Professional Documents
Culture Documents
سع المهجريون مفهوم الِوجدان ليشمل النفس و الحياة و الكون .2تجربة الرابطة القلمية َ :و َّ
جبران خليل جبران :يرى أن الحياة مليئة بالضجيج ولذلك هرب بأحالمه إلى الغاب مفضال حياة الفطرة
على تعقد الحضارة .
ميخائيل ُنعيمة : انقطع إلى التأمل في نفسه إيمانا منه بأن ملكوت هللا موجود في داخل اإلنسان ،كما أن الوجود
هو دورة عبث يستوي فيها الموت مع الحياة ،ولذلك ال فائدة من الطموح والكفاح.
إليا أبو ماضي : وجد أن طريقة التخلص من الشقاء و الموت هي االعتصام بالخيال والقناعة والرضى الذي كان
يتحول أحيانا إلى نوع من واالستسالم.
. 3جماعة أبولو:
اعتبرت هذه الجماعة أن الشعر يجب أن يكون انعكاسا لذات الشاعر .
أحمد زكي أبو شادي :لم يكن يعترف من الشعر إال بما ُي َع ِّب ُر عن الذات ،ولو كان الشاعر يعالج موضوعات غير
ذاتية .
ابراهيم ناجي :ظمؤه إلى الحب الذي يمأل فراغ نفسه جعل أكثر شعره و أجوده يدور حول المرأة.
الصيرفي : فشل في حبه و تحول هذا الفشل إلى يأس من الحياة مما جعله ينطوي على ذاته يتحسس جروحها و يتغنى
بآالمها.
أبو القاسم الشابي :إحساسه بانفراط عقد حياته جعله يهيم بالجمال و يعشق الحرية و يتغنى أمام هيكل الحي.
عبدالمعطي الهمشري :كان ولوعا بالطبيعة يستشرف ما وراء الحياة من خالل الحياة.
علي محمود طه :كان يعيش حياة خالية من المشاكل و الصعوبات لذلك جاء شعره حافال بمظاهر البهجة و الفرح و
متع الحياة و لذاتها.
وكانت الذاتية عندهم ترتبط أساسا بدور المرأة و ما يثيره الحديث عنها من معاني الحنين والشوق واليأس واألمل ،
فبحضور المرأة يحضر الفرح ،وبغيابها يحضر الشقاء وتلف الكون ظلمة ظالمة (ص. )30
خصائص القصيدة الرومانسية على مستوى الشكل كما حددها الدارس :
.1اللـغـة :في القصيدة الوجدانية أقل من اللغة اإلحيائية ، وهي تتميز بالسهولة وال ُيسر ،وقد تقترب أحيانا من لغة
الحديث اليومي .
.2الصورة الشعرية :توظف أساسا للتعبير عن التجربة الذاتية ،فالشاعر يوظفها لشرح عاطفة أو تبيان حالة ،فهي أداة
للتعبير عما تعجز عنه األساليب اللغوية المباشرة .
.3الوحدة العضوية :فالشاعر الوجداني أراد الربط بين العواطف واألفكار ربطا من شأنه أن ينشئ روحا تظهر في جميع
أجزاء القصيدة و ُي ْظهرها بمظهر الكائن الحي (ص ، )44فاألفكار والعواطف يكون لها دور في تحديد شكل القصيدة.
.4تنوع القافية :ومثال ذلك قصيدة ميخائيل نعيمة " الخير والشر " التي تغيرت قافيتها بتغير مضامينها (ص.)46
.5اختالف األوزان :كما في قصيدة " المجنون " التي تغير إيقاعها بين الهزج والرجز( ص.)47
.1العوامل التي جعلت الشاعر العربي الحديث يسعى لتجاوز التقليد والرومانسية للبحث عن شكل شعري جديد:
ـ نكبة فلسطين حيث أصبح الشاعر العربي بعدها يشك في كل شيء و يرفض التقليد الذي لم يعد نافعا .
ـ االنفتاح على اآلداب الغربية والشرقية.
ـ التأثر بكبار المبدعين العالميين الملتزمين بقضايا اإلنسان أمثال الشاعر الشيلي بابلو .
.2العوامل التي أدت إلى ظهور معاني ال ُغربة والضياع في الشعر العربي الحديث:
التأثر بالشعراء الغربيين .
التأثر بأعمال الروائيين والمسرحيين الوجوديين مثل ألبير كامو وجان بول سارتر.
امتالك الشاعر العربي المعاصر المعرفة والثقافة التي جعلته يتساءل و يتخذ مواقف صارمة ضد النفس والمجتمع
والكون .
.3مفهوم ال ُغربة في الكون والمدينة والحب والكلمة كما حددها الناقد:
يرى الناقد أن الشاعر العربي يعاني من الغربة في الواقع الحضاري ،وقد ظهرت في الشعر بأشكال مختلفة :
الغربة في الكون : بعد هزيمة فلسطين ،أصبح الشاعر العربي أكثر حساسية و يشك في كل شيء و أصبح الكون
عنده شيئا عبثيا ال يحكمه عقل وال منطق ،فهو تارة متاهة و تارة أخرى أرض بال خالق يضرب فيها الشاعر بال وجه
وال حقيقة ،وهو أحيانا فضاء بال حدود وال دفء و ال غطاء و ال قانون ،و لذلك أصبح الشاعر يعبر في شعره عن
عدم رغبته في البقاء هذا الكون حتى أصبح الموت هو طريق الخالص.
الغربة في المدينة :لقد دارت كثير من القصائد العربية حول المدينة التي تمثل الحضارة ،وقد رأى الشاعر أن
المدينة العربية فقدت أصالتها و أصبحت تشبه المدينة الغربية ،فأحس بالغربة فيها وعبر عنها بطرق عدة :
تصوير المدينة في جانبها المادي الفارغ من كل محتوى إنساني فهي مدينة بال قلب تقسو على األحياء و األموات
(ص)73
الناس داخل المدينة صامتون يثقلهم اإلحساس بالزمن ،كل واحد منهم مهتم بنفسه فقط( ص .)75
الغربة الحب :فشل الشاعر الحديث في تحقيق سكينة نفسه عن طريق عالقة الحب بسبب همومه التي ال تحصى
وبسبب تركيبه النفسي الذي أصبح أكثر تعقيدا ،فالمرأة بجمالها و أنوثتها لم تعد تستطيع تخليص الشاعر من همه
القاتل ،بل إنها أصبحت تفرض على الشاعر شقاءين :شقاء السفر إليها و شقاء انتظارها :فالحب لم يعد يعني شيئا
للشاعر في وقت النكبة والهزيمة.
الغربة في الكلمة :لقد أراد الشاعر أن تكون كلمته سيفا يشهره ضد الظلم غير أن األيام الصعبة جعلتها حجرا على
لسانه ، من هنا اكتشف أن جهاده بالكلمة لن يتجاوز تصوير الواقع البشع الذي خلقته الهزيمة ،ولكن رغم ذلك
فالكلمة خير من الصمت .إن غربة الشاعر في الكلمة هي غربته في قول الشعر الذي لم تعد له قيمة.
العوامل التي حالت دون وصول تجربة الشعر الحديث إلى الجمهور العربي :
العامل الديني القومي :حيث كان هناك خوف من قيام هذه الحركة بتشويه الشخصية الدينية والقومية العربية .
العامل الثقافي :ومرد هذا العامل إلى اقتناع الكثيرين بأن الشعر القديم جيد مما جعلهم يرفضون التجديد .
العامل السياسي :ومصدره خوف الحكام من المضامين الثورية لهذا الشعر لذلك منعوا بعض الدواوين وسجنوا أو نفوا
بعض الشعراء.
العامل الفني :إذ أن الوسائل الفنية التي اعتمدها هذا الشعر كالرموز و األساطير و االنزياح كانت عائقا أمام تواصلها مع
الجماهير .
التركيب
الناقد: طبيعة اللغة التي استخدمها
وظف أحمد المعداوي في كتابه ” ظاهرة الشعر العربي الحديث” لغة أكاديمية من سماتها :التقرير والمباشرة واحترام
قواعد اإلمالء والصرف والنحو ،وهو أمر عادي بالنظر إلى أن الكتاب كان في األصل رسالة جامعية .كما أن هذه اللغة
األكاديمية كانت تتمازج أحيانا مع لغة أدبية شعرية و إيحائية.