Professional Documents
Culture Documents
- تعلم التدوين 3.0
- تعلم التدوين 3.0
على مدى السنوات األخيرة حمّل وقرأ هذا الكتاب مئات األشخاص ،ومع ك ّل تحميل جديد يصلني إشعاره تل ّح عليّ الرغبة
في تحديث هذا الكتاب وتطوير محتواه ،أوالً لضمان أنّ ما فيه ناف ٌع في سياق الوقت الحاليّ ،وثانيا ً ألنّ هذا الكتاب عزي ٌز
عليّ وأجد أنّ فيه قيمة شخصيّة تتجاوز تلخيص معلوماتي في هذا المجال لتصل إلى تلخيص أسلوبي في التفكير والعمل،
لذا أقدم هذا اإلصدار الجديد بتعديالت وتصحيحات وإضافات جديدة ،نفعنا هللا وإياكم بهذا المحتوى ووفقنا لتجنب الخطأ
والقصور.
سجل التعديالت
تصحيح لتعريف التدوين في الفصل األول -تاريخ التدوين ●
تصحيح وإضافة على تعاريف المصطلحات المرتبطة بالكتابة الرقمية في الفصل األول -تعاريف مهمة في صناعة ●
المحتوى النصيّ .
تصحيح وإضافة بعض المحتوى في الفصل األول -ما الفرق بين المدون والصحفي؟ ●
تصحيح وإضافة بعض المعلومات والصور التوضيحية في الفصل األول -التدوين كعمل مقابل التدوين كهواية ●
تصحيح وإضافة بعض المعلومات واألرقام المحدّثة في الفصل األول -هل تنصحني بالعمل كمدوّ ن؟ ●
إزالة وإعادة كتابة قسم األفكار الخاطئة عن التدوين في الفصل األول ،ألنه -ويا للسخرية -فيه الكثير من األفكار الخاطئة ●
عن التدوين .وفيه الكثير من االختالط بالمعلومات بين األفكار الخاطئة وتلك الصحيحة.
تصحيح بعض المعلومات في الفصل األول -كيف يمكنك تنمية اللغة لتصبح مدونا ً أفضل؟ ●
تصحيح بعض المعلومات في الفصل األول -هل تحتاج خبرة تكنولوجيّة معينة للبدء بالتدوين؟ ●
تحديث بعض المعلومات التي تغيرت بخصوص ووردبريس في الفصل الثاني " -الكتابة" على الشبكة ●
الفهرس
الفصل األول :ما هو التدوين؟
تاريخ التدوين
تعاريف مهمّة في صناعة المحتوى النصيّ
التدوين Blogging -
الكتابة التقنية Technical Writing -
كتابة اإلعالنات Copywriting -
المحتوى المستهدف Niche Content -
الكتابة لمحركات البحث SEO Writing -
الكتابة دون حقوق Ghost Writing -
تدوينات الضيوف Guest Blogging -
الكتابة لتجربة المستخدم UX Writing -
نظم المحتوى Content Curation -
المنشورات Posts -
التدوين االجتماعيّ Social Blogging -
منشورات المنتديات Forum Posts -
صفحات الهبوط Landing Pages -
قصص الويب Web Novels -
المجالت الرقمية Online Magazines -
الموسوعات Wikis -
ما الفرق بين المدون والصحفي؟
التدوين كعمل مقابل التدوين كهواية
المحتوى مقابل األرقام
االحتراق الوظيفيّ أو الحرق الفكريّ Burnout -
هل تنصحني بالعمل كمدون؟
أفكار خاطئ ٍة عن التدوين
ٍ تصحيح
المغالطة األولى :يجب أن تغطي التدوينة ك ّل شيء عن الموضوع
المغالطة الثانية :على التدوينات أن تهدف لتكون رائجة Viral -
المغالطة الثالثة :على المدون تنويع المحتوى لتغطية أكبر قدر من المواضيع
كيف يمكنك تنمية اللغة لتصبح مدونا ً أفضل؟
اللغة العربية الفصحى
اللغة اإلنجليزية
االختالطات اللغويّة
هل تحتاج خبرة تكنولوجيّة معينة للبدء بالتدوين؟
قبل أن تبدأ
الفصل الثاني :أشياء يجب أن تعرفها
مرحبا ً بك على الشبكة :آخر ظهور لمايكروسوفت وورد كان في األلفية الماضية
صديقك الجديد؟ .WordPress
WordPress.comأم WordPress.org
"الكتابة" على الشبكة
المحور األول :هل يمكنك نسخ النص ولصقه في منصة النشر مع تنسيقاته باألصل؟
المحور الثاني :هل المبالغة في تنسيق النص فكرة جيدة أصالً؟
محرر غوتنبرغ والمحرر الكالسيكي في ووردبريس
ماذا عن المسودات أو النصوص التي يجب مشاركتها كمستندات؟
التنسيق لمحركات البحث SEO Search Engine Optimization
أنواع المحتوى وقيمه المادية
الجانب القانوني
العقد بين المدون وصاحب العمل
أشياء أنصح توضيحها في العقد
خاتمة
الفصل األول :ما هو التدوين؟
تاريخ التدوين
كلمة التدوين هي المقابل العربي لكلمة Bloggingاالنجليزية ،وعلى الرغم من كون الكلمة االنجليزية blog
المستحدثة قادمة من كلمتي web logواللتان تعنيان "السّجل الشبكيّ " إال أن الكلمة العربية المقابلة لها لم تكن
ً
كلمة أعيد توظيفها في سياق جديد. مستحدثة ،بل كانت
وبسبب كون مصطلح التدوين غير مستحدث في العربيّةّ ،أثر المعنى السابق للكلمة على نظرة الناس له في بداية
انتشاره على الشبكة العربية ،ليصبح معبّراً عن ك ّل المحتوى النصيّ المنشور على الشبكة في سياق المواقع
الشخصيّة والمؤسساتيّة والمجالت الرقميّة وغيرها على شكل "منشورات مطوّ لة ومنسّقة".
إصدار سابق من الكتاب لكون التدوين ٍ انعكس هذا لفترة طويلة على مفهوم التدوين في الشبكة وأشرت في
المصطلح األوسع الذي يشمل تحته كل أنواع الكتابة الرقميّة ،ولكن في الحقيقة لم يعد هذا التوجه شائعا ً في التسمية
ووجب تصحيح هذا الخطأ ،حيث تشير الكلمة اليوم بمطلق استخدامها إلى المحتوى المنشور في المواقع
والصفحات الشخصيّة ،وينتشر مصطلحات أخرى للتعبير عن الكتابة الرقميّة ،كصناعة المحتوى النصّي أو
المقروء.
لتسهيل التعامل مع هذه المفاهيم في هذا الكتاب ،سأم ّيز بين أنواع المحتوى المكتوب الرئيس ّية بتعاريف عديدة،
لكن سأر ّكز على مصطلحين مه ّمين للتمييز بين التدوينات الشخص ّية المذكورة آنفا ً وبين ما يكتب في المواقع
مصطلحي التدوينات والمقاالت.
ّ والمجالت غير الشخص ّية :وهذا عبر
هناك الكثير من النقاط المثيرة لالهتمام في تاريخ التدوين والتي ال عالقة لها بحديثنا هنا ،لمن يرغب بالتعرف
أكثر على هذا التاريخ أنصح بزيارة وإلقاء نظرة على قائمة األحداث المهمة في تاريخ التدوين.
تعاريف مهمّة في صناعة المحتوى النصيّ
تتداخل كتابة اإلعالنات مع العديد من مجاالت الكتابة األخرى ،فهي عاد ًة جزء يدعّم أنواع المحتوى األخرى
لضمان وصول القارئ للهدف من المحتوى المكتوب والتفاعل معه بالطريقة الصحيحة.
ٌ
جهة المحتوى لينشر باسمها ،كبعض الكتب والكتيّبات التي ينشرها يحدث أيضا ً في بعض الحاالت أن تشتري
بعض ّ
مؤثري السوشال ميديا ،وبعض المحتوى المكتوب المنشور باسمهم في حساباتهم ومواقعهم.
يختلط على البعض مجال الكتابة لتجربة المستخدم ومجال التصميم لتجربة المستخدم ،UX Designوعلى الرغم
بتكامل معاً ،إال أ ّنهما مختلفين جذرياً ،والخبير بأحدهما ال داعي ليكون خبيراً في اآلخر
ٍ من أ ّنهما مجالين يعمالن
بالضرورة ،فاألول مهارته األساسيّة الكتابة بينما اآلخر مهارته األساسيّة التصميم.
يمكن القول أن الفصل الوحيد الممكن بين هذين النوعين من المحتوى هو مقدار القيمة اإلضافيّة المق ّدمة في
المحتوى المنظوم ،فإن كان أغلب القيمة إضاف ّيا ً فهو أقرب للمحتوى األصليّ المستعين بالمصادر ،وإن كان أغلب
وملخصا ً ويشير للمصادر فهو محتوىً منظوم .وال انتقاص من قيمة أحدهما على
ّ المحتوى منظوما ً ومترجما ً
حساب اآلخر فلك ّل منهما دوره في إيصال المعلومة.
والتداخل بين أدوار الصحف والمجالت والمدوّ نات الرقميّة في نقل األخبار أيضا ً يجعل التمييز بين المدوّ ن
مجال
ٍ والصحفيّ على الشبكة أصعب يوما ً بعد يوم .فالمدوّ ن المستقل قد يجعل في مدوّ نته مساحة لمشاركة أخبار
معيّن ،وقد تمتلك المجلّة زاوية لألخبار اليوميّة والتقارير المطوّ لة ،وهذا يتداخل مع مجال عمل الصحف بالتأكيد.
بالطبع ،الكالم هذا ينطبق على الشبكة فحسب ،فالتمييز بين الكاتب الهاوي والصحفي المحترف على أرض الواقع
أكثر سهولة نظراً لرسميّة ما يقوم به األخير وحاجته للتصريحات والموافقات القانونيّة ليمارس عمله.
ً
طريقة جيد ًة للتمييز ولكن بغض النظر عن الفروقات التقنيّة ،يمكن اعتبار األسلوب المستخدم في ك ّل من المجالين
بينهما؛ فبينما يُجبر الصحفيّ عادة على استخدام لغة أكثر رسمية مع مراعاة اختالف خلفيات القرّ اء ،يمتلك المدوّ ن
حريّة أدبيّة أكبر ،ويمكن له استغالل توجّ ة المدوّ نة أو فئة القراء المستهدفة الستخدام مصطلحات مختلفة أو أساليب
صياغة مالئمة لهذا التوجه بدالً من اعتماد أسلوب لغويّ قياسيّ في كل ما يكتبه.
الفرق األكبر ربما بين الصحفي والمدوّ ن يكمن في ظروف عمل ك ّل منهما ،فالصحفيّ مطالب بتغطية المستجدات
بموضوعية وشفافية وبشكل مستمر في أغلب األحيان ،وبينما يمكن لبعض الصحفيين كتابة بعض المحتوى خارج
هذا النطاق إال أن هذا ال يحصل دائما ً -بينما في حالة المدوّ ن وبسبب الحريّة النسبية التي يمتلكها ،يمكن أن يكون
عمله مر ّكزاً على المحتوى غير المرتبط بالزمن ،وحتى لو كان جزءاً من المواضيع التي يكتب فيها متعلقة
باألحداث الشائعة أو األخبار اليومية ،يبقى الجزء األكبر من المحتوى الشائع بين المدوّ نين هو المحتوى "دائم
الخضرة" القابل للقراءة حتى بعد مرور فترة طويلة على كتابته.
حتى عند الحديث عن مجاالت الكتابة الرقميّة األخرى ككتابة المقاالت وغيرها ،يبقى هذا التمييز في األسلوب
والتوجه موجوداً ،فعلى الرغم من وجود سياسات تحريريّة للمجالت والمواقع والكيانات الرقميّة تدفع الك ّتاب
با ّتجاه معيّن ،يبقى أسلوب الخطاب أبسط وأسلس وأكثر حيوي ًّة من التقارير الصحفية الرسميّة التقليديّة.
مجدداً ،هذا ال يستنقص من قيمة أيّ من أنواع المحتوى تلك ،فلك ّل مقام مقال ،ولك ّل منها قيمته الخاصّة وهدفه
الخاص.
التدوين كعمل مقابل التدوين كهواية
كل المجاالت المذكورة سابقا ً يمكن أن تمارس كهواية أو كعمل ،مهما كان نوع المحتوى الذي تحب صناعته على
اإلنترنت هناك دائما ً شخص مستعد لدفع المال ليحصل عليه ،سواء كان ذاك المحتوى قصة مرعبة قصيرة أو
مقاالً إخباريا ً أو منشوراً في منتدى أو حتى إجابة على سؤال في منصة لألسئلة واألجوبة .الخدعة تكمن في العثور
على شخص بحاجة لهذا النوع من المحتوى.
بأي حال ،العمل في مجال التدوين واكتساب المال منه أمر مفيد جداً لصناع المحتوى ،حتى أولئك الذين يرغبون
بتقديم محتواهم مجانا ً لمؤسسة ما ،أنصحهم بالعادة بتقاضي مبلغ رمزي لفهم المزيد عن مجال العمل هذا،
وتفسيري لهذا دائما ً أن العمل يختلف بشكل جذريّ عن الهواية -وهي بديهية -ولكن في مجال التدوين هناك الكثير
من األشياء التي ال يمكن فهمها دون الدخول في جو العمل.
في الوقت ذاته ،ال أعتقد أن العمل في مجال التدوين الكتساب المال فقط هو أمر مفيد -ال لصانع المحتوى وال
متلقيه وال مشتريه .مجال التدوين مليء بأولئك الذين يمتهنون التدوين فقط لكسب قريشات من المال ،وال يقدم
هؤالء عادة أي قيمة مضافة للقارئ في محتواهم.
بنفس المنطق ،التدوين ألجل المال دون هدف آخر "أسمى" يجعل الكاتب أكثر عرضة للتوقف والتعب ويجعل
المشتري أكثر ميالً الستبدال الشخص -كقطعة تالفة في آلة عمالقة -كونه ال يقدم أي قيمة مضافة للمحتوى،
وهناك عشرات اآلخرين القادرين على استبداله دون تأثير على المحتوى.
يمكن القول إن التدوين كهواية مهما كان بسيطا ً هو مفتاح جيد لطرق باب التدوين كعمل ،على الرغم من اختالف
القواعد في العالمين.
أضف لذلك ،على الرغم من أن التدوين بمعناه التقليديّ -أي سرد اليوميّات واألفكار الخاصّة -قد يكون طلبا ً نادراً
في مجال العمل ،يميل الكثير من أصحاب األعمال إلى توظيف المدوّ نين كجزء من فريق أضخم ،ليكون دورهم
كتابة المحتوى المميز المرتبط بمجالهم فحسب ،بينما يعمل أفراد آخرون من الفريق على تهيئة هذا المقال
لمحركات البحث وتدقيقه وتصميم ما يحتاجه من تصاميم ثم تنسيقه ونشره.
روح للعالمة التجارية ،وقد يكون مساعداً في السيرة الذاتيّة لكاتب يرغب
ٍ التدوين أيضا ً قد يكون مطلوبا ً لبناء
العمل في مجاالت كتابة المحتوى الرقميّ األخرى.
أضيف أخيراً قبل الخوض في االختالفات األهم بين التدوين كعمل والتدوين كهواية ،أن صناعة المحتوى
المكتوب بشكل عام تخضع ألغلب المشاكل المذكورة عند تحوّ لها من هواية إلى عمل ،وهذا ما سأعيد قوله مراراً
في أماكن متفرّ ة من هذا الكتاب.
المحتوى مقابل األرقام
التدوين كهواية يركز على المحتوى ،التدوين كعمل يركز على األرقام وتحقيق األهداف :مهما كان صاحب العمل
الذي تعمل لديه متفهما ً ومهتما ً بجودة المحتوى ،سيكون االهتمام بتحقيق أهدافه من المحتوى أهم بكثير من
االهتمام بالمحتوى بذاته.
األهداف هنا ال تقتصر على أعداد الزيارات فحسب ،بل تشمل عدد الكلمات وحجم التفاعل الذي لقيه المحتوى في
السوشال ميديا وقدرة هذا المحتوى على تحويل القارئ إلى متابع ،ومن ثم إدخاله في قمع المبيعات -وأي معيار
آخر يعتقد صاحب العمل أنه مهم.
االهتمام باألرقام ليس سيئا ً بالمجمل ولكن عند دخول المال في المعادلة تبدأ المشاكل بالظهور للكثير من المدوّ نين
والك ّتاب الذي يرغبون بوضع المحتوى في الصدارة.
يكمن الحل األفضل لهذه المشكلة برأيي عبر إدراك الكاتب ألهداف صاحب العمل بوضوح ،ثم العمل تجاه
تحقيقها ،وهذا قد ال يكون سهالً فالكثير من أرباب العمل ال يعلمون أصالً أهدافهم بصيغة واضحة ،وهنا يبرز دور
قدرة المدوّ ن على ح ّل المشاكل وتنظيم األفكار لتفادي هذه المشاكل.
االحتراق الوظيفيّ أو الحرق الفكريّ Burnout -
بينما يركز المدونون الهواة على متعتهم الشخصية بشكل أو بآخر في المحتوى الذي يكتبونه دون ضغط من
الخارج ،يتضمن التدوين كعمل الكثير من الضغوطات ،أولها وأهمها يتعلق بكمية المحتوى والمواعيد النهائية
للتسليم.
كالمصممين والمبرمجين ،يعاني المدونون من االستعجال وعدم االكتراث من طرف أصحاب العمل عادة ويصبح
األمر أكثر سو ًء إن كان التدوين هو العمل الرئيسي ،فحتى لو كان رئيسك في العمل متفهما ً ومتقبالً ّ
لتأخرك مقابل
الحصول على محتوى أفضل ،لن يدفع لك أحدهم المال مقابل ال شيء ،وهذا بذاته يرفع مستوى اإلجهاد والضغط
النفسي في حياتك.
أضف لهذا ،التدوين كعمل يفترض من الكاتب القدرة على "ضخ" المادة اإلبداعيّة على الدوام ،ال الكتابة فحسب،
فالمطلوب منك ليس فقط "كتابة تدوينة عن الموضوع الفالنيّ " بل كتابة تدوينة جيّدة عن الموضوع بما يتوافق مع
أهداف صاحب العمل بطريقة إبداعيّة وجديدة وح ّل المشاكل التي تواجهك أثناء تلك الرحلة.
الح ّل الوحيد لهذه المشكلة برأيي هو إدراك الكاتب لحدوده ومعرفة قدر األعمال التي يمكنه إنجازها ضمن فترة
العمل دون التعرض لهذا اإلرهاق ،ودراسة مهنة التدوين من هذه الزاوية ناجعة جداً برأيي ،وعلى الرغم من أ ّنها
بديهيّة في الكثير من المجاالت األخرى أرى الكثير من المدوّ نين الذين ال يفكرون في األمر من هذه الزاوية :إن لم
يكن بإمكانك العمل ضمن المساحة الصغيرة التي تضمن لك دخالً مقبوالً دون العجز عن التسليم بسبب الضغط
الزائد ،فربما ال يمكنك العمل في مهنة التدوين بشكل مستدام ،أو عليك العثور على حلول لزيادة قدرتك على إنجاز
العمل.
هل تنصحني بالعمل كمدون؟
التدوين ليس أكثر المهن المرتبطة باإلنترنت أجراً ،وبالمقارنة مع التصميم أو البرمجة أو إنتاج الفيديو ستجد
التدوين أحد أق ّل مجاالت العمل الرقميّ مردوداً ماديا ً على اإلطالق.
تبدأ أسعار التدوينات من بضعة دوالرات وتصل حتى مئات الدوالرات لكل تدوينة ،ويختلف هذا باختالف المجال
والسياق والمشروع وجودة العمل وهويّة الكاتب ومكان سكنه وعدد الكلمات المطلوبة منه والم ّدة الزمنيّة المتعلقة
بالتسليم وقدرته على إنجاز المحتوى المتفرّ د ووجود فريق عمل والحاجة للبحث عن المواضيع واقتراحها
والحاجة لتنقيحها بعد الكتابة والكثير من العوامل األخرى.
إن كانت الفقرة السابقة مبهمة وال تفيدك في معرفة القيمة الماديّة المعتادة للعمل كمدوّ ن ،فهذا مقصود ،ألن
األسعار في هذا المجال ترتبط بالكثير من ال"إذا" التي ال يمكن حصرها بسهولة.
لكن على مدى السنوات األخيرة ،وبحسب تجربتي في المجال ،هذه أمثلة على أسعار المقاالت في مجال التدوين
والكتابة الرقميّة بالمجمل:
● تتراوح قيمة المقاالت التقنية المهيأة لمحركات البحث في مجال التكنولوجيا للك ّتاب المبتدئين بين 7و12
دوالر لكل 1000كلمة.
● بينما تتراوح قيمة المقاالت التقنية المهيأة لمحركات البحث في المجال الطبيّ للكتاب المبتدئين بين 10
و 15دوالر لكل 1000كلمة.
● وتتراوح قيمة تدوينات الرأي والمحتوى األصلي للكتاب الخبراء بين 50و 150دوالر للمقاالت البسيطة،
وتصل أحيانا ً إلى 500دوالر للمقاالت الموسوعية والتقارير الصحفية والمواضيع الشاملة والموسّعة
ودراسات الحالة وغيرها من المقاالت التي تستلزم بحثا ً طويالً في الموضوع.
ولكن يحزنني القول أنّ كل ما أسلفته ال يه ّم في كثير من األحيان خصوصا ً للكتاب المبتدئين ،فالكثير من أصحاب
العمل غير مستعدين للعمل مع ك ّتاب بأسعار عادلة ،وقد يجد الكاتب نفسه بين مطرقة الصبر والبحث عن فرص
أفضل وسندان العمل ألجر أق ّل مما يستحق ،وهذا خيار صعب.
كقاعد ٍة عامّة برأيي ،إن كنت ستعمل مقابل مبلغ أق ّل مما تستحق برأيك ،حاول كسب أمور غير ماديّة أثناء عملك،
كالخبرة والتجربة وفهم نظام العمل وأسلوب التنظيم وحاول ح ّتى تعلّم مهارات أخرى ،فهذه القيمة قد ال تجدها
خارج العمل ،ح ّتى ولو لم يكن عادالً ماديا ً.
عقود العمل الحر وحتى العمل الثابت في مجال التدوين تميل لتجاهل نوع المحتوى المكتوب في كثير من األحيان،
صاحب العمل سيدفع لك مقابل عدد الكلمات أو األحرف أو مقابل "القطعة" بغض النظر عن حجمها ونوعها
ومدى الجهد المبذول فيها.
ولكن في اآلونة األخيرة وبحسب تجاربي الشخصيّة ،شاع نو ٌع آخر من العقود قد يكون أقل أو أكثر عدالً في
بعض النواحي ،حيث يعتمد صاحب العمل على مجال معيّن لحجم المحتوى ،لنقل "بين 1200و 1500كلمة"
وتثبيت سعر المقال لهذا المجال ،بجدول مشابه لما يلي:
ويوسم هذا االتفاق عاد ًة بالعديد من المالحظات ،منها تشجيع الكاتب على االلتزام بالمجال األوليّ للسعر وعدم
تخطيه ما لم يكن هناك حاجة ،وتوفير المواضيع والمالحظات حول المقاالت مسبقا ً ليكون صاحب العمل قادراً ّ
أصال على تقدير حجمها.
قبل أن تأخذ قرار العمل كمدون ،عليك أن تعلم كل ما سبق وذكرته ،وعليك أن تعلم أن العمل ليس "عمل األحالم"
فهو يتضمن الكثير من الضغوطات على الكاتب ،وال يتيح له التصرف بالحرية التي يتمناها في كثير من األحيان.
إن كان هدفك التعلم والتطور وفهم المجال بشكل أفضل :أنصحك بالعمل كمدون ،ستكتسب الكثير من الخبرات
التي ال يمكنك العثور عليها في أي مكان آخر وسيكون هذا العمل بابا ً يفتح عليك العمل في الكثير من المهن
األخرى المرتبطة بمجال الكتابة الرقميّة.
إن كان هدفك هو المال فحسب :من األفضل تعلم مهارة أخرى واالعتماد عليها ،فالتدوين ال يستحق هذا الجهد
مقابل المردود المالي الذي يقدمه.
ولو كنت مهتما ً بالتدوين كهواية ولكن ال ترغب بالدخول في التزامات ولست بحاجة للمال :ال ضير من االطالع
هاو وتجعل محتواك أكثر احترافية ،وهذا
على بقيّة فصول الكتاب وفهم المزيد عن هذه الهواية فقد تفيدك كمدوّ ن ٍ
ما سأتطرق له بالتفصيل في بقية هذا الكتاب.
أفكار خاطئ ٍة عن التدوين
ٍ تصحيح
طريقة التعامل مع االعتراض على محتوى المقال ونقاشه وتصحيحه أو إثبات صحته هي ما يميز المدون الذي
يفهم عمله جيداً من ذاك الذي يحاول "رمي" المحتوى بأي شكل كان وهي الطريقة التي ينظر لها أغلب المتابعين
إلى صناع المحتوى عادة.
وهذا سواء كان الحديث عن النتائج المتعلقة بانتشار المحتوى كعدد الزيارات والقراءات والمشتركين والمتابعين،
أو النتائج المتعلقة بزيادة الوعي عن موضوع محدد ،كزيادة الوعي بظاهرة التنمر مثالً.
تدوينة واحدة لن تغير العالم ولكن عشرات التدوينات ستدفع العجلة لتبدأ الحركة.
تدوينة واحدة لن تجعلك مليونيراً ،ولكن االستمرارية قد تضعك في الطريق الصحيح لجني المال الكافي لتستقل
ماديا ً في حياتك.
من المهم عند البداية في التدوين تقديم أداء مستقر سواء من ناحية الجودة أو معدل العمل بدالً من االعتماد على
فورات النشاط.
التدوين ليس عمالً سهالً وال يمكن حصد نتائجه في فترة قصيرة :المبتدئين الذين تصيبهم فورات نشاط في بداية
تعلمهم أو ممارستهم للتدوين يجدون أنفسهم غير قادرين على إنهاء مجموعة التدوينات األولى عادة بسبب الوقت
الطويل الالزم للبحث أو الكتابة .فالنشاط الزائد والرغبة في تحقيق شيء سريع ال تتالءم مع طبيعة التدوين التي
تحتاج ساعات طويلة من البحث وساعات طويلة أخرى من الكتابة.
المغالطة الثالثة :على المدون تنويع المحتوى لتغطية أكبر قدر من المواضيع
المحتوى المستهدف هو األفضل ألي مدون :كلما كان المجال الذي تكتب فيه محدداً أكثر كلما كانت إمكانية
عثورك على عمل أو حتى الحصول على جمهور قراء دائم أكبر.
هذا ال يعني أن الكتابة عن المواضيع العامة أو التي يبحث الناس عنها ويرغبون بقراءتها أمر سيء ،ولكن
الجمهور الدائم لمدون ما يأتي دائما ً من المقاالت التي يتخصص بها ،وليس من المقاالت العامة التي يكتبها.
يمكن للمدون طبعا ً التخصص في عدة مجاالت مما يجعل فرص الحصول على عمل أو على قراء من خلفيات
مختلفة أكبر .ولكن عليه أن يرسم حدود خبراته ضمن مجال واضح ،بدالً من التحول لمبتدئ في كا ّفة المجاالت،
دون إتقان أيّها .Jack of all trades, master of none -
كيف يمكنك تنمية اللغة لتصبح مدونا ً أفضل؟
المقاالت في الصحف والمجالت هي ثاني أفضل ما يمكن قراءته برأيي ،باألخص تلك الصادرة في الدول التي
تعتبر اللغة العربية فيها لغة رئيسية للدراسة في الجامعات الرسميّة كبالد الشام أو الخليج ،قد تتفاوت جودتها
بالطبع وليست جميعا سواسية لذا يجدر االنتباه لهذا ،الكتب التخصصية هي الخيار المثالي ولكن ال أرجح
استخدامها كونها ال تتضمن كثافة لغوية وتراكيب متنوعة كما في الروايات.
يمكنك أيضا ً االستعانة بملخصات أو كتيبات لألخطاء اللغوية الشائعة ،الدليل المفضل بالنسبة لي هو دليل أرامكو
السعودية الذي يتضمن أغلب األخطاء الشائعة التي يرتكبها المدونون المستجدون ،وهذا الدليل متوفر بشكل
إلكتروني مجانا ً.
الكتابة بشكل مستمر جزء مهم لتنمية المهارات ،بغض النظر عن فحوى الكتابة أو صياغتها ،الكتابة في أوقات
الفراغ حتى لو لم تكن بهدف النشر تساعدك على تحسين أداءك اللغوي وتكسبك المزيد من الثقة.
ضع بعين االعتبار دائما ً أن النص ال يحتاج ليكون مثالياً ،وأن البالغة “مطابق ُة الكالم لمقتضى الحال“.
اللغة اإلنجليزية
واجبٌ فهم اللغة اإلنجليزيّة على كل مدون ينوي أخذ ما يقوم به بجدية ،وحتى لو كانت المعرفة سطحية أو
بمستوى الفهم فقط دون الكتابة.
باستثناء المدونين الذين ينقلون تجارب شخصية بحتة ،ال مفر ألي مدون من استخدام مراجع انجليزية لمعرفة
المزيد عن الموضوع المكتوب عنه .سواء كنت تتكلم عن أنواع اللحامات المعدنية أو طريقة خبز الكيك من
األفضل لو تعرفت أكثر عن الموضوع الذي تكتب عنه من خالل القراءة في مصادر أخرى ،وأغلب هذه المصادر
ستكون باإلنجليزية ألن الشبكة العربيّة ما تزال ح ّتى اليوم فقيرة في الكثير من المواضيع التخصصية المعمّقة.
تقوية اللغة االنجليزية تختلف بحسب الهدف من تعلمها ،فلو كنت تنوي الكتابة باإلنجليزية فعليك اتباع ذات
الطريق الذي ذكرته بالنسبة للغة العربية الفصحى .بينما لو كان هدفك القراءة والفهم فحسب دون التركيز على
الكتابة فمن األفضل قراءة المقاالت على الشبكة ،ستجد الكثير من المصطلحات المختلفة في نص صغير وضمن
سياق يساعدك على فهمها وحفظها لوقت الحق ،وفي أغلب األحيان ستكون هذه المصطلحات مفيدة لك في
المستقبل.
من المهم إن كنت تعمل بمجال معين أن تبحث عن الترجمات العربية الموحدة لمصطلحاته إن كانت موجودة ،أو
على األقل أن توحد استخدامك لترجماتك الخاصة لهذه المصطلحات وتجعلها متوفرة لمن تعمل معهم أو حتى
للقراء .أستخدم شخصيا ً أسلوب "المصطلح العربي "English Term -في التنظيم ضمن النص ،وأستخدم
مجال معيّن عند العمل على بعض المشاريع.
ٍ الجداول في بعض األحيان لتنظيم المصطلحات ضمن
االختالطات اللغويّة
أهم مالحظتين عليك االنتباه لهما بخصوص اللغة
.1بناء الجمل باللغة العربية يختلف عن بناء الجمل اإلنجليزية ،والعكس صحيح ،لذا انتبه لهذا أثناء الكتابة.
.2ال تترجم أي محتوى حرفيا ً مهما كان السبب ،غيّر بناء الجمل واجعلها أكثر مالئمة للسياق وللّغة الهدف،
وتأكد من صحة المعلومات وحاول االستعانة بمصادر مختلفة للتأكد من فهمك للنص.
إن كنت تنوي اتخاذ التدوين كهواية يمكنك االطالع على كل ما سبق لزيادة خبراتك أو اختيار تخطي هذا وااللتزام
بالكتابة فقط ،كل ما في هذا الكتيب من نصائح الحقة يمكن اعتباره من أساسيات العمل في مجال التدوين ولكنه
ً
هواية. ليس من الضروريات في حال اتخاذ التدوين
سأستزيد في الفصول الالحقة في موضوع الخبرات التقنية التي تساعدك كي تصبح مدونا ً أفضل ،ولكن من الجيد
مبدأيا ً أن تعلم أن مجال التدوين كعمل ال يقتصر فقط على الكتابة والقراءة وتبسيط المعلومات ،وإنما يتضمن
الكثير من األشياء األخرى األكثر تقنيّة.
قبل أن تبدأ
ردد دوما ً هذه المانترا قبل كتابة كل تدوينة:
عدا عن السعر المرتفع واعتماده على التخزين المحلي ،مايكروسوفت وورد يقدم الكثير من الميزات التي ال حاجة
لها في نية النشر على الشبكة مما يجعله أداة نادرة االستخدام في سياق الكتابة على الشبكة ،الهدف من كالمي هذا
هو أن "خبرتك" في استخدام برنامج وورد ومهارات تنسيق النص فيه ال تعني الكثير عند الحديث عن التدوين أو
العمل كمدون ،لذا ال تر ّكز على هذه المهارة في سيرتك الذاتيّة ،ال أحد يكترث.
WordPress.comأم WordPress.org
الخلط بين منصة ووردبريس المستضافة المجانية على WordPress.comوبين البرمجية مفتوحة المصدر في
Wordpress.orgيبرز في الحاالت التي ينوي فيها المدون عادة العمل لوحده ،أو بعد عمله في بعض المواقع
التي تستخدم ووردبريس ونيته في العمل على موقع خاص به ،ويمكن تفهم الخلط بينهما بسبب امتالك االسم
ولوحة التحكم والميزات ذاتها تقريبا ً.
WordPress.comتتيح إنشاء المدونات مجانا ً بخطوات بسيطة ،ولكنها ال تسمح بالتحكم بها بحريّة كاملة،
وتضع حدوداً على أنواع المحتوى الموجود فيها ،وتتيح الترقية إلى ميزات أكبر من خالل خدمات مدفوعة مبالغ
في ثمنها في كثير من األحيان ولكنها سهلة االستخدام .يمكن استخدامها مجانا ً دون مشاكل للمبتدئين برأيي.
WordPress.orgتتيح إنشاء المواقع مجانا ً على سيرفر أو استضافة خاصة وتسمح بالتحكم بالمدونة بالكامل
وتنصيب القوالب واإلضافات وتعديل الكود البرمجي مفتوح المصدر ،وفي هذه الحالة يصبح مزود خدمة
االستضافة هو من يتحكم بأنواع المحتوى المسموح على موقعك وهي غالبا ً أوسع بكثير من تلك المسموحة في
.WordPress.com
تسمح WordPress.orgلمن يرغب بإنشاء مدونة تستضيف كتابا ً متعددين وتقدم خدمات مختلفة لزوارها بأن
يقوم بهذا دون الحاجة لمعرفة برمجية كبيرة من خالل القوالب واإلضافات المخصصة.
أيضاً ،بما أن أسعار السيرفرات والقوالب المخصصة وحتى اإلضافات المتطورة في WordPress.orgال يشكل
سوى جزء صغير من سعر الحسابات االحترافية في WordPress.comتتوجه الشركات عادة الستخدام
WordPress.orgمع تعديالت خاصة بها في بناء مواقعها.
شروحات تثبيت WordPress.orgواستئجار استضافة وغيرها من التفاصيل المتعلقة في إنشاء مواقع الويب
موجودة بكثرة على االنترنت العربي ،يكفي بحث سريع عن "إنشاء موقع ووردبريس" او "استضافة موقع
ووردبريس" للوصول إلى بعض الكورسات الجيدة التي تهتم بهذا.
"الكتابة" على الشبكة
أحد األسئلة التي يطرحها الكثير من المدونين الجدد هو سؤال "لماذا ال يمكنني نسخ النص أو مشاركته مباشرة مع
تنسيقاته من مايكروسوفت وورد إلى أي منصة نشر كووردبريس أو غيرها؟" وهو سؤال جيد .اإلجابة يمكن
تفصيلها في محورين.
المحور األول :هل يمكنك نسخ النص ولصقه في منصة النشر مع تنسيقاته باألصل؟
تسمح بعض منصات النشر بنقل بعض تنسيقات النص من مايكروسوفت وورد إلى محرر النص خاصتها،
ووردبريس أحد المنصات التي تسمح بهذا في محررها الكالسيكيّ المتو ّقف لك ّنها ال تسمح بهذا في محررها
الجديد .Gutenbergولكن ح ّتى في المحرر الكالسيكيّ ،ال تنتقل كافة التنسيقات بالطريقة الصحيحة وفي كثير
من األحيان قد يسبب النسخ مع التنسيقات مشاكل في العرض في واجهة الموقع.
محررات النصوص على اإلنترنت هدفها تحويل النص وتنسيقاته في النهاية إلى نسخة قابلة للقراءة من طرف
متصفح اإلنترنت ،أي إلى كود HTMLفي النهاية ،عند لصق نص منسّق سلفا ً من مايكروسوفت وورد في محرر
المنصة ونشره سيتم تحويل التنسيقات الموجودة في هذا النص إلى Inline CSSلكل عنصر من العناصر،
ببساطة يعني هذا أن التنسيقات تطبق بشكل مباشر على العنصر ولكنها ال تؤثر على التنسيقات الموجودة سلفا ً في
الموقع.
بالمختصر؛ سيحدث في كثير من األحيان تضارب بين التنسيقات التي يستخدمها الموقع وتلك الموجودة في النص
وسيتشوه عرضه في الواجهة أضف لهذا أن الخطوط المخصصة التي يستخدمها مايكروسوفت وورد لن تكون
مدعومة من طرف المنصة مما يعني أنها لن تعرض بشكل صحيح .لذا من األسلم دائما ً لصق النص ك Plain
Textوتنسيقه ضمن محرر ووردبريس أو محرر المنصة التي تنشر عليها مباشرة.
للصق النص ك Plain Textيمكنك استخدام CTRL+SHIFT+Vأو يمكنك لصقه في برنامج المفكرة أوالً ومن ثم
نسخه ولصقه في المحرر.
استخدام تنسيقات Inline CSSليست من الممارسات الجيدة على اإلطالق خصوصا ً لو كانت هذه التنسيقات
مشوّ هة للنص؛ سواء كان الحديث عن قابلية القراءة أو قابلية األرشفة من محركات البحث.
محرر غوتنبرغ والمحرر الكالسيكي في ووردبريس
محرر غوتنبرغ هو محرر النصوص المعتمد في منصة ووردبريس منذ اإلصدار الخامس ،بينما استخدمت
المنصة في اإلصدارات السابقة المحرر الكالسيكي ،ال تزال بعض المواقع الكبرى تستخدم محرر ووردبريس
الكالسيكي كونه متوافق بشكل أفضل مع العديد من اإلضافات الموجودة في السوق ،إال أ ّني شخصيا ً أفضل محرر
غوتنبرغ الجديد لتسهيله العديد من األشياء المتعلقة بالتنسيق وتركيب المقال.
كال المحررين من نوع WYSIWYG - What You See Is What You Getمما يعني أنهما "بصريين" وال
يجبران المستخدم على استخدام الكود لتطبيق التنسيقات على النص ،بشكل أو بآخر يمكن القول إنهما يعمالن
بطريقة مشابهة لمايكروسوفت وورد .الفرق بينهما أن واجهة غوتنبرغ تعتمد على الكتل ،بينما واجهة المحرر
الكالسيكي… كالسيكية أكثر.
نظام الكتل الموجود في غوتنبرغ برأيي أكثر مالئمة للتدوين كمفهوم ،كونه يسمح بنقل وتحريك الكتل ومشاهدة
خارطة سريعة للمحتوى أثناء العمل ،وهذا محوري لتسهيل تحرير المقال وتنسيقه .بينما المحرر الكالسيكي أقرب
لبرامج تحرير النصوص المكتبية مثل مايكروسوفت وورد مما يجعله مفضالً لمن ينتقل من هذه البرامج إلى
الكتابة على اإلنترنت.
شخصيا ً أفضل غوتنبرغ منذ صدوره كونه يسهل عليّ القيام بالكثير من المهام التحريرية والتنسيقية المملة عادة.
يمكنك تجريب المحرر الكالسيكي أو محرر غوتنبرغ بعد إنشاء حساب مجانيّ ومدونة مجانية على
.Wordpress.com
أوالً :حفظ المستندات محليا ً وإرسالها كمرفقات بريد إلكتروني أو ضمن خدمة المراسلة المعتمدة بين المدون
وصاحب العمل.
في حال تحرير الملف أو التعديل عليه يحتاج المدون إلرسال الملف من جديد مما يجعل صندوق الوارد مكتظا ً
باإلصدارات المختلفة من الملف نفسه.
ثانيا ً :إرسال النص مباشرة ضمن البريد اإللكتروني أو ضمن خدمة المراسلة المعتمدة.
هذا هو األسلوب األسوأ عدا حاالت قليلة يكون فيها العمل قليالً ومحدوداً ،السبب أنه سهل الضياع بين عشرات
الرسائل.
ثالثا ً :إرسال الملف محفوظا ً في خدمة سحابية مثل غوغل درايف أو ون درايف.
هذا هو األسلوب األفضل ،يمكن تحرير الملف نفسه عدداً غير محدود من المرات على الرابط نفسه ،يمكن
الوصول لإلصدارات السابقة من الملف وتاريخ التحرير ،ويمكن جمع الملفات المشاركة في مجلد على أيّ من هذه
الخدمات لتسهيل الوصول لها.
شخصياً ،يمكنني تمييز من يعمل في هذا المجال بشكل ج ّدي من الشخص الذي ال يأخذه بالجدية الكافية من خالل
الطريقة التي يرسل فيها المسودات ،المسودات ال يفترض بها أن تكون ملفات نهائية ،وهي بحاجة للكثير من
التعديالت ،اإلصرار على إرسالها كملف بدالً من حفظها على خدمة سحابيّة حتى بعد إشارتي بتفضيلي استخدام
مستندات غوغل أو خدمة سحابية أخرى وهو ما أقوم به عادة ،يعني أنّ الكاتب ال يدرك تماما ً الحاجة للتعديل
المستمر على المسودات ،وبالنتيجة ال يدرك آلية العمل في هذا المجال جيداً.
وهذا يضع المدونين المبتدئين الراغبين بالعمل عادة في وضع حرج ،كون الحديث عن هذا المجال محدود جداً
باللغة العربية وأغلب المدونات الجادة تطلب خبرة في تهيئة المقاالت لمحركات البحث لقبول المدونين للعمل فيها.
هناك عدة أشياء يجب على المدون معرفتها بهذا الخصوص ،أولها أن مجال تهيئة الموقع أو المحتوى لمحركات
البحث واستطالع الكلمات المفتاحية وصناعة خطط المحتوى وغيرها من التفاصيل األخرى المتعلقة بمحركات
البحث ليس مجاالً يمكن الدخول له واالنتهاء منه خالل بضعة أيام ،وهو مجال يتحدث باستمرار يتطلب منك العمل
والقراءة والتجربة بشكل مستمر ،مما يجعله خارجا ً عن نطاق القدرة الطبيعية للمدون الجديد ،ولكن المطلوب عادة
يكون التالي:
.1القدرة على تنسيق المقال بناء على كلمة مفتاحية محددة مسبقة أو استطالع كلمة مفتاحية مناسبة للمقال.
.2القدرة على معرفة المحتوى المطلوب أثناء البحث عن كلمة مفتاحية معينة وتوفيره للمستخدم.
وهما أمرين من العادل طلبهما من مدون حتى لو كان مستجداً برأيي ،كونهما يعتمدان بشكل رئيسي على قدرة
المدون في تنسيق المقال وخبرته في المجال الذي يكتب فيه وما يحتاج الباحثون عن هذا النوع من المحتوى
العثور عليه.
أضف لهذا في حالة العمل على منصة ووردبريس بشكل مباشر هناك إضافات مثل YoastSEOوRankmath
المتوافقة بشكل أفضل مع اللغة العربية والمجانيّة بالكامل ،هذه اإلضافات تساعد في تنسيق المقال ليطابق الشروط
التي تطلبها محركات البحث .أهم النصائح التي يمكنك التركيز عليها على األقل في المسودة األولية للمقال هي:
الكلمة المفتاحية عبارة عن كلمة أو عبارة محددة ،واحدة فقط ،الهدف من المقال هو الحصول على ترتيب في نتائج
البحث عند بحث المستخدم عن هذه الكلمة.
لنقل مثالً أنني أرغب بأن تكون السلسلة هذه النتيجة األولى للمستخدم عندما يبحث عن "تعلم التدوين" أو "كيف
أتعلم التدوين" حينها سأضع "تعلم التدوين" كما هي ككلمة مفتاحية -في حقل الكلمة المفتاحية إلضافة السيو التي
تستخدمها ،أو في رأسي أثناء كتابة المقال -ومن المهم االنتباه أنها كلمة مفتاحية واحدة ،أي "تعلم التدوين" ليستا
كلمتين ،ويجب معاملتهما ككتلة واحدة.
الكثير من المدونين الجدد الذين تعلموا القليل بخصوص تهيئة المقاالت لمحركات البحث يعتقدون أن تكرار الكلمة
المفتاحية أكبر عدد ممكن من المرات أو عدداً ثابتا ً من المرات أو محاولة إدراجها بالمقال في أماكن غير منطقية
هو أمر جيد ويساعد على تهيئة المقال لمحركات البحث.
هذا خاطئ جملة وتفصيالً ،ال يجب على الكلمة أن تتكرر بحرفيتها ومعيار "عدد مرات التكرار" في أغلب
إضافات التهيئة هو معيار ليشير للكاتب متى يتخطى العدد المنصوح به من مرات التكرار ،أو يذكره بتكرار
الكلمة في المكان المناسب عندما تكون كثافتها في النص قليلة.
الكثير من اإلضافات ال تقوم باحتساب المرادفات بينما يقوم غوغل باحتسابها ،كاالسم العربي واالنجليزي لنفس
الشيء ،أو الترجمة العربية واالنجليزية لنفس الكلمة ،أو حتى الكتابات المختلفة لذات الكلمة باللغة العربية ،مع
الهمزة ودونها ،بالتاء المربوطة أو الهاء ،الياء أو األلف المقصورة (هناك اختالف حول أهمية الفرق بين استخدام
الهاء والتاء المربوطة أو األحرف التي تستخدم في منطقة عربية ما عوضا ً عن أخرى ،ولكن عن تجربة شخصية
لم أجد فرقا ً ضخما ً سوى عند اختالف صياغة الكلمة كاملة).
قابلت الكثير من األشخاص الذين يعانون من موضوع النص البديل الخاص بالصور ،ووردبريس توفر طريقة
سهلة لتغيير النص البديل للصورة ولكن في منصات أخرى قد تحتاج إلضافات أخرى أو لتعديل الكود المصدري
للصفحة إلضافة سمة Altلعناصر الصور.
النص البديل للصورة ال يجب أن يحتوي كلمات عشوائية ويجب أن يصف الصورة بشكل جيد -ولو كانت الكلمة
المفتاحية قابلة للذكر ضمن النص البديل فهذا رائع.
حجم المقال من المعايير المهمة التي تستخدمها محركات البحث لتقييم المقال وإعطائه ترتيبا ً مناسباً ،هناك الكثير
من األشياء التي يمكن من خاللها معرفة الحجم المناسب للمقال ولكن كقاعدة عامة ،ال يجب تضخيم المقال أو
اختزاله أكثر من الالزم ،من الجيد أن تحصل المعلومات على حقها دون مماطلة هدفها الوصول لعدد محدد من
الكلمات ،يمكن للخوارزميات التمييز بين المحتوى المكتوب لزيادة الحجم وبين المحتوى المفيد حتى لو لم يكن
المحرر أو مالك الموقع قادراً على هذا.
أنواع المحتوى وقيمه المادية
في أغلب األحيان يقوم مدراء التحرير أو مالكي المواقع باستخدام مصطلحات ثابتة للتعبير عن أنواع التدوينات
وأسعارها والصفات المطلوبة فيها الختصار الكثير من الكالم بهذا الخصوص ،بعض هذه المصطلحات يختلف
من مكان آلخر ولكن أعتبر الثالثة األشهر منها "األخبار ،المقاالت ،الترجمات".
األخبار عادة تقتصر على المحتوى المتعلق بالزمن الذي يجب نشره ضمن فترة معينة ،حجم هذا المحتوى يكون
األصغر عادة بين باقي األنواع بين 500-300كلمة ،وهو األقل ثمنا ً واألكثر توافراً في حال كانت المدونة تهتم
بكتابة األخبار ،يتوقع من كل مدوّ ن أن يكون قادراً على كتابة األخبار ونقلها من اللغة االنجليزية عاد ًة.
ال أسعار محددة ثابتة لهذا النوع من المحتوى ولكن في السنوات الماضية تراوحت األسعار التي أراها بين الدوالر
الواحد والخمس دوالرات للخبر.
المقاالت يقصد بها عادة المحتوى ذو الحجم األكبر أو المحتوى الذي ال يفسد مع الزمن كالشروحات والمقارنات
والمراجعات التي سيحتاجها المستخدمون بشكل مستمر.
هذا النوع من المحتوى أعلى قيمة ويتوقع من المدون أن يختص بمجال أو عدة مجاالت يكون قادراً على كتابة
المقاالت بسهولة فيها .يعتمد بعض المدونين على نقل المحتوى من اإلنجليزية في كثير من الحاالت أيضا ً ولكن
يتوقع عادة في هذا النوع من المحتوى قدر من اإلبداع واألصلية.
تتراوح أسعار المقاالت بحسب الحجم من دوالر لكل 500كلمة وحتى دوالر لكل 100كلمة ،بحسب المجلة
ونوع المحتوى ومستوى اإلبداع والخبرة وعوامل أخرى.
الترجمات ليست نوعا ً شائعا ً من المحتوى ،حتى المواقع التي تطلب ترجمة األخبار ال تسمح عادة بالترجمة أو
النقل المباشر من اللغة االنجليزية للعربية ،المقاالت ال يسمح عادة باستخدام مصدر واحد فيها وإنما يطلب
االعتماد على مجموعة مصادر للخروج بمقال شبه أصلي أو أصلي بالكامل.
المواقع الوحيدة التي تطلب ترجمات مباشرة هي المواقع التي تبنى أصالً على هذا المفهوم مثل المبادرات العلمية
أو مواقع الويكي الموسوعيّة أو مواقع الترجمة التخصصية ،ولكن ال يمكن اعتبارها قاعدة عامة في مجال التدوين
-القاعدة العامة هي تجنب النقل المباشر بين اللغات.
تتراوح أسعار الترجمات بحسب أنواع المحتوى وطريقة تسعيرها تختلف عادة عن طريقة تسعير المقاالت ،فبدالً
من احتساب عدد الكلمات يتم احتساب عدد األحرف أو الصفحات ،ويعتمد األمر على خبرة المترجم في المجال
وسرعته بشكل كبير.
الجانب القانوني
ال داعي لصياغة العقد بصيغة قانونية معقدة ،يكفي تضمين كافة الشروط بشكل واضح وقابل للقراءة والمراجعة
بسهولة.
سواء كان التعاقد عبر اإلنترنت أو على أرض الواقع ،من الجيد الحصول على نسخة الكترونية من العقد محفوظة
في سجالت البريد اإللكتروني لدى الطرفين.
يمكن اعتماد الثقة بين أطراف العقد واالكتفاء بالعقد الشفوي ،ولكن شاهدت الكثير من عالقات العمل الجيدة تنهار
بسبب هذا.
وكنصيحة عامة ،أتجنب أي مصطلحات مثل " Ghost Writingأو "Copywritingفي نص العقد إال في حال
الضرورة القصوى ،أغلب المصطلحات هذه تمتلك تعاريف فضفاضة وأجد ذكر الشروط المباشرة أكثر أمانا ً.
أنواع المحتوى التي أتوقع العثور عليها في معرض أعمال مدون مستجد
.1مقالين مترجمين (ترجمة مباشرة) على األقل.
.2مقاليّ رأي (تعبر عن رأي الكاتب واهتماماته الشخصية) على األقل.
.3مقالين تقنيين (ضمن مجال الخبرة) على األقل.
أنواع المحتوى التي ال أريد العثور عليها في معرض أعمال مدون مستجد
.1أخبار مترجمة.
.2منشورات فيسبوك أو تغريدات تويتر.
.3خواطر قصيرة جداً.
متابعة المدونين الذين يعملون في مجالت أو لديهم معارض أعمال ضخمة ومحاولة التواصل معهم قد يكون خياراً
ولكنه ليس فعاالً دائما ً.
محاولة التواصل مع المجالت والمواقع التي تطلب مدونين قد تكون الفكرة األفضل ولكن دون معرض أعمال
مقنع احتمال التوظيف فيها سيكون ضئيالً جداً.
الطريق األكثر فعالية سواء في التدوين أو في أي عمل آخر هو الحصول على العمل من خالل المعارف ،ولكن
مجدداً عليك امتالك معرض أعمال جيد.
المشاركة في مجموعات السوشال ميديا أو مواقع األسئلة واألجوبة أو مواقع النقاشات والمنتديات يجعلك أكثر
قربا ً من باقي المدونين وقد يساعدك في العثور على عمل مستقبالً.
خاتمة
في النسخة الثانية من الكتاب ،أزلت بعض المعلومات الخاطئة وأضفت بعض الروابط الجديدة وح ّدثت التنسيق
والخط المستخدم والغالف ،أضفت فقرة أيضا ً عن الفرق بين المدوّ ن والصحفي ،ساعدني في كتابتها الصديق ّ
الصحفي المدوّ ن وائل قرصيفي ،أنصحكم بالتحقق من مدوّ نته الجديدة.
أما في النسخة الثالثة فقد أعدت تهيئة الكثير من الفقرات ودققتها لغويا ً وع ّدلت على المذكور فيها ألصحح بعض
المعلومات الخاطئة والتي انتهت صالحيتها.
أعجبك الكتاب؟ سيعجبك المحتوى الموجود في مدوّ نتي الشخصيّة حتما ً.