Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
قويت عند العرب ملكة البالغة فبرعوا في إلقاء الخطب على أن العرب لم يسلموا مما وقع فيه معاصروهم من األمم العظمى من
اعتقاد الكهانة والعرافة وزجر الطير وخط الرمل وتعبير الرؤيا ،وقد سميناها علوما ً بالقياس على ما يماثلها عند األمم األخرى في
عصر العلم وإال فالعرب لم يتعلموها في المدارس وال قرأوها في الصحف وال ألفوا فيها الكتب ألنهم كانوا أميين ال يقرأون وال
يكتبون وإنما هي معلومات تجمعت في ذاكرتهم بتوالي األجيال باالقتباس
أو االستنباط وتنقلت في األعقاب .
العصر الجاهلي
العصر الجاهلي هو الفترة التي سبقت بعثة النبي محمد صلى هللا عليه وسلم واستمرت قرابة قرن ونصف سمي بذلك لما شاع فيه
من الجهل وليس المقصود بالجهل الذي هو ضد العلم بل هو الجهل الذي ضد الحلم.
تاريخ الجاهلية
لم يكن عند عرب الجاهلية تاريخ من قبيل ما نفهمه من هذه اللفظة اليوم ولكنهم كانوا يتناقلون أخباراً متفرقة بعضها حدث في
بالدهم والبعض اآلخر نقله إليهم الذين عاشروهم من األمم األخرى ،فمن أمثال أخبارهم حروب القبائل المعروفة بـ (أيام العرب)
وقصة سد مأرب واستيالء أبي كرب تبان أسعد على اليمن وبعض من خلفه وملك ذي نواس وقصة أصحاب األخدود وفتح الحبشة
لليمن وقصة أصحاب الفيل وقدومهم للكعبة
من يراجع معجم مفرداتها في ذلك العصر ،يجدهُ من أغنى المعاجم من حيث وفرة الكلمات وكثرة التشبيه .ومن حسن الحظ أن
يحفظ لنا التاريخ شيئا ً غير يسير من آداب تلك الفترة وأشعارها ,إضافةً إلى العديدـ من أشعارهم وخطبهم ,وأمثالهم ,وأخبار
حروبهم ووقائعهم التي تحفظها لنا ُأمهات الكتب من كتب األدب القديمةـ .وبرغم وفرة ما وصل إلينا من أدب الجاهليين وشعرهم ,
إال أن الضياع قد أتى على الكثير من آدابهم وأخبارهم ,وخاصةً القديمة منها ويقول أبو عمرو بن العالء " :ما انتهى إليكم مما
قالته العرب إال أقلّه ,ولو جاءكم وافراً ,لحاءكم عل ٌم وشع ٌر كثير" .ويق ّدر الباحثون عمر األدب المد ّون الذي وصل إلينا من
الجاهليين بقرنين من الزمان قبل اإلسالم
ب) الشعر:
الشعر في العصر الجاهلي:
الشعر عند العرب هو األثر العظيم الذي حفظ لنا حياة العرب في جاهليتهم ،وإذا كانت األمم األخرى تخلد مآثرها بالبنيان
والحصون فإن العرب يعولون على الشعر في حفظ تلك المآثر ونقلها إلى األجيال القادمة .فالشعر عند العرب له منزلة عظيمة تفوق
منزلة تلك األبنية .و مع اهتمام العرب العظيم بالشعر إال أننا لم نقف على محاوالتهم األولى ،وإنما وجدنا شعراً متمل النمو مستقيم
الوزن تام األركان .
أسلوب الشعر الجاهلي:
فألفاظ الشعر الجاهلي قوية صلبة في مواقف الحروب والحماسة والمدح والفخر ،لينة في مواقف الغزل ،ومعظم ألفاظ الشعر
الجاهلي يختارها الشاعر استجابة لطبعه دون انتقاء وفحص ،ولكنها تأتي مالئمة للمعنى الذي تؤديه ،والتراكيب التي تنتظم فيها
األلفاظ تراكيب محكمة البناء متينة النسج متراصة األلفاظ ،وخير شاهد على ذلك شعر النابغة الذبياني ،وشعر زهير ابن أبي
سلمى.ومالمح األسلوب العامة تتبين لنا بعد أن تعرفنا على األلفاظ والتراكيب ،فهو أسلوب قوي متين تعتريه الغرابة أحياناً ،وهو
يسير مع طبيعة الشاعر وسجيته؛ فليس فيه تكلف أو صنعة ،هذه هي المالمح العامة والصفات المميزة ألسلوب الشعر الجاهلي فهو
يختلف عن أساليب الشعر في العصور اإلسالمية المختلفة
أغراض الشعر الجاهلي هي الموضوعات التي نظم فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛ فإذا كان قصد الشاعر وغرضه من الشعر
االعتزاز بنفسه أو قبيلته فشعره فخر ،وإذا كان قصد الشاعر التعبير عن اإلعجاب بشخص ما في كرمه أو شجاعته أو غير ذلك
فشعره مدح ،وإذا كان قصده وغرضه النيل من شخص ما وتحقيره فذلك الهجاء ،وإذا كان الشاعر يهدف إلى إظهار الحزن واألسى
ق الشاعر في الخيال فرسم صوراً بديعة فذلك الوصف ،وإذا َعبَّر عن حديثه مع النساء فذلك الشعر هو الغزل،فذلك الرثاء ،وإذا َحلَّ َ
وإذا استعطف بشعره أميراً أو غيره فهو االعتذار ،وإذا نظر في الكون وحياة الناس فتلك الحكمة .وأغراض الشعر الجاهلي التي
نريد بسط القول فيها هي :المدح ،الهجاء ،الرثاء ،الفخر ،الوصف ،الغزل ،االعتذار ،مع أن القصيدة العربية الواحدة تشمل عدداً من
األغراض سنشرحها بالتفصيل:
المدح :أن اإلعجاب بالممدوح والرغبة في العطاء تدفعان الشاعر إلى إتقان هذا الفن من القول ،فيسعى الشاعر إلى قول الشعر الجيد
الذي يتضمن الشكر والثناء ،وقد يكون المديح وسيلة للكسب .والصفات التي يُ ْم َد ُح بها الممدوح هي :الكرم والشجاعة ومساعدة
المحتاج والعفو عند المقدرة وحماية الجار ،ومعظم شعراء الجاهلية قالوا شعراً في هذا الغرض ،فهم يمدحون ملوك المناذرة في
الحيرة أو ملوك الغساسنة بالشام ويأخذون عطاءهم وجوائزهم .وإذا رجعنا إلى دواوين الشعر الجاهلي وجدنا المدح يحتل نسبة
عالية من هذه الدواوين ،وهذا دليل على أنه الغرض المقدم على غيره عند الشعراء
الهجـاء :
تجريد المهجو من ال ُمثًل العليا التي تتحلى بها القبيلة ،فيجرد المهجو من الشجاعة فيجعله جباناً ،ومن الكرم فيصفه بالبخل ،ويلحق
به كل صفة ذميمة من غدر وقعود عن األخذ بالثأر بل إن الشاعر يسعى إلى أن يكون مهجوه ذليالً بسبب هجائه ،ويؤثر الهجاء في
األشخاص وفي القبائل على حد سواء فقبيلة باهلة ليست أقل من غيرها في الجاهلية ولكن الهجاء الذي تناقله الناس فيها كان له أثر
عظيم وهذا هو السر الذي يجعل كرام القوم يخافون من الهجاء ويدفعون األموال الطائلة للشعراء اتقاء لشرهم .وممن خاف من
الهجاء الحارث بن ورقاء أألسدي؛ فقد أخذ إبالً لزهير ابن أبي سلمى الشاعر المشهور ،وأسر راعي اإلبل أيضا ً فقال فيه زهير
أبياتا ً منها:
الرثاء :
هو إظهار الحزن واألسى والحرقة ،وتبرز جودة الرثاء ِإذا كان في ابن أو أخ أو أب؛ فرثاء دريد بن الصمة ألخيه عبد هللا من أجود
الرثاء ،ورثاء الخنساء يعتبر من الرثاء المؤثر في النفوس،وقد تكون اللوعة بادية في الرثاء وإن لم يكن في قريب نجد ذلك في رثاء
ضالَة بن َكلَدة حيث يقول :
أوس بن َح َجر لفَ َ
ومن خالل تتبعنا ألبيات هذه القصيدة يتبين لنا أن الرثاء مدح للميت ونشر لفضائله؛ فأوس ذكر في أبياته أن فضالته يتصف
بالسماحة والنجدة والحزم والذكاء والتدبير الحسن ،وهذه من الصفات التي يمدح بها فضالة عندما كان حيا ً فالرثاء في الجاهلية
تذكير للناس بما كان يتصف به ذلك الرجل الذي اختطفته يد المنون
الفخر والحماسة:
الصفات التي يفتخر بها الشعراء هي الشجاعة والكرم والنجدة ومساعدة المحتاج ،والفخر يشمل جميع الفضائل .أما الحماسة فهي
االفتخار بخوض المعارك واالنتصارات في الحروب ،فالحماسة تدخل في الفخر ولكن ليس كل فخر حماسة ،فنجد الحماسة في
أشعار عنترة العبسي وعمرو ابن كلثوم ،وهذه االبيات مثال عن قصائد الفخر من شعر ربيعة بن مقروم:
جمع ربيعة في هذه األبيات معظم الصفات التي يفخر بها الشعراء؛ من الكرم والبذل لمن يستحق العطاء ،ومن الوفاء بالوعود ،ومن
االنتساب إلى قوم كرام يهينون أموالهم في سبيل المجد ،ولم ينص الحماسة بل جعل لها نصيبا ً من فخره فقومه بنو الحرب يعرفونها
جيداً ويلبسون السالح المالئم لها.
الغزل:
هو التحدث عن النساء ووصف ما يجده الشاعر حيالهن من شوق وهيام ،وقد طغى هذا الغرض على الشعراء فأصبحوا يصدرون
قصائدهم بالغزل لما فيه من تنشيط للشاعر واندفاعه في قول الشعر ،ولما فيه من تنشيط للمستمع لذلك الشعر ،ومن أجمل مطالع
القصائد الغزلية قول المثقب العبدي :
وغرض الغزل يستدعي أسلوبا ً لينا ً رقيقا ً وال نجد ذلك ِإال عند القليل من الشعراء الجاهليين أهمهم امرؤ القيس .أما معظم شعراء في
الجاهلية فأسلوبهم يتصف بالقوة والمتانة وال يختلف عن أسلوب المدح أو غيره من األغراض
الوصف:
الوصف من األغراض التي برع فيها شعراء الجاهلية وهو يرد في معظم أشعارهم؛ فالشاعر الجاهلي يركب ناقته في أسفاره،
فيصفها وصفا ً دقيقاً ،وهو يمر بالصحراء الواسعة فيصورها تصويراً بارعاً ،يصف حرارتها قي القيظ وما فيها من السراب
الخادع ،ويصف برودتها في الشتاء ،ويركب فرسه للنزهة أو للصيد فيصفه .وقد برع شعراء الجاهلية في وصف الفرس وإعداده
للصيد ،وقد صور الشعراء أيضا ً المعارك التي تحدث بين كالب الصيد وثيران الوحش وبقره وحمره وأتنه ،ووصف الشعراء
الليل ،طوله ونجومه كما وصفوا األمطار والبَ َر َد وشدة البرد وصفوا الرياض والطيور وقرنوا الغراب بالشؤم ولم يتركوا شيئا ً تقع
عليه أبصارهم إال وقد أبدعوا في وصفه.وكان كل شعراء الجاهلية معروفين بالوصف .وهذه ابيات من قصيدة عنترة يصف ذبابا ً
في روضة فيقول:
ـارب ال ُمتَ َرنِّـم
ِ شّ ال ل ْ
ع ـ ف َ
ك ً
الذبَابُ بِهَا فَ َ ِ َ ِ ٍ ِ ِ ِ
ا دَر
غ ح ار بب ْس يَ ل و َخالَ ُّ
ه َِزجا ً يَح ُّ
ُك ِذ َرا َعهُ بذ َرا ِع ِه قَ ْد َح ال ُم ِكبِّ على ال ّزنا ِد األجْ َذ ِم
ً
وغرض الوصف في العصر الجاهلي غرض ليس مقصودا لذاته وإنما يأتي في عرض القصيدة ليتوصل الشاعر إلى غرضه
الرئيس من المدح أو الهجاء أو الرثاء أو الفخر .
االعتذار:
ف سابق .وتقديم العذر في عرض االعتذار هو استعطاف المرغوب في عفو ،حيث يبين الشاعر ندمه على ما بدر منه من تصرُّ ٍ
مالئم يقنع ال ُم ْعتَ َذ َر إليه المرجو عفوه يدل على مهارة في القول وتفنن في الشعر .وزعيم االعتذار في العصر الجاهلي هو النابغة
الذبياني الذي قال أجود اعتذار قيل في ذلك العصر للنعمان بن المنذر ملك الحيرة،ومما خاطب به النعمان من ذلك االعتذار قوله :
صاب من جسد ق على األ ْن َت َك ْعبَتَهُ وما ه ُِري َ فَالَ لَ َع ْم ُر الذي َمسّحْ ُ
ت الطّيْر يَ ْم َس ُحهَا ُر ْكبَانُ مكةَ بين ال َغي ِ
ْـل وال ّسنَ ِد وال ُمؤم ِن العَِئ َذا ِ
ي يَـ ِدي ْ ً ُ
ت من َسيء ِم ّما اتِيْتَ بِه إذا فَالَ َرفَ َعـت َسوْ ِطـي إلَ َّ ما قُ ْل ُ
االعتذار من األغراض الرئيسة ؛ ألن غرض الشاعر من قول االعتذار هو الحصول على عفو ،فاالعتذار هدف يسعى إليه الشاعر
وغرض االعتذار من األغراض الصعبة التي ال يجيد القول فيها إال من أوتي زمام الشعر كالنابغة الذبياني
أنواع النثر:
الخطاب :
الخطابة كالم جيد المعاني متين األسلوب مؤثر في من يستمع إليه ،يخاطب به جمهور من الناس ،بهدف استمالته إلى رأي معين ،أو
إقناعه بفكرة ،أو إرشاده إلى طريق يسير فيه ،أو منعه من االنحراف في ضاللة .والخطبة شائعة بين الناس في العصر الجاهلي؛
ألنهم يحتاجون إليها في حياتهم العامة وأكثر ما تقال في أماكن اجتماعاتهم مثل األسواق أو اجتماعهم في الحرب .ال يتصدى
للخطاب إال من ملك زمام الفصاحة وكان ثابت الجنان ،حاضر البديهة ،ويمدح بجهارة الصوت.
الحكمة:
ق أل ْهلِ ْي ِه و َم ْذ ُمو ُم
والجو ُد نَافِيَةٌ لِ ْلمـَا ِل ُمهْـلِ َكةٌ والب ُْخ ُل بَا ٍ
*وقد تأتي الحكمة في صورة نصيحة وإرشاد كما فعل المثقب العبدي في قصيدته التي أولها :
الو ْع َد في شيى نعم ال تَقُولَن ِإ َذا مـَا لَـ ْم تُ ِر ْد ان تُتِ ًم َ
َح َس ٌن قَوْ ُل نَ َع ْم من بَ ْع ِد ال وقبيح قول ال بعد نعم
والحكم في الجاهلية تعبر عن التمسك بالمثل العليا السائدة في المجتمع ،فهي ترشد إلى األخالق الفاضلة التي ترفع من قدر اإلنسان
عندما يتمسك بها ،والحكمة ليس لها مكان معين في القصيدة؛ فقد تأتي مبثوثة في القصيدة ،وقد تأتي في أول القصيدة أو في آخرها.
اترك الشريتركك .
رب ملوم ال ذنبله.
أدب المرء خير منذهبه.
خير الغنى القناعة و خير المالما نفع.
رب أخ لم تلده أمك(يضرب مثالإلعانة الرجل صاحبه كأنه أخوه من أبيه وأمه(
و هناك أمثال تنسب ألشخاص مثل:
أسخى من حاتم،أشجع من ربيعة ابنمكدم،أدهى من قيس بن زهير،أعز من كليب واثل
د)المعلقات:
ً ً
المعلقات قصائد محكمة النسج جيدة المعنى اختيرت من بين القصائد الجاهلية؛ لتكون مثاال يحتذى ونهجا يتبع .وقد عرف الناس قدر
المعلقات وقيمتها فقدموها على غيرها وجعلوا شعراءها أئمة للشعراء في العصر الجاهلي وما تاله من عصور ،وما زال المتذوقون
للشعر يعترفون بتقدم شعراء المعلقات .ويعتري الغموض الطريقة التي اتبعت في اختيار المعلقات من بين أشعار العرب.وسميت
بالمعلقات:
*تشبيها ً لها بعقود الد ّر التي تُعلّق على نحور النساء الحسناوات .
*وقيل ألنها ُكتِبَت بماء ّ
الذهب و ُعلِّقَ ْ
ت على أستار الكعبة
*وقيل ألنها سريعة التعلّق في أذهان الناس فحفظوها ،وهذا الرأي هو األصح
بعض الكتب التي دكرت الحياة العقلية عند العرب في العهد الجاهلي
-)1ايام العرب في الجاهلية ) وهو لثالثة مؤلفين :محمد أحمد جاد المولى بك و علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل ابراهيم
-) 3تاريخ اللغة واآلداب العربي تأليف :شارل بال ترجمة ،تحقيق :رفيق ابن وناس -صالح حيزم -الطيب العشاش الناشر :دار
الغرب اإلسالمي تاريخ النشر1/1997/ 1م.
-) 4منتهى الطلب الى تراث العرب " دراسات في التراث" تأليف :جمال الغيطاني الناشر :دار الشروق تاريخ النشر 1/1/1997م.
-) 5دراسات في أدب ما قبل البعثة تأليف :جمال نجم العبيدي الناشر :دار شموع الثقافة تاريخ النشر1/12/2003م .
-) 6تاريخ االدب العربى تأليف :كارل بروكلمان ترجمة ،تحقيق :ترجمة عبد الحليم النجار ،الدكتور الناشر :دار المعارف تاريخ
النشر30/12/1998م.
-)7تاريخ االدب العربي تأليف :هاشم ياغي ،ابراهيم السعافين ،صالح جرار الناشر :جامعة القدس المفتوحة.
-العصر الجاهلي تأليف :شوقي ضيف الناشر :دار المعارف تاريخ النشر1/1/1996 :م.
-) 9مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية تأليف :ناصر الدين األسد الناشر :دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع تاريخ النشر:
1/1/199
الخاتمة
نشأ العرب على الترحال في طلب المرعى ،فغلبت البداوة على الحضارة فيهم وانصرف أكثر همهم إلى تربية الماشية فنشأ بينهم
التنازع عليها واالنتقال بخيامهم وأنعامهم من نجع إلى نجع ومن صقع إلى صقع ليالً ونهاراً.
وكانت علوم العرب قبل اإلسالم تبلغ إلى بضعة عشر علما ً فلما جاء اإلسالم أهمل بعضها كالكهانة والعرافة والقيافة وبقي بعضها
عند أهله ونشأ ما يقوم مقامه في عصر الحضارة كالنجوم واألنواء ومهاب الرياح والطب والخيل وارتقى الباقي واتسع عما كان في
الجاهلية كالشعر والخطابة والبالغة وكان اإلسالم مساعداً على ارتقائها بالقرآن .