Professional Documents
Culture Documents
المقدمة الازمة
المقدمة الازمة
مفهوم إدارة األزمات لم يظهر فجأة ،حيث يعتبر من المفاهيم الحديثة التي تخصّ علم اإلدارة .وقد تط ّور هذا
المفهوم ونشأ بمراحل متعددة ،حتى وصل لِما هو عليه اآلن.
• أول ما ظهر مفهوم إدارة األزمات ظهر في بيئة اإلدارة العامة ،الذي كان يُشير إلى الدولة وما تهتم به
الحكومات؛ حتى يكون لديها القدرة على مواجهة أي ظرف مفاجئ والكوارث العامة.
• وانتقل هذا المفهوم إلى العالقات الدولية ،حيث يعتبر أسلوب السياسة الخارجية في مواجهة الظروف
الدولية المتنوعة.
• وتواصل المفهوم بالتط ّور حتى ظهر في علم اإلدارة ،فهو أسلوب جديد قامت الحكومات والمنظّمات
العامة بتطبيقه؛ حتى تقوم بإنجاز أنشطة مستعجلة أو حل أي مشكلة طارئة.
• إدارة األزمة هي عمليات إدارية ،تعمل على توليد ر ّدة فعل استراتيجية لألزمة ،حيث تكون بعد أن يقوم
مجموعة من اإلدرايين المحترفين وأصحاب الخبرة باستخدام مهاراتهم ،فيقومون بتحديد بعض اإلجراءات
الالزمة لكي تقلل من الخسائر إلى أدنى حد.
• تعني إدارة األزمة هي رفع مستوى الكفاءة ورفع قدرة النظام على صنع القرار؛ لكي يتم التغلب على
معوقات اآللية البيوقراطية الثقيلة التي قد تكون سبب عدم قدرتها على مواجهة األحداث والتغيرات
المتالحقة .وبالتالي إدارة األزمات تخرج المنظّمة من حاالت الترهل اإلداري واالسترخاء.
تحتاج إدارة األزمات إلى خطة ،حيث تُعتبر خطة إدارة األزمات (باإلنجليزيةCrisis Management :
صل ،وهي ال تحتوي على خطوات ُمعيّنة و ُمح ّددة لكيفيّة ح ّل )Planأداةً مرجعيّةً ،وليست برنامج عمل ُمف ّ
األزمة ،وإنّما تتض ّمن قوائم بمعلومات جهات االتصال الرئيسيّة ،ونقاط تذكيريّة لما يجب عمله عند
ُمواجهتها ،ونماذج لتوثيق كيفيّة االستجابة لكل أزمة،
يوجد العديد من األحداث السلبيّة ال ُمحتمل وقوعها ،وباالعتماد على ظروف النشاط التجاري يُمكن أن تُش ّكل
أزمةً ،ومنها ما يأتي:
* حدوث كوارث الطبيعية :مثل الفياضانات الناجمة عن انفجار أنابيب المياه أو األمطار الغزيرة ،أو
األضرار الناجمة عن العواصف.j
*وجود سرقات وأعمال تخريب :مثل تع ّرض الشركة لسرقة أموال أو أجهزة ،أو تعرّضها للتخريب الذي
يؤ ّدي إلى تدمير اآلالت والمركبات باإلضافة إلى ُمختلف المخاطر ال ُمتعلّقة بالسالمة واألمن.
*نشوب الحرائق :تعد الحرائق من أخطر األزمات التي يُمكنها تعطيل األعمال وتدمير المباني واآلالت.
*انقطاع التيار الكهربائي :يُع ّد من األخطار ال ُمحتمل حدوثها ،ويعتبر أزمةً حيث يؤ ّدي إلى عدم التم ّكن من
استخدام تكنولوجيا المعلومات ،وأنظمة االتصاالت ،وتشغيل األجهزة ،واآلالت ،والمع ّدات.
*تعطّ ل نظام تكنولوجيا المعلومات :مثل تعرُّ ض نظام المعلومات للفيروسات ،أو هجمات االختراق ،مما
يؤ ّدي إلى تعط ّل النظام ،وعدم قُدرة الموظّفين على أداء أعمالهم بفعاليّة ،وكفاءة.
*انتشار األمراض والعدوى :قد يُحدث انتشار العدوى بين موظفين المنشأة أو بين الحيوانات إذا كان العمل
يختص بالحيوانات أزمات تؤ ّدي إلى مخاطر صحيّة وماديّة عديدة.
*فقدان موظفين رئيسيين :يُمكن أن يسبب غياب موظف إداري صاحب دور محوري في العمل أزمةً
ألصحاب العمل ،سواء كان غيابه بسبب المرض لفترة ما ،أو لتركه العمل كليا ً.
* خالف مع المورّدين :في حال التعرّض ألزمة تتعلّق بال ُمو ّردين ،يجب التخطيط لكيفيّة الحصول على
إمدادات بديلة.
علم اإلدارة مبني على عدة جوانب ،المتعارف منها ينحصر على “إدارة البشر”“ ،إدارة الموارد”“ ،إدارة
الخدمات” و”إدارة التطوير والتحسين” ،لكن في العقود األخيرة أضيف إليها بشكل رئيسي “إدارة
األزمات” ،وأصبحت من المواضيع الرئيسية التي تدرس في علوم اإلدارة بالنظر لكثرة األزمات المختلفة،
بل تم تحديث نظم الجودة كي تعكس أهمية إدارة األزمات في تطوير المؤسسات إن لم يكن الحفاظ على
بقائها.
تتعدد التعريفات التي تشرح مفهوم “إدارة األزمات” ،لكن يمكن اختصار المفهوم على أنها “عمليات
تتضمن التنبوء باإلشكاليات واألزمات المتوقعة وتحديد اإلجراءات الممكن أو المفروض إتباعها حال
حدوثها؛ بهدف السيطرة والتعامل مع وضع مفاجئ أو طارئ يسبب أضرارا jجسيمة وخلال في استقرار
النظام اإلداري ويعرقل العمليات االعتيادية ،وتسعى هذه العملية إلى إعادة التوازن عبر إجراء تغييرات
ومعالجات سريعة ،ويتعدى المفهوم حل المشكلة اآلنية ليشمل منع حدوثها من األصل ومعالجة مسبباتها كي
ال تحدث من األساس أو تعاود الحدوث في المستقبل “.
األزمات عادة تقع بصورة فجائية ،وقد تكون لها مؤشرات تنذر بها ،لكن وقوعها الفجائي قد يُصعب عملية
اتخاذ اإلجراءات المناسبة في حينها ،بالتالي تبدأ خصائص األزمة بالظهور من ناحية تأثيرها على النظام
واختالله أو تسببها في أضرار مالية وبشرية ،وقد تقود لظهور مشكالت أخرى مصاحبة ال توجد ازائها أية
استعدادات أو استراتيجيات للتعامل.
هناك أسباب لوقوع األزمات ،وكل أزمة لها بواعثها الخاصة ،لكن في العموم يمكن حصر هذه األسباب في
ثالثة تصنيفات كاآلتي:
أوال :العنصر البشري :وتأتي في البداية األخطاء البشرية في العمل والتي قد تكون نتيجة لسوء الفهم أو عدم
استيعاب المعلومات أو االفتقار للكفاءة والمهارات والتدريب الالزم ،باإلضافة إلى سوء التقدير والقرارات
الخاطئة بالنظر لتأثيرها الكبير على سير العمل.
ثانيا :األسباب اإلدارية :وهنا يتصدرها سوء السياسات (الحكومية والعامة) والعمليات اإلدارية وعدم
وضوح األهداف وضعف العالقات بين األفراد داخل منظومة العمل.
ثالثا :أسباب خارجة عن اإلرادة :والمقصود بها الكوارث الطبيعية كالزالزل والبراكين وتفشي األوبئة أو
الوقوع في محيط متأزم بالحروب والتوترات بالتالي تنعدم البيئة اآلمنة.
تمر األزمات بعدة مراحل تحدد منحنى تطورها وصوال إلى نزول مؤشر خطرها أو أثرها السلبي بدل
تصاعده في حال نجاح التعامل معها .البداية تكون عبر ظهور بوادر األزمة ،وهي تمثل مؤشرا أو إنذارا
مبكرا ،تعقبها مرحلة تسمى بـ”نمو األزمة” وفيها تزيد حدتها وعادة تكون نتيجة قرارات سريعة بعضها لم
يتم استشراف تداعياتها ،بعدها تدخل أخطر مراحل األزمة وهي مرحلة “النضوج” بحيث تتفاقم األضرار
وتتعقد المالبسات وربما تتداخل عوامل أخرى معها ،وهنا تستدعي عمليات تدخل مدروسة ومخطط لها
بعناية ،وإن كتب لهذه العمليات النجاح فإن األزمة تدخل مرحلة “االنحسار” ومن ثم تبدأ بالتالشي وتختفي
مظاهرها وتأثيراتها بالتدرج.
عملية احتواء األزمات تعتبر فنا بحد ذاته ،ورغم تنوع األساليب واإلستراتيجيات إال أن األهداف منها
تتلخص في التالي :السيطرة على األزمة عبر تقليل األضرار ،ومن ثم ضمان استقرار الوضع وصوال إلى
مرحلة التعافي منها.
ال يجب التعامل مع األزمات بردود فعل ،وعليه البد من المرور بعمليات التخطيط والتنظيم والتوجيه
والمتابعة ،وهي ما تقود لقرارات مدروسة بعناية ،وهنا البد من القائد المتابعة المتواصلة لما يحدث في غرفة
العمليات المنشأة إلدارة األزمة بحيث يتابع ويوجه فريق األزمات ويتبادل معهم المعلومات والتطورات jحتى
يكون الجميع على مستوى واحد من فهم األزمة والتعاطي معها.
عندما تتم معالجة األزمات والقضاء عليها من تدوين كافة العمليات التي تمت بحيث تكون مرجعية للتعامل
مع أية مشكالت مستقبلية ،كونها جزء من التعلم المؤسسي وضع استراتيجيات ألزمات مفترضة قد تقع
مستقبال ،أي القدرة على “التنبؤ المستقبلي” ألية أحداث بحسب المؤشرات التي ترصد وهذا ال يتأتى إال عبر
التدريب على وضع خطط التعامل مع األزمات ووضع السيناريوهات ألزمات مختلفة ،وهذه سياسة تطبقها
كثير من المؤسسات العالمية بهدف الوقاية وتجنب األضرار عبر التعلم من التجارب واألخطاء والبناء على
قصص النجاح.
المصدر:
/https://political-encyclopedia.org
http://www.moqatel.com/openshare/flash.html
/https://www.bipa.gov.bh
/https://e3arabi.com
/https://mawdoo3.com