You are on page 1of 10

‫احلديث الثامن والعشرون‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫َ ْ َ ِّ َ َ ُ َ ْ ُ َّ ْ َ ً‬ ‫َ َ ْ َ ْ ْ ُ َْ َ ْ َ‬
‫ت انل ِِب ‪-‬صىل اهلل‬ ‫َّ‬ ‫ب عن أبِي ِه عن جده ِ ‪-‬ر ِِض اهلل عنه‪ -‬أن امرأة أت ِ‬ ‫وعن عم ِرو ب ِن شعي ٍ‬
‫ََ َ ََ ُ ْ َ ََ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َْ ٌ ََ َ َ َْ َ َ َ َ َ‬
‫ني زَكة هذا؟»‪،‬‬ ‫هب‪ ،‬فقال لها‪« :‬أتع ِط‬ ‫ٍ‬ ‫ذ‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫ان‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫عليه وسلم‪ -‬ومعها ابنة لها‪ ،‬و ِِف ي ِد ابنتِها مسك‬
‫رواهُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اريْن م ِْن نَار؟»‪ ،‬فَأل َق ْت ُه َما‪َ .‬‬ ‫ام ِة س َو َ‬‫ُ َ ََْ َ َ‬ ‫ْ‬
‫أن ي ُ َس ِّو كَِ‬ ‫ال‪َ « :‬أي َ ُ‬
‫َ َ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫و‬‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫اهلل‬ ‫ر‬ ‫كِ‬ ‫ُّ‬
‫ُس‬ ‫قالت‪ :‬ال‪ .‬ق‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َ ُ ْ َ ُ َ‬
‫الالثة‪َ ،‬وإِسنادهُ ق ِوي‪.‬‬

‫[ختريج احلديث ودرجته]‬


‫هذا احلديث قد أخرجه أبو داود يف كتاب الزاكة من سننه؛ باب الكزن‪ ،‬ما هو؟ وزاكة احليل؟‪،‬‬
‫رقم(‪ ،)1563‬والنسايئ يف كتاب الزاكة من سننه؛ باب زاكة احليل‪ ،‬رقم(‪ ،)2479‬الكهما من طريق‬
‫خادل بن احلارث‪ ،‬حدثنا حسني –وهو املعلم ابلرصي‪ -‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن‬
‫جده‪ ،‬به‪.‬‬
‫وأخرجه الرتمذي يف أبواب الزاكة عن رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم من جامعه؛ باب ما‬
‫جاء يف زاكة احليل‪ ،‬رقم(‪ )637‬من طريق عبد اهلل بن هليعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن‬
‫املثن بن الصبّاح‪ ،‬عن‬
‫جده‪ .‬وقد ضعف الرتمذي هذا اإلسناد‪ ،‬فقال‪« :‬وهذا حديث قد رواه ّ‬
‫ّ‬
‫يصح يف‬ ‫ّ‬
‫يضعفان يف احلديث‪ ،‬ال‬ ‫واملثن بن الصبّاح وابن هليعة‬
‫ّ‬ ‫عمرو بن شعيب‪ ،‬حنو هذا‪،‬‬
‫ّ‬
‫هذا ابلاب عن انليب صىل اهلل عليه وسلم يشء»)‪ .(1‬وظاهر صنيع الرتمذي أنه لم يتعرض‬
‫لرواية حسني املعلم‪ ،‬وإال فطريق أيب داود من رواية حسني املعلم ال مقال فيه‪ ،‬وال يزنل عن‬
‫ّ‬
‫درجة احلسن‪ ،‬إال أن النسايئ أعله باإلرسال»)‪.(2‬‬

‫جامع الرتمذي (‪ )20/3‬بتحقيق الشيخ أمحد شاكر‪.‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬اتلبيان يف ختريج وتبويب أحاديث بلوغ املرام (‪ ،)413/6‬ومنحة العالم (‪.)442/4‬‬
‫واحلديث قد صححه مجع من أهل العلم‪ ،‬منهم‪ :‬أبو احلسن بن القطان‪ ،‬وابن امللقن‪،‬‬
‫ّ‬
‫وحسن إسناده‬ ‫وابن حجر العسقالين‪ ،‬والصنعاين‪ ،‬واملباركفوري‪ ،‬وأمحد شاكر‪ ،‬وابن باز‪،‬‬
‫انلووي‪ ،‬والسااعيت‪ ،‬واألبلاين)‪. (1‬‬

‫[ترمجة الرواة]‬
‫َ ْ َ ْ ْ ُ َْ‬
‫ب) هو عمرو بن شعيب بن حممد بن عبد اهلل بن عمرو بن‬
‫قوهل‪( :‬عن عم ِرو ب ِن شعي ٍ‬
‫العاص السهيم‪ ،‬كنيته‪ :‬أبو إبراهيم‪ ،‬وقيل‪ :‬أبو عبد اهلل‪ .‬هو يعد من صغار اتلابعني‪ ،‬وقد سمع‬
‫وطاوسا‪ ،‬روى عنه الزهري وداود ابن أيب هند وأيوب وابن جريج وعطاء بن‬‫ً‬ ‫أباه وابن املسيب‬
‫أيب رباح وحيىي بن سعيد وعمرو بن دينار‪ .‬قال اذلهيب‪« :‬ولسنا ممن نعد نسخة عمرو‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن جده من أقسام الصحيح اذلي ال نزاع فيه من أجل الوجادة‪ ،‬ومن أجل أن فيها مناكري‪.‬‬
‫فينبيغ أن يتأمل حديثه‪ ،‬ويتحايد ما جاء منه منكرا‪ ،‬ويروى ما عدا ذلك يف السنن واألحاكم‬
‫حمسنني إلسناده‪ ،‬فقد احتج به أئمة كبار‪ ،‬ووثقوه يف اجلملة‪ ،‬وتوقف فيه آخرون قليال‪ ،‬وما‬
‫علمت أن أحدا تركه» ثم قال بعد حاكية اختالف السلف واخللف يف قبول روايته‪« :‬وقد‬
‫احتج به أرباب السنن األربعة وابن خزيمة وابن حبان يف بعض الصور واحلاكم»‪ .‬وقد تويف‬
‫عمرو بن شعيب سنة ‪ 118‬ه‪.(2).‬‬
‫َ ْ َ‬
‫قوهل‪( :‬عن أبِي ِه) املقصود بأبيه‪ :‬شعيب ‪-‬وادل عمرو‪ -‬بال خالف‪ .‬هو شعيب بن حممد بن‬
‫عبد اهلل بن عمرو بن العاص احلجازي السهيم‪ ،‬وقد ينسب إىل جده‪ .‬روى عن جده‬
‫وابن عباس وابن عمر ومعاوية وعبادة بن الصامت‪ ،‬وأبيه حممد بن عبد اهلل ‪-‬إن اكن حمفوظا‪،‬‬
‫وروى عنه ابناه‪ :‬عمرو وعمر وثابت ابلناين ونسبه إىل جده وعثمان بن حكيم‪ ،‬وعطاء‬
‫اخلراساين‪ .‬ذكره خليفة يف الطبقة األوىل من أهل الطائف‪ ،‬وذكره ابن حبان يف اثلقات‪ ،‬وذكر‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬بيان الوهم واإليهام (‪ ،)366/5‬وابلدر املنري (‪ ،)566/5‬وسبل السالم (‪ ،)533/1‬وحتفة األحوذي‬
‫(‪ ،)230/3‬حتقيق املسند ألمحد شاكر (‪ ،)224/6‬واملجموع (‪ ،)33/6‬والفتح الرباين للسااعيت (‪،)21/9‬‬
‫وجمموع فتاوى ابن باز (‪ ،)125/4‬وآداب الزفاف لألبلاين‪ ،‬ص(‪.)256‬‬
‫)‪ (2‬انظر‪ :‬سري أعالم انلبالء (‪.)175 ،167/5‬‬
‫ابلخاري وأبو داود وغريهما أنه سمع من جده‪ .‬ولم يذكر أحد منهم أنه يروي عن أبيه حممد‪،‬‬
‫ولم يذكر أحد ملحمد هذا ترمجة إال القليل)‪.(1‬‬
‫َ ْ َ ِّ‬
‫قوهل‪( :‬عن جده ِ) اختلف العلماء يف هذا‪ ،‬والراجح أنه يعود ىلع شعيب‪ ،‬وجد شعيب هو‬
‫الصحايب اجلليل عبد اهلل بن عمرو بن العاص ريض اهلل عنهما‪ ،‬وقد ورد اتلرصيح باسم جده‬
‫يف بعض مروياته كما يف املسند وغريه‪ ،‬وقد صح سماع عمرو بن شعيب من أبيه‪ ،‬وصح سماع‬
‫أبيه شعيب من جده عبد اهلل بن عمرو ريض اهلل عنهما يف اجلملة)‪ .(2‬وهذا الصحايب اسمه‬
‫عبد اهلل بن عمرو بن العاص بن وائل القريش‪ ،‬كنيته‪ :‬أبو حممد‪ ،‬وقيل‪ :‬أبو عبد الرمحن‪ ،‬وأمه‪:‬‬
‫خار ّي َعن أيب هريرة ‪« :‬ما أجد‬ ‫ُ‬
‫رائطة بنت منبه بن احلجاج بن اعمر بن حذيفة‪ ،‬ويف ابل ِ‬
‫ً‬ ‫من أصحاب رسول اهلل َصىل اهلل َعلَيه َ‬
‫وسلم أكرث حديثا مين إال ما اكن من َعبد اهلل بن َعمرو‬
‫فإنه اكن يكتب»‪ ،‬وقال أمحد بن حنبل‪ :‬مات يلايل احلرة‪ ،‬واكنت يف ذي احلجة سنة ثالث‬
‫وستني‪ ،‬واكن موته بمكة‪ ،‬وقيل‪ :‬بالطائف‪ ،‬وقيل‪ :‬بمرص‪ ،‬وقيل‪ :‬بفلسطني)‪.(3‬‬

‫[ مفردات احلديث وشرحه]‬


‫َّ ْ َ َ ً‬
‫قوهل‪( :‬أن امرأة) يه‪ :‬أسماء بنت يزيد بن السكن‪ ،‬األنصارية األوسية األشهلية‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ان) ‪-‬بفتح امليم والسني املهملة‪ -‬تثنية‪َ :‬م َسكة‪ ،‬وهما سوران‪ ،‬واملسكة السوار؛‬‫قوهل‪( :‬مسكت ِ‬
‫كتَ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ان»‪.‬‬
‫ان غ ِليظت ِ‬
‫سواء اكن من فضة أو ذهب واخلالخيل‪ .‬وعند أيب داود والنسايئ بلفظ‪« :‬مس ِ‬
‫ْ َ‬
‫هب)‪ ،‬ومن هذه بليان اجلنس كما يقال‪ :‬خاتم من ذهب‪ ،‬أو من حديد‪ ،‬أو ما‬ ‫ٍ‬ ‫ذ‬ ‫قوهل‪( :‬مِن‬
‫أشبه‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬تهذيب اتلهذيب (‪.)357/4‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬تهذيب الكمال (‪.)64/22‬‬
‫)‪ (3‬انظر ترمجته يف معرفة الصحابة للبغوي (‪ ،)494/3‬ومعرفة الصحابة أليب نعيم (‪ ،)1720/3‬واالستيعاب‬
‫يف معرفة األصحاب البن عبد الرب (‪ ،)956/3‬وأسد الغابة البن األثري(‪ ،)345/3‬واإلصابة يف تميزي الصحابة‬
‫ال بن احلجر (‪.)165/4‬‬
‫َُ ْ َ ََ َ َ َ‬
‫قوهل‪( :‬أتع ِطني زَكة هذا؟) هذا اخلطاب لألم‪ ،‬ولم يسأل ابلنت‪ ،‬ألنها إما صغرية طفلة‪ ،‬وإما‬
‫صغرية غري ممزية‪ ،‬وتكون ويلتها أمها أو أبوها‪.‬‬

‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬


‫قوهل‪( :‬أيُسكِ )‪ :‬اهلمزة لالستفهام‪ ،‬والفعل مضارع من‪ :‬الرسور‪ ،‬والرسور معناه‪ :‬االنبساط‬
‫أيعجبك أو هل حتبني ذلك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والفرح وما أشبه ذلك‪ .‬واخلطاب للتأنيث‪ ،‬أي‪:‬‬

‫ْ َُ‬
‫ً‬
‫سوارا من نار يوم القيامة‪.‬‬ ‫قوهل‪( :‬أن يس ِّو َركِ )‪ :‬أن جيعل لك‬

‫َََْ ْ ُ َ‬
‫قوهل‪( :‬فألقتهما) أي من يد ابنتها وطرحتهما يف األرض‪ .‬وعند أيب داود والنسايئ بلفظ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ْ ُ َ َّ َ َّ َ َ َّ‬
‫وهل»‪.‬‬
‫َّلل عز وجل ولِرس ِ ِ‬ ‫«فخلعتهما فألقتهما ِإىل انل ِيب صىل اَّلل علي ِه وسلم‪ ،‬وقالت‪ :‬هما ِ ِ‬

‫)‪(1‬‬
‫[ما يستفاد من احلديث]‬
‫ً‬
‫‪ -1‬ظاهر احلديث يدل ىلع وجوب الزاكة يف احليل املعد لالستعمال أو العارية؛ سواء اكن قليال‬
‫ً‬
‫كثريا؛ وسيأيت بيان اختالف العلماء يف هذه املسألة‪.‬‬ ‫أو‬
‫‪ -2‬أن لألم والية املال ىلع أوالدها كما هلا والية ىلع آداب أوالدها‪.‬‬

‫‪ -3‬أن املخاطب بزاكة مال الصيب واملجنون ويلهما‪ ،‬وهلذا قال العلماء‪ :‬إن الزاكة جتب يف زاكة‬
‫الصيب واملجنون وخيرجها ويلهما‪.‬‬

‫‪ -4‬أنه ينبيغ لإلنسان أن يستفصل يف األمور اليت قد ختىف‪.‬‬

‫‪ -5‬إثبات يوم القيامة‪.‬‬

‫‪ -6‬أن اجلزاء من جنس العمل‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬فتح ذي اجلالل واإلكرام للعثيمني (‪.)75/3‬‬


‫‪ -7‬إثبات أفعال اهلل االختيارية‪.‬‬

‫‪ -8‬إثبات انلار‪.‬‬

‫‪ -9‬مرشوعية تغيري املنكر باللسان‪.‬‬

‫‪ -10‬ورع الصحابة‪ -‬ريض اهلل عنهم‪ -‬وشدة خوفهم من العقاب‪.‬‬

‫[من املسائل املختلف فيها]‪ :‬حكم زكاة احللي)‪(1‬‬

‫ُ ِّ ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫أقوال‪ ،‬أقواها قوالن‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫لالستعمال ىلع‬
‫ِ‬ ‫الم َعد‬ ‫اختلف أهل ال ِعلم يف زاكةِ احل ِيل‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫للشافيع‪ ،‬ورواية عن أمحد‪ ،‬وبه‬ ‫يل‪ ،‬وهذا مذهب احلنفيَّة‪ ،‬وقول‬ ‫زاكة احل ُ ِّ‬
‫ِ‬
‫األول ‪:‬جت ُ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫القول ّ‬

‫ي‬
‫الصنعاين‪ ،‬وابن باز‪،‬‬‫ايب‪ ،‬وابن حزمٍ ‪ ،‬و‬ ‫ّ‬
‫واخلط ي‬ ‫قالت طائفة ِمن السلف‪ ،‬واختاره ابن املنذر‬
‫وابن عثيمني)‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪ ،)113/18‬وصحيح فقه السنة (‪.)23/2‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬فتح القدرير البن اهلمام (‪ ،)215/2‬واملجموع للنووي (‪ ،)32/6‬واملغين البن قدامة (‪ ،)41/3‬واملحىل‬
‫(‪ ،)76-75/6‬والرتغيب والرتهيب للمنذري (‪ ،)313/1‬واإلرشاف البن املنذر (‪ ،)45/3‬ومعالم السنن‬
‫(‪ ،)17/2‬وسبل السالم (‪ )43/4‬بتحقيق صبيح حالق‪ ،‬وجمموع فتاوى ابن باز (‪ ،)234/14‬والرشح املمتع‬
‫البن عثيمني (‪.)333/14‬‬
‫َّ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ ً‬
‫ِتاب‬
‫أوال‪ :‬مِن الك ِ‬
‫َ َ ِّ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ ُ َ َّ َ َ َ ْ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ‬
‫ون َها يف َ‬
‫اب‬
‫ٍ‬ ‫ذ‬ ‫ع‬‫ب‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫رش‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫هلل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫يل‬ ‫ب‬‫س‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫اذلين يك ِزنون اذلهب وال ِفضة وال ين ِفق‬
‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬و ِ‬
‫َ‬
‫أ ِيل ٍم﴾ ]اتلوبة‪.[34 :‬‬

‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬


‫أن احل ُ َّ‬ ‫وجه َّ‬
‫أحوال اذلهب‬
‫ِ‬ ‫يأت ديلل يستثين بعض‬
‫داخل يف عمومِ اآلي ِة‪ ،‬ولم ِ‬
‫يل ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪:‬‬ ‫اللة‬ ‫ادل‬
‫ٍ‬
‫إمجاع‪.‬‬ ‫ختصيص يش ٍء من ذلك بغري ٍّ‬
‫نص‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وصفا ِته‪ ،‬فلم جيُ ْز‬
‫ُّ َّ‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬من السنة‬

‫‪ -1‬حديث ابلاب‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫اهلل عنه كتَ َ‬


‫يض ُ‬ ‫أن أبا بكر َر ِ َ‬‫َّ‬ ‫يض ُ‬‫مالك َر ِ َ‬
‫ب هلم‪ :‬إن هذه فرائض‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل عنه‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫بن‬
‫أنس ِ‬‫‪ -2‬عن ِ‬
‫ُ‬
‫رش‪ ،‬فإذا لم يك ِن‬ ‫الع‬ ‫صىل اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬وفيه‪« :‬ويف ِّ‬
‫الرقَة ربُ ُع ُ‬ ‫َّ‬
‫هلل‬
‫ُ‬
‫فرض رسول ا ِ‬ ‫الصدق ِة اليت َ‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫يشاء ي‬
‫َ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬
‫ربها» رواه ابلخاري‪ ،‬رقم(‪.)1454‬‬ ‫يشء إال أن‬ ‫رهم؛ فليس فيها‬ ‫املال إال تِسعني ومئة ِد ٍ‬
‫يل إذا اكن َورقًا فإنَّه جيب فيه ي‬
‫حق َّ‬ ‫َّ‬ ‫وجه َّ‬
‫الزاكة؛ لعموم هذه انلي ِ‬
‫صوص‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أن احل ُ َّ‬ ‫ادلاللة ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ -3‬عن أيب ُه َريرة َر ِ َ ُ‬
‫ب‬ ‫صاح ِ‬
‫ِ‬ ‫هلل صىل اهلل عليه وسلم‪« :‬ما ِمن‬ ‫يض اهلل عنه قال‪ :‬قال رسول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫ت هل صفائ ُ‬ ‫ح ْ‬‫يوم القيامة‪ُ ،‬ص ِّف َ‬ ‫يؤدي منها َح َّقها َّإال إذا اكن ُ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫نار‪ ،‬فأ ِ َ‬
‫حيم‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب وال ِفض ٍة ال‬‫ذه ٍ‬
‫ُ َّ ُ َ ُ َ ْ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫مقداره‬ ‫عيدت هل يف يومٍ اكن‬ ‫نار جهن َم‪ ،‬فيُكوى بها جنبُه وجبينُه وظهره‪ ،‬لكما بردت أ‬ ‫عليها يف ِ‬
‫ار‪ ...‬احلديث»‬ ‫إما إىل اجلنَّة‪َّ ،‬‬
‫وإما إىل انلَّ‬ ‫فريى سبيلَه؛ َّ‬
‫حَّت يُقىض بني العبا ِد؛ َ َ‬‫ألف َسنة‪َّ ،‬‬ ‫َ َ‬
‫مخسني‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫رواه مسلم‪ ،‬رقم(‪.)987‬‬
‫َّ َ‬ ‫ُ ُ َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ادلاللة‪ :‬أنَّه َّ‬
‫ب‬‫ِ‬ ‫ه‬ ‫اذل‬ ‫يف‬ ‫اكة‬ ‫الز‬ ‫ب‬ ‫وج‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫اكن‬ ‫م‬ ‫وسل‬ ‫عليه‬ ‫اهلل‬ ‫صىل‬ ‫هلل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫رسول‬ ‫صح يقينًا أن‬ ‫وجه َّ‬
‫يل) بغري ٍّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬
‫ذه ٌ‬ ‫َّ ٌ‬ ‫َّ َّ‬
‫نص يف ذلك‪ ،‬وال‬ ‫ب‪ ،‬فال جيوز أن يُقال (إال احل ُ َّ‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫فض‬ ‫والفض ِة لك اعمٍ ‪ ،‬واحل ي‬
‫يل‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫إمجاع‬

‫ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ي َّ‬ ‫يض ُ‬ ‫ِّ‬


‫اخلدري َر ِ َ‬
‫انليب صىل اهلل عليه وسلم‪« :‬ليس فيما دون‬ ‫اهلل عنه قال‪ :‬قال‬ ‫سعيد‬
‫ٍ‬ ‫‪ -4‬عن أيب‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫أواق صدقة» رواه ابلخاري‪ ،‬رقم(‪ ،)1405‬ومسلم‪ ،‬رقم(‪.)979‬‬ ‫مخ ِس ٍ‬
‫سواء اكن ت ْ ً‬
‫ربا‪ ،‬أو‬ ‫ٌ‬ ‫أواق‪،‬‬ ‫صدقة إذا بلغت َمخْ َ‬
‫س‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫احلديث أن فيها‬ ‫َ‬
‫مفهوم‬
‫َّ‬
‫ادلاللة‪ :‬أن‬ ‫وجه َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َْ‬
‫مرضوبًا نق ًدا‪ ،‬أو ُمصاًغ ُح ِليًّا‪.‬‬

‫ً‬
‫اآلثار‬
‫ِ‬ ‫ثالا‪ :‬م َِن‬
‫َ‬
‫ْ َ ْ ُُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ َ ُْ‬ ‫َ‬
‫ت َزاكته»)‪.(1‬‬ ‫احل ُ ِّ‬
‫يل إذا أعطي‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يض ُ‬
‫اهلل عنها قالت‪« :‬ال بأس ِبلب ِس‬ ‫اعئشة َر ِ َ‬ ‫عن‬

‫يل ِمن جنس األثمان‪ ،‬فأشبَ َه ِّ‬


‫اتل ْ َ‬ ‫ً َّ‬
‫أن احل ُ َّ‬
‫رب)‪.(2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫رابعا ‪:‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬


‫خامسا ‪:‬أن عني اذلهب والفضة ال يُشرتط فيهما حقيقة انلماء؛ وذلا فإن الزاكة جتب فيهما إذا‬
‫ين للنّفقة‪ ،‬أو اكن ي‬
‫حيل املرأة أكرث من املعتا ِد)‪.(3‬‬
‫ُ َّ‬
‫اكنا م ِ‬
‫عد‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ي‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ً َّ َّ‬
‫اذل َه َ‬
‫واتلرص ِف‪ ،‬فاكنت ُمعدة‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫لألثمان لِمنفع ِة اتلقل ِ‬
‫ِ‬ ‫جوهرين‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ق‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ة‬ ‫والفض‬ ‫ب‬ ‫سادسا ‪:‬أن‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫أي صيغة اكنت‪ ،‬فال ُحي ُ‬ ‫للنَّما ِء ىلع ِّ‬
‫بطل اثلَّ َمنيَّة باالستعمال‪،‬‬ ‫اتلجارة‪ ،‬وال ت‬‫تاج فيهما إىل نيَّ ِة ِّ‬ ‫ٍ‬

‫)‪ (1‬رواه أبو عبيد يف األموال‪ ،‬رقم(‪.)1265‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬املغين (‪.)42/3‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬تبيني احلقائق للزيليع (‪.)277/1‬‬
‫َّ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫روض وسائِر اجلوا ِهر ِم َ‬ ‫خبالف ُ‬
‫لالبتذال‪ ،‬فال‬
‫ِ‬ ‫وايلاقوت والفصوص؛ ألنها خ ِلقت‬
‫ِ‬ ‫الآللئ‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫تكون للتِّجارة إال بانليَّ ِة)‪.(1‬‬

‫َ َ‬ ‫ُ ِّ ُ ِّ‬ ‫ُ َّ ُ‬
‫من املالكيَّة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ذه ُ‬
‫ب اجلُمهور َ‬ ‫لالستعمال‪ ،‬وهذا م‬
‫ِ‬ ‫الم َعد‬ ‫الزاكة يف احل ِيل‬ ‫جتب‬‫القول الاين ‪:‬ال ِ‬
‫أهل ال ِعلم)‪.(2‬‬ ‫األصح‪ ،‬واحلَنابلَة‪ ،‬وبه قال ُ‬
‫أكرث‬ ‫ِّ‬ ‫والشافعيَّ ِة ىلع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫األدلة‪:‬‬
‫َّ ً‬
‫أوال‪ :‬من الكتاب‬
‫َّ َ َ ِّ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ ُ َ َّ َ َ َ ْ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ‬
‫اب‬ ‫اَّلل فبرشهم ِبعذ ٍ‬ ‫يل ِ‬
‫اذلين يك ِزنون اذلهب وال ِفضة وال ين ِفقونها ِيف س ِب ِ‬ ‫قال اهلل تعاىل‪﴿ :‬و ِ‬
‫َ َ ُُ ْ َ ُُ ُُ ْ َُ ُ ُُ ْ َ َ َ ََُْ‬
‫زنت ْم‬
‫َّ َ ْ‬
‫ار َج َهن َم فتُك َوى ِبها ِجباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما ك‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫أَيلم يَ ْو َم ُحيْ ََم َعلَيْ َ‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ُ ْ َ ُ ُ َ ُ ُْ ْ َ ْ ُ َ‬ ‫َُْ‬
‫ِألنف ِسكم فذوقوا ما كنتم تك ِزنون﴾ [اتلوبة‪.]35-34 :‬‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وجه َّ‬


‫ب والفضة فيها‪ :‬انليقود؛‬‫ِ‬ ‫ه‬ ‫باذل‬ ‫املراد‬ ‫أن‬ ‫ىلع‬ ‫يدل‬ ‫ادلاللة‪ :‬أن ذكر الكزن واإلنفاق يف اآلي ِة‬
‫ًّ‬ ‫َّ‬
‫كزنا‪ ،‬كما أنه ليس ُم َعدا‬
‫رب ً‬ ‫املستعم ُل‪ ،‬فال يُعتَ َ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يل املعتاد‬ ‫أما احل ُ ي‬ ‫ُ َُ ُ َ‬
‫نفق‪َّ ،‬‬ ‫وت‬ ‫كزن‬ ‫ت‬ ‫اليت‬ ‫يه‬ ‫ها‬
‫َّ‬
‫ألن‬
‫ِ‬
‫لإلنفاق بطبيعته‪.‬‬
‫ُّ َّ‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬من السنة‬

‫تصد ْق َن‪ ،‬يا َ َ‬


‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫معرش‬ ‫هلل صىل اهلل عليه وسلم‪« :‬‬
‫‪ -1‬عن زينب امرأ ِة عبد اهلل قالت‪ :‬قال رسول ا ِ‬
‫كن‪...‬احلديث» رواه ابلخاري‪ ،‬رقم(‪ ،)1466‬ومسلم‪ ،‬رقم(‪.)1000‬‬ ‫النِّساءِ‪ ،‬ولو ِمن ُحليِّ َّ‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬املبسوط للرسخيس (‪.)276/1‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الاكيف يف فقه أهل املدينة البن عبد الرب (‪ ،)286/1‬واملجموع للنووي (‪ ،)35/6‬واإلقناع للحجاوي‬
‫(‪ ،)273/1‬واملغين البن قدامة (‪.)42/3‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ ِّ‬ ‫َّ ُ َّ ُ َ َّ ْ‬ ‫َّ َ‬
‫معرش النساءِ‪ ،‬ولو ِم ْن ُح ِليِّكن»‬ ‫الم‪« :‬ت َصدق َن يا‬ ‫ادلاللة‪ :‬أن قوهل عليه الصالة والس‬ ‫وجه َّ‬
‫ي َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫انليب صىل اهلل‬ ‫يل‪ ،‬ل َما جعله‬
‫يل؛ إذ لو اكنت واجبة يف احل ِّ‬
‫ِ‬
‫الزاكةِ يف احل ُ ِّ‬
‫ِ‬
‫ديلل ىلع عدمِ ُوجوب َّ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ي‬
‫اتلطو ِع‪.‬‬ ‫عليه وسلم َمرضبًا لصدق ِة‬

‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫يض ُ‬ ‫ِّ‬


‫اخلدري َر ِ َ‬
‫انليب صىل اهلل عليه وسلم قال‪« :‬ليس فيما دون‬ ‫اهلل عنه‪ ،‬أن‬ ‫سعيد‬
‫ٍ‬ ‫‪ -2‬عن أىب‬
‫ٌ‬ ‫مخْس أواق ِم َن َ‬
‫الو ِر ِق صدقة» رواه ابلخاري‪ ،‬رقم(‪ ،)1405‬ومسلم‪ ،‬رقم(‪.)979‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ِّ َ‬
‫الرق ِة ِمن بني الفض ِة‪،‬‬
‫َّ َ‬
‫الص َدقة يف‬ ‫صىل اهلل عليه وسلَّم َّ‬
‫خص‬
‫َّ‬
‫هلل‬
‫َّ َ َ‬ ‫َّ‬
‫وجه ادلاللة‪ :‬أن رسول ا ِ‬
‫ِّ َ َ‬ ‫الفضة كذا ففيها كذا‪ ،‬ولكنَّه َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ‬
‫الرقة ِمن‬ ‫اشرتط‬ ‫ت‬‫وأعرض عن ِذكر سواها‪ ،‬فلم يقل‪ :‬إذا بلغ ِ‬
‫َّ‬
‫الو ِرق املنقوش ِة ذات السك ِة‬ ‫االسم يف الالكمِ املعقول عند العرب َّإال ىلع َ‬ ‫ُ‬ ‫بينها‪ ،‬وال يقع هذا‬
‫ِ‬
‫وحنوه من وجوب َّ‬
‫الزاكة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫قيدا ُخي ِر ُج احل َّ‬
‫يل‬ ‫السائرة يف انلَّاس‪ ،‬فيكون ذلك ً‬
‫ِ‬
‫َّ‬

‫ً‬
‫ثالا‪ :‬من اآلثار‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يل‪ ،‬فال خت ِر ُج‬
‫ج ِرها‪ُ ،‬له َّن احل ُ ي‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫يف‬ ‫اهلل عنها‪« :‬اكنت تيل بنات أخيها َ‬
‫يتاَم‬ ‫ِ‬
‫يض ُ‬ ‫اعئشة َر ِ َ‬ ‫‪ =1‬عن‬
‫َّ َ‬
‫اكة»)‪(1‬‬ ‫منه الز‬
‫ِّ‬
‫تزكيه ً‬ ‫َّ َ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫حنوا‬ ‫ب وال‬
‫بكر ر ِيض اهلل عنها‪« :‬أنها اكنت حتيل بنا ِتها باذله ِ‬
‫ٍ‬ ‫بنت أيب‬
‫أسماء ِ‬ ‫‪ -2‬عن‬
‫َ‬
‫مخسني ألفا»)‪.(2‬‬ ‫من‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً َّ‬


‫األموال انلَّا ِميَ ِة)‪.(3‬‬
‫ِ‬
‫املجم َع عليه يف َّ‬
‫الزاكة أنها يف‬ ‫َ‬ ‫رابعا ‪:‬أن األصل‬

‫)‪ (1‬رواه مالك (‪ ،)250/1‬وابن زجنويه يف األموال‪ ،‬رقم(‪.)1782‬‬


‫)‪ (2‬رواه ادلارقطين يف السنن‪ ،‬رقم(‪ ،)1969‬وابليهيق يف السنن الكربى‪ ،‬رقم(‪.)7542‬‬
‫)‪ (3‬االستذاكر البن عبد الرب (‪.)151/3‬‬
‫ِّ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫األثمان)‪.(1‬‬
‫ِ‬ ‫نس‬
‫ِ‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ياب والسل‬
‫نس اثل ِ‬‫باالستعمال املباح ِمن ِج ِ‬
‫ِ‬ ‫أن احل ُ َّ‬
‫يل صار‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫خامس‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫يل معدول به عن انلَّ َما ِء َّ‬ ‫ً َّ‬
‫سائغ‪ ،‬فوجب أن تسق َط زاكته‬ ‫ٍ‬ ‫استعمال‬
‫ِ‬ ‫السائِ ِغ إىل‬ ‫أن احل ُ َّ‬ ‫سادسا ‪:‬‬
‫العوا ِم ِل)‪.(2‬‬ ‫اكإلبل َ‬
‫ِِ‬

‫واألظهر ‪-‬واهلل أعلم‪ -‬أن احليل ليس فيه زاكة مفروضة ألمرين)‪:(3‬‬

‫‪ -1‬أنه قد انعقد اإلمجاع ىلع أن الرشع قد عفا عن زاكة املنازل السكنية وأثاثها وعبيد اخلدمة‬
‫وابلقر واإلبل العوامل‪ ،‬ومثلها سيارات االستعمال وحنوها‪ ،‬واحليل داخل يف ذلك‪ ،‬فيكون‬
‫ملحقا بثياب املرأة وأدوات زينتها‪ ،‬وملحق باألواين اليت تستعمل للطبخ والرشاب وما أشبه‬
‫ذلك لو اكنت ثمينة‪ ،‬فاحليل متاع شخيص‪ ،‬وليس ماال مرصدا للنماء‪.‬‬

‫‪ -2‬أن األحاكم اليت حتتاج األمة إىل معرفتها ال بد أن يبينها الرسول ‪ ‬بيانا اعما تنقله األمة‪،‬‬
‫ولو اكنت زاكة احليل واجبة ما اقترص الرسول ‪ ‬ىلع أن يقول ذلك المرأة خيصها به عند رؤية‬
‫احليل عليها دون انلاس‪ ،‬بل يكون حكمه حكم بقية األموال الزكوية اليت بينها ألمته‪،‬‬
‫وبعث عماهل لقبضها بعد بيان أنصبتها‪ ،‬وقد اكن احليل من فعل انلاس يف آباد ادلهر‪ ،‬ومع‬
‫ذلك لم يرد هل ذكر يف كتب الصدقات‪.‬‬

‫)‪ (1‬انظر‪ :‬احلاوي الكبري للماوردي (‪.)272/3‬‬


‫)‪ (2‬انظر‪ :‬انظر‪ :‬األموال أليب عبيد‪ ،‬ص(‪ ،)544‬واالستذاكر (‪.)154/3‬‬
‫)‪ (3‬انظر‪ :‬منحة العالم (‪ ،)449/4‬وتوضيح األحاكم (‪.)361/3‬‬

You might also like