الإستصلاح الزراعي في السهول العليا الغربية الجزائرية 2

You might also like

You are on page 1of 184

‫الجـمـهـوريـة الـجـزائـريـة الـديـمـقـراطـيـة الـشـعـبـيـة‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جـــامعة وهران – السانيا‪-‬‬

‫كلية علوم األرض والجغرافيا والتهيئة القطرية‬

‫قسم الجغرافيـــــــا والتهـيئـــة القــطريــة‬


‫مخبر المجال الجغرافي والتهيئة القطريــة‬

‫‪ -‬ماجستير في الجغرافيا والتهيئة ‪-‬‬

‫االستصـــــالح الزراعــــــــي فــي‬


‫الجزائرية‪.‬‬ ‫السهـــــول العُليا الغربيّة‬
‫سهبية من واليتي البي ّض والنعامة‪-‬‬
‫‪ -‬دراسة المنطقة ال ّ‬

‫من تقديم‪:‬‬
‫رفيــــــق زعنــــون‬

‫نُوقشت الرسالة يوم ‪، 7404 / 40/ 72 :‬أمام اللّجنة المكونة من‪:‬‬


‫‪ -‬الرئيـس ‪ :‬خديجة رمعون‪ ،‬أستاذة التعليم العالي ‪ -‬جامعة السانيا‪ -‬وهران‪.‬‬
‫‪ -‬المشرف ‪ :‬عــابد بن جليد‪ ،‬أستاذ التعليم العالي ‪ -‬جامعة السانيا‪ -‬وهران‪.‬‬
‫‪ -‬المناقش ‪ :‬محمــد حدايــد‪ ،‬أستــاذ محـــاضــر ‪ -‬أ‪ -‬جامعة السانيا‪ -‬وهران‪.‬‬
‫‪ -‬المناقش ‪ :‬ادريس بن شهيدة‪ ، ،‬أستاذ محاضر ‪ -‬أ‪ -‬جامعة السانيا‪ -‬وهران‪.‬‬
‫‪ --------------------------------------------------------------------------------‬السنة الجامعية ‪-- .7404/7442‬‬
‫قسم الجغرافيـــــــا والتهـيئـــة القطريــة‬

‫مخبر المجال الجغرافي والتهيئة القطريـــة‬

‫‪ -‬ماجستير في الجغرافيا والتهيئة ‪-‬‬

‫االستصــــــالح الزراعــــــي فــــــــــي‬


‫السهـــــــول العلـيا الغربـية الجزائريــة‬
‫‪ -‬دراسة المنطقة السهبية من واليتي البيض والنعامة‪-‬‬

‫من تقديم‪:‬‬
‫رفيــــــق زعنــــون‬

‫‪2‬‬
‫إن أي دراسة ريفية ميدانية‪ ،‬في عمق سهوبنا الشاسعة من السهول العليا الغربية‪ ،‬ما كان‬
‫لتتحقق بإمكانياتنا المحدودة‪ ،‬لوال المساعدة القيِّمة من سكان المنطقة وحسن ضيافتهم‪ ،‬وكذا تفهم‬
‫مسئولوهم وإدارييهم‪ ،‬والذين أخصُّ بذكرهم؛ السيد نورالدين موهاد رئيس ديوان والية النعامة‪ ،‬كما‬
‫ُوظفو مختلف الهياكل‬‫أتقدم بالشكر لرُؤساء البلديات‪ ،‬خاصة بلديتي صفيصيفة و لبيوض‪ ،‬وكذلك م ّ‬
‫المعنية بالدراسة‪ ،‬كمديرية الخدمات الفالحية‪ ،‬والعامة لالمتياز الفالحي‪ ،‬و المحافظة السامية لتنمية‬
‫السهوب‪ ،‬ومحافظة الغابات‪ ،‬ومديرية التخطيط والتهيئة القطرية ‪ ...،‬إلى غير ذلك‪ ،‬ونظرائهم طبعا ً‬
‫من والية البيض‪.‬‬

‫يسعُني وأنا أكتب كلمات الشكر الختامية من عمر هذه الرسالة‪ ،‬إال ّ أن أحمد هللا على‬
‫كما ال َ‬
‫توفيقه‪ ،‬شاكراً كل من ساعدني في إنجاز هذا العمل وتحقيقه‪ ،‬مُتوجها ً بجزيل الشكر لألستاذ عابد بن‬
‫جليد ‪ ،‬على تأطيره المتميِّز‪ ،‬وكذا من ساهم في ذلك من بعيد أو قريب من أساتذتنا الكرام‪ ،‬وعلى‬
‫رأسهم األستاذة خديجة رمعون و األستاذ محمد حدايد‪ ،‬هذه الثلّة التي شرفتني كذلك بتشكيلها لجنة‬
‫مناقشة لهذه الرسالة إلى جانب األستاذ الممتحن؛ إدريس بن شهيدة‪ ،‬والذي أ ُخصّه بالشكر أيضاً‪.‬‬

‫مقدمة عا ّمة ‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫أ َّمنت السهوب الجزائرية توازنا في نظامها البيئي لعدة عقود‪ ،‬بتوافق متين بين المواطن السهبي‬
‫والوسط الذي عاش فيه‪ ،‬هذا التوازن كان مصدره مواصلة سكان السهوب الحتراف ما كان عليه أسالفهم‬
‫من أعمال وممارسات سمحت بالتجديد الدائم للموارد الطبيعية‪.‬‬

‫هذا الوسط الذي مثَّل مجال البداوة والتنقالت الكبرى للبدو الرحل و الم ّوالين‪ ،‬عرف تغييرات عميقة‪ ،‬من‬
‫خالل األزمات المختلفة التي أضعفت المجتمع الرعوي األصيل‪ ،‬وأدت إلى ظهور ممارسات دخيلة على‬
‫نمط معيشة سكان السهوب‪ ،‬بشكل ال يتماشى أبدا مع خصوصية المنطقة‪ ،‬ونتيجة لهذه التحوالت ظهر‬
‫تدهور متسارع للوسط الطبيعي‪ ،‬انعكس على كل المكونات األساسية للبيئة السهبية‪.‬‬
‫فـ << منذ عدة سنوات والوضع البيئي السهبي مقلق للغاية‪ ،‬التصحر يتوسع بشكل مأساوي‪ ،‬وقد انخفضت‬
‫الطاقة اإلنتاجية العلفية بـ ‪ % 27‬بين ‪ 0227‬و ‪(Bedrani S., 1994) >>0297‬‬

‫المناطق شبه الجافة والجافة المتميزة بهشاشة نظامها البيئي‪ ،‬تعتبر المناطق األكثر عرضة لظاهرة‬
‫التدهور‪ ،‬ذلك ألن المنطقة السهبية كانت سابقا تكسوها نباتات دائمية متأقلمة مع المناخ والتربة والنشاط‬
‫الرعوي السائد‪ ،‬إال أن غيابها شبه التام خالل العشريتين السابقتين‪ ،‬خلّف تربة ه ّشة‪ ،‬زاد من تدهورها مناخ‬
‫المنطقة الذي يزداد قسوة وجفافا‪ ،‬والنشاط البشري الذي اكتسح المجال السهبي المتدهور‪ ،‬وقاده إلى تصحر‬
‫وشيك‪.‬‬

‫االشكالية ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫يعتبر استصالح األراضي من أهم عمليات رفع القيمة الزراعية لألرض وتحسين مردوديتها‪.‬‬
‫جهود الدولة المنصبَّة على التنمية الفالحية دفعت بها إلى صرف أموال طائلة على القطاع الفالحي‪ ،‬اتسعت‬
‫من خاللها عمليات االستصالح الزراعي في كل أرجاء البالد بأوساطها المتنوعة المشاهد‪ ،‬خاصة من حيث‬
‫الجيومورفولوجيا وعناصر المناخ‪.‬‬
‫هذا التنوع واضح بشكل جلي بين الساحل والمنطقة السهبية‪ ،‬مما يعرقل حتما نجاح تعميم مشاريع التهيئة و‬
‫برامج التنمية وكذا التقنيات المستخدمة‪.‬‬
‫فقد شكلت سياسة دعم السلطات للقطاع الفالحي في المناطق السهبية قفزة نوعية بالتغيير الجذري لنمط‬
‫االستخدام الفالحي لألرض‪ ،‬بعد دعمها للزراعة المسقية‪ ،‬التي استفاد منها أهل منطقة غالبيتهم موالين‪.‬‬

‫تُعرف المراعي السهبية بانبساطها وأنها مفتوحة على الرياح مع شغلها بالنباتات الطبيعية المتأقلمة مع قسوة‬
‫الوسط‪ ،‬بينما تهيئتها الستصالح أراضيها عن طريق تطبيق الزراعة المسقية‪ ،‬أم ٌر سيُؤثر حتما على‬
‫المكونات األساسية للوسط السهبي‪.‬‬
‫فكيف إذا علمنا أن هذا الوسط الطبيعي بلغ مرحلة متقدمة من التدهور‪ ،‬بسبب ما يعانيه من مشاكل طبيعية‬
‫(كالتصحر‪-‬الترمل ‪-‬ارتفاع درجة الحرارة ‪-‬ووجوده ضمن األروقة الرئيسية للرياح)‪ ،‬و بشرية (من رعي‬
‫عشوائي و استنزاف حاد للتربة‪ ...،‬إلى غير ذلك)‪ ،‬مما سبب تدهورا ال مسبوقا للغطاء النباتي الطبيعي‪ ،‬ومع‬
‫ذلك تتواصل عمليات تعميم تطبيق الزراعة المسقية‪ !!...‬؟‬
‫ُ‬
‫يكمن اإلشكال؛‬ ‫هنا‬
‫‪ -‬أال يؤدي ذلك إلى اتساع رقعة التعرية و تكوين الكثبان الرملية في مناطق رعوية شديدة الحساسية؟‬
‫‪ -‬أليس من األولى أن تُحصر مناطق معينة لالستصالح على حسب خصائصها‪ ،‬تمكن من تحديد نمط‬
‫االستغالل الذي ينبغي أن يكون موافقا لخصوصيتها‪ ،‬حتى ال تكون هذه العمليات إضاعة للمال العام وتخريبا‬
‫للوسط الطبيعي؟‬
‫‪ -‬ألن يُؤدي ذلك إلى تغيير جذري في المكونات األساسية للوسط السهبي والعالقات االقتصادية و االجتماعية‬
‫لسكان السهوب‪ ،‬خاصّة أن الرعي يُمثل النشاط األساسي في المنطقة‪ ،‬وركيزة أساسية في حركية اإلقتصاد‬
‫المحلي‪ُ ،‬مشكال بذلك إرتباطا حتميا بالخصوصية الرعوية للمناطق السهبية‪.‬‬
‫‪ -‬وهل تُوافق مصالح الري على حفر مئات اآلبار العميقة (بحسب عدد المستثمرات)‪ ،‬من أجل استخدام حر‬
‫من طرف المستفيدين‪ ،‬وهي المسؤولة عن توفير المياه للمجمعات السكنية المنتشرة بهذه المناطق الجافة‪،‬‬
‫المعتمدة أساسا على المياه الجوفية؟‪ ،‬أال يمثل ذلك تهديدا ُمباشرا للوجود البشري أصال بالمنطقة ؟‪.‬‬
‫‪ -‬أ ّما إذا منعت هذه المصالح حفر اآلبار العميقة‪ ،‬ومنعت استخدام اآلبار المنجزة التي تراها ُمهددة لمناطق‬
‫الحماية‪ ،‬فما مصير مئات الهكتارات من بساتين الفاكهة؟ وما مصير مليارات الدنانير التي أُهدرت الستصالح‬
‫هذه المساحات؟‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬بل‪ ،‬ما الفائدة من محاولة تحويل مراعي سهبية بامتياز‪ ،‬إلى ورشات للبستنة‪ُ ،‬مهددة بالهجران؟‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ومنهجية العمل‪:‬‬


‫نهدف من خالل هذا العمل إلى تحقيق موازنة‪ ،‬عن طريق الدراسة النظرية والميدانية لمحيطات‬
‫االستصالح الزراعي‪ ،‬المتواجدة بالمنطقة السهبية من واليتي البيض والنعامة‪ ،‬على اعتبار أنهما يتربعان‬
‫على الحصّة األكبر من مساحة السهول العليا الغربية الجزائرية‪.‬‬
‫ذلك من المنظور العام ‪ ،‬أما المضمون‪:‬‬
‫فقد بدأنا الدراسة ب ُمعالجة أهم الجوانب المتعلقة بالموضوع‪ ،‬من مورفولوجيا وموارد مائية‪ ،‬ودراسة للتربة‬
‫والمناخ‪ ،‬إلبراز الجانب الطبيعي ومدى قابلية الوسط ألشغال االستصالح الزراعي‪ ،‬ضمن ُمق ّومات المجال‬
‫وخصوصيته السهبية‪.‬‬
‫ثم تطرقنا في الفصل الثاني من الدراسة إلى أهم ما يتعلق بالعنصر البشري‪ ،‬لتأثُّره بالمجال السهبي وتأثيره‬
‫عليه‪ ،‬كمواطن أ ّوال؛ من خالل ظاهرة استقرار البدو ال ّرحل وآثارها االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ثم كمسؤول‬
‫في عمليات االستصالح الزراعي‪ ،‬ضمن سياسات واستراتيجيات الفاعلين‪ ،‬وكذلك كفالّح مستفيد من هذه‬
‫البرامج المتالحقة للتنمية الفالحية‪ ،‬ومسؤو ٌل مباش ٌر أيضا على مدى نجاحها أو فشلها ‪ ،‬وأثر ذلك كله على‬
‫هذا الوسط الحساس‪ ،‬خاصة ما تعلق منها بعمليات االستصالح الزراعي‪.‬‬
‫أما الجزء الثالث من هذا العمل فقد تعلق بالدراسة الميدانية‪ ،‬الستكشاف الواقع الزراعي كما هو‪ ،‬عن طريق‬
‫التعرف أ ّوال على البيانات الرسمية للمديريات الفالحية‪ ،‬والمتعلقة خاصة بتوزيع األراضي الفالحية‪،‬‬
‫واإلنتاجية الزراعية لمختلف المحاصيل‪ ،‬من أجل تحديد فكرة عا ّمة و أساسية عن الصورة السائدة لدى‬
‫المسؤولون تُجاه االستصالح الزراعي بهذه المناطق السهبية‪.‬‬
‫وحتى ال تتأثر دراستنا بآثار غزو الجراد للمحاصيل الزراعية سنة ‪ ،7440‬إستخدمنا البيانات الفالحية إلى‬
‫غاية ‪ ،7442‬ولم نُقصي السنة ‪ 7440‬لوحدها من الدراسة‪ ،‬بل أقصينا حتى السنوات ‪ 7440 ،7447‬لتأثر‬
‫منتوج األشجار المثمرة باألمراض التي خلفها الجراد خالل غزوه السابق‪ ،‬والتي جعلت من إنتاجية بعض‬
‫األشجار المثمرة في حدود الصفر‪.‬‬

‫ث ّم توجهنا إلى السهول العليا الغربية‪ ،‬وقمنا بتغطية ميدانية بلغت ‪ %04‬من المساحات المسقية الموجودة‬
‫بالمجال السهبي لواليتي البيض والنعامة‪ ،‬بدراسة حوالي ‪ 0744‬هكتار من أصل ‪ 7444‬هكتار‪ ،‬موزعة‬
‫على شكل محيطات ومستثمرات استصالح منتشرة عبر مساحة شاسعة جدا‪ ،‬تُقارب ‪ 49‬مليون هكتار‬
‫المشكلة للمراعي السهبية للواليتين المدروستين‪ ،‬هذا االمتداد الشاسع فرض علينا اختيار مستثمرات‬
‫للدراسة كعينات تغطي هذا المجال وتضمن الشمولية إلى حد ما‪ ،‬ومن أجل ذلك وضعنا أكثر من ‪24‬محطة‬

‫‪6‬‬
‫تحت ضوء الدراسة ‪ ،‬موزعة على سبعة (‪ )42‬بلديات ضمن واليتي البيض والنعامة السهبيتين بامتياز‪،‬‬
‫وتعمدنا تباعدها لتجنب التشابه والتكرار‪.‬‬

‫ركزنا من خالل الدراسة الميدانية على محيطات بلدية عين بن خليل‪ ،‬ألنها األكثر استصالحا واألفضل بين‬
‫كل المحيطات السهبية المدروسة‪ ،‬و الشتمالها على ثلث المساحة المستصلحة بكل البلديات السهبية لوالية‬
‫النعامة‪،‬و ألن عدد المستفيدين بها يُمثل نصف العدد اإلجمالي لمجموع المستفيدين من هذه البلديات‪.‬‬

‫وحتى نكون أكثر واقعية‪ ،‬قمنا بزيارات ميدانية متكررة ‪ ،‬وأجرينا تحقيقات ميدانية عديدة امتدت من سنة‬
‫‪ 7442‬إلى ‪ ، 7442‬للتعرف أكثر على حقيقة األراضي الفالحية المستصلحة في هذا المجال الشاسع‪،‬‬
‫ولتحديد العراقيل الفعلية للتنمية‪ ،‬من خالل موازنة بين عينات الدراسة‪ ،‬التي شملت مناطق مختلفة من‬
‫المجال السهبي المدروس‪ ،‬بين الناجح والفاشل من عمليات اإلستصالح الزراعي‪ ،‬و من أجل تقديم‬
‫اقتراحات وحلول في ضوء ما تعرضنا له من خالل الدراسة‪ ،‬التي توحي بضرورة تغيير النمط الحالي‬
‫الستخدام أراضي المنطقة‪ ،‬وكذا سياسة الدعم المنتهجة‪ ،‬والبحث عن عرض بديل‪.‬‬

‫إستخلصنا نتائج هامة من الدراسة الميدانية‪ ،‬خاصة ما يتعلق باإلنتاج والمردودية‪ ،‬ولكن األهم منها هو‬
‫بيانات تراجع مستوى المياه الجوفية لألبار العميقة‪ ،‬مما فرض علينا التنقل للوكالة الوطنية للموارد المائية‬
‫للتأكد من النتائج الخطيرة التي تحصلنا عليها‪ ،‬أين بيّن لنا مسئولوها توافق نتائجنا الميدانية مع بياناتهم‬
‫الرسمية‪ ،‬والتي من خاللها اتخذوا قرارات منع حفر آبار عميقة للمستثمرات الجديدة‪ ،‬مما يهدد بوقف‬
‫عمليات االستصالح الزراعي بشكلها الحالي‪ ،‬باعتبار أن هذه العمليات تُأثر بشكل كبير على المصادر‬
‫المائية الجوفية‪ ،‬التي تعتمد عليها الحياة السهبية ككل‪ ،‬من المجمعات السكنية إلى مشارب الماشية‪.‬‬

‫جدير بالذكر أيضا‪ ،‬أننا اعتمدنا في دراستنا هذه على عدة مصادر للمعطيات الرسمية‪ ،‬إال أننا وجدنا بعضها‬
‫متضاربة فيما بينها أحيانا‪ ،‬خاصة المتعلقة منها بمساحات وعدد مستثمرات المحيطات المسقية وحتى‬
‫محيطات الغراسة والحماية‪ ،‬إال أننا نقلناها كما هي من مصادرها‪.‬‬
‫كذلك الشأن بالنسبة للخرائط‪ ،‬التي اعتمدنا في إنجاز بعضها على المخطط الجهوي للتهيئة القطرية لوالية‬
‫البيض(سنة ‪ ،)7442‬كمصدر رسمي موثوق على الرغم من ربطه المباشر بين الوحدات الجغرافية‪،‬‬
‫والحدود اإلدارية للواليات‪ ،‬التي وسّعت حدود المنطقة السهبية ضمن السهول العليا الغربية لتشمل كل‬
‫مساحة واليتي سعيدة وتيارت‪ ،‬وحتى والية تيسمسيلت ‪ ،‬وهو أمر ُمخالفٌ للواقع طبعا ‪.‬‬
‫نظرة شاملة للسهول العليا الجزائرية‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫تمثل المنطقة السهبية الجزائــرية وحدة جغرافية ذات حدود معينة إستنادا للمعيار البيومناخي‪،‬‬
‫و تُمثل مجاال شاسعا من حيث المساحة و شديد الحساسية من حيث الخصائص و الموقع‪ ،‬بحيث يُمثّل هذا‬
‫المجال المنطقة البينية التي تفصل الساحل عن الصحراء‪ ،‬مما يجعله مجاال قابال للتأثُّر والتأثيــر‪.‬‬

‫الخارطة (رقم ‪ :) 40‬تحديد منطقة السهوب الجزائرية ضمن إطارها الجغرافي‬

‫الشمال‬

‫واليتي البيض والنعامة‬


‫(منطقة الدراسة)‬

‫الجــــــــزائـــر‬

‫المفتاح‪:‬‬

‫الحدود الوالئية‬
‫الحدود الدولية‬
‫المنطقة الـتـلّـيـة‬
‫المنطقة شبه السهبية‬
‫المنطقة السهبية‬
‫المنطقة شبه الصحراوية‬
‫المنطقة الصحراوية‬
‫‪ 044‬كم‬ ‫‪044‬‬ ‫‪744‬‬ ‫‪4‬‬
‫المصدر‪ :‬المركز الوطني للتقنيات الفضائية ‪) 2003( CNTS‬‬

‫بماذا يتميز المشهد السهبي في الجزائر؟‬

‫‪8‬‬
‫بمساحة إجمالية تفوق الـ ‪ 74‬مليون هكتار‪ ،‬تنحصر السهول العليا الجزائرية بين األطلس التلي شماال و‬
‫األطلس الصحراوي جنوبا‪ ،‬وذلك على ارتفاعات ها ّمة بين ‪244‬م و‪0744‬م‪ ،‬تتخللها منخفضات ملحيّة‬
‫وشطوط وسبخات‪ ،‬والتي هي عبارة عن أحواض قارية حديثة التشكيل (الزمن الرباعي)‪.‬‬
‫كما تتوسط السهوب الجزائرية المنطقة الساحلية و الصحراء القاحلة‪ ،‬على شكل شريط إقليمي ممتد من‬
‫الحدود الجزائرية المغربية‪ ،‬إلى الحدود الجزائرية التونسية‪ ،‬و بـ طول يقدر بـحوالي ‪0444‬كلم وعرض‬
‫يقارب ‪244‬كلم أحيانا‪ ,‬وذلك بين الخطين المتساويي المطر ‪ 044‬ملم و ‪ 044‬ملم‪.‬‬

‫بانتمائها إلى السهول العليا‪ ،‬تُعتبر المنطقة السهبية من األراضي المرتفعة ذات مساحات شاسعة ومنبسطة‪،‬‬
‫وهي ذات مشهد مشترك من حيث الغطاء النباتي ذو األشجار النادرة‪ ،‬في حين انتشار الحلفاء والشيح كان‬
‫الطابع المميّز لهذه المناطق سابقا‪ ،‬وهي المنطقة المسماة "بالد الغنم" لِتص ُّدر الغنم إلنتاجها على اإلطالق‪.‬‬

‫عموما نميز في السهول العليا الجزائرية‪ ،‬ثالثة مجموعات‪:‬‬

‫‪ -0‬السهول العليا الشرقية‪ :‬توجد شرق الحضنة‪ ،‬والمتكونة من السهول العليا للجنوب القسنطيني‪ ،‬ممثلة‬
‫بالواليات؛ تبسة‪ ،‬باتنة‪ ،‬خنشلة و بسكرة‪ .‬هذه السهول العليا محددة بالكتل الجبلية لألوراس و النمامشة‪.‬‬

‫‪ -7‬السهول العليا الوسطى‪ :‬وتشمل الواليات السهبية للوسط الجزائري (والية الجلفة‪ ،‬األغواط و المسيلة)‪،‬‬
‫حيث االرتفاع يتناقص من جبل "مزي" غربا (‪0744‬م) إلى المنخفض الملحي "الحضنة" في الوسط‪.‬‬

‫‪ -2‬السهول العليا الغربية‪ :‬والتي تشكل السهول العليا للجنوب الوهراني‪ ،‬و تشمل كل من الواليات تيارت‪،‬‬
‫سعيدة‪ ،‬تيسمسيلت(حسب المخطط الجهوي للتهيئة القطريـــة ‪ ،)-7442- SRAT‬وواليتي البيض و النعامة‬
‫الممثلتان لمنطقة الدراسة‪( ،‬الخارطة ‪.)47‬‬

‫‪9‬‬
‫الخارطة ( ‪ : ) 20‬موقع السهول العليا الغربية الجزائرية‪.‬‬

‫تيسمسيلت‬
‫الشمال‬

‫تيارت‬
‫سعيدة‬

‫النعـامة‬

‫البيض‬

‫المفتاح ‪:‬‬
‫الحدود البلدية‬
‫الحدود الوالئية‬
‫المصدر ‪ :‬المخطط الجهوي للتهيئة القطرية ‪( SRAT‬البيض ‪)7442‬‬ ‫واليات السهول العليا الغربية‬

‫‪10‬‬
‫دراستنا هذه تتمحور حول االستصالح الزراعي في منطقة السهول العليا الغربية‪ ،‬مجال الدراسة يشمل إداريا‬
‫واليتي البيض والنعامة‪ ،‬أما جغرافيا فيتمثل في المنطقة السهبية لهاتين الواليتين والمحددة بـ‪:‬‬

‫الشط الشرقي شماال‪ ،‬والسفوح الشمالية لألطلس الصحراوي جنوبا‪ .‬أما من ناحيتي الشرق والغرب فتحصرها‬
‫بعض الجبال المتقدمة من سلسلة األطلس الصحراوي شرقا وشريط الحدود الدولية مع المملكة المغربية غربا‪.‬‬

‫الخارطة ( ‪: ) 20‬‬
‫الموقع الجغرافي لمجال الدراسة من السهول العليا الغربية الجزائرية‪.‬‬

‫األطلس التلي‬

‫ش‬ ‫األطلس الصحراوي‬

‫الجزائــر‬ ‫السهول العليا‬

‫الصحراء الجزائرية‬

‫األطلس التلي‬

‫شط الشرقي‬

‫البيض‬
‫المشرية‬

‫االطلس الصحراوي‬
‫النعامة‬ ‫الشرقي‬

‫عين الصفراء‬
‫‪ 24 07‬كلم‬ ‫‪4‬‬
‫السـلّــــــــم‪:‬‬ ‫المصدر‪ :‬الخارطة الطوبوغرافية ‪0272‬و صورة القمر الصناعي‬

‫‪11‬‬
‫و كمدخل لهذه الدراسة‪ ،‬سنبدأ بلمحة عن أهم المؤشرات الطبيعية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬لواليتي البيض‬
‫والنعامة ‪،‬المحتضنتين للمنطقة السهبية المدروسة‪ ،‬والتي يتبين من خاللها مدى حساسية التركيبة‬
‫السوسيواقتصادية‪ ،‬المرتبطة بشكل مباشر بالمراعي المتدهورة‪ ،‬والنشاط البشري بالمنطقة السهبية‪.‬‬

‫الجدول رقم ( ‪ :) 20‬أهم مؤشرات المنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة‪:‬‬


‫المجموع‬ ‫والية النعامة‬ ‫والية البيض‬ ‫المؤشرات‬
‫‪10121084‬‬ ‫‪7270000‬‬ ‫‪2002024‬‬ ‫المساحة(هـ)‬
‫‪453426‬‬ ‫‪027270‬‬ ‫‪704244‬‬ ‫عدد السكان‬
‫‪144147‬‬ ‫‪74002‬‬ ‫‪20444‬‬ ‫الفئة النشيطة‬
‫‪111379‬‬ ‫‪29222‬‬ ‫‪27044‬‬ ‫القوة العاملة‬
‫‪% 66.22‬‬ ‫‪% 77.2‬‬ ‫‪% 72.4‬‬ ‫نسبة البطالة‬
‫‪10.17‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫متوسط الكثافة(ن‪/‬كم‪)7‬‬
‫‪92098‬‬ ‫‪74220‬‬ ‫‪20247‬‬ ‫المساحة الفالحية القابلة للزراعة(هـ)‬
‫‪7886539‬‬ ‫‪7092447‬‬ ‫‪7242720‬‬ ‫المراعي(هـ)‬
‫‪676501‬‬ ‫‪020774‬‬ ‫‪704770‬‬ ‫مساحة الحلفاء(هـ)‬
‫‪9368‬‬ ‫‪0272‬‬ ‫‪2422‬‬ ‫مساحة الزراعة المسقية(هـ)‬
‫‪7476‬‬ ‫‪2490‬‬ ‫‪0227‬‬ ‫مساحة زراعة الحبوب(هـ)‬
‫‪2348440‬‬ ‫‪920004‬‬ ‫‪0702444‬‬ ‫عدد رؤوس الغنم‬
‫‪0.65‬‬ ‫‪4.29‬‬ ‫‪4.72‬‬ ‫حمولة المراعي (رأس‪/‬هـ)‬
‫المصدر‪ :‬مديرية التخطيط والتهيئة القطرية (والية البيض) ‪.7442‬‬

‫من خالل هذه المؤشرات يبدوا جليا أننا بصدد دراسة منطقة متدهورة طبيعيا‪ ،‬وفقيرة اقتصاديا‪ ،‬وح ّساسة من‬
‫حيث تركيبتها االجتماعية التي تعاني البطالة والفقر‪ ،‬في ظل الجفاف و التصحر‪ ،‬وما أ ّدى إليه من تراجع متسارع‬
‫للمساحة الرعوية ‪ ،‬فضال عن آالف الهكتارات من المراعي‪ ،‬التي استهلكتها مشاريع االستصالح الزراعي‪،‬‬
‫الموزعة على شكل مستثمرات ومحيطات مترامية ضمن المراعي السهبية للمنطقة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫المـــــراعـــــي السـهبـيــــــــــــة؛‬

‫وسط هش وشديد الحساسية‬

‫‪13‬‬
‫تمثل منطقة السهول العليا‪ ،‬وحدة متجانسة تقريبا من حيث الطوبوغرافيا‪ ،‬قاسية من حيث المناخ‪ ،‬وشديدة الحساسية‬
‫من حيث مواردها الطبيعية الضعيفة التجديد‪ ،‬وتتميز بـ‪:‬‬

‫‪ ) I‬مرفولوجيا بسيطة وتربة هيكلية و قليلة التطور‪:‬‬


‫عند تحليلنا للمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض و النعامة‪ ،‬يتبين عموما وجود مجموعتين تضاريسيتين‬
‫متباينتين ‪ ،‬هما ؛ الجبال المتقدمة من سلسلة األطلس الصحراوي‪ ،‬والمنبسط السهلي الشاسع الذي تتخلله بعض‬
‫المنحفضات الملحية والضايات‪.‬‬

‫‪ -0 ) I‬الجبال‪":‬وحدات جبلية نادرة ولكن مؤثرة مجاليا"‬


‫تبرز سلسلة األطلس الصحراوي جنوب منطقة الدراسة على شكل حاجز ممتد باتجاه جنوب غرب‪-‬شمال شرق‪،‬‬
‫كما تتخلل المنطقة السهبية بعض الجبال المتقدمة من سلسلة األطلس الصحراوي نحو الشمال؛ مثل جبل عنتر و‬
‫عمرق غربا‪ ،‬جبل مقرس‪،‬جبل كسال‪ ،‬بودرقة و جبل مكثر إلى الجنوب الشرقي‪ ،‬هذه الجبال المتفرقة مرتفعة نسبيا‬
‫(حوالي ‪7444‬م)‪ ،‬أين االنحدار يتراوح بين ‪ % 24-74‬بالنسبة لجبلي عمرق و مقرس‪ ،‬بينما يصــل إلى درجة‬
‫‪ % 04-27‬على مستوى جبل عنتر‪.‬‬
‫باقي جبال األطلس تتمثل في جبال القصور ذات سفوح شديدة التقعر‪ .‬االرتفاع بها يتذبذب بين ‪7744‬م ( جبل‬
‫عيسى ‪7720‬م‪ ،‬جبل مزي ‪7092‬م‪ ،‬جبل مكثر ‪7407‬م) و ‪0744‬م(جبل تلبونة ‪0070‬م‪ ،‬جبل شماريخ ‪0027‬م و‬
‫جبل بسبع ‪0722‬م‪).‬غربا‪ ،‬أما الجهة الشرقية لسلسلة جبال القصور فهي ذات ارتفاعات مشابهة تقريبا‪ ،‬تنحصر بين‬
‫‪7444‬م(جبل كسال ‪7449‬م‪ ،‬جبل بودرقة ‪0927‬م)و ‪0744‬م(جبل العرمة ‪0770‬م و جبل قرجومة ‪0070‬م)‪.‬‬

‫‪ -0 ) I‬السهل و المنخفضات‪":‬هيمنة المجال المفتوح "‬


‫تتميز المنطقة السهبية بوجود مساحات شاسعة ممتدة بشكل عرضي ذات انحدار شبه منعدم‪ ،‬مع وجود كم هائل‬
‫من الضايات الصغيرة التي ال يتعدى قطرها أحيانا ‪ 40‬م‪ ،‬زيادة على ضايات أخرى ذات حجم أكبر ممتدة إلى‬
‫كيلومترات ع ّدة (مكمن األمير‪ ،‬لبيوض‪ ،‬مكمن العريش بالقرب من المشرية)‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى وجود نوع‬
‫آخر مختلف من المنخفضات؛ وأهمها سبخة النعامة‪ ،‬شط الغربي وشط الشرقي‪ ،‬هذا األخير يمثل أكبر‬
‫المنخفضات مساحة وأخفضها من حيث نقاط اإلرتفاع (‪204‬م‪294-‬م)‪ ،‬أما الجهة الشرقية لمنطقة الدراسة‬
‫فيتراوح االرتفاع بها بين ‪0044‬م و ‪0244‬م( منطقة البيض)‪ ،‬في حين يبقى االنحدار عموما دون ‪ % 7‬على‬
‫مستـــوى ‪ % 22‬من مساحة المنطقة المدروسة‪ ،‬وهو ما جعلها تتميز بعدم التنوع في السطــح‪ ،‬ذلك ألنها ال تشمل‬
‫إال نوعين تضاريسيين فقط هما المنبسط السهلي الشاسع والوحدات الجبلية القليلة التي ال تتعدى مساحتها ‪ %0‬من‬
‫المساحة الكلية (الخارطة رقم ‪.) 40‬‬

‫‪14‬‬
‫الخار ة (رقم‪:)04 :‬‬
‫توزيع ا نحدارات في واليتي البيض والنعامة‬

‫الشمال‬

‫النعامة‬

‫البيــض‬

‫المصدر‪ :‬المخطط الجهوي للتهيئة‬


‫والتعمير ‪( SRAT‬البيض ‪)7442‬‬

‫‪ 074‬كلم‬ ‫‪044‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪% 47 -40‬‬
‫‪% 40 -47‬‬
‫الشبكة الهيدروغرافية‬
‫‪% 40 -40‬‬
‫الشطوط‪ ،‬السبخات و الضايات‬
‫‪% 04 -40‬‬
‫طرق رئيسية وثانوية‬ ‫‪% 24 -04‬‬

‫مسالك ريفية‬ ‫‪% 74 -24‬‬

‫كما أن الجبلين عنتر و عمرق يمثالن حاجزين طبيعيين تُجاه تنقل الرمال باعتبارهما عائقين أمام الرياح الدائمة‬
‫والفعالة‪ ،‬و تأخذ سفوحهما شكال مقعرا مفتوحا من الشمال إلى الجنوب‪ ،‬وهو موطن الشعاب و األودية المشكلة‬
‫للشبكة الهيدروغرافية لمنطقة النعامة‪ ،‬فيما تبقى باقي أرجاء المنطقة السهبية المدروسة‪ ،‬مفتوحة من دون‬
‫تظاريس تُذكر (الخارطة رقم ‪.) 47‬‬

‫‪15‬‬
‫الشمال‬
‫طبوغرافية السهول العليا الغربية – منطقة البيض و النعامة ‪-‬‬ ‫الخارطة (رقم ‪:)47‬‬
‫األطــــلس‬
‫مصباح‬
‫التلـــــي‬ ‫‪ 227 .‬م‬
‫شقيق‬
‫شـــط الشرقــــــي‬

‫ُرقاصة‬
‫آفلو‬
‫‪ 0427 .‬م‬
‫بوقطب‬
‫جبل‬ ‫بوعالم‬
‫‪ 0704 .‬م‬
‫عمرق‬ ‫كاف لحمر‬

‫‪ 0277 .‬م‬ ‫البيض‬


‫جبل‬ ‫جبل ‪ 0700 .‬م‬
‫عنتر‬ ‫توسمولين‬ ‫مقرونة‬ ‫األطــــلس الصحراوي‬
‫جبل‬ ‫المشرية‬
‫حفيظ‬ ‫جبل‬ ‫جبل‬
‫سبخة النعامة‬ ‫قرجومة‬ ‫زبوجة‬ ‫غاسول‬
‫‪ 0070 .‬م‬ ‫‪ 0729 .‬م‬
‫عين بن خليل‬ ‫جبل‬
‫مالح‬ ‫المفتاح‪:‬‬
‫جبل‬
‫بوعمود‬ ‫جبـــــــال القصـــور‬ ‫بريزينة‬ ‫شطوط و سبخات‪.‬‬
‫جبل‬ ‫طرقات‪.‬‬
‫عيسى‬ ‫جبل ‪ 0070 .‬م‬ ‫أودية و روافد‪.‬‬
‫‪ 7720 .‬م‬ ‫تلبونة‬ ‫لبيض سيد الشيخ‬ ‫‪077 .‬م نقاط اإلرتفاع‬
‫عين الصفراء‬ ‫المصدر‪:‬الخارطة الطبوغرافية ‪0272‬‬
‫صفيصيفة‬
‫‪16‬‬
17
‫‪ -0 ) I‬التربة‪" :‬تربة هيكلية‪ ،‬في معظمها كلسية و قليلة التطور"‬
‫تتكون التربة من عدة طبقات أو آفاق يسمى تواليها جانبية التربة‪ ،‬تبين الجانبية مختلــف المكونات‪ ،‬من مفتتات‬
‫صخــرية وإضافات الكائنات الحية‪ ،‬وتختلف هذه الطــبقات من تربة إلى أخرى نوعا وحجما‪.‬‬
‫يعتمد عمق التربة على عوامل متعددة كوجود منحدر مثال تُجرف فيه التربة المتكونة باستمرار‪ ،‬وكذلك على‬
‫طبيعة الصــخور‪.‬‬
‫الخارطة رقم(‪:)40‬‬
‫األنواع األساسية للتربة بالمنطقة السهبية للبيض والنعامة‪.‬‬
‫جبل‬
‫عنتر‬ ‫توسمولين‬
‫المشرية‬

‫جبل قرجومة‬
‫عين بن خليل‬
‫النعامة‬

‫عين الصفراء‬
‫المفتاح‪:‬‬

‫التربة المعدنية‬ ‫التربة الكلسية‬

‫التربة القليلة التطور‬ ‫التربة المالحة‬

‫المصدر‪ :‬من خارطة أنواع تربة السهول العليا للجنوب الوهراني‪ ،‬للمكتب الوطني ‪BNEDER‬‬

‫تمت هذه الدراسة باالعتماد على نتائج أعمال مركز األبحاث البيولوجية ‪ ،‬وأمانة الدولة للري حول منطقة‬
‫التنمية المتكاملة للرعي (البيوض)‪ ،‬وكذلك المكتب الوطني للدراسات و التنمية الريفية ‪ BNEDER‬من أجل‬
‫دراسة التربة‪ ،‬و مع االعتماد على التصنيف الفرنسي للتربة الذي يعتبر ‪ -‬على عكس غيره‪ -‬أن كل األوساط‬
‫التي توجد عليها حياة يجب أن تصنف ضمن أنواع التربة وإن لم يوجد فيها إال الصخور الصلبة أو الفتات‬

‫‪-55-‬‬
‫الصخري‪ ،‬وعلى هذا األساس يجدر بنا إحصاء األنواع األساسية للتربة الموجودة في المنطقة السهبية‪ ،‬وأن‬
‫نشي ر إلى التربة الصخرية على الرغم من تباطؤ تطورها وانعدام قيمتها الزراعية‪ ،‬ذلك ألن عدم تطورها يجعل‬
‫المعادن التي تكونها غير متحللة والسبب في ذلك يختلف حسب نوع الصخر‪ ،‬مناخ المنطقة وتضاريسها‪.‬‬

‫‪ /0-0 )I‬األنواع األساسية للتربة‪:‬‬

‫‪-‬التربة الصخرية (المعدنية) )‪: (Les sols minéraux bruts‬‬


‫نميز بها نوعين من التربة‪:‬‬
‫* التربة الصخرية الحجرية‪: (Les lithosols):‬‬
‫توجد في الصخور القاسية (الجير و الدولوميت) على شكل مركب مع التربة الكلسية‪ ،‬وتتواجد هذه‬
‫التربة على مستوى أعراف "جبل عنتر‪ ،‬مزي‪ ،‬كروش‪ ،‬بوداود" وكذلك في مناطق" المشرية‪ ،‬عسلة‬
‫‪،‬تيوت"‪،‬وتنمو بها نباتات محدودة‪.‬‬
‫* التربة الصخرية الحثية‪: ( Les rigosols):‬‬
‫توجد في الصخور اللينة الناتجة عن الحث الريحي(الكثبان) أو عن طريق الحث المائي (الوديان)‪،‬‬
‫أس ّرة األودية‪ ،‬و تنموا بها نباتات رملية‪.‬‬
‫تحتل ِ‬
‫‪-‬التربة القليلة التطور )‪: (Les sols peux évolués‬‬
‫توجد بها عدة أنواع‪:‬‬
‫* تربة ناتجة عن تعرية الصخور‪:‬‬
‫تقع في منحدرات جبل عنتر‪ ،‬عمرق‪ ،‬مكثر‪ ،‬ذات سمك ضعيف على مختلف المستويات وهي ذات‬
‫نسيج خشن‪.‬‬
‫* تربة طميية )‪: (Les sols d’apport alluvial‬‬
‫تقع عموما في المناطق المنخفضة المغلقة‪ ،‬مثل الضايات ‪،‬السفوح‪ ،‬وبعض مجاري الوديان‪ .‬أما من‬
‫ناحية النسيج نميز بها عدة أنواع‪:‬‬
‫‪ -‬تربة ذات نسيج خشن‪:‬عميقة قليلة المادة العضوية‪.‬‬
‫‪ -‬تربة ذات نسيج ناعم‪ :‬عمقها ما بين ‪74‬سم الى ‪40‬م‪ ،‬تحتوي على المادة العضوية‪.‬‬
‫*تربة طينية حثية )‪: (Les sols d’apport alluvial – colluvial‬‬
‫توجد بالضايات والوديان الصغيرة‪ ،‬معظمها تربة غير متطورة‪ ،‬فقيرة المادة العضوية وهي ذات‬
‫نسيج متوسط الخشونة تنمو بها النباتات القصيرة و الحلفاء‪.‬‬

‫‪-56-‬‬
‫*تربة الحث الريحي )‪:(Les sols d’apport éolien‬‬
‫تأتي من ترسبات الحث الريحي (النبكة) تتواجد بجانب السبخات كما أنها فقيرة المادة العضوية وتتميز‬
‫تربتها بالملوحة‪ ،‬تنموا بها نباتات ملحية و" الرمث و العريش"‪.‬‬

‫‪-‬التربة الكلسية )‪:(Les sols calcimagnésiques‬‬


‫تشغل أكبر جزء من المنطقة‪ ،‬وتنقسم إلى‪:‬‬
‫*تربة المنحدرات الكلسية )‪:(les rendzine‬‬
‫بُنيتها حبيبية قليلة المادة العضوية تتميز بوجود بعض البقايا المحجرة في مقاطعها‪ ،‬وهي سميكة نوعا‬
‫ما‪ ،‬و تنموا بها النباتات القصيرة والحلفاء‪.‬‬
‫*تربة جيرية‪:‬‬
‫‪ -‬ذات قشرة غير متكلسة )‪:(Sans encroûtement calcaire‬‬
‫تتواجد على شكل قشرة سطحية أفقية قليلة العمق‪ ،‬سمكها ما بين ‪24-04‬سم‪ ،‬ذات نسيج غضاري‬
‫رملي أو رملي غضاري يحتوي على القليل من المادة العضوية‪ ،‬تتواجد هذه التربة غرب جبل عنتر‪.‬‬
‫‪ -‬ذات قشرة متكلسة )‪:(à encroûtement calcaire‬‬
‫تتواجد بعين الصفراء على شكل تجمعات عمقها يقارب ‪ 04‬سم ذات نسيج غضاري طيني رملي ذو‬
‫بنية صفائحية‪ ،‬قرب الجذور‪.‬‬
‫‪ -‬ذات قشرة كلسية )‪:(à croûte calcaire‬‬
‫توجد في المشرية‪ ،‬النعامة‪ ،‬البيوض‪ ،‬وبالتحديد قمم جبل عنتر‪.‬‬
‫عمقها يتغير ما بين ‪ 24-07‬سم نسيجها متوسط الخشونة‪ ،‬تحتوي على قليل من المادة العضوية‪ ،‬وهي‬
‫ذات بنية صفائحية‪.‬‬
‫‪ -‬ذات صفيحة كلسية )‪: (A dalle calcaire‬‬
‫توجد على مستوى تغير االنحدار بكل من المشرية‪ ،‬عين الصفراء ذات عمق من ‪ 24-04‬سم‪ ،‬نسيجها‬
‫متوسط الخشونة و ذات بنية صفائحية‪ ،‬تنموا بها نباتات الحلفاء و الرتم‪.‬‬
‫‪ -‬تربة سمراء فوق الكلس البحيري)‪:(Les sols bruns sur calcaire lacustre‬‬
‫نجدها في المناطق التي تعرضت للتعرية وتحديدا بجانب الشط الغربي و منطقة البيوض والمشرية‪،‬‬
‫سمكها متغير يصل من ‪ 24‬إلى ‪ 04‬سم‪.‬‬

‫‪-57-‬‬
‫‪-‬التربة المالحة )‪:(Les sols halomorphes‬‬
‫توجد بمنخفضات الشط الغربي‪ ،‬سبخة الفكارين‪ ،‬النعامة‪ ،‬أم اللجام‪ ،‬وبعض المناطق المنخفضة‪ ،‬نسيجها من‬
‫خشن إلى متوسط‪ ،‬رملي غضاري‪ -‬غضاري رملي‪ ،‬بنيتها صفائحية تفتقر للمادة العضوية‪ ،‬و تنموا بها نباتات‬
‫ملحية‪ ،‬وهي تشكل مراعي نادرة‪ ،‬الستعمالها كعلف للماشية‪.‬‬

‫من خالل كل هذه األنواع من التربة وخواصها البنيوية يتضح أن التكوينات السطحية في الغالب تفتقر إلى‬
‫المادة العضوية‪ ،‬فال نجد تربة صالحة ‪ -‬نوعا ما‪ -‬للزراعة (القليلة التطور) إال في المنخفضات والوديان‬
‫وبعض المنحدرات‪ ،‬أ ّما التربة العميقة التي تمكن من االستغالل الزراعي الحقيقي‪ ،‬فال ذكر لوجودها على‬
‫اإلطالق في المنطقة السهبية المدروسة‪ ،‬فيما تسجل عمليات تهيئة األراضي الرعوية لإلستصالح الزراعي‬
‫عراقيل ج ّمة خاصة في تقليب األرض و حفر اآلبار‪ ،‬بسبب الطبيعة الكلسية للمنطقة السهبية ( الصورة‪.) 40 :‬‬

‫الصورة (رقم ‪:)40‬‬


‫الطبيعة الكلسية للتربة السهبية‪ ،‬عائق أمام اإلستصالح الزراعي‪.‬‬
‫(عين بن خليل ‪)7447/40/40‬‬

‫‪-58-‬‬
‫‪ )II‬موارد مائية هامة وظروف مناخية قاسية ‪:‬‬
‫تمثل مصادر المياه شريان الحياة لكل نشاط بشري‪ ،‬ألجل ذلك فإن إحصاء هذه المصادر من شأنه إبراز مدى‬
‫قدرة المنطقة على التنمية‪ ،‬خاصة ضمن إطارها المناخي المتميّز‪.‬‬

‫‪ -0 )II‬الموارد المائية‪ " :‬اعتما ٌد كامل على المياه الجوفية "‬


‫بحكم موقعها‪ ،‬انحدارها الضعيف و جيومورفولوجيتها البسيطة‪ ،‬تتوفر بالسهول العليا الغربية مصادر مياه‬
‫سطحية وجوفية متباينة فيما بينها من حيث الكمية‪ ،‬النوعية وصالحية االستعمال‪.‬‬

‫‪ /0-0 )II‬المصادر المائية السطحية‪ ":‬مياه سطحية مالحة‪ ،‬وأودية ضرفية الجريان"‬
‫‪ -‬األودية‪:‬‬
‫تغطي منطقة الدراسة شبكة هيدروغرافية بسيطة ذات جريان منتشر‪ ،‬تتمثل في عدد قليل من األودية والشعاب‬
‫التي تجري باتجاه سبخة النعامة‪ ،‬شط الشرقي‪ ،‬وبعض الضايات المتفرقة‪ ،‬و تتميز بالتعرج وبالجريان الظرفي‪،‬‬
‫المتزامن مع الفترة الممطرة‪ ،‬كما أن سرعة الجريان بها تتناسب طرديا مع شدة تساقط األمطار‪.‬‬
‫أهم هذه األودية‪:‬‬
‫*واد خبازة‪ :‬يُعتبر األطول بالمنطقة‪ ،‬مسلكه باتجاه سبخة النعامة‪ ,‬وله رافدان رئيسيان‪.‬‬
‫*واد كريمة‪ :‬يمتد على طول ‪ 7‬كم عبر عين بن خليل‪ ,‬ويغذي ضاية عبود و سبخة النجوة‪.‬‬
‫* واد الدفة‪ :‬يتلقى مياهه من السفوح الجنوبية لجبل كسال و جبل الطرف‪ ،‬تلتقي المسيالت في واد رئيسي شرق‬
‫مدينة البيض ث ّم يغير مجراه نحو الشمال ليلتقي بواد آخر يسمى واد مريرس‪.‬‬
‫*واد العنبة‪ :‬له رافدان هما واد البيض وواد مريرس‪ ،‬و يصب في الشط الشرقي‪.‬‬
‫*واد القراقيس‪ :‬يتلقى روافده من مسيالت جبل مقرس‪ ،‬ويتجه شماال إلى الشط الشرقي‪.‬‬
‫*واد الجوف‪ :‬يبدأ من أعلى قمة جبل كسال(‪7449‬م)‪ ،‬يخترق منطقة استيتن وينتهي كغيره من أودية المنطقة‬
‫إلى الشط الشرقي‪.‬‬
‫باالضافة إلى هذه األودية توجد مجموعة أخرى من المجاري والشعاب التي تنتشر حول السبخات والضايات‬
‫المميزة للطابع المرفولوجي العام للمنطقة‪ ،‬الكثير المنخفضات‪.‬‬

‫‪ -‬الشطوط والضايات‪:‬‬
‫أهمها شط الشرقي‪ ،‬شط الغربي‪ ،‬و سبـخة النعامة و هي عبارة عن أحواض طبيعية ذات تصريف داخلي‬
‫لمجموع األودية والشعاب التي تمثل أحواضها السفحية (الخارطة رقم ‪.)42‬‬

‫‪-59-‬‬
‫الخارطة (‪ :)42‬توزيع أهم الموارد المائية السطحية عبر واليات الغرب الجزائري‪.‬‬
‫ش‬

‫والية تلمسان‬
‫والية سعيدة‬
‫والية سيدي‬
‫بلعباس‬

‫شط الشرقي‬
‫والية األغواط‬

‫ضايات‬ ‫والية النعامة‬ ‫والية البيض‬

‫سبخة النعامة‬

‫المملكة‬
‫المغربية‬

‫والية‬
‫والية‬ ‫غرداية‬
‫بشار‬

‫‪BNEDER,‬‬ ‫المصدر ‪ :‬المخطط الجهوي للتهيئة والتعمير(البيض ‪SRAT )7442‬‬

‫‪-60-‬‬
‫من خالل دراستنا للمياه السطحية للمنطقة نالح أن األودية ظرفية الجريان وأن الحواجز التلية الموجهة‬
‫لحصر الماء قليلة جدا‪ ،‬فيما تمثل الضايات القليلة بالمنطقة‪ ،‬حواجز طبيعية تُستغل عادة كمشارب للماشية‬
‫(صورة ‪.)47‬‬

‫الصورة (رقم ‪ :)47‬الحاجز الطبيعي حوض الدايرة‪.‬‬


‫‪ -‬بلدية عين بن خليل ‪-‬‬

‫أما الشطوط و السبخات‪ ،‬و اللتي تمثل أكبر المجمعات المائية الطبيعية‪ ،‬على مستوى كل من واليتي البيض‬
‫والنعامة ‪ ،‬فإنها هي األخرى غير مستغلة في الري لعدم صالحيتها‪ ،‬وأن االعتماد كله واقع على المياه الجوفية‬
‫الشروب‪.‬‬ ‫بالماء‬ ‫السكنية‬ ‫المجمعات‬ ‫تزويد‬ ‫وكذا‬ ‫المسقية‪،‬‬ ‫الزراعة‬ ‫احتياجات‬ ‫تغطية‬ ‫في‬

‫أما بالنسبة للمنشآت المائية الكبرى من حواجز تلية وسدود‪ ،‬فمعظمها كان من نصيب والية البيض‪ ،‬نظرا‬
‫لمرفولوجيت ها المساعدة على ذلك‪ ،‬حيث تنتشر السدود الصغيرة على مستوى عدة بلديات لعل أهمها؛ الخيثر‪،‬‬
‫الشاللة ‪ ،‬بوسمغون‪ ،‬فضال على الحواجز التليّة المنتشرة ببلديات البيض‪ ،‬كاف لحمر‪،‬رقاصة‪،‬و استيتنن‪.‬‬

‫‪-61-‬‬
‫أمـــا من الجانب الغربي لمجـال الدراســة‬
‫(والية النعامة)‪ ،‬فنجد أن المرفولوجيا‬
‫المنبسطة تفرض نفسها أيضا‪ ،‬ولكن بعدم‬
‫السماح ألي من مظاهر تجميع المياه‪ ،‬ما عدى‬
‫بعض المنشآت النـــادرة جدا‪ ،‬والتــي من‬
‫أهمها؛ السد الصغير لـ تيوت‪ ،‬والحاجز التلي‬
‫بـ صفيصيفة‪ ،‬غرب عين الصفراء(صورة‬
‫‪.)42‬‬
‫الصورة (رقم‪ ) 42 :‬حاجز تلي بمنطقة صفيصيفة‬
‫(جوان ‪)7447‬‬

‫أما أكبر وأهم هذه المنشآت فهو سد بريزينة‬


‫جنوب والية البيض‪ ،‬ذو طاقة استيعاب تقدر‬
‫بـ‪ 072‬مليون متر مكعب‪ ،‬وهو في نفس‬
‫الوقت األهم بين كل المنشآت المائية عبر كل‬
‫السهوب الجزائرية (الصورة رقم ‪.)40‬‬

‫الصورة ( رقم‪ ) 40:‬سد بريزينة‬


‫والية البيض‪( ،‬أبريل ‪)7442‬‬

‫‪-62-‬‬
‫‪ /0-0 )II‬المصادر المائية الجوفية‪" :‬غطاءات جوفية هامة‪ ،‬لكن ضعيــفة التجديد"‬

‫تتربع السهول العليا الغربية على احتياطي جوفي معتبر‪ ،‬وتتوضع الغطاءات المائية الجوفية خاصة على‬
‫مستوى شط الغربي شمال غرب والية النعامة‪ ،‬وشط الشرقي إلى شمالها الشرقي‪ ،‬إلى جانب غطاءات مائية‬
‫أٌخرى على مستوى التقعر بين تيوت وعين الصفراء‪ ،‬وجنوب والية النعامة‪ ،‬وكذلك على مستوى البيض‬
‫ولبيض سيد الشيخ‪ ،‬زيادة على الغطاء المائي الجوفي لـ بريزينة إلى الجنوب الشرقي من والية البيض‪.‬‬
‫هذه المياه مستغلة عن طريق اآلبار التقليدية‪ ،‬اآلبار العميقة‪ ،‬وحتى المنابع والعيون‪ ،‬وهي ذات صبيب متباين‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى أن ما يزخر به جوف والية النعامة أكبر بكثير مما تتوفر عليه والية البيض‪ ،‬على‬
‫اعتبار أنهما يوفران على التوالي؛ ‪079.09‬مليون متر مكعب‪ ،‬و ‪ 79.20‬مليون متر مكعب خالل السنة‪ ،‬وهو‬
‫ما يعكس ميدانيا العدد الكبير لآلبار العميقة (التابعة لمصالح الري)‪ ،‬والتي بلغ عددها سنة ‪ ،7444‬حوالي ‪02‬‬
‫بئر عميق‪ ،‬فيما بلغ عددها بوالية النعامة ‪ 070‬بئر عميق خالل نفس السنة‪.‬‬

‫وقد انتشر حفر اآلبار العميقة بشكل الفت‪ ،‬مع اتساع عمليات اإلستصالح الزراعي‪ ،‬المعتمدة أساسا على الماء‪،‬‬
‫خاصة في إطار المخطط الوطني للتنمية الفالحية (منذ سنة ‪ ،)7444‬الساعي إلى توفير بئر لكل مستثمرة‪!!...‬؟‪،‬‬
‫مما أدى إلى انتشار مئات اآلبار العميقة المجهزة بالمضخات‪ ،‬خاصة مع تقدم مشروع اإلنارة الريفية‪ ،‬إلى‬
‫جانب العديد من اآلبار الرعوية‪ ،‬المعتمدة على الطاقة المتجددة‪.‬‬

‫الصورة (‪ :)40‬بلدية عين بن خليل‪ -‬والية النعامة‪-‬‬ ‫الصورة (‪ :)47‬بلدية البيض ‪-‬والية البيض‪-‬‬

‫إستخدام الطاقة الشمسية والهوائية الستخراج المياه الجوفية في المنطقة السهبية‬

‫‪-63-‬‬
‫‪ -0 )II‬الجانب المناخي‪ " :‬مناخ جاف ذو شتاء رطب"‬

‫بحكم موقعها ومرفولوجيتها‪ ،‬تتعرض المنطقة السهبية إلى فترة إشماس طويلة وشديدة‪ ،‬تسجل على إثرها‬
‫درجات حرارة مرتفعة صيفا‪ ،‬في حين تصل حرارة الشتاء إلى ما دون الصفر بسبب االرتفاع الكبير لموضع‬
‫المنطقة وبعدها عن سطح البحر(‪ 724‬كلم خطي)‪.‬‬

‫إما التساقطات بمنطقتنا السهبية‪ ،‬فال تتعدى ‪774‬ملم سنويا‪ ،‬وذلك لتوضعها الداخلي ووجودها خلف الحاجز‬
‫الذي تشكله سلسلة األطلس التلّي‪ ،‬أمام السحب والتأثيرات المتوسطية‪ ،‬فيما تمنعها جبال األطلس المغربي‪،‬‬
‫تأثيرات المحيط‪ ،‬وتُشكل فراغات ما بين جبال أطلسنا الصحراوي‪ ،‬أروقة تسمح بتلقيها المباشر للتأثيرات‬
‫الصحراوية‪.‬‬

‫يسود المنطقة السهبية المدروسة مناخ قاري شديد البرودة شتاءا‪ ،‬ذو فصلين متباينين األول رطب و يمتد من‬
‫شهر ديسمبر إلى شهر مارس‪ ،‬والثاني حار و جاف ويشمل باقي أشهر السنة‪.‬‬

‫الطابع المميز لهذا المناخ هو أنه غيرمنتظم وذو تساقط ضعيف‪ ،‬مع مـدى حراري كبير و امتداد فترات‬
‫الصقيـع ( أكثر من ‪ 74‬يوما)‪ ،‬باالضافة الى الرياح الشمالية الغربية القوية‪.‬‬

‫‪ /0-0 )II‬التساقطات‪" :‬أمطار قليلة‪ ،‬فجائية وغير منتظمة"‬

‫تمثل التساقطات‪ ،‬المورد الوحيد للمياه بالمنطقة السهبية‪ ،‬ذلك ألنها تُغذي الضايات والغطاءات الجوفية‪-‬‬
‫ولوبشكل ضعيف جدا‪ ،-‬فضال عن السبخات والشطوط‪ ،‬وبالتالي فإنها تمثل أساس الزراعة البعلية والمسقية‪.‬‬

‫من خالل دراسة التساقطات للفترة(‪ )7440-0220‬لمحطة النعامة‪ ،‬يتبين لنا أن معدل التساقط السنوي للفترة في‬
‫حدود ‪ 700‬ملم فقط‪ ،‬تتوزع نصف كميتها على الفترة " نوفمبر‪ -‬فبراير"‪ ،‬فيما يهطل النصف اآلخر خالل‬
‫الثمانية أشهر الباقية (الجدول ‪ 47‬و الشكل ‪.)40‬‬

‫‪-64-‬‬
‫الجدول رقم (‪ :) 20‬توزيع كميات األمطار المتساقطة خالل الفترة ‪– 7440-0220‬محطة النعامة‪.‬‬
‫معدل الفترة‪-‬ملم‪)7440-0220(-‬‬ ‫األشهر‬
‫‪72‬‬ ‫جانفي‬
‫‪79‬‬ ‫فبراير‬
‫‪27‬‬ ‫مارس‬
‫‪00‬‬ ‫أبريل‬
‫‪02‬‬ ‫ماي‬
‫‪00‬‬ ‫جوان‬
‫‪49‬‬ ‫جويلية‬
‫‪04‬‬ ‫أوت‬
‫‪07‬‬ ‫سبتمبر‬
‫‪02‬‬ ‫أكتوبر‬
‫‪07‬‬ ‫نوفمبر‬
‫‪72‬‬ ‫ديسمبر‬
‫‪700‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪:‬الديوان الوطني لألرصاد الجوية‪-‬وهران‪-‬‬

‫الشكل (‪ :) 20‬توزيع التساقطات الشهرية للفترة‪:‬‬


‫لمحطة النعامة‪.‬‬ ‫‪0220-0990‬‬
‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫األمطار (ملم)‬

‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫األشهر‬
‫جو‬
‫أو‬

‫أ‬
‫دي‬

‫ف‬
‫أ‬

‫بر‬
‫كتو‬

‫بر ا‬
‫سم‬

‫ت‬

‫يل‬
‫ان‬

‫ير‬
‫بر‬
‫بر‬

‫كما تتساقط الثلوج على منطقة السهول العليا الغربية عادة خالل شهري ديسمبر وجانفي على الخصوص‪ ،‬ولكن‬
‫دون أن تسجل تأثيرات بيولوجية كبيرة على نباتات المنطقة‪ ،‬بينما تتأثر هذه األخيرة بشكل كبير جدا بالبرد‪.‬‬
‫حيث نجد أن ‪ %22‬من البرد المتساقط خالل السنة‪ ،‬يتوزع خالل شهري نوفمبر و أبريل‪ ،‬وهي األشهر الممثّلة‬
‫ألهم مراحل الموسم الفالحي‪ ،‬ويتعدى تأثيره حتى على النباتات الطبيعية األشد مقاومة لقسوة المناخ‪.‬‬

‫‪-65-‬‬
‫وبالتالي فإن التساقطات بالمنطقة السهبية المدروسة قليلة‪ ،‬و فجائية ومتذبذبة‪ ،‬فضال على كونها غير متساوية‬
‫التوزيع مجاليا (الخارطة‪)49 :‬‬

‫الخارطة (رقم ‪:)49‬‬


‫توزيع مجموع التساقطات السنوية على مستوى السهول العليا الغربية‬
‫‪000000‬‬
‫‪4444444440000000000‬‬ ‫‪333333333000000000000000‬‬ ‫‪0000000000000‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪444444444000‬‬

‫راس الماء‬

‫‪000000000000‬‬
‫‪444444444000000‬‬ ‫‪333333000000000000‬‬
‫الخيثر‬
‫‪0000000000‬‬
‫‪333333333000000‬‬

‫‪000‬‬
‫الشرقي‬ ‫شط‬
‫‪222222222000000000000000‬‬

‫شط الغربي‬ ‫‪00000‬‬


‫‪22222222200000000000‬‬ ‫‪000000‬‬
‫‪4444444440000000000‬‬

‫البيض‬
‫‪0000000000‬‬
‫‪444444444000000‬‬
‫المملكة المغربية‬

‫‪000000‬‬
‫‪4444444440000000000‬‬

‫المشرية‬
‫‪000000000‬‬ ‫‪000000‬‬
‫‪333333333000000000‬‬ ‫‪222222222000000000000‬‬
‫‪33333300000‬‬
‫‪000‬‬

‫‪000‬‬
‫‪0000000000‬‬
‫‪444444444000‬‬
‫النعامة‬
‫‪00000‬‬

‫‪00000‬‬
‫‪333000‬‬

‫‪33333333300000000000‬‬

‫‪00000‬‬
‫‪22222222200000000000‬‬
‫‪00000‬‬ ‫‪00000‬‬
‫‪22222222200000000000‬‬ ‫‪44444444400000000000‬‬
‫‪44444400000‬‬
‫‪000‬‬

‫‪000‬‬
‫‪0000000000‬‬
‫‪333333333000‬‬

‫المفتاح‪:‬‬
‫عين الصفراء‬
‫‪00000‬‬ ‫‪33‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪33‬‬
‫‪3‬‬‫‪3‬‬‫‪00‬‬
‫‪0‬‬‫‪0‬‬‫‪00‬‬
‫‪00‬‬
‫‪0‬‬‫‪00‬‬
‫‪0‬‬‫‪00‬‬
‫‪0‬‬‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫النطاقات المتساوية التساقط‪:‬‬
‫‪44444444400000000000‬‬
‫‪0000000000000‬‬
‫‪ 744 - 044‬ملم في السنة‪.‬‬
‫‪00000000‬‬
‫‪22222222200000000‬‬ ‫‪222222222000‬‬
‫‪ 044 - 244‬ملم في السنة‪.‬‬
‫‪ 244 - 744‬ملم في السنة‪.‬‬
‫‪ 744 - 044‬ملم في السنة‪.‬‬

‫‪ 74 04 4‬كلم‬ ‫السلم‪:‬‬ ‫ش‬ ‫الخطوط المتساوية التساقط‪.‬‬ ‫‪00000000‬‬


‫‪22222222200000000‬‬

‫الحدود الدولية‪.‬‬
‫شطوط‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬الوكالة الوطنية للموارد المائية ‪)0222( ANRH‬‬

‫‪-66-‬‬
‫‪ /0-0 )II‬الحرارة‪ " :‬مدى حراري كبير‪ ،‬و شتاء تصل حرارته إلى ما دون ‪ْ 20‬م تحت الصفر"‬
‫يتأثر توزيع الحرارة بعامل القرب أو البعد عن البحر و بالطبيعة السهلية و الجبلية التي تُأثر بشدة على‬
‫خصائص التوزيع الحراري لمساحة السطوع ومدة اإلشماس‪ ،‬ففي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة‬
‫إلـــــــــى ما دون ( ‪ 7-‬م) في مجالنا المدروس‪ ،‬وحسب العشرية المدروسة نالح أن متوسط الحرارة يتذبذب‬
‫بين ‪ 0‬و‪ 79‬م‪ ،‬في حين يصل المدى الحراري الى ‪ 79‬م خالل شهر جوان‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)20‬دراسة درجات الحرارة خالل الفترة ‪–7440-0220‬محطة النعامة‪:‬‬
‫الحرارة المتوسطة‬ ‫الحرارة القصوى‬ ‫الحرارة الدنيا‬ ‫األشهر‬
‫‪40‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪47-‬‬ ‫جانفي‬
‫‪42‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪40-‬‬ ‫فبراير‬
‫‪00‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪40-‬‬ ‫مارس‬
‫‪00‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪40‬‬ ‫أبريل‬
‫‪02‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪42‬‬ ‫ماي‬
‫‪77‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪04‬‬ ‫جوان‬
‫‪79‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪07‬‬ ‫جويلية‬
‫‪72‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪00‬‬ ‫أوت‬
‫‪77‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪2‬‬ ‫سبتمبر‬
‫‪00‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪47‬‬ ‫أكتوبر‬
‫‪04‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪47-‬‬ ‫نوفمبر‬
‫‪42‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪40-‬‬ ‫ديسمبر‬
‫المصدر‪:‬الديوان الوطني لألرصاد الجوية‪-‬وهران ‪.‬‬
‫الشكل رقم‪ 47 :‬تغيرات درجات الحرارة للفترة ‪ 7440-0220‬لمحطة النعامة‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)20‬توزيع درجات الحرارة للفترة‬


‫‪ 0220-0990‬لمحطة النعامة‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫درجة الحرارة‬

‫‪Série1‬‬
‫الدنيا‬
‫‪20‬‬
‫القصوى‬
‫‪Série2‬‬
‫‪10‬‬ ‫المتوسط‬
‫‪Série3‬‬
‫‪0‬‬
‫‪-10‬‬
‫جو‬

‫ف‬
‫أو‬
‫أ‬

‫أ‬
‫دي‬

‫كتو‬

‫بر‬

‫برا‬
‫سم‬

‫ت‬

‫يل‬
‫ان‬

‫ير‬
‫بر‬
‫بر‬

‫األشهر‬

‫‪-67-‬‬
‫أما معدل الحرارة السنوي بمنطقتنا هذه‪ ،‬فيسجل حوالي ‪ 07‬مئوية‪ ،‬تتوزع على معظم أرجاء المنطقة‪ ،‬كما هو‬
‫موضح في الخارطة رقم ‪.42‬‬

‫الخارطة (رقم ‪:)42‬‬


‫توزيع معدل الحرارة السنوي على مستوى السهول العليا الغربية‬
‫‪°°‬‬
‫‪11‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪11‬‬‫‪66‬‬‫‪6°°°‬‬
‫‪66‬‬

‫راس الماء ‪.‬‬


‫‪°°°‬‬
‫‪111111555555°°°‬‬ ‫‪°°°‬‬
‫‪1‬‬
‫‪11‬‬
‫‪11‬‬
‫‪°°°‬‬
‫‪1666°°‬‬ ‫‪°°°‬‬ ‫‪111444444°°‬‬
‫‪111444‬‬

‫‪°°°‬‬
‫‪°°°‬‬ ‫‪111111555555°°°.‬‬ ‫الخيثر‬
‫‪111444444°°°‬‬
‫‪°°°‬‬
‫‪111111555555°°°‬‬
‫الشرقي‬ ‫شط‬

‫شط الغربي‬

‫المشرية ‪.‬‬ ‫‪°°°°°‬‬ ‫‪111111444°°°‬‬


‫‪11111555‬‬ ‫البيض ‪.‬‬

‫النعامة ‪.‬‬
‫المملكة المغربية‬

‫لبيض سيد الشيخ‬


‫‪.‬‬

‫عين الصفراء ‪.‬‬ ‫‪°°°‬‬


‫‪111111777777°°°‬‬
‫‪1116‬‬
‫‪66‬‬‫‪6°°°‬‬
‫‪66‬‬
‫المفتاح‪:‬‬
‫النطاقات المتساوية الحرارة‪:‬‬
‫‪ 09‬مئوية‪.‬‬ ‫‪- 02‬‬
‫‪ 02‬مئوية‪.‬‬ ‫‪- 00‬‬
‫‪ 00‬مئوية‪.‬‬ ‫‪- 07‬‬
‫‪ 07‬مئوية‪.‬‬ ‫‪- 00‬‬

‫‪ 74 04 4‬كلم‬ ‫السلم‪:‬‬
‫ش‬ ‫‪ 00‬مئوية‪.‬‬ ‫‪- 02‬‬
‫الخطوط المتساوية التساقط‪.‬‬ ‫‪°°‬‬
‫‪1155‬‬
‫الحدود الدولية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬الوكالة الوطنية للموارد المائية ‪)0222( ANRH‬‬ ‫شطوط‪.‬‬

‫‪-68-‬‬
‫‪ /0-0 )II‬دراسة معايير الجفاف‪ " :‬فصل جاف يشمل ثالثة أرباع أشهرالسنة "‬
‫الهدف من دراسة هذه المعايير المناخية هو تبيان جفاف أو رطوبة أشهر السنة‪ ،‬وتقسيمها للحصول على‬
‫تصنيفات باإلعتماد على بيانات الحرارة‪ ،‬التساقط‪ ،‬وحتى النتح و التبخر‪.‬‬

‫‪ -‬معيار‪Bagnouls et Gaussen :‬‬


‫حسب هذا المعيار‪ ،‬يُعتبرالشهر جاف إذا كان متوسط التساقط الشهري الممثل بالميليمتر مساوي أو أقل من‬
‫ضعف الحرارة المسجلة بالدرجة المئوية خالل نفس الشهر‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)20‬المعدالت الشهرية للتساقط والحرارة خالل الفترة ‪– 7440-0220‬محطة النعامة‪.‬‬
‫متوسط الحرارة( م)‬ ‫متوسط األمطار(ملم)‬ ‫األشهر‬
‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫جانفي‬
‫‪42‬‬ ‫‪79‬‬ ‫فبراير‬
‫‪00‬‬ ‫‪27‬‬ ‫مارس‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫أبريل‬
‫‪02‬‬ ‫‪02‬‬ ‫ماي‬
‫‪77‬‬ ‫‪00‬‬ ‫جوان‬
‫‪79‬‬ ‫‪49‬‬ ‫جويلية‬
‫‪72‬‬ ‫‪04‬‬ ‫أوت‬
‫‪77‬‬ ‫‪07‬‬ ‫سبتمبر‬
‫‪00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫أكتوبر‬
‫‪04‬‬ ‫‪07‬‬ ‫نوفمبر‬
‫‪42‬‬ ‫‪72‬‬ ‫ديسمبر‬
‫المصدر‪:‬الديوان الوطني لألرصاد الجوية‪ -‬وهران‪-‬‬

‫من خالل مالحظة بيان الرطوبة و الجفاف(الشكل ‪ ،)42‬يمكننا تحديد فترتين متباينتين‪:‬‬

‫‪-69-‬‬
‫‪ -‬الفترة األولى جافة على امتداد ثمانية أشهر( أبريل‪ -‬نوفمبر) وتمثل فترة العجز الفالحي‪ ،‬حيث يبلغ معدل‬
‫ملم‪.‬‬ ‫‪00‬‬ ‫دون‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫التساقطات‬ ‫تنحصر‬ ‫بينما‬ ‫ْ‬ ‫‪79‬‬ ‫بها‬ ‫الحرارة‬

‫‪ -‬الفترة الثانية رطبة‪ ،‬باردة وقصيرة‪ ،‬تشمل األشهر‪ :‬ديسمبر‪ ،‬جانفي‪ ،‬فبراير‪ ،‬ومارس‪ ،‬و تتلقى خاللها ‪%70‬‬
‫من مجموع التساقط السنوي‪.‬‬
‫إنطالقا ُ من شهر ماي و إلى غاية شهر أكتوبر‪ ،‬ترتفع درجة الحرارة إرتفاعا كبيرا يشتد معه النتح والتبخر‪،‬‬
‫وتتجلى مرحلة العجز المائي‪ ،‬أو الخسارة الفالحية‪ ،‬حيث األمطار تكاد تنعدم وتنحصر الرطوبة النسبية في‬
‫حدود ‪ %74‬فما دون ذلك‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)42‬بيان الرطوبة و الجفاف للفترة ‪ ( 7440-0220‬محطة النعامة)‪:‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪55‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪45‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪20‬‬
‫التساقط ( ملم)‬

‫الحرارة ( ْم)‬
‫‪35‬‬
‫‪30‬‬ ‫الفصل الجاف‬ ‫‪15‬‬
‫‪25‬‬ ‫(فترة العجز المائي)‬
‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪15‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر‬ ‫أوت‬ ‫جوان جويلية‬ ‫ماي‬ ‫أبريل‬ ‫جانفي فبراير مارس‬

‫الحرارة‬ ‫متوسط‬
‫متوسط التساقط‬ ‫التساقط‬ ‫متوسط‬
‫متوسط الحرارة‬

‫‪ -‬معيار‪L. Emberger:‬‬
‫هذا المعيار يأخذ بعين اإلعتبار‪ ،‬التساقطات السنوية وفارق درجات الحرارة القصوى والدنيا‪ ،‬على امتداد السنة‪.‬‬

‫‪-70-‬‬
‫إن الهدف من دراسة هذا المعيار هو تحديد النطاق البيومناخي الذي تنتمي إليه المنطقة السهبية المدروسة‪ ،‬وقد‬
‫اعتمدنا في ذلك على المعطيات المناخية لمحطتي النعامة والمشرية لتوسطهما مجال الدراسة‪ ،‬وللنقص‬
‫الحاصل في المعطيات الخاصة بمحطة البيض‪.‬‬

‫‪L. Emberger‬‬ ‫الشكل(‪ :)40‬النطاقات البيومناخية حسب طريقة‬

‫‪Q2‬‬

‫‪200‬‬
‫‪190‬‬ ‫النطاق‬
‫‪180‬‬ ‫البيومناخي‬
‫الرطب‬
‫‪170‬‬
‫‪160‬‬ ‫أعلى‬ ‫النطاق‬
‫شبه‬
‫‪150‬‬ ‫الرطب‬
‫‪140‬‬ ‫متوسط‬
‫‪130‬‬
‫رطب‬ ‫‪120‬‬ ‫أدنى‬
‫‪110‬‬
‫الجزائر‬
‫‪100‬‬ ‫العاصمة‬
‫النطاق‬
‫‪90‬‬ ‫شبه‬
‫‪80‬‬ ‫تلمسان‬ ‫الجاف‬
‫‪70‬‬
‫شبه الرطب‬
‫‪60‬‬
‫النطاق‬
‫‪50‬‬ ‫الجاف‬
‫‪40‬‬
‫شبه الجاف‬
‫‪30‬‬ ‫المشرية‬
‫‪20‬‬ ‫النعامة‬
‫جـــاف‬ ‫‪10‬‬ ‫النطاق الصحراوي‬
‫صحراوي‬ ‫بشار‬

‫‪4‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪04‬‬ ‫م ‪07‬‬


‫شتاء قارص‬ ‫شتاء بارد‬ ‫شتاء معتدل‬ ‫شتاء دافيء‬

‫‪-71-‬‬
‫من خالل الشكل (‪ ،) 40‬يتبين أن المنطقة السهبية المدروسة تنتمي إلى النطاق البيومناخي الجاف عموما‪ ،‬فيما‬
‫تتوضع محطتي المشرية و النعامة‪ ،‬ضمن النطاق الجاف األعلى‪ ،‬والنطاق الجاف المتوسط على التوالي‪ ،‬إال أن‬
‫باقي المحطات ال يمكن تحديدها من خالل هذ التمثيل لنقص المعطيات‪ ،‬وبالتالي ومن أجل توضيح الصورة أكثر‬
‫لجأنا إلى خارطة النطاقات البيومناخية التالية‪:‬‬

‫الخارطة (رقم ‪ : )04:‬النطاقات البيو مناخية لمنطقة السهول العليا الغربية‬


‫حسب ‪)1974( Emberger et Sauvage‬‬

‫سعيدة‬

‫العريشة‬ ‫الخيثر‬

‫البيض‬
‫المملكة المغربية‬

‫عين بن خليل‬
‫المشرية‬

‫النعامة‬

‫عين الصفراء‬ ‫لبيض سيد الشيخ‬

‫المصدر‪:‬‬ ‫المفتــــــاح‪:‬‬
‫مستخلص من خارطة النطاقات‬
‫البيومناخية للحوض المتوسطي‪.‬‬ ‫نطاق بيومناخي شبه جاف‬
‫‪UNESCO. FAO.0220‬‬ ‫نطاق بيومناخي جاف أعلى‬
‫نطاق بيومناخي جاف متوسط‬
‫السلم‪:‬‬ ‫الشمال‬ ‫نطاق بيومناخي جاف أدنى‬
‫‪ 24 07‬كلم‬ ‫‪4‬‬ ‫ذو شتـــــــاء ‪:‬‬
‫رطـب‬ ‫بارد‬
‫‪-72-‬‬
‫وبالتالي تبين أن منطقة السهول العليا الغربية‪ ،‬تتوزع على أربع نطاقات بيومناخية كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬النطاق شبه الجاف‪ :‬يشمل المرتفعات الجبلية لألطلسين التلي و الصحراوي‪.‬‬
‫‪ -‬النطاق الجاف األعلى‪ :‬يمتد على معظم المساحة السهبية‪ ،‬خاصة الجزء المنتمي لوالية النعامة‪.‬‬
‫‪ -‬النطاق الجاف المتوسط‪ :‬يغطي شمال والية البيض‪ ،‬وغرب عين الصفراء‪.‬‬
‫‪ -‬النطاق الجاف األدنى‪ :‬يشمل جنوب البيض‪ ،‬وبعض األجزاء شمال عين الصفراء‪.‬‬

‫‪ /0-0 )II‬الرياح‪ " :‬رياح غربية ف ّعالة‪ ،‬وزوابع رملية في كل األرجاء"‬


‫تتميز الرياح عن باقي قوى التعرية بأنها حرة الحركة و متغيرة االتجاه‪ ،‬ويكون عملها واضحا في المناطق‬
‫الجافة وشبه الجافة التي تتعرض لعمليات التجوية على نطاق واسع‪ ،‬وتحدث التعرية عند اختالل التوازن بين‬
‫المناخ‪ ،‬التربة والغطاء النباتي‪.‬‬

‫شهدت المنطقة السهبية تدهورا متسارعا لغطائها النباتي‪ ،‬نظرا لطول فصلها الجاف‪ ،‬زيادة على تعرضها لرياح‬
‫متباينة من حيث الش ّدة‪ ،‬الم ّدة واالتجاه وحتى درجة الحرارة‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك الى وجود هذه المنطقة‬
‫السهبية بين ضغط جنوبي مرتفع (الضغط الجوي الصحراوي) وضغط شمالي منخفض ( الضغط الجوي‬
‫لمنطقة البحر المتوسط)‪ ،‬مما يفرض عدم االستقرار من حيث الزوابع الرملية المتكررة‪ ،‬والتي تكون أحيانا‬
‫عنيفة مثلما حدث سنة ‪ ،0229‬أين تعرضت المنطقة السهبية لهبوب رياح قوية بلغت سرعها ‪ 007‬كلم‪ /‬سا‪،‬‬
‫تسببت في تكرار زوابع رملية على امتداد ‪ 00‬يوم عاصف ( الصورة رقم‪.)42 :‬‬

‫‪-73-‬‬
‫الصورة(‪:)42‬‬
‫الزوابع الرملية التي تعرضت لها المنطقة السهبية سنة ‪( 0229‬المشرية)‬
‫المصدر‪ :‬جمعية حماية البيئة ‪ -‬بلدية المشرية ‪)7440( -‬‬
‫أقسام الرياح‪:‬‬
‫تنقسم الرياح من حيث الفاعلية إلى قسمين‪:‬‬

‫‪ -‬الرياح الهادئة‪ :‬هذه الرياح ال تُؤثر تقريبا على الوسط الطبيعي‪ ،‬وسرعتها التي ال تتعدى ‪ 40‬م‪/‬ثا‪ ،‬التمكنها‬
‫غالبا من نقل حُبيبات الرمل عن مواضعها‪.‬‬

‫‪ -‬الرياح الفعّالة‪ :‬سرعتها تساوي أو تفوق ‪40‬م‪/‬ثا‪ ،‬ولها آثار واضحة ضمن أروقتها لقدرتها على تحميل الرمال‬
‫من مكان آلخر‪ ،‬إالّ أن هذه القدرة الناقلة تتأثر بشكل مباشر بسرعة الرياح الفعّالة‪ ،‬والتي تنقسم إلى أربعة فئات‪،‬‬
‫حسب تقسيم " ‪:" Callot Y. , 1987‬‬
‫‪ -‬الفئة األولى‪ :‬سرعتها من ‪ 40‬إلى ‪ 42.2‬م‪/‬ثا‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثانية‪ :‬سرعتها من ‪ 49‬إلى ‪ 00.2‬م‪/‬ثا‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثالثة‪ :‬سرعتها من ‪ 07‬إلى ‪ 07.2‬م‪/‬ثا‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الرابعة‪ :‬سرعتها أكبر أو تساوي ‪ 00‬م‪/‬ثا‪.‬‬

‫‪ -‬الرياح الفعالة في منطقة السهول العليا للجنوب الوهراني "دراسة حالة المشرية"‪:‬‬
‫من خالل الدراسة التي أجراها "بـ‪ .‬محبوبي‪ "0229.‬حول الرياح الفعالة بمنطقة المشرية للفترة ‪،0220-0297‬‬
‫يمكننا استخالص مايلي‪:‬‬
‫ـ تأثيرات الرياح الفعالة‪:‬‬
‫تسود المنطقة الرياح الغربية بمعدل ‪ %74.42‬من مجموع المالحظات ( أي االتجاهات المسجلة كما هو مبيّن‬
‫في الشكل ‪ ،)47‬تليها الرياح الغربية الجنوبية الغربية‪ ،‬والرياح الشمالية الشمالية الغربية بنسبة تردد‪،%2.0 :‬‬
‫و‪ %2.4‬على التوالي‪ ،‬هذه الرياح الفعالة تشتمل على الفئات األربعة المذكورة سابقا‪ ،‬إالّ أنّها أقل تأثيرا من‬
‫الرياح الغربية السائدة‪.‬‬
‫‪ -‬نظام الرياح الفعالة‪:‬‬
‫تتوزع هذه الرياح حسب الفترات كما يلي‪:‬‬

‫‪-74-‬‬
‫‪ -‬شهري أوت و سبتمبر‪ :‬يكون اتجاه الرياح خاللها من غربية جنوبية غربية إلى غربية‪.‬‬
‫‪ -‬من شهر سبتمبر إلى شهر أبريل‪ :‬اإلتجاه يتغير خاللها من شمال شمال غرب إلى اتجاه الشمال‪.‬‬
‫‪ -‬شهري جوان و جويلية‪ :‬تسودها الرياح الشمالية خالل شهر جوان‪ ،‬لتصبح شمالية شمالية شرقية في شهر‬
‫جويلية‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)47‬الوردة السنوية للرياح الفعالة‪.‬‬


‫‪ -‬محطة المشرية ‪ -‬للفترة ‪( 0991/0990‬عن محبوبي‪.‬بـ ‪)0229‬‬

‫الشمال‬

‫الغرب‬ ‫الشرق‬

‫الجنوب‬

‫المفتاح‪:‬‬
‫سرعة الرياح من ‪ 40‬إلى ‪ 42.2‬م‪/‬ثا‬
‫سرعة الرياح من ‪ 49‬إلى ‪ 00.2‬م‪/‬ثا‬
‫سرعة الرياح من ‪ 07‬إلى ‪ 07.2‬م‪/‬ثا‬
‫السلّم‪:‬‬
‫‪ 74 4‬مالحظة‬ ‫سرعــــة الريـــــاح أكبر من ‪ 00‬م‪/‬ثا‬

‫‪ -‬حركية وتنقل الرمال‪:‬‬


‫في منطقة المشرية للفترة ‪0220-0297‬؛ بما يلي‪:‬‬ ‫يتميز معامل التنقل الكامن للرمال ‪DPS‬‬

‫‪ -‬قدرة التنقل به عالية‪ ،‬تصل إلى ‪ 79244.49‬وحدة شعاعية‪ ،‬مما يعني أن المنطقة تتوضع ضمن أروقة‬
‫الرياح‪.‬‬

‫‪-75-‬‬
‫‪ -‬اإلتجاه الحاصل حسب هجرة الرمال هو ‪ 792‬شماال‪ ،‬أي أنه بين اتجاه شمال غرب و اتجاه غرب شمال‬
‫غرب ( الشكل ‪.)40‬‬

‫وهذا يعني أن الرياح السائدة هي الرياح الغربية‪ ،‬وأن المنطقة السهبية المدروسة تتوضع ضمن األروقة‬
‫الرئيسية لرياح الزوابع المحملة بالرمال‪.‬‬
‫الشكل ( ‪ :) 40‬وردة التنقل الكامن للرمال في منطقة المشرية‬
‫للفترة ‪(0220-0297‬عن محبوبي‪.‬ب ‪)0229‬‬

‫الشمال‬

‫الغرب‬ ‫الشرق‬

‫المفتاح‪:‬‬
‫معامل الهجرة ‪CT‬‬
‫‪74‬‬ ‫السلّم‪4 :‬‬
‫طاقة الهجرة ‪MR‬‬
‫الجنوب‬
‫وحدة شعاعية‬

‫أن هذه الرياح التي تتعرض لها المنطقة السهبية تُغير من سرعتها و اتجاهها بشكل‬
‫الجدير بالذكر أيضا‪ّ ،‬‬
‫ُمفاجيء‪،‬خالل الفصول‪ ،‬األشـهر‪ ،‬األيـام‪ ،‬وحتى فترات اليـوم الواحد‪ ،‬خاصة من خالل حركة ذهاب‪-‬إياب‪.‬‬

‫السيروكو‪:‬‬
‫السيروكو من الرياح الموسمية الساخنة المجفّفة‪ ،‬اآلتية من الجنوب‪ .‬تهب هذه الرياح على المنطقة لمدة ثمانية‬
‫أيام خالل السنة‪ ،‬تتركز معظمها ( أكثر من ‪ )% 74‬بين جوان و سبتمبر‪.‬‬

‫‪-76-‬‬
‫الجدول رقم (‪ : )20‬توزيع التكرارالشهري لرياح السيروكو خالل سنة ‪ (7440‬محطة النعامة)‪:‬‬

‫مارس‬

‫فبراير‬
‫أكتوبر‬

‫أوت‬
‫سبتمبر‬

‫أبريل‬
‫جويلية‬

‫ماي‬
‫جوان‬

‫جانفي‬
‫نوفمبر‬
‫ديسمبر‬

‫المجموع‬ ‫األشهر‬

‫‪9.0‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪0.4 4.0‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫األيام‬
‫المصدر‪:‬محطة األرصاد الجوية‪-‬النعامة ‪-7440‬‬

‫‪ ) III‬مراعي حساسة تعاني التدهور والتصحر‪:‬‬

‫‪ -0 )III‬تدهور المراعي السهبية‪ " :‬تعددت األسباب و النتيجة واحدة "‬


‫المكونة للسهول العليا الجزائرية من‪ :‬مراعي‪ ،‬أراضي غير منتجة‪ ،‬غابات و‬
‫ِ‬ ‫تتشكل العشرون مليون هكتار‬
‫أحراش‪ ،‬إضافة إلى الزراعات الهامشية‪ ،‬كما يوضح ذلك الجدول التالي‪:‬‬

‫‪-‬الجدول رقم (‪ :)21‬تطور إستغالل األرض السهبية بين ‪0297‬و‪:0227‬‬


‫‪0227‬‬ ‫‪0297‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪604‬هـ‬ ‫‪%‬‬ ‫‪604‬هـ‬ ‫المساحة‬
‫‪02.7‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪74.4‬‬ ‫‪04.4‬‬ ‫مراعي متوسطة الجودة‬
‫‪22.7‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪77.4‬‬ ‫‪47.4‬‬ ‫مراعي متدهورة‬
‫‪44.7‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪07.7‬‬ ‫‪47.7‬‬ ‫مراعي غير منتجة‬
‫‪04.7‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪42.4‬‬ ‫‪40.0‬‬ ‫غابات و أحراش‬
‫‪49.4‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪47.7‬‬ ‫‪40.0‬‬ ‫زراعات هامشية‬
‫‪044‬‬ ‫‪74.4‬‬ ‫‪044‬‬ ‫‪74.4‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪Bensouiah.R.2003 :‬‬
‫إن أهمية المساحة التي شغلتها المراعي سنة ‪ ( 0227‬أكثر من ‪ %94‬من إجمالي المساحة السهبية) متعلقة‬
‫بخصوصية هذا الوسط الرعوي‪.‬‬
‫أما من منظور إستغالل األرض‪ ،‬فإننا نسجل عدة مالحظات منها‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة واضحة في مساحة المراعي المتدهورة نتيجة لتدهور المساحة الرعوية المتوسطة الجودة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة في مساحة الزراعات الهامشية على حساب المساحة الرعوية أيضا‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع مجالي غير متساوي للنباتات السهبية‪ ،‬نظرا لطبيعة عناصرها من جهة وكثافتها من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪-77-‬‬
‫إذا جمعنا المساحة الزراعية إلى جانب الغابات واألراضي الغير منتجة‪ ،‬يتضح أن هناك حوالي ‪ 07‬مليون‬
‫هكتار‪،‬عبارة عن مساحة نباتية تمثل المراعي‪.‬‬
‫يسود هذه المساحة نبات الحلفاء التي تشغل حوالي ‪ 0‬مليون هكتار‪ ،‬متبوعة بنبات الشيح الذي يتربع على‬
‫مساحة ‪ 42‬مليون هكتار‪ ،‬تلي ذلك السنغاء و القطفة بمساحة ‪ 7‬مليون هكتار و ‪0‬مليون هكتار على التوالي‪،‬‬
‫والباقي عبارة عن خليط من األنواع النباتية األخرى‪.‬‬
‫‪ /0-0 ) III‬أهم نباتات الرعي للمنطقة‪.‬‬

‫الحلفاء ) ‪: Alfa ( Stipa Tenacissima‬‬


‫لها دور كبير في حماية األعشاب الصغيرة كما تساعد على نموها وتطورها وتتكيف مع كمية التساقط ومع‬
‫التربة الفقيرة شرط أال تكون ملحية أو رطبة‪ .‬يكون توزيعها في الهكتار الواحد من ‪ 2444‬الى ‪ 7444‬باقة‬
‫نباتية في الحاالت العادية بينما تتناقص في المناطق الجافة والمتدهورة لتبلغ أقل من ‪ 7444‬باقة في الهكتار‬
‫الواحد‪ .‬تنموا عموما على التربة الحجرية و التربة المارنية‪ .‬تقاوم األنجراف و التعرية كما تساعد على تماسك‬
‫التربة خاصة بجذورها المتطورة‪ .‬وهي ذات قيمة غذائية جيدة لألغنام بتوفيرها للكأل في الفترات الجافة‪.‬‬

‫السنغاء ) ‪: Sengha ( Lygeum Spartum‬‬


‫ينمو في مناطق الضايات وهو يشبه الحلفاء وأحيانا يكون مالزما لها‪ ،‬يتميز بتأقلمه الشديد مع ضروف المنطقة‬
‫السهبية‪ ،‬خاصة مناطق تجمع المياه مما جعله يشغل معظم الضايات المتواجدة بكثرة في منطقتنا المدروسة‪،‬‬
‫خاصة بـ "المشرية‪ ،‬لبيوض‪ ،‬بوقطب"‪ ،‬إلى جانب الجزء الجنوبي من "الخيثر"‪.‬‬

‫الشيح )‪:Armoise (Artemesia Herba Alba‬‬


‫هو نبات عشبي مقاوم للجفاف ينموا في المنخفضات أيضا و يعتبر علفا ممتازا لألغنام‪ ،‬ينتشر بالشمال الغربي‬
‫لمنطقة الدراسة‪ ،‬ويغطي الجزء الشمالي و الغربي من منطقة رقاصة‪ ،‬مع انتشار أقل أهمية بالجزء الجنوبي من‬
‫الشط الشرقي‪ ،‬بوقطب و البيض‪.‬‬

‫الرمث )‪: Remt (Arthrophytum Scoparium‬‬


‫هو نبات رعوي ال يزيد ارتفاعه عن ‪ 04‬سم ويتأقلم مع الجفاف الشديد‪.‬‬

‫‪-78-‬‬
‫من المالح أيضا وجود أنواع مشتركة في التغطية المجالية كما هو الشأن بالنسبة لنباتي الحلفاء و السنغاء على‬
‫مستوى منطقة توسمولين‪.‬‬

‫الخارطة ( ‪ :) 00‬توزيع النباتات السهبية بالسهول العليا الغربية‪،‬‬


‫(حسب ‪ :‬عيدود – ‪.)0999‬‬

‫‪-79-‬‬
‫شط الشرقي‬

‫‪% 02‬‬

‫البيوض‬
‫‪% 02‬‬

‫المشرية‬

‫عين بن خليل‬ ‫النعامة‬

‫‪% 02‬‬

‫‪% 02‬‬ ‫‪% 02‬‬

‫خط األعراف‬ ‫مساحات الحلفاء‬


‫طريق وطني‬ ‫مساحات الشيح‬
‫معدل الغطاء النباتي‬ ‫‪% 02‬‬ ‫مساحات السنغاء‬
‫مساحات الرمث‬
‫النباتات الملحية‬
‫السلم‪:‬‬ ‫المصدر‪ :‬خريطة استخدام األرض‬
‫‪ 07‬كلم‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الشمال‬ ‫‪A.Aidoud.CRBT -1978 .‬‬

‫‪-80-‬‬
‫إلى جانب هذه النباتات العشبية السهبية‪ ،‬تنموا بالمنطقة شجيرات قصيرة منها‪:‬‬
‫)‪. « Atriplex » (Atriplex salsola tetrandra‬‬ ‫‪ -‬القطفة‬
‫)‪. « Le jujubier » (Ziziphus lotus‬‬ ‫‪ -‬السدر‬
‫‪ -‬الصمغ‪. « Le gommier » (Acacia radiana) .‬‬

‫الصورة (‪ :)9‬القطفة‪ ،‬واحدة من الشجيرات السهبية الناجحة‬

‫نظرا للتقلبات الحرارية و تذبذب األمطار‪ ،‬أدى الجفاف المتزايد إلى تدهور الغطاء النباتي وضعف تماسك‬
‫التربة بفعل الحرارة المرتفعة وقلة التساقط‪ ،‬األمر الذي سهل التعرية عن طريق الرياح و جعل من األمطار‬
‫الفجائية عامال كافيا النجراف التربة السطحية األكثر خصوبة نحو األودية و الضايات‪ ،‬ضف إلى ذلك فقر‬
‫التربة عموما و االستغالل غير الرشيد للمراعي‪.‬‬

‫‪-81-‬‬
‫‪ /0-0 ) III‬تراجع مساحة الحلفاء‪ " :‬أكبر مؤشر على تدهور المجال السهبي"‬
‫تمثل الحلفاء أهم األنواع النباتية للمنطقة السهبية و أشدها مقاومة للجفاف‪ ،‬وبذلك فان تطورها أو تدهورها‬
‫يكشف عن حال باقي مكونات الغطاء النباتي الطبيعي السهبي‪.‬‬

‫ففي سنة ‪ 0220‬بلغت مساحة الحلفاء في منطقة النعامة لوحدها حوالي ‪ 944 444‬هكتار لتصبح سنة ‪0227‬‬
‫في حدود ‪ 024 444‬هكتار‪ ،‬أي أنه انخفض بنسبة ‪ % 74‬خالل ‪ 07‬سنة فقط (حسب دراسة للمعهد الوطني‬
‫للتقنيات الفضائية)‪ ،‬أما اآلن وبعد انقضاء نفس المدة أو أكثر‪ ،‬الحظنا ميدانيا (من خالل زياراتنا المتكررة)‬
‫وبتحليل صور األقمار الصناعية لمنطقة النعامة أن الحلفاء تكاد تختفي تماما باستثناء بعض المحميات ومنطقة‬
‫الحدود الدولية المحروسة‪ ،‬في الوقت الذي تقلصت فيه نسبة التغطية لمساحة الحلفاء بوالية البيض من ‪%24‬‬
‫في سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬لتصل اليوم إلى ‪ %7‬فقط‪ .‬مما يوحي بحدوث تدهور حاد جدا‪.‬‬

‫األبحاث المجرات على هذا المجال‪ ،‬والمتعلقة بدراسة ديناميكية الوسط الطبيعي‪ ،‬بينت حدوث تحوالت خطيرة‪،‬‬
‫<<‪...‬فقد عرف الوسط الطبيعي أثناء تطوره مرحلتين‪ :‬التسهيب والتصحير ‪:‬‬
‫‪ -‬التسهيب ‪:La steppisation‬‬
‫هو عبارة عن تحول لطبيعة الغطاء النباتي‪ ،‬بسبب نقص نسبة المادة العضوية في التربة‪ ،‬والتغير في التركيبة‬
‫النباتية تدريجيا نحو الجفاف‪.‬‬
‫أسبابه األساسية هي نشاطات اإلنسان‪ ،‬ولعل أهمها؛ الرعي الجائر‪ ,‬و اقتالع النباتات الطبيعية واألحراش بحجة‬
‫‪.‬‬ ‫اإلستصالح‪.‬‬

‫‪-‬التصحير ‪:La désertisation‬‬


‫التصحير ظاهرة تعقب التسهيب‪ ،‬ويتبين ذلك من خالل عدم قدرة األنواع النباتية على التجديد‪ ،‬في حين يزداد‬
‫المشهد الصحراوي في التوسع على حسابها‪ ،‬أما أسبابها فعلى رأسها النشاط البشري دائما‪.‬‬

‫عموما إذا قلنا أن التسهيب يمس الغطاء النباتي‪ ،‬فإن التصحير يتعلق بالتربة‪(Bensouiah.R,.2003) >>.‬‬

‫‪ -0 )III‬العوامل األساسية ال ُمدهورة للمجال السهبي‪" :‬تركيبة طبيعية وسوسيواقتصادية غير متوازنة"‬

‫‪-82-‬‬
‫تدهور مراعي السهول العليا الجزائرية جاء كنتيجة حتمية لتفاعل نوعين من العوامل‪ ،‬عوامل طبيعية مرتبطة‬
‫بالحالة العا ّمة للوسط الطبيعي‪ ،‬وعوامل اجتماعية‪-‬اقتصادية وبشرية أدت في أغلب األحيان إلى استغالل‬
‫فوضوي لإلنسان لمحيطه ال ُمعاش‪.‬‬

‫‪ -0-0 )III‬العوامل الطبيعية‪:‬‬


‫توجد عالقة وطيدة بين العوامل الطبيعية المسببة لتدهور المراعي السهبية‪ ،‬وضعف النظام البيئي في هذه‬
‫المناطق‪ ،‬وذلك للتناسق المركب للعوامل المناخية المعاكسة للتنمية المكثفة لنوع نباتي دائمي‪ ،‬والعوامل المتعلقة‬
‫بالتربة من بُنية ونسيج‪ ،‬م ّما يجعل المراعي تخضع لتدهور متسارع‪ ،‬يكاد أن يكون غير رجعي‪ ،‬نظرا لعوامل‬
‫التعرية البالغة األثر‪.‬‬

‫‪ -0/0-0 ) III‬ضعف النظام البيئي السهبي‪:‬‬

‫المناخ السهبي يتميز بعدم اإلنتظام الزماني والمكاني‪ ،‬ويمثل عقبة أمام التنمية في وسط ضعيف وشديد‬
‫الحساسية‪ ،‬ومثالنا على ذلك الرياح القوية والعواصف الفجائية المحفزة والمسببة للتعرية بشكليها‪ ،‬الهوائية‬
‫والمائية‪.‬‬
‫التربة السهبية معروفة بأنها هيكلية‪ -‬قليلة العمق‪ ،-‬ممثلة بطبقة سطحية قليلة السُّمك متوسطة الخصوبة‪ ،‬ولكن‬
‫ناعمة جدا(سهلة التعرية)‪ ،‬إلى جانب كم هام من العناصر األكثر حجما كالحصى والحجارة؛ والتي ال تملك‬
‫القدرة على احتجاز الماء‪ ،‬مما يسرع تدهورها بسبب التعرية الهوائية و حتى المائية‪.‬‬

‫‪ -0/0-0 )III‬تدهور مستمر للغطاء النباتي‪:‬‬


‫كما يبدو تدهور الغطاء النباتي واضح لتعدد مؤشراته‪ ،‬والمتمثلة في نقصان نسبة التغطية النباتية‪ ،‬وتغيّر‬
‫األنواع النباتية بسبب نقص األصناف النباتية الدائمية المنتجة لصالح أصناف أخرى ذات كتلة إحيائية ضعيفة‪.‬‬
‫هناك مؤشر آخر لتدهور الغطاء النباتي‪ ،‬وهو نقصان المادة العضوية‪ ،‬وكذلك شدة الحساسية للتعرية بسبب‬
‫تغير نسيج التربة‪.‬‬
‫وقد أدى تدهور الغطاء النباتي للمراعي السهبية إلى تصحرها‪ ،‬ويظهر التصحر جليا كلما ُوجد تخريب للغطاء‬
‫النباتي الدائمي ال ّسائد‪ ،‬وفقدان الطبقة الترابية الخصبة القليلة ال ُّسمك تحت تأثير التعرية المائية والرياح‪.‬‬
‫<<‪ ..‬يرجع التصحر إلى سنوات السبعينيات‪ ،‬وكان له األثر البالغ على عدم القدرة على إعادة إنتاج‬
‫النباتات الدائمية>> )‪(Bedrani .S.,1994‬‬

‫‪-83-‬‬
‫من خالل المعطيات الرسمية يتبين أيضا بأن معظم المراعي السهبية‪ ،‬إما متدهورة تماما أو في حالة متقدمة من‬
‫التدهور‪ ،‬وأن األرجاء التي تحتوي على مراعي جيدة ال تتعدى ‪ %07‬من إجمالي المساحة الرعوية السهبية‪.‬‬
‫ِعالوة على حوالي ‪ % 2.00‬من مساحة المراعي عبارة عن أراضي مالحة مقدرة بـ ‪ 724292‬هكتار‪ ،‬إلى‬
‫جانب ما يقارب ‪ 72774‬هـ ‪ ،‬غطتها الكثبان الرملية بشكل كامل (الصورة رقم ‪.)42‬‬

‫الصورة رقم ‪:42‬‬


‫مراعي سهبية تحت الكثبان الرملية – بلدية النعامة (ماي ‪-)7442‬‬

‫هذ ه النتائج من شأنها أن تعطينا فكرة أشمل على مدى ضعف النظام البيئي السهبي وحالة المراعي السهبية‪ ،‬في‬
‫ظل هستيريا ورشات اإلستصالح الزراعي(الجدول ‪.)42‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)29‬حالة المراعي السهبية سنة ‪:0227‬‬


‫المراعي‬ ‫المراعي‬ ‫المراعي‬ ‫مساحة اإلجمالية‬
‫الجيدة‬ ‫المتوسطة‬ ‫المتدهورة‬ ‫للمراعي‬
‫‪7299279‬‬ ‫‪0027004‬‬ ‫‪2007227‬‬ ‫‪00797994‬‬ ‫المساحة(الهكتار)‬
‫‪% 00.00‬‬ ‫‪% 22.74‬‬ ‫‪% 07.92‬‬ ‫‪% 044‬‬ ‫النسبة المئوية(‪)%‬‬
‫المصدر‪Bensouiah.R.2003 :‬‬

‫‪-84-‬‬
‫‪ /0-0 )III‬العوامل ا جتماعية وا قتصادية‪:‬‬

‫أهملت العديد من األبحاث الجانب االجتماعي واالقتصادي ضمن دراستها للمحيط السهبي وتدهور الموارد‬
‫الطبيعية‪ ،‬بي نما أثبتت التجارب والدراسات من خالل مشاريع التنمية في المناطق الهامشية مدى أهمية هذا‬
‫الجانب الحيوي في إنجاح المشاريع ال ُمنجزة‪.‬‬
‫وسنشير في هذه الفقرة من التحليل إلى بعض العوامل االقتصادية واالجتماعية األساسية المسؤولة عن تدهور‬
‫المراعي السهبية‪ ،‬والتي بحكم مميزاتها نجد بعض عواملها أسبابا ونتائج لهذا التدهور في الوقت ذاته‪.‬‬

‫‪ -0/0-0 )III‬نمو ديمغرافي متسارع‪ ،‬واستقرار متواصل للبدو ال ّر ّحل‪:‬‬


‫يمثل النمو الديمغرافي المتسارع لسكان السهوب الجزائرية واستقرار البدو الرحل بها؛ أحد أهم عوامل هذا‬
‫التدهور‪ ،‬فقد تزايد عدد السكان القاطنين بهذا الوسط بوتيرة عالية جدا‪ ،‬حيث انتقل من ‪ 0,470,222‬نسمة سنة‬
‫‪ 0200‬إلى ‪ 7,774,742‬نسمة سنة ‪ ،0292‬ومنها إلى ما يُقارب ‪ 40‬مليون نسمة سنة ‪.0229‬‬

‫أما من خالل دراسة التوزيع المجالي للسكان فالمالح أن السكان المبعثرين ‪،‬مثلوا خالل اإلحصاء األول‪ ،‬سنة‬
‫‪ 0200‬حوالي ‪ %29‬من مجموع السكن الموزع على السهوب‪ ،‬لتنخفض النسبة إلى حدود ‪ %29‬فقط سنة‬
‫‪ ،0292‬أين اكت السكان في المدن والتجمعات السكنية وشكلوا ‪ %07‬من مجموع سكان السهوب‪.‬‬
‫<< هذا التراجع في عدد السكان المبعثرين و الرحل يُبين المدى الذي وصلت إليه درجة اإلستقرار في هذا‬
‫الوسط خالل السبعينات و الثمانينات‪،>> .(Boukhobza .M.,1982) ...‬‬
‫‪...‬ناهيك عن ما حدث خالل تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬بسبب األوضاع األمنية‪ ،‬والتهديد المباشر الذي تعرض‬
‫له الم ّوالون والبدو ال ّرحّل نتيجة الفلتان األمني‪ ،‬وبالتالي فإن استقرار الرحل كان نتيجة نهائية المتداد تقهقر‬
‫المجتمع السهبي‪.‬‬
‫هذا االكتظاظ الديمغرافي الذي تزامن مع ظاهرة االستقرار‪ ،‬نتج عنه ضغط بشري كبير على الموارد الطبيعية‬
‫التي استغلها سكان المنطقة بشكل فوضوي محتوم‪ ،‬أثر وبشكل كبير على النظام البيئي السهبي الذي اتسم بعدم‬
‫التوازن‪.‬‬

‫‪ -0/0-0 )III‬حمولة نباتية غير كافية ‪ ،‬وتضاعف في عدد رؤوس الماشية‪:‬‬


‫بلغ عدد رؤوس الماشية بالمنطقة السهبية سنة ‪ 0227‬حوالي ‪ 00‬مليون رأس‪ ،‬حيث تمثل الغنم ‪ %24‬من‬
‫مجموع الماشية‪ ،‬و تمثل الماعز ‪ %2.0‬فقط‪ ،‬أما باقي األصناف فموجودة بنسب ضئيلة جدا‪.‬‬

‫‪-85-‬‬
‫إلى جانب األثر البالغ للنمو الديمغرافي على تدهور المراعي السهبية‪ ،‬نجد أن لتنامي عدد رؤوس الماشية‬
‫المسؤولية أيضا في هذا التدهور (الجدول رقم ‪.)49 :‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )29‬تطور عدد مواشي المراعي السهبية بين سنتي ‪ 0294‬و ‪:0227‬‬
‫الجزائر‬ ‫المنطقة السهبية‬
‫المعيار‬ ‫عدد الرؤوس‬ ‫المعيار‬ ‫عدد الرؤوس‬ ‫السنوات‬
‫‪100‬‬ ‫‪13 369 880‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪7 212 240‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪103‬‬ ‫‪13 739 100‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪7 333 330‬‬ ‫‪1981‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪15 498 800‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪7 916 200‬‬ ‫‪1982‬‬
‫‪132‬‬ ‫‪17 701 840‬‬ ‫‪127‬‬ ‫‪9 188 050‬‬ ‫‪1983‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪15 664 300‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪8 525 960‬‬ ‫‪1984‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪15 659 570‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪7 931 850‬‬ ‫‪1985‬‬
‫‪118‬‬ ‫‪15 830 140‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪7 760 790‬‬ ‫‪1986‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪16 147 890‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪8 218 080‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪123‬‬ ‫‪16 428 530‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪7 580 210‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪129‬‬ ‫‪17 316 100‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪7 426 810‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪132‬‬ ‫‪17 697 700‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪7 776 280‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪126‬‬ ‫‪16 891 180‬‬ ‫‪116‬‬ ‫‪8 403 030‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪132‬‬ ‫‪17 722 780‬‬ ‫‪122‬‬ ‫‪8 868 890‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪139‬‬ ‫‪18 664 640‬‬ ‫‪126‬‬ ‫‪9 136 470‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪133‬‬ ‫‪17 841 840‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪7 614 340‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪129‬‬ ‫‪17 301 560‬‬ ‫‪153‬‬ ‫‪11 071 548‬‬ ‫‪1995‬‬
‫المصدر‪)Bensouiah.R ,.2003 ( :‬‬
‫إرتفع عدد الماشية في أرجاء الجزائر بين سنتي ‪ 0294‬و ‪ 0227‬من ‪ 02‬مليون إلى ‪02‬مليون رأس أي بمعدل‬
‫زيادة حوالي ‪ 797‬ألف رأس في السنة‪ ،‬وبالمقابل ارتفع عدد أغنام المنطقة السهبية في نفس الفترة من ‪ 42‬إلى‬
‫‪ 00‬مليون رأس‪ ،‬أي بحوالي نفس النسبة تقريبا‪ ،‬نسبة الزيادة هذه كانت متفاوتة ومتذبذبة خالل هذه السنوات‬
‫‪،‬إال أن أهمها ما سجلته عدد الرؤوس السهبية كان خالل سنة ‪ 0227‬أين بلغت ‪ ،%072‬نظرا لتحسن الظروف‬
‫المناخية نسبيا‪ ،‬وما ترتب عليه من زيادة في العشب الطبيعي‪.‬‬

‫‪-86-‬‬
‫كما يبدوا من خالل هذا الجدول‪ ،‬أن تطور عدد رؤوس الماشية السهبية يتأثر مباشرة بهذه الظروف‪ ،‬فتبعا‬
‫للسنوات ال ِعجاف التي عاشتها المنطقة خالل الثمانينات سجل عدد الرؤوس تراجعا واضحا‪ ،‬بينما عادت الزيادة‬
‫الطبيعية إلى الظهور بمجرد زيادة معدل التساقطات‪.‬‬
‫كما <<‪..‬يرجع النمو السريع للمواشي السهبية إلى‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظة على نمو ديمغرافي كبير‪.‬‬
‫ضعف إمكانية توفير مناصب شغل‪.‬‬
‫‪ُ -‬‬
‫‪ -‬الطلب الدائم والمتزايد على اللحوم الحمراء (الغنم)‪.‬‬
‫‪ -‬المردود الضخم لتجارة الماشية في هذه المناطق السهبية‪ ،‬لتوفيرها المجاني للمراعي‪.‬‬
‫‪ -‬ووفرة العلف المستورد( لزمن طويل) بأسعار ٌمخ ّفضة‪( Bedrani.S .,1994).>>..‬‬

‫ظهر لهذا التزايد في أعداد الماشية خالل الثمانينات‪ ،‬آثار سلبية بالغة األثر على المراعي السهبية‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫انخفاض سعة استيعاب السهوب لعدد رؤوس الماشية‪ ،‬إلى (‪(Le houerou H.N., 1985‬‬
‫<<‪ ..‬الرُّ بع‪>>.‬‬
‫أما اآلن وبعد مضي أكثر من عقدين من الزمن على ذلك‪ ،‬حيث زادت حدة التصحر و التدهور‪ ،‬فإن المراعي‬
‫السهبية التي كانت ال تكفي ربع العدد الموجود من الماشية المتزايدة‪ ،‬تخضع حاليا الستغالل مفرط‪ ،‬ال مسبوق‪.‬‬
‫فـ <<‪..‬معظم المنطقة السهبية تشهد استهالكا مفرطا لمراعيها وذلك يعتبر العامل األكثر إتالفا للغطاء النباتي‬
‫الدائمي‪ ،‬وأهم عوامل التصحر خالل العشريتين الماضيتين‪. (Aidoud .A.,1994)>>.‬‬
‫إضافة إلى ذلك << ‪..‬تكتسح األعداد الهائلة من الماشية المراعي المتدهورة‪ ،‬محطمة بحوافرها بقايا الغطاء‬
‫النباتي وسطح التربة‪ ،‬ما يجعلها أكثر صالبة وأقل نفاذية للماء‪ ،‬كما يُسهّل الجريان السطحي و يس ّرع التعرية‬
‫السطحية‪( Bedrani.S .,1994)>>.‬‬
‫وبالتالي فإن المراعي السهبية تتحمل ‪ -‬على‬
‫األقل‪ -‬أربعة أضعاف طاقة إستيعابها‬
‫للماشية‪ ،‬مما أنتج ضغطا حيوانيا شديدا على‬
‫باستمرار‪.‬‬ ‫تتقلص‬ ‫رعوية‬ ‫مساحة‬

‫الصورة رقم ‪: 04‬‬


‫مراعي قاحلة و أغنام التجد ما تقتات عليه‪.‬‬
‫(منطقة رعوية شمال والية البيض ‪)7442‬‬

‫‪-87-‬‬
‫‪ -0/0-0 )III‬مشاريع زراعية ها ّمة على مراعي سهبية حساسة‪:‬‬

‫تزامن النمو الديمغرافي المتسارع واالستقرار المتواصل للرُّ حّل‪ ،‬مع غياب آليات االستثمار في القطاعات‬
‫اإلقتصادية عدى الفالحية منها‪ ،‬مما نتج عنه تنامي الضغط على الموارد المتوفرة"األرض‪ ،‬الغنم"‪.‬‬

‫فـ"‪ ...‬خالل عقدي السبعينات والثمانينات‪ ،‬عرفت المنطقة السهبية تزايدا ملحوظا في عدد السكان مع عجز‬
‫المنطقة على توفير فرص جديدة لطالبي العمل‪ ،‬مما دفعهم إلى التركيز على النشاط الوحيد المتوفر والذي‬
‫يُتقنونه بالوراثة‪ ،‬فلم يجدوا أسهل من تربية الماعز والشياه على أجزاء رعوية من السهوب الشاسعة‪".‬‬
‫)‪( Bedrani.S,1994‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬وفي إطار تغطية النقص الغذائي للماشية"العشب" نظرا للجفاف‪ ،‬توجه مربوا الماشية من‬
‫فالحين و موالين في هذا الوسط السهبي إلى تبني الزراعة الواسعة‪ -‬الحبوب‪ -‬بعد اقتالع األنواع النباتية‬
‫الطبيعية الدائمية والمتأقلمة مع الوسط والمناخ‪ ،‬ثم حرث هذه المساحات ذات التربة الهيكلية الرملية والطبقة‬
‫الزراعية الرفيعة جدا‪ ،‬وهي عمليات ممنوعة بنص القانون‪ ،‬وقد أدت عمليات الحرث العشوائي هذه‪ ،‬إلى تزايد‬
‫حدة التدهور بفعل عوامل التعرية ‪.‬‬

‫صورة (‪ :)00‬المراعي السهبية‪ "،‬حرث الرمال لمكافحة التصحر!!"‬


‫‪ -‬بلدية عين بن خليل (ماي ‪- )7442‬‬

‫‪-88-‬‬
‫و في هذا الصدد بلغت المساحة الممنوحة في إطار قانون "الحيازة على الملكية العقارية لألرض الفالحية "‬
‫سنة ‪ 0222‬حوالي ‪042.042‬هكتار في المنطقة السهبية وهي بذلك مثلت ‪ %77‬من المساحة اإلجمالية الموزعة‬
‫على كامل التراب الوطني في نفس اإلطار‪ ،‬حسب إحصائيات وزارة الفالحة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بأثر االستغالل الزراعي‪ ،‬في تدهور المجال السهبي‪ ،‬فنسجل عامالن رئيسيان يميزان الزراعة‬
‫الواسعة السهبية (الممنوعة أصال)‪:‬‬
‫‪ -‬التوجه إلى الزراعة الواسعة (البعلية) بالتوازي مع تدهور أو حتى اختفاء بعض المراعي‪.‬‬
‫‪ -‬نوع العتاد المستعمل؛حيث أن تقنية الحرث المتبناة في حد ذاتها من محفزات التعرية‪ ،‬ألن استخدام المحراث‬
‫ذو الصفائح من أجل حرث سطحي لتغطية البذور الملقاة على أرض غير مهيئة‪ ،‬بسبب مرور العتاد واآلالت‬
‫الضاغطة وبقوة على األفق السطحي للتربة‪ ،‬ال يسمح أبدا باسترجاع مؤهالتها البنيوية‪ ،‬زيادة على انتشار عدد‬
‫كبير جدا من الشاحنات التي تشق على مستوى المراعي ‪ -‬وباستمرار‪ -‬مسالك ثانوية بشكل فوضوي مما زاد‬
‫من تدهور المساحة الرعوية (الصور‪ 07:‬و ‪.)02‬‬

‫بلدية عين بن خليل ‪ -‬والية النعامة (ماي ‪)7447‬‬ ‫بلدية الغاسول ‪ -‬والية البيض (أبريل ‪)7442‬‬

‫الصور (‪ :)07،02‬شاحنات و عتاد فالحي‪ ،‬تعتدي على المرعى المتدهورة‪.‬‬

‫كما أن انتشار استعمال هذه الوسائل المختلفة من شاحنات كبيرة وصغيرة‪ ،‬ساهم في نقل الغنم من مكان آلخر‪،‬‬
‫حيثما ُو ِجد العشب الطبيعي‪ ،‬وقد ساعد الموالين في ذلك توفر الهواتف النقالة‪ ،‬واستعمال الصهاريج المائية‬
‫المنقولة بالشاحنات‪ ،‬وبالتالي استُ ِغلت مجاالت أوسع وأبعد‪ ،‬وبِكم حيواني أكبر(صور رقم ‪.)07 ,00‬‬

‫‪-89-‬‬
‫الصورة رقم ( ‪:) 00‬‬ ‫( ‪: ) 07‬‬ ‫الصورة رقم‬
‫مسالك كثيرة ومتشعبة‪ ،‬استهلكت مساحات‬ ‫استعمال الصهاريج المنقولة و الشاحنات‬
‫هامة من المراعي السهبية‪.‬‬ ‫لنـقل الغنــم ألبعــد المراعــــــي‪ ،‬طلبا للعشب‪.‬‬
‫‪ -‬بلدية البيوض (جوان ‪.- )7447‬‬ ‫‪ -‬بلدية عين بن خليل (جوان ‪- )7447‬‬

‫هذه السلوكيات ساهمت في استغالل مفرط للمراعي‪ ،‬وفي شق مسالك كثيرة لعدة اتجاهات‪ ،‬بهدف الوصول إلى‬
‫المراعي المطلوبة‪ ،‬مما أدى إلى استهالك مساحات رعوية مهمة‪ ،‬باعتبار أن المساحة التي تشغلها المسالك‬
‫المستخدمة من طرف الشاحنات‪ ،‬تعتبر مساحات غير منتجة‪-‬مؤقتا‪ ،-‬وغير نفوذة لمياه الجريان‪ ،‬بسبب تصلب‬
‫الطبقة السطحية منها و انضغاطها الكبير‪.‬‬
‫أ ّما صغار الموالين والرُّ عاة الرُّ حل‪ ،‬فيعتمدون في الغالب على المراعي المحاذية لنقاط الماء‪ ،‬أين تستقر خيامهم‬
‫لفترات طويلة‪ ،‬وال يستطيعون االبتعاد عنها كثيرا طلبا للعشب‪ ،‬مما يجعل مشهد األرض القاحلة أكثر وضوحا‬
‫حول الخيام ونقاط الماء‪.‬‬

‫الصور رقم ( ‪: ) 00‬‬

‫استغالل مفرط للغطاء النباتي المحاذي لنقاط الماء‪.‬‬


‫منطقة رعوية جنوب غرب والية النعامة ‪7447‬‬

‫‪-90-‬‬
‫‪ -0 )III‬أثر الجفاف و التصحر على المنطقة السهبية‪:‬‬
‫‪ /0-0 )III‬الجفاف والسنوات العجاف‪:‬‬
‫عرفت المنطقة السهبية عشريتين متتاليتين من الجفاف (السبعينات والثمانينات)‪ ،‬تدهورت المراعي خاللها‬
‫بشدة‪ ،‬ما دفع السلطات إلى تبني سياسة دعم الموالين بتوفير الكأل بنصف أثمانها الحقيقية‪ ،‬أي بسعر ‪ 024‬دج‬
‫للقنطار بدال من ‪ 274‬دج آنذاك‪ ،‬من أجل حصر الخسائر التي ُمني بها الرعاة‪ ،‬وقد استمر ذلك الدعم إلى أواخر‬
‫الثمانينات ولكن بوثيرة متناقصة بسبب األزمة اإلقتصادية الخانقة التي عرفتها الجزائر مع مطلع ‪.0290‬‬

‫إال ّ‬
‫أن الجدير بالذكر‪ ،‬أنه رغم الجفاف الذي اجتاح المنطقة السهبية خالل تلك الفترة‪ ،‬حافظت بعض المراعي‬
‫على جزء كبير من غطائها النباتي‪ُ ،‬مقاومة بذلك الجفاف‪ ،‬مع عدم اإلفراط في استغاللها من طرف الرعاة‬
‫الستفادتهم من الدعم الم وجه لهذا الغرض‪،‬أو لعدم تمكنهم من اختراق هذه المراعي‪ ،‬ومن هنا نشير إلى أن‬
‫حقيقة التدهور الذي مس المراعي كان سببه األساسي الرعي الجائر واستنزاف التربة‪ ،‬بينما بقيت المناطق‬
‫الممنوعة عن الرعي ( نقصد المنطقة الحدودية بين الجزائر والمغرب)‪ ،‬شاهدة على صمودها أمام الجفاف‪،‬‬
‫باختالفها البيولوجي الكامل عن كل المجال المحيط بها على كال الجانبين‪ ،‬سواءا أراضي الجمهورية أو أراضي‬
‫المملكة‪ ،‬على حد سواء (الح الصور‪ 02 :‬و ‪.)09‬‬

‫‪ALSAT 1‬‬ ‫‪SPOT‬‬


‫الصور (‪ 02‬و ‪: )09‬المراعي الحدودية‪ ،‬أفضل المراعي الطبيعية السهبية على اإلطالق‪.‬‬

‫صور القمر الصناعي تبين المنطقة الحدودية الدولية بين الجزائر والمغرب‪( ،‬جنوبي غربي والية‬
‫النعامة سنة ‪ ،)7447‬وهي تبين بوضوح كيف حافضت المنطقة الحدودية المحروسة على غطائها النباتي‬
‫المكون خاصة من الحلفاء‪ ،‬في حين تدهورت وبوضوح المراعي المجاورة لها من كال البلدين‪.‬‬

‫فقد تعرضت السهول العليا الغربية الجزائرية لتغيرات خطيرة في بياناتها المناخية على غرار ما حدث في كل‬
‫ربوع الوطن‪ ،‬إال أن حساسية الوسط زادت من حدة التأثر بهذا التغيير‪ ،‬والذي توضح في االرتفاع المحسوس‬
‫في درجتي الحرارة والتبخر‪ ،‬في حين سجلت كميات التساقط أدنى المستويات‪ ،‬وهو ما نلمسه من خالل مقارنة‬
‫البيانات المناخية للثلث األول والثلث األخير من القرن الماضي‪.‬‬

‫‪-91-‬‬
‫فحسب بيانات الفترة (‪ ،)0222-0220‬و معدالت "سالتزار" للفترة (‪ ،)0229-0202‬يتبين أن أغلب‬
‫المحطات فقدت ما معدله ‪ 02‬ملم من التساقطات‪ ،‬فيما سجلت درجات الحرارة ارتفاعا بـ ‪ 4.2‬مئوية‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪: ) 29‬‬
‫مقارنة معدلي التساقط و الحرارة لمحطتى البيض و المشرية بين الفترتين‪ )0229-0202(:‬و (‪: )0222-0220‬‬

‫الفترة‬ ‫الفترة‬
‫المحطة‬ ‫الوالية‬
‫(‪)0222-0220‬‬ ‫(‪)0229-0202‬‬
‫‪770.7‬‬ ‫‪270‬‬ ‫التساقطات (ملم)‬
‫البيض‬ ‫لبيض‬
‫‪00.0‬‬ ‫‪02.2‬‬ ‫الحرارة (د م)‬
‫‪709.0‬‬ ‫‪722‬‬ ‫التساقطات (ملم)‬
‫المشرية‬ ‫النعامة‬
‫‪00.0‬‬ ‫‪07.2‬‬ ‫الحرارة (د م)‬
‫المصدر‪(:‬حدايد م ‪.)7440‬‬
‫كما أن دراسة قام بها األستاذ "حدايد م" حول تصنيف النطاقات البيوماخية حسب تساقطات الفترتين أعاله‪،‬‬
‫بينت أن المحطتان المدروستان انتقلتا إلى النطاق الجاف المتوسط (القريب من األدنى) أي أن متوسط التساقط‬
‫السنوي‪ ،‬أصبح ينحصر بين ‪ 244-744‬ملم‪( ،‬الجدول ‪.)04‬‬

‫الجدول رقم (‪ : ) 02‬النطاقات البيومناخية لمحطتى البيض و المشرية حسب معدل التساقط السنوي للفترتين‬
‫(‪ )0229-0202‬و (‪: )0222-0220‬‬
‫محطة المشرية (والية النعامة)‬ ‫محطة البيض(والية البيض)‬
‫الـفـتـرة‬ ‫الـفـتـرة‬ ‫النطاق البيومناخي‬ ‫معدل التساقط‬
‫‪-0220‬‬ ‫‪0229-0202‬‬ ‫‪-0220‬‬ ‫‪0229-0202‬‬ ‫المتوسطي‬ ‫السنوي‬
‫‪0222‬‬ ‫‪0222‬‬
‫شبه رطب‬ ‫‪944-044‬‬
‫شبه جاف‬ ‫‪044-044‬‬
‫‪270‬‬ ‫أعلى‬ ‫‪044-244‬‬
‫‪709.0‬‬ ‫‪722‬‬ ‫‪770.7‬‬ ‫متوسط‬ ‫جــاف‬ ‫‪244-744‬‬
‫أدنى‬ ‫‪744-044‬‬
‫صحراوى‬ ‫‪044 -‬‬
‫المصدر‪)Le houerou H.N، Claudin J, Poudget, M. ; 0222( ,Hadeid M ., 2006 :‬‬

‫‪-92-‬‬
‫‪ /0-0 ) III‬تصحر المنطقة السهبية‪:‬‬
‫أدى التدهور المتواصل للغطاء النباتي والتربة وعوامل أخرى‪ ،‬إلى حدوث تدهور طبيعي مركب و متسارع‬
‫في المنطقة السهبية‪ ،‬مما أدى إلى بلوغ آخر و أخطر مراحل التدهور‪ ،‬أال وهو "التـص ّحر"‪.‬‬

‫حيث تبيّن وجود مناطق متدهورة بشكل تام " أي متص ّحرة" بنسبة ‪ % 0.0‬من المساحة السهبية المدروسة‬
‫من واليتي البيض و النعامة‪ ،‬وهو ما يعني بلغة األرقام تصنيف ما ال يقل عن ‪ 024‬ألف هكتار ضمن‬
‫المناطق المتصحرة تماما (انظر الجدول ‪.)00‬‬

‫بينما تمثل المناطق الضعيفة الحساسية تُجاه التصحر حوالي ‪ % 02.7‬فقط من المساحة الكلية أي حوالي ‪772‬‬
‫ألف هكتار من مجموع مساحة منطقة الدراسة‪ ،‬أما الـ ‪ % 97‬المتبقية فتمثل مجموع المناطق المتوسطة‬
‫الحساسية و الحساسة و الشديدة الحساسية‪ ،‬وهو ما يعني أن كل المنطقة تقريبا في مرمى التصحر‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ : ) 00‬توزيع مساحات مراعي واليتي البيض و النعامة حسب حساسيتها‪:‬‬
‫المجموع‬ ‫البيض‬ ‫النعامة‬ ‫درجة الحساسية‬
‫‪772,090‬‬ ‫‪27,920‬‬ ‫‪000,077‬‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫مناطق ضعيفة‬
‫‪02.7‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪02.2‬‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫الحساسية‬
‫‪200,702‬‬ ‫‪272,997‬‬ ‫‪790,000‬‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫مناطق متوسطة‬
‫‪77.2‬‬ ‫‪72.0‬‬ ‫‪77.7‬‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫الحساسية‬
‫‪0,242,220‬‬ ‫‪000,420‬‬ ‫‪0,707,272‬‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫مناطق‬
‫‪00.7‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪02.9‬‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫حساسة‬
‫‪204,470‬‬ ‫‪770,774‬‬ ‫‪727,940‬‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫مناطق شديدة‬
‫‪09.0‬‬ ‫‪20.0‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫الحساسية‬
‫‪024,722‬‬ ‫‪22,490‬‬ ‫‪20,742‬‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫مناطق متدهورة‬
‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫النسبة (‪)%‬‬ ‫تماما‬
‫المصدر‪)0220( CNTS.:‬‬
‫أما ميدانيا‪ ،‬فالمشهد هو الشاهد‪ ,‬ويتجلّى في بروز مناطق خالية تماما من العشب الطبيعي‪ ،‬وأُخرى تعاني من‬
‫زحف الرمال التي اكتسحت المستثمرات و قطعت الطرقات وطمرت اآلبار والصهاريج‪ ,‬بل وأخلت قرى‬
‫بكاملها من السكان‪ ،‬بعد أن غرقت مبانيهم في الرمال وهو حال قرية "فوقارة" ببلدية لبيوض‪.‬‬

‫‪-93-‬‬
‫الصور(‪ )74 ،02‬قرية فوقارة (القرية المهجورة)‪ ،‬بلدية البيوض‬
‫المصدر‪ :‬جمعية حماية البيئة ‪ -‬بلدية المشرية ‪7440-‬‬

‫حتى البساتين الحديثة النشأة لم تسلم من أمواج الرمال‪ ،‬وال اآلبار وال الصهاريج‪ ،‬وال حتى الطرقات المؤدية‬
‫إليها (الصورة‪.) 70 :‬‬

‫الصورة ‪ :70‬كثبان رملية متحركة تسُد الطرقات وتُهدد المنشآت‪.‬‬


‫‪ -‬بلدية عين الصفراء‪ ،‬والية النعامة (ماي ‪- )7447‬‬

‫‪-94-‬‬
‫خالصة الفصل األول‪:‬‬
‫<<‪...‬من خالل دراسة المقومات الطبيعية للسهول العليا الغربية للجنوب الوهراني‪ ،‬يتبين أن المنطقة ليست‬
‫شديدة الفقر‪ ،‬وأنها تملك طاقات معتبرة من أجل تنمية مستقبلية للمنطقة‪ ،‬لكن من خالل تحليل المميزات‬
‫البيوجغرافية‪ ،‬يتضح أن المنطقة السهبية عبارة عن وسط حساس من المنظور الطبيعي وأنه ال يتحمل كثافة‬
‫سكانية كبيرة‪ ،‬وال استغالل شديد للمقومات النباتية‪(.>> .‬حدايد م‪.) 7440 ,.‬‬
‫وإلدراك الرجل السهبي لهذه الحقيقة‪ ،‬حاف على محيطه من خالل استخدامات حكيمة‪ ،‬ساعدت الحياة السهبية‬
‫على التواصل لقرون‪ ،‬لكنه‪ ،‬وألسباب طبيعية وأسباب استعمارية وأخرى اختيارية‪ ،‬وخالل قرن واحد‪ ،‬تسبب‬
‫في تدمير النظام البيئي بصورة متسارعة و مستمرة‪ ،‬جعلت من الوسط السهبي وسطا ه ّشا و شديد الحساسية‪،‬‬
‫الرتباطه المباشر بالمناخ‪ ،‬النبات‪ ،‬التربة‪ ،‬و النشاط البشري‪.‬‬

‫فمناخ المنطقة السهبية قاري شبه جاف إلى جاف ذو شتاء رطب و صيف حار جاف‪ ،‬أما التساقط فهو غير‬
‫منتظم وغير كافي‪ ،‬إذ ال يُمكن من استغالل زراعي مكثف النحصاره دون ‪ 774‬ملم في السنة‪.‬‬
‫أما الحرارة فهي ذات مدى كبير(‪ )79‬بين نهايتيها الصغرى و العظمى‪ ،‬كما تعكس درجات الحرارة لهذه‬
‫المنطقة خصائص المناخ القاري و قسوة الشتاء‪.‬‬
‫وتكون الصقيع فمتوسط سقوط الثلج في السنة يتراوح من ‪ 00‬إلى‬
‫ُّ‬ ‫زيادة على ذلك تعرف المنطقة تساقط الثلوج‬
‫‪ 74‬يوم‪ ،‬أما الجليد فيدوم حوالي ‪ 04‬إلى ‪ 04‬يوما خالل السنة وذلك على امتداد الفترة أكتوبر‪ -‬ماي‪.‬‬
‫و على الرغم من أن المنطقة تقع على مستوى مرتفع‪ ،‬إال أن درجة حرارتها تصل إلى ‪ 29‬و إلى ‪ 04‬درجة‬
‫أثناء هبوب رياح السيروكو الساخنة التي تتكرر من ‪ 49‬إال ‪ 04‬أيام خالل السنة و هي ذات اتجاهين جنوبية‬
‫وجنوبية غربية‪.‬‬
‫وقد زاد أثرها خالل السنوات األخيرة بسبب الجفاف وتدهور الغطاء النباتي‪ ،‬أما الزوابع الرملية فتتردد أكثر‬
‫من ‪ 074‬يوم في السنة‪.‬‬

‫بالموازات مع هذه الظروف المناخية القاسية‪ ،‬نجد أن الموارد المائية للمنطقة السهبية محدودة للغاية‪ ،‬السطحية‬
‫منها مالحة في معظمها‪ ،‬بينما الموارد المائية الجوفية تتعرض الستنزاف حاد عن طريق مئات اآلبار المنتشرة‬
‫بالمراعي السهبية‪ ،‬و التي أُريد لها أن تكون محيطات للزراعة المسقية‪.‬‬
‫إن ارتفاع درجتي الحرارة والتبخر‪ ،‬وتراجع كميات التساقط مع هذا االستغالل المفرط للماء في البستنة‬
‫ومختلف العمليات الزراعية‪ ،‬أ ّدى وبشكل ُمبكر إلى انخفاض مخزون المياه الجوفية‪ ،‬إلى مستويات حرجة‪ ،‬في‬
‫ظل استراتيجيات و سياسات التنمية الحالية‪.‬‬

‫‪-95-‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫السكان و المنطقة السهبية؛‬

‫بين سياسات التنمية و ُممارسات ال ُمستفيدين‪.‬‬

‫‪-96-‬‬
‫عرفت السهوب الجزائرية مع مرور الزمن تغيرات بطيئة لكنها كانت عميقة‪ ،‬فقد مست المجال والمجتمع‬
‫على حد سواء‪.‬‬
‫هذه التغيرات جاءت نتيجة لعدة عوامل أهمها‪ :‬الجفاف‪ ،‬كسبب أساسي لكن بطيء الفعالية مقارنة بنشاطات‬
‫وممارسات السكان من بدو رحل ومستقرين‪ ،‬ومشاريع التنمية وأشغال االستصالح الزراعي التي يعتبرها‬
‫المسئولون أكثر من ضرورة على الرغم من حساسية الوسط‪.‬‬

‫‪ ( I‬السكان‪:‬‬
‫بلغ عدد سكان الواليات المنتمية للسهول العليا الجزائرية حوالي ‪ 7.240.720‬نسمة حسب إحصاء سنة ‪،0229‬‬
‫مما يعني أن سكان هذا الوسط يشكلون ‪ % 74‬من مجموع سكان الجزائر‪ ،‬و هو بذلك يمثل أكثر من ضعف ما‬
‫كان عليه خالل العشرين سنة األولى من اإلستقالل‪ ،‬حيث انتقل من مليون نسمة سنة ‪ 0200‬إلى ‪ 7.7‬مليون‬
‫نسمة سنة ‪ ،0292‬ليصبح في حدود ‪ 0‬مليون نسمة خالل اإلحصاء األخير(‪.)0229‬‬

‫‪ /0- )0‬تطور عدد سكان السهول العليا الجزائرية‪:‬‬


‫عرفت المنطقة السهبية تضاعفا كبيرا في عدد السكان ‪ ،‬فـ<< ‪...‬نظرا لقروية المجتمع السهبي‪ ،‬عرف عدد‬
‫سكانه نموا أسرع من مجموع سكان الجزائر ذي النموا المتسارع‪(Bedrani .S.,1994) >>.‬‬

‫الجدول رقم ( ‪ :)00‬مقارنة تطور عدد سكان المنطقة السهبية ككل‪ ،‬بإجمالي عدد سكان الجزائر ‪:0292-0200‬‬
‫نسبة سكان السهول العليا الجزائرية‬ ‫عدد سكان‬ ‫عدد سكان السهول‬ ‫سنوات‬
‫إلى مجموع سكان الجزائر (‪)%‬‬ ‫الجزائر‬ ‫العليا الجزائرية‬ ‫اإلحصاء‬
‫‪% 49.72‬‬ ‫‪07404444‬‬ ‫‪0470222‬‬ ‫‪0200‬‬
‫‪% 04.72‬‬ ‫‪00209444‬‬ ‫‪0227000‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪% 04.22‬‬ ‫‪72022444‬‬ ‫‪7774742‬‬ ‫‪0292‬‬
‫‪% 20.27‬‬ ‫‪72044902‬‬ ‫‪7240720‬‬ ‫‪0229‬‬
‫المصدر‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات(اإلحصاء العام للسكان والسكن)‪.‬‬
‫وال يرجع ذلك بالضرورة للزيادة الطبيعبة فحسب‪ ،‬وإنما لظروف اجتماعية‪ ،‬اقتصادية وأمنية فرضت على‬
‫معظم البدو الرُّ حل اإلستقرار‪ ،‬فضال عن العوامل الطبيعية و البيئية التي ساهمت وال تزال في اتساع المجال‬
‫السهبي‪.‬‬
‫تتميز المنطقة السهبية أيضا بتباعد سكانها‪ ،‬على الصعيدين المتجمع والمتشتت‪ ،‬غير أن هذا األخير عرف‬
‫تراجعا لعدد السكان المبعثرين‪ ،‬فقد انخفض من ‪ %29‬إلى ‪ %22‬بين سنتي ‪ ،0292-0200‬في حين لم يتوانى‬
‫السكان المتجمعون في التضاعف نظرا لالستقرار المستمر‪.‬‬

‫‪-97-‬‬
‫فقد<<‪ ...‬تتابعت سلسلة إظطرابات مند قرن ونصف القرن‪ ،‬جعلت الحال على ما هو عليه اآلن؛ بدءا بحصر‬
‫االستعمار السكان لمنعهم من الترحال‪ ،‬وعدم اندماج المجتمع العشائري مع السياسة اإلستعمارية‪ ،‬ثم بروز‬
‫الوسط الحضري‪ ، (Couderc .R.,1975( >>.‬هذا االستقرار أدى إلى تراجع كبير في عدد السكان الرحل‬
‫الذي بلغ حسب اإلحصائيات حوالي ‪022270‬نسمة خالل العشرية ‪.0292-0222‬‬

‫كما وجدنا ضمن سجالت إحصائيات السكان والسكن أيضا‪،‬أن حوالي ‪ %24‬من الرحل المعنيين بالتحقيق أبدوا‬
‫استعدادهم لترك الخيام واالستقرار في المدن‪ ،‬أو التجمع بالخيام قرب المناطق الحضرية‪ ،‬كما هو حال الرحل‬
‫بمنطقة بوقطب بوالية البيض (الصورة ‪ ،)77‬خاصة وأن واليتي البيض والنعامة تشمالن العدد األكبر من‬
‫الرحل‪ ،‬و المتمثل في نسبة ‪ % 27‬من مجموع البدو الرحل عبر كل التراب الوطني‪.‬‬

‫الصورة (‪ :)77‬عشرات الخيام تحتل مناطق رعوية ُمحاذية لمج ّمعة بوقطب‪.‬‬
‫" إستقرار البدو الرُّ حل‪ ،...‬بداية النهاية " – ( أبريل ‪)7442‬‬

‫بعد ذلك واجه من بقي منهم – إلى جانب تدني المستوى المعيشي‪ -‬مشكل الالأمن؛ مما دفع بمعظمهم إلى‬
‫االلتحاق بالتجمعات السكانية خالل التسعينات‪ ،‬مواجهين بذلك نمطا معيشيا جديدا‪ ،‬يعتمد على تنقالت محدودة‪،‬‬
‫ضمن مراعي تتدهور باستمرار‪.‬‬

‫‪-98-‬‬
‫‪ /0- )0‬توزيع السكان حسب واليات السهول العليا الغربية سنة ‪:0999‬‬
‫بلغ عدد سكان السهول العليا الغربية لوحدها سنة ‪ ،0229‬حوالي ‪ 0.027.709‬نسمة‪ ،‬حسب بيانات المخطط‬
‫الجهوي للتهيئة والتعمير(البيض ‪ ،)7442‬يتوزعون على المجال السهبي بشكل متباين جدا(الجدول رقم‪.)02:‬‬

‫كما يبدوا من خالل المعطيات ذاتها‪ ،‬أن منطقة السهول العليا الغربية تبدوا‪:‬‬
‫‪ -‬أكثر حضرية‪ ،‬بالنسبة لواليتي سعيدة وتيارت‪.‬‬
‫‪ -‬ريفية بنسبة أكبر بكثير‪ ،‬بالنسبة لوالية تيسمسيلت‪.‬‬
‫‪ -‬وأنها سهبية بامتياز‪ ،‬بالنسبة إلى واليتي البيض والنعامة على اعتبار أنهما تشمالن ثلث مجموع الرحل‬
‫على المستوى الوطني‪(،‬انطر الجدول ‪.) 02‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)00‬توزيع سكان واليات السهول العليا الغربية ‪:0229‬‬


‫مجموع السكان حسب إحصائيات ‪.0229‬‬ ‫السهول العليا‬
‫المجموع‬ ‫الرحل‬ ‫السكان المتجمعون السكان المبعثرون‬ ‫الغربية‬
‫‪220.220‬‬ ‫‪7.272‬‬ ‫‪702.794‬‬ ‫نسمة ‪029.722‬‬ ‫والية‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪% 44.9‬‬ ‫‪% 22.9‬‬ ‫‪% 07.0‬‬ ‫‪%‬‬ ‫تيارت‬
‫‪797.704‬‬ ‫‪7.290‬‬ ‫‪99.002‬‬ ‫نسمة ‪020.042‬‬ ‫والية‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪% 40.0‬‬ ‫‪% 20.7‬‬ ‫‪% 02.9‬‬ ‫‪%‬‬ ‫سعيدة‬
‫‪707.229‬‬ ‫‪0.029‬‬ ‫‪002.020‬‬ ‫نسمة ‪074.702‬‬ ‫والية‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪% 44.0‬‬ ‫‪% 70.0‬‬ ‫‪% 07.0‬‬ ‫تيسمسيلت ‪%‬‬
‫‪772.202‬‬ ‫‪79.270‬‬ ‫‪27.200‬‬ ‫نسمة ‪27.977‬‬ ‫والية‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪% 77.2‬‬ ‫‪% 22.0‬‬ ‫‪% 04.9‬‬ ‫‪%‬‬ ‫البيض‬
‫‪007.000‬‬ ‫‪22.972‬‬ ‫‪20.707‬‬ ‫نسمة ‪27.202‬‬ ‫والية‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪% 77.2‬‬ ‫‪% 74.2‬‬ ‫‪% 70.7‬‬ ‫‪%‬‬ ‫النعامة‬
‫‪0.027.709‬‬ ‫‪040.970‬‬ ‫‪792.922‬‬ ‫‪227.977‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪% 40.0‬‬ ‫‪% 27.2‬‬ ‫‪% 79.2‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫‪% 7.2‬‬ ‫‪% 27.2‬‬ ‫‪% 0.2‬‬ ‫‪ %‬إلى المج الوطني ‪% 7.9‬‬
‫‪72.229.720‬‬ ‫‪722.209‬‬ ‫‪07.022.277‬‬ ‫‪00.200.229‬‬ ‫الجزائر نسمة‬
‫المصدر‪ :‬المخطط الجهوي للتهيئة والتعمير(البيض ‪.)7442‬‬

‫‪ /0- )0‬تطور عدد سكان واليتي البيض والنعامة ضمن إطارهما العام‪:‬‬
‫وقد عرف عدد السكان إرتفاعا ملحوظا خالل سنوات اإلحصاء‪ ،‬وكانت سمة التضاعف أكثر وضوحا ضمن‬
‫نتائج اإلحصاء األخير‪.‬‬

‫‪-99-‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)00‬تطور عدد سكان واليتي البيض والنعامة ضمن إطارهما العام ( ‪:)0229/0200‬‬
‫تطور عدد السكان‬ ‫السنوات‬
‫‪0229‬‬ ‫‪0292‬‬ ‫‪0222‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫المنطقة‬
‫‪772202‬‬ ‫‪072770‬‬ ‫‪000220‬‬ ‫‪20002‬‬ ‫والية البيض‬
‫‪007000‬‬ ‫‪002244‬‬ ‫‪97777‬‬ ‫‪04202‬‬ ‫والية النعامة‬
‫‪0027709‬‬ ‫‪0240207‬‬ ‫‪209220‬‬ ‫‪020002‬‬ ‫السهول العليا الغربية‬
‫‪7240720‬‬ ‫‪7774742‬‬ ‫‪0227000‬‬ ‫‪0470222‬‬ ‫السهول العليا الجزائرية‬
‫‪72229720‬‬ ‫‪72429207‬‬ ‫‪00209444 07477444‬‬ ‫سكان الجزائر‬
‫المصدر‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات(اإلحصاء العام للسكان والسكن)‪.‬‬

‫‪ /0- )0‬تطور نسبة الفئة العاملة من سكان السهول العليا الجزائرية‪:‬‬


‫قطاع الشغل هو األصعب من حيث اإلحتواء‪ ،‬لقلة المعلومات المتوفرة‪ .‬وما يمكننا ذكره فقط‪ ،‬هو أن عدد‬
‫الناشطين في مجال الرعي انخفض‪ ،‬ليرتفع بالمقابل في القطاعات األخرى كاإلدارة والخدمات‪ ،‬نظرا لالستقرار‬
‫المتواصل لل ّرحّل‪ ،‬واألزمات المتتالية التي يُعانيها الم ّوالون في هذا المجال‪.‬‬
‫أما من المنظور التحولي بشكل عام‪ ،‬فقد عرفت الفئة الشغيلة للمنطقة السهبية إرتفاعا محسوسا‪ ،‬نظرا للزيادة‬
‫السكانية من جهة‪ ،‬وتضاعف عدد الفالحين ( من أجل اإلستصالح الزراعي) ليبلغ مع بداية سنة ‪ 7449‬حوالي‬
‫‪ 2744‬فالح في والية النعامة لوحدها حسب بيانات مديرية الخدمات الفالحية‪.‬‬
‫وبالمقابل أيضا <<‪ ..‬ترتفع نسبة البطالين باستمرار باعتبار أن النشاطات الفالحية و الرعوية غير المكثفة ال‬
‫يمكنها تشغيل كل السكان من سن العمل>>)‪(Bedrani .S.,1994‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)00‬تطور نسبة الفئة العاملة من سكان السهول العليا الجزائرية (‪:)0292-0200‬‬
‫‪0292‬‬ ‫‪0222‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫السنة‬
‫الجزائر السهوب الجزائر السهوب‬ ‫الجزائر السهوب‬ ‫المنطقة‬
‫‪% 74 % 77‬‬ ‫‪% 79‬‬ ‫‪%77‬‬ ‫‪% 78‬‬ ‫‪% 75‬‬ ‫الفئة العاملة‬
‫‪% 20 % 22‬‬ ‫‪% 20 % 22‬‬ ‫‪% 22‬‬ ‫‪% 25‬‬ ‫بدون عمل ( نسبة البطالة)‬
‫‪%100 %100‬‬ ‫‪%100 %044‬‬ ‫‪%100 %100‬‬ ‫مجموع السكان القادرين عن العمل‬
‫المصدر‪ :‬الديوان الوطني لإلحصائيات(‪)0292‬‬
‫والواضح أيضا‪ ،‬أن نسبة البطالة بقيت دائما متقاربة بين النسبة التي تشكلها للسهول العليا‪ ،‬أو إلجمالي سكان‬
‫الجزائر‪ ،‬على حد سواء‪ ،‬إال أنها انتقلت من ‪ % 70‬إلى ‪ % 70‬بين سنتي ‪ 0222‬و ‪ 0292‬فيما يتعلق بالمنطقة‬
‫السهبية ‪ ،‬على الرغم من السياسات المتعددة المنتهجة من طرف السلطات‪ ،‬لتحسين الظروف المعيشية‪ ،‬وتنمية‬
‫المنطقة السهبية‪.‬‬

‫‪-100-‬‬
‫‪ - )II‬سياسات وعراقيل التنمية في منطقة السهول العليا‪ " :‬من مراعي متدهورة إلى حقول تجارب"‬
‫عرفت الجزائر المستقلة سياسات تنموية ع ّدة‪ ،‬عمدت الدولة من خاللها إلى دعم المناطق الهامشية وتحسين‬
‫الظروف المعيشية لمختلف الشرائح واألرجاء‪،‬كمحاولة لتحقيق التوازن الجهوي بين أقاليم البالد‪.‬‬

‫منطقة السهول العليا من األوساط الريفية التي حضت باهتمام بالغ من طرف السلطات‪ ،‬كيف ال وهي المنطقة‬
‫البينية الحساسة التي تفصل التل عن الصحراء‪ ،‬والتي تُسجل تدهورا مستمرا على جميع األصعدة‪ ،‬خاصة‬
‫الوسط الطبيعي‪ ،‬وتدهورها هذا يهددها بالتصحر‪ ،‬ويهدد مناطقنا التلية بفقدان توازنها البيئي أيضا‪.‬‬

‫ضرورة التدخل في هذا المجال‪ ،‬فرضت على الدولة تطبيق ع ّدة سياسات سريعة‪ ،‬وسن جملة من القوانين‬
‫ال ُمتسارعة‪ ،‬التي أُنفق عليها الكثير ولم تُجدي نفعا‪ ،‬فالسهول العليا التزال على هامش التّنمية‪ ،‬وهنا يطرح‬
‫السؤال نفسه‪ ،‬لماذا لم تنجح هذه السياسات؟‪.‬‬

‫فمنذ اإلستقالل وإلى غاية نهاية السبعينات‪ ،‬إهتمت السلطات الجزائرية بالتوازن اإلقليمي‪ ،‬وتجلى ذلك في‬
‫سلسلة المخططات الوطنية ال ُمعلنة‪ ،‬زيادة على دعم المحدود للمشاريع الصناعية‪ ،‬إلى جانب ع ّدة مخططات‬
‫محلية خاصّة‪ ،‬والئية و بلدية‪ ،‬لدعم التقدم الحضري لألقطاب الحضرية والصناعية الكبرى‪.‬‬

‫بعد ذلك أدركت السلطات مدى ضرورة إعادة اإلعتبار للمناطق المهمشة‪ ،‬للحد من ظاهرة النُّزوح الريفي‪،‬‬
‫صدور ع ّدة قوانين تصب‬
‫وتجلى ذلك في إنشاء وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية مع مطلع الثمانينات‪ ،‬تاله ُ‬
‫لصالح الجماعات المحلية‪ ،‬خاصة مع التقسيم اإلداري الجديد سنة ‪ ،0297‬وهكذا انتشرت عمليات التهيئة‬
‫وأُنجزت مشاريع كبرى في العديد من أرجاء البالد‪ ،‬خاصة كبريات المدن‪ ،‬معتمدة في ذلك على مداخيل‬
‫المحروقات الطائلة‪.‬‬
‫إال أن التراجع الكبير في أسعار المحروقات إنطالقا من سنة ‪ ،0290‬شكل عجزا ضخما وعقبة كبيرة في وجه‬
‫التنمية‪ ،‬مما أرغم السلطات على التخلي عن بعض مشاريعها لنقص التمويل‪.‬‬

‫هذه األزمة انعكست سلبا على الظروف االقتصادية واالجتماعية للمواطنين بشكل عام‪ ،‬ولسكان السهول العليا‬
‫بشكل خاص (بطالة‪ ،‬فقر‪ ،‬تهميش‪...‬مع ظروف طبيعية قاسية) ‪ ،‬معلنة عن أخطر المراحل التي عرفتها الجزائر‬
‫المستقلة‪ ،‬في ظل الجفاف‪،‬وتراجع االقتصاد الوطني‪ ،‬وتدهور الوضع األمني‪ ،‬خالل سنين المأساة الوطنية‪.‬‬

‫‪-101-‬‬
‫‪ /0 ) II‬سياسات التنمية المنتهجة قديما وحديثا‪:‬‬
‫ُعرفت المنطقة السهبية منذ زمن بعيد بطابعها الريفي ونشاطها الرعوي‪ ،‬إال أن المالح هو أن أغلب سكان‬
‫هذه المنطقة توجه إلى ممارسة نشاطات أخرى‪ ،‬خاصة بعد استقرار العديد من ال ّرحل‪ ،‬وتع ُّذر الرّعي و تربية‬
‫المواشي ‪ ،‬نظرا للجفاف الذي عم ربوع المنطقة‪ ،‬زيادة على غالء الكأل‪ ،‬و تراجع مساحات المراعي وتدهور‬
‫الغطاء النباتي‪.‬‬
‫هذا التحول النوعي في الخصائص المجالية والحياة اإلجتماعية‪ ،‬نتج عنه توجه جماعي للنشاط الفالحي في ظل‬
‫اهتمام السلطة بدعم االستصالح الزراعي‪ ،‬في حين كان هذا التوجه آخر حلقة في سلسلة سياسات كثيرة‬
‫وتوجهات متالحقة‪ ،‬أغلبها مناقضة للتنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪ -0/0 ) II‬العشابة و العزابة " االستعمار‪ ،‬و رحلة الشتاء والصيف"‪:‬‬


‫إعتمد الرُّ حل قديما على الرعي باعتماد نظامي العشابة (وهي رحلة تقودهم إلى الشمال صيفا) والعزابة (وهو‬
‫الترحال إلى الجنوب شتاءا) من أجل استغالل مراعي الشمال والجنوب أثناء فترة التجدد البيولوجي للنباتات‬
‫السهبية‪ ،‬هذه البساطة المنطقية في التعامل مع الطبيعة‪ ،‬مكنت الرجل السهبي من تحقيق التوازن البيئي خالل‬
‫عقود عديدة‪.‬‬
‫أثناء فترة االحتالل الفرنسي‪ ،‬تعمدت السلطة االستعمارية‪ ،‬شل حركة البدو بمنعهم من الترحال المعتاد‪،‬‬
‫وحشرهم في محتشدات ومراكز تجميع للسكان األصليين بما في ذلك قطعانهم‪.‬‬
‫نتج عن تلك السياسة‪ ،‬استغالل مفرط للمنتوج العشبي المحلي بسبب الضغط الحيواني الكبير على المراعي‬
‫المحاذية للتجمعات مما أعلن عن بداية التدهور الفعلي للغطاء النباتي‪.‬‬

‫‪ -0/0 )II‬ا ستقالل وسياسة التعاونيات‪:‬‬


‫بعد االستقالل‪ ،‬ومن المنظور الزراعي‪ ،‬اهتمت السلطات الجزائرية بالمناطق الفالحية األكثر خصوبة وعلى‬
‫رأسها مزارع القطاع العام‪ ،‬ومن ثم كانت حصة المنطقة السهبية المعروفة بقدراتها البيدولوجية المحدودة‪،‬‬
‫ضعيفة جدا‪ ،‬خاصة وأن توجه الدولة كان صناعيا بحثا‪.‬‬

‫لكن ذلك لم يمنعها من نهج سياسة التعاونيات‪ ،‬التي انتشر صيتها بين ‪ 0207‬و‪ ،0227‬وهي عبارة عن‬
‫تعاونيات لتربية المواشي باعتباره الطابع المميز للمنطقة السهبية‪ ،‬وكان أهمهـا ( في منطقة دراستنا) تعاونيتي"‬
‫بوقطب و عين بن خليل" بوالية النعامة‪ ،‬وثالثة في "توسمولين" بوالية البيض ‪ ،‬كان ذلك في الفترة‬
‫‪.0202/0209‬‬

‫‪-102-‬‬
‫كما ظهرت إلى الوجود مناطق للتنمية الرعوية سنة ‪ ،0220‬واختيرت أول األمر منطقة لبيوض بوالية النعامة‪،‬‬
‫مكانا لذلك لموضعها المورفولوجي ال ُمالئم بين شط الشرقي وجبلي عنتر وعمرق‪ .‬إال أن كل من العمليتين لم‬
‫يُكتب لهما النجاح ألسباب ع ّدة منها التقنية وأهمها اجتماعية وعقارية‪ ،‬لكن الجدير بالذكر هو أنه رغم فشل‬
‫المشروع التنموي هذا‪ ،‬استفادة المنطقة من ‪ 20‬بئر‪ 42 ،‬حواجز تلية‪ ،‬و حوالي ‪ 744‬كلم من الطرق الثانوية‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪: )72‬‬

‫واحدة من مناطق التنمية‬


‫الرعوية ببلدية لبيوض‪.‬‬
‫‪ -‬جوان ‪- 7447‬‬

‫‪ -0/0 ) II‬الثورة الزراعية (‪:)0220‬‬


‫على غرار باقي األوساط الجزائرية عرفت المنطقة السهبية الثورة الزراعية خالل السبعينات‪ ،‬لكن في مرحلة‬
‫متأخرة‪ ،‬النشغال السلطات بتطبيق قوانين الثورة الزراعية على المناطق الشمالية األكثر خصوبة‪.‬‬

‫إال أن أحكام هذا القانون فرضت على العائالت المالكة لقطعان الماشية‪ ،‬تحديد عدد رؤوس الغنم وحصر مجال‬
‫ال ّرعي‪ ،‬و ذلك ضم ن مبدأ " األرض لمن يخدمها و الغنم لمن يرعاها"‪ ،‬وهو ما رفضه سكان المنطقة السهبية‬
‫جملة وتفصيال‪ ،‬وأدى بهم إلى التحايل على القانون‪ ،‬بإعالن الرعاة األُجراء (الخ ّماسة) كمالكين للعدد المسموح‬
‫بامتالكه‪ ،‬ضمن غنم الموال الذي يمثل المالك الحقيقي للقطعان‪ .‬وهو األمر الذي أكده لنا كبار موالي واليتي‬
‫البيض و النعامة‪.‬‬
‫نتج أيضا عن الثورة الزراعية انعكاسا تاما لنظامي العشابة و العزابة‪ ،‬بتوفيره الكأل على مستوى التعاونيات‬
‫الرعوية‪ ،‬وبالتالي لم يعد الغنم بحاجة للتنقل شماال وجنوبا بحثا عن العشب‪ ،‬بعدما أتاه العشب قُ ُدما من الشمال‪.‬‬

‫‪-103-‬‬
‫هذه التعاونيات الرعوية اإلنتاجية للثورة الزراعية‪ ،‬ضمنت أيضا مراقبة القطيع ومتابعته صحيا‪،‬‬
‫وهو ما ساهم وبشكل كبير في مضاعفة أعداد الغنم‪ ،‬إلى أن بلغت ضعف ما يمكن للمراعي السهبية احتواؤه‪،‬‬
‫والـتي <<‪ ..‬بلغت‪ ،‬حوالي ‪ 49‬مليون رأس من الغنم مع نهاية السبعينات‪ ،‬مدعومة بحوالي ‪ 744‬تعاونية‬
‫رعوية‪(Hadeid .M.,2006) >> .‬‬

‫على الرغم من هذا الكم الهائل من التعاونيات‪ ،‬بقي الرُّ حل يتخبطون بين غالء الكأل من جهة‪ ،‬والتنقل بين‬
‫المراعي المتدهورة نسبيا من جهة أخرى‪ ،‬زيادة على صعوبة التنقل ضمن رحلتي العشابة والعزابة‪ ،‬فضال‬
‫على التحوالت المناخية الخطيرة التي رافقت هذه الفترة‪.‬‬

‫‪ -0/0 ) II‬السد األخضر (‪:)0294-0224‬‬


‫كما أن العمليات الزراعية إلنجاز مشروع السد األخضر‪ ،‬قد وفرت عدد كبير جدا من األشجار خاصة األنواع‬
‫العلفية منها‪ ،‬لكن المشروع لم يتماشى مع خصوصية المنطقة السهبية‪ ،‬المتمـايزة حتى فيما بينها‪ ،‬ناهيك على أن‬
‫مشروع السد األخضر كان قرارا سياسيا بامتياز‪ ،‬أما نجاحه من عدمه في مجال دراستنا‪ ،‬فتُحدده المشاهد التي‬
‫تتعرض لها عند زيارتك الميدانية‪ ،‬حيث تُالح التقطُّع الواضح في سلسلة ُشجيراته‪ ،‬التي تختفي بين الفِينة‬
‫واألخرى‪ ،‬زيادة على تشكل كثبان الرمل عليها كونها تمثل حاجزا أمام الرياح المحملة بالرمال‪،‬ولتوضع هذه‬
‫األشجار على مقربة من الطرقات المعبّدة‪ ،‬سببت الرمال قطع العديد منهـا‪.‬‬

‫طريق معـبّـد مسدود‬

‫الصورة رقم (‪: )70‬‬


‫إنسداد تام لطريق معبد بسبب الكثبان الرملية المتجمعة حول أشجار السد‬
‫األخضر‪ .‬بلدية كاف لحمر‪ ،‬والية البيض (‪)7440-07-72‬‬

‫‪-104-‬‬
‫‪ -0/0 ) II‬إفالس التعاونيات ال ّرعوية (‪:)0297‬‬
‫<<‪ ...‬مع مطلع ‪ ،0297‬أعلنت التعاونيات الفالحية إلنتاج وتسويق الحبوب عن إفالسها‪ ،‬وتم بيع ممتلكاتها في‬
‫المزاد العلني‪ ،‬وكذلك الشأن بالنسبة للتعاونيات الرعوية للثورة الزراعية‪ ،‬والتي أدى إفالسها هي األخرى إلى‬
‫تقاسم أصحابها للعتاد والمواشي فيما بينهم‪.(Hadeid .M.,2006)>>.‬‬

‫في تلك األثناء ظهر قانون جديد يحمل في طياته صيغة جديدة للحيازة على الملكية العقارية‪ ،‬من خالل‬
‫اإلستصالح الزراعي‪ ،‬وهو ما يُعرف بقانون "‪ ،09/92‬الصادر في أوت ‪.0292‬‬

‫‪ -1/0 ) II‬ظهور قانون الحيازة على الملكية العقارية الفالحية (‪: )APFA 0292‬‬
‫ينص قانون ‪ 09/92‬على أنه من حق كل شخص طبيعي متمتع بحقوقه المدنية‪ ،‬ومن حق كل شخص معنوي‬
‫على شكل تعاونيات‪ ،‬يملك الجنسية الجزائرية‪ ،‬اإلستفادة من مستثمرة الستصالحها حسب الشروط المحددة في‬
‫نص القانون‪ ،‬مقابل الدينار الرمزي‪ ،‬ويتم تقديم الملف إلى المصالح المعنية ‪":‬الفالحة‪ ،‬الري‪ ،‬وأمالك‬
‫الدولة‪ "...،‬المشتركة‪ ،‬والتي تُحدد بعد خمسة سنوات من بداية اإلستصالح‪ ،‬آهلية الشخص المستثمر للتمليك‬
‫العقاري النهائي لألرض الفالحية من عدمه‪ ،‬وذلك على أساس النتائج المحصل عليها ميدانيا على مستوى كل‬
‫مستثمرة‪.‬‬

‫هذا األمر نجح فعليا في العديد من المواضع الخصبة‪ ،‬والتي تملك خصائص جيومورفولوجية مساعدة على‬
‫الزراعة المروية‪ ،‬خاصة منها مناطق القصور المعروفة بطابعها الفالحي األصيل‪ ،‬والمتركزة جنوب وجنوب‬
‫شرق ُكالّ من واليتي البيض والنعامة‪ ،‬أما المناطق السهبية بمعنى الكلمة‪ ،‬والممثلة خاصة بمراعيها المفتوحة‬
‫الشاسعة‪ ،‬ذات المرفولوجيا المنبسطة والتربة الرملية الهيكلية الفقيرة إلى الما َّدة العضوية‪ ،‬والمتوضعة ُعموما‬
‫على طبقة كلسية قرب سطحية‪ ،...‬فنادرا ما تتوفر بها مساحات زراعية‪ ،‬والتي تتمثل خاصة في مناطق‬
‫الضايات وضفاف األودية الضرفية الجريان‪ ،‬والتي اكتسبت خصوبتها من المياه الفيضية والتعرية المنتهية‬
‫إليها‪.‬‬
‫على الرغم من كل ذلك‪ُ ،‬عممت عمليات اإلستصالح على كل أرجاء المنطقة السهبية‪ ،‬ما أدى إلى استقطاب‬
‫عدد كبير من الراغبين في اإلستصالح‪ ،‬وكذا الطامعين في عقود الملكية‪ ،‬سواءا من السكان المحليين أو حتى‬
‫من مختلف أرجاء البالد‪ ،‬وكان هدف السلطات من هذا المشروع هو توفير مناصب شغل وتحسين الموارد‬
‫المالية لسكان الريف‪ ،‬خاصة الرُحل الذين هبُوا لالستفادة من هذا القانون‪ ،‬زيادة على استصالح مساحات‬
‫زراعية جديدة‪ ،‬لتعويض ما استهلكه اإلسمنت المسلّح في الشمال الجزائري‪.‬‬

‫‪-105-‬‬
‫وهكذا أصبحت المنطقة السهبية ورشة مفتوحة لإلستصالح الزراعي في سابقة من نوعها‪ ،‬مهددة المنطقة ككل‬
‫بفقدان خصوصيتها الرعوية‪ ،‬فإما مزارع مخضرّة‪ ،‬وإ ّما صحراء قاحلة‪ ،‬بسبب عمليات اإلستصالح العميقة‬
‫والفعّالة‪ ،‬التي تُعرقل استرجاع الوسط لطبيعته األصلية‪ ،‬إذا ما فشل اإلستصالح (الصور‪.)77،70‬‬

‫مستثمرة في واد خبازة ببلدية البيوض‬ ‫مستثمرة فالحية ببلدية صفيصفة‬

‫الصورتان ( ‪ :) 77،70‬عينتان من اإلستصالح الناجح والفاشل في المنطقة السهبية (جوان ‪.)7447‬‬

‫هذا االهتمام باالستصالح الزراعي كان على حساب الغطاء النباتي الطبيعي‪ ،‬مما قلص من رقعة المراعي‬
‫السهبية‪ ،‬سواءا باقتالع الغطاء النباتي الطبيعي‪ ،‬أو بتقليب األرض الكلسية على امتداد مساحات شاسعة بدعوى‬
‫استصالحها (الصور ‪.) 72،79‬‬

‫منطقة واد خبازة (بلدية لبيوض)‬ ‫منطقة تويفزة (بلدية المشرية)‬

‫الصور (‪:)72،79‬عمليات نزع الغطاء النباتي وتقليب األرض ال ّرعوية من أجل اإلستصالح الزراعي‪.‬‬
‫‪ -‬والية النعامة ‪ -‬جوان ‪- 7447‬‬

‫‪-106-‬‬
‫ظهر اإلستصالح الزراعي في شكلين مختلفين‪ ،‬األول على مستوى المحيطات الفالحية‪ ،‬والتي تحددها المصالح‬
‫التقنية المشتركة بين مديريات ال ّري‪ ،‬الفالحة‪ ،‬وكذا مديرية أمالك الدولة‪ ،‬حيث تكون المستثمرات المنتشرة عبر‬
‫المحيط الفالحي الواحد‪ ،‬مح ّددة المساحة حسب إجمالي مساحة المحيط‪ ،‬ومدى وفرة عنصر الماء‪.‬‬

‫أما الثاني‪ ،‬فيتمثل في اإلستصالح الفردي المنعزل عن المحيط‪ ،‬وهنا نسجل إحتمال حرمان المستثمرة من‬
‫الكهرباء‪ ،‬مما يؤدي في الغالب إلى فشل اإلستصالح ومن ث َّم الهُجران‪.‬‬

‫إال أن األساس في قانون اإلستصالح هو المحيطات الفالحية المسقية والمكونة من عدد محدد من المستثمرات‪،‬‬
‫ضمن تقسيم قطعي رسمي‪ ،‬مجهزة بشكل جماعي من حيث مصدر الطاقة وشبكة الري‪ ،‬هذه األخيرة تشمل‬
‫قنوات رئيسة وأخرى ثانوية مشتركة‪ ،‬ثم قنوات نهائية على مستوى كل مستثمرة‪ ،‬مرتبطة بصهريج مائي‬
‫موصول هو اآلخر ببئر أو بئر عميق مجهز بمضخة عمودية أو مغمورة‪.‬‬

‫أما الطاقة المستغلة في ذلك‪ ،‬فتختلف من منطقة إلى أخرى‪ ،‬حسب البعد والخصوصية؛ وتنقسم بين‪ :‬الطاقة‬
‫الكهربائية‪ ،‬والمحروقات من بنزين أو مازوت‪.‬‬

‫‪ -9/0- )II‬إنشاء المحافظة السامية لتنمية السهوب (‪:)HCDS 0290‬‬


‫ظهرت إلى الوجود ألول مرة سنة ‪ ،0290‬إال أن نشاطها الفعلي بدأ في التسعينات‪ ،‬وتمكنت خالل الفترة‬
‫‪ 7444-0220‬من توفير أكثر من ‪ 02.444‬منصب شغل‪ ،‬وتهيئة وتجهيز أكثر من ‪ 0744‬مصدر مائي‪ ،‬إلى‬
‫جانب غرس حوالي ‪ 070.724‬هكتار من مختلف األنواع العلفية النباتية‪ ،‬مما أنتج أكثر من ‪ 070‬مليون وحدة‬
‫علفية على مستوى كل محافظات القطر الوطني‪.‬‬

‫أما محليا فقد تم إنشاء فرعين جديدين للمحافظة السامية لتنمية السهوب على مستوى واليتي البيض والنعامة مع‬
‫أواخر التسعينات‪ ،‬لدعم المقر اإلقليمي بسعيدة‪ ،‬والمقر الرئيسي بالجلفة‪.‬‬

‫‪ -9/0- )II‬إنشاء العا ّمة لالمتياز الفالحي ( ‪:) GCA 0222‬‬


‫ت ّم إنشاؤها بمرسوم تنفيذي تحت رقم ‪ 22-092‬بتاريخ ‪ 07‬ديسمبر ‪ 0222‬وأدخل تعديالت على قانون الحيازة‬
‫على الملكية العقارية عن طريق اإلستصالح‪ ،‬بعدم تمليك األرض للمستصلح‪ ،‬واستبدال ذلك بمنحه حق‬
‫االستفادة من االستغالل "مدى الحياة" ‪ ،‬ليتمكن من ممارسة نشاطه الزراعي دون منازع ‪ ،‬مع اإلبقاء على‬

‫‪-107-‬‬
‫الملكية العقارية ضمن إطارها العام‪ ،‬على عكس قانون الحيازة العقارية الذي يمثل سابقة من نوعها في تاريخ‬
‫العقار الفالحي في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -9/0- )II‬المخطط الوطني للتنمية الفالحية (‪ ) PNDA 7444‬صيغة جديدة إلنقاذ القطاع الفالحي ‪:‬‬
‫يهدف المخطط الوطني للتنمية الفالحية إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التحسين المستديم للتنمية الفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬االستغالل العقالني للموارد الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬الزيادة في قدرات القطاع الفالحي في مجال التشغيل عن طريق ترقية وتشجيع االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين مداخيل وظروف عيش الفالحين‪.‬‬

‫و هو القانون رقم ‪ 00-22‬المؤرخ في ‪ 07‬رمضان ‪0074‬هـ الموافق لـ ‪ 72‬ديسمبر ‪ ،0222‬المتضمن قانون‬


‫المالية لسنة ‪ 7444‬السيما إعادة الفقرة ‪ 20‬منه‪ ،‬التي تنص على جمع الحساب الخاص رقم ‪ 247-07 :‬الذي‬
‫عنوانه‪ :‬الصندوق الوطني للتنمية الفالحية‪.‬‬
‫جاء هذا القانون مع مطلع األلفية الجديدة (سنة ‪ ،)7444‬كضرورة حتمية لتغيير الوضع اإلقتصادي واإلجتماعي‬
‫لصغار مستثمري القطاع الفالحي‪ ،‬الذين يمثلون غالبية سكان الريف‪.‬‬
‫فقد أدى ضعف التجهيز ونقص اإلمكانيات وقلة المنشآت الفالحية‪ ،‬إلى هجر مساحات شاسعة كانت مخصصة‬
‫لإلستصالح‪.‬‬

‫هذا المخطط الوطني‪ ،‬جاء ليعطي دفعة قوية لوثيرة التنمية الفالحية‪ ،‬من أجل تحسين القدرات اإلنتاجية ‪ ،‬ومن‬
‫ثم رفع المردودية‪ ،‬ولكن األهم من ذلك كله أنه جاء بهدف تسهيل اإلستصالح‪ ،‬وسعى إلى تجهيز المستمرة‬
‫الفالحية الواحدة بكل ما تحتاجه من تجهيزات ثابتة‪ ،‬والمتمثلة في المصدرالمائي؛ البئر أو البئر العميق‪،‬‬
‫والمجهز بمضخة مغمورة ذات القدرة الكافية الستخراج الماء‪ ،‬وضخه إلى صهريج منشأ على أعلى جُزء من‬
‫األرض الفالحية‪ ،‬ليسمح بالسقي اإلنحداري‪ ،‬من خالل شبكة من أنابيب التقطير أو الرش المحوري‪ ،...‬ناهيك‬
‫عن غرس األشجار المثمرة‪ ،‬وحتى بعض عمليات اإلستصالح األولية الكبرى من تقليب األرض إلى غاية‬
‫غرس مصدات الرياح‪.‬‬
‫هذه الحوافز شجعت المستثمرين وخاصة الموالين منهم‪ ،‬على االستفادة من هذا المخطط‪ ،‬باعتبار اإلستصالح‬
‫هذه المرّة لم يعد يحتاج‪ -‬في نظرهم‪ ،-‬إلى المعرفة والخبرة الفالحية‪ ،‬لتكفل المقاولين بكل تلك العمليات‪.‬‬

‫‪-108-‬‬
‫ويتض ّمن المخطط الوطني للتنمية الفالحية‪ ،‬مجموعة من البرامج تجسّدها مؤسسات الدولة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وزارة الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬
‫‪ -‬المديرية العا ّمة للغابات‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة ال ّسامية لتنمية السهوب‪.‬‬
‫‪ -‬محافظة التنمية الفالحية للمناطق الصحراوية‪.‬‬
‫‪ -‬مديرية الخدمات الفالحية للوالية‪.‬‬
‫‪ -‬العا ّمة لإلمتياز الفالحي‪.‬‬

‫ودعمت الدولة برامجها‪ ،‬دعما كامال من خالل ثالثة صناديق‪ ،‬والتي هي على التوالي‪:‬‬
‫‪ -‬الصندوق الوطني لل ّ‬
‫ضبط والتنمية الفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق مكافحة التصحر‪ ،‬وتنمية الرعي وتنمية السهوب‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق التنمية الريفية‪ ،‬واالستصالح عن طريق اإلمتياز‪.‬‬

‫هذه العمليات كلفت خزينة الدولة مع مطلع ‪ - 7440‬أي خالل السنة األولى فقط ‪ -‬حوالي ‪ 04‬مليار دينار‪،‬‬
‫وساهمت في تثبيت عدد كبير جدا من الرحل‪ ،‬حيث المعطيات تشابهت‪ ،‬واختلفت النتائج‪ ،‬أيُّما اختالف‪.‬‬

‫الصورتان رقم (‪ : ) 72،24‬عينة عن اإلستفادة الفعلية للدعم الفالحي‪ ،‬وأُخرى عن هجران‬


‫المستثمرة رغم توفر الدعم الالزم – منطقتي مسدورية و حاسي اللّة ‪ -‬بلدية عين بن خليل‪-‬‬
‫(جوان ‪.)7447‬‬

‫‪-109-‬‬
‫‪ /0- ) II‬عراقيل التنمية الفالحية بالمنطقة السهبية‪:‬‬

‫‪ -0/0- ) II‬عراقيل تقنية‪:‬‬


‫معلوم أن أهم العراقيل التقنية التي تواجه عمليات اإلستصالح‪ ،‬االختيار ال ّسيّيء للمجال المستصـلـح‪ ،‬وهو‬
‫ما عرض ع ّدة إنجازات للتلف بسبب ظاهرة زحف الرمال‪ ،‬باعتباره متوضع على مناطق مكشوفة‪ ،‬وفي أروقة‬
‫الرياح الدائمة والفعالة الناقلة للرمال باستمرار‪.‬‬

‫‪7440/07/02‬‬

‫الصورتان رقم ( ‪: )20،27‬‬ ‫‪0‬‬

‫مستثمرة فالحية قيد اإلستصالح‬


‫محصورة بين ثالثة كثبان رملية متحركة‪.‬‬
‫– بلدية عين بن خليل‪.-‬‬

‫‪7447/40/40‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪7‬‬

‫(الكثبان الرملية الثالث الموضحة بتكبير ‪ 0‬إلى ‪ 9‬في الصورة الثانية‪ ،‬من النوع باركان‪ ،‬حيث نالح من‬
‫خالل ذراعيه أن الكثيب الثاني متوجه مباشرة إلى المساحة المستصلحة‪ ،‬بينما يتحرك الثالث – على اليسار‪-‬‬
‫نحو الصهريج المائي‪...،‬م ّما يهدد المستثمرة ككل )‪.‬‬

‫‪-110-‬‬
‫سجلنا أيضا مشكلة تجاوز كلفة اإلستصالح‪ ،‬القيمة المخصصة للمستثمرة؛ مثل ما حدث في منطقة‬
‫روداسة ببلدية المشرية‪ ،‬أين أُنجز أول محيط مسقي بوالية النعامة‪ ،‬حيث أطلعنا أحد مهندسي المنطقة‪ ،‬أن‬
‫محاولة تقليب األرض لكسر القشرة الكلسية‪ ،‬والمتوضعة بشكل طولي غربي المنطقة‪ ،‬على شكل طبقة سميكة‬
‫جدا ذات عمق يقارب العشرين مترا‪ ،‬كلفت الكثير دون أي فائدة‪ ،‬بل زادت من ح ّدة التعرية‪ ،‬ولم يتفطن‬
‫القائمون على األشغال لسماكة الطبقة الكلسية‪ ،‬إال عند حفر البئر الخاص بالمستثمرة‪.‬‬

‫الصورة (‪ :)22‬مصاريف ضخمة لكسر القشرة الكلسية فقط‪،‬‬


‫‪ -‬منطقة حوض الحرمل‪ -‬بلدية لبيوض‪7447/40/42 -‬‬

‫كما ال ننسى غياب التأطير التقني‪ ،‬رغم توفر المصالح الفالحية على إمكانية ذلك‪ ،‬من خالل التوجيهات‬
‫واإلرشادات الفالحية‪ ،‬وهو ما لمسنا خطورته ميدانيا عندما الحظنا أن أغلب م َّوالي "عين بن خليل"(على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬ال الحصر) من جملة المستفيدين من الدعم واالستصالح‪ ،‬ال يعرفون أنواع األشجار المثمرة المغروسة‬
‫في مستثمراتهم‪ ،‬كما أنهم ال يُمي ُزون بينها‪ ،‬ناهيك عن معرفة مواعيد سقيها‪ ،‬واألمراض التي يمكن أن تتعرض‬
‫إليها‪ ،‬وكيفية عالجها‪....‬إلى غير ذلك‪ ،‬وهو ما يؤثر على المردود بطبيعة الحال‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫‪ -0 /0- )II‬عدم الجدية في المتابعة الميدانية‪:‬‬
‫كما أن قلة المتابعة وسوء مراقبة المقاولين‪ ،‬أدى في الكثير من األحيان إلى إنجازات ناقصة بشكل ال يمكن‬
‫ص ِْ ِْل بالتيار الكهربائي‪،‬‬
‫التغاضي عنه‪ ،‬كهذا البئر العميق الذي جُهز بأنبوب بالستيكي و بمضخة مغمورة و ُو ِ‬
‫إالّ أن الحبل الذي ُعلقت به المضخة‪ ،‬والخشبة التي رُبط بها الحبل‪ ،‬تتنافى تماما مع مواصفات البطاقة التقنية‪،‬‬
‫فضال عن عدم وجود األسطوانة الجدارية الحديدية الحامية للبئر من خطر الطّمر‪ ،‬والتي ال يمكن االستغناء عنها‬
‫بأي حال من األحوال حتى وإن كانت األرضية صخرية‪ ،‬فكيف إذا كانت رملية هشة!؟ ( الصورة ‪.)20‬‬

‫الصورة رقم (‪: )20‬‬


‫بئر عميق مجهزبكل شيء ماعدى األسطوانة الجدارية‪.‬‬
‫‪-‬بلدية عين خليل‪7447/40/40 -‬‬

‫إضافة إلى غرس شتالت لألشجار المثمرة بشكل سيء ال يتناسب مع عمق الحُفر المفروض حفرها‪ ،‬واالكتفاء‬
‫أحيانا بالعمق األدنى لتغطية الجذور‪ ،‬فضال على غرس شتالت ميتة‪.‬‬

‫‪-112-‬‬
‫ومنها أيضا سوء استخدام العتاد و أساليب ال ّري خاصة منها ما جُلب القتصاد الماء ال إلهداره‪ ،‬وهو حال إحدى‬
‫المستثمرات التي ال فرق لدى صاحبها بين التقطير والساقية( الصورتان‪.)27،20:‬‬

‫الصورتان (‪ :)27،20‬سوء استخدام أسلوب السقي بالتقطير(‪ -‬محيط دراع لحمر‪ -‬أبريل ‪.)7442‬‬

‫زيادة على التجهيز بأنابيب سقي ذات نوعية رديئة‪ ،‬ال تتحمل الحرارة المرتفعة صيفا وال جليد الشتاء‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى سرعة تلفها‪ ،‬كما هو الحال بهذه المستثمرة التي وجدنا من مثيالتها الكثير‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪ : )22‬تلف أنابيب السقي‪،‬‬


‫لعدم تح ُّملها للظروف الطبيعية القاسية للمنطقة‪.‬‬
‫‪-‬بلدية عين خليل‪7447/40/40 -‬‬

‫‪-113-‬‬
‫‪ -0 /0- ) II‬تحويل أموال الدعم الفالحي‪:‬‬
‫زيادة على كل ذلك فقد أقدم العديد من المستفيدين‪ ،‬بتحويل‬
‫أموال الدعم الفالحي‪ ،‬إلى وجهات أخرى ‪ ،‬وقد ترتب على‬
‫ذلك متابعات قضائية و إلغاءات فيما يخص عقود اإلستفادة‪،‬‬
‫ما أ ّدى فعليّا إلى إلغاء ما اليقل عن ‪ 700‬ملف استفادة من‬
‫الدعم الفالحي دفعة واحدة (سنة ‪ )7440‬بوالية النعامة ‪ ،‬فيما‬
‫ت ّم إلغاء ‪ 024‬ملف سنة ‪ 7442‬بنفس الوالية‪ ،‬وقد تم نشر‬
‫ذلك في صحيفة الخبر اليومية بتاريخ ‪ 07‬جوان ‪ ،7442‬كما‬
‫فهو واضح في هذه النسخة من المقال‪:‬‬

‫بالمال العام في مشاريع وهمية‬ ‫إعانات الدولة‪ ،‬على خلفية‬ ‫فلم يلتزم الفالحون‪ ،‬الذين تلقوا‬
‫ال وجود لها‪ ،‬إال على الورق‪.‬‬ ‫الفضائح التي طالت مشاريع‬ ‫إعذارات بدفاتر الشروط‬
‫الدعم الفالحي بالمنطقة‪ ،‬والتي‬ ‫الخاصة بالمشاريع التي‬
‫استهلكت مئات الماليير دون‬ ‫يقومون بإنجازها في عدة‬
‫أن يتجسد شيء على أرض‬ ‫محيطات بتراب الوالية‪ ،‬فيما‬
‫الـــواقــــع‪.‬‬ ‫تمت إحالة ‪ 09‬ملفا على العدالة‬
‫ومن أهم المحيطات التي طالها‬ ‫بتهمة تحويل أصحابها ألموال‬
‫عن جريدة الخبر اليومية‬ ‫التحقيق لمحاكمة المتورطين‬ ‫التي‬ ‫الفالحي‪،‬‬ ‫الدعم‬
‫(‪.)7442/40/07‬‬ ‫في فضائح الدعم‪ ،‬بكل من‬ ‫استفــــــــــادوا منهـــــــا‪.‬‬
‫المشرية‪ ،‬البيوض‪ ،‬بن عمار‬ ‫وقد تزامن هذا اإلجراء‬
‫وعين بن خليل‪ ،‬فضال على‬ ‫القضائي مع إلغاء ‪ 024‬ملف‬
‫ملفات غراسة النخيل بمنطقة‬ ‫استفادة من الدعم‪ ،‬وإقصاء‬
‫صفيصيفة‪.‬‬ ‫أصحابها‪ ،‬بسبب عدم اإلنطالق‬
‫ومن جهته‪ ،‬أبدى مدير‬ ‫في تجسيد المشاريع‪ ،‬طبقا‬
‫المصالح الفالحية‪ ،‬عزمه على‬ ‫لتعليمة الوزارة الوصية‪،‬‬
‫تطهير القطاع من كل‬ ‫المتضمنة إجبار المستثمرات‬
‫الطفيليين‪ ،‬الذين يتالعبون‬ ‫العاجزة على تعويض كل‬
‫بمشاريع الدعم‪ ،‬وال يلتزمون‬ ‫عمليات التمويل‪ ،‬التي قدمت لها‬
‫بدفاتر الشروط‪ُ ،‬مؤكدا أنه‬ ‫وإقصــــــــــائها نهـــــائيــا‪.‬‬
‫يفضل التضحية بمنصبه‪ ،‬على‬ ‫وجاء تحرك اللجنة التقنية‬
‫أن يتورط في فضائح العبث‬ ‫لتطهير ملفات المستفيدين من‬

‫‪-114-‬‬
‫‪ -0 /0- ) II‬عراقيل اجتماعية‪:‬‬
‫وتتمثل أساسا في الصراعات القائمة بين المستفيدين من األرض الفالحية‪ ،‬الحاملين لتصريح رسمي بحق‬
‫اإلستصالح واإلستغالل‪ ،‬وبين أبناء العشيرة المعتبرين أن األرض عرشية‪ ،‬وأن لهم وحدهم الحق في ذلك‪.‬‬

‫هذه الصراعات وصلت إلى حد إزهاق األرواح‪ ،‬فضال عن الجرح العمدي أو اإلكتفاء بالتهديد‪ ،‬وذلك نظرا‬
‫للعصبيّة القبلية التي ال تسمح بوجود أجانب داخل أراضي العشيرة‪ ،‬على ال ّرغم من ملكية هذه المساحات للقطاع‬
‫العام‪ ،‬مما يدفعهم إلى التنافس على الحصول ‪ -‬هم وأوالدهم ال غير‪ -‬على حق االستفادة من استصالح تلك‬
‫المساحات‪ ،‬خاصة أثناء قانون الحيازة عن طريق اإلستصالح السابق‪ ،‬وهو ما حصل فعال بمحيط دراع لحمر‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬أين اضطرت مصالح والية البيض إلى تقسيم المحيط المسقى ذو مساحة ‪ 244‬هكتار‪ ،‬بين‬
‫‪ 00‬عائلة من عرش القراريج ال غير‪ ،‬تفاديا للصدامات‪:‬‬
‫" عائلة قروج‪ ،‬بلحاج‪ ،‬زياني‪ ،‬طاهري‪ ،‬بلهواري‪ ،‬بلخير‪ ،‬رمضاني‪ ،‬عرض هللا‪،‬‬
‫عماري‪ ،‬مازوزي‪ ،‬بوكرع‪ ،‬قيداري‪ ،‬بلحواس‪ ،‬بن عمر‪ ،‬حمزاوي وعائلة حمادي‪".‬‬
‫وقد تحصلوا جميعهم على عقود التنازل عن الملكية العقارية لألرض الفالحية بعد ذلك‪.‬‬

‫‪ -0 /0-0) II‬عراقيل طبيعية‪:‬‬


‫لعل أهمها‪ ،‬ظاهرة زحف الرمال المتحركة عن طريق الرياح القوية السائدة في المنطقة‪ ،‬و التي تتخذ عدة‬
‫اتجاهات (خاصة حركة ذهاب إياب) مما يزيد األمر تعقيدا‪ ،‬فتجدها تحيط بالمستثمرة‪ ،‬متجمعة عند مصدات‬
‫الرياح‪ ،‬أو مخترقة الحواجز لتغمر األرض الفالحية‪ ،‬بشكل يتناسب مع قوة الرياح واتجاهاتها‪ ،‬و سمك‬
‫الحبيبات الرملية القادرة على تحميلها‪.‬‬

‫الصورتان (‪ :)29،22‬آثار زحف الرمال على المستثمرات الفالحية (بلدية عين بن خليل ‪)7447-47-20‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫مصدات الرياح هي األخرى‪ ،‬أصبحت من عوامل حجز الرمال‪،‬‬
‫التي سرعان ما تتراكم لتصبح كثبانا مختلفة األشكال واألحجام‬
‫وحتى اتجاه الزحف‪.‬‬

‫الصورة ( ‪ :) 04‬مصدات الرياح ؛‬


‫حواجز طبيعية للرياح أم للرمال!؟‪،‬‬
‫(بلدية توسمولين ‪)7442‬‬

‫صهاريج المياه أيضا تحصر الرمال‪ ،‬ولكونها من النوع المفتوح السطح‪ ،‬يسهل حجز الرمال بداخلها‪ ،‬أثناء‬
‫الزوابع الرملية المتكررة‪ ،‬مما يُنقص تدريجيا من حجم استيعابها للمياه‪ ،‬إلى غاية طمرها بالكامل‪.‬‬

‫المياه الجوفية والتي يُعتمد عليها كليّا في عمليات السقي‪ ،‬تحتوي على نسبة من األمالح‪ ،‬وغالبا ما تتسبب في‬
‫تملح التربة نظرا لإلكثار من سكب المياه على مستوى السواقي‪ ،‬بسبب ارتفاع درجة الحرارة‪ ،‬وشدة التبخر‪.‬‬

‫كما أن السقي عن طريق الرش المحوري‪ ،‬يؤدي إلى تركز األمالح الموجودة في الماء على مستوى أوراق‬
‫النباتات‪ ،‬مما يؤدي إلى سرعة اإلضرار بها‪.‬‬

‫أما السقي عن طريق التقطير‪ ،‬و باستعمال مياه محملة بنسبة معتبرة من األمالح‪ ،‬فإنه يؤدي إلى تراكم األمالح‬
‫على مستوى فتحات التقطير‪ -‬نظرا للحرارة المرتفعة وضعف التصريف‪ ،-‬مما يؤدي في الكثير من األحيان إلى‬
‫انسدادها‪.‬‬

‫القشرة الكلسية المتوضعة في أغلب أرجاء المنطقة المدروسة‪ ،‬تُعرقل هي األخرى عمليات االستصالح بشكل‬
‫مباشر وكبير‪ ،‬وتزيد من كلفة األشغال بها‪ ،‬وقد تبين لنا ذلك جليا‪ ،‬من خالل التحقيق الميداني‪ ،‬حيث الحظنا أن‬
‫ُْ ُْ ٌْ من ‪ :‬عين بن خليل‪ ،‬روداسة‪ ،‬توسمولين‪ ،‬صفيصيفة‪ ،‬لبيوض ‪ ،…،‬وغيرها من عينات التحقيق‬
‫كل ُ‬

‫‪- 96 -‬‬
‫متفاوتة‪.‬‬ ‫بنسب‬ ‫ولكن‬ ‫ذاته‪،‬‬ ‫المشكل‬ ‫مجملها‬ ‫في‬ ‫تواجه‬

‫زيادة على هذه العراقيل‪ ،‬تتعرض المنطقة السهبية بين الحين واآلخر‪ ،‬إلى ظواهر طبيعية ظرفية‪ ،‬ولكن كارثية‬
‫النتائج‪ ،‬ال غنى لنا عن ذكرها‪ ،‬وأهمها الجليد‪ ،‬الثلوج‪ ،‬الفيضانات‪… ،‬‬

‫الصورة (‪: )00‬‬


‫أمطار فجائية خالل ساعة زمن‪ ،‬سببت فيضانات أغرقت المزروعات‪.‬‬
‫بلدية البيض ‪ 02 -‬أبريل ‪- 7442‬‬

‫‪ ....‬وحتى الجراد‪ ،‬هذا األخير غزى المنطقة السهبية‬


‫المدروسة‪ ،‬مرتين خالل سنة ‪ ،7440‬وقد بلغت كثافته ‪274‬‬
‫جرادة في المتر المربع الواحد‪ ،‬حسب مديرية المصالح الفالحية‬
‫(والية النعامة)‪ .‬و تسبب في خسارة مادية بلغت ‪ 744‬مليون‬
‫سنتيم في مستثمرة فالحية واحدة فقط‪ ،‬مساحتها ‪ 77‬هكتار‪ ،‬ببلدية‬
‫عين بن خليل ‪ -‬حسب شهادة صاحبها‪ ،‬فما حجم الخسائر التي‬
‫لحقت بالمنطقة ككل ؟‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪: )07‬‬


‫غزو الجراد للمحاصيل الزراعية‬

‫‪- 97 -‬‬
‫– والية النعامة ‪-7440/42/40‬‬

‫‪ ( III‬إستراتيجيات الفاعلين واستغالل المراعي السهبية‪:‬‬


‫عرفت المنطقة السهبية ‪ ،‬ع ّدة استراتيجيات‪ ،‬تباينت حسب أهدافها المنتظرة‪ ،‬ففي البداية وبشكل طبيعي يتماشى‬
‫مع خصوصية المنطقة السهبية وحساسيتها‪ ،‬تبنّى الرجل السهبي نمط المجال المفتوح والتنقالت الموسمية‬
‫الكبرى من أجل الرعي‪ ،‬تحت ُسلطة النظام العشائري‪ ،‬المتعارف عليه محليا‪ ،‬والذي دام عقودا عديدة من‬
‫الزمن‪ ،‬وأثبت نجاعته في تلك األثناء‪ ،‬كما أنه استمر حتى خالل فترات االحتالل القديمة المتكررة‪ ،‬دون‬
‫المساس بهذا النظام‪ ،‬إلى غاية اإلحتالل الفرنسي الذي تعمد التغيير‪ ،‬وبشكل سلبي منذ ‪ ،0924‬ألهداف عسكرية‬
‫واقتصادية محضة‪ ،‬أهمها رصد تحركات سكان المنطقة السهبية وبسط السيطرة عليهم‪ ،‬لكسر شوكة المقاومة‬
‫الشعبية لإلحتالل‪ ،‬وسلب خيرات البالد و نقلها إلى الشمال ومن ث ّم إلى الضفة الشمالية من المتوسط‪ ،‬وقد استمر‬
‫ذلك لعشرات السنين‪.‬‬
‫إن عرقلة تنقالت الرحل وقطعانهم‪ ،‬ولّد ضغطا حيوانيا كبيرا على المراعي المحلية المحاذية لمناطق التجمعات‬
‫والمحتشدات اإلستعمارية‪ ،‬وأدى إلى تدهور الغطاء النباتي بشكل فادح‪ ،‬وقد استمرت هذه السياسة مع استمرار‬
‫االحتالل الذي دام قرنا وثلث القرن‪ ،‬عرفت المنطقة خاللها ظهور ع ّدة تجمعات سكانية ومراكز عمرانية‪ ،‬كان‬
‫أهمها‪ :‬عين الصفراء‪ ،‬المشرية‪ ،‬والبيض‪.‬‬

‫‪ -0 ) III‬إستراتيجيات الفاعلين‪:‬‬
‫بعد اإلستقالل‪ ،‬ونظرا لإلرث اإلستعماري البالغ األثر‪ ،‬عبر كل تراب الوطن‪ ،‬تبنّت السلطات الجزائرية عدة‬
‫إستراتيجيات‪ ،‬كان من بينها التقسيمات اإلدارية المتكررة‪ ،0227 ،0202 :‬ثم ‪.0297‬‬
‫التقسيم اإلداري األول والثاني لم يُؤثرا على المنطقة السهبية المدروسة بشكل مباشر‪ ،‬والتي كانت تنتمي بالكلية‬
‫إلى والية سعيدة‪ ،‬إلى غاية سنة ‪ ،0297‬حيث تم إعالن البيض والنعامة واليتين منفصلتين عن الوالية األم‪.‬‬
‫هذا التأخر أدى إلى تأخر التنمية بالمنطقتين اللتين كانتا ِعبئا عن اإلدارة المركزية لوالية سعيدة ‪ ،‬في حين أسهم‬
‫التقسيم اإلداري هذا‪ ،‬في تضاعف عدد البلديات والمراكز العمرانية‪ ،‬والتي تلعب دور المدن الصغيرة من حيث‬
‫توسطها للتجمعات األخرى‪ ،‬وتوفرها على التجهيزات والخدمات األساسية‪ ،‬خاصة منها التعليمية والصحية‪,‬‬
‫واإلدارية‪ ،‬هذه األخيرة التي تمثل مصالحها لدى كال من الواليتين‪ ،‬مجموعة من الفاعلين األساسيين في عمليات‬
‫اإلستصالح الزراعي‪،‬وعلى رأسهم‪:‬‬

‫‪ / 0 -0 )III‬المجلس الشعبي البلدي‪ :‬على اعتبار أن عمليات االستصالح‪ ،‬تتم على مستوى أراضي تابعة‬
‫عقاريا ألراضي البلدية بطبيعة الحال‪ ،‬والهتمامها بتطوير وتنمية أراضيها‪ ،‬فإن دور البلدية يبقى تنظيميا‪،‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫بتسجيل قوائم الراغبين في االستفادة من قوانين االستصالح الزراعي‪ ،‬فضال عن التنسيق بين مختلف الفاعلين‬
‫اآلخرين من مختلف المديريات‪.‬‬
‫‪ / 0 -0 ) III‬مديرية المصالح الفالحية للوالية‪ :‬هي األخرى تسهر على التنسيق بين مختلف األطراف الفاعلة‬
‫في تحقيق االستصالح‪ ،‬فضال عن المتابعة التقنية والميدانية‪ ،‬لتجسيد ما نصّ عليه دفتر الشروط‪.‬‬

‫‪ / 0 -0 )III‬مديرية ال ّري للوالية‪ :‬تُمثل محليا‪ ،‬الوكالة الوطنية للموارد المائية‪ ،‬ويتركز دورها أساسا في عدم‬
‫السماح بحفر آبار على مستوى محيطات الحماية المحددة من طرف الوكالة مسبقا‪ ،‬فيما تصدر تصاريح بالحفر‬
‫لما دون ذلك‪ ،‬بعد إخطار وكالة الموارد المائية‪.‬‬

‫‪ / 0 -0 )III‬مديرية مسح األراضي للوالية‪ :‬ويتمثل دورها في تحديد وإنجاز المخطط القطعي لمستثمرات‬
‫محيطات االستصالح الزراعي‪ ،‬على أساس العقود المؤقتة الموقّعة من طرف الوالي‪.‬‬
‫وبعد ُمضي الخمسة سنوات المخصصة لالستصالح‪ ،‬تقوم لجنة مكونة من مختلف المديريات الفاعلة في العملية‬
‫بمعاينة ميدانية للمستثمرات المستصلحة والتي في حالة اتفاقها على نجاح االستصالح من دون تحف ‪ ،‬تقوم‬
‫مصالح المسح العقاري بإصدار ملحق يشمل أسماء المستفيدين من نجاح االستصالح الزراعي‪ ،‬إلى جانب‬
‫تحديد الموقع والمساحة الموكلة لكل واحد منهم‪ ،‬كخطوة الستكمال الملف العقاري‪ ،‬إلرساله لمصلحة أمالك‬
‫الدولة‪.‬‬

‫‪ / 0 -0 )III‬مديرية أمالك الدولة‪ :‬والتي بدورها تعمل على إصدار عقود ملكية للمستفيدين من قانون الحيازة‬
‫على الملكية العقارية لسنة ‪ ،0292‬فيما تصدر عقود االنتفاع من األرض المستصلحة من دون ملكية مدى‬
‫الحياة‪ ،‬بالنسبة للمستفيدين من قانون االمتياز الفالحي لسنة ‪ ،0222‬ويتم ذلك كله تحت سلطة الوالي‪.‬‬

‫‪ / 1 -0 )III‬المجلس الشعبي الوالئي‪ :‬أو ما يُسمى بالممثل المحلي للدولة‪ ،‬الذي يملك السلطة التشريعية‬
‫والتنفيذية للقرارات المتعلقة باالستصالح‪ ،‬بدءا بسن القوانين‪ ،‬إلى غاية المتابعة الميدانية وتسليم العقود إذا ما‬
‫ت ّمت عمليات االستصالح الزراعي بنجاح‪ ،‬أما في حالة فشلها‪ ،‬فيتم إصدار قرار إلغاء العقد المؤقت وهو ما‬
‫يسمى بالشرط الفاسخ‪.‬‬

‫‪ / 9 -0 )III‬العا ّمة لالمتياز الفالحي )‪ :(GCA‬تعمل تحت إمرة مديرية المصالح الفالحية‪ ،‬ومقرها غالبا بنفس‬
‫المديرية‪ ،‬ظهرت إلى الوجود سنة ‪ ،0222‬كضرورة حتمية لتغيير صيغة االستفادة من االستصالح الزراعي‪،‬‬
‫من إمكانية الحيازة على الملكية العقارية لألرض الفالحية عن طريق التنازل‪ ،‬والذي مثّل سابقة في تاريخ‬
‫العقار بالجزائر‪ ،‬إلى حق االنتفاع مدى الحياة من دون تمليك ‪ ،‬وهو القانون سائر المفعول حاليا‪ ،‬والذي انتعش‬

‫‪- 99 -‬‬
‫في ظل المخطط الوطني للتنمية الفالحية‪ ،‬الداعم لعمليات اإلستصالح الزراعي‪ ،‬والتي وجد المستثمرون‬
‫والموالون من خاللها متنفسا‪ ،‬على اعتبار توفر الدعم المادي‪ ،‬وسهولة الحصول عليه‪.‬‬

‫‪ -0 ) III‬كيفية الحصول على الدعم الفالحي ‪: PNDA‬‬

‫‪ /0 -0 )III‬في الغرفة الفالحية‪:‬‬


‫منها يستصدر المستثمر بطاقة بيانية تعريفية بالمستثمرة الموكلة إليه ليستصلحها‪ ،‬سواءا عن طريق الملكية أو‬
‫عن طريق حق اإلمتياز الفالحي‪ ،‬ويستخرج أيضا بطاقة فالح بعد تحقيق يُجريه المندوب الفالحي‪ ،‬وهما‬
‫بطاقتان بمثابة وثائق تعريفية بالمستثمر والمستثمرة‪.‬‬

‫‪ /0 -0 )III‬في مديرية ال ّري‪:‬‬


‫يستخرج المستثمر من مديرية الري تصريح بالحفر‪ ،‬من أجل حفر بئر عميق أو بئر عادي‪.‬‬

‫‪ /0 -0 )III‬في المندوبية الفالحية‪:‬‬


‫يلتقي المستثمر بالمندوب الفالحي للدائرة ويقدم له طلب الدعم الفالحي‪ ،‬وبه يكتمل الملف الذي سيبقى لدى‬
‫مصالح المقاطعة للمراقبة‪ ،‬وبعد ثمانية أيام يُؤخد الملف إلى مديرية المصالح الفالحية للوالية‪.‬‬

‫‪ /0 -0 )III‬في مديرية المصالح الفالحية‪:‬‬


‫يُعرض الملف على اللجنة التقنية الوالئية التي يرأسها مدير المصالح الفالحية شخصيا‪ ،‬أما أعضائها فهم‬
‫مجموعة من الممثلين عن مصالح الري‪ ،‬الغابات‪ ،‬أمالك الدولة‪ ،‬البلدية‪ ،‬العا ّمة لالمتياز الفالحي‪ ،‬المحافظة‬
‫السامية لتطوير السهوب‪ ،‬البنك‪ ،...،‬هذه اللجنة تدرس الملف وتُصدر اعتمادا على أساس قبول أو رفض الملف‪،‬‬
‫ويُمضى من طرف مدير المصالح الفالحية‪.‬‬
‫أما دفتر الشروط المتعلق بأشغال المستثمرة فيُمضيه المدير أيضا إلى جانب المستثمر‪ ,‬ويتحصل هذا‬
‫األخيرعلى نسخة منه‪ ،‬كما توجه نسحة أُخرى إلى البنك لتمكين المستثمر من االقتراض‪ ،‬وأُخرى للمندوبية‬
‫الفالحية للدائرة‪ ،‬فيما تحتف مديرية المصالح الفالحية للوالية بالنسخة األصلية‪.‬‬

‫بعدها يأتي دور المقاول المكلف باألشغال‪ ،‬ومكتب الدراسات المكلف بالمتابعة من طرف المندوبية الفالحية‪،‬‬
‫وتتمثل األشغال عادة في‪:‬‬
‫‪ -‬حفر بئر عميق‪،‬‬
‫‪ -‬بناء صهريج مائي‪،‬‬

‫‪- 100 -‬‬


‫‪ -‬تجهيز البئر بمضخة مغمورة‪،‬‬
‫‪ -‬تركيب شبكتي الري بالتقطير والرش المحوري‪،‬‬
‫‪... -‬زيادة على غرس األشجار المثمرة‪.‬‬
‫‪ /0 -0 )III‬الكلفة المادية‪:‬‬
‫أ ّما معدل التكلفة المادية لهذه المشاريع فهي كما يلي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬معدل ال ُكلفة المادية ألشغال االستصالح الزراعي‪:‬‬


‫التكلفة المالية (دج)‬ ‫طبيعة العملية‬
‫‪074444.44‬‬ ‫حفر بئر عميق (لعمق ‪ 74‬متر)‬
‫‪774444.44‬‬ ‫بناء صهريج مائي (ذو حجم ‪ 044‬متر مكعب)‬
‫‪744444.44‬‬ ‫تجهيز البئر بمضخة مغمورة‬
‫‪704444.44‬‬ ‫تركيب شبكة الري بالتقطير (‪ 40‬هكتار)‬
‫‪744444.44‬‬ ‫تركيب شبكة الري بالرش المحوري (‪ 40‬هـكتار)‬
‫‪24444.44‬‬ ‫غرس األشجار المثمرة (‪40‬هـكتار)‬
‫‪0244444.44‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مديرية المصالح الفالحية – والية البيض ‪-7442‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫‪ -0 )III‬محيطات الحماية والغراسة الرعوية " بين الواقع والنظرية"‪:‬‬
‫استحدثت عبر العديد من بلديات المناطق السهبية المدروسة محميات رعوية للمحافظة على الغطاء النباتي‬
‫ومكافحة الترمل وتكثيف اإلنتاج العلفي‪ ،‬وتوفير فرص عمل و إيرادات مالية للبلديات‪.‬‬

‫‪ /0 -0 )III‬تجربة العامة لإلمتياز الفالحي ‪:GCA‬‬


‫منذ نشأتها سنة ‪ ،0222‬و بالموازات مع تطبيق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 092-22‬المتعلّق باإلستصالح الزراعي‬
‫عن طريق اإلمتياز‪ ،‬عرف الوسط السهبي إنتعاشا من حيث الغراسة الرعوية‪ ،‬لنباتات ُمقاومة للجفاف‬
‫والظروف المناخية القاسية التي تشهدها المنطقة السهبية‪ ،‬وقد بلغت المساحة المغروسة بوالية النعامة لوحدها‬
‫‪7042‬هـ مع نهاية سنة ‪ ،7440‬مما ضاعف نسبة المردود العلفي من ‪ 24‬وحدة علفية في الهكتار قبل الغراسة‬
‫إلى ‪ 244‬وحدة علفية بعدها( الجدول ‪.) 02‬‬

‫الجدول رقم (‪:)09‬المحيطات الرعوية المغروسة لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪ GCA‬بوالية النعامة (‪:)7440‬‬
‫المساحة المحمية (هـ) المردود(وحدة علفية ‪/‬هكتار)‬ ‫المنطقة‬ ‫البلدية‬ ‫الوالية‬
‫‪244‬‬ ‫‪744‬‬ ‫عمرق‬
‫البيوض‬
‫‪274‬‬ ‫‪724‬‬ ‫فوقارة‬
‫‪274‬‬ ‫‪7024‬‬ ‫بولقسام‬
‫مكمن بن عمار‬
‫‪744‬‬ ‫‪0244‬‬ ‫بن نور‬ ‫النعامة‬
‫‪774‬‬ ‫‪044‬‬ ‫جوران‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪744‬‬ ‫‪072‬‬ ‫حجرة الطوال‬ ‫النعامة‬
‫‪074‬‬ ‫‪044‬‬ ‫أولقاق‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪-‬‬ ‫‪7042‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪":‬العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪)7440( GCA‬‬

‫أما محيطات الحماية‪ ،‬فتعني وضع مساحة معينة تحت الحراسة لمنع الرعي بشكل قطعي‪ ،‬لفترة تقدر عادة‬
‫بـثالث سنوات لتمكين المراعي الطبيعية من التجديد البيولوجي لنباتاتها السهبية‪ ،‬وقد نجحت بالفعل في ذلك في‬
‫معظم مشاريعها الجدول (‪.)09‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫الجدول رقم ( ‪ :)09‬المحيطات الرعوية المحمية لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪ )7440( GCA‬والية النعامة‪:‬‬
‫المساحة المحمية (هـ) المردود(وحدة علفية ‪/‬هكتار)‬ ‫المنطقة‬ ‫البلدية‬ ‫الوالية‬
‫‪044‬‬ ‫‪7444‬‬ ‫فوقارة‬ ‫البيوض‬ ‫النعامة‬
‫‪774‬‬ ‫‪07444‬‬ ‫بولقسام‬ ‫مكمن بن عمار‬
‫‪774‬‬ ‫‪0274‬‬ ‫بن نور‬
‫‪044‬‬ ‫‪04744‬‬ ‫جواران‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪774‬‬ ‫‪2444‬‬ ‫النعامة حجرة الطوال‬
‫‪274‬‬ ‫‪00444‬‬ ‫أولقاق‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪-‬‬ ‫‪70974‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪":‬العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪)7440( GCA‬‬

‫العــــــــامة لإلمتيـــازات الفالحيـــــة‬


‫تنسيقيــــــة المشاريــــــع البيــــض‬
‫المساحة المحميــة ‪ 9244‬هـ‬
‫الغراسة الرعوية ‪ 0444‬هـ‬
‫تثبيث الكتبان الرملية ‪ 044‬هـ‬
‫المعالم ‪ 74‬وحدة‬
‫منطقة الخلوة –بلدية الغاسول‪-‬‬

‫الصورة (‪ : )02‬إحدى محيطات الحماية والغراسة الرعوية للعامة لإلمتيازات الفالحية‪.‬‬


‫البيض‪ (.‬أبريل ‪)7442‬‬

‫وبالتالي يبدوا أن العامة لإلمتياز الفالحي‪ ،‬تمكنت حسب المعطيات‪ ،‬من غراسة وحماية ما مجموعه ‪72444‬‬
‫هكتار‪ ،‬كلّفتها حوالي ‪ 77‬مليار سنتيم‪.‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫‪ /0 -0 ) III‬تجربة المحافظة السامية لتنمية السهوب ‪:HCDS‬‬
‫من جانبها‪ ،‬سجلت المحافظة السامية لتنمية السهوب(خالل نفس السنة) ضمن نشاطاتها ببلديات والية النعامة‪،‬‬
‫ما يُقارب نصف المليون هكتار من المحيطات الرعوية المحمية‪ ،‬وثالثة آالف هكتار من المحيطات الرعوية‬
‫المغروسة ( الجدول ‪.) 02‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)09‬المحيطات الرعوية المحمية لـ"المحافظة السامية لتنمية السهوب لوالية النعامة (‪)7440‬‬
‫المردود(وحدة علفية ‪/‬هكتار)‬ ‫المساحة المحمية (هـ)‬ ‫المنطقة‬ ‫البلدية‬ ‫الوالية‬
‫‪074‬‬ ‫‪74444‬‬ ‫نفيخة‬
‫‪074‬‬ ‫‪04444‬‬ ‫لروية‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪074‬‬ ‫‪74444‬‬ ‫تالة‬
‫‪044‬‬ ‫‪74444‬‬ ‫التواجر‬ ‫النعامة‬
‫‪074‬‬ ‫‪74444‬‬ ‫مسيف‬
‫‪024‬‬ ‫‪04444‬‬ ‫فريطيس‬ ‫المشرية‬
‫‪---‬‬ ‫‪04444‬‬ ‫مكمن لبيض‬ ‫البيوض‬
‫‪044‬‬ ‫‪044444‬‬ ‫بوقرن‬
‫‪274‬‬ ‫‪74444‬‬ ‫القعلول‬ ‫عين بن خليل‬ ‫النعامة‬

‫‪074‬‬ ‫‪74444‬‬ ‫البخباخة‬


‫‪---‬‬ ‫‪74444‬‬ ‫بوبحر‬
‫‪94‬‬ ‫‪74444‬‬ ‫عبد المولى‬ ‫القصدير‬
‫‪---‬‬ ‫‪04444‬‬ ‫مسخسخة‬
‫‪94‬‬ ‫‪04444‬‬ ‫مكمن لحنش‬ ‫بن عمار‬
‫‪94‬‬ ‫‪74444‬‬ ‫مكمن الناقة‬
‫‪---‬‬ ‫‪074444‬‬ ‫المــــــــــــجـــمـــــــــــــــــــــــوع‬
‫المصدر‪:‬المحافظة السامية لتنمية السهوب لوالية النعامة ‪(2004) HCDS‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬سجلت هذه العمليات إرتفاعا كبيرا في حجم الوحدات العلفية التي تضاعفت بشكل الفت‪ ،‬إ ّما‬
‫بسبب الغراسة الرعوية الجديدة أو بسبب إنشاء المحميات على حد سواء‪ ،‬و بأخذنا بلديتي لبيوض و صفيصيفة‬
‫على سبيل المثال ال الحصر‪ّ ،‬‬
‫فإن المالح أن مساحات الغراسة الرعوية بمنطقة "مرت العيضوان" تظاعفت‬

‫‪- 104 -‬‬


‫وحداتها العلفية من ‪ 24‬وحدة إلى ‪ 744‬وحدة علفية‪/‬هكتار‪ ،‬بنسبة تغطية نباتية ‪ ،%97‬في حين بلغت نسبة‬
‫الغطاء النباتي في محمية نُفيخة ‪ ،% 24‬مسجلة حوالي ‪ 074‬وحدة علفية في الهكتار‪ ،‬مقابل ‪ 04‬وحدة علفية‬
‫سُجلت قبل إنشاء المحمية ( الجدول ‪.) 74‬‬
‫الجدول رقم (‪ )02‬المحيطات الغراسة الرعوية لـ"المحافظة السامية لتنمية السهوب" ‪:)7440( HCDS‬‬
‫المردود(وع‪/‬هكتار)‬ ‫المساحة المغروسة (هـ)‬ ‫المنطقة‬ ‫البلدية‬ ‫الوالية‬
‫‪074‬‬ ‫‪029.02‬‬ ‫فكارين‬
‫‪744‬‬ ‫‪744.44‬‬ ‫مرت العيضوان‬
‫‪744‬‬ ‫‪744.44‬‬ ‫السانيا‬ ‫البيوض‬
‫‪244‬‬ ‫‪044.44‬‬ ‫القعدة‬
‫‪074‬‬ ‫‪200.42‬‬ ‫التواجر‬ ‫النعامة‬
‫‪744‬‬ ‫‪772.00‬‬ ‫دوار القصدير‬ ‫القصدير‬
‫‪074‬‬ ‫‪727.20‬‬ ‫عبد المولى‬
‫‪044‬‬ ‫‪700.92‬‬ ‫بونبيكة‬
‫‪774‬‬ ‫‪774.22‬‬ ‫حوض الضاوية‬ ‫بن عمار‬ ‫النعامة‬

‫‪274‬‬ ‫‪070.77‬‬ ‫مخيزن‬


‫‪774‬‬ ‫‪044.44‬‬ ‫دير الحيرش‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪074‬‬ ‫‪044.44‬‬ ‫ثنية العودة‬
‫‪044‬‬ ‫‪742.00‬‬ ‫بوبحر‬
‫‪044‬‬ ‫‪770.77‬‬ ‫المسدورية‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪244‬‬ ‫‪074.44‬‬ ‫العريض‬
‫‪744‬‬ ‫‪044.44‬‬ ‫جرف الحمام‬
‫‪---‬‬ ‫‪7292.27‬‬ ‫المــــــــــــجـــمـــــــــــــــــــــــوع‬
‫المصدر‪:‬المحافظة السامية لتنمية السهوب ‪(2004) HCDS‬‬

‫وبذلك بلغت والية النعامة في منتصف شهر ديسمبر من سنة ‪ 7442‬تحقيق استصالح مساحة كلية للغراسة‬
‫الرعوية على امتداد ‪ 2044‬هكتار لضمان إعادة التوازن البيئي وتحقيق مداخيل للبلديات النائية من خالل كراء‬
‫هذه المستصلحات العلفية للم ّوالين‪.‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫وقد تم إنشاء محميات رعوية طبيعية عبر نطاق يصل مساحة ‪ 740444‬هكتار سمحت بتوفير ‪ 702‬منصب‬
‫عمل مؤقت‪ ,‬و ساهم في رفع اإلنتاج العلفي من ‪ 24‬إلى ‪ 744‬وحدة في الهكتار فضال عن غرس األشجار المثمرة‬
‫عبر مساحة ‪ 900‬هكتار موزعة على ‪ 297‬مستفيد‪.‬‬

‫‪ /0 -0 )III‬ا ستصالح الزراعي و الرعوي عن طريق ا متياز‪:‬‬


‫بتطبيق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 092-22‬المتعلّق باإلستصالح الزراعي عن طريق اإلمتياز‪ ،‬وفي إطار‬
‫برنامجها المتضمن لإلستصالح‪ ،‬أنجزت العامة لإلمتياز الفالحي خالل سنة ‪ 7440‬عبر والية النعامة‪،‬‬
‫مجموعة من مشاريع اإلستصالح على شكليه؛ الرعوي والزراعي‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬فيما يتعلق باإلستصالح الزراعي‪ ،‬سجلت والية النعامة‪ ،‬إستصالح مساحة قدرها ‪ 7777‬هكتار عن طريق‬
‫الزراعة المسقية‪ ،‬موزعة على ‪ 007‬مستفيد‪ ،‬مقابل تكلفة مادية بلغت ‪ 0.004.222.902,44‬دج‪ ،‬وشمل‬
‫اإلستصالح أيضا حفر ‪ 70‬بئر عميق وبناء ‪ 00‬صهريج‪ ،‬موزعة على بلديات الوالية كالتالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪:)00‬محيطات اإلستصالح الزراعي لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪:)7440( GCA‬‬
‫عدد الصهاريج‬ ‫عدد اآلبار العميقة‬ ‫المساحة المستصلحة‬ ‫المحيط‬ ‫البلدية‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ 744‬هـ‬ ‫فرطاسة‬
‫‪-‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ 77‬هـ‬ ‫سيدي معمر‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪-‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ 24‬هـ‬ ‫أم شقاق‬
‫‪47‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 004‬هـ‬ ‫رسفة الحمرة‬ ‫عسلة‬
‫‪-‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪ 004‬هـ‬ ‫معذر‬ ‫قصدير‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 004‬هـ‬ ‫رشيدية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 744‬هـ‬ ‫بن عمار‬ ‫مكمن بن عمار‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 044‬هـ‬ ‫مسدورية‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪-‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪ 074‬هـ‬ ‫النكار ‪7‬‬ ‫تيوت‬
‫‪-‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ 074‬هـ‬ ‫تيورطلت‬
‫‪-‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ 97‬هـ‬ ‫سيدي ابراهيم‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 07‬هـ‬ ‫زاوش‬ ‫مقرار‬
‫‪-‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪ 74‬هـ‬ ‫بلياطة‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ 04‬هـ‬ ‫عيش‬

‫‪- 106 -‬‬


‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ 04‬هـ‬ ‫نثيلة‬ ‫عين الصفراء‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ 04‬هـ‬ ‫مخيزن‬
‫‪00‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪ 7777‬هـ‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪":‬العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪)7440(GCA‬‬

‫أما من حيث اإلستصالح الرعوي‪ ،‬فقد أنجزت العا ّمة لإلمتياز الفالحي ‪ 04‬مشاريع رعوية‪ ،‬كلفتها‪:‬‬
‫‪ 02.222.444,44‬دج‪ ،‬من أجل‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين ضروف العيش للمواطنين‪ ،‬مع توفير فرص عمل أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع المساحة الفالحية الصالحة لإلستغالل‪ ،‬عن طريق الزراعة المروية‪.‬‬
‫‪ -‬حماية النظام البيئي السهبي الهش‪ ،‬عن طريق إنشاء المحميات‪.‬‬
‫وقد توزعت هذه المشاريع كالتالي‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪:)00‬محيطات اإلستصالح الرعوي لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪:)7440( GCA‬‬
‫أشجار الظل(هـ)‬ ‫المساحة المغروسة(هـ)‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫المحيط‬ ‫البلدية‬
‫‪04‬‬ ‫‪070‬‬ ‫‪7044‬‬ ‫فوقارة‬ ‫البيوض‬
‫‪-‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪04444‬‬ ‫حجرات طوال‬ ‫النعامة‬
‫‪40‬‬ ‫‪744‬‬ ‫‪07444‬‬ ‫جوران‬
‫عين بن خليل‬
‫‪-‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪07444‬‬ ‫بن نور‬
‫‪07‬‬ ‫‪042‬‬ ‫‪00444‬‬ ‫النكار ‪0‬‬ ‫تيوت‬
‫‪70‬‬ ‫‪977‬‬ ‫‪24044‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪":‬العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪)7440( GCA‬‬
‫‪ /0 -0 )III‬السكن الريفي و أزمة الكهرباء الريفية‪:‬‬
‫وقد استفادت والية النعامة‪ ،‬من خالل البرنامج الوطني للكهرباء الريفية‪ ،‬من ما مجموعه ‪ 742‬كلم خطي‪ ،‬موزعة‬
‫عبر الوالية‪ ،‬لتربط ضمن شبكتها ‪ 000‬مستفيد(إلى غاية نهاية ‪ ،)7442‬فيما تواصل الربط اإلستعجالي بشبكة‬
‫الكهرباء‪ ،‬والذي يُحدد بـ‪ 74‬كلم سنويا‪ ،‬وهو بطبيعة الحال غير كافي‘ نظرا لتباعد محيطات اإلستصالح‪،‬‬
‫وتضاعف عدد المستثمرات الفردية بشكل‬
‫الفت‪ ،‬أما فيما يخص سنة ‪ ،7440‬فقد‬
‫خصصت الوالية غالفين ماليين مقدار كل‬
‫منهما ‪ 74‬مليون دينار‪ ،‬من أجل توصيل‬

‫‪- 107 -‬‬


‫الكهرباء على امتـــداد ‪74‬كلم الصورة (‪.)00‬‬

‫الصورة رقم (‪:)00‬‬


‫توصيل الكهرباء إلى مستثمرات‬
‫اإلستصالح الزراعي بمحيط الكريمة‪.‬‬
‫بلدية عين بن خليل (ماي ‪)7447‬‬

‫كما قامت المصالح الفالحية في إطار برنامج تطوير وتنمية السهوب بتجهيز ‪ 722‬خيمة للبدو الرحل بالطاقة‬
‫الشمسية في إطار أشغال المشاريع الرامية إلى الحفاظ على المراعي وتحسين مردوديتها العلفية وتنظيم نشاط‬
‫استغالل المراعي (الصور‪.)07،00 :‬‬

‫اإلنارة تدخل أكواخ وخيام البدو الرحل‬ ‫صفائح الطاقة الشمسية تعلوا أكواخ الرّحل‬

‫الصورتان( ‪ :)07،00‬تزويد خيام البدو ال ّرحل بالطاقة الشمسية‬


‫المصدر‪ :‬المحافظة السامية لتنمية السهوب لوالية النعامة ‪. 7440‬‬

‫أما من جانب السكن الريفي‪ ،‬فقد استفادت مستثمرات والية النعامة‪ ،‬من ‪ 044‬وحدة سكنية سنة ‪ ،7440‬حيث‬
‫سجلت ترميم ‪ 744‬وحدة ‪ ،‬و ت ّم إنجاز ‪ 744‬مسكن ريفي جديد آخر (الصورة ‪.)02‬‬

‫‪- 108 -‬‬


‫الصورة رقم (‪: )02‬‬
‫مساكن ريفية جديدة منتشرة بمستثمرات اإلستصالح الزراعي‪.‬‬
‫بلدية لبيوض (جوان ‪)7447‬‬

‫وقد بلغت تكلفة المسكن الريفي الجديد حوالي ‪ 744‬ألف دينار جزائري‪ ،‬فيما قُ ِدر الترميم بنصف المبلغ المذكور‬
‫(خالل سنة ‪ ،)7440‬وقد تولّى األشغال مجموعة من المقاولين إلنجاز مشاريع البناء والترميم‪ ،‬الموزعة على‬
‫بلديات الوالية‪ ،‬كما هو موضّح في الجدول التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ : )00‬توزيع حصص السكن الريفي عبر بلديات والية النعامة لسنة ‪:7440‬‬
‫الترميم (وحدة سكنية)‬ ‫المساكن الجديدة(وحدة سكنية)‬ ‫البلديات‬
‫‪74‬‬ ‫‪77‬‬ ‫عين الصفراء‬
‫‪07‬‬ ‫‪07‬‬ ‫تيوت‬
‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪07‬‬ ‫‪07‬‬ ‫عسلة‬
‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬ ‫النعامة‬
‫‪74‬‬ ‫‪77‬‬ ‫مقرار‬
‫‪07‬‬ ‫‪04‬‬ ‫جنييّن بو رزق‬
‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬ ‫مكمن بن عمار‬
‫‪-‬‬ ‫‪04‬‬ ‫المشرية‬
‫‪74‬‬ ‫‪24‬‬ ‫البيوض‬
‫‪07‬‬ ‫‪04‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪744‬‬ ‫‪744‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مديرية المصالح الفالحية لوالية النعامة (‪.)7440‬‬

‫‪- 109 -‬‬


‫أ ّما عدد وحدات السكن الريفي التي استفادت منها مستثمرات والية النعامة منذ بداية العملية‪ ،‬فقد بلغت ‪0072‬‬
‫وحدة سكنية جديدة‪ ،‬إلى غاية نهاية ‪ ،7442‬فيما ت ّم تهيئة وترميم أكثر من ‪ 244‬وحدة سكنية‪.‬‬

‫‪ /0 -0 )III‬واقع محيطات الحماية والغراسة الرعوية " التجربة الميدانية" ‪:‬‬


‫كما تعددت نشاطات" المحافضة السامية لتنمية السهوب" وكذا"العامة لإلمتياز الفالحي" بواليتي البيض والنعامة‬
‫في هذا المجال أيضا‪ ،‬وحققت العديد من النجاحات في معظم مشاريعها‪ ،‬وكانت تهدف من خاللها إلى غرس‬
‫نباتات ُمتأقلمة مع الوسط السهبي‪ ،‬من أجل تحسين المردود العلفي‪ ،‬وإعادة بناء المراعي الطبيعية المتدهورة عن‬
‫طريق وضعها تحت الحماية بشكل ظرفي‪.‬‬
‫وقد بلغت حصيلة أشغال الغراسة الرعوية بوالية النعامة‪ ،‬والتي أعلنت عليها مديرية الخدمات الفالحية في مارس‬
‫‪ ،7449‬حوالي ‪ 00294‬هكتار‪ ،‬موزعة حسب البلديات والبرامج على النحو التالي‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)00‬توزيع مساحات الغراسة الرعوية حسب بلديات والية النعامة‪ ،‬وحسب برامج الغراسة‪:‬‬
‫برنامج ‪( HCDS‬هـ) المساحة اإلجمالية (هـ)‬ ‫برنامج ‪( GCA‬هـ)‬ ‫البلديات‬
‫‪1161‬‬ ‫‪361‬‬ ‫‪800‬‬ ‫النعامة‬
‫‪1110‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪875‬‬ ‫تيوت‬
‫‪1919‬‬ ‫‪219‬‬ ‫‪1700‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪101‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪-‬‬ ‫عسلة‬
‫‪1723‬‬ ‫‪223‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪2840‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪2620‬‬ ‫مكمن بن عمار‬
‫‪458‬‬ ‫‪458‬‬ ‫‪-‬‬ ‫قصدير‬
‫‪2468‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪2290‬‬ ‫البيوض‬
‫‪11 780‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪9 785‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة (مارس ‪)7449‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫من خالل مقارنة معطيات هذا الجدول بالمعطيات المشابهة لسنة ‪ ،7440‬يتبين أن المساحة اإلجمالية للغراسة‬
‫الرعوية لوالية النعامة‪ ،‬عرفت تزايدا ملحوظا‪ ،‬فقد ارتفعت من ‪9700‬هـ سنة ‪ ،7440‬لتصبح ‪00294‬هـ مطلع‬
‫‪ ،7449‬أي أن المساحة اإلضافية منذ ‪ 7440‬إلى غاية نهاية ‪ 7442‬قدرت بـ ‪ 2720‬هكتار‪ ،‬أي بمعدل ألف هكتار‬
‫سنويا‪.‬‬

‫إالّ أن أهم وأصعب دور ضمن هذه النشاطات‪ ،‬بعد إنشاء المحميات هو متابعتها الميدانية‪ ،‬وحراستها من‬
‫تجاوزات الرُّ عاة وقطعانهم‪ ،‬خاصة وأن المساحة الموكلة لكل حارس تفوق األلفي هكتار‪ ،‬حسب تصريحات مدير‬
‫المحافظة السامية لتطوير السهوب لوالية البيض‪،‬على أنه تم حينها توزيع ‪ 724‬عامل لحراسة مساحة قدرها‬
‫‪ 074444‬هكتار‪ ،‬أي بمعدل ‪ 7244‬هـكتار لكل حارس‪.‬‬
‫وموطن الخطورة في هذا المجال يكمن في عدم قدرة الحراس على منع أو طرد الموالين من المحميات لعدة‬
‫أسباب أهمها‪ ،‬حملهم السالح والرابطة العشائرية القبلية القوية التي تربط الموالين فيما بينهم‪ ،‬في حين ينظرون‬
‫إلى الحارس نظرة ال ّدركي المج ّرد من السالح‪.‬‬

‫الصورة (‪ :)09‬إختراق المحميات‬


‫الرعوية من طرف الموالين رغم وجود‬
‫معالم للمحمية (الح السهم)‬

‫‪ -‬بلدية صفيصيفة – (‪ 20‬ماي ‪)7447‬‬

‫‪ -‬محمية نفيخة (التجربة الناجحة)‪:‬‬


‫وقد الحظنا من خالل إقامتنا في فترة التحقيق الميداني ببلدية صفيصيفة ‪ ،‬جنوبي غربي والية النعامة (ماي‪-‬جوان‬
‫‪ ،)7447‬أن التجاوزات التي طالت المحميات ‪ ،‬لم تعرف حدا إالّ بعد تدخل رئيس البلدية شخصيا‪ ،‬الذي بادر من‬
‫خالل ع ّدة لقاءات متتالية جمعته بالم ّوالين بحضور كبيرهم‪ ،‬في خيمة نُصبت في العراء لذلك الغرض ‪ ،‬وقد حالفنا‬
‫الح أن حضرنا بعض هذه اللقاءات‪ ،‬التي من خاللها تم ّكن رئيس البلدية من توضيح الفائدة من غلق المحميات‬
‫بشكل دوري‪ ،‬وضرورة ذلك‪ ،‬بل وطلب المساعدة من كبير الجماعة‪ ،‬الذي بدوره ق ّدر مجهودات رئيس البلدية‬
‫الرامية لتجنب الصدامات مع الحراس‪ ،‬وتواعدا على حف النظام و فتح المحمية الحقا من أجل استغاللها مقابل‬
‫دفع مبلغ ألف دينار فقط (للهكتار) لخزينة البلدية‪ ،‬وهو ما استحسنه الموالون (الصورتان‪.)02،74:‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫نظرة من الداخل‬

‫الصورتان (‪ :)02،74‬لقاء رئيس بلدية صفيصيفة بالموالين من أجل إنجاح مشروع المحميات الرعوية‪.‬‬
‫‪ -‬بادية صفيصيفة (جوان ‪- )7447‬‬
‫خالل نفس الفترة رافقنا رئيس البلدية وعنصرين من مصلحتها التقنية‪ ،‬في جولة ليلية تفقدية لمحمية " ُنفيخة" غربي‬
‫مركز البلدية‪ ،‬في حدود منتصف الليل‪ ،‬على متن سيارة رباعية ال ّدفع‪ ،‬فاكتشفنا وجود قطيع في جزء ناء من‬
‫المحمية‪ ،‬تمت معاينة القطيع‪ ،‬والتعرف على صاحبه‪ ،‬ومن ثم تولّى رئيس البلدية إبالغ كبير الجماعة بالخروقات‪،‬‬
‫وتمت بعد ذلك محاسبة المعتدي على خرق اإلتفاق المبرم مع أعيان الجماعة‪.‬‬
‫هذه الرابطة القبلية المتينة‪ ،‬سمحت في النهاية باستغالل مساحات شاسعة من الحلفاء والشيح‪ ،‬وغيرها من النباتات‬
‫العلفية الطبيعية‪ ،‬وأثبتت أن محميات صفيصيفة مثاالّ يُحتذى به‪( .‬الصورة رقم ‪.)70‬‬

‫الصورة (‪ :)70‬محمية " نُفيخة " جاهزة للرعي بعد ثالث سنوات‬
‫من الحماية‪ – .‬بلدية صفيصيفة –‬

‫‪- 112 -‬‬


‫هذا النجاح الذي حققته هذه البلدية ال يعني أن الـمحميات كانت ناجحة في مجملها‪ ،‬وإنما هدفنا إلى اإلشارة فقط‪ ،‬أن‬
‫هذه البلدية حققت هذا النجاح (الذي يستحق الذكر)‪ ،‬عندما قامت بتوعية الموالين‪ ،‬وتعاونت معهم على إنجاح‬
‫المشروع‪ ،‬و تحقق لهم ذلك‪ ،‬بوجود إرادة قوية لدى مسئولو إدارة البلدية في متابعة ديناميكية الوسط بأنفسهم‪.‬‬

‫‪ -‬محيط العاقر للغراسة الرعوية ( ورشة مقاولة ليس إالّ)‪:‬‬


‫أما مشاريع الغراسة الرعوية‪ ،‬فقد سجلت نجاحا في مناطق و فشال في أُخرى‪ ،‬ولعل أهم مثال على ذلك‪ ،‬ما حدث‬
‫ببلدية لبيوض (والية النعامة)‪ ،‬بمنطقة "العاقر" المنحصرة بين جبلي "عنتر" و"عمرق"‪ ،‬وهي منطقة متدهورة‬
‫جدا تكسوها الرمال‪ ،‬وتشكل خطرا كبيرا على مركز بلدية البيوض‪ ،‬والمراعي ومناطق اإلستصالح الموجودة‬
‫ضمن أروقة الرياح الناقلة لرمالها‪.‬‬

‫منطقة العاقر‬
‫كثبان رملية متحركة‬
‫جبل عنتر‬ ‫جبل عمرق‬

‫الصورة(‪ :)77‬كثبان "العاقر" تهدد مراعي منطقة لبيوض – والية النعامة – ‪.7447/47/20‬‬

‫ولمواجهة هذا الخطر‪ ،‬تدخلت "العــا ّمة لإلمتيـــاز الفالحي"‪ ،‬من أجل غراسة المنطقة بنبـات (القطفة)‪ ،‬الذي‬
‫يُكلف ماديا حوالي ‪ 04444‬دينار للهكتار ‪ ،‬في حين ال تتعدى تكلفة المحميــــات مبلغ ‪ 744‬دينار للهكتار فقط‪،‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫وهو ما جعل عملية غراسة المنطقة المسماة "العاقر" أمر ضروري‪ ,‬من أجل إحيائها مجددا‪ ،‬وحماية المراعي‬
‫المتضررة من كثبانها المتحركة‪ ،‬وكذا المناطق السكنية‪.‬‬

‫الصورة (‪ :)72‬منطقة العاقر بعد الغراسة الرعوية‪،‬‬


‫بلدية لبيوض (جوان ‪)7447‬‬
‫إالّ أن المشروع توقف بعد خمسة أشهر من الجهد المضني‪ ،‬بعد أن أضرب العمال عن العمل إحتجاجا عن عدم‬
‫تقاضيهم أجورهم خالل كل تلك الفترة‪ ،‬كان ذلك أثناء شهر ماي من سنة ‪ ،7447‬وكانت فترة ح ّر و جفاف‪ ،‬ما‬
‫كان بإمكان النباتات المغروسة حديثا أن تُقاوم الجفاف من دون سقي‪ ,‬وال بإمكان العمال أن يعملوا من دون‬
‫أجر‪ ،‬وكاد المشروع أن يفشل‪ ،‬ولم تُبدي المؤسسة الخاصة المكلّفة باألشغال أي مسؤولية تُجاه نتائج هذا‬
‫التوقف‪ ،‬على اعتبار عدم إمكانية دفع أجور العمال إال بعد حصولها على مستحقاتها من الجزء األول المنجز‬
‫من مشروع الغراسة‪ ،‬واستغلّت توقف المشروع واحتجاج العمال كورقة ضغط على الجهاز اإلداري‪ ،‬المكلف‬
‫بالمتابعة لإلسراع بإجراءات التسديد‪ ،‬و من ث ّم الشروع في غراسة الجزء الثاني من المشروع‪ ،‬وإنقاذ ما يمكن‬
‫إنقاذه من الجزء األول المغروس‪.‬‬

‫هذا التصرّف‪ ،‬لم يكن األول وال األخير في مثل هذه المشاريع‪ ،‬وعادة ما يتقاضى العمال والمقاولون أجورهم‬
‫في نهاية األمر‪ ،‬ولكن النباتات العلفية تبقى رهينة بين مطرقة القائمين على مشاريع غراستها‪ ،‬وسندان الوسط‬
‫الطبيعي المتصحر‪.‬‬

‫إن ما حدث بمنطقتي "نُفيخة" و "العاقر"‪ ،‬ببلديتي صفيصيفة و البيوض‪ ،‬ما هو إالّ واقع ملموس لبعض‬
‫َّ‬
‫العراقيل الحقيقية للتنمية التي عايشناها ميدانيا أيام التحقيق‪ ،‬والتي تبدوا نظريا شكلية التأثير‪ ،‬إالّ أنها تفرض‬
‫علينا عمليا مراعاتها‪ ،‬حتى ال تكون عملياتنا هذه تخريبا للوسط الطبيعي‪ ،‬و إهدارا للمال العام‪ ،‬خاصة وأن هذه‬
‫العمليات توسعت لمساحات شاسعة عبر عدة بلديات‪ ،‬وسجلت نتائج متباينة للغاية من حيث النجاح والفشل‪ ,‬و‬
‫كلفت شيئين هامين جدا؛‬

‫‪- 114 -‬‬


‫‪ -‬تجارب غير مضمونة النتائج على مراعي حساسة ومتدهورة‪،‬‬
‫‪ -‬واستهالك مبالغ ها ّمة ق ّدرت بمئات المليارات‪.‬‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬


‫إلى جانب العناصر الطبيعية المميزة للمنطقة السهبية والتي جعلتها عرضة للتصحر نظرا لجفاف مناخها‬
‫وضعف نظامها البيئي‪ ،‬نجد أنه من الضروري التعرض للعوامل االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬لتحملها جزءا من‬
‫مسؤولية التدهور الذي لحق بالمراعي السهبية‪.‬‬
‫هذا التدهور مرتبط بشكل مباشر بالوضع االجتماعي واالقتصادي لسكان السهوب‪ ،‬فقد أدت بهم الحاجة إلى‬
‫تغيير نشاطاتهم‪ ،‬وتبني تطبيقات جديدة ظهرت على شكل استغالل فوضوي لألرض‪ ،‬كما أن <<‪ ...‬الرحل‬
‫وج ُدوا أنفسهم ُمجبرين على اإلستقرار‪ ،‬للبحث عن الراتب الشهري أو اللجوء إلى الزراعة كشكل من أشكال‬
‫الحد من الفقر>>"‪( Bedrani.S .,1992).‬‬
‫جاء االستقرار والبحث عن الوظيفة‪ ،‬كنتيجة حتمية لنمو ديمغرافي متسارع ال يتماشى مع اإلستغالل المحدود‬
‫للموارد الطبيعية للمنطقة‪ ،‬كما أن استقرار الرحل يمثل آخر مراحل الفقر الذي لحق بهذه الشريحة من سكان‬
‫السهوب‪ ،‬خاصة في ظل الالأمن‪ .‬هذا التوجه إلى اإلستغالل الزراعي‪ ،‬من جهته مسؤول أيضا عن اتساع ال‬
‫عقالني للرقعة الزراعية‪ ،‬على حساب مراع ذات جودة عالية‪ ،‬وباستعمال عتاد و تقنيات ُمصحرة‪ ،‬عرضت‬
‫التربة و النبات‪ ،‬إلى خطر تدهور يكاد أن يكون ال رجعيا‪ ،‬بسبب التعرية بمختلف أشكالها‪.‬‬
‫عموما‪ ،‬نجد أن االكتظاظ السكاني وتضاعف عدد الماشية في وسط شديد الحساسية جيومرفولوجيا‪ ،‬ولَّدا‬
‫ضغطا بشريا وحيوانيا متزايدا‪ ،‬كان من األسباب المباشرة لفقدان التوازن البيئي في المناطق الرعوية وبالتالي‬
‫أدى إلى تدهور المراعي السهبية‪.‬‬
‫بعد اإلستقالل واجهت السلطات الجزائرية عدة تحديات للسيطرة والحفاظ على توازن كامل التراب الوطني‪،‬‬
‫بتحسين ظروف المواطنين محليا‪ ،‬خشية النزوح الريفي‪ ،‬إال أن برامجها المختلفة لم تمس المنطقة السهبية بشكل‬

‫‪- 115 -‬‬


‫جدي في العشريتين األوليين من اإلستقالل‪ ،‬نظرا لتضارب وجهات النظر بين السلطات و السكان المحليين‬
‫ذوي األغلبية من الرحل والموالين‪ ،‬والذين رفضوا في البداية كل تدخالت السلطات ضمن برامجها المتضمنة؛‬
‫تحديد عدد رؤوس الغنم‪ ،‬حصر مجال الرعي‪ ،‬فرض تعاونيات رعوية‪ ،... ،‬وصوال إلى منع الحرث‪ ،‬ثم طبقت‬
‫سنة ‪ 0292‬و‪ 0222‬قوانين االستصالح عن طريقي الحيازة ثم االمتياز على التوالي ‪ ،‬مدعومة بالدعم الفالحي‬
‫سنة ‪ ،7444‬كأهم حلقة في االستصالح الزراعي‪.‬‬
‫و بالموازاة مع االستصالح الزراعي‪ ،‬طُبقت عدة برامج من أجل حماية وإعادة إحياء الوسط السهبي‬
‫المتدهور‪ ،‬وتمكنت من خاللها ك ُل من المحافظة السامية لتنمية السهوب‪ ،‬والعامة لإلمتياز الفالحي؛ من غراسة‬
‫و حماية عشرات اآلالف من الهكتارات‪ ،‬وأثبتت قدرتها على إعادة إعمار الوسط السهبي المتدهور‪ ،‬كما أثبتت‬
‫أن المراعي السهبية صمدت لعوامل عدة خالل قرون عديدة‪ ،‬وأن اإلنسان الذي كان باألمس وال يزال‪ ،‬السبب‬
‫الرئيس في تدهورها‪ ،‬قادر اليوم على إصالح ماأفسد‪ ،‬من خالل استراتيجيات رشيدة للفاعلين‪ ،‬مادامت مداخيل‬
‫المحروقات الطائلة تضمن النفقات األساسية في مثل هذه البرامج المكلفة جدا‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ا ستصـــــــــــالح الزراعــــــــــي‬
‫في المنطقة السهبية؛‬

‫‪- 116 -‬‬


‫بين النظرية والواقع الميداني‪ ،‬و تراجع الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫نهدف من خالل هذه الدراسة إلى إبراز مدى نجاح و فشل عمليات اإلستصالح الزراعي‪ ،‬في إطار موازنة‬
‫تشتمل على عدة عينات (من المستثمرات المستصلحة) موزعة على المجال السهبي المدروس‪ ،‬من واليتي‬
‫البيض والنعامة‪ ،‬بشكل يضمن الشمولية ولو نسبيا‪ ،‬بعد أن تسنّى لنا التعرف على األسباب المباشرة المؤهلة‬
‫للتنمية و المعيقة لها‪ ،‬ضمن إطارها الطبيعي و االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫في هذا الفصل أيضا سنتعرض لدراسة واقع االستصالح الزراعي ميدانيا بعد أن تعرفنا على قوانينه النظرية‬
‫سالفا‪ ،‬وسنُبين النتائج الفعلية لتطبيق هذه القوانين على أرض الواقع‪ ،‬اإليجابية منها والسلبية‪ ،‬من أجل ذلك‬
‫شملت دراستنا الميدانية‪ ،‬حوالي ‪0744‬هكتار من أصل ‪7444‬هـكتار المش ّكلة لمحيطات االستصالح بالمنطقة‬
‫السهبية لواليتي البيض والنعامة‪ ،‬أي بنسبة تغطية بلغت ‪ ، %04‬اشتملت على ‪ 20‬محيط مسقي ومنطقة‬
‫استصالح‪ ،‬عبر‪ 42‬بلديات سهبية متفرقة من الواليتين المدروستين (الخارطة ‪.)07‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫الخارطة (‪:)07‬‬
‫البلديات السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪.‬‬
‫الجزائر‬

‫الخيثر‬
‫رقاصة‬
‫بوقطب‬ ‫شقيق‬
‫مكمن بن‬
‫قصدير‬ ‫لبيوض عمار‬ ‫كاف لحمر‬ ‫ستيتن‬
‫البيض‬
‫المشرية‬ ‫توسمولين‬

‫النعامة‬
‫عين بن خليل‬

‫صفيصيفة‬ ‫بريزينة‬

‫لبيض سيدي الشيخ‬


‫المفتاح‪:‬‬
‫البلديات السهبية‪.‬‬
‫البلديات المدروسة‬ ‫البنود‬
‫الحدود البلدية‪.‬‬
‫الحدود الوالئية‪.‬‬
‫الحدود الدولية‪.‬‬
‫السلم ‪ 04 04 74 4‬كلم‪.‬‬

‫ولكن بداية‪ ،‬لنلقي نظرة على بعض البيانات الرسمية للمصالح الفالحية المعنية‪ ،‬من أجل استخالص فكرة‬
‫عا ّمة حول الزراعة المسقية عموما‪ ،‬واإلنتاجية على وجه الخصوص‪ ،‬قبل الخوض في الدراسة الميدانية‪.‬‬
‫‪ ) I‬توزيع األراضي الفالحية‪:‬‬

‫‪ - )I‬توزيع األراضي الفالحية لواليتي البيض و النعامة‪:‬‬

‫على امتداد ‪ 7.744.444‬هكتار الممثلة للمساحة الزراعية الكلية لوالية النعامة‪ ،‬تمثل المراعي نسبة ‪ ،%22‬من‬
‫إجمالي هذه المساحة‪ ،‬فيما تُغطي المساحة الصالحة للزراعة ‪ % 4.2‬فقط من المساحة الكلية‪ ،‬أي بمجموع ‪74‬‬
‫ألف هكتار فقط‪ ،‬معظمها أراضي مستريحة (‪ %22‬من المساحة الصالحة للزراعة)‪ ،‬إالّ أن الجدير بالذكر هو‬
‫أن هذه المساحة بلغت اآلن أضعاف ما كانت عليه‪ ،‬بعد أن انتقلت من ‪0.044‬هـ إلى ‪ 74.444‬هـكتار بين سنتي‬
‫‪ 0297‬و ‪.7440‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫أما والية البيض التي تبلغ مساحتها الزراعية الكلية ‪ 7.944.444‬هكتار‪ ،‬فقد بلغت بها المساحة الصالحة‬
‫للزراعة حوالي ‪ 20.244‬هكتار ‪ ،‬والتي كانت في حدود ‪ 00.744‬هـ فقط خالل الثمانينات‪.‬‬

‫هذه المساحة الزراعية التي طالما كانت مكسوة بالنباتات الطبيعية‪ ،‬هي اليوم أراضي مستريحة بنسبة تُقارب‬
‫‪ %24‬من مجموع المساحة الصالحة للزراعة‪ ،‬فيما تمثّل بساتين الفاكهة ‪ 0.702‬هـ فقط‪ ،‬حسب مديريات‬
‫الخدمات الفالحية (‪.)7440‬‬

‫صة األراضي المستريحة‪:‬‬


‫‪ / 0 - )I‬ح ّ‬

‫األراضي المستريحة‪ ،‬مصطلح يُطلق على األراضي الصالحة للزراعة المتروكة بدون استغالل‪ ،‬بعد حصادها‬
‫‪ ،‬أو من دون حصاد‪ ،‬إلعطائها فرصة استرجاع خصوبة تربتها طبيعيا‪ ،‬بنزع األعشاب الضارّة عنها‪ ،‬و حرثها‬
‫دوريا من أجل التشرب الجيد لمياه األمطار و اإلستفادة من البقايا النباتية ‪ ،‬هذه األخيرة تنموا إلى جانب العشب‬
‫الطبيعي مش ّكلة معه ثنائية علفية جيدة‪.‬‬
‫الجدول رقم‪ )00( :‬توزيع األراضي الفالحية بواليتي البيض و النعامة‪:‬‬

‫األراضي المستريحة‬
‫المساحة الصالحة للزراعة‬ ‫المساحة اإلجمالية‬ ‫الوالية‬
‫النسبة (‪)%‬‬ ‫المساحة (هـ)‬
‫(هكتار)‬ ‫(هكتار)‬

‫‪% 99.2‬‬ ‫‪63 481‬‬ ‫‪20 244‬‬ ‫‪ 7.9‬مليون‬ ‫البيض‬

‫‪% 02.0‬‬ ‫‪13 818‬‬ ‫‪74 444‬‬ ‫‪ 7.7‬مليون‬ ‫النعامة‬

‫‪% 90.0‬‬ ‫‪22 722‬‬ ‫‪ 20 244‬هـكتار‬ ‫‪ 47‬مليون هكتار‬ ‫المجموع‬


‫المصدر‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية (البيض و النعامة) ‪.7440‬‬

‫هذه األراضي المستريحة تبقى لمدة سنة أو سنتين من دون استغالل‪ ،‬لتُستغل في السنة الثالثة‪ ،‬وهو ما يعني بقاء‬
‫حوالي ‪ % 97‬من المساحة الصالحة للزراعة‪ ،‬من دون استغالل طوال السنة‪ ،‬م ّما يُعرضها لعوامل التعرية‬
‫الطبيعية‪ ،‬التي تتفاعل بسرعة مع هشاشة التربة المحروثة‪.‬‬

‫‪ /0 - )I‬األراضي الفالحية المسقية لواليتي البيض و النعامة‪:‬‬

‫األراضي المسقية هي كافة األراضي الزراعية وبساتين الفاكهة التي يتم سقيها بالواسطة‪ ،‬والستفادتهما من‬
‫برامج االستصالح الزراعي‪ ،‬تضاعفت المساحة المسقية لكل من واليتي البيض والنعامة بشكل الفت‪.‬‬

‫الجدول رقم ‪ )01( :‬تطور المساحة الزراعية المسقية لواليتي البيض والنعامة‪ ،‬خالل الفترة ‪:7447/0290‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫المساحة المسقية (هـ)‬ ‫المساحة المسقية (هـ)‬ ‫المساحة المسقية (هـ)‬
‫سنة ‪7447/7440‬‬ ‫سنة ‪7447/7440‬‬ ‫سنة ‪0297/0290‬‬ ‫الوالية‬

‫‪ 2277‬هـ‬ ‫‪ 7274‬هـ‬ ‫‪ 7024‬هـ‬ ‫البيض‬

‫‪ 7472‬هـ‬ ‫‪ 2924‬هـ‬ ‫‪ 204‬هـ‬ ‫النعامة‬

‫‪ 00297‬هـ‬ ‫‪ 2724‬هـ‬ ‫‪ 2024‬هـ‬ ‫المجموع‬


‫المصدر‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية ‪.7447‬‬

‫الشكل رقم‪ :)42( :‬تطور المساحة الزراعية المسقية لواليتي البيض والنعامة‪ ،‬خالل الفترة ‪:7447/0290‬‬

‫المساحة المسقية‬
‫‪16000‬‬
‫‪14000‬‬
‫‪12000‬‬
‫‪10000‬‬
‫‪8000‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪4000‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪1984/1985‬‬ ‫‪2001/2002‬‬ ‫‪2004/2005‬‬
‫والية البيض (هـ)‬ ‫‪2170‬‬ ‫‪5720‬‬ ‫‪9355‬‬
‫والية النعامة (هـ)‬ ‫‪960‬‬ ‫‪3870‬‬ ‫‪5027‬‬
‫مجموع الواليتين (هـ)‬ ‫‪3130‬‬ ‫‪9590‬‬ ‫‪14382‬‬

‫عرفت والية النعامة خالل الفترة ‪ ،7440/0290‬زيادة في مساحتها الزراعية المسقية تُقارب الـ ‪ 0444‬هكتار‪،‬‬
‫حسب البيانات الرسمية‪ ،‬مما يوحي بكثافة النشاط الزراعي المسقي بهذه المنطقة السهبية ‪ ،‬معتمدة عموما على‬
‫الخضر واألشجار المثمرة في توسيع مساحات االستصالح الزراعي‪ ،‬ومس ّجلة بذلك زيادة تقدر بمائة إلى مأتي‬
‫هكتار‪ ،‬كمعدل سنوي‪.‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫والية البيض هي األخرى‪ ،‬حققت ضمن نفس البرامج‪ ،‬مضاعفة مساحتها المسقية بحوالي ‪2444‬هـ خالل نفس‬
‫الفترة (‪ ،)7440/0290‬إالّ أن المالح من معطيات الجدول (رقم ‪ ،)70‬أن الزيادة التي سجلتها الوالية في‬
‫مساحتها المسقية خالل الخمس سنوات األولى فقط من تطبيق برنامج الدعم الفالحي لسنة ‪ ،7444‬والتي قدرت‬
‫بحوالي ‪2744‬هـ‪ُ ،‬مماثلة لما سجلته خالل عشرين سنة من قانون الحيازة على الملكية العقارية لسنة ‪.0292‬‬

‫‪ - 0 )I‬ا ستغالل الزراعي و ا نتاجية الزراعية لواليتي البيض والنعامة‪:‬‬


‫‪ / 0 -0 )I‬الزراعة الواسعة‪:‬‬
‫الحبوب التي كانت زراعتها مقتصرة على المناطق الرطبة نسبيا‪ ،‬المنخفضة طوبوغرافيا (الضايات)‪ُ ،‬وسعت‬
‫زراعتها لتشمل مختلف المناطق السهبية‪ ،‬حتى الضعيفة أو المنعدمة المردود‪ ،‬والمعرَّضة باستمرار للرياح‬
‫القوية والزوابع الرملية‪ ،‬مما زاد من حدة التعرية والتدهور بفعل الحرث المتكرر‪ ،‬رغم منعه من طرف‬
‫السلطات الوصيّة‪ ،‬إال ما كان عن ترخيص‪ ،‬تحت غطاء االستصالح الزراعي‪.‬‬

‫منطقة واد خبازة ببلدية لبيوض‬ ‫منطقة بلحنجير شرقي صفيصيفة‬


‫الصورتان رقم (‪ : )70،77‬توسع انتشار زراعة األعالف والحبوب رغم منع الحرث‪( .‬جوان ‪)7447‬‬

‫الصورتان أعاله ملتقطتين من جنوب وشمال منطقة الدراسة‪ ،‬األولى (على اليمين) من مستثمرة فالحية في‬
‫إطار االستصالح‪ ،‬حيث عمليات الحرث تتم بشكل قانوني و بتقنيات حديثة وكذلك السقي‪ ،‬الذي يتم بالمرشات‬
‫المحورية‪ ،‬أما العينة الثانية‪ ،‬فتمثل استغالل غير شرعي لمساحة شاسعة‪ ،‬اعتمد فيها على األمطار لسقي‬
‫المحاصيل‪ ،‬وعلى المنجل لحصاده‪ ،‬أما الحرث فقد تم باستعمال المحراث و الحصان المبين في الصورة‪.‬‬
‫من المعلوم أن زراعة الحبوب (حبوب الشتاء) في المنطقة السهبية‪ ،‬تعتمد على الزراعة الواسعة غير المكثفة‪،‬‬
‫ألن التساقط بها غير منتظم وغير كافي‪ ،‬إذ ال يُمكن من استغالل زراعي مكثف النحصاره دون ‪ 774‬ملم في‬
‫السنة (كما رأينا سابقا)‪ ،‬مما جعل مردود الحبوب ال يتجاوز غالبا‪ 40 ،‬قنطار في الهكتار‪.‬‬

‫‪- 121 -‬‬


‫إلى جانب استغالل المراعي الطبيعية ضمن النشاط الرعوي‪ ،‬استُغلت الضايات منذ عدة عقود في زراعة‬
‫الحبوب‪ ،‬إالّ ّ‬
‫أن انتشار تطبيق الزراعة المسقية بمختلف أشكالها‪ ،‬خالل رُبع قرن مضى‪ ،‬وبدعم ال مسبوق من‬
‫طرف الدولة منذ بداية األلفية الجديدة ‪ ،‬خاصة مع منع الحرث غير المرخص بسبب التصحر‪ ،‬تسبب في‬
‫تراجع المساحات المحروثة بشكل كبير‪ ،‬و أدى إلى ضُعف اإلنتاج الزراعي للحبوب‪ ،‬متأثرا أيضا بضعف‬
‫التساقطات في ظل الجفاف المتواصل (الجدولين‪.)79،72:‬‬

‫الجدول رقم ‪:)09(:‬تطور إنتاج حبوب الشتاء بواليتي البيض و النعامة‪ ،‬خالل الفترة ‪:0222-0224‬‬
‫والية البيض‬ ‫والية النعامة‬
‫حبوب‬
‫المردود‪.‬‬ ‫اإلنتاج‪.‬‬ ‫المساحة‪.‬‬ ‫المردود‪.‬‬ ‫اإلنتاج‪.‬‬ ‫المساحة‪.‬‬
‫الشتاء‬
‫(ق‪/‬هـ)‬ ‫(ق)‬ ‫(هـ)‬ ‫(ق‪/‬هـ)‬ ‫(ق)‬ ‫(هـ)‬
‫‪2.97‬‬ ‫‪251920‬‬ ‫‪27494‬‬ ‫‪7.42‬‬ ‫‪00704‬‬ ‫‪9404‬‬ ‫‪0224‬‬
‫‪07.00‬‬ ‫‪702724‬‬ ‫‪00724‬‬ ‫‪9.27‬‬ ‫‪09004‬‬ ‫‪7974‬‬ ‫‪0220‬‬
‫‪9.29‬‬ ‫‪092004‬‬ ‫‪72244‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪04094‬‬ ‫‪2024‬‬ ‫‪0227‬‬
‫‪4.90‬‬ ‫‪74704‬‬ ‫‪02974‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪2724‬‬ ‫‪7704‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪4.20‬‬ ‫‪74274‬‬ ‫‪70424‬‬ ‫‪2.04‬‬ ‫‪04444‬‬ ‫‪00224‬‬ ‫‪0220‬‬
‫‪2.70‬‬ ‫‪700704‬‬ ‫‪20224‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪02274‬‬ ‫‪00074‬‬ ‫‪0227‬‬
‫‪02.79‬‬ ‫‪770700‬‬ ‫‪29074‬‬ ‫‪2.74‬‬ ‫‪042077‬‬ ‫‪00994‬‬ ‫‪0220‬‬
‫‪2.70‬‬ ‫‪002277‬‬ ‫‪22979‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪04240‬‬ ‫‪2027‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪7.92‬‬ ‫‪042204‬‬ ‫‪22700‬‬ ‫‪7.22‬‬ ‫‪00274‬‬ ‫‪07044‬‬ ‫‪0229‬‬
‫‪7.00‬‬ ‫‪72074‬‬ ‫‪77202‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪02074‬‬ ‫‪2044‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪7.90‬‬ ‫‪720002‬‬ ‫‪04220‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪02294‬‬ ‫‪2770‬‬ ‫المعدل‬
‫المصدر‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة ‪.7440‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)49‬تطور إنتاج الحبوب خالل الفترة ‪ 0222/0224‬بوالية النعامة‪:‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫‪120‬‬

‫‪100‬‬
‫اإلنتاج (ألف قنطار)‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999‬‬
‫السنوات‬

‫اإلنتاج ( ألف قنطار)‬ ‫المساحة (ألف هكتار)‬ ‫المردود (ق‪/‬هـ)‬

‫الشكل رقم (‪ :)42‬تطور إنتاج الحبوب خالل الفترة ‪ 0222/0224‬بوالية البيض‪:‬‬

‫‪70‬‬

‫‪60‬‬
‫اإلنتاج (عشرة أالف قنطار)‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1990‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1999‬‬
‫السنوات‬

‫اإلنتاج ( عشرة أالف قنطار)‬ ‫المساحة (عشرة أالف هكتار)‬ ‫المردود (ق‪/‬هـ)‬

‫من خالل بيانات الواليتين يبدوا أن إنتاج الحبوب‪ ،‬مرتبط بالتساقط ال بالمساحة‪ ،‬يتجلى ذلك خاصة خالل سنة‬
‫‪ ،0220‬أين استقرت المساحة تقريبا بالنسبة لوالية النعامة‪ ،‬فيما تراجعت مساحة الحبوب لوالية البيض بـ‪74‬‬
‫ألف هكتار‪ ،‬ورغم ذلك ارتفع االنتاج إلى مستوى قياسي‪ ،‬الرتباطه بالتساقطات المسجلة‪.‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫الجدول رقم (‪ :)09‬عالقة إنتاج الحبوب بالتساقطات ‪،‬والية النعامة خالل الفترة ‪:0222-0227‬‬
‫التساقطات(ملم)‬ ‫المردود (ق‪/‬هـ)‬ ‫اإلنتاج (ق)‬ ‫السنوات‬
‫‪020.7‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪04094‬‬ ‫‪0227‬‬
‫‪020.9‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪2724‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪770.7‬‬ ‫‪2.04‬‬ ‫‪04444‬‬ ‫‪0220‬‬
‫‪027‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪02274‬‬ ‫‪0227‬‬
‫‪000‬‬ ‫‪9.02‬‬ ‫‪042077‬‬ ‫‪0220‬‬
‫‪772‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪04240‬‬ ‫‪0222‬‬
‫‪077‬‬ ‫‪7.22‬‬ ‫‪00274‬‬ ‫‪0229‬‬
‫‪070‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪02074‬‬ ‫‪0222‬‬
‫المصدر‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة‪.7440‬‬

‫الشكل رقم‪ :)04(:‬عالقة إنتاج ومردود الحبوب بالتساقط السنوي للفترة (‪ )0222/0227‬لوالية النعامة‪:‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1992‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1999‬‬

‫التســاقطــات ( عشرة ملم)‬ ‫اإلنتاج (عشرة آالف قنطار)‬ ‫المردود (ق‪/‬هـ)‬

‫‪ / 0 -0 )I‬زراعة الخضر‪:‬‬
‫أما الخضر‪ ،‬فهي ذات مردود جيد عموما‪ ،‬خاصة الخضر الموسمية‪ ،‬بينما تكاد الخضر المب ّكرة تنعدم‪،‬‬
‫بالموازاة مع نُدرة استعمال البيوت البالستيكية بسبب الرياح العاتية‪ ،‬والزوابع الرملية‪.‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫هذه الخضر تتمثل غالبا في‪ :‬البصل‪ ،‬الجزر‪ ،‬البطاطا‪ ،‬و الطماطم‪ ،‬أ ّما نظام زراعتها‪ ،‬فهو بشكل شبه مكثف‬
‫أن المالح من خالل الجدول (رقم‪ ،)72:‬أن المردود الذي بلغ ذروته عند حدود ‪ 074‬قنطار في‬ ‫غالبا‪ ،‬إالّ ّ‬
‫الهكتار‪ ،‬في السنة الثانية من تطبيق قانون الحيازة مقابل االستصالح الزراعي‪ ،‬بدأ بالتراجع بعدها مباشرة‪ ،‬ولم‬
‫يتمكن من تحقيق األفضل خالل كل هذه الفترة (‪ ،)0222-0292‬رغم مئات الهكتارات التي أُضيفت إلى‬
‫المساحة المخصصة للخضر‪ ،‬نظرا للتربة الهيكلية‪ ،‬الضعيفة من حيث القيمة الزراعية‪ ،‬المميزة للمنطقة‬
‫السهبية‪ ،‬فيما تتميز منطقة القصور بتربة زراعية أغنى بكثير ‪ ،‬وهي في الواقع التي رفعت إنتاجية الوالية ومن‬
‫ث ّم المردود الفالحي‪ ،‬كما سنرى الحقا من خالل نتائج التحقيق الميداني الذي خص البلديات السهبية فقط‪.‬‬

‫الجدول رقم‪ :)72( :‬تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية (‪ )0222/0292‬لوالية النعامة‪:‬‬

‫المردود (ق‪/‬هـ)‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫اإلنتاج (ق)‬ ‫المواسم الزراعية‬

‫‪074.40‬‬ ‫‪720‬‬ ‫‪27777‬‬ ‫‪0290/0292‬‬

‫‪002.22‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪72707‬‬ ‫‪0297/0290‬‬

‫‪027.42‬‬ ‫‪070‬‬ ‫‪00720‬‬ ‫‪0290/0297‬‬

‫‪022.92‬‬ ‫‪007‬‬ ‫‪00070‬‬ ‫‪0292/0290‬‬

‫‪020.40‬‬ ‫‪002‬‬ ‫‪02709‬‬ ‫‪0299/0292‬‬

‫‪000.22‬‬ ‫‪794‬‬ ‫‪92222‬‬ ‫‪0292/0299‬‬

‫‪009.99‬‬ ‫‪020‬‬ ‫‪97229‬‬ ‫‪0224/0292‬‬

‫‪024.20‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪29427‬‬ ‫‪0220/0224‬‬

‫‪022.07‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪040440‬‬ ‫‪0227/0220‬‬

‫‪070.90‬‬ ‫‪270‬‬ ‫‪009207‬‬ ‫‪0222/0227‬‬

‫‪027.92‬‬ ‫‪722.2‬‬ ‫‪20770.0‬‬ ‫المتوسط‬

‫المصدر‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة (‪.)7440‬‬

‫أما والية البيّض‪ ،‬فتتميز بتربة أكثر ضعفا من حيث المقومات الزراعية ألغلب مناطق الوالية‪ ،‬هذا الضُّ عف‬
‫يتجلى من خالل مردود الخضر الضعيف جدا مقارنة بنظيره لوالية النعامة‪ ،‬والذي لم يتعدى سقف ‪ 04‬ق‪/‬هـ‬
‫إالّ خالل الموسم ‪ ،7442-7447‬الذي مثّل أفضل سنوات الدعم الفالحي ( الجدول‪.) 24‬‬

‫الجدول رقم‪ :)24( :‬تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية (‪ )7442/0222‬لوالية البيض‪:‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫المردود (ق‪/‬هـ)‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫اإلنتاج (ق)‬ ‫المواسم الزراعية‬

‫‪02.49‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪00200‬‬ ‫‪0220/0222‬‬

‫‪79.07‬‬ ‫‪249‬‬ ‫‪72424‬‬ ‫‪0227/0220‬‬

‫‪09.40‬‬ ‫‪0020‬‬ ‫‪70077‬‬ ‫‪0220/0227‬‬

‫‪79.20‬‬ ‫‪0247‬‬ ‫‪20007‬‬ ‫‪0222/0220‬‬

‫‪72.70‬‬ ‫‪0209‬‬ ‫‪22777‬‬ ‫‪0229/0222‬‬

‫‪77.00‬‬ ‫‪0002‬‬ ‫‪92007‬‬ ‫‪0222/0229‬‬

‫‪72.09‬‬ ‫‪0242‬‬ ‫‪27220‬‬ ‫‪7444/0222‬‬

‫‪72.29‬‬ ‫‪0420‬‬ ‫‪07777‬‬ ‫‪7440/7444‬‬

‫‪72.72‬‬ ‫‪0002‬‬ ‫‪07977‬‬ ‫‪7447/7440‬‬

‫‪90.09‬‬ ‫‪7424‬‬ ‫‪027424‬‬ ‫‪7442/7447‬‬

‫‪04.22‬‬ ‫‪0720.0‬‬ ‫‪22200.2‬‬ ‫المتوسط‬

‫المصدر‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية البيض (‪.)7440‬‬

‫الشكل رقم‪ :)00( :‬تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية (‪ )0222/0292‬لوالية النعامة‪:‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫‪1400‬‬ ‫‪1.60‬‬
‫‪1200‬‬ ‫‪1.40‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪1.20‬‬
‫المساحة‪ ،‬اإلنتاج‬

‫‪1.00‬‬

‫المردود‬
‫‪800‬‬
‫‪0.80‬‬
‫‪600‬‬
‫‪0.60‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪0.40‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪0.20‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0.00‬‬
‫‪19 984‬‬

‫‪19 985‬‬

‫‪19 986‬‬

‫‪19 987‬‬

‫‪19 988‬‬

‫‪19 989‬‬

‫‪19 990‬‬

‫‪19 991‬‬

‫‪19 992‬‬

‫‪3‬‬
‫‪99‬‬
‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬
‫‪83‬‬

‫‪84‬‬

‫‪85‬‬

‫‪86‬‬

‫‪87‬‬

‫‪88‬‬

‫‪89‬‬

‫‪90‬‬

‫‪91‬‬

‫‪92‬‬
‫‪19‬‬

‫المساحة (هـ)‬ ‫اإلنتاج (مائة قنطار)‬ ‫المردود (مائة قنطار‪/‬هـ)‬

‫الشكل رقم‪ :)07( :‬تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية (‪ )7442/0222‬لوالية البيض‪:‬‬

‫‪2500‬‬ ‫‪0.90‬‬
‫‪0.80‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪0.70‬‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬المساحة‬

‫‪0.60‬‬
‫‪1500‬‬
‫المردود‬

‫‪0.50‬‬
‫‪0.40‬‬
‫‪1000‬‬
‫‪0.30‬‬
‫‪500‬‬ ‫‪0.20‬‬
‫‪0.10‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0.00‬‬
‫‪19 994‬‬

‫‪19 995‬‬

‫‪19 996‬‬

‫‪19 997‬‬

‫‪19 998‬‬

‫‪19 999‬‬

‫‪20 000‬‬

‫‪20 001‬‬

‫‪20 002‬‬

‫‪3‬‬
‫‪00‬‬
‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪/2‬‬
‫‪93‬‬

‫‪94‬‬

‫‪95‬‬

‫‪96‬‬

‫‪97‬‬

‫‪98‬‬

‫‪99‬‬

‫‪00‬‬

‫‪01‬‬

‫‪02‬‬
‫‪19‬‬

‫المساحة (هـ)‬ ‫اإلنتاج (مائة قنطار)‬ ‫المردود (مائة قنطار‪/‬هـ)‬

‫‪ / 0 -0 )I‬األشجار المثمرة والكروم‪:‬‬


‫تندرج الكروم و األشجار المثمرة مع الزراعات غير المكثفة‪ ،‬عدى بعض البساتين المتخصصة التي تُستغل‬
‫بشكل شبه ُمكثف (الح الجدول)‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫الجدول رقم‪ :)00( :‬تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم الزراعية (‪ )0222/0292‬بوالية النعامة‪:‬‬

‫المردود (ق‪/‬هـ)‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫اإلنتاج (ق)‬ ‫المواسم الزراعية‬

‫‪02.7‬‬ ‫‪204‬‬ ‫‪0020‬‬ ‫‪0290/0292‬‬

‫‪42.4‬‬ ‫‪274‬‬ ‫‪7920‬‬ ‫‪0297/0290‬‬

‫‪00.2‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪0707‬‬ ‫‪0290/0297‬‬

‫‪04.2‬‬ ‫‪292‬‬ ‫‪2292‬‬ ‫‪0292/0290‬‬

‫‪49.7‬‬ ‫‪070‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪0299/0292‬‬

‫‪49.0‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪2727‬‬ ‫‪0292/0299‬‬

‫‪42.0‬‬ ‫‪009‬‬ ‫‪2270‬‬ ‫‪0224/0292‬‬

‫‪00.4‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪0702‬‬ ‫‪0220/0224‬‬

‫‪42.2‬‬ ‫‪290‬‬ ‫‪2292‬‬ ‫‪0227/0220‬‬

‫‪42.0‬‬ ‫‪990‬‬ ‫‪9479‬‬ ‫‪0222/0227‬‬

‫‪42.20‬‬ ‫‪097.7‬‬ ‫‪0942.9‬‬ ‫المتوسط‬


‫المصدر‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة (‪.)7440‬‬

‫مردود األشجار المثمرة هو اآلخر ضعيف جدا‪ ،‬و هو في تراجع مستمر‪ ،‬منذ تجاربه األولى في االستصالح‬
‫الزراعي‪ ،‬وهو عموما محصور بين ‪ 02‬و ‪ 42‬ق‪/‬هـ‪ ،‬لكل من الواليتين السهبيتين‪ ،‬مع بعض التحف حول دقة‬
‫نتائج المردود الذي بلغ ‪ 00‬ق‪/‬هـ سنة ‪ ،0222‬و‪ 40‬ق‪/‬هـ سنة ‪(7440‬الجدول ‪ ،)27‬أما األول فبسبب تراجع‬
‫مساحة األشجار المثمرة‪ ،‬من ‪7427‬هكتار إلى ‪0007‬هـ فقط‪ ،‬وهو أمر غير معقول‪ ،‬ألن االستصالح يقضي‬
‫بمضاعفة المساحة المسقية‪ ،‬ال بنزع األشجار ال ُمثمرة‪ ،‬وهنا احتمال ورود خطأ في المعطيات‪ .‬أما الثاني؛‬
‫فيُعزى تدني مستوى المردود إلى ‪ 40‬ق‪/‬هـ خالل الموسم ‪ ،7440-7442‬لسبب واضح هو غزو الجراد للمنطقة‬
‫مرتين خالل ذلك الموسم ( أنظر المنحنيات ‪.)00 ،02‬‬

‫الشكل رقم‪ :)02( :‬تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم الزراعية (‪ )0222/0292‬بوالية النعامة‪:‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫‪1000‬‬ ‫‪1.60‬‬
‫‪900‬‬ ‫‪1.40‬‬
‫‪800‬‬
‫‪1.20‬‬
‫المساحة ‪ ،‬اإلنتاج‬ ‫‪700‬‬
‫‪600‬‬ ‫‪1.00‬‬

‫المردود‬
‫‪500‬‬ ‫‪0.80‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪0.60‬‬
‫‪300‬‬
‫‪0.40‬‬
‫‪200‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪0.20‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0.00‬‬

‫ال‬
‫‪84 84‬‬
‫‪85 85‬‬
‫‪86 86‬‬
‫‪87 87‬‬
‫‪88 88‬‬
‫‪89 89‬‬
‫‪90 90‬‬
‫‪91 91‬‬
‫‪92 92‬‬

‫‪3‬‬
‫متو‬
‫‪99‬‬
‫‪19 /19‬‬
‫‪19 /19‬‬
‫‪19 /19‬‬
‫‪19 /19‬‬
‫‪19 /19‬‬
‫‪19 /19‬‬
‫‪19 /19‬‬
‫‪19 /19‬‬
‫‪19 /19‬‬

‫سط‬
‫‪/1‬‬
‫‪83‬‬
‫‪19‬‬

‫المساحة (هـ)‬ ‫اإلنتاج (عشرة قنطار)‬ ‫المردود (عشرة قنطار‪/‬هـ)‬

‫الجدول رقم (‪ :)00‬تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم الزراعية (‪ )7442/0222‬بوالية البيض‪:‬‬

‫المردود (ق‪/‬هـ)‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫اإلنتاج (ق)‬ ‫المواسم الزراعية‬

‫‪02.7‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪07990‬‬ ‫‪0222/0220‬‬

‫‪02.7‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪07907‬‬ ‫‪0229/0222‬‬

‫‪07.2‬‬ ‫‪7427‬‬ ‫‪70704‬‬ ‫‪0222/0229‬‬

‫‪00.0‬‬ ‫‪0009‬‬ ‫‪09227‬‬ ‫‪7444/0222‬‬

‫‪00.2‬‬ ‫‪0272‬‬ ‫‪02074‬‬ ‫‪7440/7444‬‬

‫‪07.2‬‬ ‫‪0027‬‬ ‫‪09227‬‬ ‫‪7447/7440‬‬

‫‪2.0‬‬ ‫‪7222‬‬ ‫‪77704‬‬ ‫‪7442/7447‬‬

‫‪0.0‬‬ ‫‪0277‬‬ ‫‪0074‬‬ ‫‪7440/7442‬‬

‫‪9.27‬‬ ‫‪0722.0‬‬ ‫‪02940.9‬‬ ‫المتوسط‬

‫المصدر‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية البيض (‪.)7440‬‬

‫الشكل رقم‪ :)00( :‬تطور منتوج األشجار المثمرة بوالية البيض خالل الفترة ‪:7442/0222‬‬

‫‪- 129 -‬‬


‫‪5000‬‬ ‫‪1.80‬‬
‫‪1.60‬‬
‫المساحة ‪ ،‬اإلنتاج‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪1.40‬‬
‫‪1.20‬‬
‫‪3000‬‬

‫المردود‬
‫‪1.00‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪0.80‬‬
‫‪0.60‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪0.40‬‬
‫‪0.20‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0.00‬‬
‫‪19 997‬‬

‫‪19 998‬‬

‫‪19 999‬‬

‫‪20 000‬‬

‫‪20 001‬‬

‫‪20 002‬‬

‫‪20 003‬‬

‫‪4‬‬
‫‪00‬‬
‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/1‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪/2‬‬

‫‪/2‬‬
‫‪96‬‬

‫‪97‬‬

‫‪98‬‬

‫‪99‬‬

‫‪00‬‬

‫‪01‬‬

‫‪02‬‬

‫‪03‬‬
‫‪19‬‬

‫المساحة (هـ)‬ ‫اإلنتاج (عشرة قنطار)‬ ‫المردود (عشرة قنطار‪/‬هـ)‬

‫مبدئيا‪ ،‬ما كان لهذه األصناف أن تجد مكانا بالواليات السهبية‪ ،‬لوال برامج االستصالح ال ُمغرية‪ ،‬ال ُمع ّممة على‬
‫المناطق ككل‪ ،‬ألن هذه األصناف معروفة باستهالكها الشديد للماء‪ ،‬وضعف مردودها‪ ،‬وألن اإلنتاج في مثل‬
‫هذه المناطق غير مضمون إطالقا‪ ،‬وهو في تراجع مستمر كما رأينا سابقا‪ ،‬ذلك ألن العوائق كثيرة ‪ (،‬الحرارة‪،‬‬
‫الجليد‪ ،‬السيروكو‪ ،‬الرياح‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬الرمال‪ ،‬الملوحة‪ ...،...،‬و حتى الماعز و الجراد)‪.‬‬

‫‪ / 0 -0 ) I‬األعالف المسقية‪:‬‬
‫األعالف هي األُخرى‪ ،‬نظامها الزراعي غير‬
‫مكثف‪ ،‬على الرغم من إمكانية جعله مكثفا‪،‬‬
‫بحسن استخدام التقنيات المتاحة‪ ،‬خاصة في‬
‫ظل الدعم الداعم للزراعة المسقية‪.‬‬

‫الصورة ‪ :70‬األعالف المسقية بالرش المحوري – صفيصيفة ماي ‪7447‬‬

‫عموما‪ ،‬وحسب بيانات المصالح الفالحية‪ ،‬فإن أنظمة اإلنتاج في واليتي البيض والنعامة‪ ،‬ذات سياق غير‬
‫ُمكثّف‪ ،‬بنسبة تصل إلى ‪ %70‬من إجمالي اإلستغالل الزراعي بالمنطقة السهبية المدروسة‪ ،‬في حين تغطي‬
‫نسبة اإلستغالل شبه المكثف ‪ % 04‬من ذلك‪ ،‬و ينحصر اإلستغالل المكثف في نسبة ‪ %40‬فقط‪.‬‬

‫‪ ) II‬المحيطات الفالحية المسقية في المنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة‪ " :‬الواقع الميداني "‬

‫‪- 130 -‬‬


‫استمر التحقيق الميداني طيلة الفترة ‪ ،7442-7442‬تمكننا من خاللها من دراسة ‪ 20‬منطقة استصالح‪ 04 ،‬منها‬
‫كانت دراستها سطحية لعدم تمكننا من التحقيق مع أصحابها بسبب الغياب التام عن مستثمراتهم الفالحية‪ ،‬أما‬
‫العينات ‪ 70‬األخرى فقد أحطنا بدراستها وسجلنا من خالل ذلك ‪ 707‬استمارة تحقيق موزعة على سبعة بلديات‬
‫من الواليتين السهبيتين كالتالي‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)00‬توزيع مناطق اإلستصالح حسب البلديات السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة ‪:‬‬

‫عدد المستثمرات‬ ‫فترة‬ ‫مناطق‬ ‫البلديات‬ ‫الوالية‬


‫المدروسة‬ ‫التحقيق‬ ‫االستصالح الزراعي‬
‫‪47‬‬ ‫ماي ‪7447‬‬ ‫فريطسات‬
‫‪40‬‬ ‫ماي ‪7447‬‬ ‫حاسي بن الدين‬
‫‪02‬‬ ‫ماي ‪7447‬‬ ‫حاسي الرزاينة‬
‫‪42‬‬ ‫ماي ‪7447‬‬ ‫كركار‬
‫‪70‬‬ ‫ماي ‪7447‬‬ ‫الكريمة‬ ‫عين بن خليل(‪)49‬‬
‫‪40‬‬ ‫ماي ‪7447‬‬ ‫واد سيدي موسى‬
‫‪07‬‬ ‫ماي ‪7440‬‬ ‫سدرة الغزال‬
‫‪44‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫قعلول‬
‫‪42‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫حوض الحرمل‬
‫‪74‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫واد خبازة‬
‫‪44‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫فكارين‬ ‫لبيوض(‪)40‬‬
‫‪44‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫الحومة‬ ‫والية‬
‫‪44‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫قويرات‬ ‫النعامة‬
‫‪44‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫دار الخيل‬
‫‪47‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫ضاية الحجر‬
‫‪47‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫الضاية الحمراء‬ ‫النعامة(‪)40‬‬
‫‪42‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫ضاية السويد‬
‫‪40‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫سبخة النعامة‬
‫‪04‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫روداسة‬
‫‪44‬‬ ‫ماي ‪7447‬‬ ‫فريطيس‬ ‫المشرية(‪)40‬‬
‫‪44‬‬ ‫ماي ‪7447‬‬ ‫المرابطة‬
‫‪44‬‬ ‫ماي ‪7447‬‬ ‫واد السخارة‬
‫‪42‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫بلغراد‬
‫‪49‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫فرطاسة‬ ‫صفيصيفة(‪)40‬‬
‫‪44‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫أولقاق‬
‫‪44‬‬ ‫جوان ‪7447‬‬ ‫تالة‬
‫‪74‬‬ ‫أبريل ‪7442‬‬ ‫دراع لحمر‬ ‫البيض(‪)40‬‬
‫‪40‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫ضاية الحجر‬

‫‪- 131 -‬‬


‫‪40‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫ضاية قورية‬
‫‪00‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫الفرعة‬ ‫والية‬
‫‪47‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫فرطاسة‬ ‫توسمولين(‪)42‬‬ ‫البيض‬
‫‪42‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫ساباين‬
‫‪47‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫سيدي ولد دحمان‬
‫‪47‬‬ ‫ماي ‪7442‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪707‬‬ ‫‪7442/7442‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني (من ‪ 7442‬إلى ‪.)7442‬‬

‫هذه المحيطات الفالحية منها الناجحة ومنها الفاشلة ومنها حتى المهجورة بالكليّة‪ ،‬وكذلك شأن المستثمرات‬
‫الفردية المعزولة‪ ،‬أما مساحاتها فتختلف هي األخرى من محيط إلى آخر‪.‬‬

‫الخارطة( ‪:)02‬‬
‫مساحة محيطات و مناطق االستصالح الزراعي المدروسة؛ من البلديات السهبية لواليتي البيض والنعامة‪.‬‬

‫شط الشرقي‬

‫المنطقة السهبية‬
‫لبيوض‬
‫ور‬ ‫‪ -0 )0‬محيطات لالستصالح الرعوي الالقصـــ‬
‫الزراعي‪:‬‬

‫البيض‬
‫االستصالح الرعوي‪ ،‬وكانت النتائج أفضل‪.‬‬
‫توسمولين‬ ‫إلى‬ ‫فتحولت‬ ‫المسقية‪،‬‬ ‫هي محيطات لم تنجح بها الزراعة‬
‫المشرية‬
‫عين بن خليل‬
‫القصـــور‬
‫محيطات لألعالف المسقية"‪:‬‬ ‫جبـــــــال‬
‫المشرية)"‬ ‫‪ / 0 -0 )0‬محيط فريطيس المسقي (بلدية‬

‫النعامةقية ولم ينجحوا في ذلك‬


‫حوالي ‪ 74‬هكتار‪ ،‬استفادت منه جماعة من الموالين‪ ،‬طبقوا عليه الزراعة المس‬ ‫مساحته‬
‫المفتاح‪:‬‬
‫فتحولوا إلى احتياجاتهم الحقيقية باإلستصالح الرعوي من‬ ‫لقلة خبرتهم وقلة حاجتهم للبستنة وزراعة الخضر‪،‬‬
‫الشمال‬
‫محل الزراعة الواسعة الممنوعة الحرث على اعتبار أن الوالية سهبية‬ ‫الذي حل‬
‫المسقي‪،‬أو‬ ‫المسقي‪،‬‬
‫المحيط‬ ‫خالل زراعة العلف مساحة‬
‫صفيصيفة‬ ‫منطقة االستصالح(هكتار) ‪.‬‬
‫بامتياز‪.‬‬

‫‪ - 0)II‬محيطات لالستصالح الرعوي ال الزراعي‪:‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫‪ / 0 -0 )II‬محيط روداسة (بلدية المشرية) " أول فشل ألول تجربة"‬
‫يعتبر محيط روداسة ببلدية المشرية‪ ،‬أول محيط مسقي بوالية النعامة‪ ،‬وقد صدر بشأنه قرار اإلنشاء سنة‬
‫‪ ،0297‬على مساحة ‪ 74‬هكتار‪ ,‬إال أن الملوحة‪ ،‬الترمل والجفاف و األرضية الكلسية وعناصر أخرى حالت‬
‫دون الوصول إلى النتائج المنتظرة‪ ،‬ليتبين فيما بعد أن نجاحه كان رعويا أكثر منه زراعيا‪ ,‬وقد تمكن ‪04‬‬
‫مستفيدين من أصل ‪ 00‬من الحصول على عقود التنازل‪ ،‬بعد تحقيق اإلستصالح الرعوي لمساحة (‪ 04‬هـ) سنة‬
‫‪ 0222‬بعد فشل االستصالح الزراعي بين سنتي ‪ 0297‬و ‪ 0224‬كما كان منتظرا‪.‬‬

‫‪ -0 ) II‬محيطات االستصالح الزراعي المهجورة‪:‬‬


‫‪ / 0 -0 ) II‬محيط المرابطة (بلدية المشرية)‪:‬‬
‫يتربع هذا المحيط على ‪09‬هكتار فقط‪ ،‬وبسبب عزلته وبُعده عن مقر البلدية‪ ،‬هجره المستفيدون مما أدى إلى‬
‫فشله بالكامل‪.‬‬

‫‪ / 0 -0 )II‬محيطات بلديّة البيوض المهجورة‪:‬‬


‫بلدية لبيوض هي األخرى‪ ،‬تتربع على عدة مناطق ومحيطات استصالح‪ ،‬إالّ أن معظم هذه المحيطات هُجرت‬
‫بشكل ُمبكر؛ خاصة المحيطات‪ :‬قويرات‪ ،‬دار الخيل‪ ،‬الحومة‪ ،‬بينما تمكن المستفيدون من محيط فكارين‪ ،‬من‬
‫استصالح ‪70‬هكتار من أصل ‪04‬هكتار‪ ،‬الممثلة للمساحة الكلية للمحيط‪ ،‬الذي هُجر بعدها هو اآلخر بسبب‬
‫عزلته‪ ،‬وصعوبة التنقل منه وإليه‪.‬‬

‫الصورة (‪:)72‬‬
‫بستان فتي مهجور رغم توفره على‬
‫المورد المائي وشبكة السقي عن‬
‫طريق التقطير‪.‬‬
‫محيط قويرات‪ ،‬بلدية البيوض‪.‬‬
‫(مـــاي ‪)7447‬‬

‫‪ / 0 -0 ) II‬محيط فرطاسة (بلدية صفيصيفة)‪ " :‬هجران بسبب قرار إداري"‬

‫‪- 133 -‬‬


‫تم إنشاؤه من طرف العامة لالمتياز الفالحي على مساحة تقدر بـ ‪ 70‬هـ‪ ،‬وقد تم استصالح ‪74‬هـ منها‪ ،‬غير أن‬
‫محيط فرطاسة الذي نجح به االستصالح أول مرة ‪،‬تدهور وهُجر‪ ،‬بسبب قطع الماء عنه وتحويل بئره العميق‬
‫والوحيد‪ ،‬إلى االستعمال المنزلي بقرية فرطاسة‪.‬‬

‫الصورة(‪:)79‬‬
‫صهريج مائي ذو سعة ‪ 744‬متر مكعب فارغ ‪ ،‬ومحيط مسقي مهجور‪ ،‬بقرار إداري‪.‬‬
‫محيط فرطاسة المسقي ‪ ،‬بلدية صفيصيفة (ماي ‪)7447‬‬

‫الصورتان ( ‪ : )04 ، 72‬سواقي مطمورة وبساتين مهجورة‪ ،‬بعد غياب الماء‪.‬‬


‫محيط فرطاسة المسقي ‪ ،‬بلدية صفيصيفة (ماي ‪)7447‬‬
‫‪ / 0 -0 )II‬محيط دراع لحمر(بلدية البيض)‪ " :‬عقارات للمتاجرة‪ ،‬بعد االستصالح"‬

‫‪- 134 -‬‬


‫من حيث المحيطات المسقية ومستثمرات االستصالح‪ ،‬تسجل والية البيض ضمن إحصائياتها أن أقدم هذه‬
‫المحيطات هما على التوالي‪ ،‬محيط دراع لحمر(‪244‬هـ) ببلدية البيض‪ ،‬ومحيط منيجل (‪044‬هـ) ببلدية‬
‫الغاسول‪ ،‬حيث ث ّم إنشاؤهما سنة ‪ ،0290‬وعلى الرغم من انتشار عدد ال بئس به من المحيطات المسقية إال أن‬
‫محيط دراع لحمر يحتل الصدارة من حيث النجاح!‪ ،‬حسب مديرية المصالح الفالحية لوالية البيض‪.‬‬
‫منذ االنطالقة األولى لمشروع محيط دراع لحمر‪ ،‬قامت الدولة بخطوات ثمينة جدا‪ ،‬حيث حفرت بئرين عميقين‬
‫وقسمت المحيط إلى حصص هندسية متساوية‪ ،‬وفصلت بينها بمصدات الرياح‪.‬‬

‫هذه العمليات ث ّمنت المحيط وسهلت العمليات الزراعية به‪ ،‬وكان حق اإلستصالح به مقتصرا على عرش‬
‫"القراريج" الذي تنحذر منه ‪ 00‬عائلة تقاسمت هذه الهكتارات الـ‪ 244‬فيما بينها‪ ,‬إال أن التناوب على مصدري‬
‫الماء‪ ،‬واالشتراك في ثمن الكهرباء‪ ،‬كانا من أبرز األسباب التي أدت إلى تدهور المحيط مباشرة بعد سنوات‬
‫االستصالح وحصولهم على عقود التنازل‪ ،‬خاصة مع انشغال أغلب المستفيدين بنشاطهم األساسي الرعوي‪.‬‬

‫خالل التسعينيات (حسب شهادة أحد المستفيدين)‬


‫صعُب العمل بالمحيط وتأثر بموجة من المشاكل‬
‫أهمها الجفاف و الخالفات الداخلية‪ ،‬فضال عن‬
‫الوضع األمني المتردي‪ ،‬مما أدى إلى إهمال‬
‫المحيط (الذي ال يزال كذلك)‪.‬‬

‫الصورة ‪ :00‬هجران شبه تام للمستثمرات‪ ،‬بعد استصالح ناجح‬


‫– محيط دراع لحمر (والية البيض ) أبريل ‪- 7442‬‬

‫بلغ ثمن الهكتار الواحد خاللها حوالي ‪ 24.444‬دج‪ ،‬إال أنه عرف بعدها مباشرة مع بداية األلفية الجديدة قفزة‬
‫بلغت خمسة أضعاف أي ‪ 074.444‬دج للهكتار الواحد بسبب سياسة الدعم الفالحي (‪ )%044‬التي جعلت من‬
‫المحيط ورشة بيد المقاولين‪ ،‬هذا النشاط تبعه ركود رهيب بعد ترا ُجع نسبة الدعم الفالحي من ‪ %044‬إلى‬
‫‪ %74‬ثم إلى‪ %24‬فقط‪ ،‬مما فرض على المستثمرين االقتراض من البنوك‪ ،‬وهو األمر الذي يرفضه معظم‬
‫المستفيدين بشكل قطعي ‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك فال يزال ثمن هذه الهكتارات المهجورة في تزايد مستمر‪.‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫الخارطة (‪ :)00‬استخدام األرض بالمحيط المسقي " دراع لحمر" بلدية البيض‪ ،‬والية البيض‪.‬‬

‫الشمـال‬
‫المفتاح‪:‬‬

‫حدود المستثمرات‬
‫بساتين مهجورة‬
‫أراضي فارغة‬
‫خضر‬
‫أعالف مسقية‪.‬‬
‫حبوب‬
‫مناطق التعرية المائية‬

‫مسالك‬
‫بئر عميق‬
‫صهريج مائي‬
‫مسكن ريفي‬

‫متر‬

‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني‪ ،‬مع طلبة السنة الرابعة – وسط ريفي‪( -‬شهرأبريل) سنة ‪7442‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫‪ -0 ) II‬المحيطات المسقية الناجحة نسبيا‪:‬‬

‫‪ / 0 -0 ) II‬محيطات صفيصيفة‪:‬‬
‫تتربع بلدية صفيصيفة على خمسة مناطق استصالح أهمها محيطي أولقاق و بلغراد المندرجين ضمن قانون‬
‫الحيازة على الملكية العقارية مقابل اإلستصالح الزراعي‪.‬‬

‫الصورتان (‪ :)02 ،07‬محيط بلغراد المسقي‪،‬‬


‫أحد أفضل محيطات بلدية صفيصيفة‪.‬‬
‫( ‪ 04‬جوان ‪)7447‬‬

‫هذه المحيطات سجلت نجاحا إلى حد ما‪ ،‬مقارنة بمناطق اإلستصالح األخرى؛ مثل منطقتي‪ :‬تالة و قعلول‬
‫الرعويتين‪ ،‬أين تسبب إهمال الموالين لألرض الفالحية إلى تدهورها بالكامل‪ ،‬فيما تأثر محيط فرطاسة بقطع‬
‫الماء عنه‪ ،‬و ساهمت خبرة المستثمرين القصوريين بالمجال الزراعي و بطرق االستصالح بمحيطي بلغراد و‬
‫أولقاق في نجاح االستصالح رغم الظروف المناخية الصعبة‪.‬‬

‫‪ / 0 -0 ) II‬منطقة واد السخارة (بلدية المشرية)‪:‬‬


‫هو عبارة عن مجموعة مستثمرات متقاربة فيما بينها‪ ،‬إستفادت من توصيل الكهرباء‪ ،‬واستطاع أصحابها‬
‫الحصول على عقود الملكية (التنازل) بعد النتائج المرضية التي حققوها من خالل استصالح زراعي‪ ،‬لِحوالي‬
‫‪94‬هكتار‪.‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫‪ / 0 -0 ) II‬محيطات عين بن خليل‪:‬‬
‫عرفت البلدية المحيطات الفالحية مع مطلع تسعينيات القرن الماضي‪ ،‬وكانت قد مارست الفالحة قبل ذلك‬
‫بكثير‪ ،‬ولكن بشكل محدود على ضفاف واد سيدي موسى فقط‪ ،‬شمال منطقة عين بن خليل(صورة القمر‬
‫الصناعي ‪ ، )0292‬إالّ أن توفرها على بعض المقومات الطبيعية‪ ،‬و التي تميزها عن غيرها من المناطق‬
‫السهبية‪ ،‬سمح لها بأن تحقق أحسن النتائج من حيث االستصالح الزراعي مقارنة بباقي البلديات‪ ،‬ضمن مئات‬
‫المستثمرات المشكلة لمحيطاتها المسقية‪ ،‬رغم طابعها الرعوي‪ ،‬وسكانها الموالين‪(،‬صورة القمر الصناعي‬
‫‪ .)7440‬صورتا القمر الصناعي هاتين‪ ،‬تبينان االنتشار الواسع للزراعة المسقية‪ ،‬في إطار برامج االستصالح‬
‫‪ ،‬والبقع الحمراء‪ ،‬عبارة في الواقع عن مستثمرات استُحدثت بين سنتي ‪.7440-0224‬‬

‫‪1987‬‬
‫واد سيدي موسى‬

‫حوض الدايرة‬

‫مركز البلدية‬

‫‪2004‬‬

‫مستثمرات‬
‫االستصالح‬
‫الزراعي‬

‫مركز البلدية‬

‫الصور(‪:)00،07‬كثافة استصالح بمراعي عين بن خليل (‪.)7440/0292‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫الخارطة (‪ :)07‬استخدام األرض بمناطق االستصالح ببلدية عين بن خليل‪ ،‬والية النعامة‪.‬‬

‫الشمـال‬
‫منطقة واد‬
‫نحو بلدية مكمن بن‬ ‫سيدي موسى‬ ‫منطقة حاسي‬
‫عمار‬ ‫الرزينة‬ ‫المفتاح‪:‬‬

‫حدود المستثمرات‬
‫نحو بلدية‬ ‫األشجار المثمرة‬
‫المشرية‬ ‫أراضي فارغة‬
‫خضر‬
‫منطقة‬
‫المسدورية‬ ‫أعالف مسقية‪.‬‬

‫منطقة حاسي‬
‫بن الدين‬
‫نحو حوض الدايرة‬
‫منطقة الكركار‬ ‫طريق بلدي‬
‫مسالك‬
‫بئر عادي‬
‫بئر عميق‬
‫منطقة الكريمة‬ ‫صهريج مائي‬
‫منطقة عمرانية‬

‫مركز بلدية‬
‫عين بن خليل‬ ‫متر‬

‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني‪ ،‬مع طلبة السنة الرابعة –وسط ريفي‪( -‬ماي ‪ /‬جوان) سنة ‪7447‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫‪ ) III‬واقع االستصالح الزراعي‪ " :‬ضعف في ا نتاجية‪ ،‬و تراجع في مخزون المياه الجوفية"‬
‫نظرا لسياسات السلطة الداعمة لالستصالح الزراعي في المنطقة السهبية‪ ،‬تضاعف عدد المحيطات المسقية و‬
‫مستثمرات االستصالح بشكل كبير‪ ،‬سجلت من خاللها واليتي البيض والنعامة‪ ،‬إدراج مئات الهكتارات ضمن‬
‫دائرة االستصالح‪ ،‬بشكل سنوي تقريبا‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ )00‬توزيع المحيطات المسقية على بلديات واليتي البيض والنعامة ‪:7440‬‬
‫عدد‬ ‫المساحة‬ ‫المحيطات‬ ‫البلدية‬ ‫المنطقة‬ ‫الوالية‬
‫المستفيدين‬ ‫المستصلحة‬ ‫المسقية‬
‫‪02‬‬ ‫‪047‬‬ ‫نسيسة‬ ‫مقرار‬ ‫محيطات اإلستصالح‬
‫‪00‬‬ ‫‪27‬‬ ‫معدر ‪40‬‬ ‫بمنطقة القصور لوالية‬
‫تيوت‬
‫‪9‬‬ ‫‪70‬‬ ‫معدر ‪47‬‬ ‫النعـــامــة‬
‫‪74‬‬ ‫‪74‬‬ ‫بلحنجير‬ ‫عين الصفراء‬
‫‪2‬‬ ‫‪00‬‬ ‫النعامة‬ ‫النعامة‬
‫‪00‬‬ ‫‪79‬‬ ‫بن عمار ‪40‬‬ ‫والية‬
‫مكمن بن عمار‬ ‫النعـــامــة‬
‫‪74‬‬ ‫‪044‬‬ ‫بن عمار ‪47‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫بلقراد‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪9‬‬ ‫‪70‬‬ ‫فرطاسة‬
‫‪9‬‬ ‫‪00‬‬ ‫روداسة‬ ‫مشرية‬
‫‪0‬‬ ‫‪07‬‬ ‫حاسي بن الدين‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪04‬‬ ‫‪004‬‬ ‫مسدورية‬ ‫محيطات اإلستصالح‬
‫‪04‬‬ ‫‪74‬‬ ‫قصدير‬ ‫قصدير‬ ‫بالمنطقة السهبية‬
‫‪60‬‬ ‫‪300‬‬ ‫دراع لحمر‬ ‫لواليتي البيــض‬
‫البيض‬ ‫والنعــــامة‬
‫‪33‬‬ ‫‪66‬‬ ‫والد عمران‬
‫‪07‬‬ ‫‪07‬‬ ‫بادروس‬ ‫بوقطب‬
‫‪00‬‬ ‫‪07‬‬ ‫الخيثر‬ ‫الخيثر‬
‫‪02‬‬ ‫‪70‬‬ ‫سيدي خليفة‬
‫‪70‬‬ ‫‪94‬‬ ‫مالغة‬ ‫رقاصة‬
‫‪9‬‬ ‫‪00‬‬ ‫توسمولين‬ ‫توسمولين‬
‫‪00‬‬ ‫‪22‬‬ ‫واد ملوك‬ ‫كاف لحمر‬
‫‪24‬‬ ‫‪27‬‬ ‫شعبة بيضة‬ ‫ستيتن‬
‫‪77‬‬ ‫‪02‬‬ ‫واد شقيق‬ ‫شقيق‬ ‫والية‬
‫‪07‬‬ ‫‪09‬‬ ‫ضاية كحلة‬ ‫سيدي عمر‬ ‫البيــــــض‬
‫‪74‬‬ ‫‪04‬‬ ‫عتاف عميرات‬ ‫سيدي سليمان‬
‫‪04‬‬ ‫‪24‬‬ ‫بوعالم‬ ‫بوعالم‬
‫‪27‬‬ ‫‪24‬‬ ‫زريديب‬ ‫محيطات اإلستصالح لبيض سيدي الشيخ‬
‫‪00‬‬ ‫‪07‬‬ ‫واد الخيل‬ ‫بمنطقة القصور لوالية عين العراك‬
‫‪94‬‬ ‫‪044‬‬ ‫حرازة‬ ‫البيــ ّــــض‬
‫‪0‬‬ ‫‪74‬‬ ‫بلغابة‬ ‫غاسول‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫منيجل‬
‫‪110‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مديريتي الخدمات الفالحية لواليتي البيض والنعامة ‪7440‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫صفيصيفة‬
‫المصدر‪ :‬مديريتي الخدمات الفالحية لواليتي البيض والنعامة‪)7440( ،‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫‪ -0 ) III‬المحيطات الفالحية‪:‬‬
‫حسب التحقيق الميداني الذي أجريناه على المحيطات المسقية (المدروسة) للمنطقة السهبية خالل الفترة ‪-7442‬‬
‫‪ ،7442‬فإن المالح بداية‪ّ ،‬‬
‫أن مساحة مستثمرات االستصالح الزراعي متباينة فيما بينها‪ ،‬وأن المستثمرات‬
‫الموجودة داخل المحيطات‪ ،‬أقل مساحة من المتواجدة خارجها‪.‬‬

‫‪ / 0 -0 ) III‬حجم المستثمرات‪:‬‬
‫تتوزع المساحة الفالحية المدروسة و المكونة من حوالي ‪0094‬هـكتار‪ ،‬على ‪ 707‬مستثمرة‪ % 04 ،‬منها‬
‫موجودة خارج محيطات االستصالح‪ ،‬وهي مقسمة إلى مساحات غير متساوية‪ ،‬فيما نجد أن المحيطات المسقية‬
‫مقسمة في مجملها إلى مساحات متساوية في حدود ‪ 47‬إلى ‪ 04‬هكتار‪ ،‬مما جعلها الفئة األهم بين الفئات‬
‫الموجودة ضمن مساحات المستثمرات الموزعة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬من ‪ 47‬إلى ‪ 42‬هكتار‪.% 09.04 :‬‬
‫‪ -‬من ‪ 42‬إلى ‪ 47‬هكتار ‪.% 70.42 :‬‬
‫‪ -‬من ‪ 47‬إلى ‪ 04‬هكتار‪.% 09.12 :‬‬
‫فيما تمثل نسبة ‪ % 07‬المتبقية مجموع المستثمرات القليلة التي تفوق مساحتها ‪04‬هـ‪07 ،‬هـ‪ ،‬وحتى ‪ 74‬هكتار‪،‬‬
‫وهي مستثمرات خارج المحيطات المسقية طبعا‪ ،‬كما أن الفئة ( ‪ )04 -47‬تشمل نحو ‪ 207‬هـ من أصل ‪0094‬هـ‬
‫الممثلة إلجمالي المساحة الفالحية المدروسة‪ ،‬أي ما يقارب نسبة ‪ % 04‬منها (الجدول‪.)27‬‬

‫الجدول (‪ :)00‬توزيع مساحة المستثمرات ‪ ،‬حسب الفئات‪ ،‬وحسب المحيطات الفالحية‪ ،‬للمنطقة المدروسة‪:‬‬

‫مساحة المستثمرات (هكتار)‬


‫المجموع‬ ‫محيطات االستصالح‬
‫‪74-07‬‬

‫‪07-04‬‬

‫‪04-47‬‬

‫‪47-42‬‬

‫‪42-47‬‬
‫‪< 74‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪09‬‬ ‫عدد المستثمرات‬ ‫عين بن‬
‫‪772‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪042‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المساحة حسب الفئة هـ‬ ‫خليل‬
‫‪02‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫عدد المستثمرات‬
‫دراع لحمر‬
‫‪774‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪707‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪47‬‬ ‫المساحة حسب الفئة هـ‬
‫‪00‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫عدد المستثمرات‬
‫لبيوض‬
‫‪007‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪07‬‬ ‫المساحة حسب الفئة هـ‬

‫‪- 121 -‬‬


‫‪00‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫عدد المستثمرات‬
‫النعامة‬
‫‪707‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪040‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪04‬‬ ‫المساحة حسب الفئة هـ‬
‫‪02‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫عدد المستثمرات‬
‫روداسة‬
‫‪74‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫المساحة حسب الفئة هـ‬
‫‪00‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪29‬‬ ‫عدد المستثمرات‬
‫صفيصيفة‬
‫‪72‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪74‬‬ ‫المساحة حسب الفئة هـ‬
‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪22‬‬ ‫عدد المستثمرات‬
‫توسمولين‬
‫‪724‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪042‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫المساحة حسب الفئة هـ‬

‫‪000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪001‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬ ‫مجموع المستثمرات‬


‫‪%044‬‬ ‫‪4.22 0.22‬‬ ‫‪9.92‬‬ ‫‪79.04‬‬ ‫‪70.42‬‬ ‫‪09.0‬‬ ‫‪ %‬الفئات إلى مجموع المستثمرات‬
‫‪0094‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪742‬‬ ‫‪207‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪20‬‬ ‫مجموع المساحة حسب الفئة هـ‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬
‫‪ / 0 -0 ) III‬إستغالل األراضي الفالحية ‪:‬‬
‫تقدر المساحة اإلجمالية المدروسة ضمن المحيطات المسقية و مناطق االستصالح الزراعي‪ ،‬بـ ‪ 0094‬هكتار‪،‬‬
‫منها ‪ 274‬هكتار ُمستغلّة زراعيا‪ ،‬فيما تبلغ المساحة المسقية حدود ‪204‬هكتار (الجدول‪.) 20‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬إستغالل األراضي الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪:‬‬
‫المساحة‬ ‫األراضي‬ ‫المساحة‬ ‫المساحة الصالحة‬ ‫محيطات‬
‫المسقية‬ ‫المستريحة‬ ‫المستغلة‬ ‫للزراعة‬ ‫االستصالح‬
‫‪022‬‬ ‫‪29.7‬‬ ‫‪727.7‬‬ ‫‪222‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪047‬‬ ‫‪00.7‬‬ ‫‪000.7‬‬ ‫‪727‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪007‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪007‬‬ ‫‪000‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪027.7‬‬ ‫‪00.7‬‬ ‫‪020‬‬ ‫‪027.7‬‬ ‫النعامة‬
‫‪02‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪07‬‬ ‫روداسة‬
‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪72‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪072‬‬ ‫‪04.7‬‬ ‫‪092.7‬‬ ‫‪020.7‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪272.7‬‬ ‫‪027‬‬ ‫‪277.7‬‬ ‫‪0094‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫‪ / 0 -0 ) III‬المساحة المسقية‪:‬‬
‫المساحة المسقية التي تمثل ‪ % 00‬من إجمالي المساحة المدروسة‪ ،‬تتنوع بها األنشطة الزراعية غير المكثفة‬
‫عموما‪ ،‬والمتمثلة أساسا في األشجار المثمرة بنسبة ‪ ،% 07‬تليها الخضر بـ‪ % 22‬ثم األعالف المسقية بما‬
‫يُقارب الـ ‪.% 77‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)09‬االستغالل الزراعي بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪:‬‬
‫المساحة المسقية (هكتار)‬
‫محيطات االستصالح‬
‫المجموع(هـ)‬ ‫األشجار المثمرة‬ ‫الخضر‬ ‫األعالف المسقية‬
‫‪022‬‬ ‫‪22.77‬‬ ‫‪72.3‬‬ ‫‪00.7‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪047‬‬ ‫‪02.8‬‬ ‫‪20.8‬‬ ‫‪09.7‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪007‬‬ ‫‪02.0‬‬ ‫‪07.7‬‬ ‫‪24.7‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪027.7‬‬ ‫‪20.7‬‬ ‫‪79.0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النعامة‬
‫‪02‬‬ ‫‪40.0‬‬ ‫‪04.0‬‬ ‫‪02‬‬ ‫روداسة‬
‫‪00‬‬ ‫‪22.0‬‬ ‫‪02.0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪072‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪92.0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪272.7‬‬ ‫‪270.7‬‬ ‫‪702.7‬‬ ‫‪090.7‬‬ ‫المجموع (هكتار)‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪% 07.2‬‬ ‫‪% 22.4‬‬ ‫‪% 70.2‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫إن االنتشار الواسع لبساتين الفاكهة‪ ،‬ال يمكن ربطه أبدا بالمقومات الفالحية للمنطقة‪ ،‬المعروفة بتربتها الهيكلية‬
‫الفقيرة‪ ،‬في حين تتطلب األشجار ‪-‬المثمرة نظرا لنظامها الجذري‪ ،-‬توفر تربة متطورة وعميقة‪.‬‬

‫السبب في ذلك (والذي لمسناه ميدانيا) هو عدم دراية الم ّوالين‪ ،‬وهم غالبية المستفيدين من محيطات االستصالح‬
‫(حوالي ‪ ،)% 09‬باألسس الفالحية‪ ،‬لتخصصهم وخبرتهم في مجال الرعي و الماشية‪ ،‬مما يبرر رفضهم‬
‫لزراعة الخضر التي تتطلب تقنيات خاصة و متابعة ميدانية دائمة‪ ،‬بينما يرى معظم الم ّوالون – وبشكل خاص‬
‫بعين بن خليل الرعوية‪ -‬أن البستنة ال تتطلب معارف كثيرة وال تقتيات‪ ،‬خاصة مع تكفل المقاولين بكل العمليات‬
‫الزراعية األولية‪ ،‬من غرس األشجار إلى غاية ربطها بنظام السقي‪.‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫وبالمقابل نجد أن بلدية ثوسمولين الرعوية أيضا‪ ،‬اهتمت أكثر بالخضر (‪ )% 07‬لتوفرها على فالحين جاؤوا‬
‫من والية معسكر‪ ،‬لكراء بعض المستثمرات واستغاللها إلنتاج البطاطا بشكل خاص ‪.‬‬

‫الصورة ( ‪: )00‬‬

‫مساحات شاسعة إلنتاج البطاطا‪ ،‬بأيدي‬


‫عاملة متخصصة من والية معسكر‪.‬‬
‫‪ -‬بلدية توسمولين ‪ -‬ماي ‪-7442‬‬

‫كما تتميز هذه الهكتارات المسقية‪ ،‬بمساحاتها الضيقة‪ ،‬فقد سجلنا وجود نحو ‪ % 20‬من مجموع هذه المساحات‬
‫ضمن الفئة األصغر مساحة بحوالي ‪7-4‬هكتار‪،‬مما يعكس التقسيم القطعي الكثيف للمستثمرات‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)09‬توزيع المساحات المسقية‪ ،‬حسب المحيطات الفالحية للمنطقة السهبية المدروسة‪:‬‬
‫المجموع‬ ‫المساحة المسقية (هكتار)‬ ‫محيطات‬
‫‪%‬‬ ‫(هكتار)‬ ‫> ‪74‬‬ ‫‪74-04‬‬ ‫‪04-47‬‬ ‫‪47-42‬‬ ‫‪42-47‬‬ ‫< ‪47‬‬ ‫االستصالح‬
‫‪70.4‬‬ ‫‪022‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪09.0‬‬ ‫‪11.0‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪02.2‬‬ ‫‪047‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪07.0‬‬ ‫‪007‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪020‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪02.7‬‬ ‫‪027.7‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪02.0‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪29‬‬ ‫النعامة‬
‫‪47.7‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪29‬‬ ‫روداسة‬
‫‪49.7‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪00.9‬‬ ‫‪072‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪044‬‬ ‫‪272.7‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪720‬‬ ‫‪002‬‬ ‫‪94.7‬‬ ‫‪720‬‬ ‫المجموع‬
‫‪%‬‬ ‫‪044‬‬ ‫‪42.42‬‬ ‫‪42.20‬‬ ‫‪24.02‬‬ ‫‪07.00‬‬ ‫‪04.07‬‬ ‫‪20.02‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫‪ -0 ) III‬البنية العقارية للمستثمرات‪:‬‬
‫باعتبار أن قانون الحيازة على الملكية العقارية (‪ ،92-09‬الصادر في ‪ 02‬أوت ‪ ،)0292‬استغل معظم‬
‫مستثمرات المحيطات الفالحية‪ ،‬التي تشتمل على ‪ % 00‬من المساحة اإلجمالية (المدروسة)‪ ،‬وباعتبار أن‬
‫مستثمرات القطاع الخاص ال تتعدى ‪ % 40‬من هذه المساحة‪ ،‬فإن المساحات المسقية الموجودة خارج‬
‫المحيطات الفالحية‪ ،‬والتي هي من أراضي القطاع العام‪ ،‬المستغلة حاليا في برنامج االستصالح الزراعي عن‬
‫طريق االمتياز‪ ،‬تمثل ‪ % 24‬فقط من مجموع المساحة المستصلحة‪.‬‬

‫الجدول (‪:)09‬الطبيعة القانونية للمستثمرات الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪:‬‬
‫ملكية‬ ‫حق االستغالل في إطار قانون‬ ‫ملكية في إطار قانون الحيازة‬
‫المجموع‬ ‫خاصة‪.‬‬ ‫االمتياز الفالحي‪.‬‬ ‫على الملكية العقارية‪.‬‬ ‫محيطات‬
‫‪Privé‬‬ ‫‪Concessions‬‬ ‫‪APFA‬‬ ‫االستصالح‬
‫‪52‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪33‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪50‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪50‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪23‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪04‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪32‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪22‬‬ ‫النعامة‬
‫‪10‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪10‬‬ ‫روداسة‬
‫‪15‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪08‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪33‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪16‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪215‬‬ ‫‪08‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪143‬‬ ‫المجموع‬
‫‪%044‬‬ ‫‪42.27‬‬ ‫‪72.20‬‬ ‫‪00.70‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫‪ / 0 -0 ) III‬بداية االستصالح‪ ،‬وحافز الملكية‪:‬‬


‫عرفت المنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة االستصالح الزراعي أول مرّة خالل السبعينات‪،‬‬
‫بمنطقتي؛" النعامة بوالية النعامة‪ ،‬وتوسمولين بوالية البيض"‪ ،‬ولكن بشكل متفرق عفوي‪ ،‬من دون ضوابط وال‬
‫حوافز‪ ،‬ولكن لدوافع معاشية خالصة‪ ،‬أما مع مطلع الثمانينات‪ ،‬و بعد ظهور قانون "‪ "92-09‬المؤرخ في ‪02‬‬
‫أوت ‪ ،0292‬و المتعلق بالحيازة على الملكية العقارية لألرض الفالحية عن طريق اإلستصالح‪ ،‬توجه العديد‬
‫من موالي المنطقة إلى االستصالح الزراعي لسببين أساسيين‪ ،‬األول اقتصادي؛ و يتعلق بالحصول على رخص‬
‫للحرث الذي بات ممنوعا بسبب التدهور المتسارع للمراعي‪ ،‬أما السبب الثاني فاجتماعي محض‪ ،‬ويتعلق‬
‫بالحيازة على ملكية األراضي المستصلحة‪ ،‬التي ينظرون إليها أصال أنها عرشية شملها تأميم األراضي‪ ،‬م ّما‬
‫جعل االستصالح في نظرهم فرصة السترجاع حق مسلوب‪.‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫خالل هذه الفترة تم إنشاء محيطات لالستصالح الزراعي‪ ،‬وقد تمثلت إسهامات الدولة حينها قي تهيئة األرضية‪،‬‬
‫بالتقليب العميق لكسر القشرة الكلسية‪ ،‬وغرس مصدات الرياح‪ ،‬إلى جانب توفير المصدر المائي ( بئر عميق‬
‫لكل محيط)‪ ،‬وإيصال التيار الكهربائي لتوفير الطاقة الالزمة‪ ،‬فضال عن شق السواقي و المسالك للمستثمرات‬
‫المقسمة بشكل متساوي‪ ،‬و مثلت القشرة الكلسية حينها أهم عقبة أمام االستصالح‪ ،‬حيث شمل التقليب العميق‬
‫لألرض ‪ % 24‬من مجموع مستثمرات المحيطات المستصلحة (الجدول ‪.) 04‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬إستعمال التقليب العميق لكسر القشرة الكلسية‪ ،‬من أجل اإلستصالح بالمنطقة السهبية‪:‬‬
‫المجموع‬
‫استصالح بتكسير استصالح بدون تكسير‬ ‫محيطات‬
‫‪ %‬نسبة االستصالح‬
‫عدد المستثمرات‬ ‫القشرة الكلسية‬ ‫القشرة الكلسية‬ ‫االستصالح‬
‫بتكسير القشرة الكلسية‬
‫‪% 99.00‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪00‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪% 044.4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪74‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪% 70.77‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪% 044.4‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النعامة‬
‫‪% 044.4‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪04‬‬ ‫روداسة‬
‫‪% 044.4‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪07‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪% 90.90‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪79‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪% 24.72‬‬ ‫‪707‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪020‬‬ ‫المجموع‬
‫‪%‬‬ ‫‪% 044‬‬ ‫‪% 42.9‬‬ ‫‪% 24.7‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫بدأ االستصالح في بعض المحيطات المسقية خالل الثمانينات‪ ،‬وتأخر في البعض اآلخر إلى العشرية الموالية‪،‬‬
‫حيث كان أول محيطين بالمنطقة المدروسة‪ ،‬محيط دراع لحمر بوالية البيض‪ ،‬ومحيط روداسة بوالية النعامة‪،‬‬
‫هذا األخير‪ ،‬مثّل أول تجربة وأ ّول فشل في عمليات االستصالح عن طريق الزراعة المسقية‪ ،‬فيما نجح محيط‬
‫دراع لحمر رغم تخبطه في مشاكل االستغالل الجماعي لمصدري الطاقة والماء‪ ،‬والذي ما لبث أن هُجر بعد‬
‫انقضاء فترة االستصالح‪ ،‬وحصول المستفيدين على عقود الملكية‪.‬‬
‫على الرغم من ذلك فإن الفترة ‪ 0222-0292‬حققت استصالح أكثر من ‪ % 04‬من مجموع المستثمرات‬
‫المدروسة‪ ،‬خاصة بعد سنة ‪ 0292‬حيث انتشر االستصالح عن طريق الحيازة‪ ،‬في ظل قانون ‪ 02-92‬الصادر‬
‫سنة ‪ ،0292‬و المتعلق بإعادة التنظيم الفالحي‪ ،‬وضمان االستقاللية الفعلية للمستثمرات الفالحية‪.‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫‪ / 0 -0 ) III‬تعديل قانون الحيازة‪ ،‬وتراجع وتيرة االستصالح‪:‬‬
‫مع نهاية سنة ‪ ،0222‬تغير نمط االستفادة من االستصالح الزراعي‪ ،‬بتطبيق المرسوم التنفيذي‬
‫(‪ ،)092-22‬المتعلق بقانون االمتياز الفالحي‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 07‬ديسمبر ‪ ،0222‬حيث أدخل تعديالت على‬
‫قانون الحيازة على الملكية العقارية عن طريق االستصالح‪ ،‬بعدم تمليك األرض للمستصلح واستبدال ذلك‬
‫بمنحه حق االستفادة من االستغالل مدى الحياة‪ ،‬م ّما أثر كثيرا في حركية االستصالح‪ ،‬و أ ّدى إلى تراجع‬
‫وتيرتها بشكل كبير‪.‬‬
‫ض ّم االستصالح خالل هذه الفترة (‪ )0222-0222‬حوالي ‪ 02‬هكتار فقط من المساحة المدروسة ‪ ،‬أي بنسبة‬
‫‪ % 77‬من مجموع العينات‪ ،‬موزعة على ‪ 70‬مستثمرة من صنف ‪ 7‬هكتار‪ ،‬خاللها كان نشاط االستصالح‬
‫بمحيطات بلدية عين بن خليل‪ ،‬األهم بين باقي المحيطات‪ ،‬التي بدأت ترجع إلى سابق عهدها‪ ،‬بعد هجران‬
‫المستثمرات وتراجع طلب االستصالح‪ ،‬لعدم القدرة على إحياء المراعي المتصحرة بإمكانيات محدودة‪ ،‬ودون‬
‫حافز التمليك‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)00‬توزيع المستثمرات الفالحية حسب تاريخ االستصالح‪ ،‬بالمنطقة السهبية المدروسة‪:‬‬
‫فترات بداية االستصالح‬ ‫محيطات‬
‫المجموع‬ ‫االستصالح‬
‫بعد سنة‬ ‫قبل سنة‬
‫‪7444‬‬ ‫‪0222/0222‬‬ ‫‪0220/0299‬‬ ‫‪0292/0292‬‬ ‫‪0294‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪44‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪74‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪44‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪72‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪44‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪27‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪20‬‬ ‫النعامة‬
‫‪04‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫روداسة‬
‫‪07‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪22‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪707‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪42‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪70.2‬‬ ‫‪70.2‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪02.4‬‬ ‫‪42.2‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫‪ / 0 -0 ) III‬الدعم الفالحي‪ ،‬و ورشات االستصالح‪:‬‬


‫الوضع الذي صار إليه االستصالح بالمنطقة السهبية مع نهاية التسعينات‪ ،‬وجد مخرجه مع بداية األلفية الجديدة‪،‬‬
‫حيث جاء المخطط الوطني للتنمية الفالحية‪ ،‬إلعادة بناء القطر الفالحي‪ ،‬بتجهيز كل المستثمرات بكل ما تحتاج‬
‫إليه من تجهيزات ثابتة أو منقولة‪ ,‬مع تكفل الدولة بكل األشغال ومصاريف التجهيزات‪ ،‬بنسبة ‪.% 044‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫هذا الدعم المغري‪ ،‬حفز الم ّوالين وجميع الشرائح األخرى البعيدة كل البعد عن النشاط الفالحي‪ ،‬على المشاركة‬
‫بالمئات في هذه الحملة االستصالحية‪ ،‬لالستفادة المجانية من بساتين وحقول‪ ،‬وتجهيزات قدرت بمئات الماليين‪،‬‬
‫إال أن الموالين استفادوا من نصف المساحة المستصلحة (بنسبة ‪ ،) % 02.2‬فيما انحصرت نسبة الفالحين‬
‫بالحيطات المدروسة دون ‪( % 00‬الجدول ‪.)07‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)00‬توزيع المستفيدين من برامج االستصالح‪ ،‬حسب المهن و الحرف األصلية‪:‬‬
‫محيطات االستصالح‬
‫المهن‬
‫المجموع‬

‫‪%‬‬
‫دراع‬ ‫عين بن‬ ‫و‬
‫توسمولين‬ ‫صفيصيفة‬ ‫روداسة‬ ‫النعامة‬ ‫لبيوض‬ ‫لحمر‬ ‫خليل‬ ‫الحرف‬
‫‪02.2‬‬ ‫‪042‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪77‬‬ ‫م ّوال‬
‫‪02.7‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪49‬‬ ‫فالح‬
‫‪49.0‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪47‬‬ ‫تاجر‬
‫‪49.0‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫إداري‬
‫‪40.0‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫عاطل‬
‫‪42.2‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪02‬‬ ‫بناء‬
‫‪47.2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫مقاول‬
‫‪47.2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫متقاعد‬
‫‪47.2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫جامعي‬
‫‪40.2‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪40‬‬ ‫معلم‬
‫امرأة‬
‫‪40.2‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪42‬‬ ‫(ربّة بيت)‬
‫‪40.0‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫شرطي‬
‫‪44.2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ميكانيكي‬
‫‪44.7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫طبيب‬
‫‪707‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫بلغ عدد طلبات الدعم الفالحي بوالية النعامة لوحدها‪ ،‬أكثر من ‪ 2744‬طلب خالل سنة واحدة (‪ ،)7447‬وقد‬
‫استجيب لهذه الطلبات بغالف مالي ق ّدر بـ ‪ 40‬مليار دينار تقريبا‪ ،‬حصلت عين بن خليل على أكبر حصة منه‪،‬‬
‫بحوالي ثلث القيمة المخصصة لكل البلديات السهبية للوالية (الجدول‪.)02‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫الجدول (‪:)00‬توزيع ملفات الدعم الفالحي‪،‬ومصاريف الدعم‪ ،‬للبلديات السهبية لوالية النعامة لسنة ‪:7447‬‬
‫مبالغ الدعم الفالحي‬ ‫طلبات الدعم الفالحي‬
‫البلديات السهبية‬
‫‪%‬‬ ‫المبلغ (مليون‪ .‬دج)‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد(ملف)‬
‫‪47.0‬‬ ‫‪707‬‬ ‫‪40.2‬‬ ‫‪707‬‬ ‫النعامة‬
‫‪42.2‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪02.0‬‬ ‫‪020‬‬ ‫المشرية‬
‫‪07.2‬‬ ‫‪740‬‬ ‫‪40.9‬‬ ‫‪700‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪02.9‬‬ ‫‪020‬‬ ‫‪07.0‬‬ ‫‪779‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪42.7‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪740‬‬ ‫مكمن بن عمار‬
‫‪44.2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪47.0‬‬ ‫‪022‬‬ ‫قصدير‬
‫‪49.7‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪42.7‬‬ ‫‪770‬‬ ‫البيوض‬
‫‪00.9‬‬ ‫‪0.090‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪0000‬‬ ‫المنطقة السهبية‬
‫‪00.0‬‬ ‫‪0.900‬‬ ‫‪09.0‬‬ ‫‪0019‬‬ ‫منطقة القصور‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪2.202‬‬ ‫‪% 044‬‬ ‫‪2742‬‬ ‫مجموع الوالية‬
‫المصدر ‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة ‪.7440‬‬

‫‪ / 0 -0 ) III‬تراجع نسبة الدعم‪ ،‬وتراجع الطلب على االستصالح‪:‬‬


‫الدعم الفالحي الذي بدأ بنسبة ‪ % 044‬سنة ‪ ،7444‬تراجع إلى ‪ % 74‬مع نهاية ‪ ،7447‬ومنها إلى ‪ %24‬فقط‬
‫منذ شهر جوان ‪.7440‬‬
‫هذا التراجع في نسبة الدعم الفالحي يعني أن العمليات الزراعية والتجهيزات‪ ،‬تبقى كما هي مسطرة في مخطط‬
‫الدعم الفالحي‪ ،‬وعلى المستثمر توفير النسبة الباقية (‪ ،)%24‬من مصادره الخاصة‪ ،‬أو االقتراض من البنوك‪،‬‬
‫وهو ما يرفضه معظم سكان المنطقة السهبية‪.‬‬
‫هذا التراجع نتج عنه تقليص لنفقات الدولة في هذا القطاع‪ ,‬و الذي تراجع من ‪ 40‬مليار دينار‪ ،‬بالنسبة لوالية‬
‫النعامة لوحدها سنة ‪ ،7447‬إلى ‪ 244‬مليون دينار فقط‪ ،‬خالل السنة الماضية (‪ ،)7442‬بعدما تراجع الطلب‬
‫على االستصالح‪ ،‬إلى ما دون ‪ 744‬طلب بكل والية النعامة‪ ،‬م ّما سمح بتجهيز ألف هكتار فقط ‪ ،‬طوال سنة‬
‫‪.7442‬‬

‫‪- 129 -‬‬


‫‪ -0 ) III‬تجهيز المحيطات المسقية‪":‬إستثمار طائل في أراضي قاحلة"‬
‫إن أهم ما مثّل التجهيزات خالل مرحلة الثمانينات ضمن محيطات االستصالح الزراعي‪ ،‬هو التقسيم المتساوي‬
‫للمستثمرات‪ ،‬المحددة بمصدات الرياح‪ ،‬و التي تتخللها مسالك تربطها ببعضها البعض‪ ،‬و مجاري مائية‬
‫موصولة بصهريج مشترك‪ ،‬مجهز بمصدر مائي‪ ،‬و الذي يكون غالبا بئر عميق(الصور)‪.‬‬

‫‪ -‬محيط حاسي اللّة ‪ -‬بلدية عين بن خليل (ماي ‪- )7447‬‬ ‫‪ -‬محيط دراع لحمر – بلدية البيض (أبريل ‪- )7442‬‬

‫الصورتان (‪ :)02،09‬مصدات الرياح و المصدر المائي‪ ،‬أهم تجهيزات المحيطات الفالحية خالل فترة‬
‫قانون الحيازة على الملكية العقارية‪،‬‬

‫الصورة (‪: )02‬‬


‫سواقي رئيسية وأخرى ثانوية لربط المحيط المسقي بصهريج المياه‪.‬‬
‫محيط فرطاسة ‪ -‬بلدية صفيصيفة ‪ -‬جوان ‪-7447‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫‪ / 0 -0 ) III‬التجهيزات القاعدية‪:‬‬

‫أنابيب‬
‫سقي‬ ‫عمود كهربائي‬
‫مصدات الرياح‬

‫صهريج‬ ‫سكن ريفي جديد‬ ‫خزان‬


‫متنقل‬ ‫جرار‬ ‫بئر‬
‫عميق‬

‫الصورة ( ‪ :) 24‬الدعم الفالحي‪ ،‬وفَّر في كل التجهيزات‪،‬‬


‫محيط دراع لحمر (أبريل ‪)7442‬‬

‫أما خالل تطبيق البرامج األخرى‪ ،‬والتي كان آخرها وأهمها المخطط الوطني للدعم الفالحي‪ ،‬خاصة في‬
‫مرحلته األولى ‪ ،7447-7444‬فإن المستثمرات تجهزت بكل ما يلزمها من أدوات االستصالح‪ ،‬بدءا بالمصدر‬
‫المائي و وسائل السقي‪ ،‬ليشمل غرس األشجار المثمرة ومصدات الرياح‪ ،‬وصوال إلى توصيل الكهرباء وبناء‬
‫المسكن‪ ،‬داخل المستثمرة أيضا (الصورة ‪.)20‬‬

‫زيادة على التجهيزات القاعدية األخرى‪ ،‬تضاعف عدد اآلبار واآلبار العميقة‪ ،‬بشكل كبير جدا‪ ،‬بلغ عدده ‪720‬‬
‫بئر موزعة على ‪ 707‬مستثمرة (مدروسة)‪ ،‬أي بمعدل ‪ 0.77‬بئر لكل مستثمرة‪ ،‬م ّما ضمن وفرة في مياه السقي‬
‫بكل المستثمرات‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)00‬توزيع اآلبار و اآلبار العميقة على المنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪:‬‬
‫عدد المستثمرات‬ ‫مجموع نقاط الماء‬ ‫اآلبـــار العميقة‬ ‫اآلبـــار‬ ‫محيطات االستصالح‬
‫‪707‬‬ ‫‪720‬‬ ‫‪079‬‬ ‫‪000‬‬ ‫العدد‬
‫‪ 0.77‬بئر‪/‬مستثمرة‬ ‫‪% 044‬‬ ‫‪00.2‬‬ ‫‪72.2‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫كما عرفت أنظمة السقي بالمحيطات المدروسة تن ّوعا و تضا ُعفا كبيرين‪ ،‬شملت نظام السقي بالتقطير‪ ،‬الذي‬
‫يُغطي ‪ % 04‬من مجموع المستثمرات (المتخصصة غالبا في األشجار المثمرة)‪ ،‬فيما استفادت ‪ 72‬مستثمرة من‬
‫نظام الرش المحوري لري مساحات األعالف المسقية‪ ،‬وغطى السقي االنحداري مساحات الخضر المقدرة بـ‬
‫‪ 774‬هكتار‪ ،‬أي ‪ % 20‬من مساحة المحيطات‪.‬‬
‫أ ّما تقنية الرش المدفعي‪ ،‬فلم نسجل استخدامها إالّ في مستثمرة وحيدة ببلدية عين بن خليل (الصورة‪.)27:‬‬

‫الصورة (‪:)20‬‬

‫إستعمال تقنية الرش المدفعي‬


‫ذو قطر دائري " ‪ 74‬متر"‬
‫لسقي مساحات األعالف بمحيط‬
‫مسدورية – بلدية عين بن خليل ‪-‬‬
‫(ماي ‪)7447‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)00‬توزيع أنظمة السقي على المستثمرات الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة‪:‬‬
‫السقي االنحداري‬ ‫نظام السقي‬ ‫نظام الرش‬ ‫محيطات‬
‫المجموع‬ ‫بدون سقي‬
‫(الساقية)‬ ‫بالتقطير‬ ‫المحوري‬ ‫االستصالح‬
‫‪77‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪07‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪74‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪2‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪72‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪27‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النعامة‬
‫‪04‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫روداسة‬
‫‪07‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪22‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪4‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪707‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪72‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪42.9‬‬ ‫‪20.2‬‬ ‫‪04.44‬‬ ‫‪02.7‬‬ ‫النسبة‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫‪ / 0 -0 ) III‬السكن الريفي‪:‬‬
‫يمثل السكن الريفي‪ ،‬بمستثمرات االستصالح الزراعي بالمنطقة السهبية‪ ،‬أولوية لتوفيره سقفا آمنا للمستثمر‬
‫بدعم من الدولة‪ ،‬يزيده ارتباطا باألرض ويُحفزه على تحقيق االستصالح‪ ،‬الذي يمنحه عقد االنتفاع باستغالل‬
‫األرض مدى الحياة‪ ،‬في إطار قانون االمتياز الفالحي‪.‬‬

‫المستثمرات المدروسة من محيطات االستصالح الزراعي‪ ،‬استفادت في هذا الصدد من بناء ‪ 007‬مسكن جديد‪،‬‬
‫وترميم وتوسعة ‪ 00‬مسكن آخر‪ ،‬أي أن المستثمرات التي لم تستفيد من السكن الريفي إلى غاية تاريخ التحقيق‬
‫الميداني‪ ،‬لم تتعدى ‪ % 00‬من إجمالي عينات الدراسة الـ‪ 707‬مستثمرة ( الجدول‪.)00‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬توزيع حصص السكنات الريفية على المحيطات الفالحية‪ ،‬بالمحيطات المدروسة‪:‬‬

‫حصص السكن الريفي المنجزة ( مستثمرة)‬ ‫محيطات‬


‫المجموع‬
‫ال شــيء‬ ‫ترميم أو توسعة‬ ‫سكن جديد‬ ‫االستصالح‬
‫‪77‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪00‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪74‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪02‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪72‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪09‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪27‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫النعامة‬
‫‪04‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪29‬‬ ‫روداسة‬
‫‪07‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪29‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪22‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪707‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪007‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪02.7‬‬ ‫‪74.7‬‬ ‫‪00.4‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬
‫إال ّ‬
‫أن بعض العراقيل دفعت بمعظم المستفيدين من السكنات الريفية‪ ،‬إلى تركها فارغة‪ ،‬أو استعمالها‬
‫كمستودعات لبعض العتاد و التجهيزات وحتى األعالف ‪ ،‬ومن أهم هذه المع ّوقات‪ ،‬العزلة المفروضة على هذه‬
‫السكنات‪ ،‬نظرا للتباعد الكبير بين المستثمرات‪ ،‬زيادة عن انعدام الربط بالماء و الكهرباء‪ ،‬وضيق الغرف التي‬
‫ال تتسع للعائالت السهبية (الصورتان‪.)22،20‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫نظرة من الداخل‬ ‫مسكن ريفي معزول‬

‫الصورتان (‪ :)27،22‬مسكن ريفي فارغ مستخدم كمستودع لألعالف والتجهيزات‬


‫‪ -‬منطقة واد خبازة ‪ -‬بلدية لبيوض ( ماي ‪- )7447‬‬

‫وقد تبين لنا هذا الهجران جليا من خالل نتائج التحقيق الميداني‪ ،‬حيث وجدنا أن نصف المستفيدين‬
‫تقريبا (‪ ،)% 02.2‬يقطنون بالتجمعات السكنية للمحيطات المسقية‪ ،‬وأن أكثر من الثلث غير مقيمين بمناطق‬
‫المحيطات أصال‪ ،‬فيما يسكن ‪ 29‬مستفيد بمسكنه الريفي داخل المستثمرة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ % 02‬فقط‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)09‬توزيع المستفيدين من االستصالح الزراعي حسب أماكن سكنهم من المحيطات الفالحية‪:‬‬

‫أماكن سكن المستفيدين من االستصالح الزراعي‬


‫المجموع‬ ‫محيطات‬
‫خارج المحيط الفالحي‬ ‫داخل المستثمرة‬ ‫في التجمع السكني‬ ‫االستصالح‬
‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬
‫‪77‬‬ ‫‪02.7‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪02.2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪02.7‬‬ ‫‪22‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪74‬‬ ‫‪07.4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪27.4‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪40.4‬‬ ‫‪42‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪72‬‬ ‫‪70.7‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪24.0‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪02.4‬‬ ‫‪42‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪27‬‬ ‫‪77.4‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪44.4‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪27.4‬‬ ‫‪70‬‬ ‫النعامة‬
‫‪04‬‬ ‫‪24.4‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪04.4‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44.4‬‬ ‫‪44‬‬ ‫روداسة‬
‫‪07‬‬ ‫‪02.2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪22.2‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪72.2‬‬ ‫‪49‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪22‬‬ ‫‪42.4‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44.44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪22.4‬‬ ‫‪27‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪707‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪042‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪20.0‬‬ ‫‪02.2‬‬ ‫‪02.2‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫‪ -0 ) III‬المستفيدون !!‪" :‬موالون‪ ،‬فالحون‪ ،...،‬أم ع ّمال األرض الفالحية؟ "‬
‫خالل العشرين سنة األولى من اإلستصالح عن طريق قانون الحيازة على الملكية العقارية (‪ ،)0292‬بلغ عدد‬
‫المستفيدين ببلديات والية النعامة بمفردها (حسب بيانات المصالح الفالحية)؛ حوالي ‪ 0244‬مستثمر يتقاسمون‬
‫ما مجموعه ‪ 70.479‬هكتار على حسب الترتيب التالي‪:‬‬
‫الجدول(‪ :)09‬توزيع المستفيدين من قانون الحيازة على الملكية العقارية بوالية النعامة خالل الفترة ‪:7442-0292‬‬
‫المساحة الممنوحة‬ ‫المستفيدين‬ ‫البلديات‬ ‫المناطق‬
‫‪%‬‬ ‫المساحة (هـ)‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬
‫‪02.7‬‬ ‫‪0424‬‬ ‫‪77.2‬‬ ‫‪0000‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪49.0‬‬ ‫‪0204‬‬ ‫‪40.2‬‬ ‫‪077‬‬ ‫المشرية‬
‫‪00.2‬‬ ‫‪7202‬‬ ‫‪42.7‬‬ ‫‪040‬‬ ‫البيوض‬
‫‪42.9‬‬ ‫‪0027‬‬ ‫‪42.0‬‬ ‫‪722‬‬ ‫صفيصيفة‬ ‫البلديات‬
‫‪42.0‬‬ ‫‪0779‬‬ ‫‪42.0‬‬ ‫‪094‬‬ ‫النعامة‬ ‫السهبية‬
‫‪40.4‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪47.0‬‬ ‫‪027‬‬ ‫قصدير‬
‫‪42.7‬‬ ‫‪090‬‬ ‫‪40.0‬‬ ‫‪92‬‬ ‫مكمن بن عمار‬
‫‪10.0‬‬ ‫‪00902‬‬ ‫‪09.0‬‬ ‫‪0909‬‬ ‫المجموع‬
‫‪02.0‬‬ ‫‪2720‬‬ ‫‪09.7‬‬ ‫‪0000‬‬ ‫عين الصفراء‬
‫‪42.9‬‬ ‫‪0029‬‬ ‫‪49.7‬‬ ‫‪702‬‬ ‫عسلة‬
‫‪42.4‬‬ ‫‪0927‬‬ ‫‪42.9‬‬ ‫‪092‬‬ ‫تيوت‬ ‫بلديات األطلس‬
‫‪47.2‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪42.2‬‬ ‫‪749‬‬ ‫مقرار‬ ‫الصحراوي‬
‫‪40.0‬‬ ‫‪272‬‬ ‫‪47.2‬‬ ‫‪090‬‬ ‫جنين بورزق‬ ‫(القصور)‬
‫‪09.0‬‬ ‫‪9299‬‬ ‫‪02.9‬‬ ‫‪0010‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪ 70479‬هـ‬ ‫‪%044‬‬ ‫‪0244‬‬ ‫المجمــوع‬ ‫والية النعامة‬
‫مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة (‪)7440‬‬
‫من المعلوم أن الفالحة من أهم النشاطات الموفرة لفرص العمل‪ ،‬سواء العمل الدائم أو الموسمي‪ ،‬كما أنه النشاط‬
‫الذي يفرض على المستغلين التعلق الدائم بأراضيهم‪ ،‬ألن المردود متعلق مباشرة باإلنتاج‪ ،‬واإلنتاج مرتبط‬
‫بالمجهود المبذول ضمن المعارف الخاصة بكل نشاط فالحي‪.‬‬

‫‪ / 0 -0 ) III‬األصل الجغرافي للمستفيدين من االستصالح الزراعي و عمال األرض‪:‬‬


‫على الرغم من أن العمال الدائمين غالبا ما يُمثلون أصحاب المستثمرات الفالحية‪ ،‬إالّ أن ما يُميز المحيطات‬
‫السهبية المدروسة‪ ،‬والتي يستغل نصف مساحتها الموالون‪ ،‬ويتقاسم النصف اآلخر فالحون وتجار ومهنيّون‪،‬‬
‫تتميز بتوفير عدد كبير من فرص العمل الدائم حتى لفالحين من خارج المنطقة السهبية‪ ،‬إلى جانب المستفيدين‬
‫من خارج الواليتين السهبيتين‪ ،‬والذين يُمثلون ‪ % 40‬من مجموع المستثمرين‪.‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫الجدول رقم (‪ :)09‬توزيع المستفيدين من المحيطات الفالحية‪ ،‬حسب أصلهم الجغرافي ‪ ،‬بالمنطقة السهبية المدروسة‪:‬‬
‫البلديات و الواليات األصلية‬

‫صفيصيفة‬
‫توسمولين‬
‫بومرداس‬

‫(تلمسان)‬

‫مكمن بن‬
‫الصفراء‬
‫الرمشي‬

‫سـعـيـدة‬

‫عين بن‬
‫محيطات‬

‫لبيوض‬
‫بلعباس‬

‫مشرية‬

‫النعامة‬

‫البيض‬
‫الخيثر‬
‫سيدي‬
‫أدرار‬

‫عمار‬

‫خليل‬
‫عين‬
‫المجموع‬ ‫االستصالح‬
‫‪77‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪77‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪74‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪-‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪72‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪27‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النعامة‬
‫‪04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫روداسة‬
‫‪07‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪22‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪707‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪77‬‬ ‫المجموع‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬توزيع العمال الدائمين بالمحيطات الفالحية ‪ ،‬حسب أصلهم الجغرافي‪ ،‬بالمنطقة السهبية المدروسة‪:‬‬
‫البلديات و الواليات األصلية‬

‫صفيصيفة‬
‫توسمولين‬
‫(تلمسان)‬

‫مكمن بن‬
‫محيطات‬
‫غيليزان‬

‫الرمشي‬

‫سـعـيـدة‬

‫عين بن‬
‫لبيوض‬
‫معسكر‬

‫قصدير‬
‫بلعباس‬

‫مشرية‬

‫النعامة‬

‫البيض‬
‫سيدي‬
‫أدرار‬

‫عمار‬
‫عسلة‬

‫خليل‬
‫المجموع‬ ‫االستصالح‬

‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪00‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪74‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪-‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪07‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪70‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪47‬‬ ‫النعامة‬
‫‪07‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫روداسة‬
‫‪02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪02‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪202‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪70‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬
‫‪- 136 -‬‬
‫‪ / 0 -0 ) III‬أعمار المستفيدون من االستصالح‪:‬‬
‫بما أن أغلب المستفيدين من الموالين‪ ،‬فإن الفئة العمرية األكثر انتشارا بين مستصلحي المحيطات المسقية‪ ،‬هي‬
‫الفئة ‪ 74-04‬سنة بنسبة ‪ ،% 22‬وعلى اعتبار أن النشاط الفالحي يعتمد على كبار السن فيما يخص الخبرات‬
‫الزراعية‪ ،‬ويعتمد على الشباب في الجهد العضلي‪ ،‬فإن محيطاتنا المسقية تفتقر إلى جهد المستثمرين الشباب‪،‬‬
‫فيما هي في غنى عن كهول ال خبرة لهم بالزراعة‪.‬‬
‫الجدول (‪ :)00‬توزيع عدد المستفيدين من المحيطات الفالحية‪ ،‬حسب الفئات العمرية‪ ،‬بالمنطقة المدروسة‪:‬‬
‫الفئات العمرية (سنة)‬
‫المجموع‬ ‫محيطات االستصالح‬
‫‪04 +‬‬ ‫‪04-74‬‬ ‫‪74-04‬‬ ‫‪04-24‬‬ ‫‪24-77‬‬ ‫‪77-74‬‬
‫‪77‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪09‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪74‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪44‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪72‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪44‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪27‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫النعامة‬
‫‪04‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪44‬‬ ‫روداسة‬
‫‪07‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪22‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪44‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪707‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫العدد‬
‫المجموع‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪40.0‬‬ ‫‪02.4‬‬ ‫‪22.0‬‬ ‫‪70.0‬‬ ‫‪00.0‬‬ ‫‪04.7‬‬ ‫‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪.)7442/7442‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)07‬توزيع المستفيدين من المحيطات الفالحية‪ ،‬حسب الفئات العمرية‪.‬‬

‫‪04 +‬‬ ‫العمرية الفئات(سنة)‬

‫العمرية الفئات(سنة) ‪04 -74‬‬


‫‪10%‬‬ ‫‪5%‬‬ ‫‪13%‬‬
‫‪12%‬‬
‫العمرية الفئات(سنة) ‪74 -04‬‬

‫العمرية الفئات(سنة) ‪04 -24‬‬


‫‪21%‬‬
‫‪39%‬‬ ‫العمرية الفئات(سنة) ‪24 -77‬‬

‫العمرية الفئات(سنة) ‪77 -74‬‬

‫‪- 137 -‬‬


‫‪ -0 )III‬االستصالح الزراعي وإنتاجية المستثمرات‪:‬‬
‫‪ / 0 -0 ) III‬الزراعة المسقية في المراعي السهبية‪:‬‬
‫عرف االستغالل الزراعي لمراعي المنطقة السهبية‪ ،‬نقلة نوعية بعمليات االستصالح التي انتشرت كالفطريات‬
‫في معظم األرجاء‪ ،‬كما أن منظر االخضرار الذي تل ّونت به مساحات ال ُخضر و األعالف المسقية‪ ،‬يوحي بنجاح‬
‫االستصالح‪ ،‬إالّ أن هذه النظرة سرعان ما تتالشى‪ ،‬بمجرّد إجراء حسابات بسيطة حول المساحة المستصلحة‪،‬‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬تكلفة التجهيزات‪ ،‬الطاقة المستهلكة‪ ،‬حجم المياه المهدورة‪ ،...،‬وديون البنوك المتراكمة‪ ،‬ومن ث ّم‬
‫المردود الذي سيجنيه المستصلح من نشاط فالحي كهذا‪.‬‬

‫فمن خالل مالحظة الجدول (‪ ،) 77‬يتبين مدى الفارق بين مردودية المنطقة السهبية و مردودية منطقة القصور‪،‬‬
‫الذي يصل إلى النصف‪ ،‬رغم فرص التجهيز المتساوية والظروف المناخية المتشابهة إلى حد كبير‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)00‬توزيع اإلنتاج الفالحي بالبلديات السهبية لوالية النعامة للموسم الفالحي ‪:7442/7447‬‬
‫األعالف المسقية‬ ‫الفواكه‬ ‫الخضر‬
‫المردود (ق‪/‬هـ)‬

‫المساحة (هكتار)‬

‫المردود (ق‪/‬هـ)‬

‫المردود (ق‪/‬هـ)‬
‫المساحة (هكتار)‬

‫المساحة (هكتار)‬
‫اإلنتاج (قنطار)‬

‫اإلنتاج (قنطار)‬

‫اإلنتاج (قنطار)‬

‫البلديات‬
‫السهبية‬

‫‪044‬‬ ‫‪09044‬‬ ‫‪090‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪070‬‬ ‫‪0940‬‬ ‫‪70‬‬ ‫النعامة‬
‫‪044‬‬ ‫‪70244‬‬ ‫‪702‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0770‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪072‬‬ ‫‪7799‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المشرية‬
‫‪700‬‬ ‫‪7970‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪7707‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪072‬‬ ‫‪00024‬‬ ‫‪222‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪004‬‬ ‫‪00944‬‬ ‫‪074‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪979‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪024‬‬ ‫‪07244‬‬ ‫‪224‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪24‬‬ ‫‪724‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪220‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪072‬‬ ‫‪0247‬‬ ‫‪27‬‬ ‫مكمن بن عمار‬
‫‪004‬‬ ‫‪00744‬‬ ‫‪074‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪0770‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪079‬‬ ‫‪9027‬‬ ‫‪00‬‬ ‫البيوض‬
‫‪000‬‬ ‫‪90001‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪0200‬‬ ‫‪090‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪90999‬‬ ‫‪910‬‬ ‫المنطقة السهبية‬
‫‪090‬‬ ‫‪00999‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪09029‬‬ ‫‪020‬‬ ‫‪090‬‬ ‫‪002902‬‬ ‫‪100‬‬ ‫منطقة القصور‬
‫‪022‬‬ ‫‪072442‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪77077‬‬ ‫‪720‬‬ ‫‪079‬‬ ‫‪027972 0740‬‬ ‫مجموع الوالية‬
‫المصدر ‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة ‪.7440‬‬

‫‪- 138 -‬‬


‫إن البيانات التي تتضمنها السجالت الرسمية‪ ،‬لمختلف المديريات الفاعلة في عمليات االستصالح الزراعي‬
‫(المتناقضة أحيانا)‪ ،‬لتبرز مدى عدم جدوى االستصالح في هذه المراعي المتدهورة‪ ،‬التي ال يمكن مقارنة‬
‫مردوديتها حتى مع مناطق القصور الجنوبية المجاورة لها‪ ،‬على الرغم من أن ما تستهلكه من مساحات‬
‫وتجهيزات و مياه وطاقات مادية وبشرية‪ ،‬ال يمكن تعويضه أبدا بالمردودية المتراجعة لهذه المستثمرات‪.‬‬

‫فالمنطقة السهبية لوالية النعامة مثال‪ ،‬سهبية بامتياز‪ ،‬وهي تضم ثالث أرباع عدد م ّوالي الوالية البالغ ‪0444‬‬
‫موال‪ ،‬كما تحتضن ثالث أرباع عدد المواشي بالوالية‪ ،‬الذي يُقارب المليون رأس‪ ،‬والنشاط الرعوي هو السائد‬
‫منذ قرون‪ ،‬فال عمال األرض فالحين وال المستثمرات فالحية‪ ،‬فكيف وبماذا سينجح االستصالح الزراعي؟‪.‬‬

‫األصيلة – والية النعامة ‪7442‬‬


‫ِ‬ ‫الصورتان(‪ :)20،27‬إنتشار واسع لألغنام والخيام في بيئتهما األصلِيّة‬
‫‪-‬‬

‫الجدول (‪ :)00‬توزيع عدد الموالين‪ ،‬و رؤوس الماشية على البلديات السهبية لوالية النعامة (‪:)7447/7442‬‬
‫الماشية‬ ‫الم ّوالين‬
‫البلديات السهبية‬
‫‪%‬‬ ‫العدد‬ ‫‪%‬‬ ‫العدد‬
‫‪2.7‬‬ ‫‪65407‬‬ ‫‪04.0‬‬ ‫‪072‬‬ ‫النعامة‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪02092‬‬ ‫‪42.2‬‬ ‫‪720‬‬ ‫المشرية‬
‫‪2.0‬‬ ‫‪09720‬‬ ‫‪02.2‬‬ ‫‪902‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪00.2‬‬ ‫‪002270‬‬ ‫‪02.0‬‬ ‫‪0042‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪07.9‬‬ ‫‪000420‬‬ ‫‪47.9‬‬ ‫‪207‬‬ ‫مكمن بن عمار‬
‫‪00.2‬‬ ‫‪027277‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪790‬‬ ‫قصدير‬
‫‪07.7‬‬ ‫‪002220‬‬ ‫‪07.2‬‬ ‫‪902‬‬ ‫البيوض‬
‫‪91.9‬‬ ‫‪191000‬‬ ‫‪90.0‬‬ ‫‪0100‬‬ ‫المنطقة السهبية‬
‫‪00.0‬‬ ‫‪029009‬‬ ‫‪01.1‬‬ ‫‪0190‬‬ ‫منطقة القصور‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪247094‬‬ ‫‪% 044‬‬ ‫‪0722‬‬ ‫مجموع الوالية‬
‫المصدر ‪ :‬مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة ‪.7440‬‬

‫‪- 139 -‬‬


‫‪ / 0 -0 ) III‬االستصالح الزراعي ‪ ...‬بين التضاعف المساحي و الضعف ا نتاجي‪:‬‬
‫مع توسع عمليات االستصالح الزراعي المدعومة بالمخطط الوطني للدعم الفالحي‪ ،‬تضاعفت المساحة الفالحية‬
‫بشكل الفت‪ ،‬فحسب مديرية المصالح الفالحية‪.‬لوالية النعامة؛ فقد تم استصالح مساحة ‪ 70.444‬هكتار بالوالية‪،‬‬
‫فيما كانت حصة المنطقة السهبية منها ‪02.444‬هكتار‪ ،‬خالل فترة تطبيق برنامج الحيازة على الملكية العقارية‬
‫(‪ ،)0222-0292‬و‪ 42‬آالف هكتار (إلى غاية ‪ 7440‬حسب توفر المعطيات)‪ ،‬ضمن برنامج االمتياز الفالحي‬
‫(بعد ‪ ،)0222‬المدعوم بالصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية منذ مطلع األلفية‪ ،‬زيادة على استصالح‬
‫‪0424‬هكتار في نفس اإلطار خالل الموسم ‪ 7442/7440‬فقط‪ ،‬فضال عن إنجاز عشرات الكيلومترات من‬
‫كهربة المحيطات الفالحية‪ ،‬ومناطق االستصالح الزراعي والرعوي عبر الوالية‪.‬‬

‫وعليه فزيادة على توفير عدد كبير من فرص العمل في القطاع الزراعي و تثبيت عدد هام من البدو الرحَّل في‬
‫إطار التنافس على الحصول على الملكية العقارية‪ ،‬أو االستفادة من الدعم الفالحي‪ ،‬حقق االستصالح الزراعي‬
‫وفرة محلية لعدة منتوجات زراعية‪(،‬أعالف‪ ،‬فواكه و خضر)‪،‬و التي من أهمها البطاطا‪ ،‬المتربعة على أكبر‬
‫حصص مساحة الخضر بـ ‪ 97‬هكتار‪ ،‬أي ما يعادل ثلث مساحة الخضر‪ ،‬و ‪ % 04‬من المساحة المسقية الكلية‬
‫للمحيطات المدروسة ‪ ،‬أما فيما يخص األشجار المثمرة‪ ،‬فإن أهم المنتوجات هي فاكهة المشمش بنفس مساحة‬
‫البطاطا‪ ،‬إلى جانب التفاح والخوخ وحتى الكروم – عنب المائدة‪ (-‬الصورة)‪ ،‬هذه المنتجات كانت تُجلب سابقا‬
‫من واليات أخرى‪ ،‬مثل سعيدة‪ ،‬بشار‪ ،‬تيارت‪ ،‬وحتى سيدي بلعباس ومعسكر‪ ،‬وأصبح إنتاجها عن طريق‬
‫االستصالح الزراعي‪ ،‬يغطي االحتياج المحلي لهذه المواد‪ ،‬وهو أمر يشجع نظريا على توسيع هذه العمليات‬
‫(الجدول ‪.) 70‬‬

‫الصورة (‪:)20‬‬

‫حتى الكروم ‪ ،‬لها حصتها‬


‫من محيطات عين بن خليل‪.‬‬
‫‪ -‬ماي ‪- 7447‬‬

‫‪- 140 -‬‬


‫الجدول رقم (‪ :)00‬توزيع أهم المزروعات على المساحة المسقية لمحيطات االستصالح ‪ ،‬بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪:‬‬
‫مساحة‬ ‫مجموع المساحة المسقية المخصصة للفاكهة (هـكتار)‬ ‫مجموع المساحة المسقية المخصصة للخضر (هـكتار)‬
‫المجموع‬ ‫األعالف‬ ‫أنواع‬ ‫الخوخ‬ ‫الكروم‬ ‫المشمش‬ ‫اإلجاص‬ ‫التفاح‬ ‫أنواع‬ ‫البطيخ‬ ‫الطماطم‬ ‫البطاطا‬ ‫البصل‬ ‫الجزر‬ ‫المحيطات‬
‫المسقية‬ ‫‪ Pêche Vignoble Abricot‬أخرى‬ ‫‪Poire‬‬ ‫‪Pomme‬‬ ‫أخرى‬ ‫‪Pastèque Tomate P.d.terre Oignon Carotte‬‬
‫عين بن‬
‫‪ 197‬هـ‬ ‫‪ 00.7‬هـ‬ ‫‪09‬‬ ‫‪00.7‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪02.77‬‬ ‫‪00.7‬‬ ‫‪00.77‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪00.27‬‬ ‫‪07.7‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫‪0.7‬‬
‫خليل‬
‫دراع‬
‫‪ 105‬هـ‬ ‫‪ 09.7‬هـ‬ ‫‪70‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪02.27‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪2.77‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪02.77‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪9.27‬‬
‫لحمر‬
‫‪ 115‬هـ‬ ‫‪ 24.7‬هـ‬ ‫‪42‬‬ ‫‪2.27‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪47.27‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪132.5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪04.7‬‬ ‫‪40.7‬‬ ‫‪77.7‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪47.7‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪07.77‬‬ ‫‪00.7‬‬ ‫‪07.7‬‬ ‫‪00.77‬‬ ‫النعامة‬
‫‪ 17‬هـ‬ ‫‪ 02‬هـ‬ ‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫روداسة‬
‫‪ 64‬هـ‬ ‫‪ 00‬هـ‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪ 127‬هـ‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪02.7‬‬ ‫‪07.7‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪00.7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪02.74‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪00.7‬‬ ‫‪04.7‬‬ ‫توسمولين‬

‫‪909.0‬‬ ‫‪091.0‬‬ ‫‪02.7 70.77‬‬ ‫‪07.7‬‬ ‫‪92.77‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪22.7‬‬ ‫‪07.7‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪97.77‬‬ ‫‪00.77‬‬ ‫‪20‬‬
‫المجموع‬
‫=‪ %00.1‬هـكتار‬ ‫‪ 000.0‬هكتار= ‪% 00.00‬‬ ‫‪ 009.0‬هكتار = ‪% 00.90‬‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪70.0‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪04.2‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪04.9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫أ ّما عمليا؛ وبِغض النظر عن المردودية‪ ،‬فقد أدى غرس نفس أنواع األشجار المثمرة في عمليات‬
‫اإلستصالح الزراعي‪ ،‬إلى جني كميات معتبرة من الخضر و الفواكه المتشابهة‪ ،‬مما أدى إلى كسادها في‬
‫األسواق المحلية‪ ،‬و أرغم أصحابها في كثير من األحيان على بيعها بأبخس األثمان لسرعة تلفها و كثرة‬
‫كمياتها‪ ،‬في ظل عدم توفر وحدات تحويلية‪-‬خاصة للطمامم و الخوخ‪ ،-‬و قلة وسائل النقل المكيّفة‪ ،‬الكفيلة‬
‫بتسويق هذه المنتجات طازجة خارج تراب الوالية‪ ،‬و هذا الحال‪ ،‬ال يشجع أبدا على مواصلة اإلستثمار‪.‬‬

‫تلف فاكهة الخوخ (السوق األُسبوعي المشرية)‬ ‫بساتين من الخوخ الطازج (بلدية عين بن خليل)‬

‫الصورتان (‪ :)22،29‬كميات كبيرة من الخوخ الطازج تجد نهايتها في مزبلة السوق البلدي (جوان‬

‫‪.)7447‬‬

‫البيانات الرسمية المتضاربة سجلت تحقيق ما تعتبره استصالحا لمئات الهكتارات سنويا‪ ،‬أما الواقع الميداني‬
‫أن هذا االستصالح لم يكن في أغلب األحيان إالّ تجهيزا وعمليات تهيئة آلية‪ ،‬جعلت من المراعي‬
‫فيُثبت ّ‬
‫السهبية ورشات للمقاولين‪ ،‬لتهيئة وتجهيز هذه الهكتارات‪.‬‬

‫التحقيق الميداني‪ ،‬وبكل واقعية ‪ ،‬بيّن أنه ثمت عمليات استصالح متباينة‪ ،‬منها الفاشلة ومنها التي حققت‬
‫بعض النجاح و بمردودية ضعيفة‪ ،‬ومنها ما حققت نجاحا كبيرا‪ ،‬و بإنتاج وفير و بمردودية جيدة أيضا‪،‬‬
‫لكنها في تراجع مستمر مقلق‪ ،‬نظرا لمحدودية مقوماتها الطبيعية‪ ،‬فضال على الموارد المالية والمائية التي‬
‫استنفذتها‪ ،‬من غير تعويض‪.‬‬

‫‪-168-‬‬
‫‪ / 0 -0 ) III‬الوجه اآلخر للمحيطات المسقية‪:‬‬
‫زيادة على االستغالل الالعقالني للمقومات الطبيعية السهبية‪ ،‬ظهر مع انتشار االستصالح الزراعي‪ ،‬آثار‬
‫سلبية أخرى والتي من أهمها‪ ،‬التقسيم القطعي الكثيف لمساحات واسعة‪ ،‬من خالل تسييج مستثمرات‬
‫المحيطات المسقية‪ ،‬فضال عن المستثمرات الفردية المعزولة‪ ،‬مما ح ّول تدريجيا المشهد السهبي المعروف‬
‫بانفتاحه‪ ،‬إلى مشهد مغلق‪.‬‬

‫الصورة (‪:)22‬‬

‫مصدات الرياح‪ ،‬حواجز صخرية‪،‬‬


‫أسيجة حديدية‪... ،‬وحتى الجدران‪،‬‬
‫حواجز طمست مالمح المشهد‬
‫السهبي المفتوح ‪.‬‬

‫روداسة – بلدية المشرية (ماي ‪-)7442‬‬

‫كما أفرزت هذه العمليات الزراعية تهديدا واضحا للمنطقة السهبية بفقدان خصوصيتها الرعوية أيضا‪،‬‬
‫بعدما أُجهضت التربة في بعض المناطق الحساسة‪ ،‬إ ّما بعد نجاح مؤقت لمشروع االستصالح‪ ،‬باعتبار أن‬
‫الخصوصية البنيوية للتربة في معظم مناطق االستصالح‪ ،‬ال تتحمل استغالل األرض أكثر من مرة أو‬
‫مرتين‪ ،‬ليبدأ المردود في التراجع‪ ،‬وإ ّما لحصول فشل مبكر للمشروع‪ ،‬يصحبه تخريب تام للوسط الطبيعي‬
‫بسبب عمليات االستصالح الفاشلة البالغة األثر‪ ،‬وهُجران مستثمرات التجارب (الصورة ‪،)94‬‬
‫التي ال تزال ُمدرجة ضمن المساحات المستصلحة‪ ،‬عند مسئولو الفالحة بالمنطقة‪.‬‬

‫الصورة (‪:)94‬‬

‫إستصال ٌح أهدر أمواال طائلة‪،‬‬


‫وهُجران ترك األرض جرداء‪.‬‬

‫دراع لحمر – والية البيض – ‪.7442‬‬

‫‪-169-‬‬
‫‪ -1 ) III‬الماء‪" :‬أهم مقومات االستصالح الزراعي"‬
‫و ألن الماء هو أساس االستصالح‪ ،‬انتهجت الدولة سياسة توفير هذا العنصر الحيوي بمحيطاتها المسقية‪،‬‬
‫وألن المنطقة تعيش على المياه الجوفية‪ ،‬اعتُمد بشكل كلي في ذلك‪ ،‬على اآلبار العميقة‪.‬‬

‫‪ / 0 -1 ) III‬اآلبار و اآلبار العميقة‪:‬‬


‫في البداية كانت المحيطات المسقية تكتفي ببئر أو بئرين عميقين لسقي مئات الهكتارات‪ ،‬خالل االستصالح‬
‫عن طريق الحيازة على الملكية العقارية (‪ ،)0222-0292‬إالّ أنها ضمن المخطط الوطني للتنمية الفالحية‬
‫(منذ ‪ ،)7444‬جعلت من أولوياتها تجهيز كل المستثمرات‪ ,‬ببئر عميق‪ ،‬وصهريج مائي‪.‬‬
‫هذا التوجه أدى إلى تضاعف عدد اآلبار بشكل كبير وخطير‪ ،‬لما سببه من استهالك مفرط للمياه‬
‫الجوفية‪،‬النادرة التج ّدد‪ ،‬حسب المختصين بالوكالة الوطنية للموارد المائية‪.‬‬

‫الجدول (‪ :)00‬توزيع اآلبار و اآلبار العميقة على المنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪:‬‬
‫عدد المستثمرات‬ ‫مجموع نقاط الماء‬ ‫اآلبـــار العميقة‬ ‫اآلبـــار‬ ‫محيطات االستصالح‬
‫‪77‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪79‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪74‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪72‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪00‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪27‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النعامة‬
‫‪04‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪07‬‬ ‫روداسة‬
‫‪07‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪4‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪22‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪24‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪707‬‬ ‫‪720‬‬ ‫‪079‬‬ ‫‪000‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬
‫يتضح من خالل الجدول أعاله‪ ،‬مدى وفرة نقاط الماء بالمحيطات المسقية‪ ،‬والتي بلغت معدل ‪ 0.77‬بئر‬
‫لكل مستثمرة‪ ،‬لتوفر الـ‪ 707‬مستثمرة مدروسة على ‪ 720‬مورد مائي‪ ،‬فيما سجلت عين بن خليل أعلى‬
‫معدل‪ ،‬بلغ ‪ 0.9‬بئر للمستثمرة الواحدة‪.‬‬

‫‪ / 0 -1 ) III‬صهاريج المياه‪:‬‬
‫تضا ُعف عدد اآلبار‪ ،‬صاحبه تضاعف أيضا في عدد الصهاريج‪ ،‬وكان لعين بن خليل الحصة األكبر منها‬
‫أيضا‪ ،‬هذه الصهاريج في معظمها (‪ )% 27‬ذات سعة ‪ 044‬متر مكعب‪ ،‬لتناسبها الطردي مع حجم‬
‫المستثمرات المتوسط (‪04-47‬هـ)‪ ،‬أما الصهاريج األكبر حجما بكل المنطقة المدروسة فهي؛ صهريج‬

‫‪-170-‬‬
‫محيط فرطاسة ببلدية صفيصيفة‪ ،‬ذو طاقة استيعاب ‪ 744‬م‪ ،2‬وآخر مماثل يملكه أحد أكبر المستثمرين‬
‫الخواص بمنطقة سيدي موسى‪ ،‬ببلدية عين بن خليل (الجدول‪.)70‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬توزيع صهاريج المياه‪ ،‬بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪:‬‬
‫‪ %‬إلى‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫عدد الصهاريج حسب السّعة (المتر المكعب)‬
‫الصهاريج المستثمرات مجموع‬ ‫‪744‬‬ ‫‪044‬‬ ‫‪244‬‬ ‫‪744‬‬ ‫‪074 044‬‬ ‫محيطات‬
‫المستثمرات‬ ‫م‪2‬‬ ‫م‪2‬‬ ‫م‪2‬‬ ‫م‪2‬‬ ‫م‪2‬‬ ‫م‪2‬‬ ‫االستصالح‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪74‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪% 20‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪27‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪% 24‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪27‬‬ ‫النعامة‬
‫‪% 24‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪42‬‬ ‫روداسة‬
‫‪% 72‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪42‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪% 99‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪72‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪% 99‬‬ ‫‪707‬‬ ‫‪092‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪027‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫إن وفرة المياه الجوفية بالمنطقة السهبية‪ ،‬أمر ُمؤكد ال شك فيه‪ ،‬ولكن األمر األشد تأكيدا‪ ،‬هو ّ‬
‫أن هذه الثروة‬ ‫ّ‬
‫الحيوية في تناقص مستمر‪ ،‬لشدة االستغالل و ضعف التجديد‪ ،‬و لذلك لم تعُد اآلبار العادية تُجدي نفعا‪،‬‬
‫وأصبحت اآلبار العميقة واقع ال مف َّر منه‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)09‬توزيع اآلبار و اآلبار العميقة حسب عمقها‪ ،‬بالمنطقة السهبية المدروسة‪:‬‬
‫عمق اآلبار العميقة‬ ‫عمق اآلبار‬
‫محيطات‬
‫‪044-94‬م‬

‫‪ 94-04‬م‬

‫‪ 04-74‬م‬

‫‪ 74-04‬م‬

‫‪ 04-24‬م‬
‫‪ 044 +‬م‬

‫‪ 24-74‬م‬

‫‪ 74-04‬م‬

‫المجموع‬
‫االستصالح‬

‫‪02‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪20‬‬ ‫عدد اآلبار‬
‫‪720‬‬
‫‪ 070‬بئر عميق = ‪% 77‬‬ ‫‪% 07 = 072‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 044 40.22 47.02 09.01 42.97 40.97‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪00.90 02.00‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬

‫‪-171-‬‬
‫‪ / 0 -1 )III‬اآلثار األولية النتشار اآلبار العميقة بالمنطقة السهبية‪:‬‬
‫في البداية‪ ،‬ولتوفر غطاءات مائية قريبة من السطح‪ ،‬كانت الفؤوس تفي بالغرض‪ ،‬ثم انتقل األمر إلى‬
‫استخدام الحفارات اإللية التي تصل إلى عمق بضعة أمتار بشكل عرضي (الصورة ‪ ،)90‬ثم أدى تراجع‬
‫مستوى المياه الجوفية إلى حفر آبار ذات عمق يصل إلى ‪ 24‬متر (الصورة ‪ ،) 97‬ومن ثم إلى حفر اآلبار‬
‫العميقة(الصور‪.) 92،90‬‬

‫‪97‬‬ ‫الصورة‪:‬‬ ‫الصورة‪90 :‬‬

‫الصورة‪90 :‬‬ ‫الصورة‪92 :‬‬

‫الصور (‪ : )90،97،92،90‬آبار من مختلف األنواع ‪ ،‬تغزو المنطقة السهبية‪ ،‬الستغالل مياهها الجوفية‪.‬‬

‫هذه اآلبار العميقة تُشكل اليوم تهديدا مباشرا على عدة أصعدة‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬اختراق طبقات جيولوجية متباينة‪ ،‬وخ ّزانات جوفية متمايزة الكمية والنوعية أثناء الحفر العميق‪ ،‬وما‬
‫يؤدي إليه من احتمال غور الماء‪ ،‬وتملح الطبقات‪ ،‬بسبب عدم مراعاة احتياطات حماية الطبقات ‪ ،‬التي ال‬
‫يُحصيها إالّ المختصون في مجال المياه الجوفية‪ ،‬بينما يتم حفر آبار السقي دون تأطير من ممثلي مديرية‬
‫الري‪ ،‬المسئولة أ ّوال عن حماية المياه الجوفية‪ ،‬ال عن تسليم تصاريح الحفر فقط ‪.‬‬

‫‪ -‬أما األخطر من ذلك ‪ ،‬فهو استنفاذ هذه المياه الجوفية النادرة التجدد‪ ،‬لضعف التساقطات و قلة مناطق‬
‫التغذية الجوفية (حسب المختصين بالوكالة الوطنية للموارد المائية)‪ ،‬مما تترتب عليه ضرورة حفر آبار‬

‫‪-172-‬‬
‫أشد عمقا‪ ،‬كحل مؤقت للمستثمرات القادر أصحابها على الحفر‪ ،‬فيما يكون الهجران مصير باقي‬
‫المستثمرات‪ ،‬كبداية للنهاية التي تبدو مالمحها واضحة‪ ،‬من خالل تسجيل تراجع كبير في مستويات‬
‫استقرار المياه الجوفية‪ ،‬مما تسبب فعليا‪ ،‬في تراجع أعداد التصاريح الممنوحة لحفر آبار االستصالح‬
‫الزراعي‪ ،‬المنافسة لالستهالك البشري لمادة الماء الحيوية ‪.‬‬
‫الجدول (‪ :)09‬توزيع اآلبار و اآلبار العميقة حسب عمق مستوياتها المائية المستقرّة‪ ،‬بالمنطقة السهبية المدروسة‪:‬‬
‫المستوى الجوفي لمياه األبار و األبار العميقة*‬ ‫محيطات‬
‫المجموع‬
‫‪ 04 +‬م‬ ‫‪ 04-04‬م‬ ‫‪ 04-24‬م‬ ‫‪ 24-74‬م‬ ‫‪ 74-04‬م‬ ‫‪ 04-47‬م‬ ‫االستصالح‬
‫‪00‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪04‬‬ ‫عين بن خليل‬
‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪44‬‬ ‫دراع لحمر‬
‫‪72‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪77‬‬ ‫لبيوض‬
‫‪07‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪42‬‬ ‫النعامة‬
‫‪02‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪44‬‬ ‫روداسة‬
‫‪07‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44‬‬ ‫صفيصيفة‬
‫‪27‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪44‬‬ ‫توسمولين‬
‫‪727‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬
‫‪% 044‬‬ ‫‪40.24‬‬ ‫‪02.00‬‬ ‫‪49.70‬‬ ‫‪40.29‬‬ ‫‪09.02‬‬ ‫‪20.02‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬
‫المصدر‪ :‬التحقيق الميداني(‪)7442/7442‬‬ ‫*‪ :‬اآلبار المجهولة المستوى الجوفي‪ ،‬لم تأخذ بعين االعتبار‪.‬‬

‫‪ / 0 -1 ) III‬تراجع خطير في مستوى المياه الجوفية‪ " :‬دراسة حالة"‬


‫وقد اخترنا أحد أهم هذه اآلبار العميقة‪ ،‬من أجل دراستها‪ ،‬لالطالع على ما يحدث فعليا على مستوى‬
‫الغطاءات المائية الجوفية‪ ،‬وهو البئر ذو اإلحداثيات س‪ ، 020.444 :‬ع‪ ، 240.044 :‬بالمحيط المسقي‬
‫"سيدي موسى" ببلدية عين بن خليل الذي تم إنجازه حديثا سنة ‪ 7442‬لعمق يصل إلى ‪ 94‬متر‪ ،‬وقد تم‬
‫تسجيل ضمن بياناته التي حصلنا عليها من الوكالة الوطنية للموارد المائية‪ ،‬أن مستوى استقراره الجوفي‬
‫كان على عمق ‪07.7‬متر( بتاريخ ‪ 72‬سبتمبر ‪ ،)7442‬فيما سجلنا من خالل المعاينة الميدانية ( بتاريخ ‪20‬‬
‫ماي ‪ )7447‬أن هذا المستوى انخفض إلى عمق ‪ 74‬متر‪.‬‬
‫إن هذا التراجع السريع للغطاء الجوفي ( ‪ 2.7-‬متر خالل سنتين فقط)‪ ،‬يعكس و بصورة واضحة االستغالل‬
‫الالعقالني للمياه الجوفية ( المورد الوحيد في المنطقة)‪ ،‬والتي اشتدت منذ بداية تطبيق المخطط الوطني‬
‫للتنمية الفالحية سنة ‪ ,7444‬بالحفر المتواصل لآلبار بدعوى االستصالح‪ ،‬الرامي إلى توفير بئر بكل‬
‫مستثمرة‪.‬‬

‫‪-173-‬‬
‫‪ / 0 -1 ) III‬حفر اآلبار العميقة‪ ،‬بين القرار السياسي واألولوية البيئية‪:‬‬
‫<<‪...‬ال يمكن أبد ًا لهذا الحال أن يستمر‪ ،‬وإن استمر فإنه تهديد مباشر للبقاء البشري بالمنطقة السهبية‬
‫ككل‪ ،‬السبب واضح‪ ،‬والنتائج أصبحت واقعاً ملموسا‪ ،>>...‬هذا ما صرَّح لنا به مسؤول الوكالة الوطنية‬
‫للموارد المائية‪ ،‬عندما سألناه عن واقع ومستقبل االستصالح الزراعي في المنطقة السهبية‪ ،‬في ظل تراجع‬
‫المنسوب الجوفي وتضاعف نقاط الماء‪ .‬وقد تجسد هذا الموقف فعليا‪ ،‬من خالل امتناع مسؤولوا قطاع الري‬
‫لوالية النعامة عن تقديم تصاريح حفر اآلبار‪ ،‬للمستفيدين الجدد من برنامج االستصالح‪ ،‬منذ مطلع ‪.7449‬‬
‫إال أن عدم التنسيق بين مختلف المديريات‪ ،‬أفرز فوضى في التسيير‪ ،‬راح ضحيتها شباب تحصلوا على‬
‫مستثمرات فالحية الستصالحها‪ ،‬إال أن االستصالح والدعم والعمل واإلنتاج وعقود االستفادة وغيرها من‬
‫الطموحات‪ ،...‬ذهبت أدراج الرياح‪ ،‬لعدم حصولهم على المورد المائي‪.‬‬
‫من بين العينات التي اصطدمت بهذا الواقع‪ ،‬جملة من الشباب‪ ،‬يبلغ عددهم ‪ 244‬شاب‪ ،‬استفادوا من مساحة‬
‫إجمالية قدرها ‪ 044‬هكتار بمحيطي رأس القناطيس‪ ،‬وواد الكرمة‪ ،‬التابعين لبلدية المشرية‪ ،‬فيما رأوه‬
‫تماطال من مديرية الري لوالية النعامة‪ ،‬في اتخاذ إجراءات منح رخص حفر اآلبار‪ ،‬أكد لنا القائم على‬
‫مصالح مديرية الري‪ ،‬استحالة منحهم رخص الحفر‪ ،‬حفاظا على مخزون المياه الجوفية المستعملة في‬
‫تموين سكان مدينة المشرية‪ ،‬بهذه المادة الحيوية‪ ،‬وأضاف بأنه من غير المعقول أن يتم السماح بإنجاز ‪244‬‬
‫بئر على مساحة ‪ 044‬هكتار‪ ،‬وعليه أخلى مسؤولية مصالحه في هذه القضية‪ ،‬التي لم تكن األولى وال‬
‫(وقد تم نشر هذا تقرير بجريدة الشروق اليومي بتاريخ ‪ 02‬أوت ‪.)7449‬‬ ‫األخيرة‪.‬‬

‫قرار عدم الموافقة على حفر هذه األبار العميقة‪ ،‬جاء حماية للوسط الطبيعي‪ ،‬ال وقوفا بوجه التنمية‬
‫الفالحية‪ ،‬حتى يتسنى مراقبة وتنظيم استغالل المياه الجوفية بشكل متوازن‪ ،‬ألن "اإلنتاجية والديمومة" هما‬
‫أساس التنمية‪ ،‬من أجل ذلك نرجو أن يكون قرارا مسئوال و حاسما‪ ،‬حتى ال تصبح مناطقنا السهبية‪ ،‬طاردة‬
‫للحياة‪ ,‬بسبب التدهور المتسارع لمواردها الطبيعية‪ ،‬والتي أُضيف مؤخرا إلى قائمتها عنصر الماء‪.‬‬

‫‪-174-‬‬
‫خالصة الفصل الثالث‪:‬‬
‫على امتداد مراعيها المترامية على مساحة ‪ 49‬مليون هكتار‪ ،‬تتوزع المحيطات المسقية ومناطق‬
‫االستصالح بالمنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة‪.‬‬
‫مساحتها الزراعية ال تتعدى ‪ ،% 47‬من إجمالي األراضي الرعوية‪ ،‬وهو ما يعادل ‪ 744‬ألف هكتار‪ ،‬تغلب‬
‫عليها األراضي المستريحة بنسبة ‪.% 94‬‬
‫المائة ألف هكتار المتبقية‪ ،‬تشمل جميع مساحات االستصالح الزراعي بالواليتين السهبيتين‪ ،‬فيما ال تتعدى‬
‫مساحتها المسقية إلى غاية سنة ‪ 7440‬الـ ‪ 7444‬هكتار‪ ،‬شمل التحقيق الميداني منها ‪0744‬هكتار ‪ ،‬موزعة‬
‫على ‪ 70‬منطقة استصالح‪ ،‬بسبع بلديات سهبية‪ ،‬و رغم تباعد عينات الدراسة إالّ أن االستصالح الزراعي‬
‫بهذه المناطق‪ ،‬وبكل واقعية ‪ ،‬بيّن أنه ثمة عمليات استصالح متباينة النجاح و بمردودية ضعيفة‪ ،‬ومنها ما‬
‫فشل بالكامل‪ ،‬و قلّة منها حققت نجاحا نسبيا‪ ،‬و بإنتاج و مردود متوسط‪ ،‬لكن بتكلفة إنتاج مرتفعة جدا‪،‬‬
‫ومردود في تراجع مستمر مقلق‪ ،‬نظرا لمحدودية مقوماتها الطبيعية‪ ،‬وكثرة العراقيل( الجليد‪ ،‬الزوابع‬
‫الرملية‪ ،‬السيروكو‪ ،‬الفيضانات‪...‬الخ)‪ ،‬مما جعل مردود الخضر الذي بلغ ذروته عند حدود ‪ 074‬قنطار في‬
‫الهكتار‪ ،‬في السنة الثانية من تطبيق قانون الحيازة على الملكية العقارية مقابل االستصالح الزراعي‪ ،‬بدأ‬
‫بالتراجع بعدها مباشرة‪ ،‬ولم يتمكن من تحقيق األفضل خالل كل السنوات الماضية‪ ،‬رغم مئات الهكتارات‬
‫التي أُضيفت إلى المساحة المخصصة لالستصالح‪ ،‬و مليارات الدنانير التي استُنفذت على الدعم الفالحي‬
‫من دون تحقيق النتائج المر ُج َّوة‪ ،‬لسبب واضح هو التربة ذات البنية الهيكلية‪ ،‬الضعيفة من حيث القيمة‬
‫الزراعية‪ ،‬والفقيرة من حيث المواد العضوية‪ ،‬أما األشجار المثمرة فمردودها أضعف بكثير‪ ،‬دون ‪ 02‬ق‪/‬هـ‬
‫‪ ،‬و هو في تراجع مستمر‪ ،‬منذ تجاربه األولى في االستصالح الزراعي‪.‬‬

‫زيادة على ما حققه االستصالح الزراعي عموما من إخفاقات‪ ،‬ظهرت آثار سلبية أخرى والتي من أهمها‪،‬‬
‫التقسيم القطعي الكثيف لمساحات واسعة‪ ،‬من خالل تسييج مستثمرات المحيطات المسقية‪ ،‬فضال عن‬
‫المستثمرات الفردية المعزولة‪ ،‬مما طمس مالمح المشهد السهبي المفتوح‪.‬‬

‫وألن المنطقة تعيش على المياه الجوفية‪ ،‬اعتمدت بشكل كلي في ذلك‪ ،‬على اآلبار العميقة‪ ،‬التي تضاعفت‬
‫بشكل كبير و خطير جدا‪ ،‬بلغ معدله ‪ 0.77‬بئر‪ ،‬لكل مستثمرة (من منطقة الدراسة)‪ ،‬مما أدى إلى استغالل‬
‫مفرط لهذه الثروة الحيوية‪ ،‬و تسبب في تراجع المستوى الجوفي (حسب دراسة الحالة)‪ ،‬بشكل حاد‪ ،‬لم‬
‫يتمكن المسئولون لمواجهته‪ ،‬سوى اتخاذ قرار حاسم بمنع الترخيص لحفر اآلبار العميقة‪ ،‬بمعظم المناطق‬
‫السهبية‪ ،‬حفاظا على هذا المورد النفيس‪ ،‬وعلى البقاء البشري بهذه المناطق الجافة‪.‬‬

‫‪-175-‬‬
‫الخالصة العامة‪:‬‬

‫تتميز المناطق السهبية الجزائرية بمناخها القاري شبه الجاف إلى الجاف ذو الشتاء الرطب و الصيف‬
‫الحار الجاف‪ ،‬أما التساقطات فهي قليلة و غير منتظمة‪ ،‬ال تتعدى غالبا ‪ 774‬ملم في السنة‪.‬‬
‫الحرارة بها ذات مدى كبير(‪ )79‬بين نهايتيها الصغرى و العظمى‪ ،‬زيادة على ذلك تعرف المنطقة تساقط‬
‫وتكون الصقيع بمتوسط يتراوح من ‪ 00‬إلى ‪ 74‬يوم في السنة‪ ،‬أما الجليد فيدوم حوالي ‪ 04‬إلى ‪04‬‬
‫ُّ‬ ‫الثلوج‬
‫يوما وذلك على امتداد الفترة أكتوبر‪ -‬ماي‪.‬‬
‫كما أن الموارد المائية للمنطقة السهبية محدودة جدا‪ ،‬السطحية منها مالحة في معظمها‪ ،‬في حين يُعتمد بشكل‬
‫تام على المياه الجوفية‪ ،‬في كل النشاطات‪.‬‬

‫عرفت المنطقة السهبية جملة من السياسات والقوانين الرامية إلى تنمية المجال السهبي‪ ،‬ففي مرحلة‬
‫الثمانينات‪ ،‬والتي مثلت مرحلة أزمة خانقة ‪ ،‬عاشها سكان السهول العليا عموما‪ ،‬والرحل والموالين على‬
‫وجه الخصوص(أزمة الجفاف و تراجع سعر المحروقات)‪ ،‬جاء برنامج االستصالح الزراعي المتعلق‬
‫بقانون الحيازة على الملكية العقارية‪ ،‬كمتنفس لهؤالء جميعا‪ ،‬خاصة مع تدعيمه بالمخطط الوطني للتنمية‬
‫الفالحية سنة ‪ ،7444‬والذي حمل معه عودة الدولة لدعم هذا القطاع الحساس‪ ،‬ولكن هذه المرة بشكل غير‬
‫مسبوق‪ ،‬بلغت نسبة الدعم به المائة بالمائة‪ ،‬زيادة على حق تملك األرض عقاريا بعد استصالحها‪،‬‬
‫للمستفيدين من قانون ‪ 92-09‬الصادر في ‪ ،0292/49/02‬و المتعلق بالحيازة على الملكية العقارية‪ ،‬أو‬
‫االكتفاء بحق االمتياز في استغاللها مدى الحياة لمن استفاد من المرسوم التنفيذي ‪ 22-092‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ ،0222/07/07‬مما دفع بالسواد األعظم من موالي المنطقة إلى خوض معركة االستصالح الزراعي‪ ،‬رغم‬
‫عدم درايتهم باألسس الفالحية‪ ،‬فضال عن التقنيات‪ ،‬وإنما لتقنين ملكيتهم العرشية المزعومة‪ ،‬أو المتاجرة‬
‫في عتاد الدعم الفالحي والهكتارات الممنوحة ‪ ،‬أو على األقل التمكن من الحرث الممنوع‪ ،‬في حين ثابرت‬
‫قلّة قليلة منهم على تحقيق االستصالح المنشود من أجل إنجاح المشروع الفالحي رغم كثرة العقبات‪.‬‬

‫بالد الغنم (كما يُسميها‪ :‬أ‪.‬عيدود)‪ ،‬تقع اليوم في مأزق تدهور حاد لمراعيها‪ ،‬وهو تدهور ناتج عن عدة‬
‫عوامل طبيعية مرتبطة بالمحيط اإلجتماعي واإلقتصادي‪ ،‬فإن كانت العوامل األُولى تعني اختالل توازن‬
‫النظام البيئي السهبي‪ ،‬و ضُعف تجدد ثرواته‪ ،‬فإن الثانية تعني مدى تأثر المراعي وتدهورها بسبب فقر‬
‫سكان البادية السهبية‪ ،‬المرتبط هو اآلخر بنم ّوه الديمغرافي و االكتظاظ الناتج عن االستقرار المستمر للبدو‬
‫الرُّ حل‪ ،‬والمردودية المتراجعة للمراعي‪ ،‬مما فرض عليه استنزاف الثروات اآلنيّة بشكل عشوائي‪ ،‬لسد‬
‫الحاجيات األساسية للسكان‪ ،‬الذين باتوا يعيشون على الموارد الطبيعية‪ ،‬ال على المردود الطبيعي‪.‬‬

‫‪-176-‬‬
‫الباحثون المهتمون بهذا المجال‪ ،‬يُحللونه من منظور التوازن أو عدم التوازن‪ ،‬ويتغنّى الجميع بما حققه‬
‫الرُّ حّل من استغالل عقالني منقطع النظير للموارد الطبيعية‪ ،‬الذي م َّكنها من التجدد باستمرار‪ ،‬وأحدثت‬
‫توازنا بين اإلنتاج واالستهالك على امتداد قرون من الزمن‪.‬‬
‫أما المعطيات الحالية‪ ،‬فتشير إلى وجود احتياج متزايد أمام تراجع حاد في اإلنتاج‪ ،‬في ظل تدهور المراعي‬
‫السهبية‪.‬‬

‫إن النظام العشائري هو اإلطار االجتماعي المالئم للمجتمع السهبي التقليدي و الطبيعي‪ ،‬فإنتاج وتوزيع‬
‫واستهالك الثروات‪ ،‬يتم وفق قاعدة الجماعة العشائرية‪ ،‬وقطعان الغنم التي تمثل خصوصية المنطقة و‬
‫مصدر غنى هذا المجتمع األصيل‪ ،‬يجب أن يكون مصدرا متجددا‪ ،‬حتى يُحاف على تماسكه كمجتمع‪ ،‬ألجل‬
‫ذلك‪ ،‬نجد أن إعادة إنماء المراعي السهبية‪ ،‬أصبح أكثر من ضرورة ‪ ،‬إلعادة التوازن البيئي المفقود‪،‬‬
‫والحفاظ على ثروة حيوانية هي اآلن إلى زوال‪.‬‬
‫نحن ال ندافع عن نظرية البداية من الصفر‪ ،‬والعودة إلى النظام العشائري بالشكل الذي كنّا عليه منذ عقود‪،‬‬
‫وإنّما هدفنا هو التعرف أ ّوال على المق ّومات الحالية الحقيقية للتركيبة الطبيعية والسوسيوقتصادية للمنطقة ‪،‬‬
‫دون اختزال أ ّ‬
‫ي منها‪ ،‬الستغاللها كواحدة من مقومات المجتمع السهبي‪ ،‬ومن ثم بناء إستراتيجية تنموية في‬
‫ظل إمكانياتنا المادية الحالية‪ ،‬واألبعاد التاريخية للمنطقة السهبية‪.‬‬

‫و ألن التنمية ال تعني اإلنتاج بقدر ما تعني الحفاظ على الموارد الطبيعية خاصة البطيئة التجدد منها‪ ،‬فإن‬
‫تراجع مستوى المياه الجوفية‪ ،‬سيفرض علينا حتما إعادة النظر في السياسة المنتهجة ضمن االستصالح‬
‫الزراعي‪.‬‬

‫لسنا ضد التنمية الفالحية وال ضد االستصالح الزراعي‪ ،‬ولكننا نتساءل عن مدى جدية هذه السياسات‪ ،‬في‬
‫منطقة رعوية بامتياز‪ ،‬ولماذا لم تتوقف عمليات االستصالح الفاشلة عموما‪ ،‬ما دامت وسائل ال غايات‪،‬‬
‫والتي من شأنها أن أضاعت الوقت والمال‪ ،‬ودهورت المجال‪.‬‬

‫فلم تأت النسبة الكبيرة التي استهلكتها واليتي البيض و النعامة من أموال برنامج الدعم الفالحي بالفائدة على‬
‫المنطقة السهبية‪ ،‬حيث تشير األرقام أن األموال الضخمة التي استنفذت في أراضي االستصالح على قلتها‪،‬‬
‫ضاعت لعدم حمايتها من الرمال‪ ،‬األمر الذي أعادها إلى سابق عهدها وكأنها لم تُستغل من قبل‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي يطرح ع ّدة تساؤالت حول مدى جدية مثل هذه البرامج‪ ،‬خاصة إذا علمنا أن المبلغ الذي استنفذته‬
‫أراضي االستصالح الزراعي بوالية البيض لوحدها فاق ‪ 244‬مليار دينار‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،7440/7444‬في‬
‫حين أن والية النعامة استهلكت نظيره أو أكثر‪.‬‬

‫‪-177-‬‬
‫الغالف المالي الذي استهلكه االستصالح الزراعي كبير جدا‪ ،‬و كان المنتظر منه تحويل البيض و النعامة‬
‫إلى واليتين فالحيتين بدال من طابعهما السهبي‪.‬‬
‫المجهود المالي الكبير الذي ضخته الدولة في هذا القطاع‪ ،‬ضخم‪ ،‬لكنه حسب المختصين في غير محله‪،‬‬
‫فالمساحات المستصلحة عادت إلى سابق عهدها‪ ،‬والكثير من المستفيدين أعادوا بيع وسائل السقي‬
‫والمضخات‪ ،‬التي استفادوا منها‪ ،‬وهي أمور ليست سرية محليا‪ ،‬كما استفاد الموظفون والتجار من هذا‬
‫البرنامج على حساب الفالحين الحقيقيين‪ ،‬إلى أن بلغ عدد فالحي البيض حوالي ‪ 7444‬فالح سنة ‪.7442‬‬

‫يحدث هذا في الوقت الذي تقلصت فيه مساحة الحلفاء من ‪ %24‬في سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬لتصل‬
‫مؤخرا إلى ‪ % 7‬من المساحة اإلجمالية للمنطقة أو أقل‪.‬‬
‫هذا الوضع ح ّول المنطقة السهبية‪ ،‬التي كانت مشهورة بورشات الحلفاء‪ ،‬من منطقة مستقبلة للعواصف‬
‫الرملية إلى منطقة ُمنتجة لها‪ ،‬نتيجة درجة التعرية الخطيرة التي تعرضت لها المراعي بفعل الحرث‬
‫الفوضوي‪ ،‬الذي لم يتوقف لحد اآلن‪ ،‬رغم منعه ال ّرسمي‪.‬‬

‫ّ‬
‫أن سياسات اإلستصالح الزراعي‪ ،‬مآلها إلى حلول سطحية جدا‪ ،‬والمطلوب حل يشمل مصطلح التكامل‬
‫بين المق ومات الطبيعية‪ ،‬و األبعاد التاريخية والسوسيواقتصادية للمنطقة السهبية‪ ،‬كما أنه من الطبيعي أن‬
‫يسبق االستصالح الحقيقي حصر لألراضي الفالحية و تصنيفها ضمن مناطق متجانسة‪ ،‬واختيارها حسب‬
‫األولوية التي تحكمها؛ جودة التربة‪ ،‬و استجابتها للزراعة بمردودها الجيد‪ ،‬سهولة ريها و تصريف مياه‬
‫الري بها‪ ،‬تجاوبها مع األهداف االقتصادية في اختيار المحاصيل‪ ،‬تصنيف المناطق المحمية من خطر‬
‫التصحر الستثمارها‪ ,‬عدم تهديدها للمياه الجوفية‪ ،‬وغيرها من العوامل المفقودة طبعا في مراعينا السهبية‪.‬‬
‫و الواقع أن األمر يتطلب تدخال صادقا ومركزيا لتغيير االهتمام بالمناطق السهبية من محاولة تحويلها إلى‬
‫مناطق فالحية‪ ،‬إلى التفكير قي استراتيجية وطنية‪ ،‬تنقذ الثروة الحيوية المتمثلة في األغنام بمختلف أنواعها‬
‫األصيلة‪ ،‬على غرار االهتمام الذي توليه وزارة الفالحة للنخيل و الواحات و قطاعات أُخرى‪ ،‬ومن ث ّم إحياء‬
‫المراعي السهبية بتوجيه الدعم الفالحي للغراسة الرعوية و البرنامج الوطني للمحميات‪ ،‬الذي تتصدره‬
‫والية الييض بـ ‪ 0.074.444‬هكتار‪.‬‬

‫ُعرفت منطقة السهول العليا الغربية بأنها رعوية‪ ،‬نظرا لخصوصيتها السهبية و هويتها األصلية األصيلة‪،‬‬
‫بالد الغنم‪..‬كما س َّماها‪ ،‬أحمد عيدود‪...‬و مارك كوت‪..‬وغيرهم‪ ،‬بحاجة اليوم إلى أن تبقى كذلك‪ ،‬عن طريق‬
‫االستصالح الرعوي‪ ،‬بالغراسة الرعوية ومحيطات الحماية‪ ،‬بدال من عمليات االستصالح الزراعي التي لم‬
‫تُحقق إلى حد اآلن نتائج كبرى‪ ،‬بعد أكثر من ثمانية سنوات من انطالق برنامج ال ّدعم السَّخي‪ ،‬وعشرة‬
‫سنوات من قانون اإلمتياز الفالحي ‪ ،‬و أكثر من رُبع قرن على قانون الحيازة على الملكية العقارية‪.‬‬

‫‪-178-‬‬
I. Ouvrages : :‫ كتب‬.I
.‫ صفحة‬002 ,‫الجزائر‬, ‫)» الموازنة المائية لشمال الجزائر « المؤسسة الوطنية للكتاب‬0224(‫م‬.‫بلعباس‬

AIDOUD A. (1994) « Paturage et désertification des steppes arides en Algérie, cas de la steppe
de l’Alfa )Stipa Tenacissima L.(. » In Parallelo 37°, vol. 16, pp : 33-42.

BENDJELID A. (1986) « Planification et organisation de l’éspace en Algérie » Ed, OPU


Alger ; 134 pages.

BENTABET Y, COLONNA F , HADDAB M, KHEDDIS S, KIOUS OUSSEDIK Y, SAYAD


A. (1984) « Methodes d’approche du monde rural. » Ed, OPU Alger ; 303 pages.

BOUKHOBZA M. (1982) « L’agro-pastoralisme algérien de l’ordre tribal au désordre


colonial » Ed, OPU Alger ; 458 pages.

BRULE J C. (1990) « Algérie volontarisme étatique et aménagement du territoire. » Ed, OPU


Alger ; 458 pages.

CHELLIG R. (1992)- Les races ovines algériennes. Ed, OPU, Alger.

COTE M. (1979) « Mutations rurales en Algérie, le cas des hautes plaines de l’Est »
OPU/CNRS, 163 pages.

COTE M. (1983) « L’Espace Algérien; Les prémices d’un aménagement ». Ed, OPU
Algérie; 278 pages.

COTE M. (1988) « L’Algérie ou l’espace tourné. » Flammarion, Paris, 362 pages.

COTE M. (1996) « Pays, paysages, paysans d’Algérie ». Ed, CNRS Paris; 282 pages.

DJEBAILI S. (1978 )- Steppe algérienne phytosociologie et écologie. Ed, OPU, Alger.

-179-
II. Thèses: :‫ أ ُطروحات‬.II
BENDJELID A. (1989) « L’organisation urbaine des bassins intérieurs Oranais (Algérie),
formation et fonctionnement d’un réseau urbain dans un pays à économie planifiée. », Thèse
d’Etat, Paris, 416 pages.

BOUABDELLAH H. (1991) « Dégradation du couvert végétal steppique de la zone sud


Oranaise ; le cas d'El Aricha » Thèse de magister en géographie, Université d’Oran, 219 p.

CALLOT Y. (1987) « Géomorphologie et paléo environnement de l’Atlas saharien au grand


Erg occidental. Dynamique éolienne et paléo lacs holocènes. » Thèse d’Etat, Université de
Paris VI, 502 pages.

HADEID M. (2006) « Mutations spatiales et sociales d’un espace à caractère steppique, le cas
des Hautes Plaines sud-oranaises )Algérie( » Thèse de doctorat d’Etat en géographie,
Université d’Oran, 507 pages.

HADEID M. (1996) « croissance et développement de petites agglomérations et leur rôle dans


l'organisation de l'espace de la steppe sud oranaise » Thèse de magister en géographie,
Université d’Oran, 209 pages.

MAHBOUBI M. (1983) « Etude géologique et paléontologique du crétacé poste Aptien et du


tertiaire de la bordure méridionale de dj Amour. » Thèse.3ème cyc. Sc. Terre. Univ d’Oran.

MAHBOUBI B. (2003) « La désertification et les problèmes d’ensablement dans les hautes


plaines Oranaises. Thèse de Magister. en géographie et aménagement de territoire, Université
d’Oran.

OTMANE T. (2002) « L’Accession à la propriété foncière agricole par la mise en valeur dans
le milieu steppique- la wilaya de Tiaret-. » Thèse de magister en géographie, Université
d’Oran, 135 pages.

SEMOUD B. (1986) « Industrialisation et espace régional en Algérie. Le cas de l’oranie


littorale », Thèse d’Etat OPU, Alger.

-180-
III. Mémoires : :‫ مذكرات‬.III

-‫ حالة بلدية النعامة‬- ‫) << مشكل زحف الرمال في المناطق السهبية على األراضي الزراعية والرعوية‬7447( .‫بلعالم ع‬
.‫ جامعة وهران‬.‫>> مذكرة مهندس دولة في الجغرافيا والتهيئة العمرانية‬

>> -‫ حالة منطقة البيض‬-‫) << تدهور األراضي في مناطق السهوب و مساهمته في ظاهرة التصحر‬7442( .‫بوفنيك ع‬
.‫ جامعة وهران‬.‫مذكرة مهندس دولة في الجغرافيا والتهيئة العمرانية‬

‫ >> مذكرة مهندس‬-‫ حالة بلدية المشرية‬- ‫) << النشاط الرعوي بمنطقة سهبية تقع بالجنوب الوهراني‬7440( .‫دريسي ز‬
.‫ جامعة وهران‬.‫دولة في الجغرافيا والتهيئة العمرانية‬

AZIZI Y. & BENYAHYA F. (2003) « L’ensablement des terres agricoles ; une contrainte
majeur devant la politique de mise en valeur en milieu steppique. Le cas de la commune de
tousmouline, la wilaya d’Elbayadh » Mém.Ing en géographie et aménagement de territoire
Univ d’Oran.

CALLOT Y. (1987) « géomorphologie et paléo-environnement de l’atlas saharien au grand Erg


Occidental : dynamique éolienne et paléo-lacs holocène » Mémoire d’ingénieur d’Etat en
Sciences de la terre, Univ.P. et M. Curie, Paris : 412 p.

LAFRID A. (2004) « La cartographie de l’extension de la désertification dans la partie SW


des hautes plaines sud oranaises. » Mémoire d’ingénieur d’Etat en géographie et aménagement
de territoire Univ d’Oran.

MAHBOUBI B. (1998) « La mobilité des sables dans une zone steppique sud oranaise,
Mecheria» Mémoire d’ingénieur d’Etat en géographie et aménagement de territoire, Univ
d’Oran.

SIDIYAKOUBE A. (2002) «L’application de la géophysique dans la recherche de l’eau dans


la zone de Chott El Gharbi, wilaya de Naama » Mémoire d’ingénieur d’Etat en Sciences de la
terre, Université d’Oran Es-senia.

-181-
IV. Revues et articles : :‫ مجالّت و مقاالت‬.IV

AIDOUD A. & TOUFFET J. (sep 1996)- La régression de l’alfa )stipa tenacissima(, graminée
pérenne, un indicateur de désertification des steppes algériennes. . Rev, sécheresse n°3, vol.7.

BENABADJI N. & BOUAZZA M. (juin 2000) « Contribution à une étude bioclimatique de la


steppe à artemisia herba-alba asso. Dans l’oranie )Algérie occidentale(. » Rev, sécheresse n°2,
vol.11.

BEDRANI S. (1982) « les systèmes agro-pastoraux magrébins: Etude de cas à El-Guédid


(wilaya de Djelfa) », Revue de régions arides N°5 pp 03-34.

BEDRANI S. (1989) « Algérie 89 : les enjeux actuels des restructurations dans l’agriculture »,
Economie et humanisme n° 309, pp 43 – 52.

BEDRANI S. (1993/1994) « La place des zones steppiques dans la politique agricole


Algérienne.». In Parallelo 37°, n° 16, pp 43 -52.

BLANE P.C. (1993) « Dynamiques des systèmes agraires, politique agraires et initiatives
locales adversaires ou partenaires ». Orstom, Ed, Paris, pp 311.

BRULE J.C. (1976) « Transformations récentes de l’espace rural Algérien », tome10. pp115.

BENSOUIAH R. (2003) « Pasteurs et Agro-pasteurs de la steppe Algérienne »,Univ.


Constantine site Internet :http://site.voila.fr/desertification/index.html.

COUDERC R. (1971) « Perspectives de l’aménagement de la steppe occidentale », Annales


Algériennes de géographie, 5ème année n°11, université d’Alger, pp 65-72.

COUDERC R. ( 1974) « De la tribu à la coopérative, Aperçu de l’évolution des Hautes Plaines


Oranaises. » In Options méditerranéennes, Montpellier, n° 28, pp : 65-74.

CIHEAM. (1975) « Connaissance des écosystèmes des zones semi-arides et arides du moyen
orient et l’Afrique du nord. » Rev, options méditerranéennes, n°28(Téhéran 26 Fevrier-04
Mars).

-182-
GEORGES M. (1977) «Steppe algérienne: causes et effets d'une désertisation ». Rev n°1 (oct-
dec), peuples méditerranéens.

INSANIYAT. ( 1999) « Paysans algériens. » n°07, vol. III. 1, CRASC, Oran, 227 pages.

KHALDOUN A. (2000) « Evolution technologique et pastoralisme dans la steppe algérienne:


le cas du camion GAK en hautes plaines occidentales. Rev, options méditerranéennes »
CIHEAM", série. A/n°39, nouvelle image de l'élevage sur parcours.

LE HOUEROU H.N. (juin 1995)- Considérations biogéographiques sur les steppes arides du
nord de l'Afrique. Rev, sécheresse n°2, vol.6. pp 167-180.

MELZI S. (juin 1993)- Evolution de la végétation et du milieu dans la région présaharienne des
steppes algériennes. Rev, sécheresse n°2, vol.4.

QARRO M. (1995)- évolution des des systèmes d'élevage et leurs impacts sur la gestion et la
pérennité des ressources pastorales en zones arides, le cas de la région du Tafilalt (Maroc).
Rev, options méditerranéennes "CIHEAM"

.‫ جريدة الخبر اليوميـــة‬،‫ شاب ضحية سوء تنسيق بين مديريتي الفالحة والري" تقرير‬244 " )7442 ‫ جوان‬07( ‫خريص ق‬

.‫ جريدة الشروق اليومية‬، "‫ مستفيد أمام القضاء بالنعامة‬09 ،‫) "بتهمة تحويل أموال الدعم الفالحي‬7449 ‫ أوت‬02( .‫محمدي ع‬

V. Lois et décrets : :‫ قوانين ومراسيم‬.V


- Loi n°83-18 du 13 Août 1983 relative à l’accession à la propriété Foncière agricole par la
mise en valeur des terres. J.O.R.A. , Alger.
- Loi n°87-03 du 27 janvier 1987 relative à l’aménagement du territoire. J.O.R.A., Alger.
- Décret exécutif n°97-483 du 15 déc 1997 fixant les modalités, charges et conditions de la
concession agricole, J.O.R.A., Alger.
- Loi n°99-11 du 23 décembre 1999 portant loi de finance pour 2000 notamment son article
94 relatif à la création du compte d’affectation spéciale n°302-067 « Fond National de
Régulation et de Développement Agricole. » FNRDA.
- Loi n°01-20 du 12 décembre 2001 relative à l’aménagement et au développement durable.

-183-
VI. Rapports et divers sources : :‫ تقارير ومصادر أخرى‬.VI

Le Houérou HN. ( 1985) « La régénération des steppes algériennes, Rapport de mission en


consultation et évaluation. » Ministère de l’agriculture, Alger.

« Projet de développement intégré du périmètre de LANKAR par le biais de la concession


pastorale. ». Direction des services agricoles de la wilaya de Naama (mars 2002).

« Bilan annuel d’activités. » Direction des services agricoles de la wilaya de Naama (déc.
2004).

« Bilan des productions agricoles » Direction des services agricoles de la wilaya de Naama
(2004). Statistiques ; séries. B. E.

« les données chiffrées des cultures céréalières. » Direction des services agricoles de la wilaya
de Naama et d’Elbayadh )fev 2001(.

« Etude du phénomène d’ensablement au niveau de la wilaya de Naama. (Mission III : schéma


directeur de protection- rapport final-.par :L’Agence T. A. D. – Territoire. Aménagement.
Développement, 2003 » Direction de l’environnement de la wilaya de Naama )2003(.

« Les programmes de développement du secteur de l’agriculture. » Direction des services


agricoles de la wilaya d’Elbayadh )avril. 2007(.

« données de bases pour élaboration du schéma directeur de développement agricole. »


Conservation des forets de la wilaya de Naama (oct. 2001).

« Le programme de l’ HCDS » Haut commissariat de développement de la steppe (2001).


« l’expérience de l’ HCDS » Haut commissariat de développement de la steppe (2004).
« les mise en valeurs agricoles » Haut commissariat de développement de la steppe (2004).
« les mise en défens » Haut commissariat de développement de la steppe (2003).
« Etude géologique et hydrogéologique du secteur de Mahara ; Elbayadh » Direction de
l’hydraulique d’Elbayadh )août 2003(.

-184-
-185-
‫فهرس األشكال ‪----------------------------------------‬‬ ‫‪-------------------------------------‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)40‬توزيع التساقطات الشهرية للفترة ‪ 7440-0220‬لمحطة النعامة…‪77....................‬‬


‫الشكل رقم (‪ :)47‬تغيرات درجات الحرارة للفترة ‪ 7440-0220‬لمحطة النعامة‪72..........................‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)42‬بيان الرطوبة و الجفاف للفترة ‪ 7440-0220‬لمحطة النعامة‪24..........................:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)40‬النطاقات البيومناخية حسب طريقة ‪20.................................... L. Emberger‬‬
‫الشكل (‪ :)47‬الوردة السنوية للرياح الفعالة‪ -.‬محطة المشرية ‪ -‬للفترة ‪27.................. 0220/0297‬‬
‫الشكل ( ‪ :)40‬وردة التنقل الكامن للرمال في منطقة المشرية للفترة ‪20.......................0220-0297‬‬
‫الشكل رقم‪ :)42( :‬تطور المساحة الزراعية المسقية لواليتي البيض والنعامة (‪22.........)7447/0290‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)49‬تطور إنتاج الحبوب خالل الفترة ‪ 0222/0224‬بوالية النعامة‪047.......................:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)42‬تطور إنتاج الحبوب خالل الفترة ‪ 0222/0224‬بوالية البيض‪047.......................:‬‬
‫الشكل رقم‪ :)04(:‬عالقة إنتاج ومردود الحبوب بالتساقط السنوي (‪ )0222/0227‬لوالية النعامة‪042...:‬‬
‫الشكل رقم‪ :)00( :‬تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية (‪ )0222/0292‬لوالية النعامة‪040....:‬‬
‫الشكل رقم‪ :)07( :‬تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية (‪ )7442/0222‬لوالية البيض‪040....:‬‬
‫الشكل رقم‪ :)02( :‬تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم (‪ )0222/0292‬النعامة‪049.............‬‬
‫الشكل رقم‪ :)00( :‬تطور منتوج األشجار المثمرة بوالية البيض خالل الفترة ‪042.........:7442/0222‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)07‬توزيع المستفيدين من المحيطات الفالحية‪ ،‬حسب الفئات العمرية‪022.....................‬‬

‫‪-186-‬‬
‫‪----------------------------------------‬‬ ‫‪ ---------------------- ---------------‬فهرس الخرائط‬

‫الخارطة (رقم ‪ :) 40‬تحديد منطقة السهوب الجزائرية ضمن إطارها الجغرافي‪40.........................‬‬


‫الخارطة ( ‪ : ) 47‬موقع السهول العليا الغربية للجنوب الوهراني‪49..........................................‬‬
‫الخارطة ( ‪: ) 42‬الموقع الجغرافي لمجال الدراسة من السهول العليا الغربي للجنوب الوهراني‪42........‬‬
‫الخارطة (رقم‪:)40 :‬توزيع االنحدارات في واليتي البيض والنعامة‪02........................................‬‬
‫الخارطة (رقم ‪ :)47‬طبوغرافية السهول العليا الغربية – منطقة البيض و النعامة ‪00........................‬‬
‫الخارطة رقم(‪:)40‬األنواع األساسية للتربة بالمنطقة السهبية للبيض والنعامة‪07...............................‬‬
‫الخارطة (رقم‪:)42‬توزيع أهم الموارد المائية السطحية عبر واليات الغرب الجزائري‪74...................‬‬
‫الخارطة (رقم ‪ :)49‬توزيع مجموع التساقطات السنوية على مستوى السهول العليا الغربية‪70.............‬‬
‫الخارطة (رقم ‪ :)42‬توزيع معدل الحرارة السنوي على مستوى السهول العليا الغربية‪79...................‬‬
‫الخارطة (رقم ‪ : )04:‬النطاقات البيومناخية لمنطقة السهول العليا الغربية ‪27..................................‬‬
‫الخارطة ( ‪ :) 00‬توزيع النباتات السهبية بالسهول العليا الغربية‪ ،‬حسب (عيدود – ‪22...........)0229‬‬
‫الخارطة( ‪ :)07‬البلديات السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪22....................................‬‬
‫الخارطة (‪ :)02‬مساحة مناطق االستصالح المدروسة‪ ،‬من البلديات السهبية للبيض والنعامة‪004.........‬‬
‫الخارطة (‪ :)00‬استخدام األرض بالمحيط المسقي " دراع لحمر"‪ ،‬والية البيض(‪000.............)7442‬‬
‫الخارطة (‪ :)07‬استخدام األرض بمناطق االستصالح ببلدية عين بن خليل‪ ( ،‬النعامة ‪009........)7447‬‬
‫الخارطة (‪ :)00‬توزيع محيطات االستصالح عن طريق الحيازة‪074............................................‬‬

‫فهرس الصور ‪------------------------------------‬‬ ‫‪-----------------------------------------‬‬

‫‪ .40‬الطبيعة الكلسية للتربة السهبية‪ ،‬عائق أمام االستصالح الزراعي (عين بن خليل)‪09......................‬‬
‫‪ .47‬الحاجز الطبيعي حوض الدايرة‪ - .‬بلدية عين بن خليل‪70......................................................‬‬
‫‪ .42‬حاجز تلي بمنطقة صفيصيفة‪77....................................................................................‬‬
‫‪ .40‬سد بريزينة ‪-‬والية البيض‪77........................................................................................‬‬
‫‪ .47،40‬إستخدام الطاقة المتجددة الستخراج المباه الجوفية في المنطقة السهبية ‪72.............................‬‬
‫‪ .42‬الزوابع الرملية التي تعرضت لها المنطقة السهبية سنة ‪( 0229‬المشرية)‪22...............................‬‬
‫‪ .49‬القطفة‪ ،‬واحدة من الشجيرات السهبية الناجحة‪04................................................................‬‬
‫‪ .42‬مراعي سهبية تحت الكثبان الرملية ‪ ،‬بلدية النعامة‪02.........................................................‬‬

‫‪-187-‬‬
‫‪ .04‬مراعي قاحلة و أغنام التجد ما تقتات عليه (منطقة رعوية شمال والية البيض )‪00......................‬‬
‫‪ .00‬المراعي السهبية‪ "،‬حرث الرمال لمكافحة التصحر!!" (بلدية عين بن خليل)‪02..........................‬‬
‫‪ .02،07‬شاحنات و عتاد فالحي‪ ،‬تعتدي على المرعى المتدهورة‪09..............................................‬‬
‫‪ .00‬مسالك كثيرة ومتشعبة‪ ،‬استهلكت مساحات هامة من المراعي السهبية (بلدية البيوض)‪02...............‬‬
‫‪ .07‬استعمال الصهاريج المنقولة و الشاحنات لنـقل الغنــم ألبعــد المراعـي‪( ،‬بلدية عين بن خليل)‪02......‬‬
‫‪ .00‬استغالل مفرط للغطاء النباتي المحاذي لنقاط الماء(والية النعامة)‪02........................................‬‬
‫‪ .09،02‬المراعي الحدودية‪ ،‬أفضل المراعي الطبيعية السهبية على اإلطالق‪74............ ...................‬‬
‫‪ .74،02‬قرية فوقارة (القرية المهجورة)‪ ،‬بلدية البيوض‪72........... .............................................‬‬
‫‪ .70‬كثبان رملية متحركة تسُد الطرقات وتُهدد المنشآت‪ .‬والية النعامة (ماي ‪72......................)7447‬‬
‫‪ .77‬إستقرار البدو الرحل‪ " ،..‬بداية النهاية"‪72..... .................................................................‬‬
‫‪ .72‬واحدة من مناطق التنمية الرعوية ببلدية لبيوض( جوان ‪07..........................................)7447‬‬
‫‪ .70‬إنسداد تام لطريق معبد بسبب الكثبان الرملية‪ .‬ببلدية كاف لحمر‪ ،‬والية البيض‪02........ ...............‬‬
‫‪ .77،70‬عينتان من اإلستصالح الناجح والفاشل في المنطقة السهبية……‪07..................................‬‬
‫‪ .79،72‬عمليات نزع الغطاء النباتي … من أجل اإلستصالح الزراعي(والية النعامة)…‪07................‬‬
‫‪ .24،72‬عينة عن اإلستفادة الفعلية للدعم الفالحي‪ ،‬وأُخرى عن هجران المستثمرة‪ ،‬عين بن خليل‪09.......‬‬
‫‪ .27،20‬مستثمرة فالحية قيد اإلستصالح محصورة بين ثالثة كثبان رملية متحركة‪(،‬عين بن خليل)‪02....‬‬
‫‪ .22‬مصاريف ضخمة لكسر القشرة الكلسية فقط‪ ( ،‬منطقة حوض الحرمل‪ -‬بلدية لبيوض)‪24..............‬‬
‫‪ .20‬بئر عميق مجهزبكل شيء ماعدى األسطوانة الجدارية‪( ،‬بلدية عين خليل)‪20.............................‬‬
‫‪ .27،20‬سوء استخدام أسلوب السقي بالتقطير(‪ -‬محيط دراع لحمر)‪27..........................................‬‬
‫‪ .22‬تلف أنابيب السقي‪ ،‬لعدم تحملها للضروف الطبيعية القاسية للمنطقة‪-‬بلدية عين خليل‪27..................‬‬
‫‪ .22،29‬آثار زحف الرمال على المستثمرات الفالحية (بلدية عين بن خليل)‪20.................................‬‬
‫‪ .04‬مصدات الرياح؛ حواجز طبيعية للرياح أم للرمال؟ ‪( ،‬بلدية توسمولين)‪27................................‬‬
‫‪ .00‬أمطار فجائية خالل ساعة زمن‪ ،‬سببت فيضانات أغرقت المزروعات‪(،‬بلدية البيض)‪20...............‬‬
‫‪ .07‬غزو الجراد للمحاصيل الزراعية‪ (،‬والية النعامة)‪20........................... ..............................‬‬
‫‪ .02‬إحدى محيطات الحماية والغراسة الرعوية للعامة لإلمتيازات الفالحية‪( ،‬البيض)‪97.....................‬‬
‫‪ .00‬توصيل الكهرباء إلى مستثمرات اإلستصالح الزراعي بمحيط الكريمة‪( .‬بلدية عين بن خليل)‪90......‬‬
‫‪ .07،00‬تزويد خيام البدو الرحل بالطاقة الشمسية (والية النعامة)‪92.............................................‬‬
‫‪ .02‬مساكن ريفية جديدة منتشرة بمستثمرات اإلستصالح الزراعي‪( ،‬بلدية لبيوض)‪92.......................‬‬
‫‪ .09‬إختراق المحميات الرعوية من طرف الموالين رغم وجود معالم للمحمية‪ ،‬بلدية صفيصيفة‪24.........‬‬

‫‪-188-‬‬
‫‪ .74،02‬لقاء رئيس بلدية صفيصيفة بالموالين من أجل مشروع المحميات‪(.‬بادية صفيصيفة)‪24.............‬‬
‫‪ .70‬محمية " نُفيخة " جاهزة للرعي بعد ثالث سنوات من الحماية‪ ( .‬بلدية صفيصيفة )‪20...................‬‬
‫‪ .77‬كثبان "العاقر" تهدد مراعي منطقة لبيوض (والية النعامة)‪27..............................................‬‬
‫‪ .72‬منطقة العاقر بعد الغراسة الرعوية‪ ،‬بلدية لبيوض‪27...........................................................‬‬
‫‪ .77،70‬توسع انتشار زراعة األعالف والحبوب رغم منع الحرث‪22...........................................‬‬
‫‪ .70‬األعالف المسقية بالرش المحوري – صفيصيفة ماي ‪049...........................................7447‬‬
‫‪ .72‬بستان فتي مهجور رغم توفره على المورد المائي ‪....‬محيط قويرات‪ ،‬بلدية لبيوض‪000.................‬‬
‫‪ .79‬صهريج مائي ذو سعة ‪744‬متر مكعب فارغ‪ ،‬ومحيط مسقي مهجور بقرار إداري‪007..................‬‬
‫‪ .72،04‬سواقي مطمورة وبساتين مهجورة‪ ،‬بعد غياب الماء‪ ،‬محيط فرطاسة المسقي‪007....................‬‬
‫‪ .00‬هجران شبه تام للمستثمرات‪ ،‬بعد استصالح ناجح – محيط دراع لحمر (والية البيض)‪002...........‬‬
‫‪ .07،02‬محيط بلغراد المسقي‪ ،‬أحد أفضل محيطات بلدبة صفيصيفة‪000.........................................‬‬
‫‪ .00،07‬كثافة االستصالح بمراعي عين بن خليل ‪002..............................................................‬‬
‫‪ .00‬مساحات شاسعة إلنتاج البطاطا‪ ،‬بأيدي عاملة متخصصة من والية معسكر‪ (،‬بلدية توسمولين)‪070...‬‬
‫‪ .02،09‬مصدات الرياح و المصدر المائي‪ ،‬أهم تجهيزات المحيطات الفالحية‪( ،‬والية البيض) ‪024......‬‬
‫‪ .02‬سواقي رئيسية وأخرى ثانوية لربط المحيط المسقي بصهريج المياه‪(.‬بلدية صفيصيفة)‪024............‬‬
‫‪ .24‬الدعم الفالحي‪ ،‬وفرة في كل تجهيزات المستثمرات‪ ،‬محيط دراع لحمر (أبريل ‪020 ...........)7442‬‬
‫‪ .20‬إستعمال تقنية الرش المدفعي‪ ،‬لسقي مساحات األعالف (بلدية عين بن خليل)‪027........................‬‬
‫‪ .27،22‬مسكن ريفي فارغ مستخدم كمستودع لألعالف والتجهيزات‪( ،‬بلدية لبيوض)‪020..................‬‬
‫‪ .20،27‬إنتشار واسع لألغنام والخيام في بيئتهما األصلية األصيلة (والية النعامة)‪022........................‬‬
‫‪ .20‬حتى الكروم ‪ ،‬لها حصتها من محيطات عين بن خليل‪004...................................................،‬‬
‫‪ .22،29‬كميات كبيرة من الخوخ الطازج تجد نهايتها في مزبلة السوق البلدي‪007.............................‬‬
‫‪ .22‬مصدات الرياح‪ ،‬أسيجة ‪ ،..‬حواجز طمست مالمح المشهد السهبي المفتوح‪( ،‬بلدية المشرية)‪002......‬‬
‫‪ .94‬إستصال ُح أهدر أمواال طائلة‪ ،‬وهج ٌر ترك األرض جرداء‪ ،‬دراع لحمر ( والية البيض)‪002.........‬‬
‫‪ .90،97،92،90‬آبار من مختلف األنواع ‪ ،‬تغزو المنطقة السهبية‪ ،‬الستغالل مياهها الجوفية‪000...........‬‬

‫‪-189-‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬ ‫فهرس الجداول‬ ‫‪--------------------------------------‬‬

‫‪ .40‬أهم مؤشرات المنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة‪04....................................................‬‬


‫‪ .47‬توزيع كميات األمطار المتساقطة خالل الفترة ‪– 7440-0220‬محطة النعامة‪77.......................‬‬
‫‪ .42‬دراسة درجات الحرارة خالل الفترة ‪–7440-0220‬محطة النعامة‪72.....................................‬‬
‫‪ .40‬المعدالت الشهرية للتساقط والحرارة خالل الفترة ‪– 7440-0220‬محطة النعامة‪72....................‬‬
‫‪ .47‬توزيع التكرارالشهري لرياح السيروكو خالل سنة ‪ (7440‬محطة النعامة)‪20..........................‬‬
‫‪ .40‬تطور إستغالل األرض السهبية بين ‪0297‬و‪22................... ....................................0227‬‬
‫‪ .42‬حالة المراعي السهبية سنة ‪02............................................................................0227‬‬
‫‪ .49‬تطور عدد مواشي المراعي السهبية بين سنتي ‪ 0294‬و ‪07........................................0227‬‬
‫‪ .42‬مقارنة معدلي التساقط و الحرارة لمحطتى البيض و المشرية‪ )0229-0202(:‬و (‪70......)0222-0220‬‬
‫‪ .04‬النطاقات البيومناخية ‪.....‬حسب معدل التساقط السنوي (‪ )0229-0202‬و (‪70......)0222-0220‬‬
‫‪ .00‬توزيع مساحات مراعي واليتي البيض و النعامة حسب حساسيتها‪77......................................‬‬
‫‪.07‬مقارنة تطور عدد سكان المنطقة السهبية ككل‪ ،‬بإجمالي عدد سكان الجزائر ‪70.........0292-0200‬‬
‫‪ .02‬توزيع سكان واليات السهول العليا الغربية ‪79.........................................................0229‬‬
‫‪.00‬تطور عدد سكان واليتي البيض والنعامة ضمن إطارهما العام ( ‪72.....................)0229/0200‬‬
‫‪ .07‬تطور نسبة الفئة العاملة من سكان السهول العليا الجزائرية (‪72.........................)0292-0200‬‬
‫‪ .00‬معدل التكلفة المادية ألشغال اإلستصالح الزراعي‪94........................................................‬‬
‫‪ .02‬المحيطات الرعوية المغروسة لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪ )7440( GCA‬والية النعامة‪90.......‬‬
‫‪ .09‬المحيطات الرعوية المحمية لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪ )7440( GCA‬والية النعامة‪97..........‬‬
‫‪ .02‬المحيطات الرعوية المحمية لـ"المحافظة السامية لتنمية السهوب لوالية النعامة (‪92..........)7440‬‬
‫‪ .74‬المحيطات الغراسة الرعوية لـ"المحافظة السامية لتنمية السهوب" ‪90.............)7440( HCDS‬‬
‫‪.70‬محيطات اإلستصالح الزراعي لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪97........................)7440( GCA‬‬
‫‪ :77‬محيطات اإلستصالح الرعوي لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" ‪90........................)7440( GCA‬‬
‫‪ .72‬توزيع حصص السكن الريفي عبر بلديات والية النعامة لسنة ‪99..................................7440‬‬
‫‪ .70‬توزيع مساحات الغراسة الرعوية حسب بلديات والية النعامة‪ ،‬وحسب برامج الغراسة‪92.............‬‬
‫‪ .77‬توزيع األراضي الفالحية بواليتي البيض و النعامة‪29.......................................................‬‬
‫‪ 70‬تطور المساحة الزراعية المسقية لواليتي البيض والنعامة‪ ،‬خالل الفترة ‪22..............7447/0290‬‬
‫‪:72‬تطور إنتاج حبوب الشتاء بواليتي البيض و النعامة‪ ،‬خالل الفترة ‪040...................0222-0224‬‬

‫‪-190-‬‬
‫‪ .79‬عالقة إنتاج الحبوب بالتساقطات ‪،‬والية النعامة خالل الفترة ‪042........................0222-0227‬‬
‫‪.72‬تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية (‪ )0222/0292‬لوالية النعامة‪040........................‬‬
‫‪ .24‬تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية (‪ )7442/0222‬لوالية البيض‪047.......................‬‬
‫‪ .20‬تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم الزراعية (‪ )0222/0292‬بوالية النعامة‪042...........‬‬
‫‪ .27‬تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم الزراعية (‪ )7442/0222‬بوالية البيض‪049...........‬‬
‫‪ .22‬توزيع مناطق اإلستصالح حسب البلديات السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة ‪004.......‬‬
‫‪ .20‬توزيع المحيطات المسقية على بلديات واليتي البيض والنعامة ‪002................................7440‬‬
‫‪ .27‬توزيع مساحة المستثمرات ‪ ،‬حسب الفئات‪ ،‬وحسب المحيطات الفالحية‪ ،‬للمنطقة المدروسة‪070.....‬‬
‫‪.20‬إستغالل األراضي الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪077................‬‬
‫‪.22‬االستغالل الزراعي بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪072.........................‬‬
‫‪ .29‬توزيع المساحات المسقية‪ ،‬حسب المحيطات الفالحية للمنطقة السهبية المدروسة‪070...................‬‬
‫‪.22‬الطبيعة القانونية للمستثمرات الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪077...‬‬
‫‪ .04‬إستعمال التقليب العميق لكسر القشرة الكلسية‪ ،‬من أجل اإلستصالح بالمنطقة السهبية‪070.............‬‬
‫‪ .00‬توزيع المستثمرات الفالحية حسب تاريخ االستصالح‪ ،‬بالمنطقة السهبية المدروسة‪072................‬‬
‫‪ .07‬توزيع المستفيدين من برامج االستصالح‪ ،‬حسب المهن و الحرف األصلية‪079..........................‬‬
‫‪.02‬توزيع ملفات الدعم الفالحي‪،‬ومصاريف الدعم‪ ،‬للبلديات السهبية لوالية النعامة لسنة (‪072...)7447‬‬
‫‪ .00‬توزيع اآلبار و اآلبار العميقة على المنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪020........‬‬
‫‪ .07‬توزيع أنظمة السقي على المستثمرات الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة‪027.........................‬‬
‫‪ .00‬توزيع حصص السكنات الريفية على المحيطات الفالحية‪ ،‬بالمحيطات المدروسة‪022..................‬‬
‫‪ .02‬توزيع المستفيدين من االستصالح الزراعي حسب أماكن سكنهم من المحيطات الفالحية‪020.........‬‬
‫‪ .09‬توزيع المستفيدين من قانون الحيازة بوالية النعامة خالل الفترة ( ‪027.................)7442 -0292‬‬
‫‪ .02‬توزيع المستفيدين من المحيطات الفالحية‪ ،‬حسب أصلهم الجغرافي ‪020..................................‬‬
‫‪.74‬توزيع العمال الدائمين بالمحيطات الفالحية ‪ ،‬حسب أصلهم الجغرافي‪020................................‬‬
‫‪ .70‬توزيع عدد المستفيدين من المحيطات الفالحية‪ ،‬حسب الفئات العمرية‪ ،‬بالمنطقة المدروسة‪022......‬‬
‫‪ .77‬توزيع اإلنتاج الفالحي بالبلديات السهبية لوالية النعامة للموسم الفالحي ‪029............7442/7447‬‬
‫‪ .72‬توزيع عدد الموالين‪ ،‬و رؤوس الماشية على البلديات السهبية لوالية النعامة (‪022...)7447/7442‬‬
‫‪ .70‬توزيع أهم المزروعات على المساحة المسقية لمحيطات االستصالح ‪ ،‬بالمنطقة المدروسة‪000.......‬‬
‫‪ .77‬توزيع اآلبار و اآلبار العميقة على المنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪000........‬‬
‫‪ .70‬توزيع صهاريج المياه‪ ،‬بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة‪007....................‬‬

‫‪-191-‬‬
007.............................‫ بالمنطقة السهبية المدروسة‬،‫ توزيع اآلبار و اآلبار العميقة حسب عمقها‬.72
002............‫ بالمنطقة السهبية المدروسة‬،‫ توزيع اآلبار و اآلبار العميقة حسب مستويات االستقرار‬.79

-------------- -------------- ‫ قائمة الرموز المستعملة و الكلمات الدّالة‬------------ ------------

- A.P.F.A : Accession à la propriété foncière agricole. ‫الحيازة على الملكية العقارية الفالحية‬
- A.P.C : Assemblée populaire communale. ‫المجلس الشعبي البلدي‬
- A.P.N : Assemblée populaire nationale. ‫المجلس الشعبي الوطني‬
- A.P.W : Assemblée populaire de wilaya. ‫المجلس الشعبي الوالئي‬
- CADASTRE. ‫مديرية مسح األراضي‬
- D.S.A : Direction des services agricoles. ‫مديرية الخدمات الفالحية‬
- D.H.W : Direction de l’hydraulique de wilaya ‫مديرية الري للوالية‬
- F.N.R.D.A : Fond national de régulation et de développement agricole.
‫الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية‬
- G.C.A : Générale des concessions agricole. ‫العا ّمة لالمتياز الفالحي‬
- H.C.D.S : Haut commissariat de développement de la steppe. ‫المحافظة السامية لتنمية السهوب‬
- O.N.M : Office nationale de météorologie. ‫الديوان الوطني لألرصاد الجوية‬
- O.N.S : Office nationale des statistiques. ‫الديوان الوطني اإلحصائيات‬
- P.D.A.U : Plan directeur d’aménagement et d’urbanisme. ‫المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير‬
- P.N.D.A : Plan national de développement agricole. ‫المخطط الوطني للتنمية الفالحية‬
- R.G.P.H : Recensement général de la population et de l’habitat. ‫اإلحصاء العام للسكان والسكن‬
- S.D.A : Sub-division agricole. ‫المندوبية الفالحية‬
- D.P.S : Déplacement potentiel du sable : ‫التنقل الكامن للرمال‬
- M.E.V : Mise en valeur des terres : ‫االستصالح الزراعي لألراضي‬
- M.E.D : Mise en défont : ‫محميات‬

Puit : ‫بئر عادي‬


Forage : ‫بئر عميق‬
Bassin : ‫صهريج مائي‬
Irrigation : ‫السقي‬
Pompe émergée : ‫مض ّخة مغمورة‬
Goutte à goutte : ‫السقي بالتقطير‬
Aspersion : ‫السقي بالرّش المحوري‬
Production : ‫اإلنتاج‬
Rendement : ‫المردود‬
Commercialisation : ‫التسويق‬
Nomade : ‫البدو الرحّل‬
Steppe : ‫سهوب‬
Parcours : ‫مراعي‬
Développement : ‫التنمية‬
Eleveur : ‫موّ ال‬
Sécheresse : ‫جفاف‬
Désertification : ‫تصحّ ر‬
Stratégies d’acteurs :‫إستراتيجيات الفاعلين‬

-192-
2/1

ZANOUNE RAFIK

-193-
7/7

-194-
-195-
-196-
‫تصــريح شرفـــي يتض ّمن عدم اإلستفادة‬ ‫ملحق السكن‬
‫من التنازل عن ملكية عقارعمومي مبني‬ ‫طلب الدعـــــــم من الصندوق الوطني للسكن‬
‫أو من إعــانة الدولة الموجــــهة للســكن‬

‫أنا الممضي أسفله‪:‬‬


‫أنا الممضي أسفله‪:‬‬ ‫اإلسم‪.....................................................................................:‬‬
‫اإلسم‪.....................................................................................:‬‬ ‫اللقب‪.....................................................................................:‬‬
‫اللقب‪.....................................................................................:‬‬ ‫إبن‪.............................................:‬و‪.........................................‬‬
‫إبن‪.............................................:‬و‪.........................................‬‬ ‫تاريخ اإلزدياد‪............................‬مكان‬
‫تاريخ اإلزدياد‪............................‬مكان‬ ‫اإلزدياد‪............................................‬‬
‫اإلزدياد‪............................................‬‬ ‫العنوان‪................................................:‬الوالية‪...........................‬‬
‫العنوان‪................................................:‬الوالية‪...........................‬‬
‫أعزب(ة)‬ ‫أرمل(ة)‪،‬‬ ‫مطلق(ة)‪،‬‬ ‫متزوج(ة)‪،‬‬
‫أعزب(ة)‬ ‫أرمل(ة)‪،‬‬ ‫مطلق(ة)‪،‬‬ ‫متزوج(ة)‪،‬‬
‫أطلب االستفادة‪ ،‬في إطار السكن الريفي‪ ،‬من أجل‪:‬‬
‫في إطار طلب دعم الدولة‪ ،‬من أجل‪:‬‬ ‫‪ -‬ترميم مسكن قديم‬ ‫‪ -‬إنشاء مسكن جديد‬
‫‪ -‬بناء مسكن جديد‪.‬‬
‫‪ -‬ترميم مسكن قديم يتطلب اإلصالح‪.‬‬ ‫مع تحديد المسكن بالضبط‪ ،‬أو القطعة التي سيُقام عليها المسكن الجديد‪.‬‬
‫‪ -‬توسيع المسكن الحالي‪.‬‬ ‫‪.............................................................................................‬‬
‫‪......................................‬كلفة المشروع‪......................................‬‬
‫أصرح بشرفي بأنني لم أستفيد أنا وزوجتي وزوجاتي‪ ،‬من التنازل عن ملكية‬
‫عقار عمومي مبني‪ ،‬كما أنني لم أستفيد أنا وزوجتي وزوجاتي‪ ،‬من إعانة الدولة‬
‫الموجهة للسكن‪.‬‬ ‫التوقيع مع المصادقة عليه‬

‫التوقيع مع المصادقة عليه‬

‫‪INSTRUCTION INTER MINISTERIELLE‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪HABITA RURAL‬‬ ‫‪INSTRUCTION INTER MINISTERIELLE‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪HABITA RURAL‬‬

‫‪-170-‬‬
‫مقدمة عا ّمة ‪47..............................................................................................................‬‬
‫اإلشكالية‪42...................................................................................................................‬‬
‫أهداف الدراسة و منهجية العمل ‪40......................................................................................‬‬
‫نظرة شاملة للسهول العليا الجزائرية ‪40.................................................................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬المراعي السهبية؛ وسط هش وشديد الحساسية‬

‫مقدمة ‪07....................................................................................................................‬‬
‫‪ُ ) I‬مرفولوجيا بسيطة وتربة هيكلية غير متطورة‪:‬‬
‫مقدمة ‪07....................................................................................................................‬‬
‫‪ -0 ) I‬الجبال‪":‬وحدات جبلية نادرة ولكن مؤثرة مجاليا" ‪07.........................................................‬‬
‫‪ -7 ) I‬السهل و المنخفضات‪":‬هيمنة المجال المفتوح " ‪07...........................................................‬‬
‫‪ -2 ) I‬التربة‪" :‬تربة هيكلية‪ ،‬في معظمها كلسية و قليلة التطور" ‪07..............................................‬‬
‫‪ /0 -2 ) I‬األنواع األساسية للتربة‪00.............................................. ......................................‬‬
‫‪ -‬التربة الصخرية ‪00.................................................................................................‬‬
‫‪ -‬التربة القليلة التطور‪00....................................................................................... .....‬‬
‫‪ -‬التربة الكلسية ‪02....................................................................................................‬‬
‫‪ -‬التربة المالحة ‪09 ...................................................................................................‬‬

‫‪-171-‬‬
‫‪ ) II‬موارد مائية هامة وظروف مناخية قاسية‬
‫مقدمة ‪02.....................................................................................................................‬‬
‫‪ -0 ) II‬الموارد المائية‪ " :‬إعتماد كامل على المياه الجوفية "‪02.....................................................‬‬
‫‪ /0-0 ) II‬المصادر المائية السطحية‪ ":‬مياه سطحية مالحة‪ ،‬وأودية ظرفية الجريان"‪02........................‬‬
‫‪ / 7-0 ) II‬المصادر المائية الجوفية‪" :‬غطاءات جوفية هامة‪ ،‬لكن ضعيــفة التجديد"‪72.........................‬‬
‫‪ -7 ) II‬الجانب المناخي‪ " :‬مناخ جاف ذو شتاء رطب"‪70...........................................................‬‬
‫‪ /0-7 ) II‬التساقطات‪" :‬أمطار قليلة‪ ،‬فجائية وغير منتظمة" ‪70.....................................................‬‬
‫‪ /7-7 ) II‬الحرارة‪ " :‬مدى حراري كبير‪ ،‬و شتاء تصل حرارته ‪ 47‬م تحت الصفر" ‪72.....................‬‬
‫‪ /2-7 ) II‬دراسة معايير الجفاف‪ " :‬الفصل الجاف يشمل ثالثة أرباع أشهر السنة ‪72...........................‬‬
‫‪ /0-7 ) II‬الرياح‪ " :‬رياح غربية فعّالة‪ ،‬وزوابع رملية في كل األرجاء" ‪22.......................................‬‬

‫‪ ) III‬مراعي حساسة تعاني التدهور والتصحر‬


‫مقدمة ‪22......................................................................................................................‬‬
‫‪ -0 )III‬تدهور المراعي السهبية‪ " :‬تعددت األسباب و النتيجة واحدة "‪22.........................................‬‬
‫‪ /0-0 )III‬أهم نباتات الرعي للمنطقة ‪29................................................................................‬‬
‫‪ /7-0 )III‬تراجع مساحة الحلفاء‪ " :‬أكبر مؤشر على تدهور المجال السهبي" ‪00................................‬‬

‫‪ -7 )III‬العوامل األساسية ال ُمؤثرة‪" :‬تركيبة طبيعية وسوسيواقتصادية غير متوازنة"‪07.......................‬‬


‫‪ -0-7 )III‬العوامل الطبيعية‪07.......................................................................................... :‬‬
‫‪ -0/0-7 ) III‬ضعف النظام البيئي السهبي‪07..........................................................................:‬‬
‫‪ -7/0-7 )III‬تدهور مستمر للغطاء النباتي‪07........................................................................ :‬‬
‫‪ /7-7 )III‬العوامل اإلجتماعية واإلقتصادية‪00....................................................................... :‬‬
‫‪ -0/7-7 )III‬نمو ديمغرافي متسارع‪ ،‬واستقرار متواصل للبدوال ّرحّل‪00.........................................:‬‬
‫‪ -7/7-7 )III‬حمولة نباتية غير كافية ‪ ،‬وتضاعف في عدد رؤوس الماشية ‪00...................................‬‬
‫‪-2/7-7 ) III‬مشاريع زراعية ها ّمة على مراعي حساسة‪02........................................................:‬‬

‫‪ -2 )III‬أثر الجفاف و التصحر على المنطقة السهبية‪74............................................................ :‬‬


‫‪ /0-2 )III‬الجفاف والسنوات العجاف‪74............................................................................... :‬‬
‫‪ /7-2 )III‬تصحر المنطقة السهبية‪77.....................................................................................‬‬
‫خالصة الفصل ألول‪70.....................................................................................................‬‬
‫‪-172-‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬السكان و المنطقة السهبية‪ ،‬بين سياسات التنمية و ُممارسات ال ُمستفيدين‬

‫مقدمة ‪70.....................................................................................................................‬‬
‫‪ ) I‬السكان ‪:‬‬
‫‪ -‬مقدمة ‪70...............................................................................................................‬‬
‫‪ /0- ) I‬تطور عدد سكان السهول العليا الجزائرية ‪70.................................................................‬‬
‫‪ /7- ) I‬توزيع السكان حسب واليات السهول العليا الغربية سنة ‪79....................................... 0229‬‬
‫‪ /2- ) I‬تطور عدد سكان واليتي البيض والنعامة ضمن إطارهما العام ‪79........................................‬‬
‫‪ /0- )I‬تطور نسبة الفئة العاملة من سكان السهول العليا الجزائرية ‪72............................................‬‬

‫‪ - ) II‬سياسات وعراقيل التنمية في منطقة السهول العليا‪ " :‬من مراعي ‪..‬إلى حقول تجارب"‬
‫‪ /0- ) II‬سياسات التنمية المنتهجة قديما وحديثا ‪00.....................................................................‬‬
‫‪ -0/0- ) II‬العشابة و العزابة " االستعمار‪ ،‬و رحلة الشتاء والصيف" ‪00.........................................‬‬
‫‪ -7/0- ) II‬اإلستقالل وسياسة التعاونيات ‪00............................................................................‬‬
‫‪ -2/0- ) II‬الثورة الزراعية (‪07................................................................................ )0220‬‬
‫‪ -0/0- ) II‬السد األخضر( ‪02.......................................................................... )0294-0224‬‬
‫‪ -7/0- ) II‬إفالس التعاونيات الرعوية (‪00.................................................................... )0297‬‬
‫(‪00.......................: )APFA 0292‬‬ ‫‪ -0/0- ) II‬ظهور قانون الحيازة على الملكية العقارية الفالحية‬
‫‪ -2/0- )II‬إنشاء المحافظة السامية لتنمية السهوب ( ‪00...................................... ) HCDS 0290‬‬
‫‪ -9/0- )II‬إنشاء العامة لالمتياز الفالحي ( ‪00..................................................... )GCA 0222‬‬
‫‪ -2/0- )II‬المخطط الوطني للتنمية الفالحية ( ‪02............................................... )PNDA 7444‬‬

‫‪ /7- ) II‬عراقيل التنمية الفالحـية بالمنطقة السهبية ‪02.................................................................‬‬


‫‪ -0/7- ) II‬عراقيل تِقنية ‪02................................................................................................‬‬
‫‪ -7 /7- ) II‬عدم الجدية في المتابعة الميدانية ‪20.......................................................................‬‬
‫‪ -2 /7- ) II‬تحويل أموال الدعم الفالحي ‪22...........................................................................‬‬
‫‪ -0 /7- ) II‬عراقيل اجتماعية ‪20.........................................................................................‬‬
‫‪ -7 /7- ) II‬عراقيل طبيعية ‪20............................................................................................‬‬

‫‪-173-‬‬
‫‪ :) III‬إستراتيجيات الفاعلين واستغالل المراعي السهبية‬
‫‪ -0) III‬إستراتيجيات الفاعلين ‪22.........................................................................................‬‬
‫‪ / 0 - 0) III‬المجلس الشعبي البلدي ‪22..................................................................................‬‬
‫‪ / 7 - 0) III‬مديرية المصالح الفالحية للوالية‪29.......................................................................‬‬
‫‪ / 2 - 0) III‬مديرية الري للوالية ‪29.....................................................................................‬‬
‫‪ / 0 - 0) III‬مديرية مسح األراضي للوالية ‪29.........................................................................‬‬
‫‪ / 7 - 0) III‬مديرية أمالك الدولة ‪29.....................................................................................‬‬
‫‪ / 0 - 0) III‬المجلس الشعبي الوالئي ‪29................................................................................‬‬
‫‪ / 2 - 0)III‬العامة لالمتياز الفالحي )‪29.................................................................... (GCA‬‬

‫‪ -7) III‬كيفية الحصول على الدعم الفالحي‪22.............................................................. PNDA‬‬


‫‪ /0 - 7) III‬في الغرفة الفالحية ‪22.......................................................................................‬‬
‫‪ /7 - 7) III‬في مديرية الري ‪22..........................................................................................‬‬
‫‪ /2 - 7) III‬في المندوبية الفالحية ‪22....................................................................................‬‬
‫‪ /0 - 7) III‬في مديرية المصالح الفالحية ‪22...........................................................................‬‬
‫‪ /7 - 7) III‬الكلفة المادية ‪94...............................................................................................‬‬

‫‪ -2 ) III‬محيطات الحماية والغراسة الرعوية " بين الواقع والنظرية" ‪90........................................‬‬


‫‪ /0 - 2) III‬تجربة العامة لإلمتياز الفالحي ‪90...............................................................:GCA‬‬
‫‪ /7 - 2)III‬تجربة المحافظة السامية لتنمية السهوب‪92.................................................... HCDS‬‬
‫‪ /2 - 2) .III‬اإلستصالح الزراعي و الرعوي عن طريق اإلمتياز ‪97.............................................‬‬
‫‪ /0 - 2) III‬إنتشارالسكن الريفي وأزمة الكهرباء الريفية ‪90 .......................................................‬‬
‫‪ / 7 - 2) III‬واقع محيطات الحماية والغراسة الرعوية " التجربة الميدانية" ‪92...................................‬‬
‫خالصة الفصل الثاني‪20...............................................................................................‬‬

‫‪-174-‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬االستصالح الزراعي‪ :‬بين النظرية‪ ،‬والواقع الميداني‪ ،‬و تراجع الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫مقدمة ‪20.....................................................................................................................‬‬
‫‪ )I‬التوزيع العام لألراضي الفالحية‬
‫مقدمة ‪22.....................................................................................................................‬‬
‫‪ - ) I‬توزيع األراضي الفالحية بواليتي البيض و النعامة ‪22.........................................................‬‬
‫‪ - 0 -) I‬حصّة األراضي المستريحة ‪22.................................................................................‬‬
‫‪ - 7 -) I‬األراضي الفالحية المسقية لواليتي البيض و النعامة ‪29....................................................‬‬
‫‪ - 2 -) I‬اإلستغالل الزراعي و اإلنتاجية الزراعية لواليتي البيض والنعامة ‪22...................................‬‬
‫‪ / 0 -2 - )I‬الزراعة الواسعة ‪22..........................................................................................‬‬
‫‪ / 7 -2 - ) I‬زراعة الخضر ‪042.........................................................................................‬‬
‫‪ / 2 -2 - ) I‬األشجار المثمرة والكروم ‪040............................................................................‬‬
‫‪ / 0 -2 - ) I‬األعالف المسقية‪049........................................................................................‬‬

‫‪ ) II‬المحيطات الفالحية المسقية في المنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة " الواقع الميداني "‬
‫مقدمة ‪042...................................................................................................................‬‬
‫‪ -0) II‬محيطات لالستصالح الرعوي ال الزراعي ‪000.............................................................‬‬
‫‪ / 0 -0) II‬محيط روداسة " أول فشل ألول تجربة" ‪000.............................................................‬‬
‫‪ / 7 -0) II‬محيط فريطيس المسقي(بلدية المشرية) ‪000..............................................................‬‬

‫‪ -7) II‬محيطات االستصالح الزراعي المهجورة ‪000................................................................‬‬


‫‪ / 0 -7) II‬محيط المرابطة (بلدية المشرية) ‪000.......................................................................‬‬
‫‪ / 7 -7 )II‬محيطات بلدية البيوض المهجورة ‪000....................................................................‬‬
‫‪ / 2 -7 )II‬محيط فرطاسة (بلدية صفيصيفة)‪ " :‬هجران بسبب قرار إداري" ‪007...............................‬‬
‫‪ / 0 -7 )II‬محيط دراع لحمر(بلدية البيض)‪ " :‬عقارات للمتاجرة بعد االستصالح" ‪002.......................‬‬
‫‪ -2 )II‬المحيطات المسقية الناجحة نسبيا ‪000...........................................................................‬‬
‫‪ / 0 -2 )II‬محيطات صفيصيفة ‪000......................................................................................‬‬
‫‪ / 7 -2 )II‬محيط واد السخارة(بلدية المشرية) ‪000.....................................................................‬‬
‫‪ / 2 -2 )II‬محيطات عين بن خليل ‪002..................................................................................‬‬
‫‪-175-‬‬
‫‪ ) III‬واقع االستصالح الزراعي " ضعف في ا نتاجية‪ ،‬و تراجع في مخزون المياه الجوفية"‪:‬‬
‫مقدمة ‪002....................................................................................................................‬‬
‫‪ -0 ) III‬المحيطات الفالحية ‪070.........................................................................................‬‬
‫‪ / 0 -0 ) III‬حجم المستثمرات ‪070......................................................................................‬‬
‫‪ / 7 -0 ) III‬إستغالل األراضي الفالحية ‪077.........................................................................‬‬
‫‪ / 2 -0 ) III‬المساحة المسقية ‪072.......................................................................................‬‬

‫‪ -7 ) III‬البنية العقارية للمستثمرات ‪077................................................................................‬‬


‫‪ / 0 -7 ) III‬بداية االستصالح‪ ،‬وحافز الملكية ‪077...................................................................‬‬
‫‪ / 7 -7 ) III‬تعديل قانون الحيازة‪ ،‬وتراجع وثيرة االستصالح ‪072................................................‬‬
‫‪ / 2 -7 ) III‬الدعم الفالحي‪ ،‬و ورشات االستصالح ‪072.............................................................‬‬
‫‪ / 0 -7 ) III‬تراجع نسبة الدعم‪ ،‬وتراجع الطلب على االستصالح ‪072...........................................‬‬

‫‪ -2 ) III‬تجهيز المحيطات المسقية‪":‬إستثمار طائل في أراضي قاحلة" ‪024 .....................................‬‬


‫‪ / 0 -2 ) III‬التجهيزات القاعدية ‪020...................................................................................‬‬
‫‪ / 7 -2 ) III‬السكن الريفي ‪022..........................................................................................‬‬

‫‪ -0 ) III‬المستفيدون من االستصالح الزراعي!!‪" :‬موالون‪ ،‬فالحون‪ ،‬أم ع ّمال األرض الفالحية؟‪027.......‬‬


‫‪ / 0 -0 ) III‬األصل الجغرافي للمستفيدين من االستصالح الزراعي‪ ،‬وعمال األرض ‪027...................‬‬
‫‪ / 7 -0 ) III‬أعمار المستفيدين من االستصالح ‪022..................................................................‬‬

‫‪ -7 ) III‬االستصالح الزراعي وإنتاجية المستثمرات ‪029............................................................‬‬


‫‪ / 0 -7 ) III‬الزراعة المسقية في المراعي السهبية ‪029..............................................................‬‬
‫) ‪ / 7 -7‬االستصالح الزراعي ‪ ...‬بين التضاعف المساحي و الضُّ ُْعف اإلنتاجي ‪004......................‬‬
‫‪III‬‬
‫‪ / 2 -7 ) III‬الوجه اآلخر للمحيطات المسقية ‪002....................................................................‬‬

‫‪ -0 ) III‬المـــــاء‪" :‬أهم مقومات االستصالح الزراعي"‪000.........................................................‬‬


‫‪ / 0 -0 ) III‬اآلبار و اآلبار العميقة‪000.................................................................................‬‬
‫‪ / 7 -0 ) III‬صهاريج المياه ‪000........................................................................................‬‬
‫‪-176-‬‬
‫‪ / 2 -0 )III‬اآلثار األولية النتشار اآلبار العميقة بالمنطقة السهبية ‪000............................................‬‬
‫‪ / 0 -0 ) III‬تراجع خطير في مستوى المياه الجوفية‪ " :‬دراسة حالة"‪002.......................................‬‬
‫‪ / 7 -0 ) III‬حفر اآلبار العميقة‪ ،‬بين القرار السياسي واألولوية البيئية ‪009......................................‬‬
‫خالصة الفصل الثالث ‪002.................................................................................................‬‬

‫الخالصة العامة ‪074........................................................................................................‬‬


‫المراجع ‪072..................................................................................................................‬‬
‫ملحق الفهارس ‪072.........................................................................................................‬‬
‫الفــهــــــــرس العام‪020....................................................................................................‬‬

‫‪-177-‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫على امتداد مراعيها المترامية على مساحة ‪ 49‬مليون هكتار‪ ،‬تمثل المنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة أحد‬
‫أهم المناطق السهبية بالجزائر‪.‬‬

‫وعلى الرغم من الدرجة المتقدمة من تدهورها‪ ،‬توالت على هذه المناطق عدة سياسات‪ ،‬كان أبرزها القانون ‪ 09-92‬المتعلق‬
‫بالحيازة على الملكية العقارية عن طريق االستصالح الزراعي‪ ،‬و الذي انطلق سنة ‪.0292‬‬

‫مساحتها الزراعية تقدر بحوالي المائة ألف هكتار‪ ،‬فيما لم تتعدى المساحة المسقية بالمنطقة السهبية للواليتين المذكورتين إلى‬
‫غاية سنة ‪ 7440‬الـ ‪ 7444‬هكتار‪ ،‬نظرا لمحدودية مقوماتها الطبيعية‪ ،‬وكثرة العراقيل‪.‬‬

‫فمناخ المنطقة السهبية قاري شبه جاف إلى جاف ذو شتاء رطب و صيف حار جاف‪ ،‬أما التساقطات فهي غير منتظمة‪،‬‬
‫وتأتي في الغالب على شكل أمطار فجائية رعدية قوية‪ ،‬مما يزيد من حدة التعرية المائية‪ ،‬في حين تتأثر برياح الزوابع‬
‫المحملة بالرمال‪ ،‬التي تتوضع المنطقة المدروسة ككل ضمن أروقتها الرئيسية‪.‬‬

‫بالموازات مع هذه الظروف المناخية القاسية‪ ،‬نجد أن الموارد المائية للمنطقة السهبية محدودة للغاية‪ ،‬السطحية منها مالحة في‬
‫معظمها‪ ،‬بينما تتعرض المياه الجوفية الستنزاف حاد عن طريق مئات اآلبار المنتشرة بمحيطات االستصالح‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫تراجع خطير للمنسوب الجوفي للمياه النادرة التجدد‪ ،‬و بات يُهدد استمرار المشروع الفالحي ككل‪ ،‬ما زاد الوضع ُّ‬
‫تأزما‪.‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى إبراز مدى نجاح أو فشل عمليات اإلستصالح الزراعي‪ ،‬في إطار موازنة تشمل دراسة عدة عينات‬
‫من مستثمرات االستصالح المنتمية للمجال السهبي المدروس من واليتي البيض والنعامة‪ ،‬بشكل يضمن الشمولية ولو نسبيا‪،‬‬
‫حتى يتسنى التعرف على األسباب المباشرة المؤهلة للتنمية أو المعيقة لها‪ ،‬ضمن إطارها الطبيعي و االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫الكلمات الدالـّة‪ :‬اإلستصالح الزراعي‪ ،‬المنطقة السهبية‪ ،‬المراعي‪ ،‬التنمية‪ ،‬البدو الرحل‪ ،‬الموالين‪ ،‬الجفاف‪ ،‬التصحر‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬
‫‪D’une superficie de 08 millions d’hectares de parcours, La zone steppique de la‬‬
‫‪wilaya d’El Bayadh et de Naama, est considérée parmi les plus importantes régions steppiques‬‬
‫‪de l’Algérie.‬‬

‫‪Malgré leur dégradation flagrante, ces régions ont connu plusieurs programmes de‬‬
‫‪développement, telle que la loi n°83-18 du Août 1983 relative à l’Accession à la propriété‬‬
‫‪foncière agricole par la mise en valeur des terres.‬‬

‫‪Depuis la loi 1983 et jusqu’au 2004, la superficie irriguée des terres agricoles n’a pas dépassé‬‬
‫‪2000 ha, malgré l’étendue de la superficie globale )100 000 ha( initialement programmée, et ce‬‬
‫‪à cause des potentialités naturelles limitées, en plus des conditions climatiques défavorables.‬‬

‫‪Le programme de développement agricole P.N.D.A (lancé en 2000), a permis la prolifération‬‬


‫‪des puits et forages qui sont à l’origine d’une surexploitation des eaux souterraines, menaçant à‬‬
‫‪la fois ces ressources rarement renouvelables, et le programme de développement.‬‬

‫‪Le but de ce travail est de mètre en évidence les résultats de ces politiques de développement‬‬
‫‪tels qu’ils sont, et d’analyser plusieurs échantillons de périmètres de mise en valeur, de façon‬‬
‫‪représentative afin de connaître les facteurs déterminant l’efficacité de ces pratiques dans leur‬‬
‫‪contexte environnemental et socio-économique.‬‬

‫‪Mots clés : mise en valeur des terres, zone steppique, parcours, développement, nomades,‬‬
‫‪éleveurs, sécheresse, désertification.‬‬

‫‪-178-‬‬
-179-

You might also like