You are on page 1of 6

‫فهرس حول مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي‬

‫المقدمة‬
‫قويت عند العرب ملكة البالغة فبرعوا في إلقاء الخطب على أن العرب لم يسلموا مما وقع فيه معاصروهم من األمم العظمى من‬
‫اعتقاد الكهانة والعرافة وزجر الطير وخط الرمل وتعبير الرؤيا‪ ،‬وقد سميناها علوما ً بالقياس على ما يماثلها عند األمم األخرى في‬
‫عصر العلم وإال فالعرب لم يتعلموها في المدارس وال قرأوها في الصحف وال ألفوا فيها الكتب ألنهم كانوا أميين ال يقرأون وال‬
‫يكتبون وإنما هي معلومات تجمعت في ذاكرتهم بتوالي األجيال باالقتباس‪ ‬‬
‫أو االستنباط وتنقلت في األعقاب‪ .‬‬

‫العصر الجاهلي‪ ‬‬

‫العصر الجاهلي‪  ‬هو الفترة التي سبقت بعثة النبي محمد صلى هللا عليه وسلم واستمرت قرابة قرن ونصف سمي بذلك لما شاع فيه‬
‫من الجهل وليس المقصود بالجهل الذي هو ضد العلم بل هو الجهل الذي ضد الحلم‪.‬‬

‫تاريخ الجاهلية‪ ‬‬

‫لم يكن عند عرب الجاهلية تاريخ من قبيل ما نفهمه من هذه اللفظة اليوم ولكنهم كانوا يتناقلون أخباراً متفرقة بعضها حدث في‬
‫بالدهم والبعض اآلخر نقله إليهم الذين عاشروهم من األمم األخرى‪ ،‬فمن أمثال أخبارهم حروب القبائل المعروفة بـ (أيام العرب)‬
‫وقصة سد مأرب واستيالء أبي كرب تبان أسعد على اليمن وبعض من خلفه وملك ذي نواس وقصة أصحاب األخدود وفتح الحبشة‬
‫لليمن وقصة أصحاب الفيل وقدومهم للكعبة‬

‫علوم العرب ‪:‬‬


‫كان للجاهليين ثقافات وعلوم لكنها محدودة تتناسب مع بيئة الصحراء ومن أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬األدب وفصاحة القول وروعة الجواب ‪:‬ولذلك تحداهم القرآن في أخص خصائصهم البالغة‪.‬‬
‫‪ -2‬الطب ‪:‬فقد تداووا باألعشاب والكي وربما أدخلوا العرافة والشعوذة وقد أبطل اإلسالم الشعوذة وأقر الدواء‪.‬‬
‫‪ -3‬القيافة ‪ :‬وهي نوعان‪:‬‬
‫قيافة أثر‪ :‬وكانوا يستدلون بوقع القدم على صاحبها‪.‬‬
‫قيافة بشر‪ :‬وكانوا يعرفون نسب الرجل من صورة وجهه وكانوا يستغلونها في حوادث الثأر واالنتقام‪.‬‬
‫‪ – 4‬علم األنساب‪:‬وهو بمثابة علم التاريخ وكان في العرب نسابون يرجع الناس إليهم ‪.‬‬
‫‪ – 5‬الكهانة والعرافة ‪ :‬وهذان العلمان أبطلهما اإلسالم وتوعد من أتى كاهنا ً أو عرافا ً ‪.‬‬
‫‪ - 6‬النجوم والرياح واألنواء والسحب‪ :‬وقد أنكر اإلسالم التنجيم وهو ادعاء علم الغيب بطريق النجوم‬

‫*مظاهر الحياة الفكرية والعقلية عند العرب في العصر الجاهلي‪ :‬‬


‫ا)اللغة‪ :‬اللغة العربية في العصر الجاهلي‪:‬‬

‫من يراجع معجم مفرداتها في ذلك العصر‪ ،‬يجدهُ من أغنى المعاجم من حيث وفرة الكلمات وكثرة التشبيه‪ .‬ومن حسن الحظ أن‬
‫يحفظ لنا التاريخ شيئا ً غير يسير من آداب تلك الفترة وأشعارها ‪ ,‬إضافةً إلى العديدـ من أشعارهم وخطبهم ‪ ,‬وأمثالهم ‪ ,‬وأخبار‬
‫حروبهم ووقائعهم التي تحفظها لنا ُأمهات الكتب من كتب األدب القديمةـ ‪ .‬وبرغم وفرة ما وصل إلينا من أدب الجاهليين وشعرهم ‪,‬‬
‫إال أن الضياع قد أتى على الكثير من آدابهم وأخبارهم ‪ ,‬وخاصةً القديمة منها ويقول أبو عمرو بن العالء ‪ " :‬ما انتهى إليكم مما‬
‫قالته العرب إال أقلّه ‪ ,‬ولو جاءكم وافراً ‪ ,‬لحاءكم عل ٌم وشع ٌر كثير"‪ .‬ويق ّدر الباحثون عمر األدب المد ّون الذي وصل إلينا من‬
‫الجاهليين بقرنين من الزمان قبل اإلسالم‪ ‬‬

‫ب) الشعر‪:‬‬
‫الشعر في العصر الجاهلي‪:‬‬
‫الشعر عند العرب هو األثر العظيم الذي حفظ لنا حياة العرب في جاهليتهم‪ ،‬وإذا كانت األمم األخرى تخلد مآثرها بالبنيان‬
‫والحصون فإن العرب يعولون على الشعر في حفظ تلك المآثر ونقلها إلى األجيال القادمة‪ .‬فالشعر عند العرب له منزلة عظيمة تفوق‬
‫منزلة تلك األبنية‪ .‬و مع اهتمام العرب العظيم بالشعر إال أننا لم نقف على محاوالتهم األولى‪ ،‬وإنما وجدنا شعراً متمل النمو مستقيم‬
‫الوزن تام األركان‪ .‬‬
‫أسلوب الشعر الجاهلي‪:‬‬
‫فألفاظ الشعر الجاهلي قوية صلبة في مواقف الحروب والحماسة والمدح والفخر‪ ،‬لينة في مواقف الغزل‪ ،‬ومعظم ألفاظ الشعر‬
‫الجاهلي يختارها الشاعر استجابة لطبعه دون انتقاء وفحص‪ ،‬ولكنها تأتي مالئمة للمعنى الذي تؤديه‪ ،‬والتراكيب التي تنتظم فيها‬
‫األلفاظ تراكيب محكمة البناء متينة النسج متراصة األلفاظ‪ ،‬وخير شاهد على ذلك شعر النابغة الذبياني‪ ،‬وشعر زهير ابن أبي‬
‫سلمى‪.‬ومالمح األسلوب العامة تتبين لنا بعد أن تعرفنا على األلفاظ والتراكيب‪ ،‬فهو أسلوب قوي متين تعتريه الغرابة أحياناً‪ ،‬وهو‬
‫يسير مع طبيعة الشاعر وسجيته؛ فليس فيه تكلف أو صنعة‪ ،‬هذه هي المالمح العامة والصفات المميزة ألسلوب الشعر الجاهلي فهو‬
‫يختلف عن أساليب الشعر في العصور اإلسالمية المختلفة‪ ‬‬

‫أغراض الشعر الجاهلي‪:‬‬

‫أغراض الشعر الجاهلي هي الموضوعات التي نظم فيها شعراء الجاهلية شعرهم؛ فإذا كان قصد الشاعر وغرضه من الشعر‬
‫االعتزاز بنفسه أو قبيلته فشعره فخر‪ ،‬وإذا كان قصد الشاعر التعبير عن اإلعجاب بشخص ما في كرمه أو شجاعته أو غير ذلك‬
‫فشعره مدح‪ ،‬وإذا كان قصده وغرضه النيل من شخص ما وتحقيره فذلك الهجاء‪ ،‬وإذا كان الشاعر يهدف إلى إظهار الحزن واألسى‬
‫ق الشاعر في الخيال فرسم صوراً بديعة فذلك الوصف‪ ،‬وإذا َعبَّر عن حديثه مع النساء فذلك الشعر هو الغزل‪،‬‬‫فذلك الرثاء‪ ،‬وإذا َحلَّ َ‬
‫وإذا استعطف بشعره أميراً أو غيره فهو االعتذار‪ ،‬وإذا نظر في الكون وحياة الناس فتلك الحكمة‪ .‬وأغراض الشعر الجاهلي التي‬
‫نريد بسط القول فيها هي‪ :‬المدح‪ ،‬الهجاء‪ ،‬الرثاء‪ ،‬الفخر‪ ،‬الوصف‪ ،‬الغزل‪ ،‬االعتذار‪ ،‬مع أن القصيدة العربية الواحدة تشمل عدداً من‬
‫األغراض سنشرحها بالتفصيل‪:‬‬

‫المدح‪ :‬أن اإلعجاب بالممدوح والرغبة في العطاء تدفعان الشاعر إلى إتقان هذا الفن من القول‪ ،‬فيسعى الشاعر إلى قول الشعر الجيد‬
‫الذي يتضمن الشكر والثناء‪ ،‬وقد يكون المديح وسيلة للكسب‪ .‬والصفات التي يُ ْم َد ُح بها الممدوح هي‪ :‬الكرم والشجاعة ومساعدة‬
‫المحتاج والعفو عند المقدرة وحماية الجار‪ ،‬ومعظم شعراء الجاهلية قالوا شعراً في هذا الغرض‪ ،‬فهم يمدحون ملوك المناذرة في‬
‫الحيرة أو ملوك الغساسنة بالشام ويأخذون عطاءهم وجوائزهم‪ .‬وإذا رجعنا إلى دواوين الشعر الجاهلي وجدنا المدح يحتل نسبة‬
‫عالية من هذه الدواوين‪ ،‬وهذا دليل على أنه الغرض المقدم على غيره عند الشعراء‬

‫الهجـاء‪ :‬‬

‫تجريد المهجو من ال ُمثًل العليا التي تتحلى بها القبيلة‪ ،‬فيجرد المهجو من الشجاعة فيجعله جباناً‪ ،‬ومن الكرم فيصفه بالبخل‪ ،‬ويلحق‬
‫به كل صفة ذميمة من غدر وقعود عن األخذ بالثأر بل إن الشاعر يسعى إلى أن يكون مهجوه ذليالً بسبب هجائه‪ ،‬ويؤثر الهجاء في‬
‫األشخاص وفي القبائل على حد سواء فقبيلة باهلة ليست أقل من غيرها في الجاهلية ولكن الهجاء الذي تناقله الناس فيها كان له أثر‬
‫عظيم وهذا هو السر الذي يجعل كرام القوم يخافون من الهجاء ويدفعون األموال الطائلة للشعراء اتقاء لشرهم‪ .‬وممن خاف من‬
‫الهجاء الحارث بن ورقاء أألسدي؛ فقد أخذ إبالً لزهير ابن أبي سلمى الشاعر المشهور‪ ،‬وأسر راعي اإلبل أيضا ً فقال فيه زهير‬
‫أبياتا ً منها‪:‬‬

‫ك منِّي منطق قذع باق كما َدنَّ َ‬


‫س القَبْـ ِطيَّة ال َود ُ‬
‫ك‪ ‬‬ ‫لَيَأتِيَنّـ َ‬
‫ك إن الغَا ِد َر الم ِع ُ‬
‫ك‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬
‫ف َعل ْي ِه َوالَ تَ ْم َع ْك بِ ِعرْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫فار ُد ْد يَ َسارا وال تَ ْعن ْ‬
‫فلما سمع الحارث بن ورقاء األبيات رد على زهير ما أخذ منه‪.‬‬

‫الرثاء ‪:‬‬
‫هو إظهار الحزن واألسى والحرقة‪ ،‬وتبرز جودة الرثاء ِإذا كان في ابن أو أخ أو أب؛ فرثاء دريد بن الصمة ألخيه عبد هللا من أجود‬
‫الرثاء‪ ،‬ورثاء الخنساء يعتبر من الرثاء المؤثر في النفوس‪،‬وقد تكون اللوعة بادية في الرثاء وإن لم يكن في قريب نجد ذلك في رثاء‬
‫ضالَة بن َكلَدة حيث يقول‪ :‬‬
‫أوس بن َح َجر لفَ َ‬

‫أيتها النفس احملي جزعا إن الذي تحذرين قد وقعا‬


‫والح ْز َم والقُ َوى ُج َم َعا‬
‫َ‬ ‫إن الذي َج َّم َع ال َّس َماحةَ النجدة‬
‫ك الظّـ كان قد رأى وقدسمعا‪ ‬‬ ‫ي الذي يَظُ ُّن لَ َ‬ ‫ْ‬
‫األل َم ِع َّ‬

‫ومن خالل تتبعنا ألبيات هذه القصيدة يتبين لنا أن الرثاء مدح للميت ونشر لفضائله؛ فأوس ذكر في أبياته أن فضالته يتصف‬
‫بالسماحة والنجدة والحزم والذكاء والتدبير الحسن‪ ،‬وهذه من الصفات التي يمدح بها فضالة عندما كان حيا ً فالرثاء في الجاهلية‬
‫تذكير للناس بما كان يتصف به ذلك الرجل الذي اختطفته يد المنون‬

‫الفخر والحماسة‪:‬‬
‫الصفات التي يفتخر بها الشعراء هي الشجاعة والكرم والنجدة ومساعدة المحتاج‪ ،‬والفخر يشمل جميع الفضائل‪ .‬أما الحماسة فهي‬
‫االفتخار بخوض المعارك واالنتصارات في الحروب‪ ،‬فالحماسة تدخل في الفخر ولكن ليس كل فخر حماسة‪ ،‬فنجد الحماسة في‬
‫أشعار عنترة العبسي وعمرو ابن كلثوم‪ ،‬وهذه االبيات مثال عن قصائد الفخر من شعر ربيعة بن مقروم‪:‬‬

‫وِإن تـسَأليـني فإني امرؤ ُأهين اللئيم وَأحْ بو الكريـما‬


‫ضى الخلي َل وأروى النَّدي َما‬ ‫ت وُأرْ ِ‬ ‫المعـالي بالمـكرما ِ‬
‫َ‬ ‫وأبني‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َويَحْ َم ُد بـذلي له ُم ْعت ٍ‬
‫َـف إذا ذ َّم من يَعْتفيـه اللئيمـَا‬
‫وأجزي القرُوض وفا ًء بِهَا بِبُْؤ َسى بئيس َى ونُعـمى نَعي َما‬
‫وقومي فإن أنت َك َّذبْتـني بقول َي فاسـألْ بقـومي عَليـ َما‬

‫جمع ربيعة في هذه األبيات معظم الصفات التي يفخر بها الشعراء؛ من الكرم والبذل لمن يستحق العطاء‪ ،‬ومن الوفاء بالوعود‪ ،‬ومن‬
‫االنتساب إلى قوم كرام يهينون أموالهم في سبيل المجد‪ ،‬ولم ينص الحماسة بل جعل لها نصيبا ً من فخره فقومه بنو الحرب يعرفونها‬
‫جيداً ويلبسون السالح المالئم لها‪.‬‬

‫الغزل‪:‬‬
‫هو التحدث عن النساء ووصف ما يجده الشاعر حيالهن من شوق وهيام‪ ،‬وقد طغى هذا الغرض على الشعراء فأصبحوا يصدرون‬
‫قصائدهم بالغزل لما فيه من تنشيط للشاعر واندفاعه في قول الشعر‪ ،‬ولما فيه من تنشيط للمستمع لذلك الشعر‪ ،‬ومن أجمل مطالع‬
‫القصائد الغزلية قول المثقب العبدي‪ :‬‬

‫ألت كأن تَبِيني‬ ‫ك َما َس ُ‬ ‫ك َمتَّعـيني و َم ْن ُع ِ‬ ‫أفاط ُم ق ْب َل بَينِ ِ‬


‫ِ‬
‫َّيف دُونِي‬
‫ت تَمرُّ بِهَا ِريَا ُح الص ِ‬ ‫فَاَل ت ِع ِدي َموا ِع َد كاذبا ٍ‬
‫َ‬
‫ص ْل ُ‬
‫ت بِهَا يم ْينِي‬ ‫ك َما َو َ‬‫فَإنِّي لَوْ تُ َخالِفُني ِش َمالِي ِخالَفَ ِ‬
‫ك أحتوي َم ْن يحتويني‪ ‬‬ ‫إذاً لَقَطَ ْعتُهَا ولَقُ ْل ُ‬
‫ت بِيْني َك َذل َ‬

‫وغرض الغزل يستدعي أسلوبا ً لينا ً رقيقا ً وال نجد ذلك ِإال عند القليل من الشعراء الجاهليين أهمهم امرؤ القيس‪ .‬أما معظم شعراء في‬
‫الجاهلية فأسلوبهم يتصف بالقوة والمتانة وال يختلف عن أسلوب المدح أو غيره من األغراض‪ ‬‬

‫الوصف‪:‬‬
‫الوصف من األغراض التي برع فيها شعراء الجاهلية وهو يرد في معظم أشعارهم؛ فالشاعر الجاهلي يركب ناقته في أسفاره‪،‬‬
‫فيصفها وصفا ً دقيقاً‪ ،‬وهو يمر بالصحراء الواسعة فيصورها تصويراً بارعاً‪ ،‬يصف حرارتها قي القيظ وما فيها من السراب‬
‫الخادع‪ ،‬ويصف برودتها في الشتاء‪ ،‬ويركب فرسه للنزهة أو للصيد فيصفه‪ .‬وقد برع شعراء الجاهلية في وصف الفرس وإعداده‬
‫للصيد‪ ،‬وقد صور الشعراء أيضا ً المعارك التي تحدث بين كالب الصيد وثيران الوحش وبقره وحمره وأتنه‪ ،‬ووصف الشعراء‬
‫الليل‪ ،‬طوله ونجومه كما وصفوا األمطار والبَ َر َد وشدة البرد وصفوا الرياض والطيور وقرنوا الغراب بالشؤم ولم يتركوا شيئا ً تقع‬
‫عليه أبصارهم إال وقد أبدعوا في وصفه‪.‬وكان كل شعراء الجاهلية معروفين بالوصف ‪ .‬وهذه ابيات من قصيدة عنترة يصف ذبابا ً‬
‫في روضة فيقول‪:‬‬
‫ـارب ال ُمتَ َرنِّـم‬
‫ِ‬ ‫ش‬‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ع‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ً‬
‫الذبَابُ بِهَا فَ َ ِ َ ِ ٍ ِ ِ ِ‬
‫ا‬ ‫د‬‫َر‬
‫غ‬ ‫ح‬ ‫ار‬ ‫ب‬‫ب‬ ‫ْس‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫و َخالَ ُّ‬
‫ه َِزجا ً يَح ُّ‬
‫ُك ِذ َرا َعهُ بذ َرا ِع ِه قَ ْد َح ال ُم ِكبِّ على ال ّزنا ِد األجْ َذ ِم‬
‫ً‬
‫وغرض الوصف في العصر الجاهلي غرض ليس مقصودا لذاته وإنما يأتي في عرض القصيدة ليتوصل الشاعر إلى غرضه‬
‫الرئيس من المدح أو الهجاء أو الرثاء أو الفخر‪ .‬‬

‫االعتذار‪:‬‬
‫ف سابق‪ .‬وتقديم العذر في عرض‬ ‫االعتذار هو استعطاف المرغوب في عفو‪ ،‬حيث يبين الشاعر ندمه على ما بدر منه من تصرُّ ٍ‬
‫مالئم يقنع ال ُم ْعتَ َذ َر إليه المرجو عفوه يدل على مهارة في القول وتفنن في الشعر‪ .‬وزعيم االعتذار في العصر الجاهلي هو النابغة‬
‫الذبياني الذي قال أجود اعتذار قيل في ذلك العصر للنعمان بن المنذر ملك الحيرة‪،‬ومما خاطب به النعمان من ذلك االعتذار قوله ‪:‬‬

‫صاب من جسد‬ ‫ق على األ ْن َ‬‫ت َك ْعبَتَهُ وما ه ُِري َ‬ ‫فَالَ لَ َع ْم ُر الذي َمسّحْ ُ‬
‫ت الطّيْر يَ ْم َس ُحهَا ُر ْكبَانُ مكةَ بين ال َغي ِ‬
‫ْـل وال ّسنَ ِد‬ ‫وال ُمؤم ِن العَِئ َذا ِ‬
‫ي يَـ ِدي‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ت من َسيء ِم ّما اتِيْتَ بِه إذا فَالَ َرفَ َعـت َسوْ ِطـي إلَ َّ‬ ‫ما قُ ْل ُ‬

‫االعتذار من األغراض الرئيسة ؛ ألن غرض الشاعر من قول االعتذار هو الحصول على عفو ‪ ،‬فاالعتذار هدف يسعى إليه الشاعر‬
‫وغرض االعتذار من األغراض الصعبة التي ال يجيد القول فيها إال من أوتي زمام الشعر كالنابغة الذبياني‬

‫من اسماء ابرز شعراء الجاهليه‬


‫‪ .1‬المهلهل‪:‬هوابو ليلى عدي بن ربيعه التغلبي‪.‬‬
‫‪ .2‬الشنفري‪:‬هو ثابت بن اوس االزدي والشنفري لقب له لعظم شفتيه‪.‬‬
‫‪ .3‬امرؤ القيس‪:‬هوامرؤ القيس بن حجر الكندي ولقبه الملك الضليل‪.‬‬
‫‪ .4‬طرفه بن العبد‪:‬هو عمرو بن العبد البكري وطرفه لقب غلب عليه‪.‬‬
‫‪ .5‬زهير‪ :‬هو زهير بن ابي سلمى‪.‬‬
‫‪ .6‬لبيد‪:‬هو ابو عقيل لبيد بن ربيعه العامري‬
‫‪ .7‬عمرو بن كلثوم‪:‬هو عمروبن كلثوم بن مالك بن عتّاب التغلبي‪.‬‬
‫‪ .8‬عنتره‪:‬هو عنتره بن شداد بن عمرو‪،‬وقيل بن شداد بن معاويه ابن قراد العبسي‪.‬‬
‫‪ .9‬الحرث بن حلزه‪:‬هو ابو ظليم الحرث بن حلّزه بن مكروه بن يشكر البكري‪.‬‬
‫‪ .10‬النابغه الذبياني‪:‬هو زياد بن معاويه بن ضباب‪.‬‬
‫‪ .11‬االعشى االكبر‪:‬هو ميمون بن قيس بن جندل‪.‬‬
‫‪ .12‬الخنساء‪:‬هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد من بني سليم مصادر الشعر الجاهلي ‪ :‬‬
‫المعلقات ‪ ،‬والمضليات ‪ ،‬واألصمعيات ‪ ،‬وحماسة أبي تمام ‪ ،‬ودواوين الشعراء الجاهليين ‪ ،‬وحماسة البحتري ‪ ،‬وحماسة إبن‬
‫الشجري ‪ ،‬وكتب األدب العامة ‪ ،‬وكتب النحو واللغة ومعاجم اللغة‪.‬‬
‫من شعراء الجاهلية‪:‬‬
‫أحيحة بن الجالح‪ ،‬أوس بن حجر‪ ،‬أبو طالب‪ ،‬الحارث بن حلزة‪ ،‬امرؤ القيس‪ ،‬األعشى‪ ،‬الشنفرى‪ ،‬المثقب العبدي‪ ،‬السموأل‪ ،‬الزير‬
‫سالم‪ ،‬النابغة الذبياني‪ ،‬األسود بن يعفر النهشلي‪ ،‬السليك بن عمرو‪ ،‬الحادرة‪ ،‬الخرنق بنت بدر‪،‬المسيب بن علس‪ ،‬المتلمس الضبعي‪،‬‬
‫بشر بن أبي خازم ‪،‬ثابت بن جابر‪ ،‬حاتم الطائي‪ ،‬حاجب بن حبيب‪،‬زهير بن أبي سلمى‪ ،‬زهير بن جناب الكلبي‪ ،‬سالمة بن جندل‪،‬‬
‫طرفة بن العبد‪ ،‬طفيل الغنوي‪ ،‬عمرو بن كلثوم‪ ،‬عنترة بن شداد‪ ،‬عبيد بن األبرص‪ ،‬عدي بن زيد‪ ،‬عامر بن الطفيل‪ ،‬عروة بن‬
‫الورد‪ ،‬علقمة الفحل‪ ،‬عمرو بن قميئة‪ ،‬عمرو بن مالك‪ ،‬قيس بن الخطيم‪ ،‬لبيد بن ربيعة العامري‪ ،‬لقيط بن يعمر اإليادي‪ ،‬هدبة بن‬
‫الخشرم‪ .‬‬
‫منزلة الشعر عند العرب‪:‬‬
‫فكانوا يثيرون بذلك غيرة أبنائهم على إتقان الشعر ويح ّر ضونهم على نظمه‪ ،‬ألن الشعراء كانوا حماة األعراض وحفظة اآلثار ونقلة‬
‫األخبار وربما فضلوا نبوغ الشاعر فيهم على نبوغ الفارس ولذلك كانوا إذا نبغ فيهم شاعر من قبيلة أتت القبائل األخرى فهنأتها به‬
‫وصنعت األطعمة واجتمعت النسوة يلعبن بالمزاهر كما يصنعن في األعراس وتتباشر الرجال والولدان‪ .‬وقد بلغ من احترام العرب‬
‫للشعر والشعراء أنهم عمدوا إلى سبع قصائد اختاروها من الشعر القديم وكتبوها بماء الذهب في القباطي (التيل المصري) بشكل‬
‫الدرج الملتف وعلقوها في أستار الكعبة وهي المعلقات ولذلك يقال لها المذهبات أيضا ً كمذهبة امرئ القيس ومذهبة زهير‬
‫الخطابة في الجاهلية‬
‫الخطابة تحتاج إلى خيال وبالغة ولذلك عددناها من قبيل الشعر أو هي شعر منثور وهو شعر منظوم وإن كان لكل منهما موقف‪.‬‬
‫فالخطابة تحتاج إلى الحماسة ويغلب تأثيرها في أبناء عصر الفروسية وأصحاب النفوس األبية طالب االستقالل والحرية مما ال‬
‫يشترط في الشعر‪ ،‬أما العرب فقد قضى عليهم اإلقليم بالحرية والحماسة وهم ذووا نفوس حساسة مثل سائر أهل الخيال الشعري‬
‫فأصبح للبالغة وقع شديد في نفوسهم فالعبارة البليغة قد تقعدهم أو تقيمهم بما تثيره في خواطرهم من النخوة‪.‬‬
‫مواضيع الخطب‬
‫وكان العرب يخطبون بعبارة بليغة فصيحة وهم أميون ال يقرأون وال يكتبون وإنما كانت الخطابة فيهم قريحة مثل الشعر وكانوا‬
‫يدربون فتيانهم عليها من حداثتهم الحتياجهم إلى الخطباء في إيفاد الوفود مثل حاجتهم إلى الشعراء في حفظ األنساب والدفاع عن‬
‫األعراض‪.‬‬
‫ومن هذا القبيل وفود القبائل على النبي (صلّى هللا عليه وآله) بعد أن استتب له األمر فقد جاءه من كل قبيلة وجهاؤها وخيرة بلغائها‬
‫العتناق اإلسالم أو لالستفهام أو غير ذلك ومن هذا القبيل وفود العرب على الخلفاء للتسليم والتهنئة‪.‬‬
‫الخطباء‬
‫وجملة القول أن الخطباء كانوا عديدين في النهضة الجاهلية كالشعراء والغالب فيهم أن يكونوا أمراء القبائل أو وجهاءها أو‬
‫حكماءها‪ ،‬وكان لكل قبيلة خطيب أو غير خطيب كما كان لها شاعر أو غير شاعر‪.‬‬
‫ج) النثر‪:‬‬
‫النثر هو كالم اختيرت ألفاظه وانتقيت تراكيبه وأحسنت صياغة عباراته بحيث يؤثر في المستمع عن طريق جودة صنعته‪ .‬فهو‬
‫يختلف عن الكالم العادي الذي يتكلم به الناس في شؤونهم العادية‪ .‬وأنواع النثر الجاهلي هي‪ :‬الخطابات واألمثال والقصص وسجع‬
‫الكهان‪ .‬وسجع الكهان يتصف بقصر جمله وكثرة غريبه والتوازن في عباراته‪ ،‬ويحرص الكاهن على إخفاء كالمه بإتباع هذا‬
‫األسلوب‪ .‬بالشرح المفصل‬

‫أنواع النثر‪:‬‬
‫الخطاب ‪:‬‬

‫الخطابة كالم جيد المعاني متين األسلوب مؤثر في من يستمع إليه‪ ،‬يخاطب به جمهور من الناس‪ ،‬بهدف استمالته إلى رأي معين‪ ،‬أو‬
‫إقناعه بفكرة‪ ،‬أو إرشاده إلى طريق يسير فيه‪ ،‬أو منعه من االنحراف في ضاللة‪ .‬والخطبة شائعة بين الناس في العصر الجاهلي؛‬
‫ألنهم يحتاجون إليها في حياتهم العامة وأكثر ما تقال في أماكن اجتماعاتهم مثل األسواق أو اجتماعهم في الحرب‪ .‬ال يتصدى‬
‫للخطاب إال من ملك زمام الفصاحة وكان ثابت الجنان‪ ،‬حاضر البديهة‪ ،‬ويمدح بجهارة الصوت‪.‬‬

‫األمثال والحكم ‪:‬‬


‫أبدع العرب في ضرب األمثال والحكم في مختلف المواقف واألحداث فال يخلو موقف من حياتنا إال ونجد مثال ضرب عليه‪ ،‬وحكمة‬
‫اخذت من تجربة ما‪.‬فاألمثال والحكم أصدق شئ يتحدث عن أخالق األمة وتفكيرها و تقاليدها ‪ ,‬وتصور المجتمع وحياته وشعوره‬
‫أتم تصوير فهي مرآة للحياة االجتماعية والعقلية والسياسية والدينيةـ واللغوية ‪ ,‬وهي أقوي داللة من الشعر في ذلك ألنها لغة طائفة‬
‫ممتازة‪ .‬ولقيت شيوعا لخفتها وعمق ما فيها من حكمة وإصابتها للغرض المنشود‪ ,‬وصدق تمثيلها للحياة العامة وألخالق الشعوب ‪,‬‬
‫حيث قال النظام ‪ :‬يجتمع في المثل والحكمة أربعة ال تجتمع في غيرهما من الكالم إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه‬
‫وجودة الكتابة فهي نهاية البالغة ‪.‬‬

‫الحكمة‪:‬‬
‫ق أل ْهلِ ْي ِه و َم ْذ ُمو ُم‬
‫والجو ُد نَافِيَةٌ لِ ْلمـَا ِل ُمهْـلِ َكةٌ والب ُْخ ُل بَا ٍ‬
‫*وقد تأتي الحكمة في صورة نصيحة وإرشاد كما فعل المثقب العبدي في قصيدته التي أولها‪ :‬‬
‫الو ْع َد في شيى نعم‬ ‫ال تَقُولَن ِإ َذا مـَا لَـ ْم تُ ِر ْد ان تُتِ ًم َ‬
‫َح َس ٌن قَوْ ُل نَ َع ْم من بَ ْع ِد ال وقبيح قول ال بعد نعم‪ ‬‬
‫والحكم في الجاهلية تعبر عن التمسك بالمثل العليا السائدة في المجتمع‪ ،‬فهي ترشد إلى األخالق الفاضلة التي ترفع من قدر اإلنسان‬
‫عندما يتمسك بها‪ ،‬والحكمة ليس لها مكان معين في القصيدة؛ فقد تأتي مبثوثة في القصيدة‪ ،‬وقد تأتي في أول القصيدة أو في آخرها‪.‬‬

‫بعض األمثلة المشهورة في الجاهلية‪:‬‬

‫اترك الشريتركك‪ .‬‬
‫رب ملوم ال ذنبله‪.‬‬
‫أدب المرء خير منذهبه‪.‬‬
‫خير الغنى القناعة و خير المالما نفع‪.‬‬
‫رب أخ لم تلده أمك(يضرب مثالإلعانة الرجل صاحبه كأنه أخوه من أبيه وأمه(‬
‫و هناك أمثال تنسب ألشخاص مثل‪:‬‬
‫أسخى من حاتم‪،‬أشجع من ربيعة ابنمكدم‪،‬أدهى من قيس بن زهير‪،‬أعز من كليب واثل‬

‫د)المعلقات‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫المعلقات قصائد محكمة النسج جيدة المعنى اختيرت من بين القصائد الجاهلية؛ لتكون مثاال يحتذى ونهجا يتبع‪ .‬وقد عرف الناس قدر‬
‫المعلقات وقيمتها فقدموها على غيرها وجعلوا شعراءها أئمة للشعراء في العصر الجاهلي وما تاله من عصور‪ ،‬وما زال المتذوقون‬
‫للشعر يعترفون بتقدم شعراء المعلقات‪ .‬ويعتري الغموض الطريقة التي اتبعت في اختيار المعلقات من بين أشعار العرب‪.‬وسميت‬
‫بالمعلقات‪:‬‬

‫*تشبيها ً لها بعقود الد ّر التي تُعلّق على نحور النساء الحسناوات ‪ .‬‬
‫*وقيل ألنها ُكتِبَت بماء ّ‬
‫الذهب و ُعلِّقَ ْ‬
‫ت على أستار الكعبة‬
‫*وقيل ألنها سريعة التعلّق في أذهان الناس فحفظوها ‪ ،‬وهذا الرأي هو األصح‬

‫بعض الكتب التي دكرت الحياة العقلية عند العرب في العهد الجاهلي‬

‫‪ -)1‬ايام العرب في الجاهلية ) وهو لثالثة مؤلفين‪ :‬محمد أحمد جاد المولى بك‪ ‬و علي محمد البجاوي‪ ‬ومحمد أبو الفضل ابراهيم‪ ‬‬

‫منشورات المكتبة العصرية ( صيدا _ بيروت ) ‪ ,‬والكتاب قديم جدا‪.‬‬


‫‪ -)2‬كتاب معجم األدباء من العصر الجاهلي حتى سنة ‪2002‬المؤلف كامل سلمان الجبوري‪ ‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪-‬الطبعة‬
‫األولى ‪ 7‬أجزاء‬

‫‪ -) 3‬تاريخ اللغة واآلداب العربي تأليف‪ :‬شارل بال ترجمة‪ ،‬تحقيق‪ :‬رفيق ابن وناس ‪ -‬صالح حيزم ‪ -‬الطيب العشاش الناشر‪ :‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي تاريخ النشر‪1/1997/ 1‬م‪.‬‬

‫‪ -) 4‬منتهى الطلب الى تراث العرب " دراسات في التراث" تأليف‪ :‬جمال الغيطاني الناشر‪ :‬دار الشروق تاريخ النشر‪ 1/1/1997‬م‪.‬‬
‫‪ -) 5‬دراسات في أدب ما قبل البعثة تأليف‪ :‬جمال نجم العبيدي الناشر‪ :‬دار شموع الثقافة تاريخ النشر‪1/12/2003‬م‪ .‬‬

‫‪ -) 6‬تاريخ االدب العربى تأليف‪ :‬كارل بروكلمان ترجمة‪ ،‬تحقيق‪ :‬ترجمة عبد الحليم النجار ‪ ،‬الدكتور الناشر‪ :‬دار المعارف تاريخ‬
‫النشر‪30/12/1998‬م‪.‬‬

‫‪ -)7‬تاريخ االدب العربي تأليف‪ :‬هاشم ياغي‪ ،‬ابراهيم السعافين‪ ،‬صالح جرار الناشر‪ :‬جامعة القدس المفتوحة‪.‬‬
‫‪ -‬العصر الجاهلي تأليف‪ :‬شوقي ضيف الناشر‪ :‬دار المعارف تاريخ النشر‪1/1/1996 :‬م‪.‬‬

‫‪ -) 9‬مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية تأليف‪ :‬ناصر الدين األسد الناشر‪ :‬دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع تاريخ النشر‪:‬‬
‫‪1/1/199‬‬

‫الخاتمة‬

‫نشأ العرب على الترحال في طلب المرعى‪ ،‬فغلبت البداوة على الحضارة فيهم وانصرف أكثر همهم إلى تربية الماشية فنشأ بينهم‬
‫التنازع عليها واالنتقال بخيامهم وأنعامهم من نجع إلى نجع ومن صقع إلى صقع ليالً ونهاراً‪.‬‬
‫وكانت علوم العرب قبل اإلسالم تبلغ إلى بضعة عشر علما ً فلما جاء اإلسالم أهمل بعضها كالكهانة والعرافة والقيافة وبقي بعضها‬
‫عند أهله ونشأ ما يقوم مقامه في عصر الحضارة كالنجوم واألنواء ومهاب الرياح والطب والخيل وارتقى الباقي واتسع عما كان في‬
‫الجاهلية كالشعر والخطابة والبالغة وكان اإلسالم مساعداً على ارتقائها بالقرآن‪ .‬‬

You might also like