You are on page 1of 17

218 - 202 :‫ص‬،‫ ص‬،‫ القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‬02 ‫ العدد‬، 12 ‫ اجمللد‬،‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‬

‫ املنصة اجلزائرية للمجالت العلمية‬ASJP ‫قوائم احملتويات متاحة على‬


‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‬
www.asjp.cerist.dz/en/PresentationRevue/552 :‫الصفحة الرئيسية للمجلة‬

‫ماهية السياسة والتفاعل السياسي لدى مجعية العلماء املسلمني‬


)1956 – 1931( ‫اجلزائريني أثناء الفرتة االستعمارية‬

What is the politics and political interaction


at the Association of Algerian Muslim Scholars during the
colonial period (1931 – 1956)
* 1 ‫كمال رمضاني‬
‫ الشلف – الجزائر‬،‫ جامعة حسيبة بن بوعلي‬1

Key words: Abstract


Algerian Muslim Scholars This research paper dealt with an aspect of the Association of Algerian Muslim Scholars in terms of
Association, work and political activity and its view of it, especially its interaction with the political scene that was
among the most important causes and conditions of reality at the time, which was imposed on it,
Politics, which led it to not avoid the various political issues that Algeria and others witnessed From the Arab
countries during the colonial period from the beginning of its emergence (1931) until its involvement
Political interaction, in the liberation revolution (1956). Therefore, this study aimed to search in a problem centered on
French colonialism, what the policy is and its implications for the Assembly of Scientists and its significance, by tracing
the principles and principles of the Association of Scientists in political interaction and its vision of
National Movement. politics and political activity (1931 - 1956). After the researcher followed the historical and analytical
approach, this research concluded that, regardless of the fact that the Association of Scholars and its
purely religious, social and cultural work, and because it did not want to retire in a limited practical
framework according to its basic law, it also carried out political activity regardless of pure political
action, as it was The Association of Scientists does not see it as an alternative to standing far from the
realities of the lived reality at the time when the political scenes were different, whether from the French
colonial party or the Algerian national movement, as it was looking at it being an association over all
the parties and bodies of the national movement, as a mediating broker A solution to the reunification
of the Algerian nation, within the framework of the participatory work, rejecting - by this - the policy
of colonial domination.
‫ملخص‬ ‫معلومات املقال‬
‫ من حيث العمل‬،‫تناولت هذه المقالة جانبا من مسيرة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين‬ :‫تاريخ املقال‬
‫ خصوصا تفاعلها مع المشهد السياسي الذي كان من بين أهم‬،‫والنشاط السياسي ونظرتها إليه‬ 2019-08-12: ‫اإلرسال‬
‫ مما أ ّدى بها إلى عدم تحاشي مختلف القضايا‬،‫ التي ُف ِرضت عليها‬،‫أسباب وظروف الواقع آنذاك‬ 2020-03-02 : ‫املراجعة‬
‫السياسية التي شهدتها الجزائر وغيرها من البالد العربية خالل الفترة االستعمارية منذ بداية‬ 2020-04-04 : ‫القبول‬
‫ لذلك هدفت هذه‬.)1956( ‫) إلى غاية انخراطها في الثورة التحريرية‬1931( ‫ظهورها‬
‫ومكامنها لدى جمعية العلماء‬ِ ‫الدراسة إلى البحث في إشكالية تمحورت حول ماهية السياسة‬
‫ ورؤيتها للسياسة‬،‫تتبع منطلقات جمعية العلماء ومبادئها في التعامل السياسي‬
ُّ ‫ من خالل‬،‫ومدلولها‬
:‫الكلمات املفتاحية‬
‫توصل‬ ّ ‫والتحليلي‬ ‫التاريخي‬ ‫للمنهج‬ ‫الباحث‬ ‫تتبع‬ ‫وبعد‬ .)1956 –1931( ‫والنشاط السياسي‬ ،‫جمعية العلماء‬
‫الديني واالجتماعي والثقافي‬ ِّ ‫هذا البحث إلى أنه؛ بصرف النظر عن حقيقة جمعية العلماء وعملها‬ ،‫المسلمين الجزائريين‬
‫ قامت كذلك‬،‫ وألنها لم تشأ أن تتقوقع في إطار عملي محدود حسب قانونها األساسي‬،‫المحض‬
‫ فقد كانت جمعية العلماء ال ترى ُب ّدا‬،‫بغض النظر عن العمل السياسي البحت‬ ،‫السياسة‬
ِّ ‫بالنشاط السياسي‬
‫من الوقوف بعيدا عن مجريات الواقع المعاش آنذاك الذي كانت تتباين فيه المشاهد السياسية‬ ،‫التفاعل السياسي‬
‫ كما كانت‬،‫سواء من الطرف االستعماري الفرنسي أو من طرف الحركة الوطنية الجزائرية‬ ،‫االستعمار الفرنسي‬
‫ِلم‬
ِّ ‫ بمثابة الوسيط الناصح ل‬،‫تنظر إلى كونها جمعية فوق كل أحزاب وهيئات الحركة الوطنية‬ .‫الحركة الوطنية‬
.‫ سياسة الهيمنة االستعمارية‬-‫بذلك‬- ‫ رافضة‬،‫ في إطار العمل التشاركي‬،‫األمة الجزائرية‬
ّ ‫شمل‬
* Corresponding author at: Hassiba Ben Bouali University of Chlef, ALGERIA 202
Email : k.ramdani@univ-chlef.dz
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫وبصرف النظر عن تباين الدراسات واألحباث عن دور مجعية‬ ‫‪ -1‬مقدمة‬


‫العلماء يف الشأن السياسي‪ ،‬فإن هذه الورقة البحثية حاولت‬
‫إعطاء إضافة إىل تلك الدراسات‪ ،‬وهذا من خالل البحث يف‬ ‫ارتبطت احلركة اإلصالحية يف اجلزائر بعد نهاية احلرب‬
‫ك ُمنت –ماهية‪ -‬السياسة عند مجعية‬ ‫إشكالية مفادها؛ فيم َ‬ ‫العاملية األوىل‪ ،‬بفعل االنتشار الواسع ملختلف املؤسسات‬
‫العلماء املسلمني اجلزائريني؟ وفيم مت ّثل مدلول ذلك؟‪ ،‬وهل‬ ‫الثقافية والتعليمية (النوادي – اجلمعيات ‪ -‬األحزاب)‪ ،‬وقد‬
‫كانت نظرتها للسياسة يف ظل االحتالل الفرنسي ثابتة أم‬ ‫تزامن ظهورها بعدما انقطعت املقاومة املسّلحة ضد االحتالل‬
‫متغية؟‬ ‫الفرنسي‪ .‬وكما أن احلركة اإلصالحية كانت بداية حركة‬
‫رِّ‬
‫اجتماعية جتاوز بفضلها اجملتمع اجلزائري العمل الفردي‬
‫والبطوالت الشخصية إىل العمل اجلماعي والتنظيم السياسي ولإلجابة عن ذلك‪ ،‬تتّبعت هذه الدراسة منطلقات مجعية‬
‫العلماء ومبادئها يف التعامل والتفاعل السياسي ورؤيتها‬ ‫والبناء االجتماعي اجلماعي‪.‬‬
‫للسياسة والنشاط السياسي بني (‪ )1956 –1931‬وهي فرتة‬
‫فاحلركة اإلصالحية يف اجلزائر آنذاك اختذت من كل التأسيس إىل غاية انضمامها يف الثورة التحريرية اجلزائرية‬
‫األمة من جديد‪ ،‬بالرجوع الكربى؟‬ ‫الوسائل املتاحة يف تنوير وبعث روح ّ‬
‫إىل الثوابت الوطنية‪ ،‬والعمل من أجل االستغالل الكلي ملا‬
‫وحتي ال ُفرص‪.‬فكانت احلركة ‪ -2‬نبذة خمتصرة عن مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‬
‫نُّ ِ‬ ‫هو متاح حسب الظروف‬
‫تغيت من ‪ 1-2‬النشأة والغاية‬ ‫ً‬
‫اإلصالحية يف اجلزائر بداية حلركة اجتماعية رّ‬
‫العمل الفردي إىل العمل اجلماعي وفق تنظيمات سياسية عن‬
‫فامسها "مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني (دعاة اإلصالح)"‪،‬‬
‫طريق النضج الفكري للضمري اجلزائري ملواجهة التحديات أُ ِّسست يوم ‪ 05‬ماي ‪ ،)3(1931‬بنادي ِّ‬
‫الرتقي‪ ،‬أهم النوادي باجلزائر‬
‫اخلارجية (االستعمار) والداخلية (األفكار) الغربية عن‬
‫ضم اإلصالحيني‬ ‫العاصمة يف تلك الفرتة‪ ،‬من قبل جملس َّ‬
‫ميثلون الزوايا(‪ ،)4‬إال ّ‬‫والطرقيني الذين ِّ‬ ‫ُ‬ ‫اجلزائريني "التغريب واالندماج"(‪.)1‬‬
‫أن اإلصالحيني مل‬
‫نة فرنس ًيا‪ -‬يتم ّكنوا من فرض توجهاتهم وإيصال الشيخ عبد احلميد بن‬ ‫َ‬
‫مستوط ً‬ ‫وباعتبار اجلزائر آنذاك أرض حمتلة ‪-‬‬
‫وتعدُّد الظروف احمليطة باجلزائر حمليا ودوليا‪ ،‬بعد احلرب باديس إىل رئاسة اجلمعية إال يف سنة ‪ . 1932‬وقد انتهجت‬
‫(‪)5‬‬

‫العاملية الثانية‪ ،‬كان لزاما تواجد عدة توجهات تتباين حسب أسلوبا مهادنا نسبيا لسياسة احملتل‪ ،‬مست ِغّلة جتاهله عن بعض‬
‫املورد اليت منت منه أفكارها‪ ،‬فكان التوجه اإلصالحي بشقيه مواقفها‪ ،‬متغاضيا أحيانا عن نشاطها‪ ،‬ما دامت –يف نظره‪ -‬ال‬
‫شكل خطرا عليه‪ ،‬من أجل بناء اسرتاتيجيتها وتطبيق براجمها‬ ‫السياسي الداعي إىل االستقالل بزعامة مصالي احلاج‪ُ ،‬ت ِّ‬
‫األمة اجلزائرية بزعامة الرتبوية اإلصالحية باألساس ‪ .‬وأل ّنها كانت تنظر إىل‬
‫(‪)6‬‬ ‫مقومات ّ‬ ‫والسلفي العامل على بعث ِّ‬
‫ابن باديس‪ ،‬قد واجها يف امليدان منوذجا آخر من التوجهات الرتبية والتعليم واإلصالح على أنهما أهم أسس البناء والتغّلب‬
‫والسلوكيات تتمثل يف االنسالخ واالندماج الرامية إىل على االستعمار وأفكاره‪.‬‬
‫قل ما‬‫االحنالل يف اإليديولوجيات الغربية يف اجملتمع اجلزائري على و ُتعترب مجعية العلماء كحركة ذات قاعدة شعبية َّ‬
‫غرار اجلمعيات واألحزاب ذات التوجه الليبريالي واالندماجي‬
‫رسخت اإلميان باجلزائر وبعث‬ ‫يوجد مثلها يف تاريخ اجلزائر؛ ّ‬
‫بزعامة ابن تهامي وابن جلول وفرحات عباس‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫روح الوطنية عن طريق خلق الوعي الدِّيين واالجتماعي‪ ،‬فقد‬
‫قنعة بقناع االشرتاكية الفرنسية‬ ‫الـم َّ‬
‫تيار يعتمد الشيوعية ُ‬
‫برزت كحركة إصالحية إسالمية ذات عمق اجتماعي‪،‬‬
‫عمار‬
‫اخلاضعة للوجود األوروبي يف اجلزائري بزعامة ّ‬
‫الصحوة اإلسالمية وحركاتها التحررية يف العامل‬ ‫يف إطار َّ‬ ‫أوزغان‪ .‬إ ّ‬
‫أن هذا كله وباملقابل للجهة األخرى واملتمثلة يف‬ ‫ال ّ‬
‫ظن اجلميع‬ ‫العربي واإلسالمي خالل القرن العشرين‪ ،‬يف وقت َّ‬
‫تسلط وطغيان االحتالل الفرنسي‪ ،‬فهو العدو املشرتك لكل‬ ‫ُّ‬
‫أن اجلزائر أصبحت مندجمة كليا يف الكيان الفرنسي فتجّليها‬
‫اجلزائريني ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عن هويتها وشخصيتها الوطنية(‪.)7‬‬
‫وعليه فإن هذه التشكيلة للحركة الوطنية اجلزائرية‬
‫وميكن تلخيص أهدافها يف(‪:)8‬‬
‫خالل النصف األول من القرن املاضي بدا عليها التباين‪،‬‬
‫وهذا حسب مبادئ وأهداف كل هيئة أو حزب فيها‪ ،‬ولكن • إحياء الدِّين اإلسالمي وتطهريه من الشوائب واملخّلفات‬
‫الحظ فيها تواجد مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني اخلرافية العالقة منذ قرون‪.‬‬ ‫الـم ُ‬ ‫ُ‬
‫اليت كان ظاهرها ديين‪ ،‬اجتماعي وثقايف‪ ،‬ولكن انتماءها إىل • العمل من أجل بعث روح األمة بتطوير الثقافة العربية‬
‫احلركة الوطنية وتفاعلها يف العديد من القضايا ذات الطابع اإلسالمية‪.‬‬
‫السياسي‪ ،‬أسال الكثري من حرب الباحثني واملؤرخني واملهتمني‬
‫• االعتماد على نشر العربية والثقافة اإلسالمية‪.‬‬
‫بالفكر اإلصالحي وعالقته بالنشاط السياسي قبل الثورة‬
‫• السعي لتوحيد صفوف أبناء األمة‪.‬‬ ‫التحريرية اجلزائرية (‪.)1954‬‬
‫األمة بالشخصية اجلزائرية وتهيئته للنضال‬ ‫• توعية نشء ّ‬
‫‪203‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫‪ 2-2‬حملة عن القانون األساسي جلمعية العلماء‬ ‫يف املستقبل‪.‬‬


‫يتضمن قانون مجعية العلماء مخسة أقسام‪ ،‬حيث كل ِقسم‬ ‫• إقامة جسور للتعاون بني اجلزائر والعامل العربي‪.‬‬
‫حيتوي مجلة من الفصول(‪.)16‬‬ ‫• الدعوة لتوحيد اجلهود املشرتكة بني أبناء املغرب العربي‪.‬‬
‫■ فالقسم األول؛ جاء حتت عنوان اجلمعية‪ ،‬يضم ثالثة‬ ‫األمة قبل أي مصلحة بالعمل على توحيد‬ ‫• حتكيم مصلحة ّ‬
‫فصول‪ ،‬يبتدئ تكوين مجعية حتت اسم "مجعية العلماء‬ ‫املصلحة‬ ‫ْ‬
‫"عن َد‬‫األمة‪ ،‬كما ذكر ابن باديس قائال ِ‬ ‫صفوف ّ‬
‫ِ‬
‫املسلمني اجلزائريني" يكون مقرها الرئيسي يف اجلزائر‬ ‫خالف ي َ‬
‫ُف ِّر ُق‬ ‫اسي َّ‬
‫كل‬ ‫ي ُب َت َن ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫العام ِة من مصاحل األ َّم ِة‪ ،‬جَ ِ‬ ‫َّ‬
‫العاصمة‪ ،‬فالفصل الثاني يقر بتكوين اجلمعية حسب القانون‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫للشر الثغ َرة‪ .‬و َيت َحت ُم التآزر‬‫ْ‬ ‫ّ‬
‫َ‬ ‫ُوج ُد‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫الكلمة ويصد ُع الوحدة وي ِ‬
‫الفرنسي(‪ ،)17‬وأما الفصل الثالث حتدّث عن ابتعاد اجلمعية عن‬ ‫ثم بق َّو ِة‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫األزمة وتزول الشدة بإذن اهلل َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫اتف حتى َت ْن َف ِر َج‬‫وال َّت َك ُ‬
‫حال من األحوال‬
‫اجلانب السياسي؛ "ال يسوغ هلذه اجلمعية بأي ٍ‬ ‫ِّ‬
‫أن ختوض أو تتداخل يف املسائل السياسية"(‪.)18‬‬
‫واحلكمة(‪.)9‬‬
‫ِ‬ ‫والعمل‬
‫ِ‬ ‫وسالح العلم‬
‫ِ‬ ‫الصرب‬ ‫احلق وإ ِد ِ‬
‫ّراع َّ‬
‫وكانت بعض تقارير شرطة سلطة االحتالل تنظر إىل‬
‫الغاية األساسية من مجعية العلماء إلعادة بناء اهلوية الوطنية ■ أما القسم الثاني؛ احتوى أيضا على ثالثة فصول حتدثت‬
‫إمجاال عن هدف اجلمعية االجتماعي والدِّيين يف كل القطر‬ ‫اجلزائرية ماديا ومعنويا‪ ،‬هو إرساء الوطنية والدفاع عنها(‪.)10‬‬
‫وإن غايتها تعمل على حتقيقها بكل الوسائل املتاحة‬‫اجلزائري‪ّ ،‬‬
‫وي ّتفق العديد من الباحثني على أن مجعية العلماء اختذت واملباحة‪ ،‬دون اإلخالل بالقانون الفرنسي‪ ،‬وهذا يف كامل‬
‫اخلطوة األوىل من تأكيد فكرة اإلسالم هو العنصر األساسي أحناء الرتاب اجلزائري بفتح ما ميكن فتحه من نوادي تابعة‬
‫يف هوية الشعب اجلزائر" اإلسالم ديين واللغة العربية لغيت للجمعية‪..‬‬
‫واجلزائر وطين"‪ ،‬فهذه الثالثية هلا طابع سياسي وهذا ما‬
‫■ أما القسم الثالث؛ تضمن مخسة فصول تتعلق بالتنظيم‬ ‫ّ‬
‫يؤكده اندماجها يف جبهة التحرير الوطين عام ‪.)11(1956‬‬
‫اهليكلي للجمعية من حيث اهليئات واجملالس وأعضائها‬
‫فكانت هلا وسطية يف ممارسة السياسة حتت غطاء الدِّين‪ ،‬وكيفية االشرتاك‪...‬‬
‫و ُتسهم يف إعداد األجيال ملستقبل موعود‪ ،‬إىل أن حّلت‬
‫■ والقسم الرابع؛ احتوى مخسة فصول أيضا‪ ،‬جاءت كلها‬
‫هياكلها سنة ‪ ،1956‬كبقية األحزاب اجلزائرية يف "جبهة‬
‫ختص اجلوانب املالية من حيث االشرتاكات واإلعانات‬
‫التحرير الوطين" أثناء الثورة املسّلحة‪ ،‬ليلتحق معظم أفرادها‬
‫وكيفية تنظيمها ومن حيق هلم التصرف يف مال اجلمعية‪.‬‬
‫بالثورة(‪ ،)12‬فكان من تالميذها وطلبتها العديد من قادة الثورة‬
‫■ أما القسم اخلامس؛ فيضم أربع فصول‪ ،‬حيدد وظيفة اجمللس‬ ‫وشهدائها الربرة(‪.)13‬‬
‫اإلداري‪ ،‬وكيفية انعقاده وعرض األعمال السنوية (الربامج)‪.‬‬
‫وإن كانت مجعية العلماء تتفاعل سياسيا إن صح القول ليس وحتديد ‪-‬كذلك‪ -‬قوانني اجلزاء والعقاب يف حاالت اخلالف‪،‬‬
‫يف إطار العمل احلزبي البحت‪ ،‬وإمنا من منطلق عدم فصل باإلضافة إىل اإلجراءات الالزمة يف حالة ّ‬
‫حل اجلمعية‪.‬‬
‫العمل السياسي عن الدِّين‪ ،‬فقد حتدث ابن باديس ذات يوم‬
‫َردّا على من تساءل عن اهتمام العلماء بالعمل السياسي(‪ ،)14‬كما أسردت يف النهاية مجلة من املبادئ األساسية للجمعية‬
‫يسمى بـــ "دعوة اجلمعية وأصوهلا"‪.‬‬
‫حيث قال‪" :‬وكالمنا اليوم عن العلم والسياسة معا‪ ،‬وقد يرى تتمثل فيما َّ‬
‫بعضهم أن هذا الباب صعب الدخول ألنهم تعودوا من العلماء ‪ -3‬مكامن السياسة لدى مجعية العلماء‬
‫االقتصار على العلم واالبتعاد عن مسالك السياسة‪ ،‬مع أنه ال املقصود من مكامن السياسة لدى مجعية العلماء املسلمني‬
‫بد لنا من اجلمع بني السياسة والعلم‪ ،‬وال ينهض العلم والدِّين اجلزائريني؛ هو نظرتها للسياسة كفكر أوال ثم كإجراء ثانيا‪،‬‬
‫كفكر تنظريي من حيث املفهوم‪ ،‬وكتجسيد وإجراء عملي من‬ ‫بد"(‪.)15‬‬ ‫حق النهوض إال إذا نهضت السياسة جِ ِ‬
‫وانطالقا من العبارة األخرية‪ ،‬نلمح إشارات ُت ِّ‬
‫دعم املدافعني عن حيث التطبيق‪ ،‬انطالقا من مبادئها وشروطها يف التفاعل معها‪،‬‬
‫طرقها للمواضيع السياسية واملنطلقات واألسباب واألهداف الرامية للخوض فيها من عدمه‪.‬‬ ‫نشاط مجعية العلماء خبصوص َت ُّ‬
‫فمن خالل الواقع الراهن‪ ،‬آنذاك‪ ،‬كانت مجعية العلماء املسلمني‬ ‫والتفاعل معها‪ ،‬عكس من اتهمها باخلروج عن مبادئها‪.‬‬
‫اجلزائريني تنظر إىل السياسة عامة؛ هي اليت تعتمد على‬ ‫فمنذ وجودها كانت تدرك حقيقة املسؤولية وخطورتها‪.‬‬
‫األفعال ال األقوال‪ ،‬فالسياسة احلقيقية عندها هي اليت تست ِند‬ ‫فالوضع االستعماري كان يزداد هيمنة أكثر فأكثر‪ ،‬ما‬
‫على مبادئ التحاور والتعايش واإلقناع والتسامح‪ ،‬واالبتعاد عن‬ ‫جعلها يتح ّتم عليها املشاركة يف إبداء وجهة نظرها وإبراز‬
‫ال ُعنف املادي واملعنوي‪ ،‬وهذا نابع من ثقافة مجعية العلماء يف‬ ‫مواقفها التفاعلية مع ُج ّل املسائل والقضايا‪-‬السياسية خاصة‪-‬‬
‫تقبل اآلخر من حيث؛ "ادفع باليت هي أحسن" ومصلحة‬ ‫إطار ُّ‬ ‫اليت شهدتها اجلزائر ابتداء ثم العامل اإلسالمي والعربي بشقيه‬
‫األمة قبل مصلحة اجلماعة‪ ،‬ومصلحة اجلماعة الشاملة قبل‬ ‫ّ‬ ‫املشرقي والعربي على حد سواء‪.‬‬
‫مصلحة اهليئات واألفراد‪.‬‬
‫‪204‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫كيف ال؟! ومقولة ابن باديس يف جريدة "البصائر" يف ‪ 8‬نيسان‬ ‫ففي إحدى مؤمترات مجعية العلماء(‪ ،)19‬قام الشيخ العربي‬
‫أبريل ‪1938‬م ظّلت ُتعبرِّ بعمق عن ضمري اجلزائريني املشرتك‬ ‫الـمعاش‪،‬‬ ‫التبسي وألقى خطابا‪ ،‬حتدّث فيه عن واقع اجلزائر ُ‬
‫وهي‪":‬لقد فهمنا ‪ -‬واهلل ‪ -‬ما يراد بنا‪ ،‬وإننا ُنعلن خلصوم اإلسالم‬ ‫كما تناول يف ثناياه حقيقة السياسة بالنسبة للجمعية‪،‬‬
‫والعربية أننا عقدنا على املقاومة املشروعة عزمنا وسنمضي ‪-‬‬ ‫فقال‪":‬إن مجعية العلماء ليست حزبا وال هيئة ألفراد‪ ،‬فهي‬ ‫ّ‬
‫بعون اهلل ‪ -‬يف تعليم ديننا ولغتنا على الرغم من كل ما يصيبنا‪،‬‬ ‫جلميع اجلزائريني املسلمني الذين جتمعهم لغة واحدة‬
‫يصدَّنا عن ذلك شيء‪ ،‬فنكون قد شاركنا يف قتلها بأيدينا‪.‬‬ ‫ولن ُ‬ ‫وعقيدة واحدة‪ ،‬وهي تتمتع بعطف مجيع الدميقراطيني‬
‫وإننا على يقني من العاقبة ‪ -‬وإن طال البالء ‪ -‬لنا ّ‬
‫وإن النصر‬ ‫ألنها تعرتف بالدميقراطية وحقوق اإلنسان‪ ،‬إ ِذ اإلسالم ُي ُق ُّر‬
‫سيكون حليفنا"(‪.)23‬‬ ‫أسس للهداية ال لالستعمار وال‬ ‫العدالة االجتماعية‪ ،‬وهو قد َّ‬
‫ألن االستعمار حيارب الكماالت اإلنسانية‬ ‫ميكن أن يتالقيا‪ّ ،‬‬
‫ينوه جبمال الدِّين األفغاني‬
‫كما أن ابن باديس كثريا ما كان ِّ‬
‫صاحب فكرة "اإلصالح التجديدي"‪ ،‬فقد كان شديد احلذر‬ ‫واإلسالم حيافظ عليها‪ .‬فنحن جبانب احلركات التحريرية‬
‫باإلفصاح بها‪ ،‬باعتبارها فكرة ذات طابع سياسي‪ ،‬فكان يرى أن‬ ‫ألننا مدافعون عن ناحية من نواحي التحرير يف اجلزائر‪ ،‬الدفاع‬
‫إجياد فكر إصالحي من منطلق التجديد يف خمتلف اجملاالت‬ ‫عن اإلسالم والعربية‪ ..‬وإننا مستعدون للمشاركة يف النهضات‬
‫مبا فيها اإلطار السياسي‪ ،‬ولكنه ذكر ّ‬ ‫تدخلت يف الدِّين‪ ،‬وإننا نشاهد أن موقف‬ ‫السياسية‪ ،‬ألن السياسة ّ‬
‫بأن اجلهر مبا جهر به‬
‫مجال الدِّين األفغاني وقتئذ‪ ،‬عندما عاد إىل اجلزائر (قسنطينة)‬ ‫فرنسا مع اإلسالم يف اجلزائر موقف شاذ‪ ..‬وهو يدعو إىل بُغض‬
‫ليس مبستطاعه مبدئيا‪ ،‬ألنه كان يرى ً‬
‫بداية؛ جيب االعتماد‬ ‫االستعمار ومحل بُغضه يف الصدور يف احلياة ويف القبور"(‪.)20‬‬
‫أوال على التعليم وتثقيف العقول وإعداد النخبة خلدمة الدِّين‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فمن أهم أسباب تدخل مجعية العلماء يف السياسة وإن‬
‫والوطن قبل أي حركة أخرى سابقة ألوانها(‪ .)24‬فالعبارة‬ ‫كانت بصفة غري مباشرة من حيث العمل السياسي احملض‪،‬‬
‫أن إمكانية النشاط السياسي مل يكن ُمدرجا يف‬ ‫األخرية ْ‬
‫تك ُمن يف ّ‬ ‫يتلخص بصورة عامة يف تط ّور احلالة الراهنة والظروف‬ ‫ّ‬
‫برنامج مجعية العلماء‪ ،‬وهذا ما يؤيّده قانونها األساسي‪ ،‬ولكنه‬ ‫احمللية‪ ،‬ويتمثل باخلصوص يف سببني أو عاملني أساسيني‪،‬‬
‫أن مجعية العلماء كان لعلمائها قاعدة‬ ‫ليس غائبا عنها‪ ،‬ذلك ّ‬ ‫هما‪:‬‬
‫األولويات‪ ،‬فالرتبية والتعليم والتهذيب ثم اإلصالح الشمولي‪،‬‬ ‫• ُّ‬
‫تدخل السياسة االستعمارية يف الدِّين‪.‬‬
‫وألن السياسة يف األصل هي حتت مظّلة اإلصالح الشمولي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫هوية وأرضا‪ ،‬ماديا‬ ‫• موقف فرنسا املتسّلط على اجلزائر‬
‫فابن باديس مل يُظهر النزعة السياسية عالنية بشكلها‬ ‫ومعنويا‪.‬‬
‫"معلم" ألنه ُّ‬
‫يعتز‬ ‫املعروف‪ ،‬ألنه كان حيب أن يطلق عليه ِّ‬
‫حركي كالزعيم أو‬ ‫بهذا اللقب أكثر من أي لقب سياسي أو َ‬ ‫لذلك جند شيخ املؤرخني اجلزائريني أبو القاسم سعد اهلل يعّلق‬
‫ِّ‬
‫رئيس حركة أو حزب أو هيئة‪...‬إخل‪ .‬فكثريا ما كان يُذكر‬ ‫على ذلك؛ بأن سبب مشاركة مجعية العلماء السياسية على‬
‫ُ‬
‫ك َما أَ ْر َسل ْ َنا ِفيك ْم‬ ‫طلبته وتالميذه وأصحابه بقول اهلل تعاىل ‪َ :‬‬ ‫أنها وجدت نفسها وسط العواصف السياسية‪-‬على ح ّد تعبريه‪-‬‬
‫ْ‬ ‫حْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً ُ‬
‫الك َمةَ‬ ‫اب َو ِ‬‫َرسُ وال منك ْم يَتْلُو َعلَيْك ْم آيَا ِت َنا َوي َُزكيك ْم َوي ُ َعل ُمك ُم ال ْ ِك َت َ‬ ‫فلم يسعهم إال ركوبها(‪ .)21‬وهذا ليس ُحبا يف العمل السياسي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َوي ُ َعل ُمكم َِّّما مَل ْ تَكونُوا ْ تَ ْعلَ ُمونَ(‪.)25‬‬ ‫لكنه جاء يف سياق حماربة االحتالل واألفكار االستعمارية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫فانطالقا من قانونها األساسي يظهر أنها كانت عمل ِوفق‬
‫فاإلصالح الشمولي يهدف بالدرجة األوىل إىل إعادة بناء‬ ‫األولويات‪ ،‬املرتتبة على الرتبية والتعليم والنصح واإلرشاد‪..‬‬
‫اجملتمع اجلزائري انطالقا من الثوابت الوطنية الدِّين واللغة‬ ‫ولكن حبكم الظروف املتسارعة وبسبب تلك األسباب السابقة‬
‫والثقافة‪ ..‬ولكنها مع ذلك مارست عدة نشاطات أخرى على‬ ‫وغريها جعلها ختوض ‪-‬شبه مرغمة‪ -‬يف السياسة‪ ،‬وحتى ال‬
‫غرار العمل الرتبوي والدعوي‪ ،‬وأهمها النشاط السياسي‪ ،‬مما‬ ‫أن مجعية‬ ‫ألن قادتها كانوا يعتقدون ّ‬
‫تكون مبعزل عن الواقع‪ّ ،‬‬
‫جعل الكثري من الباحثني يتباينون حول ممارساتها‪ .‬فاإلشارة‬ ‫العلماء لل ُكل‪.‬‬
‫أكد عليها قانون مجعية العلماء األساسي أنه "ال يسوغ‬ ‫اليت ّ‬
‫تتدخل يف املسائل‬ ‫َّ‬ ‫وكذلك إذا مت النظر يف شعار»اإلسالم ديننا‪ ،‬والعربية لغتنا‪،‬‬
‫ْ‬
‫بأي حال من األحوال أن تخَ وض أو‬ ‫هلا ٍّ‬
‫السياسية‪ ،‬ثم هي متارسها بطريقة أو بأخرى جعل اإلبراهيمي‬‫واجلزائر وطننا« فأكثر من اتصف به دعاة اإلصالح يف‬ ‫َّ‬
‫حياول أن يُضفي على ذلك تعبريا أو تعليال على ذلك بقوله‪:‬‬‫اجلزائر‪ ،‬ويف مقدمتهم الشيخ اإلمام عبد احلميد بن باديس‬
‫يقظت‬ ‫قلت األفكار‪ ،‬وأَ‬ ‫خلص منهاج عمل مجعية العلماءبقوله‪» :‬القرآن إمامنا‬ ‫الذي ّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫وص ِ‬ ‫رت العقول‪َ ،‬‬ ‫حر ِ‬ ‫"إن مجعية العلماء َّ‬
‫الطبيعية لذلك هي تحَ رير األبدان؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫والس ّنة سبيلنا والسلف الصاحل ُقدوتنا وخدمة اإلسالم‬
‫َّ‬ ‫املشاعر‪ ،‬والنتيجة‬ ‫ُّ‬
‫واملسلمني وإيصال اخلري جلميع سكان اجلزائر غايتنا« ‪.‬‬
‫(‪)22‬‬
‫األول َمدرج ٌة إىل الثاني" ‪.‬‬
‫(‪)26‬‬

‫وهذا ما جعل مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني يف مقدّمة‬


‫وميكن أن نستنتج من قوله "أيقظت املشاعر" ُّ‬
‫تدل بصفة عامة‬ ‫من كان هلم شرف مواجهة امل ّد اجلهوي وامليل الطائفي‪.‬‬
‫يغي من شخصية وطبائع اجلزائريني‬ ‫فكانوا أقرب إىل التعبري الصادق عن أعماق النفس اجلزائرية عن كل ما ميكن أن رِّ‬
‫يف أحلك اللحظات وأش ّد األوقات بؤساً من أي تيار وطين آخر‪ .‬وعالقتهم حنو فرنسا يف شتى اجملاالت ليس فقط من حيث‬

‫‪205‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫يف اجلزائر نتيجة هذا االضطهاد أحزاب وهيئات كان غاية‬ ‫اهلوية الوطنية‪ ،‬اليت هلا أثر كبري يف بث روح الوطنية‬
‫ما تطالب به وتتمنى حتقيقه أن يكون اجلزائريني مواطنني‬ ‫والقومية‪ ،‬فتحرير األبدان ً‬
‫بداية ثم حترير األرواح واألوطان‬
‫فرنسيني هلم حقوق الفرنسيني‪ ،‬فليست الوطنية وال القومية‬ ‫آخ ًرا‪.‬‬
‫يف اجلزائر إال ضربا من العواطف اإلسالمية واملشاعر الدِّينية‬ ‫فالسياسة يف اإلسالم ال تنفصل عن الدِّين بأي حال من األحوال‪،‬‬
‫املتعصبة‪ ،‬اليت‬
‫ّ‬ ‫اليت كانت تقف يف وجه أوروبا الصليبية‬ ‫ألن الثاني مبثابة املراقب لألول‪ ،‬وهذا هو حال مجعية العلماء‪،‬‬
‫كانت ُت ْق ِر ُن دوما االستعمار بالتبشري‪ ،‬والتبشري باالستعمار‪،‬‬ ‫السين‪ ،‬اليت تش ّبعت بعلوم السلف وعلى رأسهم‬ ‫ذات التوجه ُّ‬
‫ألن أوروبا مل تفهم الدِّين إال من هذه الزاوية الض ّيقة وبهذه‬ ‫ّ‬
‫حبر اإلسالم ابن تيمية صاحب كتاب "السياسة الشرعية"‪،‬‬
‫النظرة املش ّوهة املنحرفة ‪.‬‬
‫(‪)32‬‬
‫لذلك جند اإلبراهيمي يقول‪.." :‬إذا كان اإلسالم دي ًنا وسياسة‪،‬‬
‫فاإلبراهيمي كان ال ينكر السياسة من حيث املبدأ‪ ،‬ولكنه‬ ‫وسياسية‪ ،‬قضية ُمق ِنعة ال تحَ تاج لسؤال‬ ‫َّ‬ ‫دينية‬
‫فجمعية العلماء َّ‬
‫الـمقيت‪ ،‬ألنه‬ ‫ُّ‬
‫والتحزب َ‬ ‫ينكرها من حيث املمارسة الضيقة‪،‬‬ ‫أن العالمِ الدِّيين ‪-‬رجل الدِّين‪ -‬إذا‬ ‫وجواب‪ ،‬ومجعية العلماء ترى َّ‬
‫قت السياسة النابعة من املمارسة االستعمارية‬ ‫كان يمَ ُ‬ ‫ال بها‪ ،‬فليس بعالمِ ‪ ،‬وإذا تخَ َّلى‬‫لمَ يكن عالمًِا بالسياسة‪ ،‬وال عام ً‬
‫للمستعمر‪ ،‬وينكرها كذلك من‬
‫َ‬ ‫ومضيقة‬
‫ِّ‬ ‫باعتبارها خانقة‬ ‫ُصرفها ويُديرها "‪.‬‬
‫(‪)27‬‬
‫فمن ي ِّ‬ ‫العالمِ الدِّيين عن السياسة‪َ ،‬‬
‫حيث التعدد احلزبي الذي يعمل على متزيق الوحدة وضياع‬ ‫ورغم كون سلطة االحتالل الفرنسي يف اجلزائر تتعامل مع‬
‫جتر إىل‬
‫اجلهود واألموال يف مثل معارك االنتخابات‪ ،‬اليت ُّ‬ ‫مجعية العلماء كونها مجعية دينية ثقافية واجتماعية‪ ،‬إال‬
‫التحاسد والتباغض من أجل الرياسة والتهافت على كراسي‬ ‫عديد التقارير الفرنسية تشري إىل أن مجعية العلماء كانت‬
‫وتعص ٍب لألشخاص‪ ،‬فهي بهذا املعنى سياسة ليست يف‬
‫النيابة‪ّ ،‬‬ ‫تستخدم السياسة والتحريض ضد فرنسا حتت غطاء شعار‬
‫مصلحة اجلزائر بل يف مصلحة االستعمار ‪.‬‬
‫(‪)33‬‬
‫اجلمعية‪ ،‬فقال اإلبراهيمي يف ذات السياق‪..":‬االستعمار يف‬
‫لذلك فاإلبراهيمي كان يرى بأن السياسة يف أعلى معانيها‬ ‫سياسية يف ثوب‬ ‫َّ‬ ‫والسخط عليها‪َّ ،‬إنها مجعية‬ ‫ربم ُّ‬ ‫َمعرض َّ‬
‫الت ُّ‬
‫احلقيقية لدى اجملتمعات السليمة ما هي إال تدبري املمالك‬ ‫الوطنية خبفاء‬
‫َّ‬ ‫القومية بستار الدِّين‪ ،‬وتخُ في‬
‫َّ‬ ‫وإنها ُتسترِّ‬
‫ديين‪َّ ،‬‬
‫"وأما‬
‫بالقانون والنظام‪ ،‬وتدبري الشعوب باإلنصاف واإلحسان؛ ّ‬ ‫أجنبية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫يقول‪":‬إنها َتستخ ِدم سياسة‬
‫َّ‬ ‫ال ِعلم والعربية‪ ،‬إىل ْأن‬
‫أعلى معاني السياسة عند الشعوب املغلوبة على أمرها فذلك‬ ‫و َتعمل للجامعة العربية أو اإلسالمية"(‪.)28‬‬
‫املقومات اليت ماتت أو ضعفت أو تراخت من ِدين ولغة‬ ‫فاملفكر مولود عومير‪ -‬كباحث أوال يف احلركات أحياء ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫لذلك‬
‫حيلل وجنس وأخالق وتاريخ وتقاليد وتصحيح قواعدها يف النفوس‪،‬‬ ‫اإلصالحية ثم كعضو يف مجعية العلماء حاليا‪ِّ -‬‬
‫منطلقات وأسلوب مجعية العلماء يف التعاطي السياسي‪ ،‬قد ثم املطالبة باحلقوق"(‪.)34‬‬
‫ألي حزب‬‫ينظموا ّ‬
‫ارتكز بصفة عامة عرب قادتها البارزين من خالل خطاباتهم فأغلب قادة اجلمعية وأعضائها الدائمون مل ُّ‬
‫وكتاباتهم املشوبة بالفكر السياسي‪ ،‬وفق ثالث مستويات؛ سياسي مبعناه االخنراطي‪ ،‬ألنهم مل حيت ّكوا بالنضال السياسي‬
‫تتمثل يف املواقف‪ ،‬والتصورات‪ ،‬واملمارسات‪ ،‬فمن حيث التعبري من أجل املشاركة يف السلطة‪ ،‬ألنهم كانوا يرون الكفاح‬
‫فقد عبرّ علماء اجلمعية عن مواقف كثرية متس احلالة السلمي والعمل على التحرر من اجلهل سيؤدي إىل حترر‬
‫السياسية يف اجلزائر والعامل العربي اإلسالمي‪ ،‬فكل من ابن العقول ثم األبدان ثم األرض‪ ،‬ثم من االستعمار ذاته‪.‬‬
‫باديس واإلبراهيمي مل يكتفيان بالدفاع فقط عن القضايا ومن خالل ما ذكره الشيخ اإلبراهيمي وابن باديس والعربي‬
‫أولويات الدعوة اإلصالحية‪ ،‬التسي عن ماهية السياسة وحقيقتها لدى رجل الدِّين‪ ،‬يؤدي إىل‬ ‫الدِّينية والرتبوية اليت هي من‬
‫ومن صميم اهتمامات عامل الدِّين ‪ .‬بل كانت هلم تصورات القول ّ‬
‫(‪)29‬‬
‫بأن هذا ما كان خيشاه غريها من األحزاب واجلمعيات‬
‫ِّيين‪.‬أما من حيث التفكري؛ فهي تلك األخرى‪ ،‬ملعرفتهم ويقينهم بقدرة رجال أو قادة مجعية العلماء‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ورؤى لمِ ا وراء اإلصالح الد‬
‫التصورات واليت تتمثل يف نظرة العلماء للسياسة وعالقتها خبوض املعرتك السياسي والفالح فيه‪ ،‬لكن يف احلقيقة أبوا‬
‫أما التدبري من حيث املمارسة الواقعية فلم يكن علماء أن جياروا رجال السياسة العاملني بصورة حمضة‪ ،‬ألن ذلك‬ ‫بالدِّين‪ّ .‬‬
‫اجلمعية يفرقون بني السياسة والدِّين يف نظر سلطة االحتالل سيشغلهم عن أصل دعوتهم الدِّينية االجتماعية والثقافية‪،‬‬
‫والصحافة االستعمارية يف اجلزائر‪ .‬مما جعلها حمط اهتمام ورغم ذلك تفاعلوا مع خمتلف القضايا السياسية احمللية‬
‫واتهام سواء من طرف السلطة االستعمارية(‪)30‬ومستوطنيها أو وغريها‪ ،‬يف اإلطار التشاركي املبين على التناصح والتشاور‪،‬‬
‫مع ابتعاد قادة وأعضاء اجلمعية ونبذهم العمل من أجل‬ ‫من طرف تيارات احلركة الوطنية األخرى ‪.‬‬
‫فرغم ابتعاد القانون األساسي جلمعية العلماء عن املمارسة املناصب السياسية وتركها لغريهم‪( .‬وسيتم اإلشارة إىل ذلك‬
‫السياسية‪ ،‬لكنها شاركت فيها‪ ،‬فكانت مبثابة األرضية يف العنصر األخري من هذا البحث)‪ ،‬وهذا راجع لسببني األول‬
‫اإليديولوجية املشرتكة اليت تقف عليها احلركة الوطنية كون رجال اجلمعية كانوا يرون بأن مجعيتهم فوق األحزاب‬
‫مكمال أساسيا لالجتاه الثوري على املبادئ األساسية ال تنظر للوصول للسلطة أو املناصب السياسية‪ ،‬باعتبارهم‬ ‫فكانت ّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫للشخصية الوطنية على وجه اخلصوص ‪ ،‬ولذلك أن ِشئت علماء دين بالدرجة األوىل‪ ..‬أما الثاني العتقادها بأن هناك من‬
‫(‪)31‬‬

‫‪206‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫ورجاهلا واجلمعيات الدِّينية وأعضائها بواسطة من ال يدينون‬ ‫السياسيني هلم القدرة على تقديم األفضل للجزائر‪.‬‬
‫مما ال‬
‫تهمهم مصلحته ّ‬‫باإلسالم‪ ،‬وال يشعرون شعوره‪ ،‬وال ُّ‬ ‫فكانت إذن مجعية العلماء ذات وسطية متارس السياسة حتت‬
‫نعرف له نظريا يف أمة من األمم‪ ،‬وص ّورت رجال اجلمعية‬ ‫غطاء الدِّين‪ ،‬و ُتسهم يف إعداد األجيال ملستقبل موعود‪ ،‬إىل أن‬
‫بصورة األعداء ل ُت ْب ِعد عنهم كل من يعيش معها أو يرجوا‬ ‫حّلت هياكلها سنة ‪ ،1956‬كبق ّية األحزاب األخرى يف الثورة‬
‫وترد‬
‫مصلحة لديها‪ ،‬كل ذلك واجلمعية تصرب على البالء ُّ‬ ‫ً‬
‫التحريرية اجلزائرية‪ ،‬ليلتحق باقي أفرادها بها‪ ،‬فكان من‬
‫بأعماهلا وأقواهلا كل افرتاء وتوالي االحتجاجات على تكرار‬ ‫تالميذها وطلبتها العديد من قادة الثورة وشهدائها الربرة(‪.)35‬‬
‫السكوت واإلعراض"(‪.)39‬‬
‫باإلضافة إىل دوافع أخرى أدّت جبمعية العلماء عدم املمارسة‬
‫فكل تلك اإلجراءات االستبدادية ضد مجعية العلماء‪ ،‬وغريها‪،‬‬ ‫السياسية املباشرة‪ ،‬بسبب التضييق عليها من طرف سلطة‬
‫احلرص الشديد على إبقاء‬‫رمبا أدّت بقادة مجعية العلماء؛ إىل ِ‬ ‫االحتالل منذ بداية تأسيسها وهي حديثة النشأة‪ ،‬ففي سنة‬
‫اجلمعية واقفة واحلفاظ عليها‪ ،‬وعدم املبالغة يف اخلروج عن‬ ‫‪ 18‬تشرين األول أكتوبر ‪ُ 1932‬م ِنعت من فتح املدارس احلرة‬
‫كونها مجعية تهذيبية دينية حتارب اآلفات االجتماعية‪ ،‬حتى‬ ‫إال باملوافقة املشروطة والشبه التعجيزية؛ بسبب ختوف سلطة‬
‫ال تتعرض للحل والتوقيف‪.‬‬ ‫االستعمار من قدرة مجعية العلماء من حتريض الشبان ضد‬
‫"‪..‬أما‬
‫ولـكن من جانب آخر عندما نلتمس من قول ابن باديس؛ ّ‬ ‫فرنسا‪ .‬وكذلك "منشور ميشيل" يف ‪ 06‬فرباير ‪ 1933‬الذي‬
‫مجعية العلماء املسلمني‪ ،‬وهي الدِّينية التهذيبية البحتة‪ ،‬وهي‬ ‫نص على منع أنصار مجعية العلماء من األنشطة الثقافية‬ ‫َّ‬
‫البعيدة كل البعد عن السياسة والسياسيني‪ ،‬وهي اليت ال‬ ‫أو السياسية أو الدِّينية‪ ،‬العتقاد سلطة االحتالل أن مجعية‬
‫عالقة هلا مع الشعب إال يف ميدان اإلصالح الدِّيين والتهذيب‬ ‫وختوفها من‬
‫ُّ‬ ‫العلماء تتخذ من الدِّين غطاء ملمارسة السياسة‪،‬‬
‫األمية عن القوم‪.)40("..‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬ورفع ّ‬ ‫نشر فكرة الوحدة اإلسالمية املنتشرة يف املشرق‪ ،‬وتواصلها‬
‫فهذه الكلمات األخرية من صميم ابن باديس إذا مت حتليلها‬ ‫مع أحزاب سياسية خارجية على غرار احلزب الدستوري‬
‫كلمة كلمة ال ميكن أن نأخذها إمجاال‪ ،‬فعندما يقول "وهي‬ ‫اجلديد(‪.)36‬‬
‫بعيدة كل البعد عن السياسة والسياسيني" وإذا أسقطنا هذا‬ ‫ومنع شعائر الصالة يف مسجد تلمسان عام ‪ ،1933‬والذي أدى‬
‫القول بعد تطور مراحل عمل مجعية العلماء خالل العشر‬ ‫حبدوث مظاهرات تؤيد مجعية العلماء وتناهض قرار املنع يف‬
‫سنوات األوىل من تأسيسها وما بعد فرتته لنجد تناقضا يف‬ ‫‪ 27‬فرباير ‪ ،1933‬ما جعل ابن جلول وفرحات عباس وغريه‬
‫ذلك‪ ،‬فقد كان هلا احتكاكا مباشرا وغري مباشر بالسياسيني‬ ‫يتعاطفون مع مجعية العلماء‪ ،‬حيث طلب حبق مجعية العلماء‬
‫من حيث التفاعل مع أحداث الوطن‪..‬كمواجهة االندماجيني‬ ‫حبرية التعبري‪ ،‬وعدم التدخل يف الشؤون الدِّينية للمسلمني‬
‫والشيوعيني‪ ،‬حول مسألة التجنيس واالندماج‪ ،‬أكرب دليل‬ ‫حني قال‪" :‬إذا كان غري ممكن أن خنتار القادة الروحيني ِم ّنا‬
‫على ذلك‪ ،‬وإن كان املنطلق ديين اجتماعي‪ ،‬لكنه له عالقة‬ ‫فما بقي إال أن نغلق املساجد"‪ .‬باإلضافة إىل قرار غلق جرائد‬
‫بالسياسة من حيث النسق التفاعلي خالل األحداث السياسية‬ ‫مجعية العلماء غري الناطقة باللغة الفرنسية يف ‪ 29‬حزيران‬
‫اليت عرفتها اجلزائر قبيل احلرب العاملية الثانية وبعدها‬ ‫يونيو ‪ )37(..1933‬وبعد ذلك مرسوم ‪ 08‬مارس ‪ 1938‬الذي‬
‫إىل غاية قيام الثورة التحريرية الكربى‪ .‬وألن ذلك القول له‬ ‫اعتربته مجعية العلماء أكرب يوم مشؤوم يف تاريخ اجلزائر‬
‫سياق‪ ،‬جاء يف ثنايا الرد على من أراد إحداث فتنة بينه وبني‬ ‫املعاصرة بسبب منعه فتح املدارس احلرة وعدم السماح ألي‬
‫ابن جلول خالل ّ‬
‫تلطف األجواء بينهما خالل التحضري للمؤمتر‬ ‫معّلم بالقيام مبهامه‪ ،‬ثم مرسوم ‪ 27‬أغسطس آب ‪،1939‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬يهدف من ورائه حتقيق غايته من املؤمتر يف جتسيد‬ ‫القاضي مبصادرة مجيع صحف اجلمعية بدعوى معارضتها‬
‫مطالبه االجتماعية والدينية‪ ،‬خصوصا وأن ابن جلول كان‬ ‫لقضايا األمن الفرنسية وهي على أبواب احلرب العاملية‬
‫سريأس اللجنة التنفيذية للمؤمتر يف عامه األول‪.‬‬ ‫الثانية(‪.)38‬‬
‫فالفكر السياسي للتيار اإلصالحي بقيادة مجعية العلماء‬ ‫وعليه فمسرية اجلمعية وعالقتها باحلكومة االستعمارية‬
‫املسلمني اجلزائريني‪ ،‬قد راهن على إصالح ذات اإلنسان‬ ‫َليجد بأنها القت الكثري من املشاكل واملحِ ن‪ ،‬فالتضييق عليها‬
‫اجلزائري‪ ،‬بالرتبية والتعليم والتهذيب والوعظ‪ ..‬وأداتهم‬ ‫منبعه السلطة االستعمارية بكل تف ّرعاتها‪ ،‬فكل القرارات أغلبها‬
‫لذلك اإلسالم احلنيف‪ ،‬حبيث يرون أن اإلسالم‪ ،‬دين جامع‬ ‫كانت تصدر عن اجلهة السياسية احلاكمة واملسيطرة يف‬
‫لكل ما حيتاج إليه البشر‪ ،‬أفرادا ومجاعات‪ ،‬إلصالح حاهلم‬ ‫اجلزائر‪ ،‬كما قال الشيخ عبد احلميد بن باديس‪" :‬لقد لقيت‬
‫ومآهلم‪ ،‬فهو دين لتنوير العقول‪ ،‬وتزكية النفوس‪ ،‬وتصحيح‬ ‫هذه اجلمعية اإلصالحية من احلكومة الع َنت والبالء‪ ،‬من‬
‫العقائد‪ ،‬وتقويم األعمال‪ ..‬وبالتالي فإن حمور صراعهم مع‬ ‫طرف احملتل وأعوانه من بين جلدة اجلزائريني‪ ،‬إال أنها مل تبال‬
‫الغري‪ ،‬إمنا حول كل ما من شأنه أن يناقض‪ ،‬أو يتعارض مع‬ ‫يف سبيل إرهاق اجلمعية بكرامة املسلمني يف دينهم وحرمة‬
‫رؤيتهم‪ ،‬وفهمهم لإلسالم بوصفه مشروع حياة اجتماعية‬ ‫مساجدهم فأوصدت املساجد يف وجوه العلماء‪ ،‬وشحت برخص‬
‫كاملة‪ .‬وهو األمر الذي حدا باجلمعية‪ ،‬إىل دخول معرتك‬ ‫التعليم العربي والقرآني وأعملت أصابعها يف شؤون املساجد‬

‫‪207‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫الفكرية والدينية أكثر من الكتابات الصحفية‪ ،‬فروى أنه يف‬ ‫الصراع‪ ،‬ليس فقط مع إدارة االحتالل‪ ،‬ورموزها وممارستها‪..‬‬
‫ثنايا عام ‪ ،1936‬تعليقا عن إعالن مطلب االستقالل من طرف‬ ‫وإمنا ضد أطراف جزائرية عديدة أخرى‪ ،‬سواء كانوا من دعاة‬
‫حزب الشعب اجلزائري‪ ،‬قال‪":‬وهل ميكن ملن شرع يف تشييد‬ ‫األمة‬
‫اإلسالم‪ ،‬كانوا ينادون باندماج اجملتمع اجلزائري‪ ،‬يف ّ‬
‫منزل أن يرتكه بدون سقف‪ ،‬وما غايتنا من عملنا إال حتقيق‬ ‫الفرنسية(‪.)41‬‬
‫االستقالل"(‪ .)45‬فاالستقالل مطلب سياسي بالدرجة األوىل‪،‬‬ ‫كما ميكن استخالص البعد السياسي للجمعية يتمحور‬
‫شك أو ريب أو خوف‪:‬‬ ‫وهذا ما أدّى به ذات م ّرة أنه قال دون ّ‬
‫حول اإلطار االجتماعي؛ وهو ال ُبعد الذي يستثمر كافة‬
‫"إني سأعلن الثورة على فرنسا عندما تشهر عليها إيطاليا‬ ‫مشبعة بعناصر‬ ‫ليؤسس قوة َّ‬‫األبعاد األخرى‪ ،‬ألنه يرتكز عليها‪ِّ ،‬‬
‫احلرب"(‪ .)46‬وقد كان أصحابه يعرفون عنه هذا التصّلب‬ ‫اإلقناع‪ ،‬ملواجهة املخطط االستعماري‪ ،‬الذي استفحلت من‬
‫ويعرفون تطّلعه إىل انهيار قسوة فرنسا‪ ،‬عسى أن يكون ذلك‬ ‫األمة‬
‫خالله االخرتاقات املتعددة اجلوانب‪ ،‬اليت كانت تستهدف ّ‬
‫مناسبة تسمح بتحقيق اآلفاق اليت كانت تبدو مسدودة‪.‬‬ ‫مثة َ‬ ‫ّ‬
‫يف أخطر مك ّوناتها‪ ،‬إذ بعد عملية اإلفقار‪ ،‬وتعرية اجملتمع‪،‬‬
‫بوشال(‪ ،)47‬مل يرتدد عندما سقطت باريس أمام‬ ‫أن أمحد مْ‬‫حتى ّ‬
‫وقهره اقتصاديا‪ ،‬وتفتيت أنساقه‪ ،‬وحماولة إفراغه من ِق َي ِمه‪،‬‬
‫اهلجمة النازية بداية احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وكان الشيخ ابن‬ ‫بهدف تعطيل حركة تناميه‪ ،‬متكنت إدارة االحتالل‪ ،‬بإغراق‬
‫باديس قد تويف منذ بضعة أشهر يف أن يذهب إىل قربه‪ ،‬وي ِّ‬
‫ُبشره‬ ‫اجملتمع يف ظالم اجلهل واخلرافات واحنالل اجتماعي وخلقي‬
‫بسقوط عاصمة الطغيان االستعماري(‪.)48‬‬ ‫متعارض مع الفطرة واهلوية اجلزائرية‪ ،‬ومع كل شروط‬
‫املؤرخ أبو القاسم سعد اهلل وهو‬
‫وجتدر اإلشارة إىل ما ذهب إليه ِّ‬ ‫النهضة احلضارية‪ ،‬كما قد واجه اإلصالحيون‪ ،‬اجتاها‬
‫بأن رجال‬‫ُعلق على سبب املشاركة السياسية جلمعية العلماء؛ ّ‬ ‫ي ِّ‬ ‫الئيكا(‪ )42‬إصالحيا‪ ،‬يقوده االندماجيون‪-‬االنتخابيون‪ -‬السيما‬
‫مجعية العلماء وجدوا أنفسهم وسط العواصف السياسية‪-‬على‬ ‫فيما يتعلق بقضية التجنيس‪ ،‬وقضية اهلوية ومشروع اجملتمع‪،‬‬
‫ح ّد تعبريه‪ -‬فلم يسعهم إال ركوبها(‪ .)49‬وهذا ليس ُحبا يف‬ ‫للمستعمر ولطبيعة معارضة كل واحد‬ ‫ِ‬ ‫ورؤية كل طرف‬
‫العمل السياسي لكنه جاء يف سياق حماربة االحتالل واألفكار‬ ‫ملخططاته(‪.)43‬‬
‫االستعمارية اليت اختذت من السياسة وسيلة حملاربة اجلزائر‬ ‫ولكون السياسة عند ابن باديس يف حقيقتها أن تتالقى مع‬
‫وبث الفكر الطائفي وزعزعة‬ ‫واجلزائريني مبحاولة تفرقتهم ِّ‬
‫تهم‬‫الدين مبا خيدمها وختدمه‪ ،‬من ناحية الصاحل العام‪ ،‬حتى اُ ِ‬
‫وحدة الصف‪ .‬فاختذت مجعية العلماء من الدِّين والفكر‬ ‫خبوض السياسة على حساب الدين وأنه يُدخل من الدين ما‬
‫اإلصالحي طريقا يف وجه أعداء الوطنية الصادقة‪ ،‬فكان منهاج‬ ‫ليس فيه‪ ،‬كان ردّه واضحا يتجلى يف كون حقيقة السياسة‬
‫عمل مجعية العلماء ينطلق من مقولة ابن باديس‪" :‬القرآن‬ ‫جيب أن تكون خادمة للدين أكثر ما خيدمها هو‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫والسنة سبيلنا والسلف الصاحل ُقدوتنا وخدمة اإلسالم‬
‫ُّ‬ ‫إمامنا‬ ‫إن أعوانكم ممن مسيتموهم رجال الدِّين وأسندمت‬ ‫"‪..‬قل هلم ّ‬
‫واملسلمني وإيصال اخلري جلميع سكان اجلزائر غايتنا" ‪.‬‬
‫(‪)50‬‬
‫إليهم اإلشراف على املساجد كأنها ملك هلم ولكم يف حني أنها‬
‫فأين حنن إذن من إميان وجهاد ابن باديس ورجال مجعية‬ ‫تدخلوا وما يزالون يتدخلون يف السياسة باسم‬ ‫هلل‪ ،‬هم الذين ّ‬
‫العلماء؟ بل أين حنن من واقعنا الذي أفرز أشخاصاً ينعتون ابن‬ ‫يكذبوا ع ّنا يف تقاريرهم الدورية‬‫الدِّين‪ ،‬فهم مل يتورعوا يوما أن ْ‬
‫باديس يف التلفزة اجلزائرية ‪-‬دون استحياء‪ -‬بأنه كاملتنيب؛ قال‬ ‫اليت يكتبونها أو ُتكتب هلم ضدنا‪ ،‬فالسلطة املسؤولة الزمنية‬
‫أن هذا اإلمام اجلليل ‪ -‬كما‬ ‫بعض األبيات وكفى(‪ !!)51‬متناسني ّ‬ ‫وتدخلوا هم بواسطتها‬‫هي اليت تدخلت بواسطة هؤالء يف الدِّين‪ّ ،‬‬
‫وأن كل الوطنيني‬ ‫أم ًة وبعث شعباً‪ّ ،‬‬
‫وصفه مصالي احلاج‪ -‬أحيا ّ‬ ‫يف السياسة‪ ،‬بالرغم من وجود قانون فصل الدِّين عن الدولة‬
‫عيال عليه‪ ،‬فعمله وجهاده الذي اتصف باملرونة‬ ‫ٌ‬ ‫باجلزائر‬ ‫ميثلون‬‫الذي مينع الفريقني من التدخل يف الدِّين ما داموا ِّ‬
‫واالستمرار والفعالية واملواظبة كان أعمق أثراً وأش ّد مفعوالً‬ ‫أما حنن فأحرار‪ ،‬واإلسالم كما هو يف‬ ‫مجيعا السلطة القائمة‪ّ ،‬‬
‫من أي حركة وطنية أو عمل ثوري آخر‪ ،‬ألنه ه ّيأ األرضية‬ ‫تعاليمه جيمع بني الدِّين والدنيا‪ ،‬ومن حاول أن يفهم غري هذا‬
‫األ ُسس اليت م ّكنت اجلزائر املعاصرة من اسرتجاع‬ ‫ووضع ُ‬ ‫فقد افرتى على اإلسالم كذبا‪ ،‬إذ عزا إليه وإىل س ّنة رسوله‬
‫هويتها احلضارية العربية اإلسالمية اليت وضعت ح ّداً نهائياً‬ ‫فيهما‪ ،‬وإذا منعتنا احلكومة من‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم ما ليس ِ‬
‫للمخطط الفرنسي الرهيب ببعديه اجلهوي والتغرييب(‪.)52‬‬ ‫ُ‬
‫التدريس يف مساجدنا فديارنا وطرقنا وما إليها من مواطن‬
‫إذا كان هذا رأي أحد أكرب زعماء احلركة الوطنية‪ ،‬إبان‬ ‫سنحوهلا كلها إىل مساجد لتعليم املسلمني دينهم"(‪.)44‬‬
‫ِّ‬ ‫وأماكن‬
‫االستعمار الفرنسي‪ ،‬ي ُث ِّمن دور مجعية العلماء يف شخص ابن‬ ‫باإلضافة إىل التطور امللموس للفكر السياسي البن باديس‬
‫مقومات‬
‫باديس‪ ،‬من خمتلف القضايا الوطنية بداية من إحياء ِّ‬ ‫كان له تأثري على مجعية العلماء باعتباره رئيسا هلا وملكانته‬
‫األمة اجلزائرية‪ ،‬فهذا املوقف يرجع لكونه كان شاهد عيان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العلمية والقيادية يف بلورة النظرة السياسية للجمعية رغم‬
‫فاحلاضر ليس كالغائب‪ ،‬وهو أعلم مبا يقول‪ .‬باإلضافة إىل‬ ‫بقائه يف اجلمعية حوالي عشر سنوات‪ ،‬وهذا ما راح إليه حممد‬
‫قوله‪" :‬وجهاده الذي اتصف باملرونة واالستمرار والفعالية‬ ‫مبينا الوعي الفكري والسياسي البن باديس؛ بأنه‬‫مبارك امليلي ِّ‬
‫واملوظبة‪..‬أعمق أثرا وأشد مفعوال من أي حركة وطنية أو‬ ‫تط ّور تطورا ملموسا‪ ،‬حيث أصبح يستغل اجملالس والندوات‬

‫‪208‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫فإن كان كانت مجعية العلماء من خالل ابن باديس ضد‬ ‫عمل ثوري آخر"‪ ،‬يؤدي إىل القول ّ‬
‫بأن فاعلية مجعية العلماء‬
‫الفكر الليبريالي اإلدماجي من حيث املبدأ‪ ،‬إال أنها تفاعلت‬ ‫جتسدت يف الواقع عرب تفاعلها السياسي قوال وفعال على غرار‬
‫ّ‬
‫معه خصوصا حول مبدأ املساواة(‪ ،)55‬من حيث تساوي احلقوق‬ ‫املؤمتر اإلسالمي ‪ 1936‬وأحباب البيان ‪ 1944‬وغريها‪.‬‬
‫للجزائريني ككل‪ ،‬ال على حساب اهلوية الوطنية‪ .‬فمطالب‬ ‫‪ -4‬مدلول التفاعل السياسي جلمعية العلماء‬
‫مجعية العلماء لق َيت القبول واملوافقة عليها ِّ‬
‫وتبنيها باإلمجاع‬
‫من كل املؤمترين(‪ .)56‬فموافقة كل أعضاء املؤمتر اإلسالمي‬ ‫نظرة مجعية العلماء للسياسة أو باألحرى للنشاط السياسي‬
‫باإلمجاع برفع األيدي بطريقة حضارية وراقية‪ ،‬جعلت البشري‬ ‫يصعب تفسري األسباب احلقيقة خلوضها يف القضايا السياسية‬ ‫ُ‬
‫يعلق عليه كونه قد "اجتمعت فيه أقاليم الكمال‬ ‫اإلبراهيمي ِّ‬ ‫القطع يف مكامن تلك املمارسات‪ .‬ومع ذلك‬ ‫الفصل أو‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫من حيث‬
‫ِ‬
‫كلها‪ ،‬حتى أصبح على احلقيقة مؤمترا إسالميا جزائريا"(‪.)57‬‬ ‫فلها احلق يف تفاعلها مع خمتلف القضايا السياسية‪ ،‬حبكم‬
‫موقعها وحجمها شعبيا وتنظيميا‪ ،‬حتى وإن كان ارتباطها‬
‫وإمجاال كانت مطالب اجلزائريني املسلمني تتمحور يف أربع‬ ‫وعالقاتها مع خمتلف التنظيمات السياسية حمليا وحتى‬
‫نقاط أساسية؛ الدِّين‪ ،‬االجتماع‪ ،‬السياسة‪ ،‬واالقتصاد‪ ..‬فلو مل‬ ‫والتوجهات‪ ،‬لذلك‬
‫ّ‬ ‫حتفظات جتاهها من حيث املبادئ‬ ‫ّ‬ ‫خارجيا هلا‬
‫تكن مجعية العلماء ضمن تشكيلة املؤمتر‪ ،‬فمن يدافع عن هوية‬ ‫ُ‬
‫يكمن يف الغاية واألهداف املشرتكة‪،‬‬ ‫سيكون تفاعلها يف ذلك‬
‫اجلزائر عرب املطالب املتعلقة بالدِّين واللغة واهلوية عامة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫واليت كانت دوما تسعى لتحقيقها واليت ارتكزت حول اهلوية‬
‫ورغم انتقاد مصالي احلاج أعضاء املؤمتر اإلسالمي يف ‪02‬‬ ‫الوطنية‪ ،‬وحماربة اهليمنة االستعمارية الرامية لإلدماج‬
‫أغسطس آب ‪ ،1936‬إال ّ‬
‫أن املؤمتر عقد اجتماعه الثاني للمؤمتر‬ ‫لطمس حقيقة الوجود املغاربي مبا فيها اجلزائري‪.‬‬
‫يف ‪ 11‬متوز يوليو ‪ 1937‬بالعاصمة مبشاركة قادة اجلمعية‪،‬‬ ‫ففي هذا العنصر سيتم التطرق إىل أهم نشاطات مجعية‬
‫قصد احملافظة على التمسك باملطالب السابقة وتثبيت مطالبها‪،‬‬ ‫العلماء كتفاعالت سياسية جلمعية العلماء‪ ،‬لتبيني وتوضيح‬
‫وبقي املؤمتر على عهده األول إىل غاية ‪ 14‬كانون الثاني يناير‬ ‫مدلول املشاركة السياسية هلا‪ ،‬دون التطرق إىل التفاصيل‬
‫‪ 1938‬حني قدَّم ابن باديس رسالة إىل أعضاء املؤمتر يعتذر‬ ‫الدقيقة يف تلك التظاهرات احمللية واإلقليمية‪ ،‬إال من حيث‬
‫من خالهلا عن رفضه قبول تعيينه رئيسا للجنة التنفيذية‬ ‫رؤية ونظرة اجلمعية دون التطرق لباقي الفاعلني من اهليئات‬
‫تفرغه وحتى ال ينشغل عن التعليم‬ ‫للمؤمتر‪ ،‬حبجة عدم ُّ‬ ‫واألحزاب السياسية يف اإلطار احمللي واإلقليمي والعربي (وهذا‬
‫ورئاسة اجلمعية(‪ .)58‬باإلضافة على كون املناصب السياسية‬ ‫هو اهلدف من هذه الدراسة)‪.‬‬
‫ليست يف صميم مجعية العلماء كما مت ذكره آنفا‪.‬‬
‫‪ 1-4‬املشاركة مع التنظيمات واألحزاب الوطنية‬
‫وعليه فمساهمة مجعية العلماء يف هذا املؤمتر‪ ،‬كانت ذات‬
‫فعالية قبل حتى تأسيسه‪ ،‬عن طريق ابن باديس واإلبراهيمي‬ ‫أ‌‪ -‬املؤمتر اإلسالمي اجلزائري (‪)1936‬‬
‫والعقيب والعمودي وغريهم من أعضاء اجلمعية‪ ،‬فكانت بهذا‬ ‫قام ابن باديس باسم مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‬
‫العمل تقف مواقف سياسية ثابتة تتعلق بقضايا الراهن‬ ‫باقرتاح إقامة مؤمتر عام للجزائريني مبختلف توجهاتهم‬
‫الـمعاش‪ ،‬فتضامنت مع خمتلف االجتاهات واألحزاب السياسية‬‫ُ‬ ‫وهيئاتهم‪ ،‬فطلب من الدكتور ابن جلول زعيم فيدرالية‬
‫حتى توافقت معهم بربنامج سياسي واجتماعي يعبرِّ عن‬ ‫املنتخبني املسلمني يف ‪ 15‬أيار مايو ‪ 1936‬إىل عقد مؤمتر‬
‫تطلعات الشعب اجلزائري اإلسالمي بكل مشاربه(‪.)59‬‬ ‫إسالمي يشارك فيه جل أعضاء احلركة الوطنية آنذاك‪ ،‬ألجل‬
‫ومنه ميكن القول بأن هذا املؤمتر يعود يف الواقع إىل مجعية‬ ‫مباحثة اإلصالحات السياسية يف اجلزائر املقرتحة من طرف‬
‫العلماء‪ ،‬بقيادة ابن باديس بتأثريه يف املنتخبني والشيوعيني‪،‬‬ ‫بلوم‪-‬فيوليت(‪ .)53‬وبعد الرتتيبات‪ ،‬انعقد املؤمتر اإلسالمي‬
‫املنظر واملفكر لتأسيس املؤمتر‪ .‬كما أن مشاركة‬ ‫باعتباره ِّ‬ ‫اجلزائري يف ‪ 07‬حزيران يونيو ‪ 1936‬باجلزائر العاصمة‪،‬‬
‫مجعية العلماء مل تكن األوىل يف هذا املؤمتر فقد كان هلا‬ ‫وخرج بربنامج سياسي مشرتك‪ ،‬فيه ما خيدم أهداف مجعية‬
‫إسهامات سياسية بعد وفاة ابن باديس‪ّ ،‬‬
‫ألن الفرتة اليت تلت‬ ‫العلماء‪.‬‬
‫لخص مطالب مجعية العلماء يف هذا املؤمتر متثلت يف وفاته شهدت الكثري من القضايا واألحداث السياسية‪ ،‬فكانت‬ ‫وم ّ‬
‫ُ‬
‫جزأين مطالب فردية عن طريق شخص ابن باديس تناوهلا مجعية العلماء أحد الفاعلني يف مشاهدها من حيث التفاعل‬
‫تضمنت؛ احلق يف املساواة بني اجلزائريني املسلمني السياسي‪ ،‬يف إطار العمل التشاركي‪.‬‬ ‫بامسه‪ّ ،‬‬
‫واألوروبيني يف اجملالس النيابية‪..‬وإلغاء املعامالت اخلاصة مثل ب‌‪ -‬املشاركة يف حركة أحباب البيان اجلزائري ‪1944‬‬
‫قانون األهالي‪ ..‬ومطالب َتقدّم بها باسم مجعية العلماء‪َ ،‬‬
‫ك ُمنت‬
‫يف؛ فصل الدِّين عن الدولة‪ ،‬وحترير اللغة العربية من خالل حاول فرحات عباس إصدار مشروع "بيان الشعب اجلزائري"‬
‫التعليم الدِّيين واللغة العربية‪ ،‬وحترير القضاء اجلزائري من (‪ 10‬فيفري ‪ )1943‬مع رفقائه‪ ،‬وبعض من ختّلى عن ابن‬
‫خالل قضاء شرعي على أساس العدل واملساواة واستحداث جلول من حركة النخبة اجلزائرية‪ ،‬ثم تقدميه إىل سلطة‬
‫االحتالل يوم ‪ 10‬جوان ‪ 1943‬عن طريق اجلنرال ديغول‪،‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫مدارس لتكوين القضاة الشرعيني‪..‬‬

‫‪209‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫واجلنرال "كاترو" بصفته مسئوال عن اجلزائر خالل احلرب فكان عهد احلاكم العام "ناجيالن" كله (‪ )1952–1947‬قد‬
‫العاملية الثانية‪ ،‬وإىل كل من الرئيس روزفلت رئيس الواليات شهد تزوير كل االنتخابات(‪.)70‬‬
‫لكن هذا هذا ما أدّى مبختلف األحزاب املتضررة من ج ّراء التعسف‬ ‫املتحدة األمريكية وتشرتشل رئيس وزراء اجنلرتا‪ّ .‬‬
‫البيان الرامي إلنشاء دولة جزائرية هلا دستورها اخلاص ومن اإلداري املتعلق بالتزوير يف االنتخابات األخرية إىل إنشاء جبهة‬
‫(‪ )60‬اجلزائر‪ ،‬مل مشرتكة للدفاع عن احل ّرية واحرتامها(‪ .)71‬فوافق كل من‬ ‫إجناز جملس جزائري منتخب من طرف سكان‬
‫ّ‬
‫يلق القبول حبجة ظروف فرنسا يف احلرب‪ ..‬وحتى تسد أحزاب احلركة الوطنية من انتصار احلريات الدميقراطية‬
‫سلطة االحتالل على احلركة الوطنية باب املطالب السياسية‪ ،‬واالحتاد الدميقراطي للبيان والشيوعيون‪ ،‬وتتقدّمهم مجعية‬
‫موحدة (يف ‪ 25‬متوز يوليو ‪،)1951‬‬ ‫أصدرت أمرية ‪ 07‬آذار مارس ‪ 1944‬من قبل اللجنة الفرنسية العلماء‪ ،‬يف تأليف جبهة ّ‬
‫عمر بسبب اختالف إيديولوجيات هذه احلركات(‪.)72‬‬ ‫للتحرير الوطين متنح من خالله اجلنسية الفرنسية لبعض ولكنها مل ُت ِّ‬
‫يلب مطالب بيان‬ ‫الفئات اجلزائرية‪ ،‬باإلضافة إىل كونه مل ِّ‬
‫ولعل اخلطوات احلقيقية لتأسيس هذه اجلبهة كانت‬ ‫ّ‬
‫فيفري ‪.)61(1943‬‬
‫مالحمها قد بدأت منذ أواسط شهر مايو (‪)1951 /20-13‬‬
‫ما أدّى بفرحات عباس إىل االتصال بكل من مجعية العلماء حسب ما ورد يف مذكرات الشيخ العربي التبسي ‪-‬املستخرجة‬
‫املسلمني اجلزائريني ومصالي احلاج واحلزب الشيوعي من أجل من األرشيف الفرنسي‪ -‬واخلاصة باالجتماعات السرية األوىل‬
‫التحالف معهم ضد املستوطنني الذين كانوا سببا يف عدم تبنيِّ لتكوين هذه اجلبهة خصوصا بني احلزبني الكبريين آنذاك‬
‫مشروع بيانه األخري‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى من أجل حركة انتصار احلريات الدميقراطية واالحتاد الدميقراطي‬
‫ّ‬
‫"مذكراتي‬ ‫توسيع قاعدته الشعبية يف إطار مجاعي‪ ،‬فل ّبى اإلبراهيمي باسم للبيان(‪ .)73‬ولكن الشيخ التبسي ذكر فيما ّ‬
‫مساه بـــــ‬
‫(‪)74‬‬
‫مجعية العلماء املسلمني هذا املطلب السياسي رفقة "مصالي عن جهود االحتاد بني حزبي انتصار احلريات وحزب البيان"‬
‫أرضية واليت ذكر فيها أن جهود مجعية العلماء بواسطة األستاذ‬ ‫احلاج وموريس البور" مبدينة سطيف لالتفاق حول‬
‫التوسط‬ ‫مشرتكة وموحدة تهم مصري البالد يف خمتلف القضايا ‪.‬‬
‫(‪)62‬‬
‫حممد خري الدِّين والشيخ العربي التبسي قد أمثرت يف ُّ‬
‫يت ِحدا احتادا عاما شامال أو جزئيا بالتعاون‬ ‫فتم االتفاق بني الزعماء األربعة على إصدار وثيقة أو بيان بني احلزبني كي َّ‬ ‫ّ‬
‫أُط ِلق عليه "أحباب البيان واحلرية" يف ‪ 14‬آذار مارس ‪ ،1944‬بينهما ‪.‬‬
‫(‪)75‬‬

‫الـمدة اليت استغرقت مجعية العلماء للجمع بني احلزبني‬ ‫دولة جزائرية أما ُ‬ ‫كحركة سياسية اهلدف من ورائها إقامة‬
‫مستقلة يف إطار فدرالية مع مجهورية فرنسا ‪ .‬لكن هذه قد دامت حوالي ثالث أشهر إىل غاية حتقيق ذلك أثناء لقاءات‬
‫(‪)63‬‬

‫(‪)64‬مل تستمر بسبب مطلبها اخلطري املتمثل يف االستقالل بوزريعة بداية من ‪ 13‬مايو ‪ 1951‬حبضور ممثلي مجعية‬ ‫احلركة‬
‫بالتوسط بني احلزبني لالحتاد‬ ‫ُّ‬ ‫الوطين حتى وإن كان استقالال ذاتيا‪ ،‬ثم جمازر الثامن العلماء َّ‬
‫املكل َفني من اجلمعية‬
‫ماي ‪ 1945‬اليت استغلتها سلطة االحتالل لتشتيت اجلزائريني بينهما(‪.)76‬‬
‫فاع ُت ِقل اإلبراهيمي‪ ،‬ثم أُطِلق سراحه بعد‬
‫عن هذه احلركة‪ْ ،‬‬
‫وبعد اتفاق احلزبني العريقني لتوحيد جهودهم حتت جبهة‬ ‫مرسوم العفو الشامل ‪ 16‬آذار مارس ‪.)65(1946‬‬
‫توسعت كذلك لتشمل أغلب أعضاء احلركة الوطنية‪،‬‬ ‫واحدة ّ‬
‫فأصبحت تشكيلة هذه اجلبهة من األعضاء املؤسسني (مجعية‬ ‫ت‌‪ -‬اجلبهة اجلزائرية للدفاع عن احلريات واحرتامها (‪)1951‬‬
‫ومن أهم العوامل اليت ساعدت يف ظهور فكرة إنشاء جبهة العلماء‪ ،‬االحتاد الدميقراطي للبيان اجلزائري‪ ،‬حركة‬
‫موحدة ضد سياسة التسلط االستعماري‪ ،‬تشمل خمتلف انتصار احلريات الدميقراطية‪ ،‬ثم إضافة احلزب الشيوعي‬ ‫ّ‬
‫التيارات السياسية من أجل الدفاع عن احلريات واحرتامها اجلزائري) ‪.‬‬
‫(‪)77‬‬

‫والوقوف يف وجه السلطة االستعمارية‪ ،‬وترك(‪)66‬احرتام الشعب يف ومن بني األعضاء املؤسسني هلذه اجلبهة(‪:)78‬‬
‫اختيار ممثليهم واحرتام الشؤون اإلسالمية ‪.‬بسبب عمليات‬
‫وحممد خري‬‫ّ‬ ‫التزوير املتكررة اليت شهدتها احلياة السياسية يف اجلزائر ‪ -‬من مجعية العلماء‪ :‬الشيخني العربي التبسي‪،‬‬
‫عامل التزوير االنتخابي‪ ،‬فقد توالت االنتخابات املزيّفة ما الدِّين؛‬
‫بعد أحداث أيّار مايو ‪ 1945‬إىل قيام الثورة التحريرية(‪ ،)67‬مع ‪ -‬من االحتاد الدميقراطي للبيان اجلزائري‪ :‬د‪ .‬أمحد فرانسيس‪،‬‬
‫العلم أن سلطة االحتالل قامت بتزوير خمتلف االنتخابات‪ ،‬وقدور ساطور احملامي؛‬
‫خاصة تزوير عام ‪ 1948‬واالنتخابات الربملانية ‪ 17‬حزيران‬
‫‪ -‬حركة انتصار احلريات الدميقراطية‪ :‬أمحد مزغ ّنة‪،‬‬
‫أغلبية مل خيرتهم الشعب‬ ‫ٍ‬ ‫يونيو ‪ ،1951‬اليت خرجت بفوز‬
‫مصطفى فروخي؛‬
‫اجلزائري(‪ .)68‬فكان قادة االستعمار يف اجلزائر وعلى رأسهم‬
‫بأن التزوير كان الب ّد منه‪ - ،‬احلزب الشيوعي اجلزائري‪ :‬أمحد حممودي وبول كابلريو؛‬ ‫احلاكم العام "ناجيالن" يص ّرحون ّ‬
‫حيث قال‪":‬لقد كان لنا االختيار بني انتخابات يزيّفها حزب وبالنظر يف األسباب العامة الرامية إلنشاء هذه اجلبهة‪ ،‬وما‬
‫الشعب اجلزائري وانتخابات تزيّفها اإلدارة فاخرتنا األخرية"(‪ .)69‬يعانيه الشعب اجلزائري من إهانات لضمريه وكرامته‪ ،‬سيما‬

‫‪210‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫للدفاع عن احلرية واحرتامها‪ ..‬فبعدما استعرض أهمية مثل‬ ‫انتخابات ‪ ،1948‬وغياب احلريات العامة واخلاصة وتقليصها‬
‫مذكرا بأنه ٌ‬
‫عمل إجيابي نافذ سيؤتي خري الثمار‪،‬‬ ‫هذا اإلجراء ِّ‬ ‫إن وجدت‪ ،‬وما قامت به سلطة االحتالل من تعسف يف حق‬
‫ألنه دليل على إرادة مشرتكة عازمة على العمل املفيد وعلى‬ ‫الطبقات السياسية بعد تزوير انتخابات ‪ 17‬حزيران يونيو‬
‫التقدم يف طريق التحرير‪ ،‬فهو كان يرى بأنها ستعمل على‬ ‫‪ ،1951‬فما هو إال خرقا للقانون‪ ،‬القانون الذي كثريا ما كانت‬
‫زعزعة أركان االستعمار‪ ..‬إال أنه رأى بأن هذه اجلبهة كفكرة‬ ‫فرنسا تتشدق به‪ ،‬ناهيك عن أساليب القمع والتعذيب والقهر‬
‫احتاد ما هي إىل احتاد حمدود‪ ،‬فهو كان يرى بأن تكون هلذه‬ ‫البوليسية من اجل أخذ اعرتافات باطلة تربيرا ألحكامها‬
‫اجلبهة مدى وانتشار واسع لدى اجلماهري‪ ،‬والعمل على توسيع‬ ‫املسبقة على الضعفاء‪.‬‬
‫برنامج عملها حنو االستقالل والسيادة القومية للجزائر‪ ..‬كما‬ ‫ومن أجل ذلك‪ ،‬ومن أجل العمل على حتقيق أهدافها الوحدوية‬
‫كان يرجوا من هذه اجلبهة آماال كبرية شرط أن حيافظ‬ ‫قامت هذه اجلبهة لتحقيق مجلة من األهداف‪ ،‬وتتمثل أساسا‬
‫عليها(‪)83‬؛ " فإىل منظمي اجلبهة اجلزائرية للدفاع عن احلرية‬ ‫يف(‪:)79‬‬
‫واحرتامها أوجه نداء حا ًرا للمحافظة على هذه اجلبهة‪ ،‬فإنها‬
‫مولود جديد جيب أن حنيطه بأعظم عطف وأكرب عناية ألن‬ ‫إلغاء االنتخابات التشريعية املزعومة اليت جرت يف ‪ 17‬حزيران‬
‫توجه‬
‫االستعمار سيبذل كل ما يف وسعه ليخنقه‪ ،)84(..‬كما ّ‬ ‫يونيو ‪ 1951‬واليت كانت نتيجتها يف الواقع تعيني اإلدارة‬
‫كل املناضلني يف وجه سياسة التسلط االستعماري بقوله‪:‬‬ ‫أشخاصا مل يكلفهم الشعب اجلزائري بتمثيله‪ ،‬وينكر عليهم‬
‫"إىل املناضلني يف سبيل القضية القومية‪ ..‬فليستمروا يف العمل‬ ‫احلق يف التحدث بامسه؛‬
‫ِب ُسَّنة بُناة احلرية اجلزائرية‪ ..‬وإىل الشعب اجلزائري الذي‬ ‫• احرتام حرية االنتخاب يف القسم الثاني؛‬
‫أوجه دعوتي لتأييد هذه اجلبهة وتقوية‬‫يتأمل ويكافح ويأمل‪ِّ ،‬‬ ‫• احرتام احلريات األساسية؛ (حرية الضمري – الفكر –‬
‫صفوف احلركة القومية اجلزائرية ألن حترير اجلزائر‬
‫الصحافة – واالجتماع)؛‬
‫سيكون بيد الشعب اجلزائري نفسه‪ ،‬للعمل أيها املواطنون‬
‫وعما قريب سيطلع على الوطن الفجر اجلديد فجر‬ ‫األعزاء ّ‬ ‫• حماربة القمع جبميع أنواعه لتحرير املعتقلني السياسيني‬
‫احلرية واالستقالل" ‪.‬‬
‫(‪)85‬‬ ‫وإلغاء التدابري االستثنائية‪ ،‬الواقعة على مصالي احلاج؛‬
‫ورغم كل اجملهودات اليت بُذلت لتأسيس هذه اجلبهة‬ ‫• إنهاء تدخل اإلدارة يف شؤون الدِّين اإلسالمي (قضية فصل‬
‫والسعي الستدامتها إال أنها سرعان ما تالشت مع تالشي آمال‬ ‫الدِّين عن احلكومة االستعمارية)‪.‬‬
‫مؤسسيها(‪ ،)86‬لكنه كان من املمكن أن تقدم هذه اجلبهة الكثري‬ ‫من هذا ميكن القول بأن ُج ّل هذه األهداف أو املطالب هي أغلبها‬
‫للجزائر لو دامت واستقر مبدأها‪ ،‬لكن لتعارض وجهات النظر‬ ‫من أهداف حركة أحباب أو أصدقاء البيان ‪ 1944‬اليت شاركت‬
‫األساسية لبعضها البعض خاصة بني االحتاد وانتصار احلريات‬ ‫فيها مجعية العلماء رفقة الدميقراطيون والشيوعيون‪ ،‬ومل‬
‫والشيوعيني‪.)87(..‬‬ ‫يشارك فيها حركة انتصار للحريات الدميقراطية‪ ،..‬وبعد‬
‫فإذا نظرنا لتاريخ احلركة الوطنية ودور مجعية العلماء‬ ‫اجتماع اللجنة التأسيسية‪ ،‬انعقد االجتماع العام صبيحة األحد‬
‫منذ ظهورها وتفاعلها مع خمتلف الفعاليات السياسية بداية‬ ‫‪ 05‬أغسطس أوت ‪ )80(1951‬يف اجلزائر العاصمة بسينما دنيا‬
‫من مؤمتر ‪ 1936‬وأصدقاء البيان ‪ ،1944‬وجبهة الدفاع عن‬ ‫زاد‪ ،‬فقام الشيخ العربي التبسي مرتئسا هلذه اجللسة جبانبه‬
‫احلريات ‪ 1951‬وقبول كل هيئات احلركة الوطنية بها‪،‬‬ ‫اجملموعة احلاضرة سابقا ‪ 27‬متوز يوليو ‪( 1951‬اللجنة‬
‫يرجع لتأثري مجعية العلماء وعملها الدءوب للحفاظ على‬ ‫التحضرية) وشخصيات خمتارة وأخرى مستقلني‪.‬‬
‫اهلوية والشخصية الوطنية عن طريق مدارسها ومساجدها‪،‬‬ ‫بداية الكلمة الشيخ العربي التبسي ثم أمحد‬‫ً‬ ‫وبعدما تناول‬
‫وأعماهلا‪ ،‬وتوعية الشعب‪ ،‬وتهيئته للعمل التحرري من أجل‬ ‫مزغنة‪ ،‬وتتابع أعضاء اللجنة التأسيسية مت إقرار واملصادقة‬
‫احلرية واالستقالل‪ ،‬وملكانة علمائها عند الشعب اجلزائري‬ ‫على تصريح ‪ 25‬متوز يوليو‪ ،1951‬وانتخاب جملس اإلدارة(‪.)81‬‬
‫عامة ولدى احلركة الوطنية خاصة(‪.)88‬‬
‫ّ‬ ‫وخرجوا بالقرار التالي‪" :‬املصادقة على إنشاء اجلبهة جزائرية‬
‫‪ 2-4‬املشاركة مع التنظيمات واألحزاب املغاربية والعربية‬ ‫للدفاع عن احلرية واحرتامها – واملصادقة على كل ما جاء يف‬
‫أهداف اللجنة التأسيسية ‪ 27‬متوز يوليو ‪ – 1951‬وضع نفسها‬
‫ومن دالالت عملها التضامين مع اهليئات احلزبية يف‪ ،‬مشاركتها‬
‫يف مكتبها اإلداري الدائم – العمل داخل نطاق النقاط اخلمس‬
‫مع تنظيمات ذات بعد سياسي لتوحيد اجلهود اجلماعية‪ ،‬من‬
‫يف ذات التصريح السابق– تدعو مجيع اجلزائريني مهما كانت‬
‫أجل حتقيق أهداف مشرتكة‪ ،‬يف ظل العمل املغاربي ضد‬
‫توجهاتهم وانتماءاتهم وأجناسهم من أجل االنضمام إليها‬
‫االستعمار وتسّلطه‪ ،‬ومن بني أهم نشاطاتها السياسية خارج‬
‫للدفاع عن احلرية واحرتامها– احلذر من كل اإلجراءات‬
‫اإلطار احمللي ‪-‬اجلزائري‪ -‬املشاركة يف تأسيس جبهة الدفاع‬
‫والستفزازات االستعمارية ضد هذه اجلبهة(‪.)82‬‬
‫عن مشال أفريقيا‪ ،‬واملشاركة يف اجتماع ‪ 1952‬إلنشاء جتمع‬
‫وجاء يف رسالة ملصالي احلاج قام بتوجيهها إىل اجلبهة اجلزائرية ميثاق أحزاب مشال أفريقيا‪..‬‬

‫‪211‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫ونص‬
‫اإلبراهيمي وخري الدِّين والشيخ العباس بن احلسني‪َّ ،‬‬ ‫أ‌‪ -‬جبهة الدفاع عن مشال أفريقيا‪ :‬ومن دالئل العمل التشاركي‬
‫عامة على أن تتعهد األحزاب والتنظيمات‬ ‫هذا امليثاق بصفة ّ‬ ‫الـمشارقة أو املغاربة‪ ،‬تكوين وإنشاء‬ ‫مع العاملني العرب سواء َ‬
‫الوطنية بشمال أفريقيا مبتابعة الكفاح ومضاعفته يف سبيل‬ ‫جبهة الدفاع عن أفريقيا الشمالية‪ ،‬واليت مشلت عدة أعضاء من‬
‫حترير أفريقيا الشمالية من مجيع أنواع االستعمار‪ ،‬والتنسيق‬ ‫املشرق واملغرب العربيني‪ ،‬من تونسيني وليبيني ومغاربة‪ ،‬من‬
‫فيما بينها ِوفق جلنة احتا ٍد للشمال اإلفريقي وإنشاء كل هيئة‬ ‫أجل إبالغ صوت املغرب يف املشرق ويف العامل اإلسالمي على حد‬
‫الزمة لتنفيذ هذا امليثاق(‪ .)97‬وقد قام الشيخ حممد خري الدِّين‬ ‫سواء(‪ )89‬حتت رئاسة حممد اخلضر حسني(‪ )90‬رئيس األزهر‬
‫بتسليم هذا امليثاق إىل "تريفلي" الكاتب العام جلمعية األمم‬ ‫عاما هلا للشيخ‬‫كلت أمانة هذه اجلبهة ثم كاتبا ّ‬ ‫آنذاك‪ ،‬و ُو ِّ‬
‫املتحدة‪ ،‬بالنيابة عن وفد أحزاب وحركات مشال أفريقيا(‪.)98‬‬ ‫الفضيل الورتالني‪ .‬فهذه اجلبهة كانت تهدف إىل إجياد‬
‫كما شارك الشيخ أمحد توفيق املدني باسم مجعية العلماء‬ ‫والسبل املمكنة لتحقيق حرية ووحدة شعوب مشال‬ ‫الطرق ُ‬ ‫ُ‬
‫يف مناسبة الذكرى السابعة لتأسيس جامعة الدول العربية‬ ‫أفريقيا (تونس‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬املغرب‪ ،‬ليبيا) جتمع شتات جاليات‬
‫تضمن‬
‫بتونس ‪ ،1952‬أين قدَّم خطابا إىل اجلامعة العربية َّ‬ ‫أقطار املغرب العربي املقيمة بالقاهرة‪ ،‬لتكون أش ّد وطأة على‬
‫جوانب الكفاح وقضية التح ّرر‪ ،‬ودور مجعية العلماء للحفاظ‬ ‫احملتل الفرنسي‪ ،‬وكان ذلك بتاريخ ‪ 01‬ربيع األول ‪ 1364‬هـ‬
‫على هوية اجلزائر العربية(‪.)99‬‬ ‫املوافق ‪ 18‬فرباير ‪1944‬م(‪ ،)91‬وفق التضامن ونبذ العصبيات‬
‫باستخدام الوسائل املتاحة واملشروعة‪ ،‬وإنشاء ُش َع ٍب هلا يف البالد‬
‫ث‌‪ -‬دور مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني يف املؤمتر اإلسالمي بالقدس‬
‫العربية وغريها‪.‬‬
‫‪ 1953‬وموقفها منه‬
‫وهذا ما قام به الفضيل الورتالني نيابة عن مجعية العلماء يف‬
‫فقد حضر الشيخ اإلبراهيمي رئيس مجعية العلماء املؤمتر‬
‫كبري من خالل عشرات املقاالت واحملاضرات يف‬ ‫ٍ‬ ‫املشرق بعمل‬
‫اإلسالمي يف القدس ممثال للجزائر رفقة الفضيل الورتالني‬
‫ذات الشأن‪ ،‬للتعريف بقضايا بالد املغرب‪ ،‬ومن أهم هذه املقاالت‬
‫يف ‪ 03‬ديسمرب ‪ ،1953‬وكان يف اللجنة اليت ش ّكلها املؤمتر‬
‫التشنيع وفضح السياسة واهليمنة االستعمارية القائمة بتلك‬
‫برئاسة الشيخ علي الطنطاوي‪ ،‬من أجل الدعاية لفلسطني‪،‬‬
‫البالد‪ ،‬عرب النوادي والصحف املصرية خاصة‪ ،‬وأهمها صحيفة‬
‫وكّلفت اللجنة بالطواف على العامل اإلسالمي لتعريف‬ ‫ُ‬ ‫(‪)92‬‬
‫النذير‪..‬‬
‫املسلمني بالقضية الفلسطينية ودعوتهم إىل دعمها ماديا‬
‫ومعنويا(‪.)100‬‬ ‫ب‌‪ -‬املشاركة يف اجتماع ‪ 28‬كانون الثاني يناير ‪ :1952‬الذي أُقيم‬
‫ببيت الزعيم مصالي احلاج(‪ ،)93‬أين قاموا بوضع تصريح‬
‫أما خمرجات هذا املؤمتر متثلت يف عدة قرارات وتوصيات واليت‬
‫مشرتك يتعلق حبوادث البالد التونسية وخمتلف البالد‬
‫كان من بني مقرريها كل من رئيس مجعية العلماء الذي‬
‫نص هذا‬ ‫املغاربية األخرى املتمثلة يف بزوغ العمل املسّلح‪ ،‬فقد ّ‬
‫ترأس ُجل جلساته ورفيقه الشيخ الورتالني‪ ،‬كما يلي‪:‬‬
‫التصريح على ضرورة احتاد األحزاب املغاربية يف كفاحها ضد‬
‫‪ -‬الدفاع ُ‬
‫فرض َعني على كل مسلم وعربي‪ ،‬وال ِعربة بالتقسيم‬ ‫العد ّو املشرتك‪ ،‬كما ْأع َرب املُ ْمضون(‪ )94‬عن تضامنهم األخوي‬
‫املفروض (الذي فرضته األمم املتحدة على فلسطني)؛‬ ‫التام مع الشعب التونسي يف كفاحه من أجل االستقالل‪،‬‬
‫الصلح مع اليهود خيانة؛‬
‫‪ُّ -‬‬ ‫الس َلطات الفرنسية واستنكارهم هلذه‬ ‫وتشهريهم بتصرفات ُّ‬
‫عامة ‪ .‬فقد‬
‫(‪)95‬‬
‫السياسة االستعمارية ضد البالد املغاربية بصفة ّ‬
‫‪ -‬اإلعداد للكفاح املسلح اإلجيابي‪ ،‬ومتكني الالجئني ماديا‬ ‫قاموا بإمضاء تصريح ضد سياسة سلطة احلماية الفرنسية‬
‫ومعنويا للعودة؛‬ ‫يف تونس‪ ،‬وتش ّكلت هذه العارضة من أحزاب وطنية جزائرية‬
‫‪ -‬تكوين صندوق إسالمي عام لقضية فلسطني (وهذا ما كان‬ ‫ومغربية وتونسية‪ ،‬فعن احلركة الوطنية اجلزائرية كل‬
‫يدعو إليه اإلبراهيمي منذ النكبة األوىل ‪)1948‬؛‬ ‫من مجعية العلماء وحركة انتصار احلريات الدميقراطية‬
‫املستعمرة بالعداء‪ ،‬وإنذار إىل الدول اليت ساهمت‬ ‫‪ -‬إنذار الدول‬ ‫أما احلركة الوطنية التونسية‬ ‫واالحتاد الدميقراطي للبيان‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫يف قيامة إسرائيل؛‬ ‫كل من حزب الدستور القديم‪ ،‬واجلبهة الوطنية التونسية‪،‬‬
‫أما عن احلركة الوطنية املغربية فنجد‬ ‫والدستور اجلديد‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬اختاذ من يوم ‪ 27‬رجب من كل عام يوم فلسطني؛‬ ‫كل من حزب االستقالل املغربي وحزب اإلصالح الوطين‪،‬‬
‫تصب جمملها يف صاحل القضية العربية عامة‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -‬توصيات‬ ‫وحزب الوحدة(‪.)96‬‬
‫ولقضية فلسطني خاصة‪ ،‬وباألخص حول عدم السماح‬ ‫جتمع – ميثاق‪ -‬أحزاب مشال إفريقيا‬
‫ت‌‪ -‬املشاركة يف إنشاء ُّ‬
‫لليهود باالستيالء على األمالك العقارية الفلسطينية‪ ،‬وهذا‬
‫فبعد االجتماع السابق‪ ،‬تكلل إنشاء ميثاق ألحزاب مشال بدعوة كافة الدول العربية واإلسالمية مبناشدة احلكومات‬
‫أفريقيا ملناهضة االستعمار يوم ‪ 02‬فرباير ‪ ،1952‬حيث مشل اإلسالمية على إنقاذ ممتلكات املسلمني يف القدس‪ ،‬وم ّد القدس‬
‫أغلب احلركات واألحزاب الفاعلة يف مشال أفريقيا "بلدان باملال لعمارته وكل ما هدمته انتهاكات اليهود ‪.)101(..‬‬
‫املغرب العربي"؛ فشارك عن مجعية العلماء كل من الشيخ‬
‫‪212‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫وبعدما انقضت حوالي ستة أشهر من انعقاد املؤمتر اإلسالمي اجلزائر‪ ،‬وقضيتنها الثقافية واالجتماعية وغريها ‪ ،‬طالبا‬
‫بالقدس‪ ،‬تناول اإلبراهيمي(‪ )102‬بعض ما كان قد ح ّز يف قلبه املساعدة للشعب اجلزائري(‪.)106‬‬
‫َ‬
‫حول حقيقة هذا املؤمتر‪ ،‬على أنه مل يأت باجلديد يف ِخض ّم خامتة‬
‫ما تقوم به بعض احلكومات بالتواطؤ مع اليهود وحلفائها‪ ،‬يف‬
‫توصل هذا البحث النتائج التالية‪:‬‬ ‫بأن هذا السكوت سببه ويف األخري‪ّ ،‬‬ ‫ضوء التخاذل‪ ،‬وألنه كان يرى كذلك؛ ّ‬
‫خذالن العرب أنفسهم على حد سواء بسبب انهزامهم أمام ثلة ‪ -‬فقد خرجت مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني إىل عامل‬
‫من اليهود استطاعوا أن يغلبوا ست دول‪ ،‬وهذا ما أدّى به على العمل والكفاح‪ ،‬وبرزت إىل ساحة العمل وميدان النضال‬
‫خرجوا من فلسطني مل يخُ رجهم والكفاح بداية شهر ماي ‪ 1931‬من أجل الركائز الثالث‬ ‫ُ‬
‫أن أولئك الذين َخرجوا وأ ِ‬
‫اليهود بقدر ما كان ُح ّكام العرب –آنذاك‪ -‬هم من كانوا سببا (اإلسالم‪ ،‬العربية واجلزائر)‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬ ‫يف ذلك(‪.)103‬‬
‫أن قول الشيخ ابن باديس على أن مجعية العلماء هي دينية‬
‫ويف ‪ 1954/01/05‬غادر اإلبراهيمي والورتالني إىل بغداد وثقافية وتربوية‪ ،‬ثم هي تشارك يف العديد من النشاطات‬
‫وقابال رئيس وزراء العراق وقدّما له أعمال املؤمتر اإلسالمي السياسية‪ ،‬هذا ال يعين بالضرورة أنها خرجت عن مبادئها أو‬
‫بالقدس‪ .‬ثم قام اإلبراهيمي بإلقاء كلمة يف جامع اإلمام عن قانونها األساسي‪ ،‬فهي ليست مجُ ربة على البقاء يف احليز‬
‫حث فيها على االلتزام بالعمل دون القول الضيق للجمعيات الدِّينية‪ ،‬فهي كانت من أهم األعضاء‬ ‫األعظم "أبو حنيفة" َّ‬
‫ستلهما ما يالقيه الشعب الفاعلني يف احلركة الوطنية‪ .‬فقد كانت تتساير و ُتساير‬ ‫والكالم‪ ،‬يف شأن مسألة فلسطني‪ُ ،‬م ِ‬
‫ومسقطا ذلك على الشعب الواقع اجلزائري آنذاك من باب املصاحل املرسلة الضرورات ُتبيح‬ ‫اجلزائري من ويالت االحتالل ُ‬
‫الفلسطيين‪ ،‬حيث قال‪" :‬إنها ما ضاعت وحنن قلة بل حنن كثري احملظورات‪ .‬وألن قادتها علماء دين قبل اهتماماتهم األخرى‪،‬‬
‫أكثر مما كنا يف التاريخ‪ ،‬إننا نقول كثريا ونعمل قليال أو ال كانون يدركون متام اإلدراك أين تكمن مصلحة األمة حسب‬
‫اخل َطب والقصائد وعلى احلال واإلمكانات املتاحة‪.‬‬ ‫نعمل شيئا‪ ،‬حتى ضاعت فلسطني بني ُ‬
‫ألن اليهود منذ‬ ‫هذا األساس افهموا قضية فلسطني اليت ضاعت ّ‬
‫‪ -‬وببساطة إذا رأينا تاريخ السرية النبوية العطرة لوجدنا أن‬
‫بداية احلرب األوىل يستعدون ويعدّون‪ ،‬عددهم قليل وعملهم‬
‫النيب الكريم صلى اهلل عليه وسلم جاء للدعوة والرتبية‪ ،‬ولكنه‬
‫كثري‪ ،‬بدؤوا بالتسّلح وحنن ساكنون‪ ،‬وبدؤوا باملعامل‬
‫مارس السلطة الدِّينية جبانب السلطة السياسية‪ ،‬مبعنى‬
‫احلربية وحنن عنها معرضون"(‪ .)104‬كما حتدّث الورتالني‬
‫أسس لدولة مشلت خمتلف اجملاالت القائمة بتسيري‬ ‫أنه َّ‬
‫بعدما اُستضيف يف إذاعة العراق عن فلسطني‪ ،‬قائال‪.." :‬إ ّنكم ال‬
‫شؤون دولة اإلسالم‪ ،‬فلم يعزل اإلسالم عن احلكم ومقاليده‪،‬‬
‫تستطيعوا أن تسرتدوا فلسطني قبل أن تسرتدوا كرامة العرب‬
‫ومشاورة املسلمني وغري ذلك‪ ..‬فرغم ابتعاد القانون األساسي‬ ‫(‪)105‬‬
‫اهل ّمة‪"..‬‬
‫واملسلمني‪ ،‬إن فلسطني ضاعت يوم ضاعت فينا ِ‬
‫جلمعية العلماء عن املمارسة السياسية‪ ،‬لكنها مارستها‪ ،‬ورغم‬
‫فنجد اإلبراهيمي ورفيقه الورتالني‪ ،‬كانا ينظران دوما إىل انتقادها لالجتاه الثوري اجمل ّرد –مبدئيا‪ -‬إال أنها كانت‬
‫لـما كانا يف مبثابة األرضية اإليديولوجية اليت وقفت عليها احلركة‬ ‫العمل السياسي من حيث األفعال ال األقوال‪ ،‬سواء ّ‬
‫مكمال أساسيا لالجتاه الثوري املرتكز على املبادئ‬‫ألن ماهية السياسة لديهما الوطنية ألنها ِّ‬ ‫اجلزائر أو حتى وهما يف املشرق‪ّ ،‬‬
‫يتأت ذلك األساسية للشخصية الوطنية على وجه اخلصوص(‪.)107‬‬ ‫تتجاوز املفهوم النظري‪ ،‬إىل املعنى التجسيدي‪ ،‬وال ّ‬
‫والتأثر اإلجيابي يف حتقيق واقعية السياسة بنيل‬ ‫ُّ‬ ‫إال بالتأثري‬
‫‪ -‬مشاركة مجعية العلماء يف النشاط السياسي مل يكن بصفة‬
‫املطالب ومبا خيدم الكل‪.‬‬
‫مباشرة لعدة أسباب منها وفاة ابن باديس قبل تطور األوضاع‬
‫باإلضافة إىل كل ذلك؛ مل تتوان مجعية العلماء برجاهلا يف السياسية بعد ‪ 1945‬وازدياد األنصار واملتعاطفني‪ .‬فقد كان‬
‫ادخار إمكانياتها يف تذليل الصعاب أمام اجلزائريني يف الداخل‪ ،‬يتحّلى بكل صفات الزعيم السياسي‪ .‬كما أن قلة خربة‬
‫تركز نشاطاتها يف فرنسا‪ ،‬ويف البالد العربية خلفاء ابن باديس مل يصلوا حلنكته السياسية وغري ناضجني‬ ‫فقط‪ ،‬بل راحت ِّ‬
‫أن مغادرة البشري اإلبراهيمي سياسيا ‪ ،‬مل ُي ِثنهم رغم ذلك من استكمال ما بدأه‪ ،‬فقد كان‬
‫(‪)108‬‬ ‫بني املغرب واملشرقي‪ .‬لذلك جند ّ‬
‫اجلزائر حنو املشرق العربي يوم ‪ 07‬مارس ‪ ،1952‬وتأسيسه هلم دور بارز يف هذا اجلانب ملا فرضته عليهم الظروف‪ .‬ومع‬
‫ملكتب اجلمعية يف القاهرة‪ ،‬كمنطلق جديد إليصال صوت ذلك فإن الذين قالوا أن رجال مجعية العلماء بعد ابن باديس‬
‫ّ‬
‫أخطأوا‪،‬ألن ما أثبتته فرتة ما بعد احلرب‬ ‫اجلزائر وقضيتها لدى اإلخوة واألشقاء من عرب ومسلمني‪ ،‬غري ناضجني فقد‬
‫حيث قد زار أغلب بلدان املشرق اإلسالمي انطالقا من القاهرة‪ ،‬العاملية الثانية خالفت هذا القول‪.‬‬
‫باكستان‪ ،‬كراتشي‪ ،‬العراق‪ ،‬بغداد‪ ،‬الكويت‪ ،‬البصرة‪ ،‬تركيا‪،‬‬
‫‪ -‬إذا ُعدنا إىل زمن االستعمار والبحث عن اهلوية اجلزائرية‬
‫إيران‪ ،‬وجبال األكراد‪ ،‬سوريا‪ ،‬األردن‪ ،‬والقدس‪ ..‬أين قدّم‬
‫واالستقالل‪ ،‬سنجد جذور االرتباط بني اإلسالم والسياسة‬
‫عشرات احملاضرات واللقاءات واخلطب واملقاالت‪ ،‬يكسو الكثري‬
‫وترجم إىل ظهور مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‬
‫منها الطابع السياسي‪ ..‬من أجل تقريب رؤى املشرق حنو‬
‫(‪ ،)1931‬اليت كانت تهدف إىل العودة إىل املصادر اإلسالمية‬

‫‪213‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬

‫األمة‪ ،‬وساندتهم وأسهمت معهم عندما يتعّلق األمر‬ ‫القرآن والسنة‪ ..‬وتعمل على تعريف نفسها كونها تهدف بثوابت ّ‬
‫إىل إخراج الناس من البؤس الفكري واألخالقي ودفعه حنو مبصري األمة‪ ،‬يف إطار العمل التشاركي اإلجيابي وترك احلياد‬
‫أعلى مستويات املعرفة واألخالق يف اإلطار الدِّيين‪ ،‬ونفي السليب حمليا‪ ،‬ومغاربيا‪ ،‬وعربيا‪.‬‬
‫دورها أو عالقتها السياسية وأن ال عالقة هلا بالسياسة‪ ،‬ومع ‪ -‬كما أنها تقّبلت النقد‪ ،‬فتأثرت وأ ّثرت‪ ،‬وكل ذلك ألجل‬
‫ذلك يتفق العديد من الباحثني على أن هذه اجلمعية اختذت الوطن‪..‬‬
‫اخلطوة األوىل يف تأكيد وتثبيت ركائز وثوابت هوية الشعب‬
‫اجلزائري" اإلسالم ديين اللغة العربية لغيت‪ ،‬اجلزائر وطين" وكتوصية؛ فجمعية العلماء مهما تناوهلا الباحثون واملختصون‪،‬‬
‫فهذه الثالثية هلا طابع سياسي‪ ،‬وهذا ما يؤكد اندماجها يف واملفكرون‪ ،‬تبقى دراسات قليلة؛ مقارنة بعملها وحجمها‪،‬‬
‫فكل جزئية من عملها منذ نشأتها إىل غاية االستقالل‪ ،‬سواء‬ ‫جبهة التحرير الوطين عام ‪.)109(1956‬‬
‫حمليا أو خارجيا‪ ،‬ميكن إسقاط الضوء عليه وتصفية الشوائب‬
‫مست العديد‬ ‫‪ -‬دروس وحماضرات وكتابات اإلبراهيمي وابن باديس كانت‬
‫والعوالق بعلمائها‪ ..‬وعدم ترك املغالطات اليت ّ‬
‫ِّ‬
‫مبثابة املناخ املالئم لبذر اليقظة والوطنية والثورية يف بث روح منهم عن قصد أو عن غري قصد‪ .‬فحتى وإن كان لكل عامل‬
‫اجلهاد يف نفوس األجيال الناشئة‪ ،‬مثلما فعل قبلهم مجال ز ّلة‪ ،‬فيجب أن ننظر خلواتيم األعمال‪ ،‬فالعلماء هم نرباس‬
‫عنهم ال ندافع هلم‪ ،‬فمهما‬ ‫أمة‪ ..‬وحنن أحوج أن ندافع ْ‬ ‫الدِّين األفغاني وعبد الرمحن الكواكيب وحممد عبده‪ ..‬فقد كل ّ‬
‫ربط قادة مجعية العلماء صالت وثيقة باسم وطنهم اجلزائر حدث منهم من أخطاء‪ ،‬وهذا وارد‪ ،‬جيب كذلك أن نعاتب من‬
‫مع كبار الزعماء واألمراء وأبرز الشخصيات الدِّينية والعاملية يتطاول عليهم بتهكم وازدراء وسوء نية‪ ..‬وتبقى دائما يف إطار‬
‫القضية الوطنية عرب زياراته املتكررة دراسات وأحباث ذات موضوعية علمية رصينة‪ ،‬ليس تقديم‬ ‫والسياسية من أجل إبراز‬
‫دراسات من أجل البحث يف عثرات وزالت وهفوات وسلبيات‬ ‫للدول العربية واإلسالمية ‪.‬‬
‫(‪)110‬‬

‫‪ -‬انتهجت أسلوبا مهادنا نسبيا لسياسة احملتل‪ ،‬مست ِغلة األفراد واهليئات واجلماعات‪ ..‬حتى وإن كانت‪ ،‬فيجب البحث‬
‫إغفاله بعض مواقفها‪ ،‬متغاضيا أحيانا عن نشاطها‪ ،‬ما دام يف أسبابها ودوافعها دون التشنيع والتشهري ‪ ..‬فالعربة باخلواتيم‬
‫ال تش ّكل خطرا عليه‪ ،‬من أجل بناء إسرتاتيجيتها وتطبيق ومدى َ‬
‫القبول‪.‬‬
‫براجمها الرتبوية اإلصالحية باألساس ‪ .‬وبالتالي مل تعلن تضارب املصاحل‬
‫(‪)111‬‬

‫مواجهتها العلنية‪-‬نسبيا‪ -‬لسياسة احمل َتل‪ ،‬كما فعل التيار‬


‫الوطين (االستقاللي والثوري)‪ ،‬ومل َت ْس ُقط يف حباله بالدعوة * يعلن املؤلف أنه ليس لديه تضارب يف املصاحل‪.‬‬
‫إىل املسخ واالندماج‪ ،‬كما فعل االندماجيون‪ ،‬وال تناقضت إحاالت ومراجع البحث‬
‫التناقض الصارخ‪ ،‬كما كان شأن الشيوعيني بني النظرية ‪ -1‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،2000،‬منطلقات وآفاق "مقاربات للواقع اجلزائري من‬
‫والتطبيق‪ .‬فاستخدامها للسياسة كان بصورة غري مباشرة‪ ،‬خالل قضايا ومفاهيم تارخيية"‪ ،‬بريوت لبنان‪ ،‬دار الغرب‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.215‬‬
‫فتفاعلها ليس له خمطط مسبق‪ ،‬بل آني حسب الظروف‪ -2 ،‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،2000 ،‬دراسات وشهادات مهداة إىل األستاذ الدكتور‬
‫أبو القاسم سعد اهلل‪ " ،‬احلركة اإلصالحية اجلزائرية يف مواجهة العوائق‬
‫الداخلية والتحديات اخلارجية "‪ ،‬معهد التاريخ‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار‬
‫فبداية اجلمعية ليس كمراحلها املتقدّمة بالنظر إىل احلالة‬
‫احلركي قبل الغرب اإلسالمي‪ ،‬ص ص ‪.131-125‬‬ ‫غري الثابتة للسياسة االستعمارية‪ ،‬وتط ّور العمل َ‬
‫‪ -3‬اإلبراهيمي‪ ،‬اآلثار‪ ،‬ط‪( ،1‬ج‪.)71/1‬‬ ‫وبعد احلرب العاملية الثانية حمليا ودوليا‪.‬‬
‫‪ -4‬سجل مؤمتر مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‪ ،‬ص(‪.)47 – 45‬‬ ‫‪ -‬ومما قيل حول دور مجعية العلماء قبل وبعد ابن باديس‪ ،‬ميكن‬
‫‪5-Ben Youcef Ben Khedda, les Origines du Premier Novembre 1954, p 46.‬‬ ‫إيراد ما عبرّ به الشيخ عبد اللطيف سلطاني يف ثنايا دفاعه‬
‫‪ -6‬الصادق خبوش‪ ،‬الفكر السياسي لثورة التحرير اجلزائرية‪) ،‬ص ‪.)97‬‬ ‫عن اجلمعية خالل رثائه لإلمام اجملدد (ابن باديس)‪ ،‬إمام‬
‫‪ -7‬عمار بوحوش‪ ،‬التاريخ السياسي للجزائر‪( ،‬ص ‪.)245‬‬ ‫اجلزائر املعاصرة بال منازع‪" :‬إن مجعية العلماء أش ّد ما تكون‬
‫‪ -8‬املرجع السابق‪ ،‬ص(‪.)247 – 246‬‬ ‫قوة ومتاسكا وأحكاما‪ ،‬فما من حلظة م ّرت عليها إال وكانت‬
‫‪ -9‬الشهاب‪ ،‬دعوة مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني وأصوهلا‪(،‬ج‪4-‬مج‬ ‫فيما بعدها أقوى وأثبت وأكثر أعماال وأنصارا‪ ،‬وإن ظن بعض‬
‫‪.)13/179‬‬
‫املُغرضني خالف ذلك‪ ،‬فكن مطمئنا أيها اإلمام الشهيد على‬
‫‪10- Archives Aix en Provence, France,‬‬ ‫‪documents Internes, Fonds‬‬
‫‪ministériels, 81F / 939.‬‬ ‫تراثك الغالي الذي تركته ملن بعدك‪.)112("..‬‬
‫‪11- Mouna Abid, EL ISLAMISMO Y SU REFLEJO la crisisArgelina en la‬‬
‫‪prensaespanola, Pp[55 – 56].‬‬
‫أما نظرتها للسياسة من حيث املفهوم والتطبيق أثناء‬ ‫‪ّ -‬‬
‫االحتالل الفرنسي كانت هلا أبعاد ثابتة ومتغرية‪ ،‬ثابتة من‬
‫‪ -12‬الصادق خبوش‪ ،‬الفكر السياسي لثورة التحرير اجلزائرية‪[،‬ص ‪.]97‬‬
‫حيث املبدأ الرامي لعدم بقائها منعزلة على املشهد السياسي‬
‫‪ -13‬فعلى سبيل املثال ال احلصر جند الشيخ عمر دردور املناضل واجملاهد والشهيد‪،‬‬
‫مبنطقة القبائل‪ ،‬وأمحد رضا حوحو األديب الثوري الذي ال زالت كتاباته تشهد‬ ‫اجلزائري‪ ،‬دون اإلخالل مببادئها خدمة لغاياتها وأهدافها‪ .‬أما‬
‫على فكره الثوري بأسلوب أدبي خاصة يف جريدة البصائر (محار احلكيم)‪ ،‬وصاحل‬ ‫املتغية من حيث التفاعل مع كثري القضايا السياسية‪،‬‬
‫النظرة رِّ‬
‫بوذراع الذي تقّلد مسؤوليات سياسية أثناء الثورة التحريرية يف املنطقة الثانية‬
‫فحاربت اإلدماجيني والليبرياليني والشيوعيني‪ ،‬عند يتعلق‬
‫من الوالية التارخيية الثانية حيث استشهد يف ‪ ،1961‬والشيخ أمحد محاني الذي‬

‫‪214‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬
‫بريوت‪،‬اإلبراهيمي‪ ،‬دار الغربج‪ ،4‬ص ‪.171‬‬ ‫كان من أبرز علماء اجلمعية على مستوى قسنطينة مع الذين كانوا محُ ِّرضني‬
‫‪ -27‬اإلبراهيمي؛ اآلثار‪ْ ،1997 ،‬‬
‫مجع وتقديم‪ :‬أمحد طالب بريوت‪،‬اإلبراهيمي‪ ،‬دار‬ ‫على العمل الثوري وضرورة االلتحاق بالثورة بتشجيع طلبة معهد ابن باديس‬
‫الغربج‪ ،4‬ص ‪.170‬‬ ‫يف ذلك كونه كان املدير املشرف عليه‪ ..‬والذي التحق بدوره يف صفوف الثورة‪،‬‬
‫وحممد العيد آل خليفة الذي ال زالت أشعاره تشهد له بنضاله الثوري ضد فرنسا‪..‬‬
‫‪ -28‬اإلبراهيمي؛ اآلثار‪ْ ،1997 ،‬‬
‫مجع وتقديم‪ :‬أمحد طالب بريوت‪،‬اإلبراهيمي‪ ،‬دار‬ ‫وحممد الشبوكي تلميذ العربي التبسي صاحب رائعة (من جبالنا طلع صوت‬
‫الغربج‪ ،4‬ص ‪.41–40‬‬ ‫األحرار‪ )..‬والشيخ حممد خري الدين فارس الذي أصبح ممثال للثورة التحريرية‬
‫‪ -29‬مولود اعومير‪ ،‬مسألة السياسة عند اإلمامني إبن باديس واإلبراهيمي‪ ،‬عن‪:‬‬ ‫لدى اململكة املغربية‪ ،‬باإلضافة إىل أعضاء مكتب اجلمعية على مستوى املشرق‬
‫‪ http://www.odabasham.net‬بتاريخ ‪.10.44-02/02/2017 :‬‬ ‫العربي (القاهرة) وعلى رأسهم الشيخ اإلبراهيمي وتلميذه الفضيل الورتالني‬
‫اللذان سارعا يف التعريف بالثورة التحريرية لبلدان املشرق العربي واإلسالمي منذ‬
‫‪ -30‬مولود اعومير‪ ،‬مسألة السياسة عند اإلمامني إبن باديس واإلبراهيمي‪ ،‬عن‪:‬‬
‫بداية الثورة التحريرية‪ ،‬فكان هلما فضل كبري يف حتريض احلكومات والشعوب‬
‫‪ http://www.odabasham.net‬بتاريخ ‪.10.44-02/02/2017 :‬‬
‫العربية لتقديم املساعدة املادية واملعنوية للثورة التحريرية‪ ..‬كما ال ننس الشيخ‬
‫‪ -31‬مجال قنان‪ ،1994 ،‬قضايا ودراسات يف تاريخ اجلزائر احلديث واملعاصر‪،‬‬ ‫حتمل مسؤولية‬‫الشهيد العربي التبسي املعروف مبواقفه املناهضة لالستعمار وقد ّ‬
‫اجلزائر‪،‬منشورات املتحف الوطين للمجاهد‪ ،‬ص ‪.186‬‬ ‫كبرية عند انطالق الثورة التحريرية مبباركتها شخصيا قبل االعرتاف الرمسي‬
‫‪-32‬حممد العيد تاورتة‪ ،‬مسعود حسنني الورتالني‪ ،.2011 ،‬الفضيل حسنني‬ ‫للجمعية وانضمامها يف الثورة خالل جانفي ‪ ،1956‬فمواقفه الثورية املساندة‬
‫الورتالني (‪ ،)1959 1900‬نصوص من آثار وشهادات العارفني جبهاده‪ ،‬مجع‬ ‫لثورة التحرير جعلت سلطة االحتالل تغتاله يف ‪ ..1957‬وغريهم كثري‪ ..‬فقد‬
‫وتنسيق وتوثيق وتعليق‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار ألكسندر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ص ‪.64‬‬ ‫تذكر اجلزائريني ببطوالت اجلزائريني منذ القديم‬‫كانت دروسهم وكتاباتهم ِّ‬
‫إىل غاية املقاومات الشعبية كما تناوله الشيخ مبارك امليلي يف كتابه املاتع‬
‫‪ -33‬شكري فيصل‪ ،‬قضايا الفكر يف آثار اإلبراهيمي‪ ،‬عثمان شبوب‪ ،‬الشيخ البشري‬
‫"تاريخ اجلزائر يف القديم واحلديث"‪ ..‬فكان هلم تأثري محاسي كبري للجمهور‬
‫اإلبراهيمي‪ ،‬بأقالم معاصريه‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫اجلزائري‪ ،‬خاصة على جل تالميذ وطلبة مدارسها احلرة يف اجلزائر‪.‬‬
‫‪ -34‬شكري فيصل‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.179 – 178‬‬
‫‪ -14‬وكان ذلك حتديدا خالل أحد زياراته الروتينية لتونس أثناء لقاءاته مع‬
‫‪ -35‬الصادق خبوش‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫الطلبة اجلزائريني الزيتونيني‪.‬‬
‫‪ -36‬عمار بوحوش‪ ،‬تاريخ اجلزائر السياسي من البداية إىل النهاية‪ ،‬املرجع السابق‪،‬‬ ‫‪ -15‬حممد قورصو‪ ،‬عبد احلميد بن باديس‪ ،‬نصوص خمتارة‪[ ،‬ص ‪.]115‬‬
‫ص ‪.253‬‬
‫‪ -16‬حممد العربي الزبريي‪1404 ،‬هـ‪1984/‬م‪ ،‬الثورة اجلزائرية يف عامها األول‪،‬‬
‫‪ -37‬عمار بوحوش‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.254‬‬ ‫قسنطينة ‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار البعث للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪،1‬ص ص ‪.213-211‬‬
‫‪ -38‬عمار بوحوش‪ ،‬ص ‪.261‬‬ ‫‪ -17‬القانون الفرنسي اخلاص بتأسيس النوادي واجلمعيات مبقتضى مواد‬
‫‪ -39‬عبد احلميد بن باديس نصوص خمتار‪ ،2005 ،‬تصدير عبد العزيز بوتفليقة‪،‬‬ ‫القوانني املوالية حسب ما ذكره ابن باديس عند انعقاد أول مؤمتر تأسيسي‬
‫مجعها وعلق عليها األستاذ حممد قورصو‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬منشورات ‪ ANEP‬ص ‪.29‬‬ ‫جلمعية العلماء املسلمني‪ ،‬أنظر‪ :‬آثار عبد احلميد بن باديس‪ ،‬سنة ‪،1985/1406‬‬
‫ط‪،1‬ج‪ ،4‬اجلزائر‪ ،‬مطبوعات وزارة الشؤون الدينية‪ ،‬ص ص ‪.133 –132‬‬
‫‪ -40‬اإلمام عبد احلميد بن باديس‪1405 ،‬هـ‪،1985/‬اآلثار‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬مطبوعات‬
‫وزارة الشؤون الدينية‪ ،‬ط‪،1‬ج‪ ،3‬ص ‪.289‬‬ ‫فاملادة اخلامسة وما يليها من قانون أول متوز يوليو ‪ 1901‬ليس هلا القوة القانونية‪.‬‬
‫‪ /‬وقانون ‪ 09‬ديسمرب ‪1905‬؛ فصل الدين عن الدولة‪ ،‬حرية األديان‪.‬‬
‫‪ -41‬الصادق خبوش‪ ،2009 ،‬الفكر السياسي لثورة التحرير اجلزائرية‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫وأمــر ‪ 27‬سبتمرب ‪1907‬؛ أن تدفع أجور القائمني عليها من كيسها‪ ،‬وتدرس‬
‫الدين دون ذلك ‪ /‬ومرسوم ‪1892‬م‪ ،‬مدة ‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -42‬هو االجتاه الذي ال يعمل على تدريس الدين يف املؤسسات احلكومية‪ ،‬حيث‬
‫يرى أنها مسؤولية األسرة أو العائلة‪ ،‬ليست مسؤولية الدولة‪ ،‬كما فعلت فرنسا‬ ‫‪ -18‬حممد العربي الزبريي‪ ،‬الثورة اجلزائرية يف عامها األول‪ ،‬ط‪ ،1‬دار البعث‬
‫يف اجلزائر عند تعليم فئة النخبة من اجلزائريني أثناء االحتالل‪.‬‬ ‫للطباعة والنشر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪1404 ،‬هـ‪-1984‬م‪ ،‬ص ‪.213-211‬‬
‫وسيأتي شرح وحتليل عدم تعارض هذا الفصل من قانونها األساسي مع نشاطها‬
‫‪ -43‬الصادق خبوش‪ ،2009 ،‬الفكر السياسي لثورة التحرير‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫السياسي منذ نشأتها إىل غاية انضمامها للثورة التحريرية اجلزائرية املباركة‪،‬‬
‫‪.109‬‬
‫كونها كانت تنظر إىل السياسة من منظور عدم املشاركة الفعلية يف العمليات‬
‫‪ -44‬باعزيز بن عمر‪ ،‬من ذكرياتي عن اإلمامني ‪ ...‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫االنتخابية والوصول إىل السلطة سواء اجملالس احمللية والربملانية والذي يعترب‬
‫‪ -45‬حممد مبارك امليلي‪ ،‬ابن باديس وعروبة اجلزائر‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫أهم مبدأ فعلي لدى أي حزب سياسي قدميا أو حديثا‪ ..‬ورمبا كانت تقصد من‬
‫هذا القانون عدم لفت االنتباه لدى سلطة االحتالل إليها من أجل حتقيق بعض‬
‫‪ -46‬حممد مبارك امليلي‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.73‬‬ ‫األهداف االجتماعية والثقافية والدينية يف إطار العمل اجلمعوي وتفادي بعض‬
‫‪ -47‬أمحد بومشال‪ :‬هو أحد أعضاء مجعية العلماء البارزين ‪ ،‬كان له دور يف‬ ‫الرقابة عليها‪.‬‬
‫توعية وحتفيز اجلزائريني إىل االنضمام إىل ثورة التحرير منذ بدايتها مبنقطة‬ ‫‪ -19‬املنار‪(،‬جريدة)‪ ،‬السنة األوىل‪ 4 ،‬حمرم ‪ 10 /1771‬أكتوبر ‪1951‬ع‪ ،9 :‬ص ‪.03‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬وهذا ما جعل سلطات االحتالل ختتطفه وتعذيبه ثم استشهاده بني‬
‫عامي ‪ 1957‬و ‪ .1958‬عليه رمحة اهلل‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫‪ -20‬املنار‪(،‬جريدة)‪ ،‬السنة األوىل‪ 4 ،‬حمرم ‪ 10 /1771‬أكتوبر ‪1951‬ع‪ ،9 :‬ص ‪03‬‬
‫‪ / https://binbadis.net/archives/7903‬بتاريخ‪10/08/2018‬‬ ‫‪ -21‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬احلركة الوطنية‪ ،1992 ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي ج‪ ،3‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -48‬حممد مبارك امليلي‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -22‬مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‪ ،‬سجل مؤمتر مجعية العلماء املسلمني‬
‫‪ -49‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،1992 ،‬احلركة الوطنية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الغرب‬ ‫اجلزائريني‪ ،2009 ،‬اجلزائر‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫اإلسالمي‪،‬ج‪ ،3‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -23‬حممد سريج‪ ،‬قرار ‪ 08‬مارس ‪1938‬يف نظر ابن باديس‪ ،‬عن جريدة البصائر‪،‬‬
‫‪ -50‬مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‪ ،‬سجل مؤمتر مجعية العلماء املسلمني‬ ‫‪ 8‬أفريل ‪ ،1938‬ع‪ ، :‬نقال عن‪/:‬قرار‪-8‬مارس ‪1938-‬يف‪-‬نظر‪-‬ابن‪-‬باديس؟ عن‬
‫اجلزائريني‪ ،2009 ،‬اجلزائر‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬ص ‪.64‬‬ ‫حممد سريج‪/www.oulamadz.org/2013/03/07‬‬
‫‪ -51‬إشارة إىل تصريح ألحد األشخاص املنتسبني إىل اجملاهدين يف حصة متلفزة‬ ‫‪ -24‬باعزيز بن عمر‪،2006 ،‬من ذكرياتي مع اإلمامني عبد احلميد بن باديس‬
‫حول ذكرى أول نوفمرب سنة ‪ 1990‬تهجم فيه على »مجعية العلماء«‪ ،‬متأثراً‬
‫والبشري اإلبراهيمي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬منشورات احلرب‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫بالتوجه املتحسس من العلماء من بعض أفراد »حزب الشعب« الذين تغلب عليهم‬
‫الثقافة الفرنسية‪ .‬عن‪ :‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬توجه املعادي للعربية واإلسالم يف‬ ‫‪ -25‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.)151(:‬‬
‫السياسة الفرنسية يف اجلزائر [‪1962 -1830‬م]‪ ،‬عن‪:‬‬ ‫‪ -26‬اإلبراهيمي؛ اآلثار‪ْ ،1997 ،‬‬
‫مجع وتقديم‪ :‬أمحد طالب اإلبراهيمي‪،‬‬

‫‪215‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬
‫‪ -83‬املنار‪ ،‬ع‪ ،07 :‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬ ‫‪http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/ADAD32partie4.‬‬
‫‪htm22/05/2015 - 21:57‬‬
‫‪ -84‬املنار‪ ،‬ع‪ ،07 :‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ -85‬املصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ -52‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬التوجه املعادي للعربية واإلسالم يف السياسة‬
‫الفرنسية يف اجلزائر [‪ 1962 -1830‬م] املوقع السابق‪.‬‬
‫‪ -86‬مجال قنان‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪ -53‬عمار بوحوش‪ ،‬ص ‪.257‬‬
‫‪ -87‬حيي بوعزيز‪ ،‬التسّلط االستعماري‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -54‬الشهاب‪ ،‬جريدة‪" ،‬عدد املؤمتر" ج‪ ،4‬مج ‪ ،12‬ربيع الثاني ‪1355‬هـ‪/‬متوز يوليو‬
‫‪ -88‬عمار بوحوش‪ ،‬التاريخ السياسي للجزائر‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.265‬‬ ‫‪1936‬م‪ ،‬ص ص ‪.213 – 210‬‬
‫‪ -89‬البصائر‪ ،‬سل‪ ،2 :‬ع‪ 15 ،97 :‬صفر ‪1369‬هـ ‪ 05 /‬ديسمرب ‪ ،1949‬ص ‪.02‬‬ ‫‪ -55‬حيي بوعزيز‪ ،‬موضوعات وقضايا من تاريخ اجلزائر والعرب‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -90‬ولد الشيخ حممد اخلضر حسني يف ‪ ، 1875‬جزائري األصل ‪ ،‬نونسي‬ ‫‪ -56‬الشهاب‪ ،‬جريدة‪" ،‬عدد املؤمتر" ج‪ ،4‬مج ‪ ،12‬ربيع الثاني ‪1355‬هـ‪ /‬متوز يوليو‬
‫املولد‪ ،‬مصري اجلنسية‪ ،‬تعلم ودرس يف كل من تونس ومصر‪ ..‬أصبح من دعاة‬ ‫‪1936‬م‪ ،‬ص ص ‪.213 – 210‬‬
‫اإلصالح يف العامل العربي‪ ،‬حتى رفعته مصر على رأس األزهر الشريف‪ ،‬جاهد‬
‫االستعمار واألفكار الدخيلة على اإلسالم‪ ..‬شارك يف العديد من اللجان الفكرية‬ ‫‪ -57‬البشري اإلبراهيمي‪ ،‬املؤمتر اجلزائري اإلسالمي العام حيقق مبادئ الشهاب‪،‬‬
‫والتحررية‪ ،‬منها اللجنة التونسية اجلزائرية لتحرير بالد املغرب قبل احلرب‬ ‫الشهاب‪" ،‬عدد املؤمتر" ج‪ ،4‬مج ‪ ،12‬ربيع الثاني ‪1355‬هـ‪ /‬متوز يوليو ‪1936‬م‪ ،‬ص‬
‫العاملية األوىل‪ ...‬وجبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية ‪...1944‬تويف خالل ‪1955‬‬ ‫‪.214‬‬
‫مبصر‪ .‬أنظر‪ :‬صالح حسن رشيد‪ ،‬العالمة حممد اخلضر حسني‪ ،‬اجملاهد بالقلم‬ ‫‪ -58‬عمار بوحوش‪ ،‬ص ‪.260‬‬
‫واللسان‪ ،‬جملة البيان‪ ،‬عدد‪ .335 :‬شوهد يف بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪ ،2018‬يف‪http:// :‬‬ ‫‪ -59‬عبد الكريم بوالصفصاف‪ ،2013 ،‬مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‬
‫‪.albayan.co.uk‬‬ ‫وعالقتها باحلركات اجلزائرية األخرى‪ ،‬دار بهاد الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪ -91‬عن‪ :‬فوزي مصمودي‪ ،‬العالمة حممد اخلضر حسني اجلزائري ونضاله‬ ‫ص ‪.450-449‬‬
‫التح ّرري من خالل جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية‪ .‬شوهد يف بتاريخ‬ ‫‪ -60‬عبد الكريم بوصفصاف‪ ،‬مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني وعالقتها‬
‫‪ 2018/05/19‬يف ‪http://binbadis.net/archives/7191/ :‬‬ ‫باحلركات اجلزائرية‪ ،‬ص ص ‪..475 – 474‬‬
‫‪ -92‬حممد العيد تاورتة‪ ،‬مسعود حسنني الورتالني‪ ،‬الفضيل حسنني الورتالني‬ ‫‪ -61‬عبد الكريم بوصفصاف‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.476‬‬
‫(‪ ،)1959 1900‬نصوص من آثار وشهادات العارفني جبهاده‪ ،‬مجع وتنسيق‬
‫وتوثيق وتعليق‪ ،‬دار ألكسندر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2011 ،‬ص ص‬ ‫‪ -62‬عمار بوحوش‪ ،‬التاريخ السياسي للجزائر‪ ،‬ص ص ‪.237 – 236‬‬
‫‪.198 – 197‬‬ ‫‪ -63‬عمار بوحوش‪ ،‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -93‬مصالي احلاج أمحد؛ يعترب من أهم رواد احلركة الوطنية اجلزائرية ولد يف‬ ‫‪ -64‬عبد الكريم بوصفصاف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.493‬‬
‫‪ 18‬ماي ‪ 1989‬بتلمسان‪ ،‬ناضل من أجل حرية واستقالل اجلزائر منذ تأسيسه‬ ‫‪-65‬عمار بوحوش‪ ،‬التاريخ السياسي للجزائر‪ ،‬ص ص ‪.237 – 236‬‬
‫حلزب جنم مشال أفريقيا ‪ ،1926‬ثم حزب الشعب اجلزائري ‪ ،1937‬على التوالي‪،‬‬
‫أسس حركة انتصار احلريات الدميقراطية اليت‬ ‫ثم بعد احلرب العاملية الثانية ّ‬ ‫‪ -66‬حممد الطيب العلوي‪ ،‬مظاهر املقاومة اجلزائرية (‪ ،)1954 – 1830‬ط‪،1‬‬
‫انبثقت عنها جبهة التحرير يف نوفمرب ‪ ..1954‬تويف يف ‪7‬جوان ‪.1974‬وبقى امسه‬ ‫دارا البعث للطباعة والنشر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪ ،1985 ،‬ص ‪.234‬‬
‫يف التاريخ مشهودا له بفكرة الثوري والتحرري‪ ،‬حتى ل ّقب بأبو احلركة الوطنية‬ ‫‪ -67‬العربي الزبريي‪ ،‬الثورة يف عامها األول‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫اجلزائرية‪..‬أنظر‪ :‬ولد احلسني حممد الشريف‪ ،2009 ،‬ضابط سابق جبيش‬ ‫‪68- Abderrahmane FARES, la Cruelle vérité mémoires politique, 1945-‬‬
‫التحرير الوطين‪ ،‬عناصر للذاكرة حتى ال أحد ينسى‪ ،‬متجيدا لشهدائنا األبرار‪،‬‬ ‫‪1965, Casbah – éditions, Alger, 2006, p47.‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬دار القصبة‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ -69‬العربي الزبريي‪ ،‬الثورة يف عامها األول‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -94‬وكان املُ ْمضون عن هذه احلركات الوطنية املغاربية كل من ( األحزاب‬
‫الوطنية اجلزائرية ‪ ،‬فنجد عن حركة االنتصار‪ :‬مصالي احلاج‪ .‬عن مجعية‬ ‫‪ -70‬حيي بوعزيز‪ ،‬سياسة التسّلط االستعماري واحلركة الوطنية اجلزائرية‬
‫العلماء‪" :‬الشيخ اإلبراهيمي"‪ ،‬عن حزب البيان‪" :‬فرحات عباس"‪ .‬أما املمضون عن‬ ‫(‪ ،)1954 –1830‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2007 ،‬ص‪.124‬‬
‫احلركة الوطنية املغربية جند ؛ عن حزب االستقالل املغربي‪" :‬بن سامل كعيب‬ ‫‪ -71‬حيي بوعزيز‪ ،‬سياسة التسلط االستعمار‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫نائبا عن عالل الفاسي"‪ ،‬عن حزب اإلصالح الوطين "املكي الناصري نائبا عن‬ ‫‪ -72‬حيي بوعزيز‪ ،‬إيديولوجيات السياسية للحركة الوطنية‪ ،‬من خالل ثالثة‬
‫عبد اخلالق الطريس" وعن حزب الوحدة "املكي الناصري"‪ ،‬وعن حزب الشورى‬ ‫وثائق جزائرية‪ ،‬البصائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.19 –18‬‬
‫أما املمضون عن األحزاب الوطنية التونسية جند عن‬ ‫واالستقالل "الوزاني"‪ّ .‬‬
‫الدستور القديم "صاحل فرحات"‪ ،‬وعن اجلبهة الوطنية التونسية "التعبوري‪ "،‬وعن‬ ‫‪Archive Aix-en-Provence, France ,‬‬ ‫‪-73‬مذكرات الشيخ العربي التبسي‪،‬‬
‫الدستور اجلديد‪" :‬املصمودي"‪.‬‬ ‫‪ANOM /9369/63‬‬

‫‪ -95‬املنار(جريدة)‪ ،‬السنة األوىل‪ ،‬ع‪ 6 ،15 :‬مجادى األوىل ‪ 01/1371‬فرباير‬ ‫‪Archive Aix-en-Provence, France ,‬‬ ‫‪ -74‬مذكرات الشيخ العربي التبسي‪،‬‬
‫‪ ،1952‬ص ‪.2‬‬ ‫‪ANOM /9369/63‬‬

‫‪ -96‬املنار‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.2‬‬ ‫‪ -75‬مذكرات الشيخ العربي التبسي‪ ،‬املصدر نفسه‪.‬‬

‫‪ -97‬البصائر‪ ،‬سل‪ ،2 :‬ع‪ 10 ،184 :‬آذار مارس ‪ ،1952‬ص ‪.02 01‬‬ ‫‪ -76‬املصدر نفسه‪.‬‬

‫‪ -98‬أسعد هلاللي‪ ،‬الشيخ حممد خري الدين وجهوده اإلصالحية يف اجلزائر‬ ‫‪ -77‬املنار‪ ،‬ع‪ ،06 :‬السنة األوىل‪ 27 ،‬شوال ‪ 30 / 1376‬جويلية ‪ ،1951‬ص ‪.1‬‬
‫(‪ ،)1993 –1902‬مذكرة ماجستري يف التاريخ احلديث واملعاصر‪ ،‬قسم التاريخ‬ ‫‪ -78‬املنار‪ ،‬ع‪ ،06 :‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫واآلثار‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.137‬‬ ‫‪ -79‬املنار‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -99‬أمحد توفيق املدني ‪ ،‬حياة كفاح‪ ،‬ج‪ ، 2‬املؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪80- Abderrahmane KIOUANE, Mouvements du Mouvement Nationale,‬‬
‫اجلزائر‪ ،1982 ،‬ص‪.406 ،‬‬ ‫‪textes et positions, DAHLEB Edition, Algérie, 196 – 197‬‬
‫‪ -100‬شهرة شقري‪ ،‬اخلطاب الدعوي عند مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‪،‬‬ ‫‪ -81‬يتكون من ستة أعضاء من كل من مجعية العلماء اجلمعية‪ ،‬االحتاد‬
‫(ص ‪.)160‬‬ ‫الدميقراطي للبيان اجلزائري‪ ،‬حركة انتصار احلريات الدميقراطية‪ ،‬احلزب‬
‫‪ -101‬أبو حممد‪ ،‬أمحد توفيق املدني‪ ،‬البصائر‪ ،‬ع‪.04/252 :‬‬ ‫الشيوعي اجلزائري‪ ،‬واملستقلون‪.‬‬
‫‪ -102‬تناول هذه املسألة يف جملة األخوة اإلسالمية‪ ،‬ع‪.11:‬‬ ‫‪ -82‬املنار‪ ،‬ع‪ ،07 :‬األربعاء ذي القعدة ‪ 15/1370‬أغسطس ‪ ،1951‬ص ‪.03‬‬

‫‪216‬‬
‫ك‪ .‬رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 12‬العدد ‪ 02‬القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‪ ،‬ص‪،‬ص‪218 - 202 :‬‬
‫يوليو ‪1936‬م‪ ،‬ص ص ‪.213 – 210‬‬ ‫‪ -103‬حممد دراجي‪ ،‬مواقف اإلمام اإلبراهيمي‪ ،‬املشرق العربي‪( ،‬ص ‪.)152 – 151‬‬
‫‪ .18‬عبد احلميد بن باديس‪ ،2005،‬نصوص خمتارة‪ ،‬تصدير عبد العزيز‬ ‫‪-104‬اإلبراهيمي‪ ،‬اآلثار‪( ،‬ج‪.)283 – 282/04:‬‬
‫بوتفليقة‪ ،‬مجعها وعلق عليها األستاذ حممد قورصو‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬منشورات‬ ‫‪ -105‬أبو صادق‪ ،‬البصائر‪ ،‬ع‪ 16 ،255 :‬مجادى األوىل ‪1373‬هـ ‪ 22 /‬جانفي‬
‫‪. ANEP‬‬ ‫‪1954‬م‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ .19‬عبد الكريم بوالصفصاف‪ ،2013 ،‬مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‬ ‫‪106- Noureddin Khendoudi, 2007,Hommage et témoignages, Cheikh‬‬
‫وعالقتها باحلركات اجلزائرية األخرى‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار بهاد الدين للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪Mohammed el Bachir el Ibrahimi le Précurseur, Alger, Alem el Afkar, Pp‬‬
‫‪20 – 21.‬‬
‫‪ .20‬العربي الزبريي‪1404 ،‬هـ ‪1984 /‬م‪ ،‬الثورة اجلزائرية يف عامها األول‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار البعث للنشر والطباعة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫‪ -107‬مجال قنان‪ ،‬قضايا ودراسات يف تاريخ اجلزائر احلديث واملعاصر‪ ،‬منشورات‬
‫‪ .21‬علي مرحوم‪1399 ،‬هـ‪ ،1979/‬السنة ‪ ،9:‬األسابيع اجلزائرية يف البالد‬ ‫املتحف الوطين للمجاهد‪ ،‬اجلزائر‪ ،1994 ،‬ص ‪.186‬‬
‫العربية‪ ،‬جملة الثقافة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬ع‪.51 :‬‬ ‫‪ -108‬العربي الزبريي‪ ،‬الثورة اجلزائرية يف عامها األول‪ ،‬ط‪ ، ،1‬دار البعث للنشر‬
‫‪ .22‬علي مرحوم‪ ،‬األسابيع اجلزائرية يف البالد العربية‪ ،‬جملة الثقافة‪ ،‬ع‪،09:‬‬ ‫والطباعة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪1404 ،‬هـ ‪1984 /‬م‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪1399‬هـ ‪1979 /‬م‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫‪109- Mouna Abid, El Islamismo y su Reflejo, la crisisArgelina en la‬‬
‫‪prensaEspanola de cooperacioninternacional, Madrid, España, 2000, Pp 55 – 56.‬‬
‫‪ .23‬عمار بوحوش‪ ،2013 ،‬تاريخ اجلزائر السياسي من البداية إىل النهاية‪،‬‬
‫البصائر‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫‪ -110‬علي مرحوم‪ ،‬األسابيع اجلزائرية يف البالد العربية‪ ،‬جملة الثقافة‪ ،‬ع‪،09:‬‬
‫‪1399‬هـ ‪1979 /‬م‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ .24‬ابتسام العزام‪ ،1998 ،‬املصطلحات القانونية‪ ،‬البليدة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬قصر الكتاب‪.‬‬
‫‪ -111‬الصادق خبوش‪ ،2009 ،‬الفكر السياسي لثورة التحرير اجلزائرية‪ ،‬مقاربة‬
‫‪ .25‬حممد الطيب العلوي‪ ،‬مظاهر املقاومة اجلزائرية (‪ ،)1954 – 1830‬ط‪،1‬‬
‫يف دراسة اخللفية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬غرناطة للنشر والتوزيع‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫دارا البعث للطباعة والنشر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪1985 ،‬‬
‫‪ -112‬البصائر‪،‬ع‪ 10 ،227:‬شعبان ‪1372‬هـ‪ 24/‬نيسان أبريل ‪1953‬م‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ .26‬حممد العيد تاورتة‪ ،‬مسعود حسنني الورتالني‪ ،2011 ،‬الفضيل حسنني‬
‫الورتالني (‪ ،)1959 -1900‬نصوص من آثار وشهادات العارفني جبهاده‪ ،‬مجع‬ ‫مراجع ومصادر البحث‬
‫وتنسيق وتوثيق وتعليق‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار ألكسندر للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫قرآن كريم‬
‫‪ .27‬حممد الصاحل بن عتيق‪ ،2015 ،‬أحداث ومواقف يف جمال الدعوة‬
‫اإلصالحية واحلركة الوطنية باجلزائر‪ ،‬عنابة‪/‬اجلزائر‪ ،‬منشورات بُونة‬ ‫مذكرات الشيخ العربي التبسي‪Archive Aix-en-Provence, France , ،‬‬
‫للبحوث والدراسات‪.‬‬ ‫‪ANOM /9369/63‬‬
‫‪ .28‬حممد العربي الزبريي‪1404 ،‬هـ‪1984/‬م‪ ،‬الثورة اجلزائرية يف عامها‬ ‫‪ .1‬آثار اإلبراهيمي‪ ،1997 ،‬ج‪ْ ،4‬‬
‫مجع وتقديم‪ :‬أمحد طالب بريوت‪ ،‬اإلبراهيمي‪،‬‬
‫األول‪ ،‬ط‪ ،1‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار البعث للطباعة والنشر‪.‬‬ ‫دار الغرب‪.‬‬
‫‪ .29‬حممد مبارك امليلي‪ ،2012 ،‬ابن باديس وعروبة اجلزائر‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬دار‬ ‫شاهد القرن‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .2‬ابن نيب؛ ‪ُ ،1969‬مذكرات ِ‬
‫الكتاب العربي‪.‬‬ ‫‪ .3‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،1992 ،‬احلركة الوطنية‪، ،‬ج‪ ،3‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الغرب‬
‫‪ .30‬حممد درق‪ ،2010/2009 ،‬مالمح االجتاه اإلسالمي يف أدب املقال عند‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬
‫مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬قسم اآلداب واللغات‪،‬‬ ‫‪ .4‬أبو القاسم سعد اهلل‪ ،1992 ،‬احلركة الوطنية‪ ،‬ج‪ ،3‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الغرب‬
‫جامعة تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .31‬املنار‪ 4 ،‬حمرم ‪ 10 / 1771‬أكتوبر ‪ ،1951‬ع‪.9 :‬‬ ‫‪ .5‬اإلمام عبد احلميد بن باديس‪1405 ،‬هـ‪ ،-1985‬اآلثار‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،3‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ .32‬املنار‪(،‬جريدة)‪ ،‬السنة األوىل‪ 4 ،‬حمرم ‪ 10 /1771‬أكتوبر ‪1951‬ع‪،9 :‬‬ ‫مطبوعات وزارة الشؤون الدينية‪.‬‬
‫ص ‪.03‬‬ ‫‪ .6‬اإلمام عبد احلميد بن باديس‪1405 ،‬هـ‪ ،-1985‬اآلثار‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،4‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ .33‬املنار‪(،‬جريدة)‪ ،‬السنة األوىل‪ 4 ،‬حمرم ‪ 10 /1771‬أكتوبر ‪1951‬ع‪،9 :‬‬ ‫مطبوعات وزارة الشؤون الدينية‪.‬‬
‫ص ‪03‬‬ ‫‪ .7‬باعزيز بن عمر‪ ،2006 ،‬من ذكرياتي مع اإلمامني عبد احلميد بن باديس‬
‫‪ .34‬مولود اعومير‪ ،‬مسألة السياسة عند اإلمامني ابن باديس واإلبراهيمي‪ ،‬عن‪:‬‬ ‫والبشري اإلبراهيمي‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬منشورات احلرب‪.‬‬
‫‪ http://www.odabasham.net‬بتاريخ ‪.10.44-02/02/2017 :‬‬ ‫‪ .8‬البصائر‪ 20 ،‬شوال ‪1366‬هـ‪ 5 /‬سبتمرب ‪1947‬م‪ ،‬ع‪.05 :‬‬
‫‪ .35‬مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني‪ ،‬سجل مؤمتر مجعية العلماء املسلمني‬ ‫‪ .9‬البصائر‪ 8 ،‬أبريل ‪ ،1938‬ع‪.107:‬‬
‫اجلزائريني‪ ،2009 ،‬اجلزائر‪ ،‬دار املعرفة‪.‬‬
‫‪ .10‬البصائر‪ ،‬البصائر‪ 10 ،‬شعبان ‪1372‬هـ ‪ 24 /‬أفريل ‪1953‬مع‪.227 :‬‬
‫‪ .36‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،2000 ،‬دراسات وشهادات مهداة إىل األستاذ‬
‫الدكتور أبو القاسم سعد اهلل‪ " ،‬احلركة اإلصالحية اجلزائرية يف مواجهة‬ ‫‪ .11‬البصائر‪ 22 ،‬صفر ‪1369‬هـ ‪ 12 /‬ديسمرب ‪1949‬م ‪ ،‬ع‪.98 :‬‬
‫العوائق الداخلية والتحديات اخلارجية "‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪ .12‬البشري اإلبراهيمي‪ ،‬املؤمتر اجلزائري اإلسالمي‪ .‬الشهاب‪" ،‬عدد املؤمتر" ج‪،4‬‬
‫‪ .37‬املنار‪ ،‬ع‪ ،06 :‬السنة األوىل‪ 27 ،‬شوال ‪ 30 / 1376‬جويلية ‪.1951‬‬ ‫مج ‪ ،12‬ربيع الثاني ‪1355‬هـ‪ /‬متوز يوليو ‪1936‬م‬

‫‪ .38‬املنار‪ ،‬ع‪ ،07 :‬األربعاء ذي القعدة ‪ 1370/15‬أغسطس ‪1951‬‬ ‫‪ .13‬بن يوسف بن خدة‪1434 ،‬هـ‪2013/‬م‪ ،‬جذور أول نوفمرب‪ ،‬تر‪ :‬مسعود حاج‬
‫مسعود‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الشاطبية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫‪ .39‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،2000 ،‬منطلقات وآفاق "مقاربات للواقع اجلزائري‬
‫من خالل قضايا ومفاهيم تارخيية"‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت لبنان‪ ،‬دار الغرب‪.‬‬ ‫‪ .14‬مجال قنان‪ ،1994 ،‬قضايا ودراسات يف تاريخ اجلزائر احلديث واملعاصر‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬منشورات املتحف الوطين للمجاهد‪.‬‬
‫‪ .40‬ناصر الدين سعيدوني‪ ،‬توجه املعادي للعربية واإلسالم يف السياسة الفرنسية‬
‫يف اجلزائر [‪1962 -1830‬م]‪ ،‬عن‪http://www.attarikh-alarabi.ma/ :‬‬ ‫‪ .15‬شكري فيصل‪ ،‬قضايا الفكر يف آثار اإلبراهيمي‪ ،‬عثمان شبوب‪ ،‬الشيخ البشري‬
‫‪ Html/ADAD32partie4.htm‬بتاريخ‪21:57 - 22/05/2015‬‬ ‫اإلبراهيمي‪ ،‬بأقالم معاصريه‪.‬‬

‫‪ .41‬حيي بوعزيز‪ ،2009 ،‬إيديولوجيات السياسية للحركة الوطنية‪ ،‬من خالل‬ ‫‪ .16‬الصادق خبوش‪ ،2009 ،‬الفكر السياسي لثورة التحرير اجلزائرية‪ ،‬مقاربة‬
‫ثالثة وثائق جزائرية‪ ،‬البصائر‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬ ‫يف دراسة اخللفية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬غرناطة للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ .42‬حيي بوعزيز‪ ،2007 ،‬سياسة التسّلط االستعماري واحلركة الوطنية‬ ‫‪ .17‬الشهاب‪ ،‬جريدة‪" ،‬عدد املؤمتر" ج‪ ،4‬مج ‪ ،12‬ربيع الثاني ‪1355‬هـ‪ /‬متوز‬

‫‪217‬‬
218 - 202 :‫ص‬،‫ ص‬،‫ القسم(أ) العلوم اإلقتصادية و القانونية‬02 ‫ العدد‬، 12 ‫ اجمللد‬،‫ رمضاني | األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‬.‫ك‬
.‫ اجلزائر‬،‫ ديوان املطبوعات اجلامعية‬،)954 – 1830( ‫اجلزائرية‬
43. https://binbadis.net/archives/7903
44. Mouna Abid, 2000, El Islamismo y su Reflejo, la crisisArgelina en la
prensa Espanola de cooperacioninternacional, Madrid, España.
45. NoureddinKhendoudi, 2007,Hommage et témoignages, Cheikh
Mohammed el Bachir el Ibrahimi le Précurseur, Alger,Alem el Afkar, Pp
20 – 21.
46. Abderrahmane FARES, 2006, la Cruelle vérité mémoires politique,
1945-1965, Casbah – éditions, Alger.
47. Abderrahmane KIOUANE, Mouvements du Mouvement Nationale,
textes et positions, DAHLEB Edition, Algérie

: APA ‫كيفية اإلستشهاد بهذا املقال حسب أسلوب‬


‫ ماهية السياسة والتفاعل السياسي لدى‬،)2020( ،‫املؤلف كمال رمضاني‬
،)1956-1931( ‫مجعية العلماء املسلمني اجلزائريني أثناء الفرتة االستعمارية‬
،02 ‫ العدد‬،12 ‫ اجمللد‬،‫جملة األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‬
218-202 :‫ص ص‬.‫ الصفحات‬،‫ اجلزائر‬،‫جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف‬

218

You might also like