You are on page 1of 9

1

‫"عنوان البحث"‬
‫( تدوين الشعر الجاهلى ـ تعريف الجاهلية ـ العصر الجاهلى ـ‬
‫طبقات الرواة ـ مصادر الشعر الجاهلى )‬

‫مقدمة البحث وأهميته‪-:‬‬


‫هناك كتب مختلفة في تاريخ األدب العربي أدت إلى كثير من الفائدة والنفع منذ ظهورها ‪ ،‬وليس من الحق بين‬
‫هذة الكتب ما يبسط الحديث في أدبنا وأدبائنا على مر التاريخ من الجاهلية إلى العصر الحديث ‪ ،‬بسطا ً مفصالً‬
‫دقيقا ً ‪ ،‬ولن نبالغ إذا قولنا إن تاريخ أدبنا العربى يفتقر إلى طائفة من األجزاء المبسوطة ‪ ،‬تحث فيها عصوره‬
‫من الجاهلية إلى عصرنا الحاضر ‪ ،‬ثم ان في هذا الشعر الجاهلى وفرة من القيم الفنية األصيلة لم يحظ بها كثير‬
‫من الشعر العربى بعده ‪ ،‬ففيها من دقة الحس وصدق الفن وصفاء التعبير وأصالة الطبع وهذا يجعله أصدق‬
‫تعبير‪ ،‬وقد كان المدح والهجاء من أهم األغراض الشعرية في ذلك العصر ‪ ،‬حيث كان الهدف منهما هو رفع‬
‫الممدوح وبالتالى تجريد المهجو من جميع ما نسب للممدوح ‪ ،‬ويعتبر هذا النوع من الشعر يمكن أن يعبر الشاعر‬
‫فيه عن سخطه أو غضبه تجاه شخص أو قبيلة معينة‪.‬‬

‫التمهيد‪:‬‬

‫لعل ما يجمل بنا قبل األخذ فيما نحن بسبيله من دراسة األدب فى العصر الجاهلى ‪ ،‬عسى أن تكون نشأت هذة‬
‫اللفظة فى اللغة العربية واألحوال التى تتدرجت عليها ‪ ،‬حيث سار يطلقها السلف من العلماء عليها أهل العلم فى‬
‫هذا العصر‪.‬‬

‫ثم نعود إلى معني الجاهلية وما يتصل من أثار البحث فى القديم والحديث مما يصح أن يكون بعضه حقا ً وبعضه‬
‫اسرافا ً باطالً ‪ ،‬يجعل ذلك وسيلة موصلة إلدخال روح الطمأنينة على كل المتعلمين‪ ،‬ولنفتح أماهم السبيل لمناهج‬
‫البحث الخالص من قيود التقييد ‪ ،‬وإذا رجعنا إلى العصر الجاهلى نبحث عن الكلمة في العصر الجاهلى ولم‬
‫نجدها تجرى على ألسنة الشعراء ‪ ،‬ونجدها في لفظة األدب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫متن البحث‪-:‬‬

‫تعريف الجاهلية ‪-1:‬‬


‫كان المؤرخون يطلقوا لفظ الجاهلية على العرب منذ ظهور اإلسالم وكان الغرض من الجاهلية ليس للعلم‬
‫والمعرفة وإنما كان الغرض منها السفاهة ‪ ،‬التى كانت تؤدى إلى انتشار الفتن والضاللة واإلسراف فب القتل‬
‫وشرب الخمر والزنا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫العصر الجاهلى ‪:‬‬
‫ويقتصر البحث األدبي على فترة من الزمن كانت قبل ظهور اإلسالم وهذا اتفق عليه العلماء وتسمى بالعصر‬
‫الجاهلى ‪ ،‬حيث انتشر اسلوب تعليم اإلسالم في بعض أنماط الجزيرة وأيضا ً نزول القرأن الكريم كله أو معظمه‪،‬‬
‫حيث اتجه األدب اتجاها ُ اجتماعيا ً وما كان فيه تلك الصبغة الناشئة عن ذلك التشريع‬

‫الجاهلى‪3:‬‬ ‫نشأة الشعر‬


‫ان المراحل التي قطعها الشهر العربي حتي ظهرفي صورته الجاهلية بصورة غامضة‪ ،‬فال نمتلك بين أيدينا‬
‫أشعارا ً تصور أطواره األولى‪ ،‬ولكننا نمتلك بين أيدينا هذة الصورة التامة لقصائده الفنية المعقدة في الوزن‬
‫والقافية وفي المعاني والموضوعات وفي األساليب والصياغات المحكمة‪ ،‬فلقد حاول ابن سالم أن يرفع جانبا ً‬
‫من هذا الستار فعقد فصالً تحدث فيه عن أوائل الشعراء الجاهليين‪ ،‬وتاثر به ابن قتيبة في مقدمة الشعر والشعراء‪،‬‬
‫وتتراءى لنا مطوالت الشعر الجاهلي في نظام معين من المعاني والموضوعات‪ ،‬إذ نرى أصحابها يفتتحونها‬
‫غالبا ً بوصف األطالل وبكاء آثار الديار‪ ،‬ثم يصفون رحالتهم في الصحراء وما يركبونه من إبل وخيل ‪ ،‬وكثيرا ً‬
‫ما يشبهون الناقة في سرعتها ببعض الحيوانات الوحشية ‪ ،‬ثم يخرجون إلى الغرض من قصديتهم مديحا ً أو‬
‫هجاءا ً وفخرا ً أو عتابا ً أو اعتذار أو رثاء‪.‬‬

‫فالقصيدة تتألف من وحدات موسيقية يسمونها األبيات وتتحد جميع األبيات في وزنها وقافيتها وما تنتهي به من‬
‫ى‪ ،‬وتلقانا هذة الصورة التامة الناضجة للقصيدة الجاهلية منذ أقدم نصوصها‪ ،‬وحقا ً توجد قصائد يضطرب‬
‫رو ّ‬
‫فيها العروض ولكنها قليلة ومثال على ذلك قصيدة عبيد بن األبرص األسدى‬

‫‪ - 1‬محمد هاشم عطية ـ األدب العربي وتاريخه في العصر الجاهلى صـ ‪ 1355 . 6‬هـ ‪. 1936 -‬‬
‫‪ - 2‬محمد هاشم عطية ـ األدب العربي وتاريخه في العصر الجاهلى صـ ‪ 1355 . 6‬هـ ‪. 1936 -‬‬
‫‪ - 3‬د ـ شوقي ضيف ‪ -‬تاريخ األدب العربي ـ دار المعارف للنشر والتوزيع صـ ‪. 188 ، 187 ، 186، 185 ، 184 ، 183‬‬

‫‪3‬‬
‫فالذنوب‬
‫ُ‬ ‫ملحوب فالقُطبياتُ‬
‫ُ‬ ‫أقفــر من أهله‬

‫فهي من مخلع البسيط‪ ،‬وقلما يخلو بيت منها من حذف في بعض تفاعيله أو زيادة على نحو ما نرى في الشطر‬
‫ى القيس مطلعها‪:‬‬
‫األول من هذا المطلع‪ ،‬وعلى غرارها قصيدة تنسب المر ُ‬

‫عيناك دمعها سجال كأن شأنيهما أوشا ُل‬

‫ومثلهما في هذا االضطراب قصيدة المرقش األكبر‪:‬‬

‫لو كان رسم ناطقا ً كلم‬ ‫هل بالديار أن تجيب صمم‬

‫فهى من وزن السريع‪ ،‬وخرجت شطور بعض أبياتها على هذا الوزن كالشطر الثاني من هذا البيت‪:‬‬
‫من آل جفنة حاز ٌم ناطقا كلم‬ ‫ما ذنـبـنـا في أن عزا ملك‬
‫فإنه من وزن الكامل ‪ ،‬وعلى هذة الشاكلة قصيدة عدى بن زيد العبادي‬
‫مثل الكتاب الدارس األحْ و ْل‬ ‫تعرف أمس من لميس الطلل‬
‫ومهما يكن فليس بين أيدينا أشعار تصور مرحلة غير ناضجة من نظام الوزن والقافية في الجاهلية‪ ،‬فإن نفس‬
‫هؤالء الشعراء الذين رويت عنهم تلك القصائد المضطربة في وزنها روى عنهم قصائد كثيرة مستقيمة في وزنها‬
‫وقوافيها ‪ ،‬مما يدل على أن ذلك كان يأتى بصورة نادرة وشاذة‪.‬‬

‫فقد زعم بعض القدماء والمحدثين أن الرجز اقدم أوزان الشعر العربي ‪ ،‬وأنه تولد من السجع ‪ ،‬مرتبطا ً بال ُحداد‬
‫ووقع أخفاف اإلبل في أثناء سيرها في الصحراء ‪ ،‬ومنه تولدت األوزان األخرى ‪ ،‬وكل ما يمكن أن يقال أن‬
‫الرجز كان أكثر أوزان الشعر شيوعا ً في الجاهلية ‪ ،‬إذ كانوا يرتجلونه في كل حركة من جحركاتهم وكل عمل‬
‫من أعمالهم في السلم والحرب ‪ ،‬ولكن شيوعه ال يعني قدمه وال سبقه لألوزان األخرى ‪ ،‬إنما يعني أنه كان وزنا ً‬
‫شعبيا ً ال أكثر وال أقل ‪ ،‬فليس في أيدنا شي من وزن أو غير وزن يدل على طفولة الشعر الجاهلى وحقبه األولى‬
‫‪ ،‬وكيف تم تطوره حتى انتهى إلى هذة الصورة النموذجية التى تلقيانها منذ أوئل العصر الجاهلي وبالتحديد في‬
‫أوائل القرن السادس الميالدي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪4‬‬
‫أهم الموضوعات‪:‬‬

‫لعل أقدم من حاولوا تقسيم الشعر العربى جاهليا ً أو غير جاهلى إلى موضوعات ألف فيها ديوانا ً هو أبو تمام‬
‫المتوفي حوالى سنة ‪ 232‬للهجرة ‪ ،‬فقد نظمه في عشرة موضوعات ‪ ،‬هى الحماسة ‪ ،‬والمرائى ‪ ،‬والسير ‪،‬‬
‫والنعاس ‪ ،‬والملح ‪ ،‬واألدب ‪ ،‬والنسيب ‪ ،‬والهجاء ‪ ،‬واألضياف ‪ ،‬والمديح ‪ ،‬والصفات ‪ ،‬ومذمة النساء وهى‬
‫موضوعات يتداخل بعضها في بعض فالحديث عن األضياف إما أن يدخل في المديح أو الحماسة والفخر ‪،‬‬
‫والسير والنعاس يدخالن في الصفات ‪ ،‬كما تدخل مذمة النساء في الهجاء ‪ ،‬أما الملح فغير واضحة الداللة ‪،‬‬
‫وجاء في باب األدب بما يدل على أنه يقصد به المعنى التهذيبي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫تدوين الشعر الجاهلى ‪:‬‬

‫التدوين العام سواء كان تفسيرا ً ام حديثا أم لغة أم أدبا ً ويشمل في طياته على الشعر الجاهلى وضرورة اإللمام‬
‫من نشأة التدوين على نوجز القول اجازا ً ونقتضبه اقتضاباً‪.‬‬

‫ال تستقيم أمامنا طرائق تدوين الشعر الجاهلى إال إذا عدنا سبل الحديث من حوله عن نشاة التدوين والمؤلفات‬
‫المدونة وذلك ألنه ال تخصيص إال بعد تعميم ‪.‬‬

‫التدوين والتأليف اليكون له وجود إال إن كانت الصحف التى تتخذ للكتابة من الوفرة واإلنتشار بمنزلة يتيسر‬
‫معها لمن أراد ‪ ،‬فيستطيع أن يضم بعضها إلى البعض ويؤلف أجزائها ‪ ،‬ويستطيع أن يجعل من هذة الصحف‬
‫ديوانا ً مؤلفا ً ‪ ،‬أما إذا كانت هذة الصحف غير موجودة ومفقودة ال يستطيع الحصول عليها ‪ ،‬فإن استخدام صحف‬
‫الكتابة فى هذة الحالة ال يكون إال في نطاق ضيق محدد ‪ ،‬ال يوجد فيه التدوين والتأليف‪.‬‬

‫كانت الصحف منذ الصدر األول كثيرة شائعة وكانت لها أثواق ومتاجر خاصة تباع فيها ‪ ،‬وكان يتخصصون‬
‫رجال ببيع هذة الصحف ‪ ،‬وكانت هذة الصحف أثمانها زهيدة ‪ ،‬يستطيع الناس أن ينالوا منها ما يريدون‪.‬‬

‫‪ - 4‬د ـ شوقى ضيف – تاريخ األدب العربي العصر الجاهلى صـ ‪. 196 ،195‬‬
‫‪ - 5‬د ـ ناصر الدين األسد ـ مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية – صـ ‪ – 134‬دار الجيل ـ بيروت ـ لبنان‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫أهم مصادر الشعر الجاهلى‪:‬‬

‫رأينا علماء البصرة والكوفة ورواتهما يجمعون مادة الشعر الجاهلى ‪ ،‬وقد توزعها منتخبات عامة وداووين‬
‫مفردة للشعراء وأخرى للقبائل غير كتب الطبقات والتراجم وكتب التاريخ واللغة وسنحاول وصف طائفة منها‬
‫وبيان مقدار الثقة بها‪.‬‬

‫ونبدأ بالمتخبات العامة بالمعلقات ‪ :‬وقد مر بنا أنها لم تعلق بالكعبة كما زعم بعض المتأخرين ‪ ،‬وإنما سميت‬
‫بذلك لنفاسها أخذا ً من كلمة العلق بمعن النفيس ‪ ،‬ويقال إن أول من رواها مجموعة في ديوان خاصة بها حماد‬
‫ى القيس وزهير وطرفة ولبيد وعمرو بم كلثوم والحارث بن حلزة وعنترة‬
‫الراوية ‪ ،‬وهى عنده سبع ‪ :‬ألمر ُ‬

‫وقد عنى الشراح بهذة المجموعة ‪ ،‬فشرحوها مرارا ً ‪ ،‬وطبع من شروحهم شرح الزوزني المتوفي سنة ‪486‬هـ‪،‬‬
‫وقد كتبه على رواية حماد ‪ ،‬ثم شرح التبريزي المتوفي سنة ‪ ، 502‬وأكبر الظن أن حمادا لم يأخذ حريته كاملة‬
‫في قصائد مجموعته ‪ ،‬فقد كانت على ما يظهر معروفة بين العرب ‪ ،‬على أنه ينبغى مقابلتها على دواوين‬
‫أصحابها وروايتها الوثيقة‪.‬‬

‫والمجموهة الثانية في المنتخبات هى المفضليات ‪ :‬وذلك نسبة إلى جامعها المفضل الضبى راوى الكوفة الثقة‪،‬‬
‫وقد نشرها ليال بشرح ابن األنبارى ‪ ،‬وهى مائة وست وعشرون قصيدة أضيف إليها أربع قصائد وجدت في‬
‫بعض النسخ ‪،‬وفى مقدمة الشرح سند كامل لها يرفعه ابن األنبارى إلى ابن األعرابي تلميذ المفضل وربيبه‪.‬‬

‫والمجموعة الثالثة من كتب المنتخبات العامة األصمعيات‪ :‬نسبة إلى األصمعى راويها ‪ ،‬وقد نشرها آلورد عن‬
‫نسخة سقيمة في برلين سنة ‪ 1902‬وأعاد نشرها عبدالسالم هرون وأحمد شاكر عن نسخة للشنقيطي نقلها عن‬
‫أصل قديم وهى نشرة عليمة جيدة ‪ ،‬وقد بلغ عدد قصائدها ومقطوعاتها اثنتين وتسعين ‪ ،‬وهى موزعة على ‪71‬‬
‫شاعرا ً منهم نحو ‪ 40‬جاهليا ً على رأسم امرؤ القيس والحارث ابن عباد وغيرهم ‪ ،‬فقد جاء فى هذة المجموعة‬
‫كثير من الكلمات المهجورة التى لم تثبتها المعاجم ‪ ،‬غير أنها لم تلعب الدور الذى لعبته المفضليات فلم يتعلق بها‬
‫الشراح ‪ ،‬ولعل ذلك يرجع إلى قلة غريبها بالقياس إلى المفضليات ‪ ،‬وأيضأ فإن األصمعى لم ير ِو كثيرا ً من‬
‫القصائد كاملة ‪ ،‬بل اكتفى بمختارات منها‪.‬‬

‫والمجوعة الرابعة جمهرة أشعار العرب ‪ :7‬ألبي زيد محمد بن أبى الخطاب القرشى ‪ ،‬وال نجد اسمه بين الرواه‬
‫المشهورين ‪ ،‬غير أنه يتضح من مقدمته لكتابة وما نقله عن الرواة أن بينه وبين رواة القرن الثاني جيلين أو‬

‫‪ - 6‬د ـ شوقى ضيف – تاريخ األدب العربي العصر الجاهلى صـ ‪. 180 ، 179 ، 178 ، 177 ، 176‬‬
‫‪ - 7‬د ـ شوقى ضيف – تاريخ األدب العربي العصر الجاهلى صـ ‪. 180 ، 179 ، 178 ، 177 ، 176‬‬

‫‪6‬‬
‫ثالثة ‪ ،‬فالوسائط بينه وبينهم في السند غير بعيدة ‪ ،‬والجمهرة تضم تسعا ً وأربعين قصيدة طويلة موزعة على‬
‫سبعة أقسام ‪ ،‬في كل قسم سبع قصائد ‪ ،‬والقسم األول خاص بالمعلقات ‪ ،‬وقد أخذ فيها برواية أنها سبع ‪ ،‬وأسقط‬
‫منها معلقى الحارث وعنترة ووضع مكانهما معلقى األعشبى والنابغة ‪ ،‬ويلى هذا القسم المجمهرات وهى لعبيد‬
‫بن األبرص وعدي بن زيد و بشر بن أبي خازم وأمية بن أبي الصلت و خداش بن زهير والنمر بن تولب‬
‫وعنتره ويلي هذه المنطقيات أي المختارات المذهبات وجميع هؤالء الشعراء من االنصار جاهلين أو‬
‫مخضرمين وهي مجموعه غنيه بالقصائد الطويله ولكنها غير موثقه الروايه فال بد في اإلعتماد عليها من‬
‫مقابلتها على روايات صحيحة ‪ ،‬وطبعت الجمهرة مرارا ً في بيروت والقاهرة‪.‬‬

‫و من الكتب الجيدة التي تشمل على شعر جاهلي كثير منها شرح النقائض البي عبيده وقد انشد فيه كثير من‬
‫الشعر الذي يكون في أيام العرب وحذا حذوه من كتب في أيام العرب مثل ابن االثير في كامله وابن عبد ربه‬
‫في عقده‪ ،‬ومن الكتب الجيده ايضا طبقات الشعراء البن سالم كما يضم ايضا كتاب الشعر والشعراء البن‬
‫قتيبه‪،‬وهناك كتب أدب ألفت في البصره مثل البيان والتبيين والحيوان للجاحظ والكامل للمبرد‪.‬‬

‫طبقات الرواة ‪-:8‬‬

‫أولى هذة الطبقات بالتقديم هى طبقة شعراء الرواة ‪ ،‬وهم يبدوا طائفتين طائفة الشعراء فيما يرون شعر شاعر‬
‫بعينه‪ ،‬فكان يحفظون الشعر وينظمون شعرهم واعين مقلدين في بدء أمرهم ‪ ،‬ثم يكون هذا التقليد فترة يصدرون‬
‫عنه صدورا ً فنيا ً ‪ ،‬لذلك لدى الشعراء خصائص فنية تجمع بينهم ‪ ،‬وقد قسم النقاد الشعراء طبقات أربعة فجعلوا‬
‫الطبقة األولى مقدمة على سائر الطبقات الشعراء الفحول ‪ ،‬وقد عرفوا الشعراء الفحول بأنهم الشعراء الرواة‪.‬‬

‫الطائفة األولى‪ :‬هما الذي يتسلسلون في نسق ويكونون مدرسة شعرية ‪ ،‬ولسنا في سبيل دراسة الخصائص الفنية‬
‫للمدرسة الشعرية ‪ ،‬وهذا العرض التقريري الذي أورده للنقاد األقدمون وأقر به بعض هؤالء الشعراء أنفسهم‪.‬‬

‫إن حقيقة الصلة بين تالميذ هذة المدرسة هى التأنى في نظم الشعر وإعادة النظر فيه ‪ ،‬واألمر بعد ذلك يحتاج‬
‫إلى دراسة فنية ليس هذا مجالها للشعر ‪ ،‬فهؤالء الشعراء يتجلى لنا األصول الشعرية التى قامت عليها كل‬
‫مدرسة‪.‬‬

‫الطائفة الثانية ‪ :‬هما الشعراء اللذين لم يختصوا برواية شعر شاعر بذاته ‪ ،‬ويرون لشعراء كثيرين يتلمذون لهم‬
‫جميعا ً ‪ ،‬وهذة الطائفة من الشعراء لها قيمة كبيرة في حثنا هذا ‪ ،‬إذا أنهم جميعا ً من شعراء القرن األول الهجري‬

‫‪ - - 8‬د ـ ناصر الدين األسد ـ مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية – ص ‪ – 254 : 222‬دار الجيل ـ بيروت ـ لبنان‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫هما جميعا ً قدروا الشعر الجاهلى وحفظوه وتمثلوا به بل نقضوه وحكموا عليه ‪ ،‬وفاصلوا بين شعراء الجاهليين‪،‬‬
‫اعتمد الرواة من علماء القرن الثاني أحكام هؤالء الشعراء الرواة ورؤيتهم للشعر الجاهلي وأخذوا عنهم‪.‬‬

‫رواة القبيلة ‪:‬‬

‫كانت القبيلة تختفي إذا نبغى فيها الشاعر فتصنع األطعمة وتجتمع النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعن في العرائس‬
‫ود لتنا على مبلغ عناية القبلة بالشعر بأن بنى تغلب كانوا يعظمون قصيدة عمرابن كلثوم المعلقة ‪ ،‬ولذلك كانت‬
‫القبيلة مصدرا ّ من مصادرشعر شعرائها ومصدرأ من مصادر الشعر الذي يمدحها به شعراء القبائل األخرى‪.‬‬

‫رواة الشاعر ‪:‬‬

‫قد كان بعض الشعراء وخاصة الفحول منهم رواة يصحبونهم ويلزمنهم في ترحالهم وكان ينشدون شعرهم في‬
‫المجال ويحفظونه ‪ ،‬وقد جرى أمر الشعراء وروانهم في العصور اإلسالمية على ما جرى عليه في الجاهلية‪،‬‬
‫فقد كان ال فرزدق رواة أحدهما رجل من بنى ربعية ابن مالك ويبدوا أن هذة الرواية كانت تروى عامة شعر‬
‫الفرزدق ‪ ،‬وال يروى من شعر الفرزدق إال ماكان هجاء أو نقدا ً لقصائد جرير وغيرهم من الشعراء‪.‬‬

‫رواة مصلحون للشعر ‪:‬‬

‫ليس هؤالء فيما يبدوا لنا طبقة خاصة قائمة بذاتها ولم كان يكن بين هذة الرواة إلصالح الشعر ‪ ،‬وأول ما يلفت‬
‫انتباهنا أننا رأينا رواة في القرن األول يصلحون بعض الشعر األموى ‪ ،‬فقد كان هناك شيخا ً من هذيل كان خاليا ً‬
‫للفرزدق ودخل على رواة الفرزدق فوجدهم يقلدون ما انحرف من شعرهم ‪.‬‬

‫رواة العلماء ‪:‬‬

‫كان بعض شعراء الرواة العلماء ‪ ،‬وكان بعض رواة الشاعر علماء ‪ ،‬وكان بعض رواة القباءل علماء ‪ ،‬وكان‬
‫بعض رواة المصلحين علماء ‪ ،‬وهذة الطبقة خاصة متميزة غير الطبقات التى أشرنا إليها ‪ ،‬وأيضا ً اتخذت من‬
‫الشعر موضوعا ً علميا ً تدرسه دراسة وتؤخد عن طريق شيخ أو أستاذ ‪ ،‬وكانت تلك المساجد أو منازل الشيوخ‬
‫كان يجتمع فيها التالميذ من العلماء والمتعلين يجتمعون حول شيخ شهد له بالحفظ ومعرفته بكالم العرب‬
‫واإلحاطة الكبيرة بشعرهم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ .1‬د ‪ .‬محمد هاشم عطية ـ األدب العربي وتاريخة في العصر الجاهلى ـ مطبعة مصطفى‬
‫الباني الحلبي وأوالده بمصر ‪ 1355‬هـ ـ ‪ 1936‬م ‪.700 /‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬ناصر الدين األسد ـ مصادر الشعر الجاهلى وقيمتها التاريخية ـ دار الجيل ـ بيروت‬
‫لبنان ‪.‬‬
‫‪ .3‬د ‪ .‬شوقى ضيف ـ تاريخ األدب العربي ـ العصر الجاهلى ـ دار المعارف للطباعة‬
‫والنشر‪.‬‬

‫‪9‬‬

You might also like