Professional Documents
Culture Documents
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 1أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
صوُلُُالسُنُُة ُ
أ ُ
تأليفُ
ُ
اإلمَامِ أبي بكر عبدِ اهللِ بنِ الزبيِ احلُمَيدي
(ت 219هـ )
حتقيق وضبط
خادم الكتاب والسنة
أبو عبداهلل ليث احليالي
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 2أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
احلمدُ هللِ ربِّ العاملنيَ والصالةُ والسالمُ على نبيـِّنا وحَبيبِنا حمُمـدٍ إمامِ املتــقنيَ وسيدِ األولنيَ
أما بعدُ :فلما عزمتُ بعقدِ جملس لروايةِ أصولِ السُنَّةِ للْحُمَيْدِيِّ لَم أجِدْ نُسخةً مُنقحةً
ومضبوطةً ألجلِ عقدِ اجمللسِ ،فتوكلتُ على اهلل وتمتُ بيتبي ِ وضَبطِ هذهِ النُسخَةِ
وبَشكيلِها باحلركاتِ مع الشرحِ اليَسيِ لبعضِ املعاني وبعضِ الفوائدِ ليتسنى للقارىءِ أن
يُراجِعَها بسهولةٍ ،وذَلكَ بعدَ أَن حصَلتُ عَلى مَخطوطتنيِ مِن املَكتبةِ الظاهريةِ ،وأسالُ اهللَ
العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يتَقبلَ مِنَّا هذا العملَ وأن جيعلَهُ نوراً،يومَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إال
سليم ،وصلى اهللُ عَلَى سَيِِّدِنَا مُحَمَِّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أمجعني. مَن أبى اهلل بقل
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ ،أبو بكر الْقُرَشِيُّ الْأَسَدِيُّ الْحُمَيْدِ ُّي
شيوخُهُ :حَدَّثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ،وَفُضَيْلِ بْنِ عِيَاض ،وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ،فَأَكْثَرَ عَنْهُ
بالميذُهُ :حَدَّثَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ،وَالذُّهْلِيُّ ،وَهَارُو ُن الْحَمَّالُ ،وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ،وَبِشْرُ
بْنُ مُوسَى ،وَأَبُو حَابِم ،وَأَبُو بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْمَكِّيُّ وَرَّاتُهُ ،وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ .
.2وَتَالَ أَبُو حَا بِم :أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ الْحُمَيْدِيُّ ،وَهُوَ رَئِيسُ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ،
.3وَتَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل الْقُهُسْتَانِيُّ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ :سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ :مَا رَأَ ْيتُ
صَاحِ َ بَلْغَم أَحْفَظَ مِنَ الْحُمَيْدِيِّ ،كَانَ يَحْفَظُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَشَرَةَ آلَافِ حَدِيثٍ .
وهو أولُ رجُل يف صحيحِ البخاريِّ حبَديث األعمال بالنياتِ ولَهُ رِوَايَةٌ فِي مُقَدِّمَةِ " صَحِيحِ
مُسْلِم "
تَالَ الْحُمَيْدِيُّ :جَالَسْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ بِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا(.)1
محدَ بنِ أبي بكر احلِبشيِّ ،عن مُحمَّد عَ ْبدِ البَاتِي بنِ مُالَّ عَلي
املُعَمَّر أ َ
هلل
األنصاريِّ اللَّكْنَوِيِّ احلَنَفِيِّ (1286ـ )1364إجازةً ،عَنْ فَضْلِ الرَّمحَنِ بنِ أهْلِ ا ِ
املُرَادْ آبَادِيِّ ( ،)1313عَنْ شَاه عَبْدِ العَزِ ْيزِ ب ِن أمحَدَ الدِّهْ َلوِيِّ (،)1239عَن أبي ِه
ويل اهلل الدِّهْلَوِيِّ ( 1114ـ ،)1176عَنْ أَبِي طَاهِر مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ حَسَن
ي
ي ( 1037ـ ،)1094عن مُح َّمدِ ب ِن بَدْرِ ال ِّديْ ِن البَلْبَان ِّ
سُلَيْمانِ الرُّوْدَانيِّ املَالِك ِّ
الصاحليِّ ( ،)1083عَنِ الشِّهَابِ أمحَدَ بنِ أبي الوَفَا عَلي بنِ إ ْبرَاهِيْمَ املُفْلِحِي
(ت 1038هـ) ،وَأَحْمَدَ بنِ يُونُس العيثاويِّ الدِّمَشْقِيِّ (- 934 الشَّهِيْرُ بالوَفَائِيِّ
كِلَاهُمَا ،عَنْ شَمْسِ الدِّينِ ُمحَمَّد بنِ مُحَمَّد بنِ َعلَى بنِ طُولُون )1025
الصاحليِّ ( ،)953 -880عَن جَمَالِ الدِّينِ يُوْسُفَ بنِ حَسَن بنِ عَبْدِ اهلَادِي ب ِن
تُدامة الدِّمَشْقِيِّ الشَّهِيْرُ ب (ابن املِبْرَد) ( ،)909-840عَن نورِ الدِّينِ مُحَ َّمدِ ب ِن
إِبْرَاهِيمَ اخلَلِيْلِيِّ( ،)2عن عَائِشَةَ بنْتِ مُحمَّدِ بنِ عَبْدِ اهلَادِي املَقْدِسِيَّ ِة
عَن أَبي الْمَعَالِي أَحْمَدَ بنِ عَ ْبدِ الْغَ ِنيِّ الْبَاجِسْرَائِيِّ (ت ،)563عَن أَبِي مَنْصُوْر
مُحَمَّد بنِ أَحْمَدَ بنِ َعلِيِّ الْخَيَّاط الزَّاهِد ( ،)499-401أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّاهِر عَ ْبدُ
حمَِّد ب ُن
حمَّدِ بنِ َجعْفَر املُؤَدَّب ( ،)428-345أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِي مُ َ
الغَفَّار بنُ مُ َ
أَحْمَد بنِ احلَسَن بنِ الصَوَّاف( ،)359-270( )3أنَبَأَنا بِشْرُ بنُ مُوْسَى الْأَسَ ِديُّ
(ت )219 ( ،)288-190حَدَثَنَا اإلِمَا ُم احلُجَّة أَبُو َبكْر عَبْ ُد اهللِ بنُ الزُّ َبيْر احلُ َميْدِي
-رمحه اهلل.-
ح وبالسند أعاله اىل مُحَمَّد بنِ عَلي بنِ طُولُون الصاحليِّ ( ،)953 -880عَن
(ت ،)900عَن حممد بنِ عَبدِ اهللِ بنِ مُوسى بنِ رسالن السُلَمي (،)837-753
عَنْ احلَافِظِ ِعمَاد الدِّين أَبي الفداء إمساعيلِ بنِ عَمْر بنِ كَثِيٍ ال ِّدمَشْ ِقيِّ
( ،)774-701عَنْ أَبِي احلجَّاجِ جَمَال الدِّين يوسُفَ املِزِِّي ( ، )742-654عَنْ أَبِي
وتد ذُكِر يف حاشية خمطوطة (أ) ،أصل الرسالة( :هذهِ مِن روايةِ احلافظِ العَلم ِ األصبهاني ِّعَلى أَبي عَلي مُحمَد بنُ أَمحد َ بنُ احلَسَنَ ( )3
الصواف عَن أَبي عَلي بشرِ بنِ موسى ،عَن احلُميديِّ مؤلفهِ).
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 6أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
ي
احلَسَنِ عَلِي بنِ بَلبَان بنِ عَبْدِ اهللِ عَلَاء الدِِّين الفَارِسِيِّ الناصريِّ احلَنَ ِف ِّ
الشَّيْخُ اجلَلِيْلُ ،الثِّقَةُ ،مُسْنِدُ العِرَاقِ ،أَبُو طَالِ عَبْدُ اللَّطِيْفِ ابنُ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ بنِ فَارِس ،ابْنُ القُبَّيْطِيِّ احلَرَّانِيُّ ،ثُمَّ ( )4
البَغْدَادِيُّ ،التَّاجِرُ ،اجلَوْهَرِيُّ( ،وَتُبَّيْطٌ :حَالَوَةٌ عَسَليَّةٌ) ،وُلِدَ :سَنَةَ أَرْبَع وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ ،فِي شَعْبَانَ.
وَسَمِعَ مِنْ :جَدِّه عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ ،وَالشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ اجلِيْلِيِّ ،وَهبةِ اهلل بنِ هِالَل الدَّتَّاقِ ،وَأَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ ،وَأَحْمَدَ بنِ املُقَرِّبِ ،ويَحْيَى
حَدَّثَ عَنْهُ :جَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ ،وَبَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ الوَا سِطِيِّ ،وَشَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ الزَّينِ ،وَالفَارُوْثِيُّ ،وَعَالَءُ الدِّيْنِ ابْنُ بَلْبَانَ ،وَرَشِيدُ الدِّيْنِ
ابْنُ أَبِي القَاسِمِ ،وَعِمَادُ الدِّيْنِ ابْنُ الطَّبَّالِ ،وَعِزُّ الدِّيْنِ ابْنُ البُزُوْرِيِّ ،وَعَلِيُّ بنُ حُصَيْن ،وَسُنْقَرُ القَضَائِيُّ ،وَبَاجُ الدِّيْنِ الغَرَّافِيُّ ،وَعِدَّةٌ.
وَبِاإلِجَازَةِ :أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الشِّحنَةِ ،وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيُّ ،وَابْنُ العِمَادِ الكَابِ ُ ،وَسِتُّ الفُقَهَاءِ بِنتُ الوَاسِطِيِّ.وَتَدْ سَافرَ فِي
التِّجَارَةِ مُدَّةً ،وَكَانَ دَيِّناً ،خَيِّراً ،حَافِظاً لِكِتَابِ اهللِ ،صَادِتاً ،مَأْمُوْناً ،الَ يُحَدِّث إِالَّ مِنْ أَصْلِهِ ،وَكَانَ يَتَّجِرُ.
وَلِيَ مَشْيَخَةَ املُسْتَنْصِرِيَّةِ بَعْد أَبِي احلَسَنِ ابْنِ القَطِيْعِيِّ ،ثُم َّ كَبِرَ فَأُعْفِيَ مِنَ احلُضُوْرِ ،فَكَانَ يُحَدِّث ُ بِمَنْزلِهِ ،وَتد بَعَثَ ابْنَ زَوجتِهِ بِمَالِهِ إِلَى
املَغْرِبِ ،فَذَهَ َ املَالُ ،وَبَقِيَتْ لَهُ دُوَيْرَاتٌ ،بُوُفِّي َ :سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ ،فِي شَهْرِ جُمَادَى األُوْلَى.
( )5بِشْرُ بْنُ مُوسَى ابْنُ صَالِحِ بْنِ شَيْخِ أَبُو عَلِيٍّ الْأَسَدِيُّ الْبَغْدَادِيُّ وُلِدَ 190هـ ومات 288هـ راوي املسند عن اإلمام احلميدي ،تال أبو
بكر اخلالل :بشر كان أمحد بن حنبل يكرمه ،وكت له إىل احلميدي إىل مكة ،وتال الدارتطين :ثقة نبيل.
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 7أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
6هو العالمة املؤرخ املسند النحوي املتفنن مشس الدين أبو عبداهلل حممد بن علي بن حممد الشهي بابن طولون الدمشقي الصاحلي احلنفي.
ولد بصاحلية دمشق سنة 880هـ وبويف بدمشق سنة 953هـ ودفن بسفح تاسيون ،مسع وترأ على مجاعة من كبار علماء عص ره وبلده ،منهم القاضي ناصر الدين ابن
زُريق ،وسراج الدين الصييف ،ومجال الدين يوسف ابن عبد اهلادي املعروف بابن املِبْرَد ،والنعيمي يف آخرين ،وبفقه بعمه مجال الدين بن طولون وغيه ،وأخذ عن
احلافظ السيوطي إجازة مكاببة ،كان فقيهاً حنفياً ماهراً ،وحنوياً متقناً ،ومسنداً كبياً ،ومؤرخاً بارعاً .ويل التدريس للحنفية مبدرسة شيخ اإلسالم أبي عمر
الناس يف السماع للحديث منه لعلو سنده ،وكانت أوتابه معمورة بالتدريس واإلفادة املقدسي ،وإمامة السليمية بالصاحلية ،وتصده الطلبة يف الفقه والنحو ،ورغ
والتأليف ،وتد أخذ عنه مجاعة م ن أعيان العلماء وبرعوا يف حال حيابه كالشيخ شهاب الدين الطييب ،والشيخ عالء الدين بن عماد الدين ،وجنم الدين البهنسي،
وإمساعيل النابلسي مفيت الشافعية ،والعالمة زين الدين بن سلطان مفيت احلنفية ،وشيخ اإلسالم مشس الدين العيثاوي ،وشهاب الدين الوفائي مفيت احلنابلة وتريبه
القاضي أكمل بن مفلح وغيهم .انظر الكواك السائرة ،52/2شذرات الذه ،298/8معجم املؤرخني الدمشقيني وآثارهم املخطوطة .298-290
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 8أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
َََدَيَنََ َََبََدََرََال
َ،و
ليليَ ََ َََ َاخل
َ
َ ََ اهيم
َََ َ
ر ب
َ
َ َُمََمَ َدََبََنََإَ َ َ ن
َ ي
َ د
َ َال
َََ نور
ََ ََ،و
َ ََ وي
َ َ َم
َ أل
َ َا
ََ ع
َ َابَ َجلَ َ
ام
ََ َََََؤََذَ َنََ َ
َامل َََََََ َ
فاق
َ بََ َنََالع
َ َ َ َ َ َ َ َ َ
َ َ َ
َََألَََوَلََلََلَ َجََزَءََ َعَلَىَا َ َ َ ََ َ َ
َََهََ َ ََسََ َعَََِبََميع نيََََوأَ َََنََأََ ََََتََفََرقَ َ
َم
َعَلََيَ َهَ َمَ ََََةََ َ
قيََقََرَاء َََدََمَشَ َ َ َحَ َسَ َنََبََ َنَََنََبَهاََنََال
ََنَ َهَاََ،
ََََ عاشَرَ ََم
اسَعََََ،وَالَََ ََ َ َََََ َ
َاينََََ،وَالت ََََََ
َاينََََاجلَََزَءَََالث َََََََ
َ،وَ َعَلَىَالث َجَزَ َاء
َََ َََ َعَ َشََرَةََََأ َ
َََنََ ََ َ
ََتَ َزئََةََ َ
اَألَََوََلَ ََم َ
ََنَهَََم َ
سََ َََ َ َََرَابَََعَ َلَلجَزََءَ ََ َ
اخلام َال ى
َ ل
َ ع
َ َو
َ َ ،
َ ا
َ ه
َ َ ن ََنَ َ
َم
ََ ََََ َ
ام الث
و
َ َ ع
َ َََابَََ
الرو
َ َ ث
ََََََالَََ َ
َالث ء
َثَ َلَََلَجَزََ َََََالَََ َ
َوَ َعَلَىَ َالث
ََ َ َ َ َ َ َ َ
ضَاََ. َ
السَابَََعََمَنَ َهَاََََأَيََ َ ََ َسََوَََ َ السَ َاد
وَََ َ
اعَاََ، ََسَََ َ
ََََيَََكَ َنَ َ َ َََةَ َإَََنَ َََل ََََ ََ
جاز ََيَإ َعََبَ َدَ َََاَلََ َاد ََََ َشَةَ َبَََنَتَ َ َ َ َ
َُمََمَدَ َبَََنَتَ َ َ َ َُمََمَ َدَ ََعائ َََََمَ َ َ
َخَبَََرَتَنََاَأ
َََأ َ
قَالَََ َواَ
وَُمََمَ َدََ
َََََوَفَ َقََأَََبََ ََ َ
ََََََعَمَ،أََنَبََأَََنَامل ََََ ََبََنََأََََيبََالن يبََطال َمحَََدََبََََنََأَ َ اسََََأ َََََبَََ َ
َالع
َ ضََهََ َ،عَ َنََََأََيبَ َأَوََلَََبَعَ َ
َ ََ
َ
َمحََد َبَنَ ََعَبَ َ َُمَمَ َدَ َبََ َن َالَََقَبَيَ َ عَبَ َ
نََ َالغ
ََََ
َ د
َ َ َ َ َ أ
َََ اِل
َ ََ ع
َ َامل
َََ و
َ َب
َ أ
َََ َن
ََ ر
َ َب َخ
َ
َ أ
َ َ ، ي
َ ط
َ َ َ َ َ
ن َب
ََ َََََ ََ َ
طيف
َ لَال د
َ
َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََ
َََئََبَََ َسَنََ َدَهَََأََََوَلَهَََ.َََقَرَ َاطََاملَمحَ َدََََاخلََيََ َ
َ َ صوَرَََ َ
َُمََمَ َدََبَََ َنََََأ َ َََنَ َ
وَم
َ َ
َ
الَََبَََاجَ َسََرَائََ َيَََ،أ َ
َخَبَََرَََنََََأَبَ
َ َ َ ََمَلََسَاََ ََ ، ََلََ
ََيَََ َعَ َشََرَ َذسَ َ َ خام
َََ َ َ
ميس
َ ََ َاخل
َ ََ ة
َ لَي ل
َََ ها
ََ ر
َ آخ
َ َ ر
َ ش
َ َع
َ َ ن
َ َ
َاث
ََ َِف
َ تَ ََ ب
َ ث َو
َ
َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ََ صَحَ َذَ َ
َ ك
ََ َوَ َ
َََمَشَ َقََ احلَيََةَ َ
َد َالسَََليميََََةَ َبَََصََ َ نيَ ََوَتََسَعََ َمَائَََةََ َ ،ابَلَعََمارَ َ ََ َ َ َ الَق َ َ
َ َََة َََ َ َ تَ ََوَأََربََعَ َ َ َ َسَنََةَ ََسَ َ ََََعَ َدَةَ َََاحلََرَام َ
ََوَايَتَهَ َبَََ َشَرََطََهَ َ َ َََاملحَرََ َ
َعَنَ َدََ وزََ َََِلَ َََوَ َعَنَهََ َ َر َََ َ ََيََ َ َََا َ َ َم
يعَ ََعَنَهََََ ،وَ ََجََ َ ََ َََِلَ َََأَنَ َنَرَويَََهََ َ َ َجَ َاز
وسَةَََ ،وَأ َ َ ََ َ
اَلَ َملَََءَ.
فيَََ. َ ن
َاحل
َ َيَ
ََ َََمَيلَََكَوَََََالصََ َ
احل
َ َد
َ ََ َ َُمََمَ َدََبَََ َنَ ََوَكتََبََهَََ َ
َََقَ َمََ
اَر َََظََ َ
اهَ َريََةَ ََر َََكَتََبَََةَ َال
َعَلََيَ َهَ َ
توبَ َ َََقَمََ 379َ :وَالَََ َمَكََ َ َ َََ َمَ ََر
ََقَمََ ،1245َ :فيلَ
َ
ََ.2مط َوطَةَ َامل
َ َ
َجَيَدَََ،وَهَ َيََ َ َ َ َ َ َ َ
تَ ََِبََطَ َغََي َ َ ذه َالنََ َسَ َخَةَََ،كَتَبََ َ َََ ََوَهَ ََََ(ب)، سخَةَ ََََََ َ َ مزتَ ََلَََاَابلن ورََََ َ (َ َ ،)1015
ََََوَحَةَ َال َ َ َََتَكَ َونَةَ ََمَنَ ََم َ َ َ َ
َََةََ
بار
َََوَاحَ َدَةَ ََعَ َ ينَ َلََََوَ َحَةََ ،وَاللَ َ ََائَََةَ َََوَتَ َسَ َعَةَ َََوَعَشَ َرَ َ ديََ ،وَاملََ َ َ َمَ َسَنََ َدَ َََاحلَََمَيََ َ َ
ََََََوَحََةَ َاََألَ ََ َ عَنَ ََوَرَقَتَنيََ ،وََِفَ ََك َ َ َ
َََةَ ََ:
َََ بار
َوَلَ ََعَ َ تَ َََِفَ َاللَ َ َََ َ َسَطََراَََ ،وَ َجَاء ينَ َ َََ ََلَ َََوََرَقَةَ َََخَََ َسَةَ َََوَعَشَرَ َ َ َ ََ َ َ َ
ََََرَ َك َ
ني َبَََن َ َعََرََوَةََ ليَ َبََنَ َََاحلََسََ َ
َعََ َ َ َ َََََّلََمَةَ َاَألَََوَ َحَ َدَ َََأَبََوَ َََاحلََ َسَنَ َ َ َالع
َََ َ ََََتَبَهَ َاََ َإل َ
مام (وَقََفهََ َََوَسائَ ََ
ََنَهََ)َ. اَّللََ ََم
َ،تََقَبَ َلَََ َ ليَََ7 َاحلََنَبَََ َ
7علي بن حسني بن عروة معروف ( بابن زكنون ) فقيه حنبلي ،عامل باحلديث وأسانيده .وفابه يف دمشق .أشهر بصانيفه " الكواك الدراري يف بربي مسند اإلمام
أمحد على أبواب البخاري -خ " كبي جدا. ،و " السية النبوية -خ " منتزعة من الكواك بوفى 837هـ .انظر األعالم 280 :4و الضوء الالمع .214 :5
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 9أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
8أبو حممد موفق الدين عبد اهلل بن أمحد بن حممد بن تدامة اجلماعيلي املقدسي ثم الدمشقي احلنبلي ،الشهي بابن تدامة املقدسي مؤلف كتاب املغين وميكن اعتباره
املخطوطات
املخطوطة (أ)
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 13أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
املخطوطة (أ)
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 14أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
[نص الرسالة ]
1ـ السُنَّةُ ( )13عِنْدَنَّا :أَنْ يُؤْمِنَ الرَّجُلُ بِالقَدْرِ خَيْرِهِ وَشـَ رِِّهِ ( ،)14حُلـوِهِ وَمُـرِّهِ،
وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُن ليُخْطِئَهُ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يكُن لِيُصـِ يبَهُ (،)15
2ـ وَأَنَّ اإلِميَانَ تَوْلٌ وَعَمَلٌ ( )16يَزِيدُ وَينقُصُ وَلَاينفعُ تَوْلٌ إِلَّا بِعَمَل( )17وَلَا َع َم ٌل
12هذهِ العناوين غي موجودة يف أَصل ِ املخطوطات ،عدا العنوان الرئيسي أعاله (أصول السنة).
( )13بطلق السنة على عدة إطالتات ولغةً هي الطريقة ،واملراد هبا هنا :االعتقاد.
وتد دل على وجوب اإلميان بالقدر خيه وشره حديث جربيل ،وفيه :تال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم" :اإلميان أن بؤمن باهلل ( )14
ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر ،وبؤمن بالقدر خيه وشره" أخرجه مسلم .
وجاء هذا يف حديث الينِ صَل َّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تال ( لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ ( )15
لِيُخْطِئَهُ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ) رواه اليتمذي وتال االلباني :صحيح ( صحيح اليتمذي .)2144
اإلميان هو اعتقاد باجلنان وتول باللسان وعمل باألركان ،وتد دل على األول توله بعاىل ﴿ :ولَكِنْ تُولُوا أَسْلَمْنَا ولَمَّا يَدْخُلِ الْإِميَانُ فِي ( )16
تُلُوبِكُمْ ﴾ [احلجرات ،]14 :ودل على الثاني توله بعاىل ﴿ :وَتُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ﴾ [العنكبوت ،]46 :ودل على الثالث
توله بعاىل ﴿ :وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِميَانَكُمْ ﴾ [البقرة]143 :؛ أي صالبك ،تال اإلمام الشافعي رمحه اهلل ( :وكان اإلمجاع من الصحابة=
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 19أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
3ـ والتَّرحمُ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّهمْ ،فَإِنَّ اهللَ عزَّ
فَلَنْ يُؤْمِنَ إِلَّا بِاالِسْتِغْفَارِ هلُمْ ،فَمَنْ سَبَّهُمْ أَوْ بَنَقَّصَهُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَلَيْسَ
عَلَى السُنَّةِ ( ،)21ولَيْسَ لَهُ فِي الفَيءِ حَقٌ ،أَخْبَرْنَا بِذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ
والتابعني من بعدهم ومن أدركنا يقولون إن اإلميان تول وعمل ونية ال جتزىء واحدة من الثالثة إال باألخرى ) شرح أصول اعتقاد السنة
- 1تول القل :وهو اعتقاد ما أخرب اهلل سبحانه به عن نفسه وعن أمسائه وصفابه وأفعاله ومالئكته ولقائه على لسان رسله .
- 2تول اللسان :وهو اإلخبار عنه بذلك والدعوة إليه والذب عنه وببيني بطالن البدع املخالفة له والقيام بذكره وببليغ أوامره .
- 3عمل القل :كاحملبة له والتوكل عليه واإلنابة إليه واخلوف منه والرجاء له وإخالص الدين له وغي ذلك من أعمال القلوب اليت فرضها
- 4أعمال اجلوارح :كالصالة واجلهاد ونقل األتدام إىل اجلمع واجلماعات ومساعدة العاجز واإلحسان إىل اخللق وحنو ذلك ( .مدارج
(تلتُ) ومع األسف نرى كثي مِن الناس يقول لك أهم شيء اإلميان يف القل ،فلو كان صحيحاً لظهر على اجلوارح من صالةٍ وصيام وزكاةٍ.
( )17ال بد أن يصدق العمل القول ،دل على ذلك توله بعاىل ﴿ :وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَتِيلَ لَهُم ْ بَعَالَوْا تَابِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا تَالُوا لَوْ نَعْلَمُ
تِتَالًا لَابَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَتْرَب ُ مِنْهُمْ لِلْإِميَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي تُل ُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾ ال عمران .167:
( )18كما جاء يف حديث النيب صلى اهلل عليه وسلم ":إمنا األعمال بالنيات ،وإمنا لكل امريء ما نوى" ،متفق عليه.
( )19وذلك لقوله بعاىل ﴿ :تُل ْ إِنْ كُنْتُم ْ بُحِبُّون َ اللَّهَ فَابَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾،وتوله صَلَِّى اللَِّه ُ عَلَيْهِ وَسَلَِّمَ للثالثة الذين جاءوا إليه وسألوا عَنْ
عِبَادَبِهِ فَلَمَِّا أُخْبِرُوا كَأنَِّهُمْ بَقَالُِّوهَا (أي رأوها تليلةً بالنسبة ملا ينبغي هلم) فقال هلم (فَمَنْ رَغِ َ عَنْ سُنَِّتِي فَلَيْسَ مِنِِّي) رواه الشيخان.
( [)20احلشر .]10
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 20أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
مَالِك بِن أَنَس أَنَّهُ تَالَ :تَسَّمَ اهللُ بعاىل الفَيءَ ()22فقال ﴿ :لِلْفُقَرَاءِ
ثم تال { :وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا..
4ـ والقرآنُ :كالمُ اهللِ ،سَمِعْتُ سُفْيَانَ [ بنَ عُيَيْنَةَ( ] )26يَقُولُ" :القُرْآنُ كَلَامُ
اهللِ ,وَمَنْ تَال مَخْلُوقٌ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ ( ،)27لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ هَذَا(.)28
( )21وذلك لقوله صَلَّى اللَّه ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا بَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَن َّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْل َ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ) رواه البخاري
ومسلم ،وتال أبو زرعة لرازي :إذا ر أيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فاعلم أنه زنديق( .الكفاية
( )22الفيء هو ما أخذه املسلمون من الكفار احلربيني من غي تتال ،وتد ورد ذكره يف سورة احلشر :مَا أَفَاءَ اللَِّه ُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
فَلِلَِّهِ وَلِلرَِّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِنيِ وَابْنِ السَِّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ.
( [)23احلشر .]8:
( [)24احلشر .]10:
( )25شرح أصول اعتقاد أهل السنة واجلماعة ألبي القاسم الطربي ح ( 2400ج/7ص )1087:ط.دار البصية ،وأبو نعيم يف حلية األولياء
ج /6ص ،327:سنن البيهقي الكربى ج ، 372/ 6باريخ دمشق البن عساكر ج/44ص.391:
سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ مَيْمُوْن اهلِالَلِيُّ ،الكُوْفِيُّ ،ثُم َّ املَكِّيُّ ( 198- 107هـ) سَمِعَ مِنْ :عَمْرِو بنِ دِيْنَار -وَأَكْثَرَ عَنْهُ ،-وَابْنِ ( )26
شِهَاب الزُّهْرِيِّ ،وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ ،وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ ،وَعَبْدِ اهللِ بنِ دِيْنَار ،وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ ،وَمُحَمَّدِ بنِ املُنْكَدِرِ ،وَعَطَاءِ بنِ=
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 21أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
فَقَالَ لَهُ أخْوهُ إِبْرَاهِيمُ بن عُيَيْنَةَ ":يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ،الَ بَقُلْ يَنْقُصُ" ،فَغَضِ َ
وَتَالَ اسْكُتْ يَا صَبِىُّ ،بَلْ حَتَّى الَ يَبْقَى مِنْهُ شَىْءٌ (.)30
السَّائِ ِ،وَسُفْيَانَ ،وَشُعْبَةَ ،وَزِيَادِ بنِ سَعْدٍ،حَدَّثَ عَنْهُ :األَعْمَشُ ،وَابْنُ جُرَيْج ،وَشُعْبَةُ -وَهَؤُالَءِ مِنْ شُيُوْخِهِ ،-ويَحْيَى القَطَّانُ ،وَالشَّافِعِيُّ
،وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ ،وَاحلُمَيْدِيُّ ،وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْر ،وَابنُ مَعِيْن ،وبنُ املَدِيْنِيِّ ،وبنُ حَنْبَل ،وَأَبُو بَكْر بنُ أَبِي شَيْبَةَ ،وبنُ رَاهْوَيْه،تال ابن حبان يف
الثقات :كان من احلفاظ املتقنني وأهل الورع والدين " .سي أعالم النبالء"("، )482 /15هتذي التهذي " (.)107 /4
تال عبد اهلل بن أمحد بن حنبل حَدَّثَنِي أَبِي سَمِعْنَاهُ مِنِ ابْنِ عُلَيَّةَ ،وَجَاءَهُ ،مَنْصُورُ بْنُ عَمَّار فَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ :مَنْ تَالَ :الْقُرْآنُ ( )27
مَخْلُوقٌ فَهُو َ مُبْتَدَعٌ( .السنة لعبد اهلل بن أمحد ج/1ص ،131:ط.ابن القيم ).
( )28الاللكائي يف «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» ح ( 396ج/2ص ،)217:وانظر اآلجري يف الشريعة ج/2ص ،505:ط .دار الوطن.
أي يزيد اإلميان بالطاعة وينقص باملعصية ،وتد دل على الزيادة توله بعاىل ﴿ :وَإِذَا بُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَابُهُ زَادَبْهُمْ إِميَانًا ﴾ [األنفال،]2 : ( )29
وتوله ﴿ :لِيَزْدَادُوا إِميَانًا مَعَ إِميَانِهِمْ ﴾ [الفتح ،]4 :ودل على نقص اإلميان اإلمجاع ،كما إنه إذا كان فيها زيادة فإهنا يكون فيها نقصان ،ألن
الزيادة إذا ذهبت رجع إىل النقصان ،تال البخاري :لقيتُ أكثر من ألف رجل من العلماء باألمصار فما رأيت أحداً منهم خيتلف يف أن
اإلميان تول وعمل ،يزيد وينقص (فتح الباري شرح صحيح للعسقالني .)47/1
الاللكائي يف «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» ح ( 1745ج/5ص ،)817:والعدني يف «اإلميان» ص ،94:وابن بطة يف «اإلبانة ( )30
الكربى» (ج/2ص ،)1155()855:وابن عبد الرب يف التمهيد ج/9ص ،254:وانظر أيضاً حلية األولياء ج /7ص ،290:ص.295:
( )31لقولهِ بعاىل ﴿:وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة،]23 :وتول النيب صلى اهلل عليه وسلم":إنكم سيتون ربكم"متفق عليه.
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 22أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
6ـ وَمَا نَطَقَ بِهِ القُرْآنُ وَاحلَدِيثُ()32مِثْلُ ﴿:وَتَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ
33
أَيْدِيهِمْ ﴾
ومثلَ ﴿ والسماوات مطوياات بيمينا ﴾( ،)34وَمَـا أَشـْ بَهَ هَـذَا مِـنَ الْقُـرْآنِ
وَالْحَدِيثِ الَ نَزِيـدُ فِيـهِ وَالَ نُفَسـِّ رُهُ ( ،)35نَقِـفُ عَلَـى مَـا وَتَـفَ عَلَيْـهِ القُـرْآنُ
وَالسُّنَّةُ وَنُقُولُ ﴿:الرحمن على العار اساَو ﴾( )36وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ هَـذَا
( )32تال اإلمام أمحد رمحه اهلل :ال يوصف اهلل إال مبا وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى اهلل عليه وسلم؛ ال يُتجاوز القرآن واحلديث
تلتُ :الواج ُ على أهل السنة إثبات صفات اهلل كما أثبتها لنفسِهِ يف الكتابِ والسُنَّة بال متثيل كما تال بعاىل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء ٌ ۖ وَهُوَ
السَِّمِيعُ الْبَصِيُ) فهنا نَفى املماثلة له سبحانه وبعاىل وأثبَتَ لهُ الصفات من السمع والبصر ،وكذلك بال بشبيه فال نقول إن صفابِهِ كصفاتِ
البشر ،والبعطيل والبكييف فال نقول كيف هذه الصفة فكما تال اإلمام مالك الكيف منه غي معقول ،واالستواء منه غي جمهول ،واإلميان
به واج ،والسؤال عنه بدعة (ذكرها أبو نعيم يف احللية)،فالكيف جمهول وأتولُ للذين يَصرُّ على التأويل أو يُريدُ أن يَعرِفَ كيفية صفات اهلل
،أخربني عن الروح اليت يف جسدك كيف هية؟هل الروح سائل أم غاز أم صل أم ماذا تَبلَ أن بسألَ عَن كيفية صفات اهللِ عَزَّ وجلَّ.
( [)34الزمر.]67 :
( )35شبهة والرد عليها :وتد يقول تائلٌ كيف النفسرها فاللفظ ُ متشابه فلإلنسان يدٌ وهللِ يدٌ فيج التأويل فأتولُ إن التشابه يف األمساء ال
يعين التشابه يف حقيقة املسميات فمثالً اهلل حيٌ كما تال بعاىل اهلل ال إله إال هو احلي القيوم ،واإلنسانُ حيٌ فهل حياةُ اهللِ كحياةِ البشر.
( [)36طه .]5:
( )37املعطلة طبقات منهم من نفى الصفات و األمساء و هم اجلهمية و منهم من نفى الصفات و هم املعتزلة ،واملعطل هو املنكر لصفات اهلل
كلها أو بعضها،اجلهمية :وهم ابباع اجلهم بن صفوان الذي اخذ التعطيل عن اجلعد بن درهم ،وتتل يف خراسان سنة 128هـ ،ومذهبهم يف=
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 23أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
بَكْفِيَ بِشِئ مِنْ الذُّنُوبِ( ،)40وَإِنَّمَا الكُفْرُ فِي بَرْكِ اخلَمْسِ( )41اليت تَالَ رَسُولُ
اهللِ صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :بُنِيَ اإلِسْالمُ عَلَى خَمْس :شَهَادَةِ أَنْ ال إِلَهَ إِال
الصفات إنكار صفات اهلل ،وغالهتم ينكرون حتى األمساء ،ولذلك مسوا باملعطلة ،وتد روى عبد اهلل بن أمحد عن يزيد بن هارون أنه
سئل عن اجلهمية؟ تال :من زعم أن ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ على خالف ما يقر ذلك يف تلوب العامة فهو جهمي.
أبو داوود يف املسائل ص ،269- 268:السنة لعبد اهلل بن أمحد ،123 /1وكذا تاهلا بلميذ مالك ،القعنيب وهو شيخ البخاري ومسلم.
( )38اخلوارج إحدى الفرق الضالة كاألزارتة وغيهم ،فروى البخاري ( )6934ومسلم ( )1068عن يُسَيْر بْن عَمْرو تَالَ تُلْتُ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ
هَلْ سَمِعْتَ النَِّبِيَِّ صَلَِّى اللَِّهُ عَلَيْهِ وَسَلَِّمَ يَقُولُ ف ِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا ؟ ت َالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ -وَأَهْوَى بِيَدِهِ تِبَلَ الْعِرَاقِ – ( يَخْرُجُ مِنْهُ تَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ
لَا يُجَاوِزُ بَرَاتِيَهُمْ يَمْرُتُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَِّهْمِ مِنْ الرَِّمِيَِّةِ ) .وروى ابن ماجة ( )173عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى تَالَ تَالَ رَسُولُ اللَِّهِ صَلَِّى اللَِّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَِّمَ ( :الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَِّارِ ) تال األلباني :صحيح يف "صحيح ابن ماجة ."173
أطلَقَ الشرعُ عليه أنَّهُ كبيٌ ،أو عظيمٌ ،أو أخبَرَ بشدَّةِ العقابِ عليه ،أو ( )39تَالَ أبو العباس الْقُرْطُبِيُّ :والصحيحُ إنْ شاء اهلل بعاىل ،أن َّ كلَّ ذن
علَّق عليه حَدًّا ،أو شَدَّدَ النكيَ عليه وغلَّظه ،وشَهِدَ بذلك كتابُ اهللِ أو سنةٌ أو إمجاعٌ فهو كبية( .املفهم ج/1ص.)284:
( )40فالقَل مثال كبيرة من الكبائرقال تعالى ﴿:يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِ َ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾ ثم تال ﴿ :فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْء ٌ
فَابِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَان ﴾ [البقرة ]178 :فأثبتَ اهللُ األخوة واإلميان رغم كونه تابالً،والذنوب عند املتقدمني يريدون به الكبائر وهنا
يعين به أي النُكَفِر أحدٌ بكبيةٍ بشرط أن اليستحِل الذن (أي اليعتقد أنَّهُ حاللٌ) فإذا جَعَلَهُ حالالً فقد كفر.
( )41تال شيخ االسالم ابن بيميه -رمحه اهلل بعاىل -جمموع الفتاوى((: )7/303وَتَدْ ابَّفَق َ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَأْت ِ بِالشَّهَادَبَيْنِ فَهُوَ كَافِرٌ وَأَمَّا
الْأَعْمَالُ الْأَرْبَعَةُ فَاخْتَلَفُوا فِي بَكْفِيِ بَارِكِهَا ونَحْنُ إذَا تُلْنَا :أَهْلُ السُّنَّةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ بِالذَّنْ ِ فَإِنَّمَا نُرِيدُ بِهِ الْمَعَاصِيَ كَالزِّنَا وَالشُّرْبِ
وَأَمَّا هَذِهِ الْمَبَانِي فَفِي بَكْفِيِ بَارِكِهَا نِزَاعٌ مَشْهُورٌ .وَعَنْ أَحْمَد :فِي ذَلِكَ نِزَاعٌ وَإِحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْهُ :إنَّهُ يَكْفُرُ مَنْ بَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهَا وَهُو َ
اخْتِيَارُ أَبِي بَكْر وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ كَابْنِ حَبِي .وَعَنْهُ رِوَايَةٌ ثَانِيَةٌ :لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَقَطْ وَرِوَايَةٌ ثَالِثَةٌ :لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ
الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ إذَا تَابَلَ الْإِمَامَ عَلَيْهَا ،وَرَابِعَةٌ :لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ ،وَخَامِسَةٌ :لَا يَكْفُرُ بِتَرْكِ شَيْءٍ مِنْهُنَّ .وَهَذِهِ أَتْوَالٌ مَعْرُوفَةٌ لِلسَّلَفِ)
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 24أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
اللَّهُ ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ،وَإِتَامِ الصَّالةِ ،وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ،وَصَوْمِ رَمَضَانَ،
وَحَجِّ الْبَيْتِ(.)42
مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ ولَمْ يُصَلِّ ولَمْ يَصُمْ ألَنَّهُ الَ يُؤَخَّرُ شَىْءٌ مِنْ هَـذَا عَـنْ وَتْتِـهِ وَالَ
فَأَمَّا الزَّكَاةُ فَمَتَى مَا أَدَّاهَا أَجْزَأَتْ عَنْهُ ،وَكَانَ آثِمًا فِى الْحَبْسِ.
وَ أَمَّا احلَجُّ فَمَنْ وَجَ َ عَلَيْهِ ( ،)45وَوَجَدَ السَّبِيلَ إِلَيْهِ وَجَ َ عَلَيْهِ ،
وَلَا يَجِ ُ عَلَيْهِ فِي عَامهِ ذَلِكَ حَتَّى لَا يَكُونَ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ (،)46مَتَى أَدَّاهُ كَا َن
( )42متفق عليه رواه البخاري ( ، )8ومسلم ( )16من حديث عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنه.
( )43عند احلميدي بارك الثالث وهي الشهادة والصالة والصيام اليُناظَر باركه أي ال يُمهل فهو يرى بكفي باركها أما الزكاة واحلج فتسقطان
عند عدم بوفر الشروط وتيل لَا بُنَاظِرْ (ألَنَّ يف املَخطوطةِ لَم يَظه َر النقطتني هل هو فوتية أم حتتية) أي اليُجادل والبقام عليه احلجة فلو
( )44عند احلميدي من برك شيئًا من الصالة أو الصيام عمدًا بال بأويل حتى خرج وتته املؤتت مل جيز له تضاؤها ،وهذا اختيار ابن حزم
فات بفوات وتته ،واختار األئمة األربعة جواز القضاء ،وأن األمر ما زال متعلقًا بذمته ولو خرج الوتت. وغيه ،وعللوا ذلك بأنه واج
واختار هذا شيخ اإلسالم ابن بيمية فقال يف ( االختيارات ) (ص (:)19وبارك الصالة عمدا ال يشرع له تضاؤها وال بصح منه).
شروط وجوب احلج :اإلسالم والتكليف واالستطاعة؛ لقوله بعاىل ﴿ :وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل ( )45
عمران ،]97 :وبتوفر االستطاعة بقدربه على احلج بالقدرة املالية وكذلك البدنية وكذلك أن يكون الطريق آمناً.
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 25أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
مُؤَدِّيًا ،ولَمْ يَكُنْ آثِمًا فِى بَأْخِيِهِ ،إِذَا أَدَّاهُ كَمَا كَانَ آثِمًا فِى الزَّكَـاةِ ألَنَّ
الزَّكَاةَ حَقٌّ لِمُسْلِمِنيَ مَسَاكِنيَ حَبَسَهُ عَلَيْهِمْ فَكَانَ آثِمًا حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِمْ ،
وَأَمَّا الْحَجُّ فَكَانَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَـيْنَ رَبِّـهِ إِذَا أَدَّاهُ فَقَـدْ أَدَّى ،وَإِنْ هُـوَ مَـاتَ
وَهُوَ وَاجِدٌ مُسْتَطِيعٌ ولَمْ يَحُجَّ سَأَلَ الرَّجْعَةَ إِلَى الـدُّنْيَا أَنْ يَحُـجَّ ويَجِـ ُ
ألَهْلِهِ أَنْ يَحُجُّوا عَنْهُ ( ،)47ونَرْجُوا( )48أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُؤَدِّيًا عَنْـهُ كَمَـا لَـوْ
( )46وجوب احلج عند الشافعي وحممد بن احلسن من احلنفية على اليتاخي؛ و استدلوا على ذلك بأن مكة فتحت يف السنة الثامنة والنيب
االمام مالك بقول وابي حنيفة وامحد وابي يوسف صلى اهلل عليه وسلم مل حيج إال يف السنة العاشرة؛ فدل على جواز التأخي ،وذه
القاضي إىل أن وجوب احلج على الفور ملن استطاع وهو الراجح واستدلوا بقوله صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " :بَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ -يَعْنِي:
الْفَرِيضَةَ -فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ" رواه أمحد وتال شعي األرنؤوط :حديث حسن.
( )47امليت املسلم البالغ العاتل إن مل يتمكن من أداء حجة اإلسالم لفقد شروط االستطاعة ،فإن احلج مل جي عليه ،وال يلزم أحداً أن
حيج عنه إال أن حيج عنه بطوعاً ،فيجوز ذلك على الراجح من أتوال أهل العلم ،وإن كان امليت تد هتاون يف أداء احلج مع االستطاعة
وبوفر الشروط ومل حيج ،فقد اختلف أهل العلم يف وجوب احلج عنه ،فقال أبو حنيفة ومالك :ال حيج عنه إال إذا أوصى به ،ويكون بطوعاً،
وتال الشافعي وأمحد :جي أن يُجحَّ عنهُ مِن بركته ،سواء فابه احلج بتفريط أو بغي بفريط ،وسواء أوصى به أم ال ،وهو الراجح ،والدليل
( عَنْ ابْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللَّه ُ عَنْهُمَا أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَل َّى اللَّه ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي نَذَرَت ْ أَنْ بَحُج َّ فَلَمْ بَحُجَّ حَتَّى
مَابَتْ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا تَالَ نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَاضِيَةً اتْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ) رواه البخاري.
( )48يف املخطوطة وضع األلف فوق الواو خالفاً للقاعدة فالواو هنا من بُنية الكلمة ولكن عندَ املتقدمني يضعوهنا ،تالَ ابنُ تتيبة بويف
( 276هـ) يف ادب الكتاب ص( :167:وبُزاد ألف الفصل أيضاً بعد الواو يف مثل "يغزوا ويدعوا" وليست واو مجيع ،ورأى بعض كتاب
زماننا هذا أال بُلحق هبا األلف يف مثل هذه احلروف ،فكتبوا "هو يَرجُو" بال ألف ،و"أنا أدعُو" كذلك؛ إذ مل بكن واو مجيع ).
حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ 26أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ
سـ يِّدِنَا َصـ لَوابِهِ عَلَــى ـَ آخِ ـرُ الْكِتَــابِ ،وَالْحَمْ ـدُ لِلَّ ـهِ رَبِّ العَ ـالَمنيَ ،و ـَ
كَثِيًا.
الفهرس
أصُوُلُُالسُُنُة 0 ......................................
[مَتَى بَقُومُ احلُجَّةُ عَلَى بَارِكِ أ ْركَانِ اإلِسْلَامِ أَوْ َبعْضِهَا] 24 ..............