You are on page 1of 1

‫صلح ال ُحديبية‬

‫ُ‬
‫قرب مكة في منطقة الحديبية التي ُتسمى اليوم الشميسي‪ ،‬في شهر ذي القعدة من العام‬
‫َ‬ ‫هو صلح عقد‬
‫السادس للهجرة (مارس ‪ 627‬م) بين المسلمين وبين مشركي قريش بمقتضاه عقدت هدنة بين الطرفين‬
‫مدتها عشر سنوات ف ُنقضت الهدنة نتيجة اعتداء بني بكر بن عبد مناة من كنانة على بني خزاعة‪.‬‬

‫في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة‪ ،‬أعلن النبي محمد أنه يريد المسير إلى مكة‬
‫ألداء العمرة وذلك بعد رؤيته في منام أنه يطوف بالبيت الحرام‪.‬‬

‫وكان الرسول صلى هللا عليه وسلم يخشى أن تتعرض له قريش بحرب أو يصدوه عن البيت‬
‫الحرام‪ ،‬لذلك استنفر من حوله من أهل البوادي من األعراب ليخرجوا معه‪ ،‬فأبطؤوا عليه‪،‬‬
‫فخرج بمن معه من المهاجرين واألنصار وبمن لحق به من العرب‪.‬‬

‫سيَقُو ُل لَ َك ا ْل ُم َخلَّفُونَ‬ ‫وقد كشف القرآن الكريم عن حقيقة نوايا األعراب‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ   :‬‬
‫س فِي قُلُوبِ ِه ْم قُ ْل‬ ‫سنَتِ ِه ْم َما لَ ْي َ‬‫ستَ ْغفِ ْر لَنَا يَقُولُونَ بَِأ ْل ِ‬ ‫ش َغلَ ْتنَا َأ ْم َوالُنَا َوَأ ْهلُونَا فَا ْ‬ ‫ب َ‬‫ِمنَ اَأْلع َْرا ِ‬
‫ض ًّرا َأ ْو َأ َرا َد بِ ُك ْم نَ ْف ًعا بَ ْل َكانَ هَّللا ُ بِ َما تَ ْع َملُونَ‬
‫ش ْيًئا ِإنْ َأ َرا َد بِ ُك ْم َ‬
‫فَ َمنْ يَ ْملِ ُك لَ ُك ْم ِمنَ هَّللا ِ َ‬
‫سو ُل َوا ْل ُمْؤ ِمنُونَ ِإلَى َأ ْهلِي ِه ْم َأبَدًا َو ُزيِّنَ َذلِ َك فِي قُلُوبِ ُك ْم‬ ‫ب ال َّر ُ‬ ‫َخبِي ًرا‪   ‬بَ ْل ظَنَ ْنتُ ْم َأنْ لَنْ يَ ْنقَلِ َ‬
‫س ْو ِء َو ُك ْنتُ ْم قَ ْو ًما بُو ًرا‪.    ‬‬ ‫َوظَنَ ْنتُ ْم ظَنَّ ال َّ‬
‫وقد ذكر مجاهد أن األعراب الذي عنتهم اآلية هم أعراب جهينة ومزينة‪ ،‬وذكر الواقدي أن‬
‫األعراب الذي تشاغلوا بأموالهم وأوالدهم وذراريهم هم أعراب المدينة من غفار ومزينة‬
‫وجهينة وأسلم وأشجع وبني الدئل من كنانة ّ‬
‫‪.‬وأذن في أصحابه بالرحيل إليها ألدائها وسار‬
‫النبي محمد ﷺ بألف وأربع مئة من المهاجرين واألنصار‪ ،‬وكان معهم سالح السفر ألنهم‬
‫يرغبون في السالم وال يريدون قتال المشركين‪ ،‬ولبسوا مالبس اإلحرام ليؤكدوا لقريش أنهم‬
‫يريدون العمرة وال يقصدون الحرب‪ ،‬وما حملوا من سيوف إنما كان للحماية مما قد‬
‫يعترضهم في الطريق‪ .‬وعندما وصلوا إلى (ذي الحليفة) أحرموا بالعمرة‪ .‬فلما اقتربوا من‬
‫مكة بلغهم أن قريشا ً جمعت الجموع لمقاتلتهم وصدهم عن البيت الحرام‪.‬‬

You might also like