Professional Documents
Culture Documents
الإستصلاح الزراعي في السهول العليا الغربية الجزائرية 2
الإستصلاح الزراعي في السهول العليا الغربية الجزائرية 2
الإستصلاح الزراعي في السهول العليا الغربية الجزائرية 2
من تقديم:
رفيــــــق زعنــــون
من تقديم:
رفيــــــق زعنــــون
2
إن أي دراسة ريفية ميدانية ،في عمق سهوبنا الشاسعة من السهول العليا الغربية ،ما كان
لتتحقق بإمكانياتنا المحدودة ،لوال المساعدة القيِّمة من سكان المنطقة وحسن ضيافتهم ،وكذا تفهم
مسئولوهم وإدارييهم ،والذين أخصُّ بذكرهم؛ السيد نورالدين موهاد رئيس ديوان والية النعامة ،كما
ُوظفو مختلف الهياكلأتقدم بالشكر لرُؤساء البلديات ،خاصة بلديتي صفيصيفة و لبيوض ،وكذلك م ّ
المعنية بالدراسة ،كمديرية الخدمات الفالحية ،والعامة لالمتياز الفالحي ،و المحافظة السامية لتنمية
السهوب ،ومحافظة الغابات ،ومديرية التخطيط والتهيئة القطرية ...،إلى غير ذلك ،ونظرائهم طبعا ً
من والية البيض.
يسعُني وأنا أكتب كلمات الشكر الختامية من عمر هذه الرسالة ،إال ّ أن أحمد هللا على
كما ال َ
توفيقه ،شاكراً كل من ساعدني في إنجاز هذا العمل وتحقيقه ،مُتوجها ً بجزيل الشكر لألستاذ عابد بن
جليد ،على تأطيره المتميِّز ،وكذا من ساهم في ذلك من بعيد أو قريب من أساتذتنا الكرام ،وعلى
رأسهم األستاذة خديجة رمعون و األستاذ محمد حدايد ،هذه الثلّة التي شرفتني كذلك بتشكيلها لجنة
مناقشة لهذه الرسالة إلى جانب األستاذ الممتحن؛ إدريس بن شهيدة ،والذي أ ُخصّه بالشكر أيضاً.
هذا الوسط الذي مثَّل مجال البداوة والتنقالت الكبرى للبدو الرحل و الم ّوالين ،عرف تغييرات عميقة ،من
خالل األزمات المختلفة التي أضعفت المجتمع الرعوي األصيل ،وأدت إلى ظهور ممارسات دخيلة على
نمط معيشة سكان السهوب ،بشكل ال يتماشى أبدا مع خصوصية المنطقة ،ونتيجة لهذه التحوالت ظهر
تدهور متسارع للوسط الطبيعي ،انعكس على كل المكونات األساسية للبيئة السهبية.
فـ << منذ عدة سنوات والوضع البيئي السهبي مقلق للغاية ،التصحر يتوسع بشكل مأساوي ،وقد انخفضت
الطاقة اإلنتاجية العلفية بـ % 27بين 0227و (Bedrani S., 1994) >>0297
المناطق شبه الجافة والجافة المتميزة بهشاشة نظامها البيئي ،تعتبر المناطق األكثر عرضة لظاهرة
التدهور ،ذلك ألن المنطقة السهبية كانت سابقا تكسوها نباتات دائمية متأقلمة مع المناخ والتربة والنشاط
الرعوي السائد ،إال أن غيابها شبه التام خالل العشريتين السابقتين ،خلّف تربة ه ّشة ،زاد من تدهورها مناخ
المنطقة الذي يزداد قسوة وجفافا ،والنشاط البشري الذي اكتسح المجال السهبي المتدهور ،وقاده إلى تصحر
وشيك.
االشكالية :
4
يعتبر استصالح األراضي من أهم عمليات رفع القيمة الزراعية لألرض وتحسين مردوديتها.
جهود الدولة المنصبَّة على التنمية الفالحية دفعت بها إلى صرف أموال طائلة على القطاع الفالحي ،اتسعت
من خاللها عمليات االستصالح الزراعي في كل أرجاء البالد بأوساطها المتنوعة المشاهد ،خاصة من حيث
الجيومورفولوجيا وعناصر المناخ.
هذا التنوع واضح بشكل جلي بين الساحل والمنطقة السهبية ،مما يعرقل حتما نجاح تعميم مشاريع التهيئة و
برامج التنمية وكذا التقنيات المستخدمة.
فقد شكلت سياسة دعم السلطات للقطاع الفالحي في المناطق السهبية قفزة نوعية بالتغيير الجذري لنمط
االستخدام الفالحي لألرض ،بعد دعمها للزراعة المسقية ،التي استفاد منها أهل منطقة غالبيتهم موالين.
تُعرف المراعي السهبية بانبساطها وأنها مفتوحة على الرياح مع شغلها بالنباتات الطبيعية المتأقلمة مع قسوة
الوسط ،بينما تهيئتها الستصالح أراضيها عن طريق تطبيق الزراعة المسقية ،أم ٌر سيُؤثر حتما على
المكونات األساسية للوسط السهبي.
فكيف إذا علمنا أن هذا الوسط الطبيعي بلغ مرحلة متقدمة من التدهور ،بسبب ما يعانيه من مشاكل طبيعية
(كالتصحر-الترمل -ارتفاع درجة الحرارة -ووجوده ضمن األروقة الرئيسية للرياح) ،و بشرية (من رعي
عشوائي و استنزاف حاد للتربة ...،إلى غير ذلك) ،مما سبب تدهورا ال مسبوقا للغطاء النباتي الطبيعي ،ومع
ذلك تتواصل عمليات تعميم تطبيق الزراعة المسقية !!...؟
ُ
يكمن اإلشكال؛ هنا
-أال يؤدي ذلك إلى اتساع رقعة التعرية و تكوين الكثبان الرملية في مناطق رعوية شديدة الحساسية؟
-أليس من األولى أن تُحصر مناطق معينة لالستصالح على حسب خصائصها ،تمكن من تحديد نمط
االستغالل الذي ينبغي أن يكون موافقا لخصوصيتها ،حتى ال تكون هذه العمليات إضاعة للمال العام وتخريبا
للوسط الطبيعي؟
-ألن يُؤدي ذلك إلى تغيير جذري في المكونات األساسية للوسط السهبي والعالقات االقتصادية و االجتماعية
لسكان السهوب ،خاصّة أن الرعي يُمثل النشاط األساسي في المنطقة ،وركيزة أساسية في حركية اإلقتصاد
المحليُ ،مشكال بذلك إرتباطا حتميا بالخصوصية الرعوية للمناطق السهبية.
-وهل تُوافق مصالح الري على حفر مئات اآلبار العميقة (بحسب عدد المستثمرات) ،من أجل استخدام حر
من طرف المستفيدين ،وهي المسؤولة عن توفير المياه للمجمعات السكنية المنتشرة بهذه المناطق الجافة،
المعتمدة أساسا على المياه الجوفية؟ ،أال يمثل ذلك تهديدا ُمباشرا للوجود البشري أصال بالمنطقة ؟.
-أ ّما إذا منعت هذه المصالح حفر اآلبار العميقة ،ومنعت استخدام اآلبار المنجزة التي تراها ُمهددة لمناطق
الحماية ،فما مصير مئات الهكتارات من بساتين الفاكهة؟ وما مصير مليارات الدنانير التي أُهدرت الستصالح
هذه المساحات؟
5
-بل ،ما الفائدة من محاولة تحويل مراعي سهبية بامتياز ،إلى ورشات للبستنةُ ،مهددة بالهجران؟.
ث ّم توجهنا إلى السهول العليا الغربية ،وقمنا بتغطية ميدانية بلغت %04من المساحات المسقية الموجودة
بالمجال السهبي لواليتي البيض والنعامة ،بدراسة حوالي 0744هكتار من أصل 7444هكتار ،موزعة
على شكل محيطات ومستثمرات استصالح منتشرة عبر مساحة شاسعة جدا ،تُقارب 49مليون هكتار
المشكلة للمراعي السهبية للواليتين المدروستين ،هذا االمتداد الشاسع فرض علينا اختيار مستثمرات
للدراسة كعينات تغطي هذا المجال وتضمن الشمولية إلى حد ما ،ومن أجل ذلك وضعنا أكثر من 24محطة
6
تحت ضوء الدراسة ،موزعة على سبعة ( )42بلديات ضمن واليتي البيض والنعامة السهبيتين بامتياز،
وتعمدنا تباعدها لتجنب التشابه والتكرار.
ركزنا من خالل الدراسة الميدانية على محيطات بلدية عين بن خليل ،ألنها األكثر استصالحا واألفضل بين
كل المحيطات السهبية المدروسة ،و الشتمالها على ثلث المساحة المستصلحة بكل البلديات السهبية لوالية
النعامة،و ألن عدد المستفيدين بها يُمثل نصف العدد اإلجمالي لمجموع المستفيدين من هذه البلديات.
وحتى نكون أكثر واقعية ،قمنا بزيارات ميدانية متكررة ،وأجرينا تحقيقات ميدانية عديدة امتدت من سنة
7442إلى ، 7442للتعرف أكثر على حقيقة األراضي الفالحية المستصلحة في هذا المجال الشاسع،
ولتحديد العراقيل الفعلية للتنمية ،من خالل موازنة بين عينات الدراسة ،التي شملت مناطق مختلفة من
المجال السهبي المدروس ،بين الناجح والفاشل من عمليات اإلستصالح الزراعي ،و من أجل تقديم
اقتراحات وحلول في ضوء ما تعرضنا له من خالل الدراسة ،التي توحي بضرورة تغيير النمط الحالي
الستخدام أراضي المنطقة ،وكذا سياسة الدعم المنتهجة ،والبحث عن عرض بديل.
إستخلصنا نتائج هامة من الدراسة الميدانية ،خاصة ما يتعلق باإلنتاج والمردودية ،ولكن األهم منها هو
بيانات تراجع مستوى المياه الجوفية لألبار العميقة ،مما فرض علينا التنقل للوكالة الوطنية للموارد المائية
للتأكد من النتائج الخطيرة التي تحصلنا عليها ،أين بيّن لنا مسئولوها توافق نتائجنا الميدانية مع بياناتهم
الرسمية ،والتي من خاللها اتخذوا قرارات منع حفر آبار عميقة للمستثمرات الجديدة ،مما يهدد بوقف
عمليات االستصالح الزراعي بشكلها الحالي ،باعتبار أن هذه العمليات تُأثر بشكل كبير على المصادر
المائية الجوفية ،التي تعتمد عليها الحياة السهبية ككل ،من المجمعات السكنية إلى مشارب الماشية.
جدير بالذكر أيضا ،أننا اعتمدنا في دراستنا هذه على عدة مصادر للمعطيات الرسمية ،إال أننا وجدنا بعضها
متضاربة فيما بينها أحيانا ،خاصة المتعلقة منها بمساحات وعدد مستثمرات المحيطات المسقية وحتى
محيطات الغراسة والحماية ،إال أننا نقلناها كما هي من مصادرها.
كذلك الشأن بالنسبة للخرائط ،التي اعتمدنا في إنجاز بعضها على المخطط الجهوي للتهيئة القطرية لوالية
البيض(سنة ،)7442كمصدر رسمي موثوق على الرغم من ربطه المباشر بين الوحدات الجغرافية،
والحدود اإلدارية للواليات ،التي وسّعت حدود المنطقة السهبية ضمن السهول العليا الغربية لتشمل كل
مساحة واليتي سعيدة وتيارت ،وحتى والية تيسمسيلت ،وهو أمر ُمخالفٌ للواقع طبعا .
نظرة شاملة للسهول العليا الجزائرية:
7
تمثل المنطقة السهبية الجزائــرية وحدة جغرافية ذات حدود معينة إستنادا للمعيار البيومناخي،
و تُمثل مجاال شاسعا من حيث المساحة و شديد الحساسية من حيث الخصائص و الموقع ،بحيث يُمثّل هذا
المجال المنطقة البينية التي تفصل الساحل عن الصحراء ،مما يجعله مجاال قابال للتأثُّر والتأثيــر.
الشمال
الجــــــــزائـــر
المفتاح:
الحدود الوالئية
الحدود الدولية
المنطقة الـتـلّـيـة
المنطقة شبه السهبية
المنطقة السهبية
المنطقة شبه الصحراوية
المنطقة الصحراوية
044كم 044 744 4
المصدر :المركز الوطني للتقنيات الفضائية ) 2003( CNTS
8
بمساحة إجمالية تفوق الـ 74مليون هكتار ،تنحصر السهول العليا الجزائرية بين األطلس التلي شماال و
األطلس الصحراوي جنوبا ،وذلك على ارتفاعات ها ّمة بين 244م و0744م ،تتخللها منخفضات ملحيّة
وشطوط وسبخات ،والتي هي عبارة عن أحواض قارية حديثة التشكيل (الزمن الرباعي).
كما تتوسط السهوب الجزائرية المنطقة الساحلية و الصحراء القاحلة ،على شكل شريط إقليمي ممتد من
الحدود الجزائرية المغربية ،إلى الحدود الجزائرية التونسية ،و بـ طول يقدر بـحوالي 0444كلم وعرض
يقارب 244كلم أحيانا ,وذلك بين الخطين المتساويي المطر 044ملم و 044ملم.
بانتمائها إلى السهول العليا ،تُعتبر المنطقة السهبية من األراضي المرتفعة ذات مساحات شاسعة ومنبسطة،
وهي ذات مشهد مشترك من حيث الغطاء النباتي ذو األشجار النادرة ،في حين انتشار الحلفاء والشيح كان
الطابع المميّز لهذه المناطق سابقا ،وهي المنطقة المسماة "بالد الغنم" لِتص ُّدر الغنم إلنتاجها على اإلطالق.
-0السهول العليا الشرقية :توجد شرق الحضنة ،والمتكونة من السهول العليا للجنوب القسنطيني ،ممثلة
بالواليات؛ تبسة ،باتنة ،خنشلة و بسكرة .هذه السهول العليا محددة بالكتل الجبلية لألوراس و النمامشة.
-7السهول العليا الوسطى :وتشمل الواليات السهبية للوسط الجزائري (والية الجلفة ،األغواط و المسيلة)،
حيث االرتفاع يتناقص من جبل "مزي" غربا (0744م) إلى المنخفض الملحي "الحضنة" في الوسط.
-2السهول العليا الغربية :والتي تشكل السهول العليا للجنوب الوهراني ،و تشمل كل من الواليات تيارت،
سعيدة ،تيسمسيلت(حسب المخطط الجهوي للتهيئة القطريـــة ،)-7442- SRATوواليتي البيض و النعامة
الممثلتان لمنطقة الدراسة( ،الخارطة .)47
9
الخارطة ( : ) 20موقع السهول العليا الغربية الجزائرية.
تيسمسيلت
الشمال
تيارت
سعيدة
النعـامة
البيض
المفتاح :
الحدود البلدية
الحدود الوالئية
المصدر :المخطط الجهوي للتهيئة القطرية ( SRATالبيض )7442 واليات السهول العليا الغربية
10
دراستنا هذه تتمحور حول االستصالح الزراعي في منطقة السهول العليا الغربية ،مجال الدراسة يشمل إداريا
واليتي البيض والنعامة ،أما جغرافيا فيتمثل في المنطقة السهبية لهاتين الواليتين والمحددة بـ:
الشط الشرقي شماال ،والسفوح الشمالية لألطلس الصحراوي جنوبا .أما من ناحيتي الشرق والغرب فتحصرها
بعض الجبال المتقدمة من سلسلة األطلس الصحراوي شرقا وشريط الحدود الدولية مع المملكة المغربية غربا.
الخارطة ( : ) 20
الموقع الجغرافي لمجال الدراسة من السهول العليا الغربية الجزائرية.
األطلس التلي
الصحراء الجزائرية
األطلس التلي
شط الشرقي
البيض
المشرية
االطلس الصحراوي
النعامة الشرقي
عين الصفراء
24 07كلم 4
السـلّــــــــم: المصدر :الخارطة الطوبوغرافية 0272و صورة القمر الصناعي
11
و كمدخل لهذه الدراسة ،سنبدأ بلمحة عن أهم المؤشرات الطبيعية واالجتماعية واالقتصادية ،لواليتي البيض
والنعامة ،المحتضنتين للمنطقة السهبية المدروسة ،والتي يتبين من خاللها مدى حساسية التركيبة
السوسيواقتصادية ،المرتبطة بشكل مباشر بالمراعي المتدهورة ،والنشاط البشري بالمنطقة السهبية.
من خالل هذه المؤشرات يبدوا جليا أننا بصدد دراسة منطقة متدهورة طبيعيا ،وفقيرة اقتصاديا ،وح ّساسة من
حيث تركيبتها االجتماعية التي تعاني البطالة والفقر ،في ظل الجفاف و التصحر ،وما أ ّدى إليه من تراجع متسارع
للمساحة الرعوية ،فضال عن آالف الهكتارات من المراعي ،التي استهلكتها مشاريع االستصالح الزراعي،
الموزعة على شكل مستثمرات ومحيطات مترامية ضمن المراعي السهبية للمنطقة.
12
الفصل األول:
المـــــراعـــــي السـهبـيــــــــــــة؛
13
تمثل منطقة السهول العليا ،وحدة متجانسة تقريبا من حيث الطوبوغرافيا ،قاسية من حيث المناخ ،وشديدة الحساسية
من حيث مواردها الطبيعية الضعيفة التجديد ،وتتميز بـ:
14
الخار ة (رقم:)04 :
توزيع ا نحدارات في واليتي البيض والنعامة
الشمال
النعامة
البيــض
% 47 -40
% 40 -47
الشبكة الهيدروغرافية
% 40 -40
الشطوط ،السبخات و الضايات
% 04 -40
طرق رئيسية وثانوية % 24 -04
كما أن الجبلين عنتر و عمرق يمثالن حاجزين طبيعيين تُجاه تنقل الرمال باعتبارهما عائقين أمام الرياح الدائمة
والفعالة ،و تأخذ سفوحهما شكال مقعرا مفتوحا من الشمال إلى الجنوب ،وهو موطن الشعاب و األودية المشكلة
للشبكة الهيدروغرافية لمنطقة النعامة ،فيما تبقى باقي أرجاء المنطقة السهبية المدروسة ،مفتوحة من دون
تظاريس تُذكر (الخارطة رقم .) 47
15
الشمال
طبوغرافية السهول العليا الغربية – منطقة البيض و النعامة - الخارطة (رقم :)47
األطــــلس
مصباح
التلـــــي 227 .م
شقيق
شـــط الشرقــــــي
ُرقاصة
آفلو
0427 .م
بوقطب
جبل بوعالم
0704 .م
عمرق كاف لحمر
جبل قرجومة
عين بن خليل
النعامة
عين الصفراء
المفتاح:
المصدر :من خارطة أنواع تربة السهول العليا للجنوب الوهراني ،للمكتب الوطني BNEDER
تمت هذه الدراسة باالعتماد على نتائج أعمال مركز األبحاث البيولوجية ،وأمانة الدولة للري حول منطقة
التنمية المتكاملة للرعي (البيوض) ،وكذلك المكتب الوطني للدراسات و التنمية الريفية BNEDERمن أجل
دراسة التربة ،و مع االعتماد على التصنيف الفرنسي للتربة الذي يعتبر -على عكس غيره -أن كل األوساط
التي توجد عليها حياة يجب أن تصنف ضمن أنواع التربة وإن لم يوجد فيها إال الصخور الصلبة أو الفتات
-55-
الصخري ،وعلى هذا األساس يجدر بنا إحصاء األنواع األساسية للتربة الموجودة في المنطقة السهبية ،وأن
نشي ر إلى التربة الصخرية على الرغم من تباطؤ تطورها وانعدام قيمتها الزراعية ،ذلك ألن عدم تطورها يجعل
المعادن التي تكونها غير متحللة والسبب في ذلك يختلف حسب نوع الصخر ،مناخ المنطقة وتضاريسها.
-56-
*تربة الحث الريحي ):(Les sols d’apport éolien
تأتي من ترسبات الحث الريحي (النبكة) تتواجد بجانب السبخات كما أنها فقيرة المادة العضوية وتتميز
تربتها بالملوحة ،تنموا بها نباتات ملحية و" الرمث و العريش".
-57-
-التربة المالحة ):(Les sols halomorphes
توجد بمنخفضات الشط الغربي ،سبخة الفكارين ،النعامة ،أم اللجام ،وبعض المناطق المنخفضة ،نسيجها من
خشن إلى متوسط ،رملي غضاري -غضاري رملي ،بنيتها صفائحية تفتقر للمادة العضوية ،و تنموا بها نباتات
ملحية ،وهي تشكل مراعي نادرة ،الستعمالها كعلف للماشية.
من خالل كل هذه األنواع من التربة وخواصها البنيوية يتضح أن التكوينات السطحية في الغالب تفتقر إلى
المادة العضوية ،فال نجد تربة صالحة -نوعا ما -للزراعة (القليلة التطور) إال في المنخفضات والوديان
وبعض المنحدرات ،أ ّما التربة العميقة التي تمكن من االستغالل الزراعي الحقيقي ،فال ذكر لوجودها على
اإلطالق في المنطقة السهبية المدروسة ،فيما تسجل عمليات تهيئة األراضي الرعوية لإلستصالح الزراعي
عراقيل ج ّمة خاصة في تقليب األرض و حفر اآلبار ،بسبب الطبيعة الكلسية للمنطقة السهبية ( الصورة.) 40 :
-58-
)IIموارد مائية هامة وظروف مناخية قاسية :
تمثل مصادر المياه شريان الحياة لكل نشاط بشري ،ألجل ذلك فإن إحصاء هذه المصادر من شأنه إبراز مدى
قدرة المنطقة على التنمية ،خاصة ضمن إطارها المناخي المتميّز.
/0-0 )IIالمصادر المائية السطحية ":مياه سطحية مالحة ،وأودية ضرفية الجريان"
-األودية:
تغطي منطقة الدراسة شبكة هيدروغرافية بسيطة ذات جريان منتشر ،تتمثل في عدد قليل من األودية والشعاب
التي تجري باتجاه سبخة النعامة ،شط الشرقي ،وبعض الضايات المتفرقة ،و تتميز بالتعرج وبالجريان الظرفي،
المتزامن مع الفترة الممطرة ،كما أن سرعة الجريان بها تتناسب طرديا مع شدة تساقط األمطار.
أهم هذه األودية:
*واد خبازة :يُعتبر األطول بالمنطقة ،مسلكه باتجاه سبخة النعامة ,وله رافدان رئيسيان.
*واد كريمة :يمتد على طول 7كم عبر عين بن خليل ,ويغذي ضاية عبود و سبخة النجوة.
* واد الدفة :يتلقى مياهه من السفوح الجنوبية لجبل كسال و جبل الطرف ،تلتقي المسيالت في واد رئيسي شرق
مدينة البيض ث ّم يغير مجراه نحو الشمال ليلتقي بواد آخر يسمى واد مريرس.
*واد العنبة :له رافدان هما واد البيض وواد مريرس ،و يصب في الشط الشرقي.
*واد القراقيس :يتلقى روافده من مسيالت جبل مقرس ،ويتجه شماال إلى الشط الشرقي.
*واد الجوف :يبدأ من أعلى قمة جبل كسال(7449م) ،يخترق منطقة استيتن وينتهي كغيره من أودية المنطقة
إلى الشط الشرقي.
باالضافة إلى هذه األودية توجد مجموعة أخرى من المجاري والشعاب التي تنتشر حول السبخات والضايات
المميزة للطابع المرفولوجي العام للمنطقة ،الكثير المنخفضات.
-الشطوط والضايات:
أهمها شط الشرقي ،شط الغربي ،و سبـخة النعامة و هي عبارة عن أحواض طبيعية ذات تصريف داخلي
لمجموع األودية والشعاب التي تمثل أحواضها السفحية (الخارطة رقم .)42
-59-
الخارطة ( :)42توزيع أهم الموارد المائية السطحية عبر واليات الغرب الجزائري.
ش
والية تلمسان
والية سعيدة
والية سيدي
بلعباس
شط الشرقي
والية األغواط
سبخة النعامة
المملكة
المغربية
والية
والية غرداية
بشار
-60-
من خالل دراستنا للمياه السطحية للمنطقة نالح أن األودية ظرفية الجريان وأن الحواجز التلية الموجهة
لحصر الماء قليلة جدا ،فيما تمثل الضايات القليلة بالمنطقة ،حواجز طبيعية تُستغل عادة كمشارب للماشية
(صورة .)47
أما الشطوط و السبخات ،و اللتي تمثل أكبر المجمعات المائية الطبيعية ،على مستوى كل من واليتي البيض
والنعامة ،فإنها هي األخرى غير مستغلة في الري لعدم صالحيتها ،وأن االعتماد كله واقع على المياه الجوفية
الشروب. بالماء السكنية المجمعات تزويد وكذا المسقية، الزراعة احتياجات تغطية في
أما بالنسبة للمنشآت المائية الكبرى من حواجز تلية وسدود ،فمعظمها كان من نصيب والية البيض ،نظرا
لمرفولوجيت ها المساعدة على ذلك ،حيث تنتشر السدود الصغيرة على مستوى عدة بلديات لعل أهمها؛ الخيثر،
الشاللة ،بوسمغون ،فضال على الحواجز التليّة المنتشرة ببلديات البيض ،كاف لحمر،رقاصة،و استيتنن.
-61-
أمـــا من الجانب الغربي لمجـال الدراســة
(والية النعامة) ،فنجد أن المرفولوجيا
المنبسطة تفرض نفسها أيضا ،ولكن بعدم
السماح ألي من مظاهر تجميع المياه ،ما عدى
بعض المنشآت النـــادرة جدا ،والتــي من
أهمها؛ السد الصغير لـ تيوت ،والحاجز التلي
بـ صفيصيفة ،غرب عين الصفراء(صورة
.)42
الصورة (رقم ) 42 :حاجز تلي بمنطقة صفيصيفة
(جوان )7447
-62-
/0-0 )IIالمصادر المائية الجوفية" :غطاءات جوفية هامة ،لكن ضعيــفة التجديد"
تتربع السهول العليا الغربية على احتياطي جوفي معتبر ،وتتوضع الغطاءات المائية الجوفية خاصة على
مستوى شط الغربي شمال غرب والية النعامة ،وشط الشرقي إلى شمالها الشرقي ،إلى جانب غطاءات مائية
أٌخرى على مستوى التقعر بين تيوت وعين الصفراء ،وجنوب والية النعامة ،وكذلك على مستوى البيض
ولبيض سيد الشيخ ،زيادة على الغطاء المائي الجوفي لـ بريزينة إلى الجنوب الشرقي من والية البيض.
هذه المياه مستغلة عن طريق اآلبار التقليدية ،اآلبار العميقة ،وحتى المنابع والعيون ،وهي ذات صبيب متباين.
كما تجدر اإلشارة إلى أن ما يزخر به جوف والية النعامة أكبر بكثير مما تتوفر عليه والية البيض ،على
اعتبار أنهما يوفران على التوالي؛ 079.09مليون متر مكعب ،و 79.20مليون متر مكعب خالل السنة ،وهو
ما يعكس ميدانيا العدد الكبير لآلبار العميقة (التابعة لمصالح الري) ،والتي بلغ عددها سنة ،7444حوالي 02
بئر عميق ،فيما بلغ عددها بوالية النعامة 070بئر عميق خالل نفس السنة.
وقد انتشر حفر اآلبار العميقة بشكل الفت ،مع اتساع عمليات اإلستصالح الزراعي ،المعتمدة أساسا على الماء،
خاصة في إطار المخطط الوطني للتنمية الفالحية (منذ سنة ،)7444الساعي إلى توفير بئر لكل مستثمرة!!...؟،
مما أدى إلى انتشار مئات اآلبار العميقة المجهزة بالمضخات ،خاصة مع تقدم مشروع اإلنارة الريفية ،إلى
جانب العديد من اآلبار الرعوية ،المعتمدة على الطاقة المتجددة.
الصورة ( :)40بلدية عين بن خليل -والية النعامة- الصورة ( :)47بلدية البيض -والية البيض-
-63-
-0 )IIالجانب المناخي " :مناخ جاف ذو شتاء رطب"
بحكم موقعها ومرفولوجيتها ،تتعرض المنطقة السهبية إلى فترة إشماس طويلة وشديدة ،تسجل على إثرها
درجات حرارة مرتفعة صيفا ،في حين تصل حرارة الشتاء إلى ما دون الصفر بسبب االرتفاع الكبير لموضع
المنطقة وبعدها عن سطح البحر( 724كلم خطي).
إما التساقطات بمنطقتنا السهبية ،فال تتعدى 774ملم سنويا ،وذلك لتوضعها الداخلي ووجودها خلف الحاجز
الذي تشكله سلسلة األطلس التلّي ،أمام السحب والتأثيرات المتوسطية ،فيما تمنعها جبال األطلس المغربي،
تأثيرات المحيط ،وتُشكل فراغات ما بين جبال أطلسنا الصحراوي ،أروقة تسمح بتلقيها المباشر للتأثيرات
الصحراوية.
يسود المنطقة السهبية المدروسة مناخ قاري شديد البرودة شتاءا ،ذو فصلين متباينين األول رطب و يمتد من
شهر ديسمبر إلى شهر مارس ،والثاني حار و جاف ويشمل باقي أشهر السنة.
الطابع المميز لهذا المناخ هو أنه غيرمنتظم وذو تساقط ضعيف ،مع مـدى حراري كبير و امتداد فترات
الصقيـع ( أكثر من 74يوما) ،باالضافة الى الرياح الشمالية الغربية القوية.
تمثل التساقطات ،المورد الوحيد للمياه بالمنطقة السهبية ،ذلك ألنها تُغذي الضايات والغطاءات الجوفية-
ولوبشكل ضعيف جدا ،-فضال عن السبخات والشطوط ،وبالتالي فإنها تمثل أساس الزراعة البعلية والمسقية.
من خالل دراسة التساقطات للفترة( )7440-0220لمحطة النعامة ،يتبين لنا أن معدل التساقط السنوي للفترة في
حدود 700ملم فقط ،تتوزع نصف كميتها على الفترة " نوفمبر -فبراير" ،فيما يهطل النصف اآلخر خالل
الثمانية أشهر الباقية (الجدول 47و الشكل .)40
-64-
الجدول رقم ( :) 20توزيع كميات األمطار المتساقطة خالل الفترة – 7440-0220محطة النعامة.
معدل الفترة-ملم)7440-0220(- األشهر
72 جانفي
79 فبراير
27 مارس
00 أبريل
02 ماي
00 جوان
49 جويلية
04 أوت
07 سبتمبر
02 أكتوبر
07 نوفمبر
72 ديسمبر
700 المجموع
المصدر:الديوان الوطني لألرصاد الجوية-وهران-
20
10
0
األشهر
جو
أو
أ
دي
ف
أ
بر
كتو
بر ا
سم
ت
يل
ان
ير
بر
بر
كما تتساقط الثلوج على منطقة السهول العليا الغربية عادة خالل شهري ديسمبر وجانفي على الخصوص ،ولكن
دون أن تسجل تأثيرات بيولوجية كبيرة على نباتات المنطقة ،بينما تتأثر هذه األخيرة بشكل كبير جدا بالبرد.
حيث نجد أن %22من البرد المتساقط خالل السنة ،يتوزع خالل شهري نوفمبر و أبريل ،وهي األشهر الممثّلة
ألهم مراحل الموسم الفالحي ،ويتعدى تأثيره حتى على النباتات الطبيعية األشد مقاومة لقسوة المناخ.
-65-
وبالتالي فإن التساقطات بالمنطقة السهبية المدروسة قليلة ،و فجائية ومتذبذبة ،فضال على كونها غير متساوية
التوزيع مجاليا (الخارطة)49 :
راس الماء
000000000000
444444444000000 333333000000000000
الخيثر
0000000000
333333333000000
000
الشرقي شط
222222222000000000000000
البيض
0000000000
444444444000000
المملكة المغربية
000000
4444444440000000000
المشرية
000000000 000000
333333333000000000 222222222000000000000
33333300000
000
000
0000000000
444444444000
النعامة
00000
00000
333000
33333333300000000000
00000
22222222200000000000
00000 00000
22222222200000000000 44444444400000000000
44444400000
000
000
0000000000
333333333000
المفتاح:
عين الصفراء
00000 33
3
3 30
33
3300
0000
00
000
000
00
0
النطاقات المتساوية التساقط:
44444444400000000000
0000000000000
744 - 044ملم في السنة.
00000000
22222222200000000 222222222000
044 - 244ملم في السنة.
244 - 744ملم في السنة.
744 - 044ملم في السنة.
الحدود الدولية.
شطوط.
المصدر :الوكالة الوطنية للموارد المائية )0222( ANRH
-66-
/0-0 )IIالحرارة " :مدى حراري كبير ،و شتاء تصل حرارته إلى ما دون ْ 20م تحت الصفر"
يتأثر توزيع الحرارة بعامل القرب أو البعد عن البحر و بالطبيعة السهلية و الجبلية التي تُأثر بشدة على
خصائص التوزيع الحراري لمساحة السطوع ومدة اإلشماس ،ففي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة
إلـــــــــى ما دون ( 7-م) في مجالنا المدروس ،وحسب العشرية المدروسة نالح أن متوسط الحرارة يتذبذب
بين 0و 79م ،في حين يصل المدى الحراري الى 79م خالل شهر جوان.
الجدول رقم ( :)20دراسة درجات الحرارة خالل الفترة –7440-0220محطة النعامة:
الحرارة المتوسطة الحرارة القصوى الحرارة الدنيا األشهر
40 02 47- جانفي
42 74 40- فبراير
00 70 40- مارس
00 72 40 أبريل
02 22 42 ماي
77 29 04 جوان
79 22 07 جويلية
72 29 00 أوت
77 27 2 سبتمبر
00 72 47 أكتوبر
04 72 47- نوفمبر
42 02 40- ديسمبر
المصدر:الديوان الوطني لألرصاد الجوية-وهران .
الشكل رقم 47 :تغيرات درجات الحرارة للفترة 7440-0220لمحطة النعامة:
Série1
الدنيا
20
القصوى
Série2
10 المتوسط
Série3
0
-10
جو
ف
أو
أ
أ
دي
كتو
بر
برا
سم
ت
يل
ان
ير
بر
بر
األشهر
-67-
أما معدل الحرارة السنوي بمنطقتنا هذه ،فيسجل حوالي 07مئوية ،تتوزع على معظم أرجاء المنطقة ،كما هو
موضح في الخارطة رقم .42
°°°
°°° 111111555555°°°. الخيثر
111444444°°°
°°°
111111555555°°°
الشرقي شط
شط الغربي
النعامة .
المملكة المغربية
74 04 4كلم السلم:
ش 00مئوية. - 02
الخطوط المتساوية التساقط. °°
1155
الحدود الدولية.
-68-
/0-0 )IIدراسة معايير الجفاف " :فصل جاف يشمل ثالثة أرباع أشهرالسنة "
الهدف من دراسة هذه المعايير المناخية هو تبيان جفاف أو رطوبة أشهر السنة ،وتقسيمها للحصول على
تصنيفات باإلعتماد على بيانات الحرارة ،التساقط ،وحتى النتح و التبخر.
الجدول رقم ( :)20المعدالت الشهرية للتساقط والحرارة خالل الفترة – 7440-0220محطة النعامة.
متوسط الحرارة( م) متوسط األمطار(ملم) األشهر
40 72 جانفي
42 79 فبراير
00 27 مارس
00 00 أبريل
02 02 ماي
77 00 جوان
79 49 جويلية
72 04 أوت
77 07 سبتمبر
00 02 أكتوبر
04 07 نوفمبر
42 72 ديسمبر
المصدر:الديوان الوطني لألرصاد الجوية -وهران-
من خالل مالحظة بيان الرطوبة و الجفاف(الشكل ،)42يمكننا تحديد فترتين متباينتين:
-69-
-الفترة األولى جافة على امتداد ثمانية أشهر( أبريل -نوفمبر) وتمثل فترة العجز الفالحي ،حيث يبلغ معدل
ملم. 00 دون ما إلى التساقطات تنحصر بينما ْ 79 بها الحرارة
-الفترة الثانية رطبة ،باردة وقصيرة ،تشمل األشهر :ديسمبر ،جانفي ،فبراير ،ومارس ،و تتلقى خاللها %70
من مجموع التساقط السنوي.
إنطالقا ُ من شهر ماي و إلى غاية شهر أكتوبر ،ترتفع درجة الحرارة إرتفاعا كبيرا يشتد معه النتح والتبخر،
وتتجلى مرحلة العجز المائي ،أو الخسارة الفالحية ،حيث األمطار تكاد تنعدم وتنحصر الرطوبة النسبية في
حدود %74فما دون ذلك.
60 30
55
50 25
45
40 20
التساقط ( ملم)
الحرارة ( ْم)
35
30 الفصل الجاف 15
25 (فترة العجز المائي)
20 10
15
10 5
5
0 0
سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر أوت جوان جويلية ماي أبريل جانفي فبراير مارس
الحرارة متوسط
متوسط التساقط التساقط متوسط
متوسط الحرارة
-معيارL. Emberger:
هذا المعيار يأخذ بعين اإلعتبار ،التساقطات السنوية وفارق درجات الحرارة القصوى والدنيا ،على امتداد السنة.
-70-
إن الهدف من دراسة هذا المعيار هو تحديد النطاق البيومناخي الذي تنتمي إليه المنطقة السهبية المدروسة ،وقد
اعتمدنا في ذلك على المعطيات المناخية لمحطتي النعامة والمشرية لتوسطهما مجال الدراسة ،وللنقص
الحاصل في المعطيات الخاصة بمحطة البيض.
Q2
200
190 النطاق
180 البيومناخي
الرطب
170
160 أعلى النطاق
شبه
150 الرطب
140 متوسط
130
رطب 120 أدنى
110
الجزائر
100 العاصمة
النطاق
90 شبه
80 تلمسان الجاف
70
شبه الرطب
60
النطاق
50 الجاف
40
شبه الجاف
30 المشرية
20 النعامة
جـــاف 10 النطاق الصحراوي
صحراوي بشار
-71-
من خالل الشكل ( ،) 40يتبين أن المنطقة السهبية المدروسة تنتمي إلى النطاق البيومناخي الجاف عموما ،فيما
تتوضع محطتي المشرية و النعامة ،ضمن النطاق الجاف األعلى ،والنطاق الجاف المتوسط على التوالي ،إال أن
باقي المحطات ال يمكن تحديدها من خالل هذ التمثيل لنقص المعطيات ،وبالتالي ومن أجل توضيح الصورة أكثر
لجأنا إلى خارطة النطاقات البيومناخية التالية:
سعيدة
العريشة الخيثر
البيض
المملكة المغربية
عين بن خليل
المشرية
النعامة
المصدر: المفتــــــاح:
مستخلص من خارطة النطاقات
البيومناخية للحوض المتوسطي. نطاق بيومناخي شبه جاف
UNESCO. FAO.0220 نطاق بيومناخي جاف أعلى
نطاق بيومناخي جاف متوسط
السلم: الشمال نطاق بيومناخي جاف أدنى
24 07كلم 4 ذو شتـــــــاء :
رطـب بارد
-72-
وبالتالي تبين أن منطقة السهول العليا الغربية ،تتوزع على أربع نطاقات بيومناخية كما يلي:
-النطاق شبه الجاف :يشمل المرتفعات الجبلية لألطلسين التلي و الصحراوي.
-النطاق الجاف األعلى :يمتد على معظم المساحة السهبية ،خاصة الجزء المنتمي لوالية النعامة.
-النطاق الجاف المتوسط :يغطي شمال والية البيض ،وغرب عين الصفراء.
-النطاق الجاف األدنى :يشمل جنوب البيض ،وبعض األجزاء شمال عين الصفراء.
شهدت المنطقة السهبية تدهورا متسارعا لغطائها النباتي ،نظرا لطول فصلها الجاف ،زيادة على تعرضها لرياح
متباينة من حيث الش ّدة ،الم ّدة واالتجاه وحتى درجة الحرارة ،ويرجع السبب في ذلك الى وجود هذه المنطقة
السهبية بين ضغط جنوبي مرتفع (الضغط الجوي الصحراوي) وضغط شمالي منخفض ( الضغط الجوي
لمنطقة البحر المتوسط) ،مما يفرض عدم االستقرار من حيث الزوابع الرملية المتكررة ،والتي تكون أحيانا
عنيفة مثلما حدث سنة ،0229أين تعرضت المنطقة السهبية لهبوب رياح قوية بلغت سرعها 007كلم /سا،
تسببت في تكرار زوابع رملية على امتداد 00يوم عاصف ( الصورة رقم.)42 :
-73-
الصورة(:)42
الزوابع الرملية التي تعرضت لها المنطقة السهبية سنة ( 0229المشرية)
المصدر :جمعية حماية البيئة -بلدية المشرية )7440( -
أقسام الرياح:
تنقسم الرياح من حيث الفاعلية إلى قسمين:
-الرياح الهادئة :هذه الرياح ال تُؤثر تقريبا على الوسط الطبيعي ،وسرعتها التي ال تتعدى 40م/ثا ،التمكنها
غالبا من نقل حُبيبات الرمل عن مواضعها.
-الرياح الفعّالة :سرعتها تساوي أو تفوق 40م/ثا ،ولها آثار واضحة ضمن أروقتها لقدرتها على تحميل الرمال
من مكان آلخر ،إالّ أن هذه القدرة الناقلة تتأثر بشكل مباشر بسرعة الرياح الفعّالة ،والتي تنقسم إلى أربعة فئات،
حسب تقسيم " :" Callot Y. , 1987
-الفئة األولى :سرعتها من 40إلى 42.2م/ثا.
-الفئة الثانية :سرعتها من 49إلى 00.2م/ثا.
-الفئة الثالثة :سرعتها من 07إلى 07.2م/ثا.
-الفئة الرابعة :سرعتها أكبر أو تساوي 00م/ثا.
-الرياح الفعالة في منطقة السهول العليا للجنوب الوهراني "دراسة حالة المشرية":
من خالل الدراسة التي أجراها "بـ .محبوبي "0229.حول الرياح الفعالة بمنطقة المشرية للفترة ،0220-0297
يمكننا استخالص مايلي:
ـ تأثيرات الرياح الفعالة:
تسود المنطقة الرياح الغربية بمعدل %74.42من مجموع المالحظات ( أي االتجاهات المسجلة كما هو مبيّن
في الشكل ،)47تليها الرياح الغربية الجنوبية الغربية ،والرياح الشمالية الشمالية الغربية بنسبة تردد،%2.0 :
و %2.4على التوالي ،هذه الرياح الفعالة تشتمل على الفئات األربعة المذكورة سابقا ،إالّ أنّها أقل تأثيرا من
الرياح الغربية السائدة.
-نظام الرياح الفعالة:
تتوزع هذه الرياح حسب الفترات كما يلي:
-74-
-شهري أوت و سبتمبر :يكون اتجاه الرياح خاللها من غربية جنوبية غربية إلى غربية.
-من شهر سبتمبر إلى شهر أبريل :اإلتجاه يتغير خاللها من شمال شمال غرب إلى اتجاه الشمال.
-شهري جوان و جويلية :تسودها الرياح الشمالية خالل شهر جوان ،لتصبح شمالية شمالية شرقية في شهر
جويلية.
الشمال
الغرب الشرق
الجنوب
المفتاح:
سرعة الرياح من 40إلى 42.2م/ثا
سرعة الرياح من 49إلى 00.2م/ثا
سرعة الرياح من 07إلى 07.2م/ثا
السلّم:
74 4مالحظة سرعــــة الريـــــاح أكبر من 00م/ثا
-قدرة التنقل به عالية ،تصل إلى 79244.49وحدة شعاعية ،مما يعني أن المنطقة تتوضع ضمن أروقة
الرياح.
-75-
-اإلتجاه الحاصل حسب هجرة الرمال هو 792شماال ،أي أنه بين اتجاه شمال غرب و اتجاه غرب شمال
غرب ( الشكل .)40
وهذا يعني أن الرياح السائدة هي الرياح الغربية ،وأن المنطقة السهبية المدروسة تتوضع ضمن األروقة
الرئيسية لرياح الزوابع المحملة بالرمال.
الشكل ( :) 40وردة التنقل الكامن للرمال في منطقة المشرية
للفترة (0220-0297عن محبوبي.ب )0229
الشمال
الغرب الشرق
المفتاح:
معامل الهجرة CT
74 السلّم4 :
طاقة الهجرة MR
الجنوب
وحدة شعاعية
أن هذه الرياح التي تتعرض لها المنطقة السهبية تُغير من سرعتها و اتجاهها بشكل
الجدير بالذكر أيضاّ ،
ُمفاجيء،خالل الفصول ،األشـهر ،األيـام ،وحتى فترات اليـوم الواحد ،خاصة من خالل حركة ذهاب-إياب.
السيروكو:
السيروكو من الرياح الموسمية الساخنة المجفّفة ،اآلتية من الجنوب .تهب هذه الرياح على المنطقة لمدة ثمانية
أيام خالل السنة ،تتركز معظمها ( أكثر من )% 74بين جوان و سبتمبر.
-76-
الجدول رقم ( : )20توزيع التكرارالشهري لرياح السيروكو خالل سنة (7440محطة النعامة):
مارس
فبراير
أكتوبر
أوت
سبتمبر
أبريل
جويلية
ماي
جوان
جانفي
نوفمبر
ديسمبر
المجموع األشهر
9.0 4.0 4.0 4.0 0.4 0.0 7.4 0.4 4.0 4.7 4.2 4.0 4.7 األيام
المصدر:محطة األرصاد الجوية-النعامة -7440
-77-
إذا جمعنا المساحة الزراعية إلى جانب الغابات واألراضي الغير منتجة ،يتضح أن هناك حوالي 07مليون
هكتار،عبارة عن مساحة نباتية تمثل المراعي.
يسود هذه المساحة نبات الحلفاء التي تشغل حوالي 0مليون هكتار ،متبوعة بنبات الشيح الذي يتربع على
مساحة 42مليون هكتار ،تلي ذلك السنغاء و القطفة بمساحة 7مليون هكتار و 0مليون هكتار على التوالي،
والباقي عبارة عن خليط من األنواع النباتية األخرى.
/0-0 ) IIIأهم نباتات الرعي للمنطقة.
-78-
من المالح أيضا وجود أنواع مشتركة في التغطية المجالية كما هو الشأن بالنسبة لنباتي الحلفاء و السنغاء على
مستوى منطقة توسمولين.
-79-
شط الشرقي
% 02
البيوض
% 02
المشرية
% 02
-80-
إلى جانب هذه النباتات العشبية السهبية ،تنموا بالمنطقة شجيرات قصيرة منها:
). « Atriplex » (Atriplex salsola tetrandra -القطفة
). « Le jujubier » (Ziziphus lotus -السدر
-الصمغ. « Le gommier » (Acacia radiana) .
نظرا للتقلبات الحرارية و تذبذب األمطار ،أدى الجفاف المتزايد إلى تدهور الغطاء النباتي وضعف تماسك
التربة بفعل الحرارة المرتفعة وقلة التساقط ،األمر الذي سهل التعرية عن طريق الرياح و جعل من األمطار
الفجائية عامال كافيا النجراف التربة السطحية األكثر خصوبة نحو األودية و الضايات ،ضف إلى ذلك فقر
التربة عموما و االستغالل غير الرشيد للمراعي.
-81-
/0-0 ) IIIتراجع مساحة الحلفاء " :أكبر مؤشر على تدهور المجال السهبي"
تمثل الحلفاء أهم األنواع النباتية للمنطقة السهبية و أشدها مقاومة للجفاف ،وبذلك فان تطورها أو تدهورها
يكشف عن حال باقي مكونات الغطاء النباتي الطبيعي السهبي.
ففي سنة 0220بلغت مساحة الحلفاء في منطقة النعامة لوحدها حوالي 944 444هكتار لتصبح سنة 0227
في حدود 024 444هكتار ،أي أنه انخفض بنسبة % 74خالل 07سنة فقط (حسب دراسة للمعهد الوطني
للتقنيات الفضائية) ،أما اآلن وبعد انقضاء نفس المدة أو أكثر ،الحظنا ميدانيا (من خالل زياراتنا المتكررة)
وبتحليل صور األقمار الصناعية لمنطقة النعامة أن الحلفاء تكاد تختفي تماما باستثناء بعض المحميات ومنطقة
الحدود الدولية المحروسة ،في الوقت الذي تقلصت فيه نسبة التغطية لمساحة الحلفاء بوالية البيض من %24
في سبعينيات القرن الماضي ،لتصل اليوم إلى %7فقط .مما يوحي بحدوث تدهور حاد جدا.
األبحاث المجرات على هذا المجال ،والمتعلقة بدراسة ديناميكية الوسط الطبيعي ،بينت حدوث تحوالت خطيرة،
<<...فقد عرف الوسط الطبيعي أثناء تطوره مرحلتين :التسهيب والتصحير :
-التسهيب :La steppisation
هو عبارة عن تحول لطبيعة الغطاء النباتي ،بسبب نقص نسبة المادة العضوية في التربة ،والتغير في التركيبة
النباتية تدريجيا نحو الجفاف.
أسبابه األساسية هي نشاطات اإلنسان ،ولعل أهمها؛ الرعي الجائر ,و اقتالع النباتات الطبيعية واألحراش بحجة
. اإلستصالح.
عموما إذا قلنا أن التسهيب يمس الغطاء النباتي ،فإن التصحير يتعلق بالتربة(Bensouiah.R,.2003) >>.
-0 )IIIالعوامل األساسية ال ُمدهورة للمجال السهبي" :تركيبة طبيعية وسوسيواقتصادية غير متوازنة"
-82-
تدهور مراعي السهول العليا الجزائرية جاء كنتيجة حتمية لتفاعل نوعين من العوامل ،عوامل طبيعية مرتبطة
بالحالة العا ّمة للوسط الطبيعي ،وعوامل اجتماعية-اقتصادية وبشرية أدت في أغلب األحيان إلى استغالل
فوضوي لإلنسان لمحيطه ال ُمعاش.
المناخ السهبي يتميز بعدم اإلنتظام الزماني والمكاني ،ويمثل عقبة أمام التنمية في وسط ضعيف وشديد
الحساسية ،ومثالنا على ذلك الرياح القوية والعواصف الفجائية المحفزة والمسببة للتعرية بشكليها ،الهوائية
والمائية.
التربة السهبية معروفة بأنها هيكلية -قليلة العمق ،-ممثلة بطبقة سطحية قليلة السُّمك متوسطة الخصوبة ،ولكن
ناعمة جدا(سهلة التعرية) ،إلى جانب كم هام من العناصر األكثر حجما كالحصى والحجارة؛ والتي ال تملك
القدرة على احتجاز الماء ،مما يسرع تدهورها بسبب التعرية الهوائية و حتى المائية.
-83-
من خالل المعطيات الرسمية يتبين أيضا بأن معظم المراعي السهبية ،إما متدهورة تماما أو في حالة متقدمة من
التدهور ،وأن األرجاء التي تحتوي على مراعي جيدة ال تتعدى %07من إجمالي المساحة الرعوية السهبية.
ِعالوة على حوالي % 2.00من مساحة المراعي عبارة عن أراضي مالحة مقدرة بـ 724292هكتار ،إلى
جانب ما يقارب 72774هـ ،غطتها الكثبان الرملية بشكل كامل (الصورة رقم .)42
هذ ه النتائج من شأنها أن تعطينا فكرة أشمل على مدى ضعف النظام البيئي السهبي وحالة المراعي السهبية ،في
ظل هستيريا ورشات اإلستصالح الزراعي(الجدول .)42
-84-
/0-0 )IIIالعوامل ا جتماعية وا قتصادية:
أهملت العديد من األبحاث الجانب االجتماعي واالقتصادي ضمن دراستها للمحيط السهبي وتدهور الموارد
الطبيعية ،بي نما أثبتت التجارب والدراسات من خالل مشاريع التنمية في المناطق الهامشية مدى أهمية هذا
الجانب الحيوي في إنجاح المشاريع ال ُمنجزة.
وسنشير في هذه الفقرة من التحليل إلى بعض العوامل االقتصادية واالجتماعية األساسية المسؤولة عن تدهور
المراعي السهبية ،والتي بحكم مميزاتها نجد بعض عواملها أسبابا ونتائج لهذا التدهور في الوقت ذاته.
أما من خالل دراسة التوزيع المجالي للسكان فالمالح أن السكان المبعثرين ،مثلوا خالل اإلحصاء األول ،سنة
0200حوالي %29من مجموع السكن الموزع على السهوب ،لتنخفض النسبة إلى حدود %29فقط سنة
،0292أين اكت السكان في المدن والتجمعات السكنية وشكلوا %07من مجموع سكان السهوب.
<< هذا التراجع في عدد السكان المبعثرين و الرحل يُبين المدى الذي وصلت إليه درجة اإلستقرار في هذا
الوسط خالل السبعينات و الثمانينات،>> .(Boukhobza .M.,1982) ...
...ناهيك عن ما حدث خالل تسعينيات القرن الماضي ،بسبب األوضاع األمنية ،والتهديد المباشر الذي تعرض
له الم ّوالون والبدو ال ّرحّل نتيجة الفلتان األمني ،وبالتالي فإن استقرار الرحل كان نتيجة نهائية المتداد تقهقر
المجتمع السهبي.
هذا االكتظاظ الديمغرافي الذي تزامن مع ظاهرة االستقرار ،نتج عنه ضغط بشري كبير على الموارد الطبيعية
التي استغلها سكان المنطقة بشكل فوضوي محتوم ،أثر وبشكل كبير على النظام البيئي السهبي الذي اتسم بعدم
التوازن.
-85-
إلى جانب األثر البالغ للنمو الديمغرافي على تدهور المراعي السهبية ،نجد أن لتنامي عدد رؤوس الماشية
المسؤولية أيضا في هذا التدهور (الجدول رقم .)49 :
الجدول رقم ( : )29تطور عدد مواشي المراعي السهبية بين سنتي 0294و :0227
الجزائر المنطقة السهبية
المعيار عدد الرؤوس المعيار عدد الرؤوس السنوات
100 13 369 880 100 7 212 240 1980
103 13 739 100 101 7 333 330 1981
116 15 498 800 109 7 916 200 1982
132 17 701 840 127 9 188 050 1983
117 15 664 300 118 8 525 960 1984
117 15 659 570 109 7 931 850 1985
118 15 830 140 107 7 760 790 1986
121 16 147 890 113 8 218 080 1987
123 16 428 530 105 7 580 210 1988
129 17 316 100 102 7 426 810 1989
132 17 697 700 107 7 776 280 1990
126 16 891 180 116 8 403 030 1991
132 17 722 780 122 8 868 890 1992
139 18 664 640 126 9 136 470 1993
133 17 841 840 105 7 614 340 1994
129 17 301 560 153 11 071 548 1995
المصدر)Bensouiah.R ,.2003 ( :
إرتفع عدد الماشية في أرجاء الجزائر بين سنتي 0294و 0227من 02مليون إلى 02مليون رأس أي بمعدل
زيادة حوالي 797ألف رأس في السنة ،وبالمقابل ارتفع عدد أغنام المنطقة السهبية في نفس الفترة من 42إلى
00مليون رأس ،أي بحوالي نفس النسبة تقريبا ،نسبة الزيادة هذه كانت متفاوتة ومتذبذبة خالل هذه السنوات
،إال أن أهمها ما سجلته عدد الرؤوس السهبية كان خالل سنة 0227أين بلغت ،%072نظرا لتحسن الظروف
المناخية نسبيا ،وما ترتب عليه من زيادة في العشب الطبيعي.
-86-
كما يبدوا من خالل هذا الجدول ،أن تطور عدد رؤوس الماشية السهبية يتأثر مباشرة بهذه الظروف ،فتبعا
للسنوات ال ِعجاف التي عاشتها المنطقة خالل الثمانينات سجل عدد الرؤوس تراجعا واضحا ،بينما عادت الزيادة
الطبيعية إلى الظهور بمجرد زيادة معدل التساقطات.
كما <<..يرجع النمو السريع للمواشي السهبية إلى:
-المحافظة على نمو ديمغرافي كبير.
ضعف إمكانية توفير مناصب شغل.
ُ -
-الطلب الدائم والمتزايد على اللحوم الحمراء (الغنم).
-المردود الضخم لتجارة الماشية في هذه المناطق السهبية ،لتوفيرها المجاني للمراعي.
-ووفرة العلف المستورد( لزمن طويل) بأسعار ٌمخ ّفضة( Bedrani.S .,1994).>>..
ظهر لهذا التزايد في أعداد الماشية خالل الثمانينات ،آثار سلبية بالغة األثر على المراعي السهبية ،أهمها:
انخفاض سعة استيعاب السهوب لعدد رؤوس الماشية ،إلى ((Le houerou H.N., 1985
<< ..الرُّ بع>>.
أما اآلن وبعد مضي أكثر من عقدين من الزمن على ذلك ،حيث زادت حدة التصحر و التدهور ،فإن المراعي
السهبية التي كانت ال تكفي ربع العدد الموجود من الماشية المتزايدة ،تخضع حاليا الستغالل مفرط ،ال مسبوق.
فـ <<..معظم المنطقة السهبية تشهد استهالكا مفرطا لمراعيها وذلك يعتبر العامل األكثر إتالفا للغطاء النباتي
الدائمي ،وأهم عوامل التصحر خالل العشريتين الماضيتين. (Aidoud .A.,1994)>>.
إضافة إلى ذلك << ..تكتسح األعداد الهائلة من الماشية المراعي المتدهورة ،محطمة بحوافرها بقايا الغطاء
النباتي وسطح التربة ،ما يجعلها أكثر صالبة وأقل نفاذية للماء ،كما يُسهّل الجريان السطحي و يس ّرع التعرية
السطحية( Bedrani.S .,1994)>>.
وبالتالي فإن المراعي السهبية تتحمل -على
األقل -أربعة أضعاف طاقة إستيعابها
للماشية ،مما أنتج ضغطا حيوانيا شديدا على
باستمرار. تتقلص رعوية مساحة
-87-
-0/0-0 )IIIمشاريع زراعية ها ّمة على مراعي سهبية حساسة:
تزامن النمو الديمغرافي المتسارع واالستقرار المتواصل للرُّ حّل ،مع غياب آليات االستثمار في القطاعات
اإلقتصادية عدى الفالحية منها ،مما نتج عنه تنامي الضغط على الموارد المتوفرة"األرض ،الغنم".
فـ" ...خالل عقدي السبعينات والثمانينات ،عرفت المنطقة السهبية تزايدا ملحوظا في عدد السكان مع عجز
المنطقة على توفير فرص جديدة لطالبي العمل ،مما دفعهم إلى التركيز على النشاط الوحيد المتوفر والذي
يُتقنونه بالوراثة ،فلم يجدوا أسهل من تربية الماعز والشياه على أجزاء رعوية من السهوب الشاسعة".
)( Bedrani.S,1994
من جهة أخرى ،وفي إطار تغطية النقص الغذائي للماشية"العشب" نظرا للجفاف ،توجه مربوا الماشية من
فالحين و موالين في هذا الوسط السهبي إلى تبني الزراعة الواسعة -الحبوب -بعد اقتالع األنواع النباتية
الطبيعية الدائمية والمتأقلمة مع الوسط والمناخ ،ثم حرث هذه المساحات ذات التربة الهيكلية الرملية والطبقة
الزراعية الرفيعة جدا ،وهي عمليات ممنوعة بنص القانون ،وقد أدت عمليات الحرث العشوائي هذه ،إلى تزايد
حدة التدهور بفعل عوامل التعرية .
-88-
و في هذا الصدد بلغت المساحة الممنوحة في إطار قانون "الحيازة على الملكية العقارية لألرض الفالحية "
سنة 0222حوالي 042.042هكتار في المنطقة السهبية وهي بذلك مثلت %77من المساحة اإلجمالية الموزعة
على كامل التراب الوطني في نفس اإلطار ،حسب إحصائيات وزارة الفالحة.
أما فيما يتعلق بأثر االستغالل الزراعي ،في تدهور المجال السهبي ،فنسجل عامالن رئيسيان يميزان الزراعة
الواسعة السهبية (الممنوعة أصال):
-التوجه إلى الزراعة الواسعة (البعلية) بالتوازي مع تدهور أو حتى اختفاء بعض المراعي.
-نوع العتاد المستعمل؛حيث أن تقنية الحرث المتبناة في حد ذاتها من محفزات التعرية ،ألن استخدام المحراث
ذو الصفائح من أجل حرث سطحي لتغطية البذور الملقاة على أرض غير مهيئة ،بسبب مرور العتاد واآلالت
الضاغطة وبقوة على األفق السطحي للتربة ،ال يسمح أبدا باسترجاع مؤهالتها البنيوية ،زيادة على انتشار عدد
كبير جدا من الشاحنات التي تشق على مستوى المراعي -وباستمرار -مسالك ثانوية بشكل فوضوي مما زاد
من تدهور المساحة الرعوية (الصور 07:و .)02
بلدية عين بن خليل -والية النعامة (ماي )7447 بلدية الغاسول -والية البيض (أبريل )7442
كما أن انتشار استعمال هذه الوسائل المختلفة من شاحنات كبيرة وصغيرة ،ساهم في نقل الغنم من مكان آلخر،
حيثما ُو ِجد العشب الطبيعي ،وقد ساعد الموالين في ذلك توفر الهواتف النقالة ،واستعمال الصهاريج المائية
المنقولة بالشاحنات ،وبالتالي استُ ِغلت مجاالت أوسع وأبعد ،وبِكم حيواني أكبر(صور رقم .)07 ,00
-89-
الصورة رقم ( :) 00 ( : ) 07 الصورة رقم
مسالك كثيرة ومتشعبة ،استهلكت مساحات استعمال الصهاريج المنقولة و الشاحنات
هامة من المراعي السهبية. لنـقل الغنــم ألبعــد المراعــــــي ،طلبا للعشب.
-بلدية البيوض (جوان .- )7447 -بلدية عين بن خليل (جوان - )7447
هذه السلوكيات ساهمت في استغالل مفرط للمراعي ،وفي شق مسالك كثيرة لعدة اتجاهات ،بهدف الوصول إلى
المراعي المطلوبة ،مما أدى إلى استهالك مساحات رعوية مهمة ،باعتبار أن المساحة التي تشغلها المسالك
المستخدمة من طرف الشاحنات ،تعتبر مساحات غير منتجة-مؤقتا ،-وغير نفوذة لمياه الجريان ،بسبب تصلب
الطبقة السطحية منها و انضغاطها الكبير.
أ ّما صغار الموالين والرُّ عاة الرُّ حل ،فيعتمدون في الغالب على المراعي المحاذية لنقاط الماء ،أين تستقر خيامهم
لفترات طويلة ،وال يستطيعون االبتعاد عنها كثيرا طلبا للعشب ،مما يجعل مشهد األرض القاحلة أكثر وضوحا
حول الخيام ونقاط الماء.
-90-
-0 )IIIأثر الجفاف و التصحر على المنطقة السهبية:
/0-0 )IIIالجفاف والسنوات العجاف:
عرفت المنطقة السهبية عشريتين متتاليتين من الجفاف (السبعينات والثمانينات) ،تدهورت المراعي خاللها
بشدة ،ما دفع السلطات إلى تبني سياسة دعم الموالين بتوفير الكأل بنصف أثمانها الحقيقية ،أي بسعر 024دج
للقنطار بدال من 274دج آنذاك ،من أجل حصر الخسائر التي ُمني بها الرعاة ،وقد استمر ذلك الدعم إلى أواخر
الثمانينات ولكن بوثيرة متناقصة بسبب األزمة اإلقتصادية الخانقة التي عرفتها الجزائر مع مطلع .0290
إال ّ
أن الجدير بالذكر ،أنه رغم الجفاف الذي اجتاح المنطقة السهبية خالل تلك الفترة ،حافظت بعض المراعي
على جزء كبير من غطائها النباتيُ ،مقاومة بذلك الجفاف ،مع عدم اإلفراط في استغاللها من طرف الرعاة
الستفادتهم من الدعم الم وجه لهذا الغرض،أو لعدم تمكنهم من اختراق هذه المراعي ،ومن هنا نشير إلى أن
حقيقة التدهور الذي مس المراعي كان سببه األساسي الرعي الجائر واستنزاف التربة ،بينما بقيت المناطق
الممنوعة عن الرعي ( نقصد المنطقة الحدودية بين الجزائر والمغرب) ،شاهدة على صمودها أمام الجفاف،
باختالفها البيولوجي الكامل عن كل المجال المحيط بها على كال الجانبين ،سواءا أراضي الجمهورية أو أراضي
المملكة ،على حد سواء (الح الصور 02 :و .)09
صور القمر الصناعي تبين المنطقة الحدودية الدولية بين الجزائر والمغرب( ،جنوبي غربي والية
النعامة سنة ،)7447وهي تبين بوضوح كيف حافضت المنطقة الحدودية المحروسة على غطائها النباتي
المكون خاصة من الحلفاء ،في حين تدهورت وبوضوح المراعي المجاورة لها من كال البلدين.
فقد تعرضت السهول العليا الغربية الجزائرية لتغيرات خطيرة في بياناتها المناخية على غرار ما حدث في كل
ربوع الوطن ،إال أن حساسية الوسط زادت من حدة التأثر بهذا التغيير ،والذي توضح في االرتفاع المحسوس
في درجتي الحرارة والتبخر ،في حين سجلت كميات التساقط أدنى المستويات ،وهو ما نلمسه من خالل مقارنة
البيانات المناخية للثلث األول والثلث األخير من القرن الماضي.
-91-
فحسب بيانات الفترة ( ،)0222-0220و معدالت "سالتزار" للفترة ( ،)0229-0202يتبين أن أغلب
المحطات فقدت ما معدله 02ملم من التساقطات ،فيما سجلت درجات الحرارة ارتفاعا بـ 4.2مئوية.
الجدول رقم (: ) 29
مقارنة معدلي التساقط و الحرارة لمحطتى البيض و المشرية بين الفترتين )0229-0202(:و (: )0222-0220
الفترة الفترة
المحطة الوالية
()0222-0220 ()0229-0202
770.7 270 التساقطات (ملم)
البيض لبيض
00.0 02.2 الحرارة (د م)
709.0 722 التساقطات (ملم)
المشرية النعامة
00.0 07.2 الحرارة (د م)
المصدر(:حدايد م .)7440
كما أن دراسة قام بها األستاذ "حدايد م" حول تصنيف النطاقات البيوماخية حسب تساقطات الفترتين أعاله،
بينت أن المحطتان المدروستان انتقلتا إلى النطاق الجاف المتوسط (القريب من األدنى) أي أن متوسط التساقط
السنوي ،أصبح ينحصر بين 244-744ملم( ،الجدول .)04
الجدول رقم ( : ) 02النطاقات البيومناخية لمحطتى البيض و المشرية حسب معدل التساقط السنوي للفترتين
( )0229-0202و (: )0222-0220
محطة المشرية (والية النعامة) محطة البيض(والية البيض)
الـفـتـرة الـفـتـرة النطاق البيومناخي معدل التساقط
-0220 0229-0202 -0220 0229-0202 المتوسطي السنوي
0222 0222
شبه رطب 944-044
شبه جاف 044-044
270 أعلى 044-244
709.0 722 770.7 متوسط جــاف 244-744
أدنى 744-044
صحراوى 044 -
المصدر)Le houerou H.N، Claudin J, Poudget, M. ; 0222( ,Hadeid M ., 2006 :
-92-
/0-0 ) IIIتصحر المنطقة السهبية:
أدى التدهور المتواصل للغطاء النباتي والتربة وعوامل أخرى ،إلى حدوث تدهور طبيعي مركب و متسارع
في المنطقة السهبية ،مما أدى إلى بلوغ آخر و أخطر مراحل التدهور ،أال وهو "التـص ّحر".
حيث تبيّن وجود مناطق متدهورة بشكل تام " أي متص ّحرة" بنسبة % 0.0من المساحة السهبية المدروسة
من واليتي البيض و النعامة ،وهو ما يعني بلغة األرقام تصنيف ما ال يقل عن 024ألف هكتار ضمن
المناطق المتصحرة تماما (انظر الجدول .)00
بينما تمثل المناطق الضعيفة الحساسية تُجاه التصحر حوالي % 02.7فقط من المساحة الكلية أي حوالي 772
ألف هكتار من مجموع مساحة منطقة الدراسة ،أما الـ % 97المتبقية فتمثل مجموع المناطق المتوسطة
الحساسية و الحساسة و الشديدة الحساسية ،وهو ما يعني أن كل المنطقة تقريبا في مرمى التصحر.
جدول رقم ( : ) 00توزيع مساحات مراعي واليتي البيض و النعامة حسب حساسيتها:
المجموع البيض النعامة درجة الحساسية
772,090 27,920 000,077 المساحة (هـ) مناطق ضعيفة
02.7 0.4 02.2 النسبة ()% الحساسية
200,702 272,997 790,000 المساحة (هـ) مناطق متوسطة
77.2 72.0 77.7 النسبة ()% الحساسية
0,242,220 000,420 0,707,272 المساحة (هـ) مناطق
00.7 24.4 02.9 النسبة ()% حساسة
204,470 770,774 727,940 المساحة (هـ) مناطق شديدة
09.0 20.0 2.0 النسبة ()% الحساسية
024,722 22,490 20,742 المساحة (هـ) مناطق متدهورة
0.0 0.0 7.2 النسبة ()% تماما
المصدر)0220( CNTS.:
أما ميدانيا ،فالمشهد هو الشاهد ,ويتجلّى في بروز مناطق خالية تماما من العشب الطبيعي ،وأُخرى تعاني من
زحف الرمال التي اكتسحت المستثمرات و قطعت الطرقات وطمرت اآلبار والصهاريج ,بل وأخلت قرى
بكاملها من السكان ،بعد أن غرقت مبانيهم في الرمال وهو حال قرية "فوقارة" ببلدية لبيوض.
-93-
الصور( )74 ،02قرية فوقارة (القرية المهجورة) ،بلدية البيوض
المصدر :جمعية حماية البيئة -بلدية المشرية 7440-
حتى البساتين الحديثة النشأة لم تسلم من أمواج الرمال ،وال اآلبار وال الصهاريج ،وال حتى الطرقات المؤدية
إليها (الصورة.) 70 :
-94-
خالصة الفصل األول:
<<...من خالل دراسة المقومات الطبيعية للسهول العليا الغربية للجنوب الوهراني ،يتبين أن المنطقة ليست
شديدة الفقر ،وأنها تملك طاقات معتبرة من أجل تنمية مستقبلية للمنطقة ،لكن من خالل تحليل المميزات
البيوجغرافية ،يتضح أن المنطقة السهبية عبارة عن وسط حساس من المنظور الطبيعي وأنه ال يتحمل كثافة
سكانية كبيرة ،وال استغالل شديد للمقومات النباتية(.>> .حدايد م.) 7440 ,.
وإلدراك الرجل السهبي لهذه الحقيقة ،حاف على محيطه من خالل استخدامات حكيمة ،ساعدت الحياة السهبية
على التواصل لقرون ،لكنه ،وألسباب طبيعية وأسباب استعمارية وأخرى اختيارية ،وخالل قرن واحد ،تسبب
في تدمير النظام البيئي بصورة متسارعة و مستمرة ،جعلت من الوسط السهبي وسطا ه ّشا و شديد الحساسية،
الرتباطه المباشر بالمناخ ،النبات ،التربة ،و النشاط البشري.
فمناخ المنطقة السهبية قاري شبه جاف إلى جاف ذو شتاء رطب و صيف حار جاف ،أما التساقط فهو غير
منتظم وغير كافي ،إذ ال يُمكن من استغالل زراعي مكثف النحصاره دون 774ملم في السنة.
أما الحرارة فهي ذات مدى كبير( )79بين نهايتيها الصغرى و العظمى ،كما تعكس درجات الحرارة لهذه
المنطقة خصائص المناخ القاري و قسوة الشتاء.
وتكون الصقيع فمتوسط سقوط الثلج في السنة يتراوح من 00إلى
ُّ زيادة على ذلك تعرف المنطقة تساقط الثلوج
74يوم ،أما الجليد فيدوم حوالي 04إلى 04يوما خالل السنة وذلك على امتداد الفترة أكتوبر -ماي.
و على الرغم من أن المنطقة تقع على مستوى مرتفع ،إال أن درجة حرارتها تصل إلى 29و إلى 04درجة
أثناء هبوب رياح السيروكو الساخنة التي تتكرر من 49إال 04أيام خالل السنة و هي ذات اتجاهين جنوبية
وجنوبية غربية.
وقد زاد أثرها خالل السنوات األخيرة بسبب الجفاف وتدهور الغطاء النباتي ،أما الزوابع الرملية فتتردد أكثر
من 074يوم في السنة.
بالموازات مع هذه الظروف المناخية القاسية ،نجد أن الموارد المائية للمنطقة السهبية محدودة للغاية ،السطحية
منها مالحة في معظمها ،بينما الموارد المائية الجوفية تتعرض الستنزاف حاد عن طريق مئات اآلبار المنتشرة
بالمراعي السهبية ،و التي أُريد لها أن تكون محيطات للزراعة المسقية.
إن ارتفاع درجتي الحرارة والتبخر ،وتراجع كميات التساقط مع هذا االستغالل المفرط للماء في البستنة
ومختلف العمليات الزراعية ،أ ّدى وبشكل ُمبكر إلى انخفاض مخزون المياه الجوفية ،إلى مستويات حرجة ،في
ظل استراتيجيات و سياسات التنمية الحالية.
-95-
الفصل الثاني:
-96-
عرفت السهوب الجزائرية مع مرور الزمن تغيرات بطيئة لكنها كانت عميقة ،فقد مست المجال والمجتمع
على حد سواء.
هذه التغيرات جاءت نتيجة لعدة عوامل أهمها :الجفاف ،كسبب أساسي لكن بطيء الفعالية مقارنة بنشاطات
وممارسات السكان من بدو رحل ومستقرين ،ومشاريع التنمية وأشغال االستصالح الزراعي التي يعتبرها
المسئولون أكثر من ضرورة على الرغم من حساسية الوسط.
( Iالسكان:
بلغ عدد سكان الواليات المنتمية للسهول العليا الجزائرية حوالي 7.240.720نسمة حسب إحصاء سنة ،0229
مما يعني أن سكان هذا الوسط يشكلون % 74من مجموع سكان الجزائر ،و هو بذلك يمثل أكثر من ضعف ما
كان عليه خالل العشرين سنة األولى من اإلستقالل ،حيث انتقل من مليون نسمة سنة 0200إلى 7.7مليون
نسمة سنة ،0292ليصبح في حدود 0مليون نسمة خالل اإلحصاء األخير(.)0229
الجدول رقم ( :)00مقارنة تطور عدد سكان المنطقة السهبية ككل ،بإجمالي عدد سكان الجزائر :0292-0200
نسبة سكان السهول العليا الجزائرية عدد سكان عدد سكان السهول سنوات
إلى مجموع سكان الجزائر ()% الجزائر العليا الجزائرية اإلحصاء
% 49.72 07404444 0470222 0200
% 04.72 00209444 0227000 0222
% 04.22 72022444 7774742 0292
% 20.27 72044902 7240720 0229
المصدر :الديوان الوطني لإلحصائيات(اإلحصاء العام للسكان والسكن).
وال يرجع ذلك بالضرورة للزيادة الطبيعبة فحسب ،وإنما لظروف اجتماعية ،اقتصادية وأمنية فرضت على
معظم البدو الرُّ حل اإلستقرار ،فضال عن العوامل الطبيعية و البيئية التي ساهمت وال تزال في اتساع المجال
السهبي.
تتميز المنطقة السهبية أيضا بتباعد سكانها ،على الصعيدين المتجمع والمتشتت ،غير أن هذا األخير عرف
تراجعا لعدد السكان المبعثرين ،فقد انخفض من %29إلى %22بين سنتي ،0292-0200في حين لم يتوانى
السكان المتجمعون في التضاعف نظرا لالستقرار المستمر.
-97-
فقد<< ...تتابعت سلسلة إظطرابات مند قرن ونصف القرن ،جعلت الحال على ما هو عليه اآلن؛ بدءا بحصر
االستعمار السكان لمنعهم من الترحال ،وعدم اندماج المجتمع العشائري مع السياسة اإلستعمارية ،ثم بروز
الوسط الحضري ، (Couderc .R.,1975( >>.هذا االستقرار أدى إلى تراجع كبير في عدد السكان الرحل
الذي بلغ حسب اإلحصائيات حوالي 022270نسمة خالل العشرية .0292-0222
كما وجدنا ضمن سجالت إحصائيات السكان والسكن أيضا،أن حوالي %24من الرحل المعنيين بالتحقيق أبدوا
استعدادهم لترك الخيام واالستقرار في المدن ،أو التجمع بالخيام قرب المناطق الحضرية ،كما هو حال الرحل
بمنطقة بوقطب بوالية البيض (الصورة ،)77خاصة وأن واليتي البيض والنعامة تشمالن العدد األكبر من
الرحل ،و المتمثل في نسبة % 27من مجموع البدو الرحل عبر كل التراب الوطني.
الصورة ( :)77عشرات الخيام تحتل مناطق رعوية ُمحاذية لمج ّمعة بوقطب.
" إستقرار البدو الرُّ حل ،...بداية النهاية " – ( أبريل )7442
بعد ذلك واجه من بقي منهم – إلى جانب تدني المستوى المعيشي -مشكل الالأمن؛ مما دفع بمعظمهم إلى
االلتحاق بالتجمعات السكانية خالل التسعينات ،مواجهين بذلك نمطا معيشيا جديدا ،يعتمد على تنقالت محدودة،
ضمن مراعي تتدهور باستمرار.
-98-
/0- )0توزيع السكان حسب واليات السهول العليا الغربية سنة :0999
بلغ عدد سكان السهول العليا الغربية لوحدها سنة ،0229حوالي 0.027.709نسمة ،حسب بيانات المخطط
الجهوي للتهيئة والتعمير(البيض ،)7442يتوزعون على المجال السهبي بشكل متباين جدا(الجدول رقم.)02:
كما يبدوا من خالل المعطيات ذاتها ،أن منطقة السهول العليا الغربية تبدوا:
-أكثر حضرية ،بالنسبة لواليتي سعيدة وتيارت.
-ريفية بنسبة أكبر بكثير ،بالنسبة لوالية تيسمسيلت.
-وأنها سهبية بامتياز ،بالنسبة إلى واليتي البيض والنعامة على اعتبار أنهما تشمالن ثلث مجموع الرحل
على المستوى الوطني(،انطر الجدول .) 02
/0- )0تطور عدد سكان واليتي البيض والنعامة ضمن إطارهما العام:
وقد عرف عدد السكان إرتفاعا ملحوظا خالل سنوات اإلحصاء ،وكانت سمة التضاعف أكثر وضوحا ضمن
نتائج اإلحصاء األخير.
-99-
الجدول رقم ( :)00تطور عدد سكان واليتي البيض والنعامة ضمن إطارهما العام ( :)0229/0200
تطور عدد السكان السنوات
0229 0292 0222 0200 المنطقة
772202 072770 000220 20002 والية البيض
007000 002244 97777 04202 والية النعامة
0027709 0240207 209220 020002 السهول العليا الغربية
7240720 7774742 0227000 0470222 السهول العليا الجزائرية
72229720 72429207 00209444 07477444 سكان الجزائر
المصدر :الديوان الوطني لإلحصائيات(اإلحصاء العام للسكان والسكن).
-100-
- )IIسياسات وعراقيل التنمية في منطقة السهول العليا " :من مراعي متدهورة إلى حقول تجارب"
عرفت الجزائر المستقلة سياسات تنموية ع ّدة ،عمدت الدولة من خاللها إلى دعم المناطق الهامشية وتحسين
الظروف المعيشية لمختلف الشرائح واألرجاء،كمحاولة لتحقيق التوازن الجهوي بين أقاليم البالد.
منطقة السهول العليا من األوساط الريفية التي حضت باهتمام بالغ من طرف السلطات ،كيف ال وهي المنطقة
البينية الحساسة التي تفصل التل عن الصحراء ،والتي تُسجل تدهورا مستمرا على جميع األصعدة ،خاصة
الوسط الطبيعي ،وتدهورها هذا يهددها بالتصحر ،ويهدد مناطقنا التلية بفقدان توازنها البيئي أيضا.
ضرورة التدخل في هذا المجال ،فرضت على الدولة تطبيق ع ّدة سياسات سريعة ،وسن جملة من القوانين
ال ُمتسارعة ،التي أُنفق عليها الكثير ولم تُجدي نفعا ،فالسهول العليا التزال على هامش التّنمية ،وهنا يطرح
السؤال نفسه ،لماذا لم تنجح هذه السياسات؟.
فمنذ اإلستقالل وإلى غاية نهاية السبعينات ،إهتمت السلطات الجزائرية بالتوازن اإلقليمي ،وتجلى ذلك في
سلسلة المخططات الوطنية ال ُمعلنة ،زيادة على دعم المحدود للمشاريع الصناعية ،إلى جانب ع ّدة مخططات
محلية خاصّة ،والئية و بلدية ،لدعم التقدم الحضري لألقطاب الحضرية والصناعية الكبرى.
بعد ذلك أدركت السلطات مدى ضرورة إعادة اإلعتبار للمناطق المهمشة ،للحد من ظاهرة النُّزوح الريفي،
صدور ع ّدة قوانين تصب
وتجلى ذلك في إنشاء وزارة التخطيط والتهيئة العمرانية مع مطلع الثمانينات ،تاله ُ
لصالح الجماعات المحلية ،خاصة مع التقسيم اإلداري الجديد سنة ،0297وهكذا انتشرت عمليات التهيئة
وأُنجزت مشاريع كبرى في العديد من أرجاء البالد ،خاصة كبريات المدن ،معتمدة في ذلك على مداخيل
المحروقات الطائلة.
إال أن التراجع الكبير في أسعار المحروقات إنطالقا من سنة ،0290شكل عجزا ضخما وعقبة كبيرة في وجه
التنمية ،مما أرغم السلطات على التخلي عن بعض مشاريعها لنقص التمويل.
هذه األزمة انعكست سلبا على الظروف االقتصادية واالجتماعية للمواطنين بشكل عام ،ولسكان السهول العليا
بشكل خاص (بطالة ،فقر ،تهميش...مع ظروف طبيعية قاسية) ،معلنة عن أخطر المراحل التي عرفتها الجزائر
المستقلة ،في ظل الجفاف،وتراجع االقتصاد الوطني ،وتدهور الوضع األمني ،خالل سنين المأساة الوطنية.
-101-
/0 ) IIسياسات التنمية المنتهجة قديما وحديثا:
ُعرفت المنطقة السهبية منذ زمن بعيد بطابعها الريفي ونشاطها الرعوي ،إال أن المالح هو أن أغلب سكان
هذه المنطقة توجه إلى ممارسة نشاطات أخرى ،خاصة بعد استقرار العديد من ال ّرحل ،وتع ُّذر الرّعي و تربية
المواشي ،نظرا للجفاف الذي عم ربوع المنطقة ،زيادة على غالء الكأل ،و تراجع مساحات المراعي وتدهور
الغطاء النباتي.
هذا التحول النوعي في الخصائص المجالية والحياة اإلجتماعية ،نتج عنه توجه جماعي للنشاط الفالحي في ظل
اهتمام السلطة بدعم االستصالح الزراعي ،في حين كان هذا التوجه آخر حلقة في سلسلة سياسات كثيرة
وتوجهات متالحقة ،أغلبها مناقضة للتنمية المستدامة.
لكن ذلك لم يمنعها من نهج سياسة التعاونيات ،التي انتشر صيتها بين 0207و ،0227وهي عبارة عن
تعاونيات لتربية المواشي باعتباره الطابع المميز للمنطقة السهبية ،وكان أهمهـا ( في منطقة دراستنا) تعاونيتي"
بوقطب و عين بن خليل" بوالية النعامة ،وثالثة في "توسمولين" بوالية البيض ،كان ذلك في الفترة
.0202/0209
-102-
كما ظهرت إلى الوجود مناطق للتنمية الرعوية سنة ،0220واختيرت أول األمر منطقة لبيوض بوالية النعامة،
مكانا لذلك لموضعها المورفولوجي ال ُمالئم بين شط الشرقي وجبلي عنتر وعمرق .إال أن كل من العمليتين لم
يُكتب لهما النجاح ألسباب ع ّدة منها التقنية وأهمها اجتماعية وعقارية ،لكن الجدير بالذكر هو أنه رغم فشل
المشروع التنموي هذا ،استفادة المنطقة من 20بئر 42 ،حواجز تلية ،و حوالي 744كلم من الطرق الثانوية.
إال أن أحكام هذا القانون فرضت على العائالت المالكة لقطعان الماشية ،تحديد عدد رؤوس الغنم وحصر مجال
ال ّرعي ،و ذلك ضم ن مبدأ " األرض لمن يخدمها و الغنم لمن يرعاها" ،وهو ما رفضه سكان المنطقة السهبية
جملة وتفصيال ،وأدى بهم إلى التحايل على القانون ،بإعالن الرعاة األُجراء (الخ ّماسة) كمالكين للعدد المسموح
بامتالكه ،ضمن غنم الموال الذي يمثل المالك الحقيقي للقطعان .وهو األمر الذي أكده لنا كبار موالي واليتي
البيض و النعامة.
نتج أيضا عن الثورة الزراعية انعكاسا تاما لنظامي العشابة و العزابة ،بتوفيره الكأل على مستوى التعاونيات
الرعوية ،وبالتالي لم يعد الغنم بحاجة للتنقل شماال وجنوبا بحثا عن العشب ،بعدما أتاه العشب قُ ُدما من الشمال.
-103-
هذه التعاونيات الرعوية اإلنتاجية للثورة الزراعية ،ضمنت أيضا مراقبة القطيع ومتابعته صحيا،
وهو ما ساهم وبشكل كبير في مضاعفة أعداد الغنم ،إلى أن بلغت ضعف ما يمكن للمراعي السهبية احتواؤه،
والـتي << ..بلغت ،حوالي 49مليون رأس من الغنم مع نهاية السبعينات ،مدعومة بحوالي 744تعاونية
رعوية(Hadeid .M.,2006) >> .
على الرغم من هذا الكم الهائل من التعاونيات ،بقي الرُّ حل يتخبطون بين غالء الكأل من جهة ،والتنقل بين
المراعي المتدهورة نسبيا من جهة أخرى ،زيادة على صعوبة التنقل ضمن رحلتي العشابة والعزابة ،فضال
على التحوالت المناخية الخطيرة التي رافقت هذه الفترة.
-104-
-0/0 ) IIإفالس التعاونيات ال ّرعوية (:)0297
<< ...مع مطلع ،0297أعلنت التعاونيات الفالحية إلنتاج وتسويق الحبوب عن إفالسها ،وتم بيع ممتلكاتها في
المزاد العلني ،وكذلك الشأن بالنسبة للتعاونيات الرعوية للثورة الزراعية ،والتي أدى إفالسها هي األخرى إلى
تقاسم أصحابها للعتاد والمواشي فيما بينهم.(Hadeid .M.,2006)>>.
في تلك األثناء ظهر قانون جديد يحمل في طياته صيغة جديدة للحيازة على الملكية العقارية ،من خالل
اإلستصالح الزراعي ،وهو ما يُعرف بقانون " ،09/92الصادر في أوت .0292
-1/0 ) IIظهور قانون الحيازة على الملكية العقارية الفالحية (: )APFA 0292
ينص قانون 09/92على أنه من حق كل شخص طبيعي متمتع بحقوقه المدنية ،ومن حق كل شخص معنوي
على شكل تعاونيات ،يملك الجنسية الجزائرية ،اإلستفادة من مستثمرة الستصالحها حسب الشروط المحددة في
نص القانون ،مقابل الدينار الرمزي ،ويتم تقديم الملف إلى المصالح المعنية ":الفالحة ،الري ،وأمالك
الدولة "...،المشتركة ،والتي تُحدد بعد خمسة سنوات من بداية اإلستصالح ،آهلية الشخص المستثمر للتمليك
العقاري النهائي لألرض الفالحية من عدمه ،وذلك على أساس النتائج المحصل عليها ميدانيا على مستوى كل
مستثمرة.
هذا األمر نجح فعليا في العديد من المواضع الخصبة ،والتي تملك خصائص جيومورفولوجية مساعدة على
الزراعة المروية ،خاصة منها مناطق القصور المعروفة بطابعها الفالحي األصيل ،والمتركزة جنوب وجنوب
شرق ُكالّ من واليتي البيض والنعامة ،أما المناطق السهبية بمعنى الكلمة ،والممثلة خاصة بمراعيها المفتوحة
الشاسعة ،ذات المرفولوجيا المنبسطة والتربة الرملية الهيكلية الفقيرة إلى الما َّدة العضوية ،والمتوضعة ُعموما
على طبقة كلسية قرب سطحية ،...فنادرا ما تتوفر بها مساحات زراعية ،والتي تتمثل خاصة في مناطق
الضايات وضفاف األودية الضرفية الجريان ،والتي اكتسبت خصوبتها من المياه الفيضية والتعرية المنتهية
إليها.
على الرغم من كل ذلكُ ،عممت عمليات اإلستصالح على كل أرجاء المنطقة السهبية ،ما أدى إلى استقطاب
عدد كبير من الراغبين في اإلستصالح ،وكذا الطامعين في عقود الملكية ،سواءا من السكان المحليين أو حتى
من مختلف أرجاء البالد ،وكان هدف السلطات من هذا المشروع هو توفير مناصب شغل وتحسين الموارد
المالية لسكان الريف ،خاصة الرُحل الذين هبُوا لالستفادة من هذا القانون ،زيادة على استصالح مساحات
زراعية جديدة ،لتعويض ما استهلكه اإلسمنت المسلّح في الشمال الجزائري.
-105-
وهكذا أصبحت المنطقة السهبية ورشة مفتوحة لإلستصالح الزراعي في سابقة من نوعها ،مهددة المنطقة ككل
بفقدان خصوصيتها الرعوية ،فإما مزارع مخضرّة ،وإ ّما صحراء قاحلة ،بسبب عمليات اإلستصالح العميقة
والفعّالة ،التي تُعرقل استرجاع الوسط لطبيعته األصلية ،إذا ما فشل اإلستصالح (الصور.)77،70
هذا االهتمام باالستصالح الزراعي كان على حساب الغطاء النباتي الطبيعي ،مما قلص من رقعة المراعي
السهبية ،سواءا باقتالع الغطاء النباتي الطبيعي ،أو بتقليب األرض الكلسية على امتداد مساحات شاسعة بدعوى
استصالحها (الصور .) 72،79
الصور (:)72،79عمليات نزع الغطاء النباتي وتقليب األرض ال ّرعوية من أجل اإلستصالح الزراعي.
-والية النعامة -جوان - 7447
-106-
ظهر اإلستصالح الزراعي في شكلين مختلفين ،األول على مستوى المحيطات الفالحية ،والتي تحددها المصالح
التقنية المشتركة بين مديريات ال ّري ،الفالحة ،وكذا مديرية أمالك الدولة ،حيث تكون المستثمرات المنتشرة عبر
المحيط الفالحي الواحد ،مح ّددة المساحة حسب إجمالي مساحة المحيط ،ومدى وفرة عنصر الماء.
أما الثاني ،فيتمثل في اإلستصالح الفردي المنعزل عن المحيط ،وهنا نسجل إحتمال حرمان المستثمرة من
الكهرباء ،مما يؤدي في الغالب إلى فشل اإلستصالح ومن ث َّم الهُجران.
إال أن األساس في قانون اإلستصالح هو المحيطات الفالحية المسقية والمكونة من عدد محدد من المستثمرات،
ضمن تقسيم قطعي رسمي ،مجهزة بشكل جماعي من حيث مصدر الطاقة وشبكة الري ،هذه األخيرة تشمل
قنوات رئيسة وأخرى ثانوية مشتركة ،ثم قنوات نهائية على مستوى كل مستثمرة ،مرتبطة بصهريج مائي
موصول هو اآلخر ببئر أو بئر عميق مجهز بمضخة عمودية أو مغمورة.
أما الطاقة المستغلة في ذلك ،فتختلف من منطقة إلى أخرى ،حسب البعد والخصوصية؛ وتنقسم بين :الطاقة
الكهربائية ،والمحروقات من بنزين أو مازوت.
أما محليا فقد تم إنشاء فرعين جديدين للمحافظة السامية لتنمية السهوب على مستوى واليتي البيض والنعامة مع
أواخر التسعينات ،لدعم المقر اإلقليمي بسعيدة ،والمقر الرئيسي بالجلفة.
-107-
الملكية العقارية ضمن إطارها العام ،على عكس قانون الحيازة العقارية الذي يمثل سابقة من نوعها في تاريخ
العقار الفالحي في الجزائر.
-9/0- )IIالمخطط الوطني للتنمية الفالحية ( ) PNDA 7444صيغة جديدة إلنقاذ القطاع الفالحي :
يهدف المخطط الوطني للتنمية الفالحية إلى:
-التحسين المستديم للتنمية الفالحية.
-االستغالل العقالني للموارد الطبيعية.
-الزيادة في قدرات القطاع الفالحي في مجال التشغيل عن طريق ترقية وتشجيع االستثمار.
-تحسين مداخيل وظروف عيش الفالحين.
هذا المخطط الوطني ،جاء ليعطي دفعة قوية لوثيرة التنمية الفالحية ،من أجل تحسين القدرات اإلنتاجية ،ومن
ثم رفع المردودية ،ولكن األهم من ذلك كله أنه جاء بهدف تسهيل اإلستصالح ،وسعى إلى تجهيز المستمرة
الفالحية الواحدة بكل ما تحتاجه من تجهيزات ثابتة ،والمتمثلة في المصدرالمائي؛ البئر أو البئر العميق،
والمجهز بمضخة مغمورة ذات القدرة الكافية الستخراج الماء ،وضخه إلى صهريج منشأ على أعلى جُزء من
األرض الفالحية ،ليسمح بالسقي اإلنحداري ،من خالل شبكة من أنابيب التقطير أو الرش المحوري ،...ناهيك
عن غرس األشجار المثمرة ،وحتى بعض عمليات اإلستصالح األولية الكبرى من تقليب األرض إلى غاية
غرس مصدات الرياح.
هذه الحوافز شجعت المستثمرين وخاصة الموالين منهم ،على االستفادة من هذا المخطط ،باعتبار اإلستصالح
هذه المرّة لم يعد يحتاج -في نظرهم ،-إلى المعرفة والخبرة الفالحية ،لتكفل المقاولين بكل تلك العمليات.
-108-
ويتض ّمن المخطط الوطني للتنمية الفالحية ،مجموعة من البرامج تجسّدها مؤسسات الدولة التالية:
-وزارة الفالحة والتنمية الريفية.
-المديرية العا ّمة للغابات.
-المحافظة ال ّسامية لتنمية السهوب.
-محافظة التنمية الفالحية للمناطق الصحراوية.
-مديرية الخدمات الفالحية للوالية.
-العا ّمة لإلمتياز الفالحي.
ودعمت الدولة برامجها ،دعما كامال من خالل ثالثة صناديق ،والتي هي على التوالي:
-الصندوق الوطني لل ّ
ضبط والتنمية الفالحية.
-صندوق مكافحة التصحر ،وتنمية الرعي وتنمية السهوب.
-صندوق التنمية الريفية ،واالستصالح عن طريق اإلمتياز.
هذه العمليات كلفت خزينة الدولة مع مطلع - 7440أي خالل السنة األولى فقط -حوالي 04مليار دينار،
وساهمت في تثبيت عدد كبير جدا من الرحل ،حيث المعطيات تشابهت ،واختلفت النتائج ،أيُّما اختالف.
-109-
/0- ) IIعراقيل التنمية الفالحية بالمنطقة السهبية:
7440/07/02
7447/40/40
2 7
(الكثبان الرملية الثالث الموضحة بتكبير 0إلى 9في الصورة الثانية ،من النوع باركان ،حيث نالح من
خالل ذراعيه أن الكثيب الثاني متوجه مباشرة إلى المساحة المستصلحة ،بينما يتحرك الثالث – على اليسار-
نحو الصهريج المائي...،م ّما يهدد المستثمرة ككل ).
-110-
سجلنا أيضا مشكلة تجاوز كلفة اإلستصالح ،القيمة المخصصة للمستثمرة؛ مثل ما حدث في منطقة
روداسة ببلدية المشرية ،أين أُنجز أول محيط مسقي بوالية النعامة ،حيث أطلعنا أحد مهندسي المنطقة ،أن
محاولة تقليب األرض لكسر القشرة الكلسية ،والمتوضعة بشكل طولي غربي المنطقة ،على شكل طبقة سميكة
جدا ذات عمق يقارب العشرين مترا ،كلفت الكثير دون أي فائدة ،بل زادت من ح ّدة التعرية ،ولم يتفطن
القائمون على األشغال لسماكة الطبقة الكلسية ،إال عند حفر البئر الخاص بالمستثمرة.
كما ال ننسى غياب التأطير التقني ،رغم توفر المصالح الفالحية على إمكانية ذلك ،من خالل التوجيهات
واإلرشادات الفالحية ،وهو ما لمسنا خطورته ميدانيا عندما الحظنا أن أغلب م َّوالي "عين بن خليل"(على سبيل
المثال ،ال الحصر) من جملة المستفيدين من الدعم واالستصالح ،ال يعرفون أنواع األشجار المثمرة المغروسة
في مستثمراتهم ،كما أنهم ال يُمي ُزون بينها ،ناهيك عن معرفة مواعيد سقيها ،واألمراض التي يمكن أن تتعرض
إليها ،وكيفية عالجها....إلى غير ذلك ،وهو ما يؤثر على المردود بطبيعة الحال.
-111-
-0 /0- )IIعدم الجدية في المتابعة الميدانية:
كما أن قلة المتابعة وسوء مراقبة المقاولين ،أدى في الكثير من األحيان إلى إنجازات ناقصة بشكل ال يمكن
ص ِْ ِْل بالتيار الكهربائي،
التغاضي عنه ،كهذا البئر العميق الذي جُهز بأنبوب بالستيكي و بمضخة مغمورة و ُو ِ
إالّ أن الحبل الذي ُعلقت به المضخة ،والخشبة التي رُبط بها الحبل ،تتنافى تماما مع مواصفات البطاقة التقنية،
فضال عن عدم وجود األسطوانة الجدارية الحديدية الحامية للبئر من خطر الطّمر ،والتي ال يمكن االستغناء عنها
بأي حال من األحوال حتى وإن كانت األرضية صخرية ،فكيف إذا كانت رملية هشة!؟ ( الصورة .)20
إضافة إلى غرس شتالت لألشجار المثمرة بشكل سيء ال يتناسب مع عمق الحُفر المفروض حفرها ،واالكتفاء
أحيانا بالعمق األدنى لتغطية الجذور ،فضال على غرس شتالت ميتة.
-112-
ومنها أيضا سوء استخدام العتاد و أساليب ال ّري خاصة منها ما جُلب القتصاد الماء ال إلهداره ،وهو حال إحدى
المستثمرات التي ال فرق لدى صاحبها بين التقطير والساقية( الصورتان.)27،20:
الصورتان ( :)27،20سوء استخدام أسلوب السقي بالتقطير( -محيط دراع لحمر -أبريل .)7442
زيادة على التجهيز بأنابيب سقي ذات نوعية رديئة ،ال تتحمل الحرارة المرتفعة صيفا وال جليد الشتاء ،مما
يؤدي إلى سرعة تلفها ،كما هو الحال بهذه المستثمرة التي وجدنا من مثيالتها الكثير.
-113-
-0 /0- ) IIتحويل أموال الدعم الفالحي:
زيادة على كل ذلك فقد أقدم العديد من المستفيدين ،بتحويل
أموال الدعم الفالحي ،إلى وجهات أخرى ،وقد ترتب على
ذلك متابعات قضائية و إلغاءات فيما يخص عقود اإلستفادة،
ما أ ّدى فعليّا إلى إلغاء ما اليقل عن 700ملف استفادة من
الدعم الفالحي دفعة واحدة (سنة )7440بوالية النعامة ،فيما
ت ّم إلغاء 024ملف سنة 7442بنفس الوالية ،وقد تم نشر
ذلك في صحيفة الخبر اليومية بتاريخ 07جوان ،7442كما
فهو واضح في هذه النسخة من المقال:
بالمال العام في مشاريع وهمية إعانات الدولة ،على خلفية فلم يلتزم الفالحون ،الذين تلقوا
ال وجود لها ،إال على الورق. الفضائح التي طالت مشاريع إعذارات بدفاتر الشروط
الدعم الفالحي بالمنطقة ،والتي الخاصة بالمشاريع التي
استهلكت مئات الماليير دون يقومون بإنجازها في عدة
أن يتجسد شيء على أرض محيطات بتراب الوالية ،فيما
الـــواقــــع. تمت إحالة 09ملفا على العدالة
ومن أهم المحيطات التي طالها بتهمة تحويل أصحابها ألموال
عن جريدة الخبر اليومية التحقيق لمحاكمة المتورطين التي الفالحي، الدعم
(.)7442/40/07 في فضائح الدعم ،بكل من استفــــــــــادوا منهـــــــا.
المشرية ،البيوض ،بن عمار وقد تزامن هذا اإلجراء
وعين بن خليل ،فضال على القضائي مع إلغاء 024ملف
ملفات غراسة النخيل بمنطقة استفادة من الدعم ،وإقصاء
صفيصيفة. أصحابها ،بسبب عدم اإلنطالق
ومن جهته ،أبدى مدير في تجسيد المشاريع ،طبقا
المصالح الفالحية ،عزمه على لتعليمة الوزارة الوصية،
تطهير القطاع من كل المتضمنة إجبار المستثمرات
الطفيليين ،الذين يتالعبون العاجزة على تعويض كل
بمشاريع الدعم ،وال يلتزمون عمليات التمويل ،التي قدمت لها
بدفاتر الشروطُ ،مؤكدا أنه وإقصــــــــــائها نهـــــائيــا.
يفضل التضحية بمنصبه ،على وجاء تحرك اللجنة التقنية
أن يتورط في فضائح العبث لتطهير ملفات المستفيدين من
-114-
-0 /0- ) IIعراقيل اجتماعية:
وتتمثل أساسا في الصراعات القائمة بين المستفيدين من األرض الفالحية ،الحاملين لتصريح رسمي بحق
اإلستصالح واإلستغالل ،وبين أبناء العشيرة المعتبرين أن األرض عرشية ،وأن لهم وحدهم الحق في ذلك.
هذه الصراعات وصلت إلى حد إزهاق األرواح ،فضال عن الجرح العمدي أو اإلكتفاء بالتهديد ،وذلك نظرا
للعصبيّة القبلية التي ال تسمح بوجود أجانب داخل أراضي العشيرة ،على ال ّرغم من ملكية هذه المساحات للقطاع
العام ،مما يدفعهم إلى التنافس على الحصول -هم وأوالدهم ال غير -على حق االستفادة من استصالح تلك
المساحات ،خاصة أثناء قانون الحيازة عن طريق اإلستصالح السابق ،وهو ما حصل فعال بمحيط دراع لحمر
على سبيل المثال ،أين اضطرت مصالح والية البيض إلى تقسيم المحيط المسقى ذو مساحة 244هكتار ،بين
00عائلة من عرش القراريج ال غير ،تفاديا للصدامات:
" عائلة قروج ،بلحاج ،زياني ،طاهري ،بلهواري ،بلخير ،رمضاني ،عرض هللا،
عماري ،مازوزي ،بوكرع ،قيداري ،بلحواس ،بن عمر ،حمزاوي وعائلة حمادي".
وقد تحصلوا جميعهم على عقود التنازل عن الملكية العقارية لألرض الفالحية بعد ذلك.
الصورتان ( :)29،22آثار زحف الرمال على المستثمرات الفالحية (بلدية عين بن خليل )7447-47-20
- 95 -
مصدات الرياح هي األخرى ،أصبحت من عوامل حجز الرمال،
التي سرعان ما تتراكم لتصبح كثبانا مختلفة األشكال واألحجام
وحتى اتجاه الزحف.
صهاريج المياه أيضا تحصر الرمال ،ولكونها من النوع المفتوح السطح ،يسهل حجز الرمال بداخلها ،أثناء
الزوابع الرملية المتكررة ،مما يُنقص تدريجيا من حجم استيعابها للمياه ،إلى غاية طمرها بالكامل.
المياه الجوفية والتي يُعتمد عليها كليّا في عمليات السقي ،تحتوي على نسبة من األمالح ،وغالبا ما تتسبب في
تملح التربة نظرا لإلكثار من سكب المياه على مستوى السواقي ،بسبب ارتفاع درجة الحرارة ،وشدة التبخر.
كما أن السقي عن طريق الرش المحوري ،يؤدي إلى تركز األمالح الموجودة في الماء على مستوى أوراق
النباتات ،مما يؤدي إلى سرعة اإلضرار بها.
أما السقي عن طريق التقطير ،و باستعمال مياه محملة بنسبة معتبرة من األمالح ،فإنه يؤدي إلى تراكم األمالح
على مستوى فتحات التقطير -نظرا للحرارة المرتفعة وضعف التصريف ،-مما يؤدي في الكثير من األحيان إلى
انسدادها.
القشرة الكلسية المتوضعة في أغلب أرجاء المنطقة المدروسة ،تُعرقل هي األخرى عمليات االستصالح بشكل
مباشر وكبير ،وتزيد من كلفة األشغال بها ،وقد تبين لنا ذلك جليا ،من خالل التحقيق الميداني ،حيث الحظنا أن
ُْ ُْ ٌْ من :عين بن خليل ،روداسة ،توسمولين ،صفيصيفة ،لبيوض ،…،وغيرها من عينات التحقيق
كل ُ
- 96 -
متفاوتة. بنسب ولكن ذاته، المشكل مجملها في تواجه
زيادة على هذه العراقيل ،تتعرض المنطقة السهبية بين الحين واآلخر ،إلى ظواهر طبيعية ظرفية ،ولكن كارثية
النتائج ،ال غنى لنا عن ذكرها ،وأهمها الجليد ،الثلوج ،الفيضانات… ،
- 97 -
– والية النعامة -7440/42/40
-0 ) IIIإستراتيجيات الفاعلين:
بعد اإلستقالل ،ونظرا لإلرث اإلستعماري البالغ األثر ،عبر كل تراب الوطن ،تبنّت السلطات الجزائرية عدة
إستراتيجيات ،كان من بينها التقسيمات اإلدارية المتكررة ،0227 ،0202 :ثم .0297
التقسيم اإلداري األول والثاني لم يُؤثرا على المنطقة السهبية المدروسة بشكل مباشر ،والتي كانت تنتمي بالكلية
إلى والية سعيدة ،إلى غاية سنة ،0297حيث تم إعالن البيض والنعامة واليتين منفصلتين عن الوالية األم.
هذا التأخر أدى إلى تأخر التنمية بالمنطقتين اللتين كانتا ِعبئا عن اإلدارة المركزية لوالية سعيدة ،في حين أسهم
التقسيم اإلداري هذا ،في تضاعف عدد البلديات والمراكز العمرانية ،والتي تلعب دور المدن الصغيرة من حيث
توسطها للتجمعات األخرى ،وتوفرها على التجهيزات والخدمات األساسية ،خاصة منها التعليمية والصحية,
واإلدارية ،هذه األخيرة التي تمثل مصالحها لدى كال من الواليتين ،مجموعة من الفاعلين األساسيين في عمليات
اإلستصالح الزراعي،وعلى رأسهم:
/ 0 -0 )IIIالمجلس الشعبي البلدي :على اعتبار أن عمليات االستصالح ،تتم على مستوى أراضي تابعة
عقاريا ألراضي البلدية بطبيعة الحال ،والهتمامها بتطوير وتنمية أراضيها ،فإن دور البلدية يبقى تنظيميا،
- 98 -
بتسجيل قوائم الراغبين في االستفادة من قوانين االستصالح الزراعي ،فضال عن التنسيق بين مختلف الفاعلين
اآلخرين من مختلف المديريات.
/ 0 -0 ) IIIمديرية المصالح الفالحية للوالية :هي األخرى تسهر على التنسيق بين مختلف األطراف الفاعلة
في تحقيق االستصالح ،فضال عن المتابعة التقنية والميدانية ،لتجسيد ما نصّ عليه دفتر الشروط.
/ 0 -0 )IIIمديرية ال ّري للوالية :تُمثل محليا ،الوكالة الوطنية للموارد المائية ،ويتركز دورها أساسا في عدم
السماح بحفر آبار على مستوى محيطات الحماية المحددة من طرف الوكالة مسبقا ،فيما تصدر تصاريح بالحفر
لما دون ذلك ،بعد إخطار وكالة الموارد المائية.
/ 0 -0 )IIIمديرية مسح األراضي للوالية :ويتمثل دورها في تحديد وإنجاز المخطط القطعي لمستثمرات
محيطات االستصالح الزراعي ،على أساس العقود المؤقتة الموقّعة من طرف الوالي.
وبعد ُمضي الخمسة سنوات المخصصة لالستصالح ،تقوم لجنة مكونة من مختلف المديريات الفاعلة في العملية
بمعاينة ميدانية للمستثمرات المستصلحة والتي في حالة اتفاقها على نجاح االستصالح من دون تحف ،تقوم
مصالح المسح العقاري بإصدار ملحق يشمل أسماء المستفيدين من نجاح االستصالح الزراعي ،إلى جانب
تحديد الموقع والمساحة الموكلة لكل واحد منهم ،كخطوة الستكمال الملف العقاري ،إلرساله لمصلحة أمالك
الدولة.
/ 0 -0 )IIIمديرية أمالك الدولة :والتي بدورها تعمل على إصدار عقود ملكية للمستفيدين من قانون الحيازة
على الملكية العقارية لسنة ،0292فيما تصدر عقود االنتفاع من األرض المستصلحة من دون ملكية مدى
الحياة ،بالنسبة للمستفيدين من قانون االمتياز الفالحي لسنة ،0222ويتم ذلك كله تحت سلطة الوالي.
/ 1 -0 )IIIالمجلس الشعبي الوالئي :أو ما يُسمى بالممثل المحلي للدولة ،الذي يملك السلطة التشريعية
والتنفيذية للقرارات المتعلقة باالستصالح ،بدءا بسن القوانين ،إلى غاية المتابعة الميدانية وتسليم العقود إذا ما
ت ّمت عمليات االستصالح الزراعي بنجاح ،أما في حالة فشلها ،فيتم إصدار قرار إلغاء العقد المؤقت وهو ما
يسمى بالشرط الفاسخ.
/ 9 -0 )IIIالعا ّمة لالمتياز الفالحي ) :(GCAتعمل تحت إمرة مديرية المصالح الفالحية ،ومقرها غالبا بنفس
المديرية ،ظهرت إلى الوجود سنة ،0222كضرورة حتمية لتغيير صيغة االستفادة من االستصالح الزراعي،
من إمكانية الحيازة على الملكية العقارية لألرض الفالحية عن طريق التنازل ،والذي مثّل سابقة في تاريخ
العقار بالجزائر ،إلى حق االنتفاع مدى الحياة من دون تمليك ،وهو القانون سائر المفعول حاليا ،والذي انتعش
- 99 -
في ظل المخطط الوطني للتنمية الفالحية ،الداعم لعمليات اإلستصالح الزراعي ،والتي وجد المستثمرون
والموالون من خاللها متنفسا ،على اعتبار توفر الدعم المادي ،وسهولة الحصول عليه.
بعدها يأتي دور المقاول المكلف باألشغال ،ومكتب الدراسات المكلف بالمتابعة من طرف المندوبية الفالحية،
وتتمثل األشغال عادة في:
-حفر بئر عميق،
-بناء صهريج مائي،
الجدول رقم (:)09المحيطات الرعوية المغروسة لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" GCAبوالية النعامة (:)7440
المساحة المحمية (هـ) المردود(وحدة علفية /هكتار) المنطقة البلدية الوالية
244 744 عمرق
البيوض
274 724 فوقارة
274 7024 بولقسام
مكمن بن عمار
744 0244 بن نور النعامة
774 044 جوران عين بن خليل
744 072 حجرة الطوال النعامة
074 044 أولقاق صفيصيفة
- 7042 المجموع
المصدر":العا ّمة لإلمتياز الفالحي" )7440( GCA
أما محيطات الحماية ،فتعني وضع مساحة معينة تحت الحراسة لمنع الرعي بشكل قطعي ،لفترة تقدر عادة
بـثالث سنوات لتمكين المراعي الطبيعية من التجديد البيولوجي لنباتاتها السهبية ،وقد نجحت بالفعل في ذلك في
معظم مشاريعها الجدول (.)09
وبالتالي يبدوا أن العامة لإلمتياز الفالحي ،تمكنت حسب المعطيات ،من غراسة وحماية ما مجموعه 72444
هكتار ،كلّفتها حوالي 77مليار سنتيم.
وبذلك بلغت والية النعامة في منتصف شهر ديسمبر من سنة 7442تحقيق استصالح مساحة كلية للغراسة
الرعوية على امتداد 2044هكتار لضمان إعادة التوازن البيئي وتحقيق مداخيل للبلديات النائية من خالل كراء
هذه المستصلحات العلفية للم ّوالين.
الجدول رقم (:)00محيطات اإلستصالح الزراعي لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" :)7440( GCA
عدد الصهاريج عدد اآلبار العميقة المساحة المستصلحة المحيط البلدية
40 40 744هـ فرطاسة
- 40 77هـ سيدي معمر صفيصيفة
- 40 24هـ أم شقاق
47 - 004هـ رسفة الحمرة عسلة
- 47 004هـ معذر قصدير
- - 004هـ رشيدية
- - 744هـ بن عمار مكمن بن عمار
- - 044هـ مسدورية عين بن خليل
- 42 074هـ النكار 7 تيوت
- 40 074هـ تيورطلت
- 40 97هـ سيدي ابراهيم
- - 07هـ زاوش مقرار
- 47 74هـ بلياطة
40 40 04هـ عيش
أما من حيث اإلستصالح الرعوي ،فقد أنجزت العا ّمة لإلمتياز الفالحي 04مشاريع رعوية ،كلفتها:
02.222.444,44دج ،من أجل:
-تحسين ضروف العيش للمواطنين ،مع توفير فرص عمل أكثر.
-توسيع المساحة الفالحية الصالحة لإلستغالل ،عن طريق الزراعة المروية.
-حماية النظام البيئي السهبي الهش ،عن طريق إنشاء المحميات.
وقد توزعت هذه المشاريع كالتالي:
الجدول رقم (:)00محيطات اإلستصالح الرعوي لـ"العا ّمة لإلمتياز الفالحي" :)7440( GCA
أشجار الظل(هـ) المساحة المغروسة(هـ) المساحة (هـ) المحيط البلدية
04 070 7044 فوقارة البيوض
- 07 04444 حجرات طوال النعامة
40 744 07444 جوران
عين بن خليل
- 244 07444 بن نور
07 042 00444 النكار 0 تيوت
70 977 24044 المجموع
المصدر":العا ّمة لإلمتياز الفالحي" )7440( GCA
/0 -0 )IIIالسكن الريفي و أزمة الكهرباء الريفية:
وقد استفادت والية النعامة ،من خالل البرنامج الوطني للكهرباء الريفية ،من ما مجموعه 742كلم خطي ،موزعة
عبر الوالية ،لتربط ضمن شبكتها 000مستفيد(إلى غاية نهاية ،)7442فيما تواصل الربط اإلستعجالي بشبكة
الكهرباء ،والذي يُحدد بـ 74كلم سنويا ،وهو بطبيعة الحال غير كافي‘ نظرا لتباعد محيطات اإلستصالح،
وتضاعف عدد المستثمرات الفردية بشكل
الفت ،أما فيما يخص سنة ،7440فقد
خصصت الوالية غالفين ماليين مقدار كل
منهما 74مليون دينار ،من أجل توصيل
كما قامت المصالح الفالحية في إطار برنامج تطوير وتنمية السهوب بتجهيز 722خيمة للبدو الرحل بالطاقة
الشمسية في إطار أشغال المشاريع الرامية إلى الحفاظ على المراعي وتحسين مردوديتها العلفية وتنظيم نشاط
استغالل المراعي (الصور.)07،00 :
اإلنارة تدخل أكواخ وخيام البدو الرحل صفائح الطاقة الشمسية تعلوا أكواخ الرّحل
أما من جانب السكن الريفي ،فقد استفادت مستثمرات والية النعامة ،من 044وحدة سكنية سنة ،7440حيث
سجلت ترميم 744وحدة ،و ت ّم إنجاز 744مسكن ريفي جديد آخر (الصورة .)02
وقد بلغت تكلفة المسكن الريفي الجديد حوالي 744ألف دينار جزائري ،فيما قُ ِدر الترميم بنصف المبلغ المذكور
(خالل سنة ،)7440وقد تولّى األشغال مجموعة من المقاولين إلنجاز مشاريع البناء والترميم ،الموزعة على
بلديات الوالية ،كما هو موضّح في الجدول التالي:
الجدول رقم ( : )00توزيع حصص السكن الريفي عبر بلديات والية النعامة لسنة :7440
الترميم (وحدة سكنية) المساكن الجديدة(وحدة سكنية) البلديات
74 77 عين الصفراء
07 07 تيوت
74 74 صفيصيفة
07 07 عسلة
74 74 النعامة
74 77 مقرار
07 04 جنييّن بو رزق
74 74 مكمن بن عمار
- 04 المشرية
74 24 البيوض
07 04 عين بن خليل
744 744 المجموع
المصدر :مديرية المصالح الفالحية لوالية النعامة (.)7440
الجدول ( :)00توزيع مساحات الغراسة الرعوية حسب بلديات والية النعامة ،وحسب برامج الغراسة:
برنامج ( HCDSهـ) المساحة اإلجمالية (هـ) برنامج ( GCAهـ) البلديات
1161 361 800 النعامة
1110 235 875 تيوت
1919 219 1700 صفيصيفة
101 101 - عسلة
1723 223 1500 عين بن خليل
2840 220 2620 مكمن بن عمار
458 458 - قصدير
2468 178 2290 البيوض
11 780 1995 9 785 المجموع
المصدر :مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة (مارس )7449
إالّ أن أهم وأصعب دور ضمن هذه النشاطات ،بعد إنشاء المحميات هو متابعتها الميدانية ،وحراستها من
تجاوزات الرُّ عاة وقطعانهم ،خاصة وأن المساحة الموكلة لكل حارس تفوق األلفي هكتار ،حسب تصريحات مدير
المحافظة السامية لتطوير السهوب لوالية البيض،على أنه تم حينها توزيع 724عامل لحراسة مساحة قدرها
074444هكتار ،أي بمعدل 7244هـكتار لكل حارس.
وموطن الخطورة في هذا المجال يكمن في عدم قدرة الحراس على منع أو طرد الموالين من المحميات لعدة
أسباب أهمها ،حملهم السالح والرابطة العشائرية القبلية القوية التي تربط الموالين فيما بينهم ،في حين ينظرون
إلى الحارس نظرة ال ّدركي المج ّرد من السالح.
الصورتان ( :)02،74لقاء رئيس بلدية صفيصيفة بالموالين من أجل إنجاح مشروع المحميات الرعوية.
-بادية صفيصيفة (جوان - )7447
خالل نفس الفترة رافقنا رئيس البلدية وعنصرين من مصلحتها التقنية ،في جولة ليلية تفقدية لمحمية " ُنفيخة" غربي
مركز البلدية ،في حدود منتصف الليل ،على متن سيارة رباعية ال ّدفع ،فاكتشفنا وجود قطيع في جزء ناء من
المحمية ،تمت معاينة القطيع ،والتعرف على صاحبه ،ومن ثم تولّى رئيس البلدية إبالغ كبير الجماعة بالخروقات،
وتمت بعد ذلك محاسبة المعتدي على خرق اإلتفاق المبرم مع أعيان الجماعة.
هذه الرابطة القبلية المتينة ،سمحت في النهاية باستغالل مساحات شاسعة من الحلفاء والشيح ،وغيرها من النباتات
العلفية الطبيعية ،وأثبتت أن محميات صفيصيفة مثاالّ يُحتذى به( .الصورة رقم .)70
الصورة ( :)70محمية " نُفيخة " جاهزة للرعي بعد ثالث سنوات
من الحماية – .بلدية صفيصيفة –
منطقة العاقر
كثبان رملية متحركة
جبل عنتر جبل عمرق
الصورة( :)77كثبان "العاقر" تهدد مراعي منطقة لبيوض – والية النعامة – .7447/47/20
ولمواجهة هذا الخطر ،تدخلت "العــا ّمة لإلمتيـــاز الفالحي" ،من أجل غراسة المنطقة بنبـات (القطفة) ،الذي
يُكلف ماديا حوالي 04444دينار للهكتار ،في حين ال تتعدى تكلفة المحميــــات مبلغ 744دينار للهكتار فقط،
هذا التصرّف ،لم يكن األول وال األخير في مثل هذه المشاريع ،وعادة ما يتقاضى العمال والمقاولون أجورهم
في نهاية األمر ،ولكن النباتات العلفية تبقى رهينة بين مطرقة القائمين على مشاريع غراستها ،وسندان الوسط
الطبيعي المتصحر.
إن ما حدث بمنطقتي "نُفيخة" و "العاقر" ،ببلديتي صفيصيفة و البيوض ،ما هو إالّ واقع ملموس لبعض
َّ
العراقيل الحقيقية للتنمية التي عايشناها ميدانيا أيام التحقيق ،والتي تبدوا نظريا شكلية التأثير ،إالّ أنها تفرض
علينا عمليا مراعاتها ،حتى ال تكون عملياتنا هذه تخريبا للوسط الطبيعي ،و إهدارا للمال العام ،خاصة وأن هذه
العمليات توسعت لمساحات شاسعة عبر عدة بلديات ،وسجلت نتائج متباينة للغاية من حيث النجاح والفشل ,و
كلفت شيئين هامين جدا؛
الفصل الثالث:
ا ستصـــــــــــالح الزراعــــــــــي
في المنطقة السهبية؛
نهدف من خالل هذه الدراسة إلى إبراز مدى نجاح و فشل عمليات اإلستصالح الزراعي ،في إطار موازنة
تشتمل على عدة عينات (من المستثمرات المستصلحة) موزعة على المجال السهبي المدروس ،من واليتي
البيض والنعامة ،بشكل يضمن الشمولية ولو نسبيا ،بعد أن تسنّى لنا التعرف على األسباب المباشرة المؤهلة
للتنمية و المعيقة لها ،ضمن إطارها الطبيعي و االقتصادي واالجتماعي.
في هذا الفصل أيضا سنتعرض لدراسة واقع االستصالح الزراعي ميدانيا بعد أن تعرفنا على قوانينه النظرية
سالفا ،وسنُبين النتائج الفعلية لتطبيق هذه القوانين على أرض الواقع ،اإليجابية منها والسلبية ،من أجل ذلك
شملت دراستنا الميدانية ،حوالي 0744هكتار من أصل 7444هـكتار المش ّكلة لمحيطات االستصالح بالمنطقة
السهبية لواليتي البيض والنعامة ،أي بنسبة تغطية بلغت ، %04اشتملت على 20محيط مسقي ومنطقة
استصالح ،عبر 42بلديات سهبية متفرقة من الواليتين المدروستين (الخارطة .)07
الخيثر
رقاصة
بوقطب شقيق
مكمن بن
قصدير لبيوض عمار كاف لحمر ستيتن
البيض
المشرية توسمولين
النعامة
عين بن خليل
صفيصيفة بريزينة
ولكن بداية ،لنلقي نظرة على بعض البيانات الرسمية للمصالح الفالحية المعنية ،من أجل استخالص فكرة
عا ّمة حول الزراعة المسقية عموما ،واإلنتاجية على وجه الخصوص ،قبل الخوض في الدراسة الميدانية.
) Iتوزيع األراضي الفالحية:
على امتداد 7.744.444هكتار الممثلة للمساحة الزراعية الكلية لوالية النعامة ،تمثل المراعي نسبة ،%22من
إجمالي هذه المساحة ،فيما تُغطي المساحة الصالحة للزراعة % 4.2فقط من المساحة الكلية ،أي بمجموع 74
ألف هكتار فقط ،معظمها أراضي مستريحة ( %22من المساحة الصالحة للزراعة) ،إالّ أن الجدير بالذكر هو
أن هذه المساحة بلغت اآلن أضعاف ما كانت عليه ،بعد أن انتقلت من 0.044هـ إلى 74.444هـكتار بين سنتي
0297و .7440
هذه المساحة الزراعية التي طالما كانت مكسوة بالنباتات الطبيعية ،هي اليوم أراضي مستريحة بنسبة تُقارب
%24من مجموع المساحة الصالحة للزراعة ،فيما تمثّل بساتين الفاكهة 0.702هـ فقط ،حسب مديريات
الخدمات الفالحية (.)7440
األراضي المستريحة ،مصطلح يُطلق على األراضي الصالحة للزراعة المتروكة بدون استغالل ،بعد حصادها
،أو من دون حصاد ،إلعطائها فرصة استرجاع خصوبة تربتها طبيعيا ،بنزع األعشاب الضارّة عنها ،و حرثها
دوريا من أجل التشرب الجيد لمياه األمطار و اإلستفادة من البقايا النباتية ،هذه األخيرة تنموا إلى جانب العشب
الطبيعي مش ّكلة معه ثنائية علفية جيدة.
الجدول رقم )00( :توزيع األراضي الفالحية بواليتي البيض و النعامة:
األراضي المستريحة
المساحة الصالحة للزراعة المساحة اإلجمالية الوالية
النسبة ()% المساحة (هـ)
(هكتار) (هكتار)
هذه األراضي المستريحة تبقى لمدة سنة أو سنتين من دون استغالل ،لتُستغل في السنة الثالثة ،وهو ما يعني بقاء
حوالي % 97من المساحة الصالحة للزراعة ،من دون استغالل طوال السنة ،م ّما يُعرضها لعوامل التعرية
الطبيعية ،التي تتفاعل بسرعة مع هشاشة التربة المحروثة.
األراضي المسقية هي كافة األراضي الزراعية وبساتين الفاكهة التي يتم سقيها بالواسطة ،والستفادتهما من
برامج االستصالح الزراعي ،تضاعفت المساحة المسقية لكل من واليتي البيض والنعامة بشكل الفت.
الجدول رقم )01( :تطور المساحة الزراعية المسقية لواليتي البيض والنعامة ،خالل الفترة :7447/0290
الشكل رقم :)42( :تطور المساحة الزراعية المسقية لواليتي البيض والنعامة ،خالل الفترة :7447/0290
المساحة المسقية
16000
14000
12000
10000
8000
6000
4000
2000
0
1984/1985 2001/2002 2004/2005
والية البيض (هـ) 2170 5720 9355
والية النعامة (هـ) 960 3870 5027
مجموع الواليتين (هـ) 3130 9590 14382
عرفت والية النعامة خالل الفترة ،7440/0290زيادة في مساحتها الزراعية المسقية تُقارب الـ 0444هكتار،
حسب البيانات الرسمية ،مما يوحي بكثافة النشاط الزراعي المسقي بهذه المنطقة السهبية ،معتمدة عموما على
الخضر واألشجار المثمرة في توسيع مساحات االستصالح الزراعي ،ومس ّجلة بذلك زيادة تقدر بمائة إلى مأتي
هكتار ،كمعدل سنوي.
الصورتان أعاله ملتقطتين من جنوب وشمال منطقة الدراسة ،األولى (على اليمين) من مستثمرة فالحية في
إطار االستصالح ،حيث عمليات الحرث تتم بشكل قانوني و بتقنيات حديثة وكذلك السقي ،الذي يتم بالمرشات
المحورية ،أما العينة الثانية ،فتمثل استغالل غير شرعي لمساحة شاسعة ،اعتمد فيها على األمطار لسقي
المحاصيل ،وعلى المنجل لحصاده ،أما الحرث فقد تم باستعمال المحراث و الحصان المبين في الصورة.
من المعلوم أن زراعة الحبوب (حبوب الشتاء) في المنطقة السهبية ،تعتمد على الزراعة الواسعة غير المكثفة،
ألن التساقط بها غير منتظم وغير كافي ،إذ ال يُمكن من استغالل زراعي مكثف النحصاره دون 774ملم في
السنة (كما رأينا سابقا) ،مما جعل مردود الحبوب ال يتجاوز غالبا 40 ،قنطار في الهكتار.
الجدول رقم :)09(:تطور إنتاج حبوب الشتاء بواليتي البيض و النعامة ،خالل الفترة :0222-0224
والية البيض والية النعامة
حبوب
المردود. اإلنتاج. المساحة. المردود. اإلنتاج. المساحة.
الشتاء
(ق/هـ) (ق) (هـ) (ق/هـ) (ق) (هـ)
2.97 251920 27494 7.42 00704 9404 0224
07.00 702724 00724 9.27 09004 7974 0220
9.29 092004 72244 0.77 04094 2024 0227
4.90 74704 02974 0.29 2724 7704 0222
4.20 74274 70424 2.04 04444 00224 0220
2.70 700704 20224 0.47 02274 00074 0227
02.79 770700 29074 2.74 042077 00994 0220
2.70 002277 22979 0.02 04240 2027 0222
7.92 042204 22700 7.22 00274 07044 0229
7.00 72074 77202 0.99 02074 2044 0222
7.90 720002 04220 0.00 02294 2770 المعدل
المصدر :مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة .7440
100
اإلنتاج (ألف قنطار)
80
60
40
20
0
1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999
السنوات
70
60
اإلنتاج (عشرة أالف قنطار)
50
40
30
20
10
0
1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999
السنوات
اإلنتاج ( عشرة أالف قنطار) المساحة (عشرة أالف هكتار) المردود (ق/هـ)
من خالل بيانات الواليتين يبدوا أن إنتاج الحبوب ،مرتبط بالتساقط ال بالمساحة ،يتجلى ذلك خاصة خالل سنة
،0220أين استقرت المساحة تقريبا بالنسبة لوالية النعامة ،فيما تراجعت مساحة الحبوب لوالية البيض بـ74
ألف هكتار ،ورغم ذلك ارتفع االنتاج إلى مستوى قياسي ،الرتباطه بالتساقطات المسجلة.
الشكل رقم :)04(:عالقة إنتاج ومردود الحبوب بالتساقط السنوي للفترة ( )0222/0227لوالية النعامة:
30
25
20
15
10
5
0
1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999
/ 0 -0 )Iزراعة الخضر:
أما الخضر ،فهي ذات مردود جيد عموما ،خاصة الخضر الموسمية ،بينما تكاد الخضر المب ّكرة تنعدم،
بالموازاة مع نُدرة استعمال البيوت البالستيكية بسبب الرياح العاتية ،والزوابع الرملية.
الجدول رقم :)72( :تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية ( )0222/0292لوالية النعامة:
أما والية البيّض ،فتتميز بتربة أكثر ضعفا من حيث المقومات الزراعية ألغلب مناطق الوالية ،هذا الضُّ عف
يتجلى من خالل مردود الخضر الضعيف جدا مقارنة بنظيره لوالية النعامة ،والذي لم يتعدى سقف 04ق/هـ
إالّ خالل الموسم ،7442-7447الذي مثّل أفضل سنوات الدعم الفالحي ( الجدول.) 24
الجدول رقم :)24( :تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية ( )7442/0222لوالية البيض:
الشكل رقم :)00( :تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية ( )0222/0292لوالية النعامة:
1.00
المردود
800
0.80
600
0.60
400 0.40
200 0.20
0 0.00
19 984
19 985
19 986
19 987
19 988
19 989
19 990
19 991
19 992
3
99
/1
/1
/1
/1
/1
/1
/1
/1
/1
/1
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
19
الشكل رقم :)07( :تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية ( )7442/0222لوالية البيض:
2500 0.90
0.80
2000 0.70
اإلنتاج ،المساحة
0.60
1500
المردود
0.50
0.40
1000
0.30
500 0.20
0.10
0 0.00
19 994
19 995
19 996
19 997
19 998
19 999
20 000
20 001
20 002
3
00
/1
/1
/1
/1
/1
/1
/2
/2
/2
/2
93
94
95
96
97
98
99
00
01
02
19
مردود األشجار المثمرة هو اآلخر ضعيف جدا ،و هو في تراجع مستمر ،منذ تجاربه األولى في االستصالح
الزراعي ،وهو عموما محصور بين 02و 42ق/هـ ،لكل من الواليتين السهبيتين ،مع بعض التحف حول دقة
نتائج المردود الذي بلغ 00ق/هـ سنة ،0222و 40ق/هـ سنة (7440الجدول ،)27أما األول فبسبب تراجع
مساحة األشجار المثمرة ،من 7427هكتار إلى 0007هـ فقط ،وهو أمر غير معقول ،ألن االستصالح يقضي
بمضاعفة المساحة المسقية ،ال بنزع األشجار ال ُمثمرة ،وهنا احتمال ورود خطأ في المعطيات .أما الثاني؛
فيُعزى تدني مستوى المردود إلى 40ق/هـ خالل الموسم ،7440-7442لسبب واضح هو غزو الجراد للمنطقة
مرتين خالل ذلك الموسم ( أنظر المنحنيات .)00 ،02
الشكل رقم :)02( :تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم الزراعية ( )0222/0292بوالية النعامة:
المردود
500 0.80
400 0.60
300
0.40
200
100 0.20
0 0.00
ال
84 84
85 85
86 86
87 87
88 88
89 89
90 90
91 91
92 92
3
متو
99
19 /19
19 /19
19 /19
19 /19
19 /19
19 /19
19 /19
19 /19
19 /19
سط
/1
83
19
الجدول رقم ( :)00تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم الزراعية ( )7442/0222بوالية البيض:
الشكل رقم :)00( :تطور منتوج األشجار المثمرة بوالية البيض خالل الفترة :7442/0222
المردود
1.00
2000 0.80
0.60
1000 0.40
0.20
0 0.00
19 997
19 998
19 999
20 000
20 001
20 002
20 003
4
00
/1
/1
/1
/2
/2
/2
/2
/2
96
97
98
99
00
01
02
03
19
مبدئيا ،ما كان لهذه األصناف أن تجد مكانا بالواليات السهبية ،لوال برامج االستصالح ال ُمغرية ،ال ُمع ّممة على
المناطق ككل ،ألن هذه األصناف معروفة باستهالكها الشديد للماء ،وضعف مردودها ،وألن اإلنتاج في مثل
هذه المناطق غير مضمون إطالقا ،وهو في تراجع مستمر كما رأينا سابقا ،ذلك ألن العوائق كثيرة (،الحرارة،
الجليد ،السيروكو ،الرياح ،الفيضانات ،الرمال ،الملوحة ...،...،و حتى الماعز و الجراد).
/ 0 -0 ) Iاألعالف المسقية:
األعالف هي األُخرى ،نظامها الزراعي غير
مكثف ،على الرغم من إمكانية جعله مكثفا،
بحسن استخدام التقنيات المتاحة ،خاصة في
ظل الدعم الداعم للزراعة المسقية.
عموما ،وحسب بيانات المصالح الفالحية ،فإن أنظمة اإلنتاج في واليتي البيض والنعامة ،ذات سياق غير
ُمكثّف ،بنسبة تصل إلى %70من إجمالي اإلستغالل الزراعي بالمنطقة السهبية المدروسة ،في حين تغطي
نسبة اإلستغالل شبه المكثف % 04من ذلك ،و ينحصر اإلستغالل المكثف في نسبة %40فقط.
) IIالمحيطات الفالحية المسقية في المنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة " :الواقع الميداني "
الجدول ( :)00توزيع مناطق اإلستصالح حسب البلديات السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة :
هذه المحيطات الفالحية منها الناجحة ومنها الفاشلة ومنها حتى المهجورة بالكليّة ،وكذلك شأن المستثمرات
الفردية المعزولة ،أما مساحاتها فتختلف هي األخرى من محيط إلى آخر.
الخارطة( :)02
مساحة محيطات و مناطق االستصالح الزراعي المدروسة؛ من البلديات السهبية لواليتي البيض والنعامة.
شط الشرقي
المنطقة السهبية
لبيوض
ور -0 )0محيطات لالستصالح الرعوي الالقصـــ
الزراعي:
البيض
االستصالح الرعوي ،وكانت النتائج أفضل.
توسمولين إلى فتحولت المسقية، هي محيطات لم تنجح بها الزراعة
المشرية
عين بن خليل
القصـــور
محيطات لألعالف المسقية": جبـــــــال
المشرية)" / 0 -0 )0محيط فريطيس المسقي (بلدية
الصورة (:)72
بستان فتي مهجور رغم توفره على
المورد المائي وشبكة السقي عن
طريق التقطير.
محيط قويرات ،بلدية البيوض.
(مـــاي )7447
الصورة(:)79
صهريج مائي ذو سعة 744متر مكعب فارغ ،ومحيط مسقي مهجور ،بقرار إداري.
محيط فرطاسة المسقي ،بلدية صفيصيفة (ماي )7447
هذه العمليات ث ّمنت المحيط وسهلت العمليات الزراعية به ،وكان حق اإلستصالح به مقتصرا على عرش
"القراريج" الذي تنحذر منه 00عائلة تقاسمت هذه الهكتارات الـ 244فيما بينها ,إال أن التناوب على مصدري
الماء ،واالشتراك في ثمن الكهرباء ،كانا من أبرز األسباب التي أدت إلى تدهور المحيط مباشرة بعد سنوات
االستصالح وحصولهم على عقود التنازل ،خاصة مع انشغال أغلب المستفيدين بنشاطهم األساسي الرعوي.
بلغ ثمن الهكتار الواحد خاللها حوالي 24.444دج ،إال أنه عرف بعدها مباشرة مع بداية األلفية الجديدة قفزة
بلغت خمسة أضعاف أي 074.444دج للهكتار الواحد بسبب سياسة الدعم الفالحي ( )%044التي جعلت من
المحيط ورشة بيد المقاولين ،هذا النشاط تبعه ركود رهيب بعد ترا ُجع نسبة الدعم الفالحي من %044إلى
%74ثم إلى %24فقط ،مما فرض على المستثمرين االقتراض من البنوك ،وهو األمر الذي يرفضه معظم
المستفيدين بشكل قطعي ،وعلى الرغم من ذلك فال يزال ثمن هذه الهكتارات المهجورة في تزايد مستمر.
الشمـال
المفتاح:
حدود المستثمرات
بساتين مهجورة
أراضي فارغة
خضر
أعالف مسقية.
حبوب
مناطق التعرية المائية
مسالك
بئر عميق
صهريج مائي
مسكن ريفي
متر
المصدر :التحقيق الميداني ،مع طلبة السنة الرابعة – وسط ريفي( -شهرأبريل) سنة 7442
/ 0 -0 ) IIمحيطات صفيصيفة:
تتربع بلدية صفيصيفة على خمسة مناطق استصالح أهمها محيطي أولقاق و بلغراد المندرجين ضمن قانون
الحيازة على الملكية العقارية مقابل اإلستصالح الزراعي.
هذه المحيطات سجلت نجاحا إلى حد ما ،مقارنة بمناطق اإلستصالح األخرى؛ مثل منطقتي :تالة و قعلول
الرعويتين ،أين تسبب إهمال الموالين لألرض الفالحية إلى تدهورها بالكامل ،فيما تأثر محيط فرطاسة بقطع
الماء عنه ،و ساهمت خبرة المستثمرين القصوريين بالمجال الزراعي و بطرق االستصالح بمحيطي بلغراد و
أولقاق في نجاح االستصالح رغم الظروف المناخية الصعبة.
1987
واد سيدي موسى
حوض الدايرة
مركز البلدية
2004
مستثمرات
االستصالح
الزراعي
مركز البلدية
الشمـال
منطقة واد
نحو بلدية مكمن بن سيدي موسى منطقة حاسي
عمار الرزينة المفتاح:
حدود المستثمرات
نحو بلدية األشجار المثمرة
المشرية أراضي فارغة
خضر
منطقة
المسدورية أعالف مسقية.
منطقة حاسي
بن الدين
نحو حوض الدايرة
منطقة الكركار طريق بلدي
مسالك
بئر عادي
بئر عميق
منطقة الكريمة صهريج مائي
منطقة عمرانية
مركز بلدية
عين بن خليل متر
المصدر :التحقيق الميداني ،مع طلبة السنة الرابعة –وسط ريفي( -ماي /جوان) سنة 7447
/ 0 -0 ) IIIحجم المستثمرات:
تتوزع المساحة الفالحية المدروسة و المكونة من حوالي 0094هـكتار ،على 707مستثمرة % 04 ،منها
موجودة خارج محيطات االستصالح ،وهي مقسمة إلى مساحات غير متساوية ،فيما نجد أن المحيطات المسقية
مقسمة في مجملها إلى مساحات متساوية في حدود 47إلى 04هكتار ،مما جعلها الفئة األهم بين الفئات
الموجودة ضمن مساحات المستثمرات الموزعة كما يلي:
-من 47إلى 42هكتار.% 09.04 :
-من 42إلى 47هكتار .% 70.42 :
-من 47إلى 04هكتار.% 09.12 :
فيما تمثل نسبة % 07المتبقية مجموع المستثمرات القليلة التي تفوق مساحتها 04هـ07 ،هـ ،وحتى 74هكتار،
وهي مستثمرات خارج المحيطات المسقية طبعا ،كما أن الفئة ( )04 -47تشمل نحو 207هـ من أصل 0094هـ
الممثلة إلجمالي المساحة الفالحية المدروسة ،أي ما يقارب نسبة % 04منها (الجدول.)27
الجدول ( :)00توزيع مساحة المستثمرات ،حسب الفئات ،وحسب المحيطات الفالحية ،للمنطقة المدروسة:
07-04
04-47
47-42
42-47
< 74
00 20 22 22 09 00 09 عدد المستثمرات عين بن
772 77 44 44 042 02 00 المساحة حسب الفئة هـ خليل
02 22 22 22 00 20 20 عدد المستثمرات
دراع لحمر
774 44 44 44 707 42 47 المساحة حسب الفئة هـ
00 22 22 20 00 20 21 عدد المستثمرات
لبيوض
007 44 44 00 22 42 07 المساحة حسب الفئة هـ
الجدول رقم ( :)01إستغالل األراضي الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة:
المساحة األراضي المساحة المساحة الصالحة محيطات
المسقية المستريحة المستغلة للزراعة االستصالح
022 29.7 727.7 222 عين بن خليل
047 00.7 000.7 727 دراع لحمر
007 4 007 000 لبيوض
027.7 00.7 020 027.7 النعامة
02 2 70 07 روداسة
00 0 09 72 صفيصيفة
072 04.7 092.7 020.7 توسمولين
272.7 027 277.7 0094 المجموع
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
الجدول رقم ( :)09االستغالل الزراعي بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة:
المساحة المسقية (هكتار)
محيطات االستصالح
المجموع(هـ) األشجار المثمرة الخضر األعالف المسقية
022 22.77 72.3 00.7 عين بن خليل
047 02.8 20.8 09.7 دراع لحمر
007 02.0 07.7 24.7 لبيوض
027.7 20.7 79.0 4 النعامة
02 40.0 04.0 02 روداسة
00 22.0 02.0 00 صفيصيفة
072 00.0 92.0 4 توسمولين
272.7 270.7 702.7 090.7 المجموع (هكتار)
% 044 % 07.2 % 22.4 % 70.2 النسبة %
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
إن االنتشار الواسع لبساتين الفاكهة ،ال يمكن ربطه أبدا بالمقومات الفالحية للمنطقة ،المعروفة بتربتها الهيكلية
الفقيرة ،في حين تتطلب األشجار -المثمرة نظرا لنظامها الجذري ،-توفر تربة متطورة وعميقة.
السبب في ذلك (والذي لمسناه ميدانيا) هو عدم دراية الم ّوالين ،وهم غالبية المستفيدين من محيطات االستصالح
(حوالي ،)% 09باألسس الفالحية ،لتخصصهم وخبرتهم في مجال الرعي و الماشية ،مما يبرر رفضهم
لزراعة الخضر التي تتطلب تقنيات خاصة و متابعة ميدانية دائمة ،بينما يرى معظم الم ّوالون – وبشكل خاص
بعين بن خليل الرعوية -أن البستنة ال تتطلب معارف كثيرة وال تقتيات ،خاصة مع تكفل المقاولين بكل العمليات
الزراعية األولية ،من غرس األشجار إلى غاية ربطها بنظام السقي.
الصورة ( : )00
كما تتميز هذه الهكتارات المسقية ،بمساحاتها الضيقة ،فقد سجلنا وجود نحو % 20من مجموع هذه المساحات
ضمن الفئة األصغر مساحة بحوالي 7-4هكتار،مما يعكس التقسيم القطعي الكثيف للمستثمرات.
الجدول رقم ( :)09توزيع المساحات المسقية ،حسب المحيطات الفالحية للمنطقة السهبية المدروسة:
المجموع المساحة المسقية (هكتار) محيطات
% (هكتار) > 74 74-04 04-47 47-42 42-47 < 47 االستصالح
70.4 022 00 44 00 09 09.0 11.0 عين بن خليل
02.2 047 44 44 00 00.0 09 00.0 دراع لحمر
07.0 007 44 44 29 20 44 020 لبيوض
02.7 027.7 44 02 11 02.0 29 29 النعامة
47.7 02 44 44 20 20 44 29 روداسة
49.7 00 44 44 09 44 44 00 صفيصيفة
00.9 072 44 02 01 00 00 00 توسمولين
044 272.7 72 24 720 002 94.7 720 المجموع
% 044 42.42 42.20 24.02 07.00 04.07 20.02 النسبة %
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
الجدول (:)09الطبيعة القانونية للمستثمرات الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة:
ملكية حق االستغالل في إطار قانون ملكية في إطار قانون الحيازة
المجموع خاصة. االمتياز الفالحي. على الملكية العقارية. محيطات
Privé Concessions APFA االستصالح
52 04 15 33 عين بن خليل
50 00 00 50 دراع لحمر
23 00 19 04 لبيوض
32 00 10 22 النعامة
10 00 00 10 روداسة
15 00 07 08 صفيصيفة
33 04 13 16 توسمولين
215 08 64 143 المجموع
%044 42.27 72.20 00.70 النسبة %
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
الجدول رقم ( :)02إستعمال التقليب العميق لكسر القشرة الكلسية ،من أجل اإلستصالح بالمنطقة السهبية:
المجموع
استصالح بتكسير استصالح بدون تكسير محيطات
%نسبة االستصالح
عدد المستثمرات القشرة الكلسية القشرة الكلسية االستصالح
بتكسير القشرة الكلسية
% 99.00 77 40 00 عين بن خليل
% 044.4 74 44 74 دراع لحمر
% 70.77 72 04 02 لبيوض
% 044.4 27 44 27 النعامة
% 044.4 04 44 04 روداسة
% 044.4 07 44 07 صفيصيفة
% 90.90 22 47 79 توسمولين
% 24.72 707 70 020 المجموع
% % 044 % 42.9 % 24.7 النسبة %
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
بدأ االستصالح في بعض المحيطات المسقية خالل الثمانينات ،وتأخر في البعض اآلخر إلى العشرية الموالية،
حيث كان أول محيطين بالمنطقة المدروسة ،محيط دراع لحمر بوالية البيض ،ومحيط روداسة بوالية النعامة،
هذا األخير ،مثّل أول تجربة وأ ّول فشل في عمليات االستصالح عن طريق الزراعة المسقية ،فيما نجح محيط
دراع لحمر رغم تخبطه في مشاكل االستغالل الجماعي لمصدري الطاقة والماء ،والذي ما لبث أن هُجر بعد
انقضاء فترة االستصالح ،وحصول المستفيدين على عقود الملكية.
على الرغم من ذلك فإن الفترة 0222-0292حققت استصالح أكثر من % 04من مجموع المستثمرات
المدروسة ،خاصة بعد سنة 0292حيث انتشر االستصالح عن طريق الحيازة ،في ظل قانون 02-92الصادر
سنة ،0292و المتعلق بإعادة التنظيم الفالحي ،وضمان االستقاللية الفعلية للمستثمرات الفالحية.
الجدول رقم ( :)00توزيع المستفيدين من برامج االستصالح ،حسب المهن و الحرف األصلية:
محيطات االستصالح
المهن
المجموع
%
دراع عين بن و
توسمولين صفيصيفة روداسة النعامة لبيوض لحمر خليل الحرف
02.2 042 77 42 47 40 02 00 77 م ّوال
02.7 72 47 47 40 40 47 40 49 فالح
49.0 09 44 44 40 40 47 42 47 تاجر
49.0 09 47 44 47 04 40 47 40 إداري
40.0 04 44 44 44 40 44 47 47 عاطل
42.2 48 44 44 44 44 44 40 02 بناء
47.2 47 44 44 44 44 44 40 40 مقاول
47.2 47 44 40 44 44 44 47 47 متقاعد
47.2 47 44 44 40 44 44 47 47 جامعي
40.2 40 44 44 44 44 44 42 40 معلم
امرأة
40.2 40 44 44 44 44 40 44 42 (ربّة بيت)
40.0 42 40 44 44 44 44 40 40 شرطي
44.2 47 44 44 44 44 44 44 47 ميكانيكي
44.7 40 44 44 44 44 44 40 44 طبيب
707 22 07 04 27 72 74 77 المجموع
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
بلغ عدد طلبات الدعم الفالحي بوالية النعامة لوحدها ،أكثر من 2744طلب خالل سنة واحدة ( ،)7447وقد
استجيب لهذه الطلبات بغالف مالي ق ّدر بـ 40مليار دينار تقريبا ،حصلت عين بن خليل على أكبر حصة منه،
بحوالي ثلث القيمة المخصصة لكل البلديات السهبية للوالية (الجدول.)02
-محيط حاسي اللّة -بلدية عين بن خليل (ماي - )7447 -محيط دراع لحمر – بلدية البيض (أبريل - )7442
الصورتان ( :)02،09مصدات الرياح و المصدر المائي ،أهم تجهيزات المحيطات الفالحية خالل فترة
قانون الحيازة على الملكية العقارية،
أنابيب
سقي عمود كهربائي
مصدات الرياح
أما خالل تطبيق البرامج األخرى ،والتي كان آخرها وأهمها المخطط الوطني للدعم الفالحي ،خاصة في
مرحلته األولى ،7447-7444فإن المستثمرات تجهزت بكل ما يلزمها من أدوات االستصالح ،بدءا بالمصدر
المائي و وسائل السقي ،ليشمل غرس األشجار المثمرة ومصدات الرياح ،وصوال إلى توصيل الكهرباء وبناء
المسكن ،داخل المستثمرة أيضا (الصورة .)20
زيادة على التجهيزات القاعدية األخرى ،تضاعف عدد اآلبار واآلبار العميقة ،بشكل كبير جدا ،بلغ عدده 720
بئر موزعة على 707مستثمرة (مدروسة) ،أي بمعدل 0.77بئر لكل مستثمرة ،م ّما ضمن وفرة في مياه السقي
بكل المستثمرات.
الجدول ( :)00توزيع اآلبار و اآلبار العميقة على المنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة:
عدد المستثمرات مجموع نقاط الماء اآلبـــار العميقة اآلبـــار محيطات االستصالح
707 720 079 000 العدد
0.77بئر/مستثمرة % 044 00.2 72.2 النسبة %
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
الصورة (:)20
الجدول رقم ( :)00توزيع أنظمة السقي على المستثمرات الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة:
السقي االنحداري نظام السقي نظام الرش محيطات
المجموع بدون سقي
(الساقية) بالتقطير المحوري االستصالح
77 4 74 02 07 عين بن خليل
74 04 07 77 2 دراع لحمر
72 0 7 2 9 لبيوض
27 4 00 00 4 النعامة
04 7 7 4 4 روداسة
07 4 2 2 2 صفيصيفة
22 4 70 07 4 توسمولين
707 70 22 90 72 المجموع
% 044 42.9 20.2 04.44 02.7 النسبة
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
المستثمرات المدروسة من محيطات االستصالح الزراعي ،استفادت في هذا الصدد من بناء 007مسكن جديد،
وترميم وتوسعة 00مسكن آخر ،أي أن المستثمرات التي لم تستفيد من السكن الريفي إلى غاية تاريخ التحقيق
الميداني ،لم تتعدى % 00من إجمالي عينات الدراسة الـ 707مستثمرة ( الجدول.)00
الجدول رقم ( :)01توزيع حصص السكنات الريفية على المحيطات الفالحية ،بالمحيطات المدروسة:
وقد تبين لنا هذا الهجران جليا من خالل نتائج التحقيق الميداني ،حيث وجدنا أن نصف المستفيدين
تقريبا ( ،)% 02.2يقطنون بالتجمعات السكنية للمحيطات المسقية ،وأن أكثر من الثلث غير مقيمين بمناطق
المحيطات أصال ،فيما يسكن 29مستفيد بمسكنه الريفي داخل المستثمرة ،أي ما يعادل % 02فقط.
الجدول ( :)09توزيع المستفيدين من االستصالح الزراعي حسب أماكن سكنهم من المحيطات الفالحية:
صفيصيفة
توسمولين
بومرداس
(تلمسان)
مكمن بن
الصفراء
الرمشي
سـعـيـدة
عين بن
محيطات
لبيوض
بلعباس
مشرية
النعامة
البيض
الخيثر
سيدي
أدرار
عمار
خليل
عين
المجموع االستصالح
77 40 42 42 40 40 40 47 40 - - 04 40 - - 77 عين بن خليل
74 - - - - - - - - - - - - - 74 - دراع لحمر
72 - - - - - - - - - - 00 - 42 - - لبيوض
27 - - - - - - - - - - 07 02 - - - النعامة
04 - - - - - - - - - - 04 - - - - روداسة
07 - - - - - 42 - - - 49 - - - - - صفيصيفة
22 - - - - - - - - 22 - - - - - - توسمولين
707 40 42 42 40 40 49 47 40 22 49 00 09 42 74 77 المجموع
الجدول رقم ( :)02توزيع العمال الدائمين بالمحيطات الفالحية ،حسب أصلهم الجغرافي ،بالمنطقة السهبية المدروسة:
البلديات و الواليات األصلية
صفيصيفة
توسمولين
(تلمسان)
مكمن بن
محيطات
غيليزان
الرمشي
سـعـيـدة
عين بن
لبيوض
معسكر
قصدير
بلعباس
مشرية
النعامة
البيض
سيدي
أدرار
عمار
عسلة
خليل
المجموع االستصالح
20 40 47 40 47 47 40 40 47 40 - - 02 42 40 00 عين بن خليل
74 - - - - - - - - - - - - - - 74 - دراع لحمر
07 40 - - - - - - - - - 02 72 40 - لبيوض
70 - - - - - - - - - - - 27 02 - - 47 النعامة
07 - - - - - - - - - - - 07 - - - - روداسة
02 - - - - - - - - - - 02 - - - - - صفيصيفة
02 - 00 - - - - - - - 72 - 40 - - - - توسمولين
202 40 72 40 47 47 40 40 47 40 72 02 92 70 72 77 70 المجموع
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
- 136 -
/ 0 -0 ) IIIأعمار المستفيدون من االستصالح:
بما أن أغلب المستفيدين من الموالين ،فإن الفئة العمرية األكثر انتشارا بين مستصلحي المحيطات المسقية ،هي
الفئة 74-04سنة بنسبة ،% 22وعلى اعتبار أن النشاط الفالحي يعتمد على كبار السن فيما يخص الخبرات
الزراعية ،ويعتمد على الشباب في الجهد العضلي ،فإن محيطاتنا المسقية تفتقر إلى جهد المستثمرين الشباب،
فيما هي في غنى عن كهول ال خبرة لهم بالزراعة.
الجدول ( :)00توزيع عدد المستفيدين من المحيطات الفالحية ،حسب الفئات العمرية ،بالمنطقة المدروسة:
الفئات العمرية (سنة)
المجموع محيطات االستصالح
04 + 04-74 74-04 04-24 24-77 77-74
77 20 20 09 21 20 09 عين بن خليل
74 20 21 00 09 20 44 دراع لحمر
72 20 21 20 20 29 44 لبيوض
27 20 20 00 21 20 20 النعامة
04 44 20 20 20 20 44 روداسة
07 44 20 20 21 20 20 صفيصيفة
22 44 20 00 20 20 44 توسمولين
707 04 79 90 00 77 77 العدد
المجموع
% 044 40.0 02.4 22.0 70.0 00.0 04.7 %
المصدر :التحقيق الميداني(.)7442/7442
الشكل رقم ( :)07توزيع المستفيدين من المحيطات الفالحية ،حسب الفئات العمرية.
فمن خالل مالحظة الجدول ( ،) 77يتبين مدى الفارق بين مردودية المنطقة السهبية و مردودية منطقة القصور،
الذي يصل إلى النصف ،رغم فرص التجهيز المتساوية والظروف المناخية المتشابهة إلى حد كبير.
الجدول رقم ( :)00توزيع اإلنتاج الفالحي بالبلديات السهبية لوالية النعامة للموسم الفالحي :7442/7447
األعالف المسقية الفواكه الخضر
المردود (ق/هـ)
المساحة (هكتار)
المردود (ق/هـ)
المردود (ق/هـ)
المساحة (هكتار)
المساحة (هكتار)
اإلنتاج (قنطار)
اإلنتاج (قنطار)
اإلنتاج (قنطار)
البلديات
السهبية
044 09044 090 22 242 02 070 0940 70 النعامة
044 70244 702 22 0770 22 072 7799 00 المشرية
700 7970 70 22 7707 79 072 00024 222 صفيصيفة
004 00944 074 22 979 77 024 07244 224 عين بن خليل
24 724 2 20 220 70 072 0247 27 مكمن بن عمار
004 00744 074 22 0770 22 079 9027 00 البيوض
000 90001 900 01 0200 090 90 90999 910 المنطقة السهبية
090 00999 000 00 09029 020 090 002902 100 منطقة القصور
022 072442 277 29 77077 720 079 027972 0740 مجموع الوالية
المصدر :مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة .7440
فالمنطقة السهبية لوالية النعامة مثال ،سهبية بامتياز ،وهي تضم ثالث أرباع عدد م ّوالي الوالية البالغ 0444
موال ،كما تحتضن ثالث أرباع عدد المواشي بالوالية ،الذي يُقارب المليون رأس ،والنشاط الرعوي هو السائد
منذ قرون ،فال عمال األرض فالحين وال المستثمرات فالحية ،فكيف وبماذا سينجح االستصالح الزراعي؟.
الجدول ( :)00توزيع عدد الموالين ،و رؤوس الماشية على البلديات السهبية لوالية النعامة (:)7447/7442
الماشية الم ّوالين
البلديات السهبية
% العدد % العدد
2.7 65407 04.0 072 النعامة
7.7 02092 42.2 720 المشرية
2.0 09720 02.2 902 صفيصيفة
00.2 002270 02.0 0042 عين بن خليل
07.9 000420 47.9 207 مكمن بن عمار
00.2 027277 2.2 790 قصدير
07.7 002220 07.2 902 البيوض
91.9 191000 90.0 0100 المنطقة السهبية
00.0 029009 01.1 0190 منطقة القصور
% 044 247094 % 044 0722 مجموع الوالية
المصدر :مديرية الخدمات الفالحية لوالية النعامة .7440
وعليه فزيادة على توفير عدد كبير من فرص العمل في القطاع الزراعي و تثبيت عدد هام من البدو الرحَّل في
إطار التنافس على الحصول على الملكية العقارية ،أو االستفادة من الدعم الفالحي ،حقق االستصالح الزراعي
وفرة محلية لعدة منتوجات زراعية(،أعالف ،فواكه و خضر)،و التي من أهمها البطاطا ،المتربعة على أكبر
حصص مساحة الخضر بـ 97هكتار ،أي ما يعادل ثلث مساحة الخضر ،و % 04من المساحة المسقية الكلية
للمحيطات المدروسة ،أما فيما يخص األشجار المثمرة ،فإن أهم المنتوجات هي فاكهة المشمش بنفس مساحة
البطاطا ،إلى جانب التفاح والخوخ وحتى الكروم – عنب المائدة (-الصورة) ،هذه المنتجات كانت تُجلب سابقا
من واليات أخرى ،مثل سعيدة ،بشار ،تيارت ،وحتى سيدي بلعباس ومعسكر ،وأصبح إنتاجها عن طريق
االستصالح الزراعي ،يغطي االحتياج المحلي لهذه المواد ،وهو أمر يشجع نظريا على توسيع هذه العمليات
(الجدول .) 70
الصورة (:)20
909.0 091.0 02.7 70.77 07.7 92.77 72 07 22.7 07.7 00 97.77 00.77 20
المجموع
= %00.1هـكتار 000.0هكتار= % 00.00 009.0هكتار = % 00.90
% 044 70.0 0.7 42 0.0 04.2 2.2 9.7 0.7 0.0 0.4 04.9 7 7.2 النسبة %
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
تلف فاكهة الخوخ (السوق األُسبوعي المشرية) بساتين من الخوخ الطازج (بلدية عين بن خليل)
الصورتان ( :)22،29كميات كبيرة من الخوخ الطازج تجد نهايتها في مزبلة السوق البلدي (جوان
.)7447
البيانات الرسمية المتضاربة سجلت تحقيق ما تعتبره استصالحا لمئات الهكتارات سنويا ،أما الواقع الميداني
أن هذا االستصالح لم يكن في أغلب األحيان إالّ تجهيزا وعمليات تهيئة آلية ،جعلت من المراعي
فيُثبت ّ
السهبية ورشات للمقاولين ،لتهيئة وتجهيز هذه الهكتارات.
التحقيق الميداني ،وبكل واقعية ،بيّن أنه ثمت عمليات استصالح متباينة ،منها الفاشلة ومنها التي حققت
بعض النجاح و بمردودية ضعيفة ،ومنها ما حققت نجاحا كبيرا ،و بإنتاج وفير و بمردودية جيدة أيضا،
لكنها في تراجع مستمر مقلق ،نظرا لمحدودية مقوماتها الطبيعية ،فضال على الموارد المالية والمائية التي
استنفذتها ،من غير تعويض.
-168-
/ 0 -0 ) IIIالوجه اآلخر للمحيطات المسقية:
زيادة على االستغالل الالعقالني للمقومات الطبيعية السهبية ،ظهر مع انتشار االستصالح الزراعي ،آثار
سلبية أخرى والتي من أهمها ،التقسيم القطعي الكثيف لمساحات واسعة ،من خالل تسييج مستثمرات
المحيطات المسقية ،فضال عن المستثمرات الفردية المعزولة ،مما ح ّول تدريجيا المشهد السهبي المعروف
بانفتاحه ،إلى مشهد مغلق.
الصورة (:)22
كما أفرزت هذه العمليات الزراعية تهديدا واضحا للمنطقة السهبية بفقدان خصوصيتها الرعوية أيضا،
بعدما أُجهضت التربة في بعض المناطق الحساسة ،إ ّما بعد نجاح مؤقت لمشروع االستصالح ،باعتبار أن
الخصوصية البنيوية للتربة في معظم مناطق االستصالح ،ال تتحمل استغالل األرض أكثر من مرة أو
مرتين ،ليبدأ المردود في التراجع ،وإ ّما لحصول فشل مبكر للمشروع ،يصحبه تخريب تام للوسط الطبيعي
بسبب عمليات االستصالح الفاشلة البالغة األثر ،وهُجران مستثمرات التجارب (الصورة ،)94
التي ال تزال ُمدرجة ضمن المساحات المستصلحة ،عند مسئولو الفالحة بالمنطقة.
الصورة (:)94
-169-
-1 ) IIIالماء" :أهم مقومات االستصالح الزراعي"
و ألن الماء هو أساس االستصالح ،انتهجت الدولة سياسة توفير هذا العنصر الحيوي بمحيطاتها المسقية،
وألن المنطقة تعيش على المياه الجوفية ،اعتُمد بشكل كلي في ذلك ،على اآلبار العميقة.
الجدول ( :)00توزيع اآلبار و اآلبار العميقة على المنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة:
عدد المستثمرات مجموع نقاط الماء اآلبـــار العميقة اآلبـــار محيطات االستصالح
77 20 29 79 عين بن خليل
74 20 20 4 دراع لحمر
72 70 42 00 لبيوض
27 02 07 27 النعامة
04 70 2 07 روداسة
07 07 07 4 صفيصيفة
22 04 04 24 توسمولين
707 720 079 000 المجموع
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
يتضح من خالل الجدول أعاله ،مدى وفرة نقاط الماء بالمحيطات المسقية ،والتي بلغت معدل 0.77بئر
لكل مستثمرة ،لتوفر الـ 707مستثمرة مدروسة على 720مورد مائي ،فيما سجلت عين بن خليل أعلى
معدل ،بلغ 0.9بئر للمستثمرة الواحدة.
/ 0 -1 ) IIIصهاريج المياه:
تضا ُعف عدد اآلبار ،صاحبه تضاعف أيضا في عدد الصهاريج ،وكان لعين بن خليل الحصة األكبر منها
أيضا ،هذه الصهاريج في معظمها ( )% 27ذات سعة 044متر مكعب ،لتناسبها الطردي مع حجم
المستثمرات المتوسط (04-47هـ) ،أما الصهاريج األكبر حجما بكل المنطقة المدروسة فهي؛ صهريج
-170-
محيط فرطاسة ببلدية صفيصيفة ،ذو طاقة استيعاب 744م ،2وآخر مماثل يملكه أحد أكبر المستثمرين
الخواص بمنطقة سيدي موسى ،ببلدية عين بن خليل (الجدول.)70
الجدول رقم ( :)01توزيع صهاريج المياه ،بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة:
%إلى عدد عدد عدد الصهاريج حسب السّعة (المتر المكعب)
الصهاريج المستثمرات مجموع 744 044 244 744 074 044 محيطات
المستثمرات م2 م2 م2 م2 م2 م2 االستصالح
% 044 77 77 40 40 44 44 44 74 عين بن خليل
% 20 74 22 44 44 40 40 42 27 دراع لحمر
% 24 72 00 44 44 44 44 44 00 لبيوض
% 044 27 27 44 44 44 44 44 27 النعامة
% 24 04 42 44 44 44 44 44 42 روداسة
% 72 07 49 40 44 44 44 44 42 صفيصيفة
% 99 22 72 44 44 44 44 44 72 توسمولين
% 99 707 092 47 40 40 40 42 027 المجموع
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
إن وفرة المياه الجوفية بالمنطقة السهبية ،أمر ُمؤكد ال شك فيه ،ولكن األمر األشد تأكيدا ،هو ّ
أن هذه الثروة ّ
الحيوية في تناقص مستمر ،لشدة االستغالل و ضعف التجديد ،و لذلك لم تعُد اآلبار العادية تُجدي نفعا،
وأصبحت اآلبار العميقة واقع ال مف َّر منه.
الجدول رقم ( :)09توزيع اآلبار و اآلبار العميقة حسب عمقها ،بالمنطقة السهبية المدروسة:
عمق اآلبار العميقة عمق اآلبار
محيطات
044-94م
94-04م
04-74م
74-04م
04-24م
044 +م
24-74م
74-04م
المجموع
االستصالح
02 40 90 72 47 02 92 20 عدد اآلبار
720
070بئر عميق = % 77 % 07 = 072 المجموع
% 044 40.22 47.02 09.01 42.97 40.97 0.27 00.90 02.00 النسبة %
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442
-171-
/ 0 -1 )IIIاآلثار األولية النتشار اآلبار العميقة بالمنطقة السهبية:
في البداية ،ولتوفر غطاءات مائية قريبة من السطح ،كانت الفؤوس تفي بالغرض ،ثم انتقل األمر إلى
استخدام الحفارات اإللية التي تصل إلى عمق بضعة أمتار بشكل عرضي (الصورة ،)90ثم أدى تراجع
مستوى المياه الجوفية إلى حفر آبار ذات عمق يصل إلى 24متر (الصورة ،) 97ومن ثم إلى حفر اآلبار
العميقة(الصور.) 92،90
الصور ( : )90،97،92،90آبار من مختلف األنواع ،تغزو المنطقة السهبية ،الستغالل مياهها الجوفية.
هذه اآلبار العميقة تُشكل اليوم تهديدا مباشرا على عدة أصعدة ،أهمها:
-اختراق طبقات جيولوجية متباينة ،وخ ّزانات جوفية متمايزة الكمية والنوعية أثناء الحفر العميق ،وما
يؤدي إليه من احتمال غور الماء ،وتملح الطبقات ،بسبب عدم مراعاة احتياطات حماية الطبقات ،التي ال
يُحصيها إالّ المختصون في مجال المياه الجوفية ،بينما يتم حفر آبار السقي دون تأطير من ممثلي مديرية
الري ،المسئولة أ ّوال عن حماية المياه الجوفية ،ال عن تسليم تصاريح الحفر فقط .
-أما األخطر من ذلك ،فهو استنفاذ هذه المياه الجوفية النادرة التجدد ،لضعف التساقطات و قلة مناطق
التغذية الجوفية (حسب المختصين بالوكالة الوطنية للموارد المائية) ،مما تترتب عليه ضرورة حفر آبار
-172-
أشد عمقا ،كحل مؤقت للمستثمرات القادر أصحابها على الحفر ،فيما يكون الهجران مصير باقي
المستثمرات ،كبداية للنهاية التي تبدو مالمحها واضحة ،من خالل تسجيل تراجع كبير في مستويات
استقرار المياه الجوفية ،مما تسبب فعليا ،في تراجع أعداد التصاريح الممنوحة لحفر آبار االستصالح
الزراعي ،المنافسة لالستهالك البشري لمادة الماء الحيوية .
الجدول ( :)09توزيع اآلبار و اآلبار العميقة حسب عمق مستوياتها المائية المستقرّة ،بالمنطقة السهبية المدروسة:
المستوى الجوفي لمياه األبار و األبار العميقة* محيطات
المجموع
04 +م 04-04م 04-24م 24-74م 74-04م 04-47م االستصالح
00 44 44 44 40 74 04 عين بن خليل
20 40 74 04 40 40 44 دراع لحمر
72 44 44 44 44 47 77 لبيوض
07 44 44 44 40 72 42 النعامة
02 44 44 44 42 04 44 روداسة
07 44 07 44 44 42 44 صفيصيفة
27 44 44 04 44 77 44 توسمولين
727 40 27 74 07 24 20 المجموع
% 044 40.24 02.00 49.70 40.29 09.02 20.02 النسبة %
المصدر :التحقيق الميداني()7442/7442 * :اآلبار المجهولة المستوى الجوفي ،لم تأخذ بعين االعتبار.
-173-
/ 0 -1 ) IIIحفر اآلبار العميقة ،بين القرار السياسي واألولوية البيئية:
<<...ال يمكن أبد ًا لهذا الحال أن يستمر ،وإن استمر فإنه تهديد مباشر للبقاء البشري بالمنطقة السهبية
ككل ،السبب واضح ،والنتائج أصبحت واقعاً ملموسا ،>>...هذا ما صرَّح لنا به مسؤول الوكالة الوطنية
للموارد المائية ،عندما سألناه عن واقع ومستقبل االستصالح الزراعي في المنطقة السهبية ،في ظل تراجع
المنسوب الجوفي وتضاعف نقاط الماء .وقد تجسد هذا الموقف فعليا ،من خالل امتناع مسؤولوا قطاع الري
لوالية النعامة عن تقديم تصاريح حفر اآلبار ،للمستفيدين الجدد من برنامج االستصالح ،منذ مطلع .7449
إال أن عدم التنسيق بين مختلف المديريات ،أفرز فوضى في التسيير ،راح ضحيتها شباب تحصلوا على
مستثمرات فالحية الستصالحها ،إال أن االستصالح والدعم والعمل واإلنتاج وعقود االستفادة وغيرها من
الطموحات ،...ذهبت أدراج الرياح ،لعدم حصولهم على المورد المائي.
من بين العينات التي اصطدمت بهذا الواقع ،جملة من الشباب ،يبلغ عددهم 244شاب ،استفادوا من مساحة
إجمالية قدرها 044هكتار بمحيطي رأس القناطيس ،وواد الكرمة ،التابعين لبلدية المشرية ،فيما رأوه
تماطال من مديرية الري لوالية النعامة ،في اتخاذ إجراءات منح رخص حفر اآلبار ،أكد لنا القائم على
مصالح مديرية الري ،استحالة منحهم رخص الحفر ،حفاظا على مخزون المياه الجوفية المستعملة في
تموين سكان مدينة المشرية ،بهذه المادة الحيوية ،وأضاف بأنه من غير المعقول أن يتم السماح بإنجاز 244
بئر على مساحة 044هكتار ،وعليه أخلى مسؤولية مصالحه في هذه القضية ،التي لم تكن األولى وال
(وقد تم نشر هذا تقرير بجريدة الشروق اليومي بتاريخ 02أوت .)7449 األخيرة.
قرار عدم الموافقة على حفر هذه األبار العميقة ،جاء حماية للوسط الطبيعي ،ال وقوفا بوجه التنمية
الفالحية ،حتى يتسنى مراقبة وتنظيم استغالل المياه الجوفية بشكل متوازن ،ألن "اإلنتاجية والديمومة" هما
أساس التنمية ،من أجل ذلك نرجو أن يكون قرارا مسئوال و حاسما ،حتى ال تصبح مناطقنا السهبية ،طاردة
للحياة ,بسبب التدهور المتسارع لمواردها الطبيعية ،والتي أُضيف مؤخرا إلى قائمتها عنصر الماء.
-174-
خالصة الفصل الثالث:
على امتداد مراعيها المترامية على مساحة 49مليون هكتار ،تتوزع المحيطات المسقية ومناطق
االستصالح بالمنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة.
مساحتها الزراعية ال تتعدى ،% 47من إجمالي األراضي الرعوية ،وهو ما يعادل 744ألف هكتار ،تغلب
عليها األراضي المستريحة بنسبة .% 94
المائة ألف هكتار المتبقية ،تشمل جميع مساحات االستصالح الزراعي بالواليتين السهبيتين ،فيما ال تتعدى
مساحتها المسقية إلى غاية سنة 7440الـ 7444هكتار ،شمل التحقيق الميداني منها 0744هكتار ،موزعة
على 70منطقة استصالح ،بسبع بلديات سهبية ،و رغم تباعد عينات الدراسة إالّ أن االستصالح الزراعي
بهذه المناطق ،وبكل واقعية ،بيّن أنه ثمة عمليات استصالح متباينة النجاح و بمردودية ضعيفة ،ومنها ما
فشل بالكامل ،و قلّة منها حققت نجاحا نسبيا ،و بإنتاج و مردود متوسط ،لكن بتكلفة إنتاج مرتفعة جدا،
ومردود في تراجع مستمر مقلق ،نظرا لمحدودية مقوماتها الطبيعية ،وكثرة العراقيل( الجليد ،الزوابع
الرملية ،السيروكو ،الفيضانات...الخ) ،مما جعل مردود الخضر الذي بلغ ذروته عند حدود 074قنطار في
الهكتار ،في السنة الثانية من تطبيق قانون الحيازة على الملكية العقارية مقابل االستصالح الزراعي ،بدأ
بالتراجع بعدها مباشرة ،ولم يتمكن من تحقيق األفضل خالل كل السنوات الماضية ،رغم مئات الهكتارات
التي أُضيفت إلى المساحة المخصصة لالستصالح ،و مليارات الدنانير التي استُنفذت على الدعم الفالحي
من دون تحقيق النتائج المر ُج َّوة ،لسبب واضح هو التربة ذات البنية الهيكلية ،الضعيفة من حيث القيمة
الزراعية ،والفقيرة من حيث المواد العضوية ،أما األشجار المثمرة فمردودها أضعف بكثير ،دون 02ق/هـ
،و هو في تراجع مستمر ،منذ تجاربه األولى في االستصالح الزراعي.
زيادة على ما حققه االستصالح الزراعي عموما من إخفاقات ،ظهرت آثار سلبية أخرى والتي من أهمها،
التقسيم القطعي الكثيف لمساحات واسعة ،من خالل تسييج مستثمرات المحيطات المسقية ،فضال عن
المستثمرات الفردية المعزولة ،مما طمس مالمح المشهد السهبي المفتوح.
وألن المنطقة تعيش على المياه الجوفية ،اعتمدت بشكل كلي في ذلك ،على اآلبار العميقة ،التي تضاعفت
بشكل كبير و خطير جدا ،بلغ معدله 0.77بئر ،لكل مستثمرة (من منطقة الدراسة) ،مما أدى إلى استغالل
مفرط لهذه الثروة الحيوية ،و تسبب في تراجع المستوى الجوفي (حسب دراسة الحالة) ،بشكل حاد ،لم
يتمكن المسئولون لمواجهته ،سوى اتخاذ قرار حاسم بمنع الترخيص لحفر اآلبار العميقة ،بمعظم المناطق
السهبية ،حفاظا على هذا المورد النفيس ،وعلى البقاء البشري بهذه المناطق الجافة.
-175-
الخالصة العامة:
تتميز المناطق السهبية الجزائرية بمناخها القاري شبه الجاف إلى الجاف ذو الشتاء الرطب و الصيف
الحار الجاف ،أما التساقطات فهي قليلة و غير منتظمة ،ال تتعدى غالبا 774ملم في السنة.
الحرارة بها ذات مدى كبير( )79بين نهايتيها الصغرى و العظمى ،زيادة على ذلك تعرف المنطقة تساقط
وتكون الصقيع بمتوسط يتراوح من 00إلى 74يوم في السنة ،أما الجليد فيدوم حوالي 04إلى 04
ُّ الثلوج
يوما وذلك على امتداد الفترة أكتوبر -ماي.
كما أن الموارد المائية للمنطقة السهبية محدودة جدا ،السطحية منها مالحة في معظمها ،في حين يُعتمد بشكل
تام على المياه الجوفية ،في كل النشاطات.
عرفت المنطقة السهبية جملة من السياسات والقوانين الرامية إلى تنمية المجال السهبي ،ففي مرحلة
الثمانينات ،والتي مثلت مرحلة أزمة خانقة ،عاشها سكان السهول العليا عموما ،والرحل والموالين على
وجه الخصوص(أزمة الجفاف و تراجع سعر المحروقات) ،جاء برنامج االستصالح الزراعي المتعلق
بقانون الحيازة على الملكية العقارية ،كمتنفس لهؤالء جميعا ،خاصة مع تدعيمه بالمخطط الوطني للتنمية
الفالحية سنة ،7444والذي حمل معه عودة الدولة لدعم هذا القطاع الحساس ،ولكن هذه المرة بشكل غير
مسبوق ،بلغت نسبة الدعم به المائة بالمائة ،زيادة على حق تملك األرض عقاريا بعد استصالحها،
للمستفيدين من قانون 92-09الصادر في ،0292/49/02و المتعلق بالحيازة على الملكية العقارية ،أو
االكتفاء بحق االمتياز في استغاللها مدى الحياة لمن استفاد من المرسوم التنفيذي 22-092الصادر بتاريخ
،0222/07/07مما دفع بالسواد األعظم من موالي المنطقة إلى خوض معركة االستصالح الزراعي ،رغم
عدم درايتهم باألسس الفالحية ،فضال عن التقنيات ،وإنما لتقنين ملكيتهم العرشية المزعومة ،أو المتاجرة
في عتاد الدعم الفالحي والهكتارات الممنوحة ،أو على األقل التمكن من الحرث الممنوع ،في حين ثابرت
قلّة قليلة منهم على تحقيق االستصالح المنشود من أجل إنجاح المشروع الفالحي رغم كثرة العقبات.
بالد الغنم (كما يُسميها :أ.عيدود) ،تقع اليوم في مأزق تدهور حاد لمراعيها ،وهو تدهور ناتج عن عدة
عوامل طبيعية مرتبطة بالمحيط اإلجتماعي واإلقتصادي ،فإن كانت العوامل األُولى تعني اختالل توازن
النظام البيئي السهبي ،و ضُعف تجدد ثرواته ،فإن الثانية تعني مدى تأثر المراعي وتدهورها بسبب فقر
سكان البادية السهبية ،المرتبط هو اآلخر بنم ّوه الديمغرافي و االكتظاظ الناتج عن االستقرار المستمر للبدو
الرُّ حل ،والمردودية المتراجعة للمراعي ،مما فرض عليه استنزاف الثروات اآلنيّة بشكل عشوائي ،لسد
الحاجيات األساسية للسكان ،الذين باتوا يعيشون على الموارد الطبيعية ،ال على المردود الطبيعي.
-176-
الباحثون المهتمون بهذا المجال ،يُحللونه من منظور التوازن أو عدم التوازن ،ويتغنّى الجميع بما حققه
الرُّ حّل من استغالل عقالني منقطع النظير للموارد الطبيعية ،الذي م َّكنها من التجدد باستمرار ،وأحدثت
توازنا بين اإلنتاج واالستهالك على امتداد قرون من الزمن.
أما المعطيات الحالية ،فتشير إلى وجود احتياج متزايد أمام تراجع حاد في اإلنتاج ،في ظل تدهور المراعي
السهبية.
إن النظام العشائري هو اإلطار االجتماعي المالئم للمجتمع السهبي التقليدي و الطبيعي ،فإنتاج وتوزيع
واستهالك الثروات ،يتم وفق قاعدة الجماعة العشائرية ،وقطعان الغنم التي تمثل خصوصية المنطقة و
مصدر غنى هذا المجتمع األصيل ،يجب أن يكون مصدرا متجددا ،حتى يُحاف على تماسكه كمجتمع ،ألجل
ذلك ،نجد أن إعادة إنماء المراعي السهبية ،أصبح أكثر من ضرورة ،إلعادة التوازن البيئي المفقود،
والحفاظ على ثروة حيوانية هي اآلن إلى زوال.
نحن ال ندافع عن نظرية البداية من الصفر ،والعودة إلى النظام العشائري بالشكل الذي كنّا عليه منذ عقود،
وإنّما هدفنا هو التعرف أ ّوال على المق ّومات الحالية الحقيقية للتركيبة الطبيعية والسوسيوقتصادية للمنطقة ،
دون اختزال أ ّ
ي منها ،الستغاللها كواحدة من مقومات المجتمع السهبي ،ومن ثم بناء إستراتيجية تنموية في
ظل إمكانياتنا المادية الحالية ،واألبعاد التاريخية للمنطقة السهبية.
و ألن التنمية ال تعني اإلنتاج بقدر ما تعني الحفاظ على الموارد الطبيعية خاصة البطيئة التجدد منها ،فإن
تراجع مستوى المياه الجوفية ،سيفرض علينا حتما إعادة النظر في السياسة المنتهجة ضمن االستصالح
الزراعي.
لسنا ضد التنمية الفالحية وال ضد االستصالح الزراعي ،ولكننا نتساءل عن مدى جدية هذه السياسات ،في
منطقة رعوية بامتياز ،ولماذا لم تتوقف عمليات االستصالح الفاشلة عموما ،ما دامت وسائل ال غايات،
والتي من شأنها أن أضاعت الوقت والمال ،ودهورت المجال.
فلم تأت النسبة الكبيرة التي استهلكتها واليتي البيض و النعامة من أموال برنامج الدعم الفالحي بالفائدة على
المنطقة السهبية ،حيث تشير األرقام أن األموال الضخمة التي استنفذت في أراضي االستصالح على قلتها،
ضاعت لعدم حمايتها من الرمال ،األمر الذي أعادها إلى سابق عهدها وكأنها لم تُستغل من قبل ،وهو األمر
الذي يطرح ع ّدة تساؤالت حول مدى جدية مثل هذه البرامج ،خاصة إذا علمنا أن المبلغ الذي استنفذته
أراضي االستصالح الزراعي بوالية البيض لوحدها فاق 244مليار دينار ،خالل الفترة ،7440/7444في
حين أن والية النعامة استهلكت نظيره أو أكثر.
-177-
الغالف المالي الذي استهلكه االستصالح الزراعي كبير جدا ،و كان المنتظر منه تحويل البيض و النعامة
إلى واليتين فالحيتين بدال من طابعهما السهبي.
المجهود المالي الكبير الذي ضخته الدولة في هذا القطاع ،ضخم ،لكنه حسب المختصين في غير محله،
فالمساحات المستصلحة عادت إلى سابق عهدها ،والكثير من المستفيدين أعادوا بيع وسائل السقي
والمضخات ،التي استفادوا منها ،وهي أمور ليست سرية محليا ،كما استفاد الموظفون والتجار من هذا
البرنامج على حساب الفالحين الحقيقيين ،إلى أن بلغ عدد فالحي البيض حوالي 7444فالح سنة .7442
يحدث هذا في الوقت الذي تقلصت فيه مساحة الحلفاء من %24في سبعينيات القرن الماضي ،لتصل
مؤخرا إلى % 7من المساحة اإلجمالية للمنطقة أو أقل.
هذا الوضع ح ّول المنطقة السهبية ،التي كانت مشهورة بورشات الحلفاء ،من منطقة مستقبلة للعواصف
الرملية إلى منطقة ُمنتجة لها ،نتيجة درجة التعرية الخطيرة التي تعرضت لها المراعي بفعل الحرث
الفوضوي ،الذي لم يتوقف لحد اآلن ،رغم منعه ال ّرسمي.
ّ
أن سياسات اإلستصالح الزراعي ،مآلها إلى حلول سطحية جدا ،والمطلوب حل يشمل مصطلح التكامل
بين المق ومات الطبيعية ،و األبعاد التاريخية والسوسيواقتصادية للمنطقة السهبية ،كما أنه من الطبيعي أن
يسبق االستصالح الحقيقي حصر لألراضي الفالحية و تصنيفها ضمن مناطق متجانسة ،واختيارها حسب
األولوية التي تحكمها؛ جودة التربة ،و استجابتها للزراعة بمردودها الجيد ،سهولة ريها و تصريف مياه
الري بها ،تجاوبها مع األهداف االقتصادية في اختيار المحاصيل ،تصنيف المناطق المحمية من خطر
التصحر الستثمارها ,عدم تهديدها للمياه الجوفية ،وغيرها من العوامل المفقودة طبعا في مراعينا السهبية.
و الواقع أن األمر يتطلب تدخال صادقا ومركزيا لتغيير االهتمام بالمناطق السهبية من محاولة تحويلها إلى
مناطق فالحية ،إلى التفكير قي استراتيجية وطنية ،تنقذ الثروة الحيوية المتمثلة في األغنام بمختلف أنواعها
األصيلة ،على غرار االهتمام الذي توليه وزارة الفالحة للنخيل و الواحات و قطاعات أُخرى ،ومن ث ّم إحياء
المراعي السهبية بتوجيه الدعم الفالحي للغراسة الرعوية و البرنامج الوطني للمحميات ،الذي تتصدره
والية الييض بـ 0.074.444هكتار.
ُعرفت منطقة السهول العليا الغربية بأنها رعوية ،نظرا لخصوصيتها السهبية و هويتها األصلية األصيلة،
بالد الغنم..كما س َّماها ،أحمد عيدود...و مارك كوت..وغيرهم ،بحاجة اليوم إلى أن تبقى كذلك ،عن طريق
االستصالح الرعوي ،بالغراسة الرعوية ومحيطات الحماية ،بدال من عمليات االستصالح الزراعي التي لم
تُحقق إلى حد اآلن نتائج كبرى ،بعد أكثر من ثمانية سنوات من انطالق برنامج ال ّدعم السَّخي ،وعشرة
سنوات من قانون اإلمتياز الفالحي ،و أكثر من رُبع قرن على قانون الحيازة على الملكية العقارية.
-178-
I. Ouvrages : : كتب.I
. صفحة002 ,الجزائر, )» الموازنة المائية لشمال الجزائر « المؤسسة الوطنية للكتاب0224(م.بلعباس
AIDOUD A. (1994) « Paturage et désertification des steppes arides en Algérie, cas de la steppe
de l’Alfa )Stipa Tenacissima L.(. » In Parallelo 37°, vol. 16, pp : 33-42.
COTE M. (1979) « Mutations rurales en Algérie, le cas des hautes plaines de l’Est »
OPU/CNRS, 163 pages.
COTE M. (1983) « L’Espace Algérien; Les prémices d’un aménagement ». Ed, OPU
Algérie; 278 pages.
COTE M. (1996) « Pays, paysages, paysans d’Algérie ». Ed, CNRS Paris; 282 pages.
-179-
II. Thèses: : أ ُطروحات.II
BENDJELID A. (1989) « L’organisation urbaine des bassins intérieurs Oranais (Algérie),
formation et fonctionnement d’un réseau urbain dans un pays à économie planifiée. », Thèse
d’Etat, Paris, 416 pages.
HADEID M. (2006) « Mutations spatiales et sociales d’un espace à caractère steppique, le cas
des Hautes Plaines sud-oranaises )Algérie( » Thèse de doctorat d’Etat en géographie,
Université d’Oran, 507 pages.
OTMANE T. (2002) « L’Accession à la propriété foncière agricole par la mise en valeur dans
le milieu steppique- la wilaya de Tiaret-. » Thèse de magister en géographie, Université
d’Oran, 135 pages.
-180-
III. Mémoires : : مذكرات.III
- حالة بلدية النعامة- ) << مشكل زحف الرمال في المناطق السهبية على األراضي الزراعية والرعوية7447( .بلعالم ع
. جامعة وهران.>> مذكرة مهندس دولة في الجغرافيا والتهيئة العمرانية
>> - حالة منطقة البيض-) << تدهور األراضي في مناطق السهوب و مساهمته في ظاهرة التصحر7442( .بوفنيك ع
. جامعة وهران.مذكرة مهندس دولة في الجغرافيا والتهيئة العمرانية
>> مذكرة مهندس- حالة بلدية المشرية- ) << النشاط الرعوي بمنطقة سهبية تقع بالجنوب الوهراني7440( .دريسي ز
. جامعة وهران.دولة في الجغرافيا والتهيئة العمرانية
AZIZI Y. & BENYAHYA F. (2003) « L’ensablement des terres agricoles ; une contrainte
majeur devant la politique de mise en valeur en milieu steppique. Le cas de la commune de
tousmouline, la wilaya d’Elbayadh » Mém.Ing en géographie et aménagement de territoire
Univ d’Oran.
MAHBOUBI B. (1998) « La mobilité des sables dans une zone steppique sud oranaise,
Mecheria» Mémoire d’ingénieur d’Etat en géographie et aménagement de territoire, Univ
d’Oran.
-181-
IV. Revues et articles : : مجالّت و مقاالت.IV
AIDOUD A. & TOUFFET J. (sep 1996)- La régression de l’alfa )stipa tenacissima(, graminée
pérenne, un indicateur de désertification des steppes algériennes. . Rev, sécheresse n°3, vol.7.
BEDRANI S. (1989) « Algérie 89 : les enjeux actuels des restructurations dans l’agriculture »,
Economie et humanisme n° 309, pp 43 – 52.
BLANE P.C. (1993) « Dynamiques des systèmes agraires, politique agraires et initiatives
locales adversaires ou partenaires ». Orstom, Ed, Paris, pp 311.
BRULE J.C. (1976) « Transformations récentes de l’espace rural Algérien », tome10. pp115.
CIHEAM. (1975) « Connaissance des écosystèmes des zones semi-arides et arides du moyen
orient et l’Afrique du nord. » Rev, options méditerranéennes, n°28(Téhéran 26 Fevrier-04
Mars).
-182-
GEORGES M. (1977) «Steppe algérienne: causes et effets d'une désertisation ». Rev n°1 (oct-
dec), peuples méditerranéens.
INSANIYAT. ( 1999) « Paysans algériens. » n°07, vol. III. 1, CRASC, Oran, 227 pages.
LE HOUEROU H.N. (juin 1995)- Considérations biogéographiques sur les steppes arides du
nord de l'Afrique. Rev, sécheresse n°2, vol.6. pp 167-180.
MELZI S. (juin 1993)- Evolution de la végétation et du milieu dans la région présaharienne des
steppes algériennes. Rev, sécheresse n°2, vol.4.
QARRO M. (1995)- évolution des des systèmes d'élevage et leurs impacts sur la gestion et la
pérennité des ressources pastorales en zones arides, le cas de la région du Tafilalt (Maroc).
Rev, options méditerranéennes "CIHEAM"
. جريدة الخبر اليوميـــة، شاب ضحية سوء تنسيق بين مديريتي الفالحة والري" تقرير244 " )7442 جوان07( خريص ق
. جريدة الشروق اليومية، " مستفيد أمام القضاء بالنعامة09 ،) "بتهمة تحويل أموال الدعم الفالحي7449 أوت02( .محمدي ع
-183-
VI. Rapports et divers sources : : تقارير ومصادر أخرى.VI
« Bilan annuel d’activités. » Direction des services agricoles de la wilaya de Naama (déc.
2004).
« Bilan des productions agricoles » Direction des services agricoles de la wilaya de Naama
(2004). Statistiques ; séries. B. E.
« les données chiffrées des cultures céréalières. » Direction des services agricoles de la wilaya
de Naama et d’Elbayadh )fev 2001(.
-184-
-185-
فهرس األشكال ---------------------------------------- -------------------------------------
-186-
---------------------------------------- ---------------------- ---------------فهرس الخرائط
.40الطبيعة الكلسية للتربة السهبية ،عائق أمام االستصالح الزراعي (عين بن خليل)09......................
.47الحاجز الطبيعي حوض الدايرة - .بلدية عين بن خليل70......................................................
.42حاجز تلي بمنطقة صفيصيفة77....................................................................................
.40سد بريزينة -والية البيض77........................................................................................
.47،40إستخدام الطاقة المتجددة الستخراج المباه الجوفية في المنطقة السهبية 72.............................
.42الزوابع الرملية التي تعرضت لها المنطقة السهبية سنة ( 0229المشرية)22...............................
.49القطفة ،واحدة من الشجيرات السهبية الناجحة04................................................................
.42مراعي سهبية تحت الكثبان الرملية ،بلدية النعامة02.........................................................
-187-
.04مراعي قاحلة و أغنام التجد ما تقتات عليه (منطقة رعوية شمال والية البيض )00......................
.00المراعي السهبية "،حرث الرمال لمكافحة التصحر!!" (بلدية عين بن خليل)02..........................
.02،07شاحنات و عتاد فالحي ،تعتدي على المرعى المتدهورة09..............................................
.00مسالك كثيرة ومتشعبة ،استهلكت مساحات هامة من المراعي السهبية (بلدية البيوض)02...............
.07استعمال الصهاريج المنقولة و الشاحنات لنـقل الغنــم ألبعــد المراعـي( ،بلدية عين بن خليل)02......
.00استغالل مفرط للغطاء النباتي المحاذي لنقاط الماء(والية النعامة)02........................................
.09،02المراعي الحدودية ،أفضل المراعي الطبيعية السهبية على اإلطالق74............ ...................
.74،02قرية فوقارة (القرية المهجورة) ،بلدية البيوض72........... .............................................
.70كثبان رملية متحركة تسُد الطرقات وتُهدد المنشآت .والية النعامة (ماي 72......................)7447
.77إستقرار البدو الرحل " ،..بداية النهاية"72..... .................................................................
.72واحدة من مناطق التنمية الرعوية ببلدية لبيوض( جوان 07..........................................)7447
.70إنسداد تام لطريق معبد بسبب الكثبان الرملية .ببلدية كاف لحمر ،والية البيض02........ ...............
.77،70عينتان من اإلستصالح الناجح والفاشل في المنطقة السهبية……07..................................
.79،72عمليات نزع الغطاء النباتي … من أجل اإلستصالح الزراعي(والية النعامة)…07................
.24،72عينة عن اإلستفادة الفعلية للدعم الفالحي ،وأُخرى عن هجران المستثمرة ،عين بن خليل09.......
.27،20مستثمرة فالحية قيد اإلستصالح محصورة بين ثالثة كثبان رملية متحركة(،عين بن خليل)02....
.22مصاريف ضخمة لكسر القشرة الكلسية فقط ( ،منطقة حوض الحرمل -بلدية لبيوض)24..............
.20بئر عميق مجهزبكل شيء ماعدى األسطوانة الجدارية( ،بلدية عين خليل)20.............................
.27،20سوء استخدام أسلوب السقي بالتقطير( -محيط دراع لحمر)27..........................................
.22تلف أنابيب السقي ،لعدم تحملها للضروف الطبيعية القاسية للمنطقة-بلدية عين خليل27..................
.22،29آثار زحف الرمال على المستثمرات الفالحية (بلدية عين بن خليل)20.................................
.04مصدات الرياح؛ حواجز طبيعية للرياح أم للرمال؟ ( ،بلدية توسمولين)27................................
.00أمطار فجائية خالل ساعة زمن ،سببت فيضانات أغرقت المزروعات(،بلدية البيض)20...............
.07غزو الجراد للمحاصيل الزراعية (،والية النعامة)20........................... ..............................
.02إحدى محيطات الحماية والغراسة الرعوية للعامة لإلمتيازات الفالحية( ،البيض)97.....................
.00توصيل الكهرباء إلى مستثمرات اإلستصالح الزراعي بمحيط الكريمة( .بلدية عين بن خليل)90......
.07،00تزويد خيام البدو الرحل بالطاقة الشمسية (والية النعامة)92.............................................
.02مساكن ريفية جديدة منتشرة بمستثمرات اإلستصالح الزراعي( ،بلدية لبيوض)92.......................
.09إختراق المحميات الرعوية من طرف الموالين رغم وجود معالم للمحمية ،بلدية صفيصيفة24.........
-188-
.74،02لقاء رئيس بلدية صفيصيفة بالموالين من أجل مشروع المحميات(.بادية صفيصيفة)24.............
.70محمية " نُفيخة " جاهزة للرعي بعد ثالث سنوات من الحماية ( .بلدية صفيصيفة )20...................
.77كثبان "العاقر" تهدد مراعي منطقة لبيوض (والية النعامة)27..............................................
.72منطقة العاقر بعد الغراسة الرعوية ،بلدية لبيوض27...........................................................
.77،70توسع انتشار زراعة األعالف والحبوب رغم منع الحرث22...........................................
.70األعالف المسقية بالرش المحوري – صفيصيفة ماي 049...........................................7447
.72بستان فتي مهجور رغم توفره على المورد المائي ....محيط قويرات ،بلدية لبيوض000.................
.79صهريج مائي ذو سعة 744متر مكعب فارغ ،ومحيط مسقي مهجور بقرار إداري007..................
.72،04سواقي مطمورة وبساتين مهجورة ،بعد غياب الماء ،محيط فرطاسة المسقي007....................
.00هجران شبه تام للمستثمرات ،بعد استصالح ناجح – محيط دراع لحمر (والية البيض)002...........
.07،02محيط بلغراد المسقي ،أحد أفضل محيطات بلدبة صفيصيفة000.........................................
.00،07كثافة االستصالح بمراعي عين بن خليل 002..............................................................
.00مساحات شاسعة إلنتاج البطاطا ،بأيدي عاملة متخصصة من والية معسكر (،بلدية توسمولين)070...
.02،09مصدات الرياح و المصدر المائي ،أهم تجهيزات المحيطات الفالحية( ،والية البيض) 024......
.02سواقي رئيسية وأخرى ثانوية لربط المحيط المسقي بصهريج المياه(.بلدية صفيصيفة)024............
.24الدعم الفالحي ،وفرة في كل تجهيزات المستثمرات ،محيط دراع لحمر (أبريل 020 ...........)7442
.20إستعمال تقنية الرش المدفعي ،لسقي مساحات األعالف (بلدية عين بن خليل)027........................
.27،22مسكن ريفي فارغ مستخدم كمستودع لألعالف والتجهيزات( ،بلدية لبيوض)020..................
.20،27إنتشار واسع لألغنام والخيام في بيئتهما األصلية األصيلة (والية النعامة)022........................
.20حتى الكروم ،لها حصتها من محيطات عين بن خليل004...................................................،
.22،29كميات كبيرة من الخوخ الطازج تجد نهايتها في مزبلة السوق البلدي007.............................
.22مصدات الرياح ،أسيجة ،..حواجز طمست مالمح المشهد السهبي المفتوح( ،بلدية المشرية)002......
.94إستصال ُح أهدر أمواال طائلة ،وهج ٌر ترك األرض جرداء ،دراع لحمر ( والية البيض)002.........
.90،97،92،90آبار من مختلف األنواع ،تغزو المنطقة السهبية ،الستغالل مياهها الجوفية000...........
-189-
-------------------------------------- فهرس الجداول --------------------------------------
-190-
.79عالقة إنتاج الحبوب بالتساقطات ،والية النعامة خالل الفترة 042........................0222-0227
.72تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية ( )0222/0292لوالية النعامة040........................
.24تطور إنتاج الخضر حسب المواسم الزراعية ( )7442/0222لوالية البيض047.......................
.20تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم الزراعية ( )0222/0292بوالية النعامة042...........
.27تطور منتوج األشجار المثمرة حسب المواسم الزراعية ( )7442/0222بوالية البيض049...........
.22توزيع مناطق اإلستصالح حسب البلديات السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة 004.......
.20توزيع المحيطات المسقية على بلديات واليتي البيض والنعامة 002................................7440
.27توزيع مساحة المستثمرات ،حسب الفئات ،وحسب المحيطات الفالحية ،للمنطقة المدروسة070.....
.20إستغالل األراضي الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة077................
.22االستغالل الزراعي بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة072.........................
.29توزيع المساحات المسقية ،حسب المحيطات الفالحية للمنطقة السهبية المدروسة070...................
.22الطبيعة القانونية للمستثمرات الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة077...
.04إستعمال التقليب العميق لكسر القشرة الكلسية ،من أجل اإلستصالح بالمنطقة السهبية070.............
.00توزيع المستثمرات الفالحية حسب تاريخ االستصالح ،بالمنطقة السهبية المدروسة072................
.07توزيع المستفيدين من برامج االستصالح ،حسب المهن و الحرف األصلية079..........................
.02توزيع ملفات الدعم الفالحي،ومصاريف الدعم ،للبلديات السهبية لوالية النعامة لسنة (072...)7447
.00توزيع اآلبار و اآلبار العميقة على المنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة020........
.07توزيع أنظمة السقي على المستثمرات الفالحية بالمنطقة السهبية المدروسة027.........................
.00توزيع حصص السكنات الريفية على المحيطات الفالحية ،بالمحيطات المدروسة022..................
.02توزيع المستفيدين من االستصالح الزراعي حسب أماكن سكنهم من المحيطات الفالحية020.........
.09توزيع المستفيدين من قانون الحيازة بوالية النعامة خالل الفترة ( 027.................)7442 -0292
.02توزيع المستفيدين من المحيطات الفالحية ،حسب أصلهم الجغرافي 020..................................
.74توزيع العمال الدائمين بالمحيطات الفالحية ،حسب أصلهم الجغرافي020................................
.70توزيع عدد المستفيدين من المحيطات الفالحية ،حسب الفئات العمرية ،بالمنطقة المدروسة022......
.77توزيع اإلنتاج الفالحي بالبلديات السهبية لوالية النعامة للموسم الفالحي 029............7442/7447
.72توزيع عدد الموالين ،و رؤوس الماشية على البلديات السهبية لوالية النعامة (022...)7447/7442
.70توزيع أهم المزروعات على المساحة المسقية لمحيطات االستصالح ،بالمنطقة المدروسة000.......
.77توزيع اآلبار و اآلبار العميقة على المنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة000........
.70توزيع صهاريج المياه ،بالمنطقة السهبية المدروسة من واليتي البيض والنعامة007....................
-191-
007............................. بالمنطقة السهبية المدروسة، توزيع اآلبار و اآلبار العميقة حسب عمقها.72
002............ بالمنطقة السهبية المدروسة، توزيع اآلبار و اآلبار العميقة حسب مستويات االستقرار.79
- A.P.F.A : Accession à la propriété foncière agricole. الحيازة على الملكية العقارية الفالحية
- A.P.C : Assemblée populaire communale. المجلس الشعبي البلدي
- A.P.N : Assemblée populaire nationale. المجلس الشعبي الوطني
- A.P.W : Assemblée populaire de wilaya. المجلس الشعبي الوالئي
- CADASTRE. مديرية مسح األراضي
- D.S.A : Direction des services agricoles. مديرية الخدمات الفالحية
- D.H.W : Direction de l’hydraulique de wilaya مديرية الري للوالية
- F.N.R.D.A : Fond national de régulation et de développement agricole.
الصندوق الوطني للضبط والتنمية الفالحية
- G.C.A : Générale des concessions agricole. العا ّمة لالمتياز الفالحي
- H.C.D.S : Haut commissariat de développement de la steppe. المحافظة السامية لتنمية السهوب
- O.N.M : Office nationale de météorologie. الديوان الوطني لألرصاد الجوية
- O.N.S : Office nationale des statistiques. الديوان الوطني اإلحصائيات
- P.D.A.U : Plan directeur d’aménagement et d’urbanisme. المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير
- P.N.D.A : Plan national de développement agricole. المخطط الوطني للتنمية الفالحية
- R.G.P.H : Recensement général de la population et de l’habitat. اإلحصاء العام للسكان والسكن
- S.D.A : Sub-division agricole. المندوبية الفالحية
- D.P.S : Déplacement potentiel du sable : التنقل الكامن للرمال
- M.E.V : Mise en valeur des terres : االستصالح الزراعي لألراضي
- M.E.D : Mise en défont : محميات
-192-
2/1
ZANOUNE RAFIK
-193-
7/7
-194-
-195-
-196-
تصــريح شرفـــي يتض ّمن عدم اإلستفادة ملحق السكن
من التنازل عن ملكية عقارعمومي مبني طلب الدعـــــــم من الصندوق الوطني للسكن
أو من إعــانة الدولة الموجــــهة للســكن
INSTRUCTION INTER MINISTERIELLE - HABITA RURAL INSTRUCTION INTER MINISTERIELLE - HABITA RURAL
-170-
مقدمة عا ّمة 47..............................................................................................................
اإلشكالية42...................................................................................................................
أهداف الدراسة و منهجية العمل 40......................................................................................
نظرة شاملة للسهول العليا الجزائرية 40.................................................................................
مقدمة 07....................................................................................................................
ُ ) Iمرفولوجيا بسيطة وتربة هيكلية غير متطورة:
مقدمة 07....................................................................................................................
-0 ) Iالجبال":وحدات جبلية نادرة ولكن مؤثرة مجاليا" 07.........................................................
-7 ) Iالسهل و المنخفضات":هيمنة المجال المفتوح " 07...........................................................
-2 ) Iالتربة" :تربة هيكلية ،في معظمها كلسية و قليلة التطور" 07..............................................
/0 -2 ) Iاألنواع األساسية للتربة00.............................................. ......................................
-التربة الصخرية 00.................................................................................................
-التربة القليلة التطور00....................................................................................... .....
-التربة الكلسية 02....................................................................................................
-التربة المالحة 09 ...................................................................................................
-171-
) IIموارد مائية هامة وظروف مناخية قاسية
مقدمة 02.....................................................................................................................
-0 ) IIالموارد المائية " :إعتماد كامل على المياه الجوفية "02.....................................................
/0-0 ) IIالمصادر المائية السطحية ":مياه سطحية مالحة ،وأودية ظرفية الجريان"02........................
/ 7-0 ) IIالمصادر المائية الجوفية" :غطاءات جوفية هامة ،لكن ضعيــفة التجديد"72.........................
-7 ) IIالجانب المناخي " :مناخ جاف ذو شتاء رطب"70...........................................................
/0-7 ) IIالتساقطات" :أمطار قليلة ،فجائية وغير منتظمة" 70.....................................................
/7-7 ) IIالحرارة " :مدى حراري كبير ،و شتاء تصل حرارته 47م تحت الصفر" 72.....................
/2-7 ) IIدراسة معايير الجفاف " :الفصل الجاف يشمل ثالثة أرباع أشهر السنة 72...........................
/0-7 ) IIالرياح " :رياح غربية فعّالة ،وزوابع رملية في كل األرجاء" 22.......................................
مقدمة 70.....................................................................................................................
) Iالسكان :
-مقدمة 70...............................................................................................................
/0- ) Iتطور عدد سكان السهول العليا الجزائرية 70.................................................................
/7- ) Iتوزيع السكان حسب واليات السهول العليا الغربية سنة 79....................................... 0229
/2- ) Iتطور عدد سكان واليتي البيض والنعامة ضمن إطارهما العام 79........................................
/0- )Iتطور نسبة الفئة العاملة من سكان السهول العليا الجزائرية 72............................................
- ) IIسياسات وعراقيل التنمية في منطقة السهول العليا " :من مراعي ..إلى حقول تجارب"
/0- ) IIسياسات التنمية المنتهجة قديما وحديثا 00.....................................................................
-0/0- ) IIالعشابة و العزابة " االستعمار ،و رحلة الشتاء والصيف" 00.........................................
-7/0- ) IIاإلستقالل وسياسة التعاونيات 00............................................................................
-2/0- ) IIالثورة الزراعية (07................................................................................ )0220
-0/0- ) IIالسد األخضر( 02.......................................................................... )0294-0224
-7/0- ) IIإفالس التعاونيات الرعوية (00.................................................................... )0297
(00.......................: )APFA 0292 -0/0- ) IIظهور قانون الحيازة على الملكية العقارية الفالحية
-2/0- )IIإنشاء المحافظة السامية لتنمية السهوب ( 00...................................... ) HCDS 0290
-9/0- )IIإنشاء العامة لالمتياز الفالحي ( 00..................................................... )GCA 0222
-2/0- )IIالمخطط الوطني للتنمية الفالحية ( 02............................................... )PNDA 7444
-173-
:) IIIإستراتيجيات الفاعلين واستغالل المراعي السهبية
-0) IIIإستراتيجيات الفاعلين 22.........................................................................................
/ 0 - 0) IIIالمجلس الشعبي البلدي 22..................................................................................
/ 7 - 0) IIIمديرية المصالح الفالحية للوالية29.......................................................................
/ 2 - 0) IIIمديرية الري للوالية 29.....................................................................................
/ 0 - 0) IIIمديرية مسح األراضي للوالية 29.........................................................................
/ 7 - 0) IIIمديرية أمالك الدولة 29.....................................................................................
/ 0 - 0) IIIالمجلس الشعبي الوالئي 29................................................................................
/ 2 - 0)IIIالعامة لالمتياز الفالحي )29.................................................................... (GCA
-174-
الفصل الثالث :االستصالح الزراعي :بين النظرية ،والواقع الميداني ،و تراجع الموارد الطبيعية.
مقدمة 20.....................................................................................................................
)Iالتوزيع العام لألراضي الفالحية
مقدمة 22.....................................................................................................................
- ) Iتوزيع األراضي الفالحية بواليتي البيض و النعامة 22.........................................................
- 0 -) Iحصّة األراضي المستريحة 22.................................................................................
- 7 -) Iاألراضي الفالحية المسقية لواليتي البيض و النعامة 29....................................................
- 2 -) Iاإلستغالل الزراعي و اإلنتاجية الزراعية لواليتي البيض والنعامة 22...................................
/ 0 -2 - )Iالزراعة الواسعة 22..........................................................................................
/ 7 -2 - ) Iزراعة الخضر 042.........................................................................................
/ 2 -2 - ) Iاألشجار المثمرة والكروم 040............................................................................
/ 0 -2 - ) Iاألعالف المسقية049........................................................................................
) IIالمحيطات الفالحية المسقية في المنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة " الواقع الميداني "
مقدمة 042...................................................................................................................
-0) IIمحيطات لالستصالح الرعوي ال الزراعي 000.............................................................
/ 0 -0) IIمحيط روداسة " أول فشل ألول تجربة" 000.............................................................
/ 7 -0) IIمحيط فريطيس المسقي(بلدية المشرية) 000..............................................................
-177-
ملخص:
على امتداد مراعيها المترامية على مساحة 49مليون هكتار ،تمثل المنطقة السهبية لواليتي البيض والنعامة أحد
أهم المناطق السهبية بالجزائر.
وعلى الرغم من الدرجة المتقدمة من تدهورها ،توالت على هذه المناطق عدة سياسات ،كان أبرزها القانون 09-92المتعلق
بالحيازة على الملكية العقارية عن طريق االستصالح الزراعي ،و الذي انطلق سنة .0292
مساحتها الزراعية تقدر بحوالي المائة ألف هكتار ،فيما لم تتعدى المساحة المسقية بالمنطقة السهبية للواليتين المذكورتين إلى
غاية سنة 7440الـ 7444هكتار ،نظرا لمحدودية مقوماتها الطبيعية ،وكثرة العراقيل.
فمناخ المنطقة السهبية قاري شبه جاف إلى جاف ذو شتاء رطب و صيف حار جاف ،أما التساقطات فهي غير منتظمة،
وتأتي في الغالب على شكل أمطار فجائية رعدية قوية ،مما يزيد من حدة التعرية المائية ،في حين تتأثر برياح الزوابع
المحملة بالرمال ،التي تتوضع المنطقة المدروسة ككل ضمن أروقتها الرئيسية.
بالموازات مع هذه الظروف المناخية القاسية ،نجد أن الموارد المائية للمنطقة السهبية محدودة للغاية ،السطحية منها مالحة في
معظمها ،بينما تتعرض المياه الجوفية الستنزاف حاد عن طريق مئات اآلبار المنتشرة بمحيطات االستصالح ،مما أدى إلى
تراجع خطير للمنسوب الجوفي للمياه النادرة التجدد ،و بات يُهدد استمرار المشروع الفالحي ككل ،ما زاد الوضع ُّ
تأزما.
تهدف هذه الدراسة إلى إبراز مدى نجاح أو فشل عمليات اإلستصالح الزراعي ،في إطار موازنة تشمل دراسة عدة عينات
من مستثمرات االستصالح المنتمية للمجال السهبي المدروس من واليتي البيض والنعامة ،بشكل يضمن الشمولية ولو نسبيا،
حتى يتسنى التعرف على األسباب المباشرة المؤهلة للتنمية أو المعيقة لها ،ضمن إطارها الطبيعي و االقتصادي واالجتماعي.
الكلمات الدالـّة :اإلستصالح الزراعي ،المنطقة السهبية ،المراعي ،التنمية ،البدو الرحل ،الموالين ،الجفاف ،التصحر.
Résumé :
D’une superficie de 08 millions d’hectares de parcours, La zone steppique de la
wilaya d’El Bayadh et de Naama, est considérée parmi les plus importantes régions steppiques
de l’Algérie.
Malgré leur dégradation flagrante, ces régions ont connu plusieurs programmes de
développement, telle que la loi n°83-18 du Août 1983 relative à l’Accession à la propriété
foncière agricole par la mise en valeur des terres.
Depuis la loi 1983 et jusqu’au 2004, la superficie irriguée des terres agricoles n’a pas dépassé
2000 ha, malgré l’étendue de la superficie globale )100 000 ha( initialement programmée, et ce
à cause des potentialités naturelles limitées, en plus des conditions climatiques défavorables.
Le but de ce travail est de mètre en évidence les résultats de ces politiques de développement
tels qu’ils sont, et d’analyser plusieurs échantillons de périmètres de mise en valeur, de façon
représentative afin de connaître les facteurs déterminant l’efficacité de ces pratiques dans leur
contexte environnemental et socio-économique.
Mots clés : mise en valeur des terres, zone steppique, parcours, développement, nomades,
éleveurs, sécheresse, désertification.
-178-
-179-