ :‬اييه أي‬
‫قطعتي شعري ‪..‬‬

‫عهوُدَ بغضب ‪ :‬قوُمي نشفيه قوُمي ل تمرضين‬


‫علينا ‪..‬‬

‫صموُدَ بل مبالة ‪ :‬ماراح امرض ‪..‬ل تخافين ‪..‬‬


‫ميثا ‪ :‬أي عمر الشقي بقي‬

‫عهوُدَ تشهق ‪ :‬بسم الله عليها اخاتي فديت روحها‬


‫‪..‬‬

‫ميثا تضحك ‪ :‬ههههه اعترفي عهوُدَ خاايفه عليها‬


‫وال على الدينار والدينارين اللي تدفعينهم‬
‫للمستشفى هههههه‬
‫ارادَة الشتراك بالحرب فتلك متعتها ‪ ...‬لكن اهتز‬
‫هاتفها معلنا عن رساله واردَهـَ ‪..‬‬

‫دَفعت الجبنه في فمها ‪ ...‬وامسكت جهازها بيدها‬


‫الخارى ‪..‬‬

‫فتحتها بعجل و‪.........‬‬

‫" صج ما تستحين ؟ "‬

‫عقدت جبينها باستغراب ؟ من المرسل ؟ ولما‬


‫قالها ؟‪ ..‬اقرب ما وصلت اليه من تحليل انها من‬
‫مخطئ‬

‫اغلقت الرساله وتركت جهزها في حجرها ‪..‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬تخيلوُا نصوُر دَلوُل بدراعتها وشكلها هذا‬


‫ونطرشها لخالد ‪ ...‬تهقوُن يغير رايه ؟؟ وحركت‬
‫حاجبيها بخبث ‪...‬‬

‫لتردَ صموُدَ ‪ :‬ال يبوُس ايده بطن وظهر انها‬


‫وافقت عليه ‪..‬‬

‫هنوُف بدفاع ‪ :‬هيه هيه ‪ ..‬تراه خاالي‬

‫صموُدَ تقهرها ‪ :‬تخلخلت عظام العدو ‪ ..‬هذي دَلوُل‬


‫موُ حي الله‬

‫لتقطع حديثها رساله أخارى‬


‫" اقوُل ل تطالعين فوُق تنكسر رقبتج ‪ ..‬خالي‬
‫عيوُنج بالرض هذا اللي يصلحلج ‪\"..‬‬

‫شدت من قبضتها على الهاتف وهي تهمس‬


‫بداخالها ‪ :‬من‪....‬من يمكن ان يكوُن ؟!‬

‫‪.‬‬

‫لم تنتظر طوُيل لتصلها الثالثه‬

‫" ل ام ول ابوُ ول حتى اخاوُ ‪ ..‬صج اذا غاب القطوُ‬


‫العب يافار !!"‬

‫ضغطت اناملها المشتعله الزره كتبت ردَا‬

‫" وصج ان المجنوُن ما عليه حرج !! "‬


‫ثم ارسلته لنفس الرقم دَون ان تراجع ما كتبته‬

‫لكن عقلها بدأ بتحليلته وتوُقعاته ‪....‬‬

‫‪.‬‬

‫اقتحم تفكيرها صت هنوُف ‪ :‬يالله صموُدَ قوُمي‬


‫بنرقص‬

‫التفتت لها وعقلها مشغوُل بذلك المرسل التافه‬

‫كررت هنوُف نداءها ‪ :‬يالله صموُدَ ‪....‬‬

‫صموُدَ ‪ :‬على شنوُ ترقصوُن ؟؟‬

‫هنوُف بحماس ‪ :‬اغاني احنا نغني‬


‫مدت صموُدَ يدها لهنوُف تساعدها على النهوُض‬
‫وهمست ‪ :‬ل بجيب المسجل مانبي اصوُاتكم‬
‫النشاذ‪...‬‬

‫ردَت ميثـَا ساخاره ‪ :‬ل تكفين يا بلبل الخليج‬


‫‪..‬هههههه‬

‫عهوُدَ تشارك ميثا السخريه ‪ :‬تحسب انها شادَيه‬


‫على غفلـَـَـَـَـَـَه هههههههههههه‬

‫صموُدَ بثقه ‪ :‬ماحتاج شهادَه من احد ‪ ...‬ثم همست‬


‫بعذوبه قهرتهن‪ ..‬صوُتي يذوب الحجر‬

‫رفعت عهوُدَ حاجبيها ‪..‬ومثلها ميثا وكذلك هنوُف‬


‫لتردَ دَلل مؤيده لها ‪ :‬انا اشهد يا قلبي‪...‬‬

‫‪.‬سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫زفر فهد بغضب ‪ :‬الذان قرب والشياطين تناقز‬

‫اطلق مشعل ضحكاته القصيره بهمس ‪ :‬هههههه‬

‫فهد يحثه ‪ :‬قوُم طق عليهم كلم ميثا او أي خابله‬


‫خالهم يسكرون هاللي يلعلع وفضحنا والتفت لخالد‬
‫المتمددَ تحت لحافه وهوُ يكمل حديثه ناس نايمه‬
‫ثم التفت لصقر باحد الزوايا قائما ‪ ...‬وناس تصلي‬
‫‪...‬وهم يناقزون تقوُل عفاريت الليل‬

‫مشعل وقد اسند راسه للجدار ‪ :‬ياخاي خالهم‬


‫يوُسعوُن صدورهم ‪..‬يكفي الضيقه اللي كلوُها‬
‫اليوُم ‪...‬‬

‫تنهد فهد بتوُجع ‪ :‬اخ لتذكرني يا مشعل‪ ...‬والله‬


‫انها حرة بصدري ‪...‬‬

‫مال فم مشعل بسخريه ‪ :‬حرة بصدرك ؟؟؟ اجل انا‬


‫شقوُل يا خاوُي ‪...‬‬

‫صمت فهد‪ ...‬ثم همس بنبره جادَه ‪ :‬تبي الصدق‬


‫وال ولد عمه‬
‫مشعل ‪ :‬ولد عمه‬

‫التفت اليه فهد بعجب ‪..‬‬

‫ليفسر مشعل قوُله ‪ :‬ادَري الصدق ماراح يعجبني‬


‫‪...‬‬

‫ابتسم فهد وهز راسه مستغربا منه‪..‬راقبه لبرهه‬


‫ثم تمددَ في فراشه هامسا ‪ :‬تصبح على خاير‬

‫ردَ مشعل ‪ :‬تلقي الخير ‪....‬‬

‫ياليت النسان كـَ الجهاز وكـَ الله ل يشعـَـَر ‪...‬‬


‫وبين فتره واخارى ينفض غباره ‪ ..‬ويطوُي اخاباره‬
‫‪ ..‬ويبدأ من جديد‬

‫ليته يستطيع ان يتحكم بتلك المضغه المتمردَه‬


‫خالف اسوُار الضلوُع ‪ ..‬ويصرفها كيفما يشاء‬

‫ليته يستطيع ان يقتل كل احساس مؤلم فيه او‬


‫مستحيـَـَـَل ‪..‬‬

‫آهـَ يا مشعل ‪ ...‬ثم آهـَ‬

‫يكفي جنوُن ‪ ..‬يكفي احلم‪ ...‬يكفي أمل زائف ‪..‬‬

‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫فرغن من الصلة ‪ ...‬وقد اجبرتهن دَلل على‬


‫قراءة الذكار‪...‬‬
‫ومن تحججت بعدم حفظها مررت عليها كتيب‬
‫حصن المسلم ‪..‬‬

‫فكن متمددَات على فرشهن فوُق الرض بجنب‬


‫بعضهن البعض‪ ..‬والكتيب يمرر عليهن‬

‫هنوُف برجاء وتمسكن ‪ :‬بليز صموُدَ ربي يوُفقج انا‬


‫ميته نعاس ‪ ..‬خاليني اقراه وانتي وراي‪..‬‬

‫صموُدَ متمددَه على الرض راسها على الوُسادَه‬


‫وقد جمعت شعرها الكستنائي على الجانب اليسر‬
‫ولحافها المشترك يصل‬

‫الى منتصف صدرها وقد رفعت الكتيب فوُق‬


‫عينيها لتقرأ ‪ :‬اششش هنوُف ل تقاطعيني ‪..‬‬
‫بستوُعب اللي اقوُله‬

‫هنوُف ‪ :‬احلفي بس‬


‫صموُدَ تلتفت لها ‪ :‬وجع هذي اذكار ادَعيه يعني‬
‫اناجي فيها ربي ‪ ...‬لزم اعرف اللي اقوُله‬

‫هنوُف ترجوُها ‪ :‬زين عطيني اقراهم اول عشان‬


‫ما أقاطعج بعد ‪..‬وبعدين اخاذيه انتي وناجي على‬
‫كيف كيفج‪..‬‬

‫رفعت صموُدَ حاجبيها باستنكار وهي تنظر لها‪..‬‬


‫ليصلها صوُت عهوُدَ المتمددَه بقرب هنوُف ‪...‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬صموُدَ بعرف حبيبتي انتي تختمين القران‬


‫وال تقرين اذكار‬

‫لتصرخ صموُدَ بضجر ‪...‬‬


‫‪ :‬ياااربي عليكم ماتخلوُن الوُاحد يخشع ‪ ...‬اوف‬
‫بس‪ ) ..‬والتفتت لدلل ( على فكره دَلوُل ترا ميثا‬
‫شكلها بخبر كان مالها حس‪ ..‬شكلها نامت وما‬
‫قرت الذكار‬

‫دَلل ترفع مصحفها فوُق الرف وتخلع ردَاء الصلة‬


‫‪ :‬ميوُووث ميثه ‪ ...‬ل تنامين ‪ ..‬قبل ماتقرينهم ‪...‬‬

‫وصلها صوُتها الناعس ‪ :‬ماني نايمه ‪ ..‬انطر‬


‫الشيخه صموُدَ تخلص ‪..‬‬

‫توُسعت ابتسامة صموُدَ بمكر والتقطت عيناها‬


‫صوُرة دَلل المبتسمه ‪ ..‬وهي تهم بالخروج من‬
‫الغرفه‬

‫فزت صموُدَ جالسه في فراشها وهي تنادَي ‪:‬‬


‫لحظه لحظه ‪..‬‬
‫التفتت اليها دَلل ‪ ...‬لتقوُل صموُدَ ‪ :‬على وين يا‬
‫حلوُه ) وحركت حاجبيها بخبث (‬

‫نهضت هنوُف‪ ..‬والتفتت لها ميثا وكذلك عهوُدَ‬

‫صموُدَ توُاصل حركاتها الستفزازيه ‪ :‬يمديه رجع‬


‫من الصلة الحين وتبتسم بخبث ‪...‬‬

‫دَلل تصطنع البرودَ ‪ : ...‬منـَـَـَـَـَوُ؟؟؟ آهـَ صقـَـَـَـَـَر‬


‫؟‬

‫كشت ملمح الخارى باشمئزاز لتصرخ ‪ :‬وجع ‪..‬‬


‫سديتي نفسي على الصبح شبي فيه الشايب ‪...‬‬
‫تعرفين من اقصد ‪...‬‬

‫دَلل تبتسم لتقهرها ‪ :‬شاب راسج يالعوُبه ‪...‬‬


‫اخاوُي شيخ الشباب ‪ ..‬وما تحق له ال الشيهانه ‪...‬‬

‫" هناك ضربات قلب ارتفعت ‪ ...‬حتى خاشيت‬


‫صاحبتها ان الكل استمع اليها فسحبت الغطاء‬
‫لتدفن روحها تحته‪" ...‬‬

‫عهوُدَ تقاطعها ‪ :‬على وين دَلوُل موُ نعسانه‬

‫دَلل تمسك بقبضة الباب ‪ :‬بلى والله ‪ ..‬بس بسوُي‬


‫القهوُة لمي والشباب وارجع انام ‪..‬‬

‫ابعدت صموُدَ لحافها ‪ :‬لحظه اجل اجي معاج ‪...‬‬


‫وعدلت من شعرها وهندامها ‪ :‬الناس هنيه تضيق‬
‫الخلق‬

‫رمت الكتيب على هنوُف‪ ..‬لتنتزعه منها عهوُدَ‬


‫‪...‬وتصارعتا ‪...‬‬

‫بينما تقلبت ميثا بين نار ‪..‬وحنين ‪...‬‬

‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫دَخال المجلس الداخالي والقى السلم ‪...‬‬


‫ردَ المتوُاجدين باصوُات متفرقه ‪ :‬وعليكم السلم‬
‫‪...‬‬

‫اخاتار مكانا بقرب خاالد ‪ ..‬فالقى بجسده المنهك‬


‫‪...‬وسحب نفسا ‪...‬‬

‫اغمض عينيه لبرهه ‪ ...‬ثم همس لخالد وقد راقب‬


‫تقلباته الكثيره ليل ‪ :‬مانمت ؟؟‬

‫مال فم خاالد بابتسامه ‪ :‬اشدعوُه انت اللي قطعت‬


‫النوُم ؟؟‬

‫" كان خاالد يراقبه بصمت قضى ليلته بين قراءة‬


‫وصله ‪..‬‬

‫نعم من عادَة صقر ان ل يترك الوُتر لكن هذه المره‬


‫اطال قيامه وقراءته ‪...‬‬
‫ولقرب خاالد منه في تلك الليله وسعه ان يسمع‬
‫حشرجة همسه وازيز صدره ‪..‬‬

‫كم هوُ مؤلم انكسار الرجل وذله ‪..‬‬

‫لكن لله له طعم ولذه‬

‫‪ :‬تنهد صقر هامسا ‪ ..‬الله كريم اللي فيه الخير‬


‫ربك يكتبه وييسره‬

‫خاالد ‪ :‬ونعم بالله ‪ ...‬الحين متى نروح المحكمه‬


‫صقر يخرج هاتفه متفحصا اياه ‪ :‬ل محنا رايحين‬
‫المحكمه‪ ...‬نروح لمحامي اول ‪ ...‬كلمت نايف‬
‫وراح يضبط لنا موُعد معاه ‪..‬‬

‫خاالد يعقد جبينه باستغراب ‪ :‬محامي ؟ وشنوُ‬


‫يسوُي المحامي‬

‫صقر يشرح موُضحا ‪ :‬يشرح لك اللي لك واللي‬


‫عليك ‪ ...‬ومنها تكوُن علي بينه ‪...‬‬

‫ازدَر خاالد ريقه ‪ :‬واذا قال مثل ما قال نوُاف ؟‬

‫امسك كتفه يصبره ‪ :‬يصير خاير يا خاالد بس انت ل‬


‫تشيل هم ‪...‬فكرت وال ما فكرت تراك ما تصيب ال‬
‫نصيبك‬

‫" نعم تم عقد القران ‪...‬‬

‫لكن الزواج واتمامه يبقى مرهوُنا بالعقد "‬

‫سبحان الله وبحمده ^ سبحان الله العظيم‬

‫سالتها وهي تضع البريق على النار‬


‫‪ :‬ماكلمتي خاالتي ؟ ‪ ..‬وغدروه وعبوُر والله‬
‫مشتاقه لهم موُووت ‪..‬‬

‫ردَت الخارى وهي تسند ظهرها الى الثلجه وتعبث‬


‫بخصلت شعرها ‪ :‬بلى امس بالليل ‪ ..‬وصج كلهم‬
‫يباركوُن لج ‪ ..‬وامي قالت بتكلمج اليوُم‬

‫‪ :‬الله يبارك فيهم يارب ‪ ..‬وعقبال فرحتي فيكم ‪..‬‬

‫مال فمها بابتسامه وهي تهمس بداخالها ‪ :‬فرحه‬


‫؟؟ تسمينها فرحه يادَلل ؟؟‬

‫نسيتي انها محرمه علينا بشرع القانوُن ‪..‬‬


‫كم كانت توُدَ لوُ انها علمت بالقضيه قبل انتهاء‬
‫العقد ‪ ..‬كانت لتقلب الفرح صرااخ وتخطف دَلل‬
‫وتقوُم باي عمل‬
‫على ال توُافق دَلل على الزواج بهذه الطريقه‬

‫لكن الن لن يفيد التفكير بالمر بعد تمامه ‪...‬‬

‫ولن يفيد اصلح الطبخه بعد نضوُجها ‪..‬‬

‫" صباح الوُردَ ‪ ...‬تبوُن مساعده "‬

‫التفتا اليها ‪...‬كانت ميثا ‪...‬‬

‫لم تردَ صموُدَ ‪ ..‬لكن دَلل رحبت ‪ :‬أي والله تعالي‬


‫ساعديني بالفطوُر ‪..‬‬

‫تقدمت ميثا بوُدَ ‪ :‬من عيوُني‪ ..‬كم عروس عندنا ‪...‬‬


‫ضحكت دَلل بخجل ‪ ...‬وابتسمت صموُدَ ‪...‬‬

‫ميثا تمد الهاتف لصموُدَ ‪ :‬تلفوُنج دَق اكثر من مره‬


‫وازعجنا ‪...‬‬

‫عقدت صموُدَ حاجبيها ‪..‬وهي تستلم الهاتف من‬


‫ميثا وفي دَاخالها سؤال ‪ :‬مكالمه ‪...‬بهالوُقت ؟؟‬

‫صموُدَ بعجب ‪ :‬ازعجكم وانا حاطته صامت ‪....‬؟؟؟‬

‫ضحكت ميثا ‪ :‬ادَري اضحك معاج بس اهتز تحت‬


‫هنوُف وانصرعت البنت وافضحتنا بصراخاها ‪...‬‬

‫ضحكت صموُدَ بصوُت مرتفع وكذلك ميثا ودَلل ‪..‬‬


‫ارتفع رنينه ‪..‬‬

‫فرفعته هامسه‬

‫" مكالمه خاارجيه "‬

‫صاحت بفرح ‪ :‬غدوره ‪...‬‬

‫ضحكت دَلل ‪ :‬فديتها الحلوُ عند طاريها ‪...‬توُنا‬


‫بسيرتها ‪...‬‬
‫صوُت صقر يقطع حديثهن ‪ :‬دَلل ‪...‬‬

‫ابتعدن لخار المطبخ وانحشرن بزاوية ال ينكشفن‬


‫‪ ...‬وخارجت اليه دَلل ‪....‬وهي توُصي ميثا‬

‫‪ :‬خالي بالج من الماي اذا غل ‪...‬‬

‫حركت ميثا راسها ايجابا وهي تهمس ‪ :‬سكري‬


‫الباب وراج ‪ .....‬وما ان خارجت دَلل مغلقه الباب‬
‫‪..‬اقتربت ميثا من البرق‪...‬‬

‫كم يشبه غليانه غليان الدم في قلبها ‪..‬‬

‫كلما رن في مسامعها اسمه او اخاترق قلبها صوُته‬


‫‪...‬‬

‫همست بضعف ‪ :‬يارب قوُيني وخالصني من‬


‫هالشعوُر اذا مالي فيه نصيب‪..‬مابي انصدم ‪..‬‬

‫ومابي انفضح‪...‬‬

‫ياارب تعبت من هالحساس ‪ ...‬وصرت اضعف من‬


‫الستمرار في كتمانه ‪..‬‬

‫اغمضت عينيها بقوُه وهي تهمس من اعماقها ‪:‬‬


‫يارب يارب سالتك ما تجعله ال من نصيبي ‪...‬‬

‫صرخاه مدويه افزعتها مع صفعة قوُيه للباب في‬


‫الجداار‬

‫‪ :‬صموُوووووووووووودَ‬
‫التفتت ميثا لدلل القادَمه ‪ ..‬ثم التفتت حيث لتلك‬
‫المتصلبه في الزاويه ‪..‬‬

‫ومجاجرها الحمراء فاضت بالدمع ‪...‬‬

‫وتجمدت نظراتها ‪...‬‬

‫على‬

‫اللشي ‪..‬‬

‫وجسدها المشدودَ المصطلب يقف بل حراك‪....‬‬


‫صرخات ميثا ‪ :‬صموُوودَ ‪...‬‬

‫ومثلها دَلل التي شلت حركتها من منظرها ‪...‬‬

‫صموُوودَ‬

‫هرعت اليها ميثـَـَـَـَا ‪ ...‬فتشجعت دَلل ‪...‬‬

‫ليسقط الهاتف من يد صموُدَ‬

‫وتغمض عينيها باستسلم وتفر هاوية على الرض‬


‫‪..‬‬

‫ارتفعت صرخااتهن باسمها ‪...‬‬


‫لللل صموُدَ‬

‫صموُدَ‬

‫صموُدَ‬

‫صقـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَر‬

‫المعزوفه التاسعـَه‬
‫________________________________________‬
‫‪.‬‬

‫‪ #‬عزف المحاجر‪#‬‬
‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫وإذا يعني تضايقنا‪....‬و إذا بهدومنا ضقناوإذا مات‬


‫الزهر بـَ أجمل حدايقنا ‪..../‬تغيير شي !!!‬

‫لمحت طيفها في الشرفه ‪.....‬‬

‫توُجهت اليها بخطوُات حذره ‪ ...‬ثم فتحت الستاره‬


‫لتظهر الخارى امامها بشكلها المخيف‬

‫عبير بصدمه ‪ :‬غدير تكلمين منوُ بهالحزه ؟؟ ‪...‬‬


‫غدير ‪ :‬لم تردَ‬

‫عبير بتوُجس ‪ :‬غدير شنوُ فيج ؟؟‬

‫حركت الخارى راسها ‪ :‬مافيني شي ‪..‬‬

‫لم تصدق عبير قوُلها ‪ :‬اجل ليش تبجين ؟؟ شنوُ‬


‫صاير ؟؟؟ غدير خاوُاتي فيهم شي؟‬

‫نفت غدير ذلك بقوُه ‪ :‬ل ل ‪ ...‬قلت لج مافي شي‬


‫مافي شي ‪..‬‬
‫عبير وقلبها ينقبض بشده ‪ :‬ما اصدق‬

‫غدير تتهرب من المر ‪ :‬ششش بس ل تقعد امي‬


‫تسوُي لنا سالفه ‪...‬‬

‫عبير حاولت التخمين فامسكت بذراعها توُقفها‬


‫‪ : ....‬عشان سالفة زيد ؟؟‬
‫توُسعت عينا غدير بصدمه‬

‫لتشهق الخارى برعب ‪ :‬ل يكوُن قلتي لصموُدَ‬


‫يالخبله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬

‫فتنهار غدير باكيه ‪...‬‬


‫صرخات عبير وهي تسحب الهاتف منها ‪:‬‬
‫ذبحتيهـَـَـَـَـَا يـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَا غبيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه‬
‫ذبحتيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَها‬

‫ارتفعت شهقات غدير ‪ ....‬بينما ضغطت عبير‬


‫بتوُتر شديد ازرة الهاتف لتتصل ‪.....‬‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫يحدق بكفيه بعمق‪......‬‬

‫قضى زمنا كذلك ‪ ...‬يقلبهما‪ ..‬ثم يعيد النظر‬


‫اليهما ‪.‬‬

‫ملطختان بالدماء ‪...‬‬


‫واية دَماء ؟!!‬

‫كفيه ‪ ..‬ذراعيه ‪ ...‬ثيابه ‪...‬وحتى جانبا من رقبته‬


‫ووجهه ‪..‬‬

‫صبغتها جوُريته الحمراء ‪..‬‬

‫ل يعلم كيف فعل ذلك ‪ ...‬كيف حملها بين ذراعيه‬


‫‪...‬كيف سار بها كل ذلك الطريق وحدهما ؟‬

‫كيف دَخال بها صارخاا في ارجاء المستشفى ‪..‬‬


‫وهي متشبثه به ‪ ...‬كما المتشبث بحبل النجاة ‪..‬‬

‫انفاسها المضطربه تستغيثه‪..‬‬

‫وعيناها المغمضتان تنازع الظلم لترا النوُر ‪...‬‬

‫انتزعوُها من ذراعيه ليتمددَ جسدها المنتفض على‬


‫السرير البيض‪ ...‬يدفعه ثلث ‪..‬‬

‫مسافه حتى وصلوُا الى باب الدكتوُر ‪...‬‬

‫ليقف ذلك المتعفرت مانعا ‪ ..‬مطالبا بالبطاقه ‪..‬‬


‫حاول ان يفهمه ان الفتاة بحالة حرجه‬

‫متعبه‬

‫تنازع‬

‫تحتضر‬

‫لكن الخار شددَ على كلمته واصر على طلبه ‪...‬‬

‫حاول صقر باخار انفاسه الصابره معه ‪ ...‬ولما لم‬


‫يستجب ‪ ..‬كانت الصرخاه الخايره موُجهه من صقر‬
‫اليه ‪...‬‬

‫وهي لكمه قوُية سددَها الى وجه الموُظف طرحته‬


‫ارضا ‪...‬‬
‫ليقبع صقر خالف جدران هذه الغرفه ‪..‬‬

‫معزول عنهم وعنها‪...‬‬

‫وسيبقى ‪..‬‬

‫الى ان يفصل في امره ‪...‬‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫خاالد ‪..‬‬

‫يقف متأمل اياها بصمت ‪..‬‬


‫منذ ان رحل صقر بصموُدَ ‪...‬وهي تقبع في زاوية‬
‫المطبخ ‪..‬مسحت الدماء التي نثرت على الرض ‪.‬‬

‫‪.‬وجثت على ركبتيها وبقربها هاتف صموُدَ المبعثر‬


‫‪...‬‬

‫تفرغ شعوُرها آهات وتطلق احساسها شهقات‬

‫كان خاالد قد‬

‫اوصى ميثا بصرف ام صقر والخاريات عن المطبخ‬

‫وان تتكتم على الموُضوُع كليتا‪ ..‬وان تردَ هي على‬


‫الهاتف ول تسمح لغيرها ان يفعل ‪...‬‬
‫لكن تبقى تلك‬

‫التي تنتزع شيئا من روحه كلما ارعدت آها لها‬


‫وبرقت دَمعه في سماء ليلها‬

‫همس خاالد بحنان ‪ :‬افا عليج يا دَلوُل اذكري الله‬


‫بس قوُلى ل اله ال الله ‪...‬‬

‫ولما لم تردَ‬

‫قال ‪ :‬زين قوُمي يالله نروح وراهم ‪..‬‬

‫حركت راسها بعنف ووجهها مدفوُن بين كفيها‬


‫يحتضن مدامعها الغزيره ‪...‬‬
‫اردَف بحزم ‪ :‬مافي ل‪ ..‬يا تسكتين يا تقوُمين‬
‫الحين معاي ‪...‬‬

‫ازدَادَت شهقاتها‪...‬ليقترب جاثيا منها وامتدت‬


‫يديه الى كفيها مبعدا اياهم عن صفحة وجهها‬
‫الدامع ‪..‬‬

‫انتفضت خاوُفا وخاجل منه ‪ ...‬وحدق بها خاوُفا‬


‫عليها‪.....‬‬

‫رفع ذقنها هامسا بنبره موُجعه ‪ :‬تسكتين ‪ ..‬وال‬


‫تمشين قدامي‪ ...‬قلبي ماعادَ يتحمل ‪..‬‬

‫ابعدت يديه وتراجعت تثبت شالها على شعرها ‪...‬‬

‫قالت من بين شهقاتها المرتجفه ‪ :‬وصقر ؟‬


‫ردَ بثقه وهوُ يمسح دَمعها ‪ :‬انا اتفاهم معاه ‪...‬‬
‫قوُمي بس اجهزي ‪............‬‬

‫حركت راسها بخوُف وعادَت دَموُعها التي لم‬


‫تتوُقف ‪ :‬ل ‪..‬‬

‫امسك بكتفيها فـَتراجعت بجسدها للوُراء ‪ ..‬قربها‬


‫منه هامسا وهوُ يضع عباءتها بحجرها‬

‫‪ :‬خامس دَقايق يا دَلوُل ان ماطلعتي لي برا دَخالت‬


‫لج دَاخال ‪...‬‬

‫نهض مصطنعا الحزم لجلها ‪ ...‬وتحرك نحوُ الباب‬


‫باصرار‪..‬‬
‫همست بذعر ‪ :‬خاااالد‬

‫التفت اليها ‪....‬محاول السيطره على مشاعرة ‪...‬‬

‫فهمست بخوُف ‪ :‬ماقدر ‪ ...‬صـَ‬

‫اغمض عينيه ثم تنهد ممسكا بقبضة الباب ‪ :‬صقر‬


‫خاليه علي ‪ ...‬حتى هوُ بيوُاجه مشكله‬

‫شلوُن يطلع معاها بروحه ‪..‬خالينا نلحقهم ونسكر‬


‫ع الموُضوُع قبل ل ينفتح ومحد يقدر يسكره‪..‬‬

‫اقنعتها كلماته ‪ ....‬ليكمل هوُ بثقه رافعا حاجبه ‪...‬‬


‫" وبعدين ل تنسين ‪ ....‬انج زوجتي ‪"....‬‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫رات كل ما حدث‪...‬‬

‫لم يسعفها الوُقت للمساعده ‪ ...‬شهقت وهي‬


‫تشاهد صقر يقيد من المن محاولين ابعادَه عن‬
‫الموُظف طريح الرض‬
‫اسرعت بخطوُاتها اليه ‪ ..‬لكنها بترتها في‬
‫المنتصف ‪ ..‬لن تستطيع فعل شي ‪ ..‬انتهى المر‬
‫هنا‪..‬ازدَادَت ضربات قلبها ‪.‬‬

‫‪.‬حتى توُزعت نبضاته اللذعه في جسدها المرتجف‬


‫‪....‬كتمت شهقاتها بيدها ‪....‬حتى اشرقت فكره‬
‫تبث المل في روحها ‪...‬‬

‫تراجعت للخلف ‪..‬‬

‫لم تردَ على صيحات زميلتها المتعجبه ‪ :‬ميشوُ ‪..‬‬


‫ميشوُ ‪...‬‬

‫تجاهلتها ‪..‬و اسرعت الى حيث حقيبتها في‬


‫المكتب‪...‬‬

‫دَفعت الباب بقوُه ‪..‬والقت بجسدها على الكرسي‬


‫‪...‬‬
‫اخارجت الهاتف بعجل وارتجاف ‪ :‬رنه اثنان ثلث‬
‫‪........‬و ‪ .....‬الوُ نايف ‪ ...‬الحق يا نايف الحق ‪......‬‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫اغلقت الهاتف بتوُتر هامسه بضيق ‪ :‬مغلق‬


‫!!‪...‬اكيد صار فيها شي‬

‫غدير بتوُتر مماثل ‪ :‬ل تفاولين ‪ ...‬يمكن نايمه‬


‫يمكن موُ يمه يمكن ‪...‬‬
‫عقدت عبير حاجبيها بضيق ‪ :‬ودَي اصدق ودَي ‪.....‬‬
‫ثم التفتت الى غدير بحده وانتي ليش تقوُلين لها‬
‫ليش ‪..‬‬

‫مافكرتي فيها ما فكرتي شنوُ راح يصير لها ‪..‬‬

‫غدير تنفجر غاضبه ‪ :‬يعني لوُ انتي اللي خااطبج زيد‬


‫بتسكتين ؟؟‬

‫عبير ‪ :‬موُ مهم انا وال انتي ‪ ...‬المهم صموُدَ‬


‫فهمتي ‪ ...‬تتوُقعين بعد اللي سمعته تكوُن نايمه‬
‫وال تسوُلف ‪...‬‬

‫هوُت غدير بجسدها على سريرها وهي تبكي‬


‫فاقتربت منها عبير تحتضنها ‪ :‬بس يا قلبي خالصا‬
‫‪ ...‬خاليه الحقير ما يستاهلها ‪...‬خاليه يدور على‬
‫اللي تستاهله ‪..‬‬

‫غدير من بين دَموُعها ‪ :‬ليش يسوُي فيها جذي ‪...‬‬


‫ليش ‪....‬الحقير النذل ‪...‬ليش ‪ .‬ومن حقارته‬
‫يخطبني انا ‪ ...‬انا ‪......‬‬

‫عبير تحتضنها بقوُه وتمسح على شعرها بحنان‪:‬‬


‫ششش خالصا غدوره خالصا‪ ....‬انتي سمعتي ردَ‬
‫امي على ابوُي ‪ ...‬خالصا انتهى ‪.....‬‬

‫‪ :‬خاايفه ‪ ..‬خاايفه يا عبير‬

‫‪ :‬بسم الله عليج من شنوُ فديتج ‪ ...‬ما ل دَاعي‬


‫الخوُف ‪..‬‬
‫‪ :‬خاايفه ‪ ...‬من كل شي‪ ...‬ابوُي ‪ ..‬زيد ‪ ...‬صموُدَ‬
‫‪ ...‬من كل شي‬

‫‪ :‬تعوُذي من ابليس ‪ ...‬هذي كلها وساوس ‪ ...‬خالينا‬


‫نطمن على دَودَي بالول‬

‫ابتعدت غدير عن حضنها وهي تمسح دَموُعها ‪:‬‬


‫عطيني انا احاول يمكن تردَ ‪.....‬‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬


‫‪.‬‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫طرقات ضعيفه على الباب قطعت خالوُته الجباريه‬

‫رفع راسه حيث الطارق ‪ ...‬ثم اشاح بنظره الى‬


‫الرض ‪..‬‬

‫كانتا ممرضتان اتشحتا بالبياض من راسهما الى‬


‫قدميهما ‪...‬‬

‫تقدمت احدامهما بخطوُات متردَدَه بينما بقيت‬


‫الخارى على بعد مسافه ما ‪...‬‬

‫الممرضه بصوُت مرتجف ‪ :‬السلم عليكم‬


‫ردَ دَون ان يرفع راسه ‪ :‬وعليكم السلم‬

‫ثوُاني صمت تبعها صوُتها المرتجف وهي تعبث‬


‫باصابعها توُترا ‪ :‬محتاج شي اخاوُي ؟؟‬

‫رفع راسه وحاجبه مرتفعا باستغراب ‪ :‬نعم ؟‬

‫فاردَفت بسرعه ‪ ..‬مستمده القوُه من تفكيرها انه‬


‫ل يستطيع اكتشاف توُترها لن وجهها مخفي‬
‫خالف ذلك الستار‬

‫‪ :‬محتاج شي ‪ ...‬تبي نساعدك بشي ؟‬

‫ردَ بسرعه مماثله مطرقا راسه ‪ :‬ل شكرا ‪..‬‬


‫التفتت الممرضه الى الخارى التي حركت يديها‬
‫بمعنى فلنغادَر ‪ ...‬لكن الممرضه الولى اصرت‬
‫على هدفها‬

‫قالت بتوُجس‪ :‬ممم المريضه اللي كانت معاك‪...‬‬

‫نهض بفزع كمن لدغته افعى يكادَ ان يلتهمها‬


‫بنظراته ‪ :‬شفيها ‪ ..‬صار لها شي‬

‫ازدَردَت ريقها وتراجعت خاطوُات للخلف وهي‬


‫تحرك راسها نفيا ت‬

‫‪ :‬ل‪ ....‬واكملت وهي تشد قبضتها قلقا ‪ :‬بس‬


‫حبيت اسال عنها ‪ ..‬اذا اقدر اساعدها او تطمن‬
‫عليها‬
‫حرك راسه بلهفه ‪ :‬أي اذا ممكن ‪ ...‬حالتها حرجه‬
‫وكانت تنزف ‪....‬‬

‫حركت راسها بصمت واخايرا اطلقت زفرات‬


‫الراحه‬

‫فانتظر جوُابها بصمت مملوُء بالقلق ‪...‬‬

‫لم تنطق بشي ‪..‬‬

‫فقال يستدرجها ‪ :‬ايه ؟؟‬

‫لتردَ بابتسامه مخفيه خالف ذلك النقاب ‪ :‬السم‬


‫‪..‬ماعطيتيني اياه ؟؟؟‬
‫اغمض عينيه بتعب ‪ ...‬ثم مسح على وجهه بارهاق‬
‫وهمس بعد الستغفار ‪ :‬صموُدَ الـَ ‪.....‬‬

‫ل تعلم هل ازدَادَ الجوُ برودَة فجأه ؟؟ ام انها‬


‫امسكت بسلك كهربائي مكشوُف فوُصلها تياره ؟‬

‫كانت تتوُقع انها شقيقته دَلل ‪ ...‬من طريقة‬


‫حمله اياها ‪ ..‬وكوُنه لوُحده معها ‪ ...‬دَون مرافق‬
‫ثالث‬

‫وقلقه الشديد ‪ ...‬وارتكابه لتلك المجزره ‪...‬‬

‫لكن لم تتوُقع ابدا انها صموُدَ ؟‬

‫هل ممكن ان تكوُن شقيقته ايضا ؟‬


‫ل هي تذكر جيدا كلمة دَلل انها ابنة عمها ‪....‬‬

‫هل يمكن ان تكوُن زوجته ؟‬

‫او ممكن خاطيبته ؟‬

‫ل ليس ذلك ‪...‬‬

‫ربما هي شقيقته من الرضاع ‪....‬‬

‫قطع صمتها صوُته ‪ :‬وبعد ؟؟‬


‫فحركت راسها باضطراب ‪...‬وانسحبت للخلف ‪...‬‬

‫‪ :‬راح اطمن عليها ‪......‬‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫انتهى من نسف قترته ‪ ..‬سحب محفظته ‪ ..‬ثم‬


‫مفاتيح سيارته‬

‫خاطى بخطوُات واسعه صامته باتجاه الباب ليصله‬


‫صوُت مشعل الساخار‬

‫‪ :‬على وين ؟!‬


‫فاشار له خاالد فزعا بيده ليصمت ‪ :‬اششش‬

‫مشعل يصطنع الصدمه ‪ :‬افا ‪..‬يا ولد عمي ما‬


‫هقيتها منك ‪ ..‬ما يمديك امس مالج واليوُم تطلع‬
‫موُاعد‬

‫‪ :‬قطب خاالد جبينه ثم حرك راسه غاضبا ‪...‬وخارج‬


‫على ضحكات مشعل‬

‫تاكد من خالوُ المكان ‪ ...‬ومن حسن الحظ ان احدا‬


‫لم يستقيظ او لم يخرج بعد ‪...‬‬

‫سحب نفسا وهوُ يهمس ‪ :‬لحوُل ول قوُة ال بالله‬


‫‪...‬‬
‫اخارج هاتفه من جيبه وفكرة التصال بصقر تلوُح‬
‫براسه ‪ ...‬تردَدَ لحظه ونظراته‬

‫بين الممر الموُصل للمطبخ يرتقب قدومها وبين‬


‫الهاتف يقلبه بيده اعادَ التفكير‬

‫ثم عزم وضغط زر التصال ‪...‬‬

‫وصله الصوُت من الطرف الخار ‪ :...‬هل خاالد‬

‫خاالد ‪ :‬هل صقر‪ ...‬ها بشر شلوُنها صموُدَ ؟‬

‫صقر بنبرة بضيق واضحه ‪ :‬مادَري يا خاالد بس‬


‫شوُي واسمع عنها ‪....‬‬

‫‪ :‬ماتدري ؟ شلوُن ؟؟ وينها فيه ‪ ....‬شنوُ صار ؟؟؟‬


‫صقر صاير شي ؟؟ صموُدَ ‪..............‬‬
‫فتح الباب لتخرج مشاعل مع ثلث اخاريات ‪..‬‬
‫وخارجت اخايرا من غرفة العمليات الصغرى‬

‫رافقتها مشاعل وانضمت لهن دَلل مسرعه‬


‫لنقلها الى الجناح ‪..‬‬

‫اتجهوُا اليها ‪..‬‬

‫فتقدمت احداهن من صقر وخاالد ونايف ‪..‬‬

‫‪ :‬منوُ معاها ؟‬

‫خاالد وصقر ‪ :‬انا‬

‫نظرت اليهم ‪ ..‬فتراجع خاالد ليقوُل صقر ‪ :‬انا ‪...‬‬

‫لكن صقر بنفس الوُقت اهملها عندما شاهد‬


‫الدكتوُر واقترب منه يساله‬
‫صقر ‪ :‬شلوُنها دَكتوُر ؟‬

‫الدكتوُر‪ :‬الحمدلله ‪ ..‬خايطنا الجرح ‪ ..‬ونزفت كمية‬


‫من الدم ‪ ...‬لكن يتعوُض ان شاءالله حالتها‬
‫الجسديه مستقره ‪ ..‬بس بتقعد تحت الملحظه ‪..‬‬

‫شكره صقر ‪ ..‬وكذلك خاالد ونايف ‪..‬‬

‫لتذكره الممرضه بالوراق ‪ :‬ممكن توُقع ؟!‬

‫حرك صقر راسه باليجاب واخاذ الوراق‪ ..‬ثم‬


‫التفت لخالد ‪ :‬خاالد خالك قريب منهم‪ ..‬وانا بروح‬
‫اغير ثيابي وابلغ عمامي ‪..‬‬

‫خاالد ‪ :‬ل خالك هنيه انا اروح ابلغهم ‪..‬‬

‫لم يعارض صقر واقترب من الطاوله مخرجا قلمه‬


‫ليوُقع الوراق ‪.....‬‬

‫حدق مليا بذاك السم الذي حفر الوراق ‪ ...‬عقد‬


‫جبينه ‪ ..‬ثم التفت لنايف رافعا حاجبه‬

‫نايف مستندا على طاولة الستقبال ‪ :‬عجبك ؟‬

‫مازال صقر ينظر اليه يحاول ان يربط اطراف‬


‫الموُضوُع ‪ ...‬ويتذكر الحداث بالصوُره ‪..‬‬

‫فوُصله صوُت نايف يؤكد ما استنتجه‪ :‬أي صح ‪..‬‬


‫بس ل تسال اكثر تراني مقسم على المصحف ما‬
‫تكلم‬

‫رفع صقر حاجبه مسترغب ‪ :‬اخاتك ؟‬


‫حرك نايف راسه مبتعد عن الطاوله ‪ :‬استغفر الله‬
‫قلنا ل تسال ‪).‬واشار للوُرقه (‪..‬عندك السم‬
‫يافالح واربط ‪...‬‬

‫واردَف قائل والله ودَي اروح الحين بس اخااف‬


‫العضلت تطلع مره ثانيه‬

‫قطب صقر جبينه وهوُ يدفعه من كتفه ‪ :‬هوُينا بس‬


‫‪..‬‬

‫نايف يصطنع الدهشه ‪ :‬افا‪...‬‬

‫يقاطعهم رنين هاتف صقر ‪..‬نظر الى الرقم ‪...‬ثم‬


‫الى نايف الذي لحظ ملمحه المتغيره فساله‬
‫‪ :‬خاير ؟‬

‫فهمس صقر متوُترا ‪ :‬خاالتي ‪...‬‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫وصلها صوُته الشبه بفحيح الفعى ‪ :‬خاطبتها‬

‫توُسعت عيناها وشدة قبضتها على هاتفها ‪ :‬منوُ‬


‫؟‪ ...‬وكانها استدركت فقالت بفرح ‪ ...‬احلف ‪.‬؟؟‪.‬‬

‫وصلتها ضحكاته المؤكده للخبر‬

‫ففزت من سريرها ‪ ..‬وشبرت الغرفه بخطوُاتها‬


‫فرحا‪ ...‬اضطرابا ‪ ..‬توُترا‬

‫قالت مستفسره ‪ :‬أي وحده فيهم ؟‪ ...‬عبير ؟‬

‫زيد ‪ :‬ل غدور‬

‫حصه ‪ :‬ليش ؟ اقصد عبير اكبر ‪...‬‬

‫زيد بنبره غريبه ‪ :‬موُ قلتي انها تشبهها ‪..‬ونسخه‬


‫منها ‪...‬‬

‫ابتلعت حصه ريقها ‪ ..‬ول تعلم سبب الغصه التي‬


‫شعرت بها ‪...‬‬

‫‪ :‬أي بس‪,,,,,‬‬

‫انتقلت لقرب النافذه وفتحتها لعل مزيدا من‬


‫الهوُاء ينعش رئتيها التي ضاقت‬

‫زيد يستفسر ‪ :‬بس شنوُ ؟‬

‫ابتلعت ريقها ‪ :‬يعني ‪ ..‬احسه اهوُن لوُ خاطبت‬


‫عبير يعني ‪...‬ثم غيرت الموُضوُع لـَ‪...‬ممم تعتقد‬
‫عمي يوُافق‬
‫زيد بثقه ‪ :‬ليش ل ؟‪ ...‬يحب ايده وجه وظهر‪....‬‬
‫ولوُ اني اتمنى انه ما يوُافق‬

‫‪ :‬ليش؟؟!!‬

‫‪ :‬تدرين ليش ؟ جتني فكره جهنمية متاخاره بس‬


‫تنفع ‪ ..‬عصفوُرين بحجر ‪ ...‬احسن من افكارج‬
‫المعفنه‬

‫شهقت ‪ :‬زيد !!‬

‫فانهى المكالمه ‪ :‬يالله سلم‬


‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬

‫بصعوُبة شديدة كانت قد اقنعت من استيقظ منهم‬


‫ان هناك عمال ينقلوُن بعض الغراض بقرب‬
‫المطبخ‬

‫وان صقر قد حذرهم من القتراب او فتح الباب‬

‫وكل من سال عن صموُدَ ودَلل‬

‫قالت بانهما محجوُزتان بداخال المطبخ حتى‬


‫حين‪...‬‬

‫لكن الوُقت قد طال اكثر ‪ ...‬والكذبه انكشفت ‪...‬‬


‫وتوُضحت بقدوم خاالد من لحظات ‪...‬‬
‫جلست في الزاوية تحتضن قدميها بذراعيها‬
‫وتدفن راسها بحجرها ‪...‬‬

‫فما راته اصعب من ان تتحمله ‪..‬‬

‫ل تعلم كيف جرت الموُر بسرعه كتلك‬

‫كيف تحوُل الضحك الى صراخ‬

‫كيف سقطت صموُدَ فارتطم راسها بالزاوية‬


‫المعدنيه ‪...‬‬

‫وكيف تناثرت الدماء لتمل الرض البيضاء حمارا ‪...‬‬


‫وظل جسد المنهاره ينتفض كما العصفوُر ينازع ‪..‬‬
‫صرخااات دَلل المتوُاصله باسم صقر ‪..‬افزعتها‬
‫فصرخات بها تذكرها انهما دَون غطاء ‪...‬‬

‫لكن دَلل لم تتوُقف عن الصراخ ‪...‬‬

‫فهرعت هي لتجلب غطاء لها ولدلل وصموُدَ ‪...‬‬

‫فل تعلم من سينطلق منهن الى المستشفى ومن‬


‫سيدخال مع صقر ‪..‬‬

‫وما ان عادَت بسرعه لم تحسب لها وقت لدوامة‬


‫الفكار التي تعصف براسها ‪...‬‬

‫وجدت خاالد يقف بالخارج فزعا استفسر منها ‪..‬‬


‫فلم تردَ عليه لفزعها الذي كان اشد منه ‪...‬‬

‫دَخالت بسرعه المطبخ لكنها توُقفت عند الباب ‪...‬‬


‫وعينيها تلتقط صوُرة صقر جاثيا بقرب صموُدَ ‪....‬‬

‫راقبته وهي تنتفض خاوُفا ذعرا ‪ ...‬و "غيرةت " ‪...‬‬


‫راقبته وقد انزل قترته بعجل ولف راس صموُدَ بها‬
‫‪..‬‬

‫وشهيق دَلل التي تحتضن صموُدَ يرتفع شيئا‬


‫فشيئا ‪...‬‬

‫طالبها صقر بالصمت وبحده فكتمت دَلل‬


‫شهقاتها ‪...‬كان يسالهما طوُال الوُقت عما حدث‬
‫فتردَ دَلل بالبكاء وتردَ هي بل اعلم ‪...‬‬

‫وعندما انتهى من مهمته القى تحذيراته لهن ‪...‬‬


‫بصرامه ‪..‬‬
‫ثم نهض بعد ذلك ‪..‬‬

‫حامل صموُدَ بين ذراعيه وخاطى مسرعا نحوُ الباب‬

‫اوقفته وهي ترتجف من الموُقف ‪ ......‬همست‬


‫بلعثمه ‪ :‬هذي عباتها ‪...‬‬

‫فاردَف بعجل ‪ :‬غطيها ‪..‬‬

‫مجردَ منظرها بين ذراعيه وقربه هوُ منها اصابها‬


‫بالشلل ‪ ...‬والبعثره ‪ ...‬والشتات‬

‫غرقت في تيار مشاعرها المضطربه ‪..‬الغريبه ‪...‬‬

‫لكن صوُته الحادَ ايقضها ‪ :‬ميثا غطيهااااااا‬


‫القت عليها العباة بارتباك وكل خاليه فيها ترتجف‬
‫‪...‬وزعت العباة على جسدها وهي تكتم انفاسها‬
‫لئل تختلط بانفاسه الغاضبه‬

‫انتهت اخايرا ‪...‬‬

‫فابتعد " بها " عنها ‪....‬‬

‫تاركا اياها في اعصار من المشاعر والحاسيس‬

‫" كم هوُ صعب تمردَ ذلك القلب ‪ ...‬كم هوُ مؤلم‬


‫ذلك الحساس القاتل "‬

‫‪:‬‬
‫ايقضتها صرخاات عهوُدَ من عمق ذكرياتها ‪ :‬ميثا‬
‫‪....‬‬

‫رفعت ميثا راسها لعهوُدَ وهي لم تستوُعب ما‬


‫قالت ‪.....‬‬

‫فجث عهوُدَ بقربها باكيه ‪ :‬شنوُ صار لها ‪ ...‬شنوُ‬


‫صار لخاتي يا ميثا شنوُ صار لصموُدَ‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫لم تجبها ميثا ‪ ...‬ال بدمعه ساخانه تشق وجنتها‬


‫الناعمه ‪...‬‬
‫المعزوفه العاشره‬
‫________________________________________‬
‫عزف المحاجر‬

‫ماهي شجاعه تطعن القلب و تروح‬

‫اطعـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَن ول كن حط عينك بعيني‬

‫عندما نشاهد اصحاب السرة البيضاء ‪...‬كم يجب‬


‫ان نحمدالله على الصحه والعافيه‪..‬‬

‫فل يشعر بقيمة تلك النعمه ال من فقدها وحرم‬


‫منها ‪...‬‬
‫نسـَأل الله السـَلمه ولهم الشفاء والمعافاة ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫اقتربت دَلل منها بحذر ‪ ...‬تاملتها بهدوء ‪ ....‬ثم‬


‫ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينه ‪....‬‬

‫تبدوا كطفله صغيره تغفوُ باحلمها على صدر‬


‫والدتها الحنوُن ‪....‬‬

‫تعلم انه لوُل الله ثم ذلك المخدر الذي انتشر في‬


‫خالياها المستنفره فاخامدها ‪ ..‬لم تهدأ طرفة عين‬
‫‪....‬‬

‫فبعد الهيجان الذي اصابها قبل لحظات ‪ ...‬باتت‬


‫تتوُقع منها السوُأ ‪...‬‬

‫مرت في ذاكرتها تلك السنوُات التي جمعتهما‬


‫سوُيا ‪ ...‬سنوُات مضت لكن عبق شذاها باق ‪...‬‬

‫وجرس ذكراها يدق بين حين وحين‬


‫صموُدَ لم تكن كالخاريات كانت مميزه بكل شي ‪...‬‬
‫وصعبة المراس ‪ ...‬تحصل على ما تريد ‪...‬‬

‫صاحبة افكار شيقه ومتجددَه ‪....‬ل تكادَ تحلوُ‬


‫الجلسه من دَونها ‪...‬‬

‫وكم كانت دَلل تعتبر نفسها محظوُظه لنها‬


‫حظيت بثقتها وقربها ‪...‬‬

‫رغم مزاجها المتقلب وطباعها الحادَه ‪...‬‬

‫توُفي والد صموُدَ وهي لم ترا النوُر بعد ‪...‬‬


‫وتزوجت والدتها وصموُدَ بعمر السنه ‪..‬‬

‫انتقلت فيهن للعيش معها الى عمر الثالثه ‪..‬‬

‫لتعوُدَ بعدها الى احضان شقيقها فيصل‬


‫وشقيقتها واعمامها ‪...‬‬

‫ل تنسى غضب صموُدَ الطفله من شقيقها الشاب‬


‫فيصل الذي لم يكن ينادَيها ال بالسم الذي اخاتاره‬
‫لها وصنعها له ‪...‬‬

‫" صموُدَ "‬


‫كانت تكلح ملمحها الصغيره كلما نادَاها بـَ صموُدَ‬
‫‪...‬‬

‫لكن فيصل رغم حنانه كان قاس بعض الشي معها‬


‫بعكس عهوُدَ ‪...‬‬

‫فهوُ يرى صموُدَ تختلف ‪..‬او ارادَ لها ان تختلف ‪....‬‬


‫ان تصبح شيئا ما ‪...‬‬

‫‪ ...‬ارادَها ان تكوُن كما ارادَها هوُ ‪ ....‬وكما رسم‬


‫شخصيتها الفوُلذيه ‪..‬‬

‫فزرع فيها افكاره ‪ ...‬احلمه ‪ ...‬قوُته ‪ ...‬طموُحه‬


‫‪ ....‬صلدَته ‪....‬‬

‫وبعد استشهادَ فيصل في الحرب‪...‬عادَت صموُدَ‬


‫لكنف والدتها ‪...‬‬
‫لذا كانت صموُدَ تختلف عنا‪ ...‬بافكارها امنياتها‬
‫احلمها التي تجاوزت مجرتنا الصغيره‪...‬‬

‫وتخطت حدودَنا السوُدَاء التي رسموُها لنا ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫مشاعل بهمس وهي تلقي بجسدها المرهق على‬


‫الكرسي ‪ :‬شكل هالصموُدَ غاليه عندكم‬

‫دَلل بابتسامه ‪ :‬اكيد ‪ ...‬هذي دَودَي موُ حي الله ‪...‬‬

‫مشاعل باستدارج ‪ :‬حتى نايف يقوُل ان صقر‬


‫قلقان عليها حيل‬
‫دَلل الجالسه بقرب صموُدَ تتاملها بصمت ثم تبرر‪:‬‬
‫يمكن لنها يتيمه ‪ ...‬وامها مسافره ‪ ..‬اكيد بيحس‬
‫بالمسؤوليه ‪..‬‬

‫وصقر من النوُع اللي يشيل هم‬

‫مشاعل براحه ‪ :‬اها ‪ ...‬بس جذي‬

‫دَلل تبتسم وتنظر اليها ‪ :‬اذا في شي ثاني اسالي‬


‫عنه صقر‬

‫مشاعل تشاركها البتسامه الممزوجه بالتوُتر ‪:‬‬


‫شنوُ يعني شي ثاني ؟‬

‫دَلل تحرك كتفيها ‪ :‬ممم مادَري ‪ ...‬بس لصموُدَ‬


‫اهتمام خااصا منا ‪...‬والحظ حتى من صقر ‪...‬‬
‫" مشاعل تصرخ بداخالها "‬

‫ل هذا ما ل اريد سماعه ‪ ...‬قفي فقط عند قوُلك‬


‫انها يتيمه ‪ ...‬ووحيده ‪ ...‬ولسند لها ‪ ...‬ساقبل‬
‫بكل ذلك ‪..‬‬

‫لكن مشاعر خااصه ل يادَلل ل ‪...‬‬

‫صقر الشخصيه التي طالما ابهرتني وسحرتني من‬


‫حديث شقيقي عنه ‪...‬والفارس الذي رافقني‬
‫باحلمي‪...‬‬

‫منذ ايام مراهقتي‪..‬‬

‫لم اكن ارى غيره ولم احلم بسوُاه‪..‬‬

‫استوُلى على كل امنياتي وحياتي‪ ....‬فكم كنت‬


‫اشتاق ثم اشبع هذا الشتياق‬

‫وهذا الحلم بحديث شقيقي عنه ‪...‬‬


‫قالت بهمس لتبردَ صدرها‪ :‬احسـَـَه يعدها مثلج يا‬
‫دَلوُل ‪...‬موُ صح ؟‬

‫دَلل تقبض جبينها ‪ ..‬ثم ترفع حاجبيها ‪ :‬اخاته ؟؟‬


‫ممم يمكن ‪...‬‬

‫وانحنت برفق لتطبع قبله دَافئه على جبين صموُدَ‬


‫النائمه ‪ ...‬ثم انطلقت لشقيقها الذي طرق الباب‬
‫طرقا خافيف ‪...‬‬

‫فهوُ الخار لم يذق طعم الراحه ولم يهدأ له بال‬


‫‪...‬منظرها وهي تنزف اعادَ اليه مشهد نصفه الخار‬
‫" فيصل " ‪...‬‬

‫وهوُ مغرق بدمائه‬

‫يلفظ انفاسه الخايره بين يديه ‪ ....‬لم يستطع‬


‫مساعدته ‪ ...‬لم يستطع انقاذه ‪....‬فهوُ الخار كان‬
‫ايضا ينزف ‪...‬‬

‫لم يكن بيده ال ان يضمه لصدره لتختلط دَماءه‬


‫بدمائه ‪.....‬‬

‫ضمه بقوُه وهوُ يصرخ باسمه لعل روحه ترافق‬


‫روحه الخارى وتابى ان تفارقها ‪..‬‬

‫@ سبحان الله وبحمده ‪ ..‬سبحان الله العظيم @‬

‫خارجت اليـَـَـَـَه دَلل‬

‫سلمها الغراض وهوُ يتمتم بكلمات لم تنتبه لهن‬


‫‪ ...‬فملمحه المرهقه سلبت كل تركيزها ‪...‬‬

‫كم افتقدت البتسامه الصادَقه على وجهه ‪ ...‬منذ‬


‫متى ؟ منذ رحيل توُام روحه ؟‪ ....‬وكانما رحل‬
‫ورحلت معه كل اسباب السعادَه ‪...‬‬

‫وصلها صوُته المرهق ‪ :‬شلوُنها صموُدَ ؟‬


‫همست ‪ :‬الحمدلله ‪ ..‬مشاعل ما تركتها ساعه الله‬
‫يسعدها ‪ ..‬صج هالبنت تنحط على الجرح يبرى ‪...‬‬

‫‪ :‬حرك راسه متفهما ‪ ..‬وقال وهوُ يمسح جبينه ‪:‬‬


‫اذا صار أي شي دَقي علي ‪ ..‬انا قريب‬

‫احست بالوُجع لجله همست بحنان ‪ :‬روح ارتاح يا‬


‫صقر‪ ...‬شكلك هلكان من التعب ‪...‬‬

‫حرك راسه باليجاب ‪ :‬رايح ‪ ....‬بس مثل ما وصيتج‬


‫‪...‬‬

‫حركت راسها ‪ ...‬وهي تراقبه ينسل بصمت من‬


‫امامها ‪ ...‬الى الخارج ‪....‬‬
‫‪ #‬ل حوُل ول قوُة ال بالله ‪#‬‬

‫@ اليوُم الثالث @‬

‫يقتل القتيل ويمشي في جنازته ؟!‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫تقلد وسام البطوُله ‪ ..‬وارتدى زي الشجاعه ‪...‬‬


‫وهوُ ابعد ما يكوُن عنهما ‪...‬‬

‫اصرت زوجة ابيهن الولى البقاء واكمال الرحله‬


‫مع ابنتيها‪...‬واصرت والدتهن العوُدَه للوُطن ولوُ‬
‫كلفها ذلك حياتها‪...‬‬

‫ا العوُدَة مشيا على القدااام ‪...‬‬

‫فاحتار والدهن مع ايهن يبقى ؟! وماذا يفعل ؟؟‬

‫حينها ياتي دَور الثعلب الماكر ليحيك بالخبث‬


‫شباكه ‪...‬وينتصب قائما عارضا فزعته بايصال‬
‫الخاله وابنتيها الى الوُطن ‪....‬‬

‫اضطررن لقبوُل فزعة القاتل مرغمات ‪...‬‬

‫فرؤأية صموُدَ والطمئنان عليها هوُ ما يشغلهن ‪...‬‬

‫‪.‬‬
‫" في المطار "‬

‫خاطوُاته الماكره ‪ ...‬تسابق خاطوُاتهن المتعبه‬


‫‪...‬وانفاسه الخبيثه تسابق انفاسهن المحترقه ‪...‬‬

‫توُقف برهه ثم عادَ ادَراجه يقترب من خاالته يحمل‬


‫عنها حقيبتها‬

‫‪ :‬عطيني عنج يا خااله‪...‬‬

‫تراجعن غدير وعبير ‪...‬لينفردَ هوُ بخالته التى ردَت‬


‫بصوُتها المبحوُح من كثرة الدعاء والصياح‬

‫‪ :‬ليمه خالها ماهي متعبتني ‪...‬‬

‫اصر على قوُله وسحب الحقيبه ‪ :‬جيبيها عنج وانا‬


‫شحقه موُجوُدَ‪...‬ثم ‪ ....‬احاطها بذراعه كالبن‬
‫الحنوُن‬

‫همست بـَضعف‪ :‬الله يحفظك ياولدي ‪....‬‬

‫مازالت مشتته فسهامه التي اطلقها في السفر‬


‫واكدها في الطائره اوقدت تنوُر يشتعل دَاخالها ‪..‬‬
‫هل يعقل ؟!‬

‫هل يعقل ان صقر من قام بذلك ؟ ابدا ل تشك‬


‫بصقر ول مقدار ذره‪ ...‬لكن قد يكوُن لفعله اسباب‬
‫تجهلها ‪...‬‬

‫فهي تثق به وبرأيه ثقة عمياء‪...‬‬

‫الفكار والتساؤألت التي لم تجد لها حل‪...‬كلمات‬


‫زيد ‪..‬حالة ابنتها كل ذلك شتت تركيزها واضعف‬
‫قوُتها ‪.....‬‬
‫خالفهما تسير غدير وعبير خاطوُات مرتجفه‬
‫مضطربه مبعثره‬

‫وكل منهما توُدَ ارتكاب جريمه في ذلك الحقير ‪...‬‬

‫همست غدير من تحت غطائها ‪ :‬يقتل القتيل‬


‫ويمشي في جنازته ؟!‬

‫لتردَ عبير بذات الهمس ‪ :‬حسبي الله عليه‬

‫غدير ‪ :‬الحمدلله اللي فكني من شره وال الموُت‬


‫اقرب لي منه‬

‫حينها تهمس عبير بشك ‪ :‬غدور مم يمكن كلمه‬


‫صج ‪ ...‬خالينا نتاكد قبل ما نحكم ‪...‬‬
‫فيرتفع صوُت غدير منفعله ‪ :‬اقص ايدي ‪...‬‬

‫ليصلها صوُته الفظ ‪ :‬بسم الله على ايدج بنت‬


‫عمي‪....‬‬

‫توُقفت خاطوُاتها فزعا وتراجعت ‪...‬‬

‫ليلتفت اليها بحنق ‪ :‬لوُل احترامي لخالتي يا غدييـَـَر‬


‫)قالها بالتصغير (‪ ...‬عرفت شلوُن اردَ عليج ‪...‬‬

‫اما والدتهن ‪ ...‬فكان ما يشغلها اكبر من اللتفات‬


‫لما يحدث الن ‪...‬‬

‫فقط تريد ان تصل ‪ ...‬لترى ابنتها ‪ ....‬فتلفظ‬


‫انفاس الراحه ‪...‬‬

‫هل فعل مصابها سهل ‪ ...‬ام انهم يخفوُن عليها‬


‫امرا‬
‫لم تعد تحتمل ما بقي من وقت‪ ...‬تتمنى ان‬
‫تسارع النفاس بخطوُاتها‬

‫ان تطرف طرفة عين فتجد روحها تعانق روح‬


‫ابنتها‬

‫زفرت غائبه عن الضجيج والعالم من حوُلها بـَ ‪:‬‬


‫يارب رحمتك ‪...‬‬

‫@ اللهم صلي وسلم على محمد @‬

‫‪..‬‬

‫طرق الباب ‪ ..‬بطرقات عرفتها دَلل وحفظتها‬


‫جيدا ‪ ...‬فهرعت اليها بعد ان اسدلت غطاءها ‪..‬‬
‫كان يقف على مقربه ‪..‬بيديه مجموُعة من‬
‫الكياس ‪..‬اقتربت منه وحملتها عنه‬

‫‪ :‬هات عنك فديتك ‪..‬‬

‫ردَ بهدوء ‪ :‬تفداج العافيه ‪ ..‬ثم سال ‪ :‬شلوُنها‬


‫الحين ؟‬

‫رفعت راسها اليه ‪ :‬الحمدلله احسن ‪ ...‬ثم سالت ‪:‬‬


‫جبت المرآيه ؟؟‬

‫اجاب ‪ :‬ايه جبتها ‪...‬ثم عقد جبينه متسائل ال‬


‫شتبين فيها ؟‬

‫وصلت اليه ضحكاتها الهادَئه لتقوُل ‪ :‬موُ حقي ‪...‬‬


‫حقها ‪ ..‬بس لوُ دَرت اني قلت لك تذبحني‬
‫علته علمات الدهشه ‪ :‬حقها ؟؟ منوُ ‪ ....‬ثم رفع‬
‫حاجبه بدهشه اكبر صموُدَ ؟‬

‫ضحكت دَلل ‪ :‬ههههههه ايه طلبت مني اجيبها من‬


‫البيت ‪ ...‬تبي تشوُف شكلها تخاف تشوُه وال شي‬
‫‪..‬‬

‫مال فمه بابتسامه ساخاره ‪ :‬اما عجيبه هالبنت ‪...‬‬


‫ثم تحوُلت ملمحه للجديه ‪ :‬ما قالت شنوُ صار ؟‬

‫حركت راسها نافيه ‪ :‬ل ‪ ....‬مصره انها دَاخات‬


‫وطاحت ‪ ...‬ثم اردَفت بتردَدَ بسسس ‪..‬‬

‫استدرجها ‪ :‬بس ؟؟‬

‫همست ‪ :‬مم اللي اتذكره انها كانت تكلم غدير ‪....‬‬


‫‪ :‬غدير اخاتها ؟ ‪....‬‬

‫هزت راسها ‪ :‬ايه ‪ ...‬هذا اللي اذكره قبل ما اطلع‬


‫اكلمك ‪...‬‬

‫تنهد وحرك قترته يثبتها ‪ :‬يصير خاير ‪ ....‬نادَي على‬


‫امي وعمتي بلحق اوصلهم واطلع للمطار‬

‫انزلت الكياس واخارجت من احدها عصير ‪ :‬لحظه‬


‫‪ ...‬صقر شكلك ما اكلت من ايام ‪...‬‬

‫كان جوُابه ابتسامه باهته وكانها ذكرته بشي قد‬


‫غفل عنه ‪...‬‬

‫قالت بحده ‪ :‬هذا وانت متبرع بدمك بعد ‪ ..‬خاذ‬


‫هالعصير ل تطيح علينا انت الثاني‬

‫دَفعه بيده ‪ :‬ماني بطايح ‪..‬ل تخافين ‪ ...‬خاليه لكم‬


‫‪...‬‬

‫قالت ممازحه ‪ :‬كل هذا لها‪ ...‬؟؟ فوُق دَمك بعد‬


‫مشتري كل هالغراض لها ؟؟‪....‬شكلي بتدلع‬
‫عليك واسوُي مثلها‬

‫ضربها على راسها بخفه ‪ :‬خابله ‪ ......‬اول انا قلت‬


‫لكم موُ لها ؟ ‪..‬ثانيا ‪ ...‬خاليها تقوُم بس وابشري‬
‫دَمي اطلعه من عيوُنها ‪...‬‬

‫ضحكت دَلل ‪ ...‬فابتسم لها ‪ :...‬يالله نادَيهم ‪...‬‬

‫ردَت بسعادَه ‪ :‬ان شاءالله‬


‫‪:‬‬

‫@ استغفر الله واتوُب اليه @‬

‫قبل ساعات فقط استعادَت وعيها ‪....‬فعادَت‬


‫الروح ترفرف بين جوُانح احبابها ‪...‬‬

‫تجلس حوُلها عهوُدَ بينما دَلل ترتب المكان‬


‫والغراض التي جلبها صقر وتساعدها ميثا التي‬
‫فضلت البقاء معهن‪...‬‬

‫وللتوُ غادَرتهم العمه ام فهد وام ناصر ومريم بينما‬


‫رافقت ام صقر صقر الى المطار لستقبال‬
‫شقيقتها‪...‬‬

‫فكان المكان يغلبه الهدوء ‪..‬بعد ضجة الحضوُر ‪..‬‬


‫همست دَلل وهي ترفع المسجله الصغيره ‪:‬‬
‫شوُفي صقر اش جايب‬
‫عهوُدَ بتعجب ‪ :‬مسجله ؟!‬

‫دَلل بابتسامه واسعه ‪ :‬وفيها شريط ‪....‬‬

‫عهوُدَ تحرك حاجبيه بخبث ‪ :‬متاكده من صقر ؟؟؟‬


‫ياعيني بس ل يكوُن من اللي خابري خابرج‬

‫ارتفعت ضحكات دَلل ‪ ...‬ثم كتمتها بيدها لئل‬


‫تستيقظ صموُدَ‬

‫‪ :‬وجع عهييـَد ‪..‬‬

‫تفحصت الشريط وابتسمت ‪ :‬الله قرءان ‪ ....‬ثم‬


‫شهقت بفرح ماهر المعيقلي وهـَ بس ‪..‬‬
‫التقطته ميثا منها بل شعوُر ‪ ...‬اخاذت تقلبه بيديها‬
‫وعيناها تنطق حسره‬

‫" يراودَها شعوُر مجنوُن وهي تتفحص الغراض‬


‫التي جلبها صقر ‪...‬‬

‫كم تتمنى لوُ انها من تعرض للذي ‪ ...‬فقط‬


‫لتحظى باهتمامه ‪...‬‬

‫لن يهمها اللم حينها بقدر اللذه التي ستشعر بها‬


‫عند ذلك ‪ ...‬ستتنفس السعادَه التي حلمت وتحلم‬
‫بها طوُيل‪...‬‬

‫رفعت نظرها الى حيث صموُدَ وهي تقوُل ‪...‬يكفي‬


‫ان دَمه يجري في شرايينها الن‬

‫يكفي انه لم يذق طعم الراحه ‪ ...‬ولم يدخال‬


‫المنزل ال لتغيير ثيابه ‪...‬‬
‫يكفي انه لم يذق طعاما ولم يستلذ بشراب طوُال‬
‫تلك الفتره ‪...‬‬

‫ههههه كم انت مجنوُنه يا ميثا ‪ ..‬كل هذه غيره من‬


‫اهتمام شقيق بشقيقته‬

‫نعم فصموُدَ كدلل عند صقر ‪ ...‬اجل فاهتمامه‬


‫اهتمام اخ ل اكثر‬

‫ثم ان صموُدَ اصغر سنا منه ‪ ...‬اظافه الى ان‬


‫صموُدَ ل تستسيغه اخ فكيف بـَ ‪....‬‬

‫لم تستطع النطق بها وغصت في‬


‫حلقها‪.....‬لتكمل هوُاجسها المجنوُنه‬

‫اذن لما كل هذه الغيره ؟ ‪...‬‬


‫لنك غبيه ‪ ...‬تاكدي بان صقر ان فكر في الزواج‬

‫لن يفكر بسوُاك ‪ ...‬فانت القرب ‪ ...‬وابنة عمه‬

‫انت الولى يا ميثا انتي انتي ‪"...‬‬

‫‪.‬‬

‫ادَارت دَلل الشريط‬

‫فصدح صوُت الحق ومل الجوُاء سكينه وطمأنيه ‪...‬‬


‫وخامدت الرواح الخبيثه‬

‫وتلشت الفكار الشيطانيه ‪...‬وسكنت النفس‬


‫واطمأنت القلوُب "‬

‫‪.‬‬
‫@ سبحان الله @‬

‫@ استغفر الله واتوُب اليـَـَه @‬

‫اسدلت الستاره وصدى ضحكاتها يرن في الغرفه‬


‫الصغيره‬

‫فجر ‪ :‬شكل ابوُي وامي عايشين المراهقه متاخاره‬

‫لم تردَ عليها الخارى السرحانه في عالمها‬


‫‪...‬وملمحها الغاضبه تهددَ بالنفجار ‪...‬‬

‫اقتربت فجر من سريرها وقفزت أعله ثم جلست‬


‫تتامل شقيقتها بطريقه مزعجه ‪...‬‬

‫زفرت شقيقتها بغضب وهي ترمي الوُسادَه نحوُها‬


‫صارخ ‪ :‬وجع ‪...‬‬
‫ضحكت فجر وهي تصد الوُسادَه عنها ثم سالتها‬
‫وهي تعلم الجوُاب مقدما ‪ :‬وليش الضيقه يا جي‬
‫جي ‪..‬‬

‫لم تردَ جوُاهر بل صدت بوُجهها الحزين عنها‬


‫‪...‬لكن فجر استدرجتها بمكر‬

‫‪ :‬كل هذا عشان السي سيد رجع هههههههه‬

‫صرخات جوُاهر وهي تنظر اليها ‪ :‬سي سيد بعينج‬


‫‪....‬ثم زفرت بالم حسبي الله عليهم خاربوُا سفرتنا‬
‫هما واخاتهم المعقده ‪...‬يا جعل الطياره ما توُصل‬
‫فيهم آميـَ ‪........‬‬

‫صرخات فجر تحذرها ‪ :‬هيييه هيييييه لتنسين انه‬


‫معاهم‬

‫شهقت جوُاهر ورفعت يديها بالدعاء ‪ :‬استغفر الله‬


‫استغفر الله ل يارب يوُصلوُن بالسلمه وخااصه‬
‫زيوُدَ ‪..‬‬
‫سقطت فجرعلى فراشها ضاحكه بقوُه ‪:‬‬
‫هههههههههههه والله انج تحفه يا جي جي‬

‫لتردَ جوُاهر بغيض‪ :‬هه هه هااي والله انج اكبر مغثه‬


‫يا جرجر ‪...‬‬

‫اعتدلت فجر بجلستها تمسح دَموُع الضحك ‪ :‬ياخاتي‬


‫احمدي ربج انج الحين مارجعتي وضاعت سفرتنا ‪..‬‬
‫زين ان ابوُي وافق نظل ‪...‬‬

‫امسكت جوُاهر راسها بغضب ‪ :‬وشالفايده ؟ ‪....‬‬


‫اخ بموُت من القهر ‪...‬‬

‫‪.‬ياني بنيت احلم واحلم على هالسفره ‪ ..‬لتجي‬


‫بنت الفقر وتخرب علي وتهد كل اللي بنيته ‪...‬‬
‫حسبي الله عليج يا‬

‫صمييد من يوُمج وانتي مسببه لي ازمه ‪....‬‬

‫فجر تكتم ضحكتها لتغثها ‪ :‬حرام عليج البنت بين‬


‫الحيا والموُت‬

‫جوُاهر بغضب وغيض يوُشك على النفجار ‪ :‬هه هه‬


‫ههااي ‪ ...‬بجيتيني ‪ ...‬هذي قطوُه بسبع ارواح ‪...‬‬

‫نهضت فجر من سريرها نحوُ الباب ‪ :‬زين يالله‬


‫قوُمي خالينا نطلع نغير جوُ ‪ ...‬موُ جايين ننحبس‬
‫بين اربع اطوُف ‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫@ استغفـَـَر الله العظيم @‬

‫كن يتناولن اطراف حديثن هادَئ ‪ ...‬ممزوج ما بين‬


‫احلمهن ‪ ..‬وواقعهن ‪...‬‬

‫حاولت صموُدَ النهوُض ‪ ..‬فهرعت اليها عهوُدَ‬


‫تساعدها ‪....‬‬
‫احاطتها بذراعها ‪ :‬شوُي شوُي بسم الله عليج ‪...‬‬

‫خارجت منها آهه ‪ :‬وين انا ؟؟ امي ‪...‬‬

‫عهوُدَ بقلق‪ :‬دَودَي ‪ ..‬قلت لج انج بالمستشـَ ‪.....‬‬

‫لم تكمل لن صموُدَ حركت يدها انها قد فهمت‬


‫وتذكرت ‪..‬‬

‫همست عهوُدَ بقلق ‪ :‬في شي يعوُرج ؟ تحسين‬


‫بشي ؟‬

‫صموُدَ هربت بنظراتها عن شقيقتها كي ل تفضح‬


‫عينيها مصابها‬

‫آخ يا عهوُدَ ‪ ..‬شي ؟ ال اشياء واشياء ‪ ...‬طعنه يا‬


‫عهوُدَ طعنه بالظهر مادَري ان كنت اقوُاها او اروح‬
‫ضحيتها ‪...‬‬
‫مادَري اللم اللي احس فيه من الطيحه ‪ ...‬وال من‬
‫قوُة الصدمه ‪..‬‬

‫مادَري الجرح في راسي وال في مكان ثاني‬

‫احلم سنين وامنيات عمر انهدمت بلحظه يا عهوُدَ‬


‫‪ ...‬بلحظه ‪ ....‬تنهدت بعمق ثم حركت راسها‬
‫بالنفي ‪...‬‬

‫‪ :‬ل ما احس بشي ‪....‬‬

‫كم كانت تتمنى عهوُدَ ان تسالها عن السبب‪..‬‬


‫وعن ما حدث ‪...‬‬

‫توُقعت حينها ان شيئا ما حدث لوُالدتها وشقيقاتها‬


‫لوُل ان صقر جعلها تحادَث والدتها وتطمئن‬
‫عليها‪..‬‬

‫اذن مالذي حدث ‪ ...‬مالخبر الذي تلقته صموُدَ‬


‫بالهاتف في تلك المكالمه ؟؟‬
‫ستعلم قريبا ‪ ...‬لكن ستنتظر الى ان تتحسن‬
‫حالتها اكثر ‪ ...‬او تخبرها هي من نفسها ‪..‬‬

‫وكم تستبعد هذا من صموُدَ ‪...‬‬

‫@ استغفر الله واتوُب اليـَـَه @‬

‫في المطار‬

‫استقبل خاالته مقبل راسها ‪ ...‬فارتمت في حضنه‬


‫باكيه ‪ ...‬وكانها انتظرته كل هذا الوُقت لتفرغ‬
‫شحناتها في صدره‬

‫ضحك صقر يلطف الجوُ ‪ :‬افا بس ‪ ...‬وليش‬


‫هالدموُع الغالين يالغاليه ‪...‬‬

‫تمتمت بكلمات فالتقط حروف اسم صموُدَ من بين‬


‫شهقاتها فردَ مطمئنا‬
‫‪ :‬والله انها بخير وعافيه ‪ ...‬ما عليها باس‬

‫ابتعدت عنه وكانها تريد ان تؤكد صدق كلماته من‬


‫هيئة ملمحه ‪...‬‬

‫قال ‪ :‬هذا وانا مقترح عليهم قبل ماجي يربطوُنها‬


‫في السرير ‪...‬‬

‫شهقت بذعر ‪ :‬ليش‬

‫فابتسم قائل ‪ :‬لنها صايره مثل الحصان من‬


‫العافيه‬

‫ضحكت الخاله وهي تمسح دَموُعها ‪...‬وضحكن‬


‫شقيقاتها القلقات‬

‫ثم التفتت لشقيقتها وبدات بالستفسار وطرح‬


‫السئله لتتاكد وقد طمأنتها هي الخارى ‪..‬‬
‫سلمن الفتيات على خاالتهن وشاركن والدتهن في‬
‫طرح السئله والطمئنان‪..‬‬

‫حتى انتهى الشطر الول من تبادَل الخابار‬


‫ليعجلهن صقر‬

‫‪ :‬يالله توُكلنا على الله ‪...‬‬

‫سرن خالفه ‪ ...‬لكن ام فيصل تنادَي باسمه‬


‫ليتوُقف‪..‬‬

‫ام فيصل ‪ :‬صقر يمه ‪ ...‬وزيـَـَـَـَد ؟‬

‫توُقف صقر والتفت اليه ‪ ...‬كان يقف هناك بعيدا‬


‫يتحدث بهاتفه ‪...‬‬

‫فقال ببرودَ ممسكا بيدها ‪ :‬اللهم كثر التكاسي‬


‫في الديره ‪.....‬‬
‫ابتسمت غدير من تحت غطائها وهي تهمس ‪ :‬الله‬
‫يبردَ قلبك يالصقر ‪...‬‬

‫وشاركتها عبير الضحك ‪...‬‬

‫سارا خالفه الى حيث سيارته ‪...‬ركبن ‪ ...‬يسابقهن‬


‫الشوُق لرؤأية صموُدَ ‪...‬‬

‫ركبت والدته بقربه ‪ ...‬وعبير وخاالته بالخلف‬

‫احس بصوُت رقيق خالفه ينطق باسمه ‪...‬‬

‫اغلق باب السياره على خاالته والتفت اليها‬

‫لم يستطع تمييزها لغطائها ‪..‬‬

‫همست بتوُتر ‪ :‬صقر عندي شي مهم بقوُله‬


‫صقر باستغراب يعقد جبينه ‪ :‬خاير ‪ ...‬سمي ‪...‬‬

‫حركت راسها ‪ :‬موُ هنيه ‪ ..‬موُ الحين ‪ ...‬كلم‬


‫يطوُل ‪....‬‬

‫صمت صقر يستوُعب ‪...‬‬

‫ولما لحظت البرودَ بملمحه ‪ ...‬همست ‪ :‬شي‬


‫يخصك ويخص صموُدَ‬

‫حينها توُسعت عيناه بدهشه ‪ ..‬حارت به الفكار‬


‫وهوُ يجمع الحداث ويستوُعب الكلمات‬

‫فهمس مدركا ‪ :‬انتي غدير ؟‬


‫@ ل اله ال الله @‬

‫‪.‬‬

‫وحان وقت اللقاء ‪ ...‬وتعانقت الرواح ‪...‬‬


‫وانطفأت جمرة الشوُق ‪...‬‬

‫احتضنتها والدتها بقوُه ‪ ...‬كم توُدَ ادَخاالها بصدرها‬


‫لتطفئ نار القلق والخوُف المشتعله بداخالها‬

‫احاطتها صموُدَ بذراعيها النحيلتين ‪..‬‬

‫وقد تمردَت منها دَمعه قاومتها لكنها تحررت‪...‬‬

‫مسحتها بسرعه ‪ ..‬وهي تهمس لوُالدتها ‪ :‬هذي انا‬


‫قدامج يمه ‪ ..‬مافيني ال العافيه ‪..‬‬
‫قبلت والدتها راسها وجبينها ووجنتيها بشغف‬
‫وهي تسالها عما حدث‬

‫لتردَ صموُدَ باصرار ‪ :‬دَخات واغمى علي ‪ ...‬مادَريت‬


‫بنفسي ال هنيه ‪..‬‬

‫عاتبتها والدتها وهي تتامل ملمحها المجهده ‪:‬‬


‫ليش تدوخاين ‪ ..‬ماتكلين عدل ‪ ...‬مهمله نفسج‬
‫انتي‬

‫رسمت ابتسامه ذابله لتقوُل ‪ :‬ل يمه اكل‪ ...‬بس‬


‫يمكن حاشني بردَ ‪ ..‬المهم اني الحين قدامج‬
‫مافيني ال العافيه‬

‫ردَت والدتها ساخاره ‪ :‬اشوُف العافيه طالعه من‬


‫عيوُنج وجيس المغذي وجيس الدم معلق فوُق‬
‫راسج‬

‫ابتسمت صموُدَ ‪ ...‬لتحتضنها والدتها بشوُق ‪...‬‬


‫وتعلق دَلل ‪ :‬تراه دَم اخاوُي يا خااله ‪...‬‬

‫كشت ملمح صموُدَ بلوُعه ‪ :‬وع وع اسكتي بس ‪....‬‬


‫ثم احمرت خاجل عندما تلقت عيناها بعيني خاالتها‬
‫ام صقر ‪...‬‬

‫فهمست بخجل مبرره ‪ :‬تلوُع جبدي لما اتخيل أي‬


‫دَم غريب يدخال جسمي ‪...‬‬

‫ابتسمت الخاله وردَت ‪ :‬وصقر قريب ماهوُ غريب‬


‫‪ ...‬وبيصير اقرب لج ان شاءالله‪....‬‬

‫لم تستوُعب الكلمات ‪ ...‬فعناق غدير وعبير‬


‫اشغلها ‪..‬‬

‫واحادَيثهن المفعمه بالشوُاق سرقها لعالمهن ‪..‬‬

‫كانت تستطيع ان تميز نظرة العتذار في عيني‬


‫غدير ‪ ...‬لم تفارقها ‪...‬‬
‫فهمست بابتسامه مقاطعه حديثهن ‪ :‬اشتقت لج‬
‫غديير ‪ ..‬اشتقت لج موُوت‬

‫لترتمي الخارى في احضانها باكيه ‪...‬وتضمها‬


‫صموُدَ اليها مستمده القوُه من آلمها‬

‫@ استغفر الله واتوُب اليـَـَه @‬

‫اوصلهن للغرفه وبقي خاارجا مع ابناء‬


‫عموُمته‪....‬قبل ان يلمح خاروج الثنتان باتجاه‬
‫دَورة المياه‪..‬‬

‫بقي لحظات ثم تبعهن ‪....‬‬

‫عبير بقلق شديد‪ :‬راح تفضحينا يا غدير ‪ ...‬ما تجينا‬


‫المصايب ال منج‬
‫غدير ‪ :‬اسكتي بس‪ ...‬وربي لبردَ حرتي فيه‬

‫عبير‪ :‬وصقر شكوُ تدخالينه‬

‫غدير‪ :‬محد يبردَ حرتي وحرة صموُدَ غيره‬

‫عبير‪ :‬شراح تقوُليله ؟؟ زيد خاطبج وبعدين هوُ‬


‫اشدخاله ؟؟‬

‫غدير‪ :‬اصبري بس ول توُتريني ‪...‬‬

‫عبير بتوُتر‪ :‬يوُووه ‪ ...‬انا بروح ‪...‬‬

‫امسكت غدير بذراعها‪ :‬تخليني بروحي‬

‫عبير بغضب ‪ :‬طبخ طبختيه يالرفله اكليه ‪ ..‬انا‬


‫مالي شغل فيج بروح ‪..‬‬
‫شدت على ذراعها تمنعها المغادَره ‪ :‬لحظه كاهوُ‬
‫وصل ‪...‬‬

‫توُقفت عبير تنظر اليه بخوُف ‪ :‬حسبي الله عليج‬


‫‪...‬‬

‫اقترب فالقى التحيه ‪ ..‬وردَدَنها بهمس ‪...‬‬

‫قال بعجل ‪ :‬تكلمي غدير ‪ ...‬شنوُ عندج‬

‫ملمحه الجادَه تثير الرعب وتنشر الربكه في‬


‫اوصالها ‪ ...‬همست ‪ :‬لما طاحت صموُدَ ‪ ...‬انا كنت‬
‫اكلمها ‪...‬‬

‫لم تلحظ تغيير في تعابير وجهه ‪ ...‬قال ‪ :‬ايه ‪...‬‬


‫ازدَردَت ريقها وهي تكمل ‪ :‬قلت لها ان زيد‬
‫خاطبني‬

‫كلح وجهه وقبض جبينه ‪ :‬شلوُوون ؟؟‬

‫احست بان رسالتها وصلت ‪ ..‬اكملت بحماس ‪ :‬أي‬


‫هذا اللي صار زيد خاطبني ‪ ...‬وموُ بس جذي ال‬
‫قال لمي‬

‫صرخات عبير ‪ :‬غدير ل‬

‫فازدَادَ غيض صقر ليامرها ‪ :‬كملي‬

‫عبير بحشرجه وخاوُف ‪ :‬ل ما فيه ‪ ..‬مافيه ‪ ...‬غدير‬


‫جب اسكتي‬

‫فاصر صقر ان تكمل واودَاجه منتفخه من الغضب‬


‫‪...‬‬

‫هرعت عبير بعيدا ‪...‬‬

‫بينما اشتعلت في صقر نارا ل يعلم مصدرها ‪...‬‬


‫أهي رغبه في معرفة ما قال زيد‬

‫ام لن انهيار صموُدَ كان بسببه ؟ لتركه اياها ؟‬


‫لمشاعر تكنها له في قلبه ؟‬

‫شد قبضته وقال من بين اسنانه‪ :‬كملي يا غدير ‪...‬‬

‫ارتجف جسدها اضطرابا فلففته بذراعيها‪...‬‬


‫واكملت ‪ :‬لما رفضته وقلت هالشي بوُجهه اني‬
‫مابيك‬

‫ول عمري راح ارضى فيك ‪...‬راح قال لمي انه يبي‬
‫صموُدَ‪...‬‬
‫صرخ صقر بحده ‪ :‬نعـَـَـَـَـَـَـَـَـَم ؟!‬

‫لتكمل تفجير قنابلها ‪ :‬وانك انت هددَته اذا خاطب‬


‫صموُدَ او قرب منها ‪..‬‬

‫وهوُ ما يبي يخسر القرب من امي ‪ ...‬فخطبني انا‬

‫‪:‬‬

‫أي نار اشعلتيها يا غدير ‪...‬‬

‫ومن سيخمدها ؟؟ ان كانت ستخمد ؟؟؟‬


‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫صرخ باسمه عاليا ‪:‬‬


‫زيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَد‬

‫ليلتفت الخار بابتسامه بيضـَـَاء‪....‬ما لبثت ان‬


‫تلوُنت باللوُن الحمر ‪....‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان ل اله ال انت‬
‫استغفرك واتوُب اليك‬

‫‪.‬‬
‫‪#‬عزف المحاجر ‪#‬‬

‫سأيات‬ ‫جأبا أ‬
‫ل اليرا ج‬ ‫ل ال ز ج‬
‫مث ج‬
‫ة ج‬
‫خ ز‬
‫م أ‬‫شا ج‬‫أ‬
‫دي‬ ‫أ‬
‫ع ج‬
‫داي ‪ :‬إص ج‬ ‫مب أ‬
‫طيح يـقـوُل أ‬ ‫لـوُ أ ج‬

‫" المطـَار "‬

‫كان على بينة من المر ‪ ...‬فلما حادَث ناصر قبل‬


‫ساعات ليستقبله في المطار ‪ ...‬اطلعه عليه ‪..‬‬

‫فبينما كان ناصر جادَا في نقل ومناقشة الموُضوُع‬


‫‪ ...‬استقبله زيد بقهقه ساخاره‬
‫" في سيارة ناصر "‬

‫زيد يضحك بسخريه ‪ :‬مشعل البدون ؟ هههههههه‬


‫ضحكتني والله ‪ ....‬ماشاءالله ماشاءالله ومن متى‬
‫هالناس رفعوُا روسهم وقاموُا يطالعوُن فوُق ؟‬

‫ناصر مستنكر سخرية شقيقه ‪ :‬استغفر ربك يا زيد‬


‫الشماته مهيب زينه ‪ ...‬والـَ‬

‫زيد ومازالت النبرة الساخاره بلسانه ‪ :‬واشقلت له‬


‫؟؟‬

‫ناصر ‪ ..‬ونبره حزينه ‪ :‬لمحت له بعد ما كلمت ابوُي‬


‫وقال صرفه بطيب ‪ ...‬هوُ بعد كان حاب المر بينيا‬
‫‪ ..‬مايبي يجيب ابوُه مثل هذيك المره ونكسر‬
‫بخاطره ‪...‬‬
‫زيد واضعا اصبعه على فهمه بطريقه التفكير ثم‬
‫حرك يده في الهوُاء ‪ :‬استغرب من هالناس ليش‬
‫ما تفهم ؟؟‬

‫ناصر بحد ‪ :‬ليش ما تستغرب من نفسك ومن اللي‬


‫مثلك ؟؟‪ ..‬تراه اولى ؟؟‬

‫زيد يلتفت له ‪ :‬اشتقصد ؟؟؟‬

‫ناصر بتعقل ونبره جادَه ‪ :‬عمر الرجوُله ما تنقاس‬


‫باوراق‪ ...‬ومشعل رجال والف من يتمناه ‪...‬‬
‫ومالخاسر ال اخاتك يا زيد‬
‫زيد بغضب ‪ :‬روح بس ‪ ...‬قال رجال ‪...‬وباجر من‬
‫وين يوُكلها ان شاالله ؟؟؟ وال بدال ما تصرف‬
‫على اخاتك ‪..‬‬

‫تصرف عليها وعلى زوجها واولدَها ‪ ..‬غير كل يوُم‬


‫جارتك من مخفر لمخفر ومن قضيه لقضيه ‪...‬‬
‫قال رجال ‪ ..‬خاله يعيش بالول بعيد يفكر يتزوج‬
‫بنات الناس‬

‫ناصر ‪ :‬تراني بخطب عهوُدَ ‪..‬‬

‫زيد بدهشه ‪ :‬احلف ؟‬

‫ناصر بسخرية ‪ :‬هذا شي ماظن لحد سلطه فيه‪...‬‬


‫لني مريم ولني حصه ‪ ...‬خاليكم انتم وافكاركم‬
‫المتحجره ‪...‬‬
‫زيد ‪ :‬ل انطر بس ‪ ..‬احم ‪ ..‬مادَريت اني بصير‬
‫عديلك ‪....‬‬

‫ناصر مستغرب ‪ :‬عديلي ؟ ؟؟ ‪:‬‬

‫" ابتسم زيد ابتسامه عريضه "‬

‫لتتوُسع عينا ناصر ونظراته مابين الطريق وزيد‬


‫ولما استوُعب قوُل شقيقه ‪ ...‬همس بـَ ‪ :‬زيد !!‬
‫على شنوُ ناوي ‪...‬‬

‫ليردَ زيد وابتسامته العريضه تشق وجهه ‪ :‬كل‬


‫خايـَـَـَر ‪ )....‬واتكأ بذراعه على المقعد قائل ( ل‬
‫تنسى مر المستشفى موُ البيت ‪...‬‬

‫&&‬

‫قطع افكاره الناريـَه صوُت الهاتف وهوُ يعلن وجوُدَ‬


‫مكالمه ‪..‬‬

‫شد على هاتفه بعد ان اخارجه وهمس لها بامر ‪:‬‬


‫غدير ارجعي دَاخال‪ ...‬ومابي مخلوُق يدري باللي‬
‫صار‪..‬‬

‫همست براحه كمن اطلق سراحها ‪ :‬زين ‪ ...‬ان‬


‫شاءالله ‪....‬‬

‫سارت بخطوُاتها نحوُ الداخال‪ ..‬ورفع هوُ هاتفه‬


‫وحروفه كاامثال الجمر تتقاذف من حنجرته‬
‫الملتهبه‬
‫‪ :‬نعم ‪..‬‬

‫مشعل بنبره غريبه ‪ :‬صقر ‪ ..‬انت وين ؟؟‬

‫صقر يخفف نبرته الحادَه ‪ :‬هل مشعل‪ ..‬في‬


‫المستشفى ‪...‬‬

‫مشعل بضيق واضح ‪ :‬صقر ‪....‬‬

‫صقر بقلق ‪ :‬تكلم ‪ ..‬شنوُ فيه ؟؟ مشعل صاير شي‬


‫‪...‬‬

‫مشعل بذات النبره ‪ :‬ابي اكلمك‪ ...‬ضايقه فيني‬


‫الدنيا ‪ ...‬يا صقر ‪..‬‬
‫مسح صقر جبينه بتعب ‪ :‬افا بس‪ ...‬شهالكلم ‪...‬‬
‫وين انت ؟‬

‫مشعل ‪ :‬ع البحر ‪..‬‬

‫صقر يتقدم بخطوُاته ‪ :‬اشصار‪...‬‬

‫مشعل ‪ :‬رفضوُني للمره الثالثه‪ ...‬وماظن بعدها‬


‫رابعه يا صقر‪....‬‬

‫صقر علم بوُقع الصدمه على بن عمه اسرع بخطاه‬


‫وهمس ‪ :‬ل تتحرك ‪ ...‬انا جايلك ‪...‬‬
‫&&‬

‫‪ ،‬عند باب المستشفى ‪،‬‬

‫ناصر ‪ :‬عندي شغله قريبه اخالصها عشر دَقايق‬


‫وراجع ‪..‬‬

‫امسك زيد بالمقبض وفتح الباب ‪ :‬اوك ل تتاخار يا‬


‫العريس اخااف تطفش العروس وتروح من ايدك‬

‫ابتسم ناصر له ‪ :‬انزل بس ‪...‬يمال العافيه ‪...‬‬

‫" قهقه زيد عاليا قبل ان يترجل من سيارة‬


‫شقيقه مخترقا بعدها الباب الزجاجي للمستشفى‬
‫"‬
‫&&‬

‫كان من يريد يقف امامه ‪ ..‬كفريسه سهله تيرغب‬


‫بافتراسها ‪....‬‬

‫لم يرى في الساحه سوُاه ‪....‬‬

‫وما اشعل النار فيه اكثر ابتسامته الخبيثه التي‬


‫علت وجهه الفظ ‪...‬‬

‫عجلت خاطاه ‪ ...‬توُقدها انفاسه المحترقه ‪....‬‬


‫صرخ باسمه عاليا ‪ :‬زيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَد‬

‫ليلتفت الخار بابتسامته البيضاء التي ما لبثت ان‬


‫تلوُنت باللوُن الحمـَـَـَـَر ‪...‬‬
‫لكمة سددَها صقر لزيد فغرست انامله في انيابه ‪..‬‬
‫واخاتلطت دَماؤأهما ‪....‬‬

‫اخاتـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَل توُازن زيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَد ‪...‬‬

‫‪...‬ثم سحبه من ثيابه واخارجه خاارجا ‪...‬كالفداء ‪....‬‬

‫وبالقرب من الحائط الخارجي رفعه صقر ‪...‬‬


‫ليسددَ له ضربه اخارى واخارى فيردَها الخار‬
‫بضرباات مبعثره ‪...‬‬

‫لكن صقر انقض عليه كفريسـَـَـَه ‪ ...‬فضربه تتلوُ‬


‫الخارى ‪ ...‬وكل ضربة ماء زلل يروي ظمأه ‪...‬‬
‫ويطفئ ناره ‪....‬‬

‫تساقطت ‪ ..‬الدماء ‪ ....‬والغتر ‪ ...‬والحذيـَه ‪.....‬‬


‫وتقطعت ازرة الثياب ‪ ...‬وتلوُن البياض بالوُان‬
‫التراب وقطرات الدم ‪..‬والسوُادَ‪..‬‬
‫حينها ‪ ...‬لما نال كفايته ‪...‬‬

‫تشبث بجيب زيد وقربه حتى حرقت انفاسه‬


‫صفحات وجهه قائل من بين اسنانه ‪ :‬وروح قوُلهم‬
‫يا حقير ‪ ...‬صقر اللي شوُه وجهي عشان ل اقرب‬
‫بنت عمه ‪..‬‬

‫ثم اتبعها بصقه ‪...‬لطخت وجه زيد المدمى ‪...‬‬


‫فاعادَها له زيد بصقات وركلااات مشتته ‪...‬‬
‫وكلمات سوُقيه قذره ‪..‬‬

‫حرره صقر من قبضته ‪...‬متوُجها لسيارته ‪...‬‬

‫فانطلقت تهدايدات زيد الهالك المتوُرم وجهه‪:‬‬


‫يالساقط السافل‪ ..‬وربي لتندم ‪ ...‬وبنت عمك‬
‫باخاذها غصب على راسك يا‪.. ................‬‬

‫‪.‬‬
‫لحظات يصل فيها ناصر ‪ ...‬فتتوُسع عيناه لذلك‬
‫المنظر ‪....‬شقيقه مدمى ممزق الثياب ومبعثر‬
‫المنظر ‪..‬‬

‫هب اليه فزعا ‪ :‬زيد شنوُ صار؟؟؟‬

‫حاول الخار الثبات ‪ ...‬فاسرع اليه ناصر يثبته ‪:‬‬


‫شنوُ صار؟؟ منوُ اللي سوُى فيك جذي ؟؟؟‬

‫كانت كرامته اكبر من ان يدلي بالحقيقه امام‬


‫شقيقه ‪.‬وبالذات الن ‪..‬‬

‫وهوُ يعلم يقينا ان صقر لن يخبر احدا بذلك حتى‬


‫يفعل هوُ قبله ‪...‬‬

‫وتلك فرصتـَـَه ‪..‬‬

‫&&‬
‫على شاطئ البحر ‪ ...‬قبيل الفجر ‪...‬‬

‫أل ياليل عيلمني وش آخار ليلتي بلقاه؟؟‬

‫احس بضيق في صدري وقلبي نبضته تضمر‬

‫ة تتله‬
‫احس بشي ماعرفه واحس برعش د‬

‫احس بوُحدتي تشكي‪ ,‬فضا قلبي بدا يكبر‬

‫أل ياليل عيلمني ياهل بلقا الذي يمله؟؟‬


‫أم إني بنتهي راحل بل عاشق معي يسهر‬

‫تعبت اسامر الوُحدة واردَدَ فالخل ويله‬

‫ويردَ من الصدى صوُتي واردَ اقوُل له اصبـَر‬

‫تعبت احاصر دَموُع" فموُقي سيلها ادَماه‬

‫وإلى ميني بغيت انسى بغزارة شفتها تهمر‬

‫تعبت أجمع بقى جروح" تنادَي لللم تنخاه‬


‫وكل ماجيت أنثرها تزيد فخافقي و تكثر‬

‫ونجم" لي يلوُح ضياه‬


‫تعبت آنادَم الظلمه ج‬

‫وُر‬
‫أراقب صبح هالليله عساه بطلته ي أن ز ج‬

‫تعبت اضف احساس" ولدته والحزن ريباه‬

‫حضنته بين ضلعين" ياخاوُفي ل كبر يغدر‬


‫دَخايلك ياحزن إبعد‪ ,‬خافوُقي طالبك تنساه‬

‫دَع ركوُني وخال السعد بي يزخار‬


‫دَخايلك و ي‬

‫ياكم عانيت فالدنيا وعشت بوُقت يامقساه‬

‫وشفت فهالزمن اشيا ابد عالبال ما تخطر‬

‫أل ودَي بمن يفهم شعوُر" فالخفا معناه‬

‫أبي انسان يحضيني واهيم بعالمه وابحـَـَر‬


‫دي دَفى يمناه‬
‫ابي ل من بكيت القى على خا ي‬

‫وتمسح ايده اليسرى دَموُع" حيرها يسعر‬

‫أل ياليل كيف اقدر احقق للخفوُق مناه‬

‫وكيف احس بالفرحة وقلبي نبضتـَـَه تضمـَـَـَر‬

‫ضناني الشوُق و تش ي‬
‫طر كتبني عاشقه لله‬

‫وكل ماجيت أقراني كتبت بصفحتي أسطـَـَـَر‬


‫يقوُلوُن الشعر معنى ويوُصل للذي يقراه‬

‫وانا اقوُل الذي يقرا ياليت يحس أو يشعر‬

‫صفـَـَاه‬ ‫كـَـَر ل جل ز ي‬
‫سـَوُادَ ز‬ ‫دَي اع ي‬
‫أل ياليـَل مـَـَا و ي‬

‫واخايلي كل من حوُلك يشاهد نفس هالمنظـَر‬

‫ضح ملمح ضيقتي فسماه‬


‫ياليتك تقدرتوُ ي‬

‫وترسم دَمعة فعيوُني لمن يمسحها هي تنطر‬


‫مدامي جيتلك أسأل وش آخار ليلتي بلقاه‬

‫اكيد ايني معك بلقى اجابـَـَه تقوُلي أبشر‬

‫للخات بحر الحبر‬

‫منتدى الم لمارات‬

‫صقر بعد ان استمع الى حديث مشعل وآهاته ‪..‬‬


‫همس له ‪ :‬يعني بحزنك بتحلها يا مشعل ‪ ....‬كل‬
‫شي قسمة ونصيب واللي كاتبه ربك بيصير غصب‬
‫علي وعليك وعلى الكل ‪...‬وتراه خايره وخاير وان‬
‫كان ظاهره سوُء ‪ ...‬محد يعلم وينها الخيره ال ربك‬
‫‪ ...‬فوُض امرك له وارضى باللي كتبه‬
‫مشعل بذات الضيق الذي يشعر به ‪ :‬مادَري شقوُل‬
‫يا صقر ‪ ...‬بس الكلم اسهل من الفعل‬

‫صقر ينكر ‪ :‬هذا للضعيف مهوُب لك يا مشعل ‪ ...‬ل‬


‫تنزل راسك ابد دَامك ما غلطت ‪ ...‬وان طحت طيح‬
‫واقف‬

‫مشعل بياس ‪ :‬لمتى يا صقر لمتى‬

‫صقر ‪ :‬ليش رحت بروحك وابوُك وعمي موُجوُدَين‬


‫؟‬

‫مشعل بحسره ‪ :‬مابغيت لهم الحرقه اللي تشتعل‬


‫بفؤادَي الحين ‪ ...‬كأني حاس بجوُابهم بس منيت‬
‫نفسي ‪...‬‬
‫صقر محاول موُاساته ‪ :‬ماهي اول مشكله ولهي‬
‫اخارها ‪ ...‬اصبر واتصبر ياخاوُك ‪ ..‬واللي اعرفه انك‬
‫اكبر منها‬

‫مشعل بابتسامه ساخاره ‪ :‬اخااف اصدمك بس‬


‫بضعفي‬

‫صقر بثقه ‪ :‬ابد ماعندي ادَني شك‪ ..‬انت مشعل ‪...‬‬


‫ولد بوُفهد ‪ ...‬ماخااب ظني فيك يوُم‬

‫مشعل بحيره ‪ :‬والحيله!!‬

‫صقر ‪ :‬فكر باللي ينفعك ويرفعك واترك مريم‬


‫على جنب‬
‫مشعل ‪ :‬شلوُن!!‬

‫نهض صقر ليبقى مشعل جالسا والذي للتوُ ركز‬


‫في شكل صقر ‪ :‬ال شفيها ثيابك ؟؟‬

‫نظر صقر لثيابه كانه يتاكد منها فابتسم ‪.. :‬‬


‫سلمتك ‪ ...‬جلب اكرمك الله ‪ ...‬وجا في بالي اعيد‬
‫تربيته ‪...‬‬

‫ضحك مشعل وهوُ يعلم يقينا ان الكلب ليس بكلب‬


‫حقيقي ‪..‬‬

‫همس له صقر قبل ان يمضي ‪ :‬الدنيا كبيره يا‬


‫مشعل‪ ...‬ما تضييق ال لما تضيق نظرتك لها ‪....‬‬
‫وربك ما يسد باب ال يفتح غيره ابوُاب ‪...‬‬
‫ثم اردَف ‪ :‬قم اذكر ربك وصل ‪...‬ما باقي ع الفجر‬
‫شي ‪...‬‬

‫&&‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ..‬سبحان الله العظيم‬

‫&&‬

‫لحوُل ول قوُة ال بالله‬

‫اغتسل وغير ثيابه ثم هم خاارجا ‪ ..‬راى خاالد‬


‫متمددَا في المجلس‪..‬‬

‫فلم يزعجه ارادَ الخروج فاوقفه صوُت خاالد ‪:‬‬


‫‪ :‬الشمس قربت تغيب وانت نايم من البارحه ‪...‬‬

‫صقر ‪ :‬ل صليت فروضي ورجعت نمت ‪...‬‬

‫خاالد ينهض جالسا ‪ :‬حرقنا تلفوُنك وينك فيه ؟‬

‫التفت صقر لهاتفه المتصل بالكهرباء وكادَ ان‬


‫ينساه ‪ :‬مافيه شاحن ‪ ...‬ليش اشصاير ؟‬

‫خاالد ‪ :‬وصلت اهلك من شوُي ‪ ...‬احتمال اليوُم‬


‫يرخاصوُن بنت عمك ‪...‬وتدري خاالتك ما بتطلع ال‬
‫معاك او مع عيال بوُناصر ‪...‬‬

‫توُسعت عينا صقر من ذاك السم ‪...‬‬

‫قال بحده ‪ :‬والحين ؟؟‬


‫خاالد ‪ :‬مادَري يمكن تكلم زيد وال ناصر ‪...‬‬

‫رجع صقر بخطوُاته ثم نزع هاتفه من الشاحن‬


‫وفتحه خامس عشرة مكالمة ‪ ...‬ضغط ارقام معينه‬
‫ثم زر التصال ‪...‬وهوُ يخطي بخطوُاته للخارج‬

‫ليصله صوُت خاالد ‪ :‬مر اهلك يبوُن يطرشوُن معاك‬


‫اغراض ‪..‬‬

‫حرك صقر راسه واعادَ التصال مره‬


‫واثنتان‪..‬وووو‪.........‬‬

‫‪/‬‬

‫" المستشفى "‬


‫عبير من مصلها تصرخ على غدير ‪ :‬غدور ردَي‬
‫على التلفوُن ‪...‬‬

‫غدير تقفز على السرير الطبي بقرب صموُدَ ‪:‬‬


‫صموُدَ ردَي ؟‬

‫صموُدَ تبعد عن شقيقتها الهاتف ‪ :‬لااا عييب ‪..‬‬


‫) وببرودَ ( خالي امي تخلص وتردَ‬

‫غدير ترفع حاجبها مستنكره ‪ :‬احلفي بس‪..!!.‬‬


‫عطيني اشوُف منوُ المتصل ‪ ...‬امي تصلي ‪...‬‬

‫ابعدت صموُدَ يد غدير عنها‪ :‬ابعدي ‪) ...‬ثم ابتسمت‬


‫بخبث( بشلع قلبه مثل ما شلع قلوُبنا ‪ ...‬خاليه‬
‫يذوق اللي ذقناه‬

‫عرفت غدير من المقصوُدَ فانفجرت ضاحكه ‪...‬‬

‫غدير بحركة سينمائيه تجمع كفيها عند قلبها ‪ :‬وهـَ‬


‫الشيخ صقر ؟؟‬
‫صموُدَ ترفع حاجبها باستنكار ‪ :‬احلفي يا شيخه ؟؟‬

‫غدير باستعباط ‪ :‬وااو ‪ ...‬شيخ وشيخه تحسينا‬


‫ليقين لبعض موُ ‪...‬‬

‫ثم تحوُلت ابتسامتها لضحكات عاليه بعد الضربه‬


‫التي تلقتها من صموُدَ على راسها ‪...‬‬

‫لتمتد حينها يد والدتهن المبتسمه منتزعه الهاتف‬


‫من صموُدَ ‪ :‬الله ل يوُليكم على احد ‪....‬‬

‫ابتسمت صموُدَ وهي تنقل الهاتف لوُالدتها ‪ :‬اجل‬


‫من ساعتين واحنا نتصل والخ سافهنا ‪..‬‬

‫بادَلتها والدتها البتسامه وهي تردَ ‪ :‬ياهل بوُلدي‬


‫‪...‬‬
‫صقر ‪ :‬هل بج زوودَ يمه ‪ ...‬شلوُنج يالغاليه‬

‫ام فيصل ‪ :‬مانشكي باس ‪ ..‬نحمده ونشكره ‪..‬‬

‫صقر ‪ :‬وشلوُنها صموُدَ ؟؟‬

‫ام فيصل ‪ :‬لله الحمد ‪ ...‬رخاصها الدكتوُر ‪ ...‬بس‬


‫باقي توُقع الوراق ونطلع ‪...‬‬

‫صقر ‪ :‬أي انا جاي في الطريق ‪....‬‬

‫ام فيصل بحرج ‪ :‬اذا مشغوُل اكلـَ ‪...‬‬

‫صقر بفزعه ‪ :‬افا بس ‪...‬اشهالكلم يالغاليه ‪...‬‬


‫ازعل منج ها ‪ ....‬اجهزي دَقايق وانا عندكم‬
‫ام فيصل بامتنان ‪ :‬باذن الله ‪ ..‬حافظك الله يمه‬
‫‪...‬‬

‫رفعت صموُدَ حاجبيها تنتظر الجابه ‪ :‬فهمست‬


‫والدتها ‪ :‬يالله اجهزوا دَقايق ويكوُن عندنا‬

‫تنهدت بسخريـَـَه ‪ :‬زييين واخايـَرا تنازل الخ صقيـَر‬


‫‪...‬‬

‫والدتها من بعيد ‪ :‬اهجدي يااا بنت ‪...‬‬

‫‪/‬‬

‫اخاذ الغراض من دَلل ‪ ...‬كيس صغير طلبت منه‬


‫ايصاله لصموُدَ ‪....‬ثم تبعته والدته بتوُصية وتاكيد‬
‫ان يأتي بهم جميعا الى هنا لتقوُم بضيافتهم‬

‫فوُعدها بذلك ‪ ....‬توُقفت خاطوُاته عند المجلس‬


‫الخارجي ‪ ...‬لم يستطع ان يكمل قبل ان يطئمن‬
‫على عمامه ‪...‬‬

‫سلم ودَخال كان المجلس عامرا برجال المنطقه‬


‫كالعادَه ‪...‬‬

‫جلس بالقرب من عمة بوُخاالد الذي ساله عن حاله‬


‫وصموُدَ فقال صقر ‪ :‬الحمدلله اليوُم يرخاصوُنها‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬الحمدلله ‪ ..‬ماقصرت ياولدي‬

‫صقر ‪ :‬ما قمت ال بالوُاجب يا عم ‪...‬‬

‫" كان الحديث الدائر كـَ العادَه عن الوضاع والحيره‬


‫التي تكتنفهم ‪ ..‬عن المآسي والمشاكل التي‬
‫توُاجههم عن البوُاب المفتوُحه والطرق التي‬
‫يمكن ان يسلكوُها بآمان عن القرارات الجديده‬
‫‪".......‬‬

‫بوُخاالد بعد تردَدَ ‪ :‬صقر‬

‫صقر ‪ :‬سم ‪..‬‬

‫بوُ خاالد ‪ :‬ثامر من كم يوُم كان في السجن‬

‫صقر بدهشه ‪ :‬افاااا ‪ ....‬وليش ماجاني خابر ؟؟؟‬


‫وخاالد ماجاب لي سيره ابد ؟؟؟‬

‫وضع بوُخاالد كفه على فخذ صقر مطمئنا اياه ‪ :‬انت‬


‫مشغوُل ياولدي ‪ ...‬والحمدلله انها عدت على خاير‬

‫صقر مستفسر ‪ :‬واللي صار؟‬


‫بوُخاالد ‪ :‬كان واقف قدام بسطه له ولـَ خاوُييه ‪...‬‬
‫وخاالفوُهم ‪...‬‬

‫صقر مستغرب ‪ :‬بسطـَه ؟؟‬

‫خاضار استأذن مني بهالجازه وسمحت‬ ‫‪ :‬أي بسطة ت‬


‫له‪ ....‬مابي اكسر مجادَيفه يا صقر‪ ...‬وبدال ل‬
‫يقضيها لعب خاله يعتمد على نفسه ماني بدايم له‬

‫ابتسم له الصقر ‪ :‬الله يطوُل بعمرك على طاعته‬


‫‪..‬‬

‫بادَله عمه البتسامه ‪ :‬ترا خاوُييك النايف ما قصر ‪...‬‬

‫رفع صقر حاجبيه باستنكار ‪ :‬وهذا الشيخ ماجابلي‬


‫خابر ؟؟ ) وامسك بكف عمه ( انا لك فيهم‬
‫ضحك العم ‪ :‬الله يكوُن في عوُنك ‪ ...‬انت ما تقصر‬
‫ياولدي واللي نقدر نشيله عنك نشيله‬

‫شد قبضته على كف عمه ‪ :‬واذا ماشلت عن اهلي‬


‫اشيل عن من ‪....‬؟‬

‫العم ‪ :‬الله يحفظك ياولدي ‪ ....‬طالع؟‬

‫صقر ‪ :‬برخاص اللي في المستشفى واوصلهم ‪...‬‬


‫تآمر على شي ؟؟‬

‫العم ‪ :‬سلمتك يبه ‪...‬بس ‪ ..‬ناصر كلمني بيجي‬


‫باجر هوُ وابوُه ‪....‬‬

‫صقر بنفسه ) ناصر شي عادَي ‪ ..‬لكن ابوُه الغريبه‬


‫‪ ..‬همس بـَ ‪ :‬الله يحييهم ‪...‬‬
‫كانه شعر باستغرابه فقال ‪ :‬وابيك تكوُن موُجوُدَ‬
‫‪.....‬‬

‫صقر‪ :‬ايه ‪ ..‬ان شاءالله ‪ ).‬وبعد صمت تفكير سال‬


‫عمه ( ماذكرا سبب ‪...‬؟‬

‫العم ‪ :‬ما قالوُا ‪ ..‬يجوُن ويصير خاير ان شاءالله ‪...‬‬

‫صقر ناهضا ‪ :‬ان شاءالله خاير ‪...‬‬

‫العم ‪ :‬دَربالك على نفسك ‪..‬‬


‫تقدم بخطوُاته نحوُ الباب حيث ثامر وسلطان ‪..‬‬

‫ضرب على راس ثامر وهوُ خاارج ‪ ...‬ليدرك الخار‬


‫ان الخبر قد وصله فقال ضاحكا ‪ :‬السجن للرجاله‬
‫له ؟؟؟‬

‫فابتسم صقر ‪ :‬انا اشهد ‪...‬‬

‫لترتفع ضحكات ثامر وسلطان ‪....‬‬

‫‪ :‬ارجع لشغلك انت وخاوُييك وليهمك ‪....‬‬

‫ثم غادَر بعد ان اشعل قوُة وحماس بروح ذلك‬


‫الشاب اليافع‬

‫وتاركا ابتسامه عريضه ملؤها التحدي والمل على‬


‫وجهه‬
‫‪.‬‬

‫&&‬

‫في تلك الجلسه العصريه ‪ ..‬حوُل الشاي والقهوُه‬


‫والفطائر والحل‪..‬‬

‫يثار حديث ساخان بسخوُنة تلك الفطائر ولذتها ‪...‬‬


‫ويعتبر من احادَيث الساعه ‪..‬‬

‫لم تكن الفرحة تسع مريم ووالدتها ‪ ...‬للسعادَة‬


‫التي يبديها ناصر ‪....‬‬

‫بينما هتفت حصه بغضب وهي تجلس بقربهن ‪:‬‬


‫وناسه اخاوُي خااطب واحنا آخار من يدري ‪...‬‬
‫والدتها بغيض ‪ :‬صار خااطب الحين ؟ الوُلد للحين‬
‫ماراح للناس وسوُيتوُه خااطب ؟؟‬

‫حصه تنظر للهاتف بيدها ‪ :‬اجل جوُاهر دَاقه علي‬


‫تبارك لي ؟ وهذي هي في سوُريا عرفت وانا‬
‫بنفس البيت اخار من يعلم ؟؟؟‬

‫والدتها تهدئ الوُضع ‪ :‬اكيد عرفت من ابوُها ‪...‬‬


‫اكيد ابوُج مكلمه ‪ ...‬لزم بعد ياخاذ بخاطر اخاوُه قبل‬
‫ل يخطب غير بناته ‪..‬‬

‫تزفر حصه بغضب ‪ :‬انقهرت والله وقعدت احقق‬


‫معاها ‪....‬ول والخ خااطب عهوُدَ بعد‪...‬‬

‫ليش اشفيهم جوُاهر وفجر وال غدير وعبير ياربي‬


‫انجنيت من هالخاوُان المعقدين ‪...‬‬

‫مريم بحمية ‪ :‬واشفيها عهوُدَ ؟؟؟‬


‫حصه تقاطعها بغضب ‪ :‬اسكتي انتي ‪....‬‬

‫والدتها تصرخ ‪ :‬حصه !‪ ..‬ثم اردَفت محذره امسكي‬


‫لسانج يا حصيص ‪ ...‬هذول خاوُانج تاج راسج‪...‬‬

‫حصة بصدمه ‪ :‬الحين كلكم محامين لعهوُدَ ‪ ...‬انتم‬


‫موُ متخيلين الوُضع ؟؟؟‬

‫والدتها ‪ :‬عهوُدَ اللي موُ عاجبتج ‪ ..‬دَاعيتله امه اللي‬


‫بياخاذها ‪...‬‬

‫حصه ‪ :‬قال من يمدح العروس ‪ ......‬وبعدين انا ما‬


‫عبت عهوُدَ ‪ ..‬وهي ما فيها عيب وانا اشهد ‪ ..‬بس‬
‫‪...‬‬
‫قاطعها صوُت النازل من السلم وبنبره حادَه‬
‫سج خاليـَـَـَه لنفسج ‪...‬‬
‫صارمه اخاافتها ‪ :‬ب ي‬

‫التفتت له ‪ ...‬وضاعت الحروف في فمها ‪...‬‬

‫ليكمل ناصر بنفس الحده ‪..‬‬

‫‪ :‬وكلم بهالموُضوُع مرة ثانيه مابي اسمع فاااهمه‬

‫قالت بربكه ‪ :‬زين موُ المفروض انا نروح احنا اول‬


‫ونشوُف ‪...‬‬

‫ابتسم بسخريه وهوُ يتقدم منهم ‪ :‬عز الله لوُ‬


‫رحتي ‪ ...‬وخااصة انتي ال بيتفركش كل شي‬
‫قبل راس والدته التي اهلت عليه بدعوُات الرضا‬
‫والتوُفيق ‪..‬‬

‫مريم بابتسامه ‪ :‬المهم انها معجبته ‪ ...‬هوُ اللي‬


‫يبي يتزوجها وال احنا ؟؟‬

‫التفت لها مبتسم ‪ :‬صح لسانج يا اميره ‪...‬‬

‫توُسعت ابتسامتها بخجل ‪ ...‬بينما احس ناصر‬


‫بحسره ‪ ..‬على موُضوُعها الذي تجهله ‪ ..‬ولم‬
‫تتطلع عليه‬

‫ولم يؤخاذ رايها فيه ‪...‬‬

‫ام ناصر ‪ :‬يمه ناصر ‪ ..‬زيد من جا من السفر‬


‫ماشفته ؟؟‬
‫تذكر الحادَثه البارحه ‪ ..‬فقال بابتسامه مزيفه ‪:‬‬
‫اييه ‪ ..‬تلقينه سهران عند واحد من ربعه ‪..‬‬
‫والدته ‪ :‬قلبي ماكلني عليه ‪ ...‬ول يردَ على تلفوُنه‬

‫ناصر متجها الى الباب ‪ :‬مافيه ال العافيه ان شاء‬


‫الله ‪...‬‬

‫&&‬

‫سعادَتها ل توُصف بحجم الكوُن لمجردَ انها ترى‬


‫صموُدَ بغطائها ‪...‬‬

‫لتعلم من السبب وما السبب ‪ ...‬ول يهم ‪...‬‬


‫يكفيها ان تراها تلتف بجلبابها‬
‫تنشد الستر والطهر ‪..‬‬

‫‪:‬‬

‫توُقفت اقدامهن عن الخطا‪ ..‬وكذلك قدميه ‪...‬‬


‫عندما شهقت ام فيصل بـَ ‪ :‬زيـَـَـَـَـَد‬

‫فالتفت الخار بفزع ‪ .....‬وكدمات وجهه تشرح‬


‫المر المهوُل الذي تعرض له ‪....‬‬

‫انصدموُا بمنظره ‪ ...‬ولم يتمنى ابد رؤأيتهم له بهذا‬


‫الشكـَـَـَل ‪....‬‬
‫كان للتوُ خاارجا من العلج ‪ ...‬وتركيب احد ضروسه‬
‫الذي انخلع ‪..‬‬

‫ارتجفت الوراق التي بيده ‪ ...‬توُترا ‪ ...‬خاجل‬


‫‪...‬ارتباكا ‪...‬‬

‫وبقي واقفا حيث هوُ‬

‫اقتربت منه ام فيصل تتفحصه بذعر ‪ :‬يمه زيد‬


‫اشصارلك ؟؟؟ حاادَث ‪..!!!.‬‬

‫لم يردَ ‪ ...‬لكن عيناه انتقلت الى حيث الصقر الذي‬


‫يقف منتصبا ‪ ...‬راسما ابتسامه عريضه‬

‫ونظرة استهزاء واضحه ‪...‬‬

‫قبل زيد راس خاالته ‪ ...‬وامسك بكتفها يطمئنها ‪:‬‬


‫جلب مسعوُر ‪....‬‬

‫شهقت ام فيصل ‪ ....‬ليتحدث صقر من بعيد ‪: ..‬‬


‫افا ‪ ..‬ابعدي عنه ياخااله‪ ...‬تراه يعدي ‪ )...‬وابتسم‬
‫ايضا (‬

‫لتزدَادَ النار بجوُف زيد ‪...‬‬


‫قال زيد لخالته ‪ :‬طالعين ؟‬

‫ام فيصل ‪ :‬أي يمه رخاصوُنا ‪...‬‬

‫بعثر زيد نظراته على الفتيات الثلث في الخلف‬


‫‪ ....‬ايهن هي ؟؟؟ ل هي ل تتغطى ؟؟ اذن اين هي‬
‫؟؟‬

‫ظلت نظراته تتفحصهن ‪ ...‬حتى اشتعل الخار‬


‫غيضـَـَـَا ‪....‬‬
‫‪ ...‬اما هي فلم تعد تتحمل اكثر استنفدت جميع‬
‫طاقتها في الصموُدَ حتى اضطرت الى اغماض‬
‫عينيها اخايرا ‪...‬‬

‫فاقتحم صوُته سكوُنها لينفضها نفضا ‪...‬‬

‫زيد ‪ :‬شلوُنج صموُدَ ؟؟؟‬

‫بعد ناوي جرح ثاني ‪..‬‬


‫ن تجرحه ‪..‬‬ ‫ما بقى بقلبي مكا د‬
‫انت لوُ مثلي تعاني ‪..‬‬
‫كان ظلك لوُ تطوُله تذبحه ‪..‬‬

‫ولما لما تردَ‬


‫اردَف قائل ‪ :‬حمدلله على السلمه ‪....‬‬

‫لم تردَ ‪....‬‬

‫فابتسم بقهر مشيرا على وجهه صانعا الفكاهه‬


‫ونظراته بين الثلث ليدري هي ايهن منهن ‪:‬‬
‫تدرين هالتشوُه ‪ ..‬كله بسببج ‪.....‬‬

‫لم يخفى على صقر ارتجافها ‪ ...‬كان يراقب‬


‫حركاتها كيف ل ؟ وهوُ يعلم بتفاصيل الحادَثه التي‬
‫مازالت تشعل صدره نار !!‬
‫لحظ كيف امتدت يدها لتمسك بيد شقيقتها‬
‫لتستمد منها قوُة ‪......‬‬

‫وارتجاف جسدها الضعيف وارتعاشه ‪ ...‬الذي كادَ‬


‫ان يفضح شخصيتها امام ذاك الـَ‪....‬‬

‫فهوُ يعلم يقينا ان زيد لم يعرفها ‪!.‬‬

‫زيد لخالته ‪ :‬امشي يا خااله اوصلكم واقوُلج على‬


‫كل شي < قال جملته الخايره وهوُ ينظر لصقر‬
‫بتهديد‬
‫صقر تقدم نحوُهما وزفراته تحرق ما امامه ‪ :‬اقوُل‬
‫توُكل على الله ‪ ...‬ويالله يا خااله ترا البنت ما‬
‫تتحمل ‪...‬‬

‫" صموُدَ " كم حمدت الله ان تدخال صقر اخايرا‬

‫ارتجفت قدامها ‪ ..‬فامسكت بشقيقتيها ‪...‬‬

‫‪ ...‬ومن كثرت الوُجع ‪ ...‬صارت ترغب‬


‫بالستفراااغ ‪..‬‬
‫&&‬

‫ارخات ظهرها براحه على السرير‪...‬‬

‫كم اشتاقت لسريرها ‪...‬بينما قضت البارحه في‬


‫منزل عمها وعند خاالتها ام صقر التي لم تقصر‬
‫بالضيافه‪...‬‬

‫وكم تحس بالنتعاش ‪ ...‬والسعادَه على خالف‬


‫والدتها الغاضبه ‪..‬‬
‫همست بداخالها ‪ :‬ولوُ اني ماحب اقوُلها ‪ ...‬بس‬
‫شكرا صقر ‪...‬‬

‫احست بانه اسكب ماء زلل على صدرها ‪ ...‬فأطفأ‬


‫بضعا من ناره‪...‬‬

‫لم تعلم سبب الضربه التي وجهها صقر لزيد ‪...‬‬


‫ولم تخبرها والدتها لكنها استرقت السمع على‬
‫المكالمة‪....‬‬

‫كما انهاا تستطيع ان تخمن السبب بسبب العلقه‬

‫بين زيد وصقر من الزل ‪..‬‬


‫انكمشت ابتسامتها لما تذكرت كلمات زيد في‬
‫المستشفى ‪ :‬تدرين هالتشوُه ‪ ..‬كله بسببج‬
‫ردَدَت كلماته محاوله استيعابها ‪ :‬بسببي‬
‫؟!‪...‬وصقر طقه ؟!‬

‫فزت جالسـَـَه في سريرها تستوُعب الحداث ‪...‬ثم‬


‫انطلقت لوُالدتها ‪ ..‬التي كانت ممسكة بهاتفها‬
‫وتشبر الصاله بتوُتر ‪...‬‬

‫ام فيصل ‪ :‬شاللي سمعته يا صقر ؟؟ اشسوُيت‬


‫بالوُلد ؟؟؟‬

‫صقر ‪ :‬اذكري الله يا ام فيصل ‪ ..‬وقوُلي‬


‫اشسمعتي ؟‬
‫ام فيصل ‪ :‬طقيته ؟؟ طاق زيد ومهددَه ‪ ...‬انت ‪...‬‬
‫انت يالصقر تسوُي جذي ؟؟؟‬

‫صقر فهم العله فقال بثقه ‪ :‬خاليني اوصل‬


‫وافهمج ‪ ...‬ما ينفع بالتلفوُن ‪....‬؟؟‬

‫ام فيصل ‪ :‬وانا شيصبرني لما توُصل ‪....‬‬

‫صقر يحاول تهدئتها ‪ :‬اذكري الله ‪...‬‬


‫‪ :‬ل اله ال الله ‪ ...‬قلبي بيوُقف من اللي سمعته‬
‫منه يا صقر ؟؟‬

‫صقر وتغيرت نبرة صوُته للقلق ‪ :‬شنوُ قالج ؟؟؟‬

‫فقالت بصوُت مرتجف ‪ ... :‬تدري لوُ يشتكي عليك‬


‫‪....‬‬

‫قال بذات الثقه ‪ :‬ماراح يسوُيها ‪...‬‬

‫صرخات بخوُف ‪ :‬ل راح يسوُيها و ‪ )...‬ارادَت ذكر‬


‫شيء لكنها لمحت صموُدَ تقف عند الباب (‬
‫فهمست بضعف صقر دَربالك على نفسك ‪..‬‬
‫صقر بثقه ‪ :‬ولوُ ‪ ...‬ما تثقين فيني يمه ؟؟‬

‫ام فيصل بعبره ‪ :‬انت تدري بغلتك يا صقر‪ ....‬بس‬


‫ثقتي فيك تساوي خاوُفي منك وعليك ‪ ...‬طمني يا‬
‫صقر‪...‬‬

‫نظر لهاتفه لديه مكالمه اخارى منذ فتره ‪ ..‬وتبدو‬


‫مهمه لتوُاصل التصال‬

‫همس لخالته بحنان ‪ :‬يمه دَقايق وانا عندج ‪..‬‬


‫‪/‬‬

‫صموُدَ تقترب من والدتها ‪ :‬ليش طاقه ؟!!‬

‫ام فيصل تمسك راسها ‪ :‬بيجي ونعرف ‪ ...‬اصعدي‬


‫ارتاحي مالج بهالسوُالف ‪...‬‬

‫صموُدَ ‪ :‬زيد ما قالج ؟!‬


‫تنهدت بضيق ‪ :‬قالي ‪ ...‬بس ما آخاذ كلمه على‬
‫كلم صقر ‪...‬؟‬

‫" صموُدَ تغرق بحيره "‬

‫ماذا يمكن ان يكوُن السبب ؟؟ مجردَ التفكير بالمر‬


‫يثير فيها الرعب؟؟‬

‫ان يضربه صقر امر محتمل وواردَ ‪ ...‬لكن ان اكوُن‬


‫انا السبب ؟؟‬

‫كانت تراجع افعالها ‪ ...‬كلماتها ‪....‬كشريط‬


‫سينمائي ماذا فعلت ‪..‬؟؟؟‬
‫شهقت وهي تضع يدها على فمها ‪ :‬ايمكن انها‬
‫هذرت بكلمات فضحتها عند سقوُطها ‪.‬فوُصلت‬
‫مسامع صقر ؟‪...‬‬

‫والدتها مفزوعه من شهقتها ‪ :‬صموُدَ اشفيج ؟؟‬

‫حركت صموُت راسها نفيا ‪ ...‬ولفت جسدها الباردَ‬


‫بذراعيها ‪ :‬بروح انام ‪...‬‬

‫&&‬
‫كان في عمله المسائي‪...‬‬

‫خارج منـَـَه متوُجها لسيارته التي ركنها بعيـَدا ‪..‬‬

‫ضغط زر الستقبال هوُ يحاول الوُصوُل لخالته‬


‫القلقله ثم لمجلس عمه بعد ان تاخار على الموُعد ‪:‬‬
‫الوُ‬

‫الطرف الخار ‪ :‬صقر ‪...‬‬

‫صقر يبادَره ‪ :‬انا جااي في الطريـَ ‪ ....‬قاطعه الخار‬


‫باستعجال‬
‫‪ :‬زيد خاطب بنت عمـَـَـَك يا صقر‬

‫ردَدَ صقر بعدم استيعااب ‪ :‬مـَـَـَـَـَن!!!!!!!!‬

‫ليخرق الخار صدره برمح الجابه ‪ :‬زيـَـَـَد خاطـَب‬


‫صموُدَ ‪..‬‬

‫ركزت عيناه على انوُار السياره القادَمه باتجاهه‬


‫وبسـَرعه ‪ :‬صمـَـَـَـَوُدَ ؟!!!‬

‫وطعنة اخارى من ذات الشخص قائل‬


‫‪ :‬وانا نهيت عليهـَـَـَا ‪!!....‬‬

‫وانا نهيت عليهـَـَـَا ‪!!....‬‬

‫وانا نهيت عليهـَـَـَا ‪!!....‬‬

‫طوُووووووووووووووووووووووووووووووووط‬
‫استغفر الله واتوُب اليه‬

‫‪.‬‬

‫" سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن ل إلـَه إل أنت‬


‫أستغفرك وأتوُب إليك "‬

‫المعزوفه الثانية عشر‬


‫________________________________________‬
‫عزف المحاجر ^^‬

‫مخنوُق ! وما اعرف ليه مخنوُق ‪..‬؟‬


‫ضآيق ول ادَري ليه ‪ ..‬بـَ الحيل ضآيق !‬
‫ثوُب الصبر من حزن اليام مشقوُق "‬
‫والياآ سالوُني ‪ /‬قلت بالحيل رايق‬
‫احيان ودَك ترتفع لـَ السماء فوُق ‪ ..‬تطير ‪/‬‬
‫تبعد ‪ /‬ماتشوُف الخليق ‪!..‬‬

‫كان في عمله المسائي‪...‬‬

‫خارج منـَـَه متوُجها لسيارته التي ركنها بعيـَدا ‪..‬‬

‫ضغط زر الستقبال هوُ يحاول الوُصوُل لخالته‬


‫القلقله ثم لمجلس عمه بعد ان تاخار على الموُعد ‪:‬‬
‫الوُ‬

‫الطرف الخار ‪ :‬صقر ‪...‬‬


‫صقر يبادَره ‪ :‬انا جااي في الطريـَ ‪ ....‬قاطعه الخار‬
‫باستعجال‬

‫‪ :‬زيد خاطب بنت عمـَـَـَك يا صقر‬

‫ردَدَ صقر بعدم استيعااب ‪ :‬مـَـَـَـَـَن!!!!!!!!‬

‫ليخرق الخار صدره برمح الجابه ‪ :‬زيـَـَـَد خاطـَب‬


‫صموُدَ ‪..‬‬

‫ركزت عيناه على انوُار السياره القادَمه باتجاهه‬


‫وبسـَرعه ‪ :‬صمـَـَـَـَوُدَ ؟!!!‬

‫وطعنة اخارى من ذات الشخص قائل‬

‫‪ :‬وانا نهيت عليهـَـَـَا ‪!!....‬‬

‫وانا نهيت عليهـَـَـَا ‪!!....‬‬

‫وانا نهيت عليهـَـَـَا ‪!!....‬‬


‫طوُووووووووووووووووووووووووووووووووط‬

‫سبحان الله وبحمده‬

‫&&&‬

‫" المجلـَـَـَس "‬

‫بوُخاالد ‪...:‬ناصر رجال واحنا نشتري الرجاجيل ‪...‬‬

‫كانت هناك انفاس ساكنه ونظرات تترقب وتتصيد‬


‫النقضاض باي لحظه ‪ < - -‬زيد‬
‫ونظرات اخارى اهلكها الخبر‬

‫*‬

‫ياليتهم يوُم حكوُا فيك ماناظروني‬

‫ولقالوُ بصوُت مخنوُق عـَـَـَزاااااااه‬

‫*‬

‫اهلكه الخبر وان كان يتوُقعه من قبل ‪ ..‬وقد هيئ‬


‫له نفسه‪ ...‬بل هوُ من سعى اليه عندما اخابر ناصر‬

‫قبل ايام يستعجله بانه ان لم يكن صادَقا في‬


‫خاطبته لعهوُدَ سيتقدم هوُ لها ‪.....‬‬

‫‪.‬لكن ‪.‬الحقيقه دَائما تختلف‪ ..‬والوُاقع ليس‬


‫كالخيال ‪...‬‬
‫الحقيقه مره ووقعها اشد‬

‫الخيال مهما كان يبقى ارض خاصبه للمل والحلم‬


‫‪ ....‬بعكس الوُاقع تماما‬

‫رغم قربه منها ‪ ...‬ورغم قدرته على حجرها ‪...‬‬


‫ورغم معرفته انه لوُ تقدم لخطبتها فلن ترفضه ‪...‬‬

‫لكنه فضل ان ينتزع قلبه ويطأه بقدمه ‪ ...‬وان‬


‫يسقي زهرته بدماء احلمه وانفاس امنياته ‪...‬‬

‫لجل ان تحيا كما تريد‬

‫وكما تحلم ‪ ...‬لجل ان تتذوق طعم السعادَه ‪ ..‬ولوُ‬


‫كان الثمن ان يتجرع هوُ العلقم ‪ ،‬فرش ورودَ‬
‫احلمه لتداس ‪..‬‬

‫وصنع من عروقه النازفه حبل‬

‫تتسلقه عهوُدَ فيوُصلها الى من سيمتلكها الى‬


‫البد ‪/‬‬
‫عفوُا هل هذا غباء ؟؟؟ ام هوُ ما يسمى بالحب ؟!!‬
‫‪ ".< - -‬فهد "‬

‫هناك نظرات ثالثه تحترق ؟‬

‫*‬

‫اهـَمـَس وصـَوُتـَـَي تشتـَهـَيـَه ] المـَنـَابـَر [‬

‫ويـَضـَج صـَـَدري " طعنتـَيـَن ومسامـَيـَر"‬

‫*‬

‫قلب يشتعل ‪ ...‬ومحاجر ضيقه تحبس ألسنة‬


‫اللهب ‪..‬‬
‫ماهوُ الحق بضنهم الذي يكفل لهم القدوم بهذا‬
‫الشموُخ وكل تلك الثقة ‪ ،‬وليمتلكه هوُ فيتوُجب‬
‫عليه بنظرهم ان يتقدم لهم بذل وخاضوُع ؟‬

‫ان تيعلنوُ كلمتهم ؟ وتيسر هوُ حروفه ؟ المر مؤلم‬


‫جد مؤلم ‪ ....‬فلوُ كان عيبا لصلحه ‪ ...‬ولوُ كان زلة‬
‫لعتذر ‪ ،‬ولكن المر خاارج يديه‬

‫فالعيب الذي التصق به ‪ ...‬لصلح له ‪ ....‬وبل ذنب‬


‫ارتكبه ؟‬

‫والمؤلم والكثر مراره‪....‬ان ينضم القريب‬


‫للغريب ‪ ....‬ويرشقك معه بالحجاره مبتسما ؟ ‪- -‬‬
‫< مشعل‬

‫قبل ان ينفض المجلس على الكلمات الخايره التي‬


‫تبادَلها الكبار وسط صمت الصغار‪...‬‬

‫دَوت كلمات زيـَد مشعل نار الختام ‪ :‬بعد اذن الوُالد‬


‫واذنكم يا عم بوُخاالد وعم بوُفهد ‪ ...‬انا طالب يد‬
‫بنت ابوُ فيصل ‪ ............‬صموُدَ‬

‫صدمـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه‬

‫وللكل ‪....‬‬

‫لكن لوُالده " ابوُ ناصر " النصيب الكبر منها‪...‬‬


‫والذي التفت اليه بنظرات تشتعل جمرا ‪ ....‬يعرف‬
‫ابنه تماما‪...‬‬

‫يعلم انه حرصا ان يختار هذه اللحظه القاتله‬


‫ليطلق كلماته ‪ ...‬واضعا اياه تحت المر الوُاقع‬

‫لوُ استشاره ما كان ليوُافق ‪ ....‬كيف يوُافق وهوُ‬


‫قد وعد شقيقه " ابوُ لفي " بان زيد سياخاذ احد‬
‫ابنتيه بدل ناصر ‪....‬‬
‫ماذا فعلت يا زيد ‪ .....‬تبا لك ‪....‬‬

‫لم يكن احد يتوُقع توُقيت الخبر المفاجئ الذي‬


‫ألجم السنتهم ‪...‬‬

‫نظرات بوُناصر المصدومه لم تخفى عليهم ‪...‬‬


‫وتدارك بوُخاالد للمر كان حكيما ‪..‬فلم يرفض ولم‬
‫يؤكد ممسكا بالعصا من الوُسط‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬هذي الساعه المباركه ‪ ...‬وانت رجال‬


‫والنعم فيك ‪) ....‬ابتسم زيد بكبرياء مالبث ان‬
‫انكسر عندما اكمل بوُخاالد كلماته (‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬بس تعذرنا يا زيد اذا كان واحد من عيال‬


‫عمها باغيها ‪ )......‬خاصه بهذا القوُل ؟؟‬

‫لما لم يقل لناصر مثل ذلك ؟؟؟ ( اشتعلت نار‬


‫الغضب في صدره لكنه حاول كتمانها ‪ ..‬والنتظار‬
‫‪..‬‬

‫وبينما عبس وجه زيد وكلحت ملمحه‪... ...‬اتسعت‬


‫ملمح ابوُ ناصر فرحا بهذه العقبه‪...‬‬

‫او المل بالنسبه اليه فقال مبتهجا ‪ : ...‬محنا‬


‫مستعجلين يا بوُخاالد‪ ...‬بس عطيناكم خابر ‪...‬‬
‫اخاذوا راحتكم في زيد ‪ ..‬وخالوُنا في ناصر وعهوُدَ‬
‫‪...‬‬

‫لكن زيد ثارت ثائرته فحاول ان يكتمها قائل ‪....:‬‬


‫صموُدَ مسمايه لي والكل يعرف هالشي‪ ...‬منوُ‬
‫اللي يعترض يـَ ‪.....................‬‬

‫‪ < - -‬انـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَا‬
‫توُجهت النظار بدهشـَه لصاحب العتراض ‪...‬‬

‫مشعل ‪ .......:‬بعد اذن عماني ‪ ..‬واذنك يا عم‬


‫بوُناصر ‪ ..‬قدرك كبير وربي شاهد ‪ ..‬صموُدَ بنت‬
‫عمي وانا اولى فيها‬

‫محاجر زيد المتسعـَـَـَـَـَـَـَـَـَه كانت كفيلـَـَـَـَه بان‬


‫تطفئ بعضا من النار التي اشعلها في جوُف‬
‫مشعل قبل ساعات ‪..‬‬

‫‪ :‬واحده بوُاحده ‪:‬هكذا تكلم بها قلب مشعل‬


‫وارسلتها نظراته ليستقبلها زيد فتزيده احتراقا‬
‫هامسا بداخاله‪ "...‬وحده بوُحده يعني يامشعل ؟! (‬

‫زيد لبوُ خاالد ‪ :‬لك الحشيمه ياعم ‪ ...‬انا خاطبت‬


‫ومشعل نهى ‪ ....‬والبنت اليتيمه اظن من حقها‬
‫تقوُل رايها وتختار ‪...‬‬

‫بوُفهد بحميـَـَة ‪ :‬ما للبنت كلمة على ولد عمها يا‬


‫زيد ‪...‬‬

‫بوُناصر بحمية مماثلة ‪ :‬بس ولدي ما فيه عيب ‪...‬‬


‫وزيد رجال ينشرى ما ينردَ ؟‬

‫بوُفهد يعلل ‪ :‬وانت صادَق ‪ ..‬بس انت اخابر بعادَاتنا‬


‫يابوُ ناصر ‪ ...‬طلعنا عهوُدَ لجل ما نردَك واكراما‬
‫لوُجوُدَك ‪...‬‬

‫وصموُدَ ولدي احق فيها ‪....‬‬

‫بوُناصر بغيض ‪ :‬اشقلت يا بوُ خاالد ؟!!‬

‫بوُخاالد بموُقف ل يحسد عليه ‪ ..‬هوُ امام نارين ‪..‬‬


‫واحدهما ستلتهم المجلس ‪ ...‬فكر بصمت مستعينا‬
‫بالله مقدما الحكمه قدر استطاعته ‪ ..‬والكل‬
‫يترقب جوُابه وينتظر على جمر ‪.....‬‬
‫ابوُ خاالد ‪) :‬التفت لبوُ ناصر قائل ( الله يتمم على‬
‫خاير ‪ ...‬لناصر‬

‫واعذرونا بزيد السموُحه منك يا خاوُي بوُناصر‬

‫‪.‬‬

‫نهض زيد منقهرا فصرخ وسط المجلس مشيرا‬


‫الى مشعل بسبابته ‪ :‬انا لوُ مثلك مافكرت في‬
‫الزواج ابد ‪...‬‬

‫تبي تاخاذها وتموُتها من الجوُع ‪ ...‬خالها تشوُف‬


‫عيشه مع غيرك علم يوُصلك ويتعداك ‪...‬والله ان‬
‫ما اخاذت صموُدَ بالطيب لخاذها بالقوُه‬

‫سبحان الله العظيم‬


‫&&&‬

‫لم يرجع بنفس السياره مع والده ‪ ...‬لنه يدرك‬


‫تماما ما ينتظره ‪...‬‬

‫لكن كل ذلك ل يشغله بقدر تنفيذ مخططاته‬


‫‪...‬وازالة تلك العقبه المسماة مشعل‬

‫لم يصدق انه استطاع اقصاء صقر ودَبر امره‬


‫ليظهر ذلك الحمق الخار‬

‫صقر ؟!‬

‫توُسعت ابتسامه ماكره عندما ذكره ‪ !!..‬وصمت‬


‫لحظه وهوُ يتوُقع مصير ذلك الصقر‬

‫ثم قهقه ضاحكا مبتهجا متوُقعا له السوُأ‬


‫&&&‬

‫دَارت بخطوُاتها المضطربه بتوُتر واضح وبيين ‪..‬‬


‫تضغط اناملها الرقيقة تاره ‪ ...‬وتفرك كفيها‬
‫مرارا تارة اخارى‬

‫وآثار اقدامها خاطت مسارها في ذلك المكان‬


‫الضيق ‪...‬‬

‫معقوُله ناصر جاي يخطبني ؟؟ معقوُله كلم مريم‬


‫صحيح ؟؟ الغريب ان محد قال شي للحين ؟؟؟‬

‫بس صح ناصر وابوُه كانوُا موُجوُدَين اليوُم ؟؟‬


‫ياااربي يعني خالصا ؟ بيتحقق حلمي ؟؟‬

‫معقوُله ناصر باع كل شي واشتراني ؟‬


‫معقوُله كلمج صح يا مريوُوم ؟؟؟‬

‫احس اني احلم ‪ ...‬موُ مصدقه ‪ ...‬فرحانه لدرجة‬


‫اني مااثبت بمكان واحد ‪ ...‬احس قلبي يناقز‬
‫بصدري ‪...‬‬

‫واحس بدقاته راح تفضحني ‪...‬‬

‫هذا كل اللي بغيته من الدنيا سند اشد الظهر فيه‬


‫ويحارب الدنيا عشاني آخ ياربي لك الحمد ‪....‬‬

‫موُ قادَره اصدق ‪....‬‬

‫جان زين يصدق كلمج يا بنت خاالتي ياااربي‬


‫فرحانه فرحانه ‪....‬وموُ سايعتني الرض ‪...‬‬

‫دَخالت دَلل الغرفه فوُجدتها مثل ما تركتها ‪ :‬ياااا‬


‫دَلبي على الناسات المتوُتره ‪...‬‬
‫رمقتها عهوُدَ بنظرات مرتبكه ‪ ...‬ثم توُجهت‬
‫للنافذه هربا من الحراج ‪...‬‬

‫دَلل تقترب منها بابتسامة خابث‪ :‬روقي يابنت‬


‫استريحي وخالينا نعرف نفكر ‪..‬‬

‫عهوُدَ تلتفت لها ‪ :‬نفكر ؟؟ بشنوُ ؟؟؟‬

‫دَلل ‪ :‬بالملجه وتجهيزاتها ‪ ...‬وال تبينها مثلي‬


‫خابط لزق‬

‫عهوُدَ ‪ :‬دَللللل ‪ ...‬وجع ماصار شي ل تفضحيني‬


‫دَلل ‪ :‬هههههههه عاذرتج يا حبيبة قلبي ‪...‬بس‬
‫ماله دَاعي هالقلق ‪....‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬احلفي بس ؟ نسيتي وال اذكرج ‪...‬‬

‫دَلل تضرب كتفها بغضب ‪ :‬وجع ‪ ..‬هذا وانا اخافف‬


‫عليج ‪...‬‬

‫دَفعتها عهوُدَ بخفه ‪ :‬فارقي بس وبخف على‬


‫نفسي ‪ ....‬انا الغبيه اللي مارحت مع امي ‪....‬‬
‫مدري اش خالني اقعد وقابل كشتج‬

‫دَلل تغيضها ‪ :‬الله يا عهيد ‪ ......‬جااان زييين‬


‫صموُدَ هنيه صج هذا وقتها‬
‫عهوُدَ ‪ :‬جان اكملت والله ‪ ....‬انتي وغاثتني بعد‬
‫صموُدَ ‪....‬‬

‫دَلل ‪ :‬ههههههههههههههههه‬

‫عهوُدَ ‪ :‬الهبله كل ما ادَق عليها نايمه ‪...‬‬

‫دَلل ‪ :‬أي والله صج ‪ ...‬اشتقت لها ‪ ...‬ودَي اقوُم‬


‫اكلمها ‪...‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬توُني كلمت عبير ‪ ..‬تقوُل نايمه من العشا‬


‫‪....‬‬

‫دَلل ‪ :‬خاليها تعوُض التعب ‪ ...‬مافي مثل بيت‬


‫النسان وغرفته وفراشه اللي متعوُدَ عليه ‪...‬‬
‫عهوُدَ بخبث ‪ :‬صدقتي ‪ ...‬الله يعينج لما تروحين‬
‫عند خاالد ‪ ....‬شلوُن تنامين ؟؟؟‬

‫دَلل مفجوُعه ‪ :‬عهيـَـَـَـَـَـَـَـَد وجـَـَـَـَـَـَـَـَـَع ‪....‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬هههههههههههههههههههههيااي‬

‫دَلل تلتقط كتيبا من الدرج وتتوُجه لفراشها ‪:‬‬


‫قوُمي توُضي وصلي لج ركعتين استخيري ربج بدل‬
‫هالقلق اللي اقلقتينا معاج فيه‬

‫زفرت عهوُدَ تنفس عن شتاتها ‪..‬ثم كتفت ذراعيها‬


‫تسكن توُترها واضطرابها ‪... ..‬وعيناها تجوُل في‬
‫الفراغ‬
‫دَلل وهي تتصفح الكتيب ‪ :‬تدرين ان آلبك دَليلك يا‬
‫عمري ‪ )...‬رفعت راسها لعهوُدَ ( كنتي حاسه صح‬
‫؟؟؟‪...‬‬

‫عهوُدَ مستغربه ‪ :‬حاسه بشنوُ ؟!!‬

‫دَلل تحرك حاجبيها ‪ :‬نقوُل حاسه وانج ماكنتي‬


‫تدرين عن شي بحاول اصدق‪ ..‬بس هل كنتي‬
‫حاسه بخطبة ناصر اليوُم ؟؟؟‬

‫عهوُدَ تصرخ ‪ :‬دَلييـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَل‬

‫دَلل ‪ :‬هههههههههههههههههههههههههههههه‬

‫تقترب منها ملتقطة الوُسادَة لتضربها ‪ :‬وبعدين‬


‫انتي طايحتلي عمري وحبيبة البي ليكوُن‬
‫مفكرتني خاالد على غفله‬

‫دَلل تضحك وتدافع عن نفسها بضعف ‪ :‬ل يعمري‬


‫خاالد هذا شي ثاني ‪ .....‬بس حبيت ادَربج على‬
‫الرومانسيه شوُي ‪ ...‬كاسر خااطري ناصر‬

‫زادَت ضرباتها لدلل ‪ :‬دَليل وجع‬

‫دَلل تصرخ ‪ :‬ههههههههههه خالااااصا بناااااام‬


‫بناااااااام‬

‫*‬
‫‪ ..‬تمادَت عهوُدَ بالفكار حتى اهلكتها‬

‫ان تكوُن بين السماء والرض فل سقف تلمس ول‬


‫‪ ...‬ارضا تطأ ‪ ..‬امر متعب للغاية‬

‫!متى توُضع النقاط على الحروف ؟‬

‫ذكرت ربها مستغفره ‪ ...‬نهضت فتوُضت ثم‬


‫توُجهت لخالقها تفوُض امرها اليه‬

‫‪ ...‬ليختار لها الخيره وييسر امرها ويبارك لها فيه‬

‫أستغفر الله وأتوُب اليـَه‬

‫&&&‬
‫‪ ..‬دَوى صدى الصفعه في المكان‬

‫‪ ...‬وانحنى لها راس زيد مصدوما او متوُقعا لها‬

‫تتجاهلني يالنذل ‪ ...‬تخطط وتنفذ وتخطب على ‪:‬‬


‫‪.‬كيفك ‪...‬وانا شنوُ دَوري ها ؟‬

‫اخاطب لخاوُك اللي اكبر منك وانت حضرتك ‪.‬‬


‫تخطب لنفسك‬

‫زيد يتحسس مكان الصفعه ‪ :‬يعني لوُ قلت لك‬


‫توُافق‬

‫بوُناصر بغضب ‪ :‬يعني انت عارف السبب‬

‫زيد يحاول السيطره على اعصابه ‪ :‬من صغرها‬


‫مسمايه لي شنوُ اللي تغير الحين‬
‫بوُ ناصر يهددَ بسبابته ‪ :‬شيلها من راسك‬

‫زيد بعد صمت لحظه ‪ :‬يبه لك الحشيمه بس صموُدَ‬


‫محد ياخاذها غيري‬

‫بوُ ناصر تتوُسع عيناه صدمه ‪ :‬تكسر كلمتي‬

‫‪ ...‬زيد ‪ :‬لك الحشيمه ياغالي‬

‫بوُ ناصر ‪ :‬باجر يوُصل عمك بوُلفي ‪ ...‬وبالليل‬


‫احنا عنده نخطب لك بنت عمك جوُاهر‬

‫زيد بصدمه ‪ :‬شنـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُ‬

‫بوُ ناصر يعوُدَ ليجلس متصنعا الهدوء ‪ :‬اللي سمعته‬


‫زيد يقترب بفزع ‪ :‬يبه‬

‫‪....‬لكن بوُ ناصر ‪ :‬رفع يده ناهيا النقاش‬

‫&&&‬

‫ل حوُل ول قوُة ال بالله‬

‫المعزوفـَة الثالثة عشر‬


‫________________________________________‬
‫جـَـَر‬
‫حا ج‬ ‫ف ال ز أ‬
‫م أ‬ ‫عـَـَزز ت‬
‫‪ ،،‬أ‬

‫!!‪ ".‬ياشينها لطاح " دَمع الكابـَر‬


‫‪" ..‬ياهي كبيره فـَي " عـَيوُن العصافـَير‬
‫‪ ..‬هـَـَذا ] الـَزمن [ بعـَيوُن اليـَتام غـَابر‬
‫وفي عين من عاش ] التـَرف [ هالزمن غير‬
‫‪...‬كان في عمله المسائي‬

‫‪ ..‬خارج منـَـَه متوُجها لسيارته التي ركنها بعيـَدا‬

‫ضغط زر الستقبال هوُ يحاول الوُصوُل لخالته القلقله ثم لمجلس‬


‫عمه بعد ان تاخار على الموُعد ‪ :‬الوُ‬

‫‪ ...‬الطرف الخار ‪ :‬صقر‬

‫صقر يبادَره ‪ :‬انا جااي في الطريـَ ‪ ....‬قاطعه الخار باستعجال‬

‫زيد خاطب بنت عمـَـَـَك ‪:‬‬

‫!!!!!!!! ردَدَ صقر بعدم استيعااب ‪ :‬مـَـَـَـَـَنوُ‬

‫‪ ..‬ليخرق الخار صدره برمح الجابه ‪ :‬زيـَـَـَد خاطـَب صموُدَ‬

‫ركزت عيناه على انوُار السياره القادَمه باتجاهه وبسـَرعه ‪:‬‬


‫!!!صمـَـَـَـَوُدَ ؟‬

‫وطعنة اخارى من ذات الشخص قائل‬

‫‪ :‬وانا نهيت عليهـَـَـَا ‪!!....‬‬


‫وانا نهيت عليهـَـَـَا ‪!!....‬‬

‫وانا نهيت عليهـَـَـَا ‪!!....‬‬

‫طوُووووووووووووووووووووووووووووووووط‬

‫سبحان الله وبحمده ‪،،‬‬

‫لم يخلدن للنوُم ‪ ...‬خااصه بعد قدوم ميثا‬


‫‪...‬فاجتمعن في الصاله يستمعن الى عذب الحديث‬

‫من العمه والخاله ام صقر ‪ ..‬تحكي لهن حكايا‬


‫تنبض بروح البساطه والقدم ‪...‬‬

‫طفوُلتها وطفوُلة شقيقاتها ‪ ...‬شقاوتهن ‪ ...‬ثم‬


‫بساطة زواجهن ‪ ...‬ومن حديث شيق لخار ‪ ...‬لم‬
‫يمللنه رغم تكراره ‪..‬‬

‫التفتت ام صقر لبنتها القادَمه من الباب ‪ :‬منوُ يا‬


‫دَليل ؟؟‬

‫دَلل تقترب وتنحني عند والدتها بهمس ‪ :‬يمه‬


‫‪...‬هذي محتاجه ‪ ..‬اصرفها ؟‬

‫ام صقر بهمس مماثل ‪ :‬محتاجه ! ) غريب‬


‫فالوُقت شبه متاخار؟؟ ما اخارجتها ال الحاجه ( ل‬
‫يمج ‪ ...‬تعالي ‪...‬‬

‫نهضت منهن ‪ ..‬وهن يتشوُقن لكمال الحديث ‪..‬‬


‫جاهلت الطارق واسبابه‬

‫لتعلق عهوُدَ على دَلل التي قطعت حديثهن ‪..‬‬


‫وتقابلها الخارى بحركات استفزازيه تشعل غيضها‬
‫‪..‬‬
‫ثم حركت شفتيها باسم لم يلتقطه غير عهوُدَ‬
‫مشيره باصبعها للباب ‪ :‬خاالتي ام ناصر ‪..‬‬

‫وما ان رات تلوُن وجه عهوُدَ بالخجل ووجنتيها‬


‫بالحمره ‪...‬‬

‫حتى انفجرت دَلل ضاحكه‬

‫لتدرك عهوُدَ حينها انها تكذب ! ودَت قتلها لوُل‬


‫خاروج خاالتها بتلك اللحظه من الغرفه‬

‫اخارجت ام صقر من جيبها مبلغا لم تره ‪ ...‬وان‬


‫كانت بحاجة بعضه‪ ...‬دَسته في يد دَلل التي نقلته‬
‫الى تلك السيده ‪....‬‬

‫بصمت ‪....‬‬

‫قال ابن القيم‪ ) :‬فإن للصدقة تأثيرا عجيبا في‬


‫دَفع البلء ولوُ كانت من فاجر او ظالم بل من كافر‬
‫فإن الله يدفع بها انوُاعا من البلء ‪..‬‬
‫وهذا امر معلوُم عند الناس خااصتهم وعامتهم‬
‫واهل الرض كلهم مقرون به لنهم جربوُه (‬

‫‪:‬‬

‫لم يحرك ساكنا بل ظل واقفا كما هوُ يحدق بكتلة‬


‫اللهب التي امامه وعيناه تنظر الى ابعد من ذلك‬
‫المشهد ‪......‬‬

‫وما ان استوُعب حتى هرع اليه مع القله الذين‬


‫شهدوا الحادَث‬

‫حاولوُا اخاراج السائق لكن السنة النار ارتفعت‬


‫ولهيبها اشتد ودَخاانها اسوُدَ ‪ ...‬ولفحها محرق من‬
‫بعد امتار ‪..‬‬

‫اعاذنا الله من نار جهنم‬

‫ابتعد الكل ‪ ...‬رغم محاولت يائسه هنا وهناك ‪...‬‬


‫‪.‬‬

‫كانت سرعته الجنوُنيه ‪ ...‬سببا في انحراف‬


‫المركبه واصطدامها بالسياره الوُاقفه هناك ‪...‬‬

‫مشهد اسرع من ان تلتقط العين تفاصيله او ان‬


‫تفسر اسبابه ‪..‬‬

‫فقط‬

‫ل حوُل ول قوُة ال بالله‬

‫‪:‬‬

‫بعد ما تلقاه من والده ‪ ...‬وما حصل في مجلس‬


‫بوُخاالد ‪...‬وموُقف مشعل الخاير‬
‫ودَ لوُ يرتكب جريمه باحد ما حتى يهدأ بركان‬
‫الغضب الذي اشعلوُه بداخاله‪..‬‬

‫ذاك حجر صموُدَ ‪ ..‬وهذا أمر بجوُاهر‬

‫وزيد بين قبضة هذا ‪ ..‬وطعنات ذاك‬

‫لم يترك شيئا سليما ف الغرفه ‪..‬حطم كل ما‬


‫طالته يده ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫سيغادَر فوُرا لشلة انسه ‪ ..‬او أي مكان يفرغ فيه‬


‫قهره ‪..‬‬

‫لكن هيهات ان يستسلم فمازال المر في بدايته ‪..‬‬

‫رنين الهاتف قطع خالوُته المزعجه بازعاج اكبر ‪..‬‬

‫لكن رؤأيته للشاشه جعلته يبتسم بشده كما‬


‫الظمآن عند رؤأيته الماء‬
‫زيد بفرح ‪ :‬الوُو‬

‫الطرف الخار ‪ :‬اسف بدنا ناجلها‬

‫كلح وجهه ‪ :‬اشصار؟؟؟‬

‫الطرف الخار ‪ :‬الغبي صدم السياره وهي فاضيه‬


‫مافيها حدا ‪..‬وخاسر حياته بل معنى‬

‫زيد بصدمه ‪ :‬شلوُن يعني‬

‫الطرف الخار ‪ :‬فشلنا هالمره ‪ ...‬مع انا ‪.‬كنا على‬


‫شفا حفره ‪.....‬‬
‫احمر وجه زيد وانتفخت اودَاجه ليصرخ غاضبا ‪:‬‬
‫مالت عليكم وعلى اللي يعتمد عليكم ‪ ..‬قال شفا‬
‫حفره ‪ ...‬حفره اللي تطيح فيها انت واللي معاك‬
‫ان شاااااءالله‬

‫قاطعه الطرف الخار معتذرا ‪ :‬استادَ زيد‬

‫لكن زيد مازال هائجا ‪ :‬جب بس جب ‪ ...‬اربع انفار‬


‫اودَيهم لنفر واحد راجعين يتحججوُن نأجلها‬
‫وسيارة فاضيه وشفا حفره ‪ ...‬اذلف بس اذلف‬
‫لبارك الله فيك ول بربعك ‪...‬‬

‫ومن قوُة قهره وغيضه وغضبه رمى هاتفه‬


‫ليصطدم بقوُه بالجداار ‪...‬ويتناثر قطعا ‪...‬‬

‫ثم احتضن راسه بيديه ‪ ...‬وهوُ يشعر بالم شديد‬


‫يطوُقه‬
‫يكادَ ينفجر من قوُة الضغط واللم ‪....‬‬

‫صرخ مقهوُوراااا‬

‫دَاايم الحظ معااه بن الـَ ‪.... ,,‬آآآخ بس ‪ ...‬آآآآخ ‪....‬‬

‫‪.‬‬

‫انتهت المعركه ‪ ...‬وخامدت البراكين الثائره ‪...‬‬


‫فلم يبق ال الطلل ‪....‬‬

‫سجل اقوُاله بما شهد ‪...‬‬

‫وانصرفت سيارات الشرطه والسعاف ‪ ..‬ببعض‬


‫اقوُال ‪ ..‬وادَله ‪..‬وصوُر ‪ ...‬وجسد متفحم ‪..‬‬
‫امسك بعدها بهاتفه واعادَ زر التصال بشكل‬
‫متوُاصل ‪ ..‬يعبر عن نفاذ صبره ‪..‬‬

‫وما ان بانت ملمح السياره المنتظرهـَ ‪ ...‬حتى‬


‫رمى بنفسه امامها ‪.....‬‬

‫وصله صوُت السائق من خالف المقوُدَ ‪ :‬تبي تنتحر‬


‫كيفك ؟؟؟ بس موُ تدبسها براااسي ‪...‬‬

‫اكتفى صقر بالصمت وشي ما يحجب عقله عما‬


‫يدور حوُله ‪ ...‬انزل هاتفه ووضعه في جيبه هامسا‬
‫لنايف الذي نزل من سيارته ‪...‬‬

‫صقر ‪ :‬اركب اركب ‪ ...‬خالنا نمشي ‪...‬‬

‫نايف ينظر لسيارة صقر ‪ :‬والسياره ؟‬


‫صقر بشبه ابتسامه ‪ :‬قصدك اللي بقى منها ؟! ‪...‬‬

‫نايف وقد استوُعب الحدث انتظر حتى جلس صقر‬


‫بقربه فبادَره بالسؤال قلقا ‪ :‬اشصاير يا صقر ؟؟‬

‫‪...‬‬

‫صقر يمسح راسه بتعب ‪ :‬عندي مشوُار مهم‬


‫تاخارت عليه ‪...‬‬

‫نايف بغيض ‪ :‬خالنا من مشاويرك اللي ما تخلص‬


‫‪....‬‬

‫ابتسم صقر بخيبه بعد ان نظر في ساعته ‪ :‬الوُقت‬


‫اصل تاخار ‪ )....‬تنهد بضيق ( اكره اخالف موُعدي‬
‫‪....‬‬
‫نايف مخففا ‪ :‬عندك عذر ما تخلفت قاصد ‪...‬‬
‫اتصل واعتذر ‪......‬‬

‫حرك صقر راسه بملل ‪...‬‬

‫ليساله نايف القلق ‪ :‬اشصار ؟ قوُلي بالتفصيل ‪...‬‬

‫‪.‬‬

‫سبحان الله وبحمده‬


‫‪.‬‬

‫فتحت الباب بقوُه ‪...‬‬

‫حصه ‪ :‬شفتي الدنيا شلوُن قابه تحت ؟!! ما‬


‫تقوُلين غدا كل جمعه استغفر الله‬

‫مريم بفزع تضع يدها على قلبها ‪ :‬بسم الله‬


‫الرحمن الرحيم ‪ ..‬ليش شنوُ فيه ؟؟‬

‫حصه تقترب من الدولب الذي تتامل مريم بداخاله‬


‫‪ :‬مادَري يمكن صاير شي امس ابوُي وناصر‬
‫وجوُههم ما تبشر بخير ‪...‬‬

‫مريم بتوُجس ‪ :‬قصدج الخطبه ؟ ‪ ..‬ل ‪ ..‬ل تفاولين‬


‫يا حصيص ‪...‬مافي ال الخير ان شاء الله‬
‫حصه ‪ :‬اقوُلج الدنيا مخبوُصه ‪ ...‬وبوُي موُلع نااار‬
‫‪ ...‬وناصر موُ اهوُن منه ‪ ....‬آخ بس زيد مدري وين‬
‫فيه وال هوُ عنده‬

‫الخابار كلها‬

‫مريم ‪ :‬زيد موُ تحت ؟‬

‫حصه ‪ :‬ل ‪ ...‬ادَق على تلفوُنه ما يردَ ‪ ...‬مدري وينه‬


‫فيه ‪...‬‬

‫مريم ‪ :‬اها ‪ ...‬بغير ملبسي وانزل اشوُف اشصاير‬


‫‪...‬‬

‫حصه تتجه للباب ‪ :‬اوك انا نازله قبلج ‪ ...‬يارب صار‬


‫اللي في بالي يارب‬
‫^‬

‫اصر على الخاتلء به قبل ان يلتقي باحد قبله ‪...‬‬

‫بدا عليه التوُتر الضيق ‪ ...‬النزعاج ‪...‬‬

‫بعد الصلة ‪...‬‬

‫في سيارة مشعل ‪.....‬‬

‫صقر يؤشر لمشعل بيده ‪ :‬ل انزل ‪ ...‬انا بسوُق ‪....‬‬

‫لم يجادَل مشعل ‪ ...‬واستجاب لطلبـَـَـَه‬


‫تبادَل المقاعد ‪...‬‬

‫ادَار صقر المحرك ‪ .....‬وبعد دَعاء الركوُب الذي‬


‫همس به حرك السياره ‪.......‬ثم التفت لمشعل‬
‫الصامت ‪ :‬تكلم‬

‫مشعل بضيق ‪ :‬اول حمدلله على سلمتك ‪...‬‬


‫سمعتك تتكلم ف المجلس وعقلي ما كان معاي‬
‫اردَ عليك‬

‫صقر مبتسم ‪ :‬سلمة عقلك ‪ ...‬ايه هذي حال‬


‫الشعراء ‪ ....‬الله يعافينا يارب‬

‫ابتسامه يتيمة ارتسمت على شفتي مشعل‬


‫‪.....‬قبل ان ينطق بـَ ‪ ..‬امس جا بوُ ناصر يخطب‬
‫عهوُدَ لناصر‬
‫صقر يحثه على الموُاصله ‪ :‬ايه ‪...‬‬

‫مشعل ‪ :‬خالص الموُضوُع وتم كل شي على خاير‬


‫وانا بداخالي اغلي حلل عليهم حرام علي ‪ ...‬كنت‬
‫اتمنى المر بيدي واذوقهم من الكاس اللي‬
‫شربوُني اياه ‪..‬‬

‫ولوُ ان ناصر ما يستاهل بس بداخالي بركان هايج‬


‫‪ ...‬كنت بطلع من المجلس وابعد عنهم ل اعفس‬
‫الدنيا وانا عارف ان اعصابي صار بينها وبين‬
‫النفجار شعره ‪..‬‬

‫وفعل هذا اللي صار انفجرت لما ‪.‬تكلم زيد وخاطب‬


‫صموُدَ‬

‫صقر بهدوء ‪ :‬زيد هوُ اللي خاطب لنفسه ؟‬

‫مشعل ‪ :‬ايه الكل انصدم حتى ناصر وابوُه واضح ما‬


‫كان عندهم خابر ‪...‬‬

‫صقر ‪ :‬اتوُقع هالشي من شخص مثل زيد ‪...‬موُ‬


‫غريبه عليه ‪ )..‬صمت ثم اكمل ( ‪ ...‬وقمت انت‬
‫نهيت ‪..‬‬

‫مشعل بغضب ‪ :‬ايه ‪ ...‬ول يقربها ذاك النذل ‪....‬‬

‫صقر يستدرجه ‪ :‬والحين ؟؟‬

‫مشعل ‪ :‬بس هذا اللي صار ‪ )..‬يلتفت لصقر‬


‫متوُجسا ( ‪ .‬غلطان انا بشي ؟؟؟‬

‫صقر ‪ :‬اذا كنت قد اقوُالك يا مشعل فمنت غلطان‬


‫‪ ..‬ال رجال وينشد فيك الظهر ‪....‬‬
‫توُقفت السياره عند الشارة الحمراء ‪ ...‬سكنت‬
‫فيها حركة العجلت وانفاس صقر المضطربه ‪.....‬‬

‫بينما حدق مشعل فيه مستفسرا ‪ :.....‬قد اقوُالي‬


‫؟!‬

‫صقر ‪ :‬ان كنت ماخاذ اخات فيصل لجل تحرق قلب‬


‫زيد وبس‪ ......‬تاكد يا مشعل ‪ .....‬انا‪ .....‬اول من‬
‫يوُقف في وجهك‬

‫مشعل باستغراب ‪ :‬شالفرق ؟‬

‫صقر يكتم غضبه ‪ :‬الفرق انها بنت عمك ‪ ...‬يتيمه‬


‫‪ ...‬بنت ام فيصل واخات فيصل ‪ ...‬وانت آخار من‬
‫يفكر يستغلها‬
‫مشعل ‪ :‬استغلها ؟ ‪ ) ...‬اصطنع ابتسامه ( اطمن‬
‫‪ ...‬بنت عمك ف عيوُني ‪.............‬‬

‫اردَف صقر هامسا ‪ :‬كفوُ ‪.......‬صمت قليل يبتلع‬


‫غصـَـَـَـَـَـَـَه ‪ ...‬ثم سأله ‪ :‬ومريم ؟؟‬
‫شخصت عينا مشعل ‪ ....‬ليكمل صقر‬

‫‪ :‬ماراح تفكر فيها ؟‬

‫سحب مشعل نفسا عميقا ‪ ...‬اتبعه بتنهيده قاسيه‬


‫و ‪ : ....‬احاول ‪....‬‬

‫صقر ‪ :‬ابي تاكيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَد‬


‫مشعل ‪ :‬مـَـَوُ بيدي ؟؟‬

‫التفت اليه صقر بنظرات ونبره حادَة ‪ :‬غصب عنك‬


‫موُ طيب منك ‪ ...‬دَامك اخاترت خالك قد اخاتيارك‬
‫فهمت ‪......‬‬

‫سكت مشعل لبرهه يفرغ شحناته السالبه في‬


‫قبضة يده المشدودَه ‪ ...‬ثم نطق بعجز ‪ :‬ما اقدر‬
‫‪...‬ماقدر يا صقر‬

‫لتاتيه الجابه قاطعه كالسيف ‪ :‬اجل حرر صموُدَ ‪...‬‬

‫سبحان الله العظيم‬


‫^‬

‫انفرجت اساريره بمجردَ ان لمح ذلك الرقم على‬


‫شاشة الهاتف الجديد‬

‫خافض صوُت مسجل السياره الذي يكادَ يصم الذان‬


‫‪ ..‬واشار لصحبه بالهدوء‬

‫رفعه بسرعه ‪ ..‬هاتفا بـَ ‪ /‬بشـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَر‬

‫اتاه الصوُت من الجهة الخارى واثقا ‪ :‬تمـَـَـَـَت‬

‫اتسعت ابتسامته وهتف بتوُجس ‪ :‬احلف ؟!!‬

‫الطرف الخار بنفس الثقه ‪ :‬ولوُ‬


‫تنفس زيد الصعداء ‪ ...‬ثم سال بشغف ‪ :‬شنوُ صار‬
‫؟؟‬

‫الطرف الخار ‪ ...:‬مثل ما بغيت ‪ ...‬المدير طلعت‬


‫اعرف لي معرفه يعرفه ويثق فيه‪ ....‬ووصيت عليه‬
‫من ذاك اليوُم واليوُم جاني الردَ ‪ ....‬صقر من‬
‫اليوُم اعتبره فنش ‪....‬‬

‫شهق زيد فرحا ‪ :‬الله يبشرك بالخير ‪ ...‬اجل‬


‫تستاهل الوُعد‬

‫الطرف الخار ‪ :‬حاضرين للطيبين ‪...‬اي خادمه ثانيه‬


‫‪..‬؟‬

‫زيد بامتنان ‪ :‬تسلم حبيبي ‪ ...‬اردَها لك بالفراح‬


‫الثنان ‪:‬‬
‫هههههههههههههههههههههههههههههههههه‬
‫هههه‬

‫الطرف الخار ‪ :‬لك من عيوُني تآمر آمر‬

‫زيد ‪ :‬يل حبيب قلبي سلم ‪...‬‬

‫الطرف الخار ‪ :‬سلم‬

‫اغلق زيد هاتفه وسرحت مخيلته فيما حصل ‪ ...‬ثم‬


‫اطلقها قهقهات خابيثه ‪ ...‬ومخيلته تصوُر حال‬
‫صقر عندما يعلم بما حدث ‪...‬‬

‫ضربه تادَيبيه ارادَها لمن اشعل النار في قلبه ‪...‬‬


‫ت‬
‫طردَ من عمله ههههههه فليبحث ع عمل آخار ذلك‬
‫المتعجرف ‪..‬‬

‫التفت لصحبه هاتفا ‪ :‬الغـَداا على حسااابي‬

‫‪.‬‬

‫^‬

‫‪.‬‬

‫طالت الجلسـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ‪ ...‬ومازالت الحروف‬


‫تتفلت منه ‪....‬‬

‫كيف يخبرهـَ ؟؟ ماذا يقوُل ؟؟‬

‫لكن ‪ ...‬يجب عليه ان يفعل ‪ ...‬ليس هوُ من يستغل‬


‫او يظلم احد ‪ ...‬فكيف بابنة عمه ؟‬

‫لن يستطيع ان ينصفها ‪ ..‬ولوُ حاول ‪ ...‬على القل‬


‫سيبذل الن جهده امام والده ليتخلص من مرارة‬
‫الذنب‬

‫فان لم يتم الم ‪ ...‬فظلمه لها لن يصل لظلم ذاك‬


‫النذل زيد ‪...‬‬

‫همس لوُالده بعد تردَدَ ‪..‬‬

‫مشعل ‪ :‬يبه انا مالي حاجه في بنت عمي بوُ فيصل‬


‫‪...‬‬

‫شخصت عينا والده ‪ ...‬الذي ارادَ التهامه بنظراته‬


‫‪...‬‬

‫فصرخ به ‪ :‬ولد‬

‫ليبرر مشعل محاول ربط جأشه ‪ :‬يبه تبي آخاذ‬


‫البنت واظلمها ‪....‬‬

‫بوُ فهد ‪ :‬تظلمها ؟؟ حتى انحرك قدامها ؟؟؟‬

‫مشعل ‪ :‬لجل هذا ‪ ...‬بحررها ‪...‬‬

‫بوُفهد مصدوم ‪ :‬انت شتقوُل ‪ ....‬صاحي وال‬


‫فقدت عقلك وليش نهيت عليها دَامك مالك حاجه‬
‫‪ ....‬انت تلعب يا لـَ ‪...‬‬

‫مشعل مدافعا ‪ :‬ل يبه ‪ ..‬انا ما نهيت عليها ال لجل‬


‫تحرم على زيد ‪...‬‬

‫) صمت ‪(...‬‬

‫مشعل ‪ :‬صدقني يبه ‪ ..‬ما سوُيت هالشي ال‬


‫لصالحها ‪ ..‬ما كنت ابي النذل ياخاذها‬

‫بوُفهد بحسره ‪ :‬وطلعت انذل منه ‪.....‬‬

‫كلح وجه مشعل وتلوُنت ملمحه ‪ ...‬ليكمل ‪...‬والده‬

‫تنهي على بنت عمك قدام رجال ‪ ....‬وتتركها بدون‬


‫سبب ‪ ...‬ل انت اللي تركتها تشوُف نصيبها ول انت‬
‫اللي اكرمتها ترضاها لميثا يا مشعل ‪..‬‬
‫مشعل وصدره بدا يضيق بانفاسه ‪ :..‬ما ارضاها‬
‫‪ .....‬ال اذا كان هالشي بينصفها ‪ ...‬وخاير لها‬

‫رفع بوُفهد اصبعه مهددَا ‪ :‬ان سمعت هالكلم‬


‫وصل لعمك بوُخاالد وانك حررت صموُدَ يا مشيعـَل‬
‫ل انـَ ‪ ......‬قاطعه مشعل مستدركا ‪..‬‬

‫‪ :‬حتى لوُ كان احد غيري ‪ ..‬واولى مني باغيها ؟؟‬

‫عقد بوُفهد حوُاجبه ‪ :‬احد ‪......‬‬

‫لم يكن امامه ال الوُرقه الخايره ‪ ...‬ولن يفكر في‬


‫ج ي‬
‫ل ما لديه ‪ : ....‬ولد عمها‪...‬وولد‬ ‫عوُاقبها فهي ت‬
‫خاالتها ‪...‬‬
‫بوُ فهد باندفاع ولم ترتسم بعد صوُرة ذاك الشخص‬
‫امامه ‪ :‬وليش ما تكلم ول نهى عليها قبلك ‪..‬‬

‫مشعل يمسح عرقا تجمع في جبينه ‪ :‬باغيها‬


‫واحس انه احق مني فيها‪ .....‬بس يوُمها ما كان‬
‫في المجلس ‪....‬‬

‫لحظات قليله فقط ‪ ...‬ليدرك ابوُ فهد المقصوُدَ‬


‫من كلمات مشعل ‪...‬‬

‫ولد عمها‬

‫ولد خاالتها‬

‫ماكان موُجوُدَ ف المجلس‬

‫فتوُسعت عيناه غير مصدق ‪. :‬؟؟‬


‫" صقر ؟!! "‬

‫ليزدَر مشعل ريقه محركا راسه باليجاب‬

‫‪.‬‬

‫سبحان الله وبحمده‬

‫اغلقت سماعة الهاتف ‪ ...‬وزفرت بضيق وغيض‬


‫شديد‬

‫‪ :‬آآآخ بس يالقهر ‪ ...‬صج الدنيا انقلبت ‪...‬‬

‫مريم تتصفح مجلة الزياء ‪ :‬حصيص حرام عليج ل‬


‫تقعدين تحسدين الفقير على موُتة الجمعه‬
‫حصه تقترب لتبث سموُمها ‪ :‬اجل هالبدون اثنينهم‬
‫بيوُم واحد ينخطبوُن ‪..‬‬

‫مريم ‪ :‬مسكينه صموُدَ ما تمت خاطبتها ليش بعد‬


‫فاتحه عيوُنج عليها ‪...‬‬

‫حصة بانفعال ‪ :‬ما تم فيها عظم صاحي ‪ ..‬اجل‬


‫ترفض زيد ‪ ..‬تبوُس ايدها بطن وظهر ‪ ...‬بس هذا‬
‫من حظ اخاوُي والله يحبه ‪...‬‬

‫مريم لم تستطع كتمان ضحكتها فاطلقتها ‪:‬‬


‫ههههههههههههههههه‬

‫نظرت اليها حصه بشزر ‪ ..‬لكنها اكملت حديثها ‪ :‬ل‬


‫وصميد اثنين بدال الوُحد يتهاوشوُن عليها ‪ ...‬خالي‬
‫القهر على صوُب ‪ ...‬يعني ما تشكين بشي شنوُ‬
‫مسوُين للناس ‪...‬‬
‫مريم بصدمه ‪ :‬احلفي ‪.‬؟؟؟ )واتبعتها بفرح (‬
‫صموُدَ خاطبها احد غير زيد ؟؟‬

‫ت‬
‫حصه بغيض ‪ :‬انت لوُ تدرين منوُ اللي نهى عليا م ج‬
‫قهر اكثر مني ‪...‬‬

‫مريم بانقباض ‪ :‬نهى عليها !! ‪ ....‬منـَـَـَوُ ؟‬

‫حصه مشددَه على الحروف ‪ :‬مشـَعـَـَل ‪...‬‬

‫) صـَدمـَـَـَه (‬
‫مريم غير مستوُعبه ‪ :‬منـَـَـَـَـَـَـَـَـَوُ‬

‫حصه تسحب المجله من امامها وكانها وجدت‬


‫ضالتها في مريم ‪ :‬مشعل ولد عمها ‪....‬‬

‫مريم ونبضاتها تتسارع ‪ :‬جذابه‬

‫حصه ومال فمها بابتسامه ساخاره ‪ :‬موُ اقوُلج‬


‫مسوُين شي للناس ‪....‬دَلل وبعدها عهوُدَ وبعدها‬
‫صموُدَ ‪ ..‬وميثا اكيد بالطريق ‪...‬‬

‫الضباب هوُ كل ما كانت تراه ‪..‬ضباب شوُه الصوُر‬


‫امامها ‪...‬‬

‫كما شوُه الخبر الذي سمعته كل شي جميل‬


‫بداخالها وافناه‬

‫لم تسمع شيئا من كلمات حصه الخايره ‪...‬‬


‫فقد سمعت ما يكفي ليسلب روحها ‪ ...‬ويؤودَها‬
‫حيه ‪....‬‬

‫مستحيل ان يفعل ‪ ...‬حصه تكذب ‪ ...‬مستحيل ان‬


‫يحدث ذلك ‪...‬‬

‫ليست مشاعر مراهقه في صدري وصدره‬

‫هي خاطبه ‪ ..‬باركها الهل قديما ‪..‬‬

‫لم يبق ال تصديقها‬

‫مالذي حدث ؟؟‬

‫لما انقلبت الموُازيين لما تبدلت الحوُال ؟؟‬

‫كأن بها عاصفه هوُجاء وريح عاتيه عصفت وهبت‬


‫فمحت تلك النقوُش والثار‬

‫واقتلعت ما زرعناه من ازهار ‪...‬‬


‫اين زيد وصموُدَ‬

‫اين انا ومشعل‬

‫اين ناصر وعهوُدَ‬

‫لما اسوُدَت الدنيا بعد ان كانت مسفره ؟‬

‫لما يفنى فيها كل شي جميل ‪..‬؟‬

‫يااارب رحمتك ‪...‬‬

‫ياارب رحمتك ‪..‬‬

‫‪ :‬مريوُم ليش الدموُع‬

‫تدفقت دَموُعها كشلل ‪ ..‬لم تقوُى ايقافه ‪...‬‬


‫اعادَت والدتها السؤال وقلبها يهتز قلقا ‪ :‬مريوُم‬
‫اشفيج يمه ؟؟‬

‫كتمت مريم شهقتها ‪ ...‬واستجمعت قوُتها لتنطق‬


‫بحروفها التي اعلنت الحدادَ ‪..‬‬

‫مريم ‪ :‬رفيـَ جـَ تي ‪ ....‬توُف ت‬

‫نهضت بعدها على تصفيق كفي والدتها وحوُقلتها‬


‫‪ ...‬واسفها ‪.....‬‬

‫‪ :‬انا لله وانا اليه راجعوُن ‪ ...‬ل حوُل ل قة ال بالله‬

‫‪.‬‬

‫سبحان الله‬
‫^‬

‫توُسط المجلس العوُدَي المذهب ‪ ..‬ينتظر قدوم‬


‫خاالته ‪ ..‬كم يشعر بالخجل لتاخاره في الزياره‬

‫وان كانت ظروفا اقوُى منه حالت دَون ذلك ‪..‬‬

‫قطع تفكيره صوُت الهاتف ‪....‬‬

‫رفعه سريعا ليصله صوُت مشعل ‪...‬‬

‫‪ :‬صقر تراني حررت صموُدَ‬

‫لحظه حتى استوُعب صقر كلمات مشعل ‪ ...‬مسح‬


‫جبينه قائل ‪ :‬الله يكتب لك الخيره ياخاوُي‬
‫لكن الخار اتبعها بالخبر القوُى والشد ‪ :‬حررتها‬
‫لك‬

‫!! صرخ صقر بصدمه ‪ :‬نعم‬

‫ليأكد مشعل الخبر ‪ :‬لك انت ‪ ...‬ابوُي وعمي دَروا‬


‫بالموُضوُع ‪ ...‬قدامك حلين ‪ ...‬اما توُافق وتحررها‬
‫‪ ...‬مني‬

‫او اخاذها انا ‪ ...‬بس ما اوعدك باللي طلبته‬

‫‪ ..‬صرخ باسمه غاضبا ‪ :‬مشعل‬

‫لكنه خافض صوُته هامسا من بين اسنانه وهوُ يلمح‬


‫طيف خاالته اقترب ‪ :‬مشعل لي معاك حساب‬
‫بعدين ؟؟؟‬
‫نهض بابتسامه‬

‫قبل راسها وهوُ يغدقها بعبارات الترحيب والحنان‬

‫فلم تمتلك الخاله ال ابتسامه واسعه بددَت ما‬


‫بداخالها من عتب تجاهه‬

‫امسك بيدها موُصل اياها للمقعد ‪ :‬السموُحه منج‬


‫يالغاليه ‪ ...‬ادَري مالي وجه اقابلج بعد هالتقصير‬

‫‪ ...‬سلمتك بالدنيا يابوُي ‪:‬‬

‫احتضن كفيها بيديه ‪ :‬الله يسلمج ول يحرمنا منج‬


‫يالغاليه‬

‫طرقات على الباب ابتسمت على اثرها ام فيصل ‪:‬‬


‫هذي عبوُر بقوُم اجيب منها الجاي‬

‫صقر ‪ :‬افا يمه وليش متعبتهاومتعبه نفسج ‪...‬‬


‫تراني ولدج ماني ضيف‬

‫ام فيصل ‪ :‬عارفه انك ولدي ‪ ..‬وال في ضيف نقدم‬


‫‪ ..‬له بس جاي‬

‫‪ ...‬ضحك على قوُلها‬

‫‪ ..‬وما ان عادَت حتى استقبلها ليحمل عنها‬

‫ام فيصل ‪ :‬من سافرت نيتا واحنا معفوُسين ‪..‬‬


‫شهادَة لله بناتي ما يعتمد عليهم في شي‬
‫توُسعت ابتسامته وهوُ ينصت لحديثها العذب‬
‫ويراقب بصمت حركتها‬

‫‪ ...‬في وضع السكر وصب الشاي لم تتغير كما هي‬

‫بل لم تنسى بعد مقدار السكر الذي يفضل ؟‬

‫‪.‬‬

‫اللهم صلي على محمد‬

‫‪:‬‬

‫‪ ..‬القت بجسدها على المقعد‬

‫واخاذت تقلب القنوُات ‪.‬بملل ‪ ... ..‬حتى توُقفت‬


‫عند برنامج ثقافي‬
‫لم تهتم له ولم تنتبه له‬

‫لكن اشمئزاز غدير منه اشعل رغبة في التحدي‬


‫لبقائه‬

‫‪ ...‬غدير ‪ :‬وع وع صميد غيريه‬

‫‪ ...‬صموُدَ ‪ :‬مناك بس ‪ ...‬انا انطره من يوُمين‬

‫غدير ‪ :‬احلفي بس ‪ ...‬والله مادَريتي عن هوُآ دَاره‬


‫‪ ..‬غيريه بس‬

‫صموُدَ ‪ :‬غوُغوُ تفارجين وال شلوُن ‪ ...‬انا بتابعه‬


‫‪ ..‬وعاجبني‬

‫غدير ‪ :‬من متى ؟‬


‫صموُدَ ‪ :‬من اليوُم‬

‫غدير بابتسامه خابيثه ‪ :‬آها هذا تاثير زيارة صقر‬


‫يعني ؟؟‬

‫نظرت اليها صموُدَ بطرف عينها ‪ .....‬ولم تردَ‬

‫ت ما تلوُع‬
‫غدير تخبئ وجهها بكفيها ‪ :‬وع صموُدَ ان ج‬
‫جبدج ؟؟ ) ثم قالت بتهديد ( اشوُفج تجيني بالليل‬
‫تتسحبين تنامين عندي‬

‫صموُدَ ومظاهر التلذذ على وجهها ‪ :‬ماراح اجي‬


‫بس ممكن تسكتين ترا طافني والسبه انتي‬

‫لم يكن سوُا برنامج عن عالم الحشرات‪ ..‬باشكاله (‬


‫وانوُاعه ‪ ...‬واجهزة التنصت والنذار المبكر لديه‬
‫كيف ان الحشرة عندما تشعر بالخطر تحذر‬
‫جماعتها منه ‪ ...‬وعندما تتعرض احداها للخطر‬
‫ترسل اشارات استغاثه لبناء جنسها فتصلها‬
‫)‪ ..‬المعوُنه فوُرا‬

‫غدير تكتف ذراعيها وتتسمر نظراتها على التلفاز‬


‫‪ :‬مابي بتابعه معاج زين‬

‫‪ ..‬صموُدَ بهدوء مصطنع ‪ :‬زين بس انخرسي‬

‫‪.‬‬

‫غدير بضحكه مكتوُمه ‪ :‬ان شاءالله‬

‫ظاهريا‬

‫‪ ..‬لم تكن صموُدَ اهدى مما عليه اللحظه‬


‫لكن هل هوُ هدوء بمعناه الحقيقي ؟؟؟‪.‬‬

‫او ان عقلها محمل باموُر ثقيله ل تتحمل معها وزر‬


‫غيرها‬

‫انفجرت غدير بالضحك ‪ ...‬لتلتفت اليها صموُدَ‬


‫!!السرحانه ‪ :‬خاير ؟‬

‫غدير تمسح دَموُعها التي نزلت ‪ :‬ماسمعتي شقال‬


‫؟؟‬

‫صموُدَ وسندت جانب وجهها على كفها ‪ :‬ماقال‬


‫شي يضحك ؟؟‬

‫غدير ‪ :‬لن عقلج موُ معاه هههههههههههااا ‪...‬‬


‫اللي ماخاد عئلك يتهـَ ‪ ....‬لم تكمل‬
‫لن صموُدَ قفزت عليها لتبدأ المعركة التي ل‬
‫‪ ....‬تنتهي‬

‫بينما غدير تضحك ‪ ....‬وتزدَادَ ضحكا مع ضربات‬


‫‪ ...‬صموُدَ‬

‫عبير من حيث الهاتف ‪ :‬صموُدَ تلفوُن ؟؟‬

‫صموُدَ باستفسار واصابعها مغروسه في شعر‬


‫غدير ‪ :‬منوُ ؟؟‬

‫عبير تجيب ‪ :‬ماترضى اقوُل تقوُل قوُلي لها‬


‫مفاجاه‬
‫تنهض صموُدَ من مكانها محررة غدير التي لم‬
‫‪ ...‬تتوُقف عن الضحك للن‬

‫وتتحرك بملل الى الهاتف‬

‫‪ ...‬غدير ‪ :‬وع وع صميد غيريه‬

‫‪ ...‬صموُدَ ‪ :‬مناك بس ‪ ...‬انا انطره من يوُمين‬

‫غدير ‪ :‬احلفي بس ‪ ...‬والله مادَريتي عن هوُآ دَاره‬


‫‪ ..‬غيريه بس‬

‫صموُدَ ‪ :‬غوُغوُ تفارجين وال شلوُن ‪ ...‬انا بتابعه‬


‫‪ ..‬وعاجبني‬

‫غدير ‪ :‬من متى ؟‬


‫صموُدَ ‪ :‬من اليوُم‬

‫غدير بابتسامه خابيثه ‪ :‬آها هذا تاثير زيارة صقر‬


‫يعني ؟؟‬

‫نظرت اليها صموُدَ بطرف عينها ‪ .....‬ولم تردَ‬

‫ت ما تلوُع‬
‫غدير تخبئ وجهها بكفيها ‪ :‬وع صموُدَ ان ج‬
‫جبدج ؟؟ ) ثم قالت بتهديد ( اشوُفج تجيني بالليل‬
‫تتسحبين تنامين عندي‬

‫صموُدَ ومظاهر التلذذ على وجهها ‪ :‬ماراح اجي‬


‫بس ممكن تسكتين ترا طافني والسبه انتي‬

‫لم يكن سوُا برنامج عن عالم الحشرات‪ ..‬باشكاله (‬


‫وانوُاعه ‪ ...‬واجهزة التنصت والنذار المبكر لديه‬
‫كيف ان الحشرة عندما تشعر بالخطر تحذر‬
‫جماعتها منه ‪ ...‬وعندما تتعرض احداها للخطر‬
‫ترسل اشارات استغاثه لبناء جنسها فتصلها‬
‫)‪ ..‬المعوُنه فوُرا‬

‫غدير تكتف ذراعيها وتتسمر نظراتها على التلفاز‬


‫‪ :‬مابي بتابعه معاج زين‬

‫‪ ..‬صموُدَ بهدوء مصطنع ‪ :‬زين بس انخرسي‬

‫‪.‬‬

‫غدير بضحكه مكتوُمه ‪ :‬ان شاءالله‬

‫ظاهريا‬

‫‪ ..‬لم تكن صموُدَ اهدى مما عليه اللحظه‬


‫لكن هل هوُ هدوء بمعناه الحقيقي ؟؟؟‪.‬‬

‫او ان عقلها محمل باموُر ثقيله ل تتحمل معها وزر‬


‫غيرها‬

‫انفجرت غدير بالضحك ‪ ...‬لتلتفت اليها صموُدَ‬


‫!!السرحانه ‪ :‬خاير ؟‬

‫غدير تمسح دَموُعها التي نزلت ‪ :‬ماسمعتي شقال‬


‫؟؟‬

‫صموُدَ وسندت جانب وجهها على كفها ‪ :‬ماقال‬


‫شي يضحك ؟؟‬

‫غدير ‪ :‬لن عقلج موُ معاه هههههههههههااا ‪...‬‬


‫اللي ماخاد عئلك يتهـَ ‪ ....‬لم تكمل‬
‫لن صموُدَ قفزت عليها لتبدأ المعركة التي ل‬
‫‪ ....‬تنتهي‬

‫بينما غدير تضحك ‪ ....‬وتزدَادَ ضحكا مع ضربات‬


‫‪ ...‬صموُدَ‬

‫عبير من حيث الهاتف ‪ :‬صموُدَ تلفوُن ؟؟‬

‫صموُدَ باستفسار واصابعها مغروسه في شعر‬


‫غدير ‪ :‬منوُ ؟؟‬

‫عبير تجيب ‪ :‬ماترضى اقوُل تقوُل قوُلي لها‬


‫مفاجاه‬

‫تنهض صموُدَ من مكانها محررة غدير التي لم‬


‫‪ ...‬تتوُقف عن الضحك للن‬

‫وتتحرك بملل الى الهاتف‬

‫‪ ..‬غدير تحادَثها من مكانها ‪ :‬تدرين صميد شقال‬

‫‪ ....‬صموُدَ تحرك يدها عبثا في الهوُاء ‪ :‬ل مابي‬

‫غدير تتحدث ‪ :‬يقوُل ان الحشرات وان تشابهت‬


‫فلكل منها وطن وهوُية يميزها عن غيرها ولما تبدأ‬
‫المعركة ويصير هجوُم مع حشرات ثانيه من جنسها‬
‫تعرف ابناء وطنها وما تحاربهم ‪ ..‬تعرفهم من‬
‫ريحة الفيروموُن‬

‫‪ ..‬اللي يحددَه المناخ ونوُع التربه والغذاء‬

‫عقدت صموُدَ حاجبيها وهي تمسك بسماعة‬


‫الهاتف ‪ ...‬لم تفهم مقصدها ؟؟‬

‫لتفسر غدير قوُلها ‪ :‬ففكرت احنا البشر عندنا‬


‫الفيروموُن ؟؟ ممم ماظن وال جان ماكان عندنا‬
‫بدون خاخخخخخخخ‬

‫‪ ....‬انفجرت عبير معها بالضحك‬

‫بينما مال فم صموُدَ بابتسامة ورفعت سماعه‬


‫الهاتف لذنها وما ان‬

‫استمعت للصوُت القادَم حتى ابتسمت والقت‬


‫بجسدها على المقعد برااحه‬

‫صموُدَ ‪ :‬عادَ توُني قارية الذكار وآية الكرسي من‬


‫وين طلعتي لي انتي ؟‬
‫وصلتها ضحكة دَلل المميزه ‪ :‬هوُ لنج قاريتهم‬
‫طلعت لج انا وال جان ماشفتيني ول سمعتي‬
‫صوُتي‬

‫صموُدَ ‪ :‬احلفي بس‬

‫دَلل ‪ :‬اشتقنالج يالشينه تعالي عندنا مافيج ال‬


‫العافيه‬

‫صموُدَ ‪ :‬قل اعوُذ برب الفلق انا حصان لني‬


‫ماشفت وجهج‬

‫دَلل ‪ :‬ايه هين تلقين ما ضحكتي ال لما سمعتي‬


‫صوُتي‬

‫توُسعت ابتسامة صموُدَ لتهمس ‪ :‬اخاص على‬


‫الوُاثقين‬
‫دَلل تضحك ‪ :‬هههههه احم احم ‪ .....‬اقوُلج دَودَي‬
‫عندنا حدث مهم‬

‫صموُدَ تعبث بخصلت شعرها ‪ :‬اللي هوُ ؟؟‬

‫دَلل بتشوُيق ‪ :‬ماتصدقين لوُ اقوُلج ؟‬

‫صموُدَ ‪ :‬جربي وقوُلي ؟؟‬

‫دَلل ‪ :‬عهوُدَ انخطبت اليوُم‬

‫صموُدَ بسخريه باردَه ‪ :‬هاهاها‬


‫دَلل بجديه ‪ :‬شفيج ؟؟؟ وربي صج‬

‫صموُدَ تعتدل بجلستها وبصدمه ‪ :‬احلفي ؟؟‬

‫دَلل تؤكد ‪ :‬وربي انخطبت‬

‫صموُدَ بهمس ‪ :‬منوُ ؟؟‬

‫دَلل ‪ :‬هع ماقوُوول كم تعطيني ؟؟‬

‫صموُدَ بغضب ‪ :‬كف وعضة اذن ‪ )......‬وبهمس‬


‫قالت ( لحظه انا موُ بروحي ماراح اخاذ راحتي وانا‬
‫‪ ..‬ابي التفاصيل ‪ ..‬باخاذ نقال امي واكلمج‬
‫دَلل ‪ :‬اوك ‪ ..‬كل ما تاخارتي نسيت شي من‬
‫‪ .....‬تفاصيل الخبر الهـَ‬

‫طوُوووووووووووووووووط‬

‫اغفلت صموُدَ الخط قبل ان تكمل دَلل ‪......‬‬


‫لتهمس دَلل بغيض ‪ :‬يمال اللي منيب قايله ‪ ..‬انا‬
‫اوريج ياصميد‬

‫لحظات قليلة وجاء التصال من صموُدَ التي بادَرت‬


‫الحديث بحماس‬

‫صموُدَ بحماس ‪ :‬تكلمي‬

‫دَلل تستفزها ‪ :‬واذا مابي‬


‫صموُدَ ‪ :‬اخالصي تراه بفلوُس ما يتحمل ملغتج ‪...‬‬
‫منوُ خاطبها ؟؟‬

‫دَلل وهي تسمع انفاس صموُدَ المتلحقه ‪ :‬شفيج‬


‫احد لحقج ؟؟‬

‫صموُدَ ‪ :‬ل طلعت الحوُش ‪ ...‬غدو اذا شافتني اكيد‬


‫بتوُقف في حلقي ‪ ..‬ويالله خالصيني انتي الثانيه‬

‫دَلل ‪ :‬زين زين ‪ .....‬بس امسكي اعصابج‬

‫ل تعلم صموُدَ لما شعرت بارتجاف جسدها ‪....‬‬


‫مجردَ افكار مجنوُنه تدافعت في مخيلتها وحركت‬
‫نبضها ‪ ...‬فكتمت انفاسها تترقب خابرا توُقعته‬
‫مفرحا قبل لحظات‬

‫دَلل تزيد من حربها النفسيه ‪ :‬دَودَي اخااف ما‬


‫‪ .....‬تتحملين الخبر ‪ ...‬وانتي بروحج توُج‬

‫‪ ...‬صموُدَ ‪ :‬لم تردَ عليها‬

‫دَلل ‪ :‬متاكدة تبين تسمعين ؟؟؟‬

‫صموُدَ ‪ :‬لم تردَ‬

‫دَلل ‪ :‬ياربي خاايفه عليج ‪ ...‬يمكن ما تتحملين‬

‫صموُدَ ‪ :‬لم تردَ‬

‫دَلل باستغراب ‪ :‬صموُدَ معااي ؟؟؟‬


‫تـَكلمـَي " ‪ /‬خارجت الكلمه من بين اسنان صموُدَ "‬
‫وبصوُت مبحوُح رغم قوُة نبرته سرى عبر السلك‬
‫ليصل الى دَلل فتشعر كم اغضبتها‬

‫دَلل ‪ :‬كيفج بقوُل ‪ ...‬اممممم عهوُدَ خاطبها امس‬


‫‪.....‬خاطبها ‪ ...‬ن ا صا ر ‪ ...‬ناصر‬

‫!!!!!!! شهقت صموُدَ ‪...‬احلفي ‪:‬‬

‫دَلل تكمل ‪..:‬بس ها محد يدري حتى محد قالنا ‪..‬‬


‫‪ ...‬الخبر جانا من مريوُووم ل تقوُلين لحد‬

‫" هذا سبب قدوم صقر اذا ؟؟ "‬


‫دَلل ‪ :‬دَودَي ؟؟؟؟‬

‫‪ ....‬صموُدَ بعجله ‪ :‬اكلمج بعدين ‪ ...‬عندي مهمه‬

‫‪ ...................‬دَلل تستوُقفها ‪ :‬دَووودَي لـَ‬

‫طوُووووووووووووووووط‬

‫‪.‬‬

‫‪ ...‬اغلقت الهاتف ‪...‬وفكره ما تراودَها‬


‫‪ ...‬فكره جنوُنيه ربما ‪ ....‬لكن ستفعلها‬

‫اقتربت من المجلس الخارجي الذي يجلس فيه‬


‫صقر مع والدتها‬

‫كم كانت تتمنى ان تعرف ما يدور بينهما ‪ ..‬وربما‬


‫‪ ...‬امسكت بطرف الخيط الن ‪ ....‬اغراها الفضوُل‬

‫‪ ...‬وتسرب في دَمائها حتى تشبعت به‬

‫تلفتت حوُلها ‪ ...‬تردَدَت لبرهه ‪..‬ابتلعت ريقها ‪. ..‬‬


‫‪ ...‬ثم اقدمت بقوُه ‪ ....‬ستستمع وليحدث ما يحدث‬

‫‪ ...‬رفعت الغطاء على شعرها‬


‫‪ ...‬واقتربت بحذر شديد ‪..‬كاتمه بعض انفاسها‬

‫وضعت كفها على الجدار القريب ‪ ..‬تلفتت بحذر ‪....‬‬


‫‪ ... ....‬ثم مالت بشقها اليمن نحوُ النافذه الكبيره‬

‫تكادَ تسمع همسا يشبع فضوُلها ‪ "......‬ابتسمت‬


‫" بانتصار‬

‫‪ ..‬واخايـَـَرا حققت ما تريد‬

‫سحبت نفسا ‪ ..‬واسترخات مستنده على الجدار‬


‫‪ ..‬والنافذه ‪ ...‬واخاذت تستمتع بالستراق‬

‫‪ .‬وتعبث بطرف شالها‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫ل حوُل ولقوُة ال بالله‪.‬‬

‫بس بس‬

‫‪ ....‬همس مخيف جعل اوصالها تهتز وترتجف‬

‫قطوُتي ‪:‬‬

‫‪ ...‬التفتت اليه ولسانها معقوُدَ من الصدمه ‪:‬‬

‫‪ ...‬اشتقت لج ‪:‬‬
‫حاولت التراجع ‪ ...‬لكنه امسك برسغها ‪ :...‬دَودَي‬
‫‪ ..‬لحظه خاليني اشرح لج ‪ ...‬ل تظلميني‬

‫حركت يدها المأسوُره بعنف وسط سجن قبضته ‪:‬‬


‫‪ ..‬وجع وجع اتركني ل افضحك‬

‫‪ ..................‬دَودَي ‪ ...‬بس بكلمج اسمعيني بالول ‪:‬‬

‫لم تكن تسمع او تعي شيئا ‪... ...‬فقط تريد التحرر‬


‫‪....‬‬

‫هوُ ‪ :‬يتحدث‬

‫وهي ‪ :‬تدفع وتصد‬

‫الى ان‬
‫‪ ...‬سـَ ـَكـَ نـَ ت أخايرا ‪ ..‬وتوُقفت عن الحركه‬

‫‪ ....‬ليس استسلما‬

‫فعيناها تعلقت بتلك النظرات الناريه والصوُره‬


‫‪ ....‬الجامحه التي سدت ظهر الول‬

‫‪ ...‬فقط الصمت جوُابها‬


‫استغفر الله واتوُب اليه‬

‫بالله قـَل لي ‪ /..‬كـَيف ودَك اكابر‪..‬؟‬


‫كيف اعتـَذر ‪ .. /‬واحكي عـَن الدمـَع تبريـَر ‪..‬؟‬
‫‪ ..‬ماقلتلـَك ‪...‬؟ لـَوُ طاح دَمع الكابر‬
‫‪ ) ..‬ياهي كبيـَره فـَي عيـَوُن العصافيـَر ( ‪.. /‬‬

‫المعزوفه الرابعة عشر‬


‫________________________________________‬
‫جـَـَزر‬ ‫ف ازلم أ‬
‫حـَا ج‬ ‫عـَزز ت‬
‫أ‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫ظهر "حزااات‬ ‫!! " تـَدري وش آللي يكسر ال أ‬


‫حله‬‫م ي‬
‫عطيت " إحسـَـَاس " ماهوُ أ‬ ‫من أ‬
‫ل ج‬
‫ي متى تستآهل الطعن مـَـَـَرآات‬‫!! و تدر ز‬
‫ت الدرب وإنأته" تديلـَـَه‬
‫خاطي ي‬
‫ن أ‬‫" لم ز‬

‫‪ ..‬زف اليها خابر خاطبة ناصر لعهوُدَ ‪..‬هذا ما ت‬


‫كلف به‬

‫بينما يحمل في دَاخاله ثقل القاه مشعل عليه منذ‬


‫‪ .‬قليل‬

‫ان يعزف صقر عن فكرة الزواج دَهرا ‪ ...‬ثم يقع‬


‫الخاتيار على صموُدَ‬

‫تلك كارثه بالنسبه اليه‬

‫‪ ...‬ليس لعيبا فيها ‪ ...‬ولكن لموُر ومصالح‬

‫فعزوفه كان بسبب حاله واحوُاله خاوُفا من ان‬


‫يظلم زوجته واطفاله بتلك الحياة التي ستفرض‬
‫عليهم‬

‫‪ .‬رغما عنهم‬
‫فكيف بان يقع الظلم الذي يخشاه على صموُدَ‬

‫استبعد فكرة الزواج نهائيا‬

‫حتى من فتاة ترضى بالوُاقع ومستسلمه له كميثا‬

‫فكيف بمن تتطلع للنوُر ‪..‬وتترقب بصيصه ؟ كيف‬


‫له ان يخطفها من آحلمها ويطفئ ذلك النوُر في‬
‫حياتها ؟‬

‫لل‬

‫لن يتمم المر لقد عزم‬

‫فقط سيتحمل طوُل الفتره ‪ ..‬ويصبر الى ان يهدأ‬


‫الوُضع وتحل الموُر‬

‫بل انه سيطلب من أعمامه كتمان المر لسباب‬


‫‪ ..‬سوُف يختلقها الى حين‬

‫تنهد صقر براحه لظنه انه وصل لحل ما للقضيه‬

‫‪.‬‬

‫" لكن يأتيه الصوُت مؤنبا من دَاخاله "‬


‫والى متى يا صقر؟؟؟ الى متى ستبقى على تلك‬
‫الحال ؟؟؟‬

‫الم يئن الوان لنفض الغبار ؟‬

‫" ليردَ صقر بحسره على ذلك الصوُت بداخاله "‬

‫‪ ..‬ليته كان بيدي ‪ ..‬ليت المر سهل‬

‫كل الحلوُل صارت تتوُقف على الرحيل ‪ ..‬هذا الذي‬


‫‪ ...‬أراه الن مناسبا‬

‫لكن ذلك ليس سهل ول ميسر ‪...‬وانا اعمل عليه‬


‫منذ شهوُر‬

‫نعم استطيع اخاتصار المر بالهجره ‪ ...‬لكنها‬


‫‪ ....‬ستمنعني من العوُدَة وذلك صعب‬

‫مارست تلك الحيلة فقمت بتقديم طلب السفر‬


‫بحجة الدراسه وبعثت اوراقي الى جامعة بريطانيا‬
‫‪...‬‬

‫فان وافقت الجامعه ‪ ...‬سهل استخراج الجوُاز‬


‫‪ ..‬وبعده الفيزا‬

‫وهناك ان تم المر ساقدم طلب اللجوُء واحصل‬


‫على الجنسية والشهادَه‬
‫‪ ...‬عندها ستتغير اموُر كثيره‬

‫‪.‬‬
‫صوُتها الشجن يخترق عالمه البعيد ‪ ....‬ليعيده الى‬
‫الوُاقع ‪ :‬يمه صقر ؟‬

‫نظر الي عينيها بابتسامه ‪ :‬عيوُنه ‪ ..‬آآمري يالغاليه‬

‫ابتسمت لتخاطبه بعتب ‪ :‬اكلمك انا وين سرحت‬

‫عدل قترتة بحركة عفوُية تعبر عن الحراج ‪ :‬افااا‬


‫‪ ... ...‬اعذريني يمه‬

‫في احد يقعد مع الغاليه ويسرح ‪....‬بس شتقوُلين‬


‫للعقل المشغوُل ‪ 24‬ساعه ‪ ...‬امري تدللي عيوُني‬
‫‪ ...‬لج‬

‫ابتسمت له بحنان هامسه ‪ :‬ما يامر عليك عدو ول‬


‫ظالم يا ولدي ‪ ...‬قلت لي في خابر مهم‬

‫وكأنه تذكر ما أتى لجله فتنحنح ‪ :‬صح يمه ‪ ..‬احم‬


‫‪ ..‬امس جاا لمجلسنا بوُناصر وناصر ‪ ...‬وناصر‬
‫خاطب اخاتي عهوُدَ‬

‫قالت بابتسامه دَون علمات التعجب والدهشه ‪:‬‬


‫‪ ....‬ناصر ‪ ..‬هذي الساعه المباركه‬

‫فمال فم صقر بابتسامه ‪ :‬وكانه عندج خابر يام‬


‫فيصل ؟‬

‫ضحكت ام فيصل ضحكات هادَئه ‪ :‬هههههههه‬

‫ليعلق صقر رافعا حاجبه اليسر ‪ :‬ماشاءالله عليكم‬


‫يالحريم ‪ ...‬مصادَركم اوسع من مصادَرنا ‪...‬في‬
‫‪ ....‬كل مكان لكم وتد‬

‫ردَت ام فيصل مبتسمه ‪ :‬كلمتني امس خاالتك ام‬


‫ناصر ‪ ...‬وقالت لي ان ناصر وابوُه راحوُا لكم‬

‫عقد حاجبيه بقلق ‪ :‬بس ؟ كان يخشى ان تكوُن‬


‫‪ .....‬وصلتها خاطبة زيد وما ترتب عليها‬

‫!ام فيصل ‪ :‬أي بس ليش في شي ثاني ؟‬

‫رسم ابتسامه توُجس ‪ :‬سلمتج ‪ ...‬وانتي شرايج‬

‫ام فيصل ‪ : :‬ناصر والنعم والله ماعليه كلم ‪...‬بس‬


‫‪...‬‬

‫صقر ‪ :‬بس شنوُ يام فيصل‬

‫تنهدت بالم ‪ :‬بس اللي شالع قلبي صموُدَ يا صقر‬


‫‪ ...‬جانها بتروح لزيد‬

‫صقر يردَ بغضب ‪ :‬يخسي ال هوُ‬


‫ام فيصل بهمس ‪ :‬انت تدري انها له من صغر‪...‬‬
‫‪ ..‬وهوُ لمح لي انه بيجي يكلمني فيها‬

‫صقر بذات الغضب والغيض ‪ :‬ويروح يخطب اخاتها‬


‫‪...‬‬

‫ام فيصل بصدمه ‪ :‬من قالك ؟‬

‫صقر ‪ :‬ما يهم من قال كثر ان هالخبر صحيح‬


‫‪...‬شلوُن نثق بانسان حقير مثله‬

‫ام فيصل ‪ :‬بسالك يا صقر واصدقني وما عرفت‬


‫منك ال الصدق انت هددَته من قبل ل يقرب لصموُدَ‬
‫‪ ....‬؟؟؟ ‪ ...‬اصدقني دَامك عرفت‬

‫اخاذ نفسا عميقا ‪ ..‬ثم ردَ بنبرة واثقه وهادَئه خالف‬


‫نبرته السابقه تماما ‪ :‬كل اللي قلته له ‪ ...‬اذا‬
‫‪ ...‬عندك شي تدل الباب‬

‫ثم اردَف بهمس ‪ :‬يمه صموُدَ بنت عمي وتهمني‬


‫‪ ...‬مثل دَلل وميثا وعهوُدَ‬

‫وولد العم اللي ما يغير على بنت عمه ومحارمه‬


‫دَيوُث ‪ ...‬واكيد دَمي يفوُر لما اشوُفها واقفه مع‬
‫زيد‬

‫وهم ما بينهم شي ؟ ‪ ..‬اللي طلع مني كلم ‪...‬‬


‫‪ ...‬لكني مثمنه ‪ ...‬وانتي تعرفيني يالغاليه‬
‫ام فيصل بابتسامه هادَئه ‪ :‬حبيت اسمعه منك‬
‫عشان ما اظلم‬

‫اعرفك عدل ‪ ..‬وواثقه فيك يا صقر يا ولدي‬


‫)سكتت لحظه ثم همست بحيره ( ‪...‬والحين‬
‫‪ ...‬شقوُل لزيد‬

‫صقر بجديه ‪ :‬انسي امره ‪ ....‬لنه خاطبها امس في‬


‫المجلس اللي انخطبت فيه عهوُدَ‬

‫ونهى عليها واحد من عيال عمها يعني ماله شي‬


‫‪....‬‬

‫ام فيصل باستغراب ‪ :‬خاطبها ؟‪ ...‬ونهى عليها ؟‪...‬‬


‫منوُ ؟ ‪ ...‬وشلوُن يرجع يكلمني ؟‬

‫صقر ‪ :‬يبي يلف راسج بكلمتين ومسرحياته اللي‬


‫ما تخلص ‪ ...‬انسي امره ‪..‬ول تهتمين له‬
‫خالينا في عهوُدَ وناصر‬

‫ام فيصل بصوُت هامس ممتلئ حيره وتوُجس ‪:‬‬


‫!صقر‬

‫ردَ عليها ‪ :‬سمي يالغاليه‬

‫ام فيصل بهمس ‪ :‬منوُ اللي نهى على صموُدَ ؟؟‬


‫‪%‬‬

‫سبحان الله وبحمده‬

‫خارج من المقهى بعيدا عن الضجيج‬

‫رفع هاتفه هاتفا ‪ :‬هل ناصر‬

‫ناصر ‪ :‬زيد وينك فيه ‪ ...‬من الظهر واهلك يتصلوُن‬


‫فيك ليش ماتردَ‬

‫زيد يمسح على شعره بتوُتر ‪ :‬انشغلت شوُي وقلت‬


‫اول ما افضى بتصل فيهم ‪ ..‬خاير في شي‬

‫ناصر ‪ :‬نسيت العشاء عندا اليوُم هذا وابوُي‬


‫مكلمك؟؟؟ انا رايح للمطار الحين اجيب عمي‬
‫واهله عندنا‬

‫عقد زيد حاجبيه وكلح وجهه بغضب ‪ :‬يوُه وهذا‬


‫وقته الحين ابوُك يرتكب جريمته‬

‫ناصر ‪ :‬عادَ انت وابوُك تصافوُا ‪ ...‬المهم ابوُي كان‬


‫يبيك تجيب عمي من المطار‬

‫بس لما حضرتك ماردَيت رحت انا بدالك‬

‫زيد يزفر براحه ‪ :‬كفوُوو وال اخاوُ اف بلش‬

‫ناصر ‪ :‬ل ما خالصنا وانت تروح تمر خاالتي وبناتها‬


‫وتجيبهم عندنا‬

‫زيد بدهشه ‪ :‬خاالتي أي هي ؟‬

‫ناصر ‪ :‬خاالتي ام فيصل ‪ ...‬منوُ يعني ‪ ...‬اقوُلك‬


‫بجيب عمي بوُلفي من المطار يعني اكيد خاالتي‬
‫ام فيصل ‪ ...‬زيد انت معاي‬

‫زيد يزفر ‪ :‬أي أي فهمت ‪ ..‬متى اجيبهم‬

‫ناصر ‪ :‬الحين انا في المطار ‪ ...‬روح لهم الحين ‪...‬‬


‫‪ ...‬اكيد امي وال مريوُم معطيتهم خابر‬

‫زيد ينظر الى ساعته ‪ :‬زين ساعه بالكثير ونكوُن‬


‫عندكم‬

‫ناصر ‪ :‬يل فمان الله‬


‫‪%‬‬

‫سبحان الله وبحمده‬

‫‪ ..‬الصوُر واللبوُمات منثوُره في المكان‬

‫وكذلك الثياب والكسسوُارات‬

‫غدير تتفحص الثياب ‪....‬وهي تتذمر بايهن ستخرج‬


‫للعشاء‬

‫وعبير تقلب اللبوُم وتتحدث بالهاتف‬

‫عبير ‪ :‬عهوُدَ خالي احد يقطج علينا ‪ ...‬والله‬


‫‪ ...‬بتستانسين مع مريوُم وخاالتي‬

‫عهوُدَ ومجردَ الفكره ارعبتها ‪ : ..‬بيت خاالتي ؟ ل ل‬


‫!! ااا ‪ ...‬بيكوُن شكلي غلط‬

‫‪ ...‬عبير ‪ :‬ياغبيه شنوُ اللي غلط تراه بيت خاالتج‬

‫‪ ..‬عهوُدَ ‪ :‬ادَري ‪ ...‬بس‬

‫عبير ‪ :‬بس شنوُ ؟؟‬

‫عهوُدَ‪ .. :‬بس ‪..‬امم ‪ ..‬ل مابي موُ اليوُم ‪ ..‬مره‬


‫ثانيه ان شاءالله‬

‫عبير ‪ :‬يوُه والله انج تغثييين زييين‬

‫‪ ...‬عهوُدَ ‪ :‬ممم امس خاطبني ناصر‬

‫شهقت عبير بـَ ‪ :‬احلللللفيييييييييييي‬


‫لتقفز غدير اليها بفضوُل ‪ :‬شنوُووووووو وحاولت‬
‫التصنت بتقريب اذنها من سماعة الهاتف‬

‫دَفعتها عبير عنها ‪ ...‬وهي تعوُدَ للمحادَثه المهمه ‪:‬‬


‫احلفي عهيد متى ‪ ..‬وشنوُ صار ‪ ..‬يالبطه من امس‬
‫وما تعلمينا‬

‫غدير تحاول سحب سماعه الهاتف بازعاج ‪ :‬شنوُ‬


‫شنوُ‬

‫عبير تخاطبها بعجلها لتتخلص من ازعاجها ‪ :‬ناصر‬


‫خاطب عهوُدَ‬

‫غدير بصدمه ‪ :‬احلفي‬

‫عبير تضحك ‪ :‬والله امس بالليل‬


‫غدير وبفرحه كبيره ‪ :‬حطييه سبيكر ‪ ...‬عبير‬
‫بسمعها شي ؟؟؟‬

‫فعلت عبير بابتسامه ‪....‬لتطلق غدير بفرحه عارمه‬


‫‪ :‬كلللوُوولللوُوووولييييييييييييييش‬

‫وكذلك عبير تتبعها ‪ :‬كللللوُوولييييييش‬

‫عهوُدَ بخجل واحراج ‪ :‬بس يابنات فضحتوُني ‪ ...‬توُ‬


‫ما صار شي ‪ ...‬قبل شوُي خاالتي ام صقر كلمتني‬
‫‪...‬وقالت صقر راح عندكم يبلغ امي‬

‫غدير تصرخ‪ :‬يااااااااي ونااااااااااااسه‬


‫ونااااااااااااااااسه انا اخات العروووس‬

‫وتكمل عبير بخبث ‪ :‬هههههههههههه بتموُت‬


‫صميد من الحره انا سمعنا بهالخبر قبلها‬

‫لكن عهوُدَ تخيب املها ‪ :‬هههههههههه ل صموُدَ‬


‫دَرت فيه قبلكم من دَليل‬
‫غدير بحسره ‪ :‬يوُووه لزم تخرب علينا دَليل ‪...‬‬
‫‪ ...‬جان ذليتها ذل قبل ما اقوُلها‬

‫عبير بسعادَه ترفع السماعه لذنها ‪ :‬يااااااي وربي‬


‫فرحانه لج عهوُدَ‬

‫عهوُدَ باحراج ‪ :‬يوُه بس استحي ‪ ...‬ترا وجهي احترق ههههههههه‬

‫عبير ‪ :‬زين عهوُدَ والله الطلعه بتكوُن شي شي وانتي مخطوُبه‬


‫ورايحه لبيت زوجج المستقبلي هع‬

‫‪ ...‬عهوُدَ ‪ :‬وجع‬

‫عبيييير ‪ :‬ههههههههههههههههههه‬

‫عهوُدَ ‪ :‬صموُدَ تروح ؟؟‬

‫عبير تتلفت حوُلها وكانها افتقدتها ‪ :‬صميد مدري عنها ‪ ..‬تصدقين‬


‫‪ ....‬مدري وينها فيه‬

‫‪ ...‬عهوُدَ ‪ :‬كانت من شوُي تكلمنا‬

‫عبير ‪ :‬اها ‪ ..‬الظاهر من تلفوُن امي ‪ ...‬ماشفتها من نص ساعه او‬


‫‪ ..‬اكثر‬
‫عهوُدَ باحراج ‪ :‬يوُه بس استحي ‪ ...‬ترا وجهي احترق ههههههههه‬

‫عبير ‪ :‬زين عهوُدَ والله الطلعه بتكوُن شي شي وانتي مخطوُبه‬


‫ورايحه لبيت زوجج المستقبلي هع‬

‫‪ ...‬عهوُدَ ‪ :‬وجع‬

‫عبيييير ‪ :‬ههههههههههههههههههه‬

‫عهوُدَ ‪ :‬صموُدَ تروح ؟؟‬

‫عبير تتلفت حوُلها وكانها افتقدتها ‪ :‬صميد مدري عنها ‪ ..‬تصدقين‬


‫‪ ....‬مدري وينها فيه‬

‫‪ ...‬عهوُدَ ‪ :‬كانت من شوُي تكلمنا‬

‫عبير ‪ :‬اها ‪ ..‬الظاهر من تلفوُن امي ‪ ...‬ماشفتها من نص ساعه او‬


‫‪ ..‬اكثر‬

‫عهوُدَ ‪ :‬طيب ل تنسين تجيبين لي الحداث اول‬


‫باول ‪ ...‬والتفاصيل‬

‫عبير ‪ :‬ابشري ول يهمج ‪ ...‬بس لوُ تجين بتكوُن‬


‫الطلعه شي خااصه ان اللي جاينا نصوُر‬

‫عهوُدَ بامتنان ‪ :‬خايرها بغيرها ان شاءالله ‪...‬‬


‫)وعندما انتبهت للسم الخاير( ‪ ...‬همست بـَ "‬
‫وجع عبير وجهي احترق خالصا "‬

‫عبير تنفجر ضاحكه ‪:‬‬


‫ههههههههههههههههههههههاااااي يل سلم‬
‫بشوُف لي شي البسه‬

‫هههههه تدرين امي للحين ما تدري واحنا بنتجهز‬

‫عهوُدَ ‪ :‬هههههههههههه ياحبكم للطلعات بس‬

‫عبير ‪ :‬ما يبيلها خااصه لبيت الخاله ‪ ..‬واخاتي‬


‫المستقبلي ههههههههههه‬

‫عهوُدَ ‪ :‬يل سلم‬

‫عبير ‪ :‬سللميشن‬

‫‪%‬‬

‫سبحان الله العظيم‬


‫اغلقت الهاتف ‪...‬وفكره ما تراودَها ‪...‬‬

‫فكره جنوُنيه ربما ‪ ....‬لكن ستفعلها ‪...‬‬

‫اقتربت من المجلس الخارجي الذي يجلس فيه‬


‫صقر مع والدتها‬

‫كم كانت تتمنى ان تعرف ما يدور بينهما ‪ ..‬وربما‬


‫امسكت بطرف الخيط الن ‪ ....‬اغراها الفضوُل ‪...‬‬

‫وتسرب في دَمائها حتى تشبعت به ‪...‬‬

‫تلفتت حوُلها ‪ ...‬تردَدَت لبرهه ‪..‬ابتلعت ريقها ‪. ..‬‬


‫ثم اقدمت بقوُه ‪ ....‬ستستمع وليحدث ما يحدث ‪...‬‬

‫رفعت الغطاء على شعرها ‪...‬‬

‫واقتربت بحذر شديد ‪..‬كاتمه بعض انفاسها ‪...‬‬


‫‪ ....‬وضعت كفها على الجدار القريب ‪ ..‬تلفتت‬
‫بحذر ‪ ...‬ثم مالت بشقها اليمن نحوُ النافذه‬
‫الكبيره ‪....‬‬

‫تكادَ تسمع همسا يشبع فضوُلها ‪ "......‬ابتسمت‬


‫بانتصار "‬

‫واخايـَـَرا حققت ما تريد ‪..‬‬

‫لم تلتقط الكثير ‪ ...‬فقد وترها التصال المتتابع‬


‫من خاالتها ام ناصر ‪....‬‬

‫وضعته على الصامت لكن وميض الضوُء المستمر‬


‫وترها واقلقها‬

‫ابتعدت عن النافذه ‪..‬ثم المكان ‪...‬‬

‫ورفعت الهاتف ‪ :‬هل هل هل مليوُوون بالخاله‬


‫اسفر التلفوُن وانوُر واستهل وامطر‬

‫وصلتها ضحكات ام ناصر ‪ :‬هههه الله يسعد‬


‫هالصوُت وصاحبته ‪...‬‬
‫صموُدَ ‪ :‬شلوُنج يا خاالتي شخبارج اشتقنالج‬

‫ام ناصر ‪ :‬تشتاقلج العافيه يارب ‪ ..‬بشري عنج يا‬


‫صموُدَ شلوُنج الحين‬

‫صموُدَ ‪ :‬عال العال ما نشكي باس‬

‫ام ناصر ‪ :‬الحمدلله ‪ ..‬الله يتمم عليج عافيته‬


‫وستره واشوُفج في بيت زوجج وعيالج حوُاليج‬
‫قوُلي آمين‬

‫صموُدَ ‪ :‬ههههههه آمين ‪...‬شلوُنها مريوُم‬

‫ام ناصر بنبرة حزن ‪ :‬الحمدلله ‪ ...‬اليوُم سمعت‬


‫وفاة رفيجتها وفاتحتها مناحه‬

‫صموُدَ تعقد حاجبيها ‪ :‬رفيجتها ‪ ...‬منوُ ‪..‬‬

‫ام ناصر ‪ :‬مادَري يمه ماسمعت منها غير الدموُع‬


‫صموُدَ بهمس ‪ :‬ياقلبي عليها ‪ ...‬بحاول اكلمها ان‬
‫شاءالله‬

‫ام ناصر ‪ :‬ل بتكلمينها موُ بتحاولين ‪ ...‬اليوُم‬


‫معزومين عندنا على العشاء ‪ ...‬وانتي اول‬
‫الحاضرين‬

‫صموُدَ بدهشه ‪ :‬عشاء ‪ ..‬شنوُ المناسبه‬

‫ام ناصر ‪ :‬وصوُل عمج بوُلفي ‪ ...‬بيجوُن من‬


‫المطار سيده لبيتنا ‪...‬‬

‫انا كلمت عبير بس كنت بكلم امج والظاهر مافي‬


‫نصيب ‪..‬‬

‫صموُدَ ‪ :‬خاالتي اذا تبين تكلمينها انادَيها واعطيها‬


‫التلفوُن لنه عندي‬

‫ام ناصر ‪ :‬ل خالصا يمه انتي بلغيها ‪ ...‬واجهزوا‬


‫‪...‬عشان السياره تمركم بعد ساعه‬
‫صموُدَ ‪ :‬ان شاء الله ‪...‬ممم خاالتي منوُ اللي بيمرنا‬
‫؟‬

‫ام ناصر ‪ :‬ناصر يمه‬

‫صموُدَ ‪ :‬طيب ‪ ..‬ببلغ امي اول ما اشوُفها‬

‫ام ناصر ‪ :‬يل يا قلبي مع السلمه‬

‫صموُدَ ‪ :‬مع السلمه‬

‫‪%.‬‬

‫سبحان الله وبحمده‬

‫ردَ بعد صراع كبير في دَاخاله تغلب عليه هامسا ‪ :‬انا‬


‫‪...‬‬

‫توُسعت عينا ام فيصل ‪ ....‬ليتبع هوُ قوُله‬

‫صقر ‪ :‬القرار الول والخاير لج يام فيصل لج حق‬


‫انج ترفـَـَ‪.....‬‬

‫قاطعته بفرح ‪ :‬من صجك انت؟؟ تتكلم جد ؟؟‬


‫يخطبها الصقر ويكوُن لي قرار ؟؟‬

‫‪ :‬طعنه طعنه طعنه ) ل تقتله ال كلمات الثقه التي‬


‫ل يشعر انه يستحقها (‬

‫ام فيصل بنشوُة الفرح ‪ :‬هذي اللحظه اللي‬


‫تمنيتها وحلمت فيها يا صقر ‪...‬‬

‫قال بهمس محاول توُضيح الصوُرة لعلها ل تراها‬


‫بوُضوُح ‪ :‬يمه فكري عدل هذي بنتج ولج الحق‬
‫تفكرين وتسالين ‪ ..‬ترا حالي موُ احسن حال من‬
‫‪......‬‬
‫حركت راسها نافيه ‪ :‬ل ‪ ...‬انت غير يا صقر‬

‫يشعر بكلماتها خاناجر تغرس في كبده ‪ ..‬ل يستحق‬


‫كل تلك الفرحه فأنا من سيخطف احلم طفلتك ‪...‬‬
‫ال تستوُعبين يا خااله‬

‫هتف بـَاعصاب مشدودَه ‪ :‬غير ؟؟ ‪..‬بشنوُ غير بشنوُ‬


‫؟؟‪...‬‬

‫ام فيصل بهدوء ممزوج بالسعادَه ‪ :‬انت حر ‪...‬‬


‫وصموُدَ ما يناسبها ال الحر ‪....‬ما يناسبها ال انت يا‬
‫صقر‬

‫بنتي معاك انت يعني بشيلها من عيني اليسار‬


‫واحطها في عيني اليمين‬

‫ارتخت اعصابه ومال فمه بابتسامه ساخاره ‪ :‬من‬


‫يمدح المعرس ؟؟ ‪.....‬‬

‫ضحكت ‪ :‬ههههههههههههههه‬
‫لول مره يرى ضحكاتها النابعه من قلبها ‪....‬اهكذا‬
‫فعلت بها خاطبتي لصموُدَ ؟؟؟‬

‫احيتها و ‪ ....‬اماتتني ؟؟؟‬

‫صقر راسما شبح ابتسامه ‪ :‬يمه نخلي المر بينا‬


‫الحين ‪ ...‬في اموُر لزم تعرفينها قبل ‪...‬‬
‫ومستجدات بتصير‬

‫وتاكدي دَايم ان قرارج فوُق كل قرار ‪...‬انا ولدج‬


‫وصموُدَ بنتج ‪ ...‬والراي لج‬

‫ردَت بابتسامه ‪ :‬الله يسعدك يا صقر مثل ما‬


‫اسعدت قلبي اللي ما ذاق الفرحه من زمن‬

‫الله يشهد اني الحين بس ذقت طعم الفرحه‬


‫والراحه ‪...‬‬

‫ابتسم لبتسامتها وهوُ يستمع لكلماتها العذبه‬


‫الصافيه الحنوُنه التي انتشلته من التفكير المزعج‬
‫الذي يعصف به ‪...‬‬
‫همست بعدها محذره ‪ :‬صقر بوُصيك اذا انت ولدي‬
‫وتسمع الكلم واذا لي عندك معزة وغله‬

‫ردَ رافعا حاجبه ‪ :‬افا بس ‪ ..‬آآآمري‬

‫همست ‪ :‬مايامر عليك عدو ول ظالم قوُل امين‬

‫ابتسم مردَدَا ‪ :‬امين‬

‫ام فيصل ‪ :‬تجنب زيد ‪ ...‬كثر ما تقدر تجنب هالوُلد‬

‫عقد صقر حاجبيه ‪ :‬قالج على شي‬

‫ام فيصل ‪ :‬بدون ل يقوُل‪ ...‬انا ادَري بتقوُم قيامته‬


‫لما يعرف ‪..‬‬

‫ردَ بتنرفز وغضب يصاحب دَائما اسم زيد اذا ت‬


‫ذكر ‪:‬‬
‫تقوُم ول تقعد ان شاءالله ‪ ...‬ماعليج ماشفت‬
‫اجبن منه ‪ ...‬ماعنده غير الكلم‬

‫لم تستمع له لكنها اصرت على كلمها ‪ :‬حلفتك‬


‫بالله يا صقر تتجنبه كثر ما تقدر‬
‫امسك بيديها هامسا ‪ :‬ل تشيلين هم يالغاليه‬
‫‪...‬مالج ال اللي يرضيج ‪ ..‬والصقر ما تهمه‬
‫هالشكال ‪...‬‬

‫استغفر الله واتوُب اليه‬

‫‪%‬‬

‫ل حوُل ولقوُة ال بالله‬

‫سحبت نفسا ‪..‬‬

‫واقتربت اخارى من المجلس استرخات مستندةت‬


‫على الجدار والنافذه ‪ ...‬واخاذت تستمتع‬
‫بالستراق ‪..‬‬

‫عابثه بطرف شالها ‪...‬‬


‫وعقلها ينسج الحداث القادَمه وما ستكوُن عليه‬
‫‪...‬‬

‫بابتسامه فرح لعهوُدَ ‪ ...‬وحياتها القادَمه ‪...‬‬

‫بس بس‬

‫‪ ....‬همس مخيف جعل اوصالها تهتز وترتجف‬

‫قطوُتي ‪:‬‬
‫‪ ...‬التفتت اليه ولسانها معقوُدَ من الصدمه ‪:‬‬

‫‪ ...‬اشتقت لج ‪:‬‬

‫حاولت التراجع ‪ ...‬لكنه امسك برسغها ‪ :...‬دَودَي‬


‫‪ ..‬لحظه خاليني اشرح لج ‪ ...‬ل تظلميني‬

‫حركت يدها المأسوُره بعنف وسط سجن قبضته ‪:‬‬


‫‪ ..‬وجع وجع اتركني ل افضحك‬
‫‪ ..................‬دَودَي ‪ ...‬بس بكلمج اسمعيني بالول ‪:‬‬

‫لم تكن تسمع او تعي شيئا ‪... ...‬فقط تريد التحرر‬


‫‪....‬‬

‫هوُ ‪ :‬يتحدث‬

‫وهي ‪ :‬تدفع وتصد‬

‫الى ان‬
‫‪ ...‬سـَ ـَكـَ نـَ ت أخايرا ‪ ..‬وتوُقفت عن الحركه‬

‫‪ ....‬ليس استسلما‬

‫فعيناها تعلقت بتلك النظرات الناريه والصوُره‬


‫‪ ....‬الجامحه التي سدت ظهر الول‬
‫‪ ...‬فقط الصمت جوُابها‬

‫صرخ باسمه حتى دَوى في المكان فارتجفت له‬


‫الوصال ‪ :‬زيييييييييييييييييييد‬

‫شخصت عينا زيد ‪ ...‬وحرر يد صموُدَ سريعا وهوُ‬


‫يلتفت لمن يقف كالعصااار خالفه‬

‫زيد بصدمه وارتباك وخاوُف ‪ :‬آ ‪.‬آ عـَ ‪..‬هـَ هل هل‬


‫‪ ,,,‬بالغالي هل‬

‫وتقدم نحوُه ليقبله متحمدا له على سلمة الوُصوُل‬


‫‪...‬‬

‫‪ ...‬لكن الخار استقبله بكف ساخان استقر على خاده‬


‫‪ ...‬شهقت صموُدَ وهي تتراجع‬

‫وخارج صقر ‪ ..‬مع ام فيصل من المجلس على اثر‬


‫الصرخاااات ‪ ...‬ليشهدوا بعثرة المشهد‬

‫‪ ...‬زيد يضع يده بصدمه على مكان الصفعه‬

‫صموُدَ تقف بذهوُل ‪ ...‬تحتضن كفها بيدها الخارى‬


‫وتضعها على صدرها‬

‫‪ ....‬وابوُ لفي يقف والشرر يتطاير من عينية‬

‫‪ ..‬ام فيصل بذعر ‪ :‬ابوُ لفي شنوُ فيه‬


‫ابوُ لفي يأمرها بحده ‪ :‬ادَخالي دَاخال ‪ ...‬وبعدين‬
‫‪ ...‬اكلمج‬

‫المشهد يثير الريبه والشك ‪ ...‬ولشيء مؤكد ‪" ....‬‬


‫‪ ...‬صموُدَ بل غطاء‬

‫زيد تلقى صفعه ‪....‬ابوُ لفي غاضبا ثائرا بينهما ؟؟‬


‫"‬

‫‪.‬‬

‫الرعب يسري في اوصال ام فيصل التي لم‬


‫!! تستوُعب المر بعد‬

‫والدماء تجري في صقر الذي يوُدَ النقضاض عليها‬


‫‪ .....‬وعليه‬
‫اما صموُدَ فكانت توُدَ لوُ انها تقطع تلك المسافه‬
‫الفاصله جريا‬

‫لتلقي بجسدها‬

‫المرتجف في احضان والدتها‬

‫لعلها تسكن شيئا من ذلك الرتجاف المخيف الذي‬


‫‪ ....‬يعصف بجسدها‬

‫لكن اقدامها ثابته كالوُتد الذي ضرب في الرض‬


‫‪..‬وكانهما‬

‫مل اطنانا من حديد‬ ‫‪ ...‬ت‬


‫ح ي‬

‫‪ ....‬اثقلت حركتهما‬
‫‪...‬و تلك المسافه القصيره بينهما بدت لها دَهرا‬
‫‪ ...‬عيناها بعيني صقر‬

‫حتى الغطاء ‪ ...‬لم تتذكره ال عند رؤأيته ‪ ...‬لكنها‬


‫عاجزة عن‬

‫وضعه ورفعه ‪...‬عضلتها متصلبه مشدودَه ‪ ...‬ل‬


‫تقوُى على فك‬

‫رموُزها ‪..‬لتتحرك‬

‫امسك ابوُ لفي زيد من اعل ثوُبه وهوُ يصرخ فيه‬


‫حانقا ‪ :‬في بيتي ‪ ...‬في بيتي يا زيد ‪ ...‬وانا مأمنك‬
‫عليه وعلى اهله‬

‫كان ينفضه في كل كلمه يخرجها ‪ ...‬والخار يهرب‬


‫بنظراته ‪ ...‬ويحاول جمع الكلمات والحجج ليبرأ‬
‫نفسه من اسوُا موُقف مر عليه في حياته ‪ ...‬يشعر‬
‫‪ ..‬بروحه تهوُي كمن يهوُي من قمة جبل‬

‫اخارج حروفا مبعثره مرتجفه ‪ :‬انت انت فاهم غلط‬


‫يا عمي انا انا‬

‫صرخ ابوُ لفي به ‪ :‬بس بس جب ‪ ..‬ولااا كلمه ‪...‬‬


‫ثم نفضه بقوُه ليصرخ به ‪ :‬برااا ‪....‬اطلللع براااا‬
‫عن بيتي برااااااا‬

‫انتفض زيد ‪ ...‬ثم رتب هندامه ومشاعر الغضب‬


‫والضطراب تنتابه‬

‫لقد اهانه امام عدوه اللدودَ ‪ .....‬هذا يكفي‬


‫لشعال النار بداخاله‬
‫ام فيصل تتقدم من زوجها مذعوُره ‪ :‬بوُلفي شنوُ‬
‫صاير شنوُ صاير‬

‫تجادَل بين ابوُ لفي ‪ ...‬وام فيصل على المر ‪...‬‬


‫وزيد كالغريق يتمسك بقشه‬

‫فيصرخ ابوُ لفي ‪ :‬خاليه النذل يطلع برااا‪...‬‬


‫) ويشير اليه باصبعه مهددَا ( وياويلك لوُ عتبت باب‬
‫بيتي مرا ثااانيه‬

‫‪ ...‬خارج زيد كالقذيفه الناريه‬

‫وصقر كمن ضرب بصاعقه يحاول تكوُين الصوُره‬


‫‪ ...‬ومعرفة الموُضوُع‬
‫ثم يتوُجه ابوُ لفي بخطوُات سريعه والغضب يملي‬
‫‪...‬قلبه الى صموُدَ التي تقف هناك‬

‫‪ ..‬اما هي ‪ ...‬فشهقت ‪ ...‬وتحررت خاطوُاتها اخايرا‬

‫‪ ...‬تراجعت بخوُف‬

‫لياتي صراخ والدتها مستنجدا ‪ :....‬بوُ لفي‬


‫لاااااااا‬

‫ويتدخال صقر فازعا ممسكا به‬

‫صقر ‪ :‬بوُلفي اذكر الله ‪ ..‬قوُل ل اله ال الله‬


‫بوُلفي بغضب يحاول التحرر من قبضة صقر ‪:‬‬
‫خاليني اادَبها واربيها قليلة الدَب‬

‫لم يأثر بها الموُقف ‪...‬بقدر تلك الكلمه التي‬


‫!! طعنتها في الصميم ‪ ...‬قليلة ادَب‬

‫فاضت دَموُعها بصمت ‪ ...‬لكن حروفها أبت ان‬


‫‪ ...‬تغتال وتكتم‬

‫فخرجت كلماتها بقوُة تعاكس تماما اهتزازها‬


‫‪... ...‬واضطرابها من الداخال‬

‫صموُدَ ‪ :‬ماني قليلة ادَب يا عمي ‪ ...‬واللي رباني‬


‫‪.. ....‬عـَـَـَ‬

‫‪ ...‬لم تكمل لن الصفعه بعثرة باقي الحرووف‬


‫كم تشعر باليتم ‪ ...‬بالضعف ‪ ..‬بالوُحده ‪ ....‬فعل‬
‫عند تلك اللحظات‬

‫هذا ان كان من يتسلط عليك قريب ‪ ...‬فكيف‬


‫!! بالغريب‬

‫‪ ...‬التف وجهها من شدة الصفعه وصرخات بآهـَ‬

‫‪ ....‬غرست في صدر والدتها ‪ ....‬والصقر‬

‫وتهجم عليها بوُلفي اخارى ‪ ...‬ليقف صقر بينهما‬


‫‪....‬‬

‫‪ ..‬مخاطبـَـَا ت والدتهـَا‬
‫‪ ...‬صقر ‪ :‬اخاذيها يمـَه وروحوُا دَاخال‬

‫آلمه المشهد ‪ ...‬ويؤلمه ان تهان امامه وان كانت‬


‫‪ ...‬مخطئه‬

‫‪...‬يشعر انه اقرب اليها من عمها وزوج امها ‪...‬‬

‫يشعر بانه وحده من يملك حق تادَيبها ومعاقبتها‬

‫ليس هينا عليه ان تهان بوُجوُدَه ؟؟؟‬

‫تمنى لوُ انه ل يعرف هذا الرجل ‪ ...‬ول يمت له باي‬


‫‪ .....‬صله‬

‫وانه ل يحترم شيبته‬


‫‪ ..‬ليفرغ فيه غضبه وقهره وغيضه‬

‫‪ ......‬راقبهما صقر حتى دَخال‬

‫ثم التفت لذلك الغاضب الذي يمسك به من ذراعيه‬


‫‪ ...‬ليمنعه ان يؤذيهما‬

‫‪ ...‬تركه صقر ‪ ..‬بعد ان شعر بهدوئه ‪...‬ثم قال‬

‫بجديه ونبرة قوُيه ثابته ممزوجه بالتحذير المبطن ‪:‬‬


‫‪ ...‬بوُ لفي‬

‫انت مثل ابوُي الله يرحمه واحترامي لك مثل‬


‫‪ ..‬احترامي لعمي بوُخاالد‬

‫ولوُ ان ابوُي او عمي مد ايده على بنت بوُفيصل‬


‫بوُقف انا بوُجهه ‪ ...‬وامنعه‬
‫ردَ بوُ لفي بغضب ‪ :‬انت ماشفت اشسوُت بنـَ‬

‫فردَ صقر بغضب مكتوُم ‪ :‬اللي سوُته بنت عمي‬


‫‪ ...‬يلحق عمانها ‪ ...‬وقبل هذا زوجها‬

‫توُسعت عينا بوُلفي ليستوُعب الخبر ‪....‬فاطلقه‬


‫صقر مؤكدا‬

‫صقر ‪ :‬صموُدَ خاطيبتي ‪ ...‬وقريب بتكوُن على‬


‫‪ ...‬ذمتي‬

‫مسح ابوُ لفي وجهه مستغفرا ‪ :‬استغفر الله‬


‫واتوُب اليه ‪ ....‬ياولدي ما قصدي اللي قلته‬
‫وتربيتها نعم‬

‫التربيه بس الشيطان شب فيني النار‪....‬من اللي‬


‫‪ ...‬شفته‬
‫‪ ...‬وانا عارف هالزيد الحقير‪ .....‬بس صدمتي فيها‬

‫‪%‬‬

‫سبحان الله وبحمده‬

‫‪ ...‬عبير وغدير ينزلن بهروله من العلى‬

‫تكسوُهما علمات الحيره والستغراب والخوُف‬


‫‪...‬مما تسمعان ومما تشاهدان‬

‫ام فيصل تقف في منتصف الصاله تستفسر من‬


‫‪ ....‬صموُدَ بغضب‬

‫‪ ...‬وصموُدَ ثاائره بقوُه ‪ ..‬حطمت كل ما حوُلها‬


‫ام فيصل ‪ :‬فهميني بس شنوُ كنتي تسوُين ‪ ...‬بس‬
‫فهميني خاليني افهم‬

‫صموُدَ وعيناها احمرت ‪ ...‬وآثار الكف الخشن‬


‫مطبوُعا على وجنتها الناعمه ‪ ...‬وشعرها المتناثر‬
‫ملتصق على وجهها المبلل‬

‫صموُدَ من بين دَموُعها تصرخ ‪ :‬ما ابي اقوُوول ‪...‬‬


‫واللي تفكرونه فيني فكروووه ‪ .....‬دَام هذا ظنكم‬
‫فيني ‪ ...‬فاي صح كل اللي تفكرون فيه صح صح‬

‫صرخات ام فيصل بالم ‪ :‬يا حسافة تربيتي فيج يا‬


‫صميد‬

‫لتردَ صموُدَ بالم أعمق واشد ‪ :‬دَامج ربيتيني ليش‬


‫‪ ...‬تشكين فيني ‪...‬تصدقينه وتجذبيني‬

‫لوُ كنت ابي اسوُي شي ما اسوُيه قدامكم ‪ ...‬وانا‬


‫‪ ..‬عارفه انج في المجلس مع صقر‬

‫ردَت ام فيصل بعبره وغصه ‪ :‬زين فهميني قوُلي‬


‫‪ ..‬اشصار يا بنت خاليني ادَافع عنج‬

‫حركت الخارى راسها بعنف ورمت بالتحفه على‬


‫الرض لتدوى بضجيج يشبه ضجيج انفاسها ومن‬
‫حوُلها‬

‫مابي احد يدافع عني ‪ ...‬ومابي اقعد في هالبيت ‪:‬‬


‫‪ ...‬ماراح اقعد ول دَقيقه فيه‬

‫لوُ اموُووت ما اقعد دَقيقه فيه‬


‫رفعت ام فيصل اصبعها مهددَه ‪ :‬صميد قصري‬
‫صوُتج واصعدي لغرفتج يلاااا‬

‫ضربت الخارى الرض بقدمها ‪ :‬ماراح اقعد بروح‬


‫لبيت عمي‬

‫صرخات ام فيصل ‪ :‬صموُودَ‬

‫لتردَدَ الخارى نفس الكلمات بصراخ هستيري‬


‫وصوُت مبحوُح من الصياح ‪ :‬ماراح اقعد انا قلتها‬
‫ماراح اقعد في بيت شك فيني وفي تربيتي انا لي‬
‫بيت عم يحميني ويثق فيني ‪..‬انا موُ يتيمه فاهمين‬
‫موُ يتيمه‬

‫غطت ام فيصل وجهها لتتهاوي على المقعد‬


‫‪ ..‬مجهشه بالبكاء‬

‫تهرع اليها غدير تحتضنها‬

‫بينما تتدخال عبير محتضنة ذراع صموُدَ ومحيطه‬


‫اياها بذراعها الخارى ‪ :‬صموُدَ يا قلبي امشي فوُق‬
‫وما يصير ال اللي تبينه‬

‫نفضتها صموُدَ وهي تصرخ ‪ :‬ماراح اتحرك مني ‪...‬‬


‫‪ ...‬ابي اروح لبيت عمي‬

‫الكل بدا يعرف الحاله التي وصلت اليها صموُدَ ‪...‬‬


‫انهيار ‪ ....‬لن ينفع معها جدال ول حوُار‬

‫بل سيزدَادَ المر سوُء كلما شد احد معها او تابع‬


‫‪ ..‬الحديث‬
‫همست ام فيصل من بين دَموُعها وعبراتها ‪ :‬بكلم‬
‫خاالتج الحين ‪ ...‬واكلم صقر ياخاذج ‪ ...‬بس اصعدي‬
‫‪ ..‬جمعي ملبس‬

‫القلب وش خاله مخنوُق النفاس‬

‫بين الضلوُع العوُج ينزف وريـَده‬

‫ال الفراق وغربة النـَاس للنـَاس‬

‫وبعض السوُالف والعلوُم المكيده‬


‫ياقلب ل تحزن ول يغلبـَك يـَاس‬

‫ارتاح واستبشر بلحظـَه سعيـَده‬

‫اقوُلها يا قلب ل بـَاس ل بـَاس‬

‫لتقهرك سـَوُدَ الليالـَي العنيـَده‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن ل اله إل أنت أستغفرك وأتوُب‬


‫إليك‬

‫المعزوفـَه )‪(15‬‬
‫________________________________________‬
‫جـَزر‬
‫حـَا ج‬ ‫ف ال ز أ‬
‫م أ‬ ‫عـَزز ت‬
‫أ‬

‫‪.‬‬

‫ء ما تطوُله ليالي البعدز‬


‫مسا د‬
‫ء يعطر الوُجدان‬‫مسا د‬
‫ن‬
‫وتسهر لجله ورودَ الرض والريحا ز‬
‫مسا الذكرى‪ ...‬ويوُم المس‪ ....‬وامل بكرا‬
‫مساء النرجس الحاني‬
‫‪ ..‬أحيآن من كزثر الحكي‬
‫كي‬ ‫ت ومآقلت الح ج‬ ‫! تسك ز‬
‫دها‬ ‫جمل | وتص ي‬‫وُابيرال ت‬
‫سك ط أ‬‫تتزاحم بـَ را ج‬
‫وأحيان من كزثر الدمع ‪ ..‬ما عآدَ يمديك الأبكي‬
‫دَها‬
‫هق بها ‪ ..‬وتر ي‬‫خوُنك دَمعتك تش أ‬ ‫! كل مات ت‬

‫خاروج زيد مسرعا من منزل ابوُ لفي بملبس وهيئه مبعثره‬

‫وخاطوُات سريعه ناريه‬

‫ايقظ الدهشه والتكهن في صدر ناصر الجالس في سيارته‬

‫ينتظر قدوم عمه ابوُلفي بعدما طلب المنزل لمر مـَا‬

‫وزادَت دَهشته اكثر عندما رآه يغادَر بسيارته دَون خاالته وبناتها‬

‫!استيقظ من صدمته على قوُل العمه ‪ :‬هذا زيد ؟‬

‫همس بـَ ‪ :‬الله يستر ‪ ...‬رفع الهاتف وضغط بارقام زيد ‪ ..‬مره‬
‫اثنان ثلث‬
‫‪ ...‬لكن الخار لم يردَ‬

‫‪ ..‬ادَخال الهاتف جيبه قائل ‪ :‬شوُي وراجع‬

‫ما ان دَخال ناصر المنزل حتى تحركت جوُاهر لتنزل خالفه‬

‫امسكت مقبض الباب هامسه ‪ :‬بنزل اشوُف‬

‫تحركت فجر معها ‪ :‬وانا بعد‬

‫قاطعتهن ام لفي بغضب ‪ :‬بس اسكتي انتي وياها ‪ ...‬الحين ابوُكم‬


‫راجع وين رايحين‬

‫لكن جوُاهر فتحت الباب ‪ :‬يمه شوُي بس‪ .....‬ونزلت لم تنتظر ردَ‬
‫‪ ...‬والدتها بل اسرعت للداخال‬

‫بخطوُاتها السريعه وهي شبه متاكده من وجوُدَ امر ما‬

‫خاطت بسرعه اكبر لكنها تراجعت للوُراء عندما شاهدت والدها‬


‫‪ ..‬يخرج مع صقر وناصر امامهما‬

‫كانوُا يتحدثوُن بامر ما ‪ ..‬يبدو مهما من ملمح وجوُههم العابسه ‪..‬‬


‫لكنه لم يكن واضحا‬

‫صرخ بها والدها بعدما لمحها ‪ :‬اش نزلج ؟؟‬


‫‪ ..‬ارتبكت وتوُترت ‪ :‬آ ب ‪ ..‬ق ‪..‬قلت تاخارت و‬

‫صرخ بها اخارى ‪ :‬ارجعي يل‬

‫‪ ..‬حركت راسها من خالف الغطاء والتفت لترحل‬

‫لكنه اوقفها بصوُته الغاضب ‪ :‬وقفي ‪ ...‬روحي لخالتج استعجليها‬


‫‪ ...‬قوُلي لهم يروحوُن مع ناصر‬

‫وانتم اركبوُا سيارتي‬

‫حركت راسها وهمست ‪ :‬ان شاءالله‬

‫لكن صقر اعترض لم يكن يوُدَ ان ترى المشهد هناك والذي بالتاكيد‬
‫هوُ اقرب للحرب وقرع الطبوُل‬

‫عن اذنك بوُلفي ‪ ...‬بس انا بسلم على ام فيصل قبل ماطلع ‪: ..‬‬
‫وبعطيها خابر بطريقي‬

‫‪ ....‬حرك بوُلفي راسه واشار لبنته‪ :‬اجل يل قدامي‬

‫‪ ..‬تحركت امامه ‪ ..‬وسار خالفها‬


‫" ‪ ...‬تمنى صقر لوُ ان سيارته موُجوُدَه ‪ ..‬لتكفل بهم "‬

‫" تحرك نحوُ الداخال لكن ناصر امسك بذراعه‬

‫ناصر بتوُجس ‪ :‬صقر شنوُ فيه صاير شي‬

‫طبطب صقر على كتفه ‪ :‬خاير ان شاء الله ‪ ..‬خاير‬

‫‪.‬‬
‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫لم تجف دَموُعها بعد ‪ ...‬ل تريد لحد ان يراها ‪ ...‬تكره الضعف ‪..‬‬
‫تكره المتهان والظلم‬

‫ليس لهم أي حق ان يختاروا عنها ويجبروها‬

‫لن تقبل بصقر ول بغيره‬

‫لم تعد تريد احدا منهم‬


‫فقط تريد ان تبقى كما هي ‪ ..‬حره ‪ ...‬بل قيد‬

‫احاطت راسها بكفيها ‪ ...‬يكادَ ينفجر من الضغط‬


‫‪...‬وعيناها المتوُرمه بالكادَ تفتحهما ‪..‬‬

‫لكنها لن تستسلم بسهوُله ‪ ..‬ولن تقبل ‪.....‬‬

‫ستستخدم كل ما لديها وسترمي بكل ورقه بيدها‬


‫وتستغل كل ما يمكن استغلله‬

‫أجلـَ مجردَ انهم رأوها مع زيد يحصل كل هذا ؟؟‬

‫توُسعت عيناها عندما نطقت باسمه ؟؟‬

‫زيد‬

‫زيد‬

‫ويمكن ان يكوُن الخار ورقه تستخدمها‬


‫مسحت دَموُعها ‪ ..‬وهي ترى بابا للمل قد انفتح‬

‫ولن ترى خاطأه من صوُابه‬

‫فقط تريد التحرر‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫‪.‬‬

‫احتوُاها بذراعـَـَـَه‬

‫ضمها اليه ويده الخارى على راسها تقربه الى‬


‫صدره ‪.‬‬
‫‪ :‬افا بس ‪ ...‬ماعاش من يشوُف هالدموُع ويسكت‬
‫؟؟‬

‫ردَت وهي تبتعد قليل عنه ‪ :‬بسم الله عليك ياصقر‬


‫‪ ...‬كافي راح واحد وفيك العوُض بعد الله‬

‫سالها وهوُ اعلم بالجابه منها ‪ :‬ليش البجي ؟‬

‫نطقت من بين عبراتها ‪ :‬كل اللي صار وما تبيني‬


‫ابجي يا صقر ؟‬

‫حرك راسه ‪ ..‬ثم قال ‪ :‬خالصا اللي صار انتهى ‪...‬‬


‫ول تفكرين فيه‬

‫‪ :‬وانت ماراح تفكر فيه ؟؟ ادَري ما تقدر ‪..‬‬


‫ومالوُمك ‪...‬‬

‫بس بس صدقني يا صقر ان كنت تشك باخاتك دَلل‬


‫تسوُي اللي تفكر فيه ‪ ..‬فصموُدَ راح تسوُيه‬

‫سحب نفسا عميقا ثم اطلقه ‪ :‬ماني شاك بشي‬


‫يام فيصل ‪ ..‬ول مفكر بشي ‪...‬‬

‫نظرت اليه برهه ‪ ...‬ثم زفرت بالم ‪ :‬ياليت اقدر‬


‫اصدق‬

‫حرك راسه ومسح دَموُعها باصبعه ‪ :‬صدقي ‪...‬‬


‫ماراح احكم قبل ما اسمع منها ‪...‬‬

‫زادَ المها وهي تتذكر حالة الخارى الثائره ‪ :‬ياليت‬


‫تقدر تاخاذ منها حق وال باطل ‪...‬‬

‫توُهي عفست الدنيا فوُق وتحت ل قالت اللي يبردَ‬


‫قلبي ول غيره‬

‫مع اني واثقه فيها وواثقه انها بريئه ياصقر‬


‫صموُدَ بنتي واعرفها مثل ما اعرفك انت‬

‫" ليس سهل ذلك المنظر ولوُ حاولت تبريره خااصة‬


‫ان كان الطرف الخار يستخدمه كسلح يطعن فيه‬
‫ويجرح "‬

‫قالت ام فيصل بوُجع ‪ :‬صموُدَ ما راح تعترف بشي‬


‫ول تتكلم ‪ ..‬تبينا احنا نثق فيها وندافع عنها بدون‬
‫كلمه منها‬

‫همس بـَداخاله ‪ :‬بل يجب عليها ان تفعل وال‬


‫احرقتها نيراننا ‪ :‬اقدر اكلمها‬

‫حركت راسها معتذره ‪ :‬موُ ف عقلها يا صقر ‪..‬‬


‫مجنوُنه هالبنت اذبحتني ‪...‬غير عن خاوُاتها اللي‬
‫اقصاهم دَمعه اثنين ويسكتوُن ‪ ...‬هذي غير‬
‫" زادَ شعوُر الغضب في صدره تجاهها ‪ ..‬لم تعجبه‬
‫حركاتها يوُما ‪ ..‬تختلف في كل شي عن قريناتها‬
‫وقريباتها‬

‫وهذا الخاتلف دَوما ما اشعل فيه الغيض اتجاهها‬


‫‪ ...‬رغم انه يبغض صفة الخضوُع والستسلم ‪...‬‬

‫لكنه ل يعجبه قناع القوُة الذي ترتديه ‪ ...‬دَائما‬


‫سعى الى تصيد عثراتها ليكوُن هوُ السد لها ‪...‬‬

‫وموُاطن ضعفها ليخبرها بانها تحتاج لمن تستند‬


‫اليه ل يعلم ما هوُ شعوُره بالضبط تجاهها ‪...‬‬

‫لكن كل ما يعرفه انهما عندما يجتمعان ‪ ...‬يكوُنان‬


‫ف ساحة حرب ‪...‬‬

‫ربما لنهما متشابهان ‪ ..‬والقطاب المتشابهه‬


‫تتنافر ؟؟!!‬
‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫تركتها بعد ما اكثرت من وصاتها ‪ ...‬ل تتركها‬


‫لوُحدها ‪ ،‬ل تخبر احدا بما جرى ‪ ،‬تنتبه للطارق ‪،‬‬
‫وللمتصل ‪،‬‬

‫هكذا هي ام فيصل بين نارين ‪ ...‬لن تعتذر عن‬


‫حضوُر عشاء بوُناصر حتى ل تدع مجال للريبه ‪...‬‬

‫وان ذهبت فقلبها سيبقى حيث صموُدَ‬

‫خااصة بعد ان هاجت وماجت بعد ان اطلعتها على‬


‫خاطبة صقر لتثنيها عن الذهاب الى بيت الخاله‬

‫نزعت عهوُدَ عباءتها ووضعتها على القنفه ‪...‬‬


‫وتوُجهت للسلم بعد ان احكمت غلق البوُاب ‪.‬‬

‫ورقت بهدوء للطابق العلوُي‪ ....‬وعقلها يقلب‬


‫الحداث ويفصلها ويحاول ان يرتبها بعد ان القتها‬
‫عليها والدتها جملة واحده ‪...‬‬

‫للن عاجزه عن الفهم والستيعاب‬

‫فتحت عهوُدَ الباب بحذر لتجدها تجلس على‬


‫سريرها بصمت واضعه كفها على وجهها الذي‬

‫غطته خاصلت شعرها المبعثر ‪...‬‬

‫والغرفة اشد بعثره ‪...‬‬

‫وما ان سمعت صموُدَ الباب يفتح حتى رفعت‬


‫راسها نحوُه ‪:‬‬

‫فاألقت عهوُدَ عليها التحية ‪ :‬السلم عليكم‬


‫صمتت صموُدَ للحظة تتأملها ثم همست بـَ ‪ :‬جيتي‬
‫؟؟‬

‫زفرت عهوُدَ تهدئ اضطرابها ‪..‬وواصلت خاطوُاتها‬


‫نحوُ صموُدَ مبتسمه ‪ :‬ايه توُني الحين واصله‬

‫صموُدَ بذات النبره الغريبه وعيناها معلقه‬


‫بشقيقتها ‪ :‬سمعتي ؟؟‬

‫عهوُدَ تصمت للحظة ‪ ..‬ثم تجيب بهمس حنوُن ‪:‬‬


‫حتى لوُ سمعت يهمني اسمع منج ‪...‬‬

‫التهمتها صموُدَ بنظرات حادَه ‪ ..‬وكانها تستخرج‬


‫منها مالم تقله وما لم تنطق به ‪..‬‬

‫عهوُدَ وتجلس بقربها ‪ :‬صموُدَ ‪....‬‬

‫تحركت صموُدَ من سريرها ‪...‬نزلت ونفضت ثيابها‬


‫ترتبها ثم اتجهت للمرآه ‪ ...‬جمعت شعرها بطريقه‬
‫مبعثره ‪...‬قائله‬

‫‪ :‬امشي ننزل تحت ‪...‬راسي يعوُرني ‪ ..‬بسوُي‬


‫قهوُه ‪...‬‬

‫عهوُدَ تقاطعها ‪ :‬ب صمـَـَـَ‬

‫اشارت صموُدَ بيدها ف الهوُاء عبثا ‪ :‬لحقين على‬


‫الكلم الفاضي‬

‫ولم تترك بعدها مجال لعهوُدَ ان تردَ ‪ ...‬بل سارت‬


‫من امامها الى خاارج الغرفه‬
‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫رشفت من القهوُة ‪ ..‬ثم وضعت الكوُب تتأمل‬


‫دَخاانه ‪ ....‬الذي يكثر فيرتفع ثم يتلشى ويختفى‬

‫لن تسمح لحلمها ان تصبح مثله ‪ ..‬ابدا ت ‪ ...‬ولوُ‬


‫كان ذلك لخار رمق في حياتها‬

‫أحيانا من اجل تحقيق ما نريد ‪ ...‬نتعلق بحبال ‪..‬‬


‫وننصب عليها المال ونشد بأيدينا عليها حتى‬
‫توُصلنا لما نريد‬

‫‪ ....‬لكننا ل نكلف أنفسنا يوُما التأكد من صحة‬


‫مسار تلك الحبال ‪ ...‬؟؟‬

‫ليس كل حبل هوُ حبل نجاة ؟ وليس كل طريق‬


‫سالك وآمن ‪....‬؟‬
‫همست صموُدَ قاطعة الصمت عابثه بكوُب قهوُتها‬
‫‪ :‬صقر اكثر واحد فاهم عدل منوُ انا ‪...‬‬

‫واني مستحيل افكر ارتبط بانسان من وضعي ‪...‬‬

‫وعارف اكثر ان خاطبني من امي ماراح ترفض‬


‫وتحاول تجبرني ‪...‬‬

‫وفوُق كل هذا هددَ زيد انه يقرب مني ‪...‬‬

‫ثم رفعت راسها بنظرات حادَه ونبرة قوُيه عكس‬


‫الولى قائله‬

‫‪ :‬ابصم بالعشر ‪...‬ان صقر ماله هدف ال أنه يذلني‬


‫ويكسرني بعد ما شاف موُقف اليوُم وبيمسكها‬
‫علي ‪...‬‬

‫بس وربي ماخاليها له ‪ )...‬وضغطت بقوُه على‬


‫كوُب القهوُة ( وكل دَمعه نزلت مني أخاليه يدفع‬
‫ثمنها عشر ‪...‬‬
‫عهوُدَ الجالسه بالقرب تمسك بيدها لتهدئ من‬
‫غضبها ‪ :‬دَودَي يا قلبي ‪ ...‬صقر عمره ماذل عدو‬
‫فشلوُن فينا احنا ‪..‬‬

‫ل تخلين العصبيه تعميج ‪ ...‬صقر لوُ فكر بشي ما‬


‫فكر إل بمصلحتج ‪..‬‬

‫صموُدَ تسحب يدها بشده ‪ :‬مصلحتي ؟؟ الله يخليج‬


‫أسكتي ل تتكلمين اذا أنتي موُ فاهمه ‪ ...‬هذا أكبر‬
‫حقير على وجه الرض ‪....‬‬

‫عهوُدَ بلهجة ناصحه ‪ :‬استغفري ربج ول تظلمينه‬


‫‪...‬‬

‫‪ :‬انتي ماتدرين شلوُن حماج ودَافع عنج قدام عمي‬


‫‪ ...‬وال جان الحين الله يعلم اشصار‬

‫وال امي اشصار فيها ‪...‬‬


‫واذا وصل الكلم لعماني وعيالهم ‪ ..‬وغيرهم شنوُ‬
‫يكوُن موُقفنا ‪...‬‬

‫ما تضمنين زيد يكتم او ل ؟؟ وإل يألف له أقوُال‬


‫ويطلع فيها‬

‫على القل الحين انتي الحين ف حمى صقر ‪ ..‬محد‬


‫يقدر يقرب صوُبج‬

‫توُقعت ان صموُدَ استوُعبت المر وحجمه ‪..‬‬


‫فابتسمت بهدوء وطبطبت على يد شقيقتها قائله‬
‫‪ :‬شوُفي يا قلبي ‪ ..‬انتي قوُمي توُضي واستخيري‬
‫و‪....‬‬

‫لكن صموُدَ ثارة ثائرتها ‪ :‬مجنوُنه انتي ؟؟؟ استخير‬


‫على شنوُ ؟؟؟ هذا شي مستحيل حتى افكر فيه‬
‫عشان استخير !!‪...‬‬

‫ان فكرت الحين بشي فتفكيري في شلوُن ابردَ‬


‫حرتي فيه وبس ‪...‬‬
‫وال انا مااا أرضى فيه لوُ تنطبق السما على الرض‬

‫عهوُدَ بحده ‪ :‬وزيد احسن منه بشنوُ ؟؟؟‬

‫صمتت صموُدَ للحظه تستوُعب ‪ :‬لم تستطع الجابه‬


‫‪ ...‬فصوُرة زيد مازالت مشوُهه ‪..‬‬

‫وان كان التشوُيه بدأ بالزوال شيئا فشيئا بعد ان‬


‫اخاتلطت اكاذيب زيد بخطبة صقر التي اعطت‬
‫الخار‬

‫وسام البراءه والصدق عندها ‪....‬همست بـَ ‪:‬‬


‫والدنيا ما وقفت على صقر وزيد ‪ ..‬اللي يقوُل‬
‫عمري ‪ 40‬وطحت ف جبد اهلي ‪.....‬‬

‫عهوُدَ كاتمة غضبها ‪ :‬مصيرج بتوُصلين العمر على‬


‫نفس الحال اذا ظليتي تفكرين هالتفكير‬

‫صموُدَ وانتفخت أودَاجها غضبا اشارت باأصبعها‬


‫للباب ‪ :‬عهوُدَ من غير مطرودَ اطلعي براا‬

‫عهوُدَ بسخريه ‪ :‬عشان اقوُل الصج ؟ انا مابي‬


‫اجرحج ‪ ...‬ول ابيج تفكرين هالتفكير اللي يحتقر‬
‫الناس‬

‫صموُدَ ‪ :‬انا ما احتقر احد ول عمري احتقرت احد ‪...‬‬


‫انا حره ف افكاري وباأحلمي ‪....‬‬

‫انا اللي ابنيها وبس ومحد له دَخال فيها ‪ ...‬انا اللي‬


‫احققها ولوُ وقفتوُا كلكم من اولكم لخاركم‬
‫قدامي ‪....‬‬

‫ل صقر ول زيد ول احد منكم يقدر يمنعني فاهمه‬


‫‪....‬‬
‫فزت قائمه وسكبت القهوُة بحركة هستيريه‬
‫لتتطاير اشلء الكوُب وتتناثر جزيئات البن السائلة‬

‫على الطاولة وارضية المطبخ ‪ ..‬ومازال الدخاان‬


‫يتصاعد منها ‪......‬‬

‫" مؤلم ان تشعر بأن الكل يعطي نفسه الحق في‬


‫التحكم بحياتك وتوُجيهها ‪ ..‬ويسلب منك ذلك الحق‬
‫وانت صاحبه ‪! ...‬‬

‫كم هوُ صعب ان توُصل اليهم نظرتك ‪ ..‬خااصه ان‬


‫كانت تخالف نظراتهم ومعتقداتهم وان كانت ل‬
‫تخالف الشرع ‪...‬‬

‫لكنها تخالف الطريق الذي اعتادَوا على جر‬


‫خاطاهم فيه ‪ ،‬فردَا فردَا ‪،‬‬

‫فمبدأهم يقوُل كل ما عليك ان تغمض عينيك‬


‫وتسير بكل هدوء في نفس الطريق ‪...‬‬
‫لن احدا ل يريد تحمل عبأ التفكير بما كان‬
‫وسيكوُن !! "‬

‫التفتت الى الهاتف ‪....‬اتحادَث دَلل ؟‬

‫هي شقيقته ‪...‬‬

‫اتفعل ؟؟ ام ل ؟؟؟‬

‫ربما يقتنع فيتراجع ؟؟‬

‫نعم هذه ورقتها الولى ‪ ...‬صقر لن يتحمل ان‬


‫يرفضه شخص ويحتفظ به‬

‫ليفعل ما يفعل وليغضب كما يشاء لكنه لن يحتفظ‬


‫بي عندما يعلم باني رافضه اياه ‪..‬‬
‫ستنجح الخطة حتما‬

‫فقط ل اتردَدَ‬

‫امسكت بالهاتف ودَخالت به الغرفه القريبه‬

‫ضغطت الرقام التي اعتادَت عليها وحفظتها‬

‫منزل الخاله المفضله لديها ‪..‬‬

‫طوُووووط ‪ ...‬طوُووووط ‪ .....‬ثم‬

‫‪ :‬الوُو‬

‫توُسعت عيناها ‪ ...‬كما هي حاله اظن ؟؟‬

‫تقفل الخط ؟؟ ام تطلب دَلل ؟؟ ام تحدثه هوُ ؟؟‬


‫هذه هي فرصتك يا صموُدَ لتفريغ شحناتك‬
‫السالبه‪...‬‬

‫هوُ من اشعل تلك الحرب ‪ ...‬لوُ انها انتهت على‬


‫تلك المشاهد لكتفينا ‪...‬‬

‫لكنه اشعلها بخطبته التي حرقت كل ما هوُ قادَم‬


‫بالنسبة لك‬

‫انزلت السماعه سحبت نفسا عميقا مرة واثنتان‬


‫وثلث‬

‫ثم رفعتها لذنها حيث المتحدث صقر ‪...‬‬

‫همست بـَ ‪ :‬صقر !‬

‫هدوووء ‪..‬سحبها معه لعالمه الصم ‪...‬‬

‫وزوبعات من الفكار والتحدياات تتسارع لمخيلتها‬


‫ومثلها من الكلمات حشرت في حنجرتها ‪...‬لتقذف‬
‫بها نحوُه‬

‫سمعت صوُته يخترق صمتها‪ :‬ايه خاطبتج‬

‫ل تعلم كيف ومتى سالته ؟؟ ل ل هي لم تساله ؟؟‬


‫كيف علم بسؤالها اذن ؟؟‬

‫كيف استطاع خارق روحها وقرآءة افكارها ؟؟‬

‫أردَف بقوُله ‪ :‬تسمعيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَن !!‬

‫زادَت ضربات قلبها ‪ ...‬وتسارعت أنفاسها لم‬


‫تتوُقع الصرامه في لهجته ونبرة صوُته على ماذا‬
‫ينوُي ماذا يريد‬

‫قالت بصوُت جاهدت ان تثبت اهتزازه ‪ :‬وانا رافضه‬


‫أتاها صوُته الهامس بحده ‪ :‬للسف موُ بيدج يا‬
‫صموُدَ ‪ ...‬عندج شي ثاني‬

‫تحركت بخطوُات هستيريه وزادَت من حركاتها‬


‫والكلمات التي تغص في حلقها ‪...‬‬

‫‪ :‬انت فاهم انه غصب‬

‫اجاب بغلظة ‪ :‬لقبل ماشوُف المنظر ‪ ...‬اللي‬


‫رفضتي تفسرينه يمكن كنت راح أنتظر رايج ‪...‬‬

‫ي وعلى نفسج ‪...‬‬


‫‪ ...‬بس انتي اللي حكمتي عل ز‬

‫صرخات بـَ ‪ :‬مجنوُون انت‬

‫‪ :‬اشششش قصري صوُتج‬


‫ل تظنين أني هيمان ترا الحال من بعضه ومن‬
‫اليوُم ورايح كل شي بتسوُينه غصب واللي اقوُله‬
‫يصير فاهمه‬

‫تسارعت انفاسها ‪ :‬تحلم‬

‫ردَ ببرودَ مع شبه ابتسامه ‪ :‬نشوُف‬

‫ثم اردَف قبل ان تكمل ‪ :‬سلم‬

‫طوُوووووووووووووط‬
‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫تصنعت الهدوء بقدر ما تستطيع في ذلك العشاء‬


‫‪ ...‬قابلتهم بابتسامة جاهدت ان ترسمها طوُيل ‪...‬‬

‫وقامت بالضيافه على خاير ما يكوُن‬

‫خاانتها دَمعه واثنتان عند ذكر اسمها واسمه بين‬


‫طيات الحديث ‪...‬‬

‫لكنها نجحت ف التعليل بوُفاة صاحبتها كما قالت‬


‫من قبل‬

‫نهضت من مصلها ‪ ...‬ورمت بجسدها المرهق‬


‫على السرير ‪..‬‬

‫صلة الفجر ولم تستطع النوُم بعد ‪ ..‬ل تستطيع‬


‫أغماض جفنيها مع انها مرهقه بعمق ‪،‬‬
‫كيف يجتمع الضدان مرهقة ول تستطيع النوُم ل‬
‫تستطع اغلق جفنيها المتيبسه وكأن عينيها‬
‫غسلت بماء البحر ‪،‬‬

‫تذكرت صوُت غدير وهي تخبرها بأن صموُدَ بقيت‬


‫مع عهوُدَ ف المنزل لن الخارى محرجه من‬
‫القدوم ‪...‬‬

‫كان صوُتها يخفي شيئا تجهله‬

‫هل هوُ ثوُرة صموُدَ لخطبة مشعل لها ؟ تعلم علم‬


‫اليقين ان صموُدَ لن تقبل ال ان حدث شيء ما ؟‬

‫لكن ما جرحها هوُ تقدم مشعل بتلك الخطوُه ؟‬


‫لماذا فعل لماذا ؟ هذا ما لن تغفره له ؟‬
‫يارب الهمني صبرا وقوُة ‪ ....‬يارب ‪...‬‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬


‫أخاتار الفطوُر مع والدته ليدلي لها بطرف الخيط‬

‫لبد ان المر سيظهر وينكشف ‪ ...‬وستغضب عليه‬


‫حينها لنه لم يخبرها ‪.....‬‬

‫‪ ).‬يشعر بان الدائرة تكبر كبقعة ماء ‪...‬من سبب‬


‫لخار حتى وصل للغضب والتحدي‬

‫لكنه مازال يظن السيطره عليها (‬

‫كانت والدته تتكلم وهوُ يبتسم لها ‪ ...‬حتى وصلت‬


‫كالمعتادَ لقصة الزواج ‪...‬‬

‫همست بحنية ورجاء ‪ :‬ودَي يمه افرح بعيالك‬


‫وأكحل عيوُني بشوُفتهم ‪ ..‬انت ولدي الوُحيد ‪...‬‬

‫وعيالك أنت اللي راح يشيلوُن اسم ابوُك واسمك‬


‫‪ ....‬تبي تحرمني منهم‪..‬‬

‫هذا ناصر وهذا خاالد زواجهم عن قريب‬


‫وراهم فهد ومشعل ‪ ..‬يمه صقر خاليني اخاطب لك‬
‫ياولدي فرح قلبي فيك‬

‫زادَت دَهشتها عندما راته يبتسم ولول مره عند‬


‫الحديث عن ذلك الموُضوُع‬

‫ليردَف هوُ بقوُله ‪ :‬واذا قلت لج أخاطبي لي منوُ‬


‫اللي راح تخطبينها‪..‬‬

‫اتسعت ابتسامتها وبرقت عيناها بفرحه ‪ :‬انت بس‬


‫أشر واخاتار وبرقبتي ان ماجبتها لك‬

‫ضحك ثم سأل ‪ :‬ف بالج احد ؟‬

‫ردَت بحماس ‪ :‬اثنين‬


‫كشت ملمح وجهه ‪ ..‬ثم جاهد لبسطها ‪ :‬واولهم‬
‫؟!!‬

‫راقبت عيناه وهي تهمس باسمها ‪ :‬بنت خاالتك‬


‫صموُدَ‬

‫اشاح بنظره ثم فز قائما ‪ :‬تم‬

‫اتسعت عينا والدته وتحجرت بصدمه‪ ....‬تحاول‬


‫استيعاب الموُضوُع ‪...‬‬

‫وعاصفه من المشاعر تعصف بها‬

‫لم تستطع تحديد هوُيتها ولم تستوُعب مالذي‬


‫قصده لم تلحق ان تساله‬

‫لنها لم ترجع لوُاقعها ال على صدى خاطوُاته التي‬


‫اتجهت للباب ‪..‬‬
‫بعد ان طبع قبله على راسها ‪...‬‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫القى نظرة مطوُله على التقرير الذي بيده ثم رفع‬


‫راسه للجالس بقربه يلتهمه بعينيه القلقه‬

‫اما الخار يعبث بازرة الهاتف سارحا في عالم آخار‬


‫‪ ..‬مرتديا قناع اللمباله ‪...‬‬

‫تحدث نايف قلقا ‪ :‬متى ‪..‬؟!!‬


‫فردَ عليه صقر دَون ان يرفع راسه عن هاتفه‪: ...‬‬
‫شهر اثنين بالكثير‬
‫نايف منقهرا من برودَته ‪ :‬ياسلاام ‪ ..‬وعادَي‬
‫عندك ؟!!‬

‫فبادَره صقر بالجابه ‪ :‬ل‬

‫نايف بغضب ‪ :‬يا برودَك يا اخاي ‪ ....‬تكلم فهمني ‪...‬‬

‫رفع صقر راسه كالحا‪ : ..‬ل تخليني اندم اني قلت‬


‫لك ‪.‬يا نايف ‪....‬‬

‫نايف ‪ :‬فهمني بس ‪ ...‬متى طلعت الموُافقه ‪...‬‬


‫ليش ما قلت لي‬

‫صقر يسند ظهره للخلف ‪ :‬قبل ساعات بس‪...‬‬


‫جاني التصال بالموُافقه ‪ ..‬بيني وبينك ما كنت‬
‫متوُقعه ‪.‬وظنيته يطوُل اكثر ‪ ...‬لكن يا هل به‬
‫نايف ‪ :‬صقر انت فاهم اللي راح يصير ؟؟ فاهم انا‬
‫ماراح نشوُفك ول راح ترجع لخمس سنين اذا موُ‬
‫اكثر ؟؟ يا تصيب يا تخيب ؟؟؟‬

‫صقر ‪ :‬عارف ‪....‬ترا باقي للحين الموُافقه على‬


‫الفيزا ‪ ...‬يعني ما خالصنا‬

‫نايف ‪ :‬وبس ؟؟‬

‫صقر ‪ :‬عارف اني ماراح اتراجع عن قراري ‪ ...‬لوُ‬


‫اهتزت الرض من تحتي وطلعت ذهب يا نايف‬
‫ذهب‬

‫نايف ‪ :‬ونظرة تعجب ودَهشه ‪ :‬موُ فاهم ؟؟؟‬

‫صقر ‪ :‬ادَري انه موُ اول قرار لي‪ ...‬واني اخاذت‬


‫مثله من قبل لكن الفرق اني كنت اوقف بأول‬
‫عقبه توُاجهني ‪....‬‬
‫واتراجع او أأجل لبعد حين ‪...‬‬

‫لكن الهدف تغير يا نايف ‪ ...‬الول كنت افكر ف‬


‫نفسي وشلوُن اتخلص من قيوُدَي واتحرر ‪....‬‬
‫والحين هدفي اكبر واوسع‬

‫هجرتي ماراح تخصني انا وبس ‪ ...‬راح اكوُن باذن‬


‫الله الثقب اللي ينتشر منه النوُر ‪ ...‬وقطرة اول‬
‫الغيث ‪ ...‬وخاطوُة‬

‫اللف ميل‬

‫نايف بتوُجس‪ :‬صقر على شنوُ ناوي ؟؟‬

‫صقر بثبات ‪ :‬احمل رساله وهم امه نذرت نفسي‬


‫لهم ‪ ...‬وراح اقدم كل اللي اقدر عليه ‪ ...‬يوُصل‬
‫الصوُت او اموُت دَونه‬
‫نايف منكر ‪ :‬شنوُ بيدك تقدمه ؟؟؟ انت صاحي‬
‫هذول مليين ‪ ...‬انت موُ متكفل فيهم‬

‫صقر بحزم ‪ :‬من اليوُم انا متكفل ‪ ...‬وصوُتهم‬


‫امانه برقبتي ‪....‬‬

‫نايف محذر ‪ :‬واهلك ‪ ..‬امك ‪...‬‬

‫صقر بثقه ‪ :‬دَامني ساعي فخير ‪ ..‬واثق ان ربي‬


‫مايضيعني ول يضيعهم‬

‫نايف بغضب ‪ :‬صقر انت مستوُعب اللي تبي تسوُيه‬


‫؟؟؟‬

‫صقر ‪ :‬تصدق اييه ولول مره ‪ )....‬وابتسم (‬

‫وخاطبتك اللي ما كملتها ؟؟؟ ومادَري شلوُن صارت‬


‫؟؟؟‬

‫تنهد صقر وزفر عندما تذكر ‪:‬‬

‫الخطبه صارت بوُقت غلط وموُ محسوُب احسابها‬


‫‪ ...‬بعد ما ظنيت اني شبه تحررت ‪...‬‬

‫وشلت مسؤولية اخاتي ‪...‬تنهد بقلق استغفر الله‬

‫نايف عاقدا حاجبيه ‪ :‬ل تقوُل انك انغصبت ما‬


‫اصدق‬

‫رفع صقر حاجبيه بدهشه ‪ :‬احلف بس ‪...‬‬

‫مسح نايف وجهه بتوُتر وضيق ‪ :‬والله مادَري يا‬


‫صقر معاك ضاعت علوُمي ‪....‬غردَ ‪...‬منوُ سعيدة‬
‫الحظ‬
‫سعيدة الحظ وانا اسعد ‪ ...‬تخيل عادَ عيالنا‬
‫اشيطلعوُن‬

‫نايف ‪ :‬ههههههههههههه تكلم شللي صار ؟؟‬

‫صقر ‪ :‬زيد خاطب اخات فيصل ‪ ...‬وانا نهيت ‪....‬‬

‫نايف فرحا ‪ :‬ياجعله للجنه بس عقب ما يتعذب ف‬


‫النار ‪ ...‬اجل زيد يطلع منه شي زين ) ابتسم (‬

‫رمى اليه صقر نظرات حادَه فهم منها نايف غضبه‬


‫فاستدرك نايف ‪..‬‬

‫وكشت ابتسامته ومثل الجديه ‪ :‬خالصا يبه كمل‬


‫‪..........‬‬
‫تحدث صقر ‪ ..‬ونايف يستمع اليه وهوُ يعلق آمال‬
‫على تلك الخطبة والزواج المقبل لعله يثني صقر‬
‫عن قراره‬

‫نعم يحبه ويحب له الخير ‪ ..‬لكن ان تقبل برحيل‬


‫من تحب امر مؤلم ل تتقبله مهما كانت السباب‬
‫‪...‬‬

‫رحيل ل تعلم ان لحقته عوُدَه‬

‫وودَاع ل تعلم ان عقبه لقاء ‪ ...‬رحيل لست متاكدا‬


‫ان كان ضياع ام استقلل واستقرار ‪...‬‬

‫هوُ الن قريب يستطيع العتناء به والطمئنان‬


‫عليه فكيف ان غدا بعيدا عنه ل يستطيع الوُصوُل‬
‫اليه ‪،‬‬

‫ربما توُقع هذا الخبر يوُما ‪ ،‬لكنه بدا سريعا ‪ ،‬وعلى‬


‫غير ما توُقع ‪ ،‬ل يعرف كيف يصف شعوُره كل ما‬

‫يعرفه انه يحب صديقه وشقيقه صقر ‪ ...‬ويخشى‬


‫فراقه الذي بات يلوُح من بعيد ‪...‬‬
‫نايف ‪ :‬والحين شنوُ راح تسوُي‬

‫صقر بنبرته المتزنه ‪ :‬بخلي الموُر تهدى شوُي‬


‫) وفي دَاخاله اربيها ( ‪ ...‬وبعدها ابلغ ام فيصل‬
‫بقراري ‪...‬‬

‫نايف ‪ :‬اللي هوُ ؟؟‬

‫سحب نفسا ثم اطلقه ‪ :‬خاله لوُقته يا نايف ‪...‬‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫‪:‬‬
‫في مكتب احد المحاميين‬

‫دَخال صقر مع خاالد ‪ ..‬صافحه الثنان والقيا السلم‬


‫ثم جلسا‬

‫ابتدا صقر الحديث‪ :‬معاك صقر الـَ ‪ ..‬كلمتك ف‬


‫التلفوُن قبل كم يوُم عن عقوُدَ زواج‬

‫البدون وتوُثيقها ف المحكمه‬

‫المحامي مرحبا‪ :‬ايه ايه حياك الله يالصقر أي‬


‫عرفتك ‪ ...‬حياكم الله‬

‫خاالد وصقر ‪ :‬الله يحييك ما تقصر‬


‫المحامي مشيرا نحوُ خاالد‪ :‬والخ ؟‬

‫خاالد يردَ ‪ :‬خاالد الـَ ** صاحب القضيه‬

‫المحامي مرحبا ‪ :‬حياك الله يا خاالد ‪ ...‬وان شاءالله‬


‫بوُضح لكم كل شي اعرفه بهالخصوُصا ‪...‬‬

‫وما اقصر معاكم بشي‬

‫صقر ‪ :‬وهذا اللي نبيه وجايين عشانه ‪ ..‬نبي كل‬


‫صغيره وكبيره اللي لنا واللي علينا ‪...‬‬

‫واللي عرفته عنك انك ملم بهالقضايا وشاطر‬


‫فيها‪...‬‬

‫المحامي ‪ :‬ان شاءالله ‪ ..‬شوُفوُا المر فيه تعقيد‬


‫شوُي ‪ ..‬فركزوا معاي ‪...‬‬
‫طرق الباب فدخال الخادَم مع ثلث اكوُاب قهوُة‬
‫ومثلها اكوُاب الماء ‪ ...‬طرحها على الطاوله ثم‬
‫خارج ‪...‬‬

‫تكلم المحامي بجديه بعد ان ارتدى نظارته‬


‫وتفحص بعض الوراق التي امامه ‪:‬‬

‫بالنسبه لجراءات الزواج‬

‫اول خاطوُة لك انك تعقد عند شيخ وتذكر تاريخ عقد‬


‫القران‬

‫صقر ‪ :‬هذا تم وعندنا العقد ‪..‬‬

‫المحامي ‪ :‬ممتاز ‪ ...‬نجي للخطوُة الثانيه ‪..‬‬

‫انك تروح المحكمة قسم الدعاوي وتكتب صحيفة‬


‫دَعوُي‬
‫في الحقيقة هم راح يساعدونك ويسألوُنك اسأله‬
‫مثل تاريخ عقد القران والمهر وهل دَخالت عليها‬

‫واي اثبات شخصي كليسن أو البطاقة الخاصه‬


‫فيكم وثم يطلب منك الذهاب لقسم لديهم تابع‬

‫للهيئة العامة للمعلوُمات المدنية‬

‫للتأكد من شخصك وبالطبع الزوجة واب الزوجة‬


‫وبعد خاتم الوُرقة‬

‫صقر ‪ :‬طيب وبعده ؟‬

‫المحامي ‪ :‬ترجع مره ثانية لقسم الدعاوي‬


‫ويكتبوُن لك صحيفة الدعوُى‬
‫وتذكر عنوُان بيتك وعنوُان الزوجة‬

‫ومن ثم يطلبوُن منك الذهاب للمحامي في نفس‬


‫المحكمة معين من جمعية حقوُق النسان‬

‫ودَفع رسوُم مقدارها ‪ 15‬دَينار لتوُكيلة وفي‬


‫الحقيقة هوُ فقط يختم لك صحيفة الدعوُى‬

‫بعد هذا تاخاذ صحيفة الدعوُى وتعوُدَ ليتم ادَخاالها‬


‫في الكمبيوُتر ويتم تحديد جلسة بذلك‬

‫خاالد ‪ :‬وكم تطوُل الجلسه على ما يجي موُعدها‬

‫المحامي ‪ :‬موُعد الجلسة تقريبا بعد اسبوُعين من‬


‫الجراءات السابقه‬

‫أو اكثر‬
‫خاالد ‪ :‬ومنوُ اللي يحضر لها‬

‫المحامي ‪ :‬تحضر انت واب الزوجة والزوجة لدخاوُل‬


‫على القاضي‬

‫ويتم سؤال الزوجة واب الزوجة‬

‫فان اكتملت الجابات بتوُفر عقد القران والمهر‬

‫ورضا الب والشهوُدَ فالزواج بالنسبة للقاضي‬


‫مكتمل وسوُف يحكم لك بذلك‬

‫بعد هذا ما يبقى لك ال انك تعرف‬


‫عن طريق موُقع وزارة العدل رقم القضية حتى‬
‫تعرف صدور الحكم‬

‫صقر ‪ :‬وكم يطوُل الحكم قبل صدوره ؟‬

‫المحامي ‪ :‬اكثر من شهر تقريبا‬

‫هنيه ممكن انك تكتفي بما يصدر لك الحكم ‪..‬‬

‫وممكن تكمل براحتك‬

‫صقر ‪ :‬لوُ بكمل شنوُ المطلوُب‬

‫المحامي ‪ :‬تاخاذ حكم المحكمة وتتجة إلى التوُثيق الشرعي لتطبيق‬


‫الحكم لكنهم يحوُلوُنك إلى‬

‫اللجنة التنفيذية وبالتالي يطلبوُن منك صوُرة من الحكم وصوُرة‬


‫بطاقة الزوج‬

‫في الحقيقة انصحك انك تكتفي بأخاذ الحكم لنه صادَر بأسم سموُ‬
‫المير وبحكم قاضي العدل‬
‫اما اللجنة راح تضع لك جنسية من مخيلته وحتى في حال رفضك‬
‫وبالطبع التوُثيق الشرعي‬

‫ليقبلوُن ال بتوُفر ورقة من اللجنة تعترف بجنسية ل تملكها‬

‫اقوُال المحامي من مصدر‬

‫خاالد ‪ :‬يعني الفضل ان اكتفي بحكم المحكمه من غير ما اوثق‬


‫العقد‬

‫المحامي ‪ :‬هذا اللي انصحك فيه ياخاوُي ‪ ...‬اخاذ الحكم ‪ ..‬لين ربك‬
‫يفرجها‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫ارتفعت ضحكاتهن ‪..‬وتعليقاتهن ‪...‬حتى دَخالت عليهن عبير بهمس‬

‫‪ ..‬اششش صقر ف الصاله ‪:‬‬

‫نهضت دَلل مرحبه ‪ :‬عبوُور ياهل والله ‪.‬احتضنتها ‪...‬ثم قالت بعجل‬
‫‪ ...‬صقر وربي اشتقت له بطلع اشوُفه‬

‫‪ ....‬ميثا تحرك حاجبيها ‪ :‬جيبي لنا الخابار‬

‫ضحكت دَلل وهي تحرك يديها ف الهوُاء ‪ :‬ل توُصيين حجه وحاجه‬

‫ارتفع صوُت اليباب من ام صقر ‪...‬فاحمرت دَلل‬

‫‪ ...‬وانفجرت ميثا ضاحكه‬

‫الكل توُقع ان المر يخص دَلل وربما توُثيق العقد ‪ ...‬بينما الحقيقة‬
‫‪ ..‬خالف ذلك‬

‫فالمر الذي تلقته ام صقر أقرب إلى قلبها وأروع‬

‫كلحت ملمح صقر وهوُ يمسك بيد والدته راسما أبتسامه مبعثره ‪:‬‬
‫‪ ...‬فضحتينا يالغاليه‬

‫يا ولدي هذا اليوُم اللي تمنيته وحلمت فيه ‪ ...‬ولوُ فيني شده ‪:‬‬
‫قمت ارقص من الفرحه‬

‫الف الف مبروووك يا ولدي الله يبلغني اليوُم اللي اشوُف فيه‬
‫عيالك وعيال عيالك قوُل آمين‬

‫قبل رأسها هامسا ‪ :‬آمين الله يطوُل ف عمرج يالغاليه ويعطيج‬


‫الصحه والعافيه‬
‫كانت الفرحه لمجردَ موُافقة صقر التي اكدها اليوُم على الخطبة "‬
‫"‬
‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬
‫‪.‬‬

‫دَلل بحماس ‪ :‬اقوُلج قال لمي اليوُم تخطب له ‪..‬‬


‫وربي موُ مصدقه ‪...‬‬

‫ل ولما دَريت باللي اخاتارها يااااي اموُت واشوُف‬


‫وجهها ههههههههههههههههههه‬

‫همست عهوُدَ بداخالها ) الفضل والسلم لج ما‬


‫تشوُفينه ( ثم اردَفت ‪ :‬الله يتمم على خاير يا دَلوُل‬
‫‪...‬‬

‫ويكتب لهم اللي فيه الخيره ‪...‬‬

‫دَلل بفرحه ‪ :‬امين امين يارب ‪ ....‬ياربي والله‬


‫احس فرحتي بخطبة صقر اكبر من فرحتي‬
‫بخطبتي وملجتي‬
‫عهوُدَ ‪ :‬اها ‪ ..‬عيني ف عينج‬

‫دَلل ‪ :‬هههههههههههه أنقلعي ‪...‬‬

‫صمت من الطرفين وكان كل منهم سرح في‬


‫احلمه او ربما أوهامه وهموُمه ‪..‬‬

‫قبل ان تهمس عهوُدَ بـَ ‪ :‬دَلوُل مم آ ‪ ..‬تهقين‬


‫صموُدَ توُافق ‪...‬‬

‫‪ :‬تنهدت الخارى وكانها لمست للتوُ ارض الوُاقع ‪:‬‬


‫أتمنى ‪ ...‬ادَري بأحلم صموُدَ بس‪...‬‬

‫بس وربي صقر ما يتعوُض وهوُ اللي يناسبها موُ‬


‫عشانه أخاوُي ‪ ...‬بس هوُ اللي يناسبها‬
‫عهوُدَ مؤيده ‪ :‬عارفه والله ‪ ...‬صقر ما يبي له مدح‬
‫‪ ...‬بس خاايفه من ردَة فعلها ‪...‬‬

‫هي أخاتي وصقر أخاوُي ومابي شي يصير بينهم‬

‫دَلل بتوُجس ‪ :‬تهقين ترفض ‪ ...‬وصقر يل اقتنع‬


‫‪ ...‬وامي طايره من الفرحه ‪..‬‬

‫عهوُدَ وتحمدالله ان الفكره وصلت ‪ :‬هذا اللي‬


‫خاايفه منه ‪...‬‬

‫دَلل ‪ :‬زين جسي النبض ‪ ..‬وال أنا اكلمها‪....‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬ل ل ‪ ..‬أنا من الحين اقوُلج انها بترفض ‪.‬‬

‫دَلل ‪ :‬سمعتي منها شي ؟؟‬


‫عهوُدَ ‪ :‬تعرفين صموُدَ ‪..‬‬

‫دَلل ‪ :‬خاليني اكلمها اول ‪ ..‬بتاكد قبل ما اسوُي‬


‫شي ‪...‬‬

‫عهوُدَ ‪ :‬صدقيني ما بيعجبج كلمها ‪ ..‬مابيج تشيلين‬


‫بنفسج عليها ‪....‬‬

‫دَلل بدهشه ‪ :‬زين متى وصلها الخبر ؟ وشلوُن‬


‫عطت رايها قبل ما يصير ؟‬

‫عهوُدَ توُضح ‪ :‬صقر كلم امي ‪..‬وثارة ثايرة صموُدَ‬

‫دَلل بحزن وخايبه ‪ :‬ياويل قلبي عليك ياخاوُي ‪...‬‬


‫عهوُدَ ‪ :‬دَلوُل امي مصره وصموُدَ رافضه لج‬
‫تتخيلين الوُضع حاولي تكلمين صقر ‪...‬‬

‫هوُ عاقل ويعرف يتصرف‬

‫دَلل وتغيرت نبرة صوُتها ‪ :‬والله خاايفه من‬


‫هالعاقل يركب راسه وهوُ من اول راسه براس‬
‫هالصموُدَ ‪...‬‬

‫عهوُدَ بضيق ‪ :‬اسفه ضيقت خالقج ‪ ..‬بس ما حبيت‬


‫اخاش عليج وابيج تكوُنين بالصوُره‬

‫دَلل ‪ :‬وينها صموُدَ ؟؟‬

‫عهوُدَ ‪ :‬فوُق ف دَارها ‪ ..‬نار محد يقرب منها إل‬


‫حرقته‬
‫دَلل تزفر ‪ :‬استغفر الله واتوُب اليه ‪ ...‬ادَري من‬
‫حقها تختار ‪ ...‬بس هم من حقها انا ننصحها‬

‫عهوُدَ بيأس ‪ :‬كلمتها والله وعجزت معاها ‪...‬‬

‫دَلل بحزم ‪ :‬شوُفي بخلي صقر يجيبني عندكم‬


‫لزم اكلمها قبل على القل اتصرف وانا موُ نادَمه‬
‫‪...‬‬

‫لزم اسمعها‬

‫عهوُدَ تتنهد ‪ :‬براحتج ‪ ..‬بس تحملي ما يجيج‬

‫دَلل بضيق ‪ :‬بتحمل ‪ ..‬بتحمل‬


‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫منذ سمعت الخبر وهي في عالم آخار ‪ ...‬عالم‬


‫وردَي نسجت هي شباكه منذ زمن‬

‫وترى الوُقت حان لكي تتعمق فيه وترتدي ثيابه‬

‫صقر وافق على الزواج ‪ ...‬ومن غيرها ستكوُن له‬


‫‪...‬‬

‫احمرت وجنتاها من مجردَ التفكير ‪ ...‬يااه كم هوُ‬


‫شعوُر مخجل ‪...‬‬

‫اذن مالذي سترتديه عندما تاتي ام صقر لخطبتها ؟‬


‫لبد ان المر قريب قريب جدا‬

‫كيف لوُ طلب رؤأيتها ؟؟ ل لن تقبل‬

‫عليه الكتفاء برؤأيتها في الزواج ‪ ...‬زواج ياه كم‬


‫هي كبيره هذه الكلمه‬

‫فكيف ان كانت مع الصقر‬

‫ياا ألهي ‪ ..‬كم أنا سعيده ‪...‬و أخايرا سيتحقق الحلم‬


‫‪ ...‬وأخايرا سأغدو زوجة‬

‫صقر ‪...‬‬

‫نداءات والدتها الجالسه ف الصاله قطعت احلمها‬


‫‪..‬‬

‫سقط منها الصحن ‪ ..‬فشهقت وهي تنظر اليه‬


‫يتحطم ويتناثر اشلااء صغيره‬

‫ونداءات الوُالده مستمره‬

‫نفضت يداها ‪ ...‬واسرعت لوُالدتها‬

‫ميثا ‪ :‬آمري يمه‬


‫ام فهد ‪ :‬وينج يا ميثا راح صوُتي وانا انادَي‬

‫ميثا بتوُتر ‪ :‬هـَ آ ش ليش منوُ جاي‬

‫والدتها ‪ :‬ومنوُ اللي يجي ؟؟ ابوُج وخاوُانج‬


‫معزومين فل تسوُين غدا‬

‫ميثا بذات التوُتر ‪ :‬معزومين ؟؟ ايه آآ ‪ ..‬ان شاءالله‬

‫والدتها بتوُجس ‪ :‬ميثا فيج شي ‪ ..‬من أمس انتي‬


‫موُ طبيعيه‬

‫ميثا تمسح شعرها المتطاير بيديها المبلله ‪ :‬انا ل‬


‫‪ ..‬آآ بس ‪ ..‬راسي يعوُرني‬
‫حركت الوُالده راسها بتفهم ‪ :‬أتركي عنج المطبخ‬
‫وروحي أرتاحي يا قلبي‬

‫حركت ميثا راسها برضا ‪ :‬ان شاء الله‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫على خالف ما توُقعوُا ‪..‬‬

‫لم ترفض محادَثتها ‪ ...‬بل أستعجلتها وطالبت بها‬


‫‪....‬‬

‫امسكت بالهاتف بعد ان تناولته من عبير ‪..‬‬


‫وأشارت لها بالخروج ‪.....‬‬
‫صموُدَ ‪ :‬هل دَلوُل‬

‫دَلل بأندفاع ‪ :‬هل وغل ومسهل بالقاطعه المعفنه‬


‫شلوُنك دَودَي شخبارج أشتقت لج والله‬

‫صموُدَ ‪ :‬وانا بعد ‪ ..‬الحمدلله بخير ‪...‬أخابارج انتي‬


‫وخاالتي‬

‫دَلل ‪ :‬كلنا بخير ومتوُلهين عليج ‪ ...‬موُ متعوُدَين‬


‫تغيبين عنا ل حس ول خابر‬

‫بابتسامه ساخاره قالت صموُدَ ‪ :‬تدرين بسوُالف‬


‫أخاوُج‬
‫كتمت دَلل الضحكه ‪ :‬أي صدمنا ‪...‬ما صدقت‬
‫‪...‬بس أنتي شرايج ؟‬

‫آتاها ردَ صموُدَ القوُي كما توُقعت تماما ‪ :‬تعرفين‬


‫رايي عدل !‬

‫بلعت دَلل الغصه ‪ :‬اللي هوُ ؟‬

‫حاولت صموُدَ تغيير الموُضوُع ‪ ..‬فقالت ‪ :‬دَلوُل ‪..‬‬


‫بغيت منج طلب ‪..‬‬

‫دَلل ‪ :‬آمري تدللي‬

‫صموُدَ وهي تضغط بشده على الهاتف ‪ :‬بعد كم‬


‫يوُم تبدأ الدراسه ‪ ..‬وما عندي اغراض لها‬

‫كتب ودَفاتر وشغلت ‪ ..‬ابيج تقنعين اخاوُج‬


‫وتمريني نروح المكتبه‬

‫دَلل بصدمه ‪ :‬اليوُم ؟؟‬

‫صموُدَ بهمس ‪ :‬ايه ‪ )..‬وأكدت ( ضروري دَلوُل‬


‫أنطر ردَج ‪...‬‬

‫دَلل ‪ :‬ممم بس صقر ماعنده سياره الـَـَـَ‬

‫صموُدَ‪ :‬وبعدين ؟؟‬

‫دَلل ‪ :‬ممم ما عليج أبشري باللي يسرج‬


‫توُسعت ابتسامة صموُدَ وهي تغلق الهاتف‬

‫" هين يا صقر "‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫شرب من فنجانه ‪ ..‬وهوُ يراقب ملمح عمه‬


‫الغريبه‬

‫هناك أمر ما يخفيه ‪ ،‬أمر اصابه بالضيق والهم‬


‫والتوُتر‬

‫يقرأ كل ذلك في ملمحه ‪..‬‬

‫يعرفه جيدا ‪...‬‬


‫وأن لم يصرح به العم الن ‪ ...‬سيستخرجه منه بأي‬
‫وسيله‬

‫صقر ‪ :‬سم ياعم‬

‫رفع ابوُ خاالد راسه إليه ‪ ...‬وقد فهم تماما ان صقر‬


‫علم ما به ‪..‬‬

‫وقد حاول أكثر من مره صياغة الموُضوُع قبل‬


‫طرحه ‪..‬‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬الله يكملك بعقلك ويتمم عليك يا ولدي‬


‫‪...‬‬

‫صقر ‪ :‬اسمعـَـَـَـَك ‪ ..‬خاذ راحتك يبه‬


‫تنحنح ابوُخاالد قبل ان يخفض صوُته بقوُله ‪ :‬اقوُل‬
‫يا ولدي ‪ ...‬انت مصر على بنت بوُ فيصل‬

‫عقد صقر حاجبيه ‪ :‬ليش في شي ؟‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬لله مافيها قصوُر ‪..‬بس أني شايل هم‬


‫بنت عمك ميثا لمنوُ تبقى وانا بوُك ‪..‬‬

‫مابي أضغط عليك ‪ ..‬بس أبوُها يحاتيها مثلي ‪..‬‬


‫وانا فاهم حالته ‪..‬‬

‫وصموُدَ قدامها فهد ومشعل وحتى زيد ‪...‬‬

‫صقر ‪ :‬أفا عليك يا عم الله يبارك فيك النصيب ف‬


‫علم الغيب محد يدري‬

‫وين فيه نصيبه ول عن اللي مقدر ومكتوُب‬


‫وميثا بنت عمي على عيني وراسي ‪ ...‬بس انا‬
‫كلمت ام فيصل والوُالده ‪..‬‬

‫وموُ حلوُ اتراجع ل بحقها ول بحقي‬

‫ابوُخاالد ‪ :‬اذا على أم فيصل ل تشيل هم أنا اكلمها‬


‫‪ ..‬والموُضوُع ما توُسع نقدر نتداركه‬

‫صقر عاقدا جبينه ‪ :‬يبه انت سامع شي ؟؟ احد‬


‫كلمك ) وفي دَاخاله يكادَ يبصم انها تلك المجنوُنه‬
‫من فعلت (‬

‫ابوُ خاالد بضيق ‪ :‬مابيك تفهمني غلط يابوُك ‪..‬بس‬

‫صقر يستدرك‪ :‬ماعاش من يغلطك يبه ‪ ..‬خاذ‬


‫راحتك‬
‫ل يستطيع الدَلء بالحقيقه ‪ ..‬فخطر معرفتها اكبر‬
‫من كتمانها‬

‫تنحنح قبل ان يتكلم بما خاطط له ‪ ....‬ولول مره‬


‫يضطر لذلك‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬كلمني بوُناصر وكلمه اشبه بالرجا ‪...‬‬


‫ماقدرت اردَه ‪...‬وطلب مني اكلمك واقنعك‬

‫زادَ احمرار عينا الصقر وهوُ يتلفظ بـَ ‪ :‬على ؟؟‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬يبي صموُدَ لزيد‬

‫" يعلم تماما انها ثقيله ‪ ..‬وصعبه ‪ ...‬لكنه مجبر‬


‫على ذلك "‬
‫صقر وعيناه مثبته بعينا عمه ‪ :‬يبه طلبتك !‬

‫بوُ خاالد ‪ :‬سم ياولدي‬

‫صقر ‪ :‬ابي أملج هاليوُمين‬

‫سبحان الله وبحمده ‪ ،‬سبحان الله العظيم‬

‫شهقت ‪ ..‬اتسعت عيناها ‪ ...‬وتسارعت أنفاسها‬

‫حصـَـَـَه ‪ :‬ش شـَ شنوُ ؟؟ منوُ اللي نهى ‪ ..‬موُ قلـَ‬


‫مشـَ‬
‫زيد الذي يندس في سريره ‪ :‬حصيص طفي الليت‬
‫واطلعي برااا تراني ماني فاضي لج‬

‫صرخات منفعله ‪ :‬ل بتفضالي غصب ‪ ..‬كلمني قوُل‬


‫شنوُ اللي صار ‪...‬‬

‫زيد من تحت اللحاف‪ :‬بعد لين الثلث ‪ ..‬والله ها‬


‫والله ياحصيص ان شفت ظلج بس ظلج ماتلوُمين‬
‫ال نفسج‬

‫وااااااااحـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَد‬

‫خارجت بسررعه وأغلقت الباب متسنده بظهرها‬


‫عليه ‪ ..‬والصدمه قد تملكتها ‪...‬‬

‫مستحيل ‪ ..‬ل يمكن ‪ ....‬شقيقها يهذي ‪...‬‬


‫مستحيل ان تصدق‬
‫كيف صقر ؟ ل هوُ مشعل ؟‬

‫ل ل ستجن ان كان صحيحا‬

‫ستجن‬

‫ستجن‬

‫صقر مستحيل ؟؟؟‬

‫ومن ؟؟ من طالبتها ؟؟؟‬

‫صموُدَ‬

‫الوُقحه‬

‫سليطة اللسان‬
‫ل ‪..‬‬
‫ل‬

‫ل‬

‫ارتفعت اصوُات اليباب من السفـَـَـَل‬

‫فزادَت ضربات قلبها حتى كادَت تنخلع‬

‫رفعت كفيها تسد أذنيها وتحرك راسها بعنف‬


‫خااصه بعد ما مزجت الوُاقع بالخيال‬

‫زواج صقر ‪..‬‬

‫لللل‬
‫أسرعت بخطاها للسفـَـَـَـَل‬

‫نزلت السلم باأقصى سرعه ‪ ...‬حتى وقفت على‬


‫اعتابه الخايره‬

‫والدتها ‪ ،‬ووالدها ‪ ،‬ومريم ‪ ،‬وناصر ‪ ....‬غادَر والدها‬


‫لغرفتـَـَه ‪..‬راقبته حتى ابتعد فهمست بانفاس‬
‫متلحقه‬

‫حصه ‪ :‬شنوُ فيـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَه ؟!‬

‫التفتت عليها مريم بابتسامه ‪ :‬وافقوُا على ناصر‬


‫‪ ...‬والملجه قريبه‬

‫ابتلعت حصه ريقها الجاف وسحبت نفسا عميقا‬


‫تهدئ من اضطرابها ‪...‬‬

‫نزلت بضع دَرجات وهي تهمس ‪ :‬وليش ما‬


‫يوُافقوُن ؟ الحمدلله والشكر يبوُسوُن ايدهم بطن‬
‫وظهر‬

‫رمقها ناصر بنظره ‪ ...‬ولم يردَ ‪ ..‬بل قبل رأس‬


‫والدته ‪ ..‬واتجه للسلم حيث هي‬

‫تراجعت بخوُف فأمسك بوُجهها هامسا من بين‬


‫اسنانه‬

‫‪ :‬اذا طلبت رايج ذيج الحزة تكلمي ‪ ...‬أنتي اللي‬


‫تبوُسين ايدج بطن وظهر ان لج أخ مثلي وللحينج‬
‫تشمين الهوُآ‬

‫توُسعت عيناها ‪ ....‬وشهقت ‪...‬‬

‫تركها بهدوء وصعد إلى غرفتـَـَـَـَه ‪...‬‬


‫اعقبت والدتها بتذمر ‪ :‬أعوُذ بالله منج من بنت‬
‫لزم تعكرين مزاجه‬

‫حسبي الله ونعم الوُكيل جاني فشلت ف تربيتج‬


‫وتربية هالزيد‬

‫حصه بغيض ‪ :‬وأنا اشقلت ؟؟ الحق عندكم ممنوُع‬


‫؟؟‬

‫والدتها بغضب ‪ :‬حقج كله باطل ‪ ...‬وثاني مره‬


‫كلم عن مرة أخاوُج ما اسمع فاهمه‬

‫حصه بابتسامه ساخاره ‪ :‬صارت مرة أخاوُي الحين‬


‫ههههه كشخه‬

‫والدتها تصرخ بها ‪ :‬وجع يوُجع العدو ‪ ...‬أنطمي‬


‫بس ول كلمه‬
‫مريم تتدخال لتهدئة الموُضوُع وتقترب من والدتها‬
‫‪ :‬خالصا يمه هدي أعصابج ما صار إل الخير ‪...‬‬

‫هذي حصيص تعوُدَنا عليها‬

‫حصه بغضب ‪ :‬احلفي بس ل يكوُن أصغر عيالج بعد‬

‫مريم محتضنه أكتاف والدتها من الخلف ‪ :‬ل أبد ‪..‬‬


‫المشكله انج موُ أصغر عيالي‬

‫رفعت حصه حاجبها بسخريه ‪ :‬اشوُف النفسيه‬


‫اليوُم عال العال‬

‫ابتسمت مريم هامسه ‪ :‬الحمدلله بفضل ربي‬


‫حصه ‪ :‬دَووم يارب موُ يوُوم ‪ ...‬مممم مافي اخابار‬
‫عن صموُدَ ؟‬

‫‪ :‬مريم بذات البتسامه ‪ :‬بلى ‪...‬‬

‫ول ياكبر القهرل صار ما بـَ اليد حيله‬

‫والجروح من القرايب والخطا مني وفيني !‬

‫إن نوُيت اشفي غليلي ما لقيت أية وسيله‬

‫كيف ابلقى دَام جرحي سبته طعنة يميني ؟!‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ل اله ال انت استغفرك وأتوُب‬


‫اليك‬

‫المعزوفه )‪(16‬‬
‫________________________________________‬
‫جـَـَر ‪،،‬‬
‫حـَا ج‬ ‫ف ال ز أ‬
‫م أ‬ ‫عـَـَـَزز ت‬
‫‪ ،،‬أ‬
‫أتـَعبني الحلم لين الوُاقع أنـَـَـَكرني *** كني مسكت الفرج بيدي‬
‫وهديـَـَته‬

‫جلس بقرب شقيقه بعد ان ألقى التحيه وردَها عليه الخار وهوُ‬
‫مثقل بالتفكير والهموُم‬

‫ابوُ فهد ‪ :‬كلمته ؟!!‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬كلمته ومازادَه كلمي إل إصرار‬

‫ابوُ فهد ‪ :‬وشلوُن ؟ والتهديد اللي قالت عنه ام فيصل ؟؟؟‬

‫ابوُ خاالد ‪ :‬والله محتار يا بوُفهد ؟ خاوُفي على صقر وخاوُفي على‬
‫بنت بوُ فيصل ‪ ...‬وخاوُفي من زيد الطايش‬

‫بوُ فهد ‪ :‬قلت له عن زيد‬

‫بوُخاالد ‪ :‬ل تعللت ‪ ..‬بس ياريته نفع ‪...‬‬

‫بوُفهد بحيره ‪ :‬تعرف ياخاوُي ‪ ،‬عمري ما توُقعت أن صقر يبي صموُدَ‬


‫وإل غيرها ‪ ،‬كنت مستبعد هالشي عنه ‪،‬‬
‫وفجأه يجي وياخاذها من مشعل ويحارب زيد عشانها‬

‫بوُخاالد موُضحا ‪ :‬مشعل ما نهى عليها إل عشان صقر موُ موُجوُدَ ‪،‬‬
‫وهذا كلمه ‪،‬‬

‫وهم شباب وبينهم يعرفوُن بعض‬

‫بوُفهد بتوُجس ‪ :‬وخاوُفي يكوُن صقر ماخاذها عنادَ ف زيد ‪ ،‬وزيد‬


‫يبيها عنادَ في صقر‬

‫وتضيع بنت بوُ فيصل‬

‫بوُخاالد يفند مخاوفه ‪ :‬ل ياخاوُي ‪ ،‬صقر ولدنا وماهي معرفة يوُم او‬
‫يوُمين ‪،‬‬

‫اذا انت تقوُل عن صقر هالكلم اجل غيرك وش بيقوُل‬

‫بوُفهد مستغفرا ‪ :‬أستغفر الله ‪ ،‬موُ قصدي وأنت عارف ‪ ،‬ثم تنهد‬
‫قائل الله يتمم هالموُر على خاير‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫دَخالت الصاله فوُجدته يتصفح أوراقا ما ومندمجا فيها ‪...‬تقدمت منه بضع خاطوُات‬
‫وهي تقوُل برجاء‬

‫دَلل ‪ :‬صقر طلبتك ؟‬


‫رفع صقر راسه ناظرا إليها ‪ ...‬وبصمت منتظرا طلبها ؟‬

‫‪ ..‬قالت ‪ :‬ابي اروح المكتبه ؟‬

‫صقر باستغراب ‪ :‬المكتبه ؟ خاير ان شاء الله‬

‫جلست بقربه وهي تبتسم ‪ :‬توُدَيني ؟؟‬

‫ابتسم ودَاعب أنفها ‪ :‬ماعندي سياره ‪..‬‬

‫ولما كشت ملمحها حزنا ‪ ...‬أردَف قائل ت‬

‫صقر ‪ :‬بس إذا شي مهم وضروري بشوُف سيارة مشعل وإل خاالد‬

‫هوُا موُ لي انا ‪...‬‬


‫حركت رأسها بفرح ‪ :‬أي أي مهم ‪ ..‬ثم سكتت ‪ ..‬لتكمل ممم ت‬

‫ممم بس مهم للي طلب منا نمره وناخاذه معانا‬

‫صمت لحظه ‪ ..‬ثم رفع حاجبه ‪ :‬صموُدَ !‬

‫توُسعت عيناها بصدمه ثم ابتسامه ‪ :‬أييييه صح ‪ ..‬شدراك ؟‬

‫‪ :‬خاليج من صموُدَ الحين ‪ ...‬بكلمج بشي مهم‬

‫أبتلعت ريقها ‪ ...‬ورمشت بتتابع منتظره ذلك الخبر المهم ‪ ...‬والفكار تعبث بها‬
‫إحراجا تارة وتوُجسا تارة اخارى ‪..‬‬

‫بينما طوُى هوُ الوراق والتفت إليها بجديه ممزوجه بالحنان‬

‫صقر ‪ :‬بعد اسبوُع او اسبوُعين بالكثير لنا موُعد في المحكمه عشان عقد الزواج ‪...‬‬

‫وان شاءالله تتم الموُر كلها على خاير‬


‫همست بخجل ‪ :‬ان شاءالله‬

‫ليكمل هوُ بنفس النبره ‪ :‬قبل يا دَلل كلمت خاالد وشرطت عليه شرط وبشرط‬
‫عليج مثله لكن ابي منج وعد‬

‫ابتسمت بقلق ‪ :‬آمر يا صقر‬

‫قال وهوُ يركز في عينيها ‪ :‬تكملين دَراستج‬

‫رفعت حاجبيها بدهشه وكأنها لم تسمع جيدا ‪ :‬شنوُ؟!!‬

‫صقر ‪ :‬اللي سمعتيه ‪ ..‬مافي زواج إذا ما وعدتيني ؟ تكملينها في بيتنا وفي بيت‬
‫زوجج لين تنهينها‬

‫ولوُ صار عندج دَرزن عيال‬

‫ضحكت على كلمته الخايره ‪ ...‬فأبتسم لها واكمل ‪ :‬ما تنفعج غير دَراستج وشهادَتج‬
‫يا دَلل ‪ ..‬وانا ابي مصلحتج‬

‫عبثت بأصابعها بتوُتر ‪ :‬بس شلوُن ؟ صقر انا طايفني اشكثر ‪.‬؟؟ للحين ما خالصت‬
‫المتوُسط ؟؟‬

‫مسح على رأسها هامسا بثقه ‪ :‬تخلصينها ‪ ..‬إذا عندج ارادَه وطموُح تخلصينها ؟؟‬

‫وكلها سنين وتعدي ؟ بس نفعها يدوم ويعين‬

‫مازال القرار مفاجأه لها يحملها على موُج المل تاره ويقذفها على موُج الخوُف‬
‫والتوُجس تاره اخارى‬

‫‪ :‬صقر والله استحي يعني الحين كم عمري ؟؟ واروح بين بنات صغار فشله والله‬

‫ابتسم وقد فهم مقصدها فقال يطمئنها ‪ :‬ل يا قلبي انتي بتدخالين مسائي يعني‬
‫اللي معاج بعمرج تقريبا واكبر‬
‫رمشت بتتابع ‪ :‬مسائي ؟‬

‫ضرب وجنتها بأصبعه هامسا ‪ :‬بالضبط‬

‫ابتسمت ‪ ...‬ثم اردَفت ‪ :‬والرسوُم ؟؟ انت من وين لك يـَ ‪...‬‬

‫ت ل تشيلين همها انتي بس عطيني‬


‫قاطعها قبل ان تكمل ‪ :‬راح تكوُن أقل ‪ ...‬وان ج‬
‫كلمة اعتمد عليها‬

‫ابتلعت ريقها ‪ ..‬وشبكت أصابعها بتوُتر ‪ :‬خاليني افكر‬

‫عقد حاجبيه بغضب ‪ :‬دَلل عطيتج وجه أشوُوف ؟ دَراسه بتدرسين رضيتي وال ل‬
‫فاهمه‬

‫قالت بخوُف ‪ :‬واذا فشلت‬

‫ردَ عليها ‪ :‬موُ عيب !‪ .‬العيب انج تظلين على حالج ونفس مكانج وما تتحركين‬
‫خاطوُه ‪،‬‬

‫ومافي نجاح ال بعد فشل ‪...‬‬

‫لحظ عليها الضطراب والتوُتر فهمس ممسكا بيدها ‪ :‬راح اكلم خاالتي وعمي‬
‫بوُفهد عن ميثا وعهوُدَ‬

‫ابتسمت بفرح ‪ :‬أي جذي زين‬

‫نظر اليها رافعا حاجبه ‪ :‬شنوُ اللي فرق ؟؟؟‬

‫ابتسمت بأحراج ‪ :‬يعني يوُنسوُني‬

‫حرك راسه ثم نهض قائما لتوُقفه دَلل ‪ :‬والمكتبه ؟؟‬


‫وكأنه تذكر ‪ ...‬قال ‪ :‬طالع قبلج اجهزي وكلميها تطلع اول ما نوُصل ل تنقعنا عند‬
‫الباب ‪....‬وراي شغل‬

‫قفزت فرحا ‪ :‬ان شاء الله‬

‫لم يخفى عليه غرابة الطلب ‪ ،‬ان تطلب منه بالذات بعد ماعلمت بخطبته وابلغته‬
‫برفضها ‪،‬‬

‫تتخفي امرا وتخطيطا ما ‪ ،‬وسيعرفه قريبا ‪...‬‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬


‫]‪[size/‬‬

‫لم ينتظروا طوُيل حتى خارجت بعد ان اخابرت والدتها بالمر ‪..‬‬

‫القت التحيه بنبرة قوُيه عكس المتوُقعه منها ‪ :‬السلم عليكم‬

‫دَلل ثم تبعها صقر منفردَا ‪ :‬وعليكم السلم ‪...‬‬

‫حرك صقر على حديث دَلل وصموُدَ الذي بدأ منذ الصعوُدَ ‪...‬‬

‫وبعد مسافه قصيره قطعها وصلوُا للمكتبه ‪..‬‬

‫ولنهن لم ينتبهن للوُصوُل قطع حديثهن قائل‬

‫صقر ‪ :‬الله يديم الحماس ‪ ..‬المكتبه وكم يوُم باقي على الدراسه موُ من عادَة‬
‫صموُدَ‬

‫توُجهت بنظرها اليه‪ ..‬وهي ل ترى ال ظهره وجانبا من وجهه ‪ :‬تغيرنا ‪ ...‬مافي‬
‫شي يظل على حاله ‪..‬‬

‫صقر ‪ :‬زين عاجبتكم القعده ‪ ...‬وصلنا وال ما تشوُفوُن ‪...‬‬


‫صموُدَ باعتراض ‪ :‬ل من قال هذي ؟؟ انا أبي مكتبة جرير‪..‬دَلل انا موُ قايلتلج ؟؟؟‬

‫‪ :‬التفتت دَلل لصقر ليردَ ‪ :‬عندي شغل ماني فاضي ‪ ...‬هالمكتبه تكفي وتوُفي ‪...‬‬
‫اشتفرق عن جرير يعني‬

‫صموُدَ باصرار ‪ :‬ل ما ينفع اذا موُ جرير رجعني للبيت‬

‫نظر اليها في مرآته قائل ‪ :‬ليكوُن سايق عندج وأنا مادَري ؟؟؟‬

‫صموُدَ بغضب ‪ :‬ليش ترضى من الول جان شايفه غيرك‬

‫مليين مستعديين يوُدَووني وهم يضحكوُن ؟؟‬

‫رفع حاجبه ‪ :‬محد متحملج وراح يبتلش فيج غيري ‪..‬‬

‫صرخات بغضب ‪ :‬رجعني البيت ‪ ..‬بتصل على ولد خاالتي زيد وإل ناصر ول منتك‬

‫توُقف عند المنزل ونزل من بابه مسرعا متجها لبابها‬

‫تراجعت للخلف كردَة فعل طبيعيه عندما فتح بابها بقوُة ‪....‬صرخ بها ‪ :‬إنزلي‬

‫كررها آخارى بصوُت اقوُى ‪ :‬إنزلي‬

‫ردَت ‪ :‬ابعد زين شلوُن انزل وأنت سادَ الباب‬

‫اقترب أكثر من الباب حتى سده كلية هامسا ت من بين أسنانه ‪ :‬تدرين يبيلج تربيه‬

‫ابتسمت من تحت نقابها ‪ :‬عشان قلت اني رافضتك‬

‫حاول كتم غضبه ومجاراتها الهدوء هامسا ‪ :‬ل هذا مالج فيه قرار ‪...‬‬

‫على فكره ‪ ...‬تجهزي ‪.....‬‬

‫قطع حديثه ‪ ...‬ليثير فضوُلها ودَهشتها ‪ ....‬ونجح ‪....‬‬


‫ليكمل بعدها‬

‫‪ :‬اليوُم وال باجر بشوُفج الشوُفه الشرعيه‬

‫تجمدت أطرافها ‪ ...‬حتى وصل الجموُدَ لقلبها ‪...‬‬

‫بينما توُسعت ابتسامته وهوُ يشعر تماما بما تشعر به هذه اللحظه‬

‫ابتعد عن الباب لتنزل هي متعثره ‪ ..‬تجر ثيابها كما تجر خايبة آمالها ‪ ...‬وأكوُام من‬
‫الغيض والقهر ‪...‬‬

‫لماذا عجزت عن الردَ لماذا لم تفرغ ما بداخالها لماذا تشعر بكل هذا الضعف أمامه‬
‫‪ ...‬كم تكرهه‬

‫وتكره نفسهااا‬

‫استقبلتها والدتها الجالسه في الصاله بالحديث مندهشه ‪ :‬ليش ردَيتي ما لقيتيهم‬


‫؟؟؟‬

‫توُقفت مكانها وهي التي كانت منطلقه كالسهم قاصده غرفتها ‪ ...‬قالت بغضب‬
‫كتمته طوُال تلك الفتره معه‬

‫‪ :‬يمه لوُ وافقتوُا على الحقير صقر وأجبرتوُني عليه لسوُي بنفسي شي ‪...‬‬

‫ثم انطلقت للعلى مسرعه‬

‫بينما صفقت الوُالده بكفيها ‪ :‬ل حوُل ول قوُة ال بالله ‪...‬‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫صعدت إليها ‪ ...‬كانت تجلس على سريرها تضم ساقيها لصدرها‬


‫وتدفن رأسها فيهما ‪...‬‬
‫تكلمت إليها كثيرا ‪ ...‬دَون أن تردَ عليها صموُدَ ‪ ...‬كانت فقط‬
‫تستمع ‪ ..‬دَون أن تردَ‬

‫ول تنظر إليها ‪....‬‬

‫همست والدتها بحنان بعد كل ذلك الكلم ‪ :‬تشكين في حبي لج‬


‫ياصموُدَ وخاوُفي عليج ‪ ...‬بس جاوبيني‬

‫تشكين فيني ؟؟‬

‫ردَت صموُدَ من حجرها دَون أن تنظر إليها ‪ :‬ل‬

‫اكملت والدتها وهي تمسح على شعرها المتطاير ‪ :‬زين اسمعي‬


‫كلمي واحكمي بعده ولج مني اللي تبين ‪...‬‬

‫‪ :‬تسمعين ؟؟؟‬

‫حركت رأسها أيجابتا‪ ...‬لتقوُل والدتها بعد أن سحبت نفسا عميقا ت‬

‫‪ :‬صقر عمره ما راح يقتل لج حلم ‪ ...‬بالعكس يمكن يعينج ويساعدج‬


‫‪..‬‬

‫ما شفتيه هوُ الوُحيد بينا اللي يتحرك واللي نعتمد عليه بعد الله ‪...‬‬

‫في أموُر يمكن محد يعرفها كثري عنه ‪...‬‬

‫تدرين ان صقر يمشي في اوراقج وعهوُدَ في التجنيس مثل ما‬


‫يمشي في اوراقه واوراق دَلل ‪...‬‬

‫عمره ما أظهر هالخبر ول تمنن فيه بس من ورا لوُرا ‪...‬همه يأمن‬


‫مستقبلكم وحياتكم ‪...‬‬

‫شلوُن تظنين أنه يقتلها ؟ أنت بنتي وحبيبتي والله يشهد بغلتج‬
‫عندي وخاوُفي عليج ‪...‬‬

‫عطيه فرصه ل تسدين الباب سيده بوُجهه‪ ...‬عطيه وأن ما كان مثل‬
‫ما قلت لج انا اول من يوُقف معاج وبصفج ‪...‬‬

‫رجع أدَراجه الى السياره بعد أن تركها للحظات مضت ‪..‬‬

‫وصوُت مسؤوله في القسم يتردَدَ في مسامعه مدح وثناء ثم إبلغ‬


‫بالخبر ‪ ...‬طردَ من العمل ‪...‬‬

‫برر المسؤول موُقفه وقدم اعتذاره وأنه قد حاول إقصاء مالك‬


‫الشركه عن هذا القرار بعرض خادمات صقر ونشاطه‬

‫ن عنه‬
‫ولكن المالك كان مصر على قراره لم ينث ج‬

‫ما هوُن المر على صقر ان المسؤول اعطاه رقم شركة أخارى‬
‫لصاحب له تأمل فيه خاير ‪...‬‬

‫لم يفتر صقر عن إخامادَ اللهيب المشتعل بداخاله بـَ استغفر الله ‪ ،‬و‬
‫‪ ،‬قدرالله وماشاء فعل ‪ ،‬ول حوُل ول قوُة ال بالله‬

‫توُقف عند تلك الشركه وترجل من سيارته إليها ‪ ...‬طلب من‬


‫السكرتير مقابلة المدير وبعد دَقائق تم اللقاء ‪...‬‬

‫وكان عند المدير خابر بقدومه وتفاصيل مفصله عنه ‪....‬رحب به ‪...‬‬
‫وبعد الستماع الى اقوُال صقر ‪ ...‬وحديثه‬
‫ابلغه بإمكانية استلم العمل من اليوُم ‪ .....‬في شركته ‪...‬‬

‫مسؤول في قسم المبيعات ‪ ...‬براتب أقوُى مقابل للمكافآت‬


‫ووظيفه مريحه عن السابقه ‪.....‬‬

‫لم يكن ذلك عن غفله ‪ ...‬ولكن مسؤول قسمه السابق وصف‬


‫لصاحبه همة صقر وتفانيه واخالصه في عمله‬

‫فأعجب الخار به ‪ ...‬فكان لصقر في نفس اليوُم ‪ .....‬انتهاء عقد‬


‫وابتداء جديد افضل منه ؟‬

‫من يصدق ؟سبحان الله‬

‫ابوُ سعد مسؤول الشركه بابتسامه ‪ :‬تقدر تتوُجه لقسمك الحين‬


‫وتبدأ الشغل من اليوُم يا صقر‬

‫صقر وابتسامة ارتياح ‪ :‬باذن الله ‪...‬‬

‫" كم هوُ رائع ذلك النوُر الذي يشع بعد حلكة الظلم ‪ ،‬والمل الذي‬
‫يتدفق بعد تشعب اليأس ‪ ،‬فل حوُل ول قوُة ال بالله *_^‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫تكلم بأنفعال وهيجان ‪ :‬اقسم بالله يا خااله أن وافقتوُا على صقر واجبرتوُا صموُدَ‬
‫عليه‬

‫ليبات ف القسم بليلة ملجته وينحرم حريته وتنحرموُن شوُفته وانا عند حلفي‬
‫" هذا التهديد الثاني الذي تتلقاه ام فيصل من زيد ‪ ...‬وان كان مبطنا بنوُع من‬
‫الحترام لها فقط "‬

‫ردَت عليه بحزم وغضب ‪ :‬انت ما تستحي تكلم خاالتك جذي‬

‫ردَ مخففا من حدة لهجته ‪ :‬ياخااله من حبي لكم ‪ ...‬ياخااله ترضين يهددَني ويبعدني‬
‫وياخاذها مني‬

‫وانا اظل ساكت ل والله ما اسكت‬

‫ام فيصل بحده ‪ :‬صموُدَ هي اللي اخاتارته يا زيد ووافقت عليه‬

‫زيد بصدمه ‪ :‬ماصدق مستحيل‬

‫ام فيصل بنفس اللهجة الحادَه ‪ :‬ل صدق يا زيد صموُدَ رافضتك واخاتارت صقر محد‬
‫غصبها على شي ‪...‬‬

‫زيد ومازال غير مصدق ‪ :‬اكلمها اول‬

‫ام فيصل ‪ :‬كلمها ‪ ..‬وتأكد بنفسك وإذا صار اللي قلت لك عليه‬

‫زيد بعدم أستيعاب ‪ :‬مستحيل ‪ )...‬كيف يصدق وهي من استغاثت به ؟ (‬

‫ام فيصل تشرط ‪ :‬اوعدني اول ‪ ...‬اذا سمعتها من صموُدَ تبعد عن صقر‬

‫زيد ‪ :‬اكلمها اول‬

‫ام فيصل ‪ :‬أوعدني قبل ما تكلمها إل لما توُعدني‬

‫زيد بعد تفكير دَام لحظه ‪ :‬بس أشوُفها واكلمها موُ في التلفوُن‬

‫ام فيصل ‪ :‬لك هالشي بس أوعد‬


‫زيد ‪ :‬اوعدج يا خااله ثم همس بتوُجس ‪ :‬وعمي ؟؟‬

‫ام فيصل ‪ :‬تعال وما عليك انا أفهمه الموُضوُع ‪....‬‬

‫ردَ برااحه ‪ :‬اليوُم ؟‬

‫ام فيصل ‪ :‬اليوُم بعد العشـَـَـَـَـَـَـَـَا‬

‫" هوُ شبـَـَـَـَه متيقن من قرارها ‪ ....‬وواثق من ردَها ومطمئن فهمس بالموُافقه ‪..‬‬
‫"‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫امسكت بيديها وعيناها مغوُرقه بالدموُع‬

‫ام فيصل ‪ :‬طلبتج يمه فكي ولد خاالتج منه صارت حياته بيدج ‪....‬‬

‫هالزيد راح يحطمه ويحطم خاالتج ويحطمنا معاه‬

‫نظرت اليها صموُدَ بدهشه ‪ ...‬ثم احتضنت كفي والدتها براحتيها الصغيره ‪ :‬اشصار‬
‫يمه ‪ ...‬أي ولد خااله ‪...‬‬

‫واشيبي فيه زيد‬

‫تحدرت دَمعات والدتها المحجوُره في محاجرها لتشق طريقها على وجنتيها‬


‫الساخانه‬

‫وكانها سكاكين تغرس في صدر صموُدَ ‪....‬‬


‫ام فيصل ‪ :‬ولد خاالتج ولد عمج صقر ‪ ...‬زيد متهددَ فيه ان وافقتي عليه يسجنه‬
‫ويبهدله‬

‫"‪ ...‬رفعت حاجبيا بدهشه ‪ ...‬ثم حبست ابتسامه كادَت ان تفضحها اذن تحقق ما‬
‫تريد ‪...‬‬

‫همست بـَـَ ‪ :‬يمه اجل خالصا ما اوافق على صقر هذا احسن حل‬

‫حركت والدتها راسها بعنف ساحبه يديها ‪ :‬ل هذا اللي يبيه عشان يتفردَ فيج ‪...‬‬

‫منتي ارخاص من صقر يا صموُدَ ل والله هالزيد ما يشم ريحتج وانا حيه‬

‫ابتلعت ريقها موُضحه ‪ :‬موُ شرط يمه ‪ ...‬اذا ما وافقت على صقر ‪ ...‬موُ شرط‬
‫اوافق على زيد ‪....‬‬

‫لكن والدتها مصره ‪ :‬تهقين بتهدى الحرب اذا رفضتيهم ؟‬

‫بيسكت زيد وما يبحارب كل من يقرب صوُبج ؟؟‬

‫وال بيسكت صقر اللي اكيد راح يعرف سبب رفضج ؟‬

‫ثم غطت وجهها بكفيها وهي تلهج بالحوُقله والحتساب ‪...‬وتسقيهما الدموُع‬

‫اقتربت منها صموُدَ ورفعت كفي والدتها عن وجهها بحنان ‪ :‬يمه ‪ ...‬يعني الحين‬
‫لزم اكوُن انا المنقذه‬

‫انقذ صقر وهوُ رجال ‪.‬؟ حتى صقر ماراح يرضاها لنفسه ول لي ؟‬

‫ابعدت والدتها صموُدَ عنها ‪ :‬اجل نخليه يضيع في السجن وتضيع وراه امه ؟‬

‫‪ :‬بس انا موُ مجبوُره اضيع عمري واللي بنيته‬

‫لتردَف والدتها ‪ :‬انتي تبين زيد ؟؟؟‬

‫حركت راسها نفيا ‪ :‬ل‬


‫اغمضت عينيها براحه هامسه ‪ :‬بسس هذا اللي ابيه منج ‪ )....‬ثم نظرت اليها (‬

‫بس ارفضيه وبيني له انج ما تبينه‬

‫اتسعت عينا صموُدَ وابتسامتها وارتفعت بجسدها تقبل رأس والدتها ‪ :‬غاليه‬
‫والطلب رخايص‬

‫لتكمل والدتها بعد تنهيده ‪ :‬الله يرضى عليج ‪...‬‬

‫اليوُم بالليل زيد بيكوُن موُجوُدَ‬

‫وراح يسألج وانتي تعطينه قرارج ‪ )...‬ثم اكدت بلهجه تحذيريه ( صموُدَ تراج‬
‫عطيتيني كلمه‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬


‫]‪[size/‬‬

‫القت بجسدها على القنفه التي تتوُسط غرفتها العوُدَيه ‪..‬‬

‫وضعت اللبوُم على فخذيها ‪...‬فتحته بتوُتر ‪ ...‬وأنفاس متسارعه‬

‫قلبت الصوُر ‪ ...‬لتبحث إل عن صوُرته هوُ ‪ ...‬رغم قدمها ‪...‬‬

‫لكنها تشعر بتجديدها كلما نظرت إليها ‪...‬‬

‫اعتادَت فعل ذلك بين حين وحين‬

‫تصطفيه من بين الحشوُدَ ‪...‬‬

‫تتأمل ملمحه بشغف ‪.....‬تراهـَ‬

‫ينظر إليها ؟ يقف بقربها ؟ يهتم لها ؟‬

‫هكذا بدت عيناه في جميع الصوُر الجماعيه بين أبناء العم والخاله ‪...‬‬

‫في العيادَ في المناسبات أثناء اللعب ‪ ...‬حي واحد كان يجمعهم ببساطته وبعثرته‬
‫‪..‬‬

‫" صقر "‬

‫قلبت الصوُر ‪ ...‬وجبينها معقوُدَ ‪ ....‬صوُره بعد صوُره ‪ ...‬وأنفاسها المتسارعه من‬
‫الخبر الذي‬

‫سمعته للتوُ من والدتها يهز اركانها ‪ ...‬وكل ما فيها‬

‫وجوُاهر التي لتردَ على هاتفها ؟؟ من لها تحدثه فتتأكد منه ؟؟؟‬

‫ارادَت الهروب إليه الى ذلك اللبوُم ‪ ...‬ليطمئن قلبها برؤأيته ‪...‬‬

‫حيث نظراته المحبه ‪ ...‬فتستمد منها القوُة والثقه بنفسها‬

‫لكن ‪ ...‬ليس هذا ما تراه الن فيه ؟؟‬

‫كيف اخاتلفت الصوُره ؟‬

‫كانت ترى نظراته معلقه بها هي فقط ؟ وتشعر بقربه منها في كل صوُره له‪.‬؟؟؟‬

‫فلماذا اخاتلفت النظره الن ؟ ما الذي حدث ؟؟‬

‫تنظر إليه بعيدا ‪ ...‬غير مبالي ‪ ....‬قريب من الكل في كل صوُره إل منها ؟؟؟‬

‫ماهذه النظره يا حصه ؟؟‬

‫ما هذه النظره ؟؟؟‬

‫اهي نظرة اليقظه بعد الحلم ؟؟ ام انها وساوس مريضه شوُهت الصوُر ؟؟‬

‫كما شوُهت مخيلتها بالفكاار ؟؟‬

‫هل فعل لم يكن يفكر بها ؟‬

‫ل مستحيل هي تعلم بأنه يريدها ولكنه يخشى التقدم ؟‬

‫كان يتردَدَ خاوُفا من الرفض ؟؟‬

‫هذا ما يجعله صابرا كل تلك السنوُات ينتظر اشارة منها ليأتي سريعا ‪...‬؟؟‬

‫نعم ‪ ...‬نعم ‪ ....‬هذا هوُ الوُاقع ‪....‬‬

‫لكن ؟؟؟‬
‫وصموُدَ ؟ وخاطبته ؟ ل ل هذا كذب ؟ ربما ارادَ اخاتبار ردَة فعلها ؟‬

‫أجل ؟ مستحيل فصموُدَ ل تناسبه ابدا‬

‫أنا ‪ ..‬أنا فقط من أناسبه ‪ ...‬أنا من يملك المستقبل له ولولدَنا ‪....‬‬

‫‪.‬‬

‫اغلقت اللبوُم بقوُة وهي تزفر بغضب ‪:‬‬

‫ياااويلج يا صموُدَ ان طلع هالكلم صج ‪ ...‬وربي ماخاليج وأحطمج مثل ما حطمتيني‬


‫‪...‬‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫رشفت من القهوُة التركية ‪ ...‬وعيناها محدقه بمن يجلس بالقرب ‪ ...‬متصفحا‬


‫الصحيفه ‪..‬‬
‫وقد وقف طوُيل عند نفس الصفحه مما يدل على سرحانه‬
‫همست ضاحكه ‪ :‬اللي ماخاذ عئلك ‪ ....‬وخارجت منها ضحكات هادَئه بهدوئها‬
‫التفت نايف إليها ‪ ..‬ثم ابتسم مكمل ‪ :‬يتهنا به‬
‫مشاعل ‪ :‬بشنوُ سرحان ‪...‬‬
‫نايف يسألها ‪ :‬ما ارجعوُا أمي وخاوُاتي ؟‬
‫مشاعل ‪ :‬ل اظنهم بيتأخارون ‪ ...‬تدري عرس وحوُسه ما يخلص ال متأخار‬
‫نايف مستفسرا ت ‪ :‬وأنتي يا عسل ليش مارحتي‬
‫مشاعل تبتسم ‪ :‬كانت عندي مناوبه ‪ ...‬ما قدرت أعتذر ‪ ..‬بس أنا رحت أمس‬
‫لعماتي‬
‫ابارك لهم واعتذرت منهم ‪...‬‬
‫وبعدين باجر الحفله الثانيه واعوُض ول يهمك‬
‫‪ :‬ابتسم نايف بحنيه لتلك الشقيقه التي تختلف عن باقي شقيقاته الثلث ‪...‬‬
‫حلما ‪ ،‬ورقة ‪ ،‬وطموُحا ‪ ،‬وعذوبه‬
‫اكمل ساخارا ‪ :‬زين دَام فيها تعوُيض !‪ ...‬اقوُل أنتوُ الحريم ما تطوُفوُن‬
‫هالمناسبات ال بعوُض‬
‫مشاعل ‪ :‬ههههههههههههههه اشدعوُه ‪ ..‬والله من باب الوُاجب ‪ ...‬وال أنا موُ من‬
‫ربع الهيصه والخبال‬
‫نايف رافعا حاجبه‪ :‬العرس هيصه وخابال ؟ أجل عرسج شتسمينه ؟ مستشفى‬
‫للمجانين ؟؟‬
‫توُسعت ابتسامتها الهادَئه ‪ ..‬ثم قالت ‪ :‬يعني فريت الموُضوُع ‪ ...‬قوُل مابي اجاوب‬
‫‪....‬‬
‫نايف ‪ :‬أي موُضوُع ؟؟‬
‫مشاعل ‪ :‬اللي شاغلك وموُ مخليك تبطل سرحان‬
‫تنهد وكأنه يريد إخاراج مابه ‪ :‬تدرين صقر طلع أوراق الهجره‬
‫‪ :‬مجردَ اسمه ينفضها ؟ فكيف بحضوُره ‪....‬‬
‫ارتسمت على شفتيها ابتسامه ل تعرف مصدرها ثم كشت ابتسامتها عندما‬
‫استوُعبت الموُضوُع‬
‫‪ :‬يهاجر ؟ وين‬
‫نايف ‪ :‬لندن ‪ ..‬خالصا مابقى شي ‪...‬‬
‫مشاعل باستغراب ‪ :‬ليش ؟ اشصار ‪ .....‬شنوُ اللي خاله يتخذ هالقرار‬
‫نايف ‪ :‬متخذه من زمن ‪ ...‬بس الحين مصر عليه ‪ ...‬وخالصا ما بأذنه ماي ‪...‬‬
‫مشاعل ‪ :‬وأهله ودَيرته يستغني عنها بهالسهوُله‬
‫نايف ‪ :‬عجزت معاه ل تقوُلين ‪ ....‬عنده أفكار مجنوُنه ‪ ...‬بيضيع نفسه ‪ ...‬ويضيعنا‬
‫وراه ‪...‬‬
‫وهمس بوُجع ‪ /‬شلوُن نتحمل بس‬

‫مشاعل ‪ :‬اكلم أخاته دَلل‬


‫نايف ‪ :‬ل ‪ ...‬ل تجيبين سيره لحد ‪ ..‬لوُل ثقتي فيج ما قلت لج ‪...‬‬
‫محد يدري بقراره للحين ما بلغ أحد غيري ‪....‬‬
‫مشاعل ‪ :‬وتخليه يروح ؟؟؟‬
‫نايف ‪ :‬موُ بيدي ‪ ...‬بس اللي مهوُن علي ان عندي أمل بالله ثم بخطبته‬
‫مشاعل بصدمه ‪ :‬خاطبته !!‬
‫نايف ‪ :‬أي خاطبته ‪ ...‬خاطب أخات فيصل‬
‫شهقت ‪ :‬صموُدَ؟؟‬
‫نايف ‪ :‬أي تعرفينها ؟؟؟‬
‫مشاعل بلعثمه ‪ :‬أي ‪ ...‬بس ‪ ...‬أي ‪...‬‬
‫نايف ‪ :‬للحين الخطبه موُ أكيده ‪ ....‬بس عندي أمل بالله أن تمت أنها تثنيه عن‬
‫الهجره‬
‫مشاعل باندفاع ‪ :‬وليش ما يفكر باللي تثبته بدال ل يختار اللي من نفس حالته ‪...‬‬
‫ما توُقعت منه بعد كل هالصبر وكل هالسنين يختار هالخاتيار‬
‫نايف ‪ :‬ليش سهله أحد يرضى فيهم ‪ ...‬ومستحيل صقر يذل نفسه لحد‬
‫مشاعل بنفس الندفاع ‪ :‬وليش ما يرضوُن ؟؟ صقر رجال مثلك وألف وحده تتمناه‬
‫ابتسم لندفاعها لكنه ردَ بحسره ‪ :‬موُ بالرجوُله صاير المقياس يا مشاعل ‪،‬‬
‫المقياس الحين بالوراق والفلوُس والمناصب‬
‫حركت رأسها نافيه ‪ :‬موُ عند الكل‬
‫نايف ‪ :‬عند الغلب ‪ ....‬بس وينهم‬
‫مشاعل ‪ :‬خاله يدور وراح يلقى ‪...‬‬
‫نظر إليها برهه ‪ ..‬ثم سألها ‪ :‬يعني أنتي ترضين بوُاحد نفس صقر‬
‫مشاعل ‪ :‬ليش ل ؟ قلت لك المقاييس موُ بالوراق ولوُ تقدم لي مثله من وصفك‬
‫له وحبك له‬
‫اكيد ماراح ارفض‬
‫ابتسم ساخارا ‪ :‬كلم‬
‫حركت راسها نافيه ‪ :‬ل أكلمك جد ‪ ...‬يعني ل يحطم عمره ويضيع مستقبله ‪...‬‬
‫خاله يفكر دَام الموُر للحينها ما تمت ‪...‬‬
‫هالزواج ل هوُ بمصلحته ول مصلحة بنت عمه‬

‫نايف بجديه ‪ :‬مشاعل ‪ ...‬جد لوُ خاطبج صقر توُافقين ؟؟؟‬


‫ضغطت بقوُتها على الكوُب بيديها وهي تهمس بإحراج وتوُتر ‪ :‬تحسسني أنه‬
‫خاطبني خالصا ‪...‬‬
‫ثم ابعدت خاصله من شعرها خالف أذنها هامسه ‪ :‬انا اقوُل أفتراض ‪...‬‬
‫ومازلت عند قوُلي المقياس عندي الرجوُله موُ بالوراق‬
‫تأملها نايف بصمت لحظه ‪ ...‬ثم اردَف بإعجاب ‪ :‬تحسسيني يا مشاعل ان الدنيا‬
‫بخير ‪....‬‬

‫كالساعة الرمليه استنزافا وسرعه هكذا اصبحت لحظات حياتها‬


‫مالذي يحدث لماذا الحداث تتسارع وكان احدهم يدفعها من الخلف بقوُة لتسير‬
‫بكل تلك السرعه في ذلك الطريق الذي تحاول تفادَيه بكل طاقتها وتخشاه‬
‫هي تتجه إليه الن ‪...‬‬
‫دَون انحراف أو توُقف ؟‬
‫يااارب أغثني ‪....‬‬
‫شدة من قبضتها على الطاوله وهي تتأمل انعكاسها في المرآه ‪..‬‬
‫كم تبدو قوُية ثابته‪ ...‬عكس ما بداخالها من اضطراب وبراكين‬
‫طرقات على الباب ثم فتح لتدخال عهوُدَ ‪ :‬خالصتي تراهم ينطرونج في المجلس ‪...‬‬
‫تبعتها غدير التي دَخالت وجلست على السرير ‪ :‬وأخايرا جا اليوُم اللي اشوُف فيه‬
‫دَودَي بنتي عروس‬
‫ردَت عليها صموُدَ بحده ‪ :‬غدير خالي ملغتج على جنب اللي فيني مكفيني ‪....‬‬
‫غدير تردَ ‪ :‬افا بس ‪ ...‬توُقعتج بتفرحين‬
‫التفتت إليها عاقده حاجبيها ‪ :‬على شنوُ أن شاء الله ؟؟‬
‫حركت غدير حاجبيها ‪ :‬أنج تنتقمين ‪ ....‬لي ولج ‪ ......‬هذا وقته‬
‫غدير الغبيه دَائما تنجح في تغيير مسار تفكيرها ‪ ...‬نعم نجحت في تحريك الرمادَ‬
‫‪...‬‬
‫وأشعال شرارة النار بداخالها‬
‫نظرت صموُدَ اليها وهي تستعيد تلك اللحظات ‪ ...‬لحظه بلحظه ‪ ...‬وغدير تتبتسم‬
‫إليها بمكر‬
‫صموُدَ لعهوُدَ ‪ :‬عهوُدَ دَقايق بس أبي اكلم غدير‬
‫فهمت عهوُدَ مقصدها ‪ ..‬فصموُدَ وغدير توُأمتان رغم فارق السن ‪ ...‬ول عجب في‬
‫اشتراكهما في السرار‬
‫خارجت عهوُدَ بعد ان اكدت أن الكل ينتظرها في السفل ‪....‬‬

‫صموُدَ لغدير ‪ :‬صقر تحت ؟؟‬


‫غدير ‪ :‬لاا ‪ ..‬تخيلي بس يكوُن موُجوُدَ ؟ والله ليطربق الدنيا ‪ ...‬اصل ما يدري‬
‫بالسالفه ‪..‬‬
‫صموُدَ بشبه راحه ‪ :‬زين صمتت ثم اكملت ‪ :‬وأذا كان كلم زيد صج انه خاطبج عشان‬
‫تهديد صقر‬
‫غدير ‪ :‬ولوُ كان صج ؟؟ انتي مقتنعه بفعلته حتى لوُ كان السبب صحيح‬
‫حركت راسها ‪ :‬ل ‪...‬وشدة على قبضتها أكثر ‪ ...‬بس أبي شي أقوُي‬
‫غدير وفهمت مقصدها ‪ ..‬تريد إشعال النار اكثر بداخالها ‪ ..‬ل تريد أن تضعف امامه‬
‫‪...‬‬
‫تريد أن تنتقم بقوُه ‪ ..‬كالقوُة التي قصم بها ظهرها ‪..‬‬
‫غدير ‪ :‬جذاب ‪ ...‬لنه كان يحاول يتموُلح معاي ويتقرب مني بس أنا‬
‫ماعطيته وجه ماظن صقر قاله هالشي بعد‬

‫صموُدَ بتنرفز ‪ :‬غدير ؟‬


‫فتردَ غدير ‪ :‬والله ما جذبت ‪ ...‬زيد أكبر حقير‬
‫سحبت صموُدَ نفسا عميقا واستدارت للمرآه ‪ ...‬وكأنها تعد ثلثا قبل ان تطلقه‬
‫‪.....‬‬
‫ت‬
‫هامسه ‪ :‬موُ غريبه عليه ‪ ...‬دَومه أصل حقير ‪...‬‬
‫سحبت نقابها من القرب ثم لفت لفتها عليه ‪ ...‬وارتدت عباءتها ‪ ...‬لتردَ غدير‬
‫عليها‬
‫‪ :‬تنزلين بعبايه !!‬
‫صموُدَ وهي خاارجه ‪ :‬ايه ‪ ...‬ما يستاهل الحقير يشوُف مني شي‬
‫ابتسمت غدير ‪ ...‬وهي تعلم ردَ صموُدَ وما ستفعله مسبقا ‪....‬‬

‫طبطبت عليها والدتها وهي توُصيها ‪..‬حتى اوصلتها المجلس ‪...‬‬


‫سحبت صموُدَ نفسا عميقا لكثر من مره قبل أن تتقدم ‪...‬‬
‫وهي تشعر بسخوُنه وجهها لرتدادَ أنفاسها الحاره إليه من تحت نقابها ‪..‬‬
‫طرقت الباب بخفه ‪ ..‬ثم دَخالت ‪ ...‬لتجد المجلس عامرا بـَ عمها ابوُخاالد ‪ ،‬عمها ابوُ‬
‫فهد ‪،‬‬
‫عمها ابوُ لفي ‪ ،‬زيد ‪ ،‬ناصر ‪،‬‬

‫زيد تفاجأ بهم كما هي تماما ‪ ...‬فلم يكن يتوُقع وجوُدَهم ‪ ...‬وكم شعر بشدة‬
‫المأزق ‪..‬‬

‫ابتلعت ريقها واطلقت حروف السلم مخنوُقه ‪ :‬السلم عليكم ‪.....‬‬


‫لم تنظر إليه بعد ‪ ...‬لكنها تعرف انه موُجوُدَ ‪...‬ردَ الكل وميزت صوُته من بينهم‬
‫اسعفها عمها ابوُخاالد الذي رحب بها ‪ :‬هل ف بنتي هل بصموُدَ تعالي قربي يابوُج ‪..‬‬
‫وهوُ يشير الى مكان بينه وبين عمها أبوُ فهد ‪...‬‬
‫اقتربت بخطوُاتها التي حاولت قدر استطاعتها تثبيتها ‪...‬‬
‫قبلت رأس أعمامها وجلست بينهم مكوُره يديها في حجرها ‪...‬‬
‫ابوُخاالد ‪ :‬وهذي بنتنا ‪ ...‬تكلم يا زيد ‪ ...‬قوُل اللي عندك وتأكد انه الحد بينا وبينك‬
‫‪...‬‬
‫وأنت عطيت كلمه وأن كنت رجال تكوُن قدها‬
‫ضاعت من عنده الكلمات ‪ ...‬وكأن حروفه تتطاير في السماء وهوُ يحاول صيدها‬
‫وتجميعها ‪...‬‬
‫لم يتوُقع إل أن يكوُنا لوُحدهما هوُ وهي والخاله‬
‫لكن الن ما عله يقوُل ؟ الكلم الذي خاطط له ل يناسب وجوُدَ أعمامها ؟؟‬
‫مسح جبينه بتوُتر ثم همس بـَ ‪ .. :‬الكل يدري اني خااطب صموُدَ من عمر او شبه‬
‫خااطبها ‪...‬‬
‫وانتم أدَرى بحالها شلوُن راح تكوُن معاي بالنسبه لوُضعها ومستقبلها ‪...‬‬
‫هذي حياة عمر موُ يوُم وأثنين ومثلك عارف يا عمي ‪..‬‬
‫ترضى يجي صقر و يهددَني أخاليها له ؟ بأي حق يا عمي ؟ أذا كانت تبيني وأبيها‬
‫وأحنا لبعض من عمر ؟‬
‫بوُخاالد بعد صمت ‪ :‬خالصت اللي عندك‬
‫زيد ‪ :‬ايه‬
‫بوُخاالد ‪ :‬زيد ياولدي أن كنا نتكلم عن الحق ‪ ..‬فلصقر كل الحق في بنت عمه هذي‬
‫الصوُل ‪...‬‬
‫لكن انه يهددَك يمكن مبالغه منك ‪..‬‬
‫انت واحنا واثقين ان صقر ما يطلع منه هالشي ول يصدر منه هالتصرف ‪..‬‬
‫‪.‬ورغم كل هذا انا اقوُل ان القرار الول والخاير لبنتي صموُدَ‬
‫ان رضت فيك محد يجبرها ‪ ...‬وان رفضتك ‪ ...‬تكف شرك عنا ‪ ...‬وهذا اخاوُك وعمك‬
‫بوُلفي شاهدين من صوُبك ‪...‬‬
‫نظر زيد لناصر ‪ ..‬وتحركت نظراته لبوُ لفي الذي يشتعل منه غضبا ‪...‬‬
‫اطرق رأسـَـَـَه قائل وهوُ واثق بردَها مسبقا لمكالمتها له ‪ :‬موُافق ‪...‬‬

‫نظر بوُ خاالد لصموُدَ القريبه ‪ :‬تكلمي ياصموُدَ ‪ ...‬انتي موُافقه على زيد ؟؟؟‬
‫واخاذي راحتج يابوُج ترا محد غاصبج على شي ‪....‬‬
‫" ‪.‬حان الوُقت لتسقيه من الكاس نفسه الذي أسقاها منه ‪"..‬‬
‫هوُ أول أهدافها النتقاميه ‪ ...‬وحان طيه والنتهاء منه ‪ ...‬رفعت رأسها نحوُه ‪...‬‬
‫ستبدو قوُيه وهي تنطقها ‪ ...‬ستنفض كل ما غلف قلبها به من أكاذيب وألعيب‬
‫‪....‬‬
‫ستحرق كل أمل وحلم علقته به ‪ ...‬ستستلذ برؤأية الصدمه تعتلي وجهه وتتفجر‬
‫في عينيه‬
‫ابوُ خاالد ‪ :‬صموُدَ موُافقه على زيد ؟؟؟‬
‫‪:‬ل‬
‫احيت بكلمتهـَـَـَا بعضـَـَـَا ‪ ...‬وقتلت بها بعضـَـَـَـَـَا‬
‫فرت منها دَمعه ‪ ...‬ل تعرف اهي فرح أم هي حزن على حلم قد قضى‬
‫كررت مستلذه بالنصر ‪ :‬ل موُ موُافقه‪...‬‬
‫فز زيد صارخاااا ‪ :‬صموُووووووووودَ‬
‫و أمسك به ناصر ‪ ...‬مهدئا ت اياااه ‪.....‬‬
‫لتزيد هي من قهره وألمه واحتراقه ‪.....‬‬
‫‪ :‬موُ موُافقه يا زيد ‪...‬‬

‫اطلق مشعل كلماته وهوُ يحتضن والدته بذراعه اليمن‬

‫أنا يابحر ماجيتك فضىوُل مشاهدك شفقان‬


‫أنا جيتك أبنـَـَـَـَـَسى الياس وبعض الهم يباريني‬
‫على جالك انا جالس اسامر موُجك الغضبان‬
‫أسوُلف له عن اوجاعي و عناي وغربه سنيني‬
‫علمك يابحر غاضب علمك تصرخ بكتمان‬
‫اناجيـَـَـَـَـَـَـَتك ابشكيلك وابي منك توُاسيني‬
‫أنا مثلك بحر لكن وسط نفسي انا غرقان‬
‫تعبـَـَـَـَت ابحر مع نفـَـَـَـَـَـَـَـَـَسي واسالها اناويني‬

‫لتقوُل ميثا بأعجاب ‪ :‬صح لسانك ‪...‬‬

‫وتردَف والدته بأسى ‪ :‬والله لوُ تترك عنك هالكلم اللي يقطع القلب ‪ ...‬أنت منت‬
‫ناقص ياولدي‬
‫مشعل ضاحكا ‪ :‬ههههههههههه يمه هوُ يطلع رحمه ‪ ...‬لوُ يظل في القلب يذبح‬
‫والدته بخوُف ‪ :‬بسم الله عليك يا ولدي ‪ ...‬اذكر الله‬
‫مشعل يقبل راسها ‪ :‬ل اله ال الله ‪...‬‬
‫فهد مستدركا ‪ :‬أيه يمه اليوُم كلمني صقر ‪...‬‬
‫‪ :‬انتفضت ميثا احست بأن النظار كلها توُجهت إليها ‪ ..‬كتمت انفاسها ‪ ...‬وفزت‬
‫قائمه‪....‬‬
‫لكن فهد يوُقفها‪ :‬اقعدي ميثا الكلم يخصج‬
‫‪ :‬ل ل ل ‪ ...‬تتمنى الرض تبتلعها حياء ‪.‬وخاجل لن تحتمل ‪ ..‬هوُ ذلك الخبر بالتاكيد‬
‫احمرت وجنتيها ‪ ...‬وجلست ‪...‬‬
‫ليعلق مشعل ‪ :‬اشفيج سخنتي ؟‬
‫نظرت إليه بلعثمه وهي تلتمس وجنتيها ‪ :‬انا ‪ ..‬ل ل انا‬
‫والدتها بضيق‪ :‬من كم يوُم وهي تشتكي وجع راسها وموُ راضيه تروح الطبيب‬
‫فهد بعتاب ‪ :‬أفا ‪ ...‬وليش يا ميثا‬
‫مسحت شعرها بتوُتر ‪ :‬مافي ‪ ..‬مافيني شي والله ‪ ...‬بس صداع عادَي ويروح ‪...‬‬
‫فهد ‪ :‬أكيد ؟؟‬
‫‪ :‬ميثا تحرك راسها أيجابا ت و بصمت ‪...‬وهي تعبث بأصابعها توُترا‬
‫فهد ‪ :‬زين ‪...‬والتفت لوُالدته ‪ :‬يمه صقر كلمني على ميثا ‪...‬‬
‫ميثا تشد من قبضتها على ثيابها ‪ ..‬وقلبها يكادَ يخرج خاارج صدرها من قوُة دَقاته‬
‫‪...‬‬
‫والدته ‪ :‬على شنوُ يمه ؟؟؟ اشفيها ميثا‬
‫فهد ‪ :‬إنها تكمل دَراستها‬
‫‪ :‬لم يكن الخبر سيئا لها ول مخيبا للمال‪ ...‬بل كان مريحا نوُع ما ‪ ...‬وممهدا لما‬
‫بعده ‪...‬‬
‫ت‬
‫فقط لتهدأ نبضتها المجنوُنه التي تريد شق صدرها والصراخ عاليا ‪...‬‬
‫ان بقيت اكثر ستفضحها حتما ‪..‬وتلك الحمره التي كست وجهها ‪..‬‬
‫وعرق جبينها والرتجاف الذي يهزها بوُضوُح ‪..‬‬
‫ام فهد ‪ :‬دَراستها ؟؟‬
‫فهد ‪ :‬ايه يالغاليه مع أخاته وبنت أبوُ فيصل‬
‫ام فهد ‪ :‬والله يسوُي فيها خاير على القل تاخاذ لها شهادَه تنفعها‬

‫‪ :‬فهد ‪ :‬و أنا من رايج بعد ‪ ) ...‬التفت لميثا ( اشقلتي يا ميثا ؟؟‬
‫ميثا بأرتباك ‪ :‬بشنوُ ؟؟‬
‫مشعل المتمددَ بالقرب يفز ضاحكا ‪ :‬صار له ساعه الخ يتكلم ويشرح‬
‫وجايته حضرتج ببرودَ شنوُ ؟‪ ..‬هههههه ل عز الله نجحتي وتخرجتي‬
‫عقدت حاجبيها بغضب ‪ :‬مالك شغل اسكت عني ‪ ...‬فهد شوُفه‬
‫فهد ابتسم قائل ‪ :‬اشقلتي في أنج تكملين دَراستج‬
‫عبثت بأصابعها ‪ :‬مادَري ‪ ) ..‬وصوُت يؤنبها بداخالها ياغبيه هذا قرار صقر يعني هوُ‬
‫يبيج تكملين عشان يخطبج ( أيه موُافقه‬
‫فهد بأرتياح ‪ :‬خالصا أنا كلمت أبوُي وقال اسألج ‪ ..‬على خاير ان شاء الله‬
‫تنهدت براحه بعد هدوء الوُضع ‪.....‬تنوُعت الحادَيث ‪....‬‬
‫وخارجت لتجلب الشاي والقهوُة ‪..‬‬
‫وعادَت في منتصف الحديث بين والدتها وفهد‬
‫تحدثت والدتها ‪..‬لفهد وهي تعبث بشعر مشعل الذي وضع رأسه على فخذها ‪...‬‬
‫فهد ‪ :‬ايه وان شاء الله خاطبته قريبه‬
‫والدته بتحسر ‪ :‬والله أني تمنيتها لك و إل لمشعل ‪..‬‬
‫مشعل ‪ :‬انا عارفه منوُ ابي ‪.....‬‬
‫والدته بغيض ‪ :‬خالك على اللي تبي لين تطيح ضروسك‬
‫ردَ مشعل ‪ :‬يفدونها‬
‫فضربته على رأسه بخفه لترتفع ضحكاته‬
‫فهد برضا ‪ :‬قسمه ونصيب يمه‬
‫والدته ‪ :‬و أنت متى نفرح فيك يافهد‬
‫فهد ‪ :‬الله كريم‬
‫ميثا ‪ :‬فهد محد يخطب له غيري أخاطب له ست البنات‬
‫مشعل محارشا لها ‪ :‬و أنااا‬
‫ردَت عليه ‪ :‬ل ماخاطبلك ‪ ..‬ماعلي فيك‬
‫ردَ عليها مشعل ‪ :‬أفااا ومنوُ هذي ست البنات اللي بتخطبينها للسيد فهد‬
‫ميثا بابتسامه ‪ :‬صموُدَ‬
‫كشت ملمح والدتها وفهد ‪..‬‬

‫بينما أنفجر مشعل ضاحكا ‪ :‬هههههههههههه كان غيرج أشطر‬


‫ميثا بدهشه ‪ :‬شنوُ ؟؟‬
‫والدتها ‪ :‬انخطبت صموُدَ ؟‬
‫ابتسمت ميثا وهي تمسك بدلة القهوُة ‪ :‬والله ‪ ...‬ما شاء الله منوُ خاطبها ‪...‬‬
‫والدتها ‪ :‬صقر‬
‫‪ :‬صقر‬
‫‪ :‬صقر‬
‫تجمد كل شي فيها ‪ ...‬حتى دَقات قلبها ‪....‬‬
‫فهد يفز قائما ‪ :‬تآمرين على شي يالغاليه ‪..‬‬
‫والدته ‪ :‬سلمتك ياولدي ‪ ...‬سلمتك‬
‫آآآآآآآآآهـَـَـَـَ‬
‫صرخاه انطلقت منها هزت المكان ‪:‬‬
‫من اعماق أعمـَـَاق قلبها قلبهـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَا الموُجـَـَـَوُع ‪.....‬‬
‫التفت اليها الكل ‪..‬‬
‫والدتها تحاول الوُصوُل ‪ ،‬مشعل فز من مكانه اليها ‪ ،‬فهد عادَ ادَراجه نحوُها ‪.‬‬
‫احتظنت يدها وهي تطلق سيل من الدموُووع ‪.‬بعد ان احترقت يدها من القهوُهـَ ‪..‬‬
‫صرخاتها بآهـَ كانت أضعاف مضاعفه لذلك اللم ‪...‬لنها لم تكن له ‪..‬‬
‫والدموُع المتدفقه كالسيل ‪ ....‬ل توُازي ذلك اللم البسيط ‪ ...‬لن هناك ألم أكبر‬
‫منه‬
‫قتلتها كلماتهم ‪ ...‬وليتهم يشعرون‬

‫تنهدت بضيق وهي تحرك رأسها ‪ :‬وبعدين ؟؟ما خالصنا يا زيد ؟؟‬
‫أتاها صوُته ‪ :‬بل ‪ ..‬هذه آخار مكالمه ‪ ...‬وآخار كلم بينا ‪...‬‬
‫ردَت ‪ :‬اشعندك ؟‬
‫اجاب بعد صمت لحظه ‪ :‬ترا بنتج تلعب من وراج ‪ ...‬و أنتي ياغافلين لكم الله‬
‫هي اللي كلمتني وطلبت مني أفكها من صقر ‪...‬وهي اللي حرشتني عليه ‪...‬‬
‫سلم‬

‫الله اكبر لشرقت شمس يتلها زوال~‬


‫كيف أبفرح في صباح ‪ /‬مع الليل استوُى‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ل اله ال أنت أستغفرك وأتوُب اليك‬

‫المعزوفه ) ‪( 17‬‬

‫حـَا ز ج‬
‫جـَتر‬ ‫م أ‬
‫ف ال أ‬
‫عـَـَزز ت‬
‫أ‬

‫‪...‬ترحل المنيات‬

‫وأبقى أنا أرقب الراحلين ‪ ..‬وفي العين تتراقص دَمـَـَـَـَـَـَـَـَعة‬

‫لم تجدي نفعـَا ت أيام الضراب عن الخروج ول الطعام عن ثنيها عن قرارها ‪ ،‬سهام‬
‫زيد اصابتها بمقتل ‪ ،‬لتطلق هي الخارى سهامها وتحد مخالبها ضد ابنتها التي‬
‫استغفلتها ‪ ،‬لم تكن تتوُقع ذلك التصرف من صموُدَ ‪ ،‬لم تتخيل انها ستفعل ذلك‬
‫يوُما ؟ هل اجرموُا بحقها فعل لتفعل ما فعلت ؟ ام هي من اجرم بحقهم ؟ كل ما‬
‫تعرفه الن ان صموُدَ اصبحت خاطرا عليهم وعلى نفسها ايضا ‪ ،‬لديها قوُة وطاقه‬
‫عجيبه ‪ ،‬لكن تحتاج من يوُجهها ‪.....‬‬
‫وال احرقت نفسها قبل الكل ‪!...‬‬
‫اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد‬

‫وفي قلبها تأمل )على القل يعدي زواج الناس على خاير ( ‪‬هتفت ام ناصر بالم‬
‫وقلة حيرة ‪ :‬جان زين تاخاذ زيد معاك يابوُ ناصر تراهـَ متعبني هالوُلد خاله يتعلم له‬
‫صنعه شغله يشغل فيها عمره بدل هالهياته والصياعه‬
‫أيدها ابوُ ناصر ‪ :‬ايه والله صادَقه ‪ ..‬هالوُلد اكل ومرعى وقلة صنعه يبيله تربيه من‬
‫جديد ‪...‬‬

‫ام ناصر باشفاق ‪ :‬انت بس ل تشد عليه ‪ ..‬اخاذه بالسياسه تراه كبر بدون عقل‬
‫ابوُناصر ‪ :‬آخاذه اخاذه ل تشيلين همه ‪...‬‬
‫استدرك ناصر ان الحديث عن سفر قريب فهمس لوُالده ‪ :‬يبه مسافر ؟‬
‫ابوُ ناصر ‪ :‬أي الفجر ان شاءالله ‪...‬قاصرك شي‬
‫ناصر ‪ :‬سلمتك يالغالي ثم اردَف بعد تردَدَ ‪ ..‬موُ المفروض ملجتي مع ملجة صقر‬
‫ابوُناصر يعقد جبينه ‪ :‬نرجع ويصير خاير البنت مهي طايره يا ناصر ‪ ،‬وانت باقي‬
‫على سفرك ‪ ،‬وال تبوُني اهد اشغالي واقابلكم انتم واخاوُكم الهبل‬
‫ناصر بضيق ‪ :‬اللي تشوُفه طال عمرك ‪ ) ،‬يستطيع ان يدبر اموُره بغير مشوُرة‬
‫والده لكن تادَبا مع والده واحتراما له لن يقدم على خاطوُه إل ان تكوُن مكلله برضاه‬
‫(‬
‫احس والده بانه قد جرح ناصر بقوُله الفظ فاستدرك قائل بابتسامه ‪ :‬ول يهمك يا‬
‫ولدي كم ناصر عندي ؟ انا عارف ان عقلك كبير يا بوُك و أنك تفهم شغلي ؟ بس‬
‫اوعدك ملجتك اول شي اسوُيه بعد ما ارجع ‪ ،‬اشقلت ؟‬
‫ناصر بابتسامه مماثله ‪ :‬الله ل يخلينا منك ما بعد قوُلك قوُل ‪.......‬‬
‫حرك والده راسه بابتسامه راضيا عنه ‪ ...‬ثم رفع هاتفه بعد ان ضغط زرا على اسم‬
‫زيد ‪ ....‬ثوُاني معدودَه حتى قال بحزم وتغيرت ملمحه للجديه ‪ :‬زيد كلم بدر قوُله‬
‫يحجز تذكرتين لسنغافوُرهـَ لي ولك واشوُفك قبل الساعه ‪ 12‬قدامي ‪...‬تتأخار‬
‫دَقيقه يا زيد ‪ ...‬وشوُف اللي يجيك ‪...‬لم ينتظر ردَه لنه اغلقه بوُجهه ‪...‬‬

‫اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد‬

‫لم يجد بدا من اخابارها واليام تتوُالى ‪ ..‬وقد استجمع كل أساليب التلطف‬
‫واستعان بالخاله والشقيقه فقط ليخفف من وقع الخبر عليها ‪ ..‬لم يسميها‬
‫هجرهـَ كي ل تهجر روحها المهزوزه جسدها الهزيل ‪ ...‬بل ادَعى انه سفر دَراسه ‪..‬‬
‫وهي كذلك وان لم تكن سببا وحيدا ‪ ...‬شرح لها مستقبله المجهوُل ‪...‬ان لم يفعل‬
‫‪ ..‬والصوُرة المشرقه ان فعل ‪ ...‬هي ام ويصعب عليها فراق فلذة كبدها ‪ ...‬كما‬
‫يء امامها ‪...‬‬ ‫يصعب عليها موُته البط ز‬
‫تعلم بانه يستطيع تكفل اموُره وتستطيع العتمادَ عليه ‪ ،‬لكنها الغربه ‪ ،‬ولكنه‬
‫الفراق ‪ ،‬من يقوُى عليه يا رباه ‪..‬‬
‫كتمت همها وآلمها وعزاؤأها موُافقته على الخطبه ‪ ...‬لكن اللم كان اشد فكادَ‬
‫يفتك بها ‪....‬‬
‫رغبتها الوُحيده التي اجبرته عليها ‪ ...‬كانت قاصمه لظهره ‪ ....‬ولظهر تلك الخارى‬
‫همست من بين ضعفها ‪ :‬تتزوج يالله تسافر ‪ ..‬وال ما رضى عليك ليوُم الدين‬
‫تعلم انها ل تستطيع تحقيق ما قالت ولكنه سلحها الوُحيد لرغامه‬
‫قال مصعوُقا بطلبها ‪ :‬يمه شتفرق الملجه عن الزواج ‪ ...‬خاليني ارجع واستقر ولج‬
‫اللي طلبتي بس الـَ‬
‫قاطعته بهدوء ملمحها المنهكه ‪ :‬وتضمن لوُ رجعت تلقاني ؟!‬
‫طعنته كلمتها ‪ ...‬حتى جف ريقه واخاتفى الهوُاء من صدره‬
‫شد على يدها وهوُ يهمس احتضارا تحت قدميها ‪ :‬روحي تفداج يالغاليه ‪ ...‬ل‬
‫تقوُلين هالكلم‬
‫استغلت الوُضع اكثر وتسلقت على جذوع حنينه ‪ :‬حقق لي هالمنيه ‪ ...‬تزوج‬
‫وفرحني ‪ ...‬خالي ونيس في هالبيت اشم فيه ريحتك ‪ ...‬ويعزيني على بعدك‬
‫كم يتمنى صقر لوُ يصرخ صرخاه تدوى فتهز أركان العالم اجمع ‪ ، ...‬يااااالله الغوُث‬
‫‪...‬‬
‫تعلم والدته كم هوُ صعب لمثل الصقر أن يربط زوجه في بيته يتركها سنوُات ‪..‬‬
‫لكنها ستكوُن أنانيه بطلبها ‪ ..‬تريد رائحة منه تصبرها على فراقه ‪ ...‬وتؤملها حقا‬
‫برجوُعه ‪...‬ستحتمل معاناته ‪ ...‬وستصر على رأيها ‪ ...‬وسيرضخ حتما ‪....‬‬

‫اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد‬

‫خارج المر من يدها فعل ‪ ،‬مابين خاالتها المستنجده ؟ ووالدتها الغاضبه ؟ وزيد‬
‫الحمق ؟ والخار المتعجرف ؟ اشتعلت حربا ! فاحرقت كل شي ؟‬

‫السابيع القليله التي مضت بدأت الدراسه وعلى خالف عبير وغدير هي لم تذهب‬
‫لمدرستها انشغلت او اشغلت نفسها عنها بتجهيز جهازها مع شقيقاتها ودَلل‬
‫وحتى مريم ‪ ..‬جهازا يرضيها نوُعا ما ‪..‬وان كان سريعا بوُقت ضيق‬
‫نعم ليست راضيه بزواجها ؟ لكنها لن تخرج بأي شي ل يناسب صموُدَ ‪..‬‬
‫ستبقى صامده شامخه ولوُ انحنى عنقها تحت نصل السيف ‪...‬‬
‫ضحكت امامهن وهي تبكي قهرا ‪ ،‬وسايرتهن احادَيثهن العاشقه وهي تستفرغ‬
‫غثيانا ت ‪ ...‬وبكت دَما ت وهي تدعي الفرح ‪ ...‬لن تخبرهم ولن تظهر انها مرغمه ؟ هكذا‬
‫تريد ؟ وهذا ما ستفعل ؟‬

‫‪.‬‬

‫اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد‬

‫اسندت ظهرها لوُسادَتها وتصفحت الكتيب الذي بين يديها ‪،‬‬


‫) الرضا بالقضاء والقدر( ‪ ،‬وهي تتعتع بأحرفه حرفا حرفا لتكوُن‬
‫كلمه فجمله ‪ ،‬تريد شيء ما يهوُن عليها امرها ومصابها ‪ ،‬تريد‬
‫لنفسها ان تستكين ان تهدأ بعد العصار الذي عصف بها اعتزلت‬
‫الناس فتره حتى اهل بيتها متعلله بالوُهن ‪ ،‬اخاتلست نظره لكفها‬
‫المضمد ‪...‬ماهوُ ال حجة ‪ ..‬تنهدت بعمق ثم زفرت كيف لها ان‬
‫تنسى او تتغافل ذكراه ؟ ‪ ،‬وقد ابى ال ان ينقش في يدها ذكرى‬
‫يذكرها به كل حين ‪ ،‬ل تبالغ ان قالت انها لم تعد تجد للحياة طعم ‪،‬‬
‫ول للضحكه سبب ‪ ،‬ليس صقر من خاسرت ‪ ،‬بل هي حياة كامله‬
‫رهنتها تحت قدميه ‪ ..‬فنحرها غير آبه بتأوهاتها ‪ ،‬واني له ان يسمع‬
‫تلك التأوهات وهي مكتوُمه في الصدر ‪ ،‬ل تستطيع الخروج لقرب‬
‫المقربين ‪ ،‬ل تكره صموُدَ ‪ ،‬لكن تشعر بالغيره تنهش فؤادَها عند‬
‫ذكرها ‪ ،‬ربما نعم ‪ ،‬تشعر ببعض الحسد والغضب لنها اخاذت شيئا‬
‫‪ ،‬كان ملكا لها ولوُ باحلمها‬
‫وصلها صوُت دَلل المرح ‪ :‬شلوُنها الميثوُوو‬
‫رفعت ميثا راسها وهي تعتدل بجلستها ‪ :...‬هل دَلوُل‬
‫اقتربت دَلل منها وهي تتحرر من العباءة والغطاء ‪ :‬ل ماشاءالله‬
‫عليج اليوُم احسن بوُايد‬
‫همست ميثا بضعف ليس من شدة الم الحرق ‪ ،‬ولكنه حرق بداخالها‬
‫ل يعلمه سوُى عالم الغيب والشهادَه ‪ :‬الحمدلله احسن‬
‫نظرت دَلل للكتيب وهي تهتف فرحا ‪ :‬اشوُفج من الحين تتثقفين‬
‫ههههههه قالوُا لج على كلم صقر ‪ ..‬يبينا ندرس مسائي ل وموُ‬
‫بكيفي غصبن علي‬
‫في عني اسمه ‪ :‬حركت‬ ‫آآه يا دَلل ل احتاج للذكرى لتذكريني ك ت ي‬
‫راسها بابتسامه فاشله وهي تهمس ‪ :‬أي ‪ ..‬مدري افكر‬
‫اعترضت دَلل بمرح ‪ :‬ل شنوُ تفكرين رجلي على رجلج ‪ ...‬انتي‬
‫‪ ......‬وعهوُدَ غصبن عليكم موُ طيب‬
‫ميثا تغير دَفة الحديث ‪ :‬وينج صار لي كم يوُم ما شفتج ؟‬
‫دَلل تتنهد بتعب ‪ :‬ايه والله انشغلنا صج صج عفسه‪ ..‬صبغ وأثاث‬
‫‪ ،‬وحجوُزات والله دَوخاه الله يعينكم على فهد ومشعل اذا جا دَورهم‬
‫ميثا بتردَدَ ‪ :‬خالصتوُا كل شي ؟‬
‫دَلل ‪ :‬أي الحمدلله ‪ ..‬حتى غرفه النوُم من شوُي وصلت وهذي آخار‬
‫‪ ...‬شي‬
‫ابتلعت ميثاغصه كادَت تاتي باجلها فوُرا ؟؟ سحبت نفسا ثقيل‬
‫ومسحت عرقا تصبب من جبينها‪ ...‬لتكمل الخارى حديثها غير‬
‫منتبهه صميد بنت عمي طالبه عرس على مستوُى ثم اطلقتها‬
‫ضحكات هههههههههه والله انها تحفه هالبنت ‪ ...‬دَوخات راسنا‬
‫بطلباتها ‪ ..‬بس تدرين ما توُقعت انها توُافق‬
‫ميثا بوُهن ‪ :‬ليش ماتوُافق ؟ ابتلعت ريقها ‪ :‬صقر الف من تتمناه‬
‫) خاانتها دَمعه وهي تردَدَ ( الله يتمم لكم على خاير‬
‫دَلل بدهشه ‪ :‬اشفيج ميثاء ليش الدموُع ؟؟ فيج شي‬
‫ميثا تحرك راسها نافيه ‪ :‬ل ل بس تمنيت احضر معاكم واساعدكم‬
‫‪...‬‬
‫ابتسمت دَلل براحه ‪ :‬على المساعده ادَري فيج ماراح تقصرين‬
‫‪ ...‬وعمتي بعد ما قصرت ‪ ،‬وعن الحضوُر راح تعوُضين بالعرس‬
‫انتفضت ميثا في مكانها ‪ :‬لتكمل دَلل حديثها ‪ :‬كلشي صار بسرعه‬
‫بس الحمدلله صراحه انجزنا اشياء كبيره ماتوُقعنا نخلصها والحين‬
‫ابيج تطلعين معاي نشتري ملبس العرس‬

‫حركت ميثا راسها بهستيريا ‪ :‬ل ل ‪ ...‬شلوُن ‪ .‬وو ايدي ‪ ..‬و انا‬
‫تعباته ‪ ...‬ل ماقدر ‪ ..‬دَلوُل ل‬
‫دَلل باصرار ‪ :‬ميثا ‪ .‬تحضرين غصبن عليج موُ قاعده اخايرج انا ؟‬
‫مافيج ال العافيه بس تدلعين ‪ ...‬تطوُفين عرس صقر يعني ‪....‬‬
‫قطعت حديثها عندما رات سيل الدموُع ‪ ...‬لتهمس دَلل برعب ‪:‬‬
‫ميوُوث‬

‫‪ ...‬فتنفجر الخارى بين ذراعيها بالبكاء ممزقة جدار الصمت‬

‫اضحـَـَك وفي آعمـَـَاقي ألـَـَم مكـَبوُت ‪ 00‬أبضحك دَام بدنيتي‬


‫غـَـَـَـَالي‬
‫مابيـَـَـَـَه يسمـَـَـَـَـَـَـَع بحـَـَة الصوُت ‪ 00‬وما بيه يعلم عن ردَى حـَـَالي‬
‫مابيـَـَـَه يسمـَـَع زفـَـَـَـَـَرة المـَـَوُت ‪ 00‬لمن حـَشرجت بالصـَدر‬
‫عالي‬
‫بالصوُت اضحك والبكا بسـَـَكوُت ‪00‬اضحك عشانه لوُ بعيز انشغالي‬

‫هذي حالتها مع كل قطعه تدخال المنزل من ممتلكات العريس ‪،‬‬


‫اطلقت اليباب فرحا ‪ ...‬بينما صقر يبتسم لها محيطا اياها بذراعه‬
‫وهوُ يريها غرفته واثاثه الذي وصل ‪ :‬كلللوُوليييش بالمبارك‬
‫بالمبارك ياصقر مبروووك وليدي ياعساك اتهنى‬
‫كلللوُوولللييييييش‬
‫لم تكن الفرحه تسعها ‪ ..‬فهذه الفرحه الكبيره التي انتظرتها‬
‫اعوُام وتمنت تحقيقها‬
‫همس لها بعد ان قبل راسها ‪ :‬اشرايج يالغاليه في شي ناقص ؟‬
‫دَارت بعيناها فرحا ثم همست ‪ :‬موُ ناقص ال العروس تنوُر غرفتها‬
‫كشت ملمحه ‪ ..‬ثم همس متهربا ‪ :‬اجل بروح اشوُف باقي الشغل‬
‫‪..‬‬
‫تركها مبتعدا على دَعوُاتها الصادَقه الحنوُنه‬
‫‪ ...‬الله يوُفقك ويسعدك ياولدي يا صقر مثل ما فرحت قلبي ‪:‬‬

‫اخاذت المبخره ودَارت فيها في ارجاء الغرفه وهي تدعوُا الله لهما‬
‫بالبركة والخير وتسرح باحلمها بعيدا الى ذاك اليوُم الذي تحمل‬
‫‪ ...‬بين ذراعها حفيدها المنتظر‬
‫تكادَ تفترس الكل بنظراتها ‪ ...‬لم تخرج من غرفتها منذ اياام‬
‫تعللت باشغال المدرسه واخاتبارات الطالبات التي لم تبدأ بعد ‪..‬‬
‫تعللت بكل ما يمكنها التعلل به ‪ ...‬لكنها لن تخرج لن تسمح لهم‬
‫بالنظر اليها بنظرة الشفقه والعطف ‪ ،‬لن تسمح لي كان ان‬
‫يسرق احلمها وتقف مكتوُفة اليدي ‪ ،‬نااار تشتعل بداخالها كيف‬
‫لها ان تهدأ‪..‬؟ مستحيل كيف مرت اليام سريعا ‪ ...‬حتى عملها في‬
‫المدرسه لم تذهب اليه كانت تخرج بسيارتها تجوُب الماكن‬
‫والشوُارع الى ان يحين النصراف ثم تعوُدَ ‪ ..‬تشعر بالكل ينظر‬
‫اليها باشفاق حتى الذي ل يعرفها ‪ ..‬تشعر بأن الكل يعلم ما‬
‫بداخالها ‪ ،‬وتشعر ان بامكانهم ان يشاهدون ذلك الشرخ في روحها‬
‫وبوُضوُح ‪ ..‬تريد التخفي من الكل ‪ ...‬حتى من نفسها ان‬
‫‪ ...‬استطاعت‬
‫مزقت الوراق التي امامها والتي تحتج بها على عدم الخروج ‪...‬‬
‫وضربت الطاوله بقبضتها وهي تدفن راسها بين ذراعيها وتشهق‬
‫قهرا والما ‪ ....‬مستحيل ‪ ...‬مستحيل ان يحدث ذلك ‪ ..‬كيف انطوُى‬
‫حلم السنين فجأه ؟ كيف تغير مساره بعد ان حفر على الصخر‬
‫سنوُااات ‪ ...‬ايعقل انها ستشهد مراسم الحتضار لروحها ‪ ...‬ل ل‬
‫لن تذهب لن تفعل ‪ ...‬مستحيل ‪ ...‬وكيف ان عرفوُا انك لم تحضري‬
‫‪ ...‬لنك مكسوُرة‬
‫آآآآه يااارب ‪ ....‬جانب منها ل يريد الذهاب ‪ ،‬وجانب يصرخ بها ان‬
‫تفعل ‪ ..‬لن تضعف ‪ ...‬ومن انتزع منها الحق يستحق ان يتذوق من‬
‫كأس المرار ‪ ...‬اقسم بان اريك الوُيل يا صموُدَ ‪ ...‬اقسم بان ل‬
‫تذوقي طعم الراحه معه ‪ ...‬بل لن تذوقي معه شي لنه لي لي يا‬
‫‪ ...‬حقيرررره‬

‫‪.‬‬
‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫طرقات على الباب تدخال بعدها غدير ‪ :‬مساااؤأووو‬


‫عهوُدَ الجالسه على سرير صموُدَ تردَ بغيض ‪ :‬انتي ماتوُبين عن‬
‫خابالج ؟ لوُ موُقفه قلبي الحين‬
‫غدير تغلق الباب خالفها ‪ :‬احسن شتبين في الحياة من حلتها يعني‬
‫؟‬
‫‪ ...‬عهوُدَ بسخريه ‪ :‬اللي يقوُل ضامنه آخارتج عشان تذمين دَنيتج‬
‫غدير تتنهد ‪ :‬الله يغفر لنا ‪...‬وتقدمت بخطوُات للمام ‪ ..‬سمعتوُا‬
‫آخار خابر ؟‬
‫عهوُدَ ‪ :‬اللي هوُ ؟‬
‫غدير تجلس على الكرسي الهزاز وهي تراقب صموُدَ التي تجفف‬
‫شعرها امام المرآه‬
‫غدير ‪ :‬صقر تحت‬
‫رفعت صموُدَ حاجبها ثم اردَفت بتعجب ‪ :‬الحين ؟‬
‫غدير‪ :‬أي بس بروحه مع امي‬
‫رفعت ساعة معصمها‬
‫صموُدَ بانفعال مكتوُم ‪ :‬ل ما اصدق ‪ ..‬واطلعي يا غدير ورا عهوُدَ‬
‫ماني فاضية لج‬
‫لكن غدير تكمل حديثها ‪ :‬ماصدقت في يوُم انج توُافقين على‬
‫صقر‬
‫اشغلت صموُدَ نفسها بتصفيف شعرها لتخفي توُترها ‪ :‬ليش موُ‬
‫عاجبج‬

‫غدير وهي تتأرجح بالكرسي الخشبي ‪ :‬بلى بس‬

‫التفتت اليها صموُدَ مضيقه محاجرها ‪ :‬جنج صدقتي عمرج ؟ منوُ‬


‫ماخاذ رايج أصل ؟ اقوُل اطلعي برا ل تشوُفين اللي ما يسرج‬

‫!! عبير تفتح الباب بقوُه ‪ :‬قاعدين هنيه‬

‫صموُدَ بتذمر ‪ :‬اوووف كملت ؟؟ منوُ دَازكم علي اليوُم ؟‬

‫عبير بابتسامه ‪ :‬نبي نشبع من شوُفج قبل ما تروحين عنا‬

‫صموُدَ تضع المشط جانبا وترفع حاجبها ‪ :‬هذي الحسنه الوُحيده‬


‫‪ ..‬بالزواج‬

‫عهوُدَ تعوُدَ مرة اخارى ‪ :‬دَودَي البسي وانزلي امي تبيج تحت‬

‫صموُدَ تسال بشك ‪ :‬صقر تحت ؟‬

‫عهوُدَ ‪ :‬ايه ؟‬

‫غدير تعلق ‪ :‬وشحقه تلبس موُ هوُ زوجها ؟‬

‫فتردَ عبير ‪ :‬وجع للحين ما ملجوُا بعد ساعات تصير زوجته رسمي‬

‫صموُدَ تلتفت اليهما ‪ :‬اكرموُنا بسكوُتكم ممكن !! ‪ ..‬ترا بالي طوُيل‬


‫عليكم اليوُم‬

‫غدير تبتسم ‪ :‬أي موُ عروس خاخخخخخخخ‬

‫رمقتها صموُدَ بنظره اضحكتها‪ ...‬ثم اخاذت تلف لفتها على شعرها‬
‫وغطاءها‬

‫صفقت غدير وتبعتها عبير بحماااس وهما يردَدَان‬


‫هل يافتنه الحفله ‪ ....‬هل والفرحه أكتملت‬
‫هل باللي سحرت كل العيوُن والزين كاسيها‬
‫هل باللي القمر منها رحل يوُمنها طلت‬
‫هل بدودَي ومثل صقوُر بالدنيا أثنين مافيها‬

‫التفتت عليهن صموُدَ رافعه حاجبيها بصدمه ‪ :‬بس بس يمال الوُجع‬


‫الحين يصدق عمره ويرفع خاشمه فوُق ماهوُ مرفوُع‬

‫انفجرن بالضحك وشاركتهن عهوُدَ ‪ ...‬بينما نار تشتعل في جوُف‬


‫صموُدَ وغصة مؤلمه ل تستطيع اخاراجها ول ابتلعها‬
‫ستقبى كذلك ‪ ..‬فهذه آخار بقايا الصموُدَ الذي تتمسك به ‪ ...‬لن (‬
‫تبين لحد رفضها وغلبه امرها حتى شقيقاتها ستبين للكل رضاها‬
‫‪ ..‬وانها من وافقت بل ضغط ‪ ...‬هكذا تحتفظ ببعض من شموُخاها‬
‫) المهشم ‪ ...‬كما تعتقد‬

‫عبير تتأمل صموُدَ حتى خارجت فهمست ‪ :‬ما كنت اتوُقع صموُدَ‬
‫توُافق على صقر‬
‫ردَت غدير وهي تجلس مرتفقه ‪ :‬وانا ما كنت اشوُفهم ال لبعض‬
‫! ياطفلة ال أ‬
‫قلب الـَ حزأين‬
‫وش تحترين ؟ ‪-‬‬
‫حبابك (‬‫!! ا ي‬

‫! همست من وراء الباب الشبه مفتوُح ‪ :‬يمه‬

‫ليعتدل هوُ في جلسته ‪ ...‬وتهتف لها والدتها ‪ :‬تعالي يا صموُدَ‬


‫‪ ...‬مافي ال صقر هنيه‬
‫ساعات فقط تفصلهما عن عقد القران او النحر كما سمته من‬
‫قبل ‪ ...‬دَخالت ولم تلقي السلم بل جلست بعيدا عن كليهما‬

‫صقر يكسر الصمت ‪ :‬شلوُنج صموُدَ ؟؟‬


‫اشاحت صموُدَ بوُجهها المغطى ولم تردَ ؟‬
‫ولم تضغط عليها والدتها بشئ بل اكتفت بالمتابعه الصامته‬
‫‪....‬يكفي ما فعلته معها في اليام السابقه ‪ ،‬فلقد قست عليها‬
‫‪ ،‬كثيرا‬
‫صقر يحاول مره اخارى كسر الجموُدَ ‪ :‬عندج أي شي تبين تقوُلينه‬
‫او طلب قدامي وقدام امج ‪ ...‬ومالج ال اللي يرضيج‬
‫لم تردَ صموُدَ ليقوُل صقر ‪ :...‬قلتي شي ماسمعت ؟‬
‫‪ ..‬ردَت بقوُة ‪ :‬حتى لوُ عندي ما راح قوُله ال قدام عمي بوُخاالد‬
‫!! رفع حاجبه متعجبا ‪ :‬وليش ما تقوُلينه الحين‬
‫ردَت بذات القوُة والثبات ‪ :‬هذا طلبي وانا حره متى اقوُله ‪...‬‬
‫وبعدين ما أضمن حقي ال قدامه‬
‫شعر صقر بالغيض والغضب من اسلوُبها الستفزازي ‪.‬لكن امسك‬
‫لسانه ‪ ..‬قال بهدوء ‪ :‬ماشي يا صموُدَ لج اللي تبين ‪ ...‬على العموُم‬
‫ابيج تكوُنين على بينه ‪ ،‬ان الملجه راح تكوُن على ورق من مأذون ما‬
‫راح اطلعه من المحكمه رفعت راسها مستغربه ليكمل هوُ ‪ ..‬اذا‬
‫الله كتب راح اسافر بريطانيا قريب ‪ ..‬وماراح ارجع ال ف الجنسيه‬
‫‪ ..‬لذا مابي ينكتب العقد ال بتوُثيق صحيح يعتمد عليه‬

‫! حدقت به وتوُسعت محاجرها غير مستوُعبه ‪ :‬تسافر‬

‫ومازالت الملمح الجادَه مرسوُمه على وجهه عندما همس بثبات‪:‬‬


‫ان شاءالله‬

‫وكأنما لح بريق أمل من بعيد وحبل تدلى لها تبصر طرفه وحياة‬
‫!!دَبة باوصالها جعلتها تنتفض فرحا ‪ :‬وانـَـَـَـَا ؟‬

‫تدخالت والدتها حتى ل يردَ صقر بشئ مما تخشاه ‪ :‬تظلين هنيه‬
‫عندنا لين يرجع بالسلمه مع شهادَته واثباته )ل تريد لبنتها الهجره‬
‫‪ ..‬لن تسمح بذلك هذا آخار ما ستسمح به ‪ ...‬وهذا المر هوُ‪ ..‬ما‬
‫اقلقها مؤخارا ‪ ..‬وشتت تفكيرها وكادَت تتراجع عن الزواج لوُل‬
‫مرض شقيقتها ورجائها وافقت بعد ان اتفقت مع صقر على‬
‫‪...‬شرطها الذي شرطته ان تبقى صموُدَ بينهما (‬
‫ردَت صموُدَ بغضب ‪ :‬يعني انت تثبت نفسك ‪ ،‬وانا اضيع ‪.‬؟‬
‫ارادَت والدتها النطق لكنه اشار لها بيده ‪ :‬اثباتي من اثباتج واكمل‬
‫بهمس موُ انا زوجج ؟‬
‫وجع وجع وجع قالتها ثلثا في صدرها قبل أن تغمض عينيها وتشد‬
‫‪ ...‬قبضتها بغضب‬
‫اخاترق صوُته مسامعها ‪ :‬المهم هذا اللي حبيت تعرفينه‬
‫فتحت عينيها ساخاره ‪ :‬ليش عندي حق بالقرار ؟‬
‫نهض قائل ‪ :‬للسف ل ‪...‬وعماني ول مخلوُق يدري بسالفة زيد‬
‫‪ ...‬واتصاله فاهمه‬
‫ارتجفت من نبرته الخايره ) يريد تذكيرها دَائما به ( لكنها تماسكت‬
‫بقوُة ‪ ....‬وكتمت انفاسها لئل تفجر قذائفها بصدره ‪...‬غادَر‬
‫المجلس تاركا دَوي خاطوُاته خالفه ‪ ...‬وصدى حروفه ‪ ...‬وبقايا‬
‫‪ ....‬عطره‬

‫نهضت بعده ومخالب القهر تنهشها وتدميها ‪ ...‬ليوُقفها صوُت‬


‫والدتها ‪ :‬صموُدَ ؟‬
‫التفتت اليها فقط دَون ان تنطق بحرف ول ان ترفع وجهها ‪ ...‬لن‬
‫هناك سيل من المشاعر واللم تحجزه تلك العينين وتلك الشفتين‬

‫اقتربت منها والدتها وهي تضع كفها الدافئ على كتفها هامسه‬
‫بحنان ‪ :‬الله يوُفقج يا بنتي‬
‫لم تنطق صموُدَ ولن تحتمل ان تخرج حرفا واحدا لنه ان خارج‬
‫سيندفع خالفه سيل من الحروف والدموُع هرولت بخطى سريعه‬
‫‪ ...‬الى العلى ‪...‬دَون ان تستمع الى باقي الكلمات‬
‫ظك يا طير ‪ ..‬تطير كانك شعزرت بخوُف‬ ‫‪ ....‬يا ز ح ي‬
‫!‪ ..‬و زانا لى شعزرت بخوُف تتطاير أحلمي‬
‫دم أكثريزيـَد الشـَوُف‬
‫ظك ‪ ..‬متى تتق ي‬ ‫يا ز ح ي‬
‫دامـَي ‪....‬‬
‫دمت ‪ ..‬ما شفت ق ي‬ ‫و زانا ك ي‬
‫ل ما تق ي‬

‫انفردَت بالغرفه بعد ان تعللت بالصلة‪ ...‬لتهرب من نظراتهم‬


‫المتفحصه ‪ ،‬والعاشقه ‪ ،‬والمتأمله‪...‬ساعات وربما اقل يفصلها‬
‫عن عقد قرانها ‪.....‬وايام فقط تفصلها عن زفافها‬

‫هـَه ؟ هاهي خاطاها تجر جبرا على نفس خاطاهم ‪ ...‬وهي التي‬
‫‪ ....‬عاهدت نفسها على الصراع حتى الظفر‬
‫ايام قليله ستنحر بعدها احلمها لخار قطره ‪ ...‬وستحيا كما هم ‪....‬‬
‫‪ ....‬اجسادَ خااويه‬
‫تاهت عيناها بين الحروف ‪ ...‬حتى اشتبكت عليها ‪ ..‬واخاتفت‬
‫معالمها ‪ ...‬رمشت بتتابع لتحرر دَمعه سالت بحراره على وجنتها‬
‫‪ ...‬فاحرقتها‬
‫اغلقت مصحفها وبقيت في محرابها رفعت كفيها ‪ ...‬تستغيث ‪....‬‬
‫وتسال الله ان ل يضيعها ‪...‬ربما اخاطأت الطريق والوُسيله ‪ ...‬لكن‬
‫! ‪ ..‬الغريق يتعلق بقشه ! والضمآن ينخدع بالسراب‬

‫نغمة مسج لهاتفها الجديد تعلن وصوُل رساله ‪...‬امسكت به‬


‫باستغراب من يعرف رقم هاتفها الجديد وللتوُ استلمته ! لم تخبر‬
‫به احدا بعد ! فتحتها فزادَت صدمتها عندما قرأتها ؟‬

‫" مبـَـَـَـَـَـَـَـَـَروك "‬

‫المرسل ‪ :‬زوجي‬

‫تحجرت عيناها ‪ ..‬ثم رمشت تتابعا لتستوُعب المر اغلقت الرسائل‬


‫وفتحت السجل بحثت في السماء لتجده مسجل مسبقا بـَـَ ؟‬
‫زوجي ‪...‬؟ لكن كيف ؟‬
‫اعتلت في هذا الوُقت اصوُات اليباب من السفل معلنة انتهاء‬
‫الجوُلة حقا بعقد القران ‪ ،‬اصوُات فرح كالخناجر تغرس في صدرها‬
‫‪ .‬فتدمي روحها‬
‫اطلقت تنهديده بألم وهي تحدق بالهاتف‬
‫آه كم انا غبيه انه هوُ من احضر الهاتف والشريحه الجديده من‬
‫يكوُن غيره ؟ اعادَت قراءتها وكانها تريد ان تستوُعب ثم همست‬
‫!! بسخريه ‪ :‬اذن تم المر‬

‫أصبحت الن صموُدَ شرعا ت زوجة للصقر‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫عقد حاجبيه وهوُ يطوُي الصحيفه ويضعها جانبا ‪ :‬قلت لج زيد هذا‬
‫‪ ،‬موُ بالعه ‪ ،‬ول مرتاح له‬

‫قدمت له فنجان الشاي هامسه ‪ :‬تبي شوُري يابوُلفي ؟ زيد ولد‬


‫عمها ‪ ، ..‬وبعدين انت قلت ان اخاوُك يلح عليك يبي الردَ منك وموُ‬
‫‪ ...‬حلوُه بحقك انك تردَه‬

‫بوُلفي بغضب ‪ :‬واقط بنتي علي واحد ما يسوُى ؟ اقوُلج موُ صاحي‬
‫!‬

‫ام لفي مستدرجه ‪ :‬يابوُلفي مهما كان فيه من الطيش فهوُ‬


‫شباب ومصيره يعقل ‪ ،‬وبعدين جوُاهر عمرها موُ صغير ‪ ..‬خالها‬
‫تتيسر وتشوُف طريقها ‪ )..‬بعض الحيان نلقي بانفسنا واحبابنا‬
‫في التهلكه دَون شعوُر او تفكير ‪ ،‬فقط انها الغيره والحسد‬
‫ومجاراة بعضا من الناس (‬
‫تنهد بوُ لفي بعمق وهوُ يهمس ‪ :‬لوُ كان ناصر ما تردَدَت بس‬
‫هالصعلوُك ما يستاهل‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫ادَارت القنوُات واحده تلوُ الخارى ‪ ..‬ثم رمت الجهاز بملل ‪ ،‬ناظرةت‬
‫الى فجر القادَمه من المطبخ بطبق المعكرونه والتي تحدثت قائله‬
‫‪ :‬تهقين شلوُن شكل حصيص الحين هههههههههه‬
‫جوُاهر بسخريه ‪ :‬اكيد ودَها الرض تنشق وتبلعها ‪ ...‬اصل مفضوُحه‬
‫قدام الكل ولوُ مثلت العكس‬
‫فجر وتجلس على القنفه وتاخاذ الجهاز تقلب بين القنوُات ‪:‬‬
‫مسكينه كسرت خااطري ‪ ...‬كل هالسنوُات واخارتها ما تحصل ول‬
‫شي ؟‬
‫تنهدت جوُاهر ساخاره ‪ :‬خاليها من هالحال واردَى ‪ ...‬المهم يتحقق‬
‫‪ ...‬اللي في بالي انا ‪ ...‬وافتكيت من صميد‬
‫فجر بحماس ‪ :‬يالله شدي حيلج هذي فرصتج‬
‫جوُاهر تنهض للمرآه المعلقه في وسط الحائط ‪ :‬أي ل توُصين‬
‫مخططه على خاطط جهنميه هههههههههههههه ‪ ...‬ثم مسحت‬
‫على وجهها برفق باناملها هامسه بس خال يجي يوُم العرس‬
‫فجر باستدراج وفضوُل ‪ :‬شنوُ تبين تسوُين ؟‬

‫جوُاهر تضحك ثم تردَف ‪ :‬بلزق في ام ناصر واشيل واحط ‪ ..‬لين‬


‫تقوُل هاالبنت ومابي غيرها هههههههههههههه‬
‫فجر وهي تأكل من صحن المعكرونه ‪ :‬المشكله بزيد موُ بام ناصر‬
‫انتفضت جوُاهر بلوُعه ‪ :‬زيد وع موُضه قديمه مااالت عليه بس‪...‬‬
‫حبيبتي انا مخططه على اللي اكبر منه‬
‫شهقت فجر حتى شرقت سعلت بقوُه ثم اردَفت ‪ :‬هيييه جيجي‬
‫ناصر من صجج ؟؟ وعهوُدَ تراها خاطيبته ؟‬
‫جوُاهر تقترب لتشاركها الكل من الصحن ‪ :‬باللي ما يحفظها ؟‬
‫ياما ناس مالجه وتفركشت الملجه ‪ ...‬جت على خاطبه يعني ؟‬
‫فجر بابتسامه ماكره ‪ :‬بس ناصر يبيها ؟‬
‫جوُاهر تعقد حاجبيها ‪ :‬ناصر خاليه علي ان ماجبت راسه ماكوُن‬
‫‪ ..‬جوُاهر‬
‫فجر بابتسامه خابيثه اقوُل جيجي ما تلحظين بنات ام فيصل مشى‬
‫سوُقهم ؟؟‬
‫جوُاهر تبلع لقمتها وتحرك يدها باشمئزاز ‪ :‬مالت بس ‪ ..‬على قوُلة‬
‫حصيص عندهم بلى ‪ ...‬وال منوُ ميت على اشكالهم بنات ليلوُه‬
‫فجر تكمل بغيض‪ :‬ل وصموُدَ هشك شك ال زواجها بعد كم يوُم زين‬
‫لحقنا نجهز ‪ ...‬وانا اقوُل الحركه موُ طبيعيه في بيتهم وناس دَاخاله‬
‫وناس طالعه يخافوُن من العين يعني‬
‫جوُاهر ‪ :‬مالت بس خالينا نسلم من عيوُنهم ما طيح حظنا غيرهم ‪..‬‬
‫ومايبوُنا نطلع احسن منهم ‪ ،‬بس على منوُ الزين زين لوُ قعد من‬
‫منامه ‪ ،‬يقوُلوُن صقر يبي يسافر لجذي عجلوُا بالعرس ‪..‬بس‬
‫احسن عشان ما تكشخ صميد ونطلع احسن منها باعراسنا ‪ ..‬ما‬
‫يمديها جهزت شي ههههههههههههههههه‬
‫فجر تبتسم ثم تسأل‪ :‬زين الحين اذا سافر صقر تسافر معاه ؟‬
‫اكلت جوُاهر ملعقه ثم قالت ‪ :‬سمعت من امي انها تظل هنيه ‪..‬‬
‫يعني معلقه‬
‫فجر ساخاره ‪ :‬خاافوُا يطير الرجال قالوُا ندبسه بزواج موُ ملجه‬
‫خااف يتراجع ‪ ..‬جوُاهر تكمل ‪ :‬خااصه انه بيرجع بجنسيه وشهادَه‬
‫فجر باستغراب ‪ :‬شهادَه ؟؟ اشهادَته ؟؟‬
‫جوُاهر تحرك كتفيها ‪ :‬مادَري بيكمل دَراسته هناك ‪ ..‬مادَري شنوُ‬
‫ناوي عليه‬
‫ثم تضيق عينيها قائله ‪ :‬موُ هين هالصقر ‪ ...‬تدرين احسه بيصير‬
‫‪ ....‬شي ؟‬
‫فجر بشك ‪ :‬تهقين ؟؟‬
‫! ‪ ....‬جوُاهر تلعق اصابعها ‪ :‬شبه متاكده‬
‫فجر بخبث ‪ :‬حرام في صموُدَ يعني ؟‬
‫‪ ....‬جوُاهر عاقده حاجبيها ‪ :‬قهر لوُ صج صار شي وصموُدَ زوجته‬
‫فجر تضربها على كتفها ‪ :‬يوُووه ل تبنين احلم ‪ ...‬يمكن حتى سفر‬
‫ما يسافر ‪ ..‬حسبالج كل شي لهم بالساهل ‪ ..‬يوُووه يا عاااايش‬
‫‪ .....‬لذاك اليوُم‬
‫جوُاهر تعاودَ الكل ‪ :‬على قوُلتج ‪ ...‬خالينا باليوُم ‪ ...‬واحلم اليوُم‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫امتل المنزل بالحركه في الطابق العلوُي وفي الطابق الرضي‬


‫‪..‬وهمهمات وضحكات وتساؤألت ممزوجه بالنداءات المبعثره ‪...‬‬
‫كحالة الفوُضى في المناسبات خااصة ساعه النطلق الى الفندق‬
‫‪...‬‬
‫اعادَت سؤالها اكثر من عشر مرات ‪ :‬صموُدَ يمه مانسيتي شي ؟؟‬
‫صموُدَ وهي تلف طرحتها ‪ :‬ل يمه اخاذت كل الغراض ل تحاتين ؟‬
‫والدتها بتوُتر وهي تقلب الغراض في الحقيبه ‪ :‬نفنوُفج ؟‬
‫‪ ...‬واكسسوُارتج ؟ وعطرج ؟ و‬
‫اقتربت منها صموُدَ وهي تقبل راسها ‪ :‬كل شي كل شي ‪ ...‬ولوُ‬
‫نسيت شي ماني بالمريخ برجع وآخاذه‬
‫‪ ،‬سادَت لحظات صمت ‪ ،‬تكرهها كل منهما‬

‫‪ ] :‬طفلتك [‬
‫‪ ..‬شابت وبكاها الجفا‬
‫!‪ ..‬وإهدموُا أحلمها بـَ‪ /‬إيدينهم‬

‫دَمعت عينا ام فيصل وهي تضم صموُدَ لصدرها وتشهق بصوُت‬


‫مرتفع ‪..‬ابت صموُدَ ان تشاركها اياهـَ ‪ ...‬بل ابتلعت غصتها كعادَتها‬
‫وصدرها يرتفع معلنا احتجاجه ويريد تحرير صرخاات كتمتها بقوُة‬
‫وهي تهمس ‪ :‬افا يمه انا اللي اهوُن عليج وال انتي ؟ اللي اعرفه‬
‫البنت تبجي والم تسطرها‬
‫ضحكت ام فيصل وسط دَموُعها وهي تمسح على رأس صموُدَ ‪:‬‬
‫اللي مهوُن علي انج الوُحيده اللي تطمنت عليها ‪ ...‬وراح تعرفين‬
‫‪ ..‬ان قلب الم ما يخطئ‬
‫رسمت صموُدَ ابتسامه وهي تحتضنها هامسه ‪ :‬المهم رضاج‬
‫يالغاليه‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫‪ ...‬في ذلك الفندق المشهوُر ‪ ،‬هدية والدتها اليها‬


‫حجزت به مع شقيقاتها ‪ ،‬وكذلك دَلل التي لم تصل بعد لنشغالها‬
‫‪ ..‬مع والدتها في الترتيبات‬

‫ساعات قلة تفصلها عن الرحيل وترك كل ذكرى خالفها كما هوُ‬


‫الحلم‬

‫تسحب نفسا عميقا تحبسه ثم تطلقه ‪ ..‬هكذا كلما شعرت بالتوُتر‬


‫‪ ....‬يطوُق عنقها ويحبس انفاسها‬

‫تكادَ ل تعرف تلك الفتاة التي تتاملها في المرآه الجالسه بكل‬


‫استسلم بين يدي المصففه تصفف شعرها بعنايه ‪ ...‬وسط ضجة‬
‫اغاني الحفله التي انطلقت من المسجل ‪ ...‬وحرصت عهوُدَ ان‬
‫‪ ..‬تكوُن بالدفوُف فقط‬

‫! كم كانت صموُدَ تنتظر هذه اللحظه ! وكم بدت مختلفه تماما‬


‫! كم كانت تراها بداية لنطلقة حياة ! والن تراها كفن لنهايتها‬

‫سحبت نفسا عميقا وهي تردَدَ ‪ ...‬ل تضعفين ياصموُدَ ‪ ..‬انتي اقوُى‬
‫‪ ... ..‬فقط احسني استغلل الفرصا واحسني اقتناصها‬

‫صرخات غدير بـَـَـَ ‪ :‬مفاجأأأأأهـَ‬

‫التفتت صموُدَ بعجل لمكان الصوُت ‪ ..‬ولكنها اخاذت ثوُاني حتى‬


‫!!استوُعبت من امامها همست بتردَدَ ‪ :‬عوُآآش ؟‬
‫ضحكت عائشه وعيناها مغوُرقه بالدموُع ؟ بينما هتفت غدير وهي‬
‫تدفعها للمام ‪ :‬روحي سلمي عليها ل تخافين ما يخرب المكياج‬

‫ابتسمت لها صموُدَ وهي توُبخها غير مصدقه ‪ :‬يالخاينه يالدب متى‬
‫وصلتوُا من السفر ؟ فتقدمت عائشه لتصافحها وتقبلها بحذر لكنها‬
‫لم تستطع منع نفسها من احتضانها وهي تردَدَ بفرح ‪ :‬الف الف‬
‫مبرووك يا دَودَي الف مبروووك‬
‫صموُدَ بفرحه ‪ :‬الله يبارك فيج ‪ ...‬متى وصلتي وشلوُن دَريتي ؟‬
‫عائشه بتوُتر اللقاء والفرحه ‪ :‬كلمت غدير قبل كم يوُم ‪ ..‬واتفقنا‬
‫نسوُيها لج مفاجأه‬
‫صموُدَ تضحك‪ :‬هههههه دَام فيها غدير الدب تعالي وربي اشتقت‬
‫لج والله ‪ ..‬اجلستها بمقعد بقربها ‪...‬بينما اكملت المصففه عملها‬
‫‪ ..‬وصموُدَ تتناول الحديث مع عائشه بشوُق ولهفه‬
‫تاملتها عائشه بصمت وتعجب " كم تنجح هذه الفتاة في اخافاء‬
‫شعوُرها ومشاعرها ؟ لكني انجح اكثر في كشف ذلك الزيف وان‬
‫لم تصرح بذلك غالبا ! اعلم انها تصطنع السعادَه ؟ لكني لن اسالها‬
‫" ! وسأعيش معها هذه اللحظات كما هي‪ ..‬وان كانت وهما‬

‫عائشه ‪ :‬تعالي دَودَي ماراح تكملين دَراسه‬


‫سرحت صموُدَ بهاتفها الذي اعلن قدوم رساله ‪ ..‬قبل ان تنتبه‬
‫لسؤال عائشه وتبتسم ‪ :‬اذكري شي زين ‪ ..‬تراني عروس الحين‬
‫دَمعت عينا عائشه وهي تشد على كفي صديقتها ‪ :‬واحل عروس‬
‫وربي‬
‫ابتسمت صموُدَ ‪ :‬واسرع عرس في العالم‬
‫عائشه تعلل ‪ :‬لنج طوُل عمرج مميزه وكل شي فيج مميز حتى‬
‫عرسج‬
‫صموُدَ بابتسامه ‪ :‬يالله عقبالج عوُاشه ‪ ..‬وتعزميني‬
‫عائشه بفرح ‪ :‬اكيد ‪ ...‬بس الهم ما تنقطعين عني‬
‫!!ابتسمت صموُدَ وهي تشد على يدها ‪ :‬وانا اقدر ؟‬

‫التقطت هاتفها وفتحت الرساله لتجدها من مريم‬


‫دَودَي احنا رحنا صالوُن ثاني حصيص غثتني مارضت نجيكم "‬
‫" والله بموُت من القهر آآه‬

‫^‪ ^.‬تنهدت صموُدَ ثم ارسلت ‪ :‬ياقلبي انتي اشوُفج في الصاله‬


‫وانهال بعد ذلك عليها مسجات المباركه من صديقاتها بعد ان‬
‫‪ ...‬ارسلت اليهن رقم هاتفها الجديد وزفت اليهن الخبر‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫اشرف على الترتيبات الخايرهـَ في الخيمه رغم وجوُدَ من يقوُم‬


‫بذلك ال انه يريد اشغال نفسه ‪ ..‬ل يريد ان يرتاح فتنهال عليه‬
‫الفكار التي اصبح ل يطيقها مؤخارا ‪ ...‬كم من الهموُم تراكمت‬
‫فوُق عاتقه وكم من المسؤوليات المضاعفه التي اثقلته ‪ ،‬من‬
‫تكاليف ودَيوُن علج والدته سفره زواجه ‪ ،‬لكنه لن يفكر في شيء‬
‫‪ .. ...‬يريد الهروب من كل ذلك ولوُ لساعات معدودَه‬
‫احس بكف وضع على كتفه فالتفت الى صاحبه‬
‫مشعل ‪ :‬روح ارتاح ياخاي معرس وهالك نفسك لوُ انا مكانك ما‬
‫رفعت راسي عن المخده‬
‫اعادَ صقر نسف قترته بطريقة مبعثره وهوُ يتابع العمال بناظريه ‪:‬‬
‫هذا عندك يا شاعر ‪ ،‬اما عندنا كل شي جد في جد ‪ ...‬معرس وال‬
‫غيرهـَ‬
‫مشعل يبتسم ‪ :‬منوُ انتم ؟ المحاميين مثل ؟‬
‫توُسعت ابتسامة صقر وهوُ يغمز بعينه قائل والضباط بعدها انتبه‬
‫مشعل لقدوم نايف ‪..‬الذي ضحك وصافحهم قائل ‪ :‬احد جاب‬
‫!! سيرتنا‬
‫مشعل يشير لصقر ‪ :‬انا برئ هذا صقر اللي يتحرش فيكم‬
‫نايف رافعا حاجبه ‪ :‬صج يا اخ صقر ؟‬
‫صقر عاقدا جبينه ‪ :‬اخااف عندك مانع يا اخ نايف ؟‬
‫ابتسم نايف قائل لمشعل ‪ :‬معرس ونتجاز عنه‬
‫ضحك مشعل وكذلك نايف وصقر‬
‫نايف ‪ :‬ها صقر مشينا ؟؟‬
‫صقر يظر الى ساعته ‪ :‬بشوُف الهل اشناقصهم ‪ ..‬وهالخيمه‬
‫للحين ما خالصت ؟ وبقت شغلت دَاخال البيت وغيرها ينقلوُنها‬
‫للصاله ؟‬

‫مشعل يتكفل ‪ :‬ماعليك انت ل تشيل هم انا وخاالد وفهد موُجوُدَين‬


‫‪ ..‬روح شوُف شغلك ول تهتم‬
‫صقر مؤكدا عليه ‪ :‬شوُف خاالد خالي يوُدَي اهله الفندق ‪ ...‬وانت و‬
‫فهد واحد يتابع الخيمه والثاني يوُدَي الغراض للصاله‬

‫مشعل يربت على كتفه ‪ :‬ل تحاتي كل شي نسوُيه كم صقر عندنا ؟‬


‫وكم مره يتزوج ؟ ال ان جان ناوي على بنت عمي الثانيه انا اللي‬
‫‪ ...‬من الحين اذبحك مانرضى‬

‫رمقه صقر ثم قال بحده ‪ :‬اقوُل مشيعل ‪ ..‬أكرمنا بسكوُتك ‪....‬‬


‫ضحك مشعل لردَة فعل صقر لم يتوُقع ان يغضب لذكره سيرتها‬
‫! امامه‬

‫صقر ‪ :‬يل اخاليكم ‪ ...‬والله يقوُيكم‬

‫‪ ...‬مشعل ‪ :‬ويقوُيك‬

‫‪ ،‬غادَر صقر مع نايف الذي اتي ليرافقه في ليلة فرحه ‪ ،‬وفرحته‬

‫خاالد يتامله من بعيد ثم قال ضاحكا ‪ :‬صج انه قسمة ونصيب‬


‫مشعل يلتفت اليه ‪ :‬اللي هوُ ؟‬
‫خاالد يقترب منه ‪ :‬الزواج ‪ ...‬شوُفني ملجت اول واحد ؟ وبعدي‬
‫خاطب ناصر ؟ وبعدنا يجي صقر اللي ماكان في البال انه يفكر في‬
‫الزواج يخطب ويحددَ العرس واليوُم عرسه‬

‫قهقه مشعل ضاحكا‪ :‬قلتها قسمه ونصيب ‪ ،‬وتنهد ‪ ،‬يالله تحسن‬


‫‪ .‬عاقبتنا وتعوُض صبرنا خاير‬

‫‪ ..‬خاالد ‪ :‬آمين ‪ ..‬يل انا رايح للهل اودَيهم‬

‫‪ ...‬مشعل ‪ :‬الله معاك‬

‫ابتسم صقر عندما وقعت عيناهـَ على سيارة نايف ‪ :‬ماشاءالله‬


‫سيارة جديده ؟‬
‫! التفت اليه نايف مبتسما ثم رفع يده ليلقي اليه شيئا ‪ :‬امسك‬
‫بسط صقر يده سريعا ليسقط في قبضته المفتاح ورفع راسه‬
‫لنايف المبتسم‬
‫ينتظر تعليقا ؟‬
‫نايف ‪ :‬هدية اخاوُي في زواجه‬
‫اقترب منه صقر اعادَ اليه المفتاح وهوُ يدفعه عن الباب الجانبي‬
‫! للسائق ليركب ‪ :‬مجنوُن‬
‫نايف يمنعه من الركوُب ‪ :‬وربي ان ركبت هنيه يا صقر ل انت اخاوُي‬
‫ول اعرفك ؟‬
‫صقر بغيض ‪ :‬انت من صجك نايف ؟ مهديني خاروف انت ووجهك ؟‬
‫هذي سياره ؟‬
‫نايف بغضب مماثل ‪ :‬ادَري شايفني حوُل ؟ وبعدين ما تغلى عليك‬
‫همس صقر معلل ‪ :‬نايف انت عارف اني لوُ بغيت اشتريت مثل ما‬
‫اشتريت الثاث وغيره ‪ ..‬بس انا ماراح اطوُل كلها كم شهر ورايح‬
‫نايف بنبره متوُجعه وان اخافاها ‪ :‬وراجع باذن الله ‪ ..‬بتقعد تنطرك‬
‫لين ترجع ‪ ....‬وبعدين بشنوُ ناوي تمشي المدام ؟؟ ليكوُن بتكرفها‬
‫مشي روحه وردَه ؟؟؟‬
‫ابتسم صقر ‪ ..‬وبادَله نايف البتسامه ‪ ،‬ثم اتبعها صقر بدفعه قوُيه‬
‫لنايف كادَت تسقطه ارضا ليصرخ به الخار وتتوُسع ابتسامه صقر‬
‫على صرخااته ‪ ...‬كم هوُ ممتن لهذا الخ والصديق ‪ ..‬كم هوُ رائع ان‬
‫تحظى باخاوُة مشابهه ‪ ..‬لكن رغم هذا تبقى في القلب غصه !‬
‫فالعطايا وان كانت عطايا ان لم يكن باستطاعتك اهداء ما يماثلها‬
‫‪ ....‬او شبيها لها تكوُن كالدين تقصم الظهر وتحرق الفؤادَ‬

‫سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‬

‫‪ ..‬وتمضي الساعات كالدقائق ‪..‬معجلة بموُعد النهاية‬

‫نظرت الى انعكاس صوُرتيهما في المرآه ثم اطلقت ضحكاتها‬


‫صموُدَ ‪ :‬هههههههههههههههههههههههههه‬

‫غدير تمسح على لفائف شعرها التي لم تفتحها بعد ‪ :‬وه بس‬
‫‪ ...‬حاصلج ؟ قالوُا عروس ترفع خاشمها علينا‬

‫وتكمل عبير بالمثل ‪ :‬ترا لوُ احنا عرايس نصك عليج جمال واخالقا‬
‫بس الحظ نايم‬

‫اكملت صموُدَ ضحكاتها ‪ :‬ههههههههههههه والله انكم علل ‪...‬‬


‫متى تفتحوُنها ان شاءالله ؟‬

‫عبير بتملل ‪ :‬غدير موُ راضيه تقوُل آخار شي عشان ما تخرب‬


‫التسريحه‬
‫صموُدَ تعقد جبينها ‪ :‬وانتي شعليج فيها ؟ روحي بطليهم شكلج‬
‫تحفه انتي وياها‬

‫غدير تمسك بذراع عبير ‪ :‬ماعليج منها ‪ ..‬موُ شايفه نفسها‬


‫‪ ...‬بالمنظره ‪ ..‬ل ويمكن محتررره ما تبينا نطلع احسن منها‬

‫حركت صموُدَ راسها بحركات ساخاره واسكنت نظراتها على مرآتها‬


‫‪ ..‬كم تتمنى ان يكوُن هذا حلما ‪ ...‬وتصحى منه قريبا ‪ ...‬او انها‬
‫! ليلة احد غيرها‬
‫لم تكلف نفسها عناء التفكير ‪ ..‬تجاهلت وتناست ماهي مقدمه‬
‫عليه ؟ لن تفكر وكفى ‪ ..‬ستعيش لحظاتها ‪ ...‬لحظه بلحظه الى ان‬
‫‪ ..‬تلفظ انفاسها الخايره‬
‫حدقت بعقارب الساعه وهي تتمنى لوُ باستطاعتها ايقاف الزمن‬
‫هنا ‪ ...‬على ان ل يتقدم بها للمام ‪ ...‬لم يبقى شي ‪ ..‬ستاتي بعد‬
‫ساعات سيارات الزفه تنقلها من الصالوُن الى صالة الفراح‬

‫عهوُدَ تقطع سرحانها ‪ :‬دَودَي هذا عصير اشربي‬

‫نظرت اليه صموُدَ ثم همست ‪ :‬ماحب البرتقال تعرفيني عهوُدَ ؟‬

‫دَلل التي جلست بالقرب مبتسمه ‪ :‬أي انا قلت لها عشان بشرتج‬
‫صموُدَ تعقد حاجبيها ‪ :‬مالت عليج زين‪ ..‬بسم الله علي بشرتي‬
‫ماتحتاج ‪...‬روحي يل بدليه‬
‫‪ ..‬دَلل تلقي بظهرها على الكرسي ‪ :‬هييه ماني خادامه عندج‬
‫صموُدَ تضرب الرض بقدمها ‪ :‬تقوُمين وانتي خاوُش بنت‬
‫تنهض عهوُدَ لتحل الشكال ‪ :‬انا قايمه شنوُ تبين ؟؟‬
‫صموُدَ ‪ :‬فرواله‬
‫دَلل تصطنع الدهشه ‪ :‬يمه منج الله يستر على اخاوُي بس‬
‫صموُدَ بابتسامه مكر ‪ :‬اذا تبوُنه سالم بعدوه عني كثر ما تقدرون‬
‫دَلل ‪ :‬بسم الله على خاوُي ‪ ..‬ماجني اشوُفج باجر تلحقين وراه‬
‫وين مايرح‬
‫صموُدَ وهي تعبث باظافرها الملوُنه ‪ :‬اكيد موُ زوجي وال ؟‬
‫دَلل تنهض من مكانها ‪ :‬ياااربي بس على الرومانسيه يا ناس ‪...‬‬
‫‪ ..‬يالله ترزقنا‬
‫ابتلعت صموُدَ ريقها وهي تصرف دَلل ‪ :‬دَليل قوُمي شوُفي‬
‫الخبوُل الثنتين لحقي عليهم قبل ل يخبصوُن الدنيا‬
‫دَلل تضحك ‪ :‬ههههههههههههههههه ان شاءالله‬
‫ما ان نهضت دَلل حتى اطلقت صموُدَ زفراتها التي حبستها‬
‫واغمضت عينيها تسحب نفسا وتطلقه ‪ ...‬يآآآآآآآهـَ ياااربـَااهـَ كم‬
‫‪ ...‬هوُ صعب استنزاف المشاعر من محبره قلب جافه‬

‫ي‬
‫رت ج ز‬
‫عب ز ج‬
‫تنتفض بي أ‬
‫~بيـَن الشهيق‪.............‬‬

‫تحترق من حـَيرها‬
‫!بيض الثياب‪...................‬‬

‫افتـَقد في غربتي‬
‫في ج ز‬
‫ق‪.............‬‬ ‫ر ج‬
‫|معـَنى| ج‬
‫امسكه ‪ ..‬ل هـَيزني ‪ ..‬كثر المصاب‬
‫كثر المصاب‪......................‬‬
‫كثر المصاب‪......................‬‬

‫عزف المحاجر ‪18‬‬

‫) أستغفر الله وأتوُب إليه (‬

‫ساعات فقط تفصلها عن مغادَرة الحفل ‪ ،‬وأحداثه ‪ ،‬ساعات‬


‫‪ ،‬وينتهي عقدا من الزمان وينطوُي ليبدأ غيره ‪ ،‬بحلوُه مره‬
‫تنظر إليهم بل وضوُح ‪ ..‬ل تستطيع ان تميز الملمح ‪ ..‬ول نبرات‬
‫الصوُات التي اخاتلطت مع بعضها البعض‬
‫يرقصوُن أمامها فرحا ‪ ،‬وتتعالى ضحكاتهم الممزوجة بمشاعر‬
‫‪ ..‬السعادَة والفرح‬

‫اقتربت دَلل من تلك الجالسة بهدوء على الطاولة وكأنها بعالم‬


‫آخار‬
‫لوُحت بيدها أمام ناظريها لتصحوُ من سرحانها ‪ :‬هيييه ميوُووث ‪...‬‬
‫ميثا ‪ ..‬ميثاا‬
‫بارتباك انتبهت الخارى وإحراج ‪ :‬هل هل كانتا يتحدثان بصوُت‬
‫مرتفع قليل حتى تيسمع لرتفاع أصوُات الغاني والدفوُف‬
‫قدمت دَلل الفتاة التي معها ممسكة بيدها لميثا‪ :‬ميثا هذي ميشوُ ‪،‬‬
‫تذكرينها‬
‫نهضت ميثا من مقعدها مرحبة بمشاعل ‪ :‬أي أكيد ‪،‬‬
‫حيالله الدكتوُره تصافحتا وقبلت كل منهما الخارى‬

‫دَلل تجلس وتشير إليهن بالجلوُس ‪ :‬حلوُ زين‬


‫تتذكرين احد ‪ ،‬صراحة كنت احاتيج وبديت اشك‬
‫بقوُاج ومقدرتج العقلية ‪..‬‬

‫ضحكت ميثا بخجل ‪ :‬هههههههههههه بسم الله‬


‫علي ‪..‬مالت دَلوُل فاولي بخير ‪.‬‬

‫مشاعل تشاركهن الحديث ‪ :‬ما شفتج رقصتي يا‬


‫ميثاء ؟‬

‫دَلل باستخفاف ‪ :‬ل احنا مقعدينها هنيه وقايليلها‬


‫ياوليج ان تحركتي تكملة دَيكوُر يعني‬

‫ضربتها ميثا بخفة ‪ :‬وجع دَلوُل ‪ ،‬يمال العافيه‬

‫مشاعل بابتسامة ‪ :‬ليش ما رقصتي ؟‬

‫ميثا بتعذر ‪ :‬تعبانه شوُي ‪...‬‬

‫دَلل توُضح ‪ :‬ان تحركت تدوخ ‪ ،‬صارلها فترة جذي‬


‫الخات موُ راضية تسوُي فحوُصات لذا نبي نستغل‬
‫مهاراتج الطبية تقنعينها وتلينين راسها اليابس‬

‫مشاعر ضاحكة ‪ :‬ههههههه افا ميوُث عادَ عسل‬


‫وراسها الين منه مافيه ‪..‬‬

‫ميثاء باحراج ‪ :‬تسلمين يا قلبي‬

‫دَلل ‪ :‬والله القعده موُ للمستشفى والمراض ‪..‬‬


‫بس بوُصيج عليها ‪ ،‬اغصبيها طقيها كفخيها لزم‬
‫تسوُي التحاليل‬

‫مشاعل ‪ :‬هههههههه ل ان شاء الله تنوُرنا بدون‬


‫طق ول تكفيخ ‪ ،‬صح ميثا‬
‫ميثا ‪ :‬ان شاءالله‬

‫كانت مشاعل تتأمل ميثا بصمت ‪ ..‬وكأنها تقرأ ما‬


‫يجوُل بداخالها ‪ ...‬صراع ونزاع كالذي بداخالها هي‬
‫تماما ‪ ) ..‬شكل السهم اللي صابني صايبج يا ميثا ‪،‬‬
‫وتعبج هوُ نفسه تعبي ‪ ،‬بس انتي تنرحمين‬
‫يالمسكينة ‪...‬‬
‫الله يعينا ويعينج ويصبرنا ويعوُضنا خاير (‬

‫‪:‬‬

‫اقتربتا منهن مريم وغدير القين التحية ثم بادَرت‬


‫غدير بالحديث ‪ :‬عجايزنا آمرن بس قهوُة شاهي‬
‫‪..‬؟؟ مااالت بس مالت قوُموُا ارقصوُا تحركوُا هزوا‬
‫طوُلكم يمكن تيسرون وافتك منكم‬

‫دَلل ترمش بغنج ‪ :‬انا متيسره ولله الحمد ‪ ،‬الفال‬


‫لكم ‪ ،‬وتحرك حوُاجبها بخبث ‪...‬‬
‫غدير تسحب مشاعل بيدها وميثا بالخارى ‪ :‬مالت‬
‫بس قوُموُا قوُموُا قاعدين مع وحده ضامنه الحياة‬
‫المستقبليه ووقعت شيك القفص الذهبي ‪ ،‬قوُموُا‬
‫شوُفوُلكم صرفه ل تعطلكم عن حياتكم وضمان‬
‫مصيركم المجهوُل ‪...‬‬

‫ضحكت مشاعل ساحبة يدها ‪ :‬ياخاتي المستقبل‬


‫عند ربج ‪ ،‬وعلى قوُلتهم لوُ تجري جري الوُحوُش‬
‫غير رزقك ما تحوُش‬
‫غدير ويدها على صدرها ‪ :‬بسم الله علي من‬
‫الوُحوُش انا اجري جري الغزلن ‪ ...‬وتشوُفوُن‬
‫اليوُم ما يعدي ال وانا في بيت الطاعه خاخخخخخخ‬

‫‪.‬‬
‫) أستغفر الله وأتوُب إليه (‬

‫‪.‬‬

‫حان الوُقت ‪..‬‬

‫وكأن ذهابها أذهب معها كل بهجة وفرح‪ ،‬ورغم‬


‫ضجة الحضوُر وضربات الدفوُف‪ ،‬فالصمت هوُ ما‬
‫يلف عالمهم‪ ،‬ومحاجرهم الضجييقة توُدَع بتللؤ‬
‫الدمع فيها طيفها البيض‪.‬‬
‫غادَرت ليستقبلها صقر عند بابها بعد أن أصر على‬
‫عدم الدخاوُل للقاعة‪ ،‬تلقى التهنئة من والدته‬
‫شقيقته وخاالته مع باقة من التوُصيات المعتادَة‪،‬‬
‫أحاط صموُدَ بذراعه مسيندا إياها وامسك بيدها‬
‫الخارى لتتخطى عتبات السلم بسلم‪..‬‬
‫ركبا السيارة التي يقوُدَها مشعل وخاالد وتبعتهم‬
‫السيارات المهينئة بأصوُات الغاني والبوُاق‬
‫وُ السيارة هادَئ ال من تعليقات مرحه يلقيها كل‬‫ج ي‬
‫من خاالد ومشعل على بعضهم البعض ‪ ،‬وكلمات‬
‫تتسم بالثقل يوُجهوُنها الى صقر فيردَ عليها‬
‫بالمثل‬
‫توُقفت السياره ‪ ،‬ووصلوُا اخايرا لكن ليس للمنزل‬
‫ملكها ! وحيرة لكنها رغم ذلك لم تسأل‬ ‫؟ فضوُل ت ي‬
‫ولم تتفوُه بكلمه رغم تشوُقها لمعرفة الذي يحدث‬
‫؟ والى اين تذهب ‪ ،‬لكنها لزمت الصمت ‪ ،‬وماهي‬
‫ال دَقائق حتى عرفت التفاصيل من الحوُار الدائر‬
‫بينهم ‪ .‬انه فندق ‪ ،‬وستقضي الليله هنا ‪..‬‬
‫نزل كل من خاالد ومشعل لترتيب الموُر والتأكيد‬
‫على الحجز ‪ ،‬فأصبحا في خالوُة استغلها صقر في‬
‫سؤالها ان كانت تحتاج لشئ ما ؟ فاكتفت بتحريك‬
‫رأسها نفيا والضغط على أصابعها غيضا‬
‫كيف يخطط لذلك دَون ان يخبرها ؟ كيف تبيت‬
‫الليلة وحقائبها في المنزل ؟ لم تستعد لذلك ‪ ،‬ألم‬
‫يفكر بها ؟ يا لغبائه الـَ ‪.......‬‬

‫‪ :‬جهزت لج جنطة باغراضج اللي تحتاجينها ‪،‬‬


‫اخاترق صوُته الجش بنبرته المميزه مسامعها‬
‫فاصمها عن سماع غيره ! وأخارسها حتى عن‬
‫التفكير ؟ كيف عرف ما تفكر به ؟ وكيف اكتشفه ؟‬
‫أيقرأ الفكار أيضا ت!!‬

‫ردَت باستنكار وصوُت مهموُس ‪ :‬أغراضي ؟ وأنت‬


‫شدراك بأغراضي؟؟‬

‫‪ :‬كتبت إعلن في الجريدة ؟ ) ل يترك سخريته‬


‫منها أبدا ! (‬
‫ازدَادَ غيضها ‪ :‬المفروض تقوُلي ‪ ،‬وبعدين شلوُن‬
‫‪ ...‬يعني فتشت أغراضي ‪..‬ما احترمت الخصوُصية‬
‫؟!‬
‫‪ :‬فتشت ؟ وخاصوُصية ؟) ردَدَ كلماتها مستنكرا‬
‫وساخارا ( أما يبيلج إعادَة صياغة مصطلحات يا‬
‫صموُدَ‬
‫ن هاتفه فأخارجه ‪ ،‬تحدث بصوُت واضح ‪ ،‬ثم‬ ‫ر ي‬
‫تغيرت نبرته وبآن على صوُته الضيق فتح الباب‬
‫ي قريبا من السيارة ‪ ،‬وهوُ مازال يتحدث‬ ‫ونزل بق أ‬
‫مع المتصل بدا على حركاته النفعال وأطال‬
‫الحديث مختلسا النظرات لها بين حين وحين ‪،‬‬
‫حتى خاتمها بـَ ‪ ،‬يل البيت !‬
‫أغلق هاتفه وسكنت حركته لحظه مسترجعا أمرا‬
‫ما محدقا بالرض ‪ ،‬ثم سحب نفسا عميقا واستند‬
‫بظهره على السيارة ‪ ..‬عبث بهاتفه ثم رفع رأسه‬
‫إلى السماء برهة وكأنه يحدق بشيء ما هناك ل‬
‫دَت لوُ تعلم مالذي حصل ؟ وما الخبر‬ ‫يراه سوُاه ‪ ،‬و ي‬
‫الذي أزعجه ؟ ماذا حدث ‪ ....‬انشغلت بالمر‬
‫تنهشها الوُساوس خاوُفا على أهلها ‪ ..‬وأقربائها‬
‫‪...‬‬

‫عادَا مشعل وخاالد واستقبلهما صقر ‪ ..‬تحدثا على‬


‫عجل ‪ ...‬ثم ركبا السيارة ‪ ..‬ولم ينتهي حديثهما‬
‫ما كشف الوراق أمام صموُدَ ‪...‬‬
‫م ي‬
‫بعد ج‬

‫لم يقبل الفندق بعقد الزواج لنه غير موُثق ‪ ،‬ولم‬


‫يستطع صقر أن يذهب لمجادَلتهم خاشية على‬
‫صموُدَ الجالسة وحدها في السيارة ‪ ،‬حادَثهم‬
‫وحاول معهم في الهاتف ‪ ،‬لكن تبقى القوُانين‬
‫المستبدة كما هي دَون حراك وكأنها منزله من‬
‫السماء ل تقبل التغيير !‬

‫لم يكن غضب صقر كغضب خاالد ومشعل اللذين‬


‫سعيا لتقديم هذه الهدية له ‪ ،‬فكم خااب رجاءهما‬
‫واستوُلى الحزن على قلبيهما ‪ ،‬فهذا ابسط ما‬
‫أرادَا تقديمه له فرحا بسعادَته ‪ ،‬وعرفانا بصنائعه ‪،‬‬
‫وشكرا وموُدَة ‪ ،‬لكنه في النهاية لم يكمل ‪،‬‬
‫سدي الباب ‪ ،‬ليستمر مسلسل‬ ‫وانقطع الحبل ‪ ،‬و ت‬
‫الطعنات والخيبة من نفس القضية ‪ ،‬بهدف تضييق‬
‫الخناق بل إزهاق الرواح وحرقها ثم نثر الرمادَ ‪،‬‬
‫سادَ صمت خاانق جوُ السيارة ‪ ،‬حتى رطيبه صقر‬
‫قائل ‪،‬‬
‫‪ :‬إل ما قلت لي يا مشعل عسى رجعوُا لكم‬
‫الفلوُس ؟!‬
‫أجاب مشعل بغيض يكتمه‬
‫‪ :‬أي رجعوُها‬
‫ردَ صقر ‪ :‬اها زين اجل ‪ ،‬شوُف لي فيها هدية ثانية‬
‫ترا منت مسموُح بهدية عرسي ابيها منك‬
‫اغتصب مشعل ابتسامة‬
‫‪ :‬تآمر آمر ‪ ،‬بدون ل تطلب هديتك واصلتك‬
‫تنحنح صقر وتب قترته‬
‫‪ :‬اتحراها منك ولوُ بعد شهر ‪ ،‬لكن ما أتنازل عنها‬

‫ما كان ذلك إل ترطيبا للجوُ وتلطيفا له بعد ان شعر‬


‫ه لهيبها ‪ ،‬يتفهم شعوُرهم‬‫ح ت‬ ‫بحرارة النفاس ول أ‬
‫ف أ‬
‫تماما ‪ ،‬ويعلم كيف هم الن ‪ ،‬خايبة وغيض وحزن‬
‫وغضب ‪ ،‬ولم يكن اقل منهم ‪ ،‬لكنه حاول امتصاصا‬
‫غضبهم بالحديث المتقطع معهم طوُال الطريق ‪،‬‬

‫غادَر مشعل وخاالد بعد ان انزلهما عند منزله‪. ..‬‬


‫‪.‬‬

‫المنزل فارغ وهادَئ جدا ‪ ،‬يخلوُ من الصوُات ‪ ،‬إل‬


‫من صوُت قرآن تيتلى ‪ ،‬امتزج عطره برائحة الطيب‬
‫المنتشرة في المكان لتتسع لها الصدور الضيقة ‪،‬‬
‫وتلين وتستكين النفاس المضطربة وتهدأ ‪ ،‬فعل‬
‫فئ ألسنة‬‫هذا ما كانت تحتاج إليه ‪ ،‬ويحتاجه ليط ج‬
‫اللهب المشتعلة في ضلوُعه ‪..‬‬
‫الغريب أنها تشعر وكأنها تدخال المنزل لول مره ‪،‬‬
‫كما هوُ يشعر بذلك أيضا !!‬
‫أشعل النوُار وفتح باب الغرفة لتستقبلهما‬
‫حرر يدها التي أمسك بها منذ‬ ‫الروائح الطيبة ‪ ..‬ج‬
‫نزولها من السيارة‬

‫تقدمت ببطء للداخال وما تنفست الراحة حتى‬


‫شعرت بانفرادَ خاطوُاتها في المكان التفتت بحذر‬
‫لتتأكد من رحيله زفرت أخارى حينما لم تجده‬
‫وألقت بجسدها جالسة على السرير الخشبي‬
‫المذهب دَارت بعينيها في المكان ‪ ،‬وكأنها تصدق‬
‫مخاوفها وتوُثقها بالصوُرة ‪،‬ازدَادَت ضربات قلبها‬
‫وضاقت أنفاسها ‪ ،‬تشعر بالضعف بالخوُف بالرهبه‬
‫‪ ،‬تشعر بالوُحده ‪ ،‬بالخيبه ‪...‬‬
‫جميع المشاعر السيئة اجتمعت بها الن !‬
‫رفعت عينيها عندما باغتها صوُته منادَيا باسمها ‪..‬‬
‫اكتفت بالتحديق الصامت له ‪ ،‬وغرست أناملها في‬
‫فراشها ‪....‬‬

‫‪ :‬مطوُله !‬

‫رمشت بتتابع ‪،‬‬


‫ليردَف قوُله ‪ :‬ماراح تغيرين !‬
‫كان يقف عند باب المدخال متكئا ت بكتفه اليسر‬
‫عليه ناظرا إليها وكأنه يتأملها منذ زمن‬

‫ازدَردَت ريقها الجاف بصعوُبة ثم حركت رأسها‬


‫نفيا‬
‫استغرب رافعا حاجبه مستنكرا ‪ ،‬وأدَهشته ردَة‬
‫فعلها أكثر عندما انهمرت دَموُعها وأخاذت تشهق‬
‫بقوُه ‪ ،‬دَخال موُصدا الباب خالفه واقترب منها‬
‫جالسا‬
‫ك أمامه قط‬ ‫‪ :‬ممكن اعرف سبب هالبجي ؟ ) لم تب ج‬
‫بهذا الشكل ولم ير نظرة انكسار كهذه في عينيها‬
‫من قبل (‬
‫كرر سؤاله بنبرة اخاف ‪ :‬ليش هالدموُع ؟؟‬
‫أجابت بوُهن ‪ :‬لوُ عرفت بترحمها‬
‫قال بحزم ‪ :‬جربي !‬
‫رفعت نظرها إليه ومن بين شهقاتها قالت ‪ :‬صقر‬
‫سألتك بالله إن كانت لفيصل معزة بقلبك ل تفجعه‬
‫في اخاته‬
‫انتفض كمن امسك بسلك كهربائي مكشوُف‬
‫وجحظت عيناه غضبا ‪ :‬اشقصدج ؟‬
‫أكملت بخوُف ‪ :‬لوُ كان اخاوُي فيصل حي ما كان‬
‫احد يجبرني على شي بس لني ‪ ) .......‬آآه (‬
‫تأوهت من شدة قبضته على ذراعها ولفحها لهيب‬
‫أنفاسه‬
‫‪ :‬ادَري لوُين تبين توُصلين يا صموُدَ ‪ ،‬فاهمج عدل ‪،‬‬
‫ول تحاولين تمسكيني من ايدي اللي تعوُرني‬
‫أكملت برجاء وبكاء ‪ :‬تكفى يا صقر ما قلتها لقبلك‬
‫تكفى‬
‫شد من قبضته ومازالت عيناه تلتهمها غضبا ‪....‬‬
‫حتى زمجر محررا ذراعها بعنف ‪ :‬تكلمي‬
‫تحدثت مجاهدة الخوُف والوُهن الذي غزا أوصالها ‪:‬‬
‫رضيت فيك بظروف أنت اعلم فيها ‪ ،‬ولوُ انك ولد‬
‫عمي وما يعيبك شي ‪ ،‬كل اللي أبيه تعطيني فرصه‬
‫حتى أحس إني ما انجبرت على قراري أنا متاكده‬
‫انك محتاجها مثلي بالضبط ‪ ،‬ليش نبدأ غلط دَام‬
‫بامكانا نبداها صح‬

‫) باخاتصار كانت أشجع منه في التعبير عن رغبتها‬


‫وان غلفتها بغلف ملوُن أو بالصح شجاعة بالدفاع‬
‫عن حقوُقها ومبادَئها ‪ ...‬لكنها جرحت كبرياءه ‪،‬‬
‫طعنت رجوُلته ‪ ،‬أشعلت فيه غضب حاول قدر‬
‫استطاعته السيطرة عليه (‬

‫نهض مبتعدا ‪ ..‬لتنادَي باسمه ‪ :..‬صقر انـَ !‬


‫فالتفت إليها رافعا سبابته لشفتيه ‪ :‬جب ول كلمه‬
‫!‬
‫) نعم كان يريد ذلك ‪ ،‬كان يتمنى ان يخبرها بما‬
‫م ثار غضبه عندما ساعدته بطرح‬ ‫أخابرته ‪ ،‬فل ج أ‬
‫سر عليه الموُر !‬ ‫الموُضوُع من جانبها ؟ الم تي ي‬
‫توُجه لمدخال صغير في الغرفة‪ ..‬والتفت إليها قبل‬
‫ان يدخال قائل بحده ‪ :‬غيري ملبسج وأنا طالع‬
‫شوُي وراجع ‪...‬‬

‫لم تستطع الردَ بل لم تستوُعب كلماته قبل أن‬


‫تدرك بأنه غادَر فعل ؟‬
‫من صوُت الباب الذي تأغلق خالفه‬
‫المهم أن الموُر ستكوُن بخير هكذا أقنعت نفسها ‪،‬‬
‫سحبت نفسا عميقا ملت به رئتيها ثم أطلقت‬
‫دئ‬‫زفرات متتالية لتريح أعصابها المشدودَة وتته ي‬
‫من ضربات قلبها المتسارعة‬
‫لحظات قبل أن ترتسم على طرف شفاهها‬
‫ابتسامة وهي تتذكر منظر صقر الغاضب هامسة ‪:‬‬
‫ماشفت شي يا ولد عمي !‬

‫) أستغفر الله وأتوُب إليه (‬

‫كان من المفروض أن يتناول عشاءهما في الفندق‬


‫حيث السكن ‪ ،‬لذا لم يفكر احد من اهله بتجهيزه‬
‫لهما ولم يحسبوُا له حساب ‪،‬وربما هم حتى الن‬
‫لم يعلموُا بعد بعوُدَتهما منه وإلغاء الحجز ‪ ، ،‬توُقف‬
‫عند المطعم دَون أن يدرك كيف وصل ؟ ومتى ؟! )‬
‫كلماتها بل مطلبها ( أشعل بداخاله غضبا بل تحديا‬
‫مجنوُنا بعنادَها وكسر رغبتها وطلبها ‪ ،‬لكن صوُتا‬
‫رحوُما بداخاله انتفض طالبا الرحمة وفازعا لها‬
‫متعذرا بضعفها وغربتها ‪،‬‬
‫دث نفسه ساخارا ماذا كنت تتخيل بل ماذا كنت‬ ‫ح ي‬
‫ترنوُ من زواج على ورق وغير وثق وتحت ضغط‬
‫من عدة جهات وفي ظروف صعبة كالتي حدثت ‪.‬‬
‫يتبعه سفر قد يكوُن بل عوُدَة !!‬
‫لكن تلك المجنوُنة تحتاج لـَ ‪ ...‬قطع أفكاره صوُت‬
‫النادَل حامل بيده الفاتوُرة والطلب‬
‫اطلق تنهيدة بعد ان شكره وحرك السيارة عائدا ‪:‬‬
‫هـَه اخاترتي الشخص الخطأ للعب معه يا صموُدَ!!‬

‫رفعت حاجبيها دَهشة بعد أن اكتشفت أخايرا أين‬


‫يؤدَي ذلك المدخال الذي دَخال فيه صقر‬
‫غرفه صغيره جدا بها بعض أغراضه وأوراقه‬
‫وبآخارها بابان يبدو أن احدهما يوُصل للخارج‬
‫توُدَ لوُ بإمكانها التصال بدلل وشقيقاتها ههههه‬
‫فكرة مجنوُنه ربما ‪ ،‬لكنها ستكوُن محفوُظة‬
‫الحقوُق لها هههههه ‪ .. ،‬ل تعلم اين هوُ هاتفها ؟‬
‫ربما عند احد شقيقاتها ‪،‬‬

‫‪ :‬واو لبتوُب ؟ لم تعلم ان صقر لدية خابره فيه ؟ لم‬


‫يحدثهم عنه من قبل ‪ ،‬ولم تره يستخدمه أبدا ؟‬
‫مدت يدها إليه تتفحصه لكن سحبتها بفزع عندما‬
‫فتح الباب ‪...‬‬‫ت‬
‫كان صقر حامل بعض الكياس معه ‪ ....‬وهوُ الخار‬
‫تفاجأ بوُجوُدَها هنا ‪...‬‬
‫توُقف برهة ‪ ..‬قبل ان يدخال ويغلق الباب بمرفقه‬
‫‪ :‬تبين مساعده عشان تغيرين ؟‬

‫ابتلعت ريقها وهي تنظر لفستانها وكأنها‬


‫تستوُعب كلماته ليتبعها بأخارى‬
‫‪ :‬هذا الحمام إذا تبين ) مشيرا بيده إلى الباب‬
‫الخار في الغرفة الصغيرة بجانب الباب الذي دَخال‬
‫منه (‬
‫حركت رأسها إيجابا فأردَف بعد أن جلس على‬
‫قنفة طوُلية في الغرفة‬
‫‪ :‬تعالي اقعدي‬
‫أشارت لفستانها تهربا ‪ :‬بغييـَر‬
‫رفع حاجبه قائل ‪ :‬خاليني اخالص كلمي بعدها‬
‫سوُي اللي تبين‬
‫حركت رأسها فأعادَ كلمه ‪ :‬تعالي قربي‬
‫اقتربت وجلست تفرك في أصابعها توُترا‬
‫ونظراتها للرض‬
‫فرك وجهه مرارا قبل أن ينطق بكلماته وكأنه‬
‫ينتقيها من بين مليين الكلمات ‪ ،‬وينتزعها من بئر‬
‫عميق‬
‫‪ :‬مثل ما قلتي وتعرفين ‪ ..‬زواجنا وان كان شرعي‬
‫‪ ،‬جا في وقت وضغوُط من كل ناحية ‪ ،‬ويتبعه أموُر‬
‫الله بها عليم ‪ ،‬لكن كل هذا ما يمنع إني لي حق‬
‫عليج ولج حق علي ‪ ،‬إن احترمتيه جاج مني اللي‬
‫يسرج ‪ ،‬ماراح أكوُن جاهل واهدم حياة بقصد إني‬
‫ابنيها ‪ ،‬ول اناني بتتبع رغباتي وتنفيذها على‬
‫حساب غيري ‪ ،‬وتعرفين شكثر كنت معارض لزواج‬
‫دَلل وخاالد ‪ ،‬موُ عيب فيه ابدا ول انتقاصا من قدره‬
‫‪ ،‬لكن لن الوُاقع فرض حضوُره بهالموُر ‪ ،‬وخالنا‬
‫نقيس حتى المشاعر بالعقل ‪ ،‬فاطمني موُ صقر‬
‫اللي يقدم رغباته ويبني حياته على موُت غيره ‪...‬‬

‫أحست بماء باردَ انسكب على رأسها الى أخامص‬


‫قدميها ‪ ،‬أكمل كلمه ‪ :‬أبي منج الطاعة والحترام ‪،‬‬
‫لي ولهلي ‪ ،‬بحضوُري وبغيابي ‪ ،‬وانا اثق فيج‬
‫ولوُل ثقتي باخات فيصل ما وافقت عليها ‪،‬‬
‫ابتسمت بذهوُل ‪...‬‬
‫ليكمل ‪ :‬لج وعد مني اشهدت عليه عماني ‪ ،‬بعد‬
‫أربع سنين من سفري ‪ ،‬إن ما حققت اللي أبيه ‪،‬‬
‫الخيار يكوُن بيدج يا صموُدَ ‪ ،‬وبعطيج الفرصه‬
‫تختارين وتقررين ‪ ،‬لكن قبل هذا كلمتي هي‬
‫كلمتج ‪ ،‬وحياتي هي حياتج ‪ ،‬وبيتي وأهلي بيتج‬
‫واهلج ‪ ... ،‬والكلم اللي يدور هنيه في الغرفة‬
‫وبيني وبينج ما يعرف فيه ثالث ‪...‬‬
‫حركت رأسها إيجابا‬
‫أكمل مميل بجسده للمام محتضنا قبضته بيده‬
‫اليمنى ‪ :‬تعرفيني صبوُر يا صموُدَ ‪ ،‬لكن لصبري‬
‫حدودَ ‪ ،‬وأول حد ينتهي فيه صبري العنادَ ‪ ،‬كثر ما‬
‫ت متفهمه ومطيعة كنت لج أكثر ‪ ،‬لكن إن بديتي‬ ‫كن ج‬
‫العنادَ معاي وإل حركاتج البايخه راح تشوُفين مني‬
‫وجه ما يعجبج ابدا‬
‫أرادَت التحدث فأكمل ‪ :‬دَام اسمج ارتبط باسمي‬
‫فانا زوجج وطاعتي واجبه ومن صوُبي ما يجيج إل‬
‫اللي يرضيج دَامج عاقله وذكيه ‪ ،‬ولوُ سمعت كلمه‬
‫طلعت لدلل وإل لمي أو غيرهم كل التفاق اللي‬
‫بينا ينهدم‬
‫فزت قائمه ‪ :‬تطمن ماراح يطلع مني شي وأنا‬
‫احرصا منك من هالناحية‬
‫اعتدل في جلسته ‪ :‬تمام‬
‫أردَفت ‪ :‬بدخال أغيـر و ‪ ..‬ثم صمتت واستدارت‬
‫لتغادَر‬
‫وصلها صوُته ‪ :‬ل تنامين قبل ل تتعشين ‪...‬‬
‫امسكي اخاذي العشا ‪..‬‬
‫التفتت له واقتربت لتمسك بالكياس ‪ :...‬وأنت ؟‬
‫عقد حاجبيه وملمحه المرهقة واضحة جدا ‪ :‬انأ ؟!‬
‫تراجعت للخلف خاطوُات ‪ :‬قصدي ‪.‬مم تنام هنيه ؟‬
‫سكت برهة قبل أن يستوُعب سؤالها ثم عقد‬
‫حاجبيه هامسا بسخرية ‪ :‬صموُدَ تقرين روايات ؟!‬
‫وإل متأثرة بالمسلسلت ؟‬
‫فتحت ثغرها دَهشة ‪ ..‬ليقوُل ساخارا ‪ :‬هذا مكان‬
‫احد ينام فيه ؟‬
‫انتفضت ‪ ..‬أحست بخيبة بل برهبة ‪ ..‬والرض تدور‬
‫من تحتها قبل أن يردَف قائل‬
‫‪ :‬إل إذا أنتي تنامين فيها فهذا شي راجع لج انتي‬
‫ردَت بسرعة ‪ :‬أي أنام ‪ ..‬والله عادَي‬
‫لترتفع ضحكاته الساخارة متمددَا على تلك القنفه‬
‫واضعا ذراعه على عينيه ‪ :‬إذا خالصتي قعديني ‪..‬‬

‫) أستغفر الله وأتوُب إليه (‬

‫امتل المنزل بالمهنئين وأصوُات الحضوُر بعد أن‬


‫ه السكوُن الليلة الماضية ‪ ،‬وجلس الجميع ينتظر‬ ‫ل ي‬
‫ف ت‬
‫قدوم العروس لتقديم التهنئة ورؤأيتها ‪...‬‬
‫الساعة تشير إلى التاسعة صباحا وطرقات خاجوُلة‬
‫تطرق على الباب‬
‫أكمل ترتيب هندامه ‪ ..‬بينما كانت الخارى تجاهد‬
‫لغلق سير حذائها ‪...‬‬
‫بث من عطره حتى انتشرت جزيئاته في أنحاء‬
‫الغرفة ‪ ..‬وتوُجه إلى الباب فاتحا إياه‬
‫‪ :‬انطلقت أصوُات الفرحة من الوُالدة لينحني‬
‫مقبل رأسها ‪ :‬كلوُلوُلييييش كلوُلوُليييييش ‪،‬‬
‫مبروك يمه مبروك يا وليدي مبروك يا روح أمك‬
‫احتضنها هامسا ‪ :‬الله يبارك فيج يالغالية‬
‫اخاتلست النظرات لتلك الجالسة على السرير‬
‫بفستانها الحريري وشعرها المموُج ‪ ،‬دَخالت إليها‬
‫لتنهض الخارى باستقبالها وعانقتها مباركه لها‬
‫بحرارة واكتفت صموُدَ بالصمت ‪ ،‬وابتسامه خاجوُلة‬
‫رسمتها على شفتيها بمهارة‬
‫استأذن حينها صقر خاارجا من الباب الداخالي ‪...‬‬
‫وتوُالت بعدها جموُع المهنئين ‪..‬‬

‫) أستغفر الله وأتوُب إليه (‬


‫ابتلعت حبوُب المسكن بنهم لعل عينيها تغفوُ‬
‫وجفنيها يغلقان فيتوُقف عقلها عن إعادَة شريط‬
‫الحداث الخانق قاصدا قتلها ألف مرة في الثانية ‪،‬‬
‫حفظت الحداث عن ظهر غيب بالصوُت والصوُرة‬
‫والحركات والهمسات ‪ ،‬نظرات الحضوُر والقريبات‬
‫‪ ،‬كانت تشعر بعمق نظراتهن التي تخترقها‬
‫وتشرحها إلى مليين القطع الصغيرة تتقاذف‬
‫كالجمر المشتعل ثم يتحوُل رمادَ فيذر مع الريح ‪.‬‬
‫لم تصعد المنصة كالباقيات ولم تهنئها مثلهن بل‬
‫اكتفت بمجردَ التحديق بها طوُال تلك الساعات‬
‫التي قضتها هناك ‪ ،‬بل أنها لم تمنع نفسها من‬
‫تتبع صموُدَ حينما خارجت من القاعة إلى الخارى‬
‫لملقاة صقر والتصوُير إلى أن غادَروا خاارجا يدا‬
‫بيد ‪،‬‬
‫لم يكن انسيها في هذه اللحظات سوُى جدار‬
‫خالفها تستند إلية لتقوُي به ضعفها ‪ ،‬وغطاء كان‬
‫سترها فلم يكشف عن سيل غزير من الدموُع‬
‫تدفق من محاجرها المحمرة فأتلف مكياجها‬
‫الفاخار‬

‫أكثر ما آلمها توُصيات صقر لها على صموُدَ في‬


‫المدرسة حين اجتمعت به صدفه في ممر الدَارة ‪،‬‬
‫نعم أرادَ نقلها لخارى لكنها هي من أصرت أن‬
‫تبقى تحت عينيها بحجة أن تعينها وتراقبها وحرصا‬
‫على مصلحتها ‪ ،‬ومرادَها أبعد من ذلك بكثير ‪ ،‬وجوُدَ‬
‫صموُدَ معها في نفس المدرسة فرصتها الكبرى‬
‫للنتقام ‪ ،‬والوُرقة الرابحة لديها ‪..‬‬
‫) أستغفر الله وأتوُب إليه (‬

‫وقف بشموُخ ينسق هندامه وقترته ‪ ..‬بينما‬


‫استفزته حركات تلك الفتاة المزعجة ‪..‬‬
‫اخاتلس لها النظر من انعكاس صوُرتها المتذمرة‬
‫في المرآه ‪.‬وهي تتأفف وتشبر المكان بخطوُاتها‬
‫المبعثره ‪ :‬خاير ان شاء الله ؟؟؟!!‬
‫اطلقت زفراتها وجلست على السرير بثيابها‬
‫المدرسية ومازال شعرها منسدل على كتفيها‬
‫وحجابها البيض في حجرها‬
‫‪ :‬طوُل عمري اروح مع الباصا اشمعنى الحين ل ؟‬
‫يعني شنوُ اللي فرق ؟‬
‫اجاب بحده وجدية ‪ :‬الفرق انج الحين زوجتي وانا‬
‫اقرر مع منوُ تروحين ووين ومتى ‪..‬‬
‫ردَت بانفعال وتضجر وضيق ‪ :‬ياربي يا صقر‬
‫افهمني شنوُ يقوُلوُن عني البنات لما يشوُفوُني‬
‫معاك ما فكرت بهالشي ؟‬
‫ردَ ساخارا ‪ :‬ماظنج قصرتي معاهم وعطيتيهم كل‬
‫التفاصيل‬
‫توُسعت محاجرها تستوُعب كلماته ! ابتلعت ريقها‬
‫ثم همست بغضب ‪ :‬ل والله ؟‬
‫بث من عطرة واشار بسبابته لساعة معصمة ‪:‬‬
‫صموُدَ الحين سبع ال عشر ‪ ...‬سبعه ضبط القاج‬
‫برا ولوُ تاخارتي دَقيقة بوُصلج للصف بيدي موُ بس‬
‫لباب المدرسة‬

‫رمت بحجابها خالفه بعد ان خارج متوُعده بغضب ‪:‬‬


‫ماراح اروح يا صقر زين ‪ ،‬واشوُف شنوُ اللي راح‬
‫تسوُيه ‪...‬‬
‫) أستغفر الله وأتوُب إليه (‬

‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ل إله إل أنت‬


‫أستغفرك وأتوُب إليك‬

‫المعزوفة الخايرة‬

‫عزف المحاجر‬

‫ثارت رياح الجفا وإهتزت ‪....../‬أركاني‬

‫واللي ‪ ..../‬بقى بي سوُى عبره وتنهيده‬


‫طال اللم وإنتثر صمتي من ‪ ..../‬أجفاني‬
‫تعبت ‪ ......./‬أصب المل بالصدر وآزيده‬
‫من غاب صارالحزن بشوُيش ‪ .../‬يرقاني‬

‫حدادَه وإنتشى عيده‬


‫وأعلن ‪ ....../‬خافوُي ج‬

‫خامس سنوُات !!‬

‫كم مرت ثقيلة وسريعة ‪ ،،‬ثقيلة وانا ارقب فجر‬


‫ذاك الفق البعيد ‪ ،‬واقلب الوراق لعلي ابلغ ما‬
‫اريد ‪ ،‬واجلس الليالي مرتفقا فل أنيس ول جليس‬
‫‪ ،،‬سريعة بفقد من أحب ‪ ،‬سريعة لنتقالي لزمن‬
‫اصبحت فيه غريب ‪،،‬‬

‫من بين أهل وأحبة الى دَيار غربة الى عوُدَة قريبه‬
‫‪،،‬لكن الى من ‪.‬؟‬

‫شتان بين عوُدَة رسمتها قبل تلك السنين ‪ ،‬وعوُدَة‬


‫فرضت علي تحت وطأت الصدمات وواقع مرير‬ ‫ت‬

‫ت أمي وآخار صوُرة رسمتها مقلتي ‪ ،‬ابتسامة‬


‫فقد ت‬
‫مغتصبة ودَمع محاجر علمت انه لم ولن ينضب‬

‫مسح باطراف اصابعه دَمعه نفرت من محجره ‪،‬‬


‫وقلب الوراق يتأمل ذلك الخط المرتجف ‪ ،‬يحكي‬
‫له معاناة‬

‫كتبت بدم المحاجر ل دَمعها ‪،،‬‬

‫توُفي عمي بوُفهد وهوُ يتمنى شوُفة ولده فهد‬


‫اللي هاجر بعدك لكندا ‪ ،‬ماقدرنا نتصل فيه ‪ ،‬ول‬
‫نبلغه بالخبر ‪ ،‬اصل ماندري اذا هوُ عايش وال ل ؟‬
‫‪...‬‬

‫تدري صقر عمي ما طلعت له شهادَة وفاة ؟؟‬


‫اندفن مثل ما يبي وتمنى بارضه ‪ ،‬بس ما اعترفوُا‬
‫فيه حتى بوُفاته ؟‬

‫صقر لوُ عمى مات في امريكا وال كندا وال أي‬


‫دَوله ماتعرف حتى السلم ‪ ،‬هم بعد ماراح تطلع له‬
‫شهادَة وفاة ؟ صقر هوُ ميت بشنوُ راح يضرهم اذا‬
‫عطوُه ؟ لهالدرجه احتقارهم للنسان اللي ربي‬
‫كرمه ‪ ،‬لهالدرجه مافي رحمه في قلوُب البشر ‪،،‬‬
‫خالوُنا نكره في حياتنا وبعد موُتنا ‪،‬‬

‫سحب نفسا طوُيل قبل ان يطوُي الوراق ‪،‬‬


‫واغمض عينيه توُجعا والما‬

‫هكذا كان حال أمه وعمة ابوُ خاالد ‪ ،‬حالت الوراق‬


‫بينه وبين رؤأيتهم ‪ ،‬بل كانت سدا منيعا بين والدته‬
‫وطلبها للعلج ‪ ،‬حاول جهده ليخرجها ‪ ،‬كان مستعد‬
‫ان يتراجع ان يخسر كل شي فقط ان تشفى‬
‫والدته وان يتيسر خاروجها من الدوله للعلج في‬
‫الخارج كغيرها من المرضى ‪ ،‬لكن باءت محاولته‬
‫بالفشل ‪ ،‬فتح عينيه يغتصب صوُرة ربما خايالية‬
‫لوُاقع مشرق قريب‬

‫لن ييأس ‪ ،‬سيناضل من اجل نفسه ‪ ،‬ومن أجلهم ‪،‬‬


‫ومن أجل وطنه ‪،،‬‬

‫طوُال تلك الفتره التي قضاها في ايام الغربة لم‬


‫يغمض له جفن ‪ ،‬ولم يهدأ له بال ‪ ،‬سعى سعيا‬
‫دَؤأوبا لحل تلك القضية ‪ ،‬ولوُ بالتعريف بها ونشرها‬
‫‪،،‬‬

‫اجتمع مع عدة شباب يحملوُن القضية نفسها‬


‫وغيرهم ممن اهتزت قلوُبهم لها من شباب العرب‬
‫وحتى الجانب‬

‫نذروا نفوُسهم لرفع الظلم ‪ ،‬واظهار الحق ‪،‬‬


‫بالدَلة والبراهين ‪ ،‬والحوُار‬

‫انشأوا صندوقا لمساعدة السر المهجرة ‪ ،‬ولدعم‬


‫القضية ‪ ،‬ونشروها بكل اسلوُب ممكن ‪،،‬‬

‫ستشرق الشمس ولوُ بعد حين !‬

‫استاذ صقر !‬

‫التفت اليه يرمقه من تحت نظارته‬

‫‪ :‬الجلسة بعد خامس دَقائق‬

‫حرك رأسة شاكرا له ‪ ،،‬ثم عادَ الى تنسيق اوراقه‬


‫استعدادَا للنطلق‬
‫" هي جلسة تقديم مستندات وطلب التماس‬
‫لحضوُر مؤتمر جنيف لحقوُق النسان كوُفد‬
‫مستقل تحت اسم حركة الكوُيتيين البدون <<‬
‫حرصوُا على ترتيب امرها منذ شهوُر متتالية وبذلوُا‬
‫جهوُدَا مضاعفه‬

‫من اجل ان يقبل تدويل قضيتهم ليتم طرحها‬


‫دَوليا‬

‫‪.‬‬

‫خارجوُا من جلسة استمرت ساعات‬

‫بذلوُا فيها جهدا وقدموُا الحجج ‪،،‬‬

‫وصل مسامعه صدى ضحكاتها عبر السلك ‪:‬‬


‫سوُيتوُها يا صقر‬

‫ردَ عليها مسرعا بخطوُاته مبتعدا عن الضجيج ‪:‬‬


‫ت تشكين في قدراتنا حضرة المحامية ؟‬‫يعني كن ج‬
‫‪ :‬هههههههه ل ابدا ‪ ،،‬بس ما توُقعت بهالسرعه‬
‫‪...‬كانت مفاجأه موُ بس حقي حتى دَلوُل وخاالد‬
‫والكل‬

‫صمت عند كلمتها " الكل " من بقي يا صموُدَ‬


‫لتشمله كلمة الكل ؟؟‬

‫مشعل ؟ ام فهد ؟ ام اعمامي ؟ ام والدتي ؟‬

‫ردَ ‪ :‬تيسير من الله‬

‫همست بضيق ‪ :‬صقر متى ترجع ؟‬

‫تنحنح قائل ‪ :‬عندي خاط ثاني ‪ ،‬اخاليج الحين‬

‫‪ :‬كعادَته يتهرب ؟؟؟‬

‫وصلها صوُته قبل الغلق ‪ :‬فمان الله‬


‫ردَ على المكالمة الخارى ‪ :‬اهل اهل‬

‫مشعل ‪ :‬بالمهلي القاطع المشغوُل دَوما وما‬


‫يعطينا وجه‬

‫صقر ‪ :‬ههههه افا بس ان ما عطيت وجه لشاعرنا‬


‫اعطيه لمنوُ ؟‬

‫مشعل ‪ :‬أي اضحك علينا بكلمتين ‪ ..‬المهم ‪ ..‬بشر‬


‫اشصار تراني قاعد على اعصابي وكل ما اتصل‬
‫مشغوُل وال ماتردَ وان ماخاب ضني الخطوُط‬
‫مشغوُله مع اهل الكوُيت‬

‫‪:‬ههههههههههه بشنوُ حاس ؟؟‬

‫‪ :‬تراك تقتلني ببطء ‪ ،،‬قوُل يا صقر انعدم عندي‬


‫الحساس قوُل‬

‫صقر ‪ :‬وافقوُا‬

‫مشعل ‪ :‬احلف !!‬


‫صقر ‪ :‬وافقوُا يا مشعل ‪ ،‬وافقوُا ‪ ،‬وبعد ‪ 6‬شهوُر‬
‫نعتلي منصة جنيف‬

‫مشعل ‪ :‬صقر ؟ ‪ ..‬انت تتكلم جد ‪ ...‬يعني خالصا‬


‫‪...‬‬

‫صقر ‪ :‬الطريق طوُيل يا مشعل ‪ ..‬بس بداية الغيث‬


‫قطره‬

‫‪......... .................................................‬‬
‫قطره‬

‫‪......... ..................................................‬‬
‫‪ ....‬قطره‬

‫امام الجهاز المحموُل‬

‫رفعت يده الصغيره لتلوُح بها نحوُ الشاشة ‪ :‬قوُل‬


‫سلااام ‪ ،،‬سلااام خاالوُ ‪ ...‬خاالوُ تعال اشتقت لك‬
‫قهقه بصوُت عال ثم همس ‪ :‬يا عيوُن خاالك ‪ ،‬وانا‬
‫اشتقت لك موُت‬

‫احمرت وجنتاها ودَارت بعينيها تتاكد من خالوُ‬


‫المكان ‪ ،‬ثم همست بحرج ‪ :‬يل صقر ماطوُل عليك‬

‫‪ :‬وين توُنا ؟‬

‫‪ :‬بقوُم انوُم صقوُر شوُفه شلوُن يغفي حرام‬

‫‪ :‬شلوُن امه ؟‬

‫‪ :‬دَلوُل الحمدلله بخير ‪ ،‬اليوُم كنت عندها‬

‫‪ :‬ودَودَي ؟ اقصد البنت‬

‫‪ :‬تجنن يادَلبي عليها‬

‫‪ :‬تشبهج ؟‬

‫رفعت حاجبيها ‪ :‬وانا شكوُ ؟ ل تشبه امها‬

‫ابتسم ‪ :‬يل عقبال ما شوُف نسختج‬

‫توُسعت عيناها فشهقت ‪ :‬صقر باي‬

‫توُسعت ابتسامته عندما اسوُدَت شاشه الكاميرا‬


‫وتبعتها رسالة معلنه خاروجها من المحادَثه‬
‫كان من المفروض ان تتبعه صموُدَ بعد سنه او‬
‫اثنين بالكثير بعدما يستقر ‪ ،‬لكن حظها كان اوفر‬
‫واطيب‬

‫بحصوُلها على الجنسية تبعا لوُالدتها ‪ ،‬كانت ثمرة‬


‫لمراجعات كثيفه قام بها صقر منذ سنوُات خالت‬
‫ووكل امرها لصديقه نايف بعد هجرته ‪،،‬‬

‫لزالت تذكر نظرات صقر النازفه عبر الشاشه‬


‫عندما اخابرها بضرورة انفصالهما ؟ وثوُرانها‬
‫بوُجهه واعتراضها‬

‫كانت ايام صعبة جدا بذلت فيها جهدا لتوُصل‬


‫رسالتها لصقر ‪ ،‬انت لي خاير من الف اثبات وهوُية‬

‫اليس غريبا طبع البشر !‬

‫الن هوُ يتخلى عنها ليس حسدا منه ‪ ،‬ولكنه تفضيل‬


‫لها على نفسه عندما علم ان خايرا لها النفصال ‪،‬‬
‫وان لها الولوُية في اصدار القرار ‪،‬‬

‫وهي تتشبث به وبقوُة‬

‫ميثا اكملت تعليمها وهي الن زوجة لنايف ووالدة‬


‫لبنه صقر وابنته مشاعل‬
‫وقد عوُضها الله خاير لصبرها واحتسابها‬

‫دَ‪ .‬مشاعل فتحت عيادَه خااصه بها ‪ ،‬تحتسب فيها‬


‫معالجة البدون بل اجر تبغي الجر من الله‬

‫وعلى اتصال دَائم بلجنة البدون مع صقر الذي‬


‫طرح الفكره فتبنتها واجر باقي الممرضين من‬
‫دَعم الصندوق ‪،‬‬

‫اما ناصر هوُ الخار على اتصال بصقر ‪ ،،‬فقد‬


‫استاجر منزل باسمه‬

‫واخاتاره في نفس الحي الذي يقطنه اعمام زوجته‬


‫عهوُدَ ‪ ،‬اتخذوا منه مدرسه‬

‫مجانية وان كانت بدائية لتعليم الطفال القراءه‬


‫والكتابه وعلوُم الدين يقوُم عليها المتطوُعين‬
‫والمتطوُعات من ابناء المنطقه وخاارجها‬

‫صموُدَ وميثا وعهوُدَ ودَلل ‪ ،،‬فتحوُا منزل ام صقر‬


‫لتعليم النساء كبار السن القرآن وعلوُم الدين ‪،‬‬

‫كل يوُم صباحا وبعد العصر ‪ ،‬صباحا على يد ميثا‬


‫وعهوُدَ ودَلل‬

‫ومساء صموُدَ وغدير وعبير ومريم فما ان يرجعن‬


‫من الجامعه حتى يتفرغن للنساء‬

‫تبتسم جروحهن امام تحدي تلك النسوُة ويذبل‬


‫تعبهن امام دَعوُاتهن الصادَقه‬

‫همست مريم ‪ :‬دَودَي تراج ضعفانه‬

‫صموُدَ ‪ :‬يعني انتي الحسن؟‬

‫مريم ‪ :‬اهتمي باكلج ل يذبحنا صقر لشافج‬

‫صموُدَ ‪ :‬يجيب الله المطر‬

‫مريم ‪ :‬قوُلي الحمدلله ياقلبي على القل احسن‬


‫من غيرج‬

‫‪ :‬اللي هوُ انتي ؟؟‬

‫‪ :‬ـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَ‬

‫‪ :‬كل شي خايره يامريم ‪ ،‬الحمدلله على كل حال‬

‫مشعل بعد موُت والده ووالدته وهجرة شقيقة فهد‬


‫زادَ المه وحسرته واحس بالوُحده والغربه‬
‫تنهش عظامه وروحه ‪ ،‬تأتيحت له الفرصه في‬
‫برنامج شعري استضافه فألقى قصيده استغاثة‬
‫في الملك بعد الله ‪،‬‬
‫مكرما اياة بحمل‬ ‫تحركت حميته وارسل اليه ت‬
‫الجنسية السعوُدَية‬
‫فانتقل الى المملكة واستقر بها وحصل‬
‫على وظيفة تمكنه من الستقرار مؤقتا على امل‬
‫العوُدَه ‪،،‬‬
‫الى الديار !‬

‫جوُاهر تزوجت من زيد ‪ ،‬الذي تم القبض عليه‬


‫مؤخارا بتهمة حيازة مخدرات وحكم عليه بالسجن‬
‫خامس وعشرون سنه‬

‫وعهوُدَ تزوجت من ناصر وطفلهما ينبض في‬


‫احشائها‬

‫حصـَة ‪ ،‬ظلت على أمل ما لبث ان تلشى بحصوُل‬


‫صموُدَ على الجنسيـَـَة ‪ ،‬وتحت وطأة وضغط‬
‫والديها قبلت بزوج تقدم اليها ‪ ،‬عاشت معه سعادَة‬
‫خايالية سفر وسهر وامسيات وردَية ‪،،،‬‬
‫لتكتشف بعدها انه اثقل كاهله وكاهلها بالديوُن‬
‫والقروض ثم فر خاشية السجن والمدينين ‪،،‬‬
‫تاركا اياها مع ثلث زهرات اشبه باليتيمات‬
‫فاضطرت للعمل صباحا للسدادَ ‪ ،‬ومساء لسد‬
‫الحاجه ولقمة العيش ‪،،‬‬
‫رغم ان والداها وناصر لم يتركاها ولم يتخليا عنها‬
‫وبناتها ‪ ،‬لكنها ترفض ان تكوُن عالة ‪،‬‬
‫وتحاول العيش بما بقي لها من كرامة ‪،‬‬

‫عبير وغدير قارب حصوُلهما على الشهادَة واللقب‬


‫اللتان حلمتا به‬
‫الدكتوُرة عبير ‪ ،‬والمهندسة غدير‬

‫صموُدَ أكملت تعليمها في جامعة الكوُيت ‪ ،‬ولزالت‬


‫بها ‪ ،‬تخطي خاطوُاتها الخايره نحوُ سلم المحاماة ‪،،‬‬
‫تأمل في ان تضئ سراجا وتشعل شمعة في حياة‬
‫أولئك الموُءودَين وان تكوُن سببا في تفريج الكربة‬
‫عنهم ورفع الظلم والذى‬

‫خاالد مازال يستكمل اوراق الهجرة مع زوجته دَلل‬


‫فوُجوُدَ ابنائه بل شهادَة ميلدَ ‪،‬‬
‫وحرمان ابنه من الدراسة قريبا امر لن يحتمله‬
‫صحيح انه تأخار لكن ان تفعل خاير من ان ل تفعل‬

‫اما ثامر فلقد التحق في الجامعة السترالية‬


‫بعد ان انتهى من دَراسته الثانوُية ‪ ،‬كما وعده صقر‬
‫تماما ولم تنقطع اخاباره عن شقيقه وبن عمه‬
‫صقر‬
‫بل ان صقر قام بزيارته في السنة الخايره بعد‬
‫حصوُلة على الهوُية‬
‫وهاهوُ ثامر يقترب من الحلم ويشرف على التخرج‬
‫بنجاح من كلية الطب ‪،‬‬
‫وحصوُله على الجنسية السترالية‬

‫‪.‬‬

‫مرور آلوُقـَت]تفسيره[ ـَـَـَ‬


‫عب مع ت‬ ‫حلم يص ي‬
‫أحسسه‪ /‬ت‬
‫وأحسسه‪ /‬شئ لا يمكن يصير‪..‬و‬
‫صآار‪..‬بـَ‪/‬أعمآااقـَي!!‬
‫ون تتوُ ثري‬
‫أ‬

‫هيييييييييييييييييييييييييييييييي‬

‫ارتفعت القبعات السوُدَاء عالية محلقة في السماء‬


‫كقلوُب اصحابها التى ترفرف فرحا معلنة انتهاء‬
‫عقد من زمن التعب والجد والجتهادَ ‪ ،‬وتكلله‬
‫بالنجاح‬

‫ال قبعتها بقيت كما هي فوُق راسها ل حراك‬


‫‪،،‬فعيناها ما تزال على اتساعهما صدمة مما تراه‬
‫امامها‬

‫تشكككككككككككككككككككككككككككككككك‬

‫والتقطت الصوُرة لتحتفظ بتلك النظره الغريبه‬


‫في عينيها دَهشة صدمه عدم تصديق غير آبهه‬
‫بضربات‬
‫شقيقاتها غدير وعبير لها للتنبية‬

‫اسرعت بخطوُاتها بمجردَ ان اعطاها تاكيدا‬


‫بابتسامته انه واقع ل حلم ‪ ،،‬تبعتها شقيقاتها‬
‫بنظراتهن المستنكره لتصرفها الغريب ؟ حتى‬
‫اتضحت لهن الصوُرة فاعتلتهن الدهشه كما هي‬
‫كان يتوُسط والدتها ودَلل ‪،،‬‬

‫توُقفت امامه تماما ورفعت راسها الى قامته‬


‫الطوُيله ترتجف فرحا وعجبا وجنوُنا‬

‫بادَرها بصوُته الذي اكد حضوُرة تماما بل شك ‪:‬‬


‫مبروك يا صموُدَ كنت واثق انج قدها‬

‫ل تعلم كيف خارجت كلماتها متزنه رغم بعثرتها ‪:‬‬


‫صقر صقر شلوُن جيت ؟؟ ‪ ،،‬متى وصلت ؟؟‪،،‬‬
‫شلوُن عرفت اني ‪.......‬؟؟‬

‫‪ :‬رفع قبعتها ممسكها بيده ‪ :‬المهم اني جيت !‪...‬‬


‫صح !‬

‫‪ :‬توُسعت ابتسامتها وحركت راسها ‪ :‬صحين ‪......‬‬


‫فابتسم ملقيا قبعتها عاليا نحوُ السماء‬

‫نصبت الخيمتان إحداهما توُسطت الحي والخارى‬


‫بعيدة نسبيا عنه‬

‫الولى للنساء والخارى للرجال‬

‫اعتلت الزينة وتزينت أرجاء الحي بأضوُائها‬


‫وارتفعت أصوُات الدفوُف والغناء واخاتلطت‬
‫بشقاوة الطفال ولعبهم‬

‫وهمسات الفتيات وضحكاتهن ‪ ،‬الضيافه على قدم‬


‫وساق والسعادَة ترفرف باجنحتها وان كانت على‬
‫موُعد للرحيل ‪،‬‬

‫ام فيصل ‪ ، ،‬ام ناصر وغيرهن من نساء الحي‬


‫يجتمعن يتسامرن الحديث على نغم تلك الناشيد‬

‫مزجت بين الملوُحة‬‫تبرق محاجرهن بدموُع ت‬


‫والمراره ‪ ،‬بين السف والحسره والشوُق والحنين‬
‫لمن تركهم ورحل ‪ ،،،‬وبين التسليم والرضا بالقضا‬
‫والقدر ‪،،‬‬

‫كانت ليلة اجتمع فيها الغائبوُن بعد غربة دَامت‬


‫سنين اقتصت فيها اليام من صحتهم وتغذت على‬
‫نزف مشاعرهم‬

‫وكانت ليلة شاهدة لجتماع الجسادَ بعد تفرقها‬

‫صقر قد أتي بالشهادَة والهوُية ‪ ،‬وكذلك مشعل‬


‫وكذلك فهد وثامر ‪،‬‬

‫ليلة اجتمعت فيها الرواح بعد عناء الهجرة الطوُيل‬


‫وشقاء الغربة الموُحشة‬

‫ليلة يتزودَون بها من الحنين ليكملوُا ما بدءوه في‬


‫مسيرتهم المتعثره ‪،،‬‬

‫فلم يعوُدَوا من اجل البقاء ‪ ،‬لكل منهم مسيره‬


‫وواجب عاهد نفسه على ان ل يخل به‬

‫هم كالخليه في خادمة القضية وان تفرقت‬


‫اجسادَهم ‪ ،‬فكل منهم على اتصال بالخار ‪ ،‬وكل‬
‫من موُقعه‬

‫هذا يقوُم بخدمة الضعفاء منهم وهذا نذر نفسه‬


‫لتعليمهم والخار لتمريضهم والخار لنشر قضيتهم‬
‫شعرا ومقال ورواية‬

‫اما هي‬

‫لم تكن تحيا هذه اللحظات كما يجب فما يشغلها‬


‫اكبر من ان تغفل عنه او تتجاهله‬

‫بالمس خايرها بين البقاء والهجره ‪ ،‬خايرها بين‬


‫رفقته وعدمها ‪،‬‬

‫خايرها وليته ارغمها على احدهم ‪ ،‬لول مره تتمنى‬


‫ان تجبر على فعل احدهما‬

‫دَون اخاتيار منها‬


‫كم هوُ صعب ان تتخير بين البقاء في وطنها بعد‬
‫اعترافه بها ‪ ،،‬وان ترحل لنه لم يعترف بمن تتحب‬

‫اتشعر باللذه عندما يقدم لك طبق الحلوُى وتيحرم‬


‫منها اشقاؤأك وابناؤأك ؟؟‬

‫بل تكوُن كجرعات السم تتزقمها غصبا !‬

‫مازال حديث البارحة يتردَدَ في مسامعها ‪ ،‬صوُته‬


‫الحزين الشجن ‪ ،‬في غرفتهما تحت الضوُء الخافت‬
‫الذي كان من المفترض ان يجلب لهما الراحة ‪،‬‬

‫‪ :‬صموُدَ تاكدي انج موُ مجبوُره على شي ‪ ،‬وتاكدي‬


‫اني اكثر من راح يتفهم قرارج‬

‫‪ :‬ليش يا صقر ليش ترجع الجنسية واخاذتها شنوُ‬


‫تبي بعد منهم ؟‬

‫‪ :‬صح اخاذتها يا صموُدَ لكن موُ هي طموُحي ول هي‬


‫اللي احلم فيها ‪ ،‬انا ما اخاذتها ال لني بوُصل للي‬
‫ابيه‬

‫‪ :‬وما تقدر وانت هنيه توُصله‬

‫‪ :‬للسف ل ‪ ،‬تهقين لوُ اقدر بتغرب مره ثانيه ؟‬


‫مابيدي حل وعلى اكتافي ثقل وامانه لزم اوصلها‬
‫‪:‬صقر ما اشتقت لرضك واهلك ؟ تراهم اشتاقوُا‬
‫لك ؟ لهالدرجه هانت وهانوُا عليك‬
‫هانت علي ؟؟ اصحح لج السؤال لهالدرجه هنت‬
‫وهنا على ارضنا يا صموُدَ ؟ لج فرصه واخاذي راحج‬
‫بالتفكير ‪ ،‬ول تفكرين ال بنفسج ومصلحتج انتي‬

‫‪ :‬وليش انت تفكر بغيرك ؟‬

‫ابتسم ‪ :‬انا غير‬

‫‪ :‬صقر تكفى ل تسافر احنا محتاجينك اهلك واهل‬


‫دَيرتك محتاجينك ليش تتخلى عنهم‬

‫‪ :‬اهلي وعيال قضيتي واللي احبهم هم سبب‬


‫سفري ‪ ،،‬حملت نفسي همهم وما راح اتراجع لخار‬
‫نفس يطلع مني‬

‫صدت بوُجهها مخفية الم فاضت به عينيها فزادَ‬


‫وجعه ليهمس لها بالم مضاعف‬

‫‪ :‬عيشي حياتج يا صموُدَ ‪ ،‬ل تربطين نفسك فينا ‪،‬‬


‫جتج الفرصه استغليها‬

‫‪ :‬لوُ كنت مكاني يا صقر ‪ ،‬راح تعيش حياتك بعد ؟‬


‫غادَر مشعل للمملكة ‪ ،‬وتبعه فهد لكندا ‪ ،‬وكذلك‬
‫ثامر الى المارات لقبوُله في وظيفة بإحدى‬
‫المستشفيات ‪،‬‬

‫غادَروا لتعوُدَ الوُحشه الى المنازل المهجوُره‬

‫ال من عطر ذكرياتهم ‪،،‬‬

‫هكذا بدت ميثا تئن وجعا وسط دَيارهم ‪ ،‬بين ذكرى‬


‫الوُالد والوُالده‬

‫وذكرى شقيقيها‬

‫لم تكن صموُدَ افضل منها حال ول دَلل رغم انهما‬


‫تحاولن التخفيف عنها وجبر قلبها المحزون‬
‫بفراق شقيقيها‬

‫فكلهن مكلوُم ‪ ،‬وكلهن تصارع الدمع واللم‬

‫عوُه على امل اللحاق به قريبا ‪ ،،‬دَلل شقيقته‬


‫ودَي ت‬
‫وخاالد بن عمه ‪ ،‬اوصاهما بنفسيهما والخارين ‪،‬‬
‫وسيبقى على اتصال بهما الى حين اللقاء ‪،‬‬

‫ودَعه صديقه نايف الذي لم ينقطع عن زيارته بين‬


‫الحين والحين وعلى اتصال ودَعم دَائم ومستمر له‬
‫وللقضية ‪،،‬‬

‫بادَلهما كلمات الوُدَاع والوُصية ‪ ،‬وعيناه تدور في‬


‫المكان تبحث عن شيء ما ؟!‬

‫لعلها تلتقطه ‪ ،‬او تلمحه قريبا ‪....‬‬

‫لم يجدها بينهم ‪ ،‬ربما بقدر امنيته ان تبقى بين‬


‫اهلها ووطنها كانت له امنية بان تأتي معه بان‬
‫ترافقه‬

‫ربما تعتبر امنية انانيه نوُعا ما ‪ ،،‬لكنها كانت تتدافع‬


‫اليه وتتملكه رغما عنه ‪،،،‬‬

‫قبل ان يصعد لسيارته توُقفت سيارة ناصر وعهوُدَ‬


‫ترافقهم اخارى ‪ ،،،‬كانت هي بعينها وان كانت‬
‫تتلحف تحت غطائها ‪ ...‬يمكنه معرفتها وتمييزها‬
‫بين اللوُف‬

‫بين شهيق ودَموُع كانت تزف الية خاطوُاتها‬

‫تركت والدة وشقيقات مكلوُمات‬

‫وستترك موُطنا طالما حلمت بان تحيا وتموُت بين‬


‫اركانه‬

‫تعلم انه ل يزال بامكانها التراجع ‪ ،‬والخيار لها‬


‫لكنها ل تريد ان تخسره ‪ ،‬ول تريد ان تخسر عائلتها‬

‫اخابرها ان بامكانها ان تخدم القضيه من مكانها‬


‫وارضها‬

‫لكنها تابى ال ان تشاطره الدعم من نفس الرض‬

‫التي سيتوُسدها‬

‫ارضا لم يعرفها ال من خامس سنوُات‬

‫فاعترفت به واعطته حقوُقا وجعلت له مركزا‬

‫ومكانا معلوُما‬

‫شتان بينها وبين ارضه ؟!‬

‫وشتان بين المشاعر التي يحملها لكلهما ؟‬

‫فتلك بلدَه وان جارة عليه عزيزة‬

‫" المطار "‬


‫ضجيج وأصوُات مرتفعه خاطوُات بين مسرعه‬
‫ومتأنيه ‪ ،‬صدى ضحكات وأخارى عبرآت‬

‫وبين هذا وذاك ‪ ..‬ترانيم عزفتها القلوُب وتغنت‬


‫بها الرواح ‪ ..‬وانشدتها الدموُع‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫~ ضبـَاب أم عزف المحاجر ؟ ~‬

‫" صمـَـَـَوُدَ "‬

‫مازال الضبـَاب يغلفهما ‪ ..‬ل ارى بوُضوُح ؟!‬

‫ي بتتابع لعل الصـَوُرة تتضـَح أكثـَر !!‬


‫ت عين ي‬
‫أغمض ت‬

‫~ نعم اتضحت بعض الشـَيء وان كان الثمن تدفق‬


‫ذلك الدمع المحجوُر ~‬

‫ي‬
‫ازدَرت ريقي بصعوُبه ‪ ..‬ثم شددَت على يد ي‬
‫اخافف من توُترهما‪..‬‬

‫وقدمي تصنع مع الرض نغمه موُسيقيه سريعه‬

‫~ خاوُف اضطراب قلق بعثرة شتات هذا ما اشعر‬


‫به ~‬

‫سحبت نفسا عميقا لعلها تسكن تلك الروح‬


‫المضطربه بين حناياي ‪...‬‬

‫ويستريح قلبي الذي يرقص كـَ الطير الذبيح ‪...‬‬

‫وضعت يدي عليـَه أتلوُ بعض اليات‪...‬‬

‫أخااطب بها روحي لتستكين وقلبي المرتجف ليهدأ‬


‫ويطمئن ‪....‬‬

‫وما ان سكن ‪...‬‬

‫اغمضت عيني‬
‫ارسم صوُرة غرفتي ‪ ..‬ولعبتي ‪..‬وامي ‪ ..‬واخاوُتي‬
‫‪...‬‬

‫فتحت عيني ببطئ أودَع تلك الذكريات الدافئـَه‬


‫التي صنعتها ‪ ...‬فتلشت الصوُره‬

‫وتناثرت كما مشاعري واحاسيسي ‪...‬‬

‫وقعت عيني على ذاك القـَادَم من بعيـَد‬


‫‪..‬تسـَارعت خاطـَوُاتـَه تبرزهـَ هيبته ويسبقـَه‬
‫وقـَارهـَ‬

‫راقبتـَه بصمت‬

‫عبثت يداه بأوراق تصفحها ثم دَسها في‬


‫الحقيبه‪ ...‬واقترب أكثر حتى لفحتني حرارة‬
‫أنفاسه‬

‫وأشرقت ملمحـَه الجادَه بناظري ‪ ...‬تأملني قبل‬


‫ان ينطق‪ ...‬وغزت نظراته عمق عيناي‬
‫وكأنه يبحث عن جوُاب لسؤال يعصف بروحه‪...‬‬
‫ولنني ل املكه أجدت فن الهروب وأشحت بنظري‬
‫عنه ‪...‬‬

‫مد يده فأسرعت يدي المرتجفه للتشبث بها‬


‫‪..‬ساعدني على النهوُض ‪ ..‬حتى استوُيت واقفه‬

‫شد على يدي يؤكد علي‪ ...‬فابتلعت ريقي الذي‬


‫جف‪ ..‬وحركت راسي بـَ اليجاب ‪..‬‬

‫أطلق زفرة كان قد احتبسها فتره ‪ ...‬وشد على‬


‫يدي اكثر وهوُ ينطلق بي الى حيث المجهوُل‪....‬‬

‫تحركت خاطوُه ثم أبيت‪...‬ل لست أنا بل قدماي‬


‫التي أبت أن تتحرك‪ ...‬حاولت ‪ ..‬لكنهما خاذلني‪...‬‬

‫خاذلني ‪ ....‬و ‪ .....‬خاذله ‪..‬‬

‫توُقفت مرغمـَـَه ‪ ...‬فتوُقف هوُ مصـَدوم ‪...‬‬

‫التفت نحوُي‪ ...‬وتعلقت نظراته بعينـَي لتمطر‬


‫وجعا وحسـَرهـَ ‪..‬‬
‫ارتسمت على شفتيه شبح ابتسامه‪....‬فازدَدَت‬
‫ألما‪...‬‬

‫شد على يدي أكثر‪ ....‬فضاعت حروفي وألجم‬


‫لساني‪..‬‬

‫‪.‬‬

‫"‬

‫~ خايبـَـَـَـَه ~‬

‫اغمض عينيه وسحب نفسا عميقا ‪ ..‬وكأنه وجد‬


‫جوُابه‪...‬ارتخت قبضته‪..‬‬

‫فحركت راسي نافيه ‪...‬‬

‫ل اريد ان يتركني‪..‬ل اريد ان افقده‬

‫ابتسم‪ ...‬ولمعت عينيه ببريق ترجم احاسيسه ‪...‬‬


‫وشعوُره‪...‬‬
‫اقترب مني اكثر حتى لفحتني انفاسه‬

‫وهمس باذني‬

‫" صموُدَ انتي حره‬

‫حره‬

‫حره‬

‫سحب يده ‪ ..‬ليعصف بروحي الضعف‪....‬‬

‫واستدار ‪ ...‬لتابع طيفه يتلشى كما الذكريات ‪....‬‬

‫صقـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَ ر ررررر‬

‫صقـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَ ر ررررر‬
‫صقـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَـَ ر ررررر‬

‫لاااااااااااااااااااااا‬

‫دَوت صرخاتها عاليا لتلفحها برودَة صداها‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫تمت‬

‫" سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن ل إله إل أنت‬


‫أستغفرك وأتوُب إليك "‬

‫‪ #‬اللهم صلي على محمد وآل محمد ‪#‬‬


‫روح زايـَـَـَـَد‬

‫منتديات غرام‬

You might also like