Professional Documents
Culture Documents
هو شع ٌر عرب ّي كتب في ال ّزمن الّذي يعاصر القارئ ،والمعاصرة هي دليل على المرحلة
الّتي ألّف فيها ال ّشعر الحديث ،وهي المرحلة الّتي نعاصرها دون أخذ اعتبار إن كان ال ّشاعر
حيا ً أو ميّتاً ،وك ّل شاعر معاصر هو شاعر حديث ،والعكس خاطئ .ومن األمثلة على هؤالء
ال ّشعراء :ال ّشاعر نزار قباني ،وال ّشاعر محمود سامي البارودي؛ فهما شاعران حديثان وليسا
معاصرين،
إن الحديث عن الشعر العربي قديما وحديثا يتوجب ان ينطوي على مبالغة كبيرة في تحديد
المفاهيم التي ينبغي توظيفها حينما نسعى إلى توصيف الوضع المراد توصيفه.
فالشعر العربي يمر بمرحلة كمون وفتور وتراجع لألدوار الشعرية التي كان يضطلع بها .
لكن أن نقول إنه يعيش او يموت فهذا القول فيه مبالغة قد تخل بالتفكير الموضوعي او الجاد
في الموضوع.
من هذا المنطلق أرى أن الشعر ال يضمحل وال يتقهقر ،وذلك ألنه جوهر اإلنسان ومنطلقه
الوجداني .نابع من أعماق وجدانه متمثال في جريانه وتسجيله عواطفه الفياضة و ربما
تزاحمه بعض الوسائل واألشكال التعبيرية األخرى في ادواره التي وجد من أجلها. ،
أما وجهة النظر التي ترى أن أحد مظاهر حالة الشعر العربي يتمثل في انتشار قصيدة النثر
او قل الشعر الحر على حساب القصيدة العمودية ،فأعتقد بأن هذا االنتشار إنما يندرج في
إطار التجديد والتطور اللذين تعرفهما الكتابة األدبية بشكل عام .وأما البقاء فيكون لألصلح
واألعمق واأللصق باالمور الشعرية من حيث كونها نابعة من الوجدان ومخاطبة له .اي ان
القصيدة العربية الجيدة تفرض نفسها وبقاءها وخاصة اذا كانت نابعة من قلب شاعر شديد
االحساس بما يكنه هذا الشاعر اتجاه وطنه وامته او يعبر بما يختلج في قلبه من عواطف
ومشاعر وما يرتبط به من تخييل ومحاكاة وتشبيه وصور شعرية رائعة تعبر عن المفاهيم
االدبية والتعبيرية والنقدية.