You are on page 1of 275

\,i *(\ffr\

e U*:-JI
"d)\ +'t:ttJ
ii*"SJ\
‫طبعة أولى ديسمبر ‪١٩٩٦‬‬
‫‪ 1163٢،٠٠‬د‪11‬ل ‪8 0٢‬اا‪٠٠١¥3‬‬ ‫((أء‪٠‬اق نغس؟‬
‫الشفاء األهلىب للقلوب املسيدة‬

‫‪00‬ة(ل‪11001‬آ قل‪1‬لةئ‪ً-‬ا‪0 & 8،،‬حال‪1‬ة ‪٨ 1111101- : 01.‬‬ ‫تأليف ‪ - :‬د‪ .‬بروس طوسون‬
‫‪-‬ا‪16‬ا‪11118‬ال‪8‬‬ ‫‪0\ 5278‬ة ‪11 00.‬؛‪011‬ا‪11‬ة‪111‬ة‪01‬ا ‪5‬جذ‪1‬أ‪8‬؛‪0‬؛يىا‪ 10١٧ 11 1‬ح ‪:‬‬
‫‪٨٠٨0 22714‬آ‪٧18‬هأل‪8£‬‬ ‫‪٧.8.٨‬‬
‫‪ £>111100:‬ء‪1‬ة‪ ٨13‬ج‪ )11‬؛‪1 0‬ج‪1‬ا‪115‬ئال‪8‬‬ ‫الناشر للنخة العربية ‪- :‬‬
‫‪§11)1101186 000£‬؛‪£‬‬ ‫‪-‬ا‪60،6‬ء‬ ‫*كبة المنار‬
‫‪17, 114111311 £1 8116161 8)1. 83101 £311013‬‬ ‫‪ ١٧‬ش مراد الئريعى ‪ -‬مانت فاتيما‬
‫؟‪.‬؛ا‪0|,0‬؛ا‪6‬؛‪1‬‬ ‫أ‪٦‬لالى‪- £‬‬ ‫معر الجديدة ‪ -‬معر‬
‫‪ : ))12( 2495020 018.: )02( .752)1377‬ا‪6‬آ‬ ‫ت‪ )٠٢١٢٤٩٥٠٣. :‬ذاكى ‪)٠٢( ٣٥٣٦٣٧٧ :‬‬
‫جبح الحقوق محفوظة للناشر‬
‫‪18881 : 977 - 5674 - 06 - 9‬‬ ‫التزقيم الدولى ‪:‬‬
‫رقم االيداع بدار الكتب ‪٩٦/١٤١١٢‬‬
‫س‪/٩٦/٧‬ه‪(/‬ه)‬ ‫طع بدار تويار للطباعة ‪ :‬ت‪٤٣٠٨٣١٦/‬‬
‫أكها ق لغسعد‬
‫أسا‪ ،‬أإلسى سوب أصيدة‬

‫تاليف‬
‫د‪ .‬يروس طوسون ويإريرًا ظومسوف‬

‫ترجمه‬
‫د ‪،‬اوسم* وصفى‬
‫المهتويهتؤ‬

‫صفحة‬
‫‪١‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫القصل األول ‪ :‬موقف غامر بالتحديات والبركات‬

‫‪٢١‬‬ ‫‪.................................‬‬ ‫القصل الثانى‪ :‬الجدار المائل‬


‫‪٤١‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫القصل الثالث ‪ :‬فى مواجهة العواصف‬
‫‪٥٩‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫القصل الرابع ‪ :‬الحصرم‬

‫‪٧٥‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫القصل الخامس ‪ :‬الجدران الدفاعية (الرفض)‬


‫‪٩٧ .................‬‬ ‫القصل السادس ‪ :‬الجدران الدفاعية (التمرد)‬
‫‪١١٩ ..............‬‬ ‫القصل السابع ‪ :‬أنماط مختلقة من الشخصيات‬

‫‪١٣٩ ................................‬‬ ‫القصل الثامن‪ :‬خلف األسوار‬


‫‪١٥٩ ..........................‬‬ ‫القصل التاسع ‪ :‬إعادة بناء األساس‬

‫‪١٧١ .................................‬‬ ‫؛القصل العاشر ‪ :‬العودة لآلب‬


‫‪١٨٧ ...........................‬‬ ‫اصل الحاذى عشر ‪ :‬مقياس الله‬

‫‪٢ ٠ ١ .........................‬‬ ‫الفصل الشانى عشر ‪ :‬القلب المعذب‬


‫‪٢١٩ .............‬‬ ‫‪ :‬النصرة الكاملة علىالعدو‬ ‫القصل الثالث عشر‬
‫‪٢٣٥ .........................‬‬ ‫القصل الرابع عفر ‪ :‬بداية جديدة‬
‫‪٢٥٣ .................‬‬ ‫القصل الخامس عشر ‪ :‬شخصية جديدةتظهر‬
‫اسى‪/‬دؤلى‬

‫هوق ئ‪٠‬ربالتحديات وألبركات‬

‫فى ظهيرة احد ايام إبريل الحار الرطبة‪ .‬كانت حبات العرق‬
‫تتجمع على جبهتى إذ كنت أسرع الخطى داخل مكان إنتظار السيارات ‪٠‬‬

‫وكانت السماء فوقى تبدوملبدة بغيوم تتزايد وتنذر بعاصفة‬


‫استوائية أخرى‪ .‬وقلت لنفسى‪( :‬اعلى األقل سوف يخفضى المطر من‬
‫الرطوبة بعض ‪١‬لشىء‪ ،‬وقد الحظت أن اإلشراق المعتاد للنهار فى‬
‫هاواى يقف منتظرا فى ترقب لتلك العاصفة أن شضى‪.‬‬
‫وتسلل إلى أنفى عبق زهور اليلوميريا إذ كان ذلك العبير يغزو‬
‫الهواء حولى ويمأل أنفى برائحة طيبة ‪٠‬‬

‫دفعت الباب وخطوت إلى داخل مكتب المشورة مستمتعا بيرودته‬


‫المرحبة وبدأت فى مراجعة جدول أعمالى فى الجزء الباقى من اليوم‬
‫وكان الموعد األول مع شخص يأتى للعبادة ألول مرة واسمه ((الرى‪،‬‬
‫كومبز ‪¥ 00^88‬ي‪1‬ة‪٨1‬ا وفى ضام الثانية وصل ذلك الشخص‪.‬‬
‫كان طويال نحيأل ذا شعر أسود داكن مصفف بعناية‪ .‬التفئ إليه ألحييه‬
‫فالحظت أن أصابعه الطربلة النحيلة تعبث بمالبسه بعصبية وقلق كما‬
‫ان لديه عادة مضغ شاربه الطويل بطريقة تنم عن الوئتر وعدم‬
‫التركيز‪-‬‬
‫ز عمًا ق نغسى‬

‫وبالرغم من ضوء الحجرة الخافت إال أنه ‪ -‬لدهشتى ‪ -‬لم يحاول‬


‫خلع نظارته الشمسية وتساءلت فى نقسى (اكيف يمكننى أن أخترق هذا‬
‫التحفظ والقلق ؟؛)‬
‫ماذا عساى أقول حتى أجعل هذا الشخص يسترخى قليأله ويخفض‬
‫بعض من دفاعاته ؟‬

‫وقد كنت اقابل زوجة (االرى)) لعدة اسابيع مضت وهى سيدة‬
‫مسيحية مؤمنة تعش على حافة االنهيار‪ .‬فقد كان نمط حياة هالرى‪،‬‬
‫بما فيه من إدمان الكحوليات والمخدرات‪ ،‬ال يدمر مواردهم المالية فقط‬
‫بل حتى عالقتهما الزوجية وقد كنا نصلى معأ من أجل (االرى)) ‪ .‬ومنذ‬
‫يومين فقط اتصلت بى تليغونيا وهى فى قمة السعادة واإلثارة لتقول لى‬
‫أنه قد وافق أن يقابلتى‪.‬‬
‫واآلن وهوماثل أمامى مسترخيا على الكرسى البرتقالى الوثير‬
‫مشيحأ بوجهه بعيدأ تساءلت كيف يمكننى مساعدة هذا الشخص‪.‬‬
‫ولكننى بدأت المحاولة بأن وجهت إليه بعض األسئلة االستكشافية‪.‬‬
‫(ا((الرىا) ‪ ...‬هل كان والدك يقضى معك وقتا؟ هل كان يقومك؟ هل‬
‫كان يؤدبك ؟‪))...‬‬
‫كان على أن أميل بجسمى كله مقتربًا منه لكى ألتقط بصعوبه‬
‫كلماته التى جاءت مضغومة وتكاد تكون غير مرتبطة‪ .‬وبعد دقائق بدا‬
‫وكأنه ال يستطيع أن يصمت أكثر من ذلك فنهض فجأة وراح يمشى فى‬
‫الحجرة جيئة وذهابا بسرعة وشالل من الكلمات يندفع من فمه‪.‬‬
‫موقف غغمرئلت‪..١٦‬ئت ورلبرك‪£‬ت‬

‫*أبى‪ .‬هه! إنه لم يهتم بى مطلقا‪ .‬لقد كان كل ما يفعله بين الحين‬
‫واآلخر هو أن ينهال على ضربا إلى أن يطرحنى أرضا‪ .‬ولم أستطع أبدأ‬
‫أن أعرف متى سوف يفقد أعصابه فكان كثيرأ ما ينفجر فى دون‬
‫سابق إنذار ثم قبض بغمه على شاربه بعصبية قائال‪( :‬ا ال أستطيع أن‬
‫أتذكر أبدأ أنه قال لى إنه يحبنى!‪،‬‬

‫وبيتما كان (االرى)) يمشى بعصبية رائحا غاديا فى الغرفة‬


‫الصغيرة‪ ،‬أضاف قائال‪(( :‬إننى أتذكر عندما ‪ .....‬آه‪ .‬سرقت شيائً‪.‬‬
‫مجرد شى ء صغيرجدأ‪.‬‬
‫جن جنون أبى وغضب لدرجة أنه دفعنى أمامه إلى قسم البوليس‬
‫وتركنى هناك لمدة أسبوع‪ .‬وقال إنه — كان يريد أن يعلمنى درسا‪ .‬ولقد‬
‫تعلمتابالفعل درسآلتقد عاهدت نغسى منذ ذلك اليوم أآلاًئق بهذا‬
‫الرجل مطلقا!‪ ،‬ومع أننى لم أستطع أن أرى إأل جزءآصغيرا من وجه‬
‫( الرى‪ ،‬الذى كان ال يزال مختفيًا خلف نظارته الشمسية إال أننى‬
‫أستطيع أن أقول إن وجهه كان جامدا باردا كالرخام‪.‬‬
‫وسألته‪ 9 :‬كم كان عمرك يا ( الرى‪ ،‬عندما حدث هذا؟))‬

‫أجاب‪(( :‬حوالى اثنتى عشر أو ثالثة عشر سنة‪،‬‬


‫والحظت أنه كان قابضًا يديه فى عصبية وهو يقول بمرارة‪( :‬القد‬
‫كان ظالمًا جدآ‪ ،‬قاسيا جدآ! لم يكن يفكر إال فى نفسه دائما‪ .‬وحالما‬
‫استطعت أن أعتمد على نغسى‪ .‬هربت من البيت‪)).‬‬

‫ثم عاد هالرى‪ ،‬وغاص فى الكرسى الكبير وصمت وباءت بالغشل‬


‫كل محاوالتى أن أجعله يكمل كالمه عن نفسه‪ .‬وبات واضحا أنه لم‬
‫يستطع أن يثق بى أكثر من ذلك حتى يعطنى المزيد من المعلومات‪.‬‬

‫‪٣‬‬
‫اصغ ق نغسى‬

‫عندئذ قرعت السكرتيرة على الباب معلنة أن صاحب الموعد التالى قد‬
‫وحاولت أن أخفى‬ ‫‪)1.‬‬ ‫حضر‪ .‬فقلت لالرى‪,( :‬انتهى وقتنا اليوم يا ‪٠‬ال رى)‬
‫إحباطى‪ .‬فقد بدت على وجهه نظرة ارتياح ونهض متوجهًالمقبض‬
‫الباب‪ .‬قلت له‪( :‬اأالرى‪ ،),‬أود أن أراك ثانية‪ ),.‬فأجاب متمتما وهو يخرج‬
‫من الباب‪( :‬احستًا‪. ،‬‬
‫جلست بعد ذلك بمفردى فى المكتب‪ ،‬ونظرت للمالحظات التى‬
‫دونتها بسرعة عندما كان (‪ 1‬الرى)) يتحدث‪ .‬لقد كان متحفظا جدأ فيما‬
‫يكشفه لى حتى أننى كنت متحيرا كيف يمكننى أن أساعده ؟ ‪ .‬لقد كتبت‬
‫عدة كلمات فى دوائرمثل‪ :‬ال يشعرباألمان‪ ،‬خائف‪ ،‬قق‪ ،‬إذالل‪ .‬ويبدو‬
‫أن شيائ ما فى ذلك القلق المكتوم فى هذا اإلنسان أعادنى لذكرياتى‬
‫المؤلمة عندما كتت فى الثامنة من عمرى‪.‬‬

‫لقد عاد المشهد إلى ذاكرتى مفعما بالحياة وكأنه حدث باألمس‬
‫رأيت معلمة الصف الرابع‪ ،‬بقامتها الفارعة الواثقة وشعرها الخفيف‬
‫الذى يزحف عليه الشيب‪ .‬لم تكن بالطبع من المعلمات الالتى‬
‫أحبهن‪-‬‬
‫فى صباح أحد األيام طلبت منى أن أذهب وأعرف لها الوقت من‬
‫أحد الفصول األخرى‪ .‬لقد كانت ساعة المدرسة كبيرة ومستديرة ولها‬
‫'عقارب سوداء ضخمة واضحة لذا فقد بدا الطلب بسيطا‪ .‬ولكننى عندما‬
‫أسرعت إلى الدهليز الخشبى الواسع صدمتنى المفاجأة — أنا ال أعرف أن‬
‫أقرأ الوقت! وبيتما كنت أحملق فى ساعة المدرسة العمالقة‪ .‬كتت‬
‫موقف غيمزهرتحل‪٠‬ئت والبركدت‬

‫أصارع تيار متصاعدا من الخوف داخلى‪ .‬كيف أعترف بهذه الحقيقة‬


‫أمام الفصل كله ؟ ومضت الدقائق تحدث صوتا خفيفا منتظما وأنا واقف‬
‫أصارع مع نغسى‪ .‬وأخيرأ خطرت لى فكرة ‪ -‬ربما أستطبع أن أخمن‬
‫الوقت الصحيح! وعدت للفصل وعندما توجهت كل العيون نحوى‬
‫منتظرين اإلجابة ‪ .‬فتمتمت متلعثما‪< :‬ام م م ‪ .‬آه ‪ .‬السادسة!) وفى الحال‬
‫نظرت إلى المدرسة وقد رفعت حاجبيها بقدر ما تستطيع ‪ .‬وفجأة‬
‫ابتسمت وهتا انفجرت ضحكات التالميذ المكبوتة وضج الجميع‬
‫بالضحك ‪ .‬عندئذ شعرت بحرارة وجهى وهو يحمر خجال وشفتى وهما‬
‫ترتعشان وهرعت إلى مكانى وأنا أمسح يدى المبللتين بالعوق فى‬
‫قميصى محاوألأن أختفى عن األنظار وراء كتبى وكراريسى‪ .‬ولكى‬
‫تزداد األمور سوءأ‪ ،‬كانت المدرسان بين الحين واآلخر تستخدم نقطة‬
‫ضعفى هذه كمادة للفكاهة لتشيع بها المرح فى جو الفصل ‪ ٠‬وكلما كان‬
‫يحدث ذلك أزددت أنا خوفا وانسحابًا وبمرور الوقت ‪ .‬أصبحت أى‬
‫مشاركة لى فى الفصل تسبب لى مفصا وكأنما تتعقد أمعائى مائة‬
‫عقدة عندما كتت أخطى ء كانت تضربنى على ظهر أصابعى بالمسطرة‬
‫حتى صرت أرتعب من هذه السيدة فال أستطيع حتى أن أنظر إلى‬
‫وجهها‪.‬‬

‫عقده فاصة‬
‫وعندما تذكرت ألمى السابق أعطانى هذا بصيرة جيدة فقد رأيت‬
‫تشابها بين القصتين ‪ .‬وهو الصراع مع شخص يمثل السلطة ‪ .‬ففيما كدا‬
‫ننتظر الحب والفهم لم نجد سوى الظلم والجروح‪.‬‬
‫لقد قضيت سنوات طويلة فى التعامل مع هذه المشاعر التى كانت‬
‫اعماق نغسى‬

‫تهزنى يعنف‪ .‬وعندما غمرتنى تلك المشاعر‪ ،‬قررت أن أبعد تلك‬


‫المالحظات وأتهيأ للجلسة القادمة ‪.‬‬
‫وبعد ذلك بأسبوع‪ ،‬عاد (االرى‪ ),‬مرة أخرى‪ .‬ويرغم السحب‬
‫الرمادية الكثيفة التى منعت أى شعاع من الشمس من أن يخترق الغرفة‬
‫المظلمة إأل أن ‪ ٠‬الرى‪ ،‬كان ال يزال مختفيا خلف نظارته الشمسية ‪.‬‬

‫ولكنه أصبح أقل خوفا وقلقا فقد استرخى على الكرسى أمامى وبدأ‬
‫يتحدث بحرية أكثر‪ .‬وإن كنت الزلت أستشف منه إحساسه الداخلى‬
‫بعدم الراحة إال أنه على األقل لم يعد يمشى فى الحجرة فى عصبية‬
‫كاألسد الحبيى‪.‬‬
‫أفضى لى ((الرى‪ ،‬أنه عندما كان مراهقًا كان من الهيبيز وألقى‬
‫بكل كيانه فى أحضان المخدرات والحياة الال أخالقية وسرعان ما تورط‬
‫فى الجريمة ليحصل على المال الالزم إلدمانه‪ ،‬وتنقل من عالقة‬
‫ألخرى تاركا وراءه عالقات محطمة وجروحًا ال حصر لها‪ .‬وهو اآلن‬
‫متزوج وله طفل ويحاول أن يثق بالناس ولكنه ينفجر غاضبا كلما‬
‫تعرض لجرح أو إحباط‪.‬‬
‫تقدمت مقتربًا منه وسألته ‪(( .‬ماذا تشعر حيال ما يحدث لك اآلن؟‪. ،‬‬

‫تحرك االرى‪ ،‬بتوتر فى كرسيه وقرع بأصابعه على جانب‬


‫الكرسى الخن بى وقال ((الوحدة ‪ .‬إننى أشعر باالكتائب والخوف أيضا‪.‬‬
‫الخوف ه ما قد أفعله مع زوجتى أو طفلى فى إحدى نوبات غضبى‬
‫العارمة‪،.‬‬
‫أومأت برأسى بينما أكمل ( الرى‪ ،‬الحديث‪ .‬ودنهاية هذه الجلسة كنا‬
‫قد أصبحنا نتحدث باسترخاء‪ .‬وعندما أنهيت الجلسة بالصالة وأقبلت‬
‫مرغف غًامربًالتحديًات و‪٤‬لبزكًات‬

‫نحوه وامسكت بكتفه ‪ .‬وضغطت عليه‪ .‬بدت ابتسامة خفيفة على شفتيه‬
‫وهو يعد بأن يعود فى الجلسة التالية ‪.‬‬
‫وعندما أصبحت وحدى فى المكتب جلست متأمال فيما سمعت‬
‫وواجهت تحديا لم أواجهه من قبل‪ .‬لقد كانت هناك أشالء كثيرة ممزقة‬
‫فى حياة (‪ 1‬الرى‪ . ،‬هل يعكن أن تلتئم هذه الحياة مرة أخرى؟ لقد كان‬
‫األمر يحتاج لسحر كما يستعيد الساحر جسد الفتاة' التى مزقها بالسيوف‪.‬‬
‫وواجهت ذلك التحدى وحدى فصرخت (ايارب إنى أحتاجك‪ ،‬أحتاجك‬
‫لكى تفتح الباب لهذه الحياة من جديد بعد أن سحقت فى األلم والمرارة‪،‬‬
‫ولم أكن أعلم أن هذه يمكن أن تكون بداية إعالن مجيد ومرحلة جديدة‬
‫فى خدمتى‪-‬‬

‫ًاسؤرضأسطت‬
‫عندما عاد ‪٠‬الرى‪ ،‬لجلسة المثورة الثالثة له‪ ،‬شعرت أن لدى شيائ‬
‫جديدأأقدمه له ‪ .‬فقد طلبت الرب منذ كنت معه المرة السابقة وشعرت‬
‫أن هناك بعض المفاتيح لمشاكله يريد الله أن يكشفها لنا‪.‬‬
‫‪،( -‬أهال ‪ ..‬عامل أيه ؟‪ ،،‬قال‪ ،‬الرى‪ )،‬هذا وهو يدخل الغرفة وألقى‬
‫بنفسه على الكرسى مسترخيًاوهو يتنهد تنهيدة بسيطة ‪٠‬‬
‫أجبته (؛يخير‪ .‬شكرآ يا (‪1‬الرى‪),‬ا) محاوال بكل قوتى أن أخفى شعورآ‬
‫غامرأ باالرتياح لطريقته واسترخائه‪ .‬وأضفت ‪ 8‬كيف كان األسبوع‬
‫الماضى ؟‪)1‬‬

‫‪ -‬أفضل‪ ،‬لقد فكرت كثيرا فيما تحدثنا عنه المرة السابقة)) ‪.‬‬
‫وأضاف‪( :‬انعم‪ .‬لقد تحدثت عن بعض األمور مع زوجتى!)‬
‫اعماق نغسى‬

‫وهكذا بدأنا الحديث عن العالقات‪ ،‬وسألته أذا كان قد اختبر عالقة‬


‫حب من قبل‪ .‬فهز رأسه بالنفى قائال‪ 1( :‬ال‪ ،‬لم تكن لى أى عالقة حب‪،‬‬
‫إلى أن قابلت زوجتى ه ومضى يصف كيف وقفت زوجته بجانبه‬
‫ورفضت أن تهجره مهما كان األمر‪ .‬وكيف أنها بدأل من أن تنتقده‬
‫وتدينه كما كان اآلخرون يفعلون‪ ،‬كانت هى أول شخص يحبه ويرعاه‬
‫بمدق‪.‬‬
‫وقال ((الرنى ‪(( : )1‬لقد كان صعبآ على أن أقبل هذه المحبة‪ ،‬لقد كنت‬
‫دائما أشعر أنى وحدى وال يهتم أحد بما يحدث لى‪ ،.‬وعندما استرسلنا‬
‫فى الحديث عن حب زوجته له وماذا يعنى ذلك الحب بالنسبة له‬
‫وجدت ‪ #‬الرى‪ ،‬يتناول نظارته الشمسية ببطء وترو ويخلعها‪.‬‬

‫الرفض‬ ‫التمرد‬
‫موقف غامر بًاالحدات و‪//‬بركًات‬

‫وكانت هذه أول مرة‪ -‬أرى عينى (االرى|)‪ :‬عينان بنيتان داكنتان‬
‫شيالن للسواد كانتا مبللتان بدموع قليلة ومملؤتان بغراغ موحش!‬
‫فتح جديد! أردت أن أقفز مهلآل من الفرح ولكن بدآل من أن أفعل‬
‫ذلك طليت سرأ صالة شكر قصيرة ‪ .‬واستمر (< الرى)) يتحدث عن‬
‫عالقته المحطمة مع والديه وبعض الصعوبات مع زوجته بينما‬
‫توجهات أنا نحوالسبورة المعلقة على جدار مكتبى‪ .‬وفيما أنا أتأمل فى‬
‫مدى التأثير األبوى على حياة ‪#‬الرى)) التقطت قطعة طباشير وبدأت فى‬
‫رسم بعض الخطوط دون أن أدرى شاما ماذا كنت أفعل‪ .‬فجأة بدأت‬
‫أفكارى تتبلور‪ .‬رسمت خط يميل ه ‪ ٤‬درجة يمثل الرفض فى حياة‬
‫‪،‬الرى‪ .،‬وعندما بدأت أسترجع فى ذهنى تلك الذكريات المؤلمة فى‬
‫حياة االرى)) ‪ ،‬رأيت أن مدى التمرد فى حياته وتورطه فى المخدرات‬
‫والجريمة‪ ،‬نبع أساسًا من إحساسه بالرفض ‪.‬‬
‫ومن نهاية هذا الخط‪ ،‬رسمت خطأآخر مائال ألسفل ليصنع‬
‫الخطان معآرقم (‪ )٨‬إذ يلتقى الخطان فى القمة وكان هذا الخحد الثانى‬
‫يمثل التمرد (أنظر الرسم ص ‪ )٨‬وعندما تكلمنا معآ عن هذا الرسم‪،‬‬
‫بدأت أرى االرتباط بين ممثل السلطة المهيمن فى حياة االرى)‪ .٠‬فقد‬
‫تلقى (االرى‪ ،‬الرفض من والده والوقت الذى قضاه فى الحبس جرح‬
‫نفسه وروحه‪ .‬فتعاهد مع نفسه أأل يثق بوالده مرة أخرى‪.‬‬

‫واستطعت أن أرى تأثيرات هذا العهد واضحة فى حياة (االرى‪ ،‬فقد‬


‫أصبح اآلن ال يستطيع الثقة بأى إنسان وكان شرده وانغماسه فى حياة‬
‫الفجور والجريمة واإلدمان هو تعبير عن رفضه المضاد‪ .‬وتقدم (االرى))‬
‫منحنيا فى كرسيه ونظر بتركيز للسبورة ولمعت عينا ه بوميض من‬
‫الرجاء‪.‬‬

‫‪٩‬‬
‫؛عماق نغسى‬

‫(اآه ‪ .‬كالم معقول!‪ ،‬قالها (االرى‪ ،‬وقذ الحت ابتسامة على وجهه ‪.‬‬
‫وبدأت أبحث فى صفحات الكتابى المقدس لما أقول وتسارع ذهنى‬
‫يسبق أصابعى فأخيرأ بدأت أجمع بعض األجزاء المفقودة من لغز حياة‬
‫(الرى‪ ،‬الشديدة الشبه بحياتى‪.‬‬
‫لقد كان واضحًا أنى عثرت على حقيقة هامة جدأ فيما يتعلق بتأثير‬
‫ممثلى السلطة فى حياتنا‪ .‬وعندما غادر(؛الرى‪ ،‬المكتب بعد ذلك‪ ،‬علقت‬
‫سكرتيرتى على ابتسامته وعينيه المشرقتين‪ .‬فغمرتنى السعادة البالغة‪.‬‬

‫مبز أسًا‪،‬‬
‫وفى األسابيع التالية‪ ،‬كنت أرى (االرى‪ ،‬بصورة منتظمة ووويدأ‬
‫رويدا بدأت بإصرار أكشف أمامه مقاييس الله للحياة كما جاءت بى‬
‫الكتاب المقدس وبدأ (االرى‪ ،‬يتغير‪ .‬أصبحت عيناه أكثر صفاء وسرى‬
‫سالم جديد فى كل كيانه ليحل محل التونز والقلق‪ .‬وأخذته فى خطوات‬
‫من التوبة مساعدأ إياه أن يرى مسوئليته عن اإلختيارات التى اختارها‬
‫والتى اجتذبته ألعماق اليأس والغشل‪.‬‬
‫وثرحت له كيف أن ‪#‬التوبة‪ ،‬تعنى أن تتحمل مسوئلية حياتك‬
‫وتتخذ قرارا واعيا وأن تتحول عن البمارسات التى تدمرك إلى الحياة‬
‫الصالحة المكتملة النقية‪.‬‬
‫وأشرت عليه أن يقرأ الكتاب المقدس يوميآ لكى يحافظ على ما‬
‫قدمه الله له من رحمة‪ .‬وعندما جاءنى للمرة األخيرة كان االرى‪،‬‬
‫شخصا جديدأتالمس مع الله فى أعماقه وروحه وغير الله عذابه وأبدله‬
‫سالمًا‪.‬‬
‫موقف غعمررغ;ًا‪٦‬ا‪.‬ئت ئ‪/‬بركعك‬

‫ن جديد‬
‫لقد شعرت أن حياة (؛الرى‪ ،‬وغيره ممن يأتون فى طلب المساعدة‬
‫تتحدانى كيف يمكننى أن أساعد ‪٠‬ا الوى؛) ومن هم فى مثل حالته ؟ ما‬
‫هى األدوات التى استخدمها؟ وهكذا بدأت أفتش فى الكتاب بكل أمانة‬
‫{‪١‬‬ ‫لكى أجد حلوألوأعالنات‬
‫جديدة وفى أحد االيام‬
‫اكتشفت حقيقة مثيرة تتعلق‬
‫بما رسمته على السبورة فى‬
‫ذلك اليوم فاألصحاح السابع‬
‫من سفر عاموس يتكلم عن‬
‫إسرائيل باعتباره حائطًا‬
‫معوجا وال يستقيم مع الزيج‬
‫الذى يمسك به الله ‪ .‬والزيج‬
‫(ميزان الخيط وهو خيط فى‬
‫آخره ثقل) يستخدمه‬
‫البناؤون لكى يتأكدوا من‬
‫استقامة—الحوائط رأسيا‪.‬‬
‫وعندما تتبعت هذه الفكرة‪ ،‬رأيت أن الخط الذى رسمته ويمثل الرفض‬
‫فى حياة (‪ 1‬الرى‪ ، ،‬كان زيجا خاطائ وهكذا الخط الذى يمثل التمرد فقد‬
‫كان الخيطان خارج خطة الله‪ .‬الزيج اإللهى الذى يقع فى مكان ما بين‬
‫الخطين اإلنسانيين الخاطئين‪ .‬وهذا هو المكان الذى كان |االرى‪ ،‬يبحث‬
‫عنه وال يجده بل كان على العكس يذهب كل مرة مع أحد الخطين‬
‫المائلين‪ ،‬الرفض أوالتمرد ‪ .‬اللذان أثرا فى حياته عن طريق والديه‬
‫اعماق نغسى‬

‫وغيرهم من رموز السلطة فى حياته‪ .‬وعندما جاء (االرى‪ ،‬لمكتبى‪،‬‬


‫كانت حياته تتأرجح كحائط مائل ينذر بأن يهوى فوق رأسه وفى نقس‬
‫الوقت وجدت نقسى على أعتاب إعالن هام كان يبنى تدريحيا فى‬
‫حياتى على مدارستين كثيرة‪ ،‬دون أن أدرى‪ .‬وكانت حياة (االرى‪،‬‬
‫بمثابة مفتاح أشاع نور اإلعالن فى ظالم حياتى الماضية‪.‬‬

‫كانت الشمس فى ذلك الصباح تسطع على صفحة البحر الشاسعة‬


‫وتتألأل مياهه عاكسة كل ألوان الطيف الزاهية‪ .‬لقد كان نهارأجميال‬
‫دافائوالسماء صافية بلون أزرق جميل ‪.‬‬

‫جلست على كتلة صخرية مدليًاقدمى فى المياه الضحلة التى‬


‫خلفها المد تاركا جسدى يتشرب يشمس هاواى الدافئة ‪.‬‬
‫فى ذلك الوقت كان عقلى منشغأل جدا يجوب دهاليز حياتى بينما‬
‫كانت أسرتى تلهو على الشاطئ وأطفالى يبنون بيوتأه وقالعًا من‬
‫الرمال‪.‬‬
‫باألمس فقط قلت لالرى إنه ال يحتاج لرؤيتى مرة أخرى وهذه‬
‫بالنسبة له لم تكن النهاية بل البداية والحظت أيضا أنها البداية بالنسبة‬
‫لبحثى عن إعالن أكبر وأعظم‪ .‬لقد استثارتنى حياة (الرى)) لكى أنظر‬
‫للوراء لحياتى بطريقة جديدة وعندما جلست مسترخيا تحت أشعة‬
‫الشمس‪ ،‬سمحت ألفكارى وذكرياتى أن تأخذنى للماضى‪.‬‬

‫*ادًاعساض أفهدبحياض‪ ،‬يارب ؟‬


‫لقد صرت مؤمنا فى سن الثالثة عشر من خالل خدمة (!الشباب‬
‫التاشىء‪ )1‬وبعد ذلك بسنة‪ ،‬بدأ الله يكلمنى عن أن أكون مرسال وكان‬

‫‪١٢‬‬
‫مرقفه غغمرئرعحح‪٠‬بعت ورتبركعدت‬

‫ذلك فى مؤشر للكتاب المقدس تابع للكنيسة المعمدانية فى ديف‬


‫كمبريدج‪ ،‬بنيوزيلندا‪.‬‬
‫وصارعت لمدة سنين من الدراسة بدت وكأنها ال تنتهى حتى‬
‫أصبحت مؤهال لدخول الجامعة وعندئذ صدمنى هذا السؤال — ماذا‬
‫عساى أضل بحياتى ؟ لم تكن فكرة دخول الجامعة سارة بالنسبة لى لذا‬
‫فكانت مفاجأة عندما سألنى أحد أصدقائى إن كتت قد فكرت فى دخول‬
‫كلية الطب‪.‬‬

‫((الطب!‪ ),‬ضحكت‪,( .‬هذا كثير! بالتأكيد أنت شرح! لقد سئمت من‬
‫الدراسة!‪),‬‬
‫ولكن على مدار األسابيع التالية‪ ،‬وجدت أن هذا التعليق ال يزال‬
‫عالقأه بذهنى بل وثابتا‪ .‬كلمات الكتاب المقدس كانت تلمع أمامى حتى‬
‫تكاد تقفز من الصفحات‪ .‬كما أن تعليقات اآلخرين كانت نؤكد اقتناعى‪.‬‬
‫ثم اكتشفت أن المواد الثالثة الجديدة التى إخترتها بالصدفة لدخول‬
‫امتحان القبول بالجامعة‪ ،‬كانت ‪ -‬علم األحياء‪ ،‬والطبيعة والكيمياء ‪-‬‬
‫وكانت هذه العلوم هى بالتحديد ما أحتاج ليه ألدخل كلية الطب! لقد‬
‫كان الله يؤكد بوضوح دعوتى للطب‪ ،‬عكس تصوراتى ضاما‪ .‬فبدأل من‬
‫أن أذهب لحقل الخدمة اإلرسالية دون تدريب سوف أصبح طبيبا‬
‫مرسال‪.‬‬
‫وعندما بدأت دراستى التمهيدية لدخول الطب كنت أذاكر بضمير‬
‫حى من الغجر حتى ساعة متأخرة من الليل فقد كانت المنافسة حامية‬
‫والتحدى شديدا حيث أن نسبة ضئيلة جدا من المتقدمين سوف يقبلون‬
‫فى كلية الطب‪.‬‬

‫‪١٣‬‬
‫اعمًا ق نغسى‬

‫لذا لم تكن مفاجأة‪ -‬لى أن أفشل فى التأهل فى نهاية السنة‪ .‬وقبلت‬


‫هذا باعتباره أمرأ طبيعيا وصممت أكثر على النجاح‪.‬‬
‫ومرة أخرى كرست نغسى لساعات طربلة من المذاكرة لكى أتقدم‬
‫لإلمتحان مرة أخرى‪.‬‬
‫وبمجرد انتهاء اإلمتحانات‪ ،‬كنت أنتظر النتيجة يترقب وتغاد صبر‬
‫وما حدث بعد ذلك ظل محفورا فى ذهنى بشكل حى وواضح ال يمحى‪.‬‬
‫فغى صباح يوم إعالن النتيجة‪ ،‬استيقظت مبكرأ وأحذت دراجتى‬
‫البخارية الصغيرة وهرعت بها مخترقآالمدينة وأنا مفعم بالترقب‬
‫واالنتظار ووصلت مبكرأ ألنضم لمجموعة من الطلبة الذين تجمعوا فى‬
‫الغناء المواجه للوحة إعالن النتيجة وبسرعة نظرت إلى القائمة المرتبة‬
‫بحسب الحروف األبجدية أين اسمى؟ وفزعت إذ الحظت أن اسمى ليس‬
‫موجودا‪ .‬وهذا ليس له سوى معنى واحد هوإنى رسبت مرة أخرى!‬

‫ألم ألرفض ألرهيب‬


‫هالتنى الصدمة ووقفت مذهوألأحاول أن أغالب دموعى حتى ال‬
‫تنهمر‪ .‬لقد الحظت أننى بالرغم من أدائى الجيد لم أستطع بعد أن انبل‬
‫بين تلك الصفوة وبأقدام ثقيلة كالرصاص وقلب مثقل بالهموم تراجعت‬
‫ذاهبًا من حيث أتيت وعاصفة رهيبة من األلم بدأت تهب فى داخلى‪.‬‬
‫‪#‬إننى فاشل‪ .‬لقد كنت دائما أعرف ذلك‪ .‬أنا غبى! ال فائدة!))‬
‫وغمرنى فيضان من أفكار إدانة النفس واإلشفاق على الذات‪ .‬كنت‬
‫مستعدا أن أكف عن ذلك السعى السخيف وراء حقل اإلرساليات! كل‬
‫األفكار السلبية التى جالت فى ذهنى عبر السنين تجمعت كلها فى ذلك‬
‫موفف غًامزبًالتحدي ت و‪/‬ربركعت‬

‫الوقت وتركزت فى عقلى مكونة بشدة ذلك اإلحساس بالغشل وعدم‬


‫القيمة‪.‬‬
‫وبدا لى النظام بأكمله خاطائ جدا‪ .‬لقد ذاكرت بكل قوة ريما أكثر‬
‫من الكثير من زمالئى الذين جاءت أسماؤهم فى القائمة‪ .‬وقد علمت‬
‫بعد ذلك إنى اجتزت االمتحان ولكن فى ذلك الوقت كنت أتألم متساءال‪:‬‬
‫(!لماذا لم يقبلونى؟!)‬
‫والقيت بنغسى يجانب جدول مياه صغير فى داخل فناء الجامعة ‪.‬‬
‫وبدأت أفرغ مشاعرى المكبوتة بأن أصرخ ألى الله ‪.‬‬

‫‪ 9‬أين أنت يارب؟ أال تهتم ؟‪ ٠‬وكنت أعبث فى األرض بإبهامى‬


‫محاوأل التخفيف من األلم واإلحباط وبدأت ألوم الله ‪!( .‬لقد أتيت إلى هنا‬
‫فقط ألنك دعوتنى واآلن قد خذلتنى‪ .‬لماذا؟!)‬
‫ولمدة أسابيع كنت أصارع وأتساءل من هو الله ؟ وما هى طبيعته ؟‬
‫شامأكأيوب فى القديم كنت أطالب بتغسير‪ .‬وإذا لم أجد تفسيرا قمن‬
‫الطبيعى أن أترك الدراسة وأتجه لإلرسالية‪ .‬البد أن األمر هكذا!‬
‫وشعرت وكأنى حاصرت الله فى ركن حيث ال يمكنه الهرب وهكذا‬
‫قررت أته يجب أن أترك الدراسة وأتجنب سنوات طويلة من الدراسة‬
‫المضنية ‪.‬‬
‫وهكذا بدات اشعر باإلرتياح لمخططى المرسوم‪ .‬ولكن الله فجاة‬
‫جاء من الركن الذى حاصرته فيه فى إحدى الليالى وبكتنى تبكيتا‬
‫‪.‬‬ ‫‪-‬و‬ ‫د‪--،‬ى‬ ‫‪.* .‬‬
‫غامرا فعندما كنت اصلى ارائى الله اننى سوف اكون بال ثمرإذا‪.‬ذهبت‬
‫لحقل اإلرساليات وأنا احمل بين ضلوعى قلبا لم يتعلم بعد هذا الحق‬
‫االساسى وهوان ((الطاعة افضل من الذبيحة‪. ،‬‬
‫(عمًا فى نغسى‬

‫أالستسالم لمضغة ألله‬


‫وببطء بدأت أرى أن الله يهتم بمؤهالتى الروحية أكثر من‬
‫الشهادات التى سوف أحملها معى‪ .‬لقد كان يأمرنى أن أطيع‪ .‬ويقلب‬
‫متثقل بدأت أحمل نغسى حمال عائدأ مرة أخرى لروتين المذاكرة‬
‫الطبية القاسى‪.‬‬
‫وعلى مدى السنين الست التالية‪ ،‬جاهدت وصارعت مع الكتب‬
‫والمراجع مصممًا على النجاح مهما يكن الثمن‪ .‬وقد كان يوم االنتصار‬
‫والغلبة عندما حصلت على شهادة فى الطب وكان سنى وقتها ‪ ٢٨‬سنة‪.‬‬
‫فبعد سنين طويلة من المذاكرة الشاقة وصلت لهدفى فى النهاية وهو أن‬
‫أصير مرسأل طبيا‪.‬‬

‫ولمدة سنة‪ ،‬سافرت مع الهيئة متعددة الطوائف (شباب له رسالة‬


‫‪4.‬ا‪ )¥.١¥.٨.‬للكرازة فى بالد مختلفة من العالم وانتهى بى المطاف‬
‫فى غانا بغرب إفريقيا‪ .‬وهناك أصبح الباب مفتوحا للعمل مع حملة‬
‫وكعا كان الحال فى (سيآل‪ )¥‬هكذا أيضًا‬ ‫(‪)1‬‬ ‫الكرارة العالمية‬
‫كان الهدف هوالكرازة لكل أمم العالم المختلفة‪ .‬ومع زوجتى‬ ‫‪1‬‬ ‫فى‬
‫باريارا بدأنا خدمة طبية متنقلة نواجه فيها يوميا تحديات توصيل‬
‫اإلنجيل للقبائل البدائية الذين هدفهم األول فى الحياة هوالحصول على‬
‫الطعام والماء ليبقوا على قيد الحياة‪ .‬وخالل صراعنا لكى نتواصل‬
‫معهم‪ ،‬اكتشفنا طريقا إلى قلوبهم من خالل الطب وشهدنا كنائس كثيرة‬
‫تبدأ وتنمو حيث لم يكن هناك أى كنائس على اإلطالق‪.‬‬
‫وبعد ذلك بأربع سنوات رجعنا لنيوزيلندا لنقضى سنة كنا نعتقد أننا‬
‫سوف نستريح فيها ولكن على العكس وجدت نغسى متورطا بشدة فى‬
‫عمل طبى عام حيث كنت أرعى مرضى كثيرين كل يوم وعندما كنت‬

‫‪١٦‬‬
‫مرف ظمرةرًاكحدئت و البرى ت‬

‫اقابل مشكلة صحية كنت اصلى سرا طالبا من المسيح ان يرشدنى‬


‫للتشخيص الصحيح والوصفة الدوائية المناسبة ولكن إحباطى الشديد جاء‬
‫عندما الحظت أنه بدون تغيير حقيقى فى نمط حياة المرضى فسوف‬
‫يعودون بسرعة وقد عاودهم المرض مرة أخرى‪.‬‬
‫وذات يوم جاءتنى فرصة أن أشارك متاعبى مع شيوخ الكنيسة‬
‫التى كنت أذهب إليها ولم يعرضوا على فقط استخدام مبنى الكنيسة بل‬
‫عرضوا على أيضا أن يشترك بعض الخدام معى أنا وزوجتى فيما أصبح‬
‫بعد ذلك مركزا للمشورة والرعاية الصحية‪ .‬ولم يمض وقت طويل حتى‬
‫تطلب العمل الكبير بالمركز أن أستقيل من عملى الخاص وأصبح متفرغًا‬
‫لهذه الخدمة الطبية‪ .‬ووصلت هذه أأليام بنا إلى قمة اإلشباع عندما قرر‬
‫الله أن يقطع ما ظننا أنها خدمة حياتنا ‪ -‬ودعانا لنذهب إلى هاواى‬
‫وأكد لنا ذلك شيوخنا المتحفظون‪ .‬ووجدنا أنفسنا بعد مرور ‪ ١٨‬شهرأ من‬
‫بداية خدمتنا هذه نطير فى إحدى طائرات الخطوط الجوية‬
‫النيوزبالندية متوجهين إلى هونولولو‪.‬‬

‫جف بدة‬
‫قالت مضيفة الطائرة فى نهاية الرحلة‪(( :‬مرحبأ بكم فى كونا!))‬
‫وفتحت لنا باب الخروج بينما كانت الموسيقى الخفيفة تنساب فى‬
‫الطائرة‪ .‬وشتمت فى سرى‪( ،‬؛كونا هاواى! مستحيل‪ ،‬فاألرض تبدو‬
‫وكأننا هبطنا على القمر فعندما نظرت يعينى من النافذة رأيت رقعة‬
‫سوداء كبيرة من الصخور البركانية! وتعاقبت موجات من أشعة الشمس‬
‫الحارة تومض عبر مهبط الطائرة كما ظهرت فى األفق الجبال أما إلى‬
‫اليمين من مهبط الطائرة فقد تكسرت أمواج المحيط الهادى على شاطئ‬
‫اعماق نغسى‬

‫متعرج من الصخور‪ .‬وكانت زوجتى باديارا تصارع مشاعرها‬


‫المضطربة باإلضافة إلى طفلنا البالغ من العمر ثالث سنوات‪ ،‬مايكل‪،‬‬
‫وهو طاقة متوثبة تتحدانا كل لحظة‪ .‬وحملت طفلنا اآلخر البالغ من‬
‫العمر خمسة أشهر وهممت بالخروج من باب الطائرة ‪.‬‬
‫ولم يفطر ببالى وأنا أخرج من الطائرة فى ذلك اليوم من شهر‬
‫يناير سنة ‪ ١٩٧٦‬أننا سوف نبقى أكثر من عقد من السنين فى هذا‬
‫المكان — هاواى —! لقد أرسلتنا كنيستنا فى بالمير‪ -‬نورث‪.‬‬
‫نيوزيالندا للخدمة لثالث سنوات حتى يمكننى أن أساعد فى تأسيس‬
‫برنامج طبى لهبئة!‪ ¥١٧٨١‬وكان المطلوب هوإقامة وحدة طبية‬
‫متنقلة يمكن أن تحمل على ظهر سفينة أوتؤخذ ألى مكان فى العالم‪.‬‬
‫ولكننى سر عان ما وجدت أن الله عند ه خطة أخرى لحياتى‪ .‬فبعد عدة‬
‫محاوالت فاشلة للبدء بهذا العمل‪ ،‬تسلمت خطابا من المجلس المنوط به‬
‫التصريح لى بالعمل كطبيب فى هاواى يفيد بأنه لكى يصرح لى بالعمل‬
‫يجب أن أقضى ثالث سنوات فى إحدى المستشفيات المعتمدة بالوالية‬
‫وذلك باإلضافة إلى دخول اإلمتحانات النهائية مرة أخرى!‬

‫شعرت عندئذ بالحيرة وإلرتباك فها أنا اآلن مع زوجة وطفلين‬


‫على بعد أميال من الوطن‪ ،‬واثق من قيادة الله ولكنى أجد أن الباب‬
‫يصفع فى وجهى هكذا ببساطة! ومما زاد األمور سوءا أن باربارا كانت‬
‫مقتنعة بأنى أسبق إرشاد الرب لى وال أنتظره بما فيه الكفاية لذا‬
‫واجهتنى برأيها وكان رد فعلها غاضبا وساخطأفهتفت ((حسنا! لنحزم‬
‫إذن أمتعتنا ونعود أدراجنا للوطن‪.،‬‬
‫لم تكن هاواى هى الفردوس المفقود بالنسبة لنا وأضافت محاوالت‬
‫‪ ١٧٨¥1¥‬وصراعها من أجل بقائنا فى هذه األيام األولى المزيد من‬

‫‪١٨‬‬
‫مرف غ‪٤‬مرئلتحدئت و البرى ت‬

‫المبررات لقناعة باريارا باننا اخطانا بتركنا خدمتنا المشبعة فى‬


‫نيوزيالندا‪.‬‬

‫اصابره‬
‫تأرجحت كثيرأفى تفكيرى المنقسم إلى فكرتين رئيسيتين‪ :‬هل‬
‫سمعت فعألصوت الله‪ ،‬أم كان هذا مجرد افقراحض ؟ هل نعود لبالدنا أو‬
‫ال يزال لدى الله فكرآخر؟ وإذا اشتد الصراع‪ ،‬بدأت أراجع إرشادى‬
‫وظروفى ولكن وسط كل األصوات المتصارعة داخلى‪ ،‬لم أستطع أن‬
‫أزحزح ذلك اإلعتقاد الداخلى الذى شجعنى كثيرا وفى النهاية‪،‬‬
‫صارعت حتى وصلت لقرار بأن أبقى وأواجه المصاعب متمنيا أن‬
‫تظهربعض العالمات المشجعة على الطريق لترثدنى‪.‬‬
‫ولم تظهر هذه العالمات إال متأخرا جدا‪ .‬وفى الفترة السابقة لها بدا‬
‫لنا وكأننا فقدنا كل شى ء فلم تكن هناك خدمة وال عمل على عكس‬
‫انشفالنا الكامل عندما كنا فى نيوزيالندا‪ .‬وباإلضافة لهذه المصاعب‬
‫حدثت حادثة إلبننا األكبر اقترب فيها من الموت فقد كان يلعب مع‬
‫بعض األصدقاء عندما سقط من فوق سلم وهو على أرضية خرسانية‬
‫ولما هرعنا به إلى المستشفى ونحن نخشى حدوث أسوأ الغروض وجدنا‬
‫لديه شرخا بالجمجمة وتجمع دموى يخفى عينه اليمنى ضاما ولكن‬
‫الكثيرين من أصدقاءنا فى هاواى وفى بالدنا كانوا يصلون من أجل‬
‫مايكل وكان ارتياحنا كبيرا عندما شفى مايكل سريعا دون أى تأثيرات‬
‫باقية‪ .‬وبيتما بدأنا فى القيام بمهام غريبة تطلبتها خدمة!‪¥١٧٨١‬‬
‫المتنامية فى كونا‪ ،‬بدأت بعض العالمات تظهر على الطريق وبدأنا‬
‫نرى بعضا من مقاصد الله بدعوته لنا إلى هاواى‪٠‬‬

‫‪١٩‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫فقى احد االيام عندما كنا نتحدث إلى لورين كاننجهام المدير‬
‫الدولى د ‪ ¥١٧٨١4‬وزوجته دارلين‪ ،‬شاركتاهما بخدمة المشورة‬
‫المتنامية التى كانت لنا فى نيوزيالندا وعندما أخبرنا لورين أن الله أرانا‬
‫بوضوح أن الخدمة الطبية كانت تكعل خدمتنا الرئيسية فى المشورة‬
‫اقترح أن نصلى من أجل ذلك معا‪ .‬وعندما صلينا كان لدى كل واحد‬
‫منا انطباع قوى أن الله كان يشير إلى خدمة جديدة داخل ‪1‬ر‪.¥١٧٨٨‬‬
‫وأرشد الله باربارا ودارلين إلى إشعياء ‪٤‬ه‪ ٣-٢:‬الذى يدعونا لتوسيع‬
‫نطاق خدمتنا (؛أطيلى أطنابك وشددى أوتادك)) وبدا أن الله يقول إن‬
‫الخدمة ستمتد وتتسع أكثر من كل توقعاتتا‪.‬‬

‫وبعد زيارة العديد من مراكز المشورة فى الواليات المتحدة وجدنا‬


‫شخصين يمكنهما مساعدتنا وهكذا بدأنا أول مركز مشورة فى كونا فى‬
‫يناير‪ ١٩٧٧‬وهناك قابلنا ((الرى)) وغيره الكثيرين وبدأ الله يستخدمنا‬
‫حتى نفتح األبواب الموصدة فى حياتهم‪.‬‬

‫وسرعان ما قادنا الله لبدء دورة لتدريب آخرين يحملون الرسالة‬


‫فى العالم كله وبعد عدة سنوات كثرت الدورات ونمت وأصبحت‬
‫برنامجا يمنح شهادات من‪.‬جامعة؛الباسيقيك وآسيا)) المسيحية التابعة ل‬
‫‪ ¥١٧٨^1‬وبعد ذلك امتدت لبالد أخرى كثيرة على هيئة مدارس تابعة‬
‫لهذه الجامعة‪.‬‬

‫فى هذا الكتاب سوف أشارك بالحديث عن األسلوب الكتابى‬


‫للوصول للشفاء واإلكتمال الذى تعلمته على مدار السنين من الدراسة‬
‫والخدمة هيا ابدأوا معى هذه الرحلة من اكتشاف الذات الحقيقية من‬
‫ك‪.‬ضوء أعظم مراجع الحياة أمانة وأكثرها أهال للثقة ‪ ...‬وهوالزيج‬
‫خالل‬
‫اسني االلى‬

‫أسأر|ةاذلي‬

‫الزيج‬
‫فى القرن الثامن قبل الميالد وقت حكم‬
‫عزيا‪ ،‬ملك يهوذا‪ ،‬كانت إسرائيل تنعم بالسالم‬
‫والخيرات‪ .‬ولكن مع هذه الوفرة المادية كان‬
‫هناك لألسف نقر أخالقى ينخر فى جذور‬
‫المجتمع وكان ضباب الظلم اإلجتماعى القاتم‬
‫يحجب رؤية إسرائيل ويفصلها عن اإلرشاد‬
‫اإللهى الذى كانت تتمتع به‪ .‬ومن وسط هذا الجو‬
‫الخانق الذى يتحدى أكثر األشخاص برأ‬
‫وصالحا‪ ،‬دعى الله عاموس (عاموس ‪،)٨-٧:٧‬‬
‫الذى كان راعيا وجانى جميز لكى يقيم دعواه‬
‫على شعبه ‪ .‬وكانت إرسالية عاموس هى أن يفضح‬
‫ويهاجم الفساد اإلجتماعى واألخالقى ويحذر‬
‫الناس من دينونة الله الوشيكة‪ .‬حتى أن اسمه‬
‫اعاموس‪ ،‬هو مشتق من الفعل العبرى الذى يعتى‬
‫(*)‬
‫إستخدم‬ ‫ينمل ه( )وإذا كان الله فى أيام موسى قد‬
‫شكل(‪)١‬‬

‫(*) (‪ 3.932‬ج‪1‬ةا‪ 3‬هء‪0‬ع‪٢‬ج‪٤‬هآل ه‪1‬جآ ‪١٧ 8 0‬جلح)‬

‫‪٢١‬‬
‫‪,‬عاق نغسى‬

‫عمآ ليطن بها حقه ووصاياه فقى أيام عاموس اختار لنفس الفرض ما‬
‫يسمى بالزيج ‪ -‬الزيج اإللهى‪.‬‬

‫‪٠‬ئييس ألده‬
‫وهذا الزيج فى أبسط أشكاله هوقمع مقلوب من الرصاهن مربوط‬
‫بخيط قى نهايته قطعة اسطوانية من الخشب لها نفس سمكه ‪ .‬وهوآلة‬
‫بسيطة يستخدمها البناؤون للتأكد من اإلستقامة الرأسية للحائط أثناء‬
‫البناء‪ .‬فالنهاية الثقيلة (الرصاص) دائمًا ما تشير إلى مركز األرض‬
‫حيث أنها تنجذب لقوة غير مرئية هى الجاذبية األرضية (أنظر الشكل‬
‫رقم ‪)١‬‬
‫لقد وجد البناؤون فى هذه اآللة البسيطة القيمة عونآ ال يقدر بثمن‬
‫فقد الحظوا أنه لكى يكون البناء مستقرأ وثابتا يجب أن تستقيم حوائطه‬
‫ودعاماته مع هز الريح وإذا لم تستقم فالبناء كله يكون معرضآللسقوط ‪.‬‬

‫ووسط هذه الوفرة التى كانت تعيش فيها إسرائيل كان هناك فساد‬
‫أخالقى والله هنا يصور األمة كحائط غير مستقيم يكاد يسقط فى أى‬
‫وقت ولكى يظهر الله مدى انحراف هذا الحائط وعدم ثباته‪ ،‬يدلى بزيج‬
‫الناموس اإللهى بجانب الحائط حتى يظبر كم ابتعد هذا الحائط عن‬
‫اإلستقامة وأنه فى أى وقت يمكن أن تنهار هذه األمة ويتشتت الشعب‬
‫أمام أعد ءه كما يتناثر الطوب من الحائط المنهدم ‪٠‬‬

‫وهكذا لم يزل الله يدلى بهذا الزيح على حياة كل الذين دعاهم‬
‫ليكونوا شعبه وهو يفعل ذلك معنا اآلن‪ ،‬نحن أبناء هذا القرن‪ ،‬حتى‬
‫نعرف الحق ونهتدى للحياة المتزنة اآلمنة‪.‬‬

‫‪٢٢‬‬
‫‪/‬لجداراالئل‬

‫اسؤال |ألطص‬
‫إننا نعيش فى عصر لم يعد فيه أحد يعترف بكلمة الله باعتبارها‬
‫زيجًا يكشف استقامة الحياة إال‪.‬أن هذا العصر فى نفس الوقت ال يزال‬
‫متشغأل بهذا السؤال األساسى‪(( :‬ما هى الحياة وكيف نحياها؟)) ويظهر‬
‫مدى اإلهتمام بهذا السؤال من خالل األعداد من الطلبة الذين تزدحم‬
‫بهم فصول دراسة علم التفس فى الجامعات وذلك المد المتزايد من‬
‫الرجال والنساء الذين يجربون الوجودية وما يسمى بالوعى الجديد‬
‫والمخدرات والسحر والممارسات الروحية الغريبة وغيرها من األنواع‬
‫الكثيرة للواقع المزيف‪ .‬وهذا السؤال المحورى يمكن أن يتقسم إلى أربعة‬
‫أجزاء‬
‫أوأل‪ :‬السؤال األساسى المتعلق باألنطولوجيا (أى علم الوجود) ‪(( :‬من‬
‫أنا؟‪ . )1‬ولكى نقترب أكثر من اإلجابة وتعربفها نحتاج ألن نراجع بعض‬
‫السمات المختلفة للشخصيات‪.‬‬

‫ألتجاوب اسبى‬
‫اوال لنلق نظرة على الشخص الذى يغلف نفسه ‪٠‬بدفاعات‬
‫شخصية‪ ،‬كما نرى فى (شكل ‪ . )٢‬أوألما هواإلنطباع الذى تتركه فينا‬
‫رؤيتنا لهذا اإلنسان؟ فيما يلى قائمة من اإلنطباعات النى قالها بالفعل‬
‫أشخاص بعد أن رأوا شكل ‪٢‬‬

‫‪٢٣‬‬
‫ذعافى نغسى‬

‫(شكل ‪)٢‬‬

‫‪٢٤‬‬
‫‪/‬لجددرررمدئئه‬

‫هش‬ ‫شخص يقف موقف املدافع‬

‫سلىب‬ ‫شخص خائف‬

‫إن الشخص الذى يغلف نفسه بكل هذه االسلحة والدفاعات هو‬
‫شخص يمر بأزمة هوية فهو يتحاشى اإلجابة عن السؤال‪ :‬أمن أنا؟‪)1‬‬

‫وقد تكون محاوالته السابقة للتعامل مع هذا السؤال قد باءت كلها بالغشل‬
‫لذا فهو قد قرر أنه بدأل من مواجهة هذا السؤال والتعامل مع األلم الذى‬
‫يسببه‪ ،‬سوف يختفى خلف أسلحته ودفاعاته مبتعدا عن كل ما قد يهدد‬
‫إحساسه باألمان‪.‬‬

‫ألتجاوب |س|ض‬
‫وهناك شخصية اخرى من الشخصيات التى تصارع مع هذا‬
‫السؤال الرئيسى ونمثلها هنا بامرأة تحمل قوسا وسهمآكما فى (شكل ‪. )٣‬‬

‫تامل هذه الصورة وحاول ان تذكر بعض الصفات التى قد ترد‬


‫بذ هنك‬

‫وحيده‬

‫‪٢٥‬‬
‫اعط ق نغسى‬

‫‪٢٦‬‬
‫الجدار المائل‬

‫السيدة وهى لقسك بقوسها وسهمها اتجاها اخر فى‬


‫*‬ ‫تمثل هذه‬
‫التعامل مع أزمة الهوية فهى على عكس األسلوب الدفاعى السلبى تتخن‬
‫موقفًاأكثر عنفا وعدوانية‪ ،‬ولعى بموقفها هذا ترسل شذيرأ لكل من‬
‫يحاول االقتراب منها بأن عليه أن يبقى على المساقة المناسبة وإال‬
‫فسوف يتعرض لسهامها الجارحة‪ .‬وإذا دققنا فى الشكل نجذ أنها لم‬
‫تضع السهم فى القوس بعد وهذا يدل على أنها فى الواقع ال تريد أن‬
‫تكون عدوانية ولكئها تضطر لذلك إذا استدعت الظروف‪.‬‬
‫إذا وضعتا االثنين معا نستطيع أن نرى من بعض األوجه كيف‬
‫يمكن لهاتين الشخصيتين أن تتوافقا ‪ ٠‬فالمرأة تستطيع أن تطلق أسهمها‬
‫متى شاءت والرجل اآلخر المتسلح على األقل سيعرف من وراء حصونه‬
‫أن هناك شخصا آخر معه يخفف من وحدته ‪ ٠‬وهكذا يصبح التواصل‬
‫بينهما هو فقط صوت ارتطام السهم بالدرع الحديدى! دون أن يصاب‬
‫أحد بأذى!‬

‫ولألسف كثيرا ما يصور هذا المثال ألى درجة تتدهور الزيجات‬


‫والعالقات فى مجتمعاتنا‪.‬‬

‫أين تبدأ سوية؟‬


‫إن هاتين الصورتين هما مجرد أمثلة ألشخاص لم ينجحوا فى‬
‫الوصول إلجابة السؤال الخاص بهويتهم‪ .‬كيف شاول أنت اإلجابة عن‬
‫هذا السؤال الهام ؟ ولكى ما نبدأ فى حل مشكلة االنطولوحيا الشخصية‬
‫ونجيب عن هذا السؤال‪( :‬امن أنا؟))‪ ،‬نحتاج ألن نعود ألصولنا‪.‬‬

‫‪٢٧‬‬
‫‪/‬ءهعق نغسى‬

‫أالحدة اكث‪-‬اسب ض أساه‬

‫(شكل ‪)٤‬‬

‫‪٢٨‬‬
‫الجدار المائل‬

‫إن نظرية الخلق فى الكتاب المقدس‪ :‬ه فى البدء ‪ ٠٠.‬الله‬


‫‪)1...‬‬

‫(تكوين ‪ ٠ )١: ١‬ثم يسترسل الكتاب المقدس فيكشف عن سر األصل‬


‫والنشأة عندما يطلب موسى من الله أن يعرفه بنفسه‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫شعب إسرائيل (خروج ‪ ١٤—١٣:٣‬كتاب الحياة) ‪ .‬ونرى كيف أجابه الله‬
‫قائال‪ ، :‬أهيه الذى أهيه ه (ومعناها أنا الذى هوأنا‪ ،‬أوالكائن‬
‫الدائم)‪.‬‬
‫ويضيف المسيح ابن الله إلى ذلك فى العهد الجديد بعدا آخرا يتعلق‬
‫بشخصه ودوره بالنسبة لنا فيقول‬
‫‪ً٠‬اذا هوسريق وًاحلق وًاحلياة‪،‬‬
‫ال اد يًاتى (ىل ًاآلب ًاال ىب‪ ،‬ريوخا ؛‪>٦٠٠١‬‬

‫واآلن لنفحص عن قرب ما قد قيل فى هاتين الفقرتين‪ .‬أوأل‪ :‬الله‬


‫يقول إن الهوية كلها تبدأ فيه أى أن هوية كل الخليقة تنبع منه هو‪.‬‬
‫وإذا كنا نريد أن نفهم من نحن يجب أوأل أن نحاول أن نفهم من‬
‫يكون هو؟ ألنه هو بدايتنا الحقيقية وكياننا كله يصرخ لكى يعود‬
‫يتواصل ويرتبط به( مزمور ‪. )٢- ١:٤٢‬‬
‫ثانيا‪ :‬يصف يسوع نفسه بأنه الطريق إد؛ معرفة الله‪ .‬إنه صورة‬
‫——ا—‬ ‫ء‬ ‫‪٩‬‬ ‫ط‬‫—‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1,٠‬‬

‫الله إلينا لذا 'فهو يقدمنا لله ابيه وهنا تبدا اإلجابة عن سؤال الحياة‬
‫األساسى‪ :‬امنأثًا؟ا؛‬

‫ككوألت أ دعوية‬
‫لكى نجيب على االسئلة الخاصة ‪,‬بما هى الحياة وكيف نحيا فيها!؛‬
‫يجب أن نسأل أنفسنا ثالثة أسئلة فرعية كما نرى فى (شكل ‪)٤‬‬

‫‪٢٩‬‬
‫‪,‬عماق نغسى‬

‫من اين ‪/‬تطلما؛‬ ‫ا‪-‬‬

‫اىل ‪/٠‬ين تذهب ل؛‬ ‫‪-٢‬‬

‫يتعلق هذان السؤاالن بتاريخ الجنس البشرى ومصيره وهوما‬


‫يعرف بالتليولوحيا أو الغائية‪ :‬هما يعبران عن تلك الرغبة الدفينة‬
‫فى كل منا أن يكون له توجه أو هدف فى الحياة‪ ٠‬فإذا كنا دائما نهدف‬
‫إلى ال شى ء فقحن عادة ما نصيب هذا الهدف! والكتاب المقدس يعبر‬
‫عن ذلك قائال بدون* رؤية يجمح الشعب‪(. ،‬أمثال ‪ )١٨: ٢٩‬إن فكر‬
‫الصراع المتغلغل فى مجتمعنا اليوم ينبع إلى حد كبير من فقدان‬
‫اإلحساس بالهدف واالتجاه فى الحياة وذلك عند هؤالء الذين لم‬
‫يستطيعوا أن يجدوا إجابة شافية لهذين السؤالين‪.‬‬

‫ملم الذى بشل قيمة ياصبة ىل؟‬ ‫‪—٣‬‬

‫هذا السؤال الثالث يقع تحت عنوان األكسيولوحيا أو(علم القيم)‬


‫وهويعنى دراسة القيمة‪ ،‬فلكل إنسان ما يسمى (ا بمجموعة القيم‪ ،‬وهى‬
‫كل ما نستثمر فيه حياتنا ومجهوداتنا ووقتنا وأموالنا فهى األشياء التى‬
‫نؤمن أن لها قيمة ولذا نستثمر فيها‪ ٠‬وعادة ما تكون هناك هوة بين القيم‬
‫‪ 11‬الفكرية أو العقلية!) والقيم !؛الشخصية أو القلبية‪ ٠ ،‬أما القيم الفكرية فتعبر‬
‫عن نفسها من خالل ما نقوله وأما القيم القلبية فتعبر عن نفسها من‬
‫خالل ما نفعله ‪ .‬فمن القلب تنبع توجهات الحياة المحورية وقناعاتها‪.‬‬

‫والسؤال االساسى الذى تتبع منه هذه االسئلة الثالثة هو السؤال‬

‫‪٣٠‬‬
‫‪/‬س‪/‬رسلل‬

‫؛كيف نعرف؟‪< ،‬ما هى العدسة التى ننظر بها للعالم؟‪ ،‬فتحن نريد ان‬
‫نحدد ما إذا كانت معلوماتتا حقيقية أم ال ‪ .‬وهذا هو سؤال األبستمولوحيا‬
‫(أى نظرية المعرفة) نحن كمسيحيين مؤمنين نؤمن أن الله قد أعلن لنا‬
‫الحقيقة‪ .‬والمسيح يؤكد أنه هوالحقيقة كما ذكرنا فى (يوحنا ‪ . )٦: ١٤‬إن‬
‫اإلجابة عن أسئلة الحياة وكيف نحياها ينبغى أن نبحث عنها فى إعالن‬
‫الله من خالل كلمته المقدسة وابنه يسوع المسيح الكلمة المتجسد وهذا هو‬
‫الزيج اإللهى‪.‬‬

‫أكتشفارؤيته سادم‬
‫وعندما نصل لفهم بعض اإلجابات عن أسئلة الوجود فقحن عندئذ‬
‫نبدأ فى اكتشاف وبتنا للعالم ‪١٧‬ع‪ ٧1‬ك‪ ١٧0٢1‬فلكل منا رؤيته للعالم‬
‫وهذه الرؤيا ببساطة تحدد ما نؤمن به ولماذا نؤمن به‪ .‬وإذا أردنا‬
‫تعريقا أكثر شموألفرؤية العالم تتضمن ما نعتقده عن أصل وطبيعة‬
‫ومصير اإلنسان والكون باإلضافة إلى دور اإلنسان وهدفه فى ذلك‬
‫الكون‪.‬‬
‫إن استجابة البشرلهذه األسئلة الرئيسية يختلف ويتباين تباينا‬
‫رهيبا‪ ،‬حتى فى الفلسفة النظامية‪ ٠‬فهى تعتمد كلها على العدسة التى‬
‫ينظر اإلنسان من خاللها إلى العالم وفيما يلى ملخص صغير لبعض‬
‫الرؤى التى يعتنقها البشر والمرتبطة بالفلسفات المختلفة كما نشأت‬
‫وظهرت خالل القرون المتعاقبة‪ .‬واألمثلة على كل رؤية مذكورة فيما‬
‫يلى توجد فى العالم اليوم بكثرة‪.‬‬
‫أب ئله واحد لنا كلائ‪.‬‬ ‫الديانات التوحيدية‪:‬‬

‫‪٣١‬‬
‫‪/‬ءمعق نغسى‬

‫الهة متعددة لها مناطق سلطان‬ ‫الديانات متددة االلهة‪:‬‬


‫وقوة ‪.‬‬ ‫‪18٢٢1‬ج‪11‬أالا‪0‬ئ‪1‬‬

‫عدم وجود آلهة على اإلطالق‬ ‫اإللحاد‪:‬‬


‫فليست اآللهة سوى نتاج خيال‬ ‫‪٦٦‬ل‪18‬ح‪٦‬إًاع‬

‫اإلنسان نفسه ‪٠‬‬


‫إذا كان هتاك إله فيجب أن يكون‬ ‫*‬
‫المنحدة‪:‬‬ ‫االنانية‬
‫اإلنسان هو هذا اإلله‪ .‬اإلنسان هو‬ ‫؛ح‪ 3‬ئ‪1‬خ‪1٢1٦3٢٦68‬ا‪1‬ز‬
‫‪* 811٦‬‬

‫الله‪.‬‬
‫اإلنسان يصنع إلهه بنفسه وذلك بأن‬ ‫العقالنية المددة‪:‬‬
‫يعظم ويعلى من منبقه اإلنسانى‬ ‫‪8111‬؛جا‪-‬اأ‪ 3‬ن‪1‬غ‪18‬ا‪10113‬أ‪3‬حت‬

‫ويجعل منه المرجع الوحيد والطريق‬


‫الواحد لكل الحق‪.‬‬
‫قفزة غير منطقية إلى ما وراء العقل‬ ‫الوجودية الملحدة‪:‬‬
‫للوصول إلى معنى الوجود الفردى‬ ‫‪1‬آ‪181‬ا‪13‬سل‪18‬دج ء‪* 8٤1‬‬
‫اة‪٨‬‬

‫وهى اعتراف غير مباشر من وجهة‬


‫نظر عقالنية بأن اإلنسان فد فشل‬
‫فى‪.‬أن يكون إلهًا‪.‬‬
‫إنها قفزة اإلنسان نحو العالم غير‬
‫المرئى وغير المحسوس لكى يكتشف‬
‫هويته هو وعندما يقوم اإلنسان بهذه‬
‫القفزة يجد نفسه وجها لوجه أمام إله‬
‫آخر يسمى نفسه (‪,‬إله هذا‬
‫العالم‪(،‬يوحذا ‪ )٣١: ١٢‬أو الشيطان‬

‫‪٣٢.‬‬
‫رتجدار ررمغ ئله‬

‫وهوشديد المكر والدهاء حتى ان‬


‫الكثيرين من رعاياه يخدمونه دون‬
‫أن يؤمنوا بوجوده أصال‪.‬‬

‫إن كل هذه الرؤى للعالم تصف بحث اإلنسان عن إجابات بعيدا‬


‫عن الكائن فيما عدا الرؤية األولى وهى الدين التوحيدى أما بالنسبة‬
‫لتعدد اآلهلة فهى إضفاء األلوهية لكائنات مخلوقة تؤثر فى حياة‬
‫اإلنسان مثل الشمس أو الشجر أو الريح ‪.‬‬
‫وفى اإللحاد يقول اإلنسان ((للكائن ‪< )1‬اأذت غير كائن!!) ولعله‬
‫يجب أن يتبع ذلك بقوله‪(( :‬الكائن الوحيد هو بالتأكيد أنا‪ ،‬أى اإلنسان‪.‬‬
‫إلهآ فى رؤى اإلنسانية‬ ‫وبمعزل عن الله نوى اإلنسان يحاول أن يكون‬
‫الملحدة والعقالنية الملحدة‪.‬‬
‫أما فى الوجودية‪ ،‬فئرى اإلنسان ينتقل بعيدآ عن المنطق‪ ،‬ويعزل‬
‫نفسه عن األمور المحورية فى الحياة لينظر بطريقة أخرى محاوال‬
‫تحقيق وجوده الفردى وعندما يستنفذ كل موارده الداخلية لتحقيق الذات‬
‫يصبح على بعد خطوة صغيرة من عالم األرواح لكى يكتشف قوة تأثير‬
‫دائرة نفوذ الرئيس هذا‬
‫*‬ ‫أخرى‪ .‬ودون أن يالحظ يجد اإلنسان نفسه فى‬
‫قدماه إلى السحر والشعوذة ‪.‬‬ ‫العالم‪ ٢( ،‬كورنثوس ‪ )٤: ٤‬وتنزلق‬
‫إن هذه الدائرة موضوعة لكى تغوى اإلنسان بعيدآ عن يدى الله‬
‫المحب وتدفعه نحو قيود العبودية للشيطان ‪.‬‬
‫فغى داخل قلب كل إنسان فراغ ال يمكن أن يمأله شامًاإال الله‬
‫ويحاول اإلنسان أن يمأله بأى طريقة وإال فسوف يعيش فى فراغ‬
‫روحى‪.‬‬

‫‪٣٣‬‬
‫اعطق نغسى‬

‫‪٣٤‬‬
‫لدارالئل‬

‫قعد ألله‬
‫من الدراسة المختصرة السابقة يتضح السبب الذى يجعل الكثيرين‬
‫من الناس يجدون أنفسهم فى قلب أزمة هوية شديدة يصارعون أمواجها‬
‫لكى يصلوا إلى شاطئ اإلجابة عن أسئلة الحياة األساسية‪ .‬وبمجرد أن‬
‫نبتعد قليال عن ذلك ((الكائن‪ ،‬فإننا على الغور نغف االتصال بمصدر‬
‫أن نعرف ( من نكون حنن‪. ،‬‬ ‫الحقيقة الذى من خالله وحده نستطيع‬

‫وهذا بالتحديد ما حدث إلسرائيل وقت النبى عاموس‪ .‬فعندما‬


‫اختاروا أأل يكون الله هو مصدر حياتهم‪ ،‬دعا الله عاموس ليدخل‬
‫يهوه هو‬ ‫المشهد ليقودهم للعودة مرة أخرى إلى الحالة التى كان فيها‬
‫إهلهم وحقه المعلن هو الزيج الذى به تستقيم حياتهم‪.‬‬
‫لقد ضلت أمة إسرائيل بعيدا جدا عن الله حتى أنه وصفهم بحائط‬
‫معوج مترنح يمكن أن ينهار فى أى وقت (عاموس ‪( .)٨-٧: ٧‬انظر‬
‫شكل ه)‬
‫إن هذه الصورة لحائط مهتز مترنح وأمامه زيج مدلى باستقامة‬
‫رأسية متقنة يعكس بكل قوة الغرق بين رؤية للعالم يكون الله مركزها‬
‫والرؤى األخرى الخالية من وجوده وبعض من األمثلة على هذا الغرق‬
‫هى‪:‬‬
‫المطلق مقابل النسبى‬
‫الناموس مقابل االستحسان الشخصى‬
‫النظام مقابل الفوضى‬
‫الحرية مقابل العبودية‬
‫وبدون أن يكون الله هوالمرجع النهائى فإننا نضل الطريق إلى‬
‫الحياة وكل مايمكن أن تعنيه بالنسبة لنا‪٠‬‬

‫‪٣٥‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫اساه ض اسفرة اسبة‬


‫منذ عدة سنوات مضت‪ ،‬بينما كتت أخدم فى بولندا‪ ،‬تعلمت درسأ‬
‫قيما عن أهمية أن تكون لى نقطة مرجعية صحيحة وصادقة ‪ .‬فعبر‬
‫الطريق من مكان إقامتى كانت هناك غابة وحيث أنى من عشاق‬
‫الطبيعة الخلوية بم يمضى وقت طويل حتى أغرتنى هذه الغابة بأن‬
‫أنغشى فيها وأنا أصلى وانطلقت فى ذلك الصباح الصيفى المنش‬
‫وتنهدت بارتياح عندما رأيت خيوط الشمس تنساب من خالل مظلة‬
‫فروع األشجار المتشابكة المورقة فى كل موسم ‪.‬‬
‫وفى كل خطوة كنت أخطوها وأنا أصلى وأتواصل مع الله كنت‬
‫مأخوذا بجمال الطبيعة حولى وجمال صانعها العظيم‪ .‬وبالطبع لم ألق‬
‫باأل ليعض األمور الثانوية مثل المكان الذى أنا فيه أوإلى أين أنا ذاهب!‬
‫وهكذا رحت أسير بطريقة عشوائية بين الشبكة المتقاطعة من الدروب‬
‫الضيقة فى هذه الغابة وفجأة اكتشفت الحقيقة‪ ،‬لقد ضللت الطريق!‬
‫وشعرت كم أنا أحمق ولكننى كنت ال أزال أثق بذاكرتى المشوشة‬
‫وقررت أن أعود من حيث أتيت‪ .‬وبدأت أختار بطريقة عشوائية الدروب‬
‫التى بدت مألوفة لى ولكن ارتباكى تضاعف عندما وجدت نغسى‬
‫أتوغل أكثر دون هدف فى غابة غير معروفة لى‪ .‬وغمرنى إحساس‬
‫رهيب باليأس والضياع ‪٠‬‬
‫وعندئذ وجدت نغسى فى وسط تلك الغابة ال أستطيع أن أحدد وال‬
‫نقطة مرجعية واحدة لتساعدنى على الخروج من هذه المتاهة فكل‬
‫األشجار وكل الطرق بدت متشابهة نفامًا‪ .‬ولم يكن هناك أى عالمات‬
‫ائبعها‪ .‬فكل األفكار باالتجاه هنا أوهناك كانت نسبية شاما بالنظر إلى‬
‫موقعى الذى ال أعرف أين هوبالضبط فقد كنت تائها شاما!‪.‬‬

‫‪٣٦‬‬
‫الجدار المائل‬

‫والحظت وانا فى وسط هذه الحالة المرعبة ان االمر خرج من‬


‫يدى شاما ووصلت لنهاية قدراتى‪ .‬نظرت ألعلى إلى الرقع الصغيرة‬
‫من السماء التى بدت من بين الفروع المتشابكة لتلك األشجار العمالقة‬
‫وجاءتنى هذه الفكرة‪ .‬ه هو يستطيع أن يرى ما ال أراه ويعرف أين أنا‬
‫بالضبط ‪ ...‬لماذا ال أسأله ؟ا) لقد تركت أفضل مصدر للمعلومات وجعلته‬
‫آخر قائمة المصادر!‬
‫وتبعت تشجيع الله لى على المسير وبدأت السير من طريق آلخر‬
‫وهكذا أصبح األمر تعلية ممتعة مع أبى السماوى‪ ،‬وهكذا وجدت نغسى‬
‫وقد قادنى الله إلى حافة الغابة ومن هناك استطعت أن أجد طريقى‬
‫لمكانى وكل ما استطعت أن أفعله وأنا أسير هوأن أحمد الله من أجل‬
‫أمانته معى‪.‬‬
‫لقد أعطتنى هذه الخبرة الصعبة بصيرة قوية ال تنسى عن العالقة‬
‫بين حالتى عندما كنت ضاال فى الغابة وحالة جموع الناس الذين ال‬
‫يتجهون إلى الله يسألونه أين الطريق إال فى آخر حياتهم أو من ببموتون‬
‫فى أدغال* الضياع‪.،‬‬

‫بدراه قلبى‬
‫بينما يشبهنا الله بجدار إال أن الحدار ليس هوالتحدى بل إن‬
‫التحدى هو تغيير القلب الذى قد بنى حوله هذا الجدار! إن الله‬
‫يدلى بزيجه مقابل قلب اإلنسان وقلب األمة‪ .‬وفى سفر األمثال‬
‫(أمثال ‪ )٢٣: ٤‬يحثنا الله‪(( :‬فوق كل تحفظ احفظ قلبك ألن منه مخارج‬
‫الحياة‪ ٠ ،‬إن ميلنا هوأن نحافظ على أفكارنا وعقوك‪ ،‬كما لوكانت الحياة‬

‫‪٣٧‬‬
‫إعماق نغسى‬

‫تدور حول ما نتعلمه بأذهاننا‪ .‬ولكن سفر األمثال يرينا أن الحقيقة هى‬
‫العكس شاما‪.‬‬

‫إن الكتاب المقدس يستخدم كلمة قلب بطرق مختلفة فغى اللغة‬
‫العبرية توجد كلمتان تستخدمان لإلشارة للقلب ه لب)) وطباب‪ ،‬وبمراجعة‬
‫سياق استخدام هذه الكلمات فى الكتاب المقدس نجد أنه فى ‪ ٢ ٠ ٤‬مرة‬
‫ترجمت هذه الكلمة ‪9‬ذهن أو عقل‪ ،‬وفى ‪ ١٩٥‬موضع آخر ترجمت هذه‬
‫الكلمات مع التركيز على ‪،‬اإلرادة‪ ،‬بينما فى ‪ ١٦٦‬مرة استخدمت فى‬
‫إطار اإلشارة للمشاعر ولكن أكثر استخدامات هذا اللفظ على اإلطالق‬
‫‪ ٢٥٧‬مرة هوما يقصد به (‪,‬اإلنسان الباطن ككل‪ ،‬ولعل كلمة طب‪،‬‬
‫العبرية قريبة من كلمة ((لب‪ ،‬العربية وهى تعتى الجوهر الداخلى أو‬
‫( الشخصية)) ( )‪٠‬‬
‫أما الكلمة اليونانية المترجمة‪،‬قلب‪ ،‬فهى كلمة ا‪ ،1>.3٢)113‬وهى‬
‫‪031)1130‬‬ ‫التزال تستخدم فى مجال الطب لتشير للقلب وأمراضه‬
‫‪ 1.803808‬ه ومن خالل دراستنا المختصرة هذه نجد أن ((الشخصية‪ ،‬هى‬
‫ما يقابل اإلنسان الباطن كله‪ ،‬أى النفس والروح معآ‪.‬‬

‫إن الجوانب القابلة للتغبير فى اإلنسان الباطن هى ما يختبره الله‬


‫بالزيج اإللهى ويجعل كل منا مسوئال عنا فى باطن نفسه وما يستثمر‬
‫فيه حياته‪.‬‬

‫‪8:‬ا)‪1‬ال‪3‬آل‪38, £،11)01, )6130)1‬اج‪011‬ه‪0.‬ط‪ )1101100317,‬ة‪1<1‬؛‪0١٧ 8‬نيح (ح)‬


‫‪٢)110308, 1962( ](.1375.‬ه‪£‬‬

‫‪٣٨‬‬
‫الجدار ربرمدئلى‬

‫إن علماء االجتماع قد تكلموا كثيرا عن المقابلة بين (الطبيعة‬


‫والتربية) أوكما يقال (الطبع والتطبع) ‪.‬‬
‫فجانب الطبيعة من هذه المقابلة يقول أن الناس يخضعون لما‬
‫تعدده حيتاتهم الوراثية وال يمكنهم التغيير‪ ،‬أما جانب التربية فيؤكد أننا‬
‫قد تعلمنا ما نفعله وأن ما تعلمناه هذا يمكنه أن يتغير ويطور‪ .‬ومعظم‬
‫األفراد فى الوقت الحاضر يعلمون ليس فقط أننا يمكننا أن نتغير بل إننا‬
‫أن نعيش‪.‬‬ ‫نحتاج بثدة للتغيير حتى يمكننا‬

‫إن تغيير الذهن قد ال يعنى بالضرورة تغيير فى الحياة ولكن تغيير‬


‫الحياة يعنى بالتأكيد تغيير القلب! وكما يقوم مالحظ البناء باستخدام‬
‫ابزدج ليحدد ما إذا كان البناء آمنا للسكن فإن الله يستخدم الزيج اإللهى‬
‫ليعدم بناء حياتنا‪ .‬وبقدر ما تنحرف حياتنا عن حقه المستقيم يقدر ما‬
‫نختبر عدم األمان وعدم االستقرار والضعف فى مواجهة ضغوط الحياة‬
‫ومتاعبها‪ .‬ولكن كلما أعدنا حياتنا إلى االستقامة مع الزيج اإللهى‪ ،‬نبدأ‬
‫الرحلة المثيرة الممتعة نحو معرفة هويتنا الحقيقية!‬

‫‪٣٩‬‬
‫اسد اد‬

‫* ألموسف‬
‫ض وأجعة‬

‫((إنه منافق ‪ ...‬كثير الكذب‪ ،‬هكذا قالت ((آن‪ ،‬منفجرة‪.‬‬


‫كنت أستمع بهدوء بينما كانت تلك الجدة الوقورة ذات الشعر‬
‫الفضى والتى مضى على زواجها ثالثون عاما شاول أن تطلق العنان‬
‫لمشاعرها المكبوتة فطوال العشرين سنة الماضية كان زوجها يخونها‪.‬‬
‫لقد تاب زوجها بالفعل وقرر أن يعيد تصحيح حياته ولكن على مدار‬
‫السنين نمت الشكوك والمخاوف فى قلب تلك السيدة كما ينموالسرطان‬
‫البطى ء واآلن أصبحت متأكدة أن زوجها قد عاد مرة أخرى للخيانة‬
‫الزوجية وإال لماذا يحتضن كل امرأة تقابله‪.‬‬
‫وراحت تقول‪(( :‬إنه يسلم على السيدات ويطيل السالم أكثرمن‬
‫الالزم‪ .‬بل ووجدته مرات سارحا فى الخيال‪،.‬‬
‫وقالت أيضأكيف إنها عندما واجهته‪ ،‬انفعل وغضب وقال إن‬
‫األمر كله ال يعدوأن يكون فى خيالها وأوهامها ولكنها كانت تعرف ‪-‬‬
‫تعرف فقط — أن لديه عالقة غرامية وانه يكذب عليها‪.‬‬
‫وصليت مع هذه السيدة ووعدتها بأن أبحث أزمتها الزوجية هذه‬
‫بئدقيق أكثر وبعدما تحدثت مع زوجها واثئتين من السيدات الالئى‬
‫توجهت إليهن تهمة إقامة عالقة معه‪ ،‬بدأت الحقيقة تتضح‪ .‬فقد كانت‬

‫‪٤١‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫‪٠‬ان|) تصارع عدم آلرتها على الثقة بزوجها منذ ان عرفت انه يخونها‬
‫وألن أوالدهما قد كبروا وتركوا البيت كان لديها متسع من الوقت‬
‫لتكرسه لزوجها وكلما كانت تفكر وتسترجع األحداث كان الشك يصيبها‬
‫فترتاب فى أى اتصال لزوجها مع الجنس اآلخر‪.‬‬
‫واتضح وأنا أتحدث إليها كيف أنها آل تعرضت لخداع قاسى وأن‬
‫مخاوفها من الخيانة قد خيمت كغمامة كثيفة شنعها من الرؤية السليمة‬
‫للحقيقة ‪.‬‬

‫إن هذه الدرجة من خداع النفس كانت تحرمها وتحرم عالقتها‬


‫الزوجية من القوة الكامنة التى يمكن أن تتحقق من خالل تعرفها على‬
‫هويتهما الحقيقية‪ .‬إن ((حديثها المستمر مع نفسها)) وتلك الكلمات التى‬
‫كانت تفكر فيها طوال الوقت كانت بمثابة نبى كذاب يقودها إلى أعماق‬
‫اليأس وخداع النفس‪ .‬وعندما اكتشفنا ذلك وأعدنا حياتها للتوافق مرة‬
‫أخرى مع الزيج اإللهى تحررت هذه السيدة شامًا‪.‬‬
‫ويالمثل فإننا خالل بحثنا عن القيمة‪ ،‬يجب أن نكون حذرين من‬
‫أى زيج مزيف أو طرق قد نسلكها‪.‬‬
‫إنه من الغريب أننا ننخدع بسهولة وننقاد لطرق فرعية تشتتنا عن‬
‫الطريق الرئيسى فما يبدو منطقآ سائدا؛ ى كثير من األحوال آل يكون فى‬
‫حقيقة األمر خداعًا سائدا حيث أن مصفنا البشرى كثيرا ما يضللنا‪.‬‬

‫ألذي‪ ،‬سبة‬
‫إن األنبياء الكذبة سواء كانوا أشخاصًاخارجيين أوأفكارا‬
‫داخلية يشكلون دائمًا خطرآ على شعب الله وفى سفر حزقيال‬

‫‪٤٢‬‬
‫لى مرا جهة العر‪/‬صفة‬

‫(حزقيال ‪ ) ١٦- ١٥: ١٣‬يظهر الله غضبه على هؤالء الذين يعفون‬
‫بفخر عن رسائل ونبوات منسوبة إلى الله ولكنها فى الواقع ليست منه‪.‬‬
‫ونتيجة لهذه األكاذيب بنى بنوإسرائيل حياتهم من جدران ضعيفة‬
‫متقلقلة بيضاء من الخارج ولكن السوس ينخر فيها من الداخل‪ .‬وبينما‬
‫يمتدح األنبياء الكذبة الشعب على هذا البناء الذى يبدو جميألإال أن الله‬
‫اليزال ينيه‪ .‬التأ س لخطرالعواصف الوشيكة التى سوف تزيل الدهان‬
‫األبيض الخارجى وتقوض جدرانهم الهشة‪.‬‬
‫وفى هذه الصورة من سفر حزقيال نجد شرحًاأكثر تفصيألللمبدأ‬
‫الوارد فى عاموس (عاموس ‪ )٨-٧:٧‬بشأن الجدران‪.‬‬

‫وفى شكل ‪ ٦‬نرى شخصا واقفآوراء حائط هش من الخوف بناه‬


‫ليحمى به نفسه‪ .‬ومن الواضح أن هذا الشخس قد اختبر جرحًا داخليًا‬
‫وال يريد أن يصير معرضًاللجرح مرة أخرى‪ .‬ولكنه إذ يحيا خلف هذا‬
‫السور يجد نفسه غير قادر على االستمتاع بالصداقات العميقة الدافئة‬
‫وغاليًاما يشعر بالوحدة بل قد يختبر أيضًافترات من االكتائب الشديد‬
‫هذا باإلضافة إلى مشاعراالستياء والمرارة الدفينة بل وحتى الكراهية‬
‫تباه الذين أساءوا إليه كيف تعلم هذا الشخص أن يبنى مثل هذا الجدار‬
‫المائل؟ من أراه االحتياج له وكيف يبنيه بأن يضع طوبة فوق األخرى‬
‫من الصفات السلبية ؟‬
‫ومرارأوتكرارا رأيت أن الكثيرمن األنبياء الكذبة الذين تكلموا‬
‫باندفاع وعدم حكمة بكلمات لم تخرج أبدا من فم الله وهكذا يمارسون‬
‫التأثير فى سامعيهم وحثهم إما بخبث أوعن دون قصد أن يبنوا حولهم‬
‫أسوارأمن الفوف والشك وقد يكون ذلك حتكى باسم الله ‪ .‬من هم هؤالء‬
‫األنبياء الكذبة وما هى الطرق التى يستخدمونها ليخدعونا؟‬

‫‪٤٣‬‬
‫‪/‬ءهىتسى‬

‫‪٤٤‬‬
‫فى مواجهة الماط‬

‫الواالت‬
‫إن أول نبوة كاذبة فى حياتنا قد تأتى من والدينا‪ .‬وحتى أفضل‬
‫الوالدين قد يسيغون — لألسف — فهم الله‪ ،‬فال يتكلمون بحقه وال‬
‫يسيرون فى طرقه‪ .‬وبسبب األزمة الحالية الناشئة عن الفشل فى تريية‬
‫األطفال‪ .‬قى إطار من تعاليم الكتاب المقدس فإن الحاجة إلى إعادة‬
‫النظر فى التنشئة األبوية أصبح أمرآ ضروريا جدا‪ .‬فطى سبيل المثال‪،‬‬
‫شبت حولى وهى تسمع أمها تقول لها مرارا وتكرارا‪ :‬أتت* طفلة شريرة‬
‫وسيئة!‪( ،‬اإن الله يكرهك!‪ ،‬لذا فال عجب إن كبرت حولى وهى تكره‬
‫نفسها وتعانى االكتائب العميق لسنوات فقد صدقت هذه الكذبة الفظيعة‬
‫عن الله وعن نفسها‪.‬‬
‫وفى حالة أخرى‪ ،‬حاول أحد اآلباء حث ابنه على المزيد من‬
‫االهتمام بدروسه فكان يهاجمه باستمرار قائآلله عبارات مثل‪،‬انت‬
‫غبىا> وانت حالة ميوئس منها!‪ ،‬وعندما رأيت هذا الولد كان فى‬
‫الثالثينات من عمره وكان يصف باكيًاكيف عاش بالفعل الصفات‬
‫التى كان يصفه بها أبوه فترك المدرسة الثانوية وتعاطى المخدرات‬
‫والكحوليات لكى يهدئ من األصوات التى تصرخ داخله مرددة ما قاله‬
‫أبوه من إدانة واتهام وشقير‪ .‬إن الكلمات السلبية أدت إلى فقد ثقته‬
‫بنفسه على مدى السنين‪ .‬بينما كان يمكنه أن يتخرج من الجامعة إذا‬
‫كانت نسبة ذكائه فوق المتوسط ‪.‬‬
‫عندما يتحدث الوالدين عن تنبؤاتهم بشأن قدرات ومهارات‬
‫أطغالهم وكذا شكلهم'ومستقبلهم فإن األطفال دائمًاما يقتنعون بما يقوله‬
‫والديهم حرفيآفاألب واألم هما أهم األشخاص فى حياتهم‪ .‬إن الكثيرين‬
‫من اآلباء واألمهات ال يالحظون أنهم بمثابة اآللهة بالنسبة ألطفالهم‪،‬‬
‫إعماق نغسى‬

‫وأن أطفالهم يأخذون كلماتهم باعتبار أنها الحق النهائى‪ ،‬وهكذا فإن‬
‫العبارات القاسية والخاطئة هذه يمكن أن تعوق النموالنفسى للطفل‬
‫وتحرمه من الحياة الطبيعية ‪.‬‬

‫إن بوسع المدرسين إذا أرادوا أن يصيبوا نفوس األطفال بجروح‬


‫عميقة من خالل االتهامات الكاذبة أوالتعامل معهم يظلم وإجحاف وفى‬
‫إحدى المرات‪ ،‬عندما كنت أحاضر أمام جمع كبير من التالميذ فى‬
‫إحدى المدارس الثانوية عن موضوع األخالقيات‪ ،‬عرفت أن بعض‬
‫المدرسين يتهاونون مع الطلبة أو يدفعونهم أحيانا لتصرفات غيرسليمة‬
‫كالغش والتزوير نظير بعض المال ‪.‬‬

‫أ لزهاد مم‬
‫إننا نعيش فى عصر غزا فيه التحرر معظم ‪ -‬االلتزام‬
‫والتحفظ فى محاولة للوصول إلى الحرية‪ .‬وال يوجد مجال تظهر فيه‬
‫هذه الحقيقة بقدر ما تظهر فى مجال الجنس ‪ ٠‬إن المراهقين بصفة‬
‫خاصة يقعون تحت ضغط رلهيب من أقرانهم ليمارسوا الجنس قبل‬
‫الزواج وليصدقوا الكذبة بأن الممارسة الجنسية هى حق مشروع ألى‬
‫شاب وفتاة غير متزوجين وطريقة طبيعية جدأ‪ .‬وهكذا أصبحت هناك‬
‫عبارات جديدة مثل (‪,‬الجنس الترفيهى‪ ، ،‬عبارات معروفة بل ومقبولة‬
‫)*‬
‫للعلوم(‬ ‫اجتماعيا فى المجتمع الغربى‪ .‬وفى تقرير لألكاديمية القومية‬

‫(م األكاديمية التوبية للفوم ةىئ‪٢1‬ج‪1‬ئ‪١١٧ 0٢ 8‬آجه‪3‬ء‪1 ٨‬ة‪10٢1‬؛ا;)\! دسبر ‪. ١٩٨٦/١٠‬‬

‫‪٤٦‬‬
‫فى مرجهة الواصفا‬

‫يظهر تأثير هذا النشاط اإلقناعى المدمر بين األقران‪ .‬فغى الواليات‬
‫المتحدة‪ ٦٤ ،‬بز من المراهقين الذكور و‪ 7. ٤٤‬من اإلناث يصبحون‬
‫نشحلين جنسيآ بحلول سن الثامنة عشر‪.‬‬
‫ولكن هؤالء الداعين لممارسة الجنس ال يقدمون رسالة الممارسات‬
‫الال أخالقية كاملة فهم مثال ال يناقشون نتائج أفعالهم من آالم جسدية‬
‫ونغسية بسبب عدوى هربز ‪8‬جو‪1٦‬جبل وال إمكانية العقم وضعف الخصوبة‬
‫يسبب عدوى كالميديا ‪)113‬نمذ ‪3٢1٦‬ا‪1٦‬ت) ناهيك عن أخطر الجميع وهو‬
‫فيروس اإليدز القاتل‪.‬‬
‫ويشير التقوير التالى عن الحاالت الجديدة من المصابين بهذه‬
‫)‪*:‬‬
‫المتحدة(‬ ‫األمراض التناسلية فى الواليات‬
‫‪١٩٨٨‬‬ ‫‪١٩٨٧‬‬ ‫‪١٩٨٦‬‬
‫‪٠‬ه‪٠٠_٢‬ه ألف‬ ‫‪٠‬ه‪٠٠_٢‬هألف‬ ‫الهربز‪8‬ةو‪1٦‬جآل‬
‫ه‪ ٤.‬طيون‬ ‫‪ ٤٠٥‬طيون‬ ‫ه‪ ٤.‬طيون‬ ‫‪>113‬نمن‪0111311٦‬‬‫كالميديا‬
‫‪٢٥٠٠٢١‬‬ ‫‪٢٠٠٦٢٥‬‬ ‫‪١٣٠٠٩٧‬‬ ‫اإليدز‪٨108‬‬
‫(حش‪١.‬أكتوبر‪)١٩٨٨‬‬

‫إن الذين يسيوئن استخدام الجنس من المراهقين إما انهم يجهلون او‬
‫يتجاهلون هذه الحقائق! ويقولون‪ :‬اكل ما تجده ممتعآ‪ ..‬افعله ا ويشيعون‬
‫رسالتهم وشعارهم ((ال تكن متزمتًا‪ ،‬وبهذا النوع من الضغط النفسى‬
‫يأسرون غالبية المراهقين‪.‬‬
‫إننا بحاجة ماسة ألنبياء صادقين من المراهقين ينادون بالحياة‬
‫الحقيقية األفضل‪.‬‬

‫؛‪01 0‬؟ ‪-‬ل‪6‬أ‪60‬ء تقديرات مركز مكافحة األمراض‬ ‫(ع) ‪3‬ا‪8‬ل‪60‬ت> ‪3٠‬أ‪30‬ا‪356 >011-01, ٨1‬‬
‫باتالنتا جورجيا عن عدوى الهيرييزوالكاالميديا وعن مدى انتشار وياء اإليدزحتى‬
‫‪.١٩٨٨/١٠/١٥‬‬

‫‪٤٧‬‬
‫اعاق نغسى‪.‬‬

‫وسائل االئدم‬
‫ربما تعتبر وسائل اإلعالم التى إل تخضع للرقابة فى بعض البالد‬
‫من أشد األنبياء الكذبة شرا وفسادا وخبثا فهى تضع لنقمها مذبحآفى‬
‫كل بيت تقريبا‪ .‬تجثوأمامه كل األسرة للعبادة اليومية وتستمع له‬
‫وتشاهده وهو يعبى من شأن تمط من الحياة تسوده الشهوة وينسج خيوط‬
‫العنف والجريمة وهو يفعل كل هذا بخبث ولكن بشدة ‪ .‬وتشير هذه‬
‫إلى أن‬ ‫اإلحصائية التى قام بها د‪ .‬ويليام دييتز‪01618‬‬
‫تلميذ اإلبتدائى األمريكى العادى يشاهد حوالى ‪ ١ ٢‬ألف حركة عنيفة‬
‫فى السنة من خالل التليفزيون ويقضى من ‪ ١١‬إلى ‪ ٢٦‬ساعة فى‬
‫األسبوع أمام هذا الجهاز‪.‬‬

‫وتشير إحصائيات أخرى إلى أن البرامج التى تذاع فى وقت ذروة‬


‫المشاهدة تحتوى على متوسط ‪ ١ ٣‬مشهد عنف فى الساعة وريما‬
‫أكثر من ذلك فى أفالم الكارتون ولألسب فإن أخبار الصفحات‬
‫األولى من الجرائد عادة ما تكون شثيال حيا للعنف الذى يظهر على‬
‫الشاشة‪:‬‬
‫يظهر فى إحدى شوارع مدينة مزدحمة شاب حانق على الحياة‪،‬‬
‫يصارع جروح شديدة من الرفض واإلساءة‪ ،‬يرتدى زى رعاة البقر‬
‫الكامل ذوالقبعة الكبيرة والحذاء الجلدى ذو الرقبة والمناخس فى‬
‫مؤخرته ويتدلى من حقويه بأناقة مسدسان سريعا الطلقات ويخطو فى‬
‫مواجهة المرور وبحركة سريعة مبهرة يلتقط المسدسان ويبدأ فى إطالق‬
‫التار على السيارات دون تمييز‪.‬‬

‫(><) د‪ .‬ويليام دييتز الرئيسى لالكاديمية االمريكية لطب االطفال دراسة ميدانية عن االطفال‬
‫والتليفزيون‪.‬‬

‫‪٤٨‬‬
‫فى مواجهة الراصفة‬

‫ويسود الهرج إذ يهرع المارة فى كل اتجاه باحثين عن ساتر‬


‫فيجرون كاألرانب المذعورة بين السيارات ‪ .‬ليبتعدوا عن مدى إطالق‬
‫النار‪ .‬وارتسمت على شفاه الشاب ابتسامة رضا عن قدرته على إطالق‬
‫سيل من الرصاص من مسدسيه المزمجرين ثم قرب فوهتى المسدسين‬
‫من فمه ونقخ فى كل منهما نفخة قصيرة واثقة ثم أودعهما غمديهما‬
‫فى فخر! لم يكن هذا مشهدا سينمائيا بل حدث هذا بالفعل فى إحدى‬
‫المدن األمريكية الكبيرة منذ عدة سنوات وبالطبع‪ .‬سرعان ما أحاطت‬
‫قوات البوليس براعى البقر هذا وأقنعوه أن يلقى بأسلحته ثم قبضوا عليه‬
‫واحتجزوه وبعد ذلك حكم عليه بالسجن مدى الحياة إن العاملين فى‬
‫وسائل اإلعالم ال يعلمون كيف يؤثرون فى المجتمع بقصصهم المبتذلة‬
‫ويحولون خياالتهم إلى مآسى واقعية‪.‬‬
‫ورسائل أخرى كثيرة تنطلق من أقالم هؤالء األنبياء الكذبة تدعو‬
‫إلى تأليه اإلنسان وغيرها من آالف األكاذيب األخرى لم ينطق بها‬
‫الله‪.‬‬
‫والكثير من أندية القيديوتتحايل اآلن على قوانين الرقابة ممهدة‬
‫الطريق لكل من يريد أن يسلم إرادته بالكامل ألنبياء اإلعالم الكذبة‬
‫ليبرمجوا له ذهنه وحياته‪.‬‬

‫أسيسة وقادتها‬
‫والكتاب المقدس يسجل أمثلة عديدة من األنبياء الكذبة الذين‬
‫يضللون الشعب فحزقيال (حزقيال ‪ )٦ ،٣: ١٣‬مثال يتحدث عن األنبياء‬
‫الحمقى الذين ال ‪ -‬إال نفوسهم ويقولون الكذب والضالل‪ .‬قائلين‪:‬‬

‫‪٤٩‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫اوحى الرب والرب لم يتكلم إليهم ولم يرسلهما)‪ .‬لقد اصبحت بعض‬
‫الكنائس متناقضة فى إعالنها عن الحق‪.‬‬
‫اجتمع بعض ‪،‬المسيحيين‪ ،‬ذات مرة على قمة جبل منتظرين‬
‫المسيح ليعود ويختطفهم فى موعد محدد يعرفونه وبالطبع لم يتالوا سوى‬
‫اإلحباط وخيبة األمل‪.‬‬

‫وغيرهم من‪،‬المسيحيين‪ ،‬تبعوا قادتهم إلى نوع من االنتحار‬


‫االحتماعى‪ ،‬بأن انغلقوا على أنفسهم شامًافى الضالل وآخرين آمنوا‬
‫بالشغاء باإليمان ولكنهم لقوا حتفهم بسبب أمراض كان يمكن للطب‬
‫الحديث أن يعالجها بسهولة‪ .‬واآلن فى السنوات األخيرة ظهر فى الغرب‬
‫من ينادون بأعلى صوتهم عبواألثير منددين بالخطية وكل أنواع‬
‫النجاسة وبعد ذلك ظهر كيف انهم كانوا غارقين فيها حتى هاماتهم‪.‬‬
‫إن الكنيسة على اتساعها قد قدمت للعالم مجموعة متناقضة من‬
‫الرسائل حتى أننا ال نعجب عندما يرفض الناس أن يسمعوا األنبياء‬
‫الحقيقيين الذين يعلنون حق الله‪.‬‬

‫أسب‬
‫فى سفر إرميا (‪ )١٠-٩:١٧‬نتعرف على أحد أهم مصادر النبوات‬
‫الكاذبة — عادة ما ال ننتبه إليه والحقيقة هى أن الكثيرين قد ضلوا بسبب‬
‫صوته ‪،‬الهادئ الخفيف‪ ،‬وبالرغم من أن القلب عادة ما يوثق به ويعتمد‬
‫عليه إال أن الكتاب المقدس يحبرنا كيف أنه أخدع من كل شى ء‪ .‬إن‬
‫القلب يمكن أن يكون خائنًاومحتألدون أن ندرى بضالله حتى أن‬
‫البعض قد يقول‪، :‬إذا لم تشعر بالراحة تجاه األمر فى قلبك‪ ،‬فال تصدقه‪،‬‬
‫فى مواجهة العورصفه‬

‫وهذا الفهم الخاطئ يعطى للقلب مكانًاخطيرأمن السلطان وهكذا ينخدع‬


‫كيعن‪.‬‬
‫وكل هؤالء األنبياء الكذبة وغيرهم قد يقودونا لبناء جدران‬
‫يوهمونا بأنها تحمينا من أخطارالحياة وتهديداتها ويقولون إن ‪#‬بال‬
‫جدران‪ .‬ال أمان وال حياة على اإلطالق‪ ،‬ولكننا نحتاج أن نغرق بين‬
‫األصوات المضلة لهؤالء األنبياء الكذبة وأصوات أنبياء الله الحقيقيين‬
‫وإال فسوف تنهدم جدران أمام رياح األزمات ‪٠‬‬

‫وتستطرد هذه الفقرة من سفر حزقيال (‪ ) ١٦٠٩: ١٣‬لتصف‬


‫عواصف الرياح واألمطار التى تهب على هذا الجدار لتهدمه‪ .‬ودعونا‬
‫نتطر لبعض من هذ‪ ٠‬العواصف التى قد تهب على الجدران التى فى‬
‫حياتنا‪.‬‬

‫الموت‬ ‫المرض‬
‫المشاكل االقتصادية‬ ‫الهلالق‬

‫الخمور‬ ‫المخدرات‬
‫مشاكل العمل‬ ‫االنحراف‬

‫وعندما ترى الصورة التى ترسمها هذه الفقرة متكاملة فإننا نفهم‬
‫الرسالة المتضمنة‪ .‬ومثل الكثيرين مدا فإن الشخص الذى فى شكل ‪ ٦‬قد‬
‫بنى دفاعاته الخاصة والتى تتمثل قى هذا الجدار وبالطبع فإنه بسبب‬

‫‪٥١‬‬
‫اعطق نضمى‬

‫عدم رؤيته لم يستطع أن يرى ضعفه وعدم قدرته على الدخول فى‬
‫عالقات محبة عميقة ‪.‬‬

‫فماذا لو سمع هذا‪ .‬الشخص باإلنجيل وصار مؤمنًا؟ هل هذا يعنى‬


‫أن كل شى ء يتغير ويختفى خلف هذا الجدار المائل ؟ ليس بالضرورة‬
‫ولكن هذا يعتى أن الضوء يسطع فى حياته فيستطيع ألول مرة أن يرى‬
‫نفسه خلف هذا الجدار فيكون رد الفعل الطبيعى األول هو أن يصرخ لله‬
‫فى طلب المعونة ‪ .‬ولكن فيما هو مستمر فى الصالة‪ ،‬تتكون عاصفة‬
‫وكلما يصلى كلما تشتد العاصفة‪ .‬وفجأة تسقط‪ .‬طوبة من الجدار بجانبه‬
‫ومع الوقت يتساقط المزيد من الطوب حتى يسقط الحائط شامًاوعندما‬
‫يحدث هذا يكون رد فعله المباشر هو الحذر ثم الخوف ثم االنهيار‬
‫الكامل‪.‬‬
‫ولكن عندما ينقشع التراب‪ ،‬ترى واحدأ من شيئين‪ ،‬إما أن ترى‬
‫وجها غاضبا وقبضة متشنجة يلوح بها فى الهواء حإنعا على الله متهمًا‬
‫إياه بالظلم وعدم األمانة وعدم المحبة وإما أن نرى ركبا راكعة ووجنات‬
‫تلمع بالدموع النابعة من قلب منكسر وخاضع ذلك القلب الذى ال يرذله‬
‫الله أبدا‪ .‬والشخص األول ذوالقبضة الغاضبة عادة ما ينهض ليبنى‬
‫جدارا أسمك وأعرض وربما يدعمه باألسمنت المساح‪ .‬أما اآلخر‬
‫صاحب القلب الوديع فهو يمضى تاركا وراءه الطوب المتناثر ليبدأ حياة‬
‫جديدة مخلفا حياته القديمة المرتبطة بهذا الجدار المائل‪.‬‬
‫إن العواصف دائما ما تكون هامة بالنسبة لمن يطلبون الحياة ‪.‬‬
‫ماذا انكشف أمامك من احلق واحلياة من خالل العاصفة‬
‫األخرية الىت تعرضت هلا؟ أم حتتاج للدخول ىف عاصفة‬
‫أخرى حىت تصلك الرسالة وتشعر أنك حتتاج للتغيري؟‬

‫‪٥٢‬‬
‫فى مواجهة الواصفة‬

‫أدئدع|عر‬
‫ليس من بين كل األنبياء الكذبة من هوأكثر خداعًا وتضليأل من‬
‫الشيطان نفسه وفى الكتاب المقدس كثيرأما يوصف بأنه الحية‪ ،‬فقى‬
‫عل موس (ه ‪ ) ١ ٩:‬توضيح الستراتيجية الشيطان فى جدران شخصياتنا‬
‫حتى يسلبنا ميراث الحياة‪ .‬وإذ ندع خيالنا يستوعب ويتخيل قصة‬
‫عاموس (ه ‪ ) ١ ٩:‬قد نستطيع أن ترى التالى‪:‬‬
‫فى صبيحة أحد األيام الشتوية‪ ،‬قبيل الغجر عندما كانت الحقول‬
‫غارقة فى غيم الندى البارد‪ ،‬كان أحد الفالحين يسير بخطى حثيثة فى‬
‫طريق ضيق بجانب الشجيرات الصغيرة الوليدة وهويحاول مغالبة‬
‫البرودة الشديدة بالمضاعفة من سرعته وقوة خطواته بينما كان عقله‬
‫يستشرف يومًاطويال من العمل اليزال بكامله أمامه‪ .‬وعندما اجتاز إلى‬
‫حقل من أشجاراألرزفجأة داهمه شعوربأنه ليس بمفرده ‪ ،‬فتوقف‬
‫وجال ببصره محدقًا فى كل ما حوله وهو يستنفر كل حواسه ويحاول‬
‫جاهدأأن يلتقط أى صوت قد يكشف له عتا يكمن له فى الظالل فوقف‬
‫صامتًا كتمثال‪ .‬وبعد برهة زن لم يسمع أي شى ء تنهد بارتياح وتابع‬
‫المسير وفجأة ظهر من بين األشجار أسدأنحيأل كث الشعر متوجهًا‬
‫نحوه ‪ .‬وفى الحال استدارالفالح حول نفسه بينما كانت غدد األدرنالين‬
‫تضخ كل ما تستطيع ضخه فى دمائه وعاد يسابق الريح من حيث أتى‬
‫وبعد فترة من الجرى الذى كان أشبه بالطيران أدرك الفالح أنه قد سبق‬
‫األسد‪ ،‬توقف ليلتقط أنفاسه ويتمالك شتات نفسه مما أصابه من ذعر‬
‫شديد ‪.‬‬
‫وبالطبع لم يجرؤ صاحبنا أن يسلك نفس الطريق مرة أخرى بل‬
‫اختارطريقا أخرى ليذهب إلى حقله وكان فى هذه المرة مجرى نهر‬

‫‪٥٣‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫‪١‬شكل اللم‬

‫‪٥٤‬‬
‫فى مواجهة العواصف‬

‫قديم قد جف‪ .‬وكانت الشمس عندئذ قد صعدت إلى قبة السماء لتهرإب‬
‫من أمامها كل نلالل الغجر فأسرع الفالح قى طريقه بين الصخور‬
‫الكبيرة التى أكسبتها المياه استدارة أنيقة‪ .‬وعندما انعطف فى إحدى‬
‫منعطفات تلك الطريق الملتوية وجد نفسه وجهًا لوجه أمام دب هائل‬
‫يعترض الطريق ويزأر مهددأناشرا مخالبه األمامية‪ .‬كانت الصدمة‬
‫مهولة والفزع شديد إال أن ذلك الفالح استطاع أن يحرك قدميه اللتان‬
‫قد تسمرتا يسبب هول المفاجأة وهرع مسرعًا عائدأوقد تالشت من‬
‫ذهنه كل أفكار العمل على األقل لهذا اليوم! وعندما عاد للمنزل منهكا‬
‫شاما‪ .‬استند إلى أحد جدران منزله لكى يستعيد توازنه‪ .‬وبمجرد أن‬
‫استرخى من توتره ‪ ،‬أطلت حية سامة برأسها من بين شقوق الجدار‬
‫وبهجمة واحدة غرست أنيابها فى ذراعه!‬
‫لقد استطاع الفالح أن يهرب من األعداء الخارجيين كاألسد‬
‫والدب ولكنه وقع فريسة للعدوالذى تسلل خلسة إلى بيته ‪.‬‬
‫فى هذا بمثال نرى أن األسد والدب يمثالن أعداءنا الخارجيين‬
‫بينما شثل الحدة التى تسللت من الجدار العدو الداخلى الذى يهاجمنا من‬
‫داخل شخصياتنا‪.‬‬
‫وكما قلت مسبقا إن الجداريمثل الشخصية وهنا لدى العدوالفرصة‬
‫أن يدخل ويفسد العالقات‪ ،‬مثل عالقة الزواج واألسرة والعالقات فى‬
‫الكنيسة والمجتمع‪ .‬إن فهمنا لمن نحن‪ ،‬وكيف نقوم بوظائفنا‪ ،‬يساعد‬
‫شخصياتنا حتى تخدمنا بدال من أن تعيقتا شخصياتنا غير المستقرة‬
‫وتسئعبدنا فبعض الشخصيات قد تكون بمثابة الطوب والحجارة‬
‫المتراصة التى تسجن اإلنسان خلف جدران قلبه كما يظهرفى شكل ‪. ٨‬‬
‫(عاق نغسى‬

‫(شكل ‪)٨‬‬
‫نى لواجهة العواط‬

‫وبالتسبة للكثير من المؤمنين يوجد الكثير من الحق الماساوى الذى‬


‫تعبر عته تلك العبارة المشهورة فى إحدى الكتب الفكاهية والتى تقول‬
‫‪٠‬لقد وجدنا العدو‪ ،‬إنه أنفسنا!‪،‬‬

‫فكلما أصبحت ردود أفعالنا السلبية معتادة تضاف طوية جديدة‬


‫للجدار بل من الممكن أيضا أن نصير مجروحين نفسيًا جدأ لدرجة أننا‬
‫نعزل جزءا من حياتنا ببناء أسوار ومتاريس مصممين أن أحدألن‬
‫تسنح له الفرصة أن يقترإب ويؤذينا ميزة أخرى‪ .‬إن هذا السورقد يقدم‬
‫بعض الحماية ولكته فى نفس الوقت يشئ جزءآ من الشخصية بحيث‬
‫تصبح عاجزة عن الحب والثقة والعالقات المشبعة‪ .‬وإذا كان الجزء‬
‫المعزول من الشخصية كبيرا تصبح األعراض أشد ويصبح من‬
‫الصعوبة أن نعرف من نحن ولماذا نتجاوب بهذه الطريقة بل إن هذا‬
‫أيضا قد يفتح المجال ألن نقع فريسة للبداع المتكررالذى يأسرنا‬
‫ويحرمنا من حرية أن نصير أنفسنا وأن نصل إلى ما يجب أن نصل‬
‫إليه من نضج‪.‬‬
‫إن الكتاب المقدس يقول إننا إذا عرفنا الحق فالحق يحررنا‬
‫(يو‪ )٣٢:٨‬فكلما دخل حق أكثر إلى حياتنا أصبحنا أكثر حرية أن نحيا‬
‫بحسب قصد الله لتا‪.‬‬

‫فى هذا الفصل رايتا كيف ان الجدران التى نبنيها لنحمى بها‬
‫أنفسنا قد تكون هى نفسها الجدران التى نسجن أنفسنا داخلها ونفقد بها‬
‫جوهرحياتنا الحقيقية‪ .‬هنا يكون السؤال‪ :‬إذا كثا لن نبنى أسوارأ‬

‫‪٥٧‬‬
‫اصع ق نغسى‬

‫؟‬‫‪٠‬‬ ‫ونعتمد عليها لتعطينا األمان‪ ،‬كيف إذن حنمى أنفسنا‬


‫العواصف الىت قد تعصف ليس فقط جبدراننا وأسوارنا‬
‫ب‪.‬‬

‫حبياتنا كلها؟!‬

‫إن اإلجابة على هذا السؤال الهام سوف تتكثف لنا فى الفصول‬
‫القادمة‪.‬‬
‫‪,‬سر‪٠‬س‪٠‬‬

‫اسرم‬
‫‪#‬اآلباء أكلوا احلصرم وأسنان األبناء ضرست‪،‬‬

‫فى الفصل السابق عندما تكلهنا عن الخداع والعواصف‪ ،‬راينا كيف‬


‫أن األنبياء الكذبة ينادون بأننا نحتاج ألن نبنى جدرانًاتدمينا من‬
‫عواصف الحياة‪ .‬ومن بين صفوف األنبياء الكذبة ذكرنا اآلباء‬
‫واألمهات وتأثيرهم الكبير على توحهات أبناءهم وبناتهم‪.‬‬

‫والمثل السابق (حز ‪ )٢: ١٨‬يتناول نفس العملية من منظورآخر‪ .‬إن‬


‫الحصرم يشيرإلى خطايا اآلباء وتأثيرالحموضة الشديدة للحصرم يشير‬
‫إلى تأثيرات الخطية التى شتد من جيل آلخر (عدد ‪ )١٨: ١٤‬ومن‬
‫خالل النبى حزقيال‪ ،‬يوصى الله إسرائيل أن تتوقف عن استخدام هذا‬
‫المثل‪ ،‬ألنه قد أصبح عذر لعدم تدمل المسوئلية الشخصية وبكلمات‬
‫أخرى الم بنوإسرائيل آباءهم وأجدادهم وألقوا عليهم ذنب خعليتهم هم‬
‫ولكن الله يحعل كل إنسان وزر ذنوبه ولكى نفهم أكثر ما يقوله الله‪،‬‬
‫سوف نلقى نظرة على بعض األبحاث العسكرية األمريكية(بمد) التى‬
‫أجريت على ‪ ٢٠٠‬طفل من سن الثالثة إلى الثامنة عشر‪ .‬واستطاع‬
‫فريق األخصائيين النفسيين تقييم ما يمكن أن نطلق عليه ظاهرة‬
‫اغياب األب‪ #‬عند األطفال الذين تغيب آباؤهم بسبب وجودهم فى‬
‫(><) ًا ) ‪.‬األسرة العورة‪ 11 14.0 .‬؛‪4101101‬؛ ‪4.‬؛ ‪٨01311)1‬‬
‫‪110.‬؛ ‪١3٧ 25,1979‬ل ال‪3‬ل‪0‬آ الأاا‪3٢‬اأ؟‪.‬ا‪٢‬ا‪1‬ح‬
‫ب) ‪٢٧‬ع‪113‬ا‪€‬ال‪5‬د‪ 1‬ا‪0٠٢3‬ج‪ 0‬؛‪8 0‬ج‪111٧‬ء‪.٨٢‬‬

‫‪٥٩‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫الجش ووجدوا ان رد الفعل المبكر عند هؤالء االطفال لرحيل االب‬


‫يماثل ردود أفعال األطفال عند وفاة آبائهم واستطاع الغريق حصر بعض‬
‫األعراض التى وردت فى الدراسة كالتالى‪:‬‬

‫‪ -‬السخط والغضب‬
‫‪-‬اإلنكار وأحالم اليقظة‬
‫‪ -‬محاوالت لم الشمل‬
‫‪ -‬شعور بالذنب‬
‫‪ -‬خوف‬
‫‪ -‬تفدر النبض الحيوى‬
‫‪ -‬نكوص (عودة إلى سلوك مقبول بالتسبة لسن أصغر)‬
‫وعندما تأملت هذه المعلومات‪ ،‬وجدت نغسى أربط بين ردود‬
‫األفعال هذه وبعض من األعراض المرضية الهامة فى مجتمعنا فإذا‬
‫افترضنا أن ردود األفعال هذه لم تتم معالجتها فماذا لواستمر األطفال‬
‫يعانون منها حتى البلوغ ؟‬
‫مثال برسل الجبش األمريكى أحيانًااآلباء بعيدأ فى مهام‬
‫‪*،‬‬
‫عسكرية لمدة ستة أشهر دون أن يعود األب فى أجازات إال أليام‬
‫معدودة وفى بادئ األمر يشعر الطفل بألم الغراق وبعد ذلك إنا أن يكظم‬
‫هذا األلم ويبقيه داخله أوينفجر غاضبًا وكبت األلم كثيرا ما يعرض‬
‫الطفل للمرض النفسى أما االنفجار فقد يؤدى للمرض االجتماعى‪.‬‬
‫فنوبات الغضب العصبى عند األطفال قد تستبدل فيما بعد بنوبات عنف‬
‫وجريمة عندما يكيرون‪.‬‬

‫اجلرمية‬ ‫ه‬ ‫الغضب‬

‫‪٦.‬‬
‫الحصرم‬

‫وأحالم اليقظة‬ ‫أما رد الفعل الثانى فى القائمة فهو اإلنكار‬


‫وقد ينتج هذا أيضأ عندما يصبح ألم الغراق غير محتمل فيلجأ الطفل‬
‫إلى إنكار حدوث الغراق أصال ويتخيل أنه يقابل أباه ويكلمه وينسج‬
‫فى خياله حوارات وقصصا ال أساس لها من الواقع وهذا قد يعرض‬
‫الطفل لنوع من خداع النفس وألنواع عديدة من اضطرابات‬
‫الشخصية ‪٠‬‬

‫اإلنكار وأحالم اليقظة ‪ -‬اضطرابات الشخصية‬

‫ومن ردود األفعال األخرى التى ظهرت عند هؤالء األطفال هى‬
‫حماوالت مل الشمل مع الوالد الغائب فيكررون إلقاء األسئلة على‬
‫أمهاتهم كاألسطوانة المشروخة (<متى يجىء بابا؟‪,( ،‬ألن يأتى هذا‬
‫العيد؟‪ ،‬إلخ ومهما أوضحت األم بالتحديد متى يعود األب إال أن السؤال‬
‫الملح ال يلبث أن يتكرر وأخيرأ قد تضعف مقاومة األم وتصاب‬
‫باإلحباط واالنهيار‪.‬‬
‫ومن الواضح أن هذه المحاوالت المستمرة لتحقيق حلم لم الشمل‬
‫نتيجة طبيعية الفتقاد الطفل لعالقته الهامة بأبيه والشعور بهذا النقص‪،‬‬
‫قد يعيش هؤالء األطفال هذا الماضى الحزين مرة أخرى فى عالقاتهم‬
‫كبالغين‪ ،‬وذلك بأن يتشبثوا بالعالقات التى تتكون بطريقة غير طبيعية‬
‫وتصير شخصياتهم مشوهة نتيجة سيطرة حب التملك واألنانية وهذا‬
‫التشوه نراه واضحًا فى زيجات عديدة عندما تريد الزوجة أن تعرف كل‬
‫صغيرة وكبيرة فى حياة زوجها أو عندما ينتاب الزوج الشك والقلق من‬
‫أنه سيفقد زوجته وبدافع الخوف يبدأفى المطالبة بأن يعرف أدق‬
‫تفاصيل أنشطتها‪.‬‬

‫‪٦١‬‬
‫اصعق نغسى‬

‫إن جروح الرفض فى الماضى تبعلتا نميل للملكية فى عالقاتنا‬


‫وذلك على مستويات مختلقة ولكننا عندما تسيطر علينا الملكية فى هذه‬
‫العالقة فإننا نخنقها ونضيعها بأنانيتنا‪.‬‬

‫حماوالت مل الشمل ———◄ حب التملك‬

‫أما اإلحساس بالذنب من جانب الطفل الذى قد تغيب أباه فقد‬


‫يكون كاذبا أو قد يكون حقيقيا ربما يلوم الطفل نفسه لهذا الغياب وربما‬
‫يشعر أنه غيرمستحق وأنه أقل من األطفال اآلخرين أوأنه غيرمحبوب‬
‫وال يمكن أن يكون محبوبا‪ .‬وهذا الشعور بالذنب حمل ثقيل يحمله الطفل‬
‫على كتفيه وهويكبر وأنا أؤمن أنه عامل مساعد على حدوث أنواع‬
‫مختلفة من االكتائب‪.‬‬
‫وشعور الطفل بالذنب قد يزيد ويتعقد بسبب سلوكه السى ء أيضًا‬
‫باإلضافة إلى عدم مقدرة األم أن تتحمل العبء وحدها دون وجود األب‬
‫الذى يبعث على األمان واالنضباط‪ .‬فعندما يكون االنضباط غير‬
‫موجود أوغير كافر فإن إحساس الطفل بالذنب ال يزول وسلوكه غير‬
‫المقبول يزيد‪.‬‬

‫ه التمرد‬ ‫الشعور بالذنب‬

‫وبعد ذلك فإن الطفل المحتل بالذنب قد يبدأ فى تأديب نفسه بنفسه‬
‫وقد يؤدى هذا إلى الماسوشية (وهى لذة تعذيب الذات) وعقاب النفس‬
‫هذا قد يزيل الشعور بالذنب ولكنه يمهد الطريق نحو التمرد‪ .‬وهكذا نرى‬
‫هذه المعادالت‪:‬‬

‫‪٦٢‬‬
‫الحصرم‬

‫كبت الشعور بالذنب ——‪ 4‬اكتائب‬


‫—‪ 4‬احنراف‬ ‫التنفيس عن الشعور بالذنب‬

‫من اخلوف‬ ‫ولوحظ أيضا على أبناء اآلباء القائبين أتهم يعانون‬
‫وهذا يظهر بالتصاقهم وشلكهم ألمهاتهم وكذا صراخهم الشديد والمبالغ‬
‫فيه عند انفصالهم المؤقت عنهن فبالنسبة لهم تعتبر األم عنصر األمان‬
‫الوحيد الباقى ولذا فهى ال ينبغى أن تغيب عن عيونهم! ومثل هذا‬
‫الخوف يمأل حياة الناس فى كل مكان فى العالم المتقدم وغير المتقدم‪.‬‬

‫والمهدائت والمنومات تستخدم كثيرا جدا فى محاوالت فاشلة‬


‫للتعامل مع هذا المن المتزايد من العصاب‪ .‬ويبتلع الناس الحبوب بكميات‬
‫مهولة لكى تساعدهم على النوم أوالصحيان أوأن يأكلوا أكثر أو أقل أو‬
‫يحصلوا على طاقة أكبر وهكذا‪ .‬إن الكتاب المقدس يحذر من أن الناس‬
‫سوف يغشى عليها من الخوف (لو ‪ )٢٦: ٢١‬ونحن ترى من حولتا كيف‬
‫أن القلق المستمر والشد العصبى فى حياتنا يعرض البشر ألمراض القلب‬
‫وغيرها من األمراض الكثيرة‪.‬‬

‫اخلوف ‪ -‬العصاب‬

‫إن تفدر النبض احليوى يمكن تعريفه بأنه ردود األفعال داخل‬
‫أجسامنا الناتجة من كبت الضغط العصبى بشكل مستمر‪ .‬وقد الحظ‬
‫الباحثون أن األطفال الذين قد وصلوا لعرحلة التحكم فى التبول والتبرز‬
‫قد يرتدون للخلف وغيرهم من األطفال األكبر سنا قد يبدأون فى بلل‬
‫فراشهم ليال مما يحرجهم كثيرا ويعرضهم لتوبيخ أمهاتهم‪ .‬وأطفال‬
‫آخرون يبتلعون الطعام بسرعة وبطريقة هى أشبه بالحيوانات ‪ ٠‬وكل هذه‬
‫األمثلة ترينا كيف أن الضغط المكبوت قد يؤثر فى وظائف الجسم‪.‬‬

‫‪٦٣‬‬
‫اعمه ق نغسى‬

‫وربما بسبب هذا يجد االطباء اليوم ان نحو ‪ ٨ ٠‬بز من مرضاهم‬


‫يعانون من أمراض تتدخل فيها العوامل النفسية فيما يسمى‬
‫باألمراض التقسجسمية ة‪38‬ة‪18‬ل ءذأد ‪0‬اءذ‪8‬ل‪ 1‬ولألسف كثيرا ما‬
‫تتم معالجة األعراض فقط دون عالج نمط الحياة الذى أذى إلى هذه‬
‫األعراض‪.‬‬

‫أمراض نفسجسمية‬ ‫— —ه‬ ‫تؤر النبض احليوى‬

‫النكوس وهو رد فعل شوهد فى حالة األطفال موضع الدراسة‬


‫عندما كانت صدمة الغراق شديدة لدرجة أنهم انسحبوا من االشتراك‬
‫الفعال فى وظائف الحياة األساسية كاألكل واللعب واالختالط بالناس‬
‫حتى أن بعض األطفال انزووا فى ركن من أركان المنزل وكووا‬
‫أجسادهم متخذين وضعا جنينيًاوهذا الوضع يعبر عن الخوف الشديد‬
‫وعدم األمان وهو بؤدى إلى رغبة فى النكوص إلى وضع أكثر أمانًا‬
‫وهو وضع الجنين داخل رحم األم‪ .‬وإذا تكررت هذه الصدمات أو‬
‫استمرت فإن هؤالء األطفال قد يصابوا بالذهان ويعيشون فى عالم من‬
‫الخيال بدال من الواقع المؤلم‪.‬‬

‫‪ -‬الذهان‬ ‫النكوص‬

‫وإذا نظرنا لقائمة األعراض االجتماعية الواردة فى شكل ‪٩‬‬


‫نستطيع أن ترى أنها تشمل كل التحديات الرئيسية للنمواالجتماعى فى‬
‫عصرنا الحاضر ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن الصراعات التى لم تحل‬
‫فى الطفولة قد تحبس األشخاص البالغين داخل نمط سلوكى غير سوى‬
‫وغير ناضج‪.‬‬
‫الحصرم‬

‫صضب‪1٠‬ص‬ ‫ردفعل سى‬

‫اجلرمية‬ ‫‪٠‬‬ ‫الغضى‬

‫اضطرابات الشخصية‬ ‫ه‬ ‫اإلنكار وأحالم اليقظة‬

‫حب التملك‬ ‫‪1‬‬ ‫حماوالت مل الشمل‬


‫ه اكتائب‬ ‫ديت‬ ‫الشعور بالذنب ■‬

‫احنراف‬ ‫‪1‬‬ ‫تنفيس‬

‫العصاب (املرض العصىب)‬ ‫________________ه‬ ‫اخلوف‬

‫أمراض نفسجسمية‬ ‫‪1‬‬ ‫نفري النبض احليوى‬

‫الذهان (املرض العقلى)‬ ‫النكوص ‪◄---------------‬‬

‫(شكل ‪)٩‬‬

‫ويتناول الرسول بولس هذا االمر عندما يقول‪(( :‬إن لكم زمانا طويال‬
‫تر‪ -‬اللين لقدآن الوقت أن تكبروا! إننى أريدكم أن تتركوا اللبن‬
‫اآلن وتتناولوا طعام البالغين‪ ١ ( ،‬كو ‪. )٢— ١: ٣‬‬
‫ويعترف األخصائيون واألطباء النفسيون وكل المعالجين‬
‫النفسيين أن التحدى األكبر فى المجتمع اليوم هومساعدة األشخاص‬
‫البالغين الناضجين على أن‪،‬ينضجوا‪ ،‬بالفعل! داخليًاوخارجيًا‪.‬‬
‫فالطفل الذى يعش داخل كل بالغ يجب أن يعطى فر صة ويجب أن‬
‫اعماق نغسى‬

‫نستمتع به أحيانًا‪ ،‬أما أن نتوجه ملكا على حياتنا وطوكنا فهذا خطأ‬
‫كبير‪.‬‬
‫إن هذا البحث العسكرى الذى راجعناه لتونا يتعلق فقط باألب‬
‫المتغيب‪ .‬ولكن دعونا نتخيل لوكان األب مدمنًاللخمر أومهمال‬
‫ألطفاله وأسرته أولنتخيل أنه كان خائنآويجاهر بخيانته وافتقاره‬
‫لألخالق فإن تأثيرهذا األب السلبى على حياة أطغاله قد يصبح أكثر‬
‫إيذاء وربما يعيق نموهم ونضجهم طيلة حياتهم‪ ،‬كما أن نغن التأثيرقد‬
‫يحدث بسبب االفتقارلألمومة الحقيقية وبخاصة فى سن الطفولة‬
‫المبكرة‪.‬‬
‫والحصرم إذأيمثل مشاكل األبوين وفشلهم وربما خطاياهم التى‬
‫تترك مذاقا مرأيضر بأطفالهم فى نموهم هم‪.‬‬
‫والكتاب المقدس يصف هذه العملية بأن آثام اآلباء واألبناء تفتقد‬
‫فى الجيل الثالث والرابع (عدد ‪ ) ١٨: ١٤‬وهذا ما نسميه اآلن فى علم‬
‫األمراض االجتماعية (!األنماط األسرية‪ ،‬وهذا األمر يرجع بنا للخالف‬
‫الشهير ‪#‬هل هو الطبع أم التطبع‪# ،‬الطبيعة أم التربية‪ ،‬؟ هل المشكلة‬
‫وراثية أم مكتسبة ؟ فإذا كانت مكتسبة فهى يمكن أن نتغير وهنا تكون‬
‫هناك مسوئلية للتغيير‪.‬‬
‫كما أن البحث الذى درسناه يشير أيضا إلى بعض األمور التى‬
‫تستثير بناء الجدران وردود األفعال للسلوك المؤذى لآلباء واألمهات‬
‫ولكننا نجد الترياق اإللهى لهذا السم المر فى مزمور‪٠١٧: ١٠٣‬‬
‫نغ رحمة ;لرب فإلى ;لدهر وأل بد على خًائغأل‬
‫وعدله على بنى ;لبتين لحًا فظى عهده وذاكلنى وصًائه لدعملوهًا*‪.‬‬
‫احجتأنحد زم‬

‫إن الله يديد العنب الطو ويريد ان يمال فم االطفال بالحالوة ‪ ٠‬إنه‬
‫يريد رحمته وخالصه وبره أن يمتدوا من اآلباء إلى البنين وإلى بنى‬
‫البنين‪ .‬إن هذا هوالمثل الذى يعطيه والخطة التى يتبناها! فإذا عاد‬
‫اآلباء واألمهات إلى الله وانبعوا طرقه فسوف يفتحون باب بركاته حتى‬
‫تدخل حياتهم وحياة من بعدهم‪.‬‬
‫إن الرفض قد ينتقل من جيل إلى جيل إما عن قصد أوعن غير‬
‫قصد وإذا عدنا لفكرتنا األصلية سوف يمكننا أن نرسم الصورة كالتالى‪:‬‬

‫فى هذا الشكل نرى أنه إذا كان الله هورمز السلطة بالنسبة لنا‬
‫فتحن نحصل على الحب والقبول‪ ،‬أما إذا وضعتا اإلنسان بدألمنه فإننا‬
‫عادة ما نختبر كراهية ورفض‪ ،‬إما مستترة أوظاهرة‪.‬‬

‫‪٦٧‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫والغارق الذى يفصل بين الزيج* البشرى‪ ،‬وه الزيج اإللهى‪ #‬سوف‬
‫نسميه ‪!,‬العجز فى ميزان المحبة‪ ! ،‬فخط الحب والقبول هو الخط الذى‬
‫يمثل الزيج اإللهى العمودى‪ ،‬وهو يمثل إرادة الله وقصده تجاهنا‪ .‬أما‬
‫خط الكراهية والرفض فهو الزيج البشرى الذى يبنى حوله اإلنسان‬
‫الخاطئ حياته بدال من أن يتبع الزيج اإللهى‪ .‬وشثل الزاوية بين‬
‫الزيجين اإللهى والبشرى مقدار العجز فى المحبة والقبول فى حياة‬
‫اإلنسان ‪ .‬وكلما كانت الزاوية أكبر كان االحتياج أكبر لذلك النوع من‬
‫المحبة الذى يعطيه الله وحده ولكى ندرس بعض تأثيرات العجز فى‬
‫المحبة دعونا نلقى نظرة على بعض الحسابات الكتابية‪:‬‬
‫؟‬ ‫=‬ ‫أصت — الدبق‬

‫ما هى إجابتك عن هذه المعادلة؟ هل تستطبع اإلجابة دون أن‬


‫تضع تعريغآووصغا واضحأللحب ‪ .‬لقد أصبح الحب تعبيرا مستهلكا هذه‬
‫األيام فهويطلق على أى شى ء ‪ .‬فأنت تستخدم نفس الكلمة لتعبر عن‬
‫حبك لله وحبك لقطتك المدللة مثأل!‬

‫لذا دعونا فى هذا السياق نعرف كلمة الحب من الكلمة اليونانية‬


‫وهى تعنى االلتزام القلبى والوالء لشخص ما‪ ،‬شخص تكون‬
‫مستعدا أن تعتع حياتك كلها نتيجة حبك له والتزامك به‪ .‬هذا هوالحب‬
‫فى أسمى أشكاله ومعانيه‪ ،‬هذا هوالحب الذى نحتاجه كلتا فى حياتنا‬
‫وكلما زاد عجز المحبة فى حياة اإلنسان أحس أكثر أنه أقرب للصغر أى‬
‫لالشىه‪ ،‬وهؤالء الناس ‪ -‬أن قيمة الحياة أصبحت قليلة جدا أوال‬
‫قيمة لها على اإلطالق‪.‬‬
‫هطر‬ ‫آ‬ ‫أتت — املحبة‬

‫‪٦٨‬‬
‫الحصرم‬

‫أما عندما تكون محبوبًافهذا يعطيك إحساس بالقيمة فى الحياة‪ .‬إن‬


‫األشخاص غير المحبوبين‪ ،‬والذين قد تعرضوا لإلساءات واستخدمهم‬
‫اآلخرون للحصول على لذتهم هم‪ ،‬األشخاص المرفوضون والمنسحقون‬
‫والذين يصارعون مع إحساس عميق يصغرالنفس وتآكل اإلحساس‬
‫با لقيمة‪.‬‬
‫إن الحب عادة ما يستخدم خطًاكمرادف للشهوة ‪ ٠‬وبينما الشهوة‬
‫دائمًاما تنطوى على الحصول على اللذة من شخص آخر‪ .‬فإن الحب هو‬
‫العكس شامًافالحب ينطوى على العطاء والمشاركة فالحب هوأن يشارك‬
‫اإلنسان بحياته ليساعد على حصول المحبوب على أقصى الخير‪ .‬وهكذا‬
‫فإن شعار الشهوة ‪#‬أعطنى!‪ ، ،‬أما شعار الحب فهو ‪#‬أنا أعطيك‪ . ،‬فتكون‬
‫المعادلة كالتالى‪:‬‬
‫صغر‬ ‫=‬ ‫أنت ‪ +‬الشهوة‬

‫وعادة ما يحاول الناس تغطية عجز المحبة فى حياتهم بسلفيات‬


‫من بنك الشهوة فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد يذهب االبن الذى لم يشعرأنه‬
‫محبوإب من والديه إلى العالم ليمأل له احتياجه من الحب وذلك من‬
‫خالل عالقات) جنسية متعددة أو ربما تعطى البنت غير المحبوبة‬
‫جسدها لرجل محاولة سد عجز المحبة ولكن كل ما يحصلون عليه فى‬
‫الحالتين هوالشهوة وليس المحبة ويظل عجز الحب قائمًا‪.‬‬

‫إسأر عبر ألجعبة‬


‫كانت ‪#‬حينا‪ ،‬شابة جميلة ذات شعر بنى جميل وعيتين عسليتين‬
‫فاتئتان لكن عندما جلست أمامى الحظت حاآلعجزها الواضح أن تنظر‬

‫‪٦٩‬‬
‫اعط فى نغسى‬

‫الرفض‬ ‫التمرد‬

‫(ثكل‪)١.‬‬
‫‪/‬لحص‪٠‬رم‬

‫ألى شخص فى عينيه وكانت دائمًاما تحنى رأسها محدقة فى األرض‬


‫والحزن يكسووجهها ضامًا‪.‬‬

‫وبعدما سمعت (احيتا‪ ،‬التعليم الخاص بالزيج اإللهى كانت ‪#‬حيتا‪،‬‬


‫من األشخاص الكثيرين الذين تقدموا لألمام للصالة من أجلهم‪ .‬كانت‬
‫تجلس على حافة الكرسى وهى تنظر لألرض وشعرها متسدل يغطى‬
‫وجهها شامًاوبدأت دموعها تتساقط على ركبتيها وكتفيها يهتزان بعنف‬
‫إذ كانت تجهش ببكاء ال تستطيع السيطرة عليه وعندما بدأت الكالم‬
‫جاء صوتها منخفضًا كأنه يأتى من مكان سحيق حتى إنى وجدت‬
‫صعوبة شديدة فى متابعتها‪.‬‬
‫بدأت احيتا‪ ،‬تشرح كيف أنها لم تتمتع بأى عالقة مع والديها‬
‫اللذين كانا شخصين ناجحين فى عملهما ودائمًاما كانا يتوقعان منها أن‬
‫تحذو حذوهما فى حياة النجاح العملية ‪ .‬وخالل السنين وهى تكبر‪ ،‬لم‬
‫تحصل على أى تعبير ملموس عن الحب سوى قرصة غريبة فى خدها‬
‫بين الحين واآلخر‪ .‬أما كل العواطف الجسدية التى كانت تحتاج إليها‬
‫كانت تحصل عليها من احتضانها لدميتها التى تغمرها بكل الحنان الذى‬
‫كانت تود أن تشاركه مع والديها وكانت لساعات طويلة شسك بدميتها‬
‫حتى أن الدمية بمرور األيام قد أصبحت متسخة وممزقة‪.‬‬
‫وفى يوم من األيام دخل والدها حجرتها ومعه أنباء مفزعة‪ .‬قال‪:‬‬
‫*لقد كتا نتحدث أنا ووالدتك‪ .‬إنتا نريد أن نشترى لك دمية جديدة‬
‫ونتخلص من هذه الدمية القديمة المتهالكة)) ‪ .‬وعندما سمعت (اجيتا‪ ،‬هذا‬
‫فزعت وتشبثت بدميتها أكثر قائلة‪(( ،‬ال‪ .‬ال أريد دمية جديدة!))‪.‬‬
‫وفى ليلة أخرى دخل والد (احينا‪ ،‬حجرتها وهى نائمة وأخذ الدمية‬
‫القديمة‪ .‬ووضع الدمية الجديدة بدألمنها فى هكانها وألقى بالقديمة فى‬

‫‪٧١‬‬
‫‪/‬ءمعق نغسى‬

‫المدفاة وهكذا احترقت صديقتها الوحيدة‪ .‬وعندما استيقظت ‪٠‬حيذاا فى‬


‫الصباح التالى‪ ،‬اكتشفت هذه المصيبة‪ ،‬لم تستطع (احيتا‪ ،‬حتى أن تلمس‬
‫الدمية الجديدة ولم تكن تريدها أبدا‪.‬‬

‫لقد زادت هذه الحادثة من درجة اغتراب‪،‬حيتا‪ ،‬عن والديها‪.‬‬


‫وعندما وصلت أحيتا‪ ،‬لسن المراهقة بدأت تبحث عن الحب فى األماكن‬
‫الخاطئة وبعد سلسلة من العالقات‪ ،‬وجدت (احيتا‪ ،‬نفسها تسير باندفاع‬
‫شديد نحو حياة الدعارة‪ .‬لقد وجدت (اجينا‪ ،‬نفسها متروكة ومهملة‬
‫تبتلعها الوحشة والوحدة‪ .‬وكان احتياجها ألن تسمع من الله احتياجا‬
‫شديدًا يائسًا‪.‬‬

‫عدوانى‬ ‫سلبى‬

‫‪٧٢‬‬
‫الحصرم‬

‫وإذ صلينا معا منتظرين وطالبين إرشاد الله كشف لى هذا‬


‫اإلعالن‪ :‬لقد أصبحت ((حيتا‪ ،‬الدمية الصغيرة التى تبحث عن الحب‬
‫وعندما قلت لها هذا بدأت تبكى‪ .‬ثم أعطانى الرب كالما آخر لها‪ .‬ه إن‬
‫الله يريد أن يتبناك لتصبحى عروسته الصغيرة‪ ),‬إنه سوف يحبك أكثر‬
‫مما أحببآل أنت دميتك‪.),‬‬
‫عندئذ تحولت دموع (احيتا‪ ،‬من دموع األلم والمعاناة إلى دموع‬
‫الفرح والتأثر الشديد من محبة الله ومنذ تلك النقطة بدأت حياتها تأخذ‬
‫مسار جديدا‪.‬‬
‫إننا عندما نحيا حياة من الشهوة محاولين إشباع رغباتنا ال يؤدى‬
‫ذلك إال لمزيد من العجز فى المحبة وإحساس بعدم القيمة وإذا كانت‬
‫الحياة بال قيمة وال معنى فلماذا نحياها؟‬
‫لقد اتبعت احيتا‪ ،‬زيجًا بشريا شهله إحساسها بالرفض الذى أصبح‬
‫نقطة ارتكاز حياتها فظلت سلبية متوقعة الرفض دائمًا ولكن لنفترض‬
‫أننا لن نقبل مشاعر الربض كطريقة للحياة ؟ فغى هذه الحالة قد نجد‬
‫أنفسنا نتبع زيجا آخرًا بشريًا من التمرد ‪.‬‬
‫وعندما يظهرالتمرد يأخذ الشخص الموقف العدوانى محاوألأن‬
‫يقاوم وينفى الرسالة التى تصل له يفعل الرفض واإلحساس بالدونية‬
‫التى عاش تحتها لوقت طويل ولكن البعض اآلخر يتأرجح بين السلبية‬
‫والعدوانية كما يتأرجح البندول وذلك من موقف آلخر‪ .‬إذن يوجد لدينا‬
‫‪ ٣‬ردود أفعال محتملة كما نرى فى الشكل السابق‪.‬‬
‫وعندما تصبح ردود األفعال هذه أنماط سلوك وعادات فإنها تكون‬
‫األساس لتكوين بعض التشوهات فى الشخصية ‪ .‬وعندما يحدث هذا فإن‬

‫‪٧٣‬‬
‫اعطق نغسى‬

‫تشوه يصبح طوبة فى ذلك الجدار الذى نقيمه حول قلوبنا فى‬
‫التالى سوف نستكمل دراسة الصور التى يقدمها لنا سفر عاموس‬

‫نج‬
‫المزيد من الخدع والمكائد التى تختفى خلف الجدار‪.‬‬

‫أ‬

‫‪٧٤‬‬
‫سن سس‬
‫ألجدرأه ألدفاعية‬
‫(الرفض)‬

‫عندما كنت فى أمستردام أششى فى شوارعها عجبت لمنظر األزقة‬


‫الصغيرة المتقاطعة والمتشابكة كمتاهة دقيقة التصميم على جوانبها‬
‫بيوت من كل شكل وحجم‪ .‬ويينما كنا نتمشى أشار صديقى الهولندى‬
‫إلى صف من البيوت المائلة بدرجة توحى بالخطورة وكان بعضها يميل‬
‫ميال شديدا ويحتاج للتدخل السريع حيث أن البيوت المالصقة لها قد‬
‫سقطت‪ .‬وفى بعض األحيان كانت درجة الميل تصل إلى ‪ ٦‬أقدام بين‬
‫قمة البناء وقاعدته‪.‬‬
‫لقد رينا من قبل كيف أن الله صور حالة شعبه كجدار مائل مثل‬
‫هذه الجدران التى ريتها فى أمستردام‪ .‬وفى الشخصية اإلنسانية قد‬
‫يسبب الرفض المتكرر تشوها نفسيا شديدا كتشوه هذه الجدران التى‬
‫ريتها فى أمستردام ‪ .‬وسوف نستطرد فى فحص هذه التشوهات إذ‬
‫نستكمل دراستنا هذه طوية بعد طربة!‬

‫أساعر‬
‫سوف نرمز بكل وحدة بنائية (طوبة) إلى عقبة تقف أمام نمو‪.‬‬
‫شخصياتنا بحسب قصد الله وهى أيضا طوبة فى الجدار الذى نبنيه‬
‫اعط ق نغسى‬

‫احلزن‬
‫الشفقة على النقس‬
‫كراهية النقس‬
‫االكتاب‬
‫تبلد الشعور‬
‫اإلحساس بالدونية‬
‫اإلحساس يعدم األمانة‬

‫القشل‬
‫الشعور بالذنب‬
‫عدم وضوح الرؤية‬
‫املوت‬
‫الضيق‬
‫اإلحباط‬
‫اليأس‬
‫الوفض‬
‫لح‬

‫االنتحار‬

‫(شكل‪)١١‬‬

‫‪٧٦‬‬
‫الجدران ابدئ عبة — رلرفضرى‬

‫حول قلوينا ومن بين القائمة التالية من الوحدات البنائية ضع عالمة‬


‫أمام الوحدة التى شثل حالتك أفضل شثيل‪ .‬وهذا سوف يساعدك فيما‬
‫بعد عندما نتحدث عن مفاتيح وطرق التغيير والفئة األولى من تشوهات‬
‫الشخصية تتعلق بالمشاعرولعى جزء من الشخصية له تأثير كبير على‬
‫حياتنا‪.‬‬

‫يمكننا ان نعرف الحزن بأنه ‪#‬الكآبة‪ ،‬واألسى‪ .‬فيكون اإلنسان كئيبا‬


‫محزونا أو معتما!) وأحيانآ ما يلقى هذا الشعور بظالله على الشخصية‬
‫ككل كما هو الحال بالنسبة د ((مارك!) ‪.‬‬
‫وامارك‪ ،‬هو رجل طويل القامة نحيف القوام ذو شعر أشقر وعيدان‬
‫زرقاوتان عميقتان لكن هذا المظهر الجذاب كان متسمًا بهالة سوداء من‬
‫الحزن والكآبة ‪. .‬وعندما سنحت ال‪ ،‬الفرصة أن أقدم مشورة لهذا الشاب‬
‫لعدة ساعات عزفت سبب هذه الكآبة الواضحة فعندما كان ‪8‬مارك‪،‬‬
‫شابا صغيرا كان عداء ماهرآ حتى أنه كان من الممكن أن يمثل بلده فى‬
‫األولمبياد‪ .‬كانت كل دوافع ‪٠‬مارك‪ ،‬موجهة ومركزة نحو خذا الهدف‬
‫إلى أن تورط فى عالقة مع فتاة ‪ .‬وبعدما تزوجا بوقت قصير‪ ،‬كانت‬
‫عروسه تعبرض على الساعات الطويلة التى يقضيها فى التدريب‬
‫وبدأت تضغط عليه لكى يعتزل‪ ،‬واستمرت لخاول معه وتدفعه حتى‬
‫تخلى عن حلمه القديم ليتقذ حياته الزوجية‪ .‬ولم يمضى وقت طويل‬
‫حتى اكتشف امارك‪ ،‬خيانة زوجته‪ .‬وكانت فجيعته فى زوجته وضياع‬
‫حلم األولمبياد هما السبب فى ذلك الحزن العميق الذى اصطبغت به‬
‫حياة همارك‪. ،‬‬

‫‪٧٧‬‬
‫اعافى نغسى‬

‫من الطبيعى أن يحزن الناس لغترة وجيزة بسبب فقدان شريك‬


‫الحياة فى منتصف العمر مثال ولكن عندما يصبح اإلنسان غيرقادر‬
‫على ممارسة حياته الطبيعية لغترات تتزايد فى الطول فإنه عندئذ يصبح‬
‫فى حالة من الكآبة المزمنة‪.‬‬
‫ومثل هذا الحزن غير الصحى المستمر عادة ما يكون بسبب ضياع‬
‫الحلم أوإحباط التوقعات الكبيرة فى الحياة وعدم التعامل‪.‬مع هذه األمور‬
‫وتنقية النفس منها وهذا ما يتضح من قصة امارك‪ ،‬وهكذا حرمه ذلك‬
‫الحزن القائم والمستمر متعة الحياة وفرحتها‪.‬‬
‫والكتاب المقدس يصف هذا الحزن برداء النوح (إش ‪ )٢: ٦١‬وعلى‬
‫مدار السنين فى الخدمة قابلت كثيرين من أمثال ‪#‬مارك‪ ،‬الذين‬
‫استخدموا حجارة الحزن لبناء جدار حول تغوإسهم وهناك أمثلة كثيرة‬
‫كفتاة صغيرة فقدت عنريتها عن طريق الزنا المحرم أو زوجة‬
‫فقدت حب زوجها بسبب خيانته‪ ،‬وشابه أرادت أن تكون طبيبة ولكنها‬
‫لم تستطع دخول كلية الطب‪ .‬وفى مثل هذه الحاالت‪ ،‬يكون الحزن هو‬
‫الشعور السائد كرد فعل للصدمات المتالحقة من الرفض واإلحباط التى‬
‫يتلقاها الشخص من مصدر هام فى حياة' اإلنسان كاألب أو الزوج ‪..‬‬
‫إلخ‪.‬‬
‫وفى أوقات الحزن الشديد نحتاج أن نلتفت إلى الله‪ .‬اآلب‪ .‬مصدر‬
‫التعزية الحقيقية من كل حزن ووجع قلب‪.‬‬
‫عندما عاد ‪#‬مارك)) لمكتبى‪ ،‬صلينا لكى يرفع الله هذا الحرين ز‬
‫وعندما سلم (امارك)) حزنه لله بدأ يختبر إطالق مشاعره الدفينة وقبل‬
‫تعزية الله وشفاءه ‪.‬‬

‫‪٧٨‬‬
‫الجدران‪/‬لدئء‪1‬ة ‪ -‬اترفهن‬

‫سفقة ض سس‬
‫ليست الشفقة على النفس عادة سيئة وحسب بل هى أيضًا خطية‬
‫عندما نتمادى فى االستغراق فيها يكوذ‪ ،‬من السهل أن ننجرف إلى هذا‬
‫النمط من التفكير كلما صادفتنا ظروف غير مواتية ‪٠‬‬

‫والشخص الذى يمارس الشفقة على النفس هو شخص يواسى نفسه‬


‫دائمًا نتيجة إحباط ما‪ ٠‬وعندما يكون اإلحباط شديدا يبحث من حوله‬
‫عن شخص يواسيه‪ ،‬ولعويناور دائما ويحاول التأثير على األشخاص‬
‫لكى يغذوا شفقته على نفسه‪ .‬وسرعان ما يتكون فى حياته جب هائل ال‬
‫قاع له وال يستهليع أحدا أن يمأله ويصبح هذا اإلنسان معاقًادائمًا غير‬
‫قادر أن يواجه أى صراع‪ ،‬وال أن يجد حال ألى مشكلة‪ .‬ومثل هذه‬
‫الشفقة على النفس ال نطبر الرفض فقط بل هى أيضًا تشجع على‬
‫حدوثه وتزيده ‪ .‬والدواء الذى يقدمه الكتاب المقدس لشغاء الشفقة المزمنة‬
‫على النفس هوممارسة الشكر دائما فالشكر هوالتدريب الناجح للتخلص‬
‫من ذلك االنحصار السلبى فى الذات‪.‬‬

‫كراهية اسس‬
‫إن اعداد البشر الذين يصارعون االفكار السلبية عن ذواتهم فى هذا‬
‫القرن لمنهلة حقا وهذه األفكاربالنسبة للبعض قد تكون متغرقة ولكن‬
‫بالنسبة آلخرين فإن الصراع قد يأخذ شكال مزمنًامعوقًا‪.‬‬

‫يمكن تعريف كراهية الذات بأنها رفض النفس كنتيجة لرفض‬


‫اآلخرين‪ .‬إن مساعدة شخص لكى يتغلب على رفض الذات قد تكون‬
‫من أعظم التحديات التى تواجه المشير‪.‬‬

‫‪٧٩‬‬
‫عندما قابلت (اايتر|) للمرة االولى‪ .‬اعجبت بشخصيتها المبهرة‪.‬‬
‫فقبل أن تحضر إحدى دراستنا عن المشورة التابعة لهيئة (شباب لهم‬
‫رسالة ‪ )٧١٧٨٨/٢‬كأنت تعمل فى خدمة المشورة التأهيلية‪.‬‬
‫وخالل المدرسة التى استمرت لثالثة شهور كانت اأيتر‪ ٠‬تعبش‬
‫وسط حوالى ‪ ٣ ٠‬دارس ودارسة من حول العالم أتوا ال لكى يتعلموا فنون‬
‫المشورة فقط بل لكى يكونوا هم أنفسهم شخصيات متكاملة‪.‬‬

‫جد ور كرًا هية اسي‬


‫وبعد مرور عدة اسابيع من الدراسة دخلت ‪#‬ايدر‪ ،‬فجاة فى اكتائب‬
‫الجدران االئ عبة — ‪/‬السره‬

‫شديد‪ .‬ولم تكن تستطيع ان تنام‪ ،‬ثم بدات فى سماع اصوات ثم انزلقت‬
‫إلى حالة من القلق الحاد‪ .‬وكانت (<أيتر|) تلتقى بشخصية من فريق العمل‬
‫بصفة منتظمة ولكنها كانت ترفض أن تسمح ألى إنسان أن يتجاوز‬
‫الجدران التى كانت تختبئ خلفها وبيتما كنا نحاول الوصول إليها‪ ،‬بدأت‬
‫تدريجيا تفارك بالمشاعر والخيرات المؤلمة التى عانت منها فى الطفولة‬
‫وألول مرة‪ ،‬بدأت فى التعبير عن األلم الذى كانت تعانيه وهى تعش‬
‫خلف هذه األسوار وقالت (؛أيتر؛) أنها عندما كانت فى سن المراهقة‬
‫المبكرة كان والدها يرتب لها تدريبًا منتظمًا على رياضة التنس بواسطة‬
‫عمها وتدريجيأ على مدى األسابيع المتتالية بدأ عيها فى ممارسة‬
‫االعتداء الجنسى عليها وكانت المشاعر التى تعانيها (|أيتر‪ ،‬شديدة جدا‬
‫ولم تعرف كيف تتعامل معها‪ .‬لم تكن تستهليع أن تخبر والديها مقتنعة‬
‫أنهم لن يصدقوها أبدأكما أنها شعرت بالكراهية العميقة نحو عمها‬
‫وأبيها الذى أرسلها له أصال أما أمام نفسها فقد شعرت ‪#‬أيتر‪ ،‬بالذنب‬
‫وبأنها قذرة وال تستحق سوى الكراهية ‪.‬‬

‫وكان القادة فى المدرسة يصلون ويتشفعون لها بانتظام حتى جاء‬


‫يوم خالل الخدمة فى الفصل الدراسى تقدمت اًايتر‪ ،‬لألمام طالبة‬
‫الصالة من أجلها‪ .‬عندئذ تركزت األنظار عليها وهى تقف صامتة‬
‫أمامنا تقبض يدها وتفتحها وواضح أنها تحارب حربا داخلية شديدة‬
‫وفجأة بدأت ‪#‬أيتر‪ ،‬تتكلم بصوت منخفض موجهة كالمها للفصل قائلة‪:‬‬
‫‪#‬إننى أكره هذا المكان!‪# ،‬إننى أكرهكم‪ ،‬إن لدى مشاعر كراهية نحوالله‬
‫كما أننى أكره نغسى أيضا! وأكره والدى!‪. ،‬‬
‫وبعد هذا االنفجار‪ ،‬وقفت ‪#‬أيتر‪ ،‬صامتة تاركة إيانا نستوعب ببطء‬
‫معانى الكلمات التى قالتها فى صعت مندهش‪ .‬كان كل شى ء صامتًا‬

‫‪٨١‬‬
‫اعاق نغسى‬

‫فيما عدا صوت بكائها المكتوم ‪ ٠‬أما بقية الفصل فكان يصلى ويطلب من‬
‫الله اإلرشاد‪.‬‬

‫التاه أةسه واالرية‬


‫ثم جاءنى شاب يدعى (اديريك‪ ،‬وهويهمس بشى ء شعر أن الله‬
‫يدفعه أن يفعله وطلب منى مزيدا من التأكيد ولنا شعرت أن هذا‬
‫صحيح طلبت منه أن يفعله‪ .‬وهكذا وقف (اديريك‪ ،‬أمام (اأيترا) على‬
‫مرأى من الفصل كله وقال‪!( :‬إننى أريد أن أمثل دور والدك وأسألك أن‬
‫لى ؟‪)1‬‬ ‫تفغرى لى ‪ .‬هل ستفقرين‬
‫ورمقته ‪8‬أيتر‪ ،‬بنظرة باردة ال تكشف أى تجاوب بل وتخفى كل‬
‫انفعال ‪.‬‬

‫ثم كرر ((ديريك‪ ،‬جملته‪(( :‬هل ستفقرين لى؟!‪،‬‬

‫فترة صمت‪ .‬وعندما كرر ((ديريك‪ ،‬نفس الطلب للمرة الثالثة ولم‬
‫تستجب بدأ ‪#‬ديريك‪ ،‬يبكى‪ ،‬وهو يشعر بانكسار قلب الله على ابنته‬
‫ابجروحة‪ .‬وفى صمت ثقيل‪ ،‬كان الفصل يصلى حتى شق صوت‬
‫((أيتر‪ ،‬صمت المكان وهى نقول‪1( :‬يا أبى إنى أغفر لك)) قالت هذا ثم‬
‫صمتت وتبعت ذلك فترة طويلة من الصمت ‪.‬‬
‫ثم تكلمت مرة أخرى‪(( .‬يا أبت هل تقفر لى الكراهية التى كنت‬
‫أضمرها نحوك؟‪ ،‬وعندما كانت تقول هذه الكلمات‪ ،‬تهاوت بين يدى‬
‫ذلك الطالب الشاب والدموع تتدفق من عيئيها تفسل كل الكراهية‬
‫والمرارة واالستياء التى قد شيدت جدار سميكا فى قلبها لسنين طويلة‪.‬‬
‫وبينما راحت ‪٠‬أيئر‪ ،‬تعبر عن غفرانها ألسرتها ولنفسها وقبولها لغغران‬

‫‪٨٢‬‬
‫الجدران االئ عله ‪/ -‬لرفضرع‬

‫الله بدات كراهيتها لنفسها تتالشى ومع نهاية الفصل الدراسى كانت كل‬
‫أعراض معاناتها قد اختفت ‪.‬‬
‫وبعد ذلك كنبت لى ‪#‬أيتره هذه الكلمات‪:‬‬

‫‪،‬فى ذلك اليوم الذى قدم لى دريك‪ ،‬هذه الخدمة الروحية‪،‬املح م‬


‫‪,‬لفصل حذنى سه بلحلر‪/٠‬لقدسىوسعيلحءلمر‪.٠٣‬ه‪٦-١‬م‬
‫وأصبح واضحًا تمامًا بالئسبة لى ان عدم مقدرتى على الغوم كانت‬
‫بسبب المرارة التى كلحلت فى قلبى من جهة والدى ناك المرار‬
‫(لتى حاولت (حفائها طول حياتى‪ .‬لقد‪،‬سبحت مخادعة جدًا‬
‫ويالنات فيما ينطق بمشاعرى حتى‪،‬ان طريقة تعاملى مع الناس‬
‫من حوبىًاصبحت على (لعكس تمامًا مما (شعربه* فى د‪ ،‬خلى‬
‫تجاههم‪ .‬وقال لى (لرب‪(٠‬ن مفتاح (إلطالفى بواالعتراف (آلمين‬
‫بمشاعرى (لحقبعبه تجاه (لنا س والحباة وبهن( عبرتا عما فى داخلى‬
‫من كراهبه فى ذلك (لبوم‪،.‬‬
‫وخالل الشهور التالية واصلت ‪#‬أيتره مسيرة التغيير الدرامى الذى‬
‫حدث فى حياتها عتدما بدأت أكثر فأكثر تشعر بمحبة الله ورحمته لها‪.‬‬
‫وعندما عادت لبلدها وبيتها تصالحت مع والدها وبعد ذلك كانت لديها‬
‫فرص لخدمة الشباب الذين قد تعرضوا لالنتهاك من واقع خبرتها‪.‬‬
‫إن حاالت االعتداء الجنسى كحالة ‪#‬أيتره قد أصبحت كثيرة هذه‬
‫األيام وهى تلعب دورا كبيرا فى كراهية النفس وكما فى كل شهوة‪ ،‬فإن‬
‫االعتداء الجنسى يحمل معه احتقار وتقليال من قيمة اإلنسان ال مثيل له‬
‫ولكن فى حالة االعتداء الجنسى بالذات يتفاقم احتقار النفس ألن‬
‫الشخص قد تعرض لخيانة أحد أفراد أسرته المقربين له‪ .‬إن هذه الخبرة‬
‫شديدة اإليالم وعظيمة الجرح لكرامة الشخص كما أن مشاعر لوم‬

‫‪٨٣‬‬
‫اعماق نشمى‬

‫النفس والكراهية كثيرآما تظهر وإذا لم تتم مواجهة هذه المشاعر فإنها‬
‫سوف تؤدى لكراهية النفس ‪.‬‬
‫أألكتتاب‬
‫لسنين عديدة ظل االكتائب هوالمرض النفسى األول فى الواليات‬
‫المتحدة وظل يتزايد وباألخص بين الشباب‪ .‬ما هواالكتائب إذن وما‬
‫هى عالقته بالزيج اإللهى؟ إن االكتائب فى أبسط صوره وأكثرها‬
‫شيوعا هو ما يمكن وصفه من ردود األفعال فى مواجهة الخسارة ‪.‬‬
‫فقد نشعر فى بداية األمربفقدان اعام للحيوية والطاقة فيبدوعلينا‬
‫الحزن واإلرهاق‪ .‬ثم نبدأ فى االنسحاب من الحياة االجتماعية وحتى‬
‫من األصدقاء المقربين ثم يقل النشاط فى العمل وفى البيت ويبدوكل‬
‫شى ء كئيبا ال أمل قيه وال رجاء وتبدأ األفكار تقل فى أذهاننا وعندما‬
‫تأتى هذه األفكار القليلة قهى دائما أفكار قاتمة كما نفقد القدرة على‬
‫التركيز وكثيرا ما تأتى مشاعر الذنب وعدم االستحقاق وأيضآتأنيب‬
‫النض واحتقارها وعادة ما تكون هناك صعوبة فى النوم‪.‬‬
‫من الطبيعى أن تكون لدينا بعض مشاعر االكتائب من وقت آلخر‬
‫ولكن عندما تزداد هذه المشاعر فى الكم والتواتر والمدة قد يحتاج‬
‫اإلنسان لمساعدة طبية ومثال بسيط عن ذلك هو السيارة عندما تفقد قوة‬
‫الدفع فإن الموتور يبدأ فى (!التقطيع‪ ،‬ويكون من الواضح أننا نحتاج أن‬
‫نوقف السيارة ونرفع الغطاء حتى ترى ما األمر‪ .‬وبالطبع عندما يبدأ‬
‫أداء السيارة فى الضعف فإننا نبحث مباشرة عن وجود عطل ما ونحاول‬
‫أن نصلحه‪ .‬ولكن عندما يضعف أداؤنا ونكتئب‪ ،‬فإننا فى أحيان كثيرة‬
‫نخرس الرسالة الواضحة التى تريد حالتنا النفسية أن توصلها لنا بأن‬
‫ندفنها تحت كومة من أدوية االكتائب!‬

‫‪٨٤‬‬
‫الجدران رردالعبة — الربض‬

‫ومما نتجاهله كثيرا آن االكتائب فى آبسط صوره هورسالة موجهة‬


‫لنا تقول إن هناك أمرأ ما فى حياتنا يحتاج لتفيير‪ .‬قد تستطيع‬
‫الكيماويات تغيير المشاعرسطحيا ولكنها لن تستطيع أن تلمس الرح‬
‫وعادة تكون أنماط حياتنا هى التى تحتاج لتفيير حتى ال نقع فى‬
‫انتكاسة جديدة‪.‬‬
‫وكما أن الفرح هو عرض من أعراض الحياة فاالكتائب هو عرض‬
‫يدل على أن هناك شيائ ما مفقود فى الداخل‪ .‬أحياتأقد يكون المفقود هو‬
‫مركب كيميائى يحتاج ألن يستبدل وذلك فى بعض األمراض الوراثية‬
‫العضوية ولكن مثل هذه األسباب العضوية ال تمثل أكثر من ه ‪ /.‬من‬
‫األمراض النفسية قد يكون االكتائب مزيجأمعقدأمن العوامل النفسية‬
‫والعضوية عندئذ يكون صعب العالج ولكننا إذا لم نستطع تقييم أسلوب‬
‫حياة الشخص المكتئب فإننا نخيب أمله وتفقده فرصته فى التغيير‬
‫الحقيقى‪.‬‬

‫ضع ا‪4‬أض‬
‫يمكن تعريف تبلد المشاعربأنه ‪ 9‬عدم وجود عواطف ومشاعرا‬
‫وتبلد المشاعر هو العدو األكبر للحياة وهو فى الواقع المرحلة األولى فى‬
‫التسليم الكامل واالنسحاب من تحدى الحياة نفسها ويتكلم الكتاب المقدس‬
‫عن الكثيرين الذين يتعثرون فى اإليمان ويتقسون (رو ‪ )٨: ١١‬ويمكن‬
‫لسلسلة من اإلحباطات والتراجعات أن تهيئء الساحة لهجوم الشيطان‬
‫الشرير‪ .‬وبسبب تبلد مشاعر الكنيسة وفشلها فى أن تكون نور العالم وملح‬
‫األرض أصبح العالم هو الذى يغزو الكنيسة وليس العكس حتى أنه فى‬
‫بعض األوقات قد يكون من الصعب التغريق بين الكنيسة والعالم‪.‬‬

‫‪٨٥‬‬
‫اعمًا ق نغسى‬

‫وفى أحد األيام عندما دخلت لبيت واحدة من األخوات تدعى‬


‫(|ليدياأ لم أحصل فقط على دراسة سريعة عن كيفية خلق الفوضى لكنى‬
‫رأيت يعينى ما يمكن أن يحدث عندما يتسلط تبلد الشعور على‬
‫اإلنسان لقد كانت منضدة السفرة مليئة بأكداس من األطباق المتسخة‬
‫كما أن الكتب والمالبس واألحذية كانت ملقاة فى كل مكان وتراكم‬
‫التراب والفيار على كل األسطح وفى وسط هذه الفوضى جلست طيديا‪،‬‬
‫وهى غير مهندمة المظهر إطالقا تشاهد التليفزيون! وصرخ زوجها‬
‫ذ‪١‬هأل‪:‬‬
‫((انظر إنها على هذا الحال منذ أيام وال يبدوأنها تهتم بأى شى‪،٠‬‬
‫ومثل هذا التبلد فى الشعورينتج من أفكارومشاعر الرفض والغشل‬
‫وشعاره‪٠( :‬ما الفائدة!‪< ،‬ال فائدة‪، ،‬سوف يظل األمر هكذا ولن يتغير‪.،‬‬

‫أألمن‬
‫إن هذه الفئة الثانية من الطوب الذى يشغل الجدارالذى نبنيه‬
‫تتعلق أكثر بعملية التفكير والتوجهات الناتجة عنها‪ .‬استمر فى تحديد‬
‫الوحدات البنائية التى ترى أنها تشكل جزءا من السور الذى تبنيه حول‬
‫حياتك‪.‬‬

‫أالونية‬
‫<‪ ،‬ال يوجد إنسان يقول‪ :‬إننى لست أقل منك وهو يؤمن بما يقول فلو‬
‫كان يؤمن بها لما قالها‪ .‬فالكلب الحقيقى ال يقولها للعبة التى على شكل‬
‫كلب وال يقولها الدارس النابه للتلميذ البليد أبدآ‪ ...‬إن هذه الجملة إن‬
‫الجدري ن ‪/‬لدئءلة ‪ -‬الرفض‬

‫كانت تدل على شى ء فهى تدل على ذلك الشعور المؤرق بالدونية‪.،‬‬
‫ك‪ ٠‬س‪ ٠‬لويس بررسءئده عرودالب!‬
‫إن الذهن لهومن مالعيب الشيطان النفسية المقصلة إن هذا الشعور‬
‫الداخلى بالدونية يقيد أذهان كثيرة ويشل حركتها وقدرتها على التفكير‬
‫السليم‪ .‬واالستئتاج الخاطئ الذى يصل إليه البعض كتتيجة للرفض‬
‫المتواصل هوأنهم بالفعل أقل‪ .‬وبمجرد أن يستنتجوا األسوأ فإنهم‬
‫ال يفشلون عادة فى اختالق أسباب تالئم اعتقاد هم هذا‪ .‬كأن يقولوا‬
‫‪ #‬ألنى بدينة جدا‪ ،‬أوه ألنى نحيف جدا)) أو (‪ ١‬ألنى قصير جدآ‪ ،‬أو ( ألنى‬
‫طويلة جدا‪ ،‬أو ه ألن أنفى كبير جدا أو ا< ألنى غبية جدا وهكذا‬
‫فاألسباب يمكن أن تكون كثيرة جدا‪.‬‬

‫لقد انتابنى شعور عميق بالدونية كنتيجة لتلك الخبرة المهينة التى‬
‫مررت بها فى المدرسة والتى ذكرتها فى الفصل األول وألن المدرسة‬
‫فضحتنى أمام الفصل كله بأنى واحد من القلة الذين ال يستطيعون قراءة‬
‫الساعة فإنى قد استنتجت أنى أقل من باقى التالميذ ولكى أقلل من‬
‫فرص تعرضى للمهانة‪ ،‬بدأت فى االنسحاب من معظم أنواع المشاركة‬
‫فى الفصل‪ .‬ومرت سنوات كثيرة قبل أن أكتشف لماذا فضلت هذه‬
‫السلبية ولماذا كنت أشعر بالتهديد الشديد كلما كانت المشاركة فى القصل‬
‫المغرمنها‪.‬‬
‫إننا كثيرًا ما نسمح ألنفسنا أن نقتنع بالدونية ألى سبب وهكذا‬
‫نكون فريسة سهلة لتخويف وتهديد العدو‪ .‬إن الدونية وعدم اإليمان هما‬
‫أعضاء فى فريق واحد هدفه تدمير ثقتنا‪ .‬فهما معا يقضيان على‬
‫االنتصارات التى كان من الممكن أن نحصل عليها باإليمان‪.‬‬

‫‪٨٧‬‬
‫(عمًا ق نغسى‬

‫سماال‪1٠‬ني‬
‫إن عدم األمان هوالسمة المميزة لمجتمع اليوم وهو ناتج عن‬
‫عوامل عديدة منها ذلك االنتشار الوبائى لتفكك العائالت‪ ،‬والعائالت‬
‫غير السوية ‪ .‬وعدم األمان هو نتيجة مباشرة لنقص المحبة ورسائل‬
‫الرفض التى نستقبلها فى الطفولة وعلى العكس فإن اإلحساس باألمان‬
‫يتعلق مباشرة بالمحبة‪ .‬وقد أظهرت األبحاث أن األطفال الذين تشأوا فى‬
‫بيائت تفتقر للمحبة عادة ما يشعرون بإحساس دفين بعدم األمان ومن‬
‫بين األمثلة على ذلك‪ ،‬الحمل غير المرغوب فيه‪ ،‬أو جنس الطفل غير‬
‫المرغوب فيه أوالوالدان المنشغالن أكثر من الالزم بحياتهم أوالوالدان‬
‫السلطوان المتشددان المفتقران للدفء غير القادرين على إعطاء الحب‬
‫والتشجيع‪ .‬وهذه فقط أمثلة قليلة مما قد يؤدى لعدم األمان فى حياة‬
‫اإلنسان‪.‬‬

‫أسل‬
‫((انت فاشل‪(( ،‬ال فائدة منك‪(( ،‬انت غير نافع؛)‬
‫إن هذه الرسائل المتكررة تذكرنى بالطريقة التى كان والد أحد‬
‫أصدقاء طفولتى يتكلم بها معه‪ .‬ومن أهم الصراعات التى يعانى منها‬
‫األشخاص الذين يختبرون الرفض هوإيمانهم وإحساسهم العميق بعدم‬
‫استحقاقهم وبعدم كفايتهم كأنما هناك صوت داخلى يقول باستمرار‪(( :‬أنا‬
‫سيئ‪ .‬سوف ال أصل لشى ء‪ .‬وكل ما أفعله خطأ‪. ،‬‬

‫وكثير من الناس كانوا أسرى لقهر الخوف من الفشل وعندما‬


‫يفشلون بالفعل يبدو وكأنهم غيوقادرين على الوقوف على أرجلهم مرة‬

‫‪٨٨‬‬
‫‪/‬سريت ‪/‬ردئءبة ‪ -‬درريضره‬

‫أخرى وال يتعلمون من الخبرات السيئة بل إنهم ينهارون إذ أنهم‬


‫امبرمجون‪ ،‬مسبقًاأن يصدقوا الكلمات التى قيلت لهم وهم أطفأل ‪.‬‬

‫إن للكلمة قوة هائلة أن تبتيتا أو تهدمنا ولكوننا قد فشلنا فى شى ء ما‬


‫ونحن أطفال قد يؤدى ذلك ألن يطلق عليتا افاشلينا) وهذه الوصمة قد‬
‫سو معنا وتثبت بمروراأليام تلك البرمجة السلبية فنفشل فعألوكلما‬
‫فشلنا ازداد اقتتاعنا بفشلنا‪ .‬ثم نبدأ فى وضع أنفسنا بعيدأعن نعمة‬
‫الله‪.‬‬

‫أالنب‬
‫هل يعد الشعور بالذنب ضعفًارهيبا أم هوميزة قيمة؟ هل عليتا أن‬
‫نئبناه أم نرفضه ونرذله؟ والتوضيح التالى قد يعطيتا رؤية لإلجابة عن‬
‫هذا السؤال‪.‬‬
‫تخيل أنك تستقل سيارة بين الحقول الجميلة وش الخلفية جبال‬
‫جميلة شامخة يغطى الجليد قممها وفجأة وبيتما أنت تستمتع بهذا الجمال‬
‫يلفت انتباهك ضوء أحمرصغير يومض فى ((تابلوها) السيارة ولكتك‬
‫تستمر فى القيادة متجاهألهذا الضوء متمنيًاأن يتوقف وبعد قطع‬
‫بضعة أميال يستمرالضوء فى الوميض ويتزايد شعورك بالضيق‪ .‬وش‬
‫النهاية ال تحتمله ومن فرط اإلحباط نتناول مطرقة من درج اآلالت‬
‫وتحطم ذلك الضوء األحمروتواصل القيادة مستمتعًابتلك الطبيعة‬
‫الخألبة الممتدة أمامك‪ .‬ولكن فجأة يتوقف محرك السيارة شامًا‪.‬‬

‫إن الضوء األحمريمثل مقياس الشعور بالذنب وهو جهازإنذار‬


‫داخلى مصمم بحيث يحمينا من المعاناة والموت وهويمكن أن يومض‬

‫‪٨٩‬‬
‫!عاق نغسى‬

‫فى أى وقت من الليل أوالنهار وغالبًا ما يكون ذلك ليال حيث تقل‬
‫الضوضاء والتشويش وتضعف الدفاعات يسبب اإلرهاق وعندئذ يكون‬
‫لتا الخيار إما أن نخرس هذا الصوت بأن نكبته أو نحاول صرف انتباهنا‬
‫لشى ء آخر أو تفرغ إحساسنا بالضيق فى شخص آخر أو نستجيب‬
‫للرسالة التى يقولها فنتوقف و نركن السيارة)) لنفحص حياتنا وأشاط‬
‫سلوكائ ‪.‬‬
‫لقد حاولت نظريات علم النقس الفرويدى أن تكبت الشعور بالذنب‬
‫بأن تخفض من حساسية هذا المقياس الداخلى فقد اعتقد فرويد أن األنا‬
‫العليا والرسائل التى توجهها لألنا أواألنا السفلى هى فى األغلب‬
‫مثاليات والدية قاهرة ال يستطيع أحد أن يقى بمتطلباتها ويرتفع إلى‬
‫مستواها وهذه الفكرة قد لوثت كثير من المفاهيم العامة مؤدية إلى‬
‫مجتمع ملى ء باألشخاص الذين إما يصارعون االكتائب أو التمرد على‬
‫الشعور المكبوت بالذنب‪ .‬ولكن إذا ما استقبلت رسالة الشعور بالذنب بدقة‬
‫وتم استيعابها والعمل بمقتضاها يمكن أن تعود الحياة إلى اتزانها ويستمتع‬
‫بها اإلنسان‪ .‬وهذه هى القيمة العظيمة للشعور بالذنب عندما يكون‬
‫حقيقيًاويتم التجاوب معه وفهمه بنضوج وعندئذ يصبح الشعور بالذنب‬
‫عالمة إرثدادية هامة فى طريق الحياة‪.‬‬

‫ادروه‬
‫أما الفئة األخيرة من وحدات نموالشخصية فهى تتعلق بذلك الجزء‬
‫من اإلنسان الخاص بالعالم الروحى غير المنظور‪ .‬ومن الحركات‬
‫الجديدة التى جلبت إلى المقدمة مفهوم أن اإلنسان هو كائن روحى‪،‬‬
‫حركة العصر الجديد بما تتكلم عنه من الوعى الجديد والفكر الجديد‪.‬‬

‫‪٩٠‬‬
‫الجدران ‪/‬ئدئءبة ‪ -‬الرفض‬

‫والطب فى مفهومه الكلى يبحث عن موارد روحية للقرة والشغاء‬


‫وتستخدم الدكتورة اليزابيث لوبكر‪ -‬روس المشهورة عالميا بأنها مرجع‬
‫موثوق به فى مجال الموت واالحتضار‪ ،‬ما يعرف بالوسطاء لكى تزيد‬
‫من معلوماتها فى هذا المجال وإن كان هذا األسلوب كثيرأما يكون‬
‫مهتأل إأل أنه يعكس جوعًا روحيآ حقيقيآ‪.‬‬

‫وأخيرأوصلت روح اإلنسان إلى بؤرة جديدة من االهتمام بعد‬


‫حقب طويلة من الجدل والشك العقالنى‪ .‬والكناب المقدس الذى هوأقدم‬
‫وثيقة وأكثرها مصداقية بشأن روح اإلنسان يقررالتالى‪:‬‬

‫‪#‬إن روح اإلنسان (ذلك الجزء من شخصية اإلنسان النابع مباشرة‬


‫من الله) هوالسراج اإللهى الذى يفحص كل ما هوداخل اإلنسان‪،‬‬
‫(أم‪.)٢٧:٢٠‬‬

‫ويعد تثبيه السراج مالئمًاومفيدا فى هذا السياق‪ .‬فعندما يلتصق‬


‫اإلنسان بزيج الرفض والتمرد بدألمن الزيج اإللهى يبدأفى أن يعيش‬
‫فى وضعه المائل المتأرجح وتتأثر بذلك روحه‪.‬‬
‫عندما عملت أنا وزوجتى كحلبيبين مرسلين فى غرب أفريقيا‬
‫اكئشفتا حالة لم تستطع أدويتنا أن تعالجها‪ ٠‬وهى أن كثير من الشباب‬
‫فى أوج الحياة يرقدون ويموتون دون سبب يمكن شييزه وبناء على‬
‫طلبنا قام المترجم الذى يساعدنا ببحث الكثير من خلفيات هؤالء الشباب‬
‫وجد أنه فى كل حالة من هذه الحاالت قام أحد األطباء السحرة بوضع‬
‫لعنة على هؤالء الشباب ليموتوا دون سبب مفهوم‪.‬‬
‫وما حدث فى هذا الوقت بالتسبة ألرواحهم يمكن أن يوصف فى‬
‫اطار السراج والشعلة الداخلية‪ .‬وكلما قبل أحد هؤالء الشباب وصدق‬

‫‪٩١‬‬
‫(عمه ق نغسى‬

‫مصيره خبا لهب الشمعة تدريجيا وسرى الموت فى كيانه وفى النهاية‬
‫مات بالفعل وانطفأت الشمعة وهذا التشبيه يشير إلى ثالث وحدات‬
‫متعاقبة من جدار الرفض‬
‫ختبو‪...‬‬

‫متوت تدرجييًا ‪...‬‬

‫تنض !‬

‫وقد الحظت عملية مماثلة فى مرضى المستشفيات‪ .‬فبعضهم‬


‫يرفض أن يموت ييتما يمرآخرون فى تلك السلسلة المذكورة سابقا دون‬
‫أدنى صراع‪ .‬ورأيت مرارا وتكرارا أن الشخص إذا ما قبل الرفض أكثر‬
‫من مرة فإنه يقتتع بأنه مرفوض وسرعان ما تؤكد المشاعر هذه األفكار‬
‫حتى تصبح فى النهاية مرتبهلة بالروح وهكذا يخبوالرجاء‪ ...‬ويبدأ‬

‫االء حب ظ ولشرح هذه الطودة دعنى أقص عليك قمة‪ .‬فى يوم من‬
‫األيام وضع العدو (إبليس) الفتة فى إحدى المحالت ليبيع بعض أدواته‪،‬‬
‫وكان أعلى سعر ملصق على أداة غريبة الشكل‪ ،‬وعندما سبل ماذا‬
‫تكون؟ أجاب الشيطان إنها ‪#‬اإلحباط‪ ،‬وهى أقوى أدواتى‪ .‬فإنى‬
‫أستخدمها مع اإلنسان كثيرا حتى آتى به إلى ‪...‬‬

‫ائ ‪،/‬ن واستطرد الشيطان وهويضحك فى حبور بينما يكشف شيائً‬


‫فشيئآعن مؤامراته‪ (١.‬وبمجرد أن يقع اإلنسان فى اليأس يصبح ضعيفآ‬

‫‪٩٢‬‬
‫الجدران‪/‬لدالعبة ‪// -‬رفض‬

‫جدًاأمامى! بل يصيح سجينًا وعبدا لى‪ .‬كم أحب أن أقود المسيحيين‬


‫(لى اليأس بشأن خدمتهم وعائالتهم وأمورهم المادية بل وكل حياتهم‬
‫وبدفعة صغيرة قى الوقت المناسب تنهار معارضتهم لمملكتى إلى‬
‫األبد))‪.‬‬

‫وفى كتابه الخالد ‪#‬سياحة المسيحى)) يصف يوحنا بنيان وصفا‬


‫د) مصيبة المسيحى وصاحب الرجاء عندما يسقطان فى بالوعة اليأس‬
‫العمالقة عندئذ يصبح السائحان أسرى لهذا العمالق فى جب مظلم‬
‫كريه الرائحة وبعد أن يضربهم ضربا مؤلمًاينصحهم بأن يقتلوا أنفسهم‪.‬‬
‫فيقول أحدهم يائسًا‪# :‬لماذا نختار الحياة ونحن نرى كيف أنها مليئة‬
‫بالمرارة ؟))‬

‫|بب |بس‬
‫فى وقت متأخر من إحدى الليالى كنت أتثائب وأنا فى طريقى‬
‫لسريرى عندما رن جرس الهاتف‪ .‬وجاء الصوت على الطرف اآلخر‬
‫فزعًا‪# :‬بروس تعال سريعا ‪#‬ديون)) فى السجن‪ . ،‬عندما سمعت ذلك‬
‫استيقظت كل حواسى فجأة وأنا فى حالة من الدهشة وعدم التصديق‪.‬‬
‫فديون لم يكن فقط عضوا فى الكنيسة المحلية بل كان صديقا عزيزا لى‬
‫أيضًا‪ .‬وبسرعة وفزع ارتديت ما صادفنى من مالبس وتأهبت لإلسراع‬
‫إلى قسم البوليس‪ .‬كل هذا وعقلى يحاول جاهدأأن يفهم الموقف ولم‬
‫أستطع إال أن أعتقد أن هناك خطًا ما‪.‬‬
‫وبعد ما قابلت بعض قادة الكنيسة فى قسم البوليس أبلغونى‬
‫بمالبسات القبض على ‪#‬ديون‪ .،‬على مدار السنوات الماضية كانت‬

‫‪٩٣‬‬
‫‪،‬عاق نغسى‬

‫رجة (اديون‪ ،‬قد افضت لى بوجود بعض ميول الجنسية المدبية عند‬
‫هديون)) ‪ .‬وما حدث مؤخرآهو أن شرطيان قد ضبطا اديون)) فى مكان‬
‫عام ووجهوا له تهمة محاولة ارتكاب جنحة (فقى المكان الذى حدث‬
‫فيه ذبك كانت ممارسة الجنسية المثلية تعد جنحة) واستطعتا اإلفراج‬
‫عن هديون‪ ،‬فى تلك الليلة وعندما خرج إلينا وهومنهار من األسى‬
‫والضعف ورأسه مدالة وبدا لنا رجال محطمًاشاما‪ ٠‬واليأس والقنوط‬
‫باديان بكل وضوح على وجهه‪.‬‬
‫وفى األسبوع التالى بدأ اثنان متا يلتقيان ب‪، ٠‬ديون‪ ،‬بصفة منتظمة‬
‫ويسبب إدانته لنفسه واإلذالل الذى حدث له يسبب القبض عليه متلبسا‬
‫يهذا الفعل الغاهشح انزلق‪،‬ديون‪ ،‬إلى بالوعة اليأس واالكتائب وزاد‬
‫األمر سوءا أن نشرت صحيفة محلية قصة مبالغ فيها تصف الواقعة‪.‬‬
‫كل هذا أدى به ألن يفرق لقاع اليأس ويصبح كل ما يفكر فيه هو‬
‫االنتحار‪.‬‬
‫وتوالت األيام ونحن (صديقى وأنا) نذهب لمنزل ((ديون‪ ،‬لنجلس‬
‫ونصئى معه‪ .‬فى البداية شعرنا أننا كأصدقاء أيوب الذين لم يعرفوا ما‬
‫يقولونه أوكيف يبدأون فظلوا صامتين لسبعة أيام وهم حزانى تعاطفا‬
‫وتضامنا مع أيوب‪.‬‬
‫ولكننا على عكس أصدقاء أيوب‪ ،‬عندما فتحنا أفواهنا لنتكلم كانت‬
‫لدينا قضية واضحة نتكلم عنها وهى الخطية والتوبة‪ .‬لقد أصبحت‬
‫خطية ((ديون‪ ،‬على رؤوس األشهاد‪ .‬ولكن معركتنا الكبرى كانت مع‬
‫ذلك اإلحساس السيق بالخوف وتأنيب الضمير الذى ال يتوقف لقد كان‬
‫مقتنعا أنه ارتكب الخطية التى ال تقتفر وأنها فقط مسألة مرور وقت قبل‬
‫أن يفتح الجحيم أبوابه ليستقبله لعذاب أبدى‪.‬‬

‫‪٩٤‬‬
‫‪/‬لجدرن !لدالعية ‪ -‬االفحفر‪،‬‬

‫وحيث اننا لم نستطع ان نقنعه بالكالم ان يتخلى عن موقفه‬


‫الراغب فى االنتحار لجأنا بقوة للصالة المكثفة معه وفى أحد األيام فى‬
‫الصباح بينما نداوم على صراعنا فى الصالة جاءنا بعض التشجبع‪.‬‬
‫فبعدما صلينا مع ((ديون‪ ،‬لمدة ساعة الحظنا أنه بدأ يبكى بطريقة‬
‫مختلفة فلم ثكن هذه دموع الشفقة على النفس كما كانت من قبل ولكنها‬
‫دموع الراحة وفجأة بدا لنا أنه يرى نفسه ألول مرة فى ضوء جديد‬
‫وأخيرا بكى قائال‪:‬‬
‫‪,‬يا أبا اآلب (يا بابا)‪ ،‬وبعد هذا الوقت بدأ الله فى رحمته‬
‫ونعمته يلتقي به ويعيد إضرام فتيلة روحه المدخنة فكانت هذه‬
‫بداية عودة ديون‪ *،‬من حياة الشهوة والشذوذ إلى حياة المحبة‬
‫والحق‪ .‬وبعد هذا اليوم‪ ،‬كان علينا أن نساعده أن يجتاز آالم عميقة‬
‫خالل الشهور التالية ولكن التصر األكبر كان قد تحقق بالفعل وكلما‬
‫كان إدمانه للشهوة يخفت ويتوارى كانت عالقة حبه لله تنمو‬
‫وتتقوى كل يوم فقد بدأ يستمتع بقضاء الوقت فى الصالة والتأمل فى‬
‫كلمة الله‪.‬‬
‫ثم أعطاه الله إعالنا‪ .‬فقبل ذلك الوقت كان يخدم الله بدافع من‬
‫الواجب كما يخدم العبد سيده بدال من أن يخدمه بدافع الحب والتكريس‬
‫كما يحدث بين االبن وأبيه‪ .‬لقد كانت عالقته بالله من قبل عالقة‬
‫باردة مبنية على معتقدات فكرية والهوتية فقط‪ .‬فقد كان مثقفا الهوتيا‬
‫وماهرا فى تعليم ما كان يعرفه ولكن لم تكن لديه أى عاطفة حب دافئة‬
‫نحو الله‪ .‬وخالل الشهور التى تلت بدأنا ترى استعادة هذا الرجل لحيوية‬
‫عالقته بالله إذ اكتشف اختياريا أبا اآلب ‪.‬‬

‫‪٩٥‬‬
‫اعطق نغسى‬

‫خائهة‬
‫إن اتباع زيج إنسانى من الرفض لهو إعاقة جسمية للحياة‪ ،‬وإذا‬
‫سمح اإلنسان لنفسه بهذا فهو قد يققد حتى حياته نفسها‪ .‬والشخص‬
‫األكثر عنفآ قد يقاوم القبول السلبى للرفض ويتبنى رد فعل آخر بأن‬
‫يتبنى زيجًاإنسانيا آخرمن التمرد‪ .‬فالمقاومة الشديدة لزيج الرفض قد‬
‫تفتح الباب لقبول التمرد فيتأرجح البندول من أقصى اليمين ألقصى‬
‫اليسار متجاور الخط العمودى المستقيم الذى يمثله الزيج اإللهى‪ .‬وفى‬
‫الفصل التالى سوف ننظر عن قرب إلى هذه المشكلة‪.‬‬

‫اسة قوق‬
‫راجع الوحدات البنائية (الطوب) الذى وضعت أمامه عالمة معتبرا أنه‬
‫يشير لما تعانى منه‪.‬‬
‫تأمل متذكرا الظروف والمالبسات التى أدت إلى إضافة هذا الطوب إلى‬
‫جدرانك‪.‬‬
‫هل ال يزال تأثيرها فاعال فى حياتك فى بعض األحيان؟‬

‫ماذا يمكنك أن تفعل لتزيل هذه التشوهات؟‬

‫‪٩٦‬‬
‫اسقسادس‬

‫|سر|ني|الئس‬
‫(التمرد)‬

‫يعتبر‪ ،‬عيدى أمين‪ ،‬حاكم أوغندا السابق مثاألكالسيكيا‬


‫معاصرأ للشخصية المتمردة فى أكثر صورها تطرفًا ولكونه ينتمى‬
‫لنوبيين وهى جماعة عرقية تعبش على الترحال من مكان لمكان فقد‬
‫شب (اعيدى أمين‪ ،‬وهو يتنقل من مكاز آلخر مع أمه دون أن يعرف‬
‫له أبآ‪ .‬وفى أوغندا كان النوبيون هؤالء يعدون أدنى طبقات المجتمع‬
‫لذا فقد كانت الرسالة التى يستقبلها ((عيدى أمين‪ ،‬منذ طفولته هى‬
‫الرفض واالحتقار‪.‬‬
‫وعندما التحق هذا الشاب بالجش وارتقى فى سلم الرتب العسكرية‬
‫نفض عن نفسه بقوة رسالة الرفض التى كان يتلقاها طوال حياته وبدأ‬
‫فى أن يتبع زيجا من التمرد فأصابته عقدة التفوق إذ كان يغالى فى‬
‫تعويض النقثن الذى عاناه من نشأته الفقيرة وتعليمه المتواضع لذا فقد‬
‫أصبح جنديا متشددا جدا يكافح بال هوادة ويستخدم أى وسيلة للوصول‬
‫(لى طموحاته وأطماعه السياسية فقد كان (اعيدى أمين‪ ،‬مسوئأل عن‬
‫تعذيب وقتل ما يزيد على مائة ألف شخص من شعبه مئن سنة ‪١٩٧١‬‬
‫متشبها فى ذلك ببطله ومثله األعلى‪،‬أدولف هتلر)) ‪.‬‬

‫لقد كان عنف‪،‬عيدى أمين‪ ،‬ظاهرآبشكل خاص فى الطريقة‬


‫المادية التى كان يعذب بها أعداءه قبل أن يلقى بهم إلى التماسيح‬

‫‪٩٧‬‬
‫إعمًاق نغسى‬

‫العنف‬
‫الكربياء‬
‫التفلسف‬
‫الذشوة‪/‬اإلحباط‬

‫التعاىل‬
‫التنافس‬
‫السيطرة‬
‫اجلمود‬
‫النأد‬
‫عدم القابلية للتعلم‬

‫الضالالت‬
‫الكراهية‬
‫االنتقاد‬
‫السيطرة‬
‫حب اصك‬
‫في‬
‫القتل‬

‫(شكل‪)١٢‬‬

‫‪٩٨‬‬
‫ررجد‪٠‬ررل‪/‬لدالعبة ‪// -‬تمري‬

‫الجائعة‪ .‬كما ان قبضته القوية وتسلطه الشديد كانا واضحين فى‬


‫تصميمه على الئجإح بالقوة الغاشمة والمكر والحيلة والخداع ‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك لم يعرف غرور (اعيدى أمين‪ ،‬واعتداده بنفسه‬
‫أى حد وفى مرات كثيرة كتب رسائل لملكة إنجلترا يعرض عليها أن‬
‫يساعدها بحل المشاكل االقتصادية والسياسية التى تعانى منها المملكة‬
‫المتحدة بل لقد دعا نفسه ليكون مستشارا للملكة وناصحألها! لقد كان‬
‫(اعيدى أمين‪ ،‬يقف دائمأه موقف المدافع عن سلطته وسطونه حتى أنه لم‬
‫يكن يستطع احتمال أى إنسان يشك فى قدرته ‪ .‬لذا فقد كان يحكم‬
‫(ابالغرمانات‪ ،‬ولم تكن عقوبة من يعارضه أقل من الموت فكانت هذه‬
‫هى الطريقة الوحيدة التى يعرفها لكى يخرس كل من يتشكك فى قوته‬
‫وسلطانه ولقد قال (اعيدى أمين‪ ،‬ذات مرة‪,( :‬إننى أعتبر نغسى أقوى‬
‫شخصية فى العالم‪ ،‬فاضحا ضالالت العظمة التى كان عقله ممتلائ بها‬
‫وكذا روح التسلط والتحكم والعناد والعجرفة‪.‬‬

‫سوف ندرس اآلن جدار التمرد طوبة طوبة كما فعلنا فى الدراسة‬
‫السابقة لجدار الرفض‪ ،‬ضع عالمة أمام الوحدات التى ترى أنها‬
‫موجودة فى حياتك وسوف نبدأ بالوحدات الخاصة بالمشاعر‪.‬‬

‫عتدما كنت اقدم مشورة لرجل فى منتصف العمر فى اليابان طغا‬


‫على السطح موضوع عالقته بأبيه‪ .‬وفجأة هب قافزا من مقعده‬

‫‪٩٩‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫وصرخ بصوت كاد يخرق طبلة اذنى وهوى بقبضته على المنضدة‬
‫حتى كاد يكسرها إلى تصغين كما يفعل العبوالكاراتيه‪ .‬فمجرد الكالم‬
‫عن أبيه سبب له ألمآعميقآظهر فى صورة هذا العنف الشديد ولم يؤد‬
‫الغضب فقط إلى طمس ألمه الداخلى بل عرقل أيضا نمو شخصية هذا‬
‫م‪,‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫الرجلى‪.‬‬
‫ويمكن التعبير عن الغضب بصورة بناءة‪ ،‬ولكن هذا العنف غير‬
‫المكبوح قد يكون‪.‬خطيرا جدا‪ .‬وعادة ما ينشأ الغضب عن األلم‪ ،‬وإذا‬
‫كان األلم مستمرأفإن الغضب أيضا يكون مستمرأ‪.‬‬

‫والشخص الذى يعانى من مشكلة مزمنة من اضطراب المزاج‬


‫عادة ما يكون فريسة لصراع داخلى غير محسوم أو جرح غائر عميق‪.‬‬
‫وعندما ال يجد الغضب متنفسا مقبوآلفإنه يتسرب إلى األعماق‬
‫وتتكون حلقة مفرغة من الكبت المبالغ فيه واالنفجار وفقدان‬
‫السيطرة‪ .‬ومع هؤالء األشخاص قد تتراكم مشاعر كثيرة فيصبح‬
‫االكتائب العميق أو الغضب المتفجر أحد طريقتين وحيدتين للتعبير عن‬
‫هذا األلم الشديد‪ .‬وعندما يتم كبت المشاعر المؤلمة بطريقة مستمرة‬
‫ومزمنة فإنها قد تظهر على السطح فى صورة مرض نغسى أو‬
‫‪.1*8‬‬ ‫اضطراب نفسجسمى ء د‪1108‬ء‬

‫ألكبري‪،‬‬
‫إن هذا التشوه يمكن تعريفه فى أفضل صورة بأن يكون المرء‬
‫متعاليًاعزوفًاعن اآلخرين‪ ،‬عاكسًانوعا من الزهوالشخصى‬
‫واالنحصار فى الذات‪ .‬والشخص المتكبر عادة ما يعانى الوحدة رغم أنه‬
‫ًالجدئن إلدالعية — ‪,‬لتمرد‬

‫بخسرإمكانية تكوين صداقات بسبب سلوكه المتعجرف وتعليقاته المقللة‬


‫من قيمة اآلخرين‪ .‬وعادة ما يشعر المتعاملون معه بأنهم ال ينالون‬
‫حقهم من التقدير وأنهم صفار وذلك من خالل اعتداده الشديد بنفسه‪.‬‬
‫و يقعاظم شعور هذا الشخص بقيمته وحقه على حساب اآلخرين مما‬
‫يؤدى إلى خسارته لرفقة هؤالء األشخاص وصداقتهم‪.‬‬

‫يمكن آن تسمى هذه الطوبة آيضا |االتفلسف الكاذب‪ ،‬وهو ما يحاول‬


‫األشخاص المتكبرون الوصول إليه دائمًا‪ .‬واألصل الالتينى للكلمة‬
‫االنجليزية المترجمة تغلعف يعنى الجدل الكاذب الذى يهدف أصال‬
‫للخداع لذا فإن التفلسف يهدف أساسًا إلى التضليل وتجريد الشخص‬
‫أو األمر من بساطته األصيلة‪ .‬كما أنه يعنى أيضا الغش والتزييف‬
‫واالصطناع‪.‬‬
‫وكثيرون ممن اقدم لهم المشورة ويبدون انهم متحذلقون سرعان ما‬
‫أكتشف زيفهم‪ .‬من الخارج يظهرون متماسكين وسلسين ومسيطرين‬
‫على أمورهم شامًا ويشيعون جوا من االستقاللية والثقة بالنفس ولكن‬
‫تحت هذا السطح الالمع المصقول اكتشف انهم يعانون من عدم االمان‬
‫والدونية والمخاوف من أمرآخر‪.‬‬

‫إن الكبرياء وهذا النوع من الفلسفة الكاذبة عادة ما يؤدى لنشوء‬


‫حواجز شنع من إقامة العالقات الدافئة المدبة‪.‬‬
‫إن االنطباعات األولى عن األفراد كثيرا ما تعطينا إحساسا داخليًا‬
‫(ما إيجابيا أو سلبيا بشأنهم‪ .‬من أين تأتى هذه األحاسيس الداخلية ؟ وهل‬

‫‪١٠١‬‬
‫اعمانى نغسى‬

‫يمكن االعتماد عليها؟ دعنى اشرح كيف تعمل هذه االحاسيس من‬
‫وجهة تظرى‪.‬‬
‫عادة عندما نقابل شخصًا ألول مرة فإننا ‪ -‬فى رأيى ‪ -‬نعود‬
‫بسرعة اشق إلى األرشيف الموجود فى المخ لتبحث فى الماضى عن‬
‫شخص مماثل لهذا الذى نقابله ‪ ٠‬ويعتمد إحساسنا الداخلى بالشخص‬
‫الجديد على ما قد اختبرناه مع شبيهه القديم وهل كانت تجربتنا معه‬
‫تتميز بالدفء والصداقة أم كانت باردة ومؤلمة‪ .‬وإذا كانت الذكريات‬
‫سلبية فإننا عادة ما نميل إلى تجاهل وتحاشى هذا الشخص وهكذا تفشل‬
‫هذه العالقة أما إذا كانت الذكريات إيجابية فإننا نتحرك بسهولة نحو‬
‫توطيد هذه العالقة الجديدة‪ .‬ولكن الذى نفشل فيه عادة هوأن أصعب‬
‫عالقة يمكن عملها هى أكثر عالقة نريد أن نتحاشاها‪ .‬ولكننا إذا أرغمنا‬
‫أنفسنا أن نستكشفها فإننا نجد أن هذه العالقة تحمل فى داخلها فرصًا‬
‫عظيمة للشفاء والنمو‪.‬‬

‫وعندما يفشل الكومبيوتر الداخلى لعقولنا فهو عادة م‪١‬ا يفشل فى‬
‫التمييز بين األشخاص الذين ئطلون من الماضى واألشخاص الموجودين‬
‫قى الحاضر‪ .‬ولألسف فإننا عادة ما ناخن برأى هذا الكومبيوتر كما‬
‫لوكان هو كل الحق‪ .‬ولكن هذا الميال يوضح لتا كيف أنه يمكن أن‬
‫يخطئ‪ .‬لذا فعلينا باستمرار أن نطور ونعيد تقسير وتحديث البرامج‬
‫القديمة لئال تعيس أسرى الماضى‪.‬‬

‫فى ستة ‪ ١٩٧٣‬قال (‪,‬حوشوا لوجان‪ ),‬المخرج والمنتج الموهوب‬

‫‪١٠٢‬‬
‫الجدران ‪/‬ئد‪٠‬ئءية ‪ -‬اسرد‬

‫فى المسرح االمريكى هذه الكلمات‪( :‬؛إن االكتائب لهوامرمفزع‬


‫أما االنشراح ‪ -‬الذى هوتوأمه غير المتماثل ‪ -‬فهوأكثرصعوبة‪.‬‬
‫فبالرغم من أنه يبدوجذابا للوهلة األولى إال أنه عندما يتزايد يعرض‬
‫اإلنسان لنطرأكبر من خطرالسقوط فى أعماق االكتائب‪.،‬‬
‫لقد قال لوجان هذه الكلمات قبل أن تقول الجمعية األمريكية للطب‬
‫التقسى كلمتها فى المؤشر الخاص باالكتائب وتعرض تاريخ هذا‬
‫الشخص الذى عانى لثالثين سنة من نوبات االكتائب والهوس‬
‫المتبادلة‪.‬‬
‫‪٠‬ئطت ىف ترأئ ارص رى‪ .‬عمالى خرعًا ىن من نغس األمل وهو صال ح‬
‫جاهني الثًا عر و‪/‬لرسًام‪ .‬فقد كًا ن طًاقة متفجرة من اإلبداع ى كًا ن بنردد بني‬
‫االكتائب‪،‬لعموق ئلذمره )لغًا مرة وذلك يظهر ىف ًا شعًا ره وياألخص الربًا عبًا ت‪ .‬فغى‬
‫إحدى الرباعيات يقول‪:‬‬

‫دخل ‪,‬لربيع يضحك لقًاتى حزين‬


‫نده ‪،‬لربيع على‪،‬مسى مل فلت مني‬
‫حط‪،‬لرييعًازهًاره جلىب رى ح‬
‫وش تعمل ‪،‬ألزهًارمميتنب ‪...‬عجىب‬

‫وىل رباعية اخرى بعول;‬

‫كريًاخ سعًادة وغلىببيه)جنلد‬


‫رمح كأنه حصًا ئ ئ ف‪ ،‬البلد‬
‫ورجعلىًاخر‪،‬لليلوفًاللى‬
‫ليه شوف تقول‪،‬إلك سعيد بًا ولد‪ ...‬عجىب‬
‫ونكذ‪ ،‬ظل يعًاذى‪،‬الختائًق بنب برًاثن االكتائب وسيًاط النشوة املرمة حىت‬
‫(المترجم)‪.‬‬ ‫دحل عنالدنيا‪،‬‬

‫‪١٠٣‬‬
‫اعم)نى نغسى‬

‫وعندما يصادف اإلنسان صراعات اوضغوطا فإن مزاجه بالطبع‬


‫يتغير بين االرتفاع واالنخفاض‪ .‬فاألزمات فى مسار الحياة تشبه‬
‫؛المطب‪ ،‬على الطريق فكما يتحرك زنبرك السيارة ألعلى وألسفل‬
‫ليمتص الصدمة هكذا تتراوح مشاعرنا بين االرتفاع واالنخفاض ‪٠‬‬
‫وهذا طبيعى فكما أن السيارة بعد ذلك تستوى على الطريق ونكمل‬
‫المسير فإنتا عادة أيضا ما نعود لحالتنا الطبيعية ونكمل الحياة ما لم تكن‬
‫الضغوط أكبر من قدرتنا على االحتمال‪ .‬أما إذا وصلت الضغوط لدرجة‬
‫قصوى فإننا إما أن ننكسر فتقع فى حفرة االكتائب أوننفجر فننحللق فى‬
‫سماء الهوس أونظل نتأرجح بين االثنين بطريقة مؤلمة‪ .‬وهذا التردد‬
‫المزاجى قد يكون شديدا لدرجة أنه قد يخرج مشاعرنا عن عقالها فيما‬
‫يسمى بالذهان أو المرض العقلى‪ .‬لهذا كله فإن الراحة وحل الصراع‬
‫الداخلى هى أمور وقائية شديدة األهمية‪.‬‬

‫الذض‬
‫إن الفئة الثانية التى أريد أن أتحدث عنها تتعلق بعملية التفكير‬
‫والتوهات الناتجة عنها‪ .‬استمر فى تحديد الوحدات التى شثل حالتك‬
‫بوضع عالمة ‪٠‬‬

‫أماش‬
‫إن هذا األمر كثيرًاما نراه فى األوساط العلمية واألكاديمية والتى‬
‫فى كثير من األحيان قد أصبحت نظاما‪.‬‬
‫وكثيرًاما ال يتعامل أولئك الذين يحملون مؤهالت عليا مع من هم‬

‫‪٤‬‬
‫رلجد‪٠‬ررت ‪/‬كئءبة ‪ -‬اسرد‬

‫دونهم فى الرتبة إال ألمور محددة وفى إطار ضيق جدآإن كان هناك‬
‫أى اتصال على اإلطالق ولكن عندما يتعامل الناس دائما يهذا األسلوب‬
‫المتعالى فإن هذا غالبا ما يعكس محاوالتهم الدائمة للتعويض عن شعور‬
‫دفين بالدونية فعندما يتقصون من قدرنا فهم يشعرون باالرتفاع‪.‬‬
‫إن هذا الجو من التغرد والتميز الذى يحب أن يشيعه البعض ليس‬
‫سوى محاولة للتغطية والتعويض عن شعور مؤلم ومكبوت بالدونية‬
‫وصفر النغش‪ .‬وهذه المشاعر قد تكون قد تثبتت فى أذهاننا لسنين‬
‫طويلة نتيجة لتصرفات اآلباء واألمهات الذين يسيغون إلى أبنائهم أو‬
‫اضطهاد الزمالء واحتقارهم وهذه الطوبة من التعالى كثيرا ما تعزل‬
‫الشخص وتحرمه من التمتع والحفاظ على عالقات مشبعة فى حياته‪.‬‬

‫|سظض‬
‫كان جراهام يبدوللوهلة األولى فى ريعان العمر وكل شى ء فى‬
‫حياته على ما يرام ولكن عتدما جلس معى فى مكتبى وتأمل السنين‬
‫الثى قضاها والمجهود والطاقة التى بذلها فى األعمال المتعلقة بالكنيسة‬
‫بدأ فى البكاء فلقد بدأ يالحظ وهومجهد وءلىبشًاغا االنهيار التام أنه‬
‫كان يتنافس على حب الناس وربما الله أيضآكل أيام حياته ‪ .‬كيف‬
‫وصل جراهام لذلك الوضع ؟ ما الذى عرضه لهذا األسلوب فى الحياة ؟‬
‫لقد نشأ هذا الشاب‪ ،‬مثله مثل كثيرين غيره ‪ ،‬فى بيئه ال تقبل وال تشجع‬
‫إآل من يكون أداؤه حسنا‪ ٠‬فقد كان حب والديه المشروط دائما ما يتطلب‬
‫الحصول على مستويات خاصة والحفاظ عليها كالدرجات العليا فى‬
‫المدرسة واألداء األمثل فى الرياضة وغيرها من مجاالت الحياة‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك فحتى عندما كان يقوم بأفضل أداء فإنه كان يحصل‬
‫اعط ق نغسى‬

‫على اقل تشجيع اوال تشجيع على اإلهبالق ولكن حظه من النقد واللوم‬
‫كان دائما وفيرأوالتشجيع عندما كان يقدم نادرا فللتأكيد فقط على أنه‬
‫كان يمكنه أن يؤدى أداء أفضل ومرارا وتكرارا قيل له‪ :‬ال* أقبل أن‬
‫يكون لدى ولد يعود للبيت بهذه الدرجات!‪ ٠‬والرسالة المتضمنة فى هذا‬
‫الكالم هو أنه إن لم يؤد أداء أفضل سوف يكون مرفوضًا‪ .‬ولكن هذا‬
‫النوع من الحب المشروط يؤدى إلى إقامة أهداف ال يمكن الوصول إليها‬
‫ومقابيس ال يمكن إرضاؤها فى أذهان األطفال ويسبب مثل هذه التنشئة‬
‫فإن كثيرا من البالغين اليوم يقومون بأداء وظائفهم للحصول على الحب‬
‫والتشجيع وإثباته الذات‪ .‬حتى خدمة اإلنسان لله يمكن أن تكون‬
‫محاوالت مستميتة للفوز بمحبة الله المقدمة مجانًاوليس عليتا سوى أن‬
‫نقبلها‪.‬‬
‫منذ بضعة سنوات مضت‪ ،‬بدأ الله يظهر لى أهمية تشجيعى‬
‫ألوالدى مايكل ويوئيل‪ ،‬فى أوقات لم يكونوا يقطون فيها شيائ سوى أنهم‬
‫يتصرفون بطبيعتهم‪ .‬فعندما كنت أراهم يجلسون على األرض يلعبون‬
‫بالمكعبات‪ ،‬لعبتهم المفضلة عندما كانوا أطقاأل‪ ،‬أوعندما كنت أراهم‬
‫يقرأون كتابًاأومجلة كنت أضع ذراعى حول أكتافهم وأعبولهم عن‬
‫حبى وتقديرى لهم‪ .‬وعلى مدارالسنين واصلت فعل هذا‪.‬‬
‫وأعتقد أنهم كانوا يكبرون وينضجون كانت تصلهم رسالة أن‬
‫والدهم يحبهم لشخصهم وليس لما يغطونه‪.‬‬

‫يتزايد هذه األيام عدد الزوجات الالتى ال يلعبن فقط أدوارا رئيسية‬

‫‪١٠٦‬‬
‫‪/‬لجدرن‪//‬دالعبة ‪// -‬تمرد‬

‫فى حياتهم الزوجية بل يتسلطن على العالقة بكاملها‪ .‬وهذا النمط فى‬
‫الزواج الحالى يثير اهتمام وقلق علماء االجتماع‪.‬‬
‫ما الذى يسبب هذا التحول الكبير فى األسرة ؟ إن هذا التسلط ينشأ‬
‫من اإلحساس بعدم األمان الذى ينشأ بدوره من العجز فى الحب‪.‬‬
‫فاألزواج إما أن يكونوا قد نسوا أو لم يعرفوا أبدا كيف يحبون زوجاتهم‬
‫وعادة ما يشتهونهم غير مغرقين بين الشهوة والحب‪ .‬إن تعبير الشهوة‬
‫والحب قد استخدما كثيرا وكأنهما مترادفين مع أنهما فى الحقيقة أقرب‬
‫إلى أن يكونا متضادين‪ .‬فعالقة الشهوة تترك الزوجة وهى تشعر بأنها‬
‫تستخدم وبالتالى ال تشعر باألمان وبالتالى ينشأ اإلحباط وربما البرود‬
‫الجنس ولتجنب حدوث هذا‪ ،‬قد تحاول الزوجة التأثير على زوجها لكى‬
‫تحصل منه على الحب الذى تفتقر إليه‪ .‬وهذه التحركات التى تهدف‬
‫إلى السيطرة قد تؤدى فى النهاية إلى تدمير العالقة بالكامل وهذا‬
‫بالتحديد ما يحدث فى كثير من األسر هذه األيام‪.‬‬

‫ألجهود‬
‫أن تكون جامدا فهذا يعتى‪ :‬أأل تكون مرنأبل صلبًاغير مستعد‬
‫لتقديم أى تنازالت ‪ .‬وهذا التشوه فى الشخصية كان واضحآ جدأ فى أحد‬
‫الشبان فى الفصل الذى كنت ادرسه‪ .‬فخالل وقت المناقشة بعد إحدى‬
‫محاضراتى وقف هذا الشاب وبدأ فى فصاحة شديدة بوضح وجهة‬
‫نظره ‪ .‬وعلق الحاضرون بعض التعليقات ولكن البعض اآلخر أظهروا‬
‫صراحة عدم موافقتهم علىآدائه‪ .‬وجلست فى هدوء أتابع ما يحدث‪،‬‬
‫وسمحت للمناقشة أن تستمروالحظت كيف أنه كان متشبثا بأدائه‬
‫بجمود شديد مهما قال اآلخرون وفى النهاية رفع صوته وقال جملته‬
‫اعماق نغسى‬

‫األخيرة واندفع خارجأمن الغرفة وألن كل كيانه كان مشبعا بآرائه لم‬
‫يستطع تدمل أن يكون مخطائ وكان قيوله لفكرة أن آراءه مضادة آلراء‬
‫اآلخرين يعنى أن يرى نفسه مخطائًوهذا يقلل من قيمته ومكانته من‬
‫وجهة نظره‪.‬‬
‫ومائ من يضع ثقته فى نظام ما كالبيت أو الوظيفة أو الدراسة‬
‫وتسبب له فكرة التغيير رد فعل مبالغ فيه‪ .‬ولكن هذا التصلب كثيرا ما‬
‫يقف عقبة أمام نمونا‪ .‬ونستطيع أن نرى هذا التشوه فى الزوج الذى‬
‫يعبر عن ضيقه وتصلبه عندما تغير زوجته مكان كرسيه المفضل بعد‬
‫تنظيف حجرة المعيشة‪ .‬ماذا تكون ردود أفعالنا عندما تتغير األمور‬
‫المفصلة فى حياتنا؟ هل نستمد هويتنا مما يحيط بنا من أمور وأنظمة؟‬

‫أساد‬
‫يحكى الكتاب المقدس قصة حمار عنيد (عدد ‪ )٢٣ ، ٢٢: ٢٢‬ولكن‬
‫فى النهاية أثبت صاحب الحمار بلعام أنه أكثر عندأمن حماره فقد سرج‬
‫الرجل حماره فى الصباح الباكر وتأهب لالنطالق فى رحلة طويلة ولم‬
‫يمضى وقت طويل فى المسير حتى توقف الحمار‪ .‬وهنا نغذ صبر الرجل‬
‫وضرب الحمار بعصبية محاوأل أن يعيده مرة أخرى للطريق ولكن على‬
‫العكس اندفع الحمار وارتطم بحائط من الصخور وهشم قدم سيده ثم‬
‫ضرب السيد الحمار مرة أخوى ولم يكن يعلم أن الحمار كان يطيع أمر‬
‫المالك الواقف على الطريق مستأل سيفه‪ .‬لذا فقد حاد الحمار عن‬
‫الطريق ثالث مرات لكى يحمى صاحبه من سيف المالك ولكن هذا‬
‫الصاحب العنيد كان يضربه على ذلك‪.‬‬

‫‪١٠٨‬‬
‫الجدران الدى عدة ‪ -‬التمرد‬

‫وفى النهاية عندما خر الحمار وسقط صاحبه من فوقه هدده‬


‫صاحبه بأنه سوف يقتله عندئذ انفتحت عيتاه ورأى مالك الرب واقفا‬
‫امامه وسيفه اليزال مسلوأل‪.‬‬
‫إن عناد اإلنسان الشديد كما يظهر فى تلك القصة هوأحد‬
‫التحديات الكبيرة والمعارك الغارية التى يخوضها الله ليتمم خالصه فى‬
‫االنسان‪.‬‬
‫ولعتاد عادة ما ينشأ أيضًامن عدم األمان فى موقف جديد‬
‫والنتيجة هى الفشل فى الثقة بالله وطاعته‪ .‬والعناد قد ينشأ أيضا من‬
‫العادة التى تترسخ على مدار زمن طويل وبالذات األنماط السلوكية تباه‬
‫رموز السلطة الذين أساءوا استخدام سلطاتهم ومواقعهم ‪٠‬‬

‫عدم أدبية سم‬


‫إن بعض الناس يجدون صعوبة فى االعتراف بأنهم قد تطموا شيئآ‬
‫تقليال من شأنهم‬
‫*‬ ‫جديدا فهم يعتقدون أنهم إذا اعترفوا بذلك فهذا يعنى‬
‫حيث أن الكثير من كرامتهم الشخصية متعلق بما يعرفون ‪ ٠‬فبدال من أن‬
‫يتكيفوا مع التحديات فى الحياة ويزدادوا حكمة من تعلم أشياء جديدة‬
‫فإنهم يدفعون بأنفسهم إلى أزمة هوية‪.‬‬
‫وفى تاريخ الكنيسة نرى أن الكثير من االنقسامات كانت بسبب‬
‫هذا التصلف وعدم قابلية التعلم والوداعة‪ .‬إن الكتاب المقدس ال يقول‬
‫إننا نقحد عندما نتفق كلتا عقائديا ولكته يقول إن ال شى ء يمكن‬
‫ان يفصلنا عن محبة المسيح فالمحبة وليس العلم هوالذى يسهل‬
‫لغا ان نتعلم من بعضنا البعض ‪ .‬ومن خالل الحب نستطيع أن نشارك‬
‫اعمالى نغسى‬

‫بعضنا البعض بالحق وهكذا ننمولذلك الذى هوالرأس المسيح كلى الطم‬
‫و المعرفة ‪.‬‬

‫ادروه‬
‫إن الفئة األخيرة تتعلق بالروح‪ ،‬ذلك الجزء من اإلنسان الذى به‬
‫يتواصل مع العالم الروحى غير المنظور‪ .‬استمر فى تحديد الوحدات التى‬
‫تجد أنها تختصن بك ‪.‬‬

‫أسدالت‬
‫عندما يصير الخداع مزهنا قد يتحول إلى ضاللة‪ .‬لقد وجدت سيدة‬
‫قى منتصف العمر صعوبة بالغة قى أن تخفر لزوجها الذى كان قد‬
‫خانها مرة واحدة فكانت كلما الحظت عليه إعجابًا بسيدة جميلة أو‬
‫أى نزوة عاطفية تروح تنسج القصص والحكايات فى ذهنها معتقدة‬
‫أن له عالقة مشبوهة وبالرغم من أنها لم تجد أى دليل ثابت على‬
‫أى من أفكارها هذه إال أن زوجها كاد ينهار شاما تحت وطأة هذا‬
‫الشك المستمر‪ .‬وإذا لم نصحح هذه الضالالت فقد تتطور إلى درجة‬
‫ضالالت الشك الذهانية حيث يحتاج المرء عندئذ إلى عالج‬
‫متخصص ‪.‬‬

‫ألمرأرة وألكد هية‬


‫إن الكراهية تتولد فى قلوبنا عندما نفشل فى الفغران عندما‬

‫‪١١٠‬‬
‫ألجدرن ألدالعبة — ألتمرد‬

‫نتعرض لإلهانة او الجرح بكلمة اوتصرف او رد فعل فإننا نواجه‬


‫االختيار إلما أن نفقرأوأن نكره ‪ .‬وإذا غفرنا فإننا عندئذ نكون مستحقين‬
‫غفران الله لخطايانا‪ .‬ولكن إذا سمحنا بالكراهية أن تدخل قلوبنا فإننا‬
‫المرارة لكى تستوطن‬
‫*‬ ‫نضع عقبة أمام غفران الله ونفتح الباب أمام‬
‫داخنا‪.‬‬
‫إن الكتاب المقدس يريدنا أن نكون حذرين لئال يطلع أصل مرارة‬
‫فى أى واحد متا ويتنجس به كثيرون (عب ‪ . ) ١٥: ١٢‬وإذا سمحنا‬
‫للمرارة بالدخول إلى قلوبنا فإنها تكون كالعشب الضار الذى له جذر‬
‫قوى مزروع داخنا وبمجود ما أن نسمح لهذا الجذر أن يزرع فإنه‬
‫سرعان ما ينتشر ليسيطر على القلب بالكامل بل ويلوث الذهن والروح‬
‫والجسد جميعأ‪.‬‬
‫واذكر أننا تعبنا وعرقنا فى حديقة منزلنا فى هاواى لكى نقضى‬
‫على أحد أنواع الحشائش الضارة سبب انا مضايقة شديدة فإذا استطعنا‬
‫اقتالع الحشائش عندهبا يكون طولها حوالى ‪ ٣‬سنتيمترات فإنها ال تسبب‬
‫مشكلة ولكن عندما يترك الجذر ليكبر قليأل فإننا نحتاج لمعول لكى‬
‫نقتلعه من األرض‪.‬‬
‫إن غفراننا لبعضنا البعض هو جوهر المحبة وعدم الفغران هوأن‬
‫نحمل داخلنا المرارة وقسوة القلب‪ .‬إن المرارة قد دمرت زيجات وأسرا‬
‫بل ومجتمعات كثيرة وال نريدها أن تدمرنا نحن أيضا‪.‬‬
‫إن المرارة يمكنها أيضًاأن تعرضنا الضطرابات جسدية ونغسية ال‬
‫يمكن عالجها بنجاح قبل أن نستأصل أصل المرارة بالغغران‪.‬‬

‫‪١١١‬‬
‫اعاق نغسى‬

‫أالحقاد‬
‫إن توجه االنتقاد يؤدى إلى عدم الرضا الذى يطرد أمامه كل تقدير‬
‫أو عرفان‪ .‬وعندما يحدث هذا فإن تركيزنا ينقلب على ذواتتا وننفمس‬
‫فى الشفقة على النفس‪ .‬وقد نحاول أن ندافع عن حبنا للنقد على أنه‬
‫(انقد بغاءا) ولكنه العكس تماما ألنه يحتوى على أصل مدمر‪ .‬وعندما‬
‫نكون كثيرى االنتقاد فهذا أمرسلبى وقد يدمر اآلخرين‪ .‬لذا فيجب أن‬
‫نتعلم أن نالحظ ايغرق بين ((التفكير النقدى‪ ،‬الذى يجعلتا ثاقبى البصيرة‬
‫ولين ((الروح المنتقدة‪ ،‬التى تقلل من قيمة اآلخرين‪.‬‬

‫ابزة وهب التهدى‬


‫إن هاتين الطوبتين فى الجدار المبنى حول القلب تتصالن‬
‫ببعضهما بصلة وثيقة‪ .‬ألن إحداهما تؤدى لألخرى‪ .‬فتحن قد نلجأ‬
‫للسيطرة والتحكم كرد فعل لعدم األمان والشعور باأللم فى محاولة أن‬
‫تكون لنا اليد العليا فى األمور فكلما زادت السيطرة فإنها تتحول إلى‬
‫صفة حب التملك فى الشخصية وتجعلنا نريد أن نحيا حياة اآلخرين‬
‫بدأل منهم وهذا التشوه يصير سالحا مميتا يقتل كل العالقات ألنه يخنق‬
‫الشخصية الفردية‪.‬‬

‫المغاورة‬
‫سوف نركز على طوبة ربما تكون من أقوى ما يتكون منه‬
‫الجدار‪ .‬فالمناورة هى جانب مدمر من جواب الشخصية يمكن أن‬
‫يشابه المحبة ولكنه فى نفس الوقت يعوقها ويدمرها‪ .‬ولهذا السبب فإن‬

‫‪١١٢‬‬
‫البدران‪/‬ردئءبة ‪/ -‬رتمرد‬

‫المناورة هى عامل رئيسى فى صراعات الزوجية وتداعى العالقات‬


‫األسرية‪.‬‬
‫والمناورة هى محاولة التأثير على األشخاص أوالظروف من‬
‫خالل وسائل خادعة وغير مباشرة ويصف قاموس ويسترالمناورة بأنها‬
‫الخداع بمعنى‪:‬‬
‫التغرير انتظار الفرصة لالنقضاض ‪٠‬‬
‫‪*.‬‬
‫اإلغراء األمور الجذابة المضرة فى النهاية‪.‬‬
‫‪*,‬‬
‫الخبث التقدم ببطء لكى تتمكن قبل أن تفصح عن وجودك‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫*‬
‫إنه إحداث األثر التدريجى ولكنه متراكم‪.‬‬

‫والمناورة بطبيعتها تنطوى على عدم األمانة ولكن المحبة على‬


‫اللقيض من ذلك تعمل على أساس األمانة وابمصارحة والشخص المناور‬
‫غير أمين وذلك ألنه يحيا سلسلة من البدع والحيل والتمثيل حتى‬
‫يصعب على المرء عادة أن يحدد ما هى حقيقة الشخص بالفعل‪.‬‬
‫والشخص المناور دائما ما يقوم بأالعيب مع الحياة ولكن الشخص‬
‫المجًا يشعر بحرية وراحة مع نفسه فهو يستطيع أن يكون حقيقيا‬
‫ومدفتحا على اآلخرين بكل إخالص‪.‬‬
‫والجانب الثانى من المناورات هوأن يكون الشخص غير واع بما‬
‫يجرى حوله فالشخص المناور غالبا ما تكون رؤيته تلسكوبية‪ ،‬حيث‬
‫برى فقط ما يريد أن براه ويسمع ما يريد أن يسمعه حتى ولو كان‬
‫الموقف واضحًا ال لبس فيه فإن الشخص المناور قد يبدوغير مستوعب‬
‫اى جزء منه ألنه مركز كل انتباهه على مكسبه الشخصى فقط وهكذا‬
‫بصيرضميره شديد العنامة فال يرى‪.‬‬

‫‪١١٣‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫وعلى العكس من ذلك نجد الشخص المحب قادر ان تكون له‬


‫اهتمامات مختلفة ومتنوعة ويتلقى معلوماته من مصادر متنوعة حوله‬
‫دون أن يكون محبوسا فى اهتماماته الضيقة بل يكون مسترخيًاوقادرأ‬
‫أن يستمتع بالطبيعة والموسيقى والفن والجمال الذى فى العالم‪.‬‬
‫أما الجانب الثالث من المناورة فهوحب السيطرة فالشخص‬
‫المناور يحيا وكأنه العب شطرنج هدفه األوحد هوهزيمة منافسه لذا‬
‫فهويبحث عن السيطرة بأى ثمن وينظر للحياة باعتباره دور شطرنج‬
‫يجب أن يكسبه وعلى العكس فإن الشخص المحب ال يحتاج لهذه‬
‫السيطرة ولكنه يستمتع بحرية التعبير لذا فهوقادر أن يسترخى‪.‬‬

‫والجانب الرابع من المناورة هو عدم الثقة فى العالقات‪ ،‬فالمناور‬


‫يجد صعوبة بالغة فى أن يثق باآلخرين وبالتالى فى أن يثق بنفسه فهو‬
‫دائمًا يفكر كيف تكون له اليد العليا والسيطرة فى العالقة‪ .‬أما الشخص‬
‫المحب فهويستمتع بالعالقات إذ يثق باآلخرين بحرية‪.‬‬
‫ولألسف فإن أغلب الزيجات هذه األيام هى زيجات مبنية على‬
‫المناورة والرغبة فى التأثير فى اآلخر فالرجل يتزوج لكى يحصل على‬
‫الحب من زوجته وادرأة تتزوج لتحصل على الحب واألمان وكل منهما‬
‫يناور وهكذا يبنى الزواج على أسس هشة‪.‬‬

‫ما هو التعريف الكتابى للحب ؟ إن الحب هوإنشاء عالقة مبنية‬


‫األخذ‪.‬‬ ‫على العطاء أما المناورة فهى عالقة مبنية على‬
‫ال !‬ ‫ألنه هكذا أحب الله العالم حتى حصل علينا؟‬

‫‪١١٤‬‬
‫لسر‪/‬ن رلدالعبة ‪ -‬الصرب‪.‬‬

‫بل ‪#‬هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد‪( #‬يو‪ . ) ١٦: ٣‬إن‬
‫مفهومنا عن الحب قد تشوه بحيث أصيح الدافع للحب هو األخذ وليس‬
‫الطاء فأصبح لسان حالتا‪# :‬إننى أحتاج أن أحصل على زوجة‪ ،‬أو‪#‬أريد‬
‫زوجًا‪ ،‬ولكن ليس هذا هو الدافع الذى أراده الله للزواج وال هو الدافع‬
‫المتوافق مع الزيج اإللهى لعالقات المحبة‪ .‬إن الحب كثير ما يشيع فى‬
‫المجتمع ووسائل اإلعالم تقذفنا يوميا يحمم مشتعلة تحت اسم الحب‬
‫وهى ال ترقى إال ألن تكون شهوة خالصة‪.‬‬

‫أنواع اسدتي‬
‫توجد أربعة أنواع من المناورين أريد أن أتكلم عنهم‪:‬‬
‫‪ — ١‬املناور اإلجياىب‪ :‬وهدفه هو الحفاظ على السيطرة بأى ثمن‬
‫وهويتحاشى مواجهة ضعفاته ويعلى من شأن نقاط القوة فيه‬
‫محاوألدائمًاأن يكون فى المقدمة وفى عالقاته دائمًاما يقدم نفسه‬
‫على أنه الشخص القوى المهيمن على الجميع كلما استطاع‪.‬‬

‫‪ - ٢‬المناور السلبى‪ :‬هوشخص أكثر صعوبة فى تحديده ألن تعبيره‬


‫عن المناورة ليس واضحا صريحا‪ .‬وهدفه ليس السيطرة ولكن‬
‫الدفاع‪ .‬فهو يلعب دور الشخص عديم الحيلة‪ ،‬المحتاج والنئ‬
‫يستخدم الشفقة على النفس لكى يكسب من خالل الظهور بمظهر‬
‫الخاسر والضعيف‪ .‬وبلعبه لدورالضعيف يتاورللحصول على‬
‫الحب والشفقة من اآلخرين‪.‬‬
‫ا عمي ق نغسى‬

‫وفى يوم من األيام رأيت هذين النوعين بوضوح عندما زرت مع‬
‫أسرتى بعض األصدقاء‪ .‬لقد أخذنا معنا كلبتنا المدللة شيبا وبيتما كنا‬
‫منشغلين بتحية أصدقائنا فوجئنا بسماع صوت زمجرة عميقة من خلفنا‬
‫وعندما التفتنا وجدنا كلبتا واقفة وسيقانها مشدودة ورأسها وذيلها‬
‫مرفوعان وشعرها الذهبى منتصبا فى غضب وترقب وأمامها يرقد كلب‬
‫أصدقائنا األسود الكبير‪ ،‬صورة واضحة من الخضوع ‪ -‬إذ يرقد على‬
‫ظهره رافعًاأرجله األربعة إلى فوق ومدليآلسانه الوردى وبعد لحظات‬
‫قليلة انتهى الموقف العصيب وقضى الكلبان بقية الوقت يلعبان‬
‫ويطاردان بعضهما البعض‪.‬‬
‫والواضح أن شيبا لعبت الدور اإليجابى بينما لعب الكلب اآلخر‬
‫الدور السلبى فى هذه المواجهة‪.‬‬

‫‪ -٣‬الشخصن املنافس ‪ :‬هو النوع الثالث من المناورين وهو شخص‬


‫أكثر قدرة على تغيير المواقف فهو يستطيع لعب الدور اإليجابى‬
‫والدور السلبى معا بحسب ما تقتضى الظروإف‪ ،‬وهدفه دائما هو‬
‫الفوز لذا فإنه يستخدم مهاراته فى المناورة وكل اآلخرين فى نظره‬
‫ليسوا سوى منافسين ‪.‬‬

‫‪ — ٤‬أما المناور غري المبالى ‪ :‬فهويتميز بأنه ال يحب أيًامن‬


‫الوضعين السلبى وال اإليجابى فهو ال يعبأ بأى شى ء ولكنه عندما‬
‫يقول بأنه يهتم فإنه يناور مع نفسه بشكل خبيث إذ يخدع نفسه‬
‫ويهرب من مواجهة مشاعره الحقيقية ‪ .‬فهويهتم وما يجرى حوله‬

‫‪١١٦‬‬
‫الجدران اردئ ج ‪ -‬اسرد‬

‫يعنيه لكنه ينكر ذلك ويكبت مشاعره مناورا بذلك مع نفسه ‪ ٠‬وكل‬
‫هذا يتم باسم الحب وهوما يدمر العالقات بطريقة خبيثة ولكنها‬
‫القوة فى نفس الوقت ‪٠‬‬
‫شديدة *‬
‫إن المناورين ال يستريحون أبدآوكأنما حياتهم هى دور طويل من‬
‫الشطرنج لذا فهم يتعرضون للضغوط والشد العصبى وهم يطاردون ذلك‬
‫الهدف المراوغ دائما‪.‬‬
‫وإننا إذ نتبع الزيج البشرى من الرفض إلى نهايته يصبح واضحا‬
‫أن النهاية الحتمية لرفض النفس هى االنتحار الذى تزداد نسبته بشكل‬
‫مخيف وعلى الجانب اآلخر نجد أن الزيج البشرى من التمرد قد يدفع‬
‫فى النهاية إلى القتل حيث نفرغ غضبنا على شخص آخربدألمن‬
‫أنفسنا‪.‬‬

‫سطر‪٢‬دوفب‬
‫عند اتباعنا الزيج البشرى قد نشعر أن الخيارات من الرفض أو‬
‫التمرد محدودة للغاية‪ .‬هل هناك خيارآخر؟ نعم‪ .‬يوجد الزيج اإللهى‬
‫الحقيقى ولكن انتظر قليال! يجب أن تدرك ما ينطوى عليه هذا االختيار‬
‫حيث أن قبولنا للزيج اإللهى هربا من االنتحار أوالقتل يجب أن‬
‫يتضمن قبولتا أن ئصئلب‪( .‬اويا له من خيار!))‬

‫وماذا نعنى بالصلب ؟ إن الصلب فى جوهره هو أنتا إذا اخترنا أن‬


‫نتبع الزيج اإللهى علينا أن نقبل صليب المسيح أى أننا يجب أن نصلب‬
‫الجسد مع األهواء والشهوات الدنسة التى تدفعنا من أحد طرفى النقيض‬
‫إلى اآلخر دون رحمة‪.‬‬

‫‪١١٧‬‬
‫‪/‬ءهعق نغسى‬

‫إننا يجب ان نكون مستعدين يوميا الن نطهر انقسنا من الشهوات‬


‫العتيقة ونتبع الحياة الجديدة حياة الحق والحب ونميت األنانية‬
‫واالنحصار فى الذات والشهوة والطمع على الصليب لكى يحيا المسيح‬
‫فينا‪ .‬أمن يجد حياته يفقدها ومن يخسر حياته يجدها؛) (مت ‪. )٣٩: ١٠‬‬
‫فى الفصل التالى‪ ،‬سوف ترى كيف أن الجدران التى نبنيها تكون‬
‫صورة للشخصية وسوف نفحص كيف أن تأثيرات هذه الجدران على‬
‫األفراد واألسر والمجتمع هى تأثيرات بالغة الشدة وبعيدة المدى‪.‬‬

‫تعادجاب‬
‫ارجع اآلن إلى الوحدات البنائية (الطوب) الذى وضعت أمامه‬
‫عالمة باعتباره متصألبحياتك وتساءل كيف بنيت هذا الطوب‬
‫وصنعت منه جدرانآحول قلبك؟ هل تستطيع تتبع األصول؟ تأمل‬
‫الظروف التى أدت إلى بناء هذه الجدران‪.‬‬

‫هل التزال تؤثر عليك حتى اآلن ؟‬

‫‪١١٨‬‬
‫>سر|ر‪-‬ي‪٠‬‬

‫أفهاه كتنة ض‬

‫قد يكون اكتشافائ للجدران التى نبنيها وما تتكون منه اكتشافا‬
‫محزنًا‪ ،‬وباألخص عندما نتأمل كيف ظلت هذه الجدران تأسرنا لمدة‬
‫طويلة ‪ ٠‬وهذه الجدران بالطبع هى رموز ليس فقط لدفاعاتتا بل أيضا‬
‫ألنواع شخصياتنا التى تبدأ فى الظهور منطلقة إما من الرفض أو‬
‫التمرد‪.‬‬
‫وفى هذا الفصل سوف ندرس أربعة أنواع من الشخصيات ونحاول‬
‫فهم كيف ولماذا تصير هكذا‪ .‬وهذه بالطبع ليست األنواع الوحيدة ولكن‬
‫هى شخصيات شائعة حولنا‪.‬‬
‫عندما نبحث تكوين الشخصية نجد أن هناك ‪.‬جوانب موروثة‬
‫وأخرى مخسية والخالف الذى ذكرناه من قبل بين دعاة الطبع ودعاة‬
‫النبع يؤكد أنه ليس من السهل وضع خط فاصل صريح بين ما هو‬
‫ثابت فى الشخصية وما هومتغير‪ .‬ولكن الكتاب المقدس يعطينا بعض‬
‫االرشادات‪.‬‬
‫وفى هذه الدراسة نحن بصدد البحث عن‪.‬جوانب الشخصية‬
‫المكتسبة أوالمتغيرة المشار إليها فى أفسس ‪ ١٣: ٤‬حيث يتحدث بولس‬
‫الرسول عن الحاجة للنضج والنموإلى قياس قامة المسيح‪.‬‬

‫‪١١٩‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫اميمه سيع‬
‫(شكل‪)١٣‬‬

‫‪١٢٠‬‬
‫;نماط مختلفة من الشخصيات‬

‫ًا‪ً -‬ا لمطيع‬


‫إن مثل تلك الشخصية تستخدم زيج الرفض كنقطة ارتكازفى‬
‫حياتها وهكذا تلجأ هذه الحياة المسيحية المذعنة إلى رموزالسلطة‬
‫البارزين لتمأل احتياجها دائما ولعل العبارات التالية تساعدتا أكثر على‬
‫فهمها‪:‬‬
‫اسوف أساعدك فى أى شى ء تطلبه‪،‬‬
‫‪,‬سوف أخدمك فى أى وقت‪،‬‬
‫اسوف أكون وفيا لك‪،‬‬
‫‪,‬سوف أشجعك على الدوام‪،‬‬
‫‪,‬إننى أصلى من أجلك بانتظام وإخالص‪،‬‬

‫ولسان حالها يقول لرمزالسلطة‪:‬‬


‫االحظ وجودى!‪،‬‬
‫اشجعنى‪،‬‬
‫اكن ظريفا معى‪،‬‬
‫‪,‬اسمعنى‪،‬‬
‫‪،‬اهتم بىه‬
‫‪٠‬كن قريبا منى عندما أحتاجك‪،‬‬
‫‪,‬ال تخذلنى وترفضنى‪،‬‬

‫إن األشخاص المحليعين بهذه الطريقة يمكن أن يكونوا خداما‬


‫ومساعدين رائعين وعادة ما يكونون شديدى الحساسية واالهتمام‬

‫‪١٢١‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫باالخرين لذا فالعمل فى المشورة والخذمة كثيرا ما يبدومشجعا بالنسبة‬


‫لهم‪.‬‬
‫إن تعبيرالمسيحى المطيع يمكن أن يتلخص فى نوعين رئيسيين‬
‫من ردود األفعال تعبرعتهما عبارتى‪:‬‬

‫*(إننى مستعد أن أفعل أى شى ء تريده !ا)‬


‫(امن فضلك ‪ ..‬أحببنى‪،‬‬
‫إن الشخصية المذعنة هذه يمكن أن تشكل خطرًا كبيرًا لنفسها‬
‫ولآلخرين؛ فاحتياجات هؤالء األشخاص للتشجيع والحب يجب أن تلبى‬
‫حتى ولو على حساب الحق والمبادئ‪ .‬إنهم يميلون إلى المراوغة‬
‫ومحاولة إرضاء الناس ولكون هذا السلوك نابعا عن رغبة غيرمتزنة‬
‫للحصول على العطف والتشجيع فإن السلوك الال أخالقى والنجاسة هى‬
‫فخ مستعد دائما ألن يوقع بهم‪ .‬فلو خيب أحد رموز السلطة رجاءهم فيه‪،‬‬
‫سواء فى الواقع أوفى خيالهم‪ ،‬فإنهم يغوصون فى أعماق اإلحساس‬
‫بالرفض واالكتائب وكلما حدث ذلك أكثر زاد انسحابهم وقلت قدرتهم'‬
‫على الثقة فى العالقات المستقبلية‪ .‬والكثير من قادتنا الروحيين وقعوا فى‬
‫شباك هذه الشخصية المذعنة سواء فى أنفسهم أوفى آخرين‪.‬‬
‫ومن األمثلة القديمة لهذه الشخصية‪ :‬والتى نجدها فى سفر‬
‫صموئيل األول ( ‪ ١‬صم ‪ )٢٤: ١٥‬شخصية شاول ‪ ٠‬فبعد االنتصار فى‬
‫المعركة‪ ،‬تجاهل شاول وصايا الله التى أعطاها لتحريم عماليق ساعيا‬
‫بذلك للحصول على رضا الناس والمجد الذى من البشر حتى أنه بنى‬
‫تمديا لنفسه على جبل الكرمل‪ .‬وألن شاول خشى الناس فقد سعى فى‬
‫طلب التشجيع والمساندة منهم ولم يخشى الرب فلم يطعه ‪ ٠‬إن هذا‬

‫‪١٢٢‬‬
‫انمع له مختلفة من الشخصيات‬

‫اإلذعان للناس أدى إلى خسارته لملكه شامأمن خالل تدهور تدريجى‬
‫حزين لشخصيته وقيادته‪.‬‬
‫وعندما تقابل الشخصية المذعنة كثيرا من المعوقات فإنها قد‬
‫تتحول لنوع آخر من الشخصيات سوف ندرسه فيما يلى‪.‬‬

‫سصية ( ه أستطيع)‬
‫*لم يعد أحد يهتم بى‪،‬‬
‫ه ال أحد يهتم بأن يقول لى ماذا يحدث‪،‬‬

‫(ا ال أحد يعطينى جزءا من وقته‪،‬‬

‫*ال أحد يزورنى‪،‬‬


‫(اال أحد يهتم بالصالة معى عندما أكون مكتئبًا أو مريضًا‪،‬‬
‫اال أحد يحبنى))‬

‫هذه بعض من العبارات التى نسمعها كلما قابلنا أى واحد من‬


‫أصحاب شخصية (اال أستطيع‪ ،‬والصراع األكبر لدى هذه الشخصية‬
‫يكمن فى الرغبة فى الشعور بأنها مرغوبة أونافعة‪ .‬فقد نسمع هؤأالء‬
‫أيضا يقولون عبارات مثل‪:‬‬

‫( ال فائدة من المحاولة‪،‬‬
‫((أنا فشلت كثيرا‪،‬‬
‫‪،‬أنا أعلم أنى فاشل))‬
‫(الن أستطيع عمل ذلك أبدأ‪،‬‬
‫(!سأظل هكذا طول عمرى‪،‬‬

‫‪١٢٣‬‬
‫اعمص ق نغسى‬

‫(شكل‪)١٤‬‬

‫‪١٢٤‬‬
‫انعل له مختلفة من ‪/‬لشخصه ت‬

‫‪#‬لن استطيع ان استمر هكذا اكثر من ذلك‪،‬‬


‫‪#‬أنا منسحب!‪،‬‬
‫((أنا يئست‪،‬‬
‫‪#‬يارب لماذا ال تجعل األمور حسنة فتريحنى؟‪،‬‬

‫إن هذه الصورة السلبية ليست نادرة الوجود فى مجتمع اليوم‬


‫والرسالتان الرئيسيتان اللتان ترسلهما هذه الشخصية لمن حولها هما‬
‫‪#‬ال أحد يحبنى‪،‬‬
‫((لذا فأنا منسحب!‪،‬‬
‫وفى أحد األيام انفتح باب عيادة المشورة ليدخل منه رجل يجر‬
‫رجليه جرا كشيخ عجوز‪ .‬كان يبدو وجهه شابأ لكن ظهره كان منحنيا‬
‫كعجوز أعياه ثقل العمر الذى يحمله ‪ .‬دخل وصوت جر رجليه على‬
‫السجادة يتبعه وهويجول بعينيه فى أرجاء الغرفة ‪.‬‬
‫كان يجاهد بصوت هامس ليجيب على أسئلتى إما ينعم أو بال ولم‬
‫يظهر عليه أى رد فعل ألى شى ء أقوله حتى أنه كان يشبه محاربى‬
‫العصور الوسطى الذين يلبسون حلة‪ -‬حديدية تخلفهم تماما حتى أنك ال‬
‫تستطيع أن ضيز بسهولة إن كان هناك إنسانا داخل الحلة أم ال‪ .‬لذا فلم‬
‫أستطع أن أخترق دفاعاته‪ .‬وبعد جلسة مشورة طويلة ممتدة بدأت‬
‫اكتشف أن هذا الرجل كان بال رجاء تماما‪ .‬فلسنين طويلة‪ ،‬كان هذا‬
‫اإلنسان يعانى صراعا داخليا مع الشعور بالذنب بسبب االنغماس فى‬
‫الشهوة ‪.‬‬
‫وعندما أتى طالبأه المساعدة كان قد أصبح منسحبًا جدا ومكتئبا‬

‫‪١٢٥‬‬
‫‪/‬طق نغسى‬

‫حتى بدا أننا لن نستطيع أن نفعل له شيائ‪ .‬لقد أصبحت أزمته مزمنه ‪.‬‬
‫ولكى يحيا فى العالم الحقيقى كان على هذا الشاب أن يهرب إلى عالم‬
‫من الخيال فى صورة ذهان وجدانى ‪٦0818‬ا‪0‬ال‪ 1<8‬ج‪٧‬ا‪88‬ج‪-‬لللجه‪-‬ء‪1‬ا‪30‬ل^‬
‫وهذا ما جعل الحق الكتابى يظهر أمامى بصورة درامية ‪#‬أجرة الخطية‬
‫هى موت‪( ،‬رو ‪.) ٢٣: ٦‬‬
‫أما (اسوزان‪ ،‬فبسبب مرض أصابها فى الطفولة فقد أصبحت معوقة‬
‫إعاقة بسيطة وكلما كانت ترجع بذاكرتها للوراء كانت تتذكر دائما أن‬
‫أقرانها كانوا يعايرونها لذا فكانت دائمًا تحاول التعويض من خالل‬
‫إرضاء والديها ومعلميها وزمالئها لكى تحصل على الحب والتشجيع‬
‫الذى تحتاج إليه ولكون (اسوزان‪ ،‬فتاة جميلة وجذابة فقد تزوجت فى‬
‫سن مبكرة وأنجبت ستة أطفال على التوالى ‪.‬‬
‫وسرعان ما أصبح جهادها إلرضاء زوجها وأسرتها عبثًا ثقيال‬
‫وصراعا حقيقيا فبدأل من التشجيع كانت تتلقى نقدا الذعا فمهما فعلت‬
‫لم تكن تستطع أن ترضى زوجها أبدأ فالطعام مطهو أكثر من الالزم‬
‫والمالبس فهى غير مرتبة بعناية‪ ،‬والمنزل يحتاج لترتيب أفضل‪ ،‬وهكذا‬
‫لم يحظ أى شى ء تفعله بالقبول‪ .‬وكان زوجها يتجاهل كل مجهوداتها‬
‫إلرضائه ‪.‬‬

‫وتدريجيا وعلى مدار السنين استسلمت اسوزان‪ ،‬للتلفزيون فكانت‬


‫تجلس أمامه بالساعات تاركة أعمال المنزل لزوجها‪ .‬فحيث أن رغبتها‬
‫فى اإلرضاء نالت ابرفض فقد انسحبت وتغيرت شخصيتها من‬
‫الشخصية المطيعة المذعنة إلى الشخصية السلبية ‪.‬‬
‫ومن األمثلة التى توضح هذه الشخصية أيضا موسى الذى ولد‬
‫وتربى فى جو من الرفض ألهله وشعبه ‪ .‬هرب بحياته من هذا المناخ‬

‫‪١٢٦‬‬
‫انمع ط مختلفة منرلشخصفذت‬

‫الرافض‪ .‬وبعد أربعين سنة دعاه الله ليقود هذا الشعب للتحرر من‬
‫العبودية فكان رد موسى تقليديا بالتسبة لهذا النوع من الشخصيات فقال‬
‫للرب‪ ٠ ،‬ال أستطيع !>) ( خر ‪.)١٣،١٠،١:٤‬‬
‫إن المرجع أو الزيج للبحصية السلبية هو زيج الرفض كما هو‬
‫الحال بالنسبة للشخصية المذعنة ولكن الغرق بينهما هو أن الشخصية‬
‫المذعنة المطيعة تحاول االقتراب من رموز السلطة أما الشخصية السلبية‬
‫فتبتعد بعيدا رافضة المساعدة وذلك ألنها قد عانت الكثير من األلم‬
‫والجروح على يد رموز السلطة‪ :‬كاألبوين والمدرسين والقادة وغيرهم‪.‬‬
‫وهكذا فإن ثقتهم فى اآلخرين تزول تدريجيًا وألنهم ال يستطيعون حتى‬
‫مجرد قبول فكرة احتمال تعرضهم لخبرة مؤلمة جديدة فإنهم ينسحبون‬
‫إلى داخل قوقعتهم السميكة كما تفعل السلحفاة عندما تشعر بقرب الخطر‬
‫وكلما كانت الجروح التى تلقوها عميقة ومؤلمة كان خروجهم من قوقعة‬
‫السلبية أصعب فيكون شعارلعم عندئذ‪ ،‬اسوف ال أسمح لنفس بأن أجرح‬
‫مرة أخرى!‪،‬‬

‫واآلن ننتقل من الناحية السلبية من الرفض إلى الناحية القصوى‬


‫األخرى وهى التمرد فندرس صورتين آخرتين من الشخصية والنموذج‬
‫األول من يتميزبمزيد من العنف فى التعامل مع رموز السلطة‪.‬‬

‫ًا‪ً (< -‬ا‪،4‬سم‬


‫إن هذه الشخصية هى أكثر الشخصيات ششيآمع هذا العصر الذى‬
‫يتميزباإلعالء من شأن اإلنسان وقدراته وبمبدأ الحصول على الحب‬
‫والقبول من خالل االستحقاق واألداء األفضل‪ .‬ولعل هذا التودد وهذه‬

‫‪١٢٧‬‬
‫اعذق نغسى‬

‫أمببى ألمنافس‬
‫(شكله‪)١‬‬

‫‪١٢٨‬‬
‫رنهاط مختلفة من دلشخصطات‬

‫البرمجة هى األكثر شيوعًا فى الثقافة الغربية وقد بدأت فى غزو‬


‫العقافات األخرى والعبارات التى نسمعها عادة من هؤالء األشخاص‬

‫ض‪:‬‬
‫‪,‬أنا أستطيع أن أعمل هذا العمل أفضل من أى شخص آخر منكم‪,,‬‬
‫‪,‬أنا أعرف كل شىء‪ ٤‬فقط اسألنى‪.#‬‬
‫آلدعنى أشرح لك كيف تعملها‪.،‬‬
‫‪,‬أنا الشخص الذى تبحث عنه‪.،‬‬
‫‪#‬ال تضيع وقتك فى األجازات‪.،‬‬
‫‪ #‬ال تكن عاطفيا‪.،‬‬
‫‪,‬كن متماسكا ال تظهر ضعفك‪.،‬‬

‫وعلى الجانب اآلخر فهذا الشخص يحتاج للتشجيع وينتظر تجاوبا‬


‫يشبع احتياجه للمحبة‪ ،‬لذا فهويرسل الرسائل التالية إما لفظيا أوبدون‬

‫(ا الحظوا كيف أقوم بعملى جيدا ‪.‬‬


‫‪#‬الحظوا مواهبى ومهارتى الممتازة‪.،‬‬
‫‪#‬انظروا كيف انه ال يمكن االستغناء عنى‪.،‬‬
‫‪,‬امتدحوا عملى وامتدحونى‪.،‬‬
‫‪,‬قولوا لى إنى كامل فتسعدونى اليوم كله‪.،‬‬
‫‪,‬ال تقولوا لى أبدأإنى فاشل‪.،‬‬
‫والرسالة الرئيسية التى تريد هذه الشخصية أن توصلها للجميع هى‬
‫‪,‬أنا رائع‪ .‬ليس أمامكم خيار إال أن تحبونى‪.،‬‬

‫‪١٢٩‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫إن هذه الشخصيات قد تبرمجت فى الخفاء من خالل سنين‬


‫الطفولة األولى على أنه لكى تكون محبوبا وتتال القبول والتشجيع يجب‬
‫أن تؤدى أداء ممتازا وتجاهد باستمرار لكى تؤدى بشكل أفضل‪.‬‬
‫والخادم الكارز غير الناضج هوصورة تقليدية لهذه البخصية ‪ .‬فهو‬
‫يذهب لمدينة ما مندفعا بطاقة تبدو فوق بشرية ويصر أن يعامل معاملة‬
‫(امتميزة‪ ،‬فيرتاد أفخم الفنادق ويأكل فى أعظم المطاعم ويتوقع أن تقوم‬
‫الكنيسة بدفع كل هذه الفواتير ويعظ وعظات حارة تلهب الحماس ولكئه‬
‫عندما يغادر المكان تهدأ الزوبعة وتبدأ الرؤية فى الوضوح نكتشف‬
‫الحقيقة؛ وهى أنه ترك وراءه طابورا طويال من الخدام المتألمين بجروح‬
‫مؤلمة نتيجة تشفيله لهم ومناوراته للحصول على أكثر مما يستحق وما‬
‫تقدر عليه الكنيسة‪ .‬إن مثل هذه الشخصيات التنافسية تستخدم‬
‫األشخاص لتحقيق مشاريع فاألشخاص فى نظرهم ال أهمية لهم لكن‬
‫األهمية كلها للمشروعات‪ .‬وهؤالء األشخاص قد يظهرون فى حياتهم‬
‫ذلك النمط التقليدى من النجاح المبالغ فيه ويعانون من االكتائب‬
‫والضعف فى الفترات التى شربين إنجاز وآخر أو بين ارتفاع فى معدل‬
‫النجاح وآخر‪.‬‬
‫تخيل معى عداء يجرى فى السباق يحاول أن يجرى كل السباق‬
‫بأقصى سرعة وفى نهاية كل مسافة من الجرى بأقصى سرعة يجد‬
‫نفسه يسبق كل اآلخرين بمسافة طويلة لكنه يسقط من شدة اإلعياء على‬
‫األرض وبعدها يستعيد قوته يعيد الكرة مرة أخرى حتى بعد قطع عدة‬
‫مسافات من هذا النوع يبدأ فى الخوار ويسبقه العداءون اآلخرون‪ .‬وبعد‬
‫أن كان األول صار األخير‪ .‬وهكذا يغلبه اإلرهاق واليأس واإلحباط إذ‬
‫يصارع لينهى السباق‪.‬‬

‫‪١٣.‬‬
‫انماط مختلفة من ‪/‬رشخصطهت‬

‫إن المسيحى المنافس يشبه هذا الكارز غير الناضج اوالعداء المتهور‬
‫فى أته عرضة لإلصابة بالمرض النفسى أوالعضوى نتيجة لإلرهاق‬
‫الشديد واالستنغاذ‪ ٠‬وعادة ما يحدث فى وسط عواصف حياة وخدمة هذا‬
‫الشخص أمور سلبية كثيرة كانهيار األسرة أو الضيقات المادية ‪ ٠‬إن الله‬
‫يحاول أن يجذب انتباهه ويمسك به وهومنطلق دون وعى فى مضمار‬
‫اإلنجيل وربما يوقعه أرضًاليمنعه من أن يحرق نفسه من اإلجهاد‬
‫ويقول له‪ :‬ه ممكن لو سمحت أن تقف وتسمعنى؟!)) وهذا ال يعنى أبدا‬
‫اتهام الله بأنه قد يسبب المرض أوالمصاعب ولكنه بالتأكيد قد يستخدم‬
‫هذه األمور للخير فى حياة كثيرين‪.‬‬

‫والمثال الكتابى لهذه الشخصية التنافسية هو شخصية يعقوب‬


‫(تك من ‪ )٣٠ —٢٧‬المعروف بأنه (‪ 1‬الماكره فها فيو يعقوب يخدع أخيه‬
‫عيسوليأخذ منه بكوريته ثم يكذب على أبيه المسن الضرير لينال منه‬
‫بركة البكورية ثم يضطر يعقوب أن يهرب من وجه أخيه الغاضبة‬
‫المصمم على قتله‪ .‬ولم تحمل السنوات العشرون التى قضاها فى حاران‬
‫إال أقل القليل من البهجة ليعقوب‪ ،‬حتى القى من يجاريه فى مكره‬
‫واحتياله وهوخاله البان‪ .‬وأخيرآوبعد سنين طويلة وصل لنهاية‬
‫المطاف ولم يستطع أن يكمل بهذه الطريقة فغى الطريق للقاء أخيه‬
‫عيسوكانت ذروة صراعه مع الله فى لقاء عاصف مع مالك الرب‬
‫الذى صارعه حتى طلوع الغجر وفى النهاية صار يعقوإب معوقا إعاقة‬
‫ظاهرة ولكنه فى الداخل صار إنسانا جديدأ فقد كان قبال مراوغًا‬
‫الله‪. 8‬‬ ‫وممثال‪ ،‬أما اآلن فقد أصبح اسمه إسرائيل أى ‪#‬من جاهد مع‬
‫لقد تربى ابيل‪ )1‬بين أبوبن كانا يقدمان له الحب والتشجيع فقط‬
‫علدما كان يؤدى أداء حسنا فى المدرسة أو فى مضمار الرياضة وبعد‬

‫‪١٣١‬‬
‫اعط ق نغسى‬

‫أن صار ‪#‬بيل‪ ،‬مسيحيًا مؤمنًاانتقل هذا البرنامج الدفين لعالقته مع‬
‫والديه ليسيطرعلى عالقته بالله فأصبح ابيل‪ ،‬راعيًامستغرقًافى عمل‬
‫الرإب بشكل مرضى أثر على صحته وعلى أسرته فلقد كان (ابيل‪ ،‬يجاهد‬
‫ليؤدى أفضل لكى يحصل على حب الله وتشجيعه أكثر‪ .‬وفى قمة‬
‫اكتائبه فى إحدى المرات سقط فى الخطية الجنسية مع إحدى العامالت‬
‫فى الحقل المسيحى وكانت من نوع الشخصية المذعنة التى كانت ترجو‬
‫أن شأل احتياجها من الحب عن طريق إرضائه‪.‬‬

‫وهذه بعض صفات ‪,‬لشخصية التتا قسبة‪.٠‬‬

‫‪ -‬لقد تطموا منذ الطفولة العمل على أن يظهروا بشكل أفضل ويؤدوا‬
‫أداء أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬لقد كانوا يحملون على التشجيع والحب فقط عندما يؤدون أداء‬
‫طيبًا‪.‬‬
‫‪ -‬يخافون الفشل جدا‪.‬‬
‫‪ -‬دائمًاما يريدون المديح ولكن يجدون صعوبة فى قبوله‪.‬‬
‫‪ -‬ينبع إحساسهم بالقيمة مما يقوله الناس عنهم‪.‬‬
‫‪ -‬يصارعون لكى يقبلوا حقيقة أنهم محبوبون‪.‬‬
‫‪ -‬ال يحتملون النقد‪.‬‬
‫‪ -‬دائما ما يقفون موقف المدافع‪.‬‬
‫‪ -‬من الصعب عليهم أن يكونوا تلقائيين‪.‬‬
‫‪ -‬دائمًاما يريدون أن يعرفوا القواعد والقوانين‪.‬‬
‫‪ -‬ال يرضون أن يقبلوا هدية دون أن يردوها‪.‬‬

‫‪١٣٢‬‬
‫انمع خ مختلفة من الشخصيات‬

‫‪ -‬دائمًاما يجاهدون لكى يعطوا شيائ‪.‬‬


‫‪ -‬صراعهم الرئيسى هو أن يستطيعوا أن يعيشوا دون العمل واإلنجاز‪.‬‬
‫‪ -‬من الصعب عليهم الحفاظ على أى عالقات حميمة ‪٠‬‬

‫هبى ألفاقد‬
‫إن هناك شخصية اخرى تظهر حول زيج التمرد الذى يتحرك فيه‬
‫الشخص بعيدأ عن رمز السلطة بطريقة عنيفة ومن هؤالء األشخاس‬
‫من تسمعه يقول‪:‬‬
‫‪#‬هل ترى كيف أقوم بعملى بإتقان!‪.،‬‬
‫‪#‬دعنى أريك كيف تعمل هذا))‪.‬‬
‫‪#‬أنا عارف أنى على صواب‪.،‬‬
‫(افقط اسمعنى‪. ،‬‬
‫‪#‬أنا المسوئل‪٠ ،‬‬

‫وعلى الجانب اآلخر نسمع هذا الشخص الناقد يوجه عبارات نقد‬
‫قاسية لآلخرين مثل‪:‬‬

‫(الن تتغير طول عمرك)) ‪.‬‬


‫‪#‬ال فائدة منك — أنت هكذا دائما‪. ،‬‬
‫‪#‬انت غبى بالضبط مثل هذا الكالم الغبى الذى تقوله‪. ،‬‬
‫(اعمرك ما تعمل حاجة صح؟!‪.،‬‬
‫‪#‬دايما تفسد كل حاجة)) ‪.‬‬
‫(‪,‬اتت السبب‪.،‬‬

‫‪١٣٣‬‬
‫‪/‬ءطقتشى‬

‫ألمسيحى ألفاقد‬
‫(شكل‪)١٦‬‬

‫‪١٣٤‬‬
‫ازمع د مختلفة من الشخصيًات‬

‫والرسالة التى يوجهونها دائماهى‪ :‬ه أنا غير مستحق للحب وال أنت‬
‫أيضًا!‪,‬‬
‫والشخصية الناقدة يمكن أن تظهر بوضوح فى مثال الشخصية غير‬
‫الناضجة التى تأتى كل يوم للكنيسة وهى تحمل جعبة محملة بالسهام‬
‫ومستعدة بالقوس المشدود ثم تبدأ فى قذف السهام على الشعب بكل دقة‬
‫وفاعلية بما فى ذلك الراعى الذى يقضى بقية األسبوع يحاول أن ينتزع‬
‫السهام ويضمد جروح شعبه حتى أنه يحتاج هوأيضأللرعاية إذ لم تكن‬
‫عظاته ترقى (اللمستوى)) المطلوب!‬
‫وبالتأكيد تحصل الشخصية الناقدة على ردود أفعال عنيفة أحيانا‬
‫النتقاداتها ولكنها تعتبر أن هذا (!االضطهاد)) هو جزء من دعوتها وتتأكد‬
‫علدتن أن سهامها أصابت المكان الصحيح ‪.‬‬

‫ووراء السلوك الظاهرى لتلك الشخصية توجد بعض االفتراضات‬


‫القوية‪ .‬أوال‪ ،‬لقد فقدت اإليمان بالحب فبعد أن أوذيت مرات عديدة فى‬
‫عالقات عديدة‪ ،‬فقدت األمل فى الحب ووصلت إلى االستنتاج بأنها‬
‫غبر محبوبة بل وال تستحق الحب وبدال من أن تتعامل مع هذه الجروح‬
‫بان تنسحب داخل دفاعاتها كالشخصية السلبية كان رد فعلها عنيفا‬
‫فهاجمت اآلخرين لكى تثبت لهم أنهم أيضا غير مستحقين للمحبة ألنها‬
‫لؤمن بشدة أن اآلخرين أيضا يحب أن يشاركوها معاناتها!‬

‫ربت والدة‪ -‬ا(حون‪ 8‬ابنها شاما كما رباها والداها إذ كانا يستخدمان‬
‫الرفض كنوع من التأديب‪ .‬فكان (احون‪ ،‬يعرف الخطأ من الصواب‬
‫علدما كان يختبر االغتراب عن أمه والحرمان من حنانها وذلك كعقاب‬
‫الرتكابه أمرا ال يرضيها‪ .‬ونتيجة لذلك تكونت لدى ((حون‪ ،‬صورة سيئة‬
‫عن نفسه وبدأ الصراع فى حياته مع اإلحساس بالدونية‪ .‬إن استخدام‬

‫‪١٣٥‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫الرفض واإلهمال لتاديب االطفال يؤدى لمعانأة تقسية شديدة بالنسبة‬


‫للطفل حيث أن رسالة الرفض التى يرسلها الوالدان للحلقل تدمر أى‬
‫إحساس لديه بقيمة نفسه‪ ،‬وبالتالى تفقده أى دافع للحياة‪ .‬إن التأديب‬
‫يجب دائما أن يكون مقترنا بالحب فلو كان هذا هو ما حدث مع (احون‪،‬‬
‫لما شعر بكل هذا األلم من العقاب ‪.‬‬

‫إن يهوذا الذى خان المسيح هوأفضل صورة للشخصية الناقدة‬


‫فبسبب انتقاده وموقفه السلبى من المسيح والتالميذ لم يدن فقط المرأة‬
‫التى دهنت قدمى المسيح بالطيب‪ ،‬بل الم المسيح أيضا ألنه سمح لها‬
‫بهذا‪ .‬وفى حالة يهوذا أدت به روحه الناقدة إلى خيانة المسيح ابن الله‬
‫الحى‪ .‬كما أن المرارة وكراهية النفس التى شلكته دفعت به فى النهاية‬
‫ألن يقتل نفسه‪.‬‬

‫عندما نراجع الشخصيات االربع التى درسناها من المفيد ان‬


‫نربطها باألنواع األربعة من المناورات التى ناقشناها فى الفصل‬
‫الخامس‪.‬‬
‫‪ — ١‬الشخصية المذعنة ترتبط بالمناور السلبى‪.‬‬
‫‪ - ٢‬الشخصية البلبية ترتبط بالمناور غير المبالى‪.‬‬
‫‪ -٣‬الشخصية المنافسة ترتبط بالمناور المنافس ‪.‬‬
‫‪ — ٤‬الشخصية الناقدة ترتبط بالمناور المهاجم ‪.‬‬
‫عثدما تحاول أن تعرف ألى من صور الشخصية تتتمى‪ ،‬ربما‬
‫يكون من المفيد مالحظة أنك لست محدودا بصورة واحدة من الصور!‬

‫‪١٣٦‬‬
‫خلف االسوار‬

‫فأنا مثألالحظت أن شخصيتى كانت فى البداية مذعنة جدا ثم‬


‫بعد ذلك اكتسبت بعض السمات التنافسية لكى أحاول التعايش مع نقص‬
‫المحبة الذى كنت أعانى منه‪ .‬لقد كان مفيدا بالنسبة لى أن أرى‬
‫طريقتين فى الحصول على المعرفة وأن أالحظ أن الله لم يكمل بعد‬
‫عمله فئ!‬
‫إن هذه الصور األربعة تعكس صراعا مستمرا والحياة فى هذه‬
‫األنماط عادة ما تكون مصابة بأحد االضطرابات الكثيرة التائجة عن‬
‫الضغط المتوالى وهى اضطرابات ال تصيب الناس فقط بالوهن بل‬
‫قد تدمر حياتهم شاما وهذه االضطرابات تتراوح ما بين نوعيات‬
‫عديدة من األمراض الجلدية إلى أمراض القلب الخطيرة ونزيف‬
‫المخ‪.‬‬

‫إن الكثير من المشاكل الجسدية قد تكون تحذيرات من الجسم‬


‫لإلشارة إلى مشاكل نفسية أكثر عمقا فى داخل بنيان الشخصية‪.‬‬

‫حتى اآلن مازلنا ننظرإلى جدران قلوبنا والطوب الذى نستخدمه‬


‫لبتانها‪ ٠‬وفى هذا الفصل التقينا بأربع شخصيات مألوفة أصبحوا بنائين‬
‫مهرة لألسوار! واآلن سوف نذهب أعمق خلف هذه األسوار لكى ترى‬
‫تلك األشياء التى تنمووتتربى ببطء وخبث ثم تطل برأسها سواء فى‬
‫الكنيسة أوفى العالم اليوم‪.‬‬

‫تعادجانبأ‬
‫ألى شخصية من الشخصيات التالية ترى أنك تنتمى ؟‬
‫للبع مصادر نموهذه الشخصية فى حياتك ‪.‬‬

‫‪١٣٧‬‬
‫اعمًا ق نغسى‬

‫مناطق الضعف فى شخصيتك وكون استراتيجية للتغيير‪.‬‬

‫تخ‬
‫‪ ,‬ما يمكنك أن تقعله لكى تستبدل ضعفك بقوة‪.‬‬

‫‪٢‬‬
‫ا‬

‫‪١٣٨‬‬
‫سر ‪,‬سن‬

‫خس أالسوار‬

‫(اتقول اإلحصائيات ان عدد من يموتون يسبب التخمة يفوق عدد‬


‫ضحايا المجاعات‪ .‬فأغلب الناس فى الواقع يحفرون قبورهم بأسنانهم!‪،‬‬

‫جاءت هذه الكلمات على لسان أحد أساتذة الطب فى بداية‬


‫محاضرة عن السمنة وقد تركت فى ذهنى انطباعا لن يمحى‪ .‬وخالل‬
‫سنوات عملى كطبيب فى العالمين المتقدم والنامى عادة ما كنت أتأمل‬
‫هذه الكلمات فأجد نغسى أومئ بالموافقة ‪.‬‬

‫إن الشهوة فى شكليها الظاهر والخفى‪ ،‬تؤدى لضرر بالغ‪ ،‬وذلك‬


‫منذ بداية حياة اإلنسان‪ .‬لقد بدأت الحية مع حواء بالثمرة المحرمة ومنذ‬
‫ذلك الوقت والتاريخ يعيد نفس المشهد مرات ومرات على مدار القرون‪.‬‬
‫واآلن دعونا نمعن النظر من خالل ثقب فى الجدار لترى كيف أن قادة‬
‫إسرائيل أكملوا هذا التقليد اإلنسانى العتيق‪.‬‬

‫سار النبى بخطوات متثاقلة يضرب بقدمه بعض األحجار المتناثرة‬


‫بجانب أسوار الهيكل وهو يقطع الطريق خالل الدار الخارجية مخلقا‬
‫وراءه سحبًا ضئيلة من الغبار خلف كل خطوة ‪ .‬وعلى بعد من المشهد‬
‫ثمالى نباح كلب ضال كاسرا للحظات الصمت الثقيل المحيط بكتل‬
‫المجارة الهائلة المتراصة التى تشكل جدران الهيكل‪ .‬رفع النبى رأسه‬

‫‪١٣٩‬‬
‫(عمًا ق نغسى‬

‫المنحنية وشمل الجدار بنظرة ماسحة وقال لنفسه يوجد شى ء ما مختلف‬


‫هل سيسقط الجدار أم قد انتزعت إحدى الكتل؟ فأسرع الخطى حتى‬
‫وصل للسور ووجد نفسه ينظر من خالل فتحة فيه ‪ .‬وزاد فضوله حتى‬
‫التصق وجهه شاما بالحجارة الدافئة بفعل حرارة الشمس وأمعن النظر‬
‫من الفتحة‪ .‬وفجأة ارتد للوراء كأنما لدغه عقرب! وموجات الذهول‬
‫تجرى فى جسده وقد شلته الصدمة شاما‪ .‬ما الذى رآه فراعه لهذا الحد‬
‫حتى هرب الدم من عروقه ؟ يجيبنا حزقيال النبى أنه رأى قادة إسرائيل‬
‫وهم مختبوئن خلف هذا الجداريمارسون الزئى الروحى (حز‪)١٢-٦:٨‬‬
‫ويعبدون صورأإللهة الكنعانيين ‪ .‬لقد نخلوا شامًاعن الدين الحقيقى‬
‫لشعب الله وانغمسوا فى أعمال شرد وشهوة‪.‬‬

‫إن الرؤية العامة التى يقدمها يوحنا الرسول للشهوة فى‬


‫‪ ١‬يو ‪ ١٧— ١٥: ٢‬هى أكثر الرؤى تبصرا بالحقيقة فهويقول إن الشهوة‬
‫التى فى العالم هى شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ‪ .‬وهنا‬
‫تصور شهوة الجسد وشهوة العيون فى صورة انغماس مدمر فى الخطية ‪.‬‬
‫إن شهوة العيون تشير إلى الرغبة العارمة التى تدخل الذهن من بوابة‬
‫النظر وكما ترتبط شهوة العيون بالتجرية فإن شهوة الجسد هى‬
‫االستسالم الفعلى للرغبة وأخير الوقوع فى تأثيرها الشرير وشت‬
‫سيطرتها الخانقة‪.‬‬

‫اسوة‬
‫كيف يقع الكثيرون منا فى شباك الشهوة ويصيرون عبيدا لعادات‬
‫شهوانية تخرجهم عن مسار حياتهم الطبيعى بل وتدمر حياتهم‬
‫وصحتهم‪ .‬دعونا نرجع لحزقيال لنتلصص خلف جدران قلب اإلنسان‬
‫الجدران التى نمارس وراءها خطايانا السرية وزنانا‪ .‬إننا نبنى هذه‬

‫‪١٤.‬‬
‫خلف (ال سرر‬

‫الجدران الدفاعية لنحمى أنفسنا من األعداء الذين آل يجرحوننا‪ .‬وهؤالء‬


‫بقوة فى تجاوبنا‬
‫*‬ ‫األعداء سواء كانوا حقيقيين أومتخيلين يؤثرون‬
‫وتفاعلنا مع الحياة ولكن دعونا نسأل مرة أخرى ما الذى يجرى خلف‬
‫هذه األسوار؟ ولإلجابة على هذا السؤال لتدرس هذا المثال التوضيحى‪.‬‬
‫بى شكل ‪ ١٧‬الخط (‪ )٨‬يمثل زيج الرفض من أحد رموز السلطة‬
‫وهو مدلى كزيج مائل يميل بكل شى ء فى حياة الشخص والمشاعر‬
‫المباشرة التى يجب على الشخص أن يتعامل معها عندما يختبر هذا‬
‫الرفض هى مشاعر األلم الداخلى الذى أراه كثيرأ فى مرضاى وأعتبره‬
‫تحديا أكبر من األلم الحلبيعى الذى أراه فى األمراض الجسدية‪ .‬وربما‬
‫يوجد عدد أكبر من المرضى يعانون من األلم النفسى أكثر من األلم‬
‫الحلبيعى‪ .‬ولكن بدا لى أن ليس هناك سوى القليل الذى أستطيع أن أفعله‬
‫للتخفيف من هذا األلم والمعاناة الداخلية ‪ .‬وفى بحثى عن إجابة بدأت‬
‫أسأل بعض األسئلة لمرضاى الذين كانوا فى حالة واضحة من األلم‬
‫النفس‪ .‬عرفت أن الكثير من السيدات والبنات يقودهن هذا األلم‬
‫الداخلى نحوالثالجة! أوعلبة البسكويت مثأل‪.‬‬
‫وبعد قليل بدأت أنماط مشابهة من السلوك تتضح أمامى ثم انفتح‬
‫أمامى بعد جديد وفى كل مرة كنت أسأل كيف استطاعوا التعايش مع‬
‫األلم الداخلى كانت اإلجابات كالتالى‪:‬‬
‫(<آكل أكثر‪. ),‬‬
‫‪،‬أشرب خمورا أكثرا) ‪.‬‬
‫((أصرف فلوس أكثرا)‪.‬‬
‫‪#‬أعمل عالقة جنسية!) ‪.‬‬
‫‪#‬أمارس العادة السرية‪. ،‬‬

‫‪١٤١‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫اتاربح )سروبى‬

‫(شكل‪)١٧‬‬

‫‪١٤٢‬‬
‫خففه ‪ ٧/‬سوار‬

‫وفى كل حالة‪ ،‬كان مرضاى يحاولون الهرب من االلم وتسكينه‬


‫باالنغماس فى أحد أنواع اللذة‪ .‬لذا سميت هذا السلوك التأرجح الهروبى‬
‫كما هوفى شكل ‪ ١ ٧‬لكن الشى ء الذى لم يكن مرضاى يقبلونه هوأن‬
‫اللذة دائما وقتية‪ ،‬وأنهم كلما اتجهوا ناحية الهروب سوف يعودون مرة‬
‫أخرى عائدين لأللم لكى يعيدوا الكرة مرة أخرى‪ .‬فى شكل ‪ ، ١ ٧‬يمثل‬
‫التأرجح بعيدًاعن األلم نحواللذة والخط ‪ )٩‬يمثل العودة‬ ‫(‪)6‬‬ ‫الخط‬
‫لأللم وبداية دورة جديدة‪.‬‬
‫كانت هذه العملية واضحة جدًاأمامى ذات يوم فى سيدة فى‬
‫منتصف العمر أتت لمكتبى طلبًاللمساعدة‪ ،‬وكانت أول كلماتها هى‬
‫الشكوى من ريادة وزنها‪ ،‬وبالطبع بعد أن نظرت إليها نظرة عابرة لم‬
‫أكن بحاجة ألى إقتاع بحقيقة هذه المشكلة‪ .‬وعندما أكملت حديثها‬
‫مباشرة طالبة وصفة سحرية تعيد لها قوامها السابق كان على أن أشرح‬
‫لها أنها تعتاج أن نخدثنى عن نفسها وعن أسرتها أكثر‪.‬‬

‫وسرعان ما اكتشفت أن زوجها كان مدمنا للخمر وأن حياته سببت‬


‫لها الكثير من الحزن واألسى والعار وواضح أن كال من هذه السيدة‬
‫وزوجها قد اختبرا الكثير من األلم فى حياتهما والغرق الوحيد هوفى‬
‫االختيار الذى اختاره كل منهما كمهرب من األلم‪.‬‬
‫وحيث أن اختيار السيدة سبب لها ألمأإضافيًاأصبحت فى حاجة‬
‫للمزيد من األكل لتخفيف األلم المتزايد وهكذا تفاقمت مشكلتها وأيضا‬
‫أصيب زوجها بالمرض بسبب الكحول وسقطت األسرة ألعماق أبعد من‬
‫الفقر ولعل هذه الحالة شثل بوضوح ما قاله يوحنا الرسول عن شهوة‬
‫الجسد وشهوة العيون‪.‬‬

‫‪١٤٣‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫فقش ادبة اسابى‬


‫إن هذا المرض يمثل حالة اخرى من حاالت التارجح الهروبى‪،‬‬
‫وهو مرض طبى يوجد باألخص فى الشابات الالتى قد يلجأن لعدم‬
‫األكل كرد فعل عصابى لصدمة نفسية شديدة حتى أنهن يدفعن‬
‫بأنفسهن نحوسوء التغذية وربما الموت‪ .‬ومعظم هذه الحاالت تصيب‬
‫بائت يتصف والديهن بالثراء والسعى المحموم وراء النجاح ويطالبون‬
‫أوالدهم بمطالب شديدة ومستويات عليا من األداء عادة ما تكون أكبر‬
‫من إمكاناتهم وقدراتهم‪.‬‬
‫وعندما يربط الوالدان بين إعطاء الحب لبناتهم وبين تحقيقهن‬
‫المتوقع منهن فإنهن عادة ما يصارعن بضراوة ورعب لكى يحققن‬
‫المستوى المطلوب مدفوعين دائمًاباإلحساس بالذنب لكونهن لم يحققن‬
‫توقعات الوالدين وهكذا يعشن بإحساس داخلى مزمن من الفراغ واأللم‬
‫ثم يهرعن إلى البحث عن اللذة عن طريق األكل ولكن عندما تنتهى‬
‫اللذة المؤقتة‪ ،‬يتملكهن الخوف من السمنة وبالتالى مزيد من الرفض‪.‬‬
‫وعادة ما يلجأن للذهاب لمكان سرى حيث يقيوئن أنفسهن أو ربما‬
‫يتناولن ملينات‪ .‬ولكى يهوبن من االنتقاد فإن هؤالء الشابات يعيشون‬
‫حياة من الخداع واألكل بشراهة فى السر والقى ء فى السر أيضا واإلنكار‬
‫ولألسف‪ ،‬أن ‪ ٢ ٠‬بز من هؤالء الفتيات يمتن من سوء التغذية ومضاعفاته‬
‫وفى * ‪ ٢‬بز أخرى تجد الفتيات صعوبة فى الخروج من دائرة مفرغة من‬
‫األلم واللذة‪ -‬الوقتية تدفعها رغبة عارمة فى الحصول على القبول‪.‬‬

‫عير‬ ‫ففعيا‬
‫اما بالنسبة لحالتى انا فقد ادمنت نوعين من اللذة اثناء الطفولة‬

‫‪١٤٤‬‬
‫خلف االسوار‬

‫وذلك فى محاولة للهرب من األلم الناتج عن سخرية مدرستى فى‬


‫البداية كان األكل فإذا لم أتناول كفايتى من الطعام فى الوقت المناسب‬
‫أصبح عصبيآ جدا وعندما كنت أتناول الطعام كنت أزدرده بسرعة‬
‫كالحيوان‪.‬‬
‫أما الراحة الزائغة األخرى التى كنت أبأ إليها كالمسكنات هى‬
‫الهروإب إلى عالم الخيال وأحالم اليقظة وكنت أستخدم بعض القصص‬
‫الشهوانية القذرة‪ -‬التى كان التالميذ يتداولونها فى المدرسة لكى أصنع‬
‫منها عالمى الخيالى الخاص الذى كنت أبحث فيه عن الراحة والسعادة‪.‬‬
‫وكالعادة فإن اللذة كانت دائما وقتية ولكنى سرعان ما أصبح ذهنى‬
‫كصفيحة القمامة ‪ .‬وعندما صرت مسيحيًامؤمنًاأصبحت هاتين‬
‫المنطقتين من حياتى هما مساحة معركتى الكبرى للتغيير فقد تطمت‬
‫فيما بعد أن الطعام والجنس هما مهربان شائعان ومرتبطان ببعضهما‬
‫البعض‪.‬‬
‫وكما أن لدينا شهية لألكل وللخمور فإن هناك أيضا شهوة للجنس‬
‫واإلباحية الجنسية‪ ،‬والنجاسة‪ ،‬والجتسية المثلية‪ ،‬كلها قد أصبحت متفشية‬
‫هذه األيام‪ ،‬حتى بالرغم من تهديد اإليدز ولكون الشهوة قد أصبحت‬
‫بهذا القدر من الشيوع يفشل الكثير من األزواج فى تعلم معنى الحب‬
‫الحقيقى‪.‬‬
‫وابمتاب المقدس يرينا أن الشهوة تطالب وتفرض نفسها‪ ،‬أما‬
‫الحب فيضحى وينكر ذاته لتحقيق احتياجات اآلخر‪ .‬الشهوة تريد التملك‬
‫بأى ثمن أما الحب فيعطى مهما كان الثمن‪ .‬وعادة ما تغطى الشهوة‬
‫الفجة قصيرة األجل على األهداف طويلة المدى للعالقات األكثر‬
‫سموأوحساسية واألدوية سواء كانت موصوفة أو مستخدمة بطرق غير‬

‫‪١٤٥‬‬
‫(عاق نغسى‬

‫ألتارجح ألعجوس‬

‫‪6.‬‬ ‫الهجوم بدافع األلم‬ ‫الرفض من أحد رموز السلطة ‪٨.‬‬

‫(شكل‪)١٨‬‬

‫‪١٤٦‬‬
‫خف (السؤر‬

‫شرعية (المخدرات) اصبحت تجارة الباليين وكثيرون اليوم يعيشون‬


‫تحت تأثيراإلدمان المقف للعقل سواء ألدوية موصوفة أوالمخدرات‬
‫التى تباع فى الشارع‪ .‬وكثير من المراهقين يلقون بحياتهم وشبابهم‬
‫تحت عجالت قطار ال يرحم من الشهوة الكيميائية والببولوحية هربًامن‬
‫ألم نغسى ال قبل لهم باحتماله‪.‬‬

‫أالدة وأالب‬
‫قام الدكتوره ريتشارد سولومان‪ ،‬وهو أستاذ علم النفس فى جامعة‬
‫بنسلقانيا ببحث للمعهد القومى للسحة النفسية عنوان (< تكلفة اللذة وفوائد‬
‫األلم‪ ،‬وفيه يشرح كيف أن المثير غير المشروط عادة ما يسبب ظواهر‬
‫ثالثة رئيسية وهى‪:‬‬
‫خبرة ممتعة‬
‫سلوك إدمانى‬
‫وألم عند التوقف (السحب)‬

‫وقد سمى نظريته (انظرية عملية التضاد للتحفيز المكتسب‪ ،‬وهى‬


‫تعطى تفسيرا معقوألللسلوكيات اإلدمانية النى تسببها إما أحداث مؤلمة‬
‫أو مفرحة‪.‬‬

‫واشتملت تجاربه على العمل على إدمان المخدرات والعالقات‬


‫الكريهة( ومن بين‬
‫)*‬ ‫االجتماعية والشهوات الحسية والمثيرات‬
‫االستنتاجات التى خلص إليها ما يلى‪:‬‬

‫ه‪ ٨0٩01٢6‬؛‪0٢٧ 0‬؛‪11،‬آ ‪88‬جء‪0‬ل ‪ 0^^00601 -‬ج‪11‬آاا ‪ ٤. 80101000‬ل>‪،1٢‬غن‪1‬ح‪)<>( 1‬‬


‫‪. 691-712.‬؟لت ‪. 1980‬جال‪ ٨‬أ‪8‬أج‪0‬ا‪0‬ةءإل‪8‬؟ ‪٣1030‬ج‪ ٨01‬اا‪100‬خ‪1٧3‬ا‪0‬ا‪١‬‬

‫‪١٤٧‬‬
‫‪/‬طق نغسى‬

‫‪ - ١‬عندما يحدث إدمان ألحد أنواع اللذة فإنه عادة ما يتوقف عن‬
‫طريق ألم مضاد ‪.‬‬
‫‪ -٢‬وهذا األلم المضاد هو ألم بطى ء فى مجيئه وفى ذهابه أيضا‪.‬‬

‫‪ -٣‬وعملية التضاد هذه تزداد قوة باستخدام فواصل زمنية مناسبة‪.‬‬

‫‪-٤‬اللذة المتكررة تفقد قوتها تدريجيًاونجعل اإلنسان عرضة لمصادر‬


‫جديدة من المعاناة ‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬يعانى المصاب باإلسراف فى الطعام من بعض‬
‫أمراض السمنة كما أن المنغمس فى الجنس يصاب بمرض تناسلى‬
‫ويضع هذا البحث أهمية إضافية لموضوع اللذة) االلم الذى ناقشناه فكلما‬
‫ازداد إدماننا زادت المعاناة التى قد نواجهها‪ .‬ويسلم (اسولومان‪ ،‬بالطبيعة‬
‫األخالقية الكتابية الخاصة بالتعفف فى كل األمور(‪٢‬كو‪:٩‬ه‪.)٢‬‬

‫وكثير من المشيرين يمهدون طريق التوبة عن اللذة الخاطئة لكنهم‬


‫يفشلون فى التعامل مع األلم المتبقى الذى إذا لم يخفف يظل الشخص‬
‫يعانى من ألم أكثر شدة وربما يعود للذة القديمة أو يستبدلها بأخرى‪.‬‬
‫وهذا يفسر بعض الشى‪ ،‬كيف أنه من السهل جدا العودة لنمط الحياة‬
‫األود‪.‬‬

‫كيف نتعامل إذأمع هذا األلم دون اللجوء للذة المؤقتة؟ سوف نجد‬
‫الجواب فى الصفحات التالية‪.‬‬

‫فى ( ‪ ١‬يوحنا ‪ ) ١٦- ١٥: ٢‬نجد عنصرا آخر وهو تعظم المعيشة وهو‬

‫‪١٤٨‬‬
‫خاف اال سرر‬

‫يوصف بانه من العالم وبالتالى فهو ليس من االب ‪ ٠‬فى جنة عدن‬
‫استخدم إبليس مزيجا من الشهوة والكبرياء لينهى الحياة الطاهرة‬
‫بضربة الخطية القاضية وأثبت آدم وحواء بأنهما ضعيفا اإلرادة أمام‬
‫التأثير الخادع للشهوة والكبرياء ومنذ ذلك الحين واإلنسان يعانى من هذا‬
‫والشهوة قد لطخت كل صفحات التاريخ‬
‫*‬ ‫التأثير إذ أن صبغة الكبرياء‬
‫اإلنسانى كما يقول الكتاب إن (‪.‬قبل الكسر الكبرياء‪( ،‬أم ‪.)١٨: ١٦‬‬

‫وعندما ننظر لشكل ‪ ١٨‬ترى أن الخط (‪ )٨‬يمثل نتيجة الرفض‬


‫من أحد رموز السلطة ‪ ٠‬واآلن بدال من كون المشاعر هى أرض المعركة‬
‫نجد أن الذهن هوالذى يواجه هجمات أفكار الدونية وصفرالنفس ‪٠‬‬
‫فمعخلمنا قد صارع هذه األفكار فى وقت من األوقات‪ ،‬لكن لكل واحد‬
‫رد فعل مختلف فالشخص األكثر سلبية يقتنع ويقبل أفكار الدونية‬
‫ويحاول أن يفعل أقصى ما يستطيع إزاء الظروف المحيطة به‪ .‬أما‬
‫الشخص العنيف بطبعه فهويعمل على إثبات ذاته وال يكتفى بأن‬
‫يبرهن أنه ليس أقل من اآلخرين بل يحاول إثبات أنه أفضل من الجميع‬
‫فى شكل ‪. ١٨‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫وهذا ما يمثله التأرجح الهجومى المرموز له بالخط‬
‫وهذا التوجه هو ما يظهر واضحا فى واحدة من أقوى الحركات‬
‫الفلسفية فى عالمنا المعاصر وإهـى النزعة اإلنسانية العلمانية الملحدة‬
‫‪1118111‬د‪3٣ 11‬اال‪0‬ج‪/8‬ء‪1‬خ‪18‬جغ‪ ٨1‬التى ترفض الله فى تعبير مبالغ‬
‫فيه من الكبرياء بل وتضع مكانه اإلنسان وعندما يواجه اإلنسان‬
‫محدوديته وضعفه الشديد يحاول التعويض بأن يتحرك بالتأرجح‬
‫الهجومى محاوألإثبات ألوهيته ‪ .‬فى البداية تنادى هذه الفلسفة بالمزيد‬
‫من المعاملة اإلنسانية للشعوب ولكن يتولد اإلحباط عندما تتمادى هذه‬
‫الفلسفة اإلنسانية لتصبح فلسفة ‪،‬اإلنسان الخارق أوالسوبرمان‪ ،‬إذ يصبح‬

‫‪١٤٩‬‬
‫اعه ق نغسى‬

‫اإلنسان منتجًاأوسلعة يجب أن تكون على أعلى مستوى من الكمال‬


‫بأى ثمن وتكون لإلنسان قيمة فقط عندما يعمل بكفاءة تامة وإتقان دون‬
‫أن تشوبه أى شبهة ضعف أو قصور‪.‬‬

‫وقد نتج عن هذا االتجاه فى التفكير كثير من القضايا مثل ((موت‬


‫الرحمة‪( ،‬أى الحكم على المريض الميوئس من شفاءه بالموإت رحمة به)‬
‫واإلجهاض االختيارى وبنوك الحيوانات الموئية وكل هذه هى أساليب‬
‫منطقية لخدمة هذا الهدف وهوإقصاء المعوق والضعيف عن حلبة‬
‫الحياة لكى تستمر الساللة األقوى وهو نسخة حديثة أكثر جاذبية من‬
‫قانون الغابة القديم المعروف ((بالبقاء لألصلح‪. ،‬‬

‫ولكون اإلنسانية العلمانية تتخلل نسيج المجتمع الغربى وتحاول‬


‫على استحياء غزو مجتمعاتنا الشرقية بدعوى مسايرة ركب الحضارة‬
‫نجد فى الغرب الكثيرين ممن ألقوا على جانبى هذا السباق المحموم نحو‬
‫ما يسمى باإلنسان األفضل فترى زيجات محطمة وأسر مبعثرة‬
‫وأمراض ونغوس كسيرة مما يشكل ظاهرة تشهد عن هذا السقوط الذى‬
‫يتبع الكبرياء‪.‬‬

‫أسف ص سصؤتي‬
‫إن أحد أمثلة التمرد الجماعى على هذه الفلسفة هى جماعة الهيبيز‬
‫التى ظهر ت فى الستينات الذين تأرجحوا نحو ما اعتقدوا أنه نمط حياة‬
‫أسم) من أجل رفاهية البشر فاتخذوا مفهوما خاصا للغردية واإلنسانية‬
‫ولكر‪ ،‬لألسف اضمحلت هذه الحركة لتصبح فقط رخصة تبرر تعاطى‬
‫المخدرات واالنحالل الجنسى واإلسراف فى الطعام والكثير من الشباب‬

‫‪١‬‬
‫خلف االسوار‬

‫الذين اندفعوا نحوالحرية انتهى بهم الحال لقيوإد أشد وأعمق‪ .‬ودعونى‬
‫أشارككم بهذا المثال الحى عن هذين الشخصين‪.‬‬
‫عندما التقيت ألول مرة ‪#‬ببيتر‪ ،‬و(( تريش؛) كانا يعيشان معآفى بيت‬
‫بنياه على جزع شجرة كبيرة‪ .‬كانت اتريش‪ ،‬ترفل فى ثوب حمل‬
‫فضفاض إذ كانت حبلى بطفلهما األول وكان بيتر ذو شعر طويل‬
‫مسترسل على كتفيه ولحية وكان يرتدى أيضا ما يشبه العباءة‬
‫القذرة المليثة بالهباب والطين ورائحة كريهة نفاذة تنبعث منه ولم‬
‫يمضى وقت طويل بعد هذا اللقاء حتى جاء بيتر ليقابلنى فى عيادة‬
‫المشورة ‪.‬‬
‫عندما دخل ‪#‬بيتر‪ ،‬إلى مكتبى الخافت اإلضاءة‪ ،‬جلس متقاطع‬
‫الساقين على أرضية الحجرة ملطمأ عبائته بين ساقيه ووضع بجانبه‬
‫حقيبة قماشية متسخة وبدت فى عينيه نظرة زجاجية تفضح أذه' تعت‬
‫تأثير مخدر خفيف‪ .‬وكان ‪#‬بيتر‪ ،‬يعود من وقت آلخر لحقيبته القماشية‬
‫ويخرج منها وحدات صغيرة من عيش الغراب ويمضفها بصوت‬
‫مزعج‪ .‬وعرفت بعد ذلك إن هذا هو ما يسميه الهيبيز ‪#‬عيش الغراب‬
‫السحرى‪ ،‬ويزرعونه على روث البقر وله تأثير قوى حتى أنه يماثل‬
‫وهذا يفسر نظرته الزجاجية والصعوبة الشديدة التى‬ ‫‪1.80‬‬ ‫عقار الهلوسة‬
‫كنت أجدها فى التواصل معه!‬
‫وعندما كنت أسأله السؤال تلو اآلخر‪ ،‬كانت إجابات ‪#‬بيتر‪ ،‬تبدو‬
‫‪#‬فلسفية‪ ،‬كانت الرائحة فى الغرفة كريهة جدأ حتى أن ‪٠‬باريارا‪ ،‬عندما‬
‫رافقتنى فى الجلسة كانت تعانى من الغثيان فوضعت منديلها على أنفها‬
‫طوال الجلسة واعترفت فيما بعد أنها لم تفهم أى كلمة مما قاله ‪#‬بيتر‪،‬‬
‫وكأنه قادم من كوكب آخر‪ .‬وبالطبع فال عجب أننا لم نحرز أى تقدم‬

‫‪١٥١‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫فى هذا اليوم ولكن على مدى الشهور التالية استطاعت (‪ 1‬باريارا))‬
‫أن تقترب أكثر من هتريش‪ ،‬التى من خاللها عرفت قصة (؛بيتر‪،‬‬
‫أيضا‪.‬‬

‫كان‪،‬بيتر‪ ،‬متزوجأيبلغ من العمر عشرون عاما ويعمل بالقوات‬


‫الجوية وقد أرسلوه لجزيرة‪ -‬جامه‪ .‬وكانت وظيفته هى معاينة الجو‬
‫وإبالغ الطيارين باألحوال‬ ‫‪8-52‬‬ ‫استعدادا لقدوم قاذفة القنابل الشهيرة‬
‫الجوية التى سوف يواجهونها عند قيامهم بمهمات القصف الجوى فى‬
‫قيتتام‪ .‬لقد كان أبيتر)‪ ،‬معارضا للحرب من البداية فعندما طلق زوجته‬
‫ولم تعد هناك أى روابط عائلية‪ ،‬هجر القوات الجوية شاما وبدأ فى اتباع‬
‫طريق الهيبيز الطويل الصعب الذى قاده إلى جنوب شرق آسيا ثم إلى‬
‫هاواى وكان غارقا لرأسه فى الفلسفات الشرقية والمخدرات‪ .‬لقد أضاع‬
‫(ابيتر‪ ،‬بعضا من أفضل سنى حياته هائما على وجهه فى جزيرة هاواى‪.‬‬

‫وعندما تقابل مع ‪#‬تريش‪ ، ،‬تلك الفتاة الوحيدة الضانة ;ذ دعاها‬


‫لتشاركه حياته ولكن فى الوقت الذى قابلناهما فيه كانا قد وصد د لنهاية‬
‫المطاف معا ووصلت حياتهما الفوضوية إلى نقطة النهاية‪.‬‬
‫والمثير للدهشة واإلعجاب معا أن الله بالفعل تدخل وأنقن حياتهما‬
‫من هذا النمط المستحيل‪ ،‬والفلسفة العقيمة‪ ،‬واآلن هما زوجان سعيدان‬
‫وعاد ‪#‬بيتر الجديد)) مرة أخرى للدراسة الجامعية لكى يصبح مدرسا‬
‫ناجحا وقصة هذين الزوجين تكرر نفسها أكثر من مرة فى حياة شباب‬
‫بائس يلقى بكل التقاليد جانبا فى شرده على المجتمع ليجد نفسه تحت‬
‫رحمة تقاليد جديدة أكثر تدميرأ‪ .‬تجنح بهم إلى حياة جوفاء من الشهوة‬
‫والفلسفات العاطلة‪.‬‬

‫‪١٥٢‬‬
‫خف االسور‬

‫أن قعوده(( أذفلفل بأى حض‬


‫ولكن ال ينحرف الجميع تحوالتمرد الظاهر كما فى قصة (ا بيتر‪،‬‬
‫و((تريش‪ ،‬فالبعض يختارون أن يحاربوا مدفوعين بشهوة طاغية أن‬
‫يكونوا (؛األفضل‪ ،‬فى شى ء ما‪ .‬فقد كان الكثيرون يحلمون على مدى‬
‫عشرات السنين أن يصبحوا أول رجال فضاء يهبهلون على سطح القمر‬
‫وألن هذا الهدفعالوفإنه يتطلب الكثير من التدريب والتنافس‬
‫والصراع من أجل أداء أفضل‪.‬‬
‫وكانت البداية يشخص واحد كان مستعدا ألن يدفع الثمن فى سبيل‬
‫أن يتخلص من عقدة النقس والدونية التى كان يشعربها وبالفعل‬
‫أصبح رائد فضاء‪ .‬وبالطبع عاش هذا الرجل ليعض الوقت يرفل فى‬
‫ثياب المجد حتى جاء وقت الحظ فيه أن هذا المجد قصير العمر وأن‪.‬‬
‫تلك الشهرة سرعان ما تضيع فقد تبعه الكثيرمن رواد الفضاء لذا بدأت‬
‫شهرنه تخبو وتفقد تركيزها كنقطة حبر ألقيت فى إناء مملوء بالماء‬
‫وهكذا بدأ يفقد إحساسه باإلنجاز وقيمة الذات‪ .‬لقد فشلت خطواته على‬
‫القمر فى تسديد عجز الحب بل وازدادت صراعاته سوءا وشدة وعندما‬
‫كانت مشاعرالدونية تعاوده كان يلجأ للشراب ليغطى به األلم الناتج‬
‫وهكذا أخذ الطريق النازل نحو إدمان الخمور‪.‬‬
‫واألمثلة ال حصر لها لهؤالء الذين بدوا وكأنهم وصلوا للقمة ولكنهم‬
‫يفاجوئن بأن عجز الحب يزداد عمقآ وعنفا بالوحدة‪.‬‬
‫إن تعظم المعيشة هوما أسميه تأرجحًاهجوميا حيث يصارع‬
‫اإلنسان دون هوادة ويتنافس ويؤدى لكى يؤسس لنفسه التفوق ويعتلى‬
‫القمة حتى يحصل على القبول بين الناس رافضًا حتى التفكير فى‬
‫احتمال الفشل مقررأأن الغاية دائمًا ما تبرر الوسيلة ‪٠‬‬

‫‪١٥٣‬‬
‫اعطق نغسى‬

‫ًالمرضص‬
‫(شكل‪)١٩‬‬
‫خلف االسور‬

‫وشكل ‪ ١ ٩‬يأخذنا خطوة أخرى فى هذا‪،‬التأرجح النفسى‪ ،‬فترى‬


‫كألمن الشهوة والخوف كعاملين محفزين للتأرجح النفسى فيهرب‬
‫الشخص من األلم إلى اللذة ‪ ٠‬لقد ناقشنا من قبل كيف أن اللذة يمكن أن‬
‫تخفف األلم الداخلى وهذه اللذة تصبح شهوة آسرة إذ تتبع نمطا‬
‫قهريآإدمانيا‪ .‬والخوف أيضا يمكن أن يتولد‪ ،‬كالخوف من فقدان اللذة‬
‫أوالخوف من العبودية لها أواالثنين معًاكما هوالحال فى إدمان الخمر‬
‫والمخدرات‪.‬‬
‫وعلى الجانب اآلخر‪ ،‬فإن الكبرياء والغضب يمكن أن يكونا عاملين‬
‫محفزين لتأرجح ذهنى فعلى سبيل المثال‪ ،‬عندما يحاول شخص تسلق‬
‫السلم الوظيفى لشركة ما قد تكون له أهداف داخلية خفية كأن يئيت أنه‬
‫ليس أقل من اآلخرين بل أفضل منهم مظهرا بذلك كبرياءه ‪ .‬ولكن‬
‫عندما يجد نفسه فى يوم من األيام مغصوأل‪ ،‬فإن هذا الكبرياء يجرح‬
‫جرحا عميقا ويتأرجح بالتالى نحو أفكار الغضب فمع أنه كان يبدوفى‬
‫البداية متزنًا‪ ،‬إال أن عنفه الداخلى سرعان ما يظهر فى بيته ومع‬
‫أسرته‪ .‬وبنفس الطريقة‪ ،‬عندما يتأرجح أى منا نحو التعالى بسبب‬
‫الكبرياء فإننا سرعان ما نتأرجح للطرف اآلخر وهو الدونية‪ .‬عندما‬
‫يصاب كبرياؤنا هذا يجرح عميق من جراء فشل ما‪ ،‬فإن الغضب‬
‫والعنف غير المحكوم قد يعبر عن نفسه مدمرا من نحبهم‪.‬‬
‫والجزء الثالث من النفس وهواإلرادة يضعف بعد ذلك ضعفا‬
‫شديدأ‪ .‬وكلما خضعت اإلرادة لمتاورات العقل والمشاعر تصاب‬
‫باالرتباك ويتراكم الضغط العصبى واإلرهاق ليبنى حالة من عدم‬
‫االستقرار الذى يؤدى لالنهيار بشكل أوبآخر كما يظهر فى شكل ‪. ٢ ٠‬‬

‫‪١٥٥‬‬
‫عاق تفى‬

‫دجلههدايج‬
‫(يعقوب ‪)٨،٧:١‬‬
‫(شكل‪)٢.‬‬

‫‪١٥٦‬‬
‫خلف االسرر‬

‫فى كل من هذه التأرجحات النفسية إما من خالل المشاعر أو‬


‫الذهن أواإلرادة‪ ،‬سوف نرى الشهوة‪ ،‬والخوف والكبرياء والغضب‬
‫وغيرها تزعزع جدران الشخصية حتى تهدمها إما جزئياأو كليا فعندما‬
‫نتجاوز حدود احتمالنا للضغوط والشد العصبى‪ ،‬فسوف ندخل منطقة‬
‫االنهيار والجدران التى نبنيها قد تنهار ونفقد السيطرة على حياتنا شاما‬
‫بكل عناصرها ووظائفها الجسدية ولنفسية والروحية ‪ .‬ويشير يعقوب فى‬
‫رسالته (يع ‪ )٨—٦: ١‬إلى‪،‬ازدواج الفكر)) والذى يترجم باليونانية ترجمة‬
‫أفضل فيكون ‪،‬ازدواج النفس)) وهذا يعنى وجود حالتين ذهنيتين‬
‫متحاربتين معا‪ .‬وشكل ‪ ٢ ٠‬يصور هذا واضعا الرفض كحالة ذهنية‬
‫والتمرد كحالة أخرى مضادة وإذا تأرجحنا بين االثنين فإننا نعانى من‬
‫عدم استقرار متزايد‪ ,،‬وتزيد احتمالية االنهيار تبعا لذلك وتصبح الصحة‬
‫النفسية عندئذ فى خطر‪.‬‬
‫إن السياق الذى أتى فيه تعبير ((ازدواج الفكر‪ ،‬فى رسالة يعقوب‬
‫يشير إلى أسباب عدم اإليمان مؤكدا أن الشخس ذو الرأيين (أى ذو‬
‫الفكر المزدوج) ‪،‬متقلقل فى كل طرقه‪ ،‬وكلمة ‪،‬كل‪ ،‬هنا تشيرإلى أن‬
‫االنهيار أو المرض النفسى قد ينتج من هذا التأرجح الذى تسببه الشهوة‬
‫والخوف والكبرياء والغضب ولكن لدى الله حال أفضل لجدران الرفض‬
‫والتمرد هذه لكى بزيلها بطريقة بناءة وشافية ‪ .‬وإذ نواصل المسير لننظر‬
‫لتعامالبتة الله مع شعبه (إسرائيل) سوف ترى كيف أن الله يزيل‬
‫أسوارنا المزحة ليبنى بدال منها أسوارا جديدة ‪.‬‬

‫‪١٥٧‬‬
‫اصع لى نغسى‬

‫تعالي جاب‬
‫استدع لذاكرتك المواقف المؤلمة فى حياتك‪ .‬صف كيف تعاملت هع‬
‫األلم الداخلى واذكر النتائج‪ .‬كيف تعاملت مع الضغط المتزايد فى‬
‫حياتك؟‬

‫‪١٥٨‬‬
‫سر سم‬

‫إعادة ظ اال‪-‬اس‬

‫‪،‬وصرح اربئ ع اسوارك يخفضه‪ .‬بضعه كصقه ةألرهن‪/‬لى‬


‫‪/‬ماب) ورش‪>١٢٠٠٢٥‬‬
‫(ذفى ذلك اليوم يغنى بهذه ‪۶/‬غنية فى رض يهود لنع مدينة‬
‫قويه‪ .‬يجعل الخادصرخ ًاسوًاوًا ومترسة ء ووش ‪>١٠٠٢٦‬‬

‫إن األعداد الكتابية المذكورة سابقا هى ملخص رائع للطريقة التى‬


‫يجب أن نبتى بها؛ أسوار حياتنا‪ ،‬بطريقة جديدة مختلفة ععا ذكرناه من‬
‫قبل ويقول الرب فى هذه الفقرات إنه ال يريد أن يتركنا دون أسوار أو‬
‫دفاعات عرضة لئهجوم من عدونفوسنا‪ .‬ولكنه يريد أن يعطيتا سورا‬
‫جديدأهوسور الخالص ( إش * ‪ ) ١٨: ٦‬وبوابات جديدة هى بوابات‬
‫التسبيح تحمينا من الدمار والخراب وفى هذا الجزء من الدراسة‪ ،‬سوف‬
‫ندرس كيف بعد أن هدمنا جدران الرفض والتمرد وأزلنا الحجارة‪ ،‬نبنى‬
‫أسوار الخالص فى حياتنا‪.‬‬

‫ولكى ترى كيف يتعامل الله معنا‪ ،‬دعونا نراجع بعضا من تاريخ‬
‫شعب إسرائيل‪ ،‬بادئين من انقسام المملكة‪.‬‬

‫‪١٥٩‬‬
‫إعماق نغسى‬

‫االب‪ ،‬اساراسوات اسيرة)‬


‫‪٤..‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫‪٥٣٦‬‬ ‫‪٥٨٦‬‬ ‫‪ ٧٢٢‬ق‪.‬م‪.‬‬ ‫‪ ٩٣١‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫هوشع‬

‫يهوذا‬

‫عوبديا (ادوم) ناحوم (نينوى)‬


‫يوئيل‬
‫ميخا‬
‫صفنيا‬
‫طوق‬

‫العودة من السبى‬

‫حجى‬
‫زكريا‬ ‫(شكل ‪)٢١‬‬
‫مالخى‬

‫‪١٦.‬‬
‫إعادة بناء االساس‬

‫ويوضح التخطيط فى شكل ‪ ٢ ١‬فكرة عامة مختصرة عن االحداث‬


‫فبسبب عدم اكتراث إسرائيل لتحذيرات عاموس وهوإثع الممسوحة‬
‫بالروح تعرضوا للسبى‪ .‬وبالرغم من أن مملكة يهوذا أيهتًارأت ما‬
‫حدث إلسرائيل وتحدث الله لها بتحذيرات مماثلة على ألسنة فريق قوى‬
‫من األنبياء إال أنهم أيهتألم يتوبوا‪ .‬وبالتالى عانى كل من إسرائيل‬
‫ويهوذا من سنين طويلة من الخدمة والعبودية فى بايل‪.‬‬
‫وخالل هذه السنين من السبى اليهودى حدثت تغيرات تاريخية‪.‬‬
‫أوال انهارت قوة بايل أمام االمتداد الكاسح لإلمبراطورية الفارسية‪ .‬ثم‬
‫صعد صراخ شعب الله المختار والخاضع للتأديب والتطهير المؤلم‬
‫وعندما رأى الله أن أيام تأديبهم قد اكتملت‪ ،‬استجاب لصراخهم بأن‬
‫أعطاهم قادة ليقودوا الشعب راجعين ألرض ميراثهم‪.‬‬
‫وأول قائد عظيم كان الملك األممى المدعوكورش‪ ،‬الذى شعر بأن‬
‫الله يدفعه ليصدر إعالنا مكتوبا أن هيكال سيبنى فى أورشليم للرب‪ ،‬وأن‬
‫هذا العمل يحتاج لشعب يقوم به‪ .‬لذا أعاد كورش كل كنوز الهيكل‬
‫المسلوبة ليساعد على بدء هذا العمل‪ ،‬وكنتيجة لذلك عاد ‪٤٢٣٦٠‬‬
‫شخصا من بنى إسرائيل ألورشليم تحت قيادة زربابل وكثيرين غيره ‪.‬‬
‫واآلن لنتتبع تطور تلك الحركة الجماعية التى ربما تكون أهم حركة‬
‫جماعية لشعب‪ ،‬رآها العالم حتى ذلك الوقت‪ .‬تخيل معى هذه الجماعة‬
‫العظيمة من الناس الذين أعياهم الترحال‪ ،‬وكيف يشعرون بعد أن عادوا‬
‫من السبى وأجسامهم متربة وقواهم منهكة من طول السفر ليجدوا‬
‫ميراثهم وميراث أجدادهم قد صار كومة من الحطام والركام‪.‬‬
‫ويخبرنا عزرا ‪ ٦- ١:٣‬كيف أن كل العائدين من السبى اجتمعوا‬
‫معًاكرجل واحد ليقوموا بأول وأهم عمل فى أورثدليم — بناء المذبح‬

‫‪١٦١‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫المدبج‬

‫(شكل‪)٢٢‬‬

‫‪١٦٢‬‬
‫رط ده رفغ غ االساس‬

‫وقبل أن تكون هناك أية عبادة‪ ،‬كان يجب تقديم ذبيحة عن خطايا‬
‫الشعب‪ ،‬وهذا يوضح كيف أن العبادة لله ال تكون مقبولة إال بعد التعامل‬
‫الحاسم مع الخطية ‪ ٠‬والمذبح هو المكان الذى نأتى إليه لكى نتصالح مع‬
‫الله ونبدأفى حمل مسوئلية خطايانا ونقبل من الله الغداء عن خطايانا‪.‬‬
‫إن المذبح وما عليه من التقدمات‪ ،‬وبخاصة التقدمات التى يقدمها‬
‫اإلنسان مختارا‪ ،‬ترمز للتكريس‪ .‬والمذبح الجديد قد تم بناؤه فى أورشليم‬
‫فى نفس مكان المذبح القديم‪ ،‬وهذا يمثل كيف أن العبادة األولى قد أعيد‬
‫تأسيسها‪ .‬إن العائدين من السبى عرفوا أنهم إن أرادوا أن ينجحوا فى‬
‫بناء الهيكل فإنهم يحتاجون ليركة وقوة ونعمة من الله يهوه لكى يقدروا‬
‫على هذا العمل‪ ،‬وهذا ليس صحيحا فقط بالنسبة للمسييين ولكن بالنسبة‬
‫لنا أيهتآ‪ ،‬فالمذبح هو مكان‬

‫القبول‬ ‫االعتراف‬
‫العتق‬ ‫الذبيحة‬
‫الشفاء‬ ‫التوبة‬
‫الحماية‬ ‫الفقران‬
‫الدم الذى يطهر‬ ‫الكفارة‬
‫وعندما نقبل المسيح الول مرة كمخلص‪ ،‬فإننا ناتى للمذبح ‪-‬‬
‫ولكن هذا ال يعنى أننا لن نخطئ مرة أخرى‪ .‬وعندما نخطئ‪ ،‬فكثيرا ما‬
‫نفشل فى أن نعود مرة أخرى للمذبح‪ .‬وبالتالى تنمو((الخطايا الصغيرة))‬
‫وتتراكم فى حياتنا وإذا لم نعترف بها ونخرجها للتور فإنها تسبب‬
‫انغصاألبيتتا وبين الله فنجد صعوبة فى سماع صوته واستقبال حبه‬
‫وبالنالى يضعف حبنا له ‪٠‬‬

‫‪١٦٣‬‬
‫رعمدلى نغسى‬

‫اسكد‬

‫(شكل ‪)٢٣‬‬

‫‪١٦٤‬‬
‫رعادة بغًا ء االدره‬

‫لقد تعلم بنو إسرائيل هذا الدرس بعد معاناة‪ ،‬كما يحدث معنا اليوم‬
‫فكثير من األشياء قد تنمووتغطى على المذبح فى حياتنا فيختفى بين‬
‫الحشائش والنباتات الضارة ونحتاج إلى منجل قوى لكى نجده مرة‬
‫أخرى وفى كل نهضة يجب على الشعب أوألأن يتوبوا ويعترفوا‬
‫بخطاياهم ويعودوا للمذبح حتى يستعيدوا شركتهم مع الله ‪ ٠‬إننا جميعًا‬
‫نحتاج ألن نتبع هذا الطريق نحو المذبح كلما أخطأنا‪ .‬إننا مدعوون أن‬
‫نكون قديسين ( ‪ ١‬بط ‪ . ) ١٥: ١‬والكتاب يقول إنه بدون قداسة‪ ،‬ال يقدر‬
‫إنسان أن يرى الله ( عب ‪. )١٤: ١٢‬‬
‫ثم بعد ذلك بدأ بنوإسرائيل يبنون هيكل الله تحت قيادة الكاهن‬
‫زربابل (عزرا ‪ )١٣-٧:٣‬والهيكل هوالمكان الذى نعبد فيه الله وحده‬
‫ونمارس الشركة معه ومع بعضنا البعض‪ .‬وكما نحتاج للمذبح فى قلوبنا‬
‫فنحن نحتاج أيضا بلهيكل أو ابمكان الخاص بالله وحده‪ .‬نحتاخ إبى‬
‫مكان نضع فيه جانبًا كل شى ء آخر وندخل إلى محضره لتعيده ونسكن‬
‫قلوبنا أمامه وهذا هوالمكان الذى نستعيد فيه حيويتنا وتتعمق فيه‬
‫عالقتنا به‪ .‬وكما كان فى تلك األيام‪ ،‬كذلك اآلن فللهيكل أهمية كبيرة‬
‫فى حياتنا‪ .‬فهو مكان‬
‫ممارسة الفرائض المقدسة‬ ‫البادة‬

‫حضور الله‬ ‫الشكر‬

‫الفرح‬ ‫الشركة‬

‫القداسة‬ ‫اساه‬
‫القوة‬ ‫الصالة‬
‫المسحة‬ ‫الشهادة‬

‫‪١٦٥‬‬
‫اعافى نغسى‬

‫وفى كل من هذه االمور‪ ،‬ترى كيف ان الهيكل كان مكان حضور‬


‫الله حتى أنه فى بعض األحيان لم يستهلع الذين يخدمون فى الهيكل أن‬
‫يقفوا على أرجلهم بسبب حضور الله المهيمن‪ ،‬وهذا ما نرجوأن ترى‬
‫ولو لمحة منه فى أيامنا‪ .‬وعندما تم العمل وأعيد بناء الهيكل كأن احتفال‬
‫إسرائيل عجيبا ويسرد عزرا ‪ ١١:٣‬كيف أن بعضهم كان يصيح والبعض‬
‫يغنى وآخرون يبكون‪ ،‬بأصوات عالية حتى أن ضجيجهم كان يسمع من‬
‫بعيد ‪-‬‬
‫لماذا تأثر الشعب عاطفيا لهذه الدرجة ؟ لقد عرفوا أن الهيكل يعنى‬
‫أن الله سوف يحل بيتهم مرة أخرى‪ .‬ومن منهم يذكر الهيكل فى أيام‬
‫الملك سليمان كان يبكى من االشتياق العميق ألن برى حضور الله وسط‬
‫شعبه بقوة ونعمة مرة أخرى‪.‬‬

‫ما هى حالة هيكلك الشخصى؟ هل هو كومة حطام وأطالل‬


‫ويحتاج بشدة إلعادة البناء؟ هل تركته يتحول إلى خراأل ة بسبب‬
‫اإلهمال وانشغال الحياة؟ كم هو مهم بالنسبة لك أن يعود ح شورالله‬
‫يمأل هيكلك يوما فيوم ؟ إننا كثيرآ ما نكون منشغلين فى أعمالنا حتى من‬
‫أحل الرب لدرجة أن ال يكون لدينا وقتًاله ‪ .‬يجب أن نعرف أن عمل‬
‫أيدينا يكون مقبوال لديه فقط عندما يكون تعبيرا عن عالقة حب بحيث‬
‫يفيض الحب عمال‪ .‬إن هذه العالقة ال تتمو وتتغذى وتقوى وتتأسس إال‬
‫فى الهيكل‪ .‬ذلك المكان الذى نهمله عندما تزداد الضغوط والمطالب —‬
‫حتى المشروع والصالح منها — وتزدحم حياتنا فال يصبح هناك مكان‬

‫منذ عدة سنوات كتت اقود حلقة دراسية فى بيتانج‪ ،‬ماليزيا عندما‬
‫جاء بى الله إلى موقف مساءلة متحديآإياى أن أواجه هذه األسئلة‪.‬‬

‫‪١٦٦‬‬
‫إعادة بناء االساس‬

‫لقد كانت هذه المدينة تدعى ‪#‬لؤلؤة الشرق‪ ،‬و مدينة االلف معبدا)‬
‫وقد كانت منذ زمن طويل مركزا للعبادة الوثنية‪ .‬وألن التبشير ممنوع‬
‫فى ماليزيا‪ ،‬لذا كان على أن أحصل على تصريح خاص لكى أتحدث‬
‫مع بضع مائت من األشخاص فى هذه الحلقة الدراسية‪ .‬وفى إحدى‬
‫الليالى الحارة الرطبة قرب نهاية هذا األسبوع من الخدمة‪ ،‬دعوت‬
‫الحاضرين للتقدم للصالة ‪.‬‬
‫ومن المعروإف أن ماليزيا هى مكان التقاء حضارات كثيرة‬
‫مثل حضارة مالى والهند الصينية وفى هذه الليلة‪ ،‬وقفت أمام هذا‬
‫الجمع‪ ،‬وكان جمالهم األخاذ منعكسا على تنوع مظهرهم ولكن‬
‫جمالهم هذا لم يفعل شيائ لتهدئة شعورى المؤلم بالغراغ العميق‬
‫وعندما رأيت سيدة هندية جميلة تبكى‪ ،‬بدأت أصلى من أجلها‬
‫ولكننى وجدت نغسى خاليا إال من مشاعر ضحلة لم شكننى من التوحد‬
‫بهذه السيدة ‪ .‬التى أفضت إلى فيما بعد أنها سيدة مطلقة تعانى من ألم‬
‫ومرارة االنفصال وبالرغم من أنى كنت أعرف أن الله يعمل فى‬
‫حياتها كنت ال أزال أشعر بأنى منفصل عنها وبعيد غير قادر على‬
‫التعاطف معها‪.‬‬
‫وبعد ذلك عندما عدت لغرفتى الفخمة فى الفندق‪ ،‬شعرت أن‬
‫هناك شيئآخطأ كان موجودا بالرغم من أن تلك الليلة كانت قوية ‪.‬‬
‫وبالرغم من أنى رأيت الروح القدس يطلق الناس أحرارا‪ ،‬لماذا بقيت أنا‬
‫باردآويعيدا؟‬
‫عندئذ ركعت بجانب السرير‪ ،‬وطلبت إجابة من الرب‪ ،‬لماذا كنت‬
‫بعيدا وغير مبالو‪ .‬لقد كان الوقت يقارب منتصف الليل وكنت متعبا‬
‫مستهلكا من خدمة أسبوع كامل‪ ،‬لكننى دفعت نغسى دفعآللصالة ‪...‬‬

‫‪١٦٧‬‬
‫رعصك ق نغسى‬

‫—ور ًا سد ص‬
‫عندا = الصلح‬

‫أج‬
‫‪٠‬‬ ‫‪.‬‬
‫*‬
‫‪; . ٠.‬‬
‫‪٠.‬‬
‫غ|ع‬ ‫‪- ٠٠٠٦‬‬
‫‪٠‬ثم‬ ‫‪٠‬‬

‫رأس الحداوية‬

‫(شكل ‪)٢٤‬‬

‫‪١٦٨‬‬
‫إعادة بناء االساس‬

‫وأخيرا سمعت الرب يقول لى ابروس‪ ،‬لقد كنت مشغوال جدا‬


‫بعملى‪ ،‬حتى أنك لم تجد وقتآلى‪ ،‬وفجأة رأيت كيف أن الشهورالقليلة‬
‫الماضية كانت مملوءة بالمواعيد والدراسات والخدمة لدرجة أنى أهملت‬
‫المذبح والشركة الحميمة مع الله‪ ،‬لقد جعلت من خدمتى صنما وكنت‬
‫أتعبد فى محرابه بدآلمن الركوع عند قدمى الرب‪ .‬لقد رأيت بوضوح‬
‫كيف أن نعمة الله لم تزل تبارك كلمته من خاللى‪ ،‬ولكن بسبب إهمالى‬
‫صرت أنا خارجا أنظر من بعيد كالمتفرج‪.‬‬
‫وبدموع التوبة‪ ،‬اتضعت ووجدت نعمة عند الله ألعود للهيكل الذى‬
‫فى قلبى منتظرا حضوره الذى يمألنى بالفرح‪.‬‬

‫ومنذ ذلك الحين وأنا أالحظ كنيف أن الكثيرين منا ال يطلبون‬


‫حضور الله باعتباره االحتياج الملح فغى المزامير (مز ‪: ٨٤‬ه‪) ١٢-‬‬
‫يتكلم داود عن أناس سعداء ومحظونلين بل ويحسد الذين يسكنون فى‬
‫محضر الرب‪ .‬ألنهم يختبرون فرحه وراحته وقوته وكذا كل ما‬
‫يحتاجونه فى خدمتهم‪ .‬إن إهمال الهيكل أوإقصاء مكان العشرة الحميمة‬
‫مع الله من مركز حياتنا يجعلنا معرضين لعبادة (اآلهةا> أخرى ويوقعنا‬
‫فى الخطأ ويجعلنا نتوه فى متاهة وثنية من الدين المزيف فوجودنا فى‬
‫محضره هوفقط الطريق إلى أن يعكس وجودنا وجوده هو‪ .‬وكما كان‬
‫فى أيام عزرا‪ ،‬نحتاج أوألأن نعود إلى المذبح للتوبة ثم نهتم بالهيكل‬
‫وال نهمله أبدأ‪ .‬ومنذ أيام الكنيسة األولى‪ ،‬ونحن نستطيع أن نأخذ هاتين‬
‫الخطوتين وذلك فقط بسبب عمل المسيح الكفارى على المليب‪.‬يدعى‬
‫المسيح‪ ،‬رأس الزاوية فى ‪ ١‬بط ‪ ٨-٤: ٢‬وهذا الرأس يجب أن يكون هو‬
‫المذبح والهيكل فى حياتنا بشكل مستمر‪.‬‬
‫وحتى نعيد الرب إلى مكانه الصحيح فى حياتنا سوف ال نستهليع‬

‫‪١٦٩‬‬
‫اعمًاق نغسى‬

‫ان نختبر الخالص الحقيقى وال نتقدم لالمام خطوة واحدة‪ .‬وإلجمال ما‬
‫ذكرنا ترى فى شكل ‪ ٢ ٤‬أن األساس لسورالخالص هو حجر الغداء‪.‬‬
‫‪ ...‬لنلك بعول السيد الرب ‪ .‬هائد ًاؤسس فى صهيون حجزًا ‪٠‬‬
‫حجرإمتحان حجرزإويه كريبًا؛ساسًا مؤسسًا من؛من ومن‬
‫وثق‪ ،‬من اعتمد‪ ،‬من التصق يهذا ال ‪١١‬ركا ال يهرب وال بشعر‬
‫بالخزى وال يستسلم وإل يجرى فزعتم و جعل إلحق خيشًا‬
‫و خببى إلقياركا ولعدل مطمابًا وألكشف عن زيبى ًاءمًالكمكا‬
‫فيجربى البرد ملجأ إلكنب ويجربى الماء الستارة وإلمخباكا‬
‫ووس‪١٧-١٦.٠٢‬كا‪.‬‬
‫إن هذه األعداد ترسم صورة عاصفة رعدية‪ ،‬تجرف أثاثها ملجأ‬
‫الكذب وجدران الرفض والتمرد‪ .‬وبمجرد هدم هذه األسوار يؤسس سورا‬
‫جديدا‪ .‬يحجر زاوية جديد حجر ممتحن وموثوق به يبنى عليه سور‬
‫الخالص ويكون هذا السور مستقيمًاوآمنًامتفقا مع البرومتسعًامع‬
‫الزيج اإللهى (المطمار)‪.‬‬
‫فى الفصل التالى سوف ترى كيف يمكننا أن نبنى هذه األسوار‬
‫لتكون خالص لنا‪.‬‬

‫تعادجأب‬
‫‪ -‬راجع دورووظيقة المذبح فى حياتك‪.‬‬
‫‪ -‬كيف يمكنك أن تنموفى الشركة مع الله ؟ اكتب خحلتك‪.‬‬
‫‪ -‬تأمل حجراألساس إليمانك ‪...‬ما هو؟!‬

‫‪١٧.‬‬
‫‪,‬سرسر‬

‫(أسودة الدب)‬

‫اآلن قد تم بناء الهيكل فى أورشليم‪ ،‬لكن المدينة المقدسة كانت‬


‫التزال محاطة بأسوار منهدمة وأبواب محروقة بالنار‪ .‬لهذا أقام الله‬
‫نحميا ليقود المجموعة الثالثة واألخيرة من بنى إسرائيل للعودة من‬
‫فارس لبناء أسوار المدينة‪ .‬إن اسم انحمياا> يعتى (!المشير والمعزى ‪ )1‬وهو‬
‫يرمز إلى الروح القدس عندما يأتى إلينا ليرثدنا ويقوينا للسير فى طرق‬
‫الله‪.‬‬
‫كان نحميا فى الحياة العامة‪ ،‬ساقيا ومشيدأ وحاكمًا أما فى الحياة‬
‫الروحية‪ ،‬فهو يتحدانا أن نشرب من كأس الرب ونشيد أسوار الخالص‬
‫ونعد أنفسنا لكى نحكم ونملك مع يسوع المسيح‪.‬‬

‫إن سفر عزرا الذى درسناه فى الفصل السابق هو سفر المصالحة‪،‬‬


‫أما سفر نحميا فهو سفر استعادة إسرائيل لميراثها المعطى لها من الله ‪.‬‬
‫وكساى للملك الفارسى فى القصر الشتوى فى شوشن‪ ،‬سمع نحميا بعض‬
‫األخبار المحزنة عن موطنه‪ :‬فقد انهدمت أسوار أورشليم وأصبح الشعب‬
‫فى حالة دائمة من الخطر والتهديد ‪ ٠‬وبالرغم من أنه كان بعيدآ عن‬
‫أورشليم إال أنه كان مهتمًاومقتما جدأ بسبب هذه األخبار وكان قلبه‬
‫مملوءا بالشفقة على شعبه حتى أنه بكى وناح وصلى لمدة أربعة شهور‬
‫متشفعا عن شعبه فى هذا الموقف العصيب‪.‬‬

‫‪١٧١‬‬
‫إعماق نغسى‬

‫ومن المناسب هنا أن تسأل هذا السؤال‪( ،‬اماذا يكون رد فطنا عندما‬
‫يرسل لناالرب رسالة عن طريق واحدمن رجاله؟ اهل نفعل مثل‬
‫نحميا وتستقبل هذه الرسالة بجدية؟ لألسف‪ ،‬أعتقد أتتا كثيرا ما‬
‫ال نالحظ أن الله هوالمتحدث إلينا‪ ،‬أوربما ‪ -‬وهذا أسوأ ‪ -‬ننسى ما قاله‬
‫بعد بضعة أيام وفى سفر نحميا‪ ،‬نقرأ كيف أن نحميا سكب قلبه أمام الله‬
‫لمدة أربعة شهور متتالية قبل أن يتلقى إجابة منه‪ .‬وفى عدد ه من‬
‫األصحاح األول‪ ،‬نرى كيف أن نحميا عندما جلدتى أمام الرب‪ ،‬بدأ فى‬
‫شكره وتسبيحه على حفظه لعهده وعلى أنه اإلله المحب الرحيم لكل‬
‫حافظى عهده ووصاياه ‪ .‬كيف استطاع نحميا إزاء هذا الدمار الذى كان‬
‫يعانى منه وطنه أن يتجاوإب بمثل هذه اإليجابية بالتسبيح والشكر؟ من‬
‫الواضح أنه بالتأكيد قد حصل على رؤيا كشفت له عن طبيعة الله‬
‫وشخصه‪ ،‬حتى أنه فى وسط ذلك الموقف الذى كان يبدو مستحيأل‬
‫استطاع أن يسبح الله على أمانته‪.‬‬

‫همرفة ‪٠‬ا هو فض ؟‬
‫عندما كان نحميا يسبح الله فى مثل هذا الموقف الصعب لم يكن‬
‫يمارس نوعا من إنكار الواقع ولكنه كان يربط هذا الواقع بشخصية‬
‫الله التى هى واقع فالله أعظم من أى تحد على وجه األرض‪ .‬وعندما‬
‫بدأ فى تسبيح الله وشكره على شخصه وصفاته أدخل نحميا الله‪،‬‬
‫اإلله الذى يستطيع كل شى ء إلى هذا الموقف الصعب الذى يبدو‬
‫مستحيأل‪.‬‬
‫وكما يخبرنا الكتاب أن الله يسكن وسط تسبيحات شعبه‪ ،‬فإننا‬
‫عندما نسبح الله‪ ،‬يأتى ويسكن فى وسطنا‪ ،‬وعندما نراه وتلمسه ينتش‬

‫‪١٧٢‬‬
‫ررعودة رالب‬

‫إيماننا‪ ،‬ويتجدد رجاؤنا‪ ،‬وبالتالى نجد ان الموقف الذى كان يبدو‬


‫مستحيال ينكمش إلى حجمه الطبيعى فى ضوء حقيقة الله‪.‬‬
‫وعندما بدأ نحميا فى تسبيح وعبادة الله‪ ،‬ارتفع اإليمان فى قلبه أن‬
‫يرى شعب الله وقد استقام مع الزيج اإللهى واستعاد وعود الله له‪.‬‬
‫عندئذ استطاع نحميا أن يقول مع أيوإب‪( ،‬ابسمع األذن سمعت عنك‬
‫واآلن رأتك عينى (الروحية)‪( ،‬أيوب ‪ . )٥: ٤٢‬ماذا كان يعنى أيوب؟‬
‫لقد سمع أيوب كثيرا عن البه ‪ ٠‬وعاش فى ضوء هذه الحقيقة ولكن عندما‬
‫سمح الله بأن يجربه‪ ،‬حصل أيوب على كشف واضح لحقيقة نفسه‪،‬‬
‫وتحت التبكيت العميق‪ ،‬تاب أيوب فى التراب والرماد وهكذا صرخ‬
‫<|اآلن رأتك عيتى الروحية‪ .،‬لقد كان أيوب يقول إنه تقابل مع الله‬
‫بطريقة جديدة ومثيرة‪ .‬لقد جاء أيوب للنقطة التى عندها انسكب إعالن‬
‫الله فى قلبه وحياته‪ ،‬وإلى هذه النقطة يريد الله أن يأخذنا كلتا — ولكن‬
‫هذه النقطة عادة ما تأتى فى قلب ظروف صعبة كالتى اختبرها أيوب‬
‫ونحميا‪ ٠‬وإذا تجاوبنا نحن أيضا بالتسبيح فى وسط برية الظروف‬
‫الصعبة سوف نحصل أيهنًا على اإلعالن الذى نريده الجتياز هذه‬
‫التجربة‪.‬‬
‫فى شكل ‪ ، ٢٥‬نرى حجر األساس للغداء حيث المسيح رأس الزاوية‬
‫كما توجد سبعة أعمدة تقوى سور الخالص‪ .‬وكما رأيتا من مثال‬
‫نحميا‪ ،‬فإن أول هذه األعمدة السبعة هو عامود اإلعالن‪.‬‬

‫إن اإلعالن ليس مجرد معرفة أو فهم أعمق‪ ،‬ولكنه بصيرة تحدث‬
‫تأثيرا فى القلب وبالتالى تغبيرأفى أسلوب الحياة‪.‬‬

‫وال يحصل الشخص على اإلعالن على أساس مستوى ذكائه ولكن‬
‫هؤالء الذين يطيعون كلمة الله هم الذين يتلقون إعالناته‪.‬‬

‫‪١٧٣‬‬
‫‪/‬ءمغق نغسى‬

‫سور أسد ص‬
‫تحميا = اعادت الطع ء‬
‫عزر = !لمصالحه‬

‫(شكله‪)٢‬‬

‫‪١٧٤‬‬
‫العودة الدب‬

‫الطفل الصغير الذى يفتح قلبه لله بكل طاعة‪ ،‬قد يحصل على‬
‫إعالن أعظم من أعظم أساتذة الالهوت والدين! مزمور ‪١٠٠ —٩٧: ١١٩‬‬
‫يقول إن المطيعين يحصلون على إعالن أعظم من أساتذتهم وشيوخهم‬
‫وأعدائهم‪ .‬وفى تغس الوقت يؤدى العصيان إلى الوقوع فريسة للخداع‬
‫وفقدان الرؤيا‪.‬‬

‫العالقة ا‪ -‬هع اآلب‬


‫فى إنجيل يوحنا (يو ‪ )٦- ١: ١٤‬يتكلم المسيح مع تالميذه عن‬
‫رحيله‪ .‬لقد ظن التالميذ أنه يخطط لإلطاحة بالحكم الرومانى الطاغى‬
‫وتأسيس مملكته لذا فقد أصيبوا بحيرة شديدة بسبب كالم المسيح عن‬
‫رحيله القريب‪ .‬ماذا عن أحالمهم السياسية إذن؟ بعد قليل‪ ،‬كسر توما‬
‫حاجز الصمت المضطرب وخاطب يسوع بشجاعة فائأل له عن حقيقة‬
‫ما يدور فى أذهانهم إذ لم يعرفوا أنه راحل إال اآلن فكيف يعرفون إلى‬
‫أين هو راحل وكيف ب هبون إليه ؟ أما يسوع فقال متحديا كل أفكارهم‬
‫المسبقة‪|< :‬أنا هوالطريق والحق والحياة‪ ،‬ليس أحد يأتى إلى اآلب إال بى‪،‬‬
‫(يو‪.)٦:١٤‬‬
‫أما التالميذ فتعجبوا‪ ،‬ماذا كان يسوع يعنى؟ ثم يقول لهم إنه ذاهب‬
‫لمكان آخر‪ ،‬ال ليؤسس ملكوتًا أرضيًا بل سماويا مع اآلب ‪ .‬لقد‬
‫كان يسوع يحاول أن يقول للتالميذ أأل يتوقفوا (<فى الطريق‪ ،‬بل‬
‫يقطعوا كل الطريق إلى وجهتهم‪ ،‬التى هى العالقة الحميمة هع اآلب‬
‫فالمسيح هوالطريق لآلب ذلك الطريق الذى يجب أن نسلكه جميعا‬
‫لنعرف الله‪.‬‬

‫‪١٧٥‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫لم يكن االب يريدنا ان تخلص ثم نظل متروكين كايتام‪ ،‬بل هو‬
‫يشتاق للعالقة الحميمة معنا (يو ‪ . ) ١٨: ١٤‬وهويريد أن يأتى مع المسيح‬
‫ويسكن فينا‪ ،‬نحن هيكله الحقيقى ليكون لنا صديقا وأبا‪ .‬وهكذا أصبحت‬
‫المعلومات التى عرفها التالميذ بأذهانهم‪ ،‬إعالنايتحدى كل حياتهم‬
‫ويصبح جزءآأساسيا فيها‪ .‬لماذا يصبح من الصعب علينا جدأأن نتبع‬
‫يسوع إلى أن نصل لآلب؟ لماذا يظل كثيرون هدا يتامى بينما المسيح‬
‫يشتاق أن نشترك معهم فى البنوة لآلب ؟ وخالل مرات عديدة كنت‬
‫فيها أقدم المشورة رأيت المخاوف والمعوقات والشكوك وغيرلعا من القيود‬
‫شنعنا من االستمرار لقبول محبة اآلب‪ .‬وما يلى من اإليضاحات‬
‫يساعدنا أن نوى لماذا يحدث هذا‪.‬‬

‫ألمعوالت‬
‫عندما كانت ‪ 8‬ليد ياا> تحضر مدرسة (شباب لهم رؤية) للتلمذة‪،‬‬
‫كانت منتبهة جدآلألسابيع القليلة األولى وعندما أتيحت الفرصة‬
‫للطلبة أن يشاركوا باختباراتهم أمام الفصل‪ ،‬كانت (‪ 1‬ليديا‪ ،‬أول‬
‫المتحدثين ‪.‬‬
‫ه أنا من أسرة تتكون من ثمانية أبناء وبتات‪ ،‬قالت (‪ 1‬ليديا‪ ،‬هذا‬
‫بصوت ضعيف ولكن واضح ‪ .‬وكان الجميع صامتين ولم يخترق السكون‬
‫إال صوت زقزقة العصافير على أشجار جوز الهند فى الغناء‬
‫الخارجى‪ .‬وأضافت (اليدياا) ‪#‬عندما كنت فى مرحلة المراهقة‪ ،‬أصيبت‬
‫أمى بالسرطان وكانت حالتها متأخرة‪ ،‬كان على عندئذ أن أترك‬
‫المدرسة وأبدأ فى إدارة البيت وكنت محبطة جدا بسبب عدم‬
‫استطاعتى أن أتمم دراستى وأتخرج مع زمالئى وأصدقائى ‪ .‬ماتت أمى‬

‫‪١٧٦‬‬
‫ارمدة الدب‬

‫بعد بضعة شهور وحيث اننى كنت االخت الكبرى شملت مسوئلية‬
‫رعاية األطفال‪ .‬لقد صارعت كثيرًالكى أفهم لماذا ترك الله أمى‬
‫شوت‪ ،‬ولكن فى كل يوم كان أبى يقرأ الكتاب ويصلى معنا كان هذا‬
‫يعطينى راحة حقيقية‪. ),‬‬
‫صمتت (اليديا|) لبرهة وألقت نظرة على الجالسين وأكملت‪٠ :‬فى‬
‫إحدى األمسيات جاء أبى إلى ودعانى إلى غرفته)) سكتت (‪ 1‬ليديا‪ ),‬ثم‬
‫أكملت فى تردد ملحوظ‪(( :‬لقد أخبرنى أن مسوئلياتى الجديدة تتضمن أن‬
‫أحل محل أمى كرفيقة فراشه)> عندئذ سرت موجة من الصدمة فى كل‬
‫الحاضرين ومدت (ا لينيا)) يدها لتمسح الدموع من عينيها وأضافت أن‬
‫عالقة محرمة عندئذ بدأت بينها وبين والدها؟ وعندما حبلت نتيجة‬
‫لهذا‪ ،‬قال لها والدها أن المولود سوف يصبح أخا أوأختا جديدا فى‬
‫األسرة‪.‬‬
‫وفى شهور الحمل األخيرة‪ ،‬لحدثت (اليديا)) مع أختها الصغرى‬
‫واكتشفت انها أيضأ قد أصبحت على عالقة جنسية مع أبيهما‪ .‬لقد‬
‫كانت الغتاتان تريدان أن تثقا بوالدهما‪ ،‬لكنهما صارعتا إحساسا عميقا‬
‫بالذنب‪ .‬وكلما كانتا تتحدثان أكثر شعرتا بمزيد من الذنب‪ .‬لقد ظلل‬
‫العار والخجل كل شهور الحمل التسعة ولم يترك مكانآ ألى فرح بسبب‬
‫األمومة المنتظرة ‪.‬‬
‫أكملت ((ليديا؛) قائلة‪(( :‬لقد بدأت أكره أبى‪ .‬كنت أصعد وأهبط فى‬
‫عالقة متأرجحة معه من الحب والكراهية‪ .‬وبدأت تنمو داخلى رغبة أن‬
‫أنسى كل الضغوط المتصارعة داخلى والتى تسبب لى الحيرة‬
‫واالكتائب‪ .،‬وقالت ((ليديا)) إن والدها أيضًاشعر بالصراع الدائر داخلها‬
‫لذا حاول تخويفها بالتهديدات اللفظية وكذا رشوتها‪ .‬وكانت راحتها‬

‫‪١٧٧‬‬
‫اعمًاق نغسى‬

‫الوحيدة تكمن فى حبها العميق لطفلها الوليد ‪٠‬حرى‪ ، ،‬الذى كان يقال له‬
‫وهويكبر تدريجيا إنه أخ أصغر لهم‪ .‬وأخيرأجاء اليوم الذى لم تستطع‬
‫فيه (اليدياا) أن تتحمل المزيد‪.‬‬
‫فجمعت بعض حاجيات ضرورية وأخذت بعض النقود التى كانت‬
‫توفرها لهذا الفرض وكانت تصارع بين اإلحساس بذنب الرحيل‬
‫وبفظاعة البقاء ليوم آخر‪ ،‬وكانت األسئلة تجرى بسرعة فى ذهنها‪.‬‬
‫لقد عانت أسرتها حزنأه عميقا عندما ماتت أمهم واآلن ترحل األم‪*،‬‬
‫الوحيدة األخوى التى عرفوها وتختفى فجأة من حياتهم آخذة معها‬
‫(‪,‬األخ‪ ،‬األصغر‪.‬‬
‫كيف أفعل ذلك ؟ وفى نفس الوقت كيف ال أفعل ذلك ؟ بكت (!ليديا‪،‬‬
‫أمامنا إذ شعرت باأللم مرة أخرى‪ .‬وأجهشت ببكاء هز جسدها النحيل‬
‫وهى تحكى كيف أخذت طفلها الرضيع وتسللت من البيت وتركت‬
‫الجيرة المألوفة وعشرة العمر كله ‪.‬‬

‫وسافرت لمكان آخر بعيد لتسكن مع صديقة قديمة من المدرسة‬


‫وحصلت على وظيفة ثم استأجرت شقة صغيرة لها ولطفلها ‪ .‬عندئذ‬
‫كتبت خطابا لوالدها تشرح له فيه لماذا رحلت وأنها هى (< وأخوها‪ )1‬فى‬
‫أحسن حال‪ .‬وأكملت ‪,‬ليديا‪ ،‬تشارك كيف أنها جاءت لهذه المدرسة‪،‬‬
‫وهى ال تزال تشعر بذنب عميق ال يتوقف وعار وخوف أن يعرف أحد‬
‫بماضيها ويرفضها هى واحوى؟ ‪ ،‬الذى أصبح اآلن فى بداية سن‬
‫المراهقة ‪.‬‬
‫لم تستطع (اليدياا) أن تنغض عن نفسها إحساسًا دفينًا بالنجاسة‬
‫والتزال تصارع أحاسيس الكراهية تجاه نفسها وتجاه والدها‪.‬‬

‫‪١٧٨‬‬
‫العودة لالب‬

‫وعندما استمعت لقصتها‪ ،‬صدمتنى قدرة النفس اإلنسانية على‬


‫الحياة وتحمل مصائب كهذه ‪ .‬لقد أعادت هذه القصة أيضًاإلى ذهنى‬
‫أهمية الدور الوالدى فى الحياة البريئة لألطفال الصغار الذين يبدوأن‬
‫ال خيار أمامهم إال أن يصارعوا مرارة الحصرم الذى يأكله آباؤهم‬
‫وما لم تعرفه جميعا أنه بينما كانت ليديا تشارك كان (احوى‪،‬‬
‫حاضرا حيث تعطل األتوبيس الذى كان يقله إلى المدرسة وكان‬
‫(احوى‪ ،‬فى المؤخرة متعجبًا مما تعمله ((أخته‪ . ،‬وزادت دهشته عندما‬
‫رها تتقدم الصفوف وتصعد على المنبر لتشارك وظل وحوى‪ ،‬مختبائ‬
‫يستمع خلف األعمدة المزخرفة المحيطة بالخيمة التى يعقد فيها‬
‫الفصل ‪.‬‬
‫ولم يكن وحوى‪ ،‬يدرى أن اللحظات التالية سوف تكون أعنف‬
‫اللحظات فى حياته كلها إذ استمع للقصة الكاملة ألول مرة فى حياته‪.‬‬
‫' وبيتما كان (احوى‪ ،‬يستمع (األخته‪ ،‬تشارك انهمرت دموع الحزن‬
‫واالرتياح من عيتيه حيث فهم أخيرأ الغموض الذى كان يحيط بالسنين‬
‫األولى من حياته‪.‬‬
‫وعندما أكملت أمه المشاركة‪ ،‬لم يستطع وحوى‪ ،‬شالك نفسه أكثر‬
‫من ذلك وهرع إلى المنبر وألقى بنفسه فى أحضان أمه المذهولة من‬
‫المفاجأة‪ ،‬واحتضن وحوى‪ ،‬أمه بكل قوة وانخرطا االثنان فى البكاء‪.‬‬
‫واخترقت أصوات النشيج الهادئ الصمت المطبق فى المكان حيث‬
‫انهمرإت دموع على أوجه كثيرة‪ .‬وأخيرأ التفت وحوى‪ ،‬نحو أمه‪ ،‬وهو‬
‫اليزال يبكى‪(( ،‬لقد كنت دائمًا أشعر أن هناك شينًا خاصًا بينى ودينك‪،‬‬
‫واآلن أعرف لماذا! إننى أحبك يا ماما!‬

‫‪١٧٩‬‬
‫دعمي ق نغسى‬

‫قلب االب اسر‬


‫وبينما كانا يحتضنان بعضهما البعض‪ ،‬كان يبدووكان الله نفسه‬
‫يحتضنهم بين ذراعيه األبوية الحنونة‪ .‬ثم شعر واحد من فريق التدريس‬
‫فى المدرسة أن الله يريد أن يعطيهم رسالة‪ .‬وقال إن الله يبكى معهم فى‬
‫حزن عميق بسبب صورة أبوته التى تشوهت أمام أعينهم واأللم العميق‬
‫الذى سببته لهم ومضى هذا الرجل يقول إن محبة الله طاهرة ونقية وهو‬
‫لن يخذلهم أبدآ‪ .‬لقد شعرنا كلتا وقتها أتتا نقف على أرض مقدسة إذ‬
‫رأيتا الله اآلب يعيد إظهار أبوته لألم وابنها ويقودهم الختبار حقيقة‬
‫شخصيته وجمال حبه عندئذ تلقت ليديا إعالنآ جديدا عن اآلب وهذا‬
‫اإلعالن غدر حياتها حتى أنها بعد ذلك اتجهت لتكون لها خدمة قوية‬
‫بين ضحايا العالقات الجنسية الغير شريفة‪ .‬حتى أنها بدأت تشارك‬
‫قصتها فى التليفزيون والراديو وتخبوكيف أن يسوع أحضرها لآلب‬
‫وشفاها إذ شفى صورة األب المكسورة داخلها من خالل حبه األبوى ثم‬
‫تزوجت (اليديا‪ ،‬بعد ذلك من شخص مسيحى تقى‪.‬‬
‫وكما اختبر الكثيرون هدا‪ ،‬لقد تشوهت صورة األب عند (اليديا‪>،‬‬
‫بشكل كبير بسبب الشهوة‪ .‬وبالنالى وصلتها صورة مشوهة عن الله اآلب‬
‫الذى هو أكثر شخص يساء فهمه‪ ،‬وتلقى عليه االتهامات الباطلة وتلقق‬
‫حوله األكاذيب وينسب إليه الباطل وهذه خطة شريرة يضعها الشيطان‬
‫نفسه‪ .‬إن اآلباء األرضيين يمثلون صورة الله اآلب أمام أطفالهم إال أنهم‬
‫يفعلون كل شى ء ‪-‬سى ء بدءأ من إهمالهم ألوالدهم حتى ضربهم حتى‬
‫الموت! لذا فال عجب إن أصبحت األبوة موضع تساؤل وخالف شديد‬
‫وسمعة سيئة ‪.‬‬
‫فى الفصول السابقة ناقشنا عجز المحبة الذى يتولد فى حياتنا‬

‫‪١٨.‬‬
‫العودة الزب‬

‫يسبب الزيج البشرى الزائف‪ .‬والمسيح ياتى بنا إلى االب فيسد هذا العجز‬
‫بل ويعطينا ضمانا يمكننا من اختبار الشعور باألمان فى نلالل حبه دون‬
‫البحث عن الحب فى اآلخرين‪ .‬إذا ظلت صورة الله اآلب مشوهة بسبب‬
‫سلبياتنا نحن واالختبارات المؤلمة التى نتعرض لها سوف يزداد عجز‬
‫المحبة ويزداد الشرخ عمقا فى حياتنا‪.‬‬

‫اسورالمشوهة‬
‫إن احتياجنا ألن نعرف الشخصية الحقيقية لآلب كان ظاهرا جدا‬
‫أمامى عندما جاءت إلى (امولى)) ‪ ،‬هذه السيدة الشابة المتزوجة من‬
‫شخص مسيحى مكرس وبالرغم من ذلك قررت أن تتفصل عنه لغترة‬
‫بسبب الصراعات التى كانت موجودة فى حياتهما الزوجية‪ .‬قالت‬
‫((مولى)) إنها عندما كانت فى الثامنة من عمرها انفصل والداها وذهبت‬
‫لتعش مع والدها‪ .‬وفى أحد األيام قالت لوالدها إنها تريد أن تذهب‬
‫لتعش مع أمها لغترة ولكن ألن صحته قد أصبحت عليلة جدآ قال لها‬
‫أأل تذهب وإال سيموت‪ .‬وعاشت همولى)) ممزقة بين رغبتها فى الذهاب‬
‫وخوفها على والدها لذا أجلت الذهاب‪ .‬وأخيرا وبعد مدة طويلة قررت‬
‫الذهاب ولكن لألسف‪ ،‬توفى والدها وهى بعب ة عنه لذا فقد غمرها األلم‬
‫والشعور بالذنب واالكتائب الشديد حتى'أنها شعرت أن والدها توفى‬
‫بسبب أنها عارضته وذهبت عكس إرادته‪.‬‬

‫ولمدة سنين بعد ذلك كانت صورة الله اآلب فى ذهن (امولى)) هى‬

‫‪١٨١‬‬
‫اعط ق نغسى‬

‫صورة هذا الوالد فبدآل من الثقة والمحبة كانت مشاعرها تجاه الله اآلب‬
‫هى فقط مشاعر الخوف وعدم الثقة‪.‬‬
‫أما اآلن فبالرغم من أنها تردد كل الكالم المسيحى الصحيح إال أن‬
‫هذا الكالم نابع من عقلها وليس من قلبها‪ .‬تخبرنا أمثال ‪ ٧: ٢٣‬أنه كما‬
‫نفكر فى قلوبنا هكذا نحن‪ .‬إن الله يجئ؛ بالزيج على قلوبتا وليس‬
‫على عقولتا ألن القلب هو الذى يحدد أسلوب حياتنا وكيف نسلك فى‬
‫الحياذ‪.‬‬
‫وعندما انتهت |امولىا) من حديثها‪ ،‬كنت أستطيع أن أرى مساحات‬
‫كبيرة من عدم الثقة أثرت بشدة على عالقتها بزوجها‪ .‬وعندما انتظرنا‬
‫الرب معأ‪ ،‬عدنا للوراء لنرى كيف أن أباها كان يستخدم حبها له بشكل‬
‫غير سليم‪ .‬وبلطف‪ ،‬تكلم الله إلى قلبها وأظهر لها كيف أنها عاشت حياة‬
‫من عدم الثقة وأنها تحتاج أن تتحمل مسوئليتها عن ردود أفعالها‬
‫واتجاهات قلبها بأن تفقر لوالدها ولنفسها وفعلت (امولى)) ه ا‪ ،‬تائبة‬
‫بدموع ومد الله يده إلى أعماق كيانها وشفى الجرح العميق فى وحها‪.‬‬

‫ما الذى حدث بالفعل فى قلب هذه السيدة الشابة؟ لقد عرفت‬
‫المسيح والروح القدس أما اآلب فرأته من خالل نظرة مشوهة بسبب‬
‫أبوها األرضى‪ .‬وفى ذلك اليوم صلينا‪ ،‬وأطلق الله (امولى)) من مخاوفها‬
‫وشكها وبدأت االكتشاف المثيرلمن هوالله اآلب بالفعل واآلن استردت‬
‫امولى‪ ،‬كل شء فى حياتها حتى زواجها‪.‬‬
‫إننا جميعا مثل (اليديا)) وامولى))‪ ،‬لدينا صور مختلفة عن األب‬
‫ندخل بها حياتنا المسيحية ربما ماتت أمنا بالسرطان عندما كدا أطغاألأو‬
‫تم طالق والدينا وعشنا فى منزل أحد األقارب‪ ،‬ربما عشنا سنوات حياتنا‬
‫األولى مع أب مدمن للخمر أو أب مدمن للعمل واإلنجاز كان يضع لنا‬

‫‪١٨٢‬‬
‫الردة الدب‬

‫دائما مقاييس لألداء لم نصل إليها أبدأولم يحاول أبدا أن يقيم معنا‬
‫العالقة التى كنا فى أمس الحاجة إليها‪.‬‬

‫فى كل هذه المجاالت وغيرها ما هى الصورة التى تتكون لدينا‬


‫عن الله اآلب ؟ماهوالزيج الذى يصبح فى حياتنا عندئذ؟ إننى عندما‬
‫أقدم مشورة ألشخاص كثيرين أجد أن الزيج الذى يتبعونه مختلف‬
‫شاما عن الزيج اإللهى فيما يتعلق بشخص الله وطبيعته ‪.‬‬

‫أحب جفااسهيق‬
‫لقد كانت صورة الله عندى هى صورة شخص ال يمكن أبدأأن‬
‫يقبلنى ويشجعنى وهى صورة بعيدة شاما عن الزيج اإللهى‪ .‬وبسبب‬
‫اختبارات حياتى‪ ،‬صدقت أكاذيب األنبياء الكذبة وذلك حتى لمس الله‬
‫حياتى بعمق وقوة وسمح لى أن أعرف الله اآلب الحقيقى وعندئذ فقط‬
‫بدأت ألول مرة أعرف الشعور باألمان والراحة‪ .‬إنتا كلنا نحتاج إلعإدن‬
‫عن شخصية وطبيعة الله‪ .‬إننا نعرف كثيرا فى عقولنا والكثير قد كتب‬
‫عن الله — ولكن هل نعرفه فى قلوبنا؟ ألى مدى هوحقيقى؟ وهل لدينا‬
‫بالفعل عالقة حب عميقة معه تكون هى أغلى شى ء فى حياتنا ؟‬
‫إن يسوع هوالطريق لمعرفة اآلب وكلما سمحنا له بأن يقودنا‪،‬‬
‫أصبح اآلب حقيقة فى قلوبنا وحياتنا‪ .‬فكما أن نحميا احتاج لمثل هذا‬
‫اإلعالن حتى يمكنه من إتمام المهمة التى أعطاها له الله كذلك فإن كل‬
‫واحد منا أيضًا يحتاج إلعالن خاص حتى يتمكن من إشام مشيئة الله‬
‫وقصده فى حياته‪ .‬إننا لكى نرى سورالخالص مبنيا ومرتفعآفى حياتنا‬
‫عليتا أن نمضى قدمآلنعرف الله اآلب ‪.‬‬

‫‪١٨٣‬‬
‫‪/‬ءطقزغسى‬

‫إن ابانا السماوى يحزن بشدة من االحداث التى تشوه صورته‬


‫األبوية‪ .‬لقد وضع الله أن تنعكس صورته بشكل كامل ونقى من خالل‬
‫األجيال المتعاقبة من األسر واألمم والشعوب ولكن إبليس من خالل‬
‫طرقه الخبيثة الخداعة وكذبه المضلل قد أغوى قلوب الكثيرين من أبناء‬
‫الله ليجعلهم يأخذون موقف العداء من أبيهم السماوى فالكثيرين من‬
‫الناس يطنون بصراحة عدم ثقتهم وعدم إيمانهم بل وكراهيتهم‬
‫واستيانهم من الله بل وحتى ينكرون وجوده ذاته‪.‬‬
‫ولكن المسيح يظل هوالطريق الثابت والحق الصريح والحياة‬
‫الحقيقية المؤدية لله اآلب‪ .‬وعندما نضع أيدينا فى يده ونسمح له بأن‬
‫يقودنا للعودة للشركة مع اآلب المحب فإن مخاوفنا تبدأ فى الذوبان أمام‬
‫حرارة محبته‪.‬‬

‫يعكس مزمور ‪ ١٣٩‬الطبيعة الحقيقية لله اآلب‪ .‬وفيما يلى بعض من‬
‫األوجه الجميلة لطبيعة الله اآلب العادل فى كل طرقه والمحب فى كل‬
‫أضاله‪.‬‬

‫والكتاب فى هذا المزمور يظهر الله بهذه الصفات‪:‬‬


‫‪٤-١:١٣٩‬‬ ‫فلى الدرة‬
‫‪:١٣٩‬ه‬ ‫فلى الحضور‬

‫‪١٤-١٣:١٣٩‬‬ ‫نلى العلم‬

‫‪١٨٠١٥: ١٣٩‬‬ ‫كلى المحبة‬

‫‪١٨٤‬‬
‫العودة تهرب‬

‫وعندما نقف امام طبيعة الله‪ ،‬ال نملك إال ان نقف مندهشين من‬
‫كل ما يجمعه الله فى شخصيته الغريدة ‪ .‬وإننا إذا استطعنا أن نقترب‬
‫منه ونختلس النظر إلى جدوله اليومى سوف يصيبنا الذهول مما سنراه !‬
‫وإذا استطعنا أن نفحص هذا الجدول اليومى بدقة سوف تصيبنا الرهبة إذ‬
‫نكتشف أنه يعلم إحصاء حتى شعور رؤوسنا ولكنك قد تتساءل‪ ،‬لماذا‬
‫يهتم شخص له مثل هذه القدرة ويتدخل فى أدق تفاصيل حياتى؟ إننى‬
‫شخصيا ال أجد فى عقلى سوى سبب واحد — وهو انه يحبنى محبة‬
‫شديدة وعميقة حتى أنه ال يهمل أى من تفاصيل حياتى‪.‬‬
‫إن الله يريدنا أن نراه ونعرفه كما هؤ بالحقيقة وهو يريد أن يعطينا‬
‫هذا اإلعالن الحقيقى ربما أكثر مما نحن مستعدون لتقبله‪ .‬إن قلبه يتألم‬
‫من قسوة خطايا اآلباء واألمهات واشتياقه األعظم هو أن يمتص أبناءه‬
‫ويطن لهم حقيقة شخصيته‪.‬‬
‫إن اإلعالن يجب أن يتبع بخطوة أخرى‪ ،‬فبدون الوجه التالى من‬
‫سور الخالص يمكن لهذا اإلعالن أن يكون عقبة وفخا للكبرياء‪.‬‬
‫فى الفصل التالى‪ ،‬سوف نرى ما هوأعظم مفتاح لتفييرأسلوب‬
‫حياة اإلنسان ونحن نستكمل دراستنا عن إعادة بناء أسوار الخالص ‪٠‬‬

‫صال جانبأ‬
‫— صف صورة الله اآلب التى ثكونت لديك وأنت طفل صغير‪.‬‬

‫— صف صورة الله اآلب التى لديك اآلن‪.‬‬


‫— راجع األوقات التى تعتقد أنها أهم المرات التى أعلن لك الله فيها‬
‫عن أبوته فى حياتك‪.‬‬

‫‪١٨٥‬‬
‫اسد اسادى شر‬

‫‪٠‬قطس ألده‬

‫لقد قال د‪.‬ل‪ .‬مودى ذات مرة‪ :‬إن أفضل طريقة إلثبات اعوجاج‬
‫عصا ليست هى رفضها أوالجدال بشأنها وإنما وضع عصا مستقيمة‬
‫بجانبها‪ .‬وفى هذا الفصل سترى وجها آخر من أوجه العقياس اإللهى ‪-‬‬
‫عصاه المستقيمة التى شثل محبة المسيح التى ال تزول وكل ما تشتمل‬
‫عليه هذه المحبة األبوية‪.‬‬
‫(؛توبوا ألنه فد اقترب ملكوت الله‪( ),‬مت ‪ )٢:٣‬ترددت هذه الكلمات‬
‫بقوة ووضوح كأنها تيار كهربائى قوى سرى فى الجموع التى أتت من‬
‫كل صوب وجدب إلى البرية‪ .‬لقد كانت هذه الشخصية الصارمة‬
‫المتقشفة لرجل لم يكن يرتدى سوى مسوح من شعر الجمال كفيلة بهز‬
‫كيان كل السامعين فهولم يصطنع الكالم ولم يغلغه بطريقة جذابة بل‬
‫واجه الجموع بالحقيقة العارية متحديا الجميع أن يعودوا لمقياس الله‬
‫المستقيم حتى تستقيم حياتهم‪ .‬وقبل ذلك بمائت السنين تبنى نحميا‬
‫مقياس الله ليواجه به األخبار المؤلمة عن خراب أمته ‪٠‬‬

‫فبعد الصوم والصالة‪ ،‬حصل نحميا على إعالن من الله وتاب‬


‫قائأل‪(( :‬لتكن أذنك مصفية وعيناك مفتوحتين لتسمع صالة عبدك الذى‬
‫يصلى إليك اآلن نهارا وليال ألجل بنى إسرائيل عبيدك ويعترف بخطايا‬
‫بنى إسرائيل التى أخطأنا بها إليك فأنا وبيت أبى قد أخطأنا‪( ،‬نح ‪. )٦: ١‬‬

‫‪١٨٧‬‬
‫ؤءذق نفسى‬

‫لكى تبنى سور الخالص المشارإليه فى إشعياء * ‪ ، ١٨: ٦‬راينا ان‬


‫هناك أعمدة من الصلب لتسليح هذا السور وهذه األعمدة يجب أن‬
‫توضع أوآلوتثبت على حجرالزاوية لتجعله سورا قويًاوثابتا متحديا‬
‫الزمن‪.‬‬
‫فى الفصل السابق رأينا العامود األول وهواإلعالن أما اآلن‬
‫العامود الثانى وهو التوبة‪.‬‬ ‫فسندرس‬
‫وفى عملية التوبة هذه ‪ ،‬اعترف نحميا بخطايا أجداده الذين ذهبوا‬
‫للسبى بسبب خطاياهم‪ ،‬وبالمثل‪ ،‬نحتاج نحن أيضًا أن نسأل من هم‬
‫أجدادنا‪ ،‬وهذا ال يعتى المعنى الحرش فقط‪ ،‬فكل رموز السلطة التى‬
‫تعرضنا لها فى حياتنا‪ ،‬وأثرت فينا‪ ،‬تعد من هؤالء األجداد‪ .‬وقد‬
‫تتساءل‪ ،‬هل كانت هناك فائدة من توبة نحميا عن خطايا أسالفه‬
‫باإلضافة إلى خطاياه ‪ ،‬حيث أن معظم هؤالء الجدود األولين كانوا قد‬
‫ماتوا متن زمن والحقيقة هى أن نحميا عندما انتظر الرب لم يحصل فقط‬
‫على إعالن عن الله اآلب بل أيضا على إعالن عن خطاياه وخطايا‬
‫آبائه‪.‬‬
‫لم يجلس نحميا على كرسى القضاء ولم يمارس لعبة (؛إلقاء اللوم‪،‬‬
‫ولكنه اعترف أن خطايا آبائه قد أثرت فى األبناء وأبناء األبناء‬
‫(عدد ‪ ٠ ) ١٨: ١٤‬لقد رأى أن اآلباء واألجداد أكلوا الحصرم وأسنان األبناء‬
‫ضرست‪ .‬فماذا عساه يفعل؟ لقد تحمل نحميا المسوئلية‪ ،‬ليس فقط عن‬
‫خطاياه ‪.‬بل عن خطايا كل الشعب الذى كان يتشفع عنه أمام الله ‪ ٠‬وفى‬
‫عمله هذا‪ ،‬كان نحميا يمثل ما سوف يفعله المسيح على الصليب حامأل‬
‫خطايانا حتى يهللقنا أحرارا‪ .‬وإذا اتبعنا نحن أيضا هذه المبادئ الكتابية‪،‬‬
‫فإننا نستطيع عندئذ أن نفير ال حياتنا فقط بل حياة األجيال القادمة‪.‬‬

‫‪١٨٨‬‬
‫مقاس ابله‬

‫فلوكان أجداد نحميا قد تجاوبوا مع الله بالتوبة‪ ،‬لما كانوا قد سبوا‬


‫وما كانت األجيال التالية قد ولدت فى السبى وعاشت سجينة لسنين‬
‫طويلة‪ .‬فبالتوبة فقط يمكن أن يحدث التغيير فى حياتنا والتوبة تعنى‬
‫تغييرالمساركامألواستبدال أسلوب الحياة بأسلوب آخر جديد‪٠‬‬
‫والتوبة الحقيقية تعرف بأنها قرار داخلى صارم أوتغيير شامل‬
‫للذهن وفى العهد الجديد الكلمة اليونانية التى ترجمت ‪#‬التوبة‪ ،‬تعنى‬
‫والرأى‪ .(،‬فالتوبة قرار وليس شعورأما فى العهد‬
‫)*‬ ‫حرفيا ‪#‬تغيير الذهن‬
‫القديم فالكلمة العبرية التى تترجم عادة ‪#‬توبة‪ ،‬تعنى حرفيا ‪#‬تغيير‬
‫االتجاه‪ ،‬أوا|العودة فى الطريق المخالف‪ ٠‬وهكذا نرى أنه بينما يؤكد العهد‬
‫الجديد على الطبيعة الداخلية (الفكرية) لقرار التوبة الحقيقية‪ ،‬يؤكد العهد‬
‫القديم على المظهر الخارجى (السلوكى) الذى يعكس هذا التغيير الداخلى‬
‫لذا فالتودة‪ ،‬هى تغيير داخلى للذهن ينتج عته تحول خارجى للسيرفى‬
‫طريق مختلف شامًا‪.‬‬

‫والشكل ‪ ٢٦‬يوضح عالقة التوبة بجدران الرفض والتمرد ‪ .‬فكما‬


‫رأينا من قبل أننا نبنى هذه الجدران محاولين أن نحمى أنفسنا من‬
‫الهجمات المختلفة على حياتنا‪ .‬ولكن عندما نتوب عن الخطية‪ ،‬فإن‬
‫الجدران تقع ونستطيع عندئذ أن نبنى أسوار الخالص وفقا للزيج‬
‫اإللهى‪.‬‬
‫كيف يرتبط الرفض بالخطية فى حياتنا الماضية ؟ إننا غير‬
‫مسوئلين عن رفض اآلخرين لنا عندما فغا أطفال ولكننا إذا قبلنا‬
‫تلك ‪#‬البرمجة‪ ،‬السلبية وأكملنا حياتنا فى نفس هذا اإلطار فعندئذ نصبح‬

‫‪١¥‬ةل‪ ٥۴ 1١‬ال‪110٢13٢‬ء‪15x 8^08110^, 01‬ج‪ ٧10‬هجل>ال‪3‬أل‪ £x‬ج‪11‬ل‪, ٦‬ج‪0‬ذ‪( ١٧. £ ٧‬م‬


‫‪0118,‬ذأ‪3‬ءذا‪3‬اال‪ ۶‬ح‪8‬الهآل ال‪11٦30‬هة ‪8 )^11013,0118:‬ل>‪٢‬ه‪٢٦1 ١٧‬ج‪٦‬أ‪3٢‬أ‪8‬ةآ‬
‫‪1984). ££ 251-252.‬‬

‫‪١٨٩‬‬
‫اعفق نغسى‬

‫التوبة‬
‫‪٢—٦—-٦‬‬

‫(شكل ‪)٢٦‬‬

‫‪١٩.‬‬
‫مشاس ذبله‬

‫مسوئلين وهكذا تصبح معركة االنتقال من عدم اإليمان إلى اإليمان‬


‫معركة بين الحق اإللهى والفكرة السلبية التى قبلناها فى مراحل مبكرة‬
‫من حياتنا‪.‬‬

‫ولتوضيح هذه الفكرة‪ ،‬دعنا نسال‪ :‬ما هى قيمة ساعة يد مثال؟ إن‬
‫قيمتها تقذر يحسب الثمن الذى دفعناه فيها وهذا ما نفعله مع كل‬
‫األشياء‪ .‬ولكن ماذا عن قيمة الحياة؟ وبالتحديد دعنى أسألك هذا‬
‫السؤال‪ :‬ما هى قيمة حياتك أنت؟‬

‫عندما سالت هذا السؤال فى حلقة درس طبية فى سويسرا اجاب‬


‫أحد األطباء قائال‪(( :‬أنا أساوى ‪ ٢٠‬فرنك سويسرى باإلضافة لقيمة حشو‬
‫أسنانى الذهبى‪ .،‬ومضى يشرح أنه يحسب األبحاث هذا هوكل ما‬
‫يساويه جسم اإلنسان! وضحكنا جميعا‪ .‬ثم قام طبيب آخر وقال (اال بل‬
‫نحن نساوى ‪ ٢‬مليون فرنك سويسرى ألننا نحن السويسريون نعمل‬
‫كثيرا‪.،‬‬
‫لقد حسب د‪ .‬هارولد‪ .‬ج‪ .‬موروقيتز‪ ،‬وهوآستان فى الفيزياء‬
‫الحيوية‪ ،‬متوسط قيمة جرام واحد من اإلنسان ووجد أنه يساوى ستة‬
‫ماليين دوالر (‪, ٤٤‬ه ‪ )٦٠٠٠٠١‬ليصبح رجال بستة ماليين دوالر!‬
‫وحتى بعد هذا البحث عن اإلنسان عامة‪ ،‬اختتم د‪ .‬موروقيتز قائال‪:‬‬
‫((كيف إذن يمكننا أن نجمع الخاليا إلى أنسجة واألنسجة إلى أعضاء‬
‫واألعحناء إلى أشخاص؟‪.),‬‬
‫وهكذا اختفت لغة األرقام والدوالرات والسنتات! إن لغة األرقام‬

‫‪١٩١‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫تواجه يعنف الحقيقة‪ .‬إن كل إنسان خأ هوأغلى من أى ثمن‪ .‬وهكذا‬


‫انتقلتا من هذه الحسبة الرخيصة للمواد إلى ذلك االستنتاج الفلسفى‬
‫الهائل ‪ -‬وهوأن كل إنسان له قيمة غيرمحدودة‪ .‬لقد وصل كاتب‬
‫المزامير لتلك الحقيقة عندما تأمل فى نفسه وقال ‪#‬إنى قد امتزت عجباا)‬
‫(مز ‪.)١٤٠٠١٣٩‬‬
‫وعندما نتأمل بأمانة فى قيمة حياتنا‪ ،‬نحتاج ألن ننظر للثمن الذى‬
‫دفع فيائ ومن الذى دفعه‪ .‬يقول الكتاب المقدس إننا لسنا ألنفسنا‪ ،‬بل قد‬
‫اشترينا بثمن (‪١‬كو‪ !)٢٠ ، ١٩:٦‬والتزال التقاويم المعلقة فى بيوتنا تقول‬
‫إن المسيح مات منذ حوالى ألفى سنة‪ ،‬واضعا حياته لكى يشترينا بده‪،‬‬
‫منقذأإيانا من الخطية والموت‪ .‬وال توجد عملة إنسانية يمكنها أن تقدر‬
‫ما دفعه‪ .‬فالكتاب يقول‪( :‬اليس ألحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد‬
‫نفسه ألجل أحبائه‪( ،‬يوه ‪ )١٣: ١‬وبالتالى‪ ،‬يجب على كل واحد منا أن‬
‫يتمسك بهذه الحقيقة وهى‪:‬‬
‫أن قيمتنا ال تقدر بشن‬

‫روسة سملجا‬
‫‪٠‬ال يقدر أحد أبدأ أن يفتدى أخاه أو يقدم لله كفارة عنه ‪ .‬ألن فدية‬
‫النفوس باهظة يتعذر دفعها مدى الحياة‪( ،‬كتاب الحياة مز ‪. )٨ ، ٧: ٤٩‬‬
‫إن الله يقول لنا بوضوح أن كل ثروة العالم ال يمكن أن تشترى‬
‫إنسانا واحدا وال يستطيع ذلك إال دم يسوع المسيح وحده إن قيمتنا فى‬
‫نظرالله هى أكبرمن كل كنوز العالم‪ .‬وعندما نقول إن ال قيمة لنا‪ ،‬أو‬
‫أننا أدنياء بال ثمن وال تقدير فإننا ال نتكلم من وجهة نظر الله‪.‬‬

‫‪١٩٢‬‬
‫مقذس اتله‬

‫وعندما سالت بعض الطلبة إذا ما كانوا يشعرون بعدم القيمة‪،‬‬


‫وجدت عتد قليلين منهم اتجاهًامشجعا‪ .‬وعندما سألتهم عما إذا كانوا قد‬
‫فكروا فى نفوسهم فى يوم من األيام أنهم بال قيمة‪ ،‬أجابه قليلين جدًا‬
‫منهم بالنفى‪ .‬ما الذى نستنتجه من ذلك؟ إن عدم اإليمان الساكن فى‬
‫القلب يلغى نظرة الله اإليجابية لحقيقتنا وقيمتنا‪ .‬إن عدم اإليمان أو‬
‫اإليمان المغلوط هوأهم خطية فى إطار زيج الرفض‪.‬‬
‫ويجد الكثيرون منا أن األسهل أن نتفق مع البرمجة النى يقوم بها‬
‫اآلباء والمجتمع والمشاعرالمغروسة فيها والتى تقوى من هذه األفكار‬
‫عن أن نقبل حقيقة محبة الله لنا‪ .‬وتصديقنا لهذه األكاذيب‪ ،‬نتورط فى‬
‫خطية عدم اإليمان‪ .‬حتى أن عدم اإليمان الخفى الذى يسكن قلوبنا‬
‫يلغى داختا كل ما نسمعه من الله عن قيمتنا التى ال تقدربمال ويجعل‬
‫من محبته لنا مجرد نظرية بعيدة عن الواقع وعن قلوبنا‪ .‬وباالنغمالى‬
‫فى عدم اإليمان ننحصرفى ريجتا البشرى القديم ونفشل فى قبول‬
‫الزيج اإللهى‪.‬‬
‫إن النجاح أواإلنجاز ال يحدد أبدأقيمة اإلنسان وال مستوى األداء‬
‫وال حتى عدد األشخاص الذين يحبوننا ويحترموننا وإنما تكمن قيمتنا‬
‫بالكامل فقط فى إعالن الله‪ :‬ههكذا أحب الله العالم‪( ،٠...‬يو‪)١٦:٣‬‬
‫وهذه حقيقة ال تتغير‪.‬‬

‫**‪,‬‬
‫أتي‬ ‫خية م‬
‫لقد بدأ عدم اإليمان أوألفى جنة عدن عندما وجد الشيطان طريقه‬
‫لخداع حواء ودفعها للشك فى الله‪ .‬واليزال إبليس يمارى خداعه هذا‬

‫‪١٩٣‬‬
‫عماق نغسى‬

‫حتى اليوم ويظل عدم اإليمان هو الخطية الرئيسية أو حجر الزاوية الذى‬
‫تبتى فوقه الحجارة التى تكون فى النهاية جدار الرفض وكال من‬
‫شخصيتى ‪#‬المسيحى المذعن)) وه المسيحى السلبى)) التى درسناها والتى‬
‫لها أساس من عدم اإليمان ‪.‬‬
‫وقد كانت خطية عدم اإلبعان خطيرة فى نظر الله حتى أن جيأل‬
‫كامال من بنى إسرائيل قد رفض وحرم من دخول أرض الموعد‬
‫ميراثهم وذلك يسبب عدم اإليمان (عب ‪ )١٩— ١٦: ٣‬ولم يتجاسر سوى‬
‫يثوع وكالب أن يؤمنا‪ ،‬بينما شك اآلخرون فى قدرة الله وإحسانه فماتوا‬
‫فى البرية‪.‬‬

‫واليوم‪ ،‬يفشل الكثيرون فى قبول ميراثهم الروحى لتقس السبب ‪-‬‬


‫عدم اإليمان فالحياة بالتسبة لهم هى تجوال بال هدف فى برية الحياة‬
‫يعذبهم الشك واإلحباط ورفض التقس وحتى كراهيتها‪ .‬وإذ يفشلون فى‬
‫تحقيق أهدافهم وأحالم صباهم‪٠،‬ورغباتهم‪ ،‬يضلون الطريق فى برية‬
‫الشك واألحزان‪.‬‬

‫صرد‬
‫عندما يصبح زيج التمرد هو النقطة المرجعية فى حياة اإلنسان‪،‬‬
‫فإنه عندئذ يبنى جدار التمرد حيث تكون الكبرياء هى حجر الزاوية‬
‫والشخصية التنافسية واالنتقادية بتمركز حول فكرة تعظم المعيشة التى‬
‫تعرف بأنها عدم استعدادنا ألن نعرف على حقيقتنا‪ ،‬ورغبتنا الدائمة‬
‫فى أن نعطى لآلخرين صورة غير حقيقية عنا‪ .‬إن الله يقاوم الكبرياء‬
‫( ‪ ١‬بط ه‪:‬ه) وهو فى النهاية سيضع حدألها (إش ‪٠ ) ١٢: ٢‬‬

‫‪١٩٤‬‬
‫مقاس االه‬

‫يشعر البعض آن الله ليس فقط ضدهم بل يقاومهم أيضا بينما‬


‫الحقيقة هى أن الله يقاوم الكبرياء التى ال يودون التخلى عنها‪.‬‬
‫ولتأخذ شخصية ا حاك؛) مثاأللذلك‪ ،‬فبعد أن صارمسيحيا مؤمنا‬
‫وسلم عمله لله‪ ،‬اختبر (احاك)) أزمة تلواألخرى فئدهورت عالقاته‬
‫األسرية حيث نشأت تصدعات خطيرة فى عالقته بزوجته وفى النهاية‬
‫صارت حياة ه حاك)) من سى ء ألسوأ عندما أدت نكسة كبيرة إلى‬
‫خارته لعمله الخاص وأسرته معا‪ .‬وبدأ احاك‪ ،‬يرى أن الله كان‬
‫يتعامل مع الكبرياء الذى كان فى حياته على مستويات مختلفة‪.‬‬
‫وعندما بدأيتعاون مع الله ويتعامل مع كبريائه بدأت ظروف احاك‪،‬‬
‫تتغير لألفضل ‪ .‬فسرعان ما وجد منظور جديدا للحياة ‪ .‬إن الذى اكتشفه‬
‫احاك‪ ،‬هوأمر رئيسى فى مسيرنا مع الله‪ .‬لقد أدار المفتاح الكفيل بأن‬
‫يحرره من الزيج اإلنسانى المزيف وذلك بأن بدأ فى أن يضع نفسه أمام‬
‫أيضا اسأل نفسك‬
‫*‬ ‫الله‪ .‬ولكى شيز ما إذا كانت الكبرياء تلوث حياتك أنت‬
‫األسئلة التالية‪:‬‬

‫عندمًا بتولى شخص منصبًاكتت تتمنًاه أو لوكانت مواهب‬


‫شخص وإنجًازاته تغطى على مواصه وإنجًاراتك — كبغ—>‬
‫يكون ردفطك ؟ هل تشعربالغبرة ؟ الغضب ؟‬
‫فى لحظًات فحص النفس األمبنة‪ ،‬نقول أشيًاء كثيرة عن‬
‫*انفستًا‪ .‬كطف يكون ردفطك إذاقًال لك شخعرآخرهذه‬
‫األمورنفسها عتك؟‬

‫عندمًا بنقلك األخرون‪ ،‬هل بديرهذا عنفك وسخطكم هل‬


‫تبررلنغسك ان* تنتقدنفس الشخص الذى انتقدك؟‬

‫‪١٩٥‬‬
‫‪،‬ء‪٤٠‬قذفى‬

‫(شكل ‪)٢٧‬‬

‫‪١٩٦‬‬
‫مقط ر‪ ،‬اال‬

‫إذا رايت فى حياتك مناطق بنيتها على حجر الكبرياء فإنك ‪ -‬مثل‬
‫احالي‪ — ),‬تحتاج أن تدير مفتاح التواضع الذى يعرف بأنه االستعداد‬
‫ألن نعرف كما نحن بالحقيقة بغض النظرعن النتائج‪ .‬والتواضع هو‬
‫المفتاح الذى يفتح الباب لتعمة الله أن تعمل بحرية فى حياتنا وبينما‬
‫نحن نسير بشغافية نحو الحق والنور اللذين يحرراننا‪ ،‬فإننا نكتشف قيمة‬
‫التواضع فى حياتنا‪.‬‬

‫فهم اتواهه‬
‫إن التواضع هو أيضًامن صفات المحبة ‪ .‬فإذا قلنا إننا نحب الله وال‬
‫نحب أخونا أو أختنا فكيف إذن (!تثبت محبة الله فيتا‪ ،‬كما يقول الكتاب‬
‫( ‪ ١‬يو ‪ ) ١٧: ٣‬وكما أن محبتى ألخى وألختى نثبت محبتى لله كذلك‬
‫تواضعى أمام الله تثبت عالقاتى باآلخرين‪ .‬وبدألمن االنكماش‬
‫واالبتعاد عن التواضع نحتاج أن نكون مستعدين ألن نظهر أمام كل‬
‫الناس على حقيقتنا‪.‬‬
‫وفى أحد األيام سألت الله فى الصالة‪# ،‬لماذا يصعب على أن أجعل‬
‫الناس يعرفونى كما أنا‪ ،‬بينما من السهل على أن أظهر كما أنا أمامك؟‪،‬‬
‫فترددت هذه الكلمات بهدوء فى عقلى‪# :‬هذا ألنك تخاف اإلنسان أكثر‬
‫مما تخافتى‪ . ،‬واندهشت إذ وجدت أن هذا صحيح‪ .‬فخوفًا من الرفض‬
‫والجرح‪ ،‬عادة ما كنت أصارع لكى ال أفصح عن حقيقتى خوفآمما قد‬
‫يظنه اآلخرون أو يقولونه‪ .‬وألول مرة رأيت أن التوبة الحقيقية تتضمن‬
‫تواضعى واستعدادى للظهور على حقيقتى أمام كل الناس‪.‬‬

‫إن الكلمة اليونانية للتواضع ‪108#‬ح‪٨1<£1‬آ‪ ،‬تعنى ‪#‬الروح‬

‫‪١٩٧‬‬
‫اعاق نغسى‬

‫المتضعة‪ (،‬وبالطبع ال يستمتع أحد بأن يكون فى حالة وضيعة‬


‫)*‬
‫متدنية ولكن إن سرنا بالتواضع فسنكون مستعدين ألن تضع أنفسنا‬
‫‪#‬يارب‪ :‬من ينزل فى مسكنك ‪( )1‬مزه‪ )١: ١‬ويحيا فى محضرك؟ يقول‬
‫مزمور ‪ ١‬ه ‪ ١٧:‬إن الذى يحيا فى محضر الله هوصاحب (‪,‬القلب المنكسر‬
‫والمنسحق)) إن هذا الشخص هو الذى يسكن مع الله فى المكان المقدس‬
‫المرتفع فاالتضاع أمام الله هو سر ارتفاعنا ومجدنا‪ .‬إن التوبة هى‬
‫عملية مستمرة ال يجب أن تتوقف‪ .‬يجب أن نختبر االنكسار بصقة‬
‫مستمرة أمام الله ‪ .‬معترفين بخطايا قلوبنا‪ .‬كيف نسير يوميا فى هذا‬
‫االختبار المتجدد‪ .‬يقول يعقوب ه ‪ ١٧- ١٦:‬هذه الكلمات‪:‬‬
‫‪،‬اعتربوإبعضكم لبعض ذلزالت ودلهنات‪ ،‬الخطوات القطع‪،‬‬
‫‪/‬لتعدذت‪ ،‬رتخطغ يدكا وصلوا رم يضيم بعضكم ألجل بعض‪ ،‬لكى‬
‫تشفور ووتستردوا الى حالة روحية سوية للعقل والقلبلم طلبة‬
‫البار والقلبدة‪ ،‬الحارة‪/ ،‬لمستمرهلم تقتدركثببًا فى فعلهع وفهى‬
‫ذات طاقة فعالة)‪.‬‬

‫نحتاج ألن نأتى للرب تائبين عن عدم إيماننا وكبريائنا وكل‬


‫نتائجهما وثمارهما مستعدين ألن ندرب قلوبنا على التواضع أمامه ‪ .‬ثم‬
‫نبدأ فى فتح نلوبنا وحياتنا للمشاركة مع بعضنا البعض عندئذ يبدأ الله‬
‫عملية العن طء غير المسبوقة فى حياتنا ولكن أول خطوة هى االستعداد‬
‫لالنفتاح بأمانة وشغافية واالعتراف بأخطائنا وتقصيراتنا أمام الله وأمام‬
‫شخدى نكون قد أقمنا معه عالقة تتسم بقدر من الثقة واألمان‪ .‬أما‬
‫بالنسبة لألمور العميقة والصعبة نحتاج ألن نتحدث إلى شخص نال‬

‫ال‪0٢‬ء‪(081‬لل‪,8 £‬ج‪)<>( ٧11٦‬‬ ‫‪2٢٧, 0],.‬ع‪0‬؛أ‪01€‬‬ ‫وآ(ل ‪.,‬أذء‬ ‫‪568-569‬‬

‫‪١٩٨‬‬
‫مقع س االه‬

‫تدريبا على المشورة المسيحية ويؤمن بقوة الصالة للشفاء‪ .‬وكما رآينا‪،‬‬
‫فإن التحدى الذى يضعه نحميا أمامنا هو أن نثبت هذا العامود المسلح‬
‫من التوبة فى‪ ,‬قلب حجر األساس الذى هوالغداء ولتسهيل عملية الشفاء‬
‫والتجديد المستمرة‪ ،‬من الضرورى أن نسير مع بعضتا البعض فى‬
‫النور‪.‬‬
‫وبينما نحن نبنى سور الخالص التزال هناك بعض األعمدة‬
‫المعوية الضرورية لتأسيس سور منيع يقف بصالبة أمام عواصف‬
‫الحياة‪ .‬وفى الفصل التالى سوف ندرس كيف أن التوبة هى عملية‬
‫مستمرة كفيلة بأن خول أسلوب حياتنا ومن خالل اإليمان تطلق كل‬
‫إمكانيات الله فى حياتنا‪.‬‬

‫نعال جانبًا‬
‫راجع مناطق الكبرياء وعدم اإليمان فى حياتك قم بتقييم فعالية توبتك‬
‫فى كل منطقة من هذه المناطق‪.‬‬

‫‪١٩٩‬‬
‫سر سى شر‬

‫اسب اهدب‬
‫اآلن بعدما درسنا المدخل للنوبة‪ ،‬سوف نواصل شرح التوبة كعطية‬
‫من شأنها أن تغير حياتنا‪ .‬سوف نرى كيف أن التوبة الكتابية نتجاوز‬
‫كل الطرق األخرى للتغيير وكيف أننا عندما نستخدم مفتاح اإليمان‬
‫فإنه يفتح الباب للحصول على كل الموارد اإللهية‪.‬‬
‫إن أول وأهم مكونات التوبة نجده عتد الصليب‪ .‬فقد قال يسوع‪:‬‬
‫*إن أراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم‬
‫ويتبعنى‪( ،‬لو‪ . )٢٣: ٩‬يفشل الكثيرون منا فى التجاوب مع هذا التحدى‬
‫اإللهى لتطبيق ذلك الحق ما الذى كان يعنيه يسوع بهذه العبارة ؟ إن‬
‫شكل ‪ ٢٨‬يوضح لنا كيف يمكننا أن ننتقل من اإلنسان العتيق إلى‬
‫اإلنسان الجديد‪ ،‬حيث يمثل آدم قمة التمرد وعدم اإليمان الذى نرثه‬
‫ونكتسبه فى حياتنا والطريق الوحيد الفعال لكى نتخلى عن الكبرياء‬
‫وعدم اإليمان هو أن نسمرهم على الصليب جنبًاإلى جنب مع كل‬
‫الخطايا التى حملها عدا المسيح‪ .‬ولكى نفعل هذا‪ ،‬نحتاج أوألألن نحسب‬
‫أنفسنا أمواتا بالفعل عن هذه المناطق فى حياتنا‪ ،‬ثانيا يجب أن نستبدل‬
‫عدم اإليمان باستقبال إعالن الله لنا عن قيمتنا الحقيقية والتمسك بهذا‬
‫الحق باإليمان وأخيرأيجب أن نستمر فى أن نحيا ذلك عمليا‪.‬‬

‫‪٢٠١‬‬
‫اعط ق نغسى‬

‫اإلنسان الجديد‬
‫‪١‬أف‪)٢٤:٤‬‬

‫(ثكل‪)٢٨‬‬

‫‪٢٠٢‬‬
‫االئب المعذب‬

‫يقول الرسول يعقوب ((اإليمان بدون اعمال ميتا) (يع ‪)٢٠:٢‬‬


‫فالمعرفة العقلية البحتة للحقيقة ليست لها سوى قيمة ضئيلة جدأ إذا لم‬
‫تقترن بتطبيق عملى يومى‪ .‬إن عمل اإليمان فى الحياة هواألهم فهو‬
‫الذى يتقلدا من زيج الرفض إلى قبول النفس واالقتناع بقيمة نفوسنا وهو‬
‫الذى يتفق مع الزيج اإللهى‪ .‬وإذا كنا نحتاج أن ننتقل من موقف‬
‫الكبرياء فإن المفاتيح للتغيير هى التواضع واالعتراف‪ .‬إن اعترافتا‬
‫بخطايانا يفتح قلوبنا ليستخرج كل األمور العميقة المدفونة والتواضع‬
‫يجعل الباب يظل مفتوحا حتى يحدث التغييرفى القلب‪ .‬إننا من خالل‬
‫الشفافية نتعامل بالموت مع جذور الكبرياء فعندما نستخدم تواضع‬
‫االعتراف بالخطأ‪ ،‬يتم تحريد الكبرياء من قوتها فال تصبح قادرة على‬
‫التحكم فى حياتنا‪ .‬إن التحدى الموضوع أمامنا هوأن تخلع العتيق‬
‫ونلبس الجديد (كولوسى ‪ .)١٠ -٨: ٣‬نحن ال نتكلم عن عملية ميكانيكية‬
‫وإنما عن إطالق للقوة المغدرة من خالل االنتصارالذى حققه المسيح‬
‫على الصليب‪ .‬إن اإليمان بعمل المسيح الكامل يطلق نصرة للغرد الذى‬
‫يمارس هذا اإليمان بشكل حقيقى ‪.‬‬
‫إننا ونحن نجرى هذه التغييرات‪ ،‬سوف نقابل مقاومة داخلية كما‬
‫هوموضح فى شكل ‪ . ٢ ٩‬وفى هذا الرسم اإليضاحى نجد أن المحرك‬
‫يمثل الروح وعربة الفحم (توليد القوى) شثل الذهن والعربة األخيرة‬
‫(عربة العمال) شثل المشاعروالشيطان يجلس فى عربة المشاعر‬
‫يحاول أن يستخدم طريقة حياتنا فى هذا العالم الوجودى المعاصرفبدال‬
‫من أن يسمح لنا بالتحرك تحت قيادة الحق والمبادئ يحاول أن يؤثر‬
‫علينا لنتحرك وفق مشاعرنا وتحت قيادة وحى اللحظة ولنزوت‬
‫العابرة ‪ .‬إن المشاعر مهمة جدأ ومفيدة للتواصل والتعبير ولكن إذا احتلت‬

‫‪٢٠٣‬‬
‫اعمتم ل تغسى‬

‫(شكل ‪)٢٩‬‬

‫‪٢٠٤‬‬
‫الثلب لذب‬

‫مقعد القيادة تصبح فى غاية الخطورة ‪ .‬إن المشاعر قد اعطيت لتكون‬


‫تحت سيطرتنا ال لتكون سيدا يسخرنا لخدمته!‬

‫*شاس خرجت ض تاسا‬


‫ربما راينا شخصا مثل هذا الشاب الذى فى نوبة غيظ وثورة ركب‬
‫دراجته البخارية وانطلق مزمجرأبسرعة رهيبة وأكملت جرائد الصباح‬
‫القصة تحت عنوان ((مصرع أربعة أشخاص فى حادث تصادم بسبب‬
‫السرعة الجنونية‪.،‬‬
‫إننا عندما نسمح لمشاعرنا ان تسيطر علينا فإننا عندئذ نتوجه نحو‬
‫المصائب بسرعة جنونية! فنحن نرى فى العالم كله اآلثار المأساوية‬
‫للمشاعر التى خرجت من عقالها ولم تعد تحت السيطرة فالكئير من‬
‫البلدان تضع االنتحار كالسبب األول فى وفيات الشباب واالكتائب وصل‬
‫لدرجات وبائية مما يظهر كيف أن المشاعر يمكن أن تسيطر على‬
‫المجتمع بأسره إذا أعطيت الحرية انكاملة!‬

‫الشكل التالى (شكل ‪ )٣٠‬يساعدنا على فهم مدى قوة المقاومة التى‬
‫نواجهها عندما نحاول التوبة وتغيير االتجاه ‪ .‬فالقطار الموضح فى قمة‬
‫الشكل يمثل ((القطار اإلنسانى‪ ،‬الذى يشير لحالتنا عندما نتبع قيادة‬
‫المشاعر والقطار الذى تحته يمثل موقف التوازن الذى ننشده عندما‬
‫تنقاد روحنا اإلنسانية بروح الله القدوس وتتبع المشاعر قيادة الروح‪.‬‬
‫ولكن ماذا يحدث عندما يتم تغبير الترتيب؟‬
‫كما هوموضح‪ ،‬يحاول القطار جاهدا أن يغير اتجاهه راجعا عندئذ‬
‫سنجد المشاعر تتشبث وتخرج مخالبها كقطة محاصرة فى ركن شوء‬

‫‪٢٠٥‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫سارات الحياة‬

‫(ثكل‪)٣.‬‬

‫‪٢٠٦‬‬
‫اتشب المعذب‬

‫وتزمجر مدافعة بشراسة عن موقعها القيادى مهددة إنه إذا لم تتوقف‬


‫عملية التغيير هذه فإنها سوف لجعلنا نختبر انهيارا عصبيا ‪٠‬‬

‫عندما نلقى نظرة على الكلمات العبرية المترجمة (التوبة) فإننا‬


‫نفهم لماذا يحدث هذا فالكلمة حرفيآ تعتى‪،‬التنهد واألنين واالرتجاف))‬
‫وكل هذه الكلمات تعكس ثوران وجيشان عاطفى عميق‪ .‬وهذا ما يحدث‬
‫لمشاعرنا عندما نقرر التوبة‪ .‬ولكن عندما نفير اتجاهنا أخيرا (إذا‬
‫استطعنا) فإن مشاعرنا فى النهاية تختبر السعادة عندما تنقاد بروح‬
‫الله‪.‬‬
‫وبنفس الطريقة‪ ،‬فإن ‪،‬القطار المنطقى‪ ،‬المقود بواسطة الذهن يمثل‬
‫حالة مشابهة فعندما نحاول التوبة فإن المعركة التى ندخلها هى مع‬
‫المقاومة ‪،‬المنطقية‪ ),‬فقد يكون الخوف من الظهور بمظهر البلهاء‪،‬‬
‫الطفوليين أوغير المنطقيين هو العدوالقوى الذى يقف أمام التغبير‪.‬‬

‫‪،‬ارامظض‪،‬‬

‫‪٢٠٧‬‬
‫اعمانى نغسى‬

‫أما االختيار غير المتوازن الثالث الذى يمكن أن نواجهه هوأن‬


‫تكون الروح اإلنسانية هى التى تقود فى المقدمة‪ ،‬ولكنها ال تزال شت‬
‫تأثيرآخر غير تأثير الروح القدس وهذا القطار يمكن أن نسميه (‪,‬القطار‬
‫الروحانى)) أو ه قطار الشعوذة‪ . ،‬لذلك فعند التوبة يجب على هذا الشخص‬
‫أن يصلى للتحرر من األرواح الشريرة وقد تصل المقاومة التى قد يلقاها‬
‫هذا الشخص من األرواح الشريرة إلى حد درامى فظيع‪.‬‬

‫(<|سالد|شؤظض>>‬
‫وبالرغم من أنتا قد فصلنا بين هذه األوجه المختلفة التى شثلها‬
‫قطارات المشاعر والذهن والروح إال أن هذه األمثلة قد تفصح عن نفسها‬
‫بطرق مختلفة وكما حذر يوحنا المعمدان أنتا يجب أن نتوب ألن ملكوت‬
‫السموات قد اقترب (مت ‪ )٢:٣‬فإننا يجب أن نتوب لكى نختبرالتغيير‬
‫الحقيقى للقلب والحياة وكلما بنينا حياتنا على الزيج اإللهى‪ ،‬اختبرنا‬
‫حياة أكثر غتى وبركة‪.‬‬

‫‪٢٠٨‬‬
‫القلب المعذب‬

‫اإلداد ق‬
‫ولكى نختبر التغيير سنلقى نظرة على وجه آخر من أوجه التوبة‬
‫وهووجه مهم جدآإذ بدونه‪ ،‬تصبح التوبة جوفاء وبال قيمة‪.‬‬
‫وفى األصحاح األول من سفر نحميا‪ ،‬نجد سجأل لتلك العالقة‬
‫الغريدة بين عبد وملك‪ .‬بين شخص يهودى وسيد أممى بين شخص‬
‫واقع تحت ضيق وشخص يسبب له هذا الضيق ‪,‬‬
‫عندما سمع نحميا بأخبار أورشليم‪ ،‬انعكس حزنه عليه عندما ظهر‬
‫أمام الملك لقد كان دور نحميا كساى للملك هوأن يقدم للملك خمدًا جيدا‬
‫مع بهجة نفس ولكن عندما سمح نحميا لحزنه أن يظهر فى محضر‬
‫الملك كان يعنى هذا أنه يضع نفسه فى خطر الموت* ولكن اهتمام نحميا‬
‫وحزنه على شعبه فاق اهتمامه بنفسه وعندما الحظ الملك ارتحشستا‬
‫مظهر نحميا المكتئب طلب منه أن يفسر له سبب حزنه‪.‬‬

‫وما تال ذلك من حديث عكس بصورة واضحة مدى حب الملك‬


‫لساقيه نحميا فعندما سمع الملك عن حالة أورشليم لم يطلق نحميا فقط‪،‬‬
‫ويعفيه من التزاماته تجاه القصر‪ ،‬ولكنه أيضآأعطاه إذنآوحعله بالعطايا‬
‫لكى يعيد بناء المدينة المقدسة! وهذا ال بوضح فقط يد الله التى تدخلت‬
‫لمعونة نحميا بل يظهر أيضا أعماق قلب نحميا‪ .‬من الواضح أن نحميا‬
‫وصل للمرحلة التى استطاع فيها أن يقفرألعدائه بل وكان يخدم الملك‬
‫بأمانة ووالء‪ .‬لقد أطلق مضايقوه من خطاياهم تجاه شعبه‪ ،‬ولم يحتفظ‬
‫فى قلبه بكراهية أومرارة وهذه هى الدعامة الثانية التى يجب أن‬
‫تتفرس فى حجرالغداء ‪ ...‬اإلطالق‪.‬‬
‫إن غفراننا لمن أساءوا إلينا يطلق هذا الشخص من االحتياج أن‬

‫‪٢٠٩‬‬
‫اعمه ق نغسى‬

‫سور سد ص‬
‫ا مع ده رردنلمء‬ ‫=‬ ‫حنميًا‬
‫المصالحة‬ ‫=‬ ‫عزرا‬

‫اإلط دق‬
‫التر بة‬
‫اإلءألن‬
‫أج‬
‫طعت د ت‪٦‬ئ‪١٦ ٠٠٠٦٦٠ ٠٠ :‬؛;‬ ‫‪-٠‬‬ ‫‪. ٠٠.-‬‬
‫‪٠‬م‬
‫رأس الززاوية‬

‫(شكل ‪)٣١‬‬

‫‪٢١.‬‬
‫ارعب المعذب‬

‫يرد لنا او يعوضنا او حتى يعتذر لنا‪ .‬عندما نصل إلى موقف الفقران‬
‫من القلب‪ ،‬يحدث نوع آخر من اإلطالق فى تلوينا نحن وأليد أن أوضح‬
‫دلك بالقصة التالية‪.‬‬
‫فى مدارس المشورة التى نتظمها فى هيئة شباب له رسالة‬
‫نعطى وقتا للدارسين لكى يشاركوا من حياتهم الشخصية‪.‬‬ ‫ز‪)¥١٧٨١4‬‬
‫وأذكر أن إحدى الدراسات وتدعى (اكاى‪ ، ،‬وهى سيدة فى أواخر‬
‫األربعينات من عمرها‪ ،‬بدأت تحكى عن نفسها‪ ،‬ولكن بعد بضعة دقائق‬
‫صمتت شاما‪ ،‬وعندما ذهب اثنان منا ليصلوا معها بهدوء‪ ،‬بدأت اكاى‪،‬‬
‫فجأة ترتجف وتهاجمنا باإلهانة اللفظية وحتى العنف الجسدى‪ .‬عندئذ‬
‫عرفنا أننا لسنا أمام مجرد إطالق عادى للمشاعر ولكننا كنا نواجه‬
‫تأثيرات شيطانية واضحة‪ .‬وعندما كثفتا من صلواتنا ازدادت ردود‬
‫أفعالها العنيفة وبعد مروربعض الوقت دون تغييرقررنا أن نجلس مع‬
‫كاى بمفردها بعد انتهاء وقت الدرس‪.‬‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬وبينما كنا ننتظر الله فى الصالة‪ ،‬حصل أحدنا على‬
‫كلمة علم من الله أن كاى‪ *،‬لم تكن مستعدة ألن تفقر لوالدتها وعندما‬
‫واجهناها بذلك اعترفت بوجود أصل مرارة دفين فى قليها وبدأت‬
‫تصيح إننى* أكرهك! إننى أكرهك! إننى أكرهك!‪ ،‬كما لوكانت والدتها‬
‫معنا فى الغرفة‪.‬‬

‫وبعد أن تحدثنا معا‪ ،‬فى النهاية وصلت (اكاى‪ ،‬ألن أصبحت‬


‫قادرة أن تطلق غفران لوالدتها وعندما صلينا من أجلها مرة أخرى‪،‬‬

‫‪٢١١‬‬
‫اعمالى نغسى‬

‫أإلفالق ص خالل أسرة‬

‫(شكل ‪)٣٢‬‬

‫‪٢١٢‬‬
‫القلب المعذب‬

‫خررت ‪ 8‬كاى‪ ،‬فورمن العذابات الشديدة التى كانت تعمل فى الخفاء‬


‫وراء ستار عدم غفرانها‪.‬‬
‫فى إنجيل متى (مت ‪ )٣٥-٢١: ١٨‬نجد قصة رجل قد سامح دائنه‬
‫فى دين قدره ما يوازى ‪ ١ ٠ #‬ماليين دوالرا) بمقياس ذلك العصر ولكته‬
‫لم يقم هو بالغغران كما غفر له وبيتما هوعائد لبيته‪ ،‬قابله أحد زمالئه‬
‫وكان مديونا له بنحو عشرين دوالر فبدأل من أن يظهر رحمة كما‬
‫حصل هوعلى رحمة أرسل زميله هذا للسجن‪ .‬وعندما سمع الدائن‬
‫األول بالقصة‪ ،‬غضب غضبا شديدأوتراجع عن سماحه األول وسلمه‬
‫للمعذبين حتى يقى بالماليين العشرة! واآلن أصبح هذا الرجل سجينا‪،‬‬
‫ال بسبب دينه األصلى‪ ،‬بل بسبب روح عدم المفقرة‪ .‬واختتم يسوع‬
‫المثل بقوله إن الله يفعل بنا نفس الشى ء إذا لم نفغر كل واحد منا‬
‫لآلخر من القلب ونستخلص من هذه القصة أن عدم الفغران يؤدى‬
‫للعذاب والمرارة والكراهية واالستمرار فى ذلك يؤدى بدوره لألمراض‬
‫الروحية وكذا الجسدية لكى تنموفى الداخل ولتوضيح ذلك أكثر لننظر‬
‫لشكل ‪.٣٢‬‬
‫ترى فى هذا التوضيح‪ ،‬أن االتجاه لعدم المفغرة عادة ما يحدث‬
‫بسبب وقوع ظلم فى الطفولة سواء كان حقيقيا أم متخيألوخالل سنين‬
‫عمرنا قد تتكون لدينا نظرة سلبية عن رمز السلطة والتى تنعكس علينا‬
‫فى فترة المراهقة أيضًا‪ .‬والتحول من النظرة السلبية لرمزالسلطة‬
‫األرضى إلى التماس الشفاء من الله يحدث فقط من خالل التواضع‬
‫واالعتراف‪.‬‬
‫إننا نحتاج ألن نعترف بالكراهية واالستياء ونغغر للشخص الذى قد‬
‫أساء إلينا وهذه هى بداية اإلطالق والرؤية الجديدة‪.‬‬

‫‪٢١٣‬‬
‫اعط ق نغسى‬

‫روة سه بوفوج‬

‫‪ — ١‬رؤية رمزالسلطة‪.‬‬
‫‪ -٢‬رؤية الله من خالل رمز السلطة‪.‬‬
‫‪ -٣‬رؤية الله‪.‬‬

‫(شكل ‪)٣٢‬‬

‫‪٢١٤‬‬
‫اتحب ليذب‬

‫فى يوم من األيام كنت أعمل صباحا فى عيادة المشورة الخاصة‬


‫بنا فى هاواى‪ ،‬زارنى شاب يدعى انيثيلى‪ ،‬وكان قد تزوج حديثا‬
‫وأفضى لى بأنه يعانى من مشاكل زوجية‪ .‬وكان يبكى وهو يعترف‬
‫بأنه يكره أباه ويحتقره لتدميره لألسرة بسبب إدمان الكحوليات‪ .‬ولكن‬
‫لألسف وجد (انيقيلى‪ ،‬نفسه يواجه نفس الصراع الذى واجهه أبوه مع‬
‫الخمور‪.‬‬
‫إننا عتدما ندين بعضنا البعض‪ ،‬ونحتفظ باإلدانة فى قلوبنا يحدث‬
‫أمرأ غاية فى الخطورة إذ نجد أنفسنا فى نفس الخطية التى نديتها‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬حكمت ‪ 11‬كارين‪ ، ),‬التى كانت قد وقعت ضحية‬


‫لعالقة مع أحد أقاربها‪ ،‬على كل الرجال بأنهم سواء فيما يتعلق بالجنس‪،‬‬
‫وأن المرأة فى نظر كل الرجال هى شى ء لالستخدام وربما لسوء‬
‫االستخدام إذا لزم األمر إلشباع رغباتهم‪ .‬وسرعان ما تحولت‪،‬كارين‪،‬‬
‫نفسها لتصبح هكذا فأصبحت تستخدم الرجال وتسى ء استخدامهم عن‬
‫طريق الدعارة‪ .‬لقد أصبحت ديتونتها وكراهيتها كالطبق الطائر الذى‬
‫يقذف به بعيدا فيعود راجعا للشخص الذى قذفه فألنها اعتقدت أن كل‬
‫الرجال سواء وحكمت على نفسها بأنها لن تجد حدا حقيقيًاكان كل‬
‫الحب الذى حصلت عليه هو الشهوة ‪.‬‬

‫اسد ابس‬
‫كما رأيتا فإن الطريق الوحيد للخروج من هذا الحلزون النازل‬
‫المدمرهو من خالل التواضع واالعتراف‪ .‬أوأل‪ ،‬يجب أن نكون أمناء‬
‫ومنفتحين على مشاعرنا السلبية ومعترفين بالكراهية والمرارة التى فى‬

‫‪٢١٥‬‬
‫اعمًا ق نغسى‬

‫قلوبنا ثم نقوم بالفقران دون شروط او مواصفات‪ .‬إن إطالق الفقران‬


‫شفهيا‪ ،‬هو خطوة فى غاية الصعوبة ولكنها يمكن أن تكون البداية‬
‫للخفران من القلب وعادة ما تكون المهمة األصعب هى ان نقفر ألنفسنا‬
‫ولكن من جالل هذا القفران يمكن لجراح القلب أن تشفى ولدموع‬
‫المرارة أن تمسح‪ .‬يجب أن نعرف أيضآأن الندبات التى تخلفها الجروح‬
‫ال تمحى شامأ وكذا البقع التى تتركها الدموع المرة فى النفس وفى‬
‫نسيج المشاعر الرقيق ولكن هؤالء الذين يعاندون فال يخفرون فهم دون‬
‫أن يدروا قد اختاروا طريق العذاب‪.‬‬

‫وحتى بعد اختيار خطوة الخفران‪ ،‬قد نظل نصارع حتى نتحرر من‬
‫الميل إلسقاط مخاوفنا وعدم ثقتنا على الله (كما نرى فى شكل ‪. )٣٣‬‬
‫إننا عادة ما نميل ألن نرى الله من خالل صورة مشوهة نستمدها من‬
‫رموز السلطة الذين قابلناهم فى حياتنا (طريق ‪ )٢‬وبدأل من أن ننظر‬
‫من خالل مرآة ((رموز السلطة‪ ،‬هذه نحتاج ألن ننظر مباشر إلى الله‬
‫لتحصل على الفهم والحكمة (طريق ‪ )٣‬ومن خالل الله نعد طيع أن‬
‫نرى صورتنا الحقيقية‪.‬‬
‫وكلما رأت عيوننا الله كما هوبالحقيقة‪ ،‬أحبته قلوبنا وبدأنا فى‬
‫التغبير لنصير أكثر شبها به (شكل ‪. )٣٢‬‬

‫إن هذا اإلطالق يحدث لتا من خالل الفقران عندما نقدمه دون‬
‫شرط أو قيد أو كما قال يسوع لسبعين مرة سبع مرات!‬
‫وكما رأينا فإن المعذبين يجدون الفرصة لكى يؤلموننا بل وحتى‬
‫يدمروننا إذا استطاعوا وكل ذلك من خالل عدم الخفران‪.‬‬
‫فى الفصل التالى‪ ،‬سوف نواجه هؤالء المئنبين وهم يحاربون‬

‫‪٢١٦‬‬
‫القلب المعذب‬

‫النبى نحميا الذى جردهم بمهارته وحكمته من اسلحتهم مرة‬


‫و مرات‪.‬‬

‫نعال باضا‬
‫راجع القطارات وحددماهونوع القطارالذى كنت تستقله فى حياتك‪.‬‬
‫اعترف يبعض من خبراتك نائبا‪.‬‬
‫صف أى (عذاب) اختبرته من خالل عدم الفقران‪ ،‬ما هى الخطوات‬
‫التى أخرجتك منه ؟‬

‫‪٢١٧‬‬
‫ادسى ‪,‬سه يجفر‬

‫سره‪,‬دعلى س‪ ٠‬و‬

‫إن العدو األكبر الذى يقف أمام إعادة بناء أسوارالخالص فى‬
‫حياتنا هوإبليس نفسه ‪ .‬يعتقد البعض أن إبليس ليس سوى شخص من‬
‫صنع الخيال‪ ،‬بينما يراه البعض اآلخر سيدألهذا العالم‪ ،‬وأنه فى يوم من‬
‫األيام سيسود العالم ويعبده الناس‪ ،‬ومهما كانت؛لطريقة التى يراه بها‬
‫الناس سوف يظل إبليس عدوأشريرأ‪ ،‬له سجل طويل من الشر والجرائم!‬
‫ويقرر الكتاب المقدس بوضوح أن الشيطان شخص يعش فى‬
‫الواقع‪ ،‬ويتحرك فى العالم‪ ،‬وله العديد من األتباع الواقعين فى قبضته‬
‫الذين مع اقتراب نهاية العالم سوف يعطونه المزيد من الوالء والسلطان‬
‫فى حياتهم وهوالوقت الذى سوف تبرد فيه محبة الكثير من المؤمنين‬
‫بالمسيح(مت‪.)١٣-١١:٢٤‬‬
‫وقد واجه نحميا هذا العدو عندما أطاع دعوة الله لكى يعيد بناء‬
‫أسوار أورشليم‪ .‬وبالنظر لصراعات نحميا‪ ،‬سوف ترى بعضآمن أساليب‬
‫إبليس لكى يهزم ويفشل خطط نحميا التى أعطاها له الله‪ .‬سوف نرى‬
‫الدعامة التالية التى يجب أن نغرسها فى حجر األساس هى التمييز‬
‫*‬
‫شى أن نميزأساليبه‬ ‫فعندما نتعامل مع الشيطان‪ ،‬يجب علينا وقبل كل‬
‫حتى يمكننا أن نفسد خططه وعملياته ‪.‬‬

‫‪٢١٩‬‬
‫اعمه ق نغسى‬

‫سور أسد ص‬
‫حنميا = (عادة ‪,‬للباء‬
‫عزر‪,, = ,‬مصاحلة‬

‫التهظ‬
‫اإلطآلل‬
‫اذ وبة‬
‫اإلعالن‬

‫ا‬ ‫أج ‪-.‬غ‪;:‬؛‬


‫‪ ٠٠٠:‬ف‬
‫؛اع‬
‫رأس الحداوية‬
‫‪٠٠ .‬‬

‫(شكل ‪)٣٤‬‬

‫‪٢٢.‬‬
‫التصبرة الكاملة على العدو‬

‫اسب واسوف‬
‫فى نحميا ‪ ٧— ١: ٤‬نقرأ أن أكبر عمالء إبليس كان سنبلط وجشم‬
‫وطويا الذين غضبوا جدأعندما سمعوا بخطط نحميا إلعادة بناء أسوار‬
‫أورشليم‪ .‬وعندما قابلوه فى الطريق للمدينة انهالوا عليه باالتهامات‬
‫والتهديدات وبالرغم من أن الكثيرين ممن سبقوا نحميا وخلفوه قد‬
‫استسلموا للخوف إال أن نحميا رفضن أن يتراجع‪.‬‬
‫‪#‬خشية اإلنسان نضع شركًاوالمتكل على الرب يرفع‪ .،‬لم يؤمن‬
‫نحميا فقط بهذا الكالم بل عاش حقيقة هذا الكالم (أم ‪ )٢٥: ٢٩‬ووثق‬
‫بالله‪ .‬وكما وجد نحميا‪ ،‬فإن الشيطان دائما ما يصب غضبه علينا من‬
‫خالل من نحبهم ومن خالل الفشل وتعطل المعدات وأيضًامن خالل‬
‫المرنن وغيرها من الطرق ولكن يوسف وأبوب وباألخدن يسوع‬
‫كانوا أمثلة رائعة توضح كيف أن الله يحول غضب إبليس هذا إلى‬
‫بركة وخير‪ .‬لقد رجم اسطفانوس مجموعة من الرجال الغاضبين الذين‬
‫غذى إبليس غضبهم — ولكن لوكان إبليس يعرف القوة اإليجابية التى‬
‫سوف تنطلق من هجومه هذا لكان قد توقف وألقى هجومه على‬
‫اسطفانوس‪ .‬وكان شاول يقف ويشاهد هذا المنظرقبل أيام من تحوله‬
‫ليصيربولس الرسول‪ ،‬لقد رأى شاول عند موت اسطفانوس نوعية من‬
‫القفران هزت كيان شاول شامًا‪#‬ألن الله لم يعهلنا روح الفشل بل روح‬
‫القوة والمحبة والنصح‪٢( ،‬تى ‪( )٧: ١‬الله لم يعطنا روح الخوف ‪ -‬أو‬
‫الجبن أواالرتعاد ‪ -‬بل أعطانا روح المحبة والذهن الهادئ المتزن) إن‬
‫إبليس يحاول أن يخيفتا ويرعبنا ولكن الذين يثقون بالله يعرفون أن زئير‬
‫العدوليس سوى زئيرأسد عجوز قد وقعت أسنانه!‬

‫‪٢٢١‬‬
‫اعطق نغسى‬

‫اسم‬
‫إن أحد األساليب األخرى التى يمارسها إبليس هى التهكم‬
‫والسخرية والقى تنشأ أيضأمن العنف المكبوت فى نفس اإلنسان لقد‬
‫ازدرى األعداء بنحميا وسخرومنه واتهموه باطألأنه يتمرد على الملك‬
‫ارتحشستا (نح ‪ ) ١٩: ٢‬الذى قد بارك العمل بالفعل بل أن سنبلط قد اتهم‬
‫نحميا بأنه يحاول أن يرشى الله! (نح ‪ )٣— ١: ٤‬وها هى هجمة خبيثة‬
‫تشن على نحميا فى أرضه ووسط شعبه شبيهة بتخطيط الشيطان‬
‫لتجربة يسوع فى البرية عندما اقتبس له آيات من الكتاب بطريقة‬
‫ملتوية (مت ‪ . )٦ ، ٣: ٤‬إن إبليس قد استطاع فى مرات كثيرة أن يحدث‬
‫انقسامات فى الكنيسة ويضعفها بتشويه الحق بهذه الطريقة وهذا ما كان‬
‫يحاول أن يفعله مع نحميا‪.‬‬
‫وبينما كان سنبلط يهزأ بالعمل ويصفه بأنه غير مجد كان طوييا‬
‫يحاول زعزعة قدرات ومواهب المجموعة التى تبنى ولكنه نسى أن‬
‫معظمهم قد عاش فى السبى مدة طويلة يعمل بالسخرة فى البناء‬
‫والتشييد!‪ .‬إن المشتكى على األخوة ال* يعبأ بالحقيقة بقدر ما يهدف‬
‫بسخريته إلى أن يثير الشك وعدم اإليمان فى صدورنا محاوألأن‬
‫يجهض خطط الله ومقاصده فى حياتنا‪.‬‬
‫وفى أسفارى حول العالم لعقد الحلقات الدراسية والتكلم فى اللقاءات‬
‫الروحية كثيرا ما أرى عمل الشيطان فى المؤمنين ‪ -‬ولكن يوجد موقف‬
‫واحد لن أنساه أبدا‪ .‬كانت (‪ 1‬مايدا شابة مستعبدة بالشهوة الجنسية وقد‬
‫نالت جروحا كثيرة فى عالقات حميمة مع كثير من الرجال فى بحثها‬
‫الياض عن الحب‪ .‬ولألسف فإنى أرى الكثيرين جدا مثل هذه الشابة‬
‫يدخلون فراش الزوجية محملين بهذه األحمال الزائدة‪.‬‬

‫‪٢٢٢‬‬
‫النصرة الكاملة على العدو‬

‫لذا فيجب على المتزوجين‪ ،‬لكى يختبروا اإلشباع العميق والقرب‬


‫الحميم مع شركائهم فى الزواج‪ ،‬أن يفرغوا هذه األحمال التى يحملونها‬
‫من ماضيهم‪ .‬بل إن هذه األحمال عادة ما تؤثر أيضا على عالقة‬
‫اإلنسان بالمسيح وتؤدى إلى الفشل فى الوصول إلى عالقة حميمة مع‬
‫الله‪.‬‬
‫لقد كانت (‪,‬مايدا!) شثل هذه المأساة وقد شرحنا لها ذلك ولكننا‬
‫عندما كنا نصلى من أجلها لكى تتحرر من قيود حياتها السابقة‪ ،‬فجأة‬
‫أصيبت بتثنجات فى جسدها كله ثم حدث شى ء عرفتا منه بوضوح أن‬
‫هناك شياطين تحاربنا لكى تستمر فى السيطرة على هذه الشابة‪ ،‬لقد‬
‫ظهرت على شفتى (ا مايدا‪ ،‬ابتسامة سخرية واستهزاء وأخذت تضحك‬
‫بصوت غريب مملوء بالسخرية واالستهزاء بشكل كان يهز كل كياننا‬
‫ونحن نحاول مساعدتها‪ .‬عندئذ عرفنا أن للشيطان سلطانا عميقا على‬
‫حياتها بحيث لم يكن على استعداد أن يترك هذا السلطان دون صراع‬
‫حقيقى وعلى مدى األسبوعين التاليين مضيت أنا واثنين آخرين من‬
‫فريق العمل نجلس جلسات مشورة وصالة عميقة مع هذه األخت وفى‬
‫كل مرة كان العدو يستهزئ بنا كتا نشجعها أن تأخذ على عاتقها‬
‫مسوئلية انتهار هذه األعمال الشريرة ورفضها من حياتها شاما‬
‫وبالتدريج‪ ،‬نمت قوة امايدا‪ ،‬الروحية حتى وجدت نفسها تمتلك سلطانا‬
‫حقيقيا جديدأ على قوات الظلمة‪.‬‬

‫اس!‪ ،‬وابطة‬
‫إن األساليب التى يستخدمها أبو الكذاب لكى يفقدنا توازننا ويعطلتا‬
‫عن العمل تتضمن أيضا البلبلة الفكرية والخداع‪.‬‬

‫‪٢٢٣‬‬
‫اصغ ق نغسى‬

‫فى نحميا ‪ ٨: ٤‬نرى كيف أن سنبلط وجشم وطوييا قد تآمروا‬


‫مع حلفائهم لكى يؤذوا ويخدعوا ويبلبلوا أفكار اليهود الذين يقومون‬
‫بإعادة البناء ولكن بالرغم من المحاوالت الكثيرة التى قاموا بها‪ ،‬ظل‬
‫نحميا يرفض بثبات أن يرضخ لتهديداتهم وخداعهم واستمر يثق‬
‫بالله بكل قواه ويكمل العمل فى السور‪ .‬يجب أن نالحظ أن إبليس هو‬
‫ده‬ ‫ء‬
‫رئيس التشويش والبلبلة وعندما نجد ان سحب التشويش القاضة قد‬
‫استقرت فوق رؤوسنا‪ ،‬يجب أن ننتظر بثبات رياح الروح القدس القوية‬
‫لكى تدفعها بعيدأعنا لكى تشرق شمس الحقيقة وتعطينا إرشادا واضحًا‬
‫فى طريقتا‪.‬‬
‫يتحدث نحميا أيضًاعن نبية اسمها انوعدية‪ ،‬وكثيرين غيرها‬
‫(نح ‪ ) ١٤: ٦‬الذين من خالل النبوات الكاذبة حاولوا أن يخيفوا نحميا‬
‫ويثنوه عن دعوة الله له إلعادة بناء أسوار أورشليم ‪.‬‬
‫وكما ناقشنا فى فصول سابقة‪ ،‬يستطيع إبليس أن يستخدم مثل‬
‫هؤالء األنبياء الكذبة لكى يبعدونا عن حق الله ومثل هذه الهجمات‬
‫قد تكون مدمرة وباألخص عندما تأتى من أشخاص مقربين كشريك‬
‫الحياة أوأحد الوالدين أو أحد أعضاء الكنيسة وفى بعض األحيان قد‬
‫نكون مثل أيوب الذى نصحته زوجته أن يبارك (يلعن) الله ويموت‬
‫(أى ‪ )٩:٢‬وذلك عندما كان يواجه أشد أزمات حياته قسوة‪.‬‬
‫إننا أيضًا ال نريد أن نكون مثل التبى الشاب فى ‪ ١‬ملوك ‪ ١٣‬الذى‬
‫كان يأخذ بنصيحة النبى الشيخ بدألمن أن يستمع لما يقوله الله‬
‫وبالتالى وقع بين أنياب األسد‪ .‬يجب أن يكون لدينا شييز ونسهر‬
‫ونصلى حتى ال نقع فى تجربة ونصير فريسة للضالل والتضليل‪.‬‬

‫‪٢٢٤‬‬
‫سرة ملة طى سدو‬

‫أد‪٠‬ألمزيغون‬
‫إن الصداقات املزيغة هى فخ جديد من فخاخ العدوالتى يضعها‬
‫بسهولة وما أسهل أن يخوننا هؤالء األصدقاء‪ .‬لقد خان الياشيب الكاهن‬
‫نحميا عندما أعطى طوييا حجرة كبيرة فى المعبد ليستخدمها كمخدع‬
‫بينما كان نحميا قد غادر أورشليم (نحميا ‪ )٦-٤: ١٣‬وهذه القصة تصور‬
‫أسلوبا تقليديا إلبليس الذى يستخدم بنفس الطريقة صداقاتنا وعالقاتنا‬
‫مع العالم لكى يؤسس لنفسه مكاتآ للعمل فى قلوبنا‪ .‬إننا ال نستطيع أن‬
‫نحب الله والعالم معآألن محبة العالم 'هى عداوة لله ( ‪ ١‬يو‪. ) ١٦— ١٥: ٢‬‬
‫وإذ نستطرد فى قراءة سفر نحميا واألصحاح الثالث عشر نالحظ أن‬
‫نحميا على الغور واجه تفريط الياشيب وخيانته بئن ألقى فى الشارع كل‬
‫متعلقات طوييا ونحن أيضا يجب أن نفعل مثل ذلك بأن نتعامل بحزم‬
‫وبدون رحمة مع أى عدويدخل داخل حدودنا‪ ،‬ألنه إذا دخل لن تأخذه‬
‫بنا رحمة وال شفقة فالشيطان عدونا المدمر يهدف دائمًاإلى اإليقاع‬
‫بقلوبنا وتحويل والءنا من الله للعالم وهكذا قد فعل بقلوب كثيرة ودمر‬
‫خدمات كثيرة قوية‪.‬‬

‫ألتأحيد ألشيد ض‬
‫إن هدف إبليس الرئيسى هو التأثيرعلينا بأن يفرربنا لنصنع‬
‫تعالقات شريرة مع أنظمة وأفراد وشهوات مختلفة‪ .‬إن عبارة ‪#‬التأثير‬
‫الشيطانى‪ ،‬هى ترجمة لكلمة يونانية تعنى الوقوع تحت تأثير الشياطين‬
‫او الوقوع تعت سلطانهم( ) وهذا يشير ببساطة لعملية يستخدمها إبليس‬
‫ليزرع نفسه فى قلوبنا وبالنالى يتسلط علينا‪.‬‬

‫الاً‪0‬ع‪(081‬ال] ‪8‬ا‪00‬ا‪(٧‬م‬ ‫‪ 238‬؟ ‪0101100317 0)1. 011.‬‬

‫‪٢٢٥‬‬
‫‪,‬عماق نغسى‬

‫دوالأخلاص‬
‫حنميًا = إعادة التئ ء‬
‫عزرًا ه !ساحلة‬

‫الرذض‬

‫‪٠‬‬ ‫التهظ‬
‫اإلطألق‬
‫ادوية‬
‫اإلءآلن‬
‫*‬
‫‪.‬‬
‫ي‬
‫‪٠ ٦٠١‬ج‪٠‬‬ ‫؛؛‪ ٠٠٠‬ق ‪٦ ١٠‬‬ ‫‪٠٠٠٠٠‬‬ ‫‪٠‬‬

‫ق‬ ‫‪٠ ٠٠٠٠‬‬


‫‪٠‬م‬

‫رأس الرداوية‬

‫(شكل ‪)٣٥‬‬

‫‪٢٢٦‬‬
‫اسرة اتكيطةشرسو‬

‫وكلما سمحنا له بفرصة اكبر للدخول‪ ،‬ازدادت سلطته فى حياتنا‬


‫وقوى تأثيره علينا لذا فعندما نشعر بتأثير الشيطان أووجوده فى أى‬
‫مكان من قلبنا يجب أن نفعل فورأ مثلما فعل نحميا وال نعطه أى أرض‬
‫فى حياتنا وال موطئ قدم‪ .‬ال تفكر فى إقامة أى هدنة معه أواستضافته‬
‫ولو للحظة واحدة! فوق كل تحفظ احفظ قلبك واحرسه ألن منه مخارج‬
‫حياتك (أم ‪. )٢٣: ٤‬‬

‫امفض‬
‫اآلن وبعد أن درسنا بعض األساليب الشريرة النى يقوم بها العدو‬
‫لكى نتحفظ منها‪ ،‬نحتاج أن نسأل هذا السؤال اال وهوكيف نتعامل‬
‫مع العدوعندما نكتشف وجوده ؟‬
‫إن أول خطوة لمحاربة عمل الشيطان فى حياتنا هى‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬أن‬
‫نميز أعماله ‪ ٠‬والخطوة الثانية هى أن ننتهره ونرفض كل أنواع نشاطه‬
‫فى حياتنا‪ ،‬وهذه هى الدعامة التالية التى نغرسها فى حجر األساس ‪-‬‬
‫الرفض‪.‬‬

‫كإن سبط ستكسر ألرب‬


‫منذ أن سمع نحميا بحالة أورشليم‪ ،‬نجده يطلب الرب بالصالة‬
‫والصوم ثم عندما سمع بأن أعداءه يتامرون ضده ‪ ،‬توجه مباشرة‬
‫لمخدعه للصالة وفى نفس الوقت أقام حراسا (نح ‪ )٩: ٤ ، ٤: ١‬وعندما‬
‫استأجراألعداء شمعيا لخداع نحميا لكى يختبئ فى الهيكل ليبعدوه عن‬
‫طريقهم‪ ،‬استطاع نحميا أن يكتشف الخدعة بكل حكمة واستودع أعداءه‬
‫بين يدى الله‪-‬‬

‫‪٢٢٧‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫والسؤال اآلن هوعتد أى مرحلة من األزمة نلجأ إلى الله‪ ،‬هذا إن‬
‫لجأنا إليه أصال ؟ إنتا نحتاج كنحميا أن نطلبه فورأ وننال من نعمته‬
‫المتاحة لنا فى كل الظروف‪ .‬إن العدو قد يخدعنا بسهولة ولكنه ال يقدر‬
‫على الله!‬

‫—ارنحميالألد‪ ،‬ض خافة* ازب‬


‫حاول أعداء نحميا إرهاب نحميا وإخافته لمنعه من مواصلة بناء‬
‫أسوار أورشليم (نح ‪ .)١٤—٨:٦‬ولكن نحميا لم يخف على حياته‪ ،‬إذ كان‬
‫قد استودعها بين يدى الله‪ ،‬وإنما كان خوفه األكبر هوأن ال يرضى‬
‫الله‪ .‬لقد وقف نحميا فى رهبة من الله مطيعأله فيما كلفه به دون‬
‫خوف من البشر‪،‬خشية اإلنسان تضع شركًاوالمتكل على الرب يرقع‪،‬‬
‫(أم ‪ .)٢٥: ٢٩‬فإذا خفنا من أى شى ء أوشخص أكثر من الرب الطى‬
‫المهوإب سوف نقع قى شرك خوف البشر‪ .‬إذا أخذنا فى اعتبارنا آراء‬
‫البشر وتقييمهم لتا ونصائحهم وأفكارهم أكثر من تقييمنا ألفكار الله فإننا‬
‫نصير أسرى للبشر والخوف منهم‪ ،‬والله وحده هو العالج للخوف‬
‫‪،‬مخافة الرب (االعتراف بشخصه وكراهية الشر) رأس (بداية) المعرفة‪،‬‬
‫(أمثال ‪ . )٧: ١‬والواضح من المكتوب أن نحميا ظهر أكثر من مرة‬
‫كرجل حكيم‪ .‬هل نستسلم لمخافة الناس ونقع فى هذا الشرك ؟‬
‫إننا عندما ننهزم أمام الخوف فكأننا نعتقد أن من نخافه — أوما‬
‫نخافه ‪ -‬أقوى وأعظم من الله ولكن الحقيقة هى أنه ليس هناك من هو‬
‫أقوى من الله القدير‪.‬‬

‫‪٢٢٨‬‬
‫الغمرة الكاملة طى العدو‬

‫أ—تهر سياض اسني‬


‫فى نحميا ‪ ٧ ، ١: ٤‬نقرا كيف كان سنبلط وطوييا متضايقين عندما‬
‫ظهر من يهتم ويعمل لخير اليهود ولكن حتى فى مواجهة هذا العداء‪،‬‬
‫استمر نحميا فى تفقد األطالل التى كانت فى يوم من األيام أسوار‬
‫أورشليم الشاهقة الشامخة‪ ،‬لقد رفض نحميا أن يتشتت عن العمل الذى‬
‫دعاه الله ليعمله‪ .‬حنى سخرية أعدائة المزعجين واستهزاؤهم لم يمنعاه‬
‫من العمل وإنما وضع نحميا الموقف كله بين يدى الله واستمر فى البناء‬
‫وشجع رفقاءه أن يغطوا نفس الشيء‪.‬‬

‫حتى التهديد بالحرب لم يوقف العمل (نح ‪ )٢١:٤‬فانقسم الرجال‬


‫الذين يعملون إلى قسمين‪ :‬أحدهما يحمل الرماح ولقسم اآلخر يبنى ‪٠‬‬
‫وهكذا نحن أيضأيجب أن نستمر فى العمل وفى نفس الوقت نكون‬
‫مستعدين للقتال‪ ،‬ألن لنا عدو مستعد أن يفعل أى شء لكى يمنع الله‬
‫من أن يبنى كنيسته‪ ،‬ولكن حتى أبواب الجحيم لن تقوى على الثبات‬
‫أمام قوة وقدرة الله الحى‪ .‬إننا نحتاج أن نتمثل بنحميا الذى استمر فى‬
‫العمل فى مواجهة ظروف شديدة الصعوبة ومشيرين غير مشجعين ‪٠‬‬
‫إننا نحتاج ألن نكون (ارسخين غير متزعزعين مكثرين فى عمل‬
‫الرب ‪١( ،...‬كوه‪٨:١‬ه)‪٠‬‬

‫لهـ كادعيناسيايرأسان أالدأ‪،‬‬


‫<(فصلينا إلى إلهنا وأقمنا حراسأضدهم نهار وليألبسببهم ‪ ...‬ولم‬
‫أكن أنا وال إخوتى وال غلمانى وال الحراس الذين ورائى نخلع ثيابنا‪-‬‬
‫كان كل واحد يذهب بسالحه إلى الماء!) (ذح‪.)٢٣،٩:٤‬لم ينتظر‬

‫‪٢٢٩‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫نحميا الرب فقط ولكنه أيضًاكان مفتوح العينين ومتيقظًا ألى هجوم من‬
‫أعدائه الذين يحاولون منعه من إشام إرادة‪ -‬الله‪.‬‬
‫وقد يأتى العدو فى ثياب مالك نور وقد يأتى أيضا فى هجوم‬
‫صريح كأسد زائر ولكن مقاصده هى دائمًا أن يوقف عمل الله فيتا ومن‬
‫خاللنا وبسبب عدم اليقظة سقط الكثيرون أمام خططه الماكرة ولكننا إن‬
‫شثئنا بنحميا فإننا نسهر ونصلى لئال نقع فى تجربة‪.‬‬

‫تحدى سنبلط الحورونى وطوييا العمونى وجشم العربى نحميا‬


‫(نح ‪ ) ١٩: ٢‬وهزأوا باليهود واحتقروهم بل واتهموهم بالتمرد على الملك‬
‫لكى يخيفوهم ويمنعوهم من إشام العمل‪ .‬فماذا كان رد فعل نحميا؟ لقد‬
‫رفض الدخول معهم فى مهاترات‪ ،‬وكان كل ما قاله إنه أعلن أن ال حق‬
‫لهم وال نصيب وال ذكر فى أورشليم‪ ،‬أى أن عليهم أن يخرجوأ أنفسهم‬
‫من األمر برمته فهو ال يعنيهم‪.‬‬

‫وبعد ذلك استثار وجود طوييا نحميا للرد والقيام بعمل ما‬
‫(نح ‪ )٩-٧: ١٣‬ولكن نجده مرة أخرى ينفصل عن أعدائه وفى هدوء‬
‫يطهر الهيكل من متعلقات طوييا وحغظ نفسه من تأثير األشرار‪.‬‬
‫إن هناك وقتا للمواجهة ووقتًا لضبط النفس وعزل أنفسنا عن‬
‫تأثيرات الشر فى حياتنا‪ .‬إن ضغط األقران (الشلة) يهزم الكثيرين‬
‫من المؤمنين الذين يرزحون لغترات طويلة أكثر من الالزم تحت‬
‫تأثيره حتى الملك شاول اضطرأن يركع أمام ضغط المقربين له‬
‫وكانت النتيجة أنه فقد ملكه على إسرائيل ( ‪ ١‬صم ‪— ١٣: ١٤‬ه ‪ ) ١‬وغيره‬

‫‪٢٣٠‬‬
‫النصرة الكاملة على العد‪,‬‬

‫من الملوك والقضاة فشلوا فى التنصل من تدالغاتهم مع العدووبالتالى‬


‫لم يتمموا دعوتهم‪ .‬يوجد وقت للمعانقة ووقت لالنفصال عن المعانقة‬
‫(جا ‪:٣‬ه) والتحدى الذى نواجهه كثيراهوأن نميز الوقت المناسب‬
‫والتجاوب المناسب مع الظروف الراهنة‪.‬‬

‫لقد هدد اعداء اليهود بانهم سوف ياتون ويقتلونهم إذا استمروا فى‬
‫العمل قى بناء السور‪ ،‬وكما قلتا من قبل أن تهديداتهم لم تثن نحميا بل‬
‫على العكس جعلته يعد للمعركة‪ ،‬فجعل نصف الرجال وبعض أسرهم‬
‫يقفون للحراسة بكامل سالحهم‪ ،‬بينما ظل اآلخرون يعملون قى السور‬
‫متسلحين أيضآ بسيوفهم وهنا ال نرى فقط تصميم نحميا على العمل‬
‫ولكن نرى أنه رأى الحاجة للحرب أيضا لقد عرف نحميا أمرأنحتاج أن‬
‫نعرفه جميعًا ‪ -‬وهو أننا قى حالة حرب ويوجد عدو يريد أن يتغلب‬
‫عليتا دائمأوسوف ال يعقد معنا سالما إال بشروطه هووالطريقة الوحيدة‬
‫لالنتصارهى أن نكون جنودأمن الدرجة األولى يعدنا المسيح للحرب‬
‫غير مرتبكين يأمور هذه الحياة ولكن مكرسين للسهر والصحيان‬
‫والحراسة والحرب والبناء تحت قيادة المسيح ( ‪١‬تيمو‪. )٤ ،٣:٢‬‬
‫وألن محاربتنا ال تحدث قى العالم المادى بل فى العالم الروحى‬
‫غير المنظور فإن أسلحتائ أيضأ يجب أن تكون مالئمة لهذا الوئع من‬
‫المعارك ويقول يولس الرسول إن هذه األسلحة ليست جسدية بل قادرة‬
‫بالله على هدم‪.‬حصون العدو(‪٢‬كو ‪-٣: ١٠‬ه) ‪ ٠‬واآلن دعنا نلقى نظرة‬
‫على هذه األسلحة‪:‬‬

‫‪٢٣١‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫اسم يسوع‬
‫عندما نستخدم اسم يسوع‪ ،‬فاننا نهتمع أنفسنا فى صفونا قواته‬
‫محاربين من أجل الحق والعدل والبر‪ ،‬توجد قوة فى اسم المسيح فوق‬
‫كل قوة العدو‪.‬‬

‫دم ألمسبح‬
‫فى رؤيا ‪ ١١: ١٢‬نقرأ اوهم غلبوه بدم الخروف‪ ،‬وهى الغلبة‬
‫العظيمة التى حصل عليها يسوع فوق الصليب على الخطية والموت‬
‫والشيطان‪ .‬عندما بذل المسيح دمه‪ ،‬فإنه قد فعل ذلك بدألمنا فاتحا لنا‬
‫الطريق للخالص من سلطان إبليس لقد سفك دمه عنا وهذا الدم هو‬
‫الذى قهر العدو وطرده هاربآ‪.‬‬

‫كلمة شهأدتائً‬
‫والسالح الثانى الضرورى لالنتصاركما جاء فى رؤيا ‪ ١١: ١٢‬هو‬
‫‪8‬كلمة شهادتهم‪ . ،‬فعندما كان المسيح فى البرية صائمًاألربعين يوما‬
‫وليس فيه أى قوة جسدية أظهر من خالل شهادته قوة الكلمة عندما كان‬
‫يصارع تبارب إبليس (مت ‪ ٠ ) ١١ - ١: ٤‬لقد استخدم المسيح الكلمة‬
‫بمهارة كد ف فى يده أرهب به العدو وجعله يهرب ويفشل فى اإليقاع‬
‫بيسوع فى تجاربه‪ .‬إن كلمة الله حق وعندما نؤمن بهذا الحق ونعترف‬
‫به فى وجه العدو فإنه يهرب من وجه الحق وال يحتمل نوره الساطع‬
‫(يو‪.)٣٢:٨‬‬

‫‪٢٣٢‬‬
‫النصرة رلكءمتة على العدو‬

‫سالح الله‬
‫يوصينا الرسول يولس فى أفسس ‪ ٦‬أن نرتدى سالح الله الكامل‬
‫حتى نستهليع أن نثبت فى يوم المعركة ضد قوى الظلمة‪ .‬وكل قطعة‬
‫من هذا السالح الكامل لها أهميتها‪.‬‬

‫خوذة الخالص‬
‫درع البر‬
‫منطقة الحق‬
‫حذاء استعداد اإلنجيل‬
‫ترس اإليمان‬
‫سيف الروح‬
‫وإذا ارتدينا هذا السالح يوميا وتعلمنا كيف نستخدمه سوف يمكننا‬
‫أن نطرد العدو فى كل مرة يهاجمنا فيها‪.‬‬

‫منذ بضعة سنوات‪ ،‬كان البعض منا يصلون مع رجل سن كانت‬


‫لديه ميول انتحارية‪ .‬وفجأة تحولت فرصة الصالة البسيطة إلى حدث‬
‫مريع عندما أظهر العدونفسه كالسيد الشرير الذى يسخر هذا اإلنسان‬
‫لخدمته‪ .‬فجأة قفز هذا الرجل مزمجرأبكلمات تشبه الحشرجة ووجهه‬
‫ملتوالقسمات بالغضب الشديد والتقط كرسيآورفعه فوق رأسه وبدأ‬
‫يتحرك نحونا ببطء فى الغرفة التى أصبح جوها مكهربًابالفوف‬
‫والترقب والغضب حتى أن واحدأمنا تسمرمن الخوف أما اآلخرون فقد‬
‫ارتدوا بسرعة أسلحتهم الروحية وبدأوا الحرب‪ .‬وعندما دعونا باسم‬
‫الرب يسوع وأعلنا قوة دمه‪ ،‬رينا كيف توقف هذا الشخص على بعد‬

‫‪٢٣٣‬‬
‫اعط ق نغسى‬

‫اقدام مننا وكان يدا غير منظورة اوقفته ثم وقع الكرسى مهشما على‬
‫األرض وصرخ الرجل صرخة قوية ووقع على األرض مجهشًافى‬
‫البكأء كطفل صغير‪.‬‬
‫وعندما ركعنا بجانبه‪ ،‬اعترف بالخيانة الجنسية التى كانت فى‬
‫حياته وتاب أمام الله ثم صلينا كلنا معه فصار رافضًاكل أعمال العدو‬
‫فى حياته حتى حصل فى النهاية على الحردة واإلطالق اللذان كان‬
‫يهلليهما بشدة ‪ .‬ووجدنا بعد ذلك أن االكتائب واألرق وأفكار االنتحار‬
‫التى كان يعانى منها لم تستمر طويال إذ ظل يقف بقوة فى وجه سلطان‬
‫الشرير فى حياته متمتعا بالنصرة فى المسيح‪ .‬إن إبليس هو بالحقيقة‬
‫عدو رهيب كما رأينا فى هجومه على نحميا‪.‬‬
‫فى الفصل القالى سوف ندرس أسلوبا آخر من أساليب العدو‪ .‬إن‬
‫الظلم سواء الحقيقى أو المتخيل هوأمر صعب التعامل معه وبخاصة‬
‫عندما يدخل حياتنا عن طريق أشخاص نثق بهم‪ .‬إن الشيطان يعرف‬
‫كيف يستخدم هذا السالح الفتاك الذى ذبح به الكثيرين‪ ،‬وسوف نرى‬
‫كيف نستهليع أن نتجنب ضرياته وليس ذلك فقط بل كيف نجرده تمامًا‬
‫من هذا السالح‪.‬‬

‫تعال جأفبأ‬
‫راجع بعض الهجمات الشيطانية التى تعرضت لها أنت شخصيا‬
‫وضح من حياتك الخاصة كيف استخدمت بعضا من أساليب نحميا‬
‫لتهزم العدو‪.‬‬

‫‪٢٣٤‬‬
‫اسلي ادرم بو م‬

‫بداية جديدة‬

‫توالت ضربات الظلم المتالحقة على بنى إسرائيل من الداخل‬


‫والخارج وسببت لهم الكثير من الجروح واألذى بينما هم يحتالون على‬
‫العيش فى السبى ولكن تغيير المكان ال يعنى بالضرورة تغيير القلب‬
‫وسرعان ما وجد العائدون من السبى أن المظالم القديمة بدأت تتمو‬
‫وتتفشى فى المجتمع اليهودى‪ .‬وتقرأ فى نحميا ه‪ ٧-١:‬كيف أن‬
‫مجموعة من صفوة اليهود األثرياء بدأت تعطى قروضابغوائد باهظة‬
‫مضيقة عبائً جديدًا على العائدين من السبى فزادت من محنتهم‪ ،‬وأدت‬
‫مطالبة هؤالء للمديونين بالوفاء إلى أن الكثيرين رهنوا‪ ،‬بيوتهم‬
‫وأراضيهم بل وحتى باعوا أوالدهم وبناتهم فى العبودية حتى يستطيعوا‬
‫أن يأكلوا ويعيشوا‪ .‬وارتفع صراخ الشعب وبكاؤه وعلى مرالعصور تردد‬
‫صدى مثل هذا الصراخ من أمم وشعوب كثيرة فى العالم صراخ المعاناة‬
‫من الغللم نفس الصراخ صعد من األرض مطالبا قايين بدماء أخيه‬
‫هابيل البرشء الذى قتله أخوه فى نوية حسد وغضب ونفس هذا الصراخ‬
‫صعد من اليهود الذين هلكوا بين أيادى أعوان هتلر فى أفران الغاز‬
‫الرهيبة وهو أيضا نفس الصراخ الذى صعد من الكمبوديين الذين‬
‫تعرضوا لما يشبه اإلبادة الجماعية على يد جيوش يول يوث وقييت‬
‫كونج وهونفس الصراخ الذى يصعد اليوم من مائت اآلالف من شعب‬

‫‪٢٣٥‬‬
‫إعماق نغسى‬

‫البوسنة الذين يعانون من اإلبادة على أيدى الصرب وأيضا األفغانيين‬


‫الذين هريوا من القتل لكى يعيشوا كالجئين ‪٠‬‬

‫وخة قدؤب‬
‫وربما يصعد تغس هذا الصراخ من أعماق قلوبنا وعندما نتناول‬
‫موضوع الظلم‪ ،‬يجب أن نتذكر ثالثة مبادئ رئيسية‪:‬‬

‫‪ - ١‬إن الله عادل فى كل طرقه‪.‬‬


‫‪ - ٢‬إن إبليس ظالم فى كل طرقه‪.‬‬
‫‪ -٣‬إن اإلنسان ظالم فى كثير من طرقه ‪٠‬‬
‫وفى عالمنا اليوم‪ ،‬يحدث الكثير من الظلم من عدم إنسانية اإلنسان‬
‫فى التعامل مع أخيه والكثيرون واقعون تحت تأثير نهم ال يشبع؛ للتملك‬
‫والسلطة ‪ ٠‬وقلوبهم ملوثة بالطمع والشهوة حتى أنهم ينظرون للناس على‬
‫أنهم أشياء تستخدم ويمكن التضحية بهم‪ .‬ومثل هذا الوسواس القهرى‬
‫يسبب جروحًا دائمة فى جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫*روح اإلنسان تحتمل مرضه أما الروح المكسورة فمن يحملها؟‪،‬‬
‫(أم ‪. )١٤: ١٨‬ما معنى أن يجرح اإلنسان وما هوتأثير ذلك عليه؟ إن‬
‫هذا الجرح المؤلم ينبع من قلب اإلنسان أوروحه كنتيجة للتوجهات‬
‫واألفعال والكلمات الخالية من المحبة التى يوجهها لنا اآلخرون ويمكن‬
‫أن يوصف بأنه ألم مزمن ال يتوقف ينبع من مكان أعمق من كل‬
‫أعضاء جسم اإلنسان‪ .‬والشخصن الذى لم يختبر هذا األلم الداخلى‬
‫العميق من قبل‪ ،‬شخص محظوظ بالفعل‪.‬‬
‫والشخص الذى يميل تحوالسلبية‪ ،‬تظهرفيه أعراض الجروح‬

‫‪٢٣٦‬‬
‫بداية جديدة‬

‫الدائمة فى صورة شفقة على النفس‪ ،‬وإدانة النفس‪ ،‬واالنحصار المرضى‬


‫فى الذات‪ .‬وربما يؤدى ذلك لكراهية النفس واالكتائب أو حتى أفكار‬
‫االنتحار‪ .‬أما الشخص الذى يميل أكثر للعنف فيصبح غاضبًا‪ ،‬منتقدا‪،‬‬
‫ديانا‪ ،‬كارها‪ ،‬وربما يستخدم العنف ضد المقربين إليه وهذه األعراض‬
‫عادة ما تكشف عن اروح جريمة‪ ),‬تأخذ اإلنسان بكامله فى طريق األلم‬
‫والمعاناة‪ .‬إن الروح المجروحة قد تؤدى إلى هدم بنيان الحياة بأكمله‪،‬‬
‫وكسر العالقات الهامة مع اآلخرين‪ ،‬والقضاء على قدرة الروح المسوئلة‬
‫عن تعضيد كيان اإلنسان كله‪.‬‬
‫وإذا كدا ال نستطيع احتمال الجروح فى حياتنا كيف يمكننا التعامل‬
‫معها؟ هل توجد طريقة أخرى للتعامل مع لص الحياة هذا؟‬
‫لقد قدرت إحدى الدراسات أننا نستخدم ‪/٥٠‬من قدراتنا النفسية‬
‫فقط للتقلب على جروح الماضى‪ .‬كيف إذن نتحررونبدأفى اختبار‬
‫نصيبنا الكامل من الحياة؟ هل يمكن أن شحى ذكرياتنا‪ ،‬هل نستطيع‬
‫تجديدها أو إعادة برمجتها ؟‬

‫تسبيالت ًا‬
‫لكى نفهم عمل المخ البشرى بشكل افضل دعونا نلقى نظرة على‬
‫بحث أجراه ‪#‬د‪ .‬ويلدر بينغيلدا) فى مونتريال(يد) وهو بحث يدور حول‬
‫عالج مرضى يعانون من بؤارات صرعية وفى هذا البحث كتب‬
‫ابيذغيلد‪ #‬بعض المالحظات المثيرة للدهشة فيما يختص بالذاكرة‬
‫والمشاعر خالل مسار الجراحات التى كان يجريها فى المخ فبينما كان‬

‫‪8 0۴‬ه‪٧‬ذ‪|1‬ء‪ً٦8 ٨٠^٠٨ ٨1‬ا‪181‬ال‪6،11٩‬ا\ ‪/‬ث‪٢٢10٢‬ح‪*1‬بر (‪)٧‬‬


‫‪7 67 )1952( 178-198.‬لع‪3‬اقز‪8‬إ‪1‬‬

‫‪٢٣٧‬‬
‫اعاق نغسى‬

‫المريض تحت مخدرموضعى وهوواع شاما‪ ،‬قام ‪#‬بينقيلدا باستثارة‬


‫القشرة الخارجية للمخ فى منطقة القص الصدغى بواسطة تيار كهربائى‬
‫ضعيف‪ .‬وكانت النتيجة مفاجأة! لقد ظهرت على السطح أحداث من‬
‫الماضى مع المشاعر المصاحبة لها وخرجت من الالوعى واعرضت؛‬
‫أمامه فى العقل الواعى بكل وضوح وبتغاصيلها واستنتج ابديفيلد‪ ،‬من‬
‫هذا أن األحداث والمشاعر المصاحبة لها مرتبطة معا ارتباطًاوثيقأ‬
‫ومحقونلة على أشريط‪ ،‬فى قشرة القص الصدغى للمخ ولم تؤدى‬
‫االستثارة الكهربية فقط إلى تذكر كامل‪ ،‬ولكتها أدت إلى أن عاش‬
‫الشخص هذه األحداث فى ذهنه‪ .‬ومنذ ذلك الحين تظهر المالحخلة أن‬
‫االستثارة التى تحدثها الحياة اليومية العادية يمكن أن تحدث نغس التأثير‬
‫فتخرج إلى السطح ذكريات ومشاعر يمكن أن تعود حتى لقترة ما قبل‬
‫الوالدة‪ .‬والسؤال هنا هوماذا نفعل عندما تظهرهذه الذكريات والمشاعر‬
‫على السطح؟ هل يعكن شقاء جروح الماضى وتخفيف آالمها؟ دعونا‬
‫نرجع إلى ما قاله خالقنا من تعليقات على الحياة واإلنسانية لئحصل‬
‫على المريد من البصيرة للرد على هذه األسئلة ‪.‬‬

‫لقد تكلم الله من خالل بولس الرسول وأوصانا أن ‪#‬نتغير عن شكلنا‬


‫بتجديد أذهاننا ‪ ،...‬وأن نتجدد بروح أذهاننا (رو ‪ ٢: ١٢‬؛ أف ‪)٢٣: ٤‬‬
‫ولكن ما هى روح الذهن ؟ وكيف يمكننا تطبيق هذا؟ لقد عرفها قنسنت‬
‫أنها (!المبدأ األعلى فى حياة اإلنسان التى يفكر بها ويحكم على األمور‪.‬‬
‫إنها مركز التفكير األخالقى والمعرفة‪( ،‬يد) وتغييرها هنا ال يعنى ببساطة‬
‫مجرد تغيير رأى أو عقيدة فهو يقول أن اروح الذهن‪ ،‬عندما تتجدد فهى‬
‫تحدث تغييرا فى توجه العقل وكل ما فيه من أفكار‪.‬‬

‫‪8‬ل)‪3](1‬ح‪ 1‬ل‪0‬ةكا‪. 3 )0‬ا‪. ٧0‬آعل ‪168 10 1116‬هالخ<؛ ه‪ ١٧0٢‬اأ‪60‬ء‪0‬ا‪3٢٧10 ٧‬ا‪( ١‬ح)‬


‫‪(. 395.‬؛ ‪01308‬ه‪£٢‬‬

‫‪٢٣٨‬‬
‫بد‪٠‬ربة درده‬

‫من خالل هذه االفكاروااليات الكتابية‪ ،‬ترى ان‪.‬التجديد هو‬


‫الدعامة التالية التى نضعها فى حجر األساس‪ .‬والتجديد أمر ضرورى‬
‫لشغاء جراح نفس اإلنسان‪-‬‬
‫‪#‬ألنه هكذا قال الرإب‪ .‬كسرك عديم الجبر وجرحك عضال)) والرب‬
‫يتكلم هنا عن عدم قدرة اإلنسان على القعاش مع المشكلة التى يعانى‬
‫منها والتى تضعفه‪ .‬ثم يقول الرب ‪#‬ألنى أرد لك عافيتك وأيرى‪،‬‬
‫جراحك‪ ،‬يقول الرب‪( ،‬إر ‪ ) ١٧ ، ١٢: ٣٠‬كيف يشفى الرب جراحنا‬
‫ويجددنا بروح ذهننا؟ وما هى مسؤليتائ نحن فى هذه العملية؟‬
‫دعونا نقترب أكثر إلى كلمة تجديد ‪ .‬إن أحد األفعال باللغة اليونانية‬
‫التى تترجم ‪#‬يجدد)) هو((‪ ))303^31000‬وفى قاموس ‪ ٧٤٢٦٥‬التفسيرى‬
‫للعهد الجديد نجد أن الكلمة منقسمة إلى قسمين ()‪ ،303‬وتعنى مرة أخرى‬
‫‪ ،13‬وتعنى جديد وليس جديد بمعنى احديث‪ ،‬ولكن بمعنى‬ ‫‪10‬‬ ‫و(ا‬
‫‪#‬مختلف‪( ،‬بمد)‪.‬‬
‫وهكذا يعذى التجديد أن يصير الكل جديدا أى أن يصبح الماضى‬
‫جديدا متغيرا‪ .‬إننا بالطبع ال نستحليع تغيير أحداث شت فى الماضى‬
‫لكنتا نستطيع أن نفير ردود أفعالنا وتوجهاتنا التى تنبع من هذه‬
‫األحداث‪ ،‬وتؤثر فى روح ذهننا وباإلضافة لذلك‪ ،‬فإن هذه الكلمة يمكن‬
‫أن تشير ببساطة إلى شفاء جروح الماضى وبداية حياة جديدة كما فى‬
‫رومية ‪ ٢: ١٢‬فإننا نستطيع أن نتغير عن شكلنا وتتغير التشوهات التى قد‬
‫أحدثها فينا الماضى والحاضر وكل هذا من خالل تجديد روح الذهن‪.‬‬

‫ال‪30٢‬ك‪0‬ل‪٢‬ل‪ £‬ع‪( ٧10‬م‬ ‫‪,. 960‬ا‪}.,‬؛ءا‪, 0٢‬إلآلآ‪)01‬ذ‪0‬‬

‫‪٢٣٩‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫سور ألفالص‬
‫حتهغب آ رعددت ولبع ء‬
‫عزر = (ساحلة‬

‫ض‬
‫—‬
‫آل‬
‫ب‬
‫ام‬

‫التهجيز‬
‫اإلطالق‬
‫القدبة‬
‫اإلءآلن‬
‫‪٢٢٢۶‬‬
‫‪-‬د ع‬
‫اج ;سدرت‪:‬‬
‫‪٠١٠٠.‬‬ ‫‪....‬‬
‫‪- -‬‬
‫رأس الذداوية‬

‫(ثكل ‪)٣٦‬‬

‫‪٢٤.‬‬
‫يدب جديدة‬

‫ظ‪١‬ع سب‬
‫يتساءل البعض هذه األيام ما إذا كأن شفاء القلب أمرأكتابيآأم ال‪.‬‬
‫لم تكن لدى داود أى شكوك عندما تأمل عودة المسبيين وإعادة بناء‬
‫أورشليم قائأل‪!( :‬يشغى المنكسرى القلوب ويجبر كسرهم ‪ ) ( ٠‬فى سفر‬
‫الرؤيا تقرأ عن نهر من البلور الصافى يتبع من عرش الله وعلى جانبيه‬
‫شجرة الحياة التى ‪،‬أوراقها لشغاء األمم‪( ،‬رؤ ‪. )٢: ٢٢‬‬
‫ال شك أبدأ أن رغبة الله هى أن يشفى الجريح والكسير‪ .‬يقول‬
‫البعض إن المؤمتين المسيحيين هم فقط الذين يطلقون النار على‬
‫جرحاهم‪ .‬ولألسف فإن هذا كثيرأ ما يحدث‪ ،‬ولكن الله قد رتب شفاء‬
‫للجروح‪ ،‬شاما كما رتب خالهًا من الخطيئة وذلك تم على نفس‬
‫الصليب الذى علق عليه المسيح‪ ،‬فعلى الصليب جرح المسيح ليشفى‬
‫جراحنا ‪ .‬إن الصليب هو ترتيب الله لتا والخدمة الشفاعية التى قام بها‬
‫المسيح هى مفتاح شفاء أعمق الجروح والعذابات فى قلب كل مؤمن به‪.‬‬
‫ولكى تفهم هذا السر دعونا نتأمل هذا الغداء العظيم الموصوف فى‬
‫إشعياء‪٣‬ه‪:‬ه و‪١‬بطرس‪:٢٤:٢‬‬

‫ا! وهو مجروح أل جل معا صبنا‪ ،‬مسحوق أل جل دامتا تأديب‬


‫سالمنا عليه ويحيره شغبنا‪،‬‬

‫!!الذى حمل هو نفسه خطًابانا فى جسده على الخشبة بكمًا‬


‫على مذبح قدم نفسه عليه) لكى نموات وال نكون فبعًا بعدم‬
‫عن الخطايا فنحبا للبر‪ .‬الذى بجلدته شغبتم‪!,‬‬

‫(م مز‪ - ٣: ١٤٧‬راجع أيضآمز ‪ ١٨:٣٤‬؛ إش ‪١‬ه‪:‬ه‪ ، ١‬إش ‪ ١:٦١‬؛ لو ‪. ١٨: ٤‬‬

‫‪٢٤١‬‬
‫اعمص ق نغسى‬

‫(شكل ‪)٣٧‬‬

‫‪٢٤٢‬‬
‫بداية جددة‬

‫إن هذه األعداد توضح جانبين هامين من جوانب خدمة المسيح‬


‫على الصليب وهذان الجانبان مرتبطان بما قلائه من قبل عن الشهوة‬
‫وأرجوحة األلم‪/‬واللذة التى قد يتأرجح بينها اإلنسان‪.‬‬
‫ويصور شكل ‪ ٣٧‬بندول األلم واللذة متأرجحًابين اللذة الشهوانية‬
‫التائجة عن الخطية من ناحية وبين األلم الداخلى الناتح عن الجراح‬
‫التى تصيبنا من ناحية أخرى وهذا التأرجح ال يمكن أن يوقفه إال‬
‫الصليب حيث نجد تطهيرا للخطايا وشقاء للجروح‪ .‬إن هذه األحمال‬
‫ثقيلة جدأ عليتا وال نحتاج ألن نحملها‪ ،‬ولو حاولنا حملها سوف نخور‬
‫تحت ثقل العار والخجل واأللم بسبب الخطية والمرارة والذنب والمعاناة‬
‫بسبب الجروح‪ .‬لقد جاء المسيح لكى يهبنا بموته على الصليب حياة‪.‬‬
‫لقد عانى الظلم واأللم والمعاناة على الصليب حتى يحمل هونفسه الظلم‬
‫الواقع علينا فى جسده معطياشفاء للنفوس الجريحة‪.‬‬

‫عطية التجدي‬
‫اآلن وبعد أن بحثنا بعض مبادئ عملية التجديد‪ ،‬ماذا يحدث‬
‫عندما نطبق هذه العملية على ظروفنا الحاضرة ؟ ‪ .‬ما هى الخطوات التى‬
‫نأخذها لكى نحصل على هذا الشفاء فى قلوبنا؟ كيف نبدأ فى التحرك‬
‫نحوالشفاء واالكتمال والقداسة ؟‬

‫أالئر‬
‫إن إنكاروجود جرح داخلى لهوشكل من أشكال المناورة مع‬
‫الذات‪ .‬وبنفس الطريقة فإننا عندما نكبت األلم والجروح فنحن نختزن‬
‫داخلنا مشاعر غير صحية‪ ٠‬وهذا يمكن أن يؤدى لالكتائب أو غيره من‬

‫‪٢٤٣‬‬
‫اعط فى نغسى‬

‫األمراض التفسجسمية‪ ،‬فإذا كنا نعانى من األلم فمن المهم أن نقبل هذا‬
‫كحقيقة واقعة وئعترإف بها أمام أنفسنا‪ .‬يعتقد البعض أن المؤمنين ال‬
‫يجب أن يتألموا وليس هذا سوى صورة روحية من صوراإلنكار‬
‫والكبت‪.‬‬
‫إن المسيح نفسه شعر باأللم بل وبكى على قبر لعازر (يو ‪)٣٥: ١١‬‬
‫وبعد ذلك فى بستان جسثيمانى لم يؤد ألم المسيح الداخلى إلى البكاء‬
‫فقط بل كان عرقه كقطرات دم تخرج من جسمه (لو‪-٣٩: ٢٢‬ه ‪. ) ٤‬‬
‫من الواضح إذن أن األلم ليس خطية بل الطريقة التى نتعامل بها مع‬
‫األلم هى التى يمكن أن تكون خاطئة‪.‬‬

‫لقد حمل المسيح ألمنا وحزننا على الصليب‪ ،‬يجب أن نؤمن أيضًا‬
‫أنه مستعد وقادر أن يحمل ألمنا وحزننا اليوم‪٠ .‬بالنعمة أنتم مخلصون‬
‫باإليمان وذلك ليس منكم هوعطية الله)‪( ،‬أف ‪ . )٨: ٢‬وكما قبلنا‬
‫الخالص من الخطية باإليمان يجب أن نثق أنه يشفى أيضا أمراضنا‬
‫وذلك بخطوة إيمان وبينما نحن نصارع مع عدم اإليمان‪ ،‬يمكننا أن‬
‫ننتصر بأن نغرس فى نفوسنا الحق اإللهى فى مواجهة ما تثيره‬
‫مشاعرنا وأحاسيسنا‪.‬‬
‫ولعلك اآلن تسأل نفسك‪ ،‬أهل يستطيع الله فعال أن يجددنى ويغير‬
‫هذا الجانب من حياتى ؟ لقد مرت على سنين طويلة وأنا على هذا‬
‫الوضع‪ .‬هل يمكن أن أتغير اآلن؟!‪ .‬نعم‪ ،‬إنه يستطيع واإليمان يعطينا‬
‫االنتصار!‬

‫‪٢٤٤‬‬
‫بدارة جدبده‬

‫سرف‪٠‬‬
‫نقرأ فى رومية ا‪-٩:١‬ا‪ ١‬أن الغم يعترف به للخالص أوالشفاء‬
‫ولكننا نحتاج أيضًاألن نعترف بخطايانا وجراحنا أيضًاونتحمل‬
‫مسوئلية حياتنا بالكامل‪ .‬من السهل أن نلعب لعبة اللوم‪ ،‬نتلوم الوالدين أو‬
‫المدرسين أوحتى الجيران وبالطبع فإن الوالدين ليسوا أشخاصًاكاملين‪،‬‬
‫كما أنهم أيضا مسوئلون عن أفعالهم‪ ،‬وبالرغم أن تأثير الوالدين من‬
‫الممكن أن يترك ندبات فى حياتنا‪ ،‬لكن يجب علينا نحن أيضا أن‬
‫نتحمل مسوئلية خطايانا وقبل أن نصلى معترفين بخطايانا‪ ،‬نحتاج ألن‬
‫ننظر للخلف ونراجع خبراتنا المؤلمة ‪ .‬إن الشفاء هومهمة الروح القدس‬
‫لذا فمن المهم أن نخضع لقيادته وليس لمهارة ثبخص أوأسلوبه ‪ .‬خذ‬
‫وقتًاكافيا فى الصالة من أجل كل مراحل حياتك سامحًاللروح القدس‬
‫أن يظهر لنا بطريقة فوق طبيعية المواقف المهمة التى نحتاج‬
‫لمراجعتها‪ .‬ربما يشير إلى أحداث تعود حتى لغترة ما قبل الوالدة أو‬
‫لغترة الرضاعة أوالطفولة المبكرة أو المراهقة‪ .‬قد يشير إلى عالقات‬
‫مهمة وربما إلى عالقة الزواج‪ ،‬وعادة ما يكون التعبير العاطفى مدخال‬
‫فتاال للصالة الشافية ويصبح االعتراف الباكى أكثر من مجرد تنفيس‬
‫وعندما يختلط االعتراف باإليمان‪ ،‬فإن التعبير عن مشاعرنا لله بدموع‬
‫يمكن أن يستبدل بالذكريات الجارحة ببلسان محبة يسوع وفهمه العميق‬
‫ألعماق قلوبنا‪ .‬إن المسيح يستطيع ويريد أن يحمل جراحنا لواخترنا أن‬
‫نفتح له أعماق قلوبتا‪.‬‬

‫تقد اختبرت أكثرمن مرة أن‪٠‬أر حنا‪ ،‬ئكى تشفى‪ ،‬يجب أوألأن‬

‫‪٢٤٥‬‬
‫اعمه ق نغسى‬

‫نرغب فى الشقاء‪ .‬البعض يفضلون أن يستخدموا جراحهم ويحصلوا‬


‫منها على امتيازات وبالتالى ال يريدون أن يتخلصوا منها وقد يقومون‬
‫بالصالة ولكتهم فى الداخل ال يحتملون أن يفقدوا ذلك العجز المفضل‬
‫الذى يحصلوا من خالله على االهتمام والعطف خوفا من أن يتجاهلهم‬
‫الناس أو يهملوهم وعادة ما يتنقلون من مشير إلى آخر وفى النهاية‬
‫يقررون أن ال شى ء ينفعهم وال يعترفون أن الحقيقة هى أنهم ليسوا‬
‫مستعدين أن يجعلوا هذه المفاتيح تعمل فى حياتهم (ا طوبى للجياع‬
‫والعطاش إلى البر ألنهم يشبعون‪( ،‬مت ه‪ )٦:‬وعادة ما ال نشعر بالعطش‬
‫إال إذا وقعتا فى أزمة أوساناة كبيرة‪.‬‬

‫سارة ( ألتدريب)‬
‫فى ‪ ١‬تيموثاوس ‪ ،٧:٤‬نقرأ كيف أن التموين الجسدى مفيد وكيف‬
‫أننا أيضا نحتاج أن ندرب أنفسنا فى القداسة والصالح وهذا أمر فى‬
‫غاية األهمية والقيمة‪ .‬وفى إطار التجديد والشغاء يتضمن هذا أ تدريب‬
‫التخلى عن الممارسات وردود األفعال القديمة واستبدالها بردود أفعال‬
‫جديدة‪.‬‬
‫رران تخلعوًا من جهة التصرف دلسًابق‪ ،‬اإلنسان دلعتبق الفاسد‬
‫يحسب شهودت دلفرورودلذى كان ببميز طريقتكم دلسًا بقة فى‬
‫دلحباة وًالذى‪٠‬دصبح فاسدد بسبب دلشهودت ولرغبات التى تنبع‬
‫من دلضال‪ .‬ل ودلظالم الفكرى) وتتجددوًا بروح ذهنكم‬
‫ووتصبحوًا متجددين ددتمًا فى روح ذهنكم) وتلبسوًا دإلذسًان‬
‫دلجديد وتتبنش دلطبيعة دلجديدة) دلمخلوق يحسب الله وعلى‬
‫صورة الله) فىدلبر وقددسة الحق‪ ،‬ؤدف ‪. )٢٤— ٢٢٠٠٤‬‬

‫‪,٢٤٦‬‬
‫بداية جديدة‬

‫كيف يهكننا عمليا ان نخلع العتيق ونلبس الجديد ؟ يناقش الدكتور‬


‫جارى اسويتن‪ ،‬فى كتابه التفكري املسيحى العقالىن كيف يصل كل‬
‫)*‬
‫أيضأيغيرها( ويقول‬ ‫هدا إلى منظومته اإليمانية الخاصة وكيف‬
‫‪#‬سويتن‪ ،‬إننا نختبرأوال حدثا منشطا (يكون بمثابة تحريك المشكلة) ‪.‬‬
‫وهذا الحدث يسبب (مشاعرمتولدة عنه ثم نتخن تجاهه قرارا (الموقف)‬
‫وهكذا‪ .‬نبنى حول هذا التسلسل (عقيدة) فيكون الترتيب عبارة عن‪.‬‬
‫‪ ٠‬المشاعر المتولدة ‪ .‬الموقف ‪ ٠‬عقيدة ‪.‬‬ ‫تحريك المشكلة‬
‫وهذه هى الكيفية التى يتكون بها لدينا نمطا للسلوك وفيما يلى توضيح‬
‫أكثر‪:‬‬

‫حتريك املشكلة‬

‫افترض أن هناك كلبا أسود هاجم طفأل صغيرًا وقطع له مالبسه‪.‬‬

‫املشاعر املتولدة‬
‫خوف‪ ،‬قلق‪ ،‬توتر‬

‫املوقف‬
‫يجرى الطفل بأقصى سرعة مبتعدا عن الكلب على قدر استطاعته ومثل‬
‫هذه الخبرة فى الطفولة قد تكون شديدة اإليالم حتى أنها تؤدى إلى‬
‫موقف يدوم لسنوات فى حياته عندما يصير رجاله ويؤدى لمنظومة‬
‫اعتقاديه‪.‬‬

‫هءذ‪ ٨1‬ا‪0‬ه‪1‬جج‪ 8١٧‬ال‪٢‬ة‪)<>( 0‬‬ ‫ه‪30‬‬ ‫ا‪003‬ذأ‪3‬آل أك‪٢‬ة‪٧‬ئ‪6‬‬


‫‪.‬ج‪1٦‬س‪1‬غآ ‪130‬عة‪٢1‬غح‬

‫‪٢٤٧‬‬
‫اعط ق نغسى‬

‫عقيدة‬

‫حيث ان ذلك قد حدث فى الماضى بصورة مؤلمة‪ ،‬فإن الرجل البالغ‬


‫يعتقد أن كل الكالب السوداء عنيفة وخطيرة حتى أنه إذا رأى كلبا أسود‬
‫اللون أثيرت عنده كل المشاعر التى صاحبت الموقف القديم ويعيش‬
‫الموقف مرة أخرى وبالتسبة لمثل هذا الشخص فإنه لكى يغير مشاعره‬
‫وسلوكه تجاه هذا المثير(الكالب السوداء) عيه أوألأن يتحدى منظومته‬
‫االعتقادية ويغيرها ويحدث هذا فقط عندما يستطيع أن يقبل حقيقة أن‬
‫كثيرًامن الكالب السوداء وديع وهادئ وأنه يعكنه أن يشعر بالهدوء تجاه‬
‫هذا التوع من الكالب‪.‬‬
‫*‬
‫السلوك‬ ‫وبنفس الطريقة يمكننا أن نخلع التصرف السابق وأنماط‬
‫التى تعلمناها فى الماضى ونلبس سلوكيات جديدة إذا ركزنا على حق‬
‫كلمة الله وصدقناها فى قلوبنا واعترفنا بها بأفواهنا [انظر إلى ‪9‬تعال‬
‫جانبا‪ ،‬فى نهاية الفصل] ‪.‬‬
‫وإذا ألقينا نظرة أخرى على ‪ ١‬تيموثاوس ‪ ٧: ٤‬نالحظ أننا نحن‬
‫الذين نروض أنفسنا للتقوى نخلع العتيق ونلبس الجديد‪.‬‬
‫الحق ينبغى أن يقال‬
‫واذنضب تحت السيطرة وكذا االنفعال‬
‫ال رق ال يأتى بعد ليسرق ويحتال‬
‫يصير اللسان مروضًاممتحن األقوال‬
‫واللطف يمتد كما بالقول كذلك باألفعال‬

‫ولتطبيق هذا‪ ،‬يجب ان يصاحب التغيير توبة مستمرة واعتراف‬


‫وأمانة دائمة‪ ،‬وإال فلن يستمر التغيير ويصير مستقرًالقد تاق بنو‬

‫‪٢٤٨‬‬
‫بدًابه جديدة‬

‫إسرائيل الن يشفى الله جروحهم‪ ،‬ولكن الله كان يتساءل ماذا يفعل بهم‬
‫(هو‪ )٤—١:٦‬ويقارن توبتهم بسحاب الصبح والندى الذى ال يكاد يظهر‬
‫ثم يختفى كيف يمكن أن يشفيهم الله‪ .‬بهذه الطريقة ؟ إن أهم‬
‫المعضالت التى تقف أمام الله ليس أنتا ال نقبل عطايا نعمته بل أنتا‬
‫كثيرًاما نرفض أن نصيرمشابهين له وما لم يصاحب التغيير خلعا‬
‫للسلوك القديم ولبسا للجديد فإنه يظل تغييرا مؤقتا‪ .‬وليس قبل أن نروض‬
‫أنفسنا للتقوى يمكن لنا أن نحافظ على النمو ونؤسس شفاء حقيقيآ‪.‬‬

‫اسراتي‬
‫يجب أن نكون دائما مستعدين ألن نفقر لبعضنا البعض كما غفر‬
‫لنا الله فى المسيح (أف ‪ . )٣٢: ٤‬ولكننا كثيرا ما نقع فى فخ المرارة‬
‫والكراهية وربما أكثر الصور إيضاحًاهى صورة العبد الذى لم يفقر‬
‫لصاحبه بعد أن سامحه سيده بدين أكبر من الدين الذى له عند صاحبه‬
‫(متى ‪-٢٣: ١٨‬ه‪ .)٢‬واألمر الذى ال يالحظه الكثيرون منا هوأن ذلك‬
‫العبد لم يقبل فعألغفران السيد غير المشروط له وكل ما قبله هوما‬
‫طلبه بالفعل وهوفرصة من الوقت لسداد الدين الذى تصل قيمته لما‬
‫يعادل عشرة ماليين دوالرولكونه لم يقبل الفغران فى قلبه لم يستطع‬
‫أن يعطيه لآلخر‪-‬فأصبح غيرالمفغور له غيرغافروالذى لم يقبل لم‬
‫يستطع أن يعطى لذا لم يستهلع أن يفغر عدم سداد دين ال يتجاوز‬
‫العشرين دوالرًا! ووضع المديون فى السجن‪ .‬يعترف الكثيرون أنه‬
‫مفغور لهم خطاياهم‪ ،‬ولكنهم لم يقبلوا الفقران فى قلوبهم حتى يحصلوا‬
‫على الحرية فى حياتهم بل على العكس يجمعون اإلساءات محتفظين‬
‫بكل مضايقة أو إهانة أو جرح ويصنفون أرشيفا كامآل وسجال لكل خطأ‬

‫‪٢٤٩‬‬
‫اعماق نغسى‬

‫واضعين عنوان على كل إساءة باسم المدعس ء وتاريخ اإلساءة ونوعها‪.‬‬


‫ولكونهم مأسورين فى شبكة من اإلساءات والجروح فهم يسيغون‬
‫لآلخرين ويجرحونهم ولكونهم ال يمتعون باسران فهم يصارعون لكى‬
‫يفقروا لآلخرين ولكونهم يعتبرون أنفسهم فاشلين فهم يحبطون اآلخرين‬
‫وإليمانهم بأنهم مرفوضون فهم يرفضون اآلخرين وهكذا‪ .‬فإن اغفراننا‬
‫ألنفسنا‪ ),‬يصبح له قيمة فقط عندما نحصل على غفران الله‪.‬‬

‫فإذا لم نكن قد حصلنا على غفران الله فى قلوبنا فإننا ال نستطيع‬


‫أن نفقر من قلوبنا ال لآلخرين وال ألنفسنا‪ .‬إننا يجب أن نضع أمام الله‬
‫كل شعور بالذنب والعار لكى نحصل منه على العفووالغفران وعندما ال‬
‫نفعل ذلك نصبح مثل هذا الشاب المأساوى الذى خرج من السجن بعد‬
‫عقوبة أشغال شاقة مؤبدة ولكونه ال يصدق العفوالذى حصل عليه فإنه‬
‫ال يستطيع أن يخطوخارج أسوار السجن لينعم بالحرية‪ .‬إنتا لكى نشفى‬
‫يجب أن نتعلم أن نفغر ألنفسنا من القلب ‪٠‬‬

‫أسو‬
‫إن التحدى الذى يضعه بولس أمامنا هوأن نثطم عن اللبن ونحاول‬
‫هضم طعام البالغين الروحى (عب ه‪ . )١٤- ١١:‬ويقول ‪#‬اكبروا!‪ ,‬داعيا‬
‫إيانا أن ننمو إلى قامة المسيح بأن نقول الصدق فى المحبة لبعضنا‬
‫البعض (أف ‪- ١٣: ٤‬ه ‪ . ) ١‬أحيانًايقول البعض الصدق بطريقة جارحة‬
‫ومدمرة بينما يحاول البعض اآلخر أن يحب فى صمت وال يقول الحق‬
‫خوفًاعلى السالم ولكى ننموفى التقوى نحتاج إلى التوازن‪ .‬إن الجراح‬
‫القديمة المتقيحة يمكن أن تخلف ندبآقبيحة فى شخصياتنا وتوقف نمونا‬
‫الروحى والنغسى‪.‬‬

‫‪٢٥.‬‬
‫بداية جديدة‬

‫أحلساعدة‬
‫إننا كما أخذنا يجب أن نعطى‪ .‬إن الله يعد بأن يتم شفاؤنا سريعأل إذا‬
‫اجتهدنا فى أن نوللق المأسورين أحرارأونطعم الجائعين ونأوى الذين بال‬
‫مأوى ونكسى العراة ونقدم أنفسنا ذبيحة محبة (إش ‪ . )٨: ٥٨‬لقد واجه‬
‫أحد الجراحين فى أفريقيا موقفًاصعبا عندما أراد أقارب أحد المرضى‬
‫أن يزوروه يوميأويطمئنوا على جرحه برفع الضمادة عنها والنظر‬
‫للجرح أخيرأقام الطبيب بصتع ضمادة بها فتحة لكى تظل موضوعة‬
‫على الجرح حتى يكتمل الشفاء‪ .‬إننا كثيرأما نتصرف مثل هؤالء‬
‫األقارب ونرفع الغطاء كل يوم لننظر لجراح قلوبنا‪.‬‬
‫يجب علينا بمجرد أن يقوم الجراح األعظم بعمل جراحة روحية‬
‫فى قلوبنا أن نترك األمر فى يده حتى شام الشفاء ونهتم باحتياجات‬
‫المساكين والمتألمين فالرب سوف يهتم بنا‪ ...،...‬شرى فى الظلمة‬
‫تودك ويكون ظالمك الدامس مثل الظهر ويقودك الرب على‬
‫ألدوم ويشبع فى ألجدوب نفسك وينشط عظامك فتصيركجلة‬
‫ريا وينبع مياه لذ تتقطع وأش ‪٠.٠٥٨‬ا‪ ١٦،‬اكا‪.‬‬
‫إن كل الخطوات التى قد راجعناها هى خطوات فى غاية األهمية‬
‫بالنسبة لسلية التغييرولن يبدأشفائنا فى الظهورإال إذا طبقناها على‬
‫حياتنا بكل جد واجتهاد‪ .‬اآلن قد غرسنا ست دعامات حديدية فى حجر‬
‫األساس لكى نتمكن من بناء أسوارالخالص‪ .‬فى الفصل األخير سوف‬
‫نغرس الدعامة األخيرة ثم نستعرض أسوارالشخصية بعد أن اكتملت‬
‫مع أسوار الخالص وأبواب التسبيح‪.‬‬

‫‪٢٥١‬‬
‫إعماق نغسى‬

‫صال جاب‬
‫تأمل األحداث التى قد أدت إلى جراح فى حياتك‪.‬‬
‫ما هى المشاعر السيئة واألنماط السلوكية التى ظلت فى حياتك منذ‬
‫حدوث هذه األحداث‪.‬‬

‫ما هى المنظومة االعتقادية الخاطئة التى قد تبنيتها متن ذلك الوقت‬


‫نتيجة لهذا الحدث ؟‬

‫اذا الحظت حاجة مرغبة محملتغبريمم‬

‫‪ - ١‬اسمح للرب أن يشفى ذكريات هذا الحدث‪.‬‬

‫‪ —٢‬قل لله إنك ترفض هذه المعتقدات واقبل معتقدات جديدة‬


‫واعترف بها بصوت مسموع أمام الله وأمام نفسك أكثر من مرة‬
‫(رومية ‪٠)١٠-٩:١٠‬‬

‫‪٢٥٢‬‬
‫‪,‬سن ‪,‬ألس عفر‬

‫تفصية بديدة تفدعر‬

‫إن الدعامة األخيرة التى يجب أن توضع فى حجر األساس هى‬


‫التى سوف تساعدنا أن نبنى السور ونجعل حجارته تتماسك معا وتصير‬
‫جدارا قويا‪ ،‬إنها دعامة إعادة البناء وهذه الدعامة تعنى أن السور‬
‫سوف يستمر فى البناء فى ضوء الحق حيث لن الخالص هو عملية‬
‫مستمرة من التغيير حتى نصير أكثر شبها بالمسيح ‪ ٠‬ويعبربولس الرسول‬
‫عن هذا الهدف فى رسالته ألهل غالطية ه فأحيا ال أنا بل المسيح يحيا‬
‫فى‪(،‬غل‪.)٢٠٠.٢‬‬
‫ونقرأفى نحميا ‪# ، ١٨: ٢‬وأخبرتهم عن يد إلهى الصالحة على‬
‫وأيضآعن كالم الملك ألذى قاله لى‪ .‬فقالوا لنقم ولننب‪ .‬وشددوا‬
‫أياديهم للخير‪ .،‬وهكذا بدأ نحميا والعاملون معه فى البناء وعندما أوشكوا‬
‫على االنتهاء ‪ -‬يقول الكتاب ‪ -‬إن السور اتصل ولم تكن هناك ثغرات‬
‫(نحميا ‪ )١:٦‬ولم يتبق سوى وضع البوابات فى المداخل والمخارج‪.‬‬
‫وقبل أن ندخل فى رموز اكتمال أسوار أورشليم دعونا نلقى نظرة‬
‫على هذه البوابات وماذا شثله وأهميتها بالنسبة لتا اليوم عندما نضعها‬
‫فى أماكنها فى أسوار الخالص‪ .‬لقد كانت بوابات أورشليم هى نقاط‬
‫الدخول والخروج للمدينة‪ ،‬الالزمة لحياتها اليومية وصيانتها وصحة‬
‫أبنائها وعادة ما يكون هناك حراس يراقبون المرور حالل هذه البوابات‬

‫‪٢٥٣‬‬
‫اعافى نغسى‬

‫لوأرأساذص‬
‫حنميا = إعادة اللياء‬
‫عقا = ‪,‬ملصاحلة‬

‫إعادة ا لبناء‬
‫التوديد‬
‫الرذض‬
‫التهلييز‬
‫اإلطالق‬
‫الآلوية‬
‫اإلعالن‬

‫ا‪|--‬‬ ‫ح ‪٠٠‬‬
‫‪٠٩‬الئ‬ ‫ر‪٦‬‬
‫‪٠-٠‬‬
‫ش‪٠‬‬ ‫■■‬

‫رأس الحذاوية‬

‫(شكل ‪)٣٨‬‬

‫‪٢٥٤‬‬
‫شخصية جديدة تظهر‬

‫للتأكد من أن كل من يمر من هذه البوابات مقبول من أهل المدينة‬


‫وحكامها وعندما ندرس مواصفات بوابات المدينة‪ ،‬سوف ننظر إليها‬
‫باعتبارها مداخل ومخارج حياتنا الشخصية‪.‬‬

‫فرا‪ ،‬ابؤاب‪،‬‬
‫عندما تنهدم البوابات أوندرك دون حراسة فإن العدويدخل‬
‫بسهولة وينهب ويسرق ويدمرالمدينة‪ .‬إن حياة الكثيرين قد نهبت وليما‬
‫دمرت شاما ألنهم أهملوا حراسة بوابات العيون أواآلذان وفى تغس‬
‫الوقت إذا كانت البوابات صدئة وموصدة فإن المدينة تختنق ينقايانها‬
‫وتصبح تربة صالحة لتفشى األمراض والموت‪ ،‬وقد تتفاقم األزمة عندما‬
‫ال تحصل المدينة من خالل بواباتها على إمدادات الغذاء والمياه التى‬
‫تحتاجها‪ .‬إننا يجب أن نالحظ بوابات حياتنا بكل عناية فما يدخل منها‬
‫قد يستحوذ على قلوبنا وربما يفسدها أيضأ والكتاب المقدس يوصبنا‪:‬‬
‫‪#‬فوق كل تحفظ (بكل يقظة) احفظ قلبك ألن منه مخارج (ينابيع)‬
‫الحياة)) (أمثال ‪ . ) ٢٣: ٤‬وألن البوابات هى مداخل قلوبنا فإننا يجب أن‬
‫نحرسها حتى نحافظ على قلوبنا‪.‬‬
‫نرى فى شكل ‪ ٣٩‬قائمة بأسماء البوابات المتناثرة على طول أسوار‬
‫أورشليم وهى مأخوذة من نحميا ‪ ٣‬وهى ليست مجرد قائمة بأسماء‬
‫األبواب فقط بل هى قائمة أيضا بأسماء الذين تطوعوا لبنائها وكذا‬
‫النبالء الذين رأوا أن عمل البناء ال يتناسب مع مكانتهم الرفيعة وعندما‬
‫نتأمل كل باب من هذه األبواب سوف نفحص داللة كل اسم من‬
‫أسمائها وتطبيق ذلك فى حياتنا اليوم‪.‬‬

‫‪٢٥٥‬‬
‫إعمًاق نغسى‬

‫بو بلط ت أورشليم‬

‫الدخول‬ ‫الضان‬
‫‪1‬‬
‫الكرازة‬ ‫السمك‬

‫الطرد‬ ‫العتيق‬
‫هببة‬
‫التقييم‬ ‫الوادى‬

‫اإلفراغ‬ ‫الدمن (النقايات‬

‫الملء‬ ‫العين‬
‫التطهير‬ ‫الماه‬
‫التخلص من األحمال‬ ‫الخيل‬ ‫جب‬
‫النبوة‬ ‫الشرق‬
‫الحرب‬ ‫العن (الحراسة)‬

‫(شكل ‪)٣٩‬‬

‫‪٢٥٦‬‬
‫شخصية جديدة تظهر‬

‫باب ألغان ( أدغرف) ‪-----‬أسؤلي‬


‫‪ 9‬فقال لهم يسوع أيضًا‪ .‬الحق الحق أقول لكم أنى أنا باب الخراف‪،‬‬
‫جميع الذين أتوا قبلى هم سراق ولصوص ولكن الخراف لم تسمع‬
‫لهم‪ .‬أنا هو الباب إن دخل بى أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد‬
‫مرعى‪( ،‬يو‪٠)٩-٧:١٠‬‬
‫وإذ نقرأ هذا النص نرى كيف أن يسوع كان يقارن بين‬
‫دوره كالراعى الصالح وبين أدوار السارقين واللصوص الذين يحاولون‬
‫إهالك الخراف واستهالكهم ويقول يسوع إن السارقين لن يدخلوا من‬
‫بوابة خالصه بل سوف يتسللون من فوق األسوارفى سرية‬
‫وتلصص محاولين سرقة حياة وميراث هؤالة المسترخيين غير‬
‫الساهرين‪.‬‬
‫وينفس الطريقة يجب علينا أن ندخل الحياة الروحية من باب‬
‫الخراف هذا وإال فلن نحصل على ميراثنا كأبناء لله فمن خالل عمل‬
‫المسيح الكفارى الكامل على الصليب نستطيع أن ندخل ونخرج ونجد‬
‫شركة مع اآلب‪ .‬يجب أن يكون المسيح بمثابة الباب لقلوبنا ويملك عليها‬
‫ربًا وسيدأ ومخلصا ‪ .‬إن باب الخراف يشير إلى الدخول إلى ميراثنا فى‬
‫الحياة‪.‬‬

‫باب أ‪----- -‬ألكرأزة‬


‫عندما قابل يسوع أندراوس ويعقوب وبطرس ويوحنا ألول مرة‬
‫كانوا يلقون بشباكهم فى بحر الجليل فقال لهم تعالوا ورائى فأجعلكم‬
‫صيادى ناس ( مت ‪ ) ٢٢— ١٨: ٤‬فللوقت تركوا شباكهم وتبعوه ‪.‬‬

‫‪٢٥٧‬‬
‫(عمًا ق نغسى‬

‫واليوم يوجه المسيح نقس الدعوة لنا فى تقس الوعد ان يجعلنا‬


‫صيادى الناس‪ .‬وباب السمك يشير إلى تلك اإلرسالية انحطمى المعطاة‬
‫لنا فى متى ‪ ٢٠-١٨: ٢٨‬أن نذهب للعالم أجمع ونكرز باإلنجيل لكل أمة‬
‫وقبيلة وشعب ولسان ‪.‬‬
‫إننا يجب أن نستثمر كل فرصة لالمتداد ومشاركة اآلخرين‬
‫باألخبار السارة عن يسوع المسيح فالله يقول إن (ارابح النفوس حكيم‪،‬‬
‫(أمثال ‪ )٣٠: ١١‬ونحن ال يجب أبدأأن ننسى القيمة التى ال تقدربثمن‬
‫للنفس الضالة الواحدة حتى أصغر المؤمنين يستطيع أن يقود شخصا آخر‬
‫لمعرفة صديقه ومخلصه يسوع المسيح‪.‬‬
‫وفى جامعة آسيا والمحيط الهادئ المسيحية (‪٨٤٧‬؟) حيث أخدم‬
‫كعميد لكلية المشورة والرعاية الصحية‪ ،‬نعتبر أن مهمتنا العظمى هى أن‬
‫نصل بإنجيل المسيح لكل أفراد هذا الجيل‪ .‬وتدور كل برامج التدريب‬
‫والدراسات المؤهلة للشهادات حول هذا الهدف المركزى فمن الرعاية‬
‫الصحية حتى الالهوت يكون الهدف هوالوصول للبعيدين ‪ .‬إننا نتعلم‬
‫كيف نواجه االحتياجات التى نلمسها ممتدين تدريجيا للمس احتياجات‬
‫أبدية أعمق فى قلب اإلنسان من خالل تعليمنا عن الكرازة‪.‬‬

‫ألباب اسؤه ‪-----‬أسرد‬


‫يشير الباب العتيق إلى (اإنساننا العتيق)) بكل ما يحمله من غضب‬
‫ولعنة وافتراء وكذب وممارسات شريرة عديدة‪ .‬إن هذا اإلنسان العتيق‬
‫غير المتجدد يجب أن يطرد خارج األسوار ويتم التخلص منه شامأ‬
‫(كو‪ )٩-٨:٣‬وبدال منه نلبس اإلنسان الجديد المخلوق بحسب الله‬

‫‪٢٥٨‬‬
‫شخصبة جديدة تظهر‬

‫وعلى شبهه‪( .‬اولبستم الجديد الذى يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقها)‬
‫(كو‪٠)١٠:٣‬‬
‫ولكن خلع العتيق هذا عادة ما يكون العقبة التى تقف فى وجه‬
‫التغبير وما لم نتبنى هذه العملية بكل قلبنا‪. ،‬فلن ننمو نموآ حقيقيآأصيآل‬
‫والمعادالت التالية تظهر ذلك بوضوح‪.‬‬

‫خلع ‪ -‬لبس = ال تغيري‬

‫لبس ‪ -‬خلع = تغيري قصري املدى‬

‫خلع ‪ ٠‬لبس = تغيري حقيقى‬

‫الكثيرون منا يتغيرون لمدى قصير ويظلون يصارعون لسنين‪ .‬إن‬


‫التغبير يمكن أن يحدث ولكنه لن يدوم إال بعد أن يصلب اإلنسان العتيق‬
‫مع المسيح على الصليب ليبطل جسد الخطية كى ال نعود عبيدأللخطية‬
‫(رو ‪ )٦:٦‬ولكن أغلبنا يخشى الصليب لكن المسيح قال بوضوح إننا إن‬
‫لم نصلب الطبيعة الخاطئة يوميا لن نستطيع أن نكون له تالميذ وإذا‬
‫حاولنا أن نكون مسيحيين مؤمنين دون استخدام الصليب لطرد الذات‬
‫العتيقة غير المتجددة سنتعثر ونسقط ‪.‬‬

‫باب ألوأدى ‪--‬ألتقييم‬


‫‪،‬أيضا إذا سرت فى وادى ظل الموت‪ ،‬ال أخاف شرا ألنك أنت‬
‫معى ‪ ( ))...‬مز ‪. ) ٤: ٢٣‬‬

‫‪٢٥٩‬‬
‫اعط ق نغسى‬

‫إننا جميعا تسير خالل اودية مختلفة ومواقف صعبة وتجارب‬


‫مريرة وعندئذ فقط نعرف حقيقة قلوبنا ‪٠‬‬
‫فى سنة ‪ ١٩٨٠‬وخالل ذروة خروج الشعب الفيتنامى ا الكمبودى‬
‫كنت أعمل فى مستشفى لالجئين فى تايالند على حدود كمبوديا‪ .‬وفى‬
‫أحد األيام خالل مرورى الصباحى على عنابر المستشفى شاهدت‬
‫طبيبين أمريكيين يبدو عليهما التعب وأخبرانى أنهما قد جاءا ليحال‬
‫محل طبيب آخر فى مستشفى صغير فى كمبوديا لكنهما احتجزا فى‬
‫نقطة إطالق نار ولم يستطيعا النوم طوال الليل يسبب القصف المتواصل‬
‫لذلك اعتبرا أن الشجاعة تتطوى على االنسحاب فى الوقت المناسب‬
‫وبعد يوم أواثنين فقط فى كمبوديا قررا التراجع وعبرا الحدود عائدين‬
‫إلى تايالند‪.‬‬
‫وبينما كنت أستمع إليهما بتعاطف‪ ،‬شعرت بصوت منخفض‬
‫خفيف يدفعنى ألن أحل محلهما وبطمى بأن هذا هو صو ‪٠‬ا الرب‬
‫أطعت وقت لهما إنى سأذهب مكانهما وفى الحال تقريبا بدأد‪ - .‬أجتاز‬
‫وادى ظل الموت (مز ‪ )٤:٢٣‬مواجها احتمال القتل على أيدى‬
‫القيتناميين أوالوقوع فى األسر وعلمت أنى قد ال أرى زوجتى وأوالدى‬
‫مرة أخرى‪.‬‬
‫وبمجرد أن صدمتنى تلك الحقيقة‪ ،‬بدأت فى البكاء إذ قد اندلعت‬
‫حرب عميقة داخلى‪ :‬ترى من الذى أحبه أكثر الله أم أسرتى؟ هل أحب‬
‫الله من كل قلبى ؟ هل أستطيع أن أثق به ؟ هل هومعى ؟ كنت أعرف‬
‫أن التجربة تكمن فى مقدار طاعتى‪.‬‬
‫وعند عودتى لغرفة نومى الصغيرة المزدحمة بدأت فى كتابة‬
‫رسالة ألسرتى ‪#‬أحبائى وأغلى من عندى ‪ ٠..٠‬فجأة أجهشت فى البكاء‬

‫‪٢٦.‬‬
‫شخصية جديدة تظهر‬

‫دون القدرة على السبطرة على نغسى وانهمرت الدموع على الورقة‬
‫التى كنت أكتب فيها إذ هاجمتنى فكرة أننى قد ال أرى عائلتى مرة‬
‫أخرى فبعقلى عرفت أنى البد أن أطيع الله وأذهب ولكن قلبى‬
‫ومشاعرى اعترضت فى ألم نغسى شديد ‪.‬‬
‫وقلت لنفسى‪ ،‬ربما كان ال يجب أن أذهب على أى‪.‬حال‪ .‬ربما كان‬
‫يجب أن أبقى حيث أنا! وتكنى فى النهاية أنهيت كتابة هذه الرسالة‬
‫المبللة بالدموع وبعدما أوصيت أحد األصدقاء أن يسلم الرسالة وأخبرته‬
‫كيف يفعل ذلك بدأت فى البكاء مرة أخرى وإذ واجهت فكرة النتيجة‬
‫المحتملة لطاعتى‪ ،‬حسبت حساب النفقة واخترت الطاعة والذهاب ألحل‬
‫محل الطبيب فى المستشفى بكمبوديا‪ .‬أما ما قد حدث فهوأن الله قد‬
‫ذهب معى ودالرغم من أن المستشفى قد قصف بعد رحيلى إال أن الله‬
‫أتى بى سالمأألسرتى فى هاواى‪ .‬وعرفت عن طريق الخبرة الشخصية‬
‫أن أوقات التجارب تقوى عزيمتنا وتنقى قلوبنا ودوافعنا ونحن نجتاز‬
‫وادى الدموع ونحن متغربين قاصدين المدينة المقدسة أورثعليم السمائية‬
‫(اعابرين فى وادى البكاء يصيرونه ينبوعا أيضآببركات يغطون مورة‬
‫(األرض المرة) يذهبون من قوة إلى قوة ‪٠ . ٠‬ا (مز ‪. )٧ ، ٦: ٨٤‬‬

‫بب|ال‪٠‬لي(|سمه‪ — )٠‬اإلفراغ‬
‫((لكن ما كان لى ربحا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة بل‬
‫انى أحسب كل شى ء أيضًاخسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع‬
‫ربى الذى من أجله خسرت كل األشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح‬
‫المسيح!) (فيلبى ‪. )٨ ،٧:٣‬‬

‫‪٢٦١‬‬
‫اعمانى نغسى‬

‫من الواضح ان بولس الرسول لم يكن يحتفظ بالقمامة! فكان‬


‫يتخلص من كل مه ليس له نفع ويفرغ حياته منه شاما‪ .‬ولكن البعض‬
‫منا يجمع كمية كبيرة من القمامة خالل مسيرة حياته حتى أنها تشل‬
‫حركته شامآ‪ .‬وكثير ما نكبل أنفسنا بقيود ما نمتلكه ناسين أننا بجملئنا‬
‫ملك للمسيح‪ .‬لقد نحى بولس جانبًاكل ثقل الخطية حتى لم يعد يعوقه‬
‫شى ء عن الفوز بجعالة الحياة نفسها‪ ،‬عندما نتعثر فى القمامة التى شأل‬
‫حياتنا يجب أن ندفع بها من باب النفايات ونتركها خارجه لألبد ‪.‬‬

‫إن فرق (شباب له رسالة) للرعاية الصحية فى الغلبين تخدم فى‬


‫منطقة لجمع كميات هائلة من القمامة فى مانيال حيث‪.‬يقوم اآلالف من‬
‫ساكنى القرية بغربلة وتصنيف القمامة للبحث عن أى شى ء يمكن إعادة‬
‫تصنيعاه ‪٠‬‬
‫كم منا نحن أيضا يبحث فى القمامة عما يعيد تصنيعه محاولين‬
‫البحث فى نفايات حياتنا على أمل أن نجد شيائً ننتفع به؟ إننا بدألمن‬
‫هذا نحتاج ألن نفرغ حياتنا من كل هذه النفايات مرة واحدة وإلى‬
‫األبد‪.‬‬

‫باب سن‪---‬س‪،‬‬
‫‪ 8‬إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب‪ .‬من آمن بى كما قال الكتاب‬
‫تجرى من بطنه أنهار ماء حى‪( #‬يو ‪. )٣٨ ، ٣٧: ٧‬‬

‫يتكلم المسيح هنا عن الروح القدس الذى ينبع من خاللنا كينابيع‬


‫ماء حى عندما نسمح له بالدخول من باب العين‪ .‬لقد عرف يسوع أن‬
‫بدون ملء الروج القدس سوف ال يمتلك التالميذ!القوة للشهادة أو الخدمة‬

‫‪٢٦٢‬‬
‫شخصية جديدة تظهر‬

‫لذا فقد طلب منهم أن ينتظروا فى أورشليم لكى يحصلوا على هذا الملء‬
‫الموعود به (أع ‪ )٤: ١‬وفى سفر أعمال الرسل نقرأ قصة عمل الروح‬
‫القدس فى هؤالء المنفتحين عليه والمتاحين له‪ .‬بل قد أوصانا الكتأب أن‬
‫(‪ 1‬نستمر فى الملءه بالروح القدس وال نسكر بخمر العالم ( أف ه ‪. ) ١ ٨:‬‬
‫إننا إن تجاوزنا باب العين سوف نخدم الله بمجهوداتتا البشرية العاجزة‬
‫أمام حياة الخدمة للمسيح ‪#‬ال بالقوة وال بالقدرة بل بروحى قال رب‬
‫الجنود‪( ،‬زكريا ‪٠ )٦: ٤‬‬

‫باب!لمأ مم ‪-----‬أ‪-‬‬
‫‪#‬أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسخ الكنيسة وأسلم نفسه‬
‫ألجلها لكى يقدسها مطهرًاإياها بفسل الماء بالكلمة لكى يحضرها لنفسه‬
‫كنيسة مجيدة ال دنس فيها وال غضن أو شى ء من مثل ذلك بل تكون‬
‫مقدسة وبال عيب‪( ،‬أف ه ‪. )٢٧— ٢٥:‬‬
‫إن كلمة الله هى كالماء الذى يطهرنا‪ .‬فنحن نحتاج ألن نفسل‬
‫أنفسنا فى حق كلمة الله يوميا متأملين بها ومحاولين حفظها وبيتما‬
‫نفعل ذلك‪ ،‬تظل قلوبنا نظيفة من التلوث بالخطية المحيطة بنا كل يوم‪.‬‬
‫فى مرة من المرات‪ ،‬كنت فى أجازة صيفية من كلية الطب وكنت‬
‫أعمل فى وضع بالوعات مع مجموعة من الرجال الذين يمكن أن‬
‫نسميهم ‪#‬أوالد الشوارع‪ ،‬ولم يمضى وقت طويل قبل أن أالحظ أن‬
‫أفواههم مليئة بألغاظ بذيئة حتى أنها لم تكن أنظف كثيرًامن المجارى‬
‫التى كنا نضع بالوعات لصرفها‪ .‬وبعد بضعة أيام وجدت نغسى أبدأ فى‬
‫التفكير بلغتهم وصرخت للرب بخوف فقادنى نحوبرنامج مكثف لحغظ‬

‫‪٢٦٣‬‬
‫‪/‬عمءنى نغسى‬

‫ايات كتابية وكلما جاءت كلمة نابية فى ذهنى‪ ،‬كنت اقتبس ايات من‬
‫الكتاب المقدس بدأل متها ووجدت الكلمة قوية فهى لم تحفظ عقلى‬
‫وقلبى طاهرين خالل يوم العمل فقط بل كانت سيقًاذا حدين يصد كل‬
‫هجمات العدو‪.‬‬

‫ياب ا سل — سس‪٠‬م‪1٠‬هحه‪1‬ل‬
‫‪,‬؛تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى األحمال وأنا أريحكم (سوف‬
‫أخفف عنكم وأنش أرواحكم)‪( ،‬مت ‪.)٢٨: ١١‬‬
‫إن الخيل تحمل األثقال واستخدمها اإلنسان فى كل المواقف على‬
‫مر العصور لذا فإننا عند باب الخيل‪ ،‬تتخلى عن أحمالتا من القلق‬
‫والخطية والذنب والكراهية والجراح النفسية وغيرها الكثير لنضعها‬
‫بين يدى يسوع‪ .‬وكما نقرأ فى متى ‪ ،١١‬فهو يعد بأن يستبدل حملتا‬
‫الثقيل بحمله الخفيف لكن مازال الكثيرون منا يسيرون حاملين‬
‫أحمالهم الثقيلة‪ .‬إنه يود أن يحملها عائ ويعطينا حمله الخفيف‪ ،‬حمل أن‬
‫نتعلم طاعته ونثق به من كل قلننا ويوصينا الكتاب أيضًاأال نقلق‬
‫ونحمل الهموم بل فى كل األمور نأشن الله على حياتنا كلها فى‬
‫الصالة (فى ‪ . )٦: ٤‬ولكننا كثيرآما ننسى هذا ونبدأ فى القلق والهم‬
‫وال نصلى إال إذا وقعنا فى أزمة شديدة ‪#‬انظروا إلى طيور السماء إنها‬
‫ال تزرع وال تحصد وال تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوى يقوتها‪.‬‬
‫ألستم أنتم بالحرى أفضل منها ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد‬
‫على قامته ذراعًاواحدآ‪( ،‬مت ‪ . )٢٧ ، ٢٦: ٦‬وكلما زادت األحمال التى‬

‫‪٢٦٤‬‬
‫شخصله ودردة تظهر‬

‫نحملها قل نصيبنا من الحياة الحقيقية ولكن تظل هناك راحة لكل واحد‬
‫منا‪.‬‬
‫(ا فلنخف أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته يرى أحد منكم أنه‬
‫قد خاب منه ألننا نحن أيضا قد بشرنا كما أولئك أيضآ لكن لم تنفع‬
‫كلمة الخبرأولئك إذ لم تكن ممتزجة باإليمان فى الذين سمعوا ألننا‬
‫نحن المؤمنين ندخل الراحة!) (عب ‪. )٣- ١: ٤‬‬

‫باب أمترق ‪-----‬ألفبوة‬


‫تتحدث كثير من النبوات فى الكتاب المقدس عن الشرق‬
‫األوط ‪ .‬إن صدق النبوات الكتابية تثبته أحداث تاريخية حدثت‬
‫بخصوص المسيح واليهود لذا فيجب أن ندرس ونفهم النبوات جيدآ‬
‫ونصلى لتتحقق خطط الله التى سوف تظهر فى نهاية هذا الدهر وبداية‬
‫الدهر اآلتى ((ليأت ملكوتك‪ .‬لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على‬
‫األرض‪( ،‬مت ‪. ) ١ ٠ : ٦‬‬

‫باب أسرأ‪----- ،‬ألعرب‬


‫‪#‬على أسوارك يا أورشليم أقمت حراسًاال يسكتون كل النهار وكل‬
‫الليل على الدوام‪ .‬يا ذاكرى الرب (يا خدامه) ال تسكتوا (فى صلواتكم‬
‫ذكروا الرب بوعوده) وال تدعوه يسكت حتى يثبت ويجعل أورشليم‬
‫تسبيحة فى األرض‪( ،‬إش‪.)٧،٦:٦٢‬‬
‫فى هذه األعداد يوجد أعظم تحد للكنيسة اليوم فإذا لم نكن‪،‬‬
‫من خالل الصالة ندخل فى حرب وصراع فى السماويات سوف‬

‫‪٢٦٥‬‬
٢٦٦
‫شخصية جديدة تظهر‬

‫ال نثبت وال نواجه الشيطان وهجماته المنظمة على الكنيسة ‪ .‬لقد‬
‫جهزنا الله بأسلحة ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم الحصون‬
‫( ‪ ١‬كو ‪-٣: ١٠‬ه) ‪ .‬ولكننا إذا لم نستخدم هذه األسلحة — فسوف نخسر‬
‫المعركة ‪ .‬إن من أكثر االحتياجات إلحاحا فى الكنيسة اليوم هو للمصلين‬
‫المتشفعين الذى ال يدعون الله يسكت حتى يستجيب‪ .‬إننا فى (شباب له‬
‫رسالة) استطعنا أن نبدأ فى تحقيق دعوة الله لنا كإرسالية عندما بدأنا‬
‫نجعل التشفع أسلوب حياة لتا وبنفس الطريقة سوف ال تختبر الكنيسة‬
‫تجديدا إال إذا كان فيها مجموعة أوفريق من؛الحراس‪ ،‬المستعدين لشن‬
‫الحروب فى السماويات من خالل الصوم والصالة واإليمان وباإلضافة‬
‫إلى ذلك فتحن األفراد سوف نوى تحقيق الله لوعود فى حياتنا فقط‬
‫عندما ننخرط شخصيا فى صالة منتظمة وحرإب روحية ال تهدأ‪ .‬اسهر‬
‫وصل وكن ثابتا!‬
‫إننا عندما نتطلع إلى باب الضأن ونرى األبواب األخرى فى‬
‫أماكنها وتقوم بأدوارها فى أسوار الخالص نستطيع أن ندخل من باب‬
‫الخراف هذا إلى عالقة مباركة غنية مع المسيح‪# .‬ومتى أخرج خرافه‬
‫الخاصة يذهب أمامها والخراف تتبعه ألنها تعرف صوته‪( ،‬يو ‪. )٤: ١ ٠‬‬

‫إننا عندما نعرف أن المسيح يذهب أمامنا ونعرف صوته وإنميزه‬


‫من بين أصوات كثيرة فتحن عندئذ فى أفضل وأغنى وضع فى الحياة‬
‫كلها وإذا كنا مستعدين أن نطيعه فسوف يكون لنا كلنا هذا الفرح وذلك‬
‫االمتياز العظيم‪.‬‬
‫فى مزمور ‪ ٢ ٤‬نقرأ إشارة أخرى لألبواب عندما يخبرنا داود أن‬
‫الطاهر اليدين والنقى القلب هو فقط الذى يدخل هيكل الرب ويستمتع‬
‫بحضوره ويحثنا أن نطلب وجه الرب ونلتمس ذلك الحضور الشافى‬

‫‪٢٦٧‬‬
‫‪/‬ءمعنى نغسى‬

‫حتى نقف أمامه ثم يرفع داود صوته بالقرار ((ارفعن أيتها األرتاج‬
‫رؤسكن وارفعنها أيتها األبواب الدهريات فيدخل ملك المجد ‪ ..‬من هو‬
‫هذا ملك المجد ؟)) (مز ‪. )٨ ، ٧: ٢٤‬‬
‫إننا نحتاج أن نضع بوابات حياتنا فى أماكنها من السور لتقتح‬
‫من هو هذا ملك‬ ‫الطريق أمام ملك المجد وكعا يتردد سؤال داود‬
‫سور‬ ‫املجد ؟ يأتى الجواب عندما نضع طوبة فوق طوبة إلكمال‬
‫اخلالص‪.‬‬

‫يهلك كل‬ ‫((ألنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى‬
‫من يؤمن به بل تكون له الحياة األبدية)) (يو‪. ) ١٦: ٣‬‬

‫إن هذه الكلمات تكشف حقيقة ملك المجد هذا فغى حطة الله‬
‫العظيمة للغداء‪ ،‬يتضح أن المحبة هى حجر الزاوية التى عليها يبنى كل‬
‫السور ألن الله محبة والمسيح قد دفع الفدية العظمى حتى ال نهلك وإلى‬
‫أن نختبر هذه المحبة‪ ،‬ال نستطيع أن نكمل أسوار الخالص‪.‬‬
‫((ليرج إسرائيل الرب ألن عند الرب الرحمة وعنده فدى كثير‪،‬‬
‫(مز‪.)٧:١٣.‬‬
‫إن ملك املجد هو‪:‬‬

‫الصالح‬ ‫املحبة‬

‫اإلميان‬ ‫الفرح‬
‫الوداعة‬ ‫السالم‬
‫التعفف‬ ‫طول‪ .‬األناة‬

‫اللطف‬

‫والشخص الوحيد الذى تنطبق عليه كل هذه االوصاف هو ملك‬

‫‪٢٦٨‬‬
‫شخصية جديدة تظهر‬

‫المجد وعندما يصبح ملك المجد هذا ساكنا ورئيسا فى حياتنا يبدا شبهه‬
‫فى الظهور علينا عندئذ يبدأ سور الخالص يكتمل ويتشكل باكتمال‬
‫شخصياتنا ‪.‬‬
‫‪٠‬إلى أن ننتهى جميعًاإلى وحدانية اإليمان ومعرفة ابن الله إلى‬
‫إنسان كامل (اكتمال الشخصية التى ال تقل عن مقياس كمال المسيح‬
‫نفسه) إلى قياس قامة ملء المسيح‪( ،‬أف ‪. ) ١٣: ٤‬‬

‫االن وقد اجتزنا كل مراحل إعادة بناء جدران قلوبنا فى استقامة‬


‫مع الزيج اإللهى‪ ،‬أثق أن الله قد فتح حياتك على نور وحق وطريق‬
‫جديد لقد رينا كيف يفرر بنا العدولكى نبنى فى حياتنا جدرانآمعوجة‬
‫متقلقلة من الرفض والتمرد مستخدمين فى ذلك زيجا يشريا‪ .‬يجب أن‬
‫نتوب عن الكبرياء وعدم اإليمان ونتعامل معهما قبل أن نهدم هذه‬
‫األسوار المائلة ونستبدلها بأسوار قوية راسخة مستقيمة مع الزيج اإللهى‬
‫وأسوار الخالص هذه تعكس الصورة الحقيقية والطبيعية الثابتة لله ونحن‬
‫إذ نستمر فى تبنى الزيج اإللهى والحياة بمقتضاه نصبح أوالدا وبنانا‬
‫لله‪.‬‬
‫وعندما تستمر جدران قلوبنا فى أن تبنى متفقة مع الزيج اإللهى‬
‫سوف نجد ينابيع قلوبنا تمتلئ وتفيض بالخالص فنستقى مياها بفرح‬
‫من ينابيع الخالص وسرعان ما سوف يهرع إلينا اآلخرون ليستقوا هم‬
‫أيضًا من ينبوع الماء الحى هذا إذ ننتبر اكتماال شخصيا وقداسة لم‬
‫نعرفها من قبل‪.‬‬

‫‪٢٦٩‬‬
‫اعط ق نغسى‬

‫إننا ‪,‬نقرا ان عينى الرب تجوالن — رائحة غادية ‪ -‬تبحث عن‬


‫هؤالء الذين قلوبهم كاملة من نحوه الذين تستقيم قلوبهم مع زيجه‬
‫اإللهى‪٢( ،‬أخ ‪٠)٩: ١٠٦‬‬
‫لنقرر إذن أن نكون من بين هؤالء الذين يسمحون لله بإعادة بناء‬
‫حياتهم وعندئذ سوف ال نجد أنفستا قد تقويتا وبوركنا وحصلنا على‬
‫كامل ميراثنا فقط بل يستخدمنا الله أيضآلنظهر مجد صورته ونتمم‬
‫مقاصده على األرض عندئذ سوف نجد حياتنا مثل تلك المدينة التى‬
‫يصفهاالتبى إشعياء التى ليست قوية فقط بل متأللئة بالمجد السماوى‪:‬‬
‫‪#‬أيتها الذليلة المضطربة غير المتعزية هأنذا أبنى باألثمد (الفيروز)‬
‫حجارتك وبالياقوت األزرق أؤسسك‪ ،‬وأجعل شرفك ياقوتًاوأبوابك‬
‫حجارة بهرمانية وكل تخومك حجارة كريمة‪( ،‬إش ‪٤‬ه‪.)١٢،١١:‬‬

‫‪٢٧.‬‬
I l-t T 1611;';lpry ll-''l
f.f€T? 15f .rrlf ..tTo f
frrtl nqn? le? f
[t $": 655--]g'lf** *l
* r I r:r:ln,:
'- 'E- lf=1 lr ftt nro t6it '

You might also like