You are on page 1of 49

‫مقدمة ‪o‬‬

‫ال أدري ملا أكتب كل من جديد بل ملا مل أتوقف عن الكتابة كل و عنك منذ‬
‫أحضيت ندبة معيقة جدا يف داخيل ‪ ,‬ندبة لن أس تطيع التخلص مهنا اال عن طريق‬
‫الكتابة و حسب ‪ ,‬أحاول بني هذه السطور أن أذبل تكل الزهرة اليت منت يف بداية‬
‫احلاكية و أن أعدهما يك ال تقتلين شيئا فشيئا ‪ ,‬أانضل يك أكتب لن الكتابة ليست‬
‫فقط جمرد بوح و ثرثرة فارغة يه حفر معيق يف اذلاكرة يه اعادة احياء للحداث و‬
‫العواطف اليت رافقهتا ‪ ,‬هذا الكتاب سأمجع فيه لك اللحظات اليت فكرت فهيا بك و‬
‫ما اس تطعت جتميعه من النصوص اليت كتبهتا كل يف الشهر اليت مضت و بعد‬
‫انهتايئ منه سأفكر حيهنا يف اماكنية ارساهل كل أو الاحتفاظ به لنفيس فقط ‪.‬‬
‫في حقيقة األمر لم تكن قصتنا ملهمة بما يكفي كي أكتب عنها أو لتحرك أي شيء في أي طفل أو عجوز‬
‫بل مرت سريعة جدا دون أن يشعر بها أحد غيرنا نحن ‪ ,‬كسحابة مرت دون أن تدرك بالصحراء تم‬
‫فرت بعيدا ألرض أخرى كي تمطر فيها ‪ ,‬و ألنني يا عزيزي كلما آلمتني حكاية اجتزتها في دربي‬
‫الفارغ المتعب هذا الذي الزلت عليه أفرط في الكتابة عنها حتى أفرغ ذاكرتي من بقاياها تم‬
‫يحدث أن أنساها دون أن أدرك ذلك ‪ ,‬أنسى كل شيء ألشفى ‪ ,‬لكن صوتك و طريقة كالمك‬
‫الزالت إلى اليوم تالحقني أينما ذهبت و كأنك لعنة أصبت بها فأحببت وطأتها علي ‪ ,‬أحب كيف يجعل‬
‫مني هذا الفراق أديبة و شاعرة و رسامة سألتني ذات مرة في بداية حديثنا ماذا يعني لك الفراق؟ فأجبت‬
‫حينها في الفراق أنواع ‪ ,‬فأيهم تقصد ؟ من الفراق ما ال يحدث فرقا ؟ فأجبتني الفراق الذي يحرك فيك‬
‫أشياء ويجعل من قلمك عبدا مطيعا يكتب لكي يخفف من هذه الحركة الغير المرغوبة والخارجة عن‬
‫اإلرادة ‪ ,‬فأجبتك حينها ’ بالنسبة لي يعني االستمرار في القصة مبتورة الساق و الذراع بنصف قلب‬
‫نازف ‪،‬يعني أن نستمر في الحكاية و نتجاوز فصولها صفحة صفحة دون أن نمتلك القدرة على القيام‬
‫بردة فعل تتناسب مع هول ما حدث ‪ ،‬الفراق بالنسبة لي أن تذكرني مالمح الغرباء بك في شارع‬
‫مزدحم فأتوقف لكي أجمع شتاتي من بينهم ‪ ،‬دون أن أبستم و دون أن أعترف بيني و بين نفسي أنني‬
‫تذكرتك ‪ ،‬الفراق يعني أن أستدير و حسب و كل ما داخلي يشدني لكي أعود‪ ، ..‬الفراق شيء من‬
‫االنكسار و كثير من االلتحام’ ‪ ,‬أ ليس من الغريب أن تبدأ عالقتنا بمثل هذا السؤال و كأننا توقعنا ما‬
‫الذي يمكن أن يحدث قبل أن ننغمس في القصة لكننا في دواخلنا رفضنا االعتراف باألمر ‪.‬‬
‫قلت لي عندها ؟ ’’ أحببت ما كتبت‪ ،‬أشكر نفسي ألنني سألتك‪ ،‬وأشكر كيانك ألنه أجابني‪ ،‬أحبك الكاتبة‪،‬‬
‫القارئة‪ ..‬أحبك يا إنسانة ’’ كانت رسائلك دائما تستفز رغبتي في الوقوع في الحب ‪ ,‬كنت أشعر بنسائم‬
‫الربيع تتسلل إلي بين كل حرف و آخر ‪ ,‬أجبتك ’’ و أنا أحبك ‪ ,‬شكرا لك ’’ لم يكن في ذلك الوقت بيننا‬
‫أي شيء سوى الصداقة ‪ ,‬لكن قلبي كان ينبض كلما أعدت الكلمة ’’ أحبك ’’ ‪ ,‬بعد دقائق أرسلت لي‬
‫صورة كتب فيها بما معناه بأن الحزن الناجم عن الحب يمنعنا من الحياة ‪ ,‬سألتني عن رأيي فيما قرأت‬
‫‪ o‬أنا ضد ما كتب فربما ما يلهمنا و يغرينا في الحب هو هذه المعاناة الفظيعة ‪ ,‬كيف لحياة دون حزن‬
‫الحب أن تسمى قصة!‬
‫‪ o‬هل سبق لك أن أحببت شخصا ما؟‬
‫‪ o‬ما الحب أوال؟‬
‫‪ o‬أشياء تحس وال تقال‬
‫‪ o‬ال أدري بالضبط في الحياة هنالك أشياء نحس بها تعيش داخلنا ‪ ,‬تستوطننا ‪ ,‬و تترك على مالمحنا‬
‫الكثير من الفقد ‪ ,‬األمر يشبه ان تصيبك تعويذة عجوز بالخرف ‪ ,‬تم يحدث ان تبتسم مع العصافير و‬
‫القطط في الشارع و مع الغرباء و العابرين بك ‪ ,‬تم ينتهي األمر و تكتب عنه ‪ ,‬ربما هذا هو الحب !‬
‫‪ o‬ثم ال تعود كما كنت في السابق‪.‬‬
‫‪ o‬نعم ‪ ,‬ربما‬
‫‪ o‬الحب هو للشجعان فقط‪ ،‬حالوته تكمن في استمراره و استمراره يحدث بتقبلك له وباهتمامك‬
‫واهتمامك يتطلب قلبا آدميا وتعلقا طفوليا بنهد الوفاء والتسامح‪ ،‬جميل هو الحب‪ ،‬واألشياء الجميلة ال‬
‫تستمر‪ ،‬كما تعلمين‪ ،‬موت الوردة يبدأ من نضوجها ‪.‬‬
‫و على ذلك التل البعيد يا عزيزي ماتت وردتنا ‪ ,‬عنفها برد الليالي و جفاء األحبة ‪ ,‬لم نكن شجعانا بما‬
‫يكفي كي يقفز أحدنا إلي اآلخر بعد كل ما حدث لم نكن شجعانا كي ننقذ تلك الزهرة ‪.‬‬
‫‪ o‬نعم صدقت فيما قلت ‪ ,‬للشجعان وحسب! فإن غاب األمان فُ ِقد الحب‬
‫‪ o‬بيني و بين ريتا بندقية يا فاطمة‪ ،‬ومن يعرف ريتا ينحني ويصلي إلله في العيون العسلية‬
‫‪ o‬درويش 🧡‬
‫‪ o‬ريتا الخاصة بي هو الحب‪ ،‬أفتقد للشجاعة ‪ ,‬أو باألحرى سلبت من الشجاعة‬
‫‪ o‬مما تخاف؟‬
‫‪ o‬سؤال صعب ‪ ,‬أخاف أن أخطأ التصويب ‪.‬‬
‫‪ o‬هل أنتم الرجال كلكم تخشون الحب؟‬
‫‪ o‬ال‬
‫‪ o‬إذن فالحب هنا تصويب و ليس بقدر؟‬
‫‪ o‬الرجال موضوع جدلي بحد ذاته‪ ،‬ال يختلف في جدلية المرأة في شيء ‪ ,‬أما عن الحب فهو قدر‪ ،‬بعده يأتي‬
‫القرار‬
‫‪ o‬اذن فلما التصويب؟ فليصبك هو ‪ ,‬أقصد دع الحب نفسه يجدك‬
‫‪ o‬التصويب‪ ،‬في الكثير من األحيان يكون القدر عكس قدرة التحمل الخاصة بك‪ ،‬مثال درويش و ريتا‪ ،‬ألم تكن‬
‫أجمل قصص محمود التي عاشها‪ ،‬والجميل فيها هو هذا االختالف الذي تحمله القصة‪ ،‬لكن‪ ،‬لم يعتقد يوما ان‬
‫االختالف سينتقل من موقع الجميل ليكون أقبح ما حدث لكليهما باسم القدر‬
‫‪ o‬ال لم يكن قبيحا لوال ما حدث لما كان لكثير من قصائد درويش من وجود ‪.‬‬
‫‪ o‬هو ظفر من الحب في نفس الوقت ‪ ,‬كل من عاشه غادره بكثير من الغنائم التي ال يدركها إال مع مرور الزمن‬
‫‪ o‬نعم ‪,‬ا لحب و الحزن وقود لألشياء العظيمة‬
‫‪ o‬إذن فقد أحببت من قبل؟‬
‫‪ o‬نعم‬
‫‪ o‬إجابتك تدل على أنك لم تعيشي قصة كقصة ريتا‪ ،‬ربما أنا مخطئ‬
‫‪ o‬ال أدري نحن لم نتحدث في الواقع الحي كثيرا ‪ ،‬كنا نمر ببعضنا البعض كالغرباء ‪ ،‬بينما نتحدث في‬
‫مواقع التواصل كثيرا لساعات طويلة ‪ ...‬ال أدرى ما الذي جمع بيننا بالضبط لكنه كان حقيقيا جدا! ‪,‬‬
‫لكن لم نتحدث انا و هو عن الحب من قبل‬
‫‪ o‬حب محتشم‪ ،‬حب محافظ‪ ،‬حب يعاش في كواليس الحياة‪ ،‬المهم أنه كان حقيقيا لكن لما صيغة الماضي ؟‬
‫‪ o‬ربما لم يمتلك الشجاعة الكافية للحب !‬
‫‪ o‬و أنت ؟‬
‫‪ o‬عندما تصيبه نكبة من نكبات الدهر يبتعد ليحلها وحده ‪ ,‬كان أنانيا خائفا ‪ ,‬يخاف تواجدي معه عندما‬
‫يكون ضعيفا‬
‫‪ o‬يمكن في بعده ما هو خير لك‬
‫‪ o‬كنت أريده بأخطائه و عيوبه كاملة ال ينقص منها شيء ‪ ,‬عندما يتأذى من الحياة يؤذيني ‪ ,‬قلبه هش‬
‫لكن كلماته قاسية ‪ ,‬انا رغم قسوة الحياة على كلينا كنت ألواسيه مهما حدث‬
‫‪ o‬حتى وإن كان شيوعيا ستبقين على رغبتك فيه؟‬
‫‪ o‬ال ‪ ,‬فقدت شغفي بما كان بيني و بينه ‪ ,‬يقول بأنه يخاف علي ألني عاطفية جدا باألحرى يخاف علي‬
‫منه‬
‫‪ o‬لم ألتمس هذه اإلنسانة العاطفية التي كان يتحدث عنها‪ ،‬تلمست فيك شابة يافعة رزينة‪ ،‬عنيدة في رأياها‬
‫لألمور‪ ،‬خصلة جميلة‪ ،‬بسيطة كلها افتخار بأصلها‪ ،‬امرأة قوية نالت حبي واحترامي الشديد‬
‫‪ o‬كل ما يسعني أن أشكرك ‪ ,‬كلماتك تبهج القلب‬
‫‪ o‬أما عن حبيبتي أنا أهديتها الكثير من نفسي‪ ،‬أخالقي‪ ،‬جرأتي وحبي للحياة‪ ،‬بساطتي وحتى جديتي ‪،‬‬
‫بناء ثمين إنهار بتسلط الوالدين وعجزها عن تحديد كينونة ما تريده‪ ،‬لم أسلم من أنانيتها وكذلك من‬
‫محاوالت تغييري‪ ،‬شيوعي أنا‪ ،‬لم يكن لدي مشكل في أن تكون هي متدينة‪ ،‬احترمتها وزرعت فيها قيم‬
‫اإلنسانية ما دمت تقدميا في تفكيري‪ ،‬لكن‪ ،‬وصلنا لطريق مسدود فانفصلنا بكل رغباتنا‬
‫‪ o‬تحبها إلى اآلن ؟‬
‫‪ o‬تفكك حبي لها منذ مدة طويلة‪ ،‬لكن جرحي لم يندمل بعد‪ ،‬النهاية كانت في ‪2016‬‬
‫‪ o‬قبل أربع سنوات ‪ ,‬وقت طويل مضى‬
‫‪ o‬نعم ‪ ,‬هل اكتفينا من الدردشة؟ هل هناك شيء تودين قوله أو االستفسار عنه؟‬
‫‪ o‬يمكنك أن تسأل أنت‬
‫‪ o‬أسئلتي كثيرة يا فتاة سأضيع من وقتك الشيء الكثير‬
‫‪ o‬ال بأس ‪ ,‬اسأل بكل أريحية‬
‫في الفترة التي عرفتك فيها كنت محطمة تماما ‪ ,‬إلى الحد الذي ال تستطيع فيه أجزائي أن تعثر على‬
‫بعضها البعض و ال أن تلتحم ‪ ,‬كنت أمضي أغلب وقتي في الدراسة ‪ ,‬ساعات و ساعات و أيام أمضيتها‬
‫أمام شاشة حاسوبي المحمول ‪ ,‬كنت أنام تقريبا يوميا في الرابعة فجرا و أسيقظ في الثامنة صباحا ‪,‬‬
‫تفاصيل غرفتي كانت تحولني رويدا رويدا إلى آلة ال تشعر بشيء سوى بأن ذخيرتها نفذت و تحتاج وقتا‬
‫طويال كي تعود إلى حالها األصلي ‪,‬يوما بعد يوم كنت أفقد ايماني بكل ما يحيط بي و بكل المفاهيم التي‬
‫خبأتها في صدري خشية عليها من الشرور في الخارج ‪ ,‬الحب الصداقة ‪ ,‬العائلة و االنتماء ‪ ,‬كان كل‬
‫تفكيري منصب على تلك القبيلة حيث أمي و إخوتي ‪ ,‬أردت لهم دائما مستقبال مرموقا و طريقا أفضل‬
‫من تلك التي قطعتها أنا ‪,‬طريق جارحة ال يمكن ألحد أن يسلكها دون أن يتمزق شيء داخله ‪ ,‬لكني‬
‫في حقيقة األمر لم أكن حزينة فكما تعلم في بعض األحيان ال تمهلنا الحياة الفرصة كي نقيم حداد‬
‫لتفصيل في حياتنا اعدم أمام أعيننا ‪ ,‬و ذلك القطار الذي حدثونا عنه في طفولتا اليزال ال يتنظر أحدا‬
‫حتى يلملم ما سقط منه أو فيه كي ينطلق ‪ ,‬يجب علينا في جميع حاالتنا أن نشد الهمة و نربط جروحنا‬
‫بضمادة صلبة تم ننطلق خلفه بكل ما نمتلك من شجاعة و قوة ‪ ,‬لكن و رغم كل ما كتبته لك يا عزيزي‬
‫في هذه السطور من أىس فإني في الواقع كنت كثيرة الضحك و االبتسام ‪ ,‬كنت دائما كتلة من البهجة ‪ ,‬فكما‬
‫تعلم ال يمكن إثبات وجود الضوء إلى في العتمة و األمل هو نتيجة لسنوات من اليأس ‪ ,‬و حينما يشتد‬
‫برد الليالي وحدها النار ما يجذبنا ‪ ,‬و على هذا األساس كنت دائما أقاوم كل شعور سيء بإثبات نقيضه‬
‫‪.‬‬
‫كنت و رغم كل شيء رغم المسافات و األعمار الفاصلة بيننا بمثابة شمعة متقدة في صدري ‪ ,‬شمعة‬
‫أتحسس لهيبها بيدي كلما اشتد تعبي و كلما زاد ضعفي ‪ ,‬فأنا ال أدري ما الذي جمع بيننا ‪ ,‬أتظنه كان في‬
‫الحقيقة حبا ؟ أم احتياج جارف إلى رفيق في الدرب الفارغ هو ما جمعنا ؟ أم أنه القدر؟‬
‫• الطيبة في حواراتك يا فاطمة‪ ،‬مداخالتك وأسئلتك عن حالتي مثال‪ ..‬الطيبة في عالقتك مع الورود و‬
‫الزهور‪ ..‬ال ننسى الحيوانات‪ ،‬فأنت الوحيدة من أهدت للقطة زهرة كعربون محية‪ ،‬منظورك لألشياء‬
‫مختلف واالختالف يروق لي كثيرا‬
‫• أريد أن أخبرك بسر صغير أنا ممن ال يجيدون الكالميات كثيرا أقصد أنا في أغلب األحيان ال أعرف‬
‫كيف أشكر الناس بطريقة عظيمة‬
‫• فقط كوني أنت‪ ،‬فقط أنت‪ ،‬أفضل طريقة لشكري هي هذه‬
‫كنت دائما معك أنا ‪,‬كنت أشعر بأني ال أشبهني سوى في عينيك وبأنك الجزء المطابق لي في كل‬
‫التفاصيل التي أحبها ‪,‬كان كل ما حولي يقسو علي وأنت تهديني أقحوانة بينما يرشني البقية بالرصاص‬
‫‪,‬كنت بقعة آمنة على سفح جبل وعر ألتجئ إليها كلما خشيت على نفسي من السقوط ‪ ,‬شعرت في لحظات‬
‫معينة بأنني أكاد أن ألمس الحقيقة معك ‪ ,‬هي ليست قضية حب و حسب بل قضية إنتماء و أمان لم‬
‫ينتصر فيها أي منا‬
‫• كيف حال بيتك الداخلي؟ بمعنى‪ ،‬كيف هي فاطمة من الداخل؟ بماذا تحس؟ بماذا تفكر؟‬
‫• أظن بأنها بخير فهي ال تحس بشيء إطالقا‬
‫• تتكلمين كأنها كيان منفصل عنك‬
‫• نعم ‪ ,‬ألنني أحتفظ بنفسي الحقيقية لما بعد هذه األيام إن شاء هللا‬
‫• مع من أتحدث اآلن؟ هي أم أنت؟ سأنتظرك بعد هذه األيام‪ ،‬اشتقت لكتاباتك‪ ،‬إللقاءاتك‪ ،‬اشتقت لتلك‬
‫الطفلة التي بداخلك‪ ،‬اشتقت لتلك المرأة الناضجة التي تألمت عندما سمعت عن انفجار هز عاصمة‬
‫األرز‪ ،‬بيروت‪ ..‬هذا هو االشتياق‬
‫• صدقني تحدثك الحقيقية منهم ‪ ,‬ما أحوال الحسيمة؟‬
‫• الجو جميل‪ ،‬كساد‪ ،‬ركود‪ ،‬أفارقة يتربصون خفر السواحل للمرور للجهة األخرى‪ ،‬أبناء المنطقة‬
‫يرحلون عنا إلى الضفة األوربية ومنهم من ال ينجح ويموت غرقا‪ ،‬ناهيك عن األجواء الجنائزية التي‬
‫نعيشها بسبب الوباء اللعين واإلهماالت الطبية ‪ ,‬هذا هو واقع الدول النامية‪.‬‬
‫• يلزمنا الكثير من اليقين و الكثير من الصبر كي نتجاوز كل هذا‬
‫• ماذا بك اليوم‪ ،‬كأن هناء شيء ضايقك؟‬
‫• تراكمات األيام وحسب‬
‫• أنا متواجد إن أردت شخصا تتحدثين معه‬
‫ال أتذكر في حقيقة األمر ما الذي كان ينقصني ذلك اليوم حتى أكون سعيدة ‪ ,‬ربما هو أمل ‪,‬نسيان و ربما مجرد حضن و‬
‫تربيت على الكتف ‪ ,‬كنت أشعر عندها بأني مبتورة األطراف بينما كل ما في داخلي يريد أن يرفرف بعيدا و أن يصبح‬
‫حرا كعصفور طليق أو كطفل صغير ال يشغله الغد وال تخيفه ظلمة الليالي ‪ ,‬كانت أغالل الواقع تقيدني ‪,‬أغالل لم تخلق‬
‫لشبيهاتي أبدا ‪.‬أردت أن أخبرك بكل هذا لكنك ورغم كل شيء لم تكن لتفهم ما كنت أقصده أو ما كنت أشعر به ‪,‬ألنك رجل‬
‫يا عزيزي و أنا فتاة ال تأتمن أحد ‪ ,‬ال رجال وال امرأة في مثل تلك اللحظات ‪.‬‬
‫• فاطمة‪ ،‬آه من إهمالك الذي طال من يهتمون بك‬
‫• لن أقول لك غير ما قلته لك‪ ،‬أنا حزين 😂‬
‫• حقا أ أنت حزين؟‬
‫• نعم‬
‫• ما الحل إذن؟ ستبادلني الغياب بالغياب؟‬
‫• ال لن أفعل ‪ ،‬لديك ظروفك الخاصة التي جعلتك تختفين بهذا الشكل‪ ،‬أنا مع الغير أستخدم حسن النية‪ ،‬ومعك يا فاطمة‬
‫ليست أول مرة تغيبين هكذا من دون سابق إنذار فأتفقدك بكل صدر رحب‪ ،‬هذا أنا‪ ،‬هذا هو االهتمام يا فتاة‪ ،‬أهتم بك‪،‬‬
‫ليس كما أنت تفعلين‪.‬‬
‫• آسفة على وجودي المتقطع ‪ ,‬و على غيابي المتكرر ‪ ,‬أنا ال أراسل الناس كثيرا ‪,‬أعلم بأنه طبع سيء لكنني اعتدته دون‬
‫أن أدرك‬
‫• العفو‪ ،‬ال تأسفي‪ ،‬فقط كنت أمزح معك‪ ،‬فقط اشتقت للحديث معك فالتقطت هاتفي من دون أن أعلم ماذا وما سأقوله لك‪،‬‬
‫عفوي أنا معك‪ .‬وكيف للناس أن يعلموا أنك تتذكرينهم بقلبك وبروحك؟‬
‫لكنك ورغم ما قلته بادلتني الغياب بغياب أعمق ‪ ,‬و بدل المسافات التي كانت وحدها الفاصلة بيننا ‪,‬‬
‫أضحت جبال من الصمت وكتل من الحكايات التي لن يفهمها غيرنا نحن ‪.‬‬
‫• هل من مالحظ الحظ شيء بعد المحادثة؟‬
‫• فلنقل ذلك ‪.‬‬
‫• إجابة مبهمة وغامضة مثل صاحبتها‬
‫• هل أنا غامضة؟‬
‫• نعم‬
‫• ما الغامض في ؟‬
‫• داخلك بحر عميق‪ ،‬تفكيرك كيوم جميل من حياة بعيدة‪ ،‬حيرتك بحر هادر منزعج من نصوع ضوء‬
‫برق غاضب‪ ،‬مرحك غريب وصوت ضحكتك هو تجسيد لفتاة شقراء تحمل بالونا أصفرا تجري‬
‫وتصرخ من فرحها في مرج به زهور صهباء تأخذ الشمس من غروبها الكثير ‪.‬‬
‫• لما تجيد الحديث كثيرا؟ ال أعرف كيفية الشكر ‪ ,‬أخبرتك من قبل‬
‫• هل هذه أنت؟‬
‫• كلماتك رقيقة ‪ ،‬هشة جدا و أحس بأن روحك أكثر هشاشة و رقة منها‬
‫ت هذا؟‬‫• و كيف عرف ِ‬
‫• بعض الحقائق نحس بها و حسب ‪ ,‬أ ليس ما قلته صحيح؟‬
‫• نعم ‪ ,‬ربما‬
‫• ماذا تقولين عن اهتمامي؟ كيف تفسرينه كأنثى؟‬
‫• فلتخبرني أنت‬
‫• السؤال موجه لك‬
‫• لكن كل أنثى تفكر بطريقة مختلفة عن األخرى‬
‫• أريد أن أفهم كيف تفكرين أنت؟ أريد أن أفهم كيف تفكرين أنت؟‬
‫• في حقيقة األمر أنا ممن يخشون كثيرا تفسير االهتمام و تأويله لكن كأنثى أحب اهتمامك‬
‫• عين العقل‬
‫• ألم تحاولي يوما فهم اهتمامي؟‬
‫• ألم تحاولي يوما فهم اهتمامي؟‬
‫• ال أدري ‪ ,‬ربما فعلت من حين إلى حين ‪ ,‬لكن كما أخبرتك اهتمامك يسعدني‬
‫• لدي سؤال هل أستطيع طرحه؟‬
‫• طبعا‬
‫• هل أنت ملتزمة عاطفيا مع أحد ما أو متعلقة بشخص ما؟‬
‫• ال ‪,‬ماذا عنك أنت ؟‬
‫• و ال أنا ‪ ,‬لهذا أنا مهتم بك ‪,‬أشاء كثيرة ال تفسر ‪ ,‬لكن عليك فهم األمر بهذه الصيغة‪ ،‬تروقين لي يا فتاة‪،‬‬
‫أنتظر بشوف أن ألتقي بشخصك‪ ،‬معجب بك بكلك‪ ،‬حتى بعدم مباالتك‪ ،‬ال أنكر اهتمامي‪ ،‬بكل صراحة‪.‬‬
‫• ماذا إن تعرفت على فاطمة مختلفة في الواقع؟‬
‫• شكال أم روحا أم منطق تفكير؟‬
‫• أقصد بصفة عامة فمواقع التواصل ليست بمرآة للحقيقة أبدا‬
‫• و ما الضير أن تكون مختلفة؟ فلماذا تجادلينني في فرضية وتنسين النظرية التي تقول‪ ،‬الشعور وصل‬
‫لإلعجاب‪ ،‬كمن يناقشني في الشعور ويقول‪ ،‬ممكن أن تكون مخطئ‪ ،‬فأساس إعجابك فرضية‪ ،‬وأقول‪،‬‬
‫• أحب أن أناقش الفرضيات وحسب ‪ ,‬الكثير من الحقائق نحس بها فقط و ال يمكن أن نثبتها بمعادالت‬
‫رياضية مثال‬
‫• الزلت أحاول فهم طريقة تفكيرك‬
‫• طريقة تفكري بسيطة جدا‬
‫• حدثيني أكثر عنها‬
‫• اسأل إذن‬
‫• هل أروق لك كشخص؟‬
‫• طبعا ‪ ،‬نعم‬
‫• هل خطر ببالك يوما أن أكون إنسانا قريبا لك؟ مرتبطة عاطفيا معي؟‬
‫• نعم ‪ ,‬رغم أني أخبرتك من قبل أنا أخاف المشاعر الغير واضحة المالمح لهذا ال أحبذ التوقع و ال أفكر‬
‫كثيرا في تفاصيل األمور حولي‬
‫• كيف لك أن خطر ببالك يوما أنك مرتبطة بي؟ متى؟‬
‫• ال أقصد االرتباط بمعناه الوحيد ‪ ,‬لكن قصدت باألحرى ما يمكن أن أسميه ارتباطا فكريا‬
‫• نعم ‪ ,‬في الوقت المناسب سوف نسترسل في هذا النقاش الجميل‪ ،‬عليك اآلن التركيز على اختباراتك‬
‫واجتيازها بالشكل الذي تضمنين التفوق فيها‪ ،‬كل النجاح لك فاطمة‪ ،‬كل التوفيق‬
‫في تلك المرحلة بالذات لم أكن أبحث عن تفسير الشعور الواصل بيننا لكنني كنت في حاجة إليه ألعيد‬
‫إيماني بكل ما كفرت به لسنوات من عمري ‪ ,‬كانت رغبتي فيه جامحة بنفس جموح حزني و تشردي و‬
‫تمردي على العادات ‪ ,‬أردت بطريقة ما أن أصدق بوجود رجل يشعرني باألمان في هذا الكون الواسع و‬
‫كان هذا األمل في تكوين اإليمان من جديد يتراكم في كوبي الفارغ قطرة قطرة‬
‫ت تمسحين من‬‫ت ال تضحكين‪ ،‬أن ِ‬‫• عندما نظر إلي دوستويفسكي بعد مكالمتي ل فاطمة وقرأ في عيني‪":‬أن ِ‬
‫عيني قبح العالم’’‬
‫• ههه حقا؟ ماذا عنك أنت؟ ما أخبارك؟‬
‫• أنا‪ ،‬أخباري في المتوسط جيدة‪ ،‬العمل على األهداف البعيدة‪ ،‬االشتغال في حدود الطموح الذي ال حدود‬
‫له‪ ،‬الحياة تمضي ونحن ماضون معها‪ ،‬هذا كل شيء‪.‬‬
‫• أ تؤمن بأن المتوسط آمن؟ هل الحياة على الهامش و الحلم على الهامش و التوسط في األمور يعني‬
‫الحياة اآلمنة؟‬
‫هل اشتقت للدردشة مع شخصي أم هذه المبادرة أتت كتصحيح لشيء قد أُف ِس َد في األمس القريب؟‬ ‫•‬
‫االقتراح األول‬ ‫•‬
‫ال وجود للحياة اآلمنة‪ ،‬والعيش على الهامش ما هو إال تأجيل للمعارك اآلنية للحسم فيها في المستقبل‬ ‫•‬
‫بصفة مغلوب‪ .‬التوسط في األمور ممكن أن يكون نمطا فكريا يخدم نوعا محددا من العقول‪ ،‬أنا أعرف‬
‫أني ال أعرف شيء وعلى هذا األساس أحيا‪ ،‬أنمو‪ ،‬أموت ‪.‬‬
‫أن تعيش على الهامش كما قلت أنت ‪ ,‬يعني رفع الراية البيضاء منذ بداية المعركة ‪ ,‬ال أحب الحياة‬ ‫•‬
‫اآلمنة جدا في حقيقة األمر‪.‬‬
‫ماذا تحبين؟‬ ‫•‬
‫الحياة اآلمنة بالنسبة إلي تحيل على حياة مملة نسعى فيها لألكل و الشرب و انتظار الموت في األخير ‪ ,‬و‬ ‫•‬
‫هذا حال أغلب المغاربة ‪ ,‬فالحياة اآلمنة في أغلب الحاالت تكون حياة دون عاطفة‪.‬‬
‫لماذا هذه الليلة تحيط بك هالة من العاطفة؟ يمكن أن أكون مخطأ ‪ ,‬بالنسبة لي حياة مليئة بالرتابة‪ ،‬تدفعني‬ ‫•‬
‫للموت‪ ،‬وأنا بطبعي أحب الحياة رغم قساوتها في الكثير من األحيان‪ ،‬الحياة هي في األصل كتجربة‪ ،‬هي‬
‫مظلمة في جوهرها‪ ،‬نحن من نحمل قنديال نضيئ ونصنع رسالة نبيلة نحملها أينما ارتحلنا في أرجائها‪.‬‬
‫• أظن بأن هالة العاطفة ال تفارقني كي تحيط بي اليوم ‪ ..‬صدقني لم أخطط للسؤال ‪ ،‬ليس بغنيمة من‬
‫حرب األمس و ال عالقة له بغد مترقب ‪ ،‬فقط راودني و أحببت أن أناقشك في موضوعه ‪.‬‬
‫• حرب أمس؟ أي حرب تقصدين؟ أتعلمين شيء!‬
‫• ما هو ؟‬
‫• إنك تخيفينني كثيرا‪ ،‬كلك ال ينسجم مع سنك‪ ،‬من خالل نقاشاتنا المقتضبة‪ ،‬تتمثلين لي كامرأة عاشرتني‬
‫وعاشرتها في زمن غير زماننا هذا‪ ،‬كروح أعرفها قبل انفجار بيروت بكثير‪ ،‬ما زلت بالنسبة لي لغز‬
‫يستحيل علي حله حتى اآلن‪ ،‬والغريب في األمر أن سنك ال ينسجم مع أفكارك إطالقا‪ ،‬أنت غريبة على‬
‫جيلك يا فاطمة‪ ،‬ومرغوبة لدى جيلي بشكل كبير‪.‬‬
‫• كلماتك تروقني دائما و أنا ال أجيد الشكر كثيرا ‪ ,‬شكرا جزيال محمد‪ ،‬لكن بما أنا غريبة عن جيلي؟‬
‫• ألنك ال تشبهين جيلك إطالقا‪ ،‬جيلك مثال ال يجيد التواصل باللغة العربية كما تفعلين أنت ‪ ,‬في سياق آخر‪،‬‬
‫كم هو طولك يا ظريفة؟‬
‫• لم أقس طولي من قبل ‪ ,‬لكنني لست طويلة هذا ما أنا متأكدة منه ‪.‬‬
‫• لدي سؤال ‪ ,‬لماذا ال تلتقطين صورا لك وتضعينها في الوسائل التواصل؟!‬
‫• حسنا سأجيبك بصراحة ‪ ,‬أوال ال أفضل األمر كثيرا و هذا ال يعني بالضرورة أني أعترض عليه ‪,‬‬
‫• لكن في بعض األحيان تكون تلك الصور التي نضعها ليست سوى ما ننتقيه من حطامنا الجميل كي‬
‫نضعه أمام الناس ‪ ,‬صور تعكس مثالتينا المزيفة من جهة ‪.‬‬
‫• وجهة نظر محترمة ‪ ,‬أنا فقط سألتك كي تصلك رسالة مفادها أنني في بعض األحيان تنتابني رغبة في‬
‫التفرس في مالمح صاحبة الصوت الجميل و الكتابة الجميلة‪ ،‬كمحارب يتفرس في صورة فتاته قبل‬
‫المعركة األخيرة‪ ،‬تشبيه مجازي طبعا أشترك مع هذا التشبيه في الرغبة فقط ‪ ,‬أنت يا فاطمة‪ ،‬فأنت فتاة‬
‫جميلة الروح وغامضة المالمح وفاتنة في سري‪ ،‬سأتذكر شخصك من قريب أو من بعيد ما حييت‪ ،‬تشبثي‬
‫بمواهبك واشتغلي عليها جيدا وال تهمليها لكي ال تتوهي عن نفسك‪ ،‬كوني مستقلة دائما في تفكيرك‪ ،‬كوني‬
‫متحررة عن الكيان الذي سيحبسك باسم الرجولة‪ ،‬تشرفت بمعرفتك‪ ،‬سأكون دائما من معجبيك المخلصين‬
‫• كل الحب و السالم لقلبك الطيب و أنا تشرفت بمعرفتك أكثر صدقني ‪.‬‬
‫• نقاشاتنا بدأت تأخذ نسق جميل‪ ،‬غير أنك ال تأخذين المبادرة فيها وكذلك أيضا لست السباقة في إلقاء‬
‫التحية ‪ ,‬في الكثير من األحيان يعطيني هذا التصرف انطباعا على أنني شخص غير مرغوب لديك أو‬
‫غير مهم لك ‪.‬‬
‫• ال تفكر بهذه الطريقة أرجوك ‪ ,‬أخبرتك من قبل‬
‫• كيف سأفكر‪ ،‬قولي لي؟‬
‫• بأن طبعي هكذا‬
‫• وماهوا الطبيعي في نظرك؟ وكيف سيكون الغير الطبيعي يا فاطمة إن كان الطبيعي بهذا الشكل ؟‬
‫• ليس كل طبع طبيعي ! كل منا ذو طبع مختلف عن اآلخر ‪ ,‬و أنا لي نصيبي من بعض الطباع الغير‬
‫مستحبة ‪ .‬كأن ال أبادر بالحديث في أغلب األحيان‬
‫• السؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬إن لم أبادر في التحية كتمهيد للتفقد واالطمئنان عليك‪ ،‬أنت لن تفعلي؟‬
‫• طبعا سأفعل‬
‫• طباعك فقط عند فهمها ستكون مقبولة لدي ‪.‬‬
‫• ماذا إن لم تُفهم؟‬
‫• سأحاول التعمق لفهمها ‪ ,‬ستتفقدينني من باب التفقد أم من باب االشتياق؟‬
‫• االشتياق تفقد في حد ذاته ‪ ,‬و أظن بأنه إن حضر مفهوم االشتياق غاب التفقد ‪ ,‬أحدهما يلغي اآلخر ‪.‬‬
‫• لديك متاهة خاصة علي إيجاد الطريق وأنا أمضي فيها‬
‫• ال بأس ‪ ,‬ال تخف من متاهتي فهي بسيطة جدا‬
‫• أنا أختلف معك في هذه النقطة‪ ،‬فأنا عند االشتياق لشخصك أرى أمامي ألف سبب لتفقدك‪ ،‬ال يكتمل‬
‫االشتياق لدي إال بالتفقد واالطمئنان على من أشتاق له ‪ ,‬أما عن متاهتك لم أعد أخاف من شيء‪ ،‬لقد‬
‫استرجعت عافيتي بك يا فتاة‬
‫• يسعدني اشتياقك لي و تفقدك لي لكن بصفة عامة أنا اؤمن بأنه ليس بالضرورة كل ما نشتاق إليه نمتلك‬
‫الرغبة لتفقده‬
‫• ال ضير في االختالف‬
‫• أنت شخص طيب ودود يا محمد‬
‫• لكن رغم هذا تشتقين لي وال تتفقدينني‪ ،‬أليس كذلك ؟‬
‫• إذن فأنت تظن أن من ال يتفقد ال يشتاق؟‬
‫• أنا أحاول فهمك‪ ،‬التفقد ليس في المجمل امتداد لالشتياق‪ .‬أنا فقط أتأكد إن كنت تبادلينني االشتياق‪ ،‬وكذلك‬
‫أحول فهم كيف تتصرفين عندما تشتاقين ألحدهم‬
‫• نعم طبعا أبادلك االشتياق و من أشتاق إليه أتفقده لكن بعد مدة قد تطول كثيرا‬
‫• كأنثى‪ ،‬كيف تفسرين اشتياقك لي؟ حدثيني عن هذا االشتياق‬
‫• أخبرتك من قبل لست ممن يفكرون كثيرا في تفسير احاسيسهم تجاه األحداث‬
‫• متاهتك ليست بسيطة كما ترين‬
‫• و كيف تفسر إشتياقك أنت؟‬
‫• أشتاق لتفاصيلك التي ترسم على وجهي ابتسامة‪ ،‬صوتك‪ ،‬ضحكتك‪ ،‬شعرك المنسدل على كتفك‪ ،‬بساطتك‪،‬‬
‫وأشتاق أيضا ألفكارك التي تنفرد بك في خلوتك ‪.‬‬
‫• كالعادة تجيد صياغة الكلمات و تربكني الحسناء منها ‪ ,‬سأهدي لك قطعة صغيرة من أغنية أحبها كثيرا‬
‫• شرين ‪ ,‬أحسنت فاطمة ‪ .‬لماذا هذه القطعة تحبينها‪ ،‬ما قصتها؟‬
‫• كنا كثيرا ما نغنيها أنا و رفيقتي في السنة الفارطة ‪ ,‬لهذا تذكرني هذه األغنية بتلك األيام التي جمعتنا ‪.‬نعم‬
‫ليس كل الحزن يروق لي لكن أحب الهدوء فيه ‪.‬‬
‫و اآلن و ألن ال شيء يجمع بيننا سوى الذكرى أستطيع أخيرا أن أجيبك عن سؤالك دون خوف ‪ ,‬تلك‬
‫الموسيقى تذكرني بجرحي الذي الزال إلى اليوم لم يلتئم ‪ ,‬بخيبتي بالجميع في مرحلة معينة كنت فيها‬
‫بهشاشة أوراق الخريف بنفس يباسها و رغبتها في التخلي عن الشجرة التي منحتها الحياة ‪ ,‬أغنية كانت‬
‫دائما تعيد لي كل الذكريات التي كان من المتوجب أن أفلت منها و أن أستقل حريتي بعيدا عنها ‪.‬‬
‫• تقول أمي دائما بأنها تخاف علي ألنني ال أخاف ‪.‬‬
‫• وأنا ال أخاف عليك ألنك ال تخافين‬
‫• أتدري ‪ ,‬أنا أحب القطط كثيرا ‪ ,‬في منزلنا كانت تجتمع حولي ‪ ,‬كنت أستمر في الدراسة لساعات متأخرة‬
‫من الليل فتجتمع حولي الكثير من صغار القطط الودودة جدا‬
‫• قاسم مشترك بيننا‬
‫• دائما كانت امي تشتكي من األمر‬
‫دعني أخبرك اليوم بأن سنتي األولى في طنجة لم تكن رحيمة بي أبدا ‪ ,‬كنت أشعر بغربة عميقة جدا‬
‫كنقطة وحيدة في صفحة بيضاء فارغة ‪ ,‬كنت مجوفة تماما ‪ ,‬مني الصوت و فيا الصدى ‪ ,‬مني البداية و‬
‫النهاية ‪ ,‬و في داخلي انبثقت حكايات و انتهت أخرى دون أن يعرف عنها أحد ‪ , ...‬قبل سنتين كتبت على‬
‫صفحتي في مواقع التواصل هذا النص ‪ ,‬نحن الفتيات القرويات من تخضن حروبا تتستر عنها المجتمعات‬
‫‪ ,‬نحن من يجاهدن أوال من أجل أهلهن تم من أجل عشيرتهن ثانيا و ثالثا و خامسا و في األخير من أجل‬
‫أنفسهن ‪ ,‬هل سألت نفسك يا عزيزي ذات يوم عن أي حرب كنت أحكي ‪ ,‬أي وجع دفين في روحي دفعني‬
‫للكتابة ؟ أي جرح و أي خرس أصابني حتى رسمت و كتبت و غنيت و أفرطت في الضحك ؟ ‪ ,‬البد أنك‬
‫لم تفعل ذلك و لو لمرة واحدة ‪ ,‬هل شعرت ذات يوم بذلك التجويف العميق بين كلماتي ؟ أم أنك و رغم‬
‫كل ما أخبرتني به لم تلهمك رنة الحزن في صوتي الناطق بحروف درويش كي تكون لي مواساة عن كل ما‬
‫مررت به قبل أن أعرفك ؟ كنت أنت يا كل قلبي خيبتي الجميلة األخيرة ‪.‬‬
‫• لديك يا فاطمة ارتباط وطيد مع األهل‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬القرية العظيمة ‪ ,‬أحس بك أنك تعانين من الوحدة عندما‬
‫تتوقفين عن الحديث عن بيتك الدافئ‪.‬‬
‫• نعم ‪ ،‬في كثير من األحيان‪.‬‬
‫أ لم تقل يا عزيزي بأنك و رغم كل المسافات بيننا تعرفني جيدا؟ كنت كاذبة يومها ‪ ,‬كل ما تحدثت عنه‬
‫األهل‪ ،‬الطبيعة‪ ،‬القرية العظيمة ‪,‬كان يشعرني باأللم وحسب ‪ ,‬باال إنتماء ‪,‬قصة الحب التي جمعتني بكل‬
‫هؤالء حطمها المجتمع و دعستها التقاليد اللعينة فلطخ كل منا ذاكرة اآلخر بالوحل و الحزن ‪ ,‬أكره على أي‬
‫حال أن أحدث أي شخص عن كل ما حدث ‪ ,‬عن هذه المأساة التي حدثت و الزالت تحدث في الدواوير و‬
‫القرى ‪ ,‬لكن و كما أخبرتك من قبل ألن ال جسر يصل بيننا اآلن فال بأس أن أبث لك خاطرتي و أضع بين‬
‫يديك خيوط الحكاية لعلك ذات يوم عندما تكون في حالة عري مع األدب تتذكرني و تسكب من أجل ذكراي‬
‫كأس نبيذ أحمر ‪ , ...‬كنت أعلم بأن ذلك الشخص قد تحدث مع والدي في األمر ليلتها لكنني كنت الأزال‬
‫أحتفظ بأفكاري البسيطة من عالمي الصغير ‪ ,‬كنت أقول في لحظة مواجهة مع الواقع ‪ ,‬ال بد بأن والدي‬
‫سيرفض كما فعل المرة السابقة لكنه لم يفعل ‪ ,‬لم يرفضه ‪ ,‬كنت في سن صغيرة عندها لم أكن قادرة على‬
‫أن أستوعب كل تلك المفاهيم الضخمة التي واجهت عذرية طفولتي واغتصبت ايماني و أماني في الجميع ‪,‬‬
‫اليوم و بعدما أوشكت أن أشفى من كل ما حدث ‪ ,‬محوت كل التواريخ ‪ ,‬المواقف ‪ ,‬اللحظات التي سبقت و‬
‫لحقت باالنهيار ‪ ,‬كل ما تبقى لدي أسرار ‪ ,‬أمنيات ‪ ,‬أحالم ‪ ,‬أصوات و عطور لم أستطع انتشالها من‬
‫جواري و داخلي و خارجي ‪...‬‬
‫• فراغ‪ ،‬فراغ كبير‪ ،‬بين جانبي الفراغ يتسلل الهواء دون أن يصدر صوتا في الالمكان‪ ،‬فراغ يراقبك وأنت‬
‫تراقبينه بكل ترجي أن يعدل عن طبيعته التي تحدث تجوفا ال ينتهي‪ ..‬لكن‪ ،‬تالحظين أن هذا الثقب األسود‬
‫ماكان إال فكرة تسللت إلى ذهنك وخلقت إحساسا مظلما غطى على إدراكك اآلني‪ ..‬يا فتاة‪ ،‬نحن من نتحكم‬
‫بعقولنا‪ ،‬نحن نتحكم بمشاعرنا‪ ،‬نحن من نقرر متى وكيف نكون‪.‬‬
‫• الحنين يأخذنا يا عزيزي دون أن نشعر بذلك حتى نجد انفسنا قد غرقنا حتى النخاع في التذكر و العودة‬
‫الى األمس القريب‬
‫• كيف هو مزاجك اليوم؟‬
‫• جيد ‪ ,‬ماذا عنك ؟‬
‫• متى آخر مرة خطرت على بالك يا فاطمة؟ أم أنك أنانية في وحدتك ال تحبين من يؤنسك فيها؟‬
‫• عندما أمطرت تذكرتك ‪ ,‬هل تحب الشتاء ؟‬
‫• ولماذا؟ المطر جو المحبين لماذا خطرت على بالك أنا؟‬
‫• هو ال يقتصر عليهم فقط ‪ ,‬الشتاء يوقظ فينا العاطفة تجاه من حولنا ‪ ,‬و يعيد لنا من في ذاكرتنا على شكل‬
‫حبات مطر صاخبة ‪.‬‬
‫• راق لي األمر‪ ,‬أقصد أن أخطر على بالك ‪ ,‬إذن فوقع المطر هو الذي أيقظ االشتياق ودفعك لتفقدي هذه‬
‫األمسية؟‬
‫• ليس المطر وحده ‪ ,‬كنت سأراسلك حتى و ان لم تكن قد امطرت هذا المساء‪.‬‬
‫• إن قلت أنني اليوم بطوله وأنا منهمك في عملي‪ ،‬كنت تخطرين على بالي‪ ،‬ماذا ستقولين؟‬
‫• كيف خطرت على بالك؟‬
‫• كل شيء يذكرني بك‪ ،‬المطر‪ ،‬البحر‪ ،‬السماء‪ ،‬الطيور‪ ،‬القطط‪ ،‬األزهار والورود ولن ننسى الفراشات‪...‬‬
‫• ماذا أخبرتك هذه الفراشات عني؟‬
‫• ال أجيد التواصل معها كما تفعلين أنت‪.‬‬
‫• أحب الفراشات كثيرا ‪ ,‬في بيتنا من حين إلى حين كان تزورني إحداهن ‪ ,‬تقف على يدي للحظة تم‬
‫ترفرف بعيدا‪.‬‬
‫• ألنك زهرة في عينها ‪.‬‬
‫• كم من مرة خطرت على بالك؟‬
‫• كلما وددت أن أتفكر شيئا جميال أبلسم به عناء يومي أتفكرك‪ ،‬فترسمين على وجهي ابتسامة حين أتذكر‬
‫ضحكتك الطفولية وصوتك الجميل‪.‬‬
‫• و ما المبهج في تذكري؟‬
‫• إنه تفاعل كيمائي‪ ،‬يفرز دماغي هرمون السعادة حين أتذكرك‪.‬‬
‫• و كيف تفسر حدوث هذا التفاعل؟‬
‫• ال تفسير عندي‪ ،‬هل من تفسير عندك؟‬
‫• حسنا ‪ ،‬هل األمر يمكن اعتباره سيئا أم جيدا؟‬
‫• منذ متى هرمون السعادة يعتبر شيء سيئا ! بكل تأكيد أمر جيد‬
‫• و هل جميع األحداث الجيدة يمكن تفسيرها؟‬
‫• ال‪ ،‬التفسير يتوقف عندما يبدأ اإلحساس‬
‫• نعم‬
‫• ربما قد ال أكون مثيرة للبهجة بذلك القدر‬
‫• حسنا‪ ،‬سأتذكر هذه اإلحتمال قبل كل تفاعل‬
‫• ههه تفاعل ؟‬
‫• لن أبادلك األسلوب‪ ،‬لك كل الحرية في قول كل ما هو يناسبك يا فاطمة و كل ما يعكس تفاعالتك‬
‫• أسلوبي سيء؟‬
‫• لم أقل عنه سيء إطالقا‪ ،‬أنا عكسك تماما‪ ،‬أبوح لك بكل شيء أفكر به‪ ،‬وأنت تكتمين كل شيء تفكرين به‬
‫• نعم ‪ ،‬أنا ممن يخافون العاطفة و المشاعر دائما ‪ ,‬لهذا في غالب األحيان أكتم كل شيء‪.‬‬
‫• كل نفس أدرى بذاتها ‪,‬لكننني لم أفهمك كثيرا إسترسلي في التفسير يا فاطمة‬
‫• أنا يا محمد ممن يخافون العاطفة تجاه األحداث حولي ‪ ،‬ألنني ممن يفرطون في كل شيء ‪ ،‬أفرط في‬
‫العاطفة بصفة عامة سواء كانت صداقة أو غير ذلك و أفرط في الحزن إن تأذيت منها ‪.‬‬
‫• أنا لم ولن أمسك بسوء‪ ،‬تذكري هذا جيدا يا فاطمة‬
‫• نعم أثق بك‬
‫• اآلن أريد منك أن تفسري لي لما أنت كتومة‪ ،‬وتخافين العاطفة؟ لماذا ال تشتاقين لي كما أنا أفعل؟ لما ال‬
‫أخطر على بالك كما تخطرين على بالي؟‬
‫• و من أخبرك بأني لم أشتق إليك مثال ؟ أو أنك لم تخطر على بالي؟ عدم بوحي باألمر ال يلغي وجوده ‪,‬‬
‫أليس كذلك؟‬
‫• إنه صمتك يا فتاة‬
‫• الصمت قنطرة محايدة ‪ ..‬ال يمكنك أن تستند على الصمت كحجة إللغاء الحقائق‬
‫• ال ألغي أية حقائق‪ ،‬أريد فقط أن أستكشف ما تسمينه كتمانا‬
‫• ليس كتمانا بالمعنى الحرفي ‪,‬ما الذي تريد أن تعرفه أنت؟‬
‫• كل شيء يربطك بي‪ ،‬الحقائق‪ ،‬من أنا بالنسبة لك؟‬
‫• حسنا ‪ ,‬أنت تعني لي الكثير‬
‫كيف؟‬ ‫•‬
‫ما الغير واضح في األمر؟‬ ‫•‬
‫لم أتوصل بعد باإلجابة بعد ‪ ,‬كيف أني أعني لك الكثير؟‬ ‫•‬
‫محادثتك تضفي الشغف في يومي ‪ ,‬الكثير من التفاصيل المتعلقة بك تأثر بي‬ ‫•‬
‫فتاتي كتومة جدا‬ ‫•‬
‫علمني البوح اذن‬ ‫•‬
‫تستطيعين‪ ،‬ال أقدر على تعليمك‪ ،‬أنت أستاذة في التعبير‪ ،‬فقط يجب عليك أن تمتلك اإلحساس و الرؤية‪ ،‬أنا أرى نفسي معك من هنا‬ ‫•‬
‫أنطلق في البوح‬
‫ال أعتمد على هذا الجانب مني كثيرا‪.‬‬ ‫•‬
‫أتذكر هذه القصيدة يا عزيزي ؟‪ ,‬أم أنك نسيتها مثلما ينسى مسافر حقيبة سفر في محطة لن يعود إليها مجددا‬
‫؟ يا وطني الخائف من الحب و الثورة ‪ ,‬ألم تحن لدرويش و قصائده و الشتياقي إليك و ترددي عليك مغتربة‬
‫خانتها األوطان جميعها ؟‬
‫• بماذا أحسست وأنت تقرئين هذه القصيدة؟‬
‫• قصيدة تجعلك تعيش مع تفاصيلها‬
‫• وكيف كانت تفاصيلها بالنسبة لك؟‬
‫• جميلة بما يكفي كي أحبها‬
‫• وأنا زاد حبي لها حين أحببتِها‪ ،‬والقصيدة زادتني حبا فيك ألنها جعلتك تحبين ما أحبه‬
‫• حقا؟‬
‫• نعم‪ ،‬يعجبك دائما التأكد من كلماتي أليس كذلك؟‬
‫• نعم‬
‫• هل تصدقين كلماتي لك؟ ال ينتابك الشك حول شخصي مثال؟‬
‫• نعم ‪ ،‬طبعا أصدقها ‪ ,‬كن كما أنت دائما !‬
‫• وإن تغيرت‪ ،‬هل يغير هذا شيء فيك؟‬
‫• كيف ستصبح مثال؟‬
‫• شرير‬
‫• ال أظنك تستطيع‬
‫• لماذا؟‬
‫• لما قد تكون شريرا؟‬
‫• ألن الحياة خلقت لألشرار‬
‫• ال ‪ ,‬لم تخلق لألشرار إطالقا ‪ ,‬الحياة خلقت لنا جميعا‪ ,‬أعلم بأن العالم مليء بالشر لكنني الزلت أعتقد بأنه‬
‫ال أحد اختار أن يكون كذلك‪.‬‬
‫• إن كل إنسان يا سيدي بحاج ٍة إلى ملجأ يشعر فيه بالحنان واألمان‪ .‬دوستويفسكي‬
‫الجريمة والعقاب و أنا أتعامل معك على أنك هذا الملجأ‬
‫• كيف أكون كذلك؟‬
‫• ال أعلم‪ ،‬تعاملي معك يقول لي هذا‬
‫• لكن أين يتجلى األمان هنا بيننا نحن ؟‬
‫• كل األشياء التي تربطني بك تبعث على األمان ‪ ,‬أحس بك قريبة مني‪ ،‬أحس بنفسي أنا أيضا ملجأ لك‪،‬‬
‫أحس أني جزء من عالمك الجميل‬
‫• من أخبرك بأن عالمي جميل؟‬
‫• عالمك جميل‪ ،‬دائما ما أمر من هناك عندما أتوه عن عالمي قليال‬
‫• و كيف تصدق بأنه كذلك ؟‬
‫• ألني أصدقك‬
‫• عالمي ليس مبهج بذلك القدر‬
‫• عالمك الخاص ليس مبهج‪ ،‬كيف ال وهو مليء بالورود والفراشات؟‬
‫• و ألني أحبها أريدها أن تكون في عالمي و إن لم يكن مبهج ‪ ,‬أتدرك الفرق اآلن ؟ فاطمة التي تحدثك‬
‫غير التي يعرفها كل على حدة في محيطها ‪ ,‬أغادرني من جسد آلخر ‪ ،‬األمر يشبه انسالخ الفراشة من‬
‫حياتها كيرقة في الخارج و عودتها إليها من جديد حين يبتعد الجميع ‪ ،‬حين أكون وحدي‪.‬‬
‫• إذن غادري جسدك اآلن وكوني معي في جسدي‬
‫• لنعش في جسد فراشة ‪ ،‬ما رأيك؟‬
‫• الفراشة تعيش عمرا جميال لكنه قصير‪ ,‬سأكون معك إن وافقت أن تطيري معي ‪ ,‬لنحلق معا في أجسام‬
‫الحمام‬
‫• فلنفعل إذن‬
‫• فاطمة‪ ،‬أحبك بهزائمك بانتصاراتك‪ ،‬أحبك كما أنت‪ ،‬بظاهرك و خارجك‪ ،‬بصغر سنك وكبر عالمك‪،‬‬
‫بشكلك وحجمك‪ ،‬كوني قوية بنفسك التي كانت سببا لحبي لك‬
‫• و أنا أحبك بكل ما فيك محمد‬
‫• ليلة سعيدة فاطمة‬
‫• حسنا ‪ ،‬لكن قبل هل أنت بخير محمد؟‬
‫• هل أنا مهم عندك إلى هذا الحد؟‬
‫• نعم‬
‫• إلى أي حد؟‬
‫• فيما تهمك الحدود ما دمت تنتمي؟‬
‫• لمعاينة الحدود إن كانت تتمدد أو تتقلص‪.‬‬
‫• حدود السماء‬
‫• إجابة فضفاضة من فتاتي الجميلة‬
‫• ماذا فهمت من هذا اللقب؟‬
‫• ما الذي قصدته أنت منه؟‬
‫• لكل رجل فتاة‪ ،‬وأنت فتاتي‬
‫• و كم يكون في العادة للرجل من فتاة؟‬
‫• واحدة‪ ،‬ومن ثم يكبر العدد على حسب عدد بناته‬
‫• و كيف يتعرف الرجل على مالمح فتاته؟ كيف يعرف بأنها هي المنشودة ؟‬
‫• لن يستطيع أن يجزم بمعرفتها ال من قريب وال من بعيد‪ ،‬عن نفسي‪ ،‬هناك مواقف على الشخص أن يثبت‬
‫نفسه فيها‪ ،‬بعد اإلثبات يأتي اإلحساس‪ ،‬بعد اإلحساس يأتي التأكيد‪ ،‬لكن ال نتحدث عن اليقين إال بعد تراكم‬
‫الزمن والتجارب ‪,‬أما أنت فهي معاناتك‪ ،‬مناعتك‪ ،‬قتالك‪ ،‬صمودك‪ ،‬صالبتك‪ ،‬غموضك‪ ...‬كلها ملتمح‬
‫جذبتني نحوك‬
‫• لكن ماذا ان كانت فاطمة في الواقع مختلفة عن هذه ؟‬
‫• لماذا دائما لديك هذا الهاجس؟‬
‫ألننا عندما التقينا افترقنا ‪ ,‬كانت عند نقطة البداية نهاية األنشودة و عدت يومها إلى غرفتي على عجل كي‬
‫أكتب لك رسالة توديع طويلة يا وطني الجريح ‪ ,‬رسالة ربما لن يقدر لك أن تقرأها أبدا‬
‫الرسالة الأولى‬
‫قلب محمد‬ ‫ي‬ ‫إىل العزيز عىل‬
‫ُ‬
‫التقينا اليوم ‪،‬كنت أهدأ من أحدثك عن تفاصيل يوم ‪ ،‬عن حكايات الصغية العميقة جدا ‪ ،‬كنت أ ر‬ ‫ُ‬
‫كي‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫خطوتي ‪ ،‬لم‬ ‫ر‬ ‫برودة من يناير و كنت مرتعبة كشهر مارس ‪ ،‬لم يكن من الممكن أن نتجاوز كل ما حدث يف‬
‫نلتحم بهذه البساطة ‪ ،‬عندما لمحتك من بعيد للوهلة األوىل أردت‬ ‫ُ‬ ‫يكن ليقفز أحدنا إىل ضفة اآلخر يك‬
‫اج دون أن ألتفت إليك ‪ ،‬كنت مرتبا جدا تحمل عىل إحدى يديك معطفا لم أركز فيه كث ريا‬ ‫أن أعود أدر ي‬
‫يجرفب معه حيث ال أعلم يىل موطنا ‪ ،‬لم يكن لقاءنا ملهما ‪ ،‬لن‬ ‫ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫‪،‬تبدو هادئا و كان الصمت نهر أخرس ن ي‬
‫صامتي كأي‬ ‫ر‬ ‫صامتي ‪،‬‬
‫ر‬ ‫يكتب عنا الشعراء و لو قصيدة و لن يتغب بما بيننا أي طفل أو عجوز ‪ ،‬كنا‬
‫تبدو شغوفا جدا بعمر الدقائق الفاصلة بيننا‬ ‫األخية ‪ ،‬لم ن ن‬
‫ر‬ ‫للوهلة األوىل ‪ ،‬و ربما قد تكون‬ ‫ن‬ ‫يلتقيان‬
‫غريبان ُ‬
‫الطالب‬ ‫ن‬ ‫األربعيب يف الطاولة المجاورة ‪ ،‬جدال‬‫ي‬ ‫و ال يت ‪ ،‬كنت تنظر يف االتجاهات جميعها ‪ ،‬الرجل‬
‫التأت ‪،‬‬ ‫من‬ ‫بكثي‬
‫ر‬ ‫قهوتك‬ ‫ب‬ ‫تش‬ ‫المتغي ‪ ،‬تفقدك لهاتفك أرب ع مرات منذ جلوسنا ‪،‬كنت ر‬ ‫ر‬ ‫حول قيمة‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫يمض ‪ ،‬و الصمت مخيم بيننا ‪ .‬أردت أن أعاتبك قليال ‪ ،‬بل‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫بارتباك ‪ ،‬الوقت‬ ‫ن‬ ‫بأصابع‬
‫ي‬ ‫أعبث أنا‬
‫مضت دون أن أنبض داخلك‬ ‫ن‬ ‫الدقائق‬
‫ن‬ ‫لكثي من الوقت ُ ‪ ،‬جملة من‬ ‫ر‬ ‫تفتقدت‬
‫ي‬ ‫تتفقدت و لم‬
‫ي‬ ‫كثيا ألنك لم‬
‫ر‬
‫أت الزلت يف هذه األرض اواصل‬ ‫كحدث مستعجل ‪ ،‬كطارئة ال تقبل التأجيل ‪ ،‬كل ما كنت تعرفه ن‬
‫عب‬
‫ي ي‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫التحام تارة أخرى ‪ ، ،‬أردت أن أعاتبك ألنك ال‬ ‫ي‬ ‫تفكك تارة تم‬
‫ي‬ ‫نهوض من جديد و‬ ‫ي‬ ‫سقوط و‬ ‫ي‬ ‫تعيي و‬
‫ن‬
‫لنفس ‪ ،‬عن‬ ‫ين‬ ‫الب ضمدتها‬ ‫كدمات ي‬
‫ي‬ ‫تدري عن كل ما حدث ‪ ،‬كل ما اجيته وحدي ‪ ،‬أنت ال نتعلم شيئا عن‬
‫خوف من‬ ‫ي‬ ‫خطوات المرتعبة يف الشارع ذات يوم ‪ ،‬ال تدري مقدار‬ ‫ي‬ ‫الب التأمت رغما عنها ‪ ،‬عن‬ ‫كسوري ي‬
‫عاطفة جامحة مثلما أكنها إليك ‪،‬‬
‫أحببت عينيك و تفاصيل يديك و رسحت فيهما ذات دقيقة ‪ ،‬تردد نفس الصوت من جديد "لن •‬
‫بفكرة كهذه أو حب نطقها بصوت‬ ‫ُ‬ ‫االعياف‬‫ُ‬ ‫يحدث األمر ‪ ،‬لن نكون معا لن نلتحم" يصعب‬
‫ُيسمع ‪،‬ألن الحقائق ُيشعر بها و حسب ‪ ،‬الحقائق ال تنطق بل تطبق و ينتىه األمر كأنه لم يكن ‪،‬‬
‫ن‬
‫الب جمعتنا معا ‪ ،‬لم ُيقدر لنا أن نعي المحيط يدا يف يدا و ال أن يغرق‬ ‫ي‬ ‫سيياجع الماء عن السفينة‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫العصافي يف أرواحنا‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫بخي‬‫ر‬ ‫لنا‬
‫ز‬ ‫ال‬ ‫منا‬ ‫د‬ ‫ما‬ ‫اآلن‬ ‫ق‬ ‫نفي‬ ‫أن‬ ‫يجب‬ ‫ننجو‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫اآلخر‬ ‫ظلمة‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫كل منا‬
‫مسامب بك و أحبك‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫فتتش‬ ‫أكي‬ ‫الزالت تؤمن بأنه ما للسماء من سقف ‪ ،‬قبل أن أغرق فيك ر‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫اشات الملونة ‪ ،‬أحبك طفلة و مراهقة ‪ ،‬لكن ال‬ ‫ووطب و فر ي‬ ‫ي‬ ‫إت أفعل اآلن أحبك أكي من ي‬
‫لغب‬ ‫بل ي‬ ‫أكي‬
‫يمكن لألمر أن يحدث ‪ .....‬ابحث لنفسك عن فتاة تعزف الكمان و تجيد فن الحديث ‪ ،‬تعبث‬
‫ن‬
‫ه تحدثك بأناقة عن اهتماماتها األدبية بفلسفة القرن الماض ‪ ،‬فتاة لن تفرط يف‬ ‫ي‬ ‫بشعرها و‬
‫ستنتس بربيعها و بهجتها و ألوانها ألنك رجل يا عزيزي ‪ ،‬و الرجال ميالون نحو‬ ‫ر‬ ‫كثيا لكنك‬‫ر‬ ‫حبك‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫كل مبهج مزيف ‪ ،‬أما ن‬
‫مع يف جيب سي يت و‬ ‫ستعيش‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫العالق‬ ‫أيها‬ ‫أحبك‬ ‫كنت‬ ‫مثلما‬ ‫لت‬ ‫ز‬‫ال‬ ‫فإن‬ ‫عب‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي ن‬ ‫ن‬
‫خلوت بعد الرابعة صباحا ‪....‬‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫تمتمب‬
‫ي‬ ‫و‬ ‫لغب‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫كتابات‬
‫ي‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫و‬ ‫األيش‬ ‫صدري‬ ‫جانب‬ ‫ف‬‫ي‬
‫أحبك ‪• ❤..‬‬
‫هنا تنتهي حكايتنا •‬
‫• هل كل المراسالت التي كانت تسافر في السماء عبر الحمام قبال كانت مصدر للشك فاطمة؟‬
‫• ال ‪ ،‬بل كانت صادقة ‪ ,‬صدق الحمام‪.‬‬
‫• حقا ال أعلم تفاصيل جسمك كأنثى‪ ،‬ال أعلم طولك وقوامك وكل التفاصيل التي أرغب في معرفتها كرجل‪،‬‬
‫لكن‪ ،‬كأنا‪ ،‬أعرف تفاصيل روحك الطيبة‪ ،‬أومن بتقاطيع نفسك التي تشبهني كثيرا‪ ،‬رغم اختالف ألسننا‪،‬‬
‫فهناك العديد من األشياء التي تجمعنا‪.‬‬
‫• نعم الكثير من التفاصيل تجمعنا‬
‫• هل قمت باإلجابة على سؤالك؟ هل نعتك بفتاتي يجعل من هذا النعت مشكال لديك؟‬
‫• أحببت النعت ‪ ,‬أقصد كثيرا‪ .‬لكنني الزلت أخاف أن أفرط في العاطفة كما أخبرتك‬
‫• هل تحسين بشيء تجاهي؟‬
‫• فيما يشبه االنتماء بالوطن ‪ ،‬نعم‬
‫• كيف؟‬
‫• ال أدري كيف‬
‫• ال يوجد إحساس يضاهي االنتماء للوطن ‪ ,‬أشكرك‬
‫• قبل منصف الليل بنصف ساعة عاطفة جامحة دفعتني ألكتب لك دون إنذار مسبق ‪ ,‬دون ترتيب و دون‬
‫مراوغة‬
‫• عزيزي ‪ ،‬الوطن اآلمن ‪ ،‬محمد‬
‫كيف يقف المرء على حافة الحب و يقع دون تفكير في العواقب ؟كيف نغرق دفعة واحدة دون استعداد‬
‫مسبق لذلك ؟كيف نُعبر ؟و كيف يمكن لكلماتنا أن تستغل شرودنا لتطفو على السطح ؟ أحبك ‪ ،...‬أحبك يا‬
‫وطني المتنقل ‪ ،‬أحب تفاصيل الحديث معك ‪ ،‬نبرة صوتك ‪ ،‬أحب اشتياقك إلي و انتمائي إليك ‪ ،‬و يحدث‬
‫أن يبدو األمر مخيفا لفتاة مثلي تفرط في كل شيء ‪ ،‬في التدقيق في تفاصيل األحداث ‪ ،‬في التفكير ‪ ،‬في‬
‫الصمت ‪ ...‬و أخال مرة أخرى أن أفرط في الغرق في تفاصيلك الصغيرة و أن ال أنجو بعد ذلك ‪...‬‬
‫من ضفة العالم حيث ال أنتمي ألي وطن غيرك ‪،‬أكتب لك بكثير من العاطفة ‪ ،‬دون خوف أو تردد في‬
‫االعتراف بأني أحبك ‪ ،‬كما أنت ‪ ،‬أحبك وطنا كامال ‪ ،‬بحروبك و هزائمك ‪..‬‬
‫• وأنا أيضا أحبك يا فتاتي‪ ،‬تخسغشم أطاس= أحبك كثيرا‬
‫• شكرا لك فاطمة على كل هذه الكلمات الجميلة‪ ،‬الرقيقة‪ ،‬كلمات رسمت على وجهي ابتسامة وجعلت قلبي‬
‫ينبض على وقعها‪ ،‬ألم أقل لك أنك فنانة‪ ،‬مبدعة في كل شيء حتى في طريقة حبك لي راقت لي‬
‫• صدقني أن ال أجيد التعبير عن عواطفي كثيرا ‪ ,‬لكنني حاولت‬
‫• منذ متى وأنت تحسين بهكذا أحاسيس فاطمة؟‬
‫• ال أدري بالضبط‬
‫• وماذا عن نبرة صوتي‬
‫• أحبها‬
‫• اآلن أعدي لي حضنك كي أنام‪ ،‬سوف ألجأ إليك كما تفعل قطتك ‪ ،‬أريد أن أنام فيك وعلى وقع كلماتك الجميلة‪،‬‬
‫بك أنا قوي يا فتاتي‬
‫كانت هذه الرسالة أعلى من سقف قدراتي على التعبير ‪ ,‬لكنني تعاملت معها كسهم أردته أن يصيب الهدف وحسب‬
‫خشيت أن ينقلب السهم إلي في لحظة ضعف حينما تهتز يداي أو ربما عندما يرتعد قلبي ‪ ,‬الحب هو الصراع الوحيد‬
‫الذي صمد رغم أنف التاريخ و المجتمع ‪ ,‬هو األزلي و األبدي في اآلن ذاته ‪ ,‬هو الجالد و الضحية هو المزيج‬
‫الوحيد بين األسود و األبيض الذي ال يفضي للرمادي ‪ ,‬أحببتك يا عزيزي بكل ما استطعت و منحتك ما تبقى لدي‬
‫من عاطفة و شغف ‪ ,‬لكن و رغم صدق ما جمع بيننا ‪ ,‬رغم تكامل أجزاءنا بعضها ببعض لم يقدر للسفينة أن تستمر‬
‫باإلبحار كان على أحدنا أن يقفز كي ينقذ اآلخر‪.....‬‬
‫س ِجلت فيها العديد من األحاسيس الجميلة‬
‫• اليوم‪ ،‬في الصباح الباكر‪ ،‬استيقظت وأنا مختلف تماما‪ ..‬فبعد ليلة جميلة ُ‬
‫التي أخذتني وسافرت بي إلى قرية فوق الجبال في مكان بعيد‪ ،‬التقيت بها تلعب مع الفراشات وتغني في مرج‬
‫مليء بالزهور‪ ،‬فتاة اتخذت من الطبيعة وطنا‪ ،‬تحت شجرة كبيرة جلسنا أنا وهي ممسك بيدها أتحسس وجهها‬
‫البهي بأناملي‪ ،‬أتحسس شعرها المنساب على كتفيها وأنا ممسك بزهرة بيضاء كي أغرسها بين ضفرتي شعرها‬
‫الذهبي‪ ،‬أحضنها إلي و أقبلها‪ ،‬إنها القبلة األولى التي تختصر كل شيء‪ .‬خيالي هذا الذي سافر بي وأخذني إليك‪،‬‬
‫خيالي هذا الذي أكتب به لك‪ ،‬و واقعي الذي يقول أنني أشتاق لك‪ ،‬أفكر فيك‪ ،‬أعشقك يا فتاتي‪ ،‬أحببتك و أحبك‬
‫اآلن وغدا‪ ،‬تخسغشم‬
‫• ليست الطبيعة وطني ‪ ،‬بل أنت وطني️♥ ‪.‬أحبك ‪ ،‬أحبك بكل ما اوتيت من يقين في هذه العاطفة‬
‫• أحبك كثيرا ‪ ,‬ليلة سعيدة فتاتي الجميلة‪ ،‬أتمنى لك كل التوفيق غدا في امتحانك ‪,‬نامي وإرتاحي أيضا عندما‬
‫تتعبين‪ ،‬سأنتظر في حلمك تحت هذه الشجرة سأشتاق لك !‬
‫• سأكون هنالك ‪ ،‬تحت تلك الشجرة أنتظرك ليلة سعيدة محمد ️♥ أفرط في الحلم كثيرا ‪.‬أحبك 🧡‬
‫أ تدري اآلن لما من الصعب التخلص منك من ذاكرتي ألننا لم نكن نتبادل الرسائل وحسب ‪ ,‬كنا نتعانق بين‬
‫النصوص ‪ ,‬كان كل منا فسحة هادئة لآلخر وسط ضجيج طلقات الرصاص ‪ ,‬كنت اؤمن بك كما يؤمن قارئ بنهاية‬
‫المأساة في حكاية طويلة ‪ ,‬أردت يا عزيزي من خاللك أن أستعيد قدرتي على التصديق بمثل هذه العاطفة التي‬
‫تدفعنا للتضحية و التمني و بناء األمل من جديد و من جديد‬
‫• عزيزتي اشتقت إليك‪ ،‬أين أنت؟‬
‫• و أنا اشتقت إليك ‪ ,‬أنا في غرفتي وحسب‬
‫• حقا ؟‬
‫• هل تشكك في ذلك؟‬
‫• ال أبدا‪ ،‬فقط اريد أن أسمعها منك مرارا وتكرارا‬
‫• نعم ‪ ،‬اشتقت إليك و أشتاق إليك اآلن و بعد دقيقة من اآلن سأشتاق إليك أكثر‬
‫• ما زلت ال أصدق أن الفتاة التي أخبرتها بإعجابي بها و أجابتني بكل برودة وغموض اآلن أضحت‪ ،‬تشتاق لي‬
‫وتحبني في الوقت نفسه‬
‫• ههه أنا أجبتك ببرود؟‬
‫• نعم ‪ ,‬ربما لكنني لم أقصد ذلك‬
‫• ال بأس‬
‫أريد حضنك كي أرتاح فيه‪ ،‬أريدك أن تداعبي شعري كي يزول عني هذا العياء‪ ،‬أريد أن تشحني بطاريتي‬
‫بكلماتك الرقيقة‪ ،‬الصادقة التي تبعث في البهجة و السرور‪ ،‬ممكن؟‬
‫• طبعا ‪ ,‬ممكن ‪ ،‬يا قلبي أنت ‪ ,‬ألم تقل بأنني ملجأك؟ سأكون هنا من أجلك متى ما استنزفتك الحياة و‬
‫أرهقتك الدروب‬
‫• نعم‪ ،‬أنت ملجئي الوحيد‪ ،‬سأنام بعد قليل‪ ،‬لكن قبل هذا أريد أن أستغل الوقت معك‪ ،‬لكن تبدين لي‬
‫مشغولة‪ ،‬غدا لديك اختبار في مادة اللغة‬
‫• ال بأس ‪ ،‬لندردش اآلن قليال بعدها خذ أنت قسطا من الراحة و أنا سأستأنف مراجعتي‬
‫• حسنا‪ ،‬وأنا بين أحضانك‪ ،‬ماذا يمكنك قوله لي؟‬
‫• الزلت اؤمن بأن اللحظات الجميلة ال نقول فينا شيئا‬
‫• يعجبني النظر في عينيك الصغيرتين ‪ ,‬التعمق فيهما‪ ،‬الغوص في أعماقهما وصوال لروحك الفتية ‪.‬‬
‫• مرحبا بك في عيني و قلبي و روحي و تفاصيلي جميعها‬
‫• كيف حالك؟ كيف هي روحك؟ كيف هو التغيير الذي صنعه حبنا فيك؟‬
‫• بت أحس باالنتماء لكل األشياء حولي ‪ ،‬أتفقد محادثتنا من الحين لآلخر ‪ ,‬أفكر فيك كثيرا‪ ,‬أشتاق إليك و‬
‫على هذا األساس يمضي يومي‬
‫• أنا‪ ،‬أفكر فيك‪ ،‬من ثم أشتاق لك‪ ،‬أتخيلك في كثير من األحيان‪ ،‬أرسم تفاصيلك في ذهني‪ ،‬أضحك‪ ،‬أشتاق‬
‫لك من جديد‪ ،‬أقتبس من لهجتك‪ ،‬أزور صورك‪ ،‬أشتاق لحضنك‪ ،‬أداعب شعرك‪ ،‬أتحسس وجهك‪ ،‬أتأمل‬
‫شفتيك‪ ،‬أقبلهما في مخيلتي‪ ،‬تضحكين‪ ،‬ثم أضمك‪ ،‬أفكر في مستقبل فيه أنت بجانبي‪ ،‬مقاتلتي التي تمدني‬
‫بسيفي وأنهض من جديد‪ ،‬المهم‪ ،‬أنت هي كل شيء بالنسبة لي‪ ،‬أنتظر استعدادك كي تختاري طريقك معي‬
‫• أنا أبصرك في تفاصيل األمكنة حولي ‪ ،‬أشرد من حين إلى حين في مالمح األشخاص عساني أختلس‬
‫النظر إليك من خاللهم ‪ ،‬ال أعلم كيف يقع اآلخرون في الحب ‪ ،‬لكنني أحبك‬
‫• على وقع هذه المشاعر سأنسحب كي أنام فيك‪ ،‬سأتركك تكملين دراستك‪ ،‬كل التوفيق عزيزتي فاطمة في‬
‫اختبارك غدا‬
‫• كل التوفيق لك أيضا ‪,‬ليلة سعيدة عزيزي‬
‫• الرسالة الثانية‬
‫• عزيزي محمد ‪ ،‬أرجو أن تكون بخير ‪ ،‬كيف حال النبيذ معك و ليالي الغزل و الشعر و األنس بالقصائد‬
‫؟ كيف حال الحياة في عينيك اليوم ؟ أال زلت كما كنت منغمسا في عملك الممل ذاك ‪ ،‬تبحث دائما عن‬
‫كيف تتجرد من واقعك المميت كي تعيش فنانا يحلق في األفق البعيد و يكتب سطورا حرة في حالة‬
‫سكر ‪ ،‬من المؤلم جدا أن أكتب لك من جديد و من المستحيل أن ال أفعل ‪ ،‬أشهر مضت بينما أحاول‬
‫التخلص من بقاياك التي قد تسللت لتصدعات قلبي المنكسر لكنني و في كل مرة أفشل ‪ ،‬أجدك الزلت‬
‫عالقا بي كلعنة أصبت بها في حياتي السابقة لعنة الحقتني إلى اليوم ‪ ،‬من المؤسف جدا أنه قدر علينا أن‬
‫نفترق بمثل هذه الطريقة الباردة ‪ ،‬لم يحدث شيء بيننا ‪ ،‬لم نتخاصم و لم نصرح بل لم نتحدث‬
‫حتى فقط اسدل الستار على الشخصيات قبل نهاية المسرحية ‪،‬و لم يفهم أي من الحاضرين ما حدث ‪...‬‬
‫منذ آخر رسالة بيننا و أنا مصابة بندبة في روحي من الداخل ‪ ،‬ندبة تكبر يوما بعدا يوم و تنهشني رويدا‬
‫رويدا في كل لحظة تمضي ‪ ،‬أكاد من فرط الحزن أنتهي ‪ ،‬كسيجارة تتحول إلى العدم في الدخان مع كل‬
‫نفس تلتقطه ‪ ،‬كل التفاصيل حولي تذكرني بك وحسب ‪ ،‬أضواء الشارع المنطفىء ‪ ،‬النجوم ليال ‪،‬‬
‫خربشة طفل صغير ‪ ،‬أغاني ايدير ‪...‬‬
‫ليلتك سعيدة يا عزيزي ‪ ،‬أردت أن أكتب إليك أكثر لكنني منهكة جدا من البكاء و التعب‬
‫• فاطمة أريد أن أفهم كيف تفهمين عالقة الرجل بالمرأة؟‬
‫• المرأة و الرجل كل منهما يكمل نقص اآلخر ‪ ,‬نوع من الترابط روحي‪.‬‬
‫• و ماذا تسمين هذه العالقة الي تجمعنا؟‬
‫• مواساة من الحياة عن هزائمنا السابقة ‪ ,‬ما الذي تعتقده أنت؟‬
‫• مشروع شراكة حياة‬
‫• ماذا عن عالقة الرجل بالمرأة بصفة عامة؟‬
‫• تكامل‪ ،‬دعم‪ ،‬سند‪ ،‬قوة و بناء‪.‬‬
‫• و ماذا عنا نحن ؟‬
‫• بالنسبة لي أراك معنى أهداه لي الكون كي أعيش به‪ ،‬كمن يقول لي‪ ،‬هذا الشخص لك‪ ،‬اعتني به‬
‫• ما الذي غيره هذا المعنى فيك أنت؟‬
‫• غير في الكثير‪ ،‬غير ذلك االستقرار الرتيب إلى حالة متغيرة متعلقة بك مثال‪ ،‬غير إحساس العادي إلى‬
‫غير ذلك حسب قربك أو بعدك لي ومني على التوالي‪ ..‬غير أنني أفكر فيك عكس ما كنت أفكر به من‬
‫قبلك‪ ,‬ال أعلم البتة إن كنا أصدقاء‪ ،‬معارف‪ ،‬عزيزان‪ ،‬متحابان‪ ،‬مرتبطان عاطفيا أم أن هذه فقط تبقى‬
‫ألقاب ما يجمعنا أقل أو أكثر من هذا بكثير‬
‫اسئلة كثيرة تراودني ‪ ,‬ال أعلم إن اشتهيت تقبيلك يحق لي ذلك أم ال‪ ,‬ال أعلم إن كان يحق لي اإلمساك من‬
‫يديك ودفنك في حضني كمن يحتضن نفسه في آن واحد‪ .‬ال أعلم شيء يا فتاة‪ ،‬ال أعلم شيء‪...‬‬
‫• و ما الذي كنت تفكر فيه قبلي؟‬
‫إن ما يجمع بيننا هو إنتماء يا قلبي أنت‬
‫• فقط فراغ و كثير من العمل على بناء الذات وتحقيق األهداف‪.‬‬
‫• يخيفني هذا االرتباك الذي صنعته في يا فاطمة ‪ ،‬لم أعهد أن أرى نفسي هكذا‪ ...‬لكن شكرا‪ ،‬لوالك لما‬
‫أحسست بهذه الفوضى التي مست حواسي‪.‬‬
‫• تخيفك هذه الفوضى؟‬
‫• نعم‪ ،‬ال أعلم إن كانت فاطمة تستطيع مجاراتي في أحاسيسي مثال‪ ،‬في التزامي‪ ،‬في ارتباطي‪ ،‬في تفكيري‬
‫وأفكاري‬
‫• في ماذا مثال؟‬
‫• لسنا مرتبطين لكي نخوض هذا النقاش ‪ ,‬لسنا في عالقة كما تعلمين‪.‬‬
‫• نعم ‪ ,‬حسنا ‪ ،‬كما تريد‪.‬‬
‫• دورك‬
‫• هل تظن بأن هذه الشرارة ستنطفئ؟‬
‫• ال ‪ ,‬أظن أننا دائما على توافق ووفاق‬
‫• دورك‬
‫• هل ستتوقفين عن حبي إن علمت أنني إنسان مادي‪ ،‬ال أومن باألديان؟‬
‫• كيف ؟ أ تقصد المعنى الحرفي للجملة؟‬
‫• نعم‬
‫• و كيف يكون اإلنسان ماديا ؟‬
‫• يؤمن بأن هناك جحيم واحد‪ ،‬فوق األرض فقط‬
‫• سأقنعك بديني إذن‬
‫• لكن لماذا؟‬
‫• لكي ال تؤمن بالجحيم ‪ ,‬لما سنؤمن به مثال؟ ما دمنا نستطيع أن نحيا و نحاول ‪ ،‬نرتطم ‪ ,‬تم ننتصر ربما و‬
‫ربما ننهزم لكن لن نؤمن بالجحيم ‪ ,‬كل ما حاولك يدعوك كي تحبه ‪ ،‬الفراشات ‪ ،‬األقحوان في الربيع ‪،‬‬
‫مالمح العجائز ‪ ...‬لما تخشى هذا الكم من المشاعر إذن؟‬
‫• أقصد أني ال أومن باألديان‪ ،‬ال أومن بوجود الجنة وجهنم في حياة أخرى‪ ،‬ال أومن أن هناك حياة بعد‬
‫الموت‬
‫• لكنك تومن بوجود هللا؟‬
‫• الخالق‪ ،‬نعم‪ ،‬لكن ليس بذلك الخالق المعرف في األديان‬
‫• إذن أنت ال تؤمن بأي دين؟‬
‫• ال ‪ ,‬ال أفعل ‪ ,‬لم تجيبي على سؤالي بعد‬
‫• نعم أحبك يا محمد ‪ ,‬لكن األمر مربك بالنسبة لي‬
‫• لما؟‬
‫• ألني اؤمن باهلل و أعتقد به كثيرا ‪,‬اؤمن به بقلبي و وجداني ‪ ,‬هو أمر ال يحتاج بالنسبة لي ألية أدلة ‪ ,‬ال‬
‫عالقة لألمر بالعقل فالحياة ليست مجرد معادالت رياضية نحبها حينما نفهمها ‪ ,‬هي أكبر من ذلك و‬
‫أعمق من ما نراه بكثير ‪.‬‬
‫• لن أتدخل بمعتقداتك أبدا فاطمة ‪.‬‬
‫• حسنا‬
‫• دورك‬
‫• ما الذي يخيفك؟‬
‫• أن أتقاسم يومي مع أناس ال أنتمي لهم ‪ ,‬ماذا عنك ؟‬
‫• أخاف أن ال أشبهني في يوم ما ‪ ,‬أخشى أنا ال أكونني رغما عني ‪.‬‬
‫بكيت ليلتها كثيرا ‪ ,‬بكيت يا عزيزي لوجود حاجز آخر بين نهرينا ‪ ,‬كال من المسافة و الدين كان يحول بيننا‬
‫كي نلتحم ‪ ,‬شعرت بالعجز أمام ما أدركته في تلك اللحظة‬

You might also like