You are on page 1of 29

‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 0‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 1‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫صوُلُُالسُنُُة ُ‬
‫أ ُ‬
‫تأليفُ‬
‫ُ‬
‫اإلمَامِ أبي بكر عبدِ اهللِ بنِ الزبيِ احلُمَيدي‬

‫(ت ‪ 219‬هـ )‬

‫حتقيق وضبط‬
‫خادم الكتاب والسنة‬
‫أبو عبداهلل ليث احليالي‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 2‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمدُ هللِ ربِّ العاملنيَ والصالةُ والسالمُ على نبيـِّنا وحَبيبِنا حمُمـدٍ إمامِ املتــقنيَ وسيدِ األولنيَ‬

‫واآلخرينَ وعلى آلهِ وصحبهِ أمجعنيَ‪.‬‬

‫أما بعدُ‪ :‬فلما عزمتُ بعقدِ جملس لروايةِ أصولِ السُنَّةِ للْحُمَيْدِيِّ لَم أجِدْ نُسخةً مُنقحةً‬

‫ومضبوطةً ألجلِ عقدِ اجمللسِ‪ ،‬فتوكلتُ على اهلل وتمتُ بيتبي ِ وضَبطِ هذهِ النُسخَةِ‬

‫وبَشكيلِها باحلركاتِ مع الشرحِ اليَسيِ لبعضِ املعاني وبعضِ الفوائدِ ليتسنى للقارىءِ أن‬

‫يُراجِعَها بسهولةٍ‪ ،‬وذَلكَ بعدَ أَن حصَلتُ عَلى مَخطوطتنيِ مِن املَكتبةِ الظاهريةِ‪ ،‬وأسالُ اهللَ‬

‫العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أن يتَقبلَ مِنَّا هذا العملَ وأن جيعلَهُ نوراً‪،‬يومَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إال‬

‫سليم ‪ ،‬وصلى اهللُ عَلَى سَيِِّدِنَا مُحَمَِّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أمجعني‪.‬‬ ‫مَن أبى اهلل بقل‬

‫خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةَ‬

‫أَبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 3‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫ترمجة املؤلف الحميدي ‪:‬‬


‫ــ امسُهُ ونسبُهُ ‪:‬‬

‫عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ ‪ ،‬أبو بكر الْقُرَشِيُّ الْأَسَدِيُّ الْحُمَيْدِ ُّي‬

‫الْمَكِّيُّ (ت ‪219‬هـ ) شيخُ احلرم و صَاحِ ُ " الْمُسْنَدِ " ‪.‬‬

‫شيوخُهُ ‪ :‬حَدَّثَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ‪ ،‬وَفُضَيْلِ بْنِ عِيَاض ‪ ،‬وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ‪ ،‬فَأَكْثَرَ عَنْهُ‬

‫وَجَوَّدَ ‪ ،‬وَوَكِيع ‪ ،‬وَالشَّافِعِيِّ‪.‬‬

‫بالميذُهُ ‪ :‬حَدَّثَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ ‪ ،‬وَالذُّهْلِيُّ ‪ ،‬وَهَارُو ُن الْحَمَّالُ ‪ ،‬وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ‪ ،‬وَبِشْرُ‬

‫بْنُ مُوسَى ‪ ،‬وَأَبُو حَابِم ‪،‬وَأَبُو بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْمَكِّيُّ وَرَّاتُهُ ‪ ،‬وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ ‪.‬‬

‫ــ ثناءُ العلماءِ عليه ‪:‬‬

‫‪ .1‬تَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل ‪ :‬الْحُمَيْدِيُّ عِنْدَنَا إِمَامٌ‪.‬‬

‫‪ .2‬وَتَالَ أَبُو حَا بِم ‪ :‬أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ الْحُمَيْدِيُّ ‪ ،‬وَهُوَ رَئِيسُ أَصْحَابِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ‪،‬‬

‫وَهُوَ ثِقَةٌ إِمَامٌ ‪.‬‬

‫‪ .3‬وَتَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْل الْقُهُسْتَانِيُّ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ‪ :‬سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ ‪ :‬مَا رَأَ ْيتُ‬

‫صَاحِ َ بَلْغَم أَحْفَظَ مِنَ الْحُمَيْدِيِّ ‪ ،‬كَانَ يَحْفَظُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَشَرَةَ آلَافِ حَدِيثٍ ‪.‬‬

‫وهو أولُ رجُل يف صحيحِ البخاريِّ حبَديث األعمال بالنياتِ ولَهُ رِوَايَةٌ فِي مُقَدِّمَةِ " صَحِيحِ‬

‫مُسْلِم "‬

‫تَالَ الْحُمَيْدِيُّ ‪ :‬جَالَسْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ بِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا(‪.)1‬‬

‫( ‪ )1‬مجيع ماذكربُهُ أعاله نقالً عن الذهيب يف كتابه سي أعالم النبالء‪.‬‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 4‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫سَمِعتُها تِراءةً يف جملسِ مكةَ يف يوم اخلميس ‪ 23‬رج ‪ 1438‬على شيخِنَا‬

‫محدَ بنِ أبي بكر احلِبشيِّ‪ ،‬عن مُحمَّد عَ ْبدِ البَاتِي بنِ مُالَّ عَلي‬
‫املُعَمَّر أ َ‬

‫هلل‬
‫األنصاريِّ اللَّكْنَوِيِّ احلَنَفِيِّ (‪1286‬ـ‪ )1364‬إجازةً‪ ،‬عَنْ فَضْلِ الرَّمحَنِ بنِ أهْلِ ا ِ‬

‫املُرَادْ آبَادِيِّ (‪ ،)1313‬عَنْ شَاه عَبْدِ العَزِ ْيزِ ب ِن أمحَدَ الدِّهْ َلوِيِّ (‪،)1239‬عَن أبي ِه‬

‫ويل اهلل الدِّهْلَوِيِّ (‪ 1114‬ـ ‪ ،)1176‬عَنْ أَبِي طَاهِر مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ حَسَن‬

‫– ‪ ،) 1145‬عن مُحمَّدِ بنِ مُحمَّدِ ب ِن‬ ‫(‪1081‬‬ ‫الكُرْدِيِّ الكورانيِّ الشَّهرَزوريِّ‬

‫ي‬
‫ي (‪ 1037‬ـ ‪ ،)1094‬عن مُح َّمدِ ب ِن بَدْرِ ال ِّديْ ِن البَلْبَان ِّ‬
‫سُلَيْمانِ الرُّوْدَانيِّ املَالِك ِّ‬

‫الصاحليِّ (‪ ،)1083‬عَنِ الشِّهَابِ أمحَدَ بنِ أبي الوَفَا عَلي بنِ إ ْبرَاهِيْمَ املُفْلِحِي‬

‫(ت‬ ‫‪1038‬هـ)‪ ،‬وَأَحْمَدَ بنِ يُونُس العيثاويِّ الدِّمَشْقِيِّ‬ ‫(‪- 934‬‬ ‫الشَّهِيْرُ بالوَفَائِيِّ‬

‫كِلَاهُمَا‪ ،‬عَنْ شَمْسِ الدِّينِ ُمحَمَّد بنِ مُحَمَّد بنِ َعلَى بنِ طُولُون‬ ‫‪)1025‬‬

‫الصاحليِّ (‪ ،)953 -880‬عَن جَمَالِ الدِّينِ يُوْسُفَ بنِ حَسَن بنِ عَبْدِ اهلَادِي ب ِن‬

‫تُدامة الدِّمَشْقِيِّ الشَّهِيْرُ ب (ابن املِبْرَد) (‪ ،)909-840‬عَن نورِ الدِّينِ مُحَ َّمدِ ب ِن‬

‫إِبْرَاهِيمَ اخلَلِيْلِيِّ(‪ ،)2‬عن عَائِشَةَ بنْتِ مُحمَّدِ بنِ عَبْدِ اهلَادِي املَقْدِسِيَّ ِة‬

‫( ‪)2‬امسه كما يف السند موجود يف أصل املخطوطة (أ) يف آخرها‪.‬‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 5‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫احلَجَّار‬ ‫الصَّاحلِيَّةِ (‪816-723‬هـ)‪ ،‬عَن أَبِي العَبَِّاسْ أَحْمَدْ بن أَبِي طَالِ‬

‫حمَّدِ الْقُبَّيْطِيِّ (‪،)641-554‬‬


‫(ت‪ ،)730‬عَن طَالِ عَبْدِ اللَّطِيفِ ب ِن أَبِي الْفَرَجِ مُ َ‬

‫عَن أَبي الْمَعَالِي أَحْمَدَ بنِ عَ ْبدِ الْغَ ِنيِّ الْبَاجِسْرَائِيِّ (ت‪ ،)563‬عَن أَبِي مَنْصُوْر‬

‫مُحَمَّد بنِ أَحْمَدَ بنِ َعلِيِّ الْخَيَّاط الزَّاهِد (‪ ،)499-401‬أَنْبَأَنَا أَبُو الطَّاهِر عَ ْبدُ‬

‫حمَِّد ب ُن‬
‫حمَّدِ بنِ َجعْفَر املُؤَدَّب (‪ ،)428-345‬أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِي مُ َ‬
‫الغَفَّار بنُ مُ َ‬

‫أَحْمَد بنِ احلَسَن بنِ الصَوَّاف(‪ ،)359-270( )3‬أنَبَأَنا بِشْرُ بنُ مُوْسَى الْأَسَ ِديُّ‬

‫(ت ‪)219‬‬ ‫(‪ ،)288-190‬حَدَثَنَا اإلِمَا ُم احلُجَّة أَبُو َبكْر عَبْ ُد اهللِ بنُ الزُّ َبيْر احلُ َميْدِي‬

‫‪-‬رمحه اهلل‪.-‬‬

‫ح وبالسند أعاله اىل مُحَمَّد بنِ عَلي بنِ طُولُون الصاحليِّ (‪ ،)953 -880‬عَن‬

‫حمَّدِ بنِ أَبِي بَكْر الصاحلي الشَّهِيُ بِابنِ زُرَيْق‬


‫نَاصِر الدِينِ أَبِي البقاء مُ َ‬

‫(ت‪ ،)900‬عَن حممد بنِ عَبدِ اهللِ بنِ مُوسى بنِ رسالن السُلَمي (‪،)837-753‬‬

‫عَنْ احلَافِظِ ِعمَاد الدِّين أَبي الفداء إمساعيلِ بنِ عَمْر بنِ كَثِيٍ ال ِّدمَشْ ِقيِّ‬

‫(‪ ،)774-701‬عَنْ أَبِي احلجَّاجِ جَمَال الدِّين يوسُفَ املِزِِّي (‪ ، )742-654‬عَنْ أَبِي‬

‫وتد ذُكِر يف حاشية خمطوطة (أ)‪ ،‬أصل الرسالة‪( :‬هذهِ مِن روايةِ احلافظِ العَلم ِ األصبهاني ِّعَلى أَبي عَلي مُحمَد بنُ أَمحد َ بنُ احلَسَنَ‬ ‫( ‪)3‬‬

‫الصواف عَن أَبي عَلي بشرِ بنِ موسى‪ ،‬عَن احلُميديِّ مؤلفهِ)‪.‬‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 6‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫ي‬
‫احلَسَنِ عَلِي بنِ بَلبَان بنِ عَبْدِ اهللِ عَلَاء الدِِّين الفَارِسِيِّ الناصريِّ احلَنَ ِف ِّ‬

‫بالسَنَدِ أعاله اىل بِشْرِ بْ ِن‬ ‫(‪)4‬‬


‫(‪)641-554‬‬ ‫عَن الْقُبَّيْطِيِّ‬ ‫(‪ 739 - 675‬هـ )‪،‬‬

‫مُوسَى(‪ )5‬تال حَدَّثنَا الْحُمَيْدِيُّ (ت ‪.)219‬‬

‫الشَّيْخُ اجلَلِيْلُ‪ ،‬الثِّقَةُ‪ ،‬مُسْنِدُ العِرَاقِ‪ ،‬أَبُو طَالِ عَبْدُ اللَّطِيْفِ ابنُ أَبِي الفَرَجِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ بنِ فَارِس‪ ،‬ابْنُ القُبَّيْطِيِّ احلَرَّانِيُّ‪ ،‬ثُمَّ‬ ‫( ‪)4‬‬

‫البَغْدَادِيُّ‪ ،‬التَّاجِرُ‪ ،‬اجلَوْهَرِيُّ‪( ،‬وَتُبَّيْطٌ‪ :‬حَالَوَةٌ عَسَليَّةٌ)‪ ،‬وُلِدَ‪ :‬سَنَةَ أَرْبَع وَخَمْسِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ‪ ،‬فِي شَعْبَانَ‪.‬‬

‫وَسَمِعَ مِنْ‪ :‬جَدِّه عَلِيِّ بنِ حَمْزَةَ‪ ،‬وَالشَّيْخِ عَبْدِ القَادِرِ اجلِيْلِيِّ‪ ،‬وَهبةِ اهلل بنِ هِالَل الدَّتَّاقِ‪ ،‬وَأَبِي الفَتْحِ ابْنِ البَطِّيِّ‪ ،‬وَأَحْمَدَ بنِ املُقَرِّبِ‪ ،‬ويَحْيَى‬

‫بنِ ثَابِتٍ‪ ،‬وَأَبِي بَكْر بنِ النَّقُّوْرِ‪ ،‬وَعِدَّةٍ‪.‬‬

‫حَدَّثَ عَنْهُ‪ :‬جَمَالُ الدِّيْنِ الشَّرِيْشِيُّ‪ ،‬وَبَقِيُّ الدِّيْنِ ابْنُ الوَا سِطِيِّ‪ ،‬وَشَمْسُ الدِّيْنِ ابْنُ الزَّينِ‪ ،‬وَالفَارُوْثِيُّ‪ ،‬وَعَالَءُ الدِّيْنِ ابْنُ بَلْبَانَ‪ ،‬وَرَشِيدُ الدِّيْنِ‬

‫ابْنُ أَبِي القَاسِمِ‪ ،‬وَعِمَادُ الدِّيْنِ ابْنُ الطَّبَّالِ‪ ،‬وَعِزُّ الدِّيْنِ ابْنُ البُزُوْرِيِّ‪ ،‬وَعَلِيُّ بنُ حُصَيْن‪ ،‬وَسُنْقَرُ القَضَائِيُّ‪ ،‬وَبَاجُ الدِّيْنِ الغَرَّافِيُّ‪ ،‬وَعِدَّةٌ‪.‬‬

‫وَبِاإلِجَازَةِ‪ :‬أَبُو العَبَّاسِ ابْنُ الشِّحنَةِ‪ ،‬وَمُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البُخَارِيُّ‪ ،‬وَابْنُ العِمَادِ الكَابِ ُ‪ ،‬وَسِتُّ الفُقَهَاءِ بِنتُ الوَاسِطِيِّ‪.‬وَتَدْ سَافرَ فِي‬

‫التِّجَارَةِ مُدَّةً‪ ،‬وَكَانَ دَيِّناً‪ ،‬خَيِّراً‪ ،‬حَافِظاً لِكِتَابِ اهللِ‪ ،‬صَادِتاً‪ ،‬مَأْمُوْناً‪ ،‬الَ يُحَدِّث إِالَّ مِنْ أَصْلِهِ‪ ،‬وَكَانَ يَتَّجِرُ‪.‬‬

‫وَلِيَ مَشْيَخَةَ املُسْتَنْصِرِيَّةِ بَعْد أَبِي احلَسَنِ ابْنِ القَطِيْعِيِّ‪ ،‬ثُم َّ كَبِرَ فَأُعْفِيَ مِنَ احلُضُوْرِ‪ ،‬فَكَانَ يُحَدِّث ُ بِمَنْزلِهِ‪ ،‬وَتد بَعَثَ ابْنَ زَوجتِهِ بِمَالِهِ إِلَى‬

‫املَغْرِبِ‪ ،‬فَذَهَ َ املَالُ‪ ،‬وَبَقِيَتْ لَهُ دُوَيْرَاتٌ‪ ،‬بُوُفِّي َ‪ :‬سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنَ وَسِتِّ مائَةٍ‪ ،‬فِي شَهْرِ جُمَادَى األُوْلَى‪.‬‬

‫سي أعالم النبالء للذهيب الطَِّبَقَةُ الرَِّابِعَةُ وَالثَِّالَثُوْنَ‪.‬‬

‫( ‪ )5‬بِشْرُ بْنُ مُوسَى ابْنُ صَالِحِ بْنِ شَيْخِ أَبُو عَلِيٍّ الْأَسَدِيُّ الْبَغْدَادِيُّ وُلِدَ ‪ 190‬هـ ومات ‪ 288‬هـ راوي املسند عن اإلمام احلميدي‪ ،‬تال أبو‬

‫بكر اخلالل‪ :‬بشر كان أمحد بن حنبل يكرمه‪ ،‬وكت له إىل احلميدي إىل مكة‪ ،‬وتال الدارتطين‪ :‬ثقة نبيل‪.‬‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 7‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫ََََ‬‫عودََ َلَََمَسَنََ َدَ َاََ َإل َ‬


‫مام‬ ‫َصولَ َال َ َ َ َ‬
‫طوطاتَ َاَََلََِتَ ََنَقَلَ َ‬
‫َََخَ َ َ ََ َ‬
‫َََسََنَةَ َلََلَ َحَ َمََيَدَيَ ََهَ َيَ َتََََ َ َ َ‬ ‫تَ َأََ َ ََ‬ ‫َصَ َلَ َاملَ َ‬
‫أَ َ‬
‫َََظََ َ‬
‫اهَ َريََةََ‬ ‫َََكَتََبَََةََال‬ ‫ىََمَََ َطوَطَتََ َ‬
‫َََ َنََامل‬
‫نيَم‬ ‫تَ َعَلَ ََ‬ ‫صَل ََ‬ ‫َحَ‬ ‫ديَََوَقَدََ‬ ‫ََ َسَنََ َدََََاحلَََمََيَ َ‬‫َم‬ ‫َاحلَمَيَ َديََََِفَََ‬
‫َِنَايََََةَ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َََ َ‬
‫وُهَاَ‪َ:‬‬‫ََ‬
‫َََقََةََ‬ ‫ت َ َعَلََيَ َهََََ‬ ‫َََظََ َ‬
‫اهَ َريََةَ َاَََلَ َمََرَقَ َمََةَ َ(َ‬ ‫َََكَتََبَََةَ َال‬
‫َََطاب‬ ‫اَِفَ َامل‬ ‫َاعَتََ َمَدَ ََ‬‫)َوَالََََِتَ ََ َ‬
‫َ‬ ‫َََ‪ََ َ 1063‬‬ ‫ََََ َسَ َخَةَ َامل‬
‫‪َ.َ 1‬ن‬
‫َ‬ ‫ََََََوََ‬ ‫َََورََمَ ََزتَ ََلَََاَابلَََن َ َ‬ ‫لََوَ َ ََ‬
‫ََََمَ َنَ َ(‪َ َ 11‬جََزَءََاَ)‪َ،‬‬ ‫َََََاملَتَكََوَنة‬
‫ََ َسَنََ َدََََاحلَََمََيَ َديَ‬ ‫َم‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ(أ)‪َ،‬‬ ‫َسخة‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هاَ‬ ‫ضوح‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫َََ َخَ َطوَطََةَ‪َ،‬وبََََ َ‬
‫عدَ َهَاَََ‬ ‫َََصَفَ َحََةََ(‪ََ)12‬مَ َنََامل‬ ‫َِنَايََََةََََاجلَََزََءََاَألََخَ َيََِفََال‬ ‫اَِفَََ‬
‫ََََكرََهََََ‬
‫َ‬ ‫ََََةَََذ‬ ‫صََ ََ‬
‫َََسال‬
‫الر‬ ‫َوَنَ َ‬
‫َََ‬‫ََََ َلم‬
‫َالع‬ ‫َََ ََ َََ َ‬
‫َاحلافظ‬
‫َ‬ ‫ََوَََ‬
‫اية‬ ‫ََنَ َر‬ ‫َََ ََم‬ ‫امشَ‪َ (َ :‬هذه‬ ‫َآخَرَهاََ َِفَ َََاَلََََ َ‬ ‫ََ َََِفَ ََ َ‬ ‫ََسََ ََ َ‬
‫َ‬ ‫اعاتَ‪ََ َ،‬وَ َجَاءَ‬ ‫بعَ َ ََ‬‫َأرَ َ‬
‫ََ َبََنََ‬ ‫ليَبش َر‬ ‫َيبَعََ َََ‬‫َََ ََ َ‬ ‫افَعَنَأ‬‫َالصَوَ ََ َ‬ ‫َبنَ َََاحلََ َسَ َنَ َََ َ‬ ‫َمحدَ ََ َ‬
‫دَبنَ ََأ َ َ‬
‫ليَُمَ َمَ َََ َ‬ ‫َيبَعََ ََ َ‬
‫َََأ ََ َ‬ ‫األصبهاينَََ َعََلىَ‬
‫َ َ ََ ََ َ‬
‫ََََ)‪َ.‬‬ ‫َم َؤ َ‬
‫لفه‬ ‫ميديَََ‬
‫نَاحلََ ََ َ َ‬ ‫موسى‪َ،‬عَ َََ‬
‫َ َ َ َََ َ‬
‫ََََ َ َ َ َ‬
‫َََ‪ََ:‬‬
‫خطوطة‬ ‫َََََامل‬‫اعاتَََِفََ َ‬
‫َهناية‬ ‫َََسَمََ ََ َ‬ ‫َََََِفََََ َ‬
‫بعضََال َ َ‬ ‫اء‬
‫َ َوَ َجَ َ‬
‫سََ‬ ‫ََشََ َ‬ ‫َاَّللَََ َ‬
‫َعََبَ َدَََ َ‬
‫ثنيََأََََيبََ َ‬
‫َََََّلَمََةََشَيَ َخََامل َ‬
‫ََََ َحَدََ َ‬ ‫َالع َ ََ‬ ‫َََ َ‬ ‫مام‬ ‫ََََشََيَ َخَََ َ‬
‫َاالَ َ‬ ‫َعَلَىَال َ‬
‫قَرَأتََ ََجََيعَََهَذَاَامل َ‬
‫َََََ َسَنََدََ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫َخَبَََرَََنََ‬ ‫‪6‬‬ ‫َالصََ َ‬ ‫الََدَيَنَ َ َ َ‬
‫الَ َأََ َ‬ ‫َََََ َ‬
‫ََ‪َ،‬ق‬ ‫َجَلَهَََ)‬ ‫ََ‬
‫أ‬
‫َ َ َ‬‫َ‬ ‫َاَّلل‬
‫َ‬‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َََ‬
‫َ‬ ‫(َ‬ ‫َ‬ ‫فيَ‬
‫يَاحلََنََ َ َ‬
‫احلَ َََ‬ ‫ليَ َبَََنَ َطَولَََوَنَ َََ َ‬ ‫َعََ َ‬‫َُمََمَدَ َبَََنَ َ َ‬
‫َخَبَََرَََنَ َبََََهََ‬ ‫َيوسَفَ َبََنَ ََحَسَنَ َبََنَ ََعَبَ َدَ َََاَلَ َ‬ ‫ََََ ََ َ‬ ‫َََ‬ ‫بََهَ َبََََ‬
‫ليَ‪َ ،‬أَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫ب‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫َ‬‫يَاحل‬
‫َ‬ ‫َََ‬ ‫اد‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫حاس‬
‫َ‬ ‫وَامل‬ ‫َ‬ ‫َب‬
‫َ‬ ‫أ‬
‫ََ‬‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫َع‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِت‬
‫َ‬ ‫اء‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬‫َ‬‫ق‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َمحََ َدََ‬
‫َََدَيَنَ َََأ َ‬ ‫هابَ َال‬‫‪َ،‬وَشَ ََ َ‬
‫َ‬
‫َََََمحََنَ َبَََنَ ََعَرَاقَ َََ‬ ‫َعََبَدَ َالَر‬
‫ليَ َبَََ َنَ َ َ‬
‫َعََ َ‬
‫َََََالََدَيَنَ َ َ‬ ‫َعَّلء‬ ‫ََنَ َهَ َمَ َ َ‬ ‫يوخَ ََم‬
‫َشََََ‬‫َعَدَةَ َ َ‬

‫‪ 6‬هو العالمة املؤرخ املسند النحوي املتفنن مشس الدين أبو عبداهلل حممد بن علي بن حممد الشهي بابن طولون الدمشقي الصاحلي احلنفي‪.‬‬

‫ولد بصاحلية دمشق سنة ‪880‬هـ وبويف بدمشق سنة ‪953‬هـ ودفن بسفح تاسيون‪ ،‬مسع وترأ على مجاعة من كبار علماء عص ره وبلده‪ ،‬منهم القاضي ناصر الدين ابن‬

‫زُريق‪ ،‬وسراج الدين الصييف‪ ،‬ومجال الدين يوسف ابن عبد اهلادي املعروف بابن املِبْرَد‪ ،‬والنعيمي يف آخرين‪ ،‬وبفقه بعمه مجال الدين بن طولون وغيه‪ ،‬وأخذ عن‬

‫احلافظ السيوطي إجازة مكاببة‪ ،‬كان فقيهاً حنفياً ماهراً‪ ،‬وحنوياً متقناً‪ ،‬ومسنداً كبياً‪ ،‬ومؤرخاً بارعاً‪ .‬ويل التدريس للحنفية مبدرسة شيخ اإلسالم أبي عمر‬

‫الناس يف السماع للحديث منه لعلو سنده‪ ،‬وكانت أوتابه معمورة بالتدريس واإلفادة‬ ‫املقدسي‪ ،‬وإمامة السليمية بالصاحلية‪ ،‬وتصده الطلبة يف الفقه والنحو‪ ،‬ورغ‬

‫والتأليف‪ ،‬وتد أخذ عنه مجاعة م ن أعيان العلماء وبرعوا يف حال حيابه كالشيخ شهاب الدين الطييب‪ ،‬والشيخ عالء الدين بن عماد الدين‪ ،‬وجنم الدين البهنسي‪،‬‬

‫وإمساعيل النابلسي مفيت الشافعية‪ ،‬والعالمة زين الدين بن سلطان مفيت احلنفية‪ ،‬وشيخ اإلسالم مشس الدين العيثاوي‪ ،‬وشهاب الدين الوفائي مفيت احلنابلة وتريبه‬

‫القاضي أكمل بن مفلح وغيهم‪ .‬انظر الكواك السائرة ‪ ،52/2‬شذرات الذه ‪ ،298/8‬معجم املؤرخني الدمشقيني وآثارهم املخطوطة ‪.298-290‬‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 8‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫َََدَيَنََ‬ ‫َََبََدََرََال‬
‫‪َ،‬و‬
‫ليليَ ََ‬ ‫َََ‬ ‫َاخل‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫اهيم‬
‫َََ‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫ب‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َُمََمَ َدََبََنََإَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫َال‬
‫َََ‬ ‫نور‬
‫ََ‬ ‫َ‬‫‪َ،‬و‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫وي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َم‬
‫َ‬ ‫أل‬
‫َ‬ ‫َا‬
‫ََ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َابَ َجلَ َ‬
‫ام‬
‫ََ‬ ‫َََََؤََذَ َنََ َ‬
‫َامل‬ ‫َََََََ َ‬
‫فاق‬
‫َ‬ ‫بََ َنََالع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َََألَََوَلََلََلَ َجََزَءََ‬ ‫َعَلَىَا‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َََهََ َ‬ ‫ََسََ َعَََِبََميع‬ ‫نيََََوأَ َََنََأََ َ‬‫َََتََفََرقَ َ‬
‫َم‬
‫َعَلََيَ َهَ َمَ َ‬‫َََةََ َ‬
‫قيََقََرَاء‬ ‫َََدََمَشَ َ َ‬ ‫َحَ َسَ َنََبََ َنَََنََبَهاََنََال‬
‫ََنَ َهَاَ‪َ،‬‬
‫ََََ‬ ‫عاشَرَ ََم‬
‫اسَعَ‪َََ،‬وَالَََ ََ َ‬ ‫َََََ َ‬
‫َاينَ‪َََ،‬وَالت‬ ‫ََََََ‬
‫َاينََََاجلَََزَءَََالث‬ ‫َََََََ‬
‫‪َ،‬وَ َعَلَىَالث‬ ‫َجَزَ َاء‬
‫َََ َََ‬ ‫َعَ َشََرَةََََأ َ‬
‫َََنََ ََ َ‬
‫ََتَ َزئََةََ َ‬
‫اَألَََوََلَ ََم َ‬
‫ََنَهَََم َ‬
‫سََ‬ ‫َََ َ‬ ‫َََرَابَََعَ َلَلجَزََءَ ََ َ‬
‫اخلام‬ ‫َال‬ ‫ى‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ََنَ َ‬
‫َم‬
‫ََ‬ ‫ََََ َ‬
‫ام‬ ‫الث‬
‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َََابَََ‬
‫الر‬‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث‬
‫َ‬‫َََََالَََ َ‬
‫َالث‬ ‫ء‬
‫َ‬‫ثَ َلَََلَجَزََ‬ ‫َََََالَََ َ‬
‫َوَ َعَلَىَ َالث‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضَاَ‪َ.‬‬ ‫َ‬
‫السَابَََعََمَنَ َهَاََََأَيََ َ‬ ‫ََ َسََوَََ َ‬ ‫السَ َاد‬
‫وَََ َ‬
‫اعَاَ‪َ،‬‬ ‫ََسَََ َ‬
‫ََََيَََكَ َنَ َ َ‬ ‫َََةَ َإَََنَ َََل‬ ‫ََََ ََ‬
‫جاز‬ ‫ََيَإ‬ ‫َعََبَ َدَ َََاَلََ َاد‬ ‫ََََ َشَةَ َبَََنَتَ َ َ َ َ‬
‫َُمََمَدَ َبَََنَتَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُمََمَ َدَ ََعائ‬ ‫َََََمَ َ َ‬
‫َخَبَََرَتَنََاَأ‬
‫َََأ َ‬
‫قَالَََ َواَ‬
‫وَُمََمَ َدََ‬
‫َََََوَفَ َقََأَََبََ ََ َ‬
‫ََََََعَم‪َ،‬أََنَبََأَََنَامل‬ ‫ََََ ََبََنََأََََيبََالن‬ ‫يبََطال‬ ‫َمحَََدََبََََنََأَ َ‬ ‫اسََََأ َ‬‫ََََبَََ َ‬
‫َالع‬
‫َ‬ ‫ضََهَ‪َ َ،‬عَ َنََََأََيبَ‬ ‫َأَوََلَََبَعَ َ‬
‫َ ََ‬
‫َ‬
‫َمحََد َبَنَ ََعَبَ َ‬ ‫َُمَمَ َدَ َبََ َن َالَََقَبَيَ َ‬ ‫عَبَ َ‬
‫نََ‬ ‫َالغ‬
‫ََََ‬
‫َ‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫ََ‬‫َ‬ ‫اِل‬
‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َامل‬
‫َََ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َب‬
‫َ‬ ‫أ‬
‫ََ‬‫َ‬ ‫َن‬
‫َ‬‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ب‬ ‫َخ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َب‬
‫ََ‬ ‫َََََ ََ َ‬
‫طيف‬
‫َ‬ ‫ل‬‫َال‬ ‫د‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫َََ‬‫ئََبَََ َسَنََ َدَهَََأََََوَلَهَََ‪.‬‬‫َََقَرَ َ‬‫اطََامل‬‫َمحَ َدََََاخلََيََ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫صوَرَََ َ‬
‫َُمََمَ َدََبَََ َنََََأ َ‬ ‫َََنَ َ‬
‫وَم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫الَََبَََاجَ َسََرَائََ َيَ‪ََ،‬أ َ‬
‫َخَبَََرَََنََََأَبَ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََمَلََسَاَ‪َ ََ ،‬‬ ‫ََلََ‬
‫ََيَََ‬ ‫َعَ َشََرَ َذ‬‫سَ َ َ‬ ‫خام‬
‫َََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ميس‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َاخل‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬‫ي‬ ‫ل‬
‫ََ‬‫َ‬ ‫ها‬
‫ََ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫آخ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫َع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َاث‬
‫ََ‬ ‫َِف‬
‫َ‬ ‫تَ ََ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ث‬ ‫َو‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫صَحَ َذَ َ‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬‫َ‬ ‫َوَ َ‬
‫َََمَشَ َقََ‬ ‫احلَيََةَ َ‬
‫َد‬ ‫َالسَََليميََََةَ َبَََصََ َ‬ ‫نيَ ََوَتََسَعََ َمَائَََةَ‪َ َ ،‬ابَلَعََمارَ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫الَق َ َ‬
‫َ‬ ‫َََة َََ َ‬ ‫َ‬ ‫تَ ََوَأََربََعَ َ َ َ‬ ‫َسَنََةَ ََسَ َ‬ ‫ََََعَ َدَةَ َََاحلََرَام َ‬
‫ََوَايَتَهَ َبَََ َشَرََطََهَ َ َ‬ ‫َََاملحَرََ َ‬
‫َعَنَ َدََ‬ ‫وزََ َََِلَ َََوَ َعَنَهََ َ َر َََ َ‬ ‫ََيََ َ‬ ‫َََا َ َ‬ ‫َم‬
‫يعَ َ‬‫َعَنَهََ‪ََ ،‬وَ ََجََ َ‬ ‫ََ َََِلَ َََأَنَ َنَرَويَََهََ َ َ‬ ‫َجَ َاز‬
‫وسَةَ‪ََ ،‬وَأ َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫اَلَ َملَََء‪َ.‬‬
‫فيَ‪ََ.‬‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫َ‬‫احل‬
‫َ‬ ‫َ‬‫يَ‬
‫ََ‬ ‫َََمَيلَََكَوَََََالصََ َ‬
‫احل‬
‫َ‬ ‫َد‬
‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُمََمَ َدََبَََ َنَ َ‬‫َوَكتََبََهَََ َ‬
‫َََقَ َمََ‬
‫اَر‬ ‫َََظََ َ‬
‫اهَ َريََةَ ََر‬ ‫َََكَتََبَََةَ َال‬
‫َعَلََيَ َهَ َ‬
‫توبَ َ َ‬‫ََقَمَ‪َ 379َ :‬وَالَََ َمَكََ َ َ‬ ‫َََ َمَ ََر‬
‫ََقَمَ‪َ ،1245َ :‬فيلَ‬
‫َ‬
‫‪ََ.2‬مط َوطَةَ َامل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َجَيَدَ‪ََ،‬وَهَ َيََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تَ ََِبََطَ َغََي َ َ‬ ‫ذه َالنََ َسَ َخَةَ‪ََ،‬كَتَبََ َ‬ ‫َََ ََوَهَ َََ‬‫َ(ب)‪،‬‬ ‫سخَةَ ََ‬‫ََََ َ َ‬ ‫مزتَ ََلَََاَابلن‬ ‫ورََََ َ‬ ‫(‪َ َ ،)1015‬‬
‫ََََوَحَةَ َال َ َ‬ ‫َََتَكَ َونَةَ ََمَنَ ََم َ َ َ َ‬
‫َََةََ‬
‫بار‬
‫َََوَاحَ َدَةَ ََعَ َ‬ ‫ينَ َلََََوَ َحَةَ‪َ ،‬وَاللَ َ‬ ‫ََائَََةَ َََوَتَ َسَ َعَةَ َََوَعَشَ َرَ َ‬ ‫ديَ‪َ ،‬وَاملََ َ َ‬ ‫َمَ َسَنََ َدَ َََاحلَََمَيََ َ َ‬
‫ََََََوَحََةَ َاََألَ ََ َ‬ ‫عَنَ ََوَرَقَتَنيَ‪َ ،‬وََِفَ ََك َ َ َ‬
‫َََةَ َ‪َ:‬‬
‫َََ‬ ‫بار‬
‫َوَلَ ََعَ َ‬ ‫تَ َََِفَ َاللَ َ‬ ‫َََ َ‬ ‫َسَطََراَ‪ََ ،‬وَ َجَاء‬ ‫ينَ َ َ‬‫ََ ََلَ َََوََرَقَةَ َََخَََ َسَةَ َََوَعَشَرَ َ‬ ‫َ َ ََ َ َ َ‬
‫ََََرَ َك َ‬
‫ني َبَََن َ َعََرََوَةََ‬ ‫ليَ َبََنَ َََاحلََسََ َ‬
‫َعََ َ َ َ‬ ‫َََََّلََمَةَ َاَألَََوَ َحَ َدَ َََأَبََوَ َََاحلََ َسَنَ َ َ‬ ‫َالع‬
‫َََ َ‬ ‫ََََتَبَهَ َاََ َإل َ‬
‫مام‬ ‫(وَقََفهََ َََوَسائَ‬ ‫ََ‬
‫ََنَهََ)‪َ.‬‬ ‫اَّللََ ََم‬
‫‪َ،‬تََقَبَ َلَََ َ‬ ‫ليَ‪ََ7‬‬ ‫َاحلََنَبَََ َ‬

‫‪ 7‬علي بن حسني بن عروة معروف ( بابن زكنون ) فقيه حنبلي‪ ،‬عامل باحلديث وأسانيده‪ .‬وفابه يف دمشق‪ .‬أشهر بصانيفه " الكواك الدراري يف بربي مسند اإلمام‬

‫أمحد على أبواب البخاري ‪ -‬خ " كبي جدا‪. ،‬و " السية النبوية ‪ -‬خ " منتزعة من الكواك بوفى‪ 837‬هـ‪ .‬انظر األعالم ‪ 280 :4‬و الضوء الالمع ‪.214 :5‬‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 9‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫اعاتَََبَََعَ َدَ َهَاَََ‬


‫)َواَلَ َسَ َمََ ََ َ‬
‫ََ‪َََ 128‬‬
‫)َوََ(‬ ‫َََََرَقََةََ(‬
‫ََ‪َََ 127‬‬ ‫َالو‬ ‫ََََتََناََ‬
‫َََِفَ َ‬ ‫ََسال‬ ‫َََسََنََةََََوََهَ َيََ َر‬
‫َصولََال‬
‫تََأََ َ ََ‬
‫َََ َ‬ ‫َوَ َجَاء‬
‫َسَ َخََةََ(َأَ)‬
‫ََََََ‪َ.‬‬ ‫ن‬
‫ََََ‬
‫َال‬ ‫َِف‬
‫َ‬ ‫َ‬‫َ‬ ‫ََنََاَََلَسَمََ ََ َ‬
‫اعات‬
‫َ‬ ‫وََهَيََََأَقَ َلَ َ‬
‫َم‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ليَفيهَاََ‬
‫ََ َمََ ََََ َ‬
‫وع‬
‫ديََ َ‬ ‫نََ َسَبََتََ َهََََ َ‬
‫اَاَّلََََاحلَََمََيَ َ َ‬
‫ضََََأ ََهَ َلََ‬
‫ضَََاَبَََعَ َ‬ ‫َصَ َلََََوَالَََ َذَيَذ‬
‫ََََكََرَهَََأَََيََ َ‬ ‫َالسَنَََةََ َابلَسَنََ َدََامل‬
‫َََتَ َ‬
‫َ‬
‫ََََسَنََ َدََ َمعََأََ َ ََ‬
‫َصولََََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَهَذَاَامل‬‫َ‬ ‫َََوَيََنََََ‬
‫فقَدَ ََر‬
‫‪َ8‬‬ ‫َ‬
‫ََََ‬
‫نَهذه‬‫ََ ََ َ‬ ‫َأويلَ‪َ َ 9‬جَزءَََ ََم‬
‫َََََ ََ َ‬
‫َََ َالت‬
‫َذم‬ ‫َ‬
‫َََََََ ََ‬
‫ِفَكتابه‬ ‫َاملقدسيَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََََ‬ ‫ة‬
‫ََََ‬
‫َقدام‬
‫ََ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َابن‬
‫َ‬ ‫َََ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ذ‬
‫َََ‬‫دَ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫‪َ،‬ف‬ ‫ََََلَمَ َاملََتََقَدَ َمنيَ‬
‫الع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ََََََنََ‬
‫ََََنبأ‬
‫الَ‪َ:‬أ‬
‫َََََََ َ‬
‫بنَنصرَبنَالدجاجيَالَََفَقَيه‪َ،‬ق‬
‫للاََ َََ ََََ ََََ َ ََ َ ََ‬ ‫سنَسعدََ َ‬
‫وَاحلَ َ ََ ََ َ‬ ‫َََََأَبََ َََ َ‬
‫‪َ:‬أخربَن‬
‫‪َ،‬فقالَ َََ َ َ‬ ‫ََََ َََََ َ‬ ‫َََسالة‬‫الر‬
‫َ‬
‫ََََ َََبنَََ‬
‫ََََغفار‬
‫َعبدَ َال‬‫اهَرَ َ ََ‬ ‫ََنَ َأَََبَوَ َطََ َ‬ ‫ََ َالَز َ‬
‫َََ َ َ‬ ‫ََ َأَََنبأ‬
‫َاخلَََياطَ ‪،‬‬
‫َمحَدَ ََ َ‬ ‫َُمََمَدَ َََبنَ َََأ َ‬
‫صَورََ َ َ‬‫ََنَ َ‬
‫َم‬
‫َََََاهَ َد َََأَبََوَ َ‬ ‫اَإلََمَام‬
‫ََنََأَََبََ َََ َََ ََ ََ‬
‫وَبكرَعبدَ‬ ‫َََ َ‬
‫ََََنبأ‬
‫وسَىَأ‬ ‫َََ َ َ‬‫َبشرَبنَم‬
‫ََنَََ ََََ َ‬ ‫َََ َ‬
‫ََََصَوَافََََأَنبأ‬ ‫ليََََبنَال‬ ‫وَعََ َ‬
‫ََنََََأَبََ ََ َ‬ ‫َََ َ‬
‫دَبنَجََعَفَرََََأَنبأ‬
‫َُمََمَ َََ ََ َ‬
‫اَنطقَ َبََََهَ َال‬
‫ََََقََرََآنَََ‬ ‫الَ َََوََمََََ َ‬ ‫ََ َمثَ َقََََ َ‬
‫َََ َأَشَيََاء‬‫ََ َفَََذكر‬ ‫َالسَنة‬ ‫َاحلَ ََ َ‬
‫َأصَ َولَ َََ َ‬‫الَ ََ َ‬ ‫ميدَيَ َقََََ َ‬ ‫َََزَبيَ ََ َ‬‫للاَ َََبنَ َال‬
‫تََأَََيََ َدَيَ َه َمَ}‪ََ،‬وَََمثلَ‪َ{َ:‬وَالََسَ َمَََاوَاتَََ‬ ‫ََغَلَولَََةََغَلَ َ‬ ‫َم‬ ‫ََََيَهَودَََيََ َدَََ ََ‬
‫َاَّللَ َ‬
‫َ‬
‫يثَمثلَ‪َ{َ:‬وَقَالَََتََالَ َ َ َ‬ ‫احلََ َدََ ََََ‬ ‫وَ َ‬
‫َنفسرهَونقفَََ‬
‫َََََوَالََََ ََََ َََ‬ ‫ََََ َيه‬
‫يثَالََنََزَيدَف‬‫احلََ َدََ َََ‬‫ََوَ َ‬ ‫َََََقََرََآنَ‬
‫اَمنَال‬ ‫ََََيََمَينََهَ}‪َََ،‬وََمََََ ََََ َ‬
‫اَأشبهَهَذََََ‬ ‫مَطَوََّيَتَب َ ََ‬
‫َ‬
‫}َوََمنَزعمَ‬
‫ََََََ‬ ‫اَوقفَعَلَيََ‬
‫شَاسَتَََوَىَ َََ‬ ‫ََََََعََرَ َََ َ‬ ‫علىَال‬ ‫َََمحََ َنَ َ ََ‬
‫نةَونقولَ‪{َ :‬الَر‬‫السََََ َََ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬‫آنَو‬
‫َ‬‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َََ‬
‫َ‬ ‫َا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َََََ ََ ََ َ َ‬ ‫ىَم‬
‫عل َ‬
‫َمعطلََجهمي‪َ.‬‬ ‫غيَهَذَََاَفَ َهََوََََ َ َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫َََ‬‫عطَ َلة‬
‫َََ َ َ‬
‫ربَ َامل‬ ‫مية َ ََعَلىَ ََحَ َ َ‬
‫َ‬
‫ّل َ‬
‫ََََ‬ ‫اجليوش َاَ َإل ََسََ‬
‫اع ََ ََ َ ََ‬ ‫َََََهَ ََ ََ ََ‬
‫اجتمَََ‬ ‫َََتاب‬‫َاجلوَزَيَةَ ََِفَ َك‬ ‫ََََمَ ََ َ‬ ‫َابنَ َقي‬
‫وذَََكََرََهَاَ َََ َ‬
‫َ َ‬ ‫َََأََخَبَرَََنََإَََ ََسََ َ‬ ‫َ ‪10‬‬
‫َََََمحََنََ‬
‫َعَبََدََالَر‬ ‫يلََبَََ َنََ َ‬ ‫َ‬‫اع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪(َ:‬‬ ‫ال‬
‫َ‬‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬
‫ََََ‬
‫َ‬ ‫‪َ،‬ف‬ ‫َ‬
‫ر‬
‫ََ‬‫ا‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫الغ‬
‫َََ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫للعلي‬
‫ََََ‬ ‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ِفَالعل‬
‫ََََََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫ََ‬‫و‬
‫َ‬ ‫‪َ،‬‬ ‫وَاجلَََهَميَََةَ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫َسعدَللاَبنَََ‬
‫ََنَ َ ََ ََ َََ‬ ‫َََ َ‬
‫َََأَنبأ‬
‫تمَائَََةَ‬ ‫ََََ ََ‬
‫ةَوسََ َ‬ ‫َسنةَسبعَعشر‬
‫ََََ ََََ ََ ََ َ َ‬ ‫ََََفََقَيه‬ ‫َاَّللََ َبَََ َنَ َََأ َ‬
‫َمحََ َدَ َال‬ ‫َعََبَ َدَ ََ َ‬
‫ََنَ َ َ‬
‫َََ َ‬
‫َََأَنبأ‬
‫معدلَ‬ ‫الَََ ََ َ‬
‫َََصَوَافَََ‬ ‫ليَ َال‬ ‫وَعََ َ‬
‫ََنَ َأَََبََ ََ َ‬
‫َََ َ‬
‫ََََنبأ‬
‫غفارَبنَُمََمَدَأ‬
‫َََََ ََََََ ََ َ‬ ‫َعبدَال‬ ‫ََنَ َ ََ‬
‫َََ َ‬
‫َََأَنبأ‬
‫اخلَََياطَ‬ ‫صَورََ ََ َ‬ ‫َََنَ َ‬
‫وَم‬
‫ََنَ َََأَبََ َ‬
‫َََ َ‬
‫ََََأَنبأ‬
‫َنصرَ‬
‫الََََوََمَاَََ‬
‫َََمثََقََََ َ‬
‫ََََََشَيََاءَ‬
‫نةَعندَنََفَََذكرَأ‬
‫ولَالسََََ ََ َ َ‬ ‫ََََ‬ ‫َ‬ ‫َأص‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫َ‬‫ق‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َََََََاَحلَ ََ َ‬
‫َميد‬
‫َ‬ ‫وسَىَأنبأَ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َََ َ َ‬‫َبشرَبنَم‬
‫ََنَََ ََََ َ‬ ‫َََ َ‬
‫َأَنبأ‬
‫ديهمَ}َوَََمثلَََ‬ ‫ََََيَهَودَََيََ َدَََ ََ‬ ‫احلَ َدََ ََََ ََ ََ َ‬ ‫َََََهََال‬
‫َََأَيََ ََ َََ َََ‬ ‫َغلتَ‬ ‫ََغَلَولَََةََ ََ‬‫َم‬
‫َاَّللَ َ‬ ‫يثَمثلَ{َوَقَالَََتََالَ َ َ َ‬
‫َ‬ ‫ََوَ ََ‬ ‫ََََقََرََآنَ‬ ‫نطقَب‬ ‫ََ‬

‫‪ 8‬أبو حممد موفق الدين عبد اهلل بن أمحد بن حممد بن تدامة اجلماعيلي املقدسي ثم الدمشقي احلنبلي‪ ،‬الشهي بابن تدامة املقدسي مؤلف كتاب املغين وميكن اعتباره‬

‫من أكرب كت الفقه يف املذه احلنبلي‪( .‬املتوفى ‪ 620‬هجرية)‪.‬‬

‫‪ 9‬ذم التأويل ص‪ 31-30:‬ط‪.‬دار البصية‪.‬‬

‫‪ 10‬ص‪ 333-332:‬ط‪ .‬دار عامل الفوائد‪.‬‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 10‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫يدَ‬ ‫احلََ َدََ َََ‬


‫يثَالَ َنََزَ ََ‬ ‫ََوَ َ‬ ‫َََََقََرََآنَ‬
‫اَمنَال‬
‫اَأشبهَهَذََََ‬
‫َ}َوََمََََ ََََ َ‬
‫َََطَوََّيَتَبَ َ ََ‬
‫َََيََمَينََهَ َ َََ‬ ‫اتَم‬
‫لهَ{َوَالََسَ َمَََاوَ َ‬
‫قََوََََ َََ‬
‫ََََََعََرَشَََ‬ ‫ََََََمحََ َنََ ََ‬
‫َعلىَال‬ ‫نةَونقولَ{َالَر‬
‫السََََ َََ َ ََ‬‫ََ‬
‫آنَو‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬‫ر‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َََ‬
‫َ‬ ‫َا‬ ‫اَوقفَعَلَيََ‬
‫ه‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َنفسرهَونقفَعلىَم‬
‫َََ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫َََ‬ ‫ََََ‬ ‫َََ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫َو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫فََ َ‬
‫يه‬
‫ََ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫طلَجهميَ)َ‪َ.11‬‬
‫َََبَ َ ََ َ َ َ َ‬ ‫َم‬
‫منَزعمَغيَهَذَََاَفَ َهََوَ َ‬
‫ىَ}َوََ ََََََ َ ََ َ‬
‫اسَتَََوَ ََ َََ‬‫ََ‬
‫ت َ َعَلََيَ َهََََ‬ ‫ََََلَ َمَ َخَ َطوَطَتََنيَا‬ ‫طوطاتَ َبَََ َذَكَ َر َ‬‫َعَدَةَ َََمَََ َ َ ََ َ‬ ‫ََتَ َ َ‬ ‫وَكَذَلََ‬
‫اَِفََ‬ ‫َاعَتََ َمَدَ ََ‬‫ََََلََِتَ ََ َ‬ ‫ََََنَ َهَاَا‬
‫هاَم‬ ‫َجَاءَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ََ َسَنََ َدََ‬‫َم‬
‫قيقَ َ‬‫ََتَ ََ َ‬
‫ميَ َََِفَ َ ََ‬ ‫َعَظَ َ َ‬ ‫َََََمحََنَ َاََألَ َ‬
‫َحَبيََ ََ َالَر‬‫َََشَََيَ َخَ َ َ‬ ‫قيقَ‪ََ ،‬وََمَنَ َهَاَ َاَََلََِتَ َََأ َ‬
‫َعَتََ َمَ ََد ََهاَ َال‬ ‫َحَ ََ َ‬‫َََ َ‬
‫الت‬
‫ََََََةَ َََِفََ‬
‫ََََثَماني‬‫َالع‬ ‫اجلام َ‬
‫ََنَ ََ َ‬ ‫َََََةَ َ‬ ‫طوطاتَ‪َ ،‬وََ‬
‫ّلثَ َََمَََ َ َ ََ َ‬ ‫َاحلَمَيَ َديَ‪َ ،‬وََ‬
‫َََ َعَةَ َ‬ ‫َ‬ ‫َم‬ ‫ي‬ ‫مان‬ ‫ث‬
‫َ‬‫َالع‬
‫ََََ‬
‫َ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َس‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫ََََ‬
‫َ َ َ‬‫َال‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث‬
‫ََ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬
‫َََ َ َ َ‬
‫ََََلَ َومَََبَََدَيََوبَََنََدَ‪َ َ،‬عَ َدَاَََ‬
‫َالع‬
‫ََ َ‬ ‫ََا َر‬
‫َد‬ ‫َاَلََنَ َدَ‪َ،‬وَََالسَ ََعيديََََةََََِفَََحَيَ َدَرََََآابََدََََاَلََنَ َدَ‪َ،‬وَالََ َدَيَوبَََنَدَيَةََََِفََم َ‬
‫ََكَتََبََةَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫ََ َ َ َ َ‬
‫ََََََها‪ََ ،‬وقَدَََ‬ ‫شكيل‬ ‫ََ ََوتَََ َ‬ ‫خطوطة‬ ‫ََ َطَََباعة‬
‫َََ َامل‬ ‫مليَفيهَاَ‬
‫َ‬ ‫ََ ََ ََََ‬ ‫‪َ،‬وع‬
‫َ‬ ‫َعَلََيَ َهَاَ ََ‬
‫َ‬ ‫تَ َ‬ ‫الَََ َمَ َخَطَوَطَتََنيَ َاَلََِتَ ََ َ‬
‫َاعَتََ َمَ َدَ َ‬
‫َََكَلََمََ َ‬ ‫ََ‬ ‫ََََََ َ َ‬
‫اَِفََ‬‫َََ َمََََ‬‫اتَ‪ََ،‬ك‬ ‫َال‬ ‫َ‬
‫َبعض‬
‫َ‬ ‫َََ‬ ‫ََنَةَ‬
‫َََ َار‬
‫نيَملَق‬‫سختََ َ‬ ‫َََََ َ‬
‫َبنيََالن‬
‫َ(أ)َوطابقتَََ َ‬
‫َََََََ َ ََََ َ‬ ‫سخة‬ ‫َعلىَالن‬ ‫اعتمدتََ ََ‬
‫َ ََ َ َ َ‬
‫َ‬
‫رقََ‬‫ََََ َ َ‬
‫ينتَ َالَف‬
‫ء‪ََ ،‬وبَََََ َ‬ ‫ََتَ ََ‬
‫َهيَ َ َّيَءََ َأَََمَ َ َ‬ ‫َهَلَ َ َ‬
‫ََ ََيََتَََبنيَ ََِلَ َ َ‬ ‫سخَتَ َ‬
‫ني ََل‬ ‫َََّلَ َالن‬
‫َََََ َ َ‬ ‫ففيَ َك‬ ‫كَلََ َمََةَ َيُنُُاُ ُظ ُُر َََ‬
‫َََََسَ َي ََََ َ‬
‫َلبعضََ‬ ‫َََ َالي‬
‫مع َََالشرَح‬ ‫يثَ َ َ ََ‬‫َََ َ‬ ‫األحَ َاد‬ ‫ََرَ ََ َ َ َ‬
‫َاآلّيتَ َوَ َ َ‬
‫ََ َ‬
‫صَادَ‬‫َم َ‬ ‫ينتَ َ‬‫َََََََ َ‬‫ذاَطابقتََ َهَاَوب‬
‫ا‪َ،‬وَكََ َََ ََََ‬ ‫بَََينََ َهَ َمََََ‬
‫َاَهذاَالعملَ‪َ.‬‬
‫َ‬ ‫ََََََ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َأنَيَتَ ََقبلَ َ‬
‫َم‬
‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬ ‫م‬‫َالعظيَ‬
‫َََ‬ ‫ََََ‬ ‫َربََََََ َ‬
‫َالعرش‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َالعظيم‬
‫َََ‬ ‫ََََ‬ ‫َللا‬
‫َ‬ ‫َ‬‫سال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬‫أ‬ ‫‪َ،‬‬ ‫ََََوَََ َ‬
‫ائد‬
‫َ‬ ‫َوبعضََالف‬‫اينَ َََ َ‬ ‫املعََ َ‬‫ََََ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪ 11‬ص‪ 168-167:‬رتم (‪ )454‬ط‪.‬أضواء السلف‪.‬‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 11‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫املخطوطات‬

‫الصفحة األوىل من املخطوطة (أ)‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 12‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫الرسالةُ احملققة وهي أصول السنة اللوح األول منها‬

‫املخطوطة (أ)‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 13‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫الرسالةُ احملققة وهي أصول السنة اللوح الثاني منها‬

‫املخطوطة (أ)‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 14‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫مساعات املخطوطة (أ)‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 15‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫الغالف مع الصفحة األوىل من املخطوطة (ب)‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 16‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫رسالة أصول السنة من املخطوطة (ب)‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 17‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫النسخة الثانية من الرسالة مع السماعت املخطوطة (ب)‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 18‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫[نص الرسالة ]‬

‫حدثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى تال حدثنا الْحُمَيْدِيُّ تال ‪:‬‬

‫‪1‬ـ السُنَّةُ (‪ )13‬عِنْدَنَّا‪ :‬أَنْ يُؤْمِنَ الرَّجُلُ بِالقَدْرِ خَيْرِهِ وَشـَ رِِّهِ (‪ ،)14‬حُلـوِهِ وَمُـرِّهِ‪،‬‬

‫وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُن ليُخْطِئَهُ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يكُن لِيُصـِ يبَهُ (‪،)15‬‬

‫وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ تَضَاءٌ مِنْ اهللِ عزَّ وجلَّ ‪.‬‬

‫‪2‬ـ وَأَنَّ اإلِميَانَ تَوْلٌ وَعَمَلٌ (‪ )16‬يَزِيدُ وَينقُصُ وَلَاينفعُ تَوْلٌ إِلَّا بِعَمَل(‪ )17‬وَلَا َع َم ٌل‬

‫وتولٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ(‪ ،)18‬وَلَا تَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إِلَّا بسُنَّةٍ(‪.)19‬‬

‫‪ 12‬هذهِ العناوين غي موجودة يف أَصل ِ املخطوطات ‪ ،‬عدا العنوان الرئيسي أعاله (أصول السنة)‪.‬‬

‫( ‪ )13‬بطلق السنة على عدة إطالتات ولغةً هي الطريقة‪ ،‬واملراد هبا هنا‪ :‬االعتقاد‪.‬‬

‫وتد دل على وجوب اإلميان بالقدر خيه وشره حديث جربيل ‪ ،‬وفيه‪ :‬تال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬اإلميان أن بؤمن باهلل‬ ‫( ‪)14‬‬

‫ومالئكته وكتبه ورسله واليوم اآلخر‪ ،‬وبؤمن بالقدر خيه وشره" أخرجه مسلم ‪.‬‬

‫وجاء هذا يف حديث الينِ صَل َّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تال ( لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَمْ يَكُنْ‬ ‫( ‪)15‬‬

‫لِيُخْطِئَهُ وَأَنَّ مَا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهُ) رواه اليتمذي وتال االلباني ‪ :‬صحيح ( صحيح اليتمذي ‪.)2144‬‬

‫اإلميان هو اعتقاد باجلنان وتول باللسان وعمل باألركان‪ ،‬وتد دل على األول توله بعاىل‪ ﴿ :‬ولَكِنْ تُولُوا أَسْلَمْنَا ولَمَّا يَدْخُلِ الْإِميَانُ فِي‬ ‫( ‪)16‬‬

‫تُلُوبِكُمْ ﴾ [احلجرات‪ ،]14 :‬ودل على الثاني توله بعاىل‪ ﴿ :‬وَتُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ ﴾ [العنكبوت‪ ،]46 :‬ودل على الثالث‬

‫توله بعاىل‪ ﴿ :‬وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِميَانَكُمْ ﴾ [البقرة‪]143 :‬؛ أي صالبك‪ ،‬تال اإلمام الشافعي رمحه اهلل ‪( :‬وكان اإلمجاع من الصحابة=‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 19‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫‪3‬ـ والتَّرحمُ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلِّهمْ ‪ ،‬فَإِنَّ اهللَ عزَّ‬

‫وجلَّ تال‪ { :‬والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا وِلخواننا‬

‫الذين سبقونا باِليمان }(‪.)20‬‬

‫فَلَنْ يُؤْمِنَ إِلَّا بِاالِسْتِغْفَارِ هلُمْ‪ ،‬فَمَنْ سَبَّهُمْ أَوْ بَنَقَّصَهُمْ أَوْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَلَيْسَ‬

‫عَلَى السُنَّةِ (‪ ،)21‬ولَيْسَ لَهُ فِي الفَيءِ حَقٌ ‪ ،‬أَخْبَرْنَا بِذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ‬

‫والتابعني من بعدهم ومن أدركنا يقولون إن اإلميان تول وعمل ونية ال جتزىء واحدة من الثالثة إال باألخرى ) شرح أصول اعتقاد السنة‬

‫الاللكائي (‪ )754/5‬ط‪.‬دار البصية ‪ ،‬جمموع الفتاوى ابن بيمية ‪.209/7‬‬

‫واإلميان حال اإلطالق يتكون من أربعة أمور هي أركانه ‪ ،‬وهي ‪- :‬‬

‫‪ - 1‬تول القل ‪ :‬وهو اعتقاد ما أخرب اهلل سبحانه به عن نفسه وعن أمسائه وصفابه وأفعاله ومالئكته ولقائه على لسان رسله ‪.‬‬

‫‪ - 2‬تول اللسان ‪ :‬وهو اإلخبار عنه بذلك والدعوة إليه والذب عنه وببيني بطالن البدع املخالفة له والقيام بذكره وببليغ أوامره ‪.‬‬

‫‪ - 3‬عمل القل ‪ :‬كاحملبة له والتوكل عليه واإلنابة إليه واخلوف منه والرجاء له وإخالص الدين له وغي ذلك من أعمال القلوب اليت فرضها‬

‫أفرض من عمل اجلوارح ومستحبها أح إىل اهلل من مستحبها‪.‬‬

‫‪- 4‬أعمال اجلوارح ‪:‬كالصالة واجلهاد ونقل األتدام إىل اجلمع واجلماعات ومساعدة العاجز واإلحسان إىل اخللق وحنو ذلك ‪( .‬مدارج‬

‫السالكني البن القيم ‪.)101، 100/1‬‬

‫(تلتُ) ومع األسف نرى كثي مِن الناس يقول لك أهم شيء اإلميان يف القل ‪،‬فلو كان صحيحاً لظهر على اجلوارح من صالةٍ وصيام وزكاةٍ‪.‬‬

‫( ‪ )17‬ال بد أن يصدق العمل القول‪ ،‬دل على ذلك توله بعاىل‪ ﴿ :‬وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَتِيلَ لَهُم ْ بَعَالَوْا تَابِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا تَالُوا لَوْ نَعْلَمُ‬

‫تِتَالًا لَابَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَتْرَب ُ مِنْهُمْ لِلْإِميَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي تُل ُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾ ال عمران ‪.167:‬‬

‫( ‪ )18‬كما جاء يف حديث النيب صلى اهلل عليه وسلم ‪":‬إمنا األعمال بالنيات‪ ،‬وإمنا لكل امريء ما نوى"‪ ،‬متفق عليه‪.‬‬

‫( ‪ )19‬وذلك لقوله بعاىل‪ ﴿ :‬تُل ْ إِنْ كُنْتُم ْ بُحِبُّون َ اللَّهَ فَابَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾‪،‬وتوله صَلَِّى اللَِّه ُ عَلَيْهِ وَسَلَِّمَ للثالثة الذين جاءوا إليه وسألوا عَنْ‬

‫عِبَادَبِهِ فَلَمَِّا أُخْبِرُوا كَأنَِّهُمْ بَقَالُِّوهَا (أي رأوها تليلةً بالنسبة ملا ينبغي هلم) فقال هلم (فَمَنْ رَغِ َ عَنْ سُنَِّتِي فَلَيْسَ مِنِِّي) رواه الشيخان‪.‬‬

‫( ‪[)20‬احلشر ‪.]10‬‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 20‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫مَالِك بِن أَنَس أَنَّهُ تَالَ ‪ :‬تَسَّمَ اهللُ بعاىل الفَيءَ (‪)22‬فقال ‪ ﴿ :‬لِلْفُقَرَاءِ‬

‫الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ ﴾(‪.)23‬‬

‫ثم تال ‪ { :‬وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا‪..‬‬

‫اآلية }(‪. )24‬‬

‫فمَن مل يقلْ هذا لَهُم فليس مِمَّن جعل لَهُ الفَيء(‪.)25‬‬

‫‪4‬ـ والقرآنُ ‪ :‬كالمُ اهللِ ‪ ،‬سَمِعْتُ سُفْيَانَ [ بنَ عُيَيْنَةَ(‪ ] )26‬يَقُولُ‪" :‬القُرْآنُ كَلَامُ‬

‫اهللِ ‪ ,‬وَمَنْ تَال مَخْلُوقٌ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ (‪ ،)27‬لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ هَذَا(‪.)28‬‬

‫( ‪ )21‬وذلك لقوله صَلَّى اللَّه ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا بَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَن َّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْل َ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ) رواه البخاري‬

‫ومسلم‪ ،‬وتال أبو زرعة لرازي‪ :‬إذا ر أيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فاعلم أنه زنديق‪( .‬الكفاية‬

‫للخطي ص‪ / 97:‬والصارم املسلول البن بيمية انظر ص‪ 567 :‬وما بعدها)‪.‬‬

‫( ‪ )22‬الفيء هو ما أخذه املسلمون من الكفار احلربيني من غي تتال‪ ،‬وتد ورد ذكره يف سورة احلشر‪ :‬مَا أَفَاءَ اللَِّه ُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى‬

‫فَلِلَِّهِ وَلِلرَِّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِنيِ وَابْنِ السَِّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ‪.‬‬

‫( ‪[)23‬احلشر ‪.]8:‬‬

‫( ‪[)24‬احلشر ‪.]10:‬‬

‫( ‪)25‬شرح أصول اعتقاد أهل السنة واجلماعة ألبي القاسم الطربي ح ‪( 2400‬ج‪/7‬ص‪ )1087:‬ط‪.‬دار البصية‪ ،‬وأبو نعيم يف حلية األولياء‬

‫ج ‪ /6‬ص‪ ،327:‬سنن البيهقي الكربى ج‪ ، 372/ 6‬باريخ دمشق البن عساكر ج‪/44‬ص‪.391:‬‬

‫سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ بنِ أَبِي عِمْرَانَ مَيْمُوْن اهلِالَلِيُّ‪ ،‬الكُوْفِيُّ‪ ،‬ثُم َّ املَكِّيُّ (‪ 198- 107‬هـ) سَمِعَ مِنْ‪ :‬عَمْرِو بنِ دِيْنَار ‪ -‬وَأَكْثَرَ عَنْهُ ‪ ،-‬وَابْنِ‬ ‫( ‪)26‬‬

‫شِهَاب الزُّهْرِيِّ‪ ،‬وَعَاصِمِ بنِ أَبِي النَّجُوْدِ‪ ،‬وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيِّ‪ ،‬وَعَبْدِ اهللِ بنِ دِيْنَار‪ ،‬وَزَيْدِ بنِ أَسْلَمَ‪ ،‬وَمُحَمَّدِ بنِ املُنْكَدِرِ ‪ ،‬وَعَطَاءِ بنِ=‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 21‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫ـ وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ‪ :‬اإلِميَانُ تَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِيدُ وَيُنقُصُ (‪.)29‬‬

‫فَقَالَ لَهُ أخْوهُ إِبْرَاهِيمُ بن عُيَيْنَةَ‪ ":‬يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ‪ ،‬الَ بَقُلْ يَنْقُصُ"‪ ،‬فَغَضِ َ‬

‫وَتَالَ اسْكُتْ يَا صَبِىُّ ‪ ،‬بَلْ حَتَّى الَ يَبْقَى مِنْهُ شَىْءٌ (‪.)30‬‬

‫‪5‬ـ وَاإلِتْرَارُ بِالرُّؤْيَةِ بَعْدَ الْمَوْتِ (‪.)31‬‬

‫السَّائِ ِ‪،‬وَسُفْيَانَ‪ ،‬وَشُعْبَةَ‪ ،‬وَزِيَادِ بنِ سَعْدٍ‪،‬حَدَّثَ عَنْهُ‪ :‬األَعْمَشُ‪ ،‬وَابْنُ جُرَيْج‪ ،‬وَشُعْبَةُ ‪ -‬وَهَؤُالَءِ مِنْ شُيُوْخِهِ‪ ،-‬ويَحْيَى القَطَّانُ‪ ،‬وَالشَّافِعِيُّ‬

‫‪،‬وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ‪ ،‬وَاحلُمَيْدِيُّ‪ ،‬وَسَعِيْدُ بنُ مَنْصُوْر‪ ،‬وَابنُ مَعِيْن‪ ،‬وبنُ املَدِيْنِيِّ ‪ ،‬وبنُ حَنْبَل‪ ،‬وَأَبُو بَكْر بنُ أَبِي شَيْبَةَ‪ ،‬وبنُ رَاهْوَيْه‪،‬تال ابن حبان يف‬

‫الثقات‪ :‬كان من احلفاظ املتقنني وأهل الورع والدين ‪" .‬سي أعالم النبالء"(‪"، )482 /15‬هتذي التهذي " (‪.)107 /4‬‬

‫تال عبد اهلل بن أمحد بن حنبل حَدَّثَنِي أَبِي سَمِعْنَاهُ مِنِ ابْنِ عُلَيَّةَ ‪ ،‬وَجَاءَهُ ‪ ،‬مَنْصُورُ بْنُ عَمَّار فَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ ‪:‬مَنْ تَالَ ‪ :‬الْقُرْآنُ‬ ‫( ‪)27‬‬

‫مَخْلُوقٌ فَهُو َ مُبْتَدَعٌ‪( .‬السنة لعبد اهلل بن أمحد ج‪/1‬ص‪ ،131:‬ط‪.‬ابن القيم )‪.‬‬

‫( ‪ )28‬الاللكائي يف «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» ح ‪( 396‬ج‪/2‬ص‪ ،)217:‬وانظر اآلجري يف الشريعة ج‪/2‬ص‪ ،505:‬ط‪ .‬دار الوطن‪.‬‬

‫أي يزيد اإلميان بالطاعة وينقص باملعصية‪ ،‬وتد دل على الزيادة توله بعاىل‪ ﴿ :‬وَإِذَا بُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَابُهُ زَادَبْهُمْ إِميَانًا ﴾ [األنفال‪،]2 :‬‬ ‫( ‪)29‬‬

‫وتوله‪ ﴿ :‬لِيَزْدَادُوا إِميَانًا مَعَ إِميَانِهِمْ ﴾ [الفتح‪ ،]4 :‬ودل على نقص اإلميان اإلمجاع ‪،‬كما إنه إذا كان فيها زيادة فإهنا يكون فيها نقصان ‪ ،‬ألن‬

‫الزيادة إذا ذهبت رجع إىل النقصان ‪ ،‬تال البخاري ‪ :‬لقيتُ أكثر من ألف رجل من العلماء باألمصار فما رأيت أحداً منهم خيتلف يف أن‬

‫اإلميان تول وعمل‪ ،‬يزيد وينقص (فتح الباري شرح صحيح للعسقالني ‪.)47/1‬‬

‫الاللكائي يف «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» ح ‪( 1745‬ج‪/5‬ص‪ ،)817:‬والعدني يف «اإلميان» ص‪ ،94:‬وابن بطة يف «اإلبانة‬ ‫( ‪)30‬‬

‫الكربى» (ج‪/2‬ص‪ ،)1155()855:‬وابن عبد الرب يف التمهيد ج‪/9‬ص‪ ،254:‬وانظر أيضاً حلية األولياء ج ‪ /7‬ص‪ ،290:‬ص‪.295:‬‬

‫( ‪ )31‬لقولهِ بعاىل‪ ﴿:‬وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة‪،]23 :‬وتول النيب صلى اهلل عليه وسلم‪":‬إنكم سيتون ربكم"متفق عليه‪.‬‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 22‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫‪6‬ـ وَمَا نَطَقَ بِهِ القُرْآنُ وَاحلَدِيثُ(‪)32‬مِثْلُ ‪ ﴿:‬وَتَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ‬
‫‪33‬‬
‫أَيْدِيهِمْ ﴾‬

‫ومثلَ ﴿ والسماوات مطوياات بيمينا ﴾(‪ ،)34‬وَمَـا أَشـْ بَهَ هَـذَا مِـنَ الْقُـرْآنِ‬

‫وَالْحَدِيثِ الَ نَزِيـدُ فِيـهِ وَالَ نُفَسـِّ رُهُ (‪ ،)35‬نَقِـفُ عَلَـى مَـا وَتَـفَ عَلَيْـهِ القُـرْآنُ‬

‫وَالسُّنَّةُ وَنُقُولُ ‪ ﴿:‬الرحمن على العار اساَو ﴾(‪ )36‬وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ هَـذَا‬

‫فَهُوَ مُعَطِّلٌ جَهْمِىٌّ (‪.)37‬‬

‫( ‪ )32‬تال اإلمام أمحد رمحه اهلل‪ :‬ال يوصف اهلل إال مبا وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى اهلل عليه وسلم؛ ال يُتجاوز القرآن واحلديث‬

‫(املسائل املروية عن اإلمام أمحد ج ‪/1‬ص‪ ،278 :‬عبد االله األمحدي)‪.‬‬

‫تلتُ‪ :‬الواج ُ على أهل السنة إثبات صفات اهلل كما أثبتها لنفسِهِ يف الكتابِ والسُنَّة بال متثيل كما تال بعاىل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء ٌ ۖ وَهُوَ‬

‫السَِّمِيعُ الْبَصِيُ) فهنا نَفى املماثلة له سبحانه وبعاىل وأثبَتَ لهُ الصفات من السمع والبصر ‪،‬وكذلك بال بشبيه فال نقول إن صفابِهِ كصفاتِ‬

‫البشر ‪ ،‬والبعطيل والبكييف فال نقول كيف هذه الصفة فكما تال اإلمام مالك الكيف منه غي معقول‪ ،‬واالستواء منه غي جمهول‪ ،‬واإلميان‬

‫به واج ‪ ،‬والسؤال عنه بدعة (ذكرها أبو نعيم يف احللية)‪،‬فالكيف جمهول وأتولُ للذين يَصرُّ على التأويل أو يُريدُ أن يَعرِفَ كيفية صفات اهلل‬

‫‪،‬أخربني عن الروح اليت يف جسدك كيف هية؟هل الروح سائل أم غاز أم صل أم ماذا تَبلَ أن بسألَ عَن كيفية صفات اهللِ عَزَّ وجلَّ‪.‬‬

‫‪[ 33‬املائدة‪.]64 :‬‬

‫( ‪[)34‬الزمر‪.]67 :‬‬

‫( ‪ )35‬شبهة والرد عليها ‪ :‬وتد يقول تائلٌ كيف النفسرها فاللفظ ُ متشابه فلإلنسان يدٌ وهللِ يدٌ فيج التأويل فأتولُ إن التشابه يف األمساء ال‬

‫يعين التشابه يف حقيقة املسميات فمثالً اهلل حيٌ كما تال بعاىل اهلل ال إله إال هو احلي القيوم ‪ ،‬واإلنسانُ حيٌ فهل حياةُ اهللِ كحياةِ البشر‪.‬‬

‫( ‪[)36‬طه ‪.]5:‬‬

‫( ‪ )37‬املعطلة طبقات منهم من نفى الصفات و األمساء و هم اجلهمية و منهم من نفى الصفات و هم املعتزلة ‪،‬واملعطل هو املنكر لصفات اهلل‬

‫كلها أو بعضها‪،‬اجلهمية ‪:‬وهم ابباع اجلهم بن صفوان الذي اخذ التعطيل عن اجلعد بن درهم ‪ ،‬وتتل يف خراسان سنة ‪128‬هـ‪ ،‬ومذهبهم يف=‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 23‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫فَقَدْ كَفَرَ ‪،‬وَلَا‬ ‫( ‪)39‬‬


‫‪7‬ـ وَأَنْ لَا نَقُولُ كَمَا تَالَتْ اخلوراجُ(‪" :)38‬مَنْ أَصَابَ كَبِيَةً‬

‫بَكْفِيَ بِشِئ مِنْ الذُّنُوبِ(‪ ،)40‬وَإِنَّمَا الكُفْرُ فِي بَرْكِ اخلَمْسِ(‪ )41‬اليت تَالَ رَسُولُ‬

‫اهللِ صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‪ :‬بُنِيَ اإلِسْالمُ عَلَى خَمْس‪ :‬شَهَادَةِ أَنْ ال إِلَهَ إِال‬

‫الصفات إنكار صفات اهلل ‪ ،‬وغالهتم ينكرون حتى األمساء ‪ ،‬ولذلك مسوا باملعطلة ‪ ،‬وتد روى عبد اهلل بن أمحد عن يزيد بن هارون أنه‬

‫سئل عن اجلهمية؟ تال‪ :‬من زعم أن ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ على خالف ما يقر ذلك يف تلوب العامة فهو جهمي‪.‬‬

‫أبو داوود يف املسائل ص‪ ،269- 268:‬السنة لعبد اهلل بن أمحد ‪ ،123 /1‬وكذا تاهلا بلميذ مالك‪ ،‬القعنيب وهو شيخ البخاري ومسلم‪.‬‬

‫( ‪ )38‬اخلوارج إحدى الفرق الضالة كاألزارتة وغيهم‪ ،‬فروى البخاري (‪ )6934‬ومسلم (‪ )1068‬عن يُسَيْر بْن عَمْرو تَالَ تُلْتُ لِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ‬

‫هَلْ سَمِعْتَ النَِّبِيَِّ صَلَِّى اللَِّهُ عَلَيْهِ وَسَلَِّمَ يَقُولُ ف ِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا ؟ ت َالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ‪ -‬وَأَهْوَى بِيَدِهِ تِبَلَ الْعِرَاقِ – ( يَخْرُجُ مِنْهُ تَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ‬

‫لَا يُجَاوِزُ بَرَاتِيَهُمْ يَمْرُتُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَِّهْمِ مِنْ الرَِّمِيَِّةِ ) ‪ .‬وروى ابن ماجة (‪ )173‬عَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى تَالَ تَالَ رَسُولُ اللَِّهِ صَلَِّى اللَِّهُ عَلَيْهِ‬

‫وَسَلَِّمَ ‪ ( :‬الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَِّارِ ) تال األلباني ‪:‬صحيح يف "صحيح ابن ماجة ‪."173‬‬

‫أطلَقَ الشرعُ عليه أنَّهُ كبيٌ‪ ،‬أو عظيمٌ‪ ،‬أو أخبَرَ بشدَّةِ العقابِ عليه‪ ،‬أو‬ ‫( ‪ )39‬تَالَ أبو العباس الْقُرْطُبِيُّ‪ :‬والصحيحُ إنْ شاء اهلل بعاىل‪ ،‬أن َّ كلَّ ذن‬

‫علَّق عليه حَدًّا‪ ،‬أو شَدَّدَ النكيَ عليه وغلَّظه‪ ،‬وشَهِدَ بذلك كتابُ اهللِ أو سنةٌ أو إمجاعٌ فهو كبية‪( .‬املفهم ج‪/1‬ص‪.)284:‬‬

‫( ‪ )40‬فالقَل مثال كبيرة من الكبائرقال تعالى ‪ ﴿:‬يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِ َ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ﴾ ثم تال‪ ﴿ :‬فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْء ٌ‬

‫فَابِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَان ﴾ [البقرة‪ ]178 :‬فأثبتَ اهللُ األخوة واإلميان رغم كونه تابالً‪،‬والذنوب عند املتقدمني يريدون به الكبائر وهنا‬

‫يعين به أي النُكَفِر أحدٌ بكبيةٍ بشرط أن اليستحِل الذن (أي اليعتقد أنَّهُ حاللٌ) فإذا جَعَلَهُ حالالً فقد كفر‪.‬‬

‫( ‪ )41‬تال شيخ االسالم ابن بيميه ‪-‬رمحه اهلل بعاىل ‪ -‬جمموع الفتاوى(‪(: )7/303‬وَتَدْ ابَّفَق َ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَأْت ِ بِالشَّهَادَبَيْنِ فَهُوَ كَافِرٌ وَأَمَّا‬

‫الْأَعْمَالُ الْأَرْبَعَةُ فَاخْتَلَفُوا فِي بَكْفِيِ بَارِكِهَا ونَحْنُ إذَا تُلْنَا ‪ :‬أَهْلُ السُّنَّةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ بِالذَّنْ ِ فَإِنَّمَا نُرِيدُ بِهِ الْمَعَاصِيَ كَالزِّنَا وَالشُّرْبِ‬

‫وَأَمَّا هَذِهِ الْمَبَانِي فَفِي بَكْفِيِ بَارِكِهَا نِزَاعٌ مَشْهُورٌ ‪ .‬وَعَنْ أَحْمَد ‪ :‬فِي ذَلِكَ نِزَاعٌ وَإِحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْهُ ‪ :‬إنَّهُ يَكْفُرُ مَنْ بَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهَا وَهُو َ‬

‫اخْتِيَارُ أَبِي بَكْر وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ كَابْنِ حَبِي ‪ .‬وَعَنْهُ رِوَايَةٌ ثَانِيَةٌ ‪ :‬لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَقَطْ وَرِوَايَةٌ ثَالِثَةٌ‪ :‬لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ‬

‫الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ إذَا تَابَلَ الْإِمَامَ عَلَيْهَا‪ ،‬وَرَابِعَةٌ ‪ :‬لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ‪ ،‬وَخَامِسَةٌ ‪ :‬لَا يَكْفُرُ بِتَرْكِ شَيْءٍ مِنْهُنَّ ‪ .‬وَهَذِهِ أَتْوَالٌ مَعْرُوفَةٌ لِلسَّلَفِ)‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 24‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫اللَّهُ‪ ،‬وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ‪ ،‬وَإِتَامِ الصَّالةِ‪ ،‬وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ‪ ،‬وَصَوْمِ رَمَضَانَ‪،‬‬

‫وَحَجِّ الْبَيْتِ(‪.)42‬‬

‫فَأَمَّا ثَلَاثٌ مِنْهَا فَلَا يُنَاظَرُ بَارِكُهُ (‪:)43‬‬

‫مَنْ لَمْ يَتَشَهَّدْ ولَمْ يُصَلِّ ولَمْ يَصُمْ ألَنَّهُ الَ يُؤَخَّرُ شَىْءٌ مِنْ هَـذَا عَـنْ وَتْتِـهِ وَالَ‬

‫يُجْزِئُ مَنْ تَضَاهُ بَعْدَ بَفْرِيطِهِ فِيهِ عَامِدًا عَنْ وَتْتِهِ(‪.)44‬‬

‫‪ ‬فَأَمَّا الزَّكَاةُ فَمَتَى مَا أَدَّاهَا أَجْزَأَتْ عَنْهُ ‪ ،‬وَكَانَ آثِمًا فِى الْحَبْسِ‪.‬‬

‫‪ ‬وَ أَمَّا احلَجُّ فَمَنْ وَجَ َ عَلَيْهِ (‪ ،)45‬وَوَجَدَ السَّبِيلَ إِلَيْهِ وَجَ َ عَلَيْهِ ‪،‬‬

‫وَلَا يَجِ ُ عَلَيْهِ فِي عَامهِ ذَلِكَ حَتَّى لَا يَكُونَ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ (‪،)46‬مَتَى أَدَّاهُ كَا َن‬

‫(‪ )42‬متفق عليه رواه البخاري (‪ ، )8‬ومسلم (‪ )16‬من حديث عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫( ‪ )43‬عند احلميدي بارك الثالث وهي الشهادة والصالة والصيام اليُناظَر باركه أي ال يُمهل فهو يرى بكفي باركها أما الزكاة واحلج فتسقطان‬

‫عند عدم بوفر الشروط وتيل لَا بُنَاظِرْ (ألَنَّ يف املَخطوطةِ لَم يَظه َر النقطتني هل هو فوتية أم حتتية) أي اليُجادل والبقام عليه احلجة فلو‬

‫صلى الظهر يف الليل مثالً بال عذر فال بقبل منه‪.‬‬

‫( ‪ )44‬عند احلميدي من برك شيئًا من الصالة أو الصيام عمدًا بال بأويل حتى خرج وتته املؤتت مل جيز له تضاؤها‪ ،‬وهذا اختيار ابن حزم‬

‫فات بفوات وتته‪ ،‬واختار األئمة األربعة جواز القضاء‪ ،‬وأن األمر ما زال متعلقًا بذمته ولو خرج الوتت‪.‬‬ ‫وغيه‪ ،‬وعللوا ذلك بأنه واج‬

‫واختار هذا شيخ اإلسالم ابن بيمية فقال يف ( االختيارات ) (ص ‪(:)19‬وبارك الصالة عمدا ال يشرع له تضاؤها وال بصح منه)‪.‬‬

‫شروط وجوب احلج‪ :‬اإلسالم والتكليف واالستطاعة؛ لقوله بعاىل‪ ﴿ :‬وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل‬ ‫( ‪)45‬‬

‫عمران‪ ،]97 :‬وبتوفر االستطاعة بقدربه على احلج بالقدرة املالية وكذلك البدنية وكذلك أن يكون الطريق آمناً‪.‬‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 25‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫مُؤَدِّيًا ‪ ،‬ولَمْ يَكُنْ آثِمًا فِى بَأْخِيِهِ ‪ ،‬إِذَا أَدَّاهُ كَمَا كَانَ آثِمًا فِى الزَّكَـاةِ ألَنَّ‬

‫الزَّكَاةَ حَقٌّ لِمُسْلِمِنيَ مَسَاكِنيَ حَبَسَهُ عَلَيْهِمْ فَكَانَ آثِمًا حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِمْ ‪،‬‬

‫وَأَمَّا الْحَجُّ فَكَانَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَـيْنَ رَبِّـهِ إِذَا أَدَّاهُ فَقَـدْ أَدَّى‪ ،‬وَإِنْ هُـوَ مَـاتَ‬

‫وَهُوَ وَاجِدٌ مُسْتَطِيعٌ ولَمْ يَحُجَّ سَأَلَ الرَّجْعَةَ إِلَى الـدُّنْيَا أَنْ يَحُـجَّ ويَجِـ ُ‬

‫ألَهْلِهِ أَنْ يَحُجُّوا عَنْهُ (‪ ،)47‬ونَرْجُوا(‪ )48‬أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُؤَدِّيًا عَنْـهُ كَمَـا لَـوْ‬

‫كَانَ عَلَيْهِ دَينٌ فَقُضِيَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْبِهِ‪.‬‬

‫( ‪ )46‬وجوب احلج عند الشافعي وحممد بن احلسن من احلنفية على اليتاخي؛ و استدلوا على ذلك بأن مكة فتحت يف السنة الثامنة والنيب‬

‫االمام مالك بقول وابي حنيفة وامحد وابي يوسف‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم مل حيج إال يف السنة العاشرة؛ فدل على جواز التأخي‪ ،‬وذه‬

‫القاضي إىل أن وجوب احلج على الفور ملن استطاع وهو الراجح واستدلوا بقوله صَلَّى اهللُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‪ " :‬بَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ ‪ -‬يَعْنِي‪:‬‬

‫الْفَرِيضَةَ ‪ -‬فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ" رواه أمحد وتال شعي األرنؤوط‪ :‬حديث حسن‪.‬‬

‫( ‪ )47‬امليت املسلم البالغ العاتل إن مل يتمكن من أداء حجة اإلسالم لفقد شروط االستطاعة ‪ ،‬فإن احلج مل جي عليه‪ ،‬وال يلزم أحداً أن‬

‫حيج عنه إال أن حيج عنه بطوعاً‪ ،‬فيجوز ذلك على الراجح من أتوال أهل العلم‪ ،‬وإن كان امليت تد هتاون يف أداء احلج مع االستطاعة‬

‫وبوفر الشروط ومل حيج‪ ،‬فقد اختلف أهل العلم يف وجوب احلج عنه‪ ،‬فقال أبو حنيفة ومالك‪ :‬ال حيج عنه إال إذا أوصى به‪ ،‬ويكون بطوعاً‪،‬‬

‫وتال الشافعي وأمحد‪ :‬جي أن يُجحَّ عنهُ مِن بركته‪ ،‬سواء فابه احلج بتفريط أو بغي بفريط‪ ،‬وسواء أوصى به أم ال‪ ،‬وهو الراجح‪ ،‬والدليل‬

‫( عَنْ ابْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللَّه ُ عَنْهُمَا أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَل َّى اللَّه ُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي نَذَرَت ْ أَنْ بَحُج َّ فَلَمْ بَحُجَّ حَتَّى‬

‫مَابَتْ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا تَالَ نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ تَاضِيَةً اتْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ) رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )48‬يف املخطوطة وضع األلف فوق الواو خالفاً للقاعدة فالواو هنا من بُنية الكلمة ولكن عندَ املتقدمني يضعوهنا‪ ،‬تالَ ابنُ تتيبة بويف‬

‫(‪ 276‬هـ) يف ادب الكتاب ص‪( :167:‬وبُزاد ألف الفصل أيضاً بعد الواو يف مثل "يغزوا ويدعوا" وليست واو مجيع‪ ،‬ورأى بعض كتاب‬

‫زماننا هذا أال بُلحق هبا األلف يف مثل هذه احلروف‪ ،‬فكتبوا "هو يَرجُو" بال ألف‪ ،‬و"أنا أدعُو" كذلك؛ إذ مل بكن واو مجيع )‪.‬‬
‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 26‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫سـ يِّدِنَا‬ ‫َصـ لَوابِهِ عَلَــى ـَ‬ ‫‪ ‬آخِ ـرُ الْكِتَــابِ‪ ،‬وَالْحَمْ ـدُ لِلَّ ـهِ رَبِّ العَ ـالَمنيَ‪ ،‬و ـَ‬

‫مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ أَجْمَعِنيَ وَسَلَّمَ بَسْلِيمًا‬

‫كَثِيًا‪.‬‬

‫[ متت الرسالة واحلمدهلل رب العاملني ]‬


‫حتَقِيق وضَبط خَادِمُ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ َأبُو عَبْدِاهللِ لَيْثُ احليَايلُّ‬ ‫‪ 27‬أصُوُلُ السُنَّة للحُمَيْدِيُّ‬

‫الفهرس‬
‫أصُوُلُُالسُُنُة ‪0 ......................................‬‬

‫برمجة املؤلف الْحُمَيْدِيُّ ‪3 ............................... :‬‬

‫سندُ أصو ِل السُنَّةِ للحُمَيْدِ ِّي ‪4 .............................‬‬

‫[نَصُّ الرسالةِ ] ‪16 ....................................‬‬

‫أصولُ السُنَّ ِة ‪18 .....................................‬‬

‫[اإلميانُ بالقدرِ ] ‪18 ...................................‬‬

‫[اإلِميَانُ تَوْلٌ وَعَمَلٌ يَزِي ُد وَينقصُ] ‪18 ..........................‬‬

‫[الثَّنَاءُ عَلَى الصحابةِ رُضْوَانُ اهللِ عَلَيْهم] ‪19 .....................‬‬

‫[ القرآنُ كالمُ اهللِ بعاىل ] ‪20 ..............................‬‬

‫[ تولُ سفيانَ يف اإلميانِ ] ‪21 ..............................‬‬

‫[رُؤْيَةُ املُؤْمِنِنيَ رَبَّهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ] ‪21 ...........................‬‬

‫[ إثباتُ الصفاتِ ] ‪22 .................................‬‬

‫[الفَرْقُ بَيْنَ أَهْلِ السُّ َّنةِ واخلوارجِ] ‪23 ..........................‬‬

‫[مَتَى بَقُومُ احلُجَّةُ عَلَى بَارِكِ أ ْركَانِ اإلِسْلَامِ أَوْ َبعْضِهَا] ‪24 ..............‬‬

You might also like