Professional Documents
Culture Documents
ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻷﻭﱃ
١٤٤٤ﻫـ ٢٠٢٣ -ﻡ
ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﺍﳍﺎﴰﻴﺔ
ﺭﻗﻢ ﺍﻹﻳﺪﺍﻉ ﻟﺪﻯ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﳌﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
)(2022/9/4826
922,12
ﺻﺒﺢ ،إﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﺎﺟﺲ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ
ﺷﯿﺦ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ ﺻﻼح ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺨﺎﻟﺪي :ﺣﯿﺎﺗﮫ وآﺛﺎره /إﺑﺮاھﯿﻢ ﺑﺎﺟﺲ
ﻋﺒﺪ اﻟﻤﺠﯿﺪ ﺻﺒﺢ-.ﻋﻤﺎن :اﻟﻤﺆﻟﻒ2022 ،
) (320ص.
ر.إ(2022/9/4826) .
اﻟﻮاﺻﻔﺎت :اﻟﺘﺮاﺟﻢ //اﻟﺮﺟﺎل //اﻟﻤﻔﺴﺮون //اﻟﻘﺎدة اﻹﺳﻼﻣﯿﻮن/
يطلب من املؤلف
هاتف 00962788632925
بريد إلكرتوينibrahimbajis@yahoo.com :
إبراهيم باجس F
ﱫﮧﮨ ﮩﮪ ﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ
ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﱪ
[النمل]١٩ :
5
مقدمة ا�لكـتاب
فكأهن ـ ـ ــا وكأنـه ـ ـ ـ ـ ــم أح ـ ـ ـ ـ ــا ُم ثــم انقضــت تلــك الســنون وأه ُلهــا
ِ
ومن كل ما ُجع عن حياة الشيخ كان هذا الكتاب ،الذي نأمل أن يكون فيه أدا ٌء لبعض
حقه علينا.
وقد قسمت الكتاب فصلين:
حتدثت يف الفصل األول عن حياته االجتامعية ،فذكرت مولده ،ونشأته ،وأرسته،
ووالديه ،وإخوته وأخواته ،وزوجته وأبناءه وبناته .ثم حتدثت عن صفاته ،وحياته العلمية،
والرؤى واملنامات التي ُر ِئيت له. ٍ
ثم حياته العملية ،ووفاته وجنازته ،وما قيل فيه من مراثُّ ،
وخصصت الفصل الثاين للحديث عن مؤلفاته ،وقدَّ مت لذلك باحلديث عن منهجه
العلمي يف التأليف والتفسري .وقد قسمت مؤلفاته أربع َة أقسام:
موجزا ،أذكر فيه سبب
ً عرفت بكل واحد منها تعريف ًا
القسم األول :مؤلفاته املطبوعةَّ ،
تأليفه ومنهجه يف التأليف ،وأبواب الكتاب وفصوله ومباحثه.
يكمل ،والعمل ٍ
جار اآلن من القسم الثاين :مؤلفاته غري املطبوعة ،ما ُ
كمل منها وما مل ُ
ولده الدكتور حذيفة مع بعض تالمذة الشيخ إلكامل هذه الكتب ومراجعتها ،ودفعها للطباعة.
ومنهجا للكتابة فيها ،ثم مل يتيرس له إهناؤها
ً القسم الثالث :املؤلفات التي وضع هلا خطة
َ
ملشاغل رصفته عنها.
القسم الرابع :عناوين كتب أراد الكتابة فيها ،ومل يرشع يف ذلك ،النشغاله بغريها من
شمر عن ساعديه ،ويلبي رغبة الشيخ
الكتب .وقد بلغت هذه العناين العرشات .فعسى من ُي ِّ
هنجه الشيخ يف مؤلفاته.
يف الكتابة فيها ،عىل املنوال والنهج الذي َ
ولست حمللً
ُ مؤرخ وسارد لسرية الشيخ اخلالدة ،بإذن اهلل، وأنا يف كتايب هذا إنام أنا ِّ
ألحداث سريته ويومياهتا ،أو دارس ًا لنِتاجه العلمي ومؤلفاته ،أو ناقد ًا آلرائه وأفكاره،
وواض ًعا هلا يف امليزان ،وبيان ما هلا وما عليها .كام قال هو نفسه ’ يف مقدمة كتابه >سيد
قطب من امليالد إىل االستشهاد< فهذا جمال آخر ّ
يتوله الدارسون حلياته االجتامعية والعلمية
والعملية والدعوية .ولع َّلهم جيدون يف هذا الكتاب ما يشفي الغليل ،ويس ِّلط الضوء عىل
خمتلف اجلوانب من حياة الشيخ.
ويف اخلتْم أقول :هذا جهد ِّ
املقل ،العاجز الفقري ،أتى ببضاعة ُمزجاة من بحر علم الشيخ
خالصا لوجهه الكريم،
ً الصالح ،اخلالد بذكره وبعلمه… صالح اخلالدي .أسأل اهلل أن يتقبله
9
وأن يكون فيه وفا ٌء ،أو بعض وفاء ،حلق الشيخ علينا.
وما كتبته ما هو إال نبذة سطرهتا وفا ًء حلق الشيخ علينا وعىل طلبة العلم مجيع ًا ،وأرجو
اهلل أن أكون قد وفقت يف ذلك.
وأختم بام قاله صاحب الرتمجة يف مقدمة كتابه >البيان يف إعجاز القرآن< ،حيث قال:
>فهذه الدراسة أضعها بني أيدي القراء الكرام .فمن وجد منهم فيها فائدة أو ترتي ًبا أو إضاف ًة،
ً
مأخذا أو تقص ًريا، عيل بدعوة صاحلة .ومن وجد فيها
يتفضل َّ
وسيجد إن شاء اهلل ،فأرجو أن َّ
وسيجد ،ومن خالفني يف رأي أو نظرة أو حتليل ،وسيكون ذلك ،فأرجو أن يقدِّ م العذر وحسن
عيل فيخربين بذلك عىل عنواين املثبت يف الكتاب؛
يتكرم َّ
الظن والتأويل عىل غريه ،وأرجو أن َّ
إما هاتف ًيا أو خ ِّط ًّيا<.
أبو مالك
إبراهيم باجس عبد املجيد
عامن -األردن
ليلة احلادي والعرشين من رمضان عام 1443هـ
املوافق للثاين والعرشين من شهر أيار 2022م
هاتف00962788632925 :
بريد إلكرتوينibrahimbajis@yahoo.com :
إبراهيم باجس
الفصل األول
حياتـــــــه
13
اسمه ونشأته
((( اختلف علامء النسب يف ِص َّح ِة نِسبة عشرية اخلالدي إىل خالد بن الوليد ÷ ،فذهب بعضهم؛ كمصعب
ِ
خالد بن الوليد قد انقطع بموت مجيع أبنائه يف طاعون ب ِ
الزبريي وابن حزم وابن األثري وغريهم ،أن َعق َ
ِ
وغريهم ،إىل إثبات بقاء نسب عمواس ،وذهب آخرون؛ كاحلافظ ابن كثري وابن حجر العسقالين والسيوطي
خالد بن الوليد ÷ إىل زماهنم ،وبالتايل إىل زماننا هذا.
ِ
وقد كان الشيخ العلَّمة عبد الفتاح أبو غدَّ ة رمحه اهلل -وهو مَّن ينتسب إىل ِّ
ذر َّية خالد بن الوليد -يؤكِّد بقاء
بم َش َّجر الن ََّس ِ
ب املنتهي إليه. ِ
َعقب خالد بن الوليد إىل اليوم ،وحيتفظ ُ
14
ولم أخذ عو ُده يشتدُّ بعد ِس ِّن السابعة ،بدأ بمعاونة أهله يف مهنة الفالحة وإحياء األرض
َّ
بزراعة األشجار واخلرضاوات.
وكان إىل جانب ذلك طال ًبا ُ ِ
مدًّ ا يف املدارس النظامية ،درس يف مدرسة >حطني< املمتلئة
ِ
ب ُف ُحول الطالب من خمتلف مناطق مدينة جنني ،وملع ُ
نجمه يف املدرسة الجتهاده وعنايته
بالدراسة والتع ُّلم ،وحرصه عىل التفوق والنجاح.
وما إن بلغ الثامن َة من عمره حتى أقبل ً
إقبال ملحو ًظا عىل الدِّ ين عباد ًة وتع ُّل ًم ،فبدأ
بحفظ القرآن الكريم وتع ُّل ِم جتويده ،وواظب عىل ِ
إقامة الصالة يف بيته إما ًما بأهله ،مع املحافظة
والذكر والعمل الصالح ،متأ ِّث ًرا يف ذلك ببعض الرموز الدينية والعلمية يف مدينة عىل الصيام ِّ
زهري ِ
ان هلام جنني؛ كالشيخ أديب اخلالدي ،والشيخ نارص اخلالدي رمحهام اهلل .ومها شيخان َأ ِ َّ
جهو ٌد كبري ٌة يف الدعوة والتعليم ،باإلضافة إىل تأثره بالشيخ >عيل ا َمل ْل َمل أبو ُّ
الر ّب< الذي كان
جارا هلم.
ً
كام ُيعدُّ الشيخان اجلليالن أديب اخلالدي ونارص اخلالدي ،رمحهام اهلل ،من القدوات
ِ
وتشجيعه يني يف طفولته، ٍ
بشكل كبري يف توجيهه الدِّ ِّ البارزة يف حياة الشيخ ’ ،فقد أسهام
الرشعي .وكث ًريا ما كانا يقوالن له> :اجتهد يا صالح يف الدراسة حتى ِّ عىل االجتهاد يف العلم
ِ
لمه بأن تصبح شيخً ا كب ًريا ونُرس َل َك إىل مرص للدراسة يف األزهر< ،واستطاعا أن َي ُ
رسام ُح َ َ
يصبح شيخً ا أزهر ًّيا وداعي ًة إسالم ًّيا.
أن من أكثر األمور تأثريا فيه ت ِ
َسم َي َته بـ> :الشيخ صالح< ويذكر الشيخ ’ عن نفسه َّ
ً
وهو ما يزال دون العارشة من عمره ،وأنه كان يفرح كث ًريا هبذه التسمية حني يسمعها من فم
الشيخ أديب اخلالدي ،أو الشيخ نارص اخلالدي.
الكتب األدبية
َ كام مت َّيز ’ منذ صغره بحبه لألدب العريب قراء ًة وكتاب ًة ،وكان يستع ُري
املواضيع اإلنشائي َة الفريد َة يف املدرسة ،حتى َّ
إن أستاذ َ ويكتب
ُ من مكتبة املدرسة بشكل دائم،
اللغة العربية مل يكن يصدق أنه يكتب بمفرده دون مساعدة ،ويقول له> :هذا الكالم أك ُرب منك<،
ولذلك كانت درجاتُه يف مادة >التعبري واإلنشاء< َأ َق َّل الدرجات ،عىل غري ما كان يستحق!.
بمن هم يف مثل ِ
الفكر ُّي مقارن ًة َ ُضجه
ومما مت َّيز به ’ يف طفولته َو ْع ُي ُه الكب ُري ون ُ
عالقات َوطِيدةً ،وحيب
ٍ والشيوخ ،ويقيم معهم
َ عمره ،ولذلك كان ُيالِس املثقفني واألساتذ َة
15
أسرته
ٍ
حسنة يف مدينة جنني ،تتأ َّلف من َأبيه ذات س ٍ
معة صغرية ِ ٍ ٍ
أرسة عاش الشيخ ’ يف
ُ
>عبد الفتاح< و ُأ ِّمه >محْدة< ،وأخيه الشقيق الكبري >صالح< ،وأخته الشقيقة الصغرية >آمنة<.
ني مجي ًعا يف حياته ،رمحة اهلل عىل وجِي َل ُة ،ت ُُو ِّف َ وخ ِ
ري َّي ُة َ وات من أبيهَ :أنِيس ُة و َع ِري َف ُة ِ
وأربع َأخ ٍ
َ َ
اجلميع.
وكانت ُأرستُه فقري ًة َ ْ
ت َيى حيا ًة ريف َّي ًة َبسي َط ًة ،وتعتاش من تربية الطيور واألغنام وزراعة
احلقول بالقمح واخلرضاوات واحلبوب واألشجار املثمرة؛ من الزيتون والتني واللوزيات
وغريها ،وتسكن بي ًتا طينيا يف منطقة جبلية م ٍ
رشفة عىل مدينة جنني. ُ ًّ
الطيني الذي عاشوا فيه مكونًا من غرفتني فقط ،ويف خارج البيت مغار ٌة ُّ وكان البيت
فرن طينِ ٌّي تُستعمل لتخزين احلبوب ومبيت األغنام يف الشتاء ،ويف ِفن ِ
َاء البيت > َطا ُبون<؛ وهو ٌ
ُيستخدم للخَ ِبز ِّ
والشواء.
اإلرشاف عىل شؤوهنم والعناي َة هبم.
َ تول خا ُله >سالمة النرص<
وبعد وفاة والده ’ َّ
ِ ٍ ِ ٍ ٍ
ومخس أوالد ومخسة واحدة زوجة أما ُأرسته التي َّ
كوهنا يف األردن؛ فهي مؤ َّلف ٌة من
ٍ
بنات.
وسأذكر أفرا َد ُأرسته األوىل والثانية بحسب ما تو َّفر لدي عنهم من معلومات:
والده :هو عبد الفتاح بن حممد بن يوسف اخلالدي ،تويف يف شهر متوز من عام
الست سنوات ،فال يكاد يتذكر منه سوى ابتسامتِه.
ِّ (1953م) ،وعمر الشيخ ’ ُقرابة
وكان والده قد انتقل من قرية >قباطية< للعيش يف مدينة جنني مع أصهاره من زوجته
وجِي َلة) ،و َّظل معها إىل أن األوىل >لطيفة< ،التي ولدت له أربع بنات ( َأنِيسة و َع ِري َفة ِ
وخ ِ
ري َّية َ َ َ
ِ
>حدة النرص< ،وهي ُأ ُّم َأوالده :صالح وصالح تُو ِّفيت رمحها اهلل ،ثم تزوج بزوجته الثانية َ
وآمنة.
خاص من احلجارة
ٍّ األسايس ،فكان يف صناعة ِ
اجلري ،حيث يقوم بجمع نَو ٍع ُّ أ َّما عمله
يأيت هبا من اجلبال ،ثم حيرقها بالنار ويطحنها ليصنع منها ماد ًة بيضا َء تستخدم يف طالء البيوت.
ٍ
وعرة يف بعض اجلبال املط َّلة ٍ
أرض ٍ
قطعة كبرية من ويف آخر حياته َع ِم َل عىل استصالح
17
ِبزراعة األرض بمختلف أنواع األشجار واخلرضاوات واحلبوب؛ كاللوز والتني والرمان
قابل ِح َّص ٍة من الناتج السنوي والزيتون والقمح والسمسم والبطيخ والبامية وغريهاُ ،م َ
يتقاسمها مع أصحاب األرض ،وبعد عرشين سن ًة من الزراعة تكون له ِح َّص ٌة من األرض
يتم َّلكها.
والدته :هي >محْدة نرص< ،امرأ ٌة صاحل ٌة عابدةٌ ،وكانت ُأ ِّم َّي ًة ال تقرأ وال تكتب ،ت ََو َّلت
ِ
بمساعدة أخيها >سالمة نرص<. تربية أبنائها بعد وفاة أبيهم
َجدُّ ه وأعمامه :جدُّ ه حممد بن يوسف اخلالدي ،كان من أعيان جننيً ،
باذل للخري،
ٍ
أوالد؛ وهم :عبد اهلل ،وعبد الفتاح ،وعبد الرمحن، ساع ًيا يف إصالح ذات البني ،وكان له سبع ُة
وعبد الرحيم ،ويوسف ،وصالح ،وأمحد.
ُ
األتراك العثامنيون ست ًة منهم للخدمة العسكرية يف تركيا ،وتركوا يوسف ألنه وقد أخذ
ٍ
واحد منهام بسبعة ني كبريين يف مدينة جنني ،فباع َّ
كل كان أعرج .وكان اجلدُّ حممد ِ
يملك َج َب َل ِ َ
دنانري ونصف ،وافتدى اثنني من أوالده -عبد الفتاح وعبد الرحيم -من اخلدمة العسكرية
أي ٍ
خرب. دينارا ،وال ُيع َلم عن أوالده الذين ذهبوا للخدمة العسكرية ُّ
بخمسة عرش ً
ت .وأبناء ُع ُمو َمته ،من ذرية عبد
عم ٌ
بنات؛ لذلك فالشيخ ’ ليس له َّ ومل يكن جلدِّ ه ٌ
الرحيم واألعرجُ ،من َت ِشون اليوم يف قرية > َق َباطِ َية<.
خال واحدٌ >سالمة< وخال ٌة واحد ٌة >مريم< ،وهم من آل >نرص< ،يسكنون أخواله :له ٌ
يف قرية >قباطبة< .وخاله هو الذي ت ََو َّل مجيع شؤون أرسة الشيخ ’ بعد وفاة والدهم ،وله
ٌ
فضل كب ٌري يف حفظ حقوقهم يف املرياث ،ومنع تعدِّ ي بعض األهايل عليهم.
خاالته :كام أن له خال ًة واحدة هي >مريم أم حممود< ،انتقلت إىل رمحة اهلل تعاىل.
إخوته َ ِ
وأش َّقاؤه :للشيخ ’ أربع أخوات غ ُري شقيقات من أبيهُ ،
وه َّن :أنيسة،
أصغر منه؛ ومها:
ُ وأخت شقيق ٌة
ٌ شقيق أك ُرب منه،
ٌ وأخ
وعريفة ،وخريية ،ومجيلةٌ .
صالح :أكرب منه بسنتني ،درس األدب اإلنجليزي يف جامعة القاهرةُ ،ع ِرف بنضاله
ِ
واألشعار
َ ب احلامسية الفلسطيني ،ومحله لألفكار الثورية القومية ،وكث ًريا ما كان ُيلقي اخلُ َط َ
وتزوج
َّ الثوري َة عىل أقرانه من الشباب ،وكان قياد ًّيا يف بعض املنظامت الفلسطينية يف لبنان،
18
الأبناء
أسامة :ابنه البِكرُ .ولد له وهو يف مدينة الطفيلة يف 1974/1/5م ،ونال شهادة
الامجستري بتخصص >الصحافة واإلعالم< من جامعة السند يف الباكستان سنة (2000م).
الشيخ ’ بوفاته شا ًّبا يف 2009/5/13م بعد رصا ٍع مل َي ُط ْل مع مرض
ُ ُفجع
الرسطان ،وترك خلفه ولدً ا >رضار< ،وبن ًتا >أريج<َ ،ك َف َل ُهم َجدُّ ُهم ’.
لوفاة >أسام َة< َأ َث ٌر كب ُري يف نفس الشيخ ’ ،ولعله من أصعب املواقف التي ِ وكان
رح يف القلب ال يندمل<،
>ج ٌ
وح َّق له ذلك؛ فإن موت الولد كام قيلُ : تعرض هلا يف حياتهُ ،
َّ
اخللق أمر َف َط َر ُ
اهلل عليه َ ومع ذلك مل جيزع ومل يتسخَّ ط ،بل أصابه احلزن واألمل عىل فقده ،وهذا ٌ
رسول اهلل × لفقد زوجه خدجي َة أ ِّم املؤمنني ‘ ،وحزن ملوت ولده ُ أمجعني؛ وقد حزن
العني تدمع ،والقلب حيزن ،وال نقول إال ما ي ِ
رض ر َّبنا، َ َّ
يقول>:إن إبراهيم ،ودمعت عيناه وهو
ُ َ
وإنا بفراقك يا إبراهيم ملحزونون< (.)1
وأذكر أنني اتصلت به معز ًيا من اململكة العربية السعودية ،حيث كنت أعمل ،فكان
يف غاية التأثر لفقد ولده ،كام كان يف غاية الصرب والثبات واالحتساب ،وهو موقن أن املوعد
اجلنة إن شاء اهلل.
صابرا حمتس ًبا يف رثاء ولده أسامة:
ً يقول الشيخ،
>قال اهلل عز وجل :ﱹﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ
ﭫ ﭬ ﭭﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹﭺﭻﭼ
ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﱸ [البقرة.]157 - 155 :
اآليات
ُ موج ٌه من اهلل عز وجل إىل املؤمنني ،وتُقدِّ م هذه
اخلطاب يف هذه اآليات احلكيمة َّ
حقائق قرآنية م َّطردة بشأن االبتالء واملصيبةِّ ،
وتبش الصابرين عىل تلك املصيبة ،وتدعوهم َ
إىل إعالن الرضا بأمر اهلل ،والتسليم ملشيئته ،واإليامن بقدَ ره ،واحتساب ِّ
كل ما يصيبهم من
املصائب عنده ،ليكونوا راضني مرض ِّيني.
((( رواه البخاري يف صحيحه برقم ( )1303من حديث أنس بن مالك ÷.
20
واملؤمن الواعي البص ُري ُيسن ف ْهم هذه الطبيعة للدنيا ،وحيسن التعامل معها ،وحيسن
ويسن استقبال مصائب احلياة ومش َّقاهتا وشدائدها وأكدارها ،و(يو ِّطن)
ترتيب حياته وفقهاُ ،
نفسه عىل مناجاهتا.
إن هذا املؤمن الواعي البصري ،امل َّتصل باهلل ،واملتفاعل مع القرآن ،ينظر لكل ما يصيبه
من مصائب وأكدار الدنيا عىل أهنا و ْفق حكمة اهلل وإرادته ،ونتيجة لقدَ ره وقضائه ..وهو
ورشه من أركان اإليامن ،وبذلك ُيسن فهم واستيعاب ما ِ
يوقن أن اإليامن بقدر اهلل خريه ِّ
ف معه ،ويصرب عىل صعوبة ومشقة االبتالء ،وحيتسب أمله وحزنه وخسارته يصيبه ،والتك ُّي َ
الامدية عند اهلل ،ويبتغي بذلك األجر اجلزيل اجلميل من اهلل.
وج َهنا رسول اهلل × إىل التعامل مع األحداث واملفاجآت عىل أساس التوازن
وقد َّ
األجر عىل املقامني؛ قال ×> :عج ًبا ألمر املؤمن:
َ الدقيق بني مقام الصرب ومقام الشكر ،لينال
إن أمره ك َّله له خري ،وليس ذلك ألحد إال للمؤمن؛ إن أصابته َّ
رسا ُء شكر فكان خ ًريا له ،وإن
رضا ُء صرب فكان خ ًريا له< (.)1
أصابته َّ
أهيا األعزاء من األبناء والبنات واإلخوان واألخوات :عندما ُيصاب أحدُ كم بمصيبة
أدعوه إىل تذكُّر وفهم واستحضار هذا احلديث الرشيف ،وإىل تذكُّر وفهم واستحضار اآليات
السابقة من سورة البقرة ،وأدعوه إىل تذكُّر ومعايشة احلقائق اإليامنية التالية:
●اليقني اجلازم بأنه قدَ ٌر من اهلل ،ال يمكن دف ُعه أو ر ُّده.
●اليقني اجلازم بأن اهلل حكيم فيام أصابه وابتاله به.
●األخذ باألسباب الامدية ملواجهة تلك املصيبة القدَ رية ،التي جعلها اهلل أسبا ًبا ،ودعانا
إىل األخذ هبا.
●الرضا بقدر اهلل ،والتسليم ألمره.
●اليقني بأن اهلل أراد له اخلري ،ورؤية املنحة من خالل تلك املحنة.
●الصرب عىل آالم وأحزان تلك املحنة.
●احتساب ذلك عند اهلل ،وطلب األجر والثواب منه.
ِ
احلكيم ابتاله بتلك املصيبة ليك ِّفر له سيئاتهِّ ،
ويطهره من ذنوبه ،ويرفع َ ●اليقني بأن اهلل
منزلته عنده.
●وأخ ًريا ينطلق قلبه ولسانه قائلً :ﱹ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﱸ ،برشط أن يدرك معنى
هذه اجلملة القرآنية التي جعلها اهلل ب ْل ً
سم ألصحاب املصائب وسلوى لقلوهبم املكلومة ،وأن
يعيش حقيقتها معايش ًة حقيقية عملية ،وال جيوز أن حيرك لسانه بكلامهتا وحروفها بدون فهم
ووعي وبصرية وتفاعل ومعايشة.
(ر ِش َّتة)
ﱹﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﱸ :مجلة قرآنية حكيمة ،وعالج قرآين شاف ،وبلسم قرآين ُ
ويطهرها
ِّ يأسو تلك اجلراح النازفة ،ويع ِّقمها
وشعرت به ُ
ُ عىل آالمي وأحزاين يف األيام الامضية،
من وساوس الشيطان ،ويسكِّنها بالسكينة النفسية املطمئنة.
أعيشها وأنا أنطق هبا َّ
كل يوم ،وأتعامل ﱹ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﱸ :حقيقة قرآنية إيامنيةُ ..
وأخرج من ذلك بمزيد من اإليامن والرضا والتسليم
ُ مع ما يبتليني اهلل به عىل أساسها،
واالحتساب والصرب ،وابتغاء األجر والثواب.
وتعاملت هبا مع
ُ نطقت هبا يف األيام الامضية،
ُ ﱹ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﱸ :ال أدري كم مر ًة
ِ
ابتالء اهلل يل بأخذ ولدي أسامة رمحه اهلل< .ا هـ.
أقول :وقد جعل اهلل يف نسل (أسامة) خ َل ًفا صاحلًا ،فقد أنجب ابنًا وبن ًتا ،كفلهم جدهم،
ور َّباهم فأحسن تربيتهم.
عبد الفتاح :ثاين أبنائه الذكورُ ،ولد له وهو يف مدينة َّ
السلط ،مل ُيكمل دراسته اجلامعية،
َّ
واته نحو العمل يف التجارة ،وله بنتان> :سارة< و>مار َّيا<.
22
وبرز الدكتور حذيفة يف علوم الرشيعة واللغة م ًعا ،كوالده رمحه اهلل ،وأصدر عد ًدا من
َّ
املؤلفات والتحقيقات ،هي:
>-هتذيب وتقريب التحفة السنية برشح ُ
اآلج ُّرومية يف النحو<.
-حتقيق منظومة >مائة املعاين والبيان< يف البالغة البن ِّ
الشحنة احلنفي.
-حتقيق كتاب >الوايف يف رشح الشاطبية< يف القراءات للشيخ عبد الفتاح القايض.
-حتقيق منظومة >األلفية< يف النحو والرصف البن مالك.
-حتقيق كتاب >نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة< للشيخ حممد الطنطاوي.
كام شارك والدَ ه يف تأليف كتاب >املدخل إىل علم التفسري< وحتقيق تفسري >الكشاف<
للزخمرشي ،وكتاب >التصوير الفني يف القرآن< لسيد قطب .وأرشف كذلك عىل مراجعة
الطبعة األخرية من >هتذيب تفسري الطربي< ،وكتب الشيخ اسمه عىل صفحة العنوان بخط
نجز من أعامل الشيخ ،أسأل اهلل له العون والسداد.
يده .وهو يرشف اآلن عىل إمتام ما مل ُي َ
خترج من كلية اإلدارة يف جامعة مجاهدُ :ولد له وهو يف َّ
عمن يف 1989/12/8مَّ .
البلقاء التطبيقية سنة (2011م) ،ويعمل مع أخيه الكبري >عبد الفتاح< يف التجارة ،وله ثالث ُة
أوالد> :حممد< و>صالح< و>أوس<.
كان مساعدً ا للشيخ ’ يف اجلوانب اإللكرتونية ،التي تعينه عىل أعامله الدعوية عرب
وسائل التواصل االجتامعي ،خلربته اجليدة يف ذلك .وقد شهد له والده الشيخ باخلري والتد ُّين.
24
البنات
النشأة الدينية
الص ِ
الح ُ
خمايل َّ ٍ
نصيب ،فقد بدت عليه وأي
نصيبُّ ،
ٌ كان للشيخ ’ من اسمه
والتقوى وااللتزام منذ ن ِ
ُعومة َأظفارهَّ ،
وظل مداو ًما عىل ذلك حتى توفاه اهلل .وال أبالغ إن
قلت :إنه كان رجلً م ْذ كان طفلً ،وال أحسبه -واهلل حسيبه -إال من مجلة السبعة الذين
َب
>شاب نشأ يف عبادة اهلل<( ،)1هكذا نشأ صغ ًريا وك ُ َ
ٌّ ُيظلهم اهلل يف ظله يوم ال ظل إال ظ ُّله:
و>قل ُبه مع َّلق يف املساجد<.
لقد آتاه اهلل فطر ًة سليمة سو َّية ،وح َّبب إليه اإليامن منذ نعومة أظفاره ،مقتد ًيا بنبي اهلل
حييى | :ﱹﭖ ﭗ ﭘ ﱸ [مريم ،]12 :بعد أن امتثل أمر اهلل عز وجل :ﱹ ﭑ
ﭒ ﭓ ﭔ ﱸ [مريم .]12 :ونبي اهلل حييى | >عبار ٌة عن نموذج للشاب القوي
ال َفتِ ِّي ،الذي يملك القوة واحليوية والطاقة اخللَّقة ،التي جيب عليه أن يستثمرها ويرصفها يف
النموذج الذي سار عىل هذا النهج ،هنج نبي
َ جانب اخلري<( .)2وما أظن الشيخ ’ إال ذاك
اهلل حييى |.
>نشأت نشأ ًة دينية وهلل احلمد والشكر،
ُ يقول ’ عن نفسه يف مقابلة ُأجريت معه:
فتحت عيني عىل الصلوات يف املساجد وغريها ،وقراءة القرآن ،ومصاحبة الناس
ُ حيث
الطيبني الصاحلني<.
حتى إنه خا َلف أقرانه يف اهلوايات واالهتاممات ،فكانت هوايته واهتامماته منذ الصغر
هي القراءة واملطالعة ،و َل َّم كان يف الصف الرابع االبتدائي استعار من مكتبة املدرسة كتاب
>كنت أحب القراءة منذ
ُ >مشاهد القيامة يف القرآن< لسيد قطب ’ ،ويقول يف ذلك:
الصغر؛ ألنني نشأت عىل أمرين اثنني وهلل احلمد :األول هو الصالة والعبادة ،والثاين حمبة
القراءة واملطالعة واحلمد هلل رب العاملني ،فكنت أذهب إىل مكتبة املدرسة يف جنني ،وأستعري
منها بعض الكتب<.
((( حديث السبعة الذين يظلهم اهلل يف ظله يوم ال ظل إال ظله رواه البخاري يف صحيحه برقم ( )660من
حديث أيب هريرة ÷.
((( عبار ٌة قاهلا الشيخ صالح رمحه اهلل يف مقابلة له مع اإلعالمي األستاذ وائل البتريي.
26
أما حمبته للقرآن الكريم ،فيقول عنها> :نشأت عىل حمبة القرآن الكريم ،وكنت وأنا
صغري ُأكثر القراء َة يف كتاب اهلل تعاىل ،وحفظت ً
سورا كثرية منه حف ًظا ذات ًّيا وهلل احلمد ،وكان
أقل من جزء من كتاب لدي ِورد يومي ،وكنت وأنا يف املرحلة االبتدائية أقرأ فيها َّ
كل يوم ليس َّ َّ
اهلل تعاىل ،فعالقتي مع القرآن وصلتي مع القرآن صلة قديمة منذ الصغر وهلل احلمد والشكر<.
ويرجع هذا التوجه الديني والعلمي ،بعد توفيق اهلل ،إىل ميوله الفطري نحو االلتزام
التعرف عليهم
ُ الديني ،ثم ما كان من توجيه بعض العلامء الصاحلني يف مدينة جنني ،الذين زاده
من التزامه بمنهج اهلل سبحانه وتعاىل ،ويف مقدمة هؤالء العامل الرباين مفتي مدينة جنني الشيخ
عالم صاحلًا.
جرار ’ .وكان رمحه اهلل تعاىل ً جرار ’ ،وشقيقه الشيخ َفريز َّ توفيق َّ
وهذه النشأة الطيبة الصاحلة شهد له هبا املقربون من أرسته؛ تقول عنه شقيق ُته >آمنة<:
توجها دين ًّيا،
ً >كان تق ًّيا ُمتد ِّينًا حمبو ًبا بني الناس منذ أن كان طفلًَّ ،لم بلغ التاسع َة من عمره توجه
وأصبح يميل إىل دروس الرتبية الدينية يف مدرسته ،كام ُح ِّبب إليه تالو ُة القرآن واملحافظ ُة عىل
الصالة يف أوقاهتا ،وكان ُيؤ ُّم والدته وأخواتِه يف الصالة ،كام ُح ِّبب إليه صو ُم النوافل فضلً عن
ويصبح شيخً ا أزهر ًّيا<.
َ يتعلم يف األزهر،َ صيام شهر رمضان ،وكان طموحه منذ الطفولة أن
تفو ًقا يف الدراسة ،وطبيعته مساملٌ ومتعاون ،حنون
وتقول >رقية< ابنة أخته> :كان ُم ِّ
وطيب القلب وبشوش الوجه ،ويشعرك بالراحة والطمأنينة وأنت حتادثه ،وكان كث ًريا ما ُي َر ِّد ُد
عبارة :حاسب نفسك يا صالح!<.
وكان م َث َله األعىل يف هذا التوجه ُ
بعض أقاربه من عائلة >اخلالدي< ،الذين غرسوا يف
حب التد ُّين ،وشجعوه عىل ذلك ،بل كانوا يقولون ألهله :ال تنادوه باسمه
قلبه ووجدانه َّ
وحتفيزا له للسري عىل هذا الدرب ،وكان يفرح
ً >صالح< ،بل ادعوه> :الشيخ صالح< تشجي ًعا
كث ًريا عندما يقولون له> :اجتهد يا شيخ صالح حتى نرسلك إىل األزهر<.
27
الحياة العلمية
بدأ الشيخ ’ حياته العلمية يف مدارس مدينة جنني حتى الصف الثاين اإلعدادي،
توجه إىل دراسة العلوم الرشعية يف املعهد الديني اإلسالمي يف مدينة نابلس ،وبقي فيه
ثم َّ
سنتني ،وكان هذا املعهد مرتب ًطا باألزهر الرشيف يف مرص.
وقد كان الشيخ من الطلبة امل ِّربزين واملتفوقني يف دراسته ،حيث كان ترتيبه الثاين عىل
أهله لالبتعاث إىل األزهر يف مرص إلكامل الدراسة هناك ،حيث دأب املعهد
مدرسته ،وهذا ما َّ
عىل ابتعاث الطلبة األوائل إىل مرص إلكامل الدراسة يف األزهر.
ويف سنة (1965م) سافر إىل القاهرة ليبدأ دراسته التخصصية يف >معهد البعوث
اإلسالمية< التابع لألزهر ،وانطلق يف العلم انطالق ًة جا َّد ًة ومتميزةً ،حيث مجع بني املرحلتني
واحدة ،وجاء ترتيبه > <26عىل الدفعة ،وبعد أن أهنى دراسته ٍ والثالثة الثانوية يف ٍ
سنة ِ ِ
الثانية
الثانوية التحق بكلية الرشيعة يف األزهر.
التفرغ للدراسة وطلب العلم كفال ُة أهله له ،فكانوا ُيعينونه بإرسال
ُّ وساعدته عىل
جار يف جنني اسمه >الشيخ عيل ا َمل ْل َمل أبو
املرصوفات الالزمة للعيش يف القاهرة ،وكان هلم ٌ
يتفرغ الشيخ للدراسة ،وينهيها
الر ّب< ُيقرضهم إذا نقص عليهم يش ٌء من الامل من أجل أن َُّّ
ٍ
بتفوق.
ُّ
ومل تقف مهة الشيخ ’ يف القاهرة عند الدراسة اجلامعية فحسب ،بل كان يرتدد عىل
الشيوخ والعلامء الكبار؛ من أمثال :السيد سابق وحممد الغزايل وعبد احلميد كشك وغريهم؛
كر ِ
وحيض دروسهم وحمارضاهتم يف خمتلف أنحاء القاهرة ،لينهل منهم الف َ ُ لألخذ عنهم،
القلب ،وتُنري العقل ،ومتألُ الوقت باخلري.
َ تعم ُر
واحلقائق التي ُ
َ والوعي
َ
الس ُبل ُخفي ًة عن
وكان الشيخ ’ يسعى يف اقتناء كتب األستاذ >سيد قطب< بشتى ُّ
وش َغ ٍ
ف ،ومل يمنعه من ذلك ك ِّله احلال ُة السياسي ُة ٍ
بيشء منها يقرؤه بن ََه ٍم َ أعي الرقباء ،وإذا ظفر
ُ
الصعب ُة التي كانت تعيشها مرص آنذاك ،حيث ام ُتحن كث ٌري من العلامء والدعاةَّ ،
وتعرضوا إما
للز ِّج هبم يف أقبية الزنازين ،أو للتضييق عليهم وعىل مريدهيم.
لإلعدام ،أو َّ
أهنى الشيخ ’ سنة (1970م) دراس َته اجلامعي َة يف األزهر ،وحصل عىل شهادة
28
>الليسانس< من كلية الرشيعة ،ومل يستطع الرجوع إىل فلسطني بسبب احتالهلا من اليهود
واستقر يف جنوهبا يف حمافظة >الطفيلة< ،حيث شغل منصب
َّ فتوجه إىل األردن،
َّ الغاصبني،
مدير األوقاف فيها.
وبعد ِعدَّ ة سنوات من العمل الدعوي والعلمي يف األردن عاد الشيخ ’ إىل الدراسة
اجلامعية مر ًة أخرى ،حيث حصل يف سنة (1977م) عىل ٍ
بعثة إلكامل درجة الامجستري يف جامعة
>اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية< يف مدينة الرياض ،وكانت رسالته الامجستري بإرشاف شيخه
األستاذ الدكتور >أمحد حسن فرحات< -حفظه اهلل -بعنوان> :سيد قطب والتصوير الفني يف
القرآن< ،وكانت يف قسمني :القسم األول عن حياة سيد قطب ،والقسم الثاين عن التصوير
الفني يف القرآن .وجرت مناقشتها سنة (1980م) من ِق َب ِل األستاذ >حممد قطب< -شقيق سيد
قطب -والشيخ >حممد الراوي< العامل املرصي املعروف ،رمحهام اهلل.
ويقول الشيخ صالح ’ عن تلك املناقشة> :كانت قاعة املناقشة ممتلئ ًة باحلضور،
وجاء عدد كبري منهم ليسمع كالم األستاذ حممد قطب ،الذي أخجلني وهو يثني عىل الرسالة
واجلهد املبذول فيها ،حتى إنه قال :لو تقدّ م الطالب بالقسم األول من الرسالة فقط -وهو
الستحق الامجستري عن جدارة! وهذا من فضل اهلل
َّ القسم املتع ِّلق بحياة سيد قطب رمحه اهلل -
عيل ،وأسأله القبول سبحانه<.
َّ
ُ
التفوق من الشيخ صالح اخلالدي ’ ،وما كان هذا اإلطراء من وأقول :ما كان هذا
أستاذه حممد قطب ليتم -بعد فضل اهلل عليه كام قال -إال بام مت َّتع به من اجتهاد ومثابرة يف
طلب العلم َّ
قل نظريه بني زمالئه ،وبشهادة هؤالء الزمالء ،كام سيأيت قري ًبا.
وهم بالسفر إىل
وبعدما حصل الشيخ ’ عىل شهادة الامجستري رجع إىل األردنَّ ،
ٍ
جديدة للدكتوراه يف جامعة >اإلمام حممد حتص َل عىل ٍ
بعثة السودان إلكامل الدكتوراه ،إال أنه َ َّ
بن سعود اإلسالمية< سنة (1981م) ،وكتب رسالة الدكتوراه بإرشاف أستاذه يف مرحلة
الامجستري األستاذ الدكتور>أمحد حسن فرحات< -حفظه اهلل -وكانت بعنوان> :يف ظالل
القرآن ،دراسة وتقويم< ،وناقشه اثنان من كبار أساتذة التفسري وعلامء القرآن؛ ومها :الشيخ
منَّاع القطان والشيخ عدنان زرزور ،وحصل عىل شهادة الدكتوراه سنة (1984م).
29
وهي بعيدة عن مكان مسكنهم ،فيمكثون فيها بضع ساعات ،ثم يعودون للسكن من أجل
الراحة وتناول طعام الغداء ،إال الشيخ صالح ’ فإنه يظل يف املكتبة يلتهم الكتب التها ًما،
ويكتفي من الطعام ب ُلقيامت قليالت ُي ِقمن ُصلبه ،يشرتهيا من أحد املطاعم القريبة من املكتبة.
ويقول زميله الدكتور >حممد أمحد احلاج<> :ال ُبدَّ يل أن أعرتف أن الشيخ صالح كان
متميزا عنا مجي ًعا ِ
بجدِّ ه ومثابرته وصربه؛ فام كانت تفوته اإلقام ُة يف املكتبة اجلامعية يوم ًيا خارج ً
كنت
أوقات دوامه للمحارضات ،وكنت أقول له :أنت ُسوسة كتب يا شيخ صالح!! وإذا ُ
أكتفي بأربع ساعات يف املكتبة ،فقد كان الشيخ صالح ال يكتفي بضعفها ،بل جاءت عليه فرتة
يكون عىل باب املكتبة قبل أن تفتح أبواهبا ،وال خيرج منها إال عندما تغلق أبواهبا<.
ومل يكن الشيخ صالح ’ ممن َي ْس َع ْو َن إىل نيل الشهادات العليا من أجل الشهرة
أو الوظيفة أو املنفعة الشخصية ،بل من أجل خدمة كتاب اهلل تعاىل ودينه القويم .ويف ذلك
يقول> :أعتقد أن خدمة القرآن رشف عظيم من اهلل سبحانه وتعاىل ،وهذا فضل اهلل يؤتيه من
عيل هبذا التخصص ،أن أشتغل مع التفسري ،ومع القرآن ،ومع تدبر
يشاء ،أشكر ريب الذي َم َّن َّ
عيل واحلمد هلل ِ ٍ ٍ
القرآن؛ سوا ًء كان كال ًما ،أو حمارضات ،أو مؤلفات ،فهذا فضل من اهلل تعاىل َّ
رب العاملني<.
30
شيوخه
والنـاظـر يف شيوخـه ’ يـرى ق َّلتهـم يف فلسطيـن حيث ُولد ونشأ ،وكثرتـهم يف غريهـا
من البالد ،وسبـب ذلك أنه ’ كان حديث السـ ِّن عند خروجـه من فلسطيـن ،ولـم يتمكـن
درسـوه فـي مرحلتـي الامجستري
مـن العـودة إليهـا بعد االحتالل ،وأن غالـب مشاخيه من الـذيـن َّ
والدكتـوراه فـي اململكة العربية السعوديـة(.)1
((( جهود الدكتور صالح عبد الفتاح اخلالدي وآراؤه يف التفسري وعلوم القرآن( ،رسالة ماجستري).
33
تلاميذه
َ
قوافل من التالميذ وطلبة العلم واملر ِّبني ،الذين َهنلوا من خ َّلف الشيخ صالح ’
وترشبوا أخالقه ومناقبه ،وهم يسريون بسريته وعىل دربه يف العلم واخلُلق والرتبية إن
َّ علمه،
شاء اهلل.
ومل يكن تالميذه من أهل بلده فحسب ،بل كانوا من أقطار ش َّتى ،منهم العرب ومنهم
العجم ،فهذا جزائري ،وذاك عراقي ،وآخر من اليمن ،وغريه تركي وماليزي ،أو من بعض
دول إفريقيا مثل غانا والسنغال.
كذلك مل يقترص تالمذته عىل من أخذوا عنه العلم يف دراستهم األكاديمية اجلامعية ،بل
كثري منهم داوم عىل حضور دروسه العامة واخلاصة ،يف املساجد واملراكز العلمية ،بل يف بيته
املسجلة واملصورة ،أو عىل كتبه املطبوعة بقراءته هلا ،بل
َّ تتلمذ عىل دروسه
أيضا .ومنهم من َ
ً
نصوصا مطولة منها.
ً إن بعضهم كان حيفظ
ومل يكن تالميذه ك ُّلهم من املتخصصني يف العلوم الرشعية ،بل كان منهم الطبيب
واملمرض واملهندس والقايض واإلعالمي واملعلم والتاجر وصاحب املهنة.
كذلك مل يكن طالبه من الرجال فقط ،بل كثري منهم من النساء الاليت أخذن عنه العلم يف
دراستهن اجلامعية ،أو يف الدروس اخلاصة والعامة ،من أهل بلده ،أو ممن وفدوا إليه طل ًبا للعلم.
وكان الشيخ ’ لتالمذته كاألب احلاين ،أو األخ والصديق الصدوق ،يشاركهم
أفراحهم وأحزاهنم ،يزورونه يف بيته ،ويسعدون بزيارته هلم يف بيوهتم وتلبية دعواهتم .بل
صاه َر أحد تالمذته عىل إحدى بناته ،لام رأى فيه من احلرص عىل العلم ،وطيب اخللق،
إنه َ
والتقوى والتدين.
ونحن وإن كنا ال نستطيع عدّ جمموع طالبه وذكرهم ،فقد بلغوا األلوف عد ًدا ،داخل
األردن وخارجه؛ سوا ًء يف اجلامعات األردنية ،أو املساجد واملراكز العلمية .إال أننا نذكر ما
مرتَّبني عىل حروف املعجم؛ وهم:
يتيرس لنا الوقوف عليه من أسامئهمَ ،
-1آمنة العجلوين :أخذت عن الشيخ ’ يف اجلامعة األردنية سنة (1985م)،
وتأثرت كث ًريا بعلمه ومنهجه وطرائق بحثه ،وقد كتبت له بحثًا بعنوان> :مصطلحات قرآنية<،
34
-19أسامة صنوبر :حرض دروس الشيخ ’ اخلاصة والعامة .وهو الذي يعمل
عىل تصميم أعامله العلمية عىل مواقع التواصل االجتامعي يف حياته وبعد وفاته.
عمن ،حرض دروس الشيخ ’ يف
وخطيب يف أحد مساجد َّ
ٌ -20أرشف رسبل :إما ٌم
اجلامعة يف أواخر التسعينيات من القرن امليالدي املنرصم ،واستفاد من علمه ،وكان يستضيف
الشيخ يف مسجده للمحارضة والتدريس.
َ
-21أرشف سعد :تتلمذ عىل كتب الشيخ ’ ،وكان دائم التواصل معه عرب اهلاتف
للفتوى واالستشارة والتوجيه ،وهو ممن أخذ عنه عرب وسائل االتصال املختلفة بحكم إقامته
املسجلة يف التفسري واللغة وعلوم القرآن ،ومن وفائه للشيخ بعد
َّ يف فلسطني ،وحرض دروسه
وفاته أ ْن حدَّ ث الناس يف مساجد فلسطني عن مكانة الشيخ وعلمه وشامئله ،وساهم يف نرش
علمه وكتبه.
-22أرشف املهداوي :من طلبة العلم املشتغلني بالتجارة .حرض دروس الشيخ
نموذجا للتاجر
ً ’ يف اجلامعة ودروسه اخلاصة والعامة .وكان الشيخ ُيثني عليه كث ًريا ويراه
املسلم ،ولذا كان ُييب دعوته لإلفطار يف بيته يف رمضان كل ٍ
سنة تقري ًبا ،وله جهو ٌد كبري ٌة يف
تعليمي أطلقه مع ُث َّلة من إخوانه حتت مسمى> :مرشوع ٍّ نرش علم الشيخ من خالل مرشو ٍع
عامل مبادر<.
-23د .انتصار اجلالودي :باحثة ومتخصصة يف التفسري وعلوم القرآن ،ومع ذلك
فهي تعمل ممرض ًة يف أحد املستشفيات .حرضت دروس الشيخ ’ يف اجلامعة ودروسه
اخلاصة والعامة ،وكانت من الطالبات املتميزات يف اجلد واالجتهاد ،وقد أثنى الشيخ عليها
بذلك يف مناسبات عديدة ،واستعانت به كث ًريا أثناء كتابتها لرسالة الدكتوراه ،ومل يكن يبخل
عليها بالنصح واإلرشاد والتعليم.
-24د .أنس اخلاليلة :عميد كلية الرشيعة يف جامعة الزرقاء ،أخذ عن الشيخ ’
يف اجلامعة وحرض دروسه العامة ،وانتفع بكتبه ومنهجه ،وكان له مود ٌة خاص ٌة عند الشيخ.
-25أنس الزين :درس عليه يف مرحلة الامجستري ،وقبل ذلك وبعده كان مالزم ًا له يف
دروسه العامة واخلاصة يف بيته ،ويف مسجد عبد الرمحن بن عوف ،ويف مركز مدارج ،ومجعية
املحافظة عىل القرآن الكريم؛ حيث قرأ عليه جمموعة من كتبه؛ مثل :اخلطة الرباقة ،وهتذيب
37
مشارع األشواق ،وإعجاز القرآن البياين ،وغري ذلك ،كام درس عليه التفسري وأصوله والعقيدة.
الشيخ ’
َ -26أنس الشعيبي :باحث متخصص يف التفسري وعلوم القرآن ،رافق
يف رحلته الدعوية إىل دمشق ،وأخذ عنه التفسري يف دروسه اخلاصة والعامة.
-27د .أنس صربي :باحث ومتخصص يف التفسري ،حرض دروس الشيخ ’
اخلاصة والعامة ،وهو خليفته يف تدريس التفسري يف مسجد عبد الرمحن بن عوف ،وقد أ َّدى
عمر ًة عن الشيخ بعد وفاته مبارشة.
-28دُ .أنَيس صالح الكوسويف :وفد من كوسوفا إىل األردن إلكامل الدراسات العليا
يف التفسري وعلوم القرآن سنة (2014م) ،وحرض دروس الشيخ ،وقرأ كتبه ،وانتفع بعلومه
وأخالقه وفكره.
-29أيمن الرشق :يعمل يف ِحرفة النجارة .حرض دروس الشيخ ’ اخلاصة
والعامة ،وانتفع بكتبه.
-30د .أيمن عبد العزيز عمرو .وهو ابن الدكتور العامل عبد العزيز عمرو ’:
باحث ومتخصص يف الرتبية ،الزم الشيخ يف الثامنينيات من القرن امليالدي املنرصم ،وسافر
معه للعمرة برفقة عدد من طلبة كلية الرشيعة يف اجلامعة األردنية.
-31د .أيمن عيل العتوم :الروائي والشاعر األردين الكبري؛ له العديد من الروايات
درسه يف التفسري
األدبية والدواوين الشعرية املم َّيزة ،تتلمذ عىل الشيخ رمحه اهلل تعاىل ،وحرض َ
بعد صالة الفجر يف مسجد عبد الرمحن بن عوف يف >صويلح< أربع سنوات (-١٩٩٩
يسحرك إذا تك َّلم
ُ ٢٠٠٣م) .وقد أثنى عليه الشيخ يف إحدى حمارضاته ،وقال إنه شاعر ُمبدع،
شعرا ،وهو مبدع أيض ًا يف رواياته األدبية.
ً
-32بتول اخلالدي :ابن ُة الشيخ ’ ،وأستاذة التفسري يف جامعة امللك خالد
بالسعودية .أرشف عىل تكوينها العلمي يف التفسري ،وكان دائم التوجيه واإلرشاد هلا.
-33حتسني نوفل :رفيق الشيخ ’ يف دروسه ،وصاح ُبه يف الذهاب إليها واإلياب
ٍ
وحمبة ،وكانت سيارتُه حتت أمر الشيخ ،وكانت بينهام عالق ٌة ٍ
وصرب ٍ
بإخالص الشيخ
َ منها .خدم
الشيخ ’ إذا كان مرت ِّد ًدا يف أي ٍ
أمر وعلم بوجوده ،فإنه جيزم َ خاص ٌة ال نظ َري هلا ،لدرجة َّ
أن َّ
غسل الشيخ بعد وفاته.
املشاركة ملحبته يف مصاحبته .وكان ممَّن َّ
38
الامجستري بعنوان> :جهود صالح عبد الفتاح اخلالدي يف البيان القرآين< ،ونوقشت سنة
(2021م).
-59سائد الطوبايس :من طلبة العلم يف مدينة إربد ،بدأ باألخذ عن الشيخ ’
وهو طالب يف كلية الدعوة وأصول الدين سنة (1995م) ،واستمرت عالقته بالشيخ يزوره
ويتابعه إىل أن تويف رمحه اهلل.
مواقف عجيب ٌة مع الشيخ تدل عىل مكانته العالية يف قلبه؛ منها :أنه تغ َّيب عن
ُ وله
درسها الشيخ ،والسبب يف تأخره انشغا ُله بأخبار
االختبار النهائي يف مادة التفسري التي كان ُي ِّ
أحد املجاهدين ،الذي قام باالشتباك مع اليهود يف فلسطني ،وقتل منهم ثالثة ثم قتلوه ،فلام
الشيخ فرح ٌة كبريةٌ ،وقال> :كرمال عيون الشهيد اعترب
َ جاء إىل الشيخ وأخربه باخلرب غمرت
حالك امتحنت< .وأعطاه العالمة الكاملة!.
ومن مواقفه كذلك :أنه طلب من الشيخ مرج ًعا يف قصة إبراهيم | ،وكان الشيخ
ليصورها ويأخذ
ِّ حينها يكتب كتاب >القصص القرآين< ،فأعطاه النسخة الورقية التي بخط يده
منها ما يريد ،فقام بتصوير الكتاب ،وما يزال حيتفظ به عنده.
-60سحر عبد الكريم محدة :كانت حترض ،هي وأختها سعاد ،حمارضاته ودروسه
يف >تفسري الزحمرشي< كل يوم ثالثاء يف >مجعية أم القرى< يف منطقة جبل التاج بعامن .وكانت
معجبة بأسلوب الشيخ اجلذاب يف رشح قصص القرآن وربط اآليات بعضها ببعض.
-61سحر املقويس :أخذت العلم عنه يف كلية أصول الدين ما بني سنتي (2004م
و2007م) ،وكانت شديد َة احلرص عىل تدوين مجيع فوائده يف املحارضات ،وقد انتفعت
بكتبه ومنهجه العلمي والدعوي .ويف يوم جنازته جاءت لتصيل عليه صالة اجلنازة ،وكان من
نصيبها أن تراه قبل أخذه للمسجد لصالة اجلنازة.
-62سعاد عبد الكريم محدة :حرضت هي وأختها سحر ،دروسه يف التفسري والرتبية
عمن أواخر الثامنينات ،فقد كان الشيخ
التي كان ُيلقيها الشيخ ’ يف منطقة >جبل التاج< يف َّ
درس فيها >تفسري الكشاف< للزخمرشي وغريه،
ُيواظب عىل التدريس يف تلك املنطقة لسنواتَّ ،
جملسا أسبوع ًّيا َّ
كل يوم ثالثاء يف الرتبية والتزكية والتوجيه ،وقد جتاوزت وكان يعقد فيها ً
ٍ
درس يف تلك املنطقة. دروسه ><500
42
أثر كب ٌري يف صقل شخصيتها وتوجيهها نحو القرآن والدعوة إىل اهلل.
كان للشيخ ٌ
-63سعيد حممود السعيد أبو قطيش :الزم درسه يف التفسري الذي كان يعقده يف
مسجد الرمحة بمنطقة جبل النرص يف عامن أواسط الثامنينات من القرن الاميض.
-64د .سفر حسنوف :أستاذ التفسري واللغة العربية يف بلغاريا .قدم إىل األردن،
وأخذ عنه التفسري ،وحرض دروسه اجلامعية ودروسه اخلاصة والعامة ،واستضافه يف إسطنبول
لتدريس التفسري لطلبة كلية اإلهليات يف جامعة إسطنبول.
-65سلوى الكراد :أخذت عن الشيخ ’ التفسري وعلوم القرآن وتوجيه القراءات
والنحو يف معهد >معهد القراءات القرآنية< و>مؤسسة مدارج< .وكان الشيخ سب ًبا يف تفكريها
مرشوع لتحفيظ القرآن
ٌ بمرشوع قرآين ٍ
كبري ،أطلقت عليه اسم> :مرشوع لنت ُلو كالفاحتة< ،وهو ٍّ
الكريم بطريقة مت َقنة جدً ا ،تصل الطالب ُة فيه لتسميع القرآن كاملً بدون أخطاء.
فعندما كان الشيخ يرشح للطلبة كتاب >علوم القرآن< للدكتور عدنان زرزور ،حفظه
اهلل ،قال هلم عند احلديث عن مجع القرآن الكريم> :تعا َل ْوا يا َح َف َظ ُة<! فأ َّثرت فيها هذه الكلمة،
وخترج منه ودفعتها للتفكري بمرشو ٍع ُي ِّرج احلَ َف َظة املتقنني ،وقد َّ
يس اهلل هلا إقامة املرشوعَّ ،
مئات احلافظات املتقنات.
الشيخ ’ عرشات السنني يف
َ جماز بالقراءات العرشِ ،
صحب -66سليم حربٌ :
مسجد عبد الرمحن بن عوف ومسجد فريد اخلليل ،وحرض دروسه اخلاصة والعامة.
-67أ.د .سليامن الدقور :أستاذ التفسري وعلوم القرآن يف اجلامعة األردنية ،وأحد
أعيان التفسري يف األردن ،له عناية خاصة بعلوم تد ُّبر القرآن ،أخذ عنه يف اجلامعة ويف دروسه
ودرسها ،وتأثر بمنهجه يف التفسري.
اخلاصة والعامة سنني عديدة ،وقرأ كت َبه َّ
-68د .سمر حاووط :جماز ٌة بالقراءات العرش ،ومتخصص ٌة يف التفسري ،حرضت
دروس الشيخ ’ يف اجلامعة ،وانتفعت بكتبه ومنهجه يف التعليم والرتبية ،وهلا موقف مؤ ِّث ٌر
واحدة من جذر >أرب< ٍ الشيخ عن ورود ٍ
كلمة ُ مع الشيخ يف شعبة الدراسات العليا عندما تكلم
يف القرآن ،وهي يف قوله تعاىل:ﱹ ﯥ ﯦ ﱸ [النور ،]31 :ونفى ورو َد غريهاَ ،
فذك ََّرته بقوله
تعاىل :ﱹ ﮉ ﮊ ﱸ [طه ،]18 :فقال الشيخ للطلبة> :أصابت سمر وأخطأ الدكتور< ،ثم
أثنى عليها وعىل طلبة القراءات.
43
-69د .سمري كساسبة :باحث ومتخصص يف التفسري وعلوم القرآن ،أخذ عنه يف كلية
مر ًة ُينشد قول الشاعر: الشيخ ََّ فضل عليه يف إتقان النحو ،وسمع العلوم اإلسالمية ،وكان للشيخ ٌ
ـت با َملن ِ
َاقيـ ـ ـ ـ ِـر ـت إليـ ـ ـ ــه و َأ َّن ـ ـ ـ ـ ـ ْ
َحنَّ ـ ـ ـ ْ َّحو ِمن َش ٍ
ف لو َت ْع َل ُم ال َّط ُري ما يف الن ِ
َ
الس ـنَانِ ِ
ري الب و َأ ْصـ َـو ُ
ات َّ ـك َِنبــح الـ ِ
ْ ُ إن ال َك ـ ــا َم بـ ـ ـ ـ ـ ــا َنحـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـو ُي َز ِّينُ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُه
َّ
فأ َّثر فيه ،ودفعه إىل إتقان النحو والرصف وضبطِهام ضب ًطا عال ًيا.
-70رشيفة السباح :جماز ٌة بالقراءات العرش ،أخذت التفسري وتوجيه القراءات والنحو
عن الشيخ ’ يف >معهد القراءات القرآنية< و>مؤسسة مدارج<.
-71شهرية الامليزية :درست الرشيعة يف >جامعة الريموك< يف مدينة إربد ،وكانت
عمن.
حترص عىل حضور دروسه يف َّ
- 72صفاء شكوكاين :حرضت دروس الشيخ ’ اخلاصة والعامة ،وانتفعت
بكتبه ،وكانت حريص ًة دو ًما عىل استفتائه واستشارته ،ومل يكن يبخل عليها بيشء من علمه
ونُصحه.
-73صوفيا الامليزية :طالبة علم ماليزية ،هلا جهد طيب يف نرش كتب الشيخ ’
و ُمدارستها ،وكانت حترص عىل استنصاح الشيخ واألخذ بتوجيهاته يف ذلك.
ٌ
باحث يف االقتصاد اإلسالمي واملصارف اإلسالمية ،أرشف -74د .ضياء العطيات:
عليه الشيخ ’ يف إعداد رسالته يف الامجستري ،وحرض دروسه اجلامعية ،وانتفع بمنهجه يف
التفسري والتعليم.
العزام :من طلبة العلم يف مدينة >الرصيح< شامل األردن ،حرض دروس
-75طه َّ
الشيخ ’ وانتفع بعلمه كث ًريا ،وكان يقول له الشيخ> :أنت سفري الرصيح عندنا<.
-76د .عبد الرمحن بني فواز :حما ٍم رشعي ومتخصص يف التفسري ،أخذ عن الشيخ
’ >تفسري آيات األحكام< يف بيته مع ُث َّلة من طلبة العلم.
-77د .عبد الرحيم السفاريني :من خرجيي الفوج األول يف كلية الدعوة وأصول
الزم دروس الشيخ ’ من سنة (1990م) حتى وفاته ،مل ينقطع عنها ،وقد تأثر
الدينَ ،
اين كث ًريا بمنهجه يف التعليم والتفسري والرتبية ومصاحبة القرآن ،وكان يرى فيه ً
مثال للعامل الر َّب ِّ
44
والباحث احلصيف والداعية املو َّفق ،وتُعجبه عبار ٌة كان يرددها الشيخ عند اشتداد النقاش بينه
وبني بعض الطلبة دو ًما ،وهي قوله> :اإلسالم َي َس ُعنِي و َي َس ُع َك<.
-78أ .د .عبد السالم الفندي :أستاذ احلديث الرشيف يف جامعة العلوم التطبيقية،
عمن .أخذ عن الشيخ ’ يف اجلامعة ،وحرض دروسه العامة، وإما ٌم وخطيب يف أحد مساجد َّ
تدل عىل تواضعه وطِيب
مواقف مؤثر ٌة مع الشيخ ُّ
ُ درس كتبه يف املسجد ،وكانت له وكان ُي ِّ
الشيخ أطعمه بيده ووضع اللقمة يف فيه وهم يف رحلة إىل منطقة >عجلون< مع
َ معرشه؛ منها َّ
أن
طلبة الكلية ،ومنها أنَّه أجرى عملية لساقه ،فزاره الشيخ يف بيته ليطمئ َّن عىل صحته.
املسجلة للشيخ ’ وعىل كتبه ،وكان
َّ -79عبد الفتاح النون :تتلمذ عىل الدروس
دائم التواصل معه عرب اهلاتف للفتوى واالستشارة والتوجيه ،ومن وفائه للشيخ بعد وفاته أنَّه
ِ
ونرشها. قام بجمع مقاالته القرآنية
-80عبد القادر بامخيس :من طلبة العلم يف حرضموت ،كان عىل تواصل دائم مع
الشيخ ’ عرب اهلاتف ووسائل التواصل لإلفادة من علمه وخربته وتربيته ،وله جهو ٌد كبري ٌة
يف نرش علم الشيخ يف حياته وبعد وفاته.
إسالمي ،حرض دروس الشيخ ’ يف
ٌّ وإعالمي
ٌّ مذيع
ٌ -81عبد القدوس القضاة:
اجلامعة ،ودروسه اخلاصة والعامة يف مسجد عبد الرمحن بن عوف يف تسعينيات القرن امليالدي
املنرصم ،وانتفع بصحبته أثناء دراسته يف كلية الدعوة وأصول الدين.
املسجلة للشيخ ’ وعىل
َّ -82عبد الكريم توري العاجي :تتلمذ عىل الدروس
كتبه ،وكان دائم التواصل معه عرب وسائل التواصل لالستشارة والتوجيه .وقد أذن له الشيخ
سنة (2012م) برتمجة كتابه >حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية< إىل اللغة الفرنسية ،فقام
برتمجته وطباعته.
حريصا عىل تسجيل مواد الدراسة اجلامعية مع الشيخ
ً -83د .عبد اهلل شلنفح :كان
’ يف اجلامعة ،وكانت بينهام زيارات يف البيت ،وللشيخ فضل كبري يف اجلمع بينه وبني
زوجته التي كانت زميلته يف اجلامعة.
-84عبد اهلل عبد الكريم شهوان :تتلمذ عليه يف دراسته األكاديمية بكلية الدعوة
وأصول الدين ،وظل عىل وفائه له بعد خترجه ،فكان من املداومني عىل لقائه وزيارته يف بيته.
45
-85عبد اهلادي عبد العزيز الامليزي :جاء إىل األردن مراف ًقا لزوجته التي تدرس يف
اجلامعة األردنية ،فكان يمأل أوقاته بحضور دروس الشيخ ’ وقراءة كتبه ،وذلك يف العام
علم كث ٌري.
(2014م) ،واستمر منقط ًعا لتحصيل علم الشيخ سنتني كاملتني ،فحصل له بذلك ٌ
ويديه كت َبه ،وحنَّك ابن َته >حنني< .ومن وفائه
وهيتم به ،ويصرب عىل تعليمه ُ
ُّ الشيخ حيبه
ُ وكان
للشيخ أنه ترجم كتابه >سرية آدم |< إىل اللغة املالوية
-86عروب اخلالدي :ابن ُة الشيخ ’ ،حرضت دروسه العامة واخلاصة ،وكان يساعدها
يف طلب العلم ويرشدها يف حتصيله ،وهلا جهود يف خدمة تراثه وكتبه يف حياته وبعد وفاته.
-87عقل حممد عقل :درس عليه أصول التفسري ،وكذلك تفسري ابن ُجزي يف مركز
مدارج ويف مجعية املحافظة عىل القرآن الكريم.
-88د .عيل عبد الكريم شهوان :أستاذ التفسري وعلوم القرآن يف جامعة طيبة باملدينة
أربعة أرشف الشيخ ’ عىل رسائلهم يف مرحلة الدكتوراه ،أخذ عنه التفسري يف ٍ املنورة ،أول
اجلامعة ،وحرض دروسه العامة ،وانتفع كث ًريا بكتبه ومنهجه يف التدريس األكاديمي.
-89د .عيل النعمة :باحث ومتخصص يف احلديث الرشيف ،وهو نجل العلَّمة
إبراهيم النعمة ،حرض دروس الشيخ ’ يف اجلامعة ودروسه اخلاصة والعامة ،وكان الشيخ
هيديه كتبه لام جيد فيه من اهلمة واحلرص عىل التع ُّلم.
-90د .علياء العظم :باحثة ومتخصصة يف التفسري وعلوم القرآن ،وهي مع ذلك
مهندسة وكاتبة ،حرضت دروس الشيخ ’ يف اجلامعة ،وكان هلا اهتام ٌم بكتبه ،فكتبت بحثًا
يف إحدى مواد الدكتوراه بعنوان> :الدكتور صالح اخلالدي ،دراساته ومالمح التجديد فيها<،
كتابا> :حتى يغريوا ما بأنفسهم<.
الشيخ َ
ُ وقدَّ م هلا
-91د .عامد الزقييل :باحث ومتخصص يف التفسري وعلوم القرآن ،أرشف الشيخ
’ عليه يف رسالة الدكتوراه ،وحرض دروسه يف اجلامعة ،وتأثر كث ًريا بمنهجه يف التفسري.
بدأت معرفته بالشيخ حني دخل كلية الدعوة وأصول الدين يف بداية التسعينات من
القرن امليالدي املنرصم ،وكان الشيخ أحد أعضاء جلنة املقابلة ،وبقي بعدها مالز ًما لدروسه
يف اجلامعة بعدما شهد من علمه وخلقه وتواضعه اليشء الكثري.
عمن بعد إحياء ليلة
مواقف خاصة؛ منها :أنه سافر معه من العقبة إىل َّ
ُ له مع الشيخ
46
السابع والعرشين من رمضان يف العقبة .ومنها أنه سافر معه يف آخر حياته إىل وادي الر َّيان يف
شامل األردن ،فأكرمه وأدخل الرسور عىل قلبه .ومنها أنه كان يقول له> :عامد منَّا آل اخلالدي<.
ومنها أنه كان يزوره يف بيته ،ويصيل اجلمعة عنده ،ويتناول الطعام يف بيته .ومنها أنه كان يرغب
يتيس له ذلك.
بمصاهرته ،إال أنه مل َّ
ٍ
مجيلة بعد وفاته ،أوردهتا يف ٍ
بقصيدة الشيخ بقصائدَ شعرية يف حياته ،ورثاه
َ وقد مدح
مكاهنا من الكتاب.
-92د .عمر محَّاد :مدير الشؤون القرآنية يف >مجعية املحافظة عىل القرآن الكريم<،
حرض دروس الشيخ اخلاصة والعامة.
-93د .عمر عادي :متقاعد من اإلمامة واخلطابة يف وزارة األوقاف األردنية ،أخذ عن
الشيخ ’ >تفسري آيات األحكام< يف بيته مع ُث َّلة من طلبة العلم.
-94عمر اهلياجنة :من طلبة العلم يف مدينة >الزرقاء< ،كان حيرص عىل احلضور املبكر
إىل مسجد فريد اخلليل يوم اجلمعة ليستمع إىل درس اجلمعة الذي كان يلقيه الشيخ ’ قبل
الصالة.
-95د .عيد احلراحشة :إمام وخطيب يف أحد مساجد مدينة >جرش< ،حرض دروس
الشيخ ’ يف اجلامعة ،وكانت تربطه به عالقة طيبة ،وكان يزوره يف بيته يف جرش.
البجايل :أخذ عن الشيخ ’ التفسري وتوجيه القراءات والنحو ،يف
-96عيسى َّ
>معهد القراءات القرآنية< و>مؤسسة مدارج<.
وحمب للعلم وأهله ،أخذ عن الشيخ ’ >تفسري آيات
ٌّ -97د .عيسى قشطة :طبيب
األحكام< يف بيته مع ُث َّلة من طلبة العلم.
-98غادة العيد :جماز ٌة بالقراءات العرش ،أخذت التفسري وتوجيه القراءات والنحو
عن الشيخ ’ يف >معهد القراءات القرآنية< و>مؤسسة مدارج<.
عمن،
-99د .غازي الدويك :مدير للعديد من املدارس اخلاصة واحلكومية يف َّ
الشيخ ’ بسيارته يف الكثري من الرحالت
َ ومتخصص يف احلديث الرشيف ،كان يصحب
العلمية والدعوية يف خمتلف مناطق األردن ،وحرض دروسه العامة ،وانتفع بعلمه وفكره وتربيته.
47
-100د .فاتح الصافوطي :باحث ومتخصص يف التفسري وعلوم القرآن ،أخذ التفسري
مهتم بعلم الشيخ وكتبه،
عن الشيخ ’ يف اجلامعة ،وحرض دروسه اخلاصة والعامة ،وكان ًّ
وله جهود طيبة يف نرش علمه يف حياته وبعد وفاته.
-101د .فاضل عباس فاضل :باحث عراقي ومتخصص يف التفسري وعلوم القرآن ،كتب
رسالته الدكتوراه عن الشيخ ’ بعنوان> :جهود الدكتور صالح عبد الفتاح اخلالدي وآراؤه
يف التفسري وعلوم القرآن< يف اجلامعة العراقية ،وقد قام الشيخ بتحنيك ولده >حممد األمني<.
-102فاطمة القنة :جماز ٌة بالقراءات العرش ،شهد الشيخ ’ ختمها للقراءات
العرش عىل جميزها ،وهو نجله د .حذيفة اخلالدي ،وأخذت عن الشيخ التفسري وتوجيه
القراءات والنحو وعلوم القرآن يف >معهد القراءات القرآنية< و>مؤسسة مدارج<.
-103فتحي كناكري :حرض دروس الشيخ ’ يف >مؤسسة مدارج< يف السنتني
األخريتني من حياته ،وتأثر كث ًريا بمنهجه وأسلوبه وتربيته ،وكان الشيخ يصرب عىل إحلاحه يف
السؤال وكثرة مناقشاته ،وحي ُلم عليه كث ًريا.
ٍ
سنوات عديد ًة يسجل دروسه وحمارضاته الشيخ ’
َ الزم
-104فخري الامليزيَ :
يف املساجد واملراكز ،وانتفع كث ًريا بمالزمته ،وكانت صحب ُته للشيخ سب ًبا يف إكامل دراسته
الامجستري يف اجلامعة األردنية.
-105د .فرج املساعيد :باحث يف التفسري وعلوم القرآن ،لزم دروس الشيخ ’
يف السنة األخرية من حياته ،وتأثر به ،وانتفع بمنهجه يف العلم.
-106فردوس الدردساوي :حرضت دروس الشيخ ’ يف اجلامعة األردنية سنة
(1985م) ،وانتفعت بمنهجه يف البحث العلمي والنظر يف اآليات من خالل تفسري سورة األنعام.
>لَ ْع ِقدَ َّن اليو َم عقدً ا ليس للشيطان فيه نصيب<،
ومن األقوال التي تروهيا عنه قو ُلهَ :
وكان ُيعلمهم استحضار النية قبل الرشوع يف الدرس بقوله> :هل نويتم العبادة قبل أن تدخلوا
القاعة؟!<.
-107فهد البحري :تا َبع دروس الشيخ ’ عن ُبعد وهو مقيم يف السعودية ،وقرأ
ِ
التواصل معه ،وقد دائم كت َبه ،ومل ِ
يلتق بالشيخ مبارش ًة بسبب إقامته خارج األردن ،إال أنه كان َ
نصها: ٍ
أجازه الشيخ بجميع كتبه يف رسالة أرسلها له هذا ُّ
48
إجازة ٌ بكتبي
-112د .مأمون اخلليل :إمام مسجد >فريد اخلليل< الذي كان يصيل فيه الشيخ ’
يف آخر > <15سن ًة من حياته .سمع منه تفسري القرآن الكريم كاملً يف دروس الفجر ،وله جهو ٌد
غسل
كبري ٌة يف تثبيت هذا الدرس ،ولقي الكثري من املتاعب يف سبيل املحافظة عليه ،وكان ممَّن َّ
الشيخ بعد وفاته.
ومن وفائه للشيخ بعد وفاته أنه بدأ بقراءة كتبه عىل الناس يف املسجد ،كام أنه رشع
سمه> :مواقف مرشقة من حياة العالمة الشيخ صالح اخلالدي ’< ،نسأل
بتأليف كتاب َّ
اهلل أن يعينه عىل إمتامه ونرشه.
-113ماهر بدر ُسمرين :بينه وبني الشيخ ’ مود ٌة وإخا ٌء كبريان ،وبينهام زيارات
غسله بعد
بيتية ،وله جهود يف تسجيل العديد من حمارضات التفسري للشيخ ونرشها ،وكان ممَّن َّ
وفاته.
-114د .ماهر علوان :باحث ومتخصص يف الفقه وأصوله ،وله جهود كبرية يف
الدعوة إىل اهلل من خالل القنوات الفضائية وغريها.
طلب العل ِم عند الشيخ ’ يف كلية الدعوة وأصول الدين ،والزمه يف املسجد
َ بدأ
ودروسه يف البيت ،فأخذ عنه التفسري والعقيدة ،وكان ُيباحثه يف املسائل العلمية التي تُشكل
بالغ يف نفسه
أثر ٌهيتم به وال يبخل عليه بعلمه وإرشاده ،وكان هلذا األمر ٌ
عليه ،وكان الشيخ ُّ
وثباته عىل العلم.
خارج األردن ،وبقي عىل اتصال دائ ٍم مع الشيخ
َ سافر بعد انتهاء دراسته اجلامعية
ومتاب ًعا ألخباره وكتبه ،وقد زار الشيخ يف بيته قبل وفاته بأشهر قليلة وق َّبل يده ورأسه ،ويقوم
اآلن بنرش علوم الشيخ وسريته العطرة وفا ًء له.
-115حممد أبو بكر مساعد الغاين :طالب علم ،و َفد من دولة >غانا< سنة (1995م)
الشيخ ’ مالزم ًة تا َّم ًة ،وهنل من علمه ،وحرض
َ لتع ُّلم العلم الرشعي يف األردنَ ،
فالزم
دروسه يف اجلامعة واملسجد والبيت ،وبقي عىل تلك احلال حتى رجع إىل بالده سنة (2002م)،
تيمنًا باسم الشيخ ورجاء أن يكون >صالح ومن شدة تع ُّلقه بالشيخ َّ
سمى ابنه >صالح< ُّ
اخلالدي< يف إفريقيا.
50
-116د .حممد أبو مسامح :باحث ومتخصص يف التفسري وعلوم القرآن ،حرض
دروس الشيخ ’ يف اجلامعة ،وكان من خرجيي الفوج األول يف كلية الدعوة وأصول الدين.
من مواقفه مع الشيخ وهو طالب يف البكالوريوس :أنه زار الشيخ يف بيته وأخذ معه
سل ًة من التني إكرا ًما له ،فاعرتض الشيخ عىل اهلدية حتى ال يقع يف قلبه ٌ
ميل نحوه عند وضع
وتكررت زياراته للشيخ بعد ذلك ألخذ النصيحة والتوجيه.
َّ الدرجات،
ٍ
سنوات عديد ًة يسجل دروسه الزم الشيخ ’ -117حممد أزرول الامليزيَ :
وحمارضاته يف كل مكان ،وانتفع كث ًريا بمالزمته ،وقرأ كتبه واستفاد منها ،ويف سنة (2016م)
رجع إىل ماليزيا ،وس َّلم أمانة تسجيل املحارضات لزميله فخري الامليزي.
-118حممد أنجاي السنغايل :طالب عل ٍم من >السنغال< ،و َفد عىل األردن يف هناية
الثامنينات من القرن امليالدي املنرصم ،وحرض دروس الشيخ ’ يف اجلامعة ودروسه
العامة ،ويعيش اآلن يف >إيطاليا< يدعو إىل اهلل ويعلم املسلمني هناك.
الشيخ ’ عىل رسالته يف الدكتوراه ،وكان له
ُ -119د .حممد البدور :أرشف
الشيخ يف
َ جهود يف تأسيس وإطالق >أكاديمية ت ْغشاهم< عىل اإلنرتنت للتفسري والتدبر ،أرشك
رئاستها والتعليم فيها ،أخذ التفسري عن الشيخ يف اجلامعة ،وقرأ كتبه وانتفع بعلمه ومنهجه.
باحث وحم ِّق ٌق يف الرتاث اإلسالمي ،ومتخصص يف تراث
ٌ -120د .حممد اجلُوراين:
اإلمام النوويُ ،يعدُّ من أبرز طالب الشيخ ’ ،أخذ عنه يف اجلامعة ،وحرض دروسه يف
التفسري يف الزرقاء سنة (2004م) ،ودروسه يف البيت يف رشح >تفسري الكشاف< و>تفسري
الشيخ لكتابه >الرقية
ُ آيات األحكام< ،ورافقه يف زياراته العلمية والدعوية يف إسطنبول ،وقدَّ م
الرشعية<.
معلم للتجويد والقرآن ،أخذ عن الشيخ ’ التفسري يف
ٌ -121حممد خالوي:
اجلامعة ،ويف دروسه اخلاصة والعامة ،وكان له جهود يف تأسيس وإطالق >أكاديمية تغشاهم<
عىل اإلنرتنت للتفسري والتد ُّبر.
-122حممد خلف :حرض دروس الشيخ ’ اخلاصة والعامة ،وتأثر كث ًريا بمنهجه
الريبة يف العلم ،وكان الشيخ يصرب عىل أسلوبه
وس ْمته يف التواضع وصيانة نفسه عن مواطن ِّ
َ
يف السؤال ،وحي ُلم عليه كث ًريا.
51
-123حممد ذياب :حرض دروس الشيخ ’ اخلاصة والعامة ،وقد أهداه الشيخ
نسخته اخلاصة من كتاب >القبسات السنية من رشح العقيدة الطحاوية<.
-124حممد ر َّيان :من طلبة العلم يف مدينة عكا يف فلسطني املحتلة ،قرأ كتب الشيخ
مرارا ،وحرض ’ ،ثم و َفد إىل َّ
عمن للدراسة يف اجلامعة األردنية ،والتقى بالشيخ وزاره ً
دروسه اخلاصة والعامة ،وتأثر كث ًريا بمنهجه وأخالقه وعلومه.
-125د .حممد الشاقلدي :نائب مدير عام >أكاديمية روايس للرتبية الدعوية< ،حرض
دروس الشيخ ’ يف اجلامعة ،وتأثر بمنهجه يف التعليم والدعوة والرتبية.
-126د .حممد الطرايرة :أستاذ الفقه وأصوله وعميد كلية الرشيعة يف جامعة العلوم
عمن ،من أعيان الدعوة يف األردن وعىل مواقع التواصل االجتامعي.
التطبيقية يف َّ
حرض الدروس العامة للشيخ ’ ،وكان يرت َّدد عىل جملس >تفسري آيات األحكام<
ٍ
عمرة َأ َّداها سنة (2017م) ،وتأثر بمنهجه يف الدعوة والتعليم ِ
وصحبه يف آخر رحلة يف بيته،
الشيخ لكتابه >التفسري الوعظي لسوريت الفاحتة والبقرة< ،وكان هذا الكتاب من
ُ والتأليف ،قدَّ م
أكثر كتبه برك ًة ونف ًعا.
طلب من الشيخ أن يقوم بتدريس مادة >أصول التفسري ومناهج املفرسين< لطلبة
ٍ
جامعية الشيخ لذلك ،وكانت هذه الامدة هي آخر ٍ
مادة ُ كلية الرشيعة سنة (2016م) ،فأجابه
الشيخ يف حياته.
ُ درسها
ُي ِّ
والزم
َ -127حممد عبد اجلبار :من أبرز طالب الشيخ ’ ،أخذ عنه التفسري،
ٍ
سنوات طويل ًة ،وكانت له عناية خاص ٌة بقراءة كتب الشيخ ومقاالته دروسه اخلاصة والعامة
وفتاواه.
رشعي ،حرض دروس الشيخ ’ اخلاصة
ٍّ ٍ
قاض -128حممد عبد القادر :مساعدُ
والعامة ،واختاره الشيخ ليكون قارئًا يف درس رشح كتاب >الوجيز يف التفسري< للواحدي.
-129حممد عقل حممد :إمام مسجد (أبو عيشة) يف عامن ،درس عليه يف اجلامعة مادة
السرية النبوية ،ومادة مناهج املفرسين ،كام درس عليه يف بيته ويف مجعية املحافظة عىل القرآن
الكريم.
52
العبـ ِ
ِ
ـاد َ ـن ـت َأ ْر َو ُ
اح ُهــم بـ َ َز َهـ ْ َف ْضـ ٍـل ُش ـ َّب ُ
ان ـر
َم ْعـ َ ٌ و َقــو ٌم
ـار ٌق< >رجــب< الســو ِ
اد و>ن َِائـ ُـل< > َطـ ِ >نَبِيـ ٌـل< َمــن َغــدَ ا بالنُّبْـ ِـل َي ْسـ ُـمو
َّ َ َ َ ُ
>جـ ِـل< ال َف َض ِائـ ِـل إِ ْذ ُننَـ ِ
ـادي عــى َ َ و>م َّمدَ ا َنــا<
َُ و> َع ِامـ ُـر< > َأ ْ َ
حــدٌ <
والـ ِـود ِ
اد َح َّبـ ِـة > ُأ َســا َم ُة< ـكان َلنَــا ن َِشــيدً ا
َسـ َـم ْوا ُخ ُل ًقــا فـ َ
َ بامل ْ
الشــدَ ِ
ِّ َخ َِائ ِل َهــا
اد يف ـ>ز ٍّي<
بـ َ فــا َتن َْسـ ْـوا > َك َبا ًبــا< ال ُي َبـ َ
ـارى
ـض وو ِ
ادي ـن ُمن ْخَ ِفـ ٍ
ُمطِـ ٍّـل بـ َ و> َأ ْكـ َـر ُم< َبينَ ُكــم َيشْ ــدُ و بنَظْ ـ ٍم
َ
-136حممود كرمول :مربمج كمبيوتر ،ومرشف عىل بعض مراكز حتفيظ القرآن الكريم،
حرض دروسه اخلاصة والعامة يف املساجد واملراكز ،وانتفع بعلمه ،وقرأ العديد من كتبه.
الشيخ سنةَ وكان الشيخ معج ًبا بصوته يف تالوته للقرآن الكريم ،وقد استنصح
(2003م) ،وطلب منه قائم ًة بأسامء ٍ
كتب تكون نوا َة مكتبته ،وكان ما يزال حينها طال ًبا يف
الشيخ ،وكتب له قائم ًة طويل ًة حتتوي عىل أهم املصادر يف ><13
ُ مرحلة البكالوريوس ،فأجابه
ً
جمال علم ًّيا.
-137د .مشهور موسى مشاهرة :أستاذ البالغة والدراسات القرآنية يف جامعة
بريزيت يف فلسطني ،حرض دروس الشيخ ’ العامة واخلاصة ،وقرأ الكثري من كتبه ،وتأ َّثر
بمنهجه يف النظر يف القرآن الكريم.
عرض رسالتيه (الامجستري والدكتوراه) عىل الشيخ قبل مناقشتهام ،فقرأمها الشيخ رغم
انشغاله الشديد ،وأبدى عليهام مالحظاته ،وكانت رسالة الامجستري بعنوان> :التناسب القرآين
عند اإلمام البقاعي ،دراسة بالغية< ،ورسالة الدكتوراه بعنوان> :املتشابه اللفظي يف القرآن
الكريم ،دراسة نحوية بالغية<.
وما زال وف ًّيا للشيخ ولعلمه يف حياته وبعد مماته ،ومن صور وفائه أنه يرشح كتاب الشيخ
>مفاتيح للتعامل مع القرآن< لطلبة الامجستري يف اجلامعة يف بداية كل فصل درايس ،ويقف مع
ٍ
ودراسة. طلبته خالل الفصل الدرايس وقفات مع العديد من كتب الشيخ ،وجيعلها ماد َة ٍ
بحث
ومعلم للتجويد والقرآن ،حرض
ٌ جماز بالقراءات العرش،
-138مصطفى النارصٌ :
للسمني احللبي مع
دروس الشيخ ’ اخلاصة والعامة ،ودرس عليه كتاب >الدُّ ر املصون< َّ
ُث َّلة من طلبة العلم.
وجهه الشيخ
-139د .مصطفى نجم :باحث ومتخصص يف فقه املعامالت الامليةَّ ،
مستشارا رشع ًّيا يف
ً ’ لدراسة هذا التخصص يف اجلامعة اإلسالمية بامليزيا ،ويعمل حال ًيا
>املعهد الدويل للوقف اإلسالمي< ومرش ًفا عىل وحدة الدراسات والبحوث فيه.
وحرض دروس الشيخ ’ اخلاصة والعامة ،وانتفع بكتبه ،والزمه مد َة دراسته يف
اجلامعة.
55
-140معتز خري الدين :أخذ عن الشيخ ’ يف دروسه اخلاصة والعامة ،ويأتيه َّ
كل
قارئ
أسبوع من مدينة املفرق ،وكان الشيخ حيتفي به ويسعد برؤيته أمامه يف الدروس ،وجيعله َ
الكتاب املرشوح.
الزم الشيخ ’ مالزم ًة حثيث ًة أثناء دراسته يف كلية
-141د .منترص احلروبَ :
الدعوة وأصول الدين سنة (1991م) بعدما سمع منه تفسري سورة الفاحتة ،حيث كانت
تلك املحارضة عالم ًة فارقة يف حياته َّ
حولت مسريته جذر ًّيا ،فحرض عنده يف دروسه اخلاصة
والعامة ،وبدأ يرتاد مسجد عبد الرمحن بن عوف لينهل من علمه.
وكان سب ًبا يف تأليف الشيخ لكتاب >اخلطة الرباقة لذي النفس التواقة< ،حيث طلب منه
الكتاب جوا ًبا له ،وأعطاه أوراق الكتاب
َ الشيخ
ُ جما يوم ًّيا لطالب العلم ،فأ َّلف
نصيح ًة وبرنا ً
التي كتبها بيده لينظر فيها ،وقد قام د .منترص بتصويرها ،وما يزال حيتفظ هبا إىل اآلن ،وقد
أدرجنا صورة صفحتها األوىل يف ص 175من هذا الكتاب.
ومن مواقفه مع الشيخ ’َّ :
أن زميلً له رسب يف إحدى املواد التي يدرسها الشيخ،
فذهب برفقة مجاعة من الطلبة ملنزل الشيخ ليشفعوا للطالب ،فأدرك الشيخ سبب زيارهتم،
فبادرهم بقوله> :إن كنتم قدمتم لتغيري العالمة وإنجاح الطالب ،فال ُترجوا أنفسكم<.
الشيخ أم َري الرحلة،
ُ ومن مواقفه التي يروهيا :أن طلبة الكلية سافروا إىل العقبة ،وكان
ويف العقبة أخطأ منترص وزميله >رأفت السيوري< خ ًطأ كب ًريا بحق زمالئهام ،فقال هلام الشيخ
مؤ ِّد ًبا هلام> :عقوبتكام َّأل تُعاقبا<!! فكانت هذه العبارة أشدَّ عليهام من كل عقوبة.
سنوات ِعدَّ ة ،وانتفع بعلمه ،وهو من أوائل
ٍ -142نائل املالزم :الزم الشيخ ’
شغف كب ٌري بكتبه ،لدرجة أنه حفظ
ٌ من فتح باب التسجيل املرئي يف دروس الشيخ ،وكان له
نصوصا طويل ًة منها.
ً
دروس يف تعليم القرآن
ٌ -143د .نجوى قراقيش :باحثة ومتخصصة يف الفقه ،وهلا
هيتم بإفادهتا وتوجيهها؛ جلهودها يف األقىص.
والفقه يف املسجد األقىص ،كان الشيخ ’ ُّ
-144نرص مسلم :حرض دروس الشيخ ’ يف اجلامعة ،وتأثر بمنهجه يف التعليم
والدعوة والثبات عىل احلق.
56
مدريس ،حرض
ٌّ ومعلم
ٌ -145د .نضال اجلندب :باحث يف التفسري وعلوم القرآن
والزمه مدةً.
دروس الشيخ ’ يف اجلامعة ،وكذلك دروسه اخلاصة والعامة ،وانتفع بكتبهَ ،
الزم دروس الشيخ
-146د .نواف تكروري :رئيس >هيئة علامء فلسطني يف اخلارج<َ ،
’ يف مسجد عبد الرمحن بن عوف يف منتصف الثامنينات من القرن امليالدي املنرصم ،وتأثر
به كث ًريا يف قضايا اجلهاد ونرصة األقىص وقضايا األمة.
-147نور حناين الامليزية :و َفدت لدراسة العلم الرشعي من ماليزيا سنة (2011م)،
دروسا للطالبات الامليزيات بتنسيقها ومتابعتها ،ويتل َّطف يف
ً وكان الشيخ ’ خيصص
تعليمه َّن وتأديبه َّن ،وكان هلا جهد كب ٌري يف تسجيل دروسه ونرشها بني الطلبة الامليزيني يف
خمتلف البالد اإلسالمية.
-148هاجر اخلالدي :ابن ُة الشيخ ’ ،حرضت دروسه العامة واخلاصة ،وكان
يساعدها يف تكوين نفسها علم ًّيا.
تعرف عىل الشيخ بعد بناء مسجد
مقيم يف ألامنياَّ ،
-149هارون إسامعيل :طبيب عيون ٌ
فريد اخلليل سنة (2007م) ،وحرض دروسه يف التفسري التي كان يلقيها بعد صالة الفجر،
وقام برتمجة بعضها إىل اللغة اإلنجليزية ،ونرشها للمسلمني الذين ال يتكلمون العربية.
-150هاين القرارعة :من طلبة الفوج الثاين يف كلية الدعوة وأصول الدين ،أخذ
العلم عن الشيخ ’ يف دروسه اخلاصة والعامة ،وكانت تربطه بالشيخ عالقة حمبة وثيقة،
وعندما ترك الشيخ مسجد عبد الرمحن بن عوف ،وانتقل إىل مسكن آخر ،كان هاين القرارعة
من الس َّباقني خلدمته ومساعدته يف نقل مكتبته الضخمة ،وقد تأثر بمنهجه وطرحه العلمي
وانتفع بكتبه.
-151هدى الصايفُ :معلم ٌة للغة العربية ،وحتمل شهادة الامجستري فيها ،حرضت
دروسه يف التفسري واللغة وعلوم القرآن يف >معهد القراءات القرآنية< و>مؤسسة مدارج< ،وهلا
جملسا مع الشيخ ملناقشة كتابه >حقائق قرآنية حول
جهود مع طالباهتا يف املدرسة ،وعقدت هل َّن ً
القضية الفلسطينية< ،حرضه الشيخ ،وأجاب عن أسئلة الطالبات.
-152هيثم أمحد منصور :أخذ عن الشيخ ’ يف دروسه اخلاصة والعامة ،وكان
مواظ ًبا عىل دروسه ،يأتيه كل أسبوع من مدينة املفرق.
57
-161يوسف نعامن :حرض دروسه يف التفسري ،التي كان يلقيها يف مسجد الرمحة بحي
األمري حسن يف عامن ،أواسط الثامنينات من القرن الاميض.
الزم الشيخ ’ مالزم ًة تا َّم ًة وهو طالب يف >جامعة العلوم
-162يوسف هنيةَ :
اإلسالمية< ،وكانت تربطه بالشيخ عالقة طيبة ،وهو من أوائل َمن أدخل علم الشيخ عىل
مواقع التواصل االجتامعي.
-163يوسف َي ْ ِ
الن كَيا الرتكي :حرض عند الشيخ ’ ثالث سنوات عندما كان
طال ًبا يف >جامعة العلوم اإلسالمية العاملية<( ،ما بني سنتي 2017م و2020م) ،أخذ عنه علوم
القرآن وبالغة القرآن والتزكية وغريها ،فضلً عن قراءة كتبه .وكان يستشري الشيخ دو ًما فيام
يتعلق بطلب العلم وكيفية دراسة التفسري ،ومل يكن الشيخ يبخل عليه بالنصح والتوجيه .كام
َ
حقوق ترمجة كتبه إىل اللغة الرتكية لينرشها بني القراء واملثقفني وطلبة العلم. أن الشيخ أعطاه
وقد رجع إىل تركيا –يف منطقة ديار بكر -وبدأ ُيع ِّلم األتراك العلم الرشعي الذي أخذه
ٍ
تواصل عن الشيخ ،وقام برتمجة كتاب >أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب< ،وبقي عىل
مستمر مع الشيخ.
ٍّ
59
الحياة العملية
فصل احلياة العملية الوظيفية عند الشيخ صالح ’ عن حياته العلمية؛ ال يمكن ُ
فأعامله امتدا ٌد لعلمه ،وإذا َت َت َّب ْعنَا سريته العملية نجد أهنا كانت ك ُّلها يف خدمة علوم الرشيعة.
ومن الالفت للنظر أن سريته الوظيفية كانت ك ُّلها يف األردن ،ومل يسافر للعمل خارجه
رغم العروض الكثرية واملغرية التي ُقدِّ مت له من دول كثرية يف اخلليج واملغرب العريب وآسيا
وأوروبا وأمريكا ،وقد بدأت تلك العروض تنهال عليه منذ سنة (1980م) بعد حصوله عىل
شهادة الامجستري يف الرياض ،وحتى سنة (2019م).
ِ
العروض َرغم ظروفه الامدية املتواضعة ،وحاجته لتأمني مجيع تلك
رفض الشيخ ’ َ
تعجب فالعجب من سبب رفضه القاطع لتلك املغريات الامدية، ٍ
كريمة له وألرسته .وإن ٍ
حياة
ْ
وهو كام يقول الشيخ ’> :ال أحب مغادرة بالد الرباط يف األردن وفلسطني<!
وزارة األوقاف األردنية:
أول وظائفه العملية كانت يف وزارة األوقاف األردنية ،حيث عمل واع ًظا فيها سنة
(1971م) ،وذلك بعد خترجه من األزهر ٍ
بسنة ،وكان تعيينه يف مديرية أوقاف مدينة >الطفيلة< ُّ
عمن -وبقي يف هذه الوظيفة أربع الواقعة جنوب األردن -عىل ُبعد (180كم) من العاصمة َّ
مديرا ألوقاف تلك املدينة.
سنوات حتى سنة (1975م) ،ويف سنة (1974م) أصبح ً
>السلط< -تقع عىل ُبعد (30كم)
انتقل بعد ذلك إىل العمل يف مديرية أوقاف مدينة َّ
عمن -فعمل مساعدً ا ملدير أوقافها ومراق ًبا للتوجيه اإلسالمي فيها،
إىل الغرب من العاصمة َّ
ومل ت ُط ْل مدة بقائه يف هذه الوظيفة ،حيث مكث فيها قرابة السنة الواحدة ،ثم اب ُتعث سنة
(1977م) لدراسة الامجستري يف جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية يف مدينة الرياض،
ومكث فيها أربع سنوات حتى سنة (1980م).
ِ
واملقاومة يفتح لنفسه أبواب اخلري والدعوة واجلهاد ،وال ينتظر من العجيبة وبروحه املنفتحة
َ
اإلذن يف هذا<. يعطيه
أثر كب ٌري يف النشاط العلمي والدعوي الشبايب؛
وكان ملسجد عبد الرمحن بن عوف ٌ
ويؤ ُّمونه
ألنه قريب من اجلامعة األردنية ،ويسكن حوله الكثري من طلبة اجلامعة وأساتذهتاُ ،
درس يف هذا املسجد للصالة فيه ،ولألخذ عن العلامء واملشايخ الذين يرتادونه؛ حيث كان ُي ِّ
ث َّل ٌة من املشايخ وأساتذة كلية الرشيعة يف اجلامعة األردنية؛ من أمثال الدكتور عبد اهلل عزام،
والدكتور حممد أبو فارس ،والدكتور راجح الكردي ،والدكتور حممود الرسطاوي ،والدكتور
مهام سعيد ،رحم اهلل من مىض وحفظ من بقي منهم.
وكان الشيخ صالح ’ َي ُعدُّ فرتة عمله يف املسجد فرت ًة مهمة من حياته العلمية
والدعوية والعملية؛ إذ وجد فيه بيئة خصبة ل َب ِّث ما عنده من علم يف دروسه وخطبه وحمارضاته
رواد هذا املسجد.
لطلبته ،ولعامة الناس من َّ
الجامعة األردنية:
وبعد فصله من اإلمامة واخلطابة والتدريس يف مسجد عبد الرمحن بن عوفُ ،ع ِّي
عضوا يف هيئة التدريس يف اجلامعة األردنية ،أكرب اجلامعات األردنية وأعرقها.
ً
62
الرسائل الجامعية
مل يقترص الشيخ ’ يف حياته العملية عىل التدريس يف املساجد واملراكز العلمية ،أو
جم غفري من طلبة الدراسات
عىل طلبة الشهادات األوىل يف قاعات اجلامعات ،بل أفاد منه ٌّ
وعالامت ،نرشوا علمه بني تالمذهتم
ٌ العليا يف مرحلتي الامجستري والدكتوراة ،ونبغ منهم علام ُء
وطالهبم.
وقد أرشف ’ عىل كثري من طلبة الدراسات العليا ،الذين تقدموا برسائل جامعية
لنيل شهاديت الامجستري والدكتوراه .ومن هذه الرسائل:
املتبص أليب العباس أمحد بن يوسف الكوايش (ت 680هـ)،
ِّ .1تبرصة املتذكِّر وتذكرة
حتقيق ودراسة من أول سورة األحزاب إىل آخر سورة يس؛ رسالة ماجستري ،إعداد ضياء
الدين حممد يوسف العط َّيات ،يف كلية الدراسات العليا ،بجامعة العلوم اإلسالمية العاملية سنة
.2009
.2الثبات عىل املبدأ من خالل القرآن الكريم :دراسة موضوعية حتليلية ،إعداد الطالبة:
فلورنتينا عثامن زوق ترمكول ،رسالة جامعية (ماجستري يف التفسري وعلوم القرآن) ،جامعة
العلوم اإلسالمية العاملية (عامن ،األردن) ،كلية أصول الدين ،قسم القراءات والدراسات
القرآنية2011 ،م.
.3عالقات َ
املباشة من منظور قرآين ،إعداد الطالب :عيل عبد الكريم يوسف شهوان،
رسالة جامعية (دكتوراه يف التفسري وعلوم القرآن) ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية (عامن،
األردن) ،كلية أصول الدين ،قسم التفسري وعلوم القرآن2011 ،م .وهي أول رسالة دكتوراه
أرشف عليها.
.4منهج الشيخ إبراهيم القطان يف تفسريه >تيسري التفسري< ،رسالة ماجستري ،إعداد
عبد العزيز نارصي ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية ،كلية الدراسات العليا2011 ،م.
تنوع رسم الكلمة يف املصاحف العثامنية ،إعداد الطالب :خالد عزيز
.5توجيه ُّ
املوصيل ،رسالة جامعية (ماجستري يف القراءات القرآنية) ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية
(عامن ،األردن) ،كلية أصول الدين ،قسم القراءات القرآنية2012 ،م.
65
.6آيات جزاء اآلخرة :دراسة أسلوبية ،إعداد الطالب حممد فاضل إبراهيم اجلبوري،
(رسالة دكتوراه) ،إرشاف باالشرتاك مع د .أمحد حممد القضاة ،جامعة العلوم اإلسالمية
العاملية .قسم اللغة العربية وآداهبا 2013م.
.7النَّظْم القرآين يف قصة لوط ،إعداد الطالب :محزة ماجد حممد عيارصة ،رسالة جامعية
(دكتوراه يف التفسري وعلوم القرآن) ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية (عامن ،األردن) ،كلية
أصول الدين ،قسم التفسري وعلوم القرآن2013 ،م.
.8ال َّبدَ ِه َّي ُ
ات يف القرآن الكريم دراسة وحتليل ،إعداد الطالب :إبراهيم مسلم عيل
اخلطيب ،رسالة جامعية (دكتوراه يف التفسري وعلوم القرآن) ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية
(عامن ،األردن) ،كلية أصول الدين ،قسم التفسري وعلوم القرآن2014 ،م.
.9التوازن يف ألفاظ القرآن الكريم وتراكيبه وأسلوبه :دراسة تفسريية( ،رسالة
دكتوراه) ،إعداد عامد حممود أمني الزقييل ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية2014 ،م.
.10تنزيل اآليات عىل الواقع عند سيد قطب من خالل تفسريه :دراسة حتليلية ،إعداد
عامد محدان مطلق القعايدة ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية( ،رسالة دكتوراه) ،كلية الدعوة
وأصول الدين .قسم أصول الدين2015 ،م.
.11القرآن العظيم بني إقامة املبنى وفهم املعنى :دراسة حتليلية يف التالوة والتفسري،
إعداد حممد أمحد عيل البدور( ،رسالة دكتوراه) ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية ،كلية
الدراسات العليا2015 ،م.
.12البناء االجتامعي يف القرآن الكريم :دراسة حتليلية مقارنة يف التفسري؛ إعداد حسام
طالل داود هنية ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية ،كلية الشيخ نوح القضاة للرشيعة والقانون،
قسم أصول الدين2016 ،م.
.13سؤاالت اإلمام الطربي يف التفسري وعلوم القرآن يف تفسريه جامع البيان :مج ًعا
ودراسة ،إعداد حسام أمحد حممد منصور ،رسالة دكتوراه ،جامعة العلوم اإلسالمية العاملية،
كلية الدراسات العليا2016 ،م.
الزجاج
.14القواعد النحوية والرصفية وأثرها يف التفسري :دراسة مقارنة بني اإلمامني َّ
الصليبي ،رسالة دكتوراه ،جامعة العلوم اإلسالمية
والن ََّّحاس ،إعداد ليندا تركي جربيل ّْ
66
وقد رأت الباحثة يف رسالتها أن الدكتور اخلالدي كان واحدً ا من العلامء الذين اهتموا
بالتفسري املوضوعي بجانبيْه النظري والتطبيقي ،وعملت عىل بيان ذلك من خالل احلديث عن
كتابه >التفسري املوضوعي بني النظرية والتطبيق< ،ودوره يف بيان أمهية هذا املنهج ،لام رأت أنه
عتمد عليها يف هذا احلقل ،ولوفائه بحاجيات العرص ،وربط
من الكتب الق ِّيمة واملهمة التي ُي َ
القرآن بالواقع.
ورغم اقتصار الباحثة عىل دراسة كتاب واحد من كتب الشيخ ،إال أهنا اعتمدت عىل
كثري من كتبه األخرى يف دراستها .ومن أبرزها سلسلة >من كنوز القرآن< ،التي قالت فيها> :إن
ٍ
دراسات يف التفسري املوضوعي<. معظم كتبها تصلح أن تكون
-2جهود الدكتور صالح عبد الفتاح اخلالدي وآراؤه يف علوم القرآن .أعدها الطالب:
فاضل عباس فاضل ،ونال هبا درجة الدكتوراة يف فلسفة علوم القرآن ،ختصص التفسري ،من
>اجلامعة العراقية< ،سنة 2018م.
والذي حدا بالطالب إىل السري يف هذه الدراسة ما رآه من غزير علم الدكتور صالح
اخلالدي ’ وأنه سخَّ ر ُج َّل عمره يف تدريس كتاب اهلل عز وجل وتفسريه ،وما كان له من
أثر بارز يف إثراء املكتبة اإلسالمية بالكثري من املؤلفات وعلوم القرآن ،وأنه صاحب منهج
علمي متني ،وذو رؤية تفسريية متجددة وضعت قواعدَ للتفسري ولتنقية القديم من ِّ
كل ما كان
ٍ
وتصويبات و ُأ ُس ًسا وقواعدَ لفهم القرآن الكريم. لطائف
َ فيه من دخيل ،ووضعت
القراء عىل جهود الشيخ ومسامهاته التفسريية والعلمية ومكانته
تعريف َّ
َ ُ
الباحث فأراد
ف عن امل َلكَة العلمية عنده ،وتناول كتبه بالدراسة والتحليلَ ،
وأبر َز ما أضافه بني العلامء ،وك ََش َ
تفسريية خدمة لكتاب اهلل عز وجل.ٍ لطائف
َ من
جاءت هذه الرسالة يف مخسة فصول ،يسبقها متهيد موجز ملخَّ ص عن حياة الشيخ
اخلالدي.
فجاء الفصل األول لبيان جهود الشيخ يف علوم القرآن الكريم يف مخسة مباحث،
تناولت جهوده وآراءه يف أصول التفسري وضوابطه ،ويف مدارس التفسري يف العرص احلديث،
ويف القصص القرآين ،ويف إعجاز القرآن .وتناول املبحث األخري بعض مباحث علوم القرآن
املتفرقة التي تطرق إليها اخلالدي يف كتبه.
68
وخ ِّصص الفصل الثاين لبيان جهوده وآرائه يف التفسري املوضوعي ،فجاء يف ثالثة
ُ
مباحث؛ فكان األول لبيان جهوده يف التفسري املوضوعي من خالل عرض الكتب .وتناول
الثاين آراءه يف التفسري املوضوعي كعل ٍم تفسريي ،أما املبحث الثالث فكان يف املنهج املوضوعي
لتفسري القرآن الكريم.
ثم جاء الفصل الثالث لبيان جهوده وآرائه يف التفسري الفقهي ،و ُق ِّسم عىل أربعة
مباحث؛ تناول األول منها جهوده يف تفسري آيات األحكام ،والثاين منهجه وطريقته يف تفسري
الص َيغ املعتمدة عنده يف الرتجيح ،وذكر يف املبحث الرابع أدلة
آيات األحكام ،والثالث َّبي فيه ِّ
الرتجيح وقواعده املعتمدة لديه.
ثم جاء الفصل الرابع لبيان جهوده وآرائه يف التفسري اللغوي ،فكان يف ثالثة مباحث؛
تناول املبحث األول جهوده يف التفسري اللغوي من خالل كتبه التي تناولت هذا النوع من
التفسري ،وأمهها التفسري اللغوي االشتقاقي التفسريي ،وتناول املبحث الثاين جوانب التفسري
اللغوي يف كتبه ،أما املبحث الثالث فكان يف بيان منهجه وطريقته يف تفسريه اللغوي االشتقاقي
الترصيفي.
أما الفصل اخلامس واألخري ،فقد اشتمل عىل ثالثة مباحثَّ ،بي فيها جهود الدكتور
صالح اخلالدي يف خدمة كتب التفسري ،وهي >يف ظالل القرآن< لسيد قطب ،و>جامع البيان
عن تأويل ِ
آي القرآن< لإلمام الطربي ،و>تفسري القرآن العظيم< البن كثري.
-3اآلراء التفسريية لصالح عبد الفتاح اخلالدي من كتاب >تصويبات يف فهم بعض
اآليات< .من إعداد الطالبةِ :هي َبة َقلبان ،نالت هبا درجة الامجستري ،من >جامعة احلاج َلْرض<،
يف اجلزائر ،سنة 2021م.
ذكرت الباحثة أن ما دعاها إىل تناول جهود الدكتور صالح اخلالدي يف التفسري أنه
حضورها الكبري يف الساحة العلمية وكثرة تأليفاته يف علوم القرآن.
ُ شخصية هلا
واشتملت الرسالة عىل فصلني :أما الفصل األول ففيه مبحثان؛ ُخ ِّصص املبحث األول
وعرفت
منهام للتعريف بالدكتور صالح اخلالدي وحياته العلمية والعملية وثناء العلامء عليهَّ .
الباحثة يف املبحث الثاين بكتابه >تصويبات يف فهم بعض اآليات< ،وب َّينت قيمته العلمية ،وهو
مدار البحث يف هذه الرسالة العلمية.
69
أما الفصل الثاين ،فدرست فيه اآلراء التفسريية للشيخ صالح اخلالدي دراس ًة حتليلية
لنامذج خمتارة من الكتاب.
ومالمح التجديد فيها .بحث جامعي أعدته
ُ -4الدكتور صالح اخلالدي ،دراساتُه
الطالبة علياء العظم ،يف كلية الدراسات العليا بقسم أصول الدين يف >اجلامعة األردنية< ،سنة
2018م.
بتقص اجلهود العلمية للدكتور صالح اخلالدي ،مع تصنيفها وفق
اهتمت فيه الباحثة ِّ
حماور موضوعية ،ثم توصيفها واحلكم عليها وفق معاي َري منهجية ضابطة لقيمة التجديد يف
َ
الدراسات املعارصة.
جاءت الدراسة يف مقدمة ومتهيد وأربعة مطالب وخامتة .احتوى التمهيد عىل التعريف
وتضمن املطلب األول استعراض نِتاجات الدكتور اخلالدي العلمية.َّ بالدكتور اخلالدي.
واحتوى املطلب الثاين عىل حماور وجماالت اتساق تلك النِّتاجات .أما املطلب الثالث فقد
احتوى جوانب التجديد يف تلك الدراسات .وجاء املطلب الرابع يف االسترشاف املستقبيل
للدكتور اخلالدي يف دراساته املستقبلية .أما اخلامتة فتضمنت ملخص البحث وأهم نتائجه.
70
إن حياة الشيخ ك َّلها حيا ُة دعوة منذ أن كان طفلً يف املرحلة الصواب إذا قلناَّ :
َ ال نجانب
ي ُّث والدتَه وأخواتِه عىل الصالة يف وقتها ،ويذك ُِّره َّن هبا ،ويؤ ُّمه َّن يف الصلوات.
االبتدائيةُ َ ،
لكن إذا نظرنا إىل حياته الدعوية من خالل عمله >الوظيفي< ،نجد أنه منذ تعيينه
واع ًظا يف مدينة >الطفيلة< سنة (1971م) إىل أن ترك التدريس اجلامعي سنة (2018م) وهو
يتقلب يف الوظائف الدعوية ،وقد قىض عمره يف إعطاء الدروس واملواعظ ،وإلقاء اخلطب
وخاصتهم ،وتعليم العلم
َّ واملحارضات ،واملشاركة يف الندوات ،وتوجيه عامة املسلمني
الرشعي ،وغري ذلك.
وكان ُج ُّل نشاطه وعمله الدعوي منص ًبا عىل التعليم وإعطاء الدروس والدورات
العلمية يف املساجد ،أو املراكز العلمية ،أو >مجعية احلافظة عىل القرآن الكريم< ،التي أسهم يف
إنشائها وكان َ
أول رئيس هلا عند تأسيسها.
والشيخ من أنصار إعطاء الدروس العلمية املنهجية الطويلة واالستمرار فيها ،حيث
قام بإعطاء دروس يف تفسري القرآن الكريم يف كثري من مساجد عامن ،وامتدت هذه الدروس
العلمية والدعوية يف هذه املساجد واملراكز عدة سنوات ،فضلً عن املسجد الذي كان إما َمه،
فس فيه القرآن الكريم
وهو مسجد >عبد الرمحن بن عوف< ،ثم مسجد >فريد اخلليل< ،الذي ّ
مرتني عىل مدى 15عا ًما.
وأذكر من دروسه يف التفسري تلك التي عقدها وحرضناها عنده يف >مسجد الرمحة<
بمنطقة جبل النرص يف العاصمة عامن ،ما بني سنتي 1985م و1986م ،وتلك الدروس
مسجلة عىل أرشطة >كاسيت< ،وأظنُّها أول تسجيل ملحارضات الشيخ ودروسه يف األردن،
ذكرت ساب ًقا.
ُ كام
71
منهجه في الدعوة
وابتعاده عن الفضائيات ليس تقليلً من شأهنا ،ومن شأن العمل الدعوي الذي تض َّطلع
به ،بل إنه يرى أن >اإلعالم اإلسالمي اآلن يقوم بدور كبري ،والفضائيات اإلسالمية اآلن
تؤدي رسالة كبرية ،أمامها رجال عظام ُء ،و ُدعاة خملصون ،والعلامء الر َّبانيون يقومون بواجب
كبري يف هذا الباب<.
فرض عني ،فإذا قام به البعض سقط
واجب كفاية وليس َ
ُ فهو يرى أن العمل يف الفضائيات
عن اآلخرين ،ويقول> :إن غريي يقوم هبذا الواجب ،أنا أكثر الناس ابتعا ًدا عن العمل اإلعالمي
العام .هذه واحدة ،أما الثانية وهي األهم فأقول :إن غريي يقوم هبذا الواجب والفرض الكفائي،
وهم مجاعة خملصون صادقون ،وهم أقدر مني عىل أداء هذا الواجب ،ويقدمون للناس خدمة
ملز ًما لزو ًما رشع ًّيا للقيام هبذا األمر<.
طيبة ،فلو مل ُيوجد أحدٌ إال أنا ،عندها أكون َ
73
كان الشيخ اخلالدي ’ رجلً موسوع ًّيا ،ومل يقترص علمه وكتاباته ودروسه
وحمارضاته الدَّ عوية عىل علوم القرآن الكريم وتفسريه فحسب ،بل جتاوزها يف دروسه
وحمارضاته ومؤلفاته إىل احلديث عن بيان ضالل األفكار املنحرفة ،والرد عىل مزاعم الطاعنني
يف اإلسالم؛ سوا ًء ِمَّن ينتسب إىل اإلسالم كالشيعة ،أو ِمن غري املسلمني كالنصارى.
فقد تصدى الشيخ صالح اخلالدي ’ لبيان انحراف الفكر الرافيض الشيعي،
عده عن املنهج اإلسالمي القويم الذي نزل به القرآن الكريم ،وب َّينه الرسول ×، وإظهار ب ِ
ُ
اخلية األوىل.
وسار عىل هنجه اخللفاء الراشدون و َمن أتى بعدهم يف القرون ِّ
حذر من هنجهم السيايس عند قيام الثورة اإليرانية التي وكان ’ ِمن أوائل َمن َّ
أن شعاراهتم يف نرصة اإلسالم واملسلمني وحترير أرض وبي َّ
قادها اخلميني عام (1979م)َّ ،
يتستون من ورائها ً
أخذا بمبدأ >ال ُّتق َية< لتحقيق أطامعهم فلسطني ما هي إال ادعاءات زائفةَّ ،
وضمها إىل حظرية
َّ يف إعادة الدولة الفارسية إىل الوجود ،بعد أن قىض عليها الفتح اإلسالمي،
اخلالفة اإلسالمية الراشدة يف عهد عمر بن اخلطاب ÷.
فالشيخ مل حيسن الظن هبم يو ًما ،ومل يسمع الشيع ُة منه كلم ًة واحد ًة يف تأييد مواقفهم،
الرغم من َّ
أن بعض أعضاء مجاعته التي كان ينتمي إليها (اإلخوان املسلمون) رأوا يف عىل َّ
واملحرر لبيت املقدس وفلسطني من
َ املنقذ واملخ ِّلص هلم من الظلم واالستبداد،
َ >اخلميني<
االحتالل اليهودي البغيض!.
وترشهبا ،بل
َّ ثوابت رشعية نشأ عليها
َ والشيخ ’ يف موقفه هذا كان ينطلق من
ينسق مع العاطفة الدينية كام حدث مع غريه،
وكتب فيها كتابه >ثوابت للمسلم املعارص< ،ومل َ
وكان يقول> :أرى َّ
أن هؤالء [يعني الشيعة] عندهم منهج خاص ،وعندهم فكر خاص،
وعندهم تاريخ خاص ،وعندهم ثأر خاص مع أهل السنة ،وعندهم برنامج خاص ،وعندهم
توسعات خاصة<.
ُّ
ويقول ُمب ِّينًا َّ
أن اخلطر الشيعي املجويس ال يقل عن اخلطر اليهودي أو الصليبي> :أنا
عندي خطران :اخلطر اليهودي يف الغرب واخلطر املجويس يف الرشق ،وال أقول :الشيعي،
74
بل أقول :املجويس ،هؤالء يلتقون عىل حرب ما يسمى بأهل السنة واجلامعة .أنا إذا َّ
حذرت
أيضا؛ فاليهود حية سمراء تلدغ
عدونا األول ،فأحذر من اخلطر اإليراين ً
من اخلطر اليهوديِّ ،
وتيت ،واملجوس حية محراء تلدغ ُ
وتيت ،هذه أفعى وهذه أفعى ،هذا خطر وهذا خطر ،وأنا ُ
ال أهرب من اليهود ألرمتي يف حضن إيران ،وال أهرب من إيران ألرمتي يف حضن اليهود أو
حضن األمريكان ،أنا ال بد أن أكون مستقلً<.
وبي فسا َد منهجهم الديني يف حتريف كالم اهلل تعاىل، الشيخ ’ َّ َُ وقد فضحهم
وكشف أباطيل كبار علامئهم الذين تو َّل ْوا ِك ْ َب حتريف آيات القرآن ،مثل >حممد الكليني ت
329هـ< ،الذي ُي َعدُّ عند الشيعة كالبخاري عند أهل السنة ،وكتلميذ الكليني >عيل ال ُق ِّم ِّي<.
وكتب الشيخ اخلالدي يف ذلك كتابني> :الكُليني وتأويالته الباطنية لآليات القرآنية يف كتابه
أنموذجا<.
ً مفسي الشيعة للقرآن لف ًظا ومعنًى :ال ُق ِّمي
أصول الكايف< ،و>حتريف ُغالة ِّ
وسنعرف بالكتابني يف الفصل الثاين عند احلديث عن مؤلفات الشيخ اخلالدي والتعريف هبا.
ِّ
أما بيان فساد منهج أعداء اإلسالم من غري املنتسبني إليه ،فقد تصدَّ ى له وحتدث عنه
كث ًريا يف ثنايا كتبه وحمارضاته ودروسه العلمية ،وأفرد هلا كت ًبا مستقلة؛ مثل كتاب> :القرآن
ونقض مطاعن الرهبان< ،و>االنتصار للقرآن أمام افرتاءات متنبئ األمريكان< ،باإلضافة إىل
وسنتعرف عىل ذلك كله عند احلديث
َّ الكتب التي حتدث فيها عن اليهود وحتريفاهتم للتوراة،
عن مؤلفات الشيخ.
75
و ُأجريت انتخابات الختيار إدارة للجمعية ،وأكرمني اإلخوة يف اهليئة العامة بانتخايب
مكم للجمعيةَ ،
وبذل ٍ
وتواصلت لقاءاتنا يف الشهور األوىل إلرساء بناء متني ُ ْ
ْ رئيسا للجمعية،
ً
اإلخوة يف جملس اإلدارة ويف اهليئة العامة جهو ًدا كبرية ومتواصلة إلحسان تأسيس هذا البناء.
وأذكر أننا يف صيف عام (1991م) قمنا بزيارة وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية ،وكان
معايل املهندس رائف نجم ،الذي أعلن دعمه للجمعية ،وأشاد بربناجمها القرآين.
تقدمت إىل اإلخوة يف جملس
ُ وبعد شهور من متابعتنا يف تأسيس هذا ال ُبنيان املبارك،
اإلدارة برجاء قبول استقالتي من رئاستها ،وأمام إحلاحي عىل ذلك وافقوا عىل قبول االستقالة
عيل التي مألت وقتي ،وانتخبت اهليئ ُة
لتزاحم األعامل العلمية َّ
ُ واستقلت من رئاستها
ُ كرهني،
ُم َ
ٍ
سنوات طويلة العامة سامح َة العامل املفرس الدكتور إبراهيم زيد الكيالين لرئاستها ،الذي رعاها
وقوته إىل أن توفاه اهلل ،رمحه اهلل ورفع درجته .وتوىل إدارة اجلمعية العامل
بجهده وحكمته َّ
خازر املجايل ،حفظه اهلل ،ومعه ُث ّلة طيبة مباركة من أهل
املفس األستاذ الفاضل الدكتور حممد َ
ِّ
القرآن املخلصني النشطني ،أسأل اهلل هلم كل توفيق.
هذه اجلمعية املباركة هي اهلوية احلقيقية هلذا البلد الطيب ،وهي شجرة يانعة قوية ممتدة،
ينطبق عليها قوله تعاىل :ﱹ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ
ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﱸ [إبراهيم .]25-24
مجعت هذه اجلمعية املعطاءة رجال البلد ونساءه عىل القرآن الكريم ،و َأنشأت مراكزها
ْ
وخرجت اآلالف من احلافظني واحلافظات،
القرآنية يف عدد كبري من املدن والقرى والبلداتَّ ،
والعاملني بالقرآن والعالامت .ورفعت لواء القرآن يف كل مكان ،داخل القرآن وخارجه< انتهى
ما كتبه ،رمحه اهلل.
وال تعني استقال ُة الشيخ ’ من رئاسة اجلمعية تركَها بال ُك ِّل َّية ،بل بقي وف ًّيا هلا،
حارضا يف مناشطها ودروسها ودوراهتا العلمية التي كان يعقدها للطالب ،باإلضافة
ً واستمر
َّ
إىل سلسلة من املقاالت العلمية التي كان يكتبها يف جملتها >الفرقان<.
اهلل عينه بأن رآها قائم ًة
وأقر ُ ثم َ
بذر الشيخ ’ وإخوانه هذه ال َبذرة الطيبة املباركةَّ ،
عىل ُسوقها ،ورأى ثمراهتا جينيها أبناء األردن يف مدنه وقراه وبواديه ،فها هي ،بفروعها التي
جتاوزت األربعني فر ًعا ،تشتمل عىل ما يزيد عن ألف ومائة مركز لتحفيظ القرآن الكريم ،تُقدِّ م
77
أهداف الجمعية:
ومن أبرز األهداف التي وضعتها مجعية املحافظة عىل القرآن الكريم وسعت لتحقيقها
منذ تأسيسها:
●توعيةالناسبأمهيةحفظالقرآنالكريمودراسةعلومهبالوسائلاملمكنة،معاالهتامم
بالعلوم األخرى التي ختدمه؛ كعلوم اللغة العربية والبالغة واحلديث الرشيف وغريها.
●إقامة الدورات لتعليم الناس ترتيل القرآن الكريم حسب القراءات القرآنية.
●إنشاء معهد للقراءات.
●اإلسهام يف تبنِّي املشاريع التي ختدم القرآن الكريم وعلومه.
●اإلسهام يف طباعة وتوزيع املصاحف الرشيفة داخل األردن وخارجه.
●نرش وتأليف وطباعة املؤلفات املتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه.
●العمل عىل إصدار الوسائل السمعية واملرئية التي تساعد يف حتقيق أهداف اجلمعية.
●إنشاء مراكز حتفيظ القرآن الكريم يف مدن اململكة وقراها وبوادهيا.
● ُّ
بث روح التنافس بني الناس يف حفظ القرآن الكريم وإتقان علومه.
●اإلسهام يف األبحاث واملؤمترات واملنتديات العلمية املتعلقة بالقرآن الكريم داخل
األردن وخارجه.
الفني واإلداري ،ومديرية الشؤون اإلدارية ،ومديرية الشؤون الرتبوية ،ووحدة الرقابة
ويتفرع عن كل مديرية من هذه املديريات جمموعة من األقسام .كام تستعني اجلمعية
َّ الداخلية.
بعدد من املستشارين الرشعيني والقانونيني لتسديد العمل يف خمتلف جوانب مهامهتا التي تقوم
هبا.
ومن أجل تنفيذ أهدافها العملية ،فإهنا تعتمد عىل جمموعة من اللجان العلمية واللجان
املركزية تُعني جملس إدارهتا يف عمله ،وهذه اللجان هي:
.1املجلس العلمي للحفظ والتالوة والقراءات.
.2جلنة التأليف والنرش.
.3املجلس العلمي للدراسات القرآنية وعلوم الرشيعة.
.4اللجنة القانونية.
.5جلنة التخطيط والتدريب.
.6جلنة الشؤون الرتبوية.
.7اللجنة اهلندسية.
.8اللجنة اإلعالمية.
.9جلنة تنمية املوارد الاملية.
وتنتظم إدارات اجلمعية وأقسامها وجلاهنا يف ( )42فر ًعا ،كل واحد منها وحدة إدارية
مركزا قرآن ًّيا ،كام يتبعها
ً مستقلة يف منطقة جغرافية حمددة ،ويتبع اجلمعية وفروعها ()1050
( )5أمانات ،واألمانة هي اإلطار التنسيقي الذي جيمع عد ًدا من الفروع يف حميط جغرايف واحد.
ُّ
كل ما ُذكر من ُحسن التنظيم واإلعداد ،وقبل ذلك إخالص النيات هلل تعاىل من
العاملني والقائمني عىل اجلمعية ،انعكس عىل خمرجاهتا ومنجزاهتا عىل أرض الواقع؛ وترى
ٍ
حافظ ِمصداق ذلك حينام تقرأ أن عدد احلُ َّفاظ الذين خترجوا منها بلغ أكثر من (عرشة آالف)
لكتاب اهلل ،وعدد املُجازين ينُوف عىل (ُ )15000ماز ،وأهنا أصدرت أكثر من ( )250كتا ًبا
يف علوم الرشيعة عامة ،ويف علوم القرآن خاصة .ومنها ما أنجزته لذوي االحتياجات اخلاصة
الصم وال ُبكم.
من املكفوفني أو ُّ
81
ومل تكتف اجلمعية بتقديم خدماهتا التعليمية للوافدين إىل مراكزها فحسب ،بل نظمت
َ
(قوافل قرآنية) متثَّلت يف إرسال عدد من املتخصصني يف أحكام التالوة إىل القرى والتجمعات
السكانية الصغرية والنائية لتعليم أهلها تالوة القرآن.
واحلديث عن منجزات هذه اجلمعية املباركة يطول ويطول .ومن أجل ذلك ُح َّق هلا أن
تفوز بجائزة أفضل مجعية لتحفيظ القرآن الكريم يف العامل اإلسالمي ،والتي منحتها إياها رابطة
وح َّق هلا أن تفوز كذلك ،وبجدارة ،بجائزة العمل اخلريي التي منحتها إياها
العامل اإلسالميُ ،
مؤسسة الشيخ فهد األمحد الدولية للعمل اخلريي يف دولة الكويت.
الشيخ يف إدارة اجلمعية ِمن بعده علام ُء فضال ُء ،ساروا عىل دربه ،وأكملوا
َ وقد خ َلف
ينسوا فضله عىل هذه اجلمعية وإسها َمه الكبري يف نجاحها وهنضتها، ْ مسريته التي بدأها ،ومل
ور َث ْوه بعد وفاته ،وشاركوا يف جنازته والصالة
فكرموه يف حياته ،وآملهم َف ْقدُ ه وفرا ُقه ،فنَ َع ْوه َ
َّ
عليه ،رمحه اهلل تعاىل .فهم واهلل من الذين قال اهلل فيهم :ﱹ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﱸ [احلرش.]10 :
واقرأ أهيا القارئ ما كتبه الرؤساء املتعاقبون هلذه اجلمعية املباركة عن الشيخ يف حياته
وعرفاهنم لفضله وسابقته يف العلم والدعوة ،ويف خدمة وبعد وفاته لرتى مدى حمبتهم لهِ ،
مجيعتهم.
82
بل أفردت اجلمعية يف جم َّلتها الرائدة >الفرقان< مل ًّفا كاملً للحديث عن مآثر الشيخ
ومناقبه وعلمه ،وإسهاماته يف خدمة اجلمعية ،التي كان َ
أول رئيس هلا ،وإسهاماته كذلك يف
خدمة كتاب اهلل تعاىل ،وعلوم القرآن والرشيعة عمو ًما.
وقد كتب يف هذا العدد ُث َّل ٌة من األفاضل ِمَّن عايشوا الشيخ؛ سوا ًء أكانوا من أهل بيته
كابنه الدكتور حذيفة ،أو ُأستاذه وشيخه الدكتور أمحد حسن فرحات ،أو من زمالئه :الدكتور
حسان،
حممد املجايل ،والدكتور أمحد نوفل ،والدكتور أمحد شكري ،والدكتور مجال أبو َّ
والدكتور حممد اجلُوراين.
صحفي ،أجراه مع الشيخ اخلالدي ’ ،قبل
ٌّ كام نُرش يف هذا العدد من املجلة لقا ٌء
مدة وجيزة من وفاته ،الدكتور منذر زيتون ،حتدث فيه عن جانب من سريته الذاتية ،وذكرياته
يف فلسطني ،واملؤسسات التي عمل فيها ،كام تطرق احلديث يف هذا اللقاء عن مهوم األمة وما
هي ُسبل إنقاذها وانتشاهلا ممَّا هي فيه من مشكالت وحتدِّ يات ،ومن أمهها ما ُيلحظ من حالة
خصوصا بني علامئها و ُدعتها.
ً االنقسام والترش ُذم يف األمة،
وتكريم >مجعية املحافظة عىل القرآن الكريم< لشيخها ورئيسها األول ،مل يكن بعد وفاته
الو َّد ،وعرفت له السابق َة يف حياته ً
أيضا ،فام من مناسبة من مناسباهتا ،أو فقط ،بل حفظت له ُ
فعالية من فعالياهتا املهمة َّإل دعته إليها وللتحدُّ ث فيها.
كرمته يف حفل >الوفاء لتكريم
كرمته أكثر من مرة بعد اعتذاره عن رئاستها ،فقد َّ
بل َّ
والقراء< عام 2013م ،وأهدته در ًعا تذكار ًّيا ،تسلمه نيابة عنه ولده الدكتور حذيفة.
َّ العلامء
كام اختارته اجلمعية ليكون >الشخصية الفكرية< يف موسمها الثقايف السابع عام
2014م.
واختارته ليكون املتحدث يف >كريس اإلمام ابن ُجزي الغرناطي يف التفسري< ،الذي
عقدته اجلمعية يف >مركز العلَّمة الدكتور فضل ع َّباس للدراسات القرآنية< عام 2016م.
83
84
العمل السياسي
يرى البعض ممن ال يعرف الشيخ صالح اخلالدي ’ أنه كان بعيدً ا نسب ًّيا عن العمل
السيايس ،وأن مشاركاتِه يف العمل السيايس العام قليلة جدً ا إذا ما ُقورنت بمشاركات غريه من
متفر ًغا
الدعاة الذين هم أقرانُه يف اجلامعة التي كان ينتمي إليها >اإلخوان املسلمون< ،وأنه ظل ِّ
وتدريسا.
ً بالك ِّلية للعمل العلمي تألي ًفا
ِ
مؤلفات الشيخ وحمارضاته وهذا الرأي ،يف ظني ،جمانب للصواب؛ إذ إن كث ًريا من
عم حوله من أحداث، ِ
ودروسه العلمية كانت مرتبط ًة ارتبا ًطا وثي ًقا بواقعه املعارص ،وال َّ
تنفك َّ
فاإلسالم يف نظره -وكام هو يف أدب َّيات مجاعة >اإلخوان املسلمون< -ك ٌُّل متكامل ،فهو ال يرى
التفريق بني السياسة أو التعليم أو االقتصاد أو غري ذلك.
َ
توجه املشايخ والعلامء إىل العمل السيايس ،وال ممَّن يقول هلم:
أيضا ممن ينتقد ُّ
وليس هو ً
ابقوا أنتم يف كتاتيبكم ويف دروسكم ويف غرفكم ونحن نقوم هبذا الواجب.
ْ
متأثرا باملنهج احلركي عند األستاذ سيد قطب ’ يف كتاباته ومؤلفاته،
وكان يف ذلك ً
خصوصا كتابه الكبري >يف ظالل القرآن<؛ حيث يرى األستاذ سيد قطب أن اإلسالم منهج
ً
شامل للحياة ،بام فيها من عبادات ومعامالت خمتلفة ،سوا ًء أكانت سياسي ًة أم اقتصادية أم
بعض منه عن اآلخر. يتجزأ ،وال ُّ
ينفك ٌ اجتامعية أم أخالقية أم غري ذلك؛ فاإلسالم ٌّ
كل ال َّ
وهذا الفهم الشامل لإلسالم هو الذي كان يدعو إليه الشهيد حسن البنا ،مؤسس مجاعة
اإلخوان املسلمني ،التي كان سيد قطب منتمي ًا إليها.
وقد شهد للشيخ صالح ’ فضيل ُة الدكتور مهام سعيد بفهمه السيايس العميق،
املستمدُّ من كتاب اهلل وسنة رسول اهلل × ،فيقول يف ذلك> :كان عمال ًقا يف
َ ذلك الفهم
السياسة؛ ألنه كان ينظر يف السياسة من منظار اهلل تبارك وتعاىل .ارجعوا إىل كلامته ،يف كل
وينص ح ًّقا<.
حادثة كان له كلم ُة فصل يقوهلا ،ف ُيخرس ألسن ًة ُ
أيضا عن اهتاممه بالسياسة وقضايا األمة اإلسالمية> :كانت ال تغيب عنه قضية
ويقول ً
ث هيم املسلمني جتد قلمه س َّي ًالث من أحداثها ،وإذا ما وقع حدَ ٌ من قضايا األمة ،وال حدَ ٌ
احلق ،فقد كان سياس ًّيا بار ًعا
وي ُّق فيها َّ َ
الباطل ُ ٍ
كلامت يرصع فيها يتناول هذه احلدَ ث ،فيقول
85
ومل يكن الشيخ ’ كذلك يف يوم من األيام منغل ًقا عىل ذاته ،أو بعيدً ا عن واقعه ،بل
كان متفاعلً معه بكل أحداثه السياسية واالجتامعية واالقتصادية ،و ُم َّطل ًعا عليها ً
أول بأول،
فكان يتابع األحداث اليومية املحلية والعاملية من خالل الفضائيات ووكاالت األنباء ،يفرح لام
ط األعداء عليها. يصيب األمة من مرسات وانتصارات ،ويأمل ألملها يف أحزاهنا ونكباهتا وتس ُّل ِ
َّ
ومتابعاته السياسية هذه انعكست عىل خطبه وحمارضاته ودروسه التي كان يلقيها عىل
طلبته يف اجلامعات واملساجد ،فكان يربطها بالواقع املعا َيش واألحداث اجلارية يف حينها ،كام
أن مقاالتِه يف الصحف املحلية؛ مثل صحيفة >السبيل< ،التي كان يكتب فيها ً
مقال أسبوع ًّيا
مقاالت حتليلي ًة سياسية ألحداث األسبوع .وقد ُجعت تلك ٍ حتت عنوان >بصائر< ،كانت
عرفنا به يف مكانه من الفصل الثاين يف هذا الكتاب.
املقاالت يف كتاب صدر بالعنوان نفسهَّ ،
87
قضية فلسطين
وال تد ُعها خت ُفت أو ختبو ،فكان الصوت العايل الذي سمعه الشيخ يف طفولته هو صوت حترير
فلسطني ،ومواجهة اليهود الغاصبني عىل أرض فلسطني.
ُّ
كل هذه العوامل جمتمع ًة مل تدع الشيخ صالح وأقرانه ،وهم صبيان ،يقفون موقف
املتفرج ،بل شاركوا رجاالت مدينتهم >جنني< -القريبة من ِّ
خط اهلدنة مع العدو -يف ِّ
ِ
املظاهرات املندِّ دة باالحتالل املغتصب ألرضهم ،وكان وهو اب ُن ثامين سنوات يشارك يف
املظاهرات ،وهيتف معهم> :حيفا ويافا بالدنا واليهود كالبنا<!.
ويقول الشيخ صالح يف ذلك> :نحن نشأنا عىل النكبة ،عىل القضية الفلسطينية ،وهلذا
كانت فلسطني جتري يف دمائنا ،فكان تأثري املظاهرات واملسريات واالحتجاجات كب ًريا ،وكان
الشعب الفلسطيني ك ُّله يغيل من أجل حترير كامل الرتاب الفلسطيني املحتل ،وكانت القضية
وأن هذه بال ٌد مقدسة حمتلة ٍ
وطالباتَّ ، ً
رجال ونسا ًء ،طال ًبا حي ًة يف نفوس الشباب مجي ًعا،
مغتصبة ،وال بد من حتريرها من االحتالل اليهودي<.
َ
وهكذا عاش اخلالدي ’ مع االحتالل منذ السنوات األوىل من طفولته املبكِّرة،
ِ
طفولة أي إنسان يف العامل العريب واإلسالمي. وهي مرحلة قد ختتلف عن
هم فلسطني وقضيتها ،ويغادرها عام (1965م) ِ
ب ذاك الفتى ويكرب ،ويكرب معه ُّ
ويش ُّ
يف طلب العلم إىل مرص الكنانة ،ثم مل يستطع العودة إىل فلسطني أبدً ا ،ال ليشء إال ألهنا قد
اح ُتلت مجي ُعها ،فلم تعد مدين ُة >جنني< حيث ُولد ،وال قري ُته >قباطية< ،قري ُة والده وأهلهَ ،
حتت
حكم العرب وال الفلسطينيني ،بل احتلها اليهود الغاصبون.
وظل الشيخ ’ حي ُّن إىل موطنه وي ُتوق إىل زيارته ،لكنه مل يفعل ،فكان ُيغالب عاطف َته
و ُيغ ِّلب عق َله ،ويأبى زيارة فلسطني عن طريق احلصول عىل تأشرية من سفارة العدو املحتل؛
املحرم معهم ،وكان يفتي بعدم جوازه.
َّ ألنه يرى ذلك من التطبيع
هذا االحتالل البغيض ،وهذا االغتصاب الظامل ألرض فلسطني ،وما فعله بأهلها من
قتل وترشيد ،و َّلد يف نفس الشيخ صالح وقلبِه داف ًعا قو ًّيا لبيان هذا الظلم الواقع عىل أرضه
فج عميق ليقتلوا البرش ،وهيدموا احلجر ،ويغتصبوا أتوا من ِّ
كل ٍّ وأهله من ُش َّذاذ اآلفاق ،الذين ْ
وعلمه لبيان زيف املحتل الغاصب وا ِّدعاءاته الباطلة واملبن َّية عىل أوهاماألرض .فجنَّد قلمه ِ
أرجى أعامله التي ختم هبا حياتهُ :ب ْغ ُض اليهود وأعداء اإلسالم ،وحمب ُة املجاهدين والعلامء
والصاحلني ،واجلها ُد بالقرآن ونرش للعلم .و َمن عاش عىل يشء مات عليه.
وقال :كرمال عيون الشهيد اعتربوا حالكم امتحنتوا .ووضع لنا عالمة االمتحان كاملة<!!
وما فعل الشيخ ذلك إال لبغضه لليهود وما اقرتفوه بحق فلسطني خاصة ،وبحق
املسلمني والبرشية مجعاء عامة.
ولذلك كان أكثر يشء يكرهه الشيخ صالح ’ -كام يذكر تلميذه >رافع الذيب<:-
املنافقون واليهود.
كل ما سبق ممَّا قدم الشيخ اخلالدي رمحه اهلل من نرصة بقلمه وعلمه وبفكره لقضية
فلسطني ،كان حمل تقدير من العاملني عىل نرصة هذه القضية بعلمهم وبفقههم ،أال وهم (هيئة
علامء فلسطني يف اخلارج) ،فوفا ًء للشيخ وتقدير ًا لام قدّ م قامت اهليئة بتكريمه بعد موته ،مثلام
قدَّ رت له علمه يف حياته ،فمنحته درع ووسام القدس الرشيف.
93
تعرف الشيخ صالح ’ إىل مجاعة >اإلخوان املسلمني< من خالل زمالئه يف َّ
املدرسة ،وانضم إليها يف فرتة مبكرة من حياته ،وهو يف الثالثة عرشة من عمره ،وكان آنذاك يف
الصف الثاين اإلعدادي.
وكانت طبيعته املتد ِّينة ،وفطرتُه اإليامنية التي نشأ عليها منذ طفولته هي التي دفعته إىل
والتعرف إليها عن قرب ،مؤ ِّملً أن جيد فيها احلاضن َة التي ترعاه ،وتعمل
ُّ االنضام هلذه اجلامعة
عىل تنمية ميوله الديني ،وتوسيع مداركه وثقافته .وهذا ما أكده ’ أكثر من مرة ،ويف أكثر
من مناسبة.
قربنا
يقول ’ يف ذلك> :نشأيت الدينية ،وعاطفتي الدينية ،وحمبتي لإلسالم هو الذي َّ
من هذه اجلامعة<.
ويؤكد ذلك يف مناسبة أخرى ،فيقول> :لعل الرغبة الدينية والعاطفة الدينية هي التي
قربتني ُقر ًبا كب ًريا هلذه اجلامعة ،وهم مل ينشؤوا التد ُّين عندي ،إنام هو ناشئ من فرتة قبل ذلك<.
َّ
نشأت عليها قبل أن ألتحق مع اإلخوان ،لك َّن اإلخوان
ُ أيضاِ :
>القيم اإلسالمية ويقول ً
وقو ْوها ،فنشأنا شبا ًبا ملتزمني منضبطني باالنضباط اإلسالمي ،وااللتزام
رسخوها وأكَّدوها َّ
َّ
باإلسالم بشكل جيد واحلمد هلل ،عشنا يف هذه املرحلة مرحل َة املراهقة ،أو ما ُيسمى بـاملراهقة
الشبابية وغريها ،وكنا يف ِحضن اإلخوان ،ويف ِحضن اإلسالم ،ويف ِحضن األزهر ،ويف ِحضن
كتب املفكر اإلسالمي سيد قطب<.
لذلك أجدين ُأر ِّد ُد وأقول يف الشيخ ما قال الشاعر:
َف ـ ـ ـلَ َم َس َق ْلب ـ ـ ـ ـ ـًا َخالِي ـ ـ ـ ـًا َف َت َم َّكنَ ـ ـ ـ ـ ـ ــا َع َر ْف ُت َه َو َاها َقبْ َل َأ ْن َأ ْع ِر َ
ف اهل َ َوى
بكتاب اهلل ،حيث فتحت عيوين عىل احلياة من خالل معرفتي باجلامعة .وبداية تعريف عىل احلياة
العامة من خالل معرفتي هبذه اجلامعة املباركة وهلل احلمد<.
و َل َّم انتقل الشيخ إىل مرص للدراسة يف األزهر سنة 1965مَّ ،
ظل عىل عهده مع >اجلامعة<،
َرغم أن الفرتة التي عاشها يف اجلامعة كانت من أشد الفرتات تضيي ًقا عىل التيارات اإلسالمية،
خصوصا >اإلخوان املسلمون< ،حيث ُز َّج بعدد كبري منهم يف الزنازين واملعتقالت ،و ُأعدم
ً
بعضهم ،فكان >اإلخوان< يف مرص آنذاك يف أوج حمنتهم ومأساهتم ،حتى راهن الكثريون أنه
ُ
لن تقوم هلم قائمة بعد محلة >االجتثاث< التي قام هبا النظام املرصي نحوهم.
ويرى الشيخ صالح ’ َّ
أن >تنظيم اإلخوان سوا ًء أكان يف املحنة أو يف الرخاء ،يبقى
آالف
ٌ وسجن
موزهم ُ
ور ُمستمرا ممتدًّ ا ال ُيقىض عليه وال يموت ،حتى إذا ُسجن قاد ُة اإلخوان ُ
ًّ
من أفرادهمَّ ،
ظل التنظيم موجو ًدا عند بعض الشباب ،فهذا من توفيق اهلل سبحانه وتعاىل،
فالشباب كانوا موجودين والتنظيم كان موجو ًدا ،رغم أن التضييق كان موجو ًدا ،فكانوا
رسا فيام بينهم ،يتث َّقفون عليها ،ويتعلمون منها<.
رسا ،ويتداولون كتب اإلخوان ًّ
جيتمعون ًّ
متعلم ومع ِّل ًم ،جند ًّيا
ً الشيخ ’ عىل عهده مع هذه اجلامعة ،مستفيدً ا و ُمفيدً ا،
ُ َّ
وظل
وتوجهاهتا وأفكارها؛ هو معها إذا
ُّ وقائدً ا ،منضب ًطا بمنهجها .لكنه ال يوافقها يف كل ُرؤاها
كانت مع احلق ،وكث ًريا ما يراها كذلك ،لكنه خيالفها إذا جانبت الصواب فيام يراه صوا ًبا،
ِ
قياداتا يف بعض آرائهم ،حتى إنه ترك تلك >اجلامعة< مدة من الزمن َل َّم أيضا ما خالف
وكث ًريا ً
والصواب يف نظره من قضايا سأذكرها بعد قليل.
ُ احلق
رأى خمالفتها لام هو ُّ
ومع ذلك فهو يرى أن اختالفه مع اجلامعة التي ينتمي إليها أمر طبيعي ،ويقول يف ذلك:
>ال بد من وجود اختالف يف وجهات النظر بني أفراد اجلامعة؛ أعضاء اجلامعة ليسوا (ن َُسخً ا
فلكل له تفك ُريه واجتهاده ونظراتُه ،وذلك ضمن اإلطار كربونية) طِبق األصل إذا جاز التعبريٍّ ،
نظر لبعض األفراد خمتلف ٌةالعام ملبادئ اجلامعة وخ ِّطها التنظيمي ،فال بد أن تنشأ بعض وجهات ٍ
عن التوجهات يف اجلامعة ،وهذا يشء طبيعي للجامعة التي حترتم عقول أفرادها ،وال تكبِت
أفكارهم أو آراءهم<.
دائم عن نفسه أنه> :ليس نسخ ًة طِبق األصل عن قيادة اجلامعة ،إنام نتعاون
ويؤكد ً
مع قيادة اجلامعة عىل العمل بكتاب اهلل وخدمة دين اهلل سبحانه وتعاىل< .وكذلك األمر فيام
95
خيص باقي أفراد اجلامعة؛ إذ إهنم >ليسوا ك ُّلهم نسخ ًة طبق األصل؛ هلم عقوهلم واختياراهتم
وأفكارهم<.
لذلك فقد اختلف معهم يف بعض القضايا التي يمكن أن تندرج حتت ما ُيسمى >السياسة
الرشعية< ،كمشاركتهم يف العمل الوزاري أو النيايب ،ويقول ’ يف هذا> :اختلفت معهم َل َّم
دخلوا يف الوزارة يف بداية التسعينيات ،وصاروا وزرا َء يف حكومة (مرض بدران) ،فأنا ال أرى
أنه جيوز دخول الوزارة واملشاركة فيها<.
وهو وإن خالف >اجلامعة< ،فليس عن عداء أو ُبغض هلا ،إنام هو> :عتب املحب املشفق
عىل اجلامعة ،وليس املعادي هلا<.
وأنقل هنا ما ذكره يف ذلك صديقه وزميله يف الدراسة الدكتور بسام العموش ،حيث
فرغ
قال> :وال زلت أذكر غضبته عىل حال >اإلخوان< وموضوع االنتخابات النيابية ،حيث َّ
غضبه يف مقالة طويلة نرشهتا صحيفة >اللواء< األسبوعية بعنوان (رسبتم يف االمتحان) خماط ًبا
ُّ
الرتشح للربلامن ،حيث كان صالح ،وفق فكر اإلخوان يف مقالته ،ومنتقدً ا تنا ُف َسهم من أجل
جمرد لعبة تُلهي هبا األنظم ُة َ
الناس!! بينام كان اجتها ُد (اجلامعة) سيد قطب ،يرى أن الديمقراطية َّ
أي منرب ُيتاح لنقول كلمتنا ،فمن التناقض َقبول منرب املسجد
أننا إصالحيون ،وال جيوز أن نرتك َّ
ومنرب الصحافة ،وال نقبل بمنرب الربلامن!! ومع أن مقال صالح كان قاس ًيا ،إال إن اجلامعة مل
تتخذ موق ًفا سلب ًيا منه ،بل ساحمتْه عىل ذلك ،ليقينها أنه قال ذلك ْ
غيةً ،وليس لغرض وال انتقام
تغي فكري<. وال ُّ ٍ
وح ُّبه لدعوته نابع من ح ِّبه لدينه وإسالمه ،فهو احلريص عىل هذه الدعوة أن تنحرف
عن الطريق القويم ،ولذلك يعمل عىل نُرصهتا باملناصحة واإلرشاد ،كام يعمل عىل منارصهتا
بحفظ كينونتها ،وحفظ ِ
مالا إن ُوجد ،باعتباره ً
مال عا ًّما ،وليس ملكًا شخص ًّيا ألحد ،يترصف
فيه كيف شاء .ويف هذا يروي أحد طلبته >د .أمحد الش َّياب< ،موق ًفا يدل عىل ورع الرجل
الصالح ،صالح اخلالدي ’ ،يقول فيه:
> ُطلب مني أن ُأ ِّ
نسق مع الدكتور صالح ملحارضة يف املركز العام جلامعة اإلخوان
املسلمني ،و ُقبيل املحارضة بقليل ذهبت إىل بيت الشيخ الصطحابه يف (تكيس) إىل مكان
أوىل هبذه
رفضا قاط ًعا ،وقال يل( :الدعوة) ْ
املحارضة ،فلام علم أين سأطلب (تكيس) رفض ً
96
ً
حماول التهوين من ثمن التكيس :الفلوس كثرية الفلوس التي ستذهب للسيارة .فقلت له
واملوضوع ما يستاهل! فلم يقتنع ،قلت :وكيف سنذهب إىل املركز العام؟ فقال :بالباص.
رش دوالر
وكانت أجرة الباص يومها من بيته إىل مكان املحارضة سبعة قروش أردنية (تعادل ُع َ
أمريكي) ،حاولت معه فلم أفلح ،وذهبنا إىل الشارع ،وانتظرنا حتى أتى الباص ،وركبنا إىل
مكان املحارضة ،وهكذا فعل يف العودة<.
فكم من حمارضة كان شيخُ نا يذهب إليها هبذه الطريقة!! رمحه اهلل تعاىل.
بحب،
ٍّ وظل الشيخ عىل العهد ،وف ًّيا لدعوته ومجاعته ،حم ًبا هلا .وقاب َلتْه >اجلامعة< ح ًّبا َّ
قدره ح ًّيا؛ تلجأ إليه يف امل ُ ِل َّمت والنوازل ،وتستفتيه فيام
فعرفت له َ ْ وو ًّدا ُبو ٍّد ،ووفا ًء بوفاء،
ُ
ِ
ُيشكل عليها من األمور الفقهية ومسائل السياسة الرشعية ،فيفتيها فتوى العامل ال ُـمل ِّم بجوانب
تلك املسائل التي ُسئل عنها.
كبار قادهتا
فنوهت بذكره ومآثره وعلمه ،وكان ُ
وعرفت له >الدعوة< قد َْره بعد وفاتهَّ ،
ْ
رئيسهم، أول من حرض الصالة عليه َ
وش َّي َع جنازته ،وعىل رأسهم ُ -فضلً عن أفرادهاَ -
املراقب العام لإلخوان املسلمني يف األردن >املهندس عبد احلميد الذنيبات< ،وحتدث قبلُ
صالة اجلنازة وهو ُيغالب دمو َعه وعرباتِه عن مآثر الفقيد ،وغزير علمه و ُنبْل خصاله وكريم
أخالقه ،فقال:
معلمنا ،رمحك اهلل يا
َ >رمحك اهلل يا أبا أسامة ،رمحك اهلل يا شيخَ نا ،رمحك اهلل يا
مر ِّبينا ،لقد كان رمحه اهلل مرشو ُعه القرآن ،عاش للقرآن ،ومات ألجل القرآن ،أبو أسامة كان
حيمل مرشو ًعا ،وكان حيمل رسالة ،عاش ألجلها ومات ألجلها ،سيذكره مسجده وغ ُريه من
مساجد األردن ،يذكِّر باهلل ،يع ِّلم أبناءنا ويعلمنا مجي ًعا كيف نعيش مع القرآن ،كيف نعمل
ألجل القرآن ،ستبكيك مراكز حتفيظ القرآن ،ستبكيك مجعية املحافظة عىل القرآن الكريم التي
كنت َّأو َل رئيس هلا<.
َ
وتكريم من >مجاعة اإلخوان املسلمني< للشيخ ’ بعد وفاتهِ ،
وعرفانًا منها بجهوده ً
العظيمة ودوره الريادي يف الدعوة إىل اهلل ،قام وفد من قيادة اجلامعة بزيارة أبنائه وذويه يف
منزله ،يتقدمهم املراقب العام املهندس عبد احلميد الذنيبات ،وبمشاركة اثنني من أعضاء
املراقب العام در ًعا
ُ املكتب التنفيذي :الدكتور حممد قطيشات ،واملهندس عارف محدان .وقدَّ م
97
املوت
َ تذكار ًيا لذوي فقيد العلم والدعوة .وكان هذا الدرع ُم َعدًّ ا لتكريم الشيخ يف حياته ،لك َّن
كان أرسع إليه ،فقاموا بتسليم الدرع لنجله الدكتور حذيفة.
98
عميل ،وقدَّ م
ٍّ حول فكره وكتاباتِه إىل واقع
زاد إعجايب به ،حيث مل يكن جمر َد كاتب أو مفكر ،بل َّ
حياته شهيدً ا يف سبيل اهلل وهلل احلمد ،ولذلك كان رجلً صاد ًقا يف فكره ويف عمله ،فلهذا
زادت حمبتي له<.
أيضا> :أنا تتلمذت عىل كتب سيد َل َّم كنت يف األزهر ،فنشأت عىل كتبه وعىل
ويقول ً
أفكاره اإلسالمية العظيمة ،وشخصيته ومواقفه العجيبة ،األستاذ سيد قطب هو عمالق الفكر
اإلسالمي املعارص ،هو رائد الفكر اإلسالمي والعمل اإلسالمي املعارص ،وقد ختم حياته أن
يكون شهيدً ا بإذن اهلل سبحانه وتعاىل .هذا عنده فكر ٌة آمن هبا ،ودافع عنها ،واستمر فيها حتى
َ
الصدق يف القول ويف العمل ،كان كالمه وجدت عند سيد قطب
ُ لقي اهلل سبحانه وتعاىل.
صاد ًقا؛َ ل َّم كتب كتبه مل يكتبها من فراغ ،مل يكن يف غرفة مكيفة ،مل يكن يف مكتب مكيف ،إنام
كان يف زنازي َن ،وكان يف السجون ،وهلذا ُّ
كل كلمة كتبها يف (الظالل) ،أو يف غريه ،دفع ثمنها
وجدت عنده الصدق
ُ وجدت عنده الوضوح الفكري،
ُ من حياته ،ومن صحته ،ومن وقته.
وجدت عنده متثُّل القرآن يف عامل الواقع ،وجدت عنده اجلهر باحلق ومواجهة أعداء
ُ الواقعي،
ٍ
اهلل سبحانه وتعاىل ،وهذه معان عند الرجل ُت ِّبب َ
الناس فيه<.
أيضا بشخصيته ،ويقول وكام ُأعجب الشيخ ’ بكتابات سيد قطب ،فقد ُأعجب ً
وفكره نتِاج شخصيته املنضبطة وامللتزمة
ُ فاصل عندي بني فكره وبني شخصيته، َ يف ذلك> :ال
واآلرسة ،فشخصيته هي شخصية قرآنية نِتاج هذا القرآن العظيم كتاب اهلل تعاىل<.
سمها الشيخ ’ ،وهذا الفكر املستنري ،وهذا األسلوب
هذه >الشخصية اآلرسة< كام َّ
ويترشبه يف عقله وقلبه
َّ الس ِلس املمتع يف كتابات سيد قطب ،جعلت الشيخ يتض َّلع من كالمه،
َّ
ووجدانه ،ثم يبثُّه يف ثنايا كتبه ويف دروسه العلمية.
وأذكر أنني يف يوم استشهاده كنت يف البيت ومل أخرج ،كان من الصعب أن ُيفي
أحدُ نا حزنه وأمله عىل ما جرى ،لكن رجال البوليس املرصي آنذاك كانوا حياسبون الناس
أي رجل ملتزم تبدو عليه مظاهر
عىل عواطفهم ،ففي اليوم التايل الستشهاده رأيناهم يعتقلون َّ
احلزن لام حدث! وهذه قمة السوء؛ أن حتارب الناس عىل عواطفهم<!!
دث اجلَ َلل رد َة فعل إجيابية يف نفس الشيخ ’ جتاه هذا العامل واملفكر
كون هذا احلَ ُ
َّ
اخلالدي إىل
َّ الكبري ،فازداد له حمب ًة ،وبه تع ُّل ًقا وإعجا ًبا ،هذه املحبة وهذا اإلعجاب دفعا الشيخ
إحياء سرية سيد وتراثه الفكري والعلمي واألديب والرشعي.
وانعكس هذا اإلعجاب بسيد عمل ًّيا عىل دراسة الشيخ اخلالدي اجلامعية ال ُعليا ،ويقول
درست دراس ًة أكاديمي ًة تف َّتحت ٌ
آفاق جديد ٌة جتاه سيد ،فقرأت (الظالل) ُ >لم
يف ذلكَّ :
كاملً عدة مرات للامجستري وللدكتوراة ،ووقفت عىل أفكار سيد واستوعبتها ،وعرفت جمال
الصواب الكبري الذي فيها ،وهلذا ما زال اإلعجاب به يزداد يف مواقفه الفكرية والعقائدية<.
101
ِ
واستعداده لإلرشاف عىل وكان لتشجيع شيخه وأستاذه >د .أمحد حسن فرحات<،
أثر كب ٌري عىل اجلد واالجتهاد يف بحث الشيخ عن فكر سيد قطب
رسالتيه الامجستري والدكتوراه ٌ
متخصصا
ً وحياته .وكان ممَّا قاله له الدكتور فرحات يف هذا السياق> :أنت جيب أن تكون
املوزع يف املجالت ما
ومرج ًعا يف كل ما كَتب سيد قطب ،وما كُتب عنه ،وأن جتمع من تراثه َّ
سبع
تستطيع< .فقرأ الشيخ كتاب >يف ظالل القرآن< أثناء إعداد رسال َتي الامجستري والدكتوراه َ
ثالث مرات منها
َ مرات ،بمجلداته الستة الضخمة وصفحاته التي بلغت > <4000صفحة؛
ٍ
قراءات أخرى بعد ذلك. يف الامجستري ،وأرب ًعا يف الدكتوراه ،فضلً عن
يف علوم القرآن ،ويف التفسري ،ويف العقيدة ،ويف السرية ،ويف التاريخ اإلسالمي ،ويف قصص
األنبياء .مل يعرفوا كم هي الثغرات التي سدَّ ها اخلالدي بكتاباته هذه ،وبمحارضاته وبدروسه
يف التفسري ويف علوم القرآن ،مل يقرؤوا هذه الكتب ،وما أظنهم عرفوا حتى عناوينها .فال هم
علموا وع َّلموا مثلام ِ
علم عرفوا للشيخ مكانته ،وال هم أنصفوه ،وال هم كتبوا مثلام كتب ،وال ِ
وع َّلم .وال أجدُ ين إال مر ِّد ًدا قول الشاعر فيهم ويف أمثاهلم:
َ
املكان الذي سدُّ وا من ا َّللوم أو ُسدُّ وا ِأق ُّل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا عليهـ ـ ـ ـ ــم ال أب ـ ـ ــا ألبيك ـ ـ ُـم
أيضا :إن الشيخ صالح ’ ،مع حبه لسيد قطب وإعجابه به
وأقول هلؤالء ً
وبمؤلفاته ،كان منص ًفا يف دراسته لكتبه ولفكره ،فال يدافع عنه يف خطئه ،بل يذكر اخلطأ ويبني
لتحكُموا.
واضحا يف دراساته عن >الظالل< ،فلتقرؤوا ثم ْ
ً وجه الصواب فيه ،ونجد هذا
خاص:
إعجاب الشيخ بكتاب >يف ظالل القرآن< بشكل ٍّ
رس إعجابه الشديد بتفسري >يف ظالل القرآن< فيقول> :إعجايب
يتكلم الشيخ ’ عن ِّ
بالظالل حقيق ًة باعتباره تفس ًريا رائدً ا لكتاب اهلل عز وجل ،وأعتقد أن سيد قطب رمحه اهلل
منهجا يف التفسري جديدً ا ،أنا سمي ُته( :التفسري احلركي لكتاب اهلل عز وجل)،
ً تعاىل قد أسس
وقصدي بالتفسري احلركي :أنه مل يتكلم عن قضايا التفسري دراس ًة أكاديمية نظرية ،فهذا موجود
يف كتب التفسري الكثرية السابقة ،لك َّن سيدً ا كان من أهدافه أن يربط املسلم املعارص بكتاب اهلل
عز وجل ،وأن ينفخ يف روح القارئ املسلم نفخة قرآنية ،فالظالل هو عبارة عن منهج حركي،
يع ِّلم املسلم كيف يتحرك بكتاب اهلل ،وكيف يدعو الناس إىل كتاب اهلل ،وكيف يواجه األعداء
من خالل كتاب اهلل تعاىل<.
و ُيؤكد هذه املعاين التي مت َّيز هبا >الظالل< ،فيقول> :سيد قطب كان عنده مبدأ؛ ما قاله
الناس ال ُيعيد قوله ،إنام كان ُيضيف إىل ما قاله الناس؛ فسيدٌ يف تفسريه مل يقف أمام حتليالت
معاين جديد ًة غري
َ القرآن البيانية واللغوية وغريها ،فهذا موجود يف التفاسري السابقة ،إنام أضاف
موجودة يف التفاسري السابقة ،فلهذا >الظالل< ال ُيغني عن ِ
غريه وال ُيغني عنه غ ُريه> ،الظالل<
هدفه بيان روح القرآن ،وكيفية احلياة مع القرآن ،وكيف يدخل املؤمن َ
عالَ القرآن ،وخيرج
صاحب رسالة ،حيمل رسالة القرآن ويواجه أعداء اهلل ،هذه املعاين ركّز سيد عليها ،سيد
َ منه
105
ع َّلمنا كيف نواجه احلرب التي شنّها األعداء عىل القرآن ،السابقون مل يتكلموا فيها؛ ألهنم كانوا
يكتبون ألُناس كانوا يعيشون مع القرآن ،فكانوا يقدّ مون للناس ثقافة تفسريية[ ،بينام] سيد مل
منهجا تربو ًّيا حرك ًّيا مع القرآن ،سيد أراد ختريج الشخصية
ً يقدّ م ثقافة تفسريية ،إنام قدّ م للناس
اإلسالمية القرآنية[ ،وأنت] عندما تقرأ >الظالل< تُصاغ صياغة قرآنية من جديد<.
ويقول ’ يف سعي سيد إىل إحياء الروح اإليامنية عند عامة الناس من خالل كتابه
>يف طالل القرآن<> :إذا كان اإلمام الغزايل ’ أ ّلف كتاب >إحياء علوم الدين< ،وهدف منه
إىل إحياء العلم يف نفوس الناس ،ونجح يف هدفه نو ًعا ما؛ فإن سيدً ا أراد إحياء القرآن يف نفوس
الناس ،فـالظالل عبارة عن بث الروح احلركية يف نفوس القراء<.
ٍ
قراءات متعددة ،مل يرصف الشيخ اخلالدي عن لكن هذا اإلعجاب بالظالل ،وقراءته
القراءة يف كتب التفسري األخرى للمتقدمني ،فقد قرأ كلً من تفس َريي الطربي وابن كثري أكثر
من ثالث مرات ،حتى يتمكن من اختصارمها وهتذيبهام ،فضلً عن كتب التفسري األخرى،
التي قرأها وبث ما فيها من علوم يف خمتلف كتبه.
الموازنة بين سيد قطب والشعراوي:
ٍّ
فلكل أسلو ُبه مل ُيق ِّلل الشيخ ’ من جهود املعارصين يف تفسري القرآن الكريم،
معرض موازنته بني تفسري سيد قطب وتفسري الشيخ حممد ومدرسته ومنهجه يف التفسري .ويف ِ
متويل الشعراوي ،رمحهام اهلل ،يقول:
>هاتان املدرستان ٌّ
كل له منهجه ،ومها منهجان متكامالن :األستاذ سيد يقوم منهجه
يف >الظالل< عىل أساس الدعوة واحلركة واملواجهة واجلهاد والرتبية .أما الشيخ حممد متويل
الشعراوي ،رمحه اهلل تعاىل ،الذي كان يقرأ كذلك كالم سيد يف الظالل ويأخذ منه ما يريد
يف تقديمه للناس ،فكان مبد ًعا يف تفسري القرآن عىل أساس معانيه اللغوية واللطائف الدقيقة
واألمور العلمية يف كتاب اهلل تعاىل ،والشيخ الشعراوي علَّمة عجيب يف التفسري ،وحيبه الناس،
وخاصة دروسه املتل َف َزة؛ ألنه كان يقدِّ م التفسري ليس بكالمه فقط ،بل بكالمه وصوته وحركات
يديه وإشارات عينيه وحركات جسمه ،فكان الشيخ ’ يتفاعل مع القرآن تفاعلً كب ًريا جدًّ ا،
بعض كالمه معرو ًفا
ويقدم معاين دقيقة عجيبة جدًّ ا ،وكان مبد ًعا يف عرض الامدة .وقد يكون ُ
لدينا ،لكنه كان يتميز باإلبداع والروعة يف طريقة العرض والتقديم والتأثري يف السامعني<.
106
برنامجه اليومي
ما كان للشيخ صالح أن يكون له هذا احلضور العلمي يف التعليم اجلامعي ،والتدريس
عم نف ُعها ،ما كان ليتم له ذلك يف املساجد واملراكز العلمية ،وتأليف عرشات الكتب التي َّ
أول ،ثم بالربكة يف الوقت الذي استثمره أ َّيام استثامر؛ فالشيخ كان ٍ
بتوفيق من اهلل سبحانه ً إال
أن للوقت وللزمن قيم ًة ينبغي َّأل َّ
يفرط فيها ،ويراه حريصا عىل وقته يف يومه وساعته ،ويرى َّ
ً
أثم َن من الامل ،فالامل ربام يعود إ ْن ذهب ،أما الوقت فليس كذلك.
ومن أقواله يف ذلك> :ينبغي عىل اإلنسان أن حيسن استغالل وقته وحيسن تنظيمه،
والربكة تأيت من اهلل تعاىل< ،ويقول> :أنا عندي حرص واحلمد هلل عىل الوقت ،وينبغي عىل
أحدنا أن يستعني باهلل سبحانه ،وحيرص عىل َّأل يض ِّيع شي ًئا من وقته فيام ال فائدة فيه ،بأ ْن يتقلل
من األمور االجتامعية واملظاهر التي ليس هلا داعٍ؛ مثل الزيارات غري املناسبة ،وما يتب َّقى من
الوقت يغتنمه يف االشتغال باألعامل العلمية<.
وعن رضورة ترتيب الوقت بني العمل الدعوي والعميل ،يقول ’> :البد لإلنسان
أن جيمع بني الكتابة والدعوة؛ بمعنى أن خيصص جز ًءا من وقته للكتابة والتأليف ،وخيصص
جز ًءا آخر لتعليم الناس وإرشادهم عن طريق الدروس واملحارضات وغري ذلك؛ ألن املغاالة
وأيضا االنشغال بالدروس فقط دون َ
وترك الناس دون دعوة غري مناسبً ، يف الكتابة فقط،
أيضا غري مناسب ،فاحلل هو املوازنة بني الكتابة والدعوة ليكون
كتابة ملن عنده القدرة عليها ً
َ
ورجل دعوة يف اجلانب اآلخر<. اإلنسان َ
رجل علم يف جانب، ُ
مر ٍ
ض أو سفر، جما يوم ًّيا ال حييد عنه إال يف حال َ
من أجل ذلك فقد وضع لنفسه برنا ً
التواقة< ،سار عليه ،ودعا الناس للسري
وهذا الربنامج ذكره يف كتابه >اخلُطة ال َّرباقة لذي النفس َّ
عليه.
نفسه عن برناجمه اليومي:
ولنقرأ ما يقول الشيخ ُ
> َأستيقظ وأذهب للمسجد ،وال تفوتني صالة الفجر يف املسجد مجاعة إال عندما أكون
برنامج تفسري
ُ مسافرا ،وأقرأ ِور ًدا من القرآن الكريم حتى إقامة الصالة ،وعندي
ً مريضا أو
ً
القرآن يف املسجد حوايل ( )8-7دقائق ،أتناول فيه تفسري آية بشكل خمترص ،وأثناء عوديت
107
وفاته
جنازته:
الطقس شديد الربودة ،واألرض مغطا ٌة بالثلوج التي سقطت منذ يومني ،وحتسب
الناس قابع ًة يف بيوهتا ،ومع ذلك تذهب إىل املسجد الذي كان يرتاده الشيخ وفيه ُيلقي دروسه
َ
((( رواه أبو داود برقم ( )3116من حديث معاذ بن جبل ÷.
109
((( انظر يف ترمجة سريته كتايب >عالمة اليمن ومؤرخها القايض إسامعيل بن عيل األكوع< ،نرش دار القلم.
110
وصاياه
مل يرتك الشيخ وصية خاصة به وبأهله ،إنام كانت وصاياه عامة للناس ،فام كان يرتك
مناسبة يف درس لطالبه ،أو يف حمارضة عامة ،أو يف لقاء إعالمي ،إال ويوجه النصح واإلرشاد
ملن يسمعه أو يشاهده أو يقرأ كالمه ،فيوصيهم بالعمل لنرصة هذا الدين ،وأن يعيشوا مع
القرآن ومن أجل القرآن.
ومن أشهر وصاياه ’ :تلك التي الوصية الشاملة التي كتبها بخط يده لتلميذته
رندة شكوكاين ،ذكر فيها > <15نصيح ًة شامل ًة للعلم والفكر واملنهج واحلياة ،وقد اشتهرت
نصها:
هذه الوصية كث ًريا بعد وفاة الشيخ ،وهذا ُّ
>بسم اهلل الرمحن الرحيمُ ،أويص باستمرار تذكُّر واستحضار ما ييل:
ُ
والوسائل الناجح ُة لتحقيقه. اهلدف من هذه احلياة، ُ -1
والس َل ِف َّي ُة واحلَ َر ِك َّي ُة. ِ
الر َّبان َّي ُة َّ
ِ ِ
حتقيق الثالث َّية املتوازنة يف الشخصية اإلسالميةَّ : ُ -2
وصفات الذين ال ِ صفات الذين حيبهم اهلل لالت ِ
ِّصاف هبا، ِ اليومي عىل العرضُ -3
ُ ُّ
اهلل للتخلص منها. حيبهم ُ
الت ِّقي يف ذلك. ِ ِ ُ
واستمرار َّ َ
ُ والرتبية والتزكية، املجاهدة تواصل -4
امئ ِله
وش ِاالقتداء بالرسول × وحم َّبتِه ،واال ِّطال ِع عىل ِسريتِه َ ِ احلرص عىل تقوية -5
ُ
ِ
لتحقيق ذلك.
هم ،والتِزا ًما وتَطبي ًقا ،ودعو ًة وحرك ًة، ِ ِ
اإلقبال عىل القرآن؛ تالو ًة وحف ًظا ،وتد ُّب ًرا و َف ً ُ -6
كل ٍ
يشء يوم ًّيا. وتقديمه عىل ِّ و ُمواجه ًة وجها ًدا ،وتضحي ًة وحتدِّ ًيا،
ُ
واستشعار ِ ِ بالقلب وال ِّل ِ ِ ِ
آثار ُ واجلوار ِح ،و ُطمأنين ُة ال َق ِ
لب به، سان ِ نس بذكر اهلل -7األُ ُ
باحلياة ال َّط ِّي َب ِة معه.
ِ َم ِع َّيتِ ِه ُسبحانَه ،والسعاد ُة
املبادئ إىل ِق َي ٍم َح َياتِ َّي ٍة
ِ ُ
وحتويل واحلرص عىل التطبيق، ُ
كر والس ُل ِ
وك، بني الف ِ ُّ
-8ال َّتوا ُف ُق َ ِ
تصوركم وحيوي ُتكم مع املناظر القرآنية لكم قراءة >ال ّتصوير الفنّي يف القرآن< ،و ُمبارك لكم ُّ
العجيبة الرائعة ..
لكل ٍ
عزيز منكُم ،ويف ُمقدمة هؤالء شيخُ كم الشيخ حممد السيالوي .. وسالمي ِّ
حفظكم اهلل مجي ًعا وأ َّيدكم ورعاكم ..
ِ
والسالم عليكم ورمح ُة اهلل وبركاته
السبت -11شعبان 1441-هـ
2020-4-4م
ُيك َِّونوا ثقاف ًة موسوعية يستطيعون هبا تقديم القرآن للناس ،ثم نقول هلم :عيشوا مع القرآن
وموتوا معه حتى يكرمكم اهلل بفضل كالمه سبحانه وتعاىل<.
-
آخر وصاياه:
ٍ
حمارضة له يف رشح كتاب >الوجيز يف تفسري كتاب اهلل العزيز< للواحدي، -ويف آخر
قال موص ًيا طلبته> :أبنائي وبنايت ،دورة (الوجيز) هذه دورة مفتوحة ،وننوي إكامل هذه الدورة
غادرت أنا الدنيا ،فهناك من ُيكمل املشوار بعدي ،واألعامر
ُ حتى سورة الناس إن شاء اهلل .وإذا
بيد اهلل سبحانه وتعاىل ،فرتِّبوا أنفسكم أهنا دور ٌة مفتوحة<.
وقد ُن ِّفذت وصي ُة الشيخ ’ ،ومل يتأخر تنفيذها بعد موته إال بضعة أسابيع ،فقد
استكمل رشح >الوجيز< االب ُن البار حذيفة ،والتلميذ الويف الدكتور رأفت املرصي ،حيث
أخذا يف استكامل ما انتهى عنده الشيخ من التفسري ،وهو قول اهلل تعاىل :ﱹ ﮪ ﮫ
ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﱸ [البقرة.]82 :
وما أرى انتهاء الشيخ ’ عند هذه اآلية إال دليلً عىل حسن اخلامتة ،فنسأل اهلل أن
يكون من أصحاب اجلنة الذين هم فيها خالدون.
117
ال يامري أحدٌ يف األثر الكبري الذي كان للشيخ صالح اخلالدي ’ يف حياته؛ سواء
أكان ذلك يف كتبه ودروسه وحمارضاته ،أم بني طالبه وتالميذه يف املساجد واجلامعات واملراكز
العلمية والبحثية والقرآنية ،بل بني شيوخه وزمالئه وأقرانه .وامتدَّ هذا األثر بعد موته ،فكم
بخري من عرفه ،بل حتى من مل يعرفه؛ لكثرة ما س ِمع عنه من سرية عطرة ِ
وعلم َج ٍّم. ُ َ َ ذكره ٍ َ
وعكوفه عىل طلب العلم ،واملكوثِ عجب بمثابرته وانكبابه عىل الكتاب،
فهذا زميل ُي َ
ساعات طويلة بني الكتب يف قاعات املكتبة ،وهذه طالبة تذكر من تواضعه ما ُيجلها ،وهذا
طالب علم يطلب منه تزويده بقائمة كتب يستعني هبا لتكون نواة مكتبته املنزلية ،فال يتوانى
الشيخ يف ذلك ،بل يبادر ويمدُّ ه بعناوين كتب يف خمتلف العلوم؛ من العقيدة والتفسري واحلديث
إفريقي من
ٌّ والفقه والتزكية والسرية والفكر اإلسالمي واللغة واألدب والتاريخ .وهذا طالب
>غانا< ُيسمي ابنَه> :صالح< ،راج ًيا أن يكون َ
مثل الشيخ صالح ’ يف العلم واألخالق
والسلوك وااللتزام والع َّفة والصرب .وآخر من ماليزيا يأتيه بمولودته اجلديدة ل ُيحنِّكَها ،رجا َء
بركته ،وعملً بسنة رسول اهلل ×.
118
ومل يكن ’ كام قال الشاعر اجلاهيل َعبيد بن األبرص عن نفسهَّ :
أن الناس ذكروا
فضله ون َع ْوه بعد موته ،ومل يلتفتوا إليه يف حياته ومل يأهبوا به:
الزادا
وفــي حياتــي ما َز َّودتنــي َّ َأ َب ْعـ ــد مــوت ـ َـي تنعان ــي وتن ْدُ ُبن ــي
كي يف حياته ،واستمر كذلك بعد موته .وأنا أذكر كره الطيب وفاح عطره َّ ِ
الذ ُّ بل ذاع ذ ُ
هنا ما قيل يف الشيخ صالح ’ ممَّن َعرفه ِمن شيوخه وأقرانه وزمالئه يف الطلب والعمل،
ونعوه به بعد موته ،رمحه اهلل تعاىل. ِ
أثنوا به عليه يف حياتهْ ،
ومن تالمذته ،ومن أهل بيته ،وما ْ
فمام قيل عنه يف حياته:
ٍ
خدمات ِج َّل ًة لكتابات سيد قطب رمحه اهللَّ ،
وجل ما فيها من كنوز وإبداعات.
وأرجو من اهلل سبحانه وتعاىل أن يديم نف َعه ،وأن يامرس دوره بصحة وعافية وزيادة
ُّ ٍ
تبص يف هذا الكتاب اخلالد.
مقص يف حقه ،فهو أعظم من أن ين ِّبه عليه مثيل .واحلمد هلل رب
ومهام قلت فيه ،فإنني ِّ
العاملني<.
ـاح
جــوايب بفخــر :فشــيخي ص ـ ْ ـراح أيــا َمــن ت ََس ـ ْلني تريــد ُّ
الص ـ ـ ْ
شيخي ِوس ِ
ِ
ـاح
اع فس َـ ْ
َ ٌ احات
ُ َف َس الرح َ ـ ــال
ـط ِّ فؤادي ُأ َخ َّيُ َ ،
ي ـ ُّ
ـراح
َودو ٌد قريـ ــب ي ــداوي اجل ـِ ـ ْ حليم كريم ال ِّطبـ ـ ـ ـ ــاع
ٌ مج ـي ـ ٌـل
الح
وو ْعد انتصاري من القدس ْ ويف القدس َف ْج ٌر َي ُش ُّق ال َّظ ــالم
وبمناسبة بلوغ الشيخ السبعني من عمره ،هيديه تلميذه عامد قصيدة يثني عليه فيها،
ويعدِّ د بعض مآثره:
واألجر فيها ُير َف ُع
ُ يا ُح ْسنَها الصالح قضي َتها
سبعون عا ًما يف َّ
ِ ِ
يف ساحه َمشْ ُ
تاه ُم واملر َب ُع رصع َته
أنشأت جيلً بال ُّتقى َّ
َ
السطور ف ُت ِ
وج ُع ِ َيمي ُدمو ًعا يف يشكو يراع ِ
العل ِم سطو َة ك ِّف َك ُ
أنص ُع
خالص بل َ
ٌ ب ِنق ٌّي
َذ َه ٌ
ٍ
حكاية ألف
الساح ُ
صوت له يف َّ
ٌ
حب ِ
الكرام فضيل ٌة ال تُد َف ُع يا عاذيل يف ح ِّبه ال ت ْ ِ
ُس َف ْن
ُّ
َ
حديث املحب العاشق وعن ذكرياته معه ،وكان مما حتدث به عن سيد .وحتدث عن سيد قطب
عن كرم سيد :أن أحد أصدقائه كان يزوره يف منزله ويريد الزواج ،ولكنه ال جيد األثاث املناسب
ملسكن الزوجية ،فلم يكن من األستاذ سيد إال أن تربع له باألثاث الذي يف منزله!
ولقد ذكر كث ًريا من ذكرياته مع سيد ،ثم ذكر قصة عن سيد ،وقال لألخ صالح :هذه
القصة للعلم ،وليست للنرش ،وقد ذكرها األخ صالح بعد ذلك ،دون أن يشري إىل اسم الدولة
التي ينتمي إليها السفري ،وخالصتها :أن سيد قطب أعلن أنه يريد إنشاء جملة ،بمئة سهم ،ملئة
ٍ
ألحد ِوصاي ٌة عليها ،وتأث ٌري عىل حريتها ،ولقد اتصل سيد بصديقه أمحد مشارك ،حتى ال يكون
عبد الغفور عطار ،وطلب إليه زيارته يف منزله ،ولام وصل األستاذ أمحد ُقرب املنزل ،وجد
سيارة ألحد السفراء العرب ،فلام دخل املنزل وجد سفري إحدى الدول العربية ،وقد وضع
بدل من املئة سهم التي أعلن عنها عىل الطاولة ُرزمة من الامل ،قدَّ مها السفري إلنشاء املجلةً ،
سيد .فقال سيد :إن هذا السفري جاء يشرتي ِدين سيد قطب وعقيدته هبذا الامل ،ولوال أنه كان
يف منزيل ،لكان يل معه شأن آخر .ثم قال سيد :إن مثل هذه املحاولة جرت معه يف أحد فنادق
دمشق أثناء زيارته لكلية اآلداب يف جامعة دمشق عام (1954م).
أرشت عىل زميلنا الشيخ حممد الراوي ’ رئيس
ُ ولام انتهى األخ صالح من رسالته
القسم آنذاك بأن يكون يف جلنة املناقشة األستاذ حممد قطب ،كذلك رغب الشيخ الراوي يف أن
ً
مناقشا ،والشيخ مناقشا ،وتأ َّلفت اللجنة مني باعتباري مرش ًفا ،ومن الشيخ حممد قطب
ً يكون
ً
مناقشا ،ومتت املناقشة سنة (1980م) ،وكانت الرسالة بعنوان> :سيد قطب حممد الراوي
والتصوير الفني يف القرآن< ،وجاءت يف قسمني :القسم األول عن حياة سيد قطب ،والثاين
عن التصوير الفني يف القرآن.
وكانت قاعة املناقشة ممتلئ ًة باحلضور ،وجاء عدد كبري منهم ليسمع كالم األستاذ حممد
ِ
واجلهد املبذول فيها ،حتى إنه قال :لو َ
الباحث ،وهو يثني عىل الرسالة، قطب ،الذي أخجل
الستحق الامجستري عن جدارة! وكانت املناقشة
َّ تقدم الطالب بالقسم األول من الرسالة فقط
أشب َه بمهرجان علمي ،مل تتسع له قاعة املحارضات يف اجلامعة ،مما جعل اجلمهور يمأل األفنية
امللحقة التابعة للمبنى .ولام ُسئل األستاذ حممد قطب ،يف إحدى حمارضاته ،عن أخيه
واملمرات َ
سيد ،قال :اسألوا الدكتور صالح اخلالدي .اعرتا ًفا َ
بسعة ما جاء فيها عن حياة سيد.
123
عبقري من رجاهلا ،وعندئذ نستطيع أن نطمئن إىل مسرية الدعوة ،وإىل أن أبناءها ال َرب َرة
ٍّ عن
آلوا عىل أنفسهم أن ينتصفوا ملع ِّلميهم ،ويرفعوا الظلم الذي حاق هبم ،وإىل لقاء قريب،
الذين ْ
يف كتاب جديد ،والسالم عىل سيد يف اخلالدين<.
يتابع أ.د .أمحد حسن فرحات حديثه> :ثم جاءين األخ صالح ،بعد مناقشة رسالة
الامجستري ،يستشريين يف موضوع رسالة الدكتوراه ،فقلت له :أكمل مشوارك مع سيد قطب،
واكتب عن> :يف ظالل القرآن< ،دراس ٌة وتقويم ،وهكذا كان؛ فقد شارك ُته يف وضع خطة
البحث ،وتابعته باملالحظات والتوجيهات ،كام يف رسالة الامجستري.
ثم حصل عىل درجة الدكتوراه يف التفسري وعلوم القرآن سنة (1984م) من اجلامعة
نفسها ،وكانت الرسالة بعنوان> :يف ظالل القرآن ،دراس ٌة وتقويم< ،وكانت جلنة املناقشة
تتألف مني باعتباري مرش ًفا ،ومن األستاذ ْين اجلليلني :الشيخ منَّاع القطان ’ ،األستاذ يف
الدراسات العليا يف اجلامعة ،واألستاذ الدكتور عدنان زرزور ،األستاذ بجامعة قطر.
وال شك بأن األستاذ الطنطاوي [يقصد عبد اهلل الطنطاوي ،الذي تقدم كالمه قري ًبا]
ا َّطلع بعد ذلك عىل ما أصدره األخ صالح مما كان ينتظره منه ،حيث صدرت رسالة الدكتوراه
عن كتاب يف >ظالل القرآن< بثالثة أجزاء ،متثل املفتاح احلركي ،واألجزاء هي> :مدخل إىل
ظالل القرآن< ،و>املنهج احلركي يف ظالل القرآن< ،و>يف ظالل القرآن يف امليزان< ،وهو ما كان
ينتظره األستاذ الطنطاوي من إنجاز الوعد.
متخصصا ومرج ًعا يف كل ما كَتب سيد
ً ثم قلت لألخ صالح :أنت جيب أن تكون
املوزع يف املجالت ما تستطيع ،وهكذا كان.
قطب ،وما كُتب عنه ،وأن جتمع من تراثه َّ
فجمع ما كتبه سيد قطب عن أمريكا بعنوان> :أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب<،
ً
بدل من كتاب سيد قطب الضائع >أمريكا التي رأيت< .وهكذا نرش بعض الرسائل التي
أرسلها سيد إلحدى أخواته بعنوان >أفراح الروح<.
كونت هذه
لقد استفاد األخ صالح من دراسته لسيد قطب استفاد ًة كبريةً ،حيث َّ
الدراسة لديه قاعد ًة علمية متينة ،انطلق بعدها ل ُيثري املكتبة اإلسالمية بمؤلفاته الكثرية ،والتي
تقرب من مخسني كتا ًبا ،والتي تل ِّبي حاجة األمة اإلسالمية يف حارضها .وساعده يف هذا الثراء
ُ
إخالص
ٌ حرصه عىل الوقت ،فال يسمح لنفسه بأن َيضيع من وقته يش ٌء ،كام ساعده عىل ذلك
ُ
125
يف العمل ،ومواكب ٌة للحركة اإلسالمية املعارصة يف نشاطها ،فبقي عىل العهد ،ملتز ًما باخلط
يغي ومل يبدِّ ل.
األصيل ،مل ِّ
لقد كان األخ صالح وف ًّيا كل الوفاء لسيد قطب ،ولكتبه ومؤلفاته ،فحينام ُأخرب بأن
أحدَ اإلخوة املرصيني يريد أن يعيد طباعة >يف ظالل القرآن< إىل طبعته األوىل ،غضب غض ًبا
إيل هذه الرسالة:
شديدً ا ،وكتب َّ
فضيلة أستاذي الدكتور أمحد فرحات،،
السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته.
أخربين األخ أيمن اليوم أن بعض اإلخوان املرصيني يريد إعادة طبع الطبعة األوىل من
رافضا هذا العبث ،فأحببت أن
رددت عليه ً
ُ لتح َّل حمل الطبعة املن َّقحة املنترشة ،وقد
>الظالل<ُ ،
ُأسمعك ذلك ،واألمر إليك أستاذي الكريم الفاضل.
وقد كتبت إليه جوا ًبا عىل رسالته:
السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته وبعد:
فسأحاول غدً ا أن أبحث عن بعض اإلخوة ،الذين يمكن أن يكون هلم تأثري يف هذا
األمر ،ل ُيوقفوا هذا العبث ،الذي يدل عىل عدم إحساس باملسؤولية ،وعدم تقدير لنتائجه،
ولكم الشكر والتقدير عىل متابعة املوضوع.
وليس ذلك غري ًبا عىل األخ صالح ،فهو خري من يقدِّ ر خطورة هذا األمر ،فجزاك اهلل
خ ًريا عىل هذه ال َغ ْية .واملفروض فيمن يفكر بمثل هذا أن يستشري األخ صالح ،الذي عاش
طويلً مع تراث سيد ،وعرف منه ما مل يعرفه غريه ،كام أشار إىل ذلك األستاذ حممد قطب ،حني
خيص أخاه سيد ،فقال :اسألوا الدكتور صالح اخلالدي.
ُسئل عن أمر ُّ
واملقربني منه،
َّ وكام كان األخ صالح وف ًّيا لسيد وتراثه ،فقد كان وف ًّيا إلخوانه وأصدقائه
عمن ،وكان ُيتحفني بكتبه اجلديدة ،وكنا ولقد كان حريصا عىل زياريت يف منزيل ك َّلام ِ
مت إىل َّ
قد ُ ً
نتجاذب أطراف احلديث يف مهوم األمة ،وما ينبغي عمله يف مستقبل األيام.
رحم اهلل األخ صالح ،وأجزل مثوبته ،وأنزله يف عليني ،منازل األنبياء والصديقني
والشهداء والصاحلني.
126
الب َرة،
إننا ن َع ّزي فيه أنفسنا ،كام ن َع ّزي األمة اإلسالمية بفقدها لواحد من علامئها َ َ
نعزي احلركة اإلسالمية املعارصة بفقدها وحاض ،كام ّ
َ والذي نذر نفسه خلدمتها بام كتب وأ َّلف
خط هلا يف منهجيتها احلركية ِ
معالَ واضح ًة ،كام ن َع ّزي فيه احلركة لع َل ٍم من أعالمها ،والذي َّ
الفلسطينية املجاهدة ،وهيئة علامء املسلمني يف فلسطني .كام ن َع ّزي أرسة الفقيد ،وبخاصة نجله
َ
يكون عىل خط والده ،كام ن َع ّزي أساتذته وطالبه وأصدقاءه الدكتور حذيفة ،الذي نرجو له أن
درس فيها .وإننا عىل فراقك يا أبا أسامة ملحزونون،
وحمبيه ،ومنابر العلم يف اجلامعات التي َّ
وإنا هلل وإنا إليه راجعون<.
التف ُّل َت منها لعلمي بق َّلة البضاعة ،وعدم القدرة عىل جماراة األفذاذ الكبار ،ولكنها يف اجلانب
والترشف باقرتان اسمي بأسامئهم .واستمرت العالقة
ُّ اآلخر كانت فرص ًة للتع ُّلم املبارش منهم،
الطيبة يف جمالس العلم ولقاءات الوفاء واخلري .ويف كل مرة أتع َّلم منه الكثري.
ِ
وأجزل له فاللهم اغفر له وارمحه ،وارفع درجته يف ع ِّل ِّيني ،واكتب له رفقة النبيني،
ِ
ذر َّيته ،ومنهم ابنه السائر عىل طريقه
ودرس ،واجعل يف ِّب وأ َّلف َّالعطاء عىل ما علم وع َّلم وك َت َ
ِ
وأتباعه من طلبته اخل َري والنفع العظيم والعلم النافع<. الدكتور حذيفة،
-رثاء الدكتور إياد ُقنيبي ،أستاذ علم الصيدلة ،والداعية والمفكر المعروف:
>تويف أمس أحد أعالم األردن واألمة اإلسالمية الدكتور صالح اخلالدي ’ تعاىل،
وما أشهدُ به عىل الدكتور ’ أنه كان جري ًئا قو ًّيا يف قول ما يعتقده من حق.
128
ورؤاه
ومرياث شيخ >الظالل< ُ
َ فحمل عىل عاتقه نقل القرآن وتفسريه وفكره إىل طلبة العلم،
الفكرية من ح ِّي ٍز مسطور إىل حيز الفكر املنظور ،وربط َّ
النص القرآين بمعارصة األحداث .
فلسطني واألقىص كمن يتن َّفس منهام اهلواء من خالل احلديث
َ فكان يعيش رمحه اهلل
حوهلام ،وكأنام امتلك رئتني رمحه اهلل :رئة تأخذ هواءها من العلم والعلامء ،ورئة تأخذ هواءها
املباركي .
ْ من فلسطني والقدس واملسجد األقىص
ِ
وزوال الظلم اجلاثم مبشات النرص القادم لألمة،
وكنا يف لقائنا األخري نتناقش حول ِّ
عىل صدر األمة ،وكيف بنا يوم نرى وعدَ اهلل حقيق ًة تنظرها أعيننا ..فكان يتحدث ُمرشق ًا
رحب ًا سهالً ضاحك ًا ..وقد
رساج أضاء إىل ملكوت السامء ،باس ًام متفائالًْ ،
ٌ متأللئ ًا ،وكأنام وجهه
حتلل من قيود ال ُعمر واملشيخة وأثقاهلا ،فيامزحني وإخويت ،ويضاحك أبنائي ،وكأنه يريد َخلوة
عرفت قيمة املحربة ..فأمسك هبا حتى آخر يوم حمقق ًا وصية اإلمام أمحد
ْ الرفقة القديمة التي
>مع املحربة إىل املقربة< ..فختمنا اللقاء بط َّيب الدعاء منه .
يستذكرك يا أبا أسامة ،وأنظر يف شجون ُم َّياك،
ُ يا هلف قلبي وهو يتوقف يف كل سطر
كنت أكتب لك ،نتبادل القول ونتباحث العلم ..وكأنام
وكيف يب أكتب اليوم تأبينَك ،وباألمس ُ
هي اإلرادة اإلهلية التي ختتار متى تُسدَ ل ستار ُة الشوق ،فتنغلق نحو الفراق .
كيف يب وأنا َأ َ ُ
خب الناس عن َع َلم ال حيتاج ملن يتحدث عنه ،واحلديث عن احلبيب
رحَه ذو شجون ،ال تكفيه الصفحات وال أسطر بسيطة ،ال تعدل عمالق التفسري امل ُ ِ
فارق ِ
والفكر ،والذكريات معك يا صديقي ال تنتهي حتى نلتقي بك ،بإذن اهلل ،يف ظل عرشه الكريم،
ظل عرشه يوم ال ظِ َّل إال ظِ ُّله .
ونحن إن شاء اهلل من السبعة الذين يظ ُّلهم اهلل الكريم حتت ِّ
حب القرآن ،رمحك اهلل
أخي أبا أسامة ..رمحك اهلل رمحة واسعة ،يا مريب األجيال عىل ِّ
وأنت اليوم عند َمن هو خ ٌري منا ،وترتقي بكل آية تقرؤها ،ومتأل فؤا َدك بالشوق إىل اهلل الذي
حتقق .
بارين بذكراك
رمحك اهلل يا خليالً عرفناه وأحببناه ،واليوم نؤ ِّبنه ونفتقده ،وسنبقى ِّ
ِ
والدعاء لك.
132
وتوجه إىل
ُّ -كام كان الشيخ صالح صاحب فكرة حمدَّ دة؛ مل يتق َّلب ،ومل ينتقل من ُّ
تصور
آخر ،ومعايشته للقرآن الكريم أعانته عىل الثبات عىل هذا املنهج.
-وكان ً
أيضا من أزهد الناس يف الذكر وحب الظهور .ويش ِّبهه الدكتور زيد يف ذلك
املفس القرطبي ،ويقول :إن الذي يقرأ سرية اإلمام القرطبي يرى ش َب ًه ًا بينه وبني الشيخ
باإلمام ِّ
صالح ،رمحهام اهلل.
-رثاء د .عبد اهلل الخ َّباص> ،عديله< يف التخصص باألستاذ سيد قطب:
كث ًريا ما كان الدكتور عبد اهلل اخل َّباص يكني أخاه الدكتور صالح بكلمة >عدييل<،
وأحيانًا يطلق هذا الوصف عىل الشاعر واملفكر الكبري األستاذ يوسف العظم ’ ،وثالثتهم
كتب يوسف
>عدايل< باملعنى املجازي؛ ألهنم مجعتهم مجي ًعا الكتابة عن سيد قطب ’؛ َ
العظم> :رائد الفكر اإلسالمي الشهيد سيد قطب ،حياته ومدرسته وآثاره< ،وكتب د .عبد
اهلل اخل َّباص> :سيد قطب األديب الناقد< ،وهو رسالته يف الامجستري .وكتب صالح اخلالدي
ما كتب عن سيد .فثالث ُتهم >عدايل< هبذا االعتبار ،وهبذا الوصف الذي كان حي ُّبه د .اخل َّباص
ويفخَ ر به ،ولذلك كان من أشد الناس حزنًا عىل فراق الشيخ ’ ،وأصبح يشعر وكأنه
منو ًها بفضله وعلمه ،ويقول يف ذلك:
كالطري مقصوص اجلناح ،فنعاه ورثاهِّ ،
>خواطر يف رثاء حبيب<
عرفني
>رحم اهلل هذا العامل اجلليل ،الذي تعود معرفتي به إىل أكثر من أربعني عا ًما؛ إذ ّ
س آنذاك َّ
أن الدكتور املعز حريز ،كان مما َي ُ ُّ
به الصديق املش َرتك املرحوم الغايل الدكتور عبد ِّ
صالح اخلالدي يتهيأ ملناقشة رسالة الامجستري (ختصص تفسري يف جامعة اإلمام حممد بن سعود
يف الرياض) ،وكنت ما زلت يف بداية كتابتي للامجستري (ختصص أدب حديث ونقد -قسم
اللغة العربية -اجلامعة األردنية) ،كان عنوان رسالته >س ّيد قطب والتصوير الفني يف القرآن
الكريم< ،بإرشاف العامل السوري الدكتور أمحد حسن فرحات ،وكان عنوان رسالتي> :س ّيد
قطب األديب الناقد< ،بإرشاف العامل الكبري الدكتور عبدالرمحن ياغي.
ناقش الدكتور صالح اخلالدي رسالته عام (١٩٨٠م) ،وكانت رسالته يف قسمني:
األول عن حياة سيد قطب (١٩٠٦م١٩٦٦-م) ،والقسم الثاين عن نظرية التصوير الفني يف
135
القرآن عند سيد قطب ،وكان من بني أعضاء جلنة مناقشته األستاذ حممد قطب (شقيق سيد
قطب) ،الذي ذكر يف املناقشة ،كام أخربين الدكتور صالح نفسه الح ًقاّ :
أن الباحث يستحق
درجة الامجستري عىل القسم األول فقط ،فكيف وقد كتب القسمني م ًعا بإبداع وكفاءة؟
وقد صدَ ر بعد مناقشته -يف ضوء ما كتبه يف القسم األول -كتابان له؛ مها> :سيد قطب
الشهيد احلي< ،و>سيد قطب من امليالد إىل االستشهاد<.
دعوتُه حلضور مناقشة رسالتي الامجستري ،التي ُعقدت يف جممع اللغة العربية األردين،
يوم األربعاء بتاريخ (١٩٨٢/٩/٢٢م) ،وبينام كنت أعرض ملخص الرسالة يف الدقائق
أطل الدكتور صالح بط َّلته البهية وهيئته اجلميلة و َب ْسمته الندية (التي ُعرف
األوىل للمناقشةَّ ،
إيل حم ِّي ًيا ،وكنت أذكر الدراسات السابقة ،فذكرت عىل الفور -أتذكّر
هبا طوال حياته) ،وأشار ّ
وذكرت
ُ ذلك متا ًما :-ومنها ما كتبه هذا الباحث الغايل الذي يدخل إىل قاعة املناقشة اآلن،
رسالة الامجستري التي أعدّ ها ،وأضفت :وهو ُي ِعدّ اآلن رسالة الدكتوراه عن تفسري سيد قطب
يف >ظالل القرآن ،دراسة وتقويم<.
وقد و َّفقه اهلل ،وحصل عىل الدكتوراه بتقدير امتياز من اجلامعة نفسها ،بإرشاف املرشف
نفسه.
يف ضوء ما تقدّ م ،ال تستغربوا إ ْن ذكرت لكم أنني كنت أس ِّلم عليه ك َّلام التقينا وأقول:
أعز وأغىل ،فالعلم َر ِحـم. أهلً بعدييل الغايل ،عدييل يف سيد قطب ،ال يف النسب ،وهذا ُّ
وكان عديلنا الثالث -كام اتفقنا -هو األستاذ يوسف العظم ’ ،الذي كتب> :رائد
الفكر اإلسالمي املعارص الشهيد سيد قطب< ،وهذا ما كنت أقو ُله لطلبتي يف اجلامعات التي
ست فيها :نحن الثالثة عدايل.
در ُ
ّ
ومتيض األيام ،وتتو َّثق العالقة بيننا ،وتشتد املحبة ،ولن تنقطع بصالة اجلنازة عليه
وبعض أحفادي ،ورأينا بأعيننا وسمعنا بآذاننا ثنا ًء متو َّق ًعا
َ اصطحبت فيها أبنائي
ُ اليوم ،التي
كرا حسنًا عىل ألسنة هؤالء الصاحلني من العلامء وطلبة العلم وعا َّم ِة الناس ،الذين كانوا ِ
وذ ً
وخ َطبه ،وال غرابة يف ذلك ،فقد كان الدكتور صالح كذلك ’ ،ولذلك حيرضون دروسه ُ
ِ
بقصيدة ِ
رمحات ريب عليه ،ونحن ننشد مع الشاعر املبارك عواد املهداوي الذي رثاه نستمطر
ٍ
وفاء مجيلة ،اختتمها بقوله:
136
واملدقق للتفسري
َ رر اللغوي
املح َ وكان من متام أ ْلطاف قدَ ر اهلل َّ
أن اهلل قد ه ّيأ يل أن أكون ِّ
املنهجي الذي أ ّلفه نخبة من علامء التفسري يف األردن :د .فضل عباس ’ ،د.أمحد نوفل،
د .أمحد شكري ،د .مجال أبو حسان ،د .صالح اخلالدي .واملراجعة العلمية كانت للعامل املتميز
واملنسق للعمل كان املرحوم األستاذ عمر خليل ،وكانت الفكرة ك ُّلها
ّ الدكتور عمر األشقر،
من بركات ومتابعة ودعم من الرجل الفاضل الدكتور مفيد أبو َع ْم َشة.
ما أروع أن خيتار اهلل املر َء ليكون يف مع َّية علامء القرآن هؤالء األفاضل ،ومن بينهم
احلبيب الغايل الدكتور صالح اخلالدي.
سالم عليك يا أبا أسامة ،سالم عليك يف الصاحلني ،سالم ال لقا َء بعده يف هذه الدنيا
والصدِّ يقني
ِّ الفانية ،وأرجو اهلل أن جيمعنا بك يف ِع ِّليني ،مع نبينا حممد × ،ومع النبيني
وحسن أولئك رفي ًقا..
ُ والشهداء والصاحلني،
وإىل لقاء حتت ّ
ظل عدالة قدس ّية األحكام وامليزان<.
الم ْش َوخي:
-رثاء الدكتور عبد اهلل َ
زميله يف الدراسات العليا ورفيق دربه سنوات عدَّ ة ،يستذكر صحبته اجلميلة يف أيام
خبها وس َربها فيه عن ُقرب ،فيقول:
خلت أثناء الدراسة ،معدِّ ًدا صفاته ومآثره ومناقبه ،التي َ
>إن احلديث عن هامة علمية بمقام الشيخ الدكتور صالح اخلالدي -رمحه اهلل -يعرتيه
ِ
جهاده بالقلم، عقبات عدة ،أمهها من أين نبدأ؟ أيكون احلديث عن علمه ،أم عن ُخلقه أم عن
أم عن سائر مناقبه ،أم عن ماذا؟.
ولعل حديث أم املؤمنني عائشة ريض اهلل عنها عندما ُسئلت عن ُخلق رسول اهلل ×
فأجابت بكلمة جامعة> :كان ُخ ُل ُقه القرآن<.
ومع الفارق يف وصف سائر الناس ،أقول :كان الدكتور صالح ’ مقتدي ًا هبدي
أحرص ما يكون عىل التخ ُّلق بآداب القران الكريم ،من ِصدقَ الرسول الكريم × ،فكان
ِ وز ٍ
جمِ ،ولني جانب ،وطيب معرشُ ،
وحسن معاملة ،وأبعدَ ما يكون عن ٍ
وأدب ٍّ هد وتواضع ُ
ب اجلاه. ِ ِ
وح ِّ
الغيبة والنميمة والقيل والقال ُ
137
تعرفت عليه وأنا طالب يف كلية الرشيعة بالرياض عندما حرض ضمن جمموعة من
مج َعنَا السكن اجلامعي لعدة سنوات مضيناها سو ًّيا ،فكان رمحه طالب الدراسات العليا ،وقد َ
ٍ
وبشاشة ال تفارقه ،ومل ُي ْؤ َث ْر عنه طوال فرتة صاحب ابتسامة طيب املعرش ،هادئ الطبع،
َ اهلل َ
دراسته أي ُة خصومة مع أحد ،وكان ُج ُّل وقته يقضيه يف املطالعة والبحث والكتابة ،حيث كان
صاحب مهة عالية ق َّلام تتوفر عند أقرانه.
َ
كنَّا نربط بينه وبني مؤلفات سيد قطب ’ حيث ختصص يف تراث سيد ’.
عملت
ُ غا َد َرنا ’ إىل األردن ،وبعد مغادرته لعدة سنوات وحصويل عىل الدكتوراه،
أن رئيس القسم ك َّلفني بالبحث عن أعضاء
يف >جامعة البرتول واملعادن< بالسعودية ،وأذكُر َّ
هيئة تدريسَّ ،
فرشحت الدكتور صالح ،حيث زرته وأقنعته بالعمل يف اجلامعة رغم تر ُّدده،
ومحلت أوراقه معي ،لكن اجلامعة اشرتطت يف املتقدم أن يكون حاصلً عىل رتبة أستاذ
مشارك ،وعندما أخربته بذلك ابتسم وقالِ :
>اخلرية فيام خيتاره اهلل<.
ص معرفتي املتواضعة بالشيخ ’ يف النقاط التالية: ويمكن أن ُأ َلِّ َ
صاحب -عامل رباين ،يذكِّرك بالسلف الصالح ،يبتغي بعلمه وجه اهللِ ،
عمل بام يعلم،
ُ َّ َّ ُ
مهة عالية.
وتعليم ،وما َ
أمجل ما كان يستنبطه من ً قرآن ،فقد عاش مع القرآن ِع ًلم وعملً
-رجل ٌّ
ٍ
وتأمالت. لطائف
َ القرآن الكريم من
-رجل دعوة ،فطالام سخَّ ر ُج َّل وقته يف الدعوة إىل اهلل ،وإعطاء الدروس يف بيته
ومسجده ،ومن خالل حمارضاته للطالب ،إضاف ًة إىل تأليف عرشات الكتب الق ِّيمة ،وكتابة
املقاالت ،وإلقاء املحارضات العامة.
-أما القضية الفلسطينية ،فقد كانت دائ ًام حارض ًة يف وجدانه وحمارضاته ومؤ َّلفاته
ومقاالته.
-كشف النقاب عن حقيقة الشخصية اليهودية يف ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية،
وبيان شدة عداوهتا لألمة اإلسالمية وفسادها ،وأهنا خنجر مسموم يف خارصة األمة اإلسالمية.
-حظي تراث سيد قطب ’ بنصيب وافر من كتاباته ،وال ُ
أبالغ إ ْن قلت :إن ما كتبه
األساس ٍّ
لكل باحث. َ املرجع
َ عن تراث سيد وحياته ُي ّعد
138
ِ
-أما عن شخصه ،فلم أجد يف حيايت أحدً ا زاهدً ا بمثل زهده ،فلم َّ
يتشوف ملنصب ،ومل
عرف عنه التعصب يقدح يف أحد من العلامء حلسابات شخصية ،ومل ِ
تغره مفات ُن الدنيا ،وال ُي َ
للحق.
ِّ إال
-يصدع بقول احلق وال خيشى أحدً ا ،وال تأخذه يف اهلل لومة الئم.
والتجرد
ُّ احلرص عىل األدب قبل العلم،
ُ -أما وصيته ،فكانت أهم وصية لطالبه هي
وع َّزهتا و َمنَ َعتِها.
واإلنصاف ،واحرتام املخالف ،إهنا وصية عاملٍ رباين ،حريص عىل مستقبل أمته ِ
َّ
يتغمده بوافر رمحته ،وأن حيرشه مع النبيني
ويف اخلتام ،أسأل اهلل العيل القدير أن َّ
وحسن أولئك رفيق ًا<.
ُ والصديقني والشهداء،
ُ
اإلمساك باهلاتف لالتصال عىل رقمه من عمله الصالح بعد وفاته ،فام كان مني بال تفكري إ ّ
ال
لسؤاله!.
أثرا نستحرضه ،رمحك اهلل يا
تركت ً
َ يسهل انتزا ُعه من حياتنا ،يف كل ركن
أب ال ُ
مثلك ٌ
حبيب ،وأسأل اهلل أن جيعلنا ممن قال فيهم :ﱹ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ
ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﱸ [الطور <]21 :انتهى كالمها.
وصالحه -إن شاء
ُ وأنا أقول بقول اهلل تعاىل :ﱹ ﯦ ﯧ ﯨ ﱸ [الكهف،]82 :
بعض من حسناته ،ومن الولد اهلل -ممتدٌّ إىل أبنائه و ُذريته ،ولع َّلكم يا >عروب< ِ
أنت وإخوانُكٌ ، َّ
أجره وعمله الطيب بعد موته إن شاء اهلل.
الصالح الذي يدعو ألبيه ،فال ينقطع ُ
ال تقلق؛ إن وجد عندك اإلجابة املناسبة منحك الوقت كي تفصح عن مجال ما لديك،
خايل الذهن،
وإن وجدك تلعثمت أسعفك ببعض معلومة تَبني عليها إجابتك .لكنك قد تكون َ
أيضا؛ فإنك أمام أستاذ يتقن ف َّن حفظ ماء الوجه ،ال يسمح
ال أمل وال جدوى ..فال تقلق ً
فوجهها بحيث تر ُّد لك بعض ثقة بنفسك،
لنقطة واحدة بالسقوط ،فربام َّبرر إجابتك اجلانحةَّ ،
أو ربام شغل زمالءك عن التفكري بضحالة ما لديك بزميل آخر ُأحيل السؤال إليه..
روحك
شكرا أستاذي ،أنقذتني وسرتت جهيل ،ستهمس ُ
ستسمع دقات قلبك تقول لهً :
ستعوض ما فات بجميل ما هو آت..
ِّ يف أذنك :جيب أن تستعدَّ يف املرة القادمة،
وبعد أيام سيخربكم أستاذكم بامدة االمتحان ،ستسمعون من شفتيه إعالنًا حمد ًدا مفصلً
بالامدة والوقت واملراجع ،بعبارات واثقة ال تر ُّدد فيها..
سمت خط ُته بعناية وتركيز ..لن حتتاج إلجراء
ْ واضح أن املوضوع ُد ِرس بليْل ،وقد ُر
ٌ
تعديل؛ ألن كل اعتباراتك ُأخذت باحلسبان ،وألن كل مربراتك لن تغري يف خطة االمتحان..
مسوغات التأجيل ،وال طلبات التخفيف من الامدة...
لن تسعفك عبارات الرجاء ،لن تنفعك ِّ
ستحاول؛ ألنك يف التجربة األوىل مع هذا األستاذ الباسم الشفتني ،لن ترفع صوتك ،لن تُغلظ
عباراتك ،أتدري لامذا؟
تربماتك ُ
أمجل من سابقاهتا ،وعبارات شحذ ببساطة ،ألن ابتسامة أستاذك وهو يرفض ُّ
مهتك ومصاحلتك مع ذاتك ،واسرتداد ثقتك بنفسك مل تعهدْها من قبل ..ستدرك اليوم أنك
لن حتاول تعديل خطة أستاذك لالمتحان الح ًقا..
ال تعجل ،حجم الامدة الضخم بمراجعها وحمتواها لن حير َمك العالم َة العالية ،ستنال
أكثر مما كنت تصبو إليه..
اختبارا متق َن اإلعداد؛ السؤال واضح يف ذهن السائل ،لن تغرق يف
ً اطمئن ،ستجد
أوهام مراد السائل ،لن تضطر للتخمني حول ن َّيته يف سؤاله الفضفاض املتأرجح بني دالالت
العبارات املومهة ،لن حتتاج تقدير حمدِّ ٍ
دات تقع عليها خبْ َط عشواء :قد تصيب ،وغال ًبا ما ختيب! َ
تتنوع فيه املعارف واملهارات ،تتضافر جحافل ِ
قلت لك :اختبار واضح يف ذهن واضعهَّ ، ُ
فواحة األريج..
الذاكرة والتحليل والربط واالستنتاج لديك ،ستفلح أمام باقة رائعة اجلاملَّ ،
141
ستجد نفسك يو ًما يف معرض للكتب ،وستجد عينيك تتل َّفتان يمن ًة ويرسةً ،أنت تعرف
مرادمها؛ إهنام تبحثان عن كتاب ُس ِّطر ُ
اسم شيخك عىل غالفه اجلميل باخلط الديواين اخلالد،
عسى اهلل أن يفتح عليك بصالح احلال واملآل..
إنه صاحب عرشات املؤ َّلفات.
عمن أحتدث؟؟؟
أتدري َّ
قل :رمحه اهلل تعاىل وأسكنه فسيح جناته.
سحائب الرمحات عليه<.
ُ إنه الدكتور صالح اخلالدي،
شعرا بقصيدة فاضت هبا
نثرا ،فقد رثاه كذلك ً
وكام رثى الدكتور الزقييل شيخَ ه اخلالدي ً
أسى عىل فقد شيخه...
حركت أشجانه ومشاعره ً
قرحيته بعد أن َّ
األخير
ُ الخالدي
ِّ وداع شيخي ُ
نـ ِ ـ ــدا َء احلَـ ـ ِّـق ِم ـ ْن َقبْـ ـ ِـل ال ـ ـ َـو َدا ِع ـوت ِفـ ـ ـ ـ ْـي َع َج ـ ٍـل َف َل َّب ــى
َد َع ــاه ا َملـ ـ ُ
ِم ـ ـ َن ال ـ ــدُّ ْنـ َيـ ــا َوأثق َـ ـ َـال ا َمل َت ـ ــا ِع َر َمــى األ ْغـ َ
ـالل وا ْم َت َشـ َـق َّ
السـال َمـ ــه
وقـِ ــر َطاسـً ــا وص َـ ــو ِ
الت الي ـَ ـ ـ َـرا ِع وألق َ ــى خلفـَ ـ ـ ُه َج َس ـ ـ ــدً ا ُم َـس ّج ـ ـ ْـى
ْ َ ْ
َغ ـ ِـزي ْـ ــر ال ــدَّ ْف ِق ِف اخل َــدَّ ي ِن س ِ
اع ـ ْـي وأ ْك ـَب ـ ــا ًدا مـُ ـ َف ـ ّط ـ ـ ــر ًة و َد ْمـ ـ ًع ــا
ْ َ َ
ـرفوع ِّ
الش ـ َـراعِ! َس ِفيـْ ـ ُن ال ُق ـ ـد ِ
ْس م َـ ـ ُ ـت َيا َشيْ ِخ ْـي ال َق َض ــا َيا؟
لِـ َـمـ ـ ْن أ ْبـ َقيْ َ
ُبكَاه ُ ـ ـ ْم َض ـ َّـج ِف ـ ْـي كـُ ـ ِّـل البِ ـ ـ ـ ـ َقا ِع و ُط ـ ـ ـاَّ ًبا سـُ ـ ـ ُقوا ح ُـ ـ ًّبا َو َش ــوقـ ًــا
َعل ـَ ــى ودي و َعهـ ـ ـ ِـدي م ـع ود ِ
اع ْي ـاح اخلَالِ ـ ـ ِـد ُّي َمض َ ــى َوإ ِّنـ ــي
َ ْ َ َ ُ ِّ ْ َ ْ َصـ ـ ـ ُ
الجنباز
-رثاء الشيخ ُعمير ُ
>رحم اهلل األستاذ الدكتور صالح بن عبدالف َّتاح اخلالدي رمحة واسعة ،فهو من علامء
ال َّتفسري وعلوم القرآن األفاضل ،وذوي املعارف والفضائل ،والدُّ عاة املُصلحني ،واملُر ِّبني
وحاز عىل
َ َ
واشتغل يف العلم وال َّطلب، وخاض ُغ َ
رر الفهوم، َ جاب ُد َر َر العلوم،
َ الغيورين،
نطل ًقا من القرآن وتفسريه وعلومه يف صالح وتواض ٍع وفالح ،م ِ ٍ املرام واألرب ،وكان ذا
ُ
االتاهات االهتامم بحال وواقع الدَّ عوة اإلسالم َّية وحارض العامل اإلسالمي ،وكشف زيوف ِّ
أن القرآن وتفسريه ِ
والفرق الفكر َّية املعارصة اهلدَّ امة ،حيث قدَّ َم إىل األوساط الفكر َّية عىل َّ
يوس ُع رؤية الفكر والثَّقافة ٍ
الصايف عن النَّزعات الام ِّد َّية ،بزاد ِّ
َنبع َّ
وعلومه وبصائره هو امل ُ
صور ،وجينِّب األخالق َّية ،وجيدِّ د من قيمتها ومعاجلتها من خالل ال َّتفسري والفهم َّ
والذوق وال َّت ُّ
الس َري عىل النَّهج
املتغربة ،ليستلهموا من خالل القرآن َّ
ِّ عارص مزالق ال َّت َّيارات الفكر َّية َ
اجليل امل ُ َ
عب عن تط ُّلعاهتا وقيمها
الصحيح ،وا َّلذي ُيسهم يف إعالء قيمة األ َّمة احلضار َّية واالجتامع َّية ،و ُي ِّ ُ
َّ
وتصوراهتا وثوابتها وخصائصها.
ُّ
يتجل ذلك بجهوده يف ميادين الدَّ عوة َّ
والتبية وال َّتعليم ،فله من ال َّتآليف الفريدة، َّ
وال َّتصانيف املُفيدة ما يشهدُ له باملعرفة والدِّ راية ،فانتفع ال َّطلبة بعلومه املُت َقنة ،وفوائده املُتفنِّنة.
الرغائب ،إىل أ ْن
كل طالب ،ويدعو النَّاس إىل َّ مهتم بواقع أ َّمته وآماهلا ،يفيدُ َّ
ومل يزل ًّ
وبوأه فسيح جنانه، تغمده اهلل بغفرانه ،وأورده موارد إحسانهَّ ، وحان انتقا ُلهَّ ،
َ آن ارحتا ُله،
َ
وجعل ما أصابه من الوباء ِرفع ًة لدرجاته وتكف ًريا لسيئاته ،وأحسن عزاء أبنائه وطالبه ُ
وم ِّبيه،
وعوض األ َّمة بفقد علامئها وصلحائها ،وأخ َلف عىل املسلمني خ ً
ريا ،ﱹ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ َّ
ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﱸ [الرمحن.]27-26 :
143
فليـ َـس َم ُلو ًمــا إن أطــال وأشــب َعا و َمــن يبتغــي تعــدا َد ُحسـ ِـن خصالِــه
ـاح وضـ ٌ ِ
ـك فيـ ِـه َر َ
ت لـ َ ت وال ُقـ َ
ـات ف َسـ ُ َبــدَ ْ ـرآن حتــى وقــد أ َبحـ َـر َ
هنِي ًئــاَ ،فهــي َغ ـ ـ ـ ــاد ٌ ِ السـ َـو ِر
ـاح
ات مـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ َ ْ َ َ ابتهاجــا
ً ـت َتيـ ُـس يف ُّ
َف ُر ْحـ َ
ِ ـار أهـ ِـل العل ـ ِم فيهــا ص ِحبـ َ ِ
ونعـ ـ ـ ـ َـم لك ـ ـ ـ ـ ــم َحدائ ُقهـ ــا َم ـ َـر ُ
اح ـت ك َبـ َ َ
ِ ِليـ ِـد َك َ -أ ُّيــا احلَ ـ ُر ِ -
الو َشـ ُ
ـاح! ـت إىل َللِ ِئهــمِ ،فتِ ْل ُكــم
و ُغ ْصـ َ
اح
ص ُ
ِ ِ
ات َ معينهــا َ ثـ ٌّـرَ ُ
ُفـ َـر ُ ـت لنــا ثمـ ٍ
ـن وكــم ِسـ ٍ
ـفر تَركـ َ
ِ ِ ِ درس ،مقـ ٍ ٍ وكــم ِم ـ ْن
ـاح
الريـ ُ ِ َبــا للكون َ
قد جـ َـرت ِّ ـال ٍ َ دورة،
ـامي ِس ـا َُح!
هلــم ِم ـن ِفكـ ِـر َك السـ ِ
َّ ْ روع ِ
الراقــي ُد ٌ
ـك َّ
هلــم ِم ـن ِف ِ
همـ َ ْ
َيــا ُح ـ ْز َن َأ ْهـ ِـل الدِّ يـ ِـن وا ِإليـ َـا ِن بم ْوتِـ ِـه اليــو َم ُنبْـ َـى بال َّ
ـ>صــاح< َ
لل ُقـ ِ
ـرآن ال َّت ْف ِسـ ِ
ـر ومــدِّ ُد
َُ اسـ ِـة ُمبْـ ِـد ٌع ُأ ْس ـ َتا ُذنَا َو ْقـ َ
ـت الدِّ َر َ
خل ْدمـ ِـة ال ُفر َقـ ِ
ـان َأ ْفنَــى احليــا َة ِ ـر ِه يف ِع ْل ِمـ ِـه
كان آ َي ـ َة َعـ ْ ِ
قــد َ
َ ََ
-رثاء الشيخ د .مأمون الخليل ،إمام المسجد الذي كان يصلي فيه الشيخ صالح ’:
وأي
>إنا هلل وإنا إليه راجعون ،الدكتور صالح اخلالدي يف ذمة اهلل ،واهلل إهنا مصيبةُّ ،
وأي حزن عىل شيخ
مصيبة؟! وكيف أنعى اليوم رجلً بأ َّمة؟! العني تدمع والقلب حيزنّ ،
خرفها،
وز ُ َّ
وملذاهتا ،املعرض عن متاعها ُ املفسين يف عرصه ،العامل العامل ،الزاهد يف الدنيا
ِّ
واملبغض ملناصبها وزينتها.
خاصة
علم وعملً ،حتى إن الذي يستمع له أو جيالسه يعلم أنه من َّ
عاش مع القرآن ً
الشيخ حياته ك َّلها للقرآن؛ تفس ًريا وتألي ًفا يف علوم القرآن ،ودفا ًعا عن
ُ أهل القرآن ،لقد نذر
ُش َبه املبطلني.
أكثر من ست َة َ
عرش عا ًما ،وكان ذلك يوم ًّيا وتلقيت من علمه الصايف َ
ُ جالست الشيخ،
ُ
يفسه َّ
كل يوم بعد صالة الفجر يف >مسجد تقري ًبا ،وقد سمعت منه تفسري القرآن الكريم كاملًِّ ،
َ
قالئل ،وقد كان تفسريه للقرآن يف اثنتي عرشة سنة، أتم تفسريه كاملً قبل أيام
الفريد< ،حتى َّ
فام ك ََّل وال تعب.
لي املعرش ،سهلً يف كل أحواله ،موسوع َة علم يف كتاب
ومع كل هذا كان متواض ًعاَ ِّ ،
وكنت أحيانًا وأنا
ُ اهلل تعاىل ،حيب أولياء اهلل ،حيب اجلهاد واملجاهدين ،ويكره أعداء الدين،
146
جالس مع الشيخ حتدثني نفيس :إذا قدَّ ر اهلل تعاىل وقد انتهى ُ
أجل الشيخ كيف سيكون حايل؟!
ُ
الطفل من فراق أبيه ،وقد كنت أقول له :أنت أيب فقد كنت أخاف من فراق الشيخ كام خياف
يف العلم.
اتصلت بالشيخ قبل أيام ،وحدثته برؤيا رأي ُتها أننا كنا معه يف بيت عزاء ،وقد قام الشيخ
صالح من بيت العزاء ،فقال له صاحب العزاء :لقد ذبحنا ذبيح ًة ،ونريد أن نعطيك منها،
فقلت لصاحب العزاء :أرسع وأعطنا حصة الشيخ وال تتأخر ،فالشيخ ال حيب التأخري.
فكان ر ُّد الشيخ صالح َّلم أخربته بالرؤيا أهنا إن شاء اهلل رؤيا خري ،وهذا تأويل الرؤيا
قد صار ح ًّقا.
واخلاصة ،يبكيك األقىص
َّ رمحك اهلل يا شيخنا ،فاليوم يبكيك العلامء وطلبة العلم والعامة
فمصاب األمة فيك َج َلل<.
كنت ترجو أن تدرك حتريره ،تبكيك أمة اإلسالم ك ُّلهاُ ،
الذي َ
الجوراين
-رثاء الدكتور محمد ُ
وهو من أبرز تالمذة الشيخ يف دراسته اجلامعية ،كتب مقا ً
ال يف >جملة الفرقان< التي
تصدرها >مجعية املحافظة عىل القرآن الكريم< ،قال فيه:
ومضى َح ْب ُر القرآن
وأنبل الناس ِ
معدنًا عيشا هم أهل القرآنُ ،
وأطيب الناس ً أسعدُ الناس هم ُ
أهل القرآن،
ُ
هم أهل القرآن .وكيف ال يكونون كذلك وقد رتَّب سيدُ اخللق × اخلري َّية واألفضل َّية ملن
بذل النفع ألمته ،فع َّلمه عىل وجهه، تع َّلم القرآن وع َّلمه؛ تع َّلمه لنفسه وعمل به ،حتى إذا َّ
تأهل َ
االنقطاع؛ فمن انقطع إىل يشء أتقنه.
ُ وقطع ِعلمه عليه .وما أحىل هذا
الشيخ صالح اخلالدي ’ من أوائل طليعتهم ،قد أوقف ُ أهل القرآن كانإذا ُذكر ُ
نفسه عىل القرآن وح ِّبه وتع ُّلمه وتعليمه .وما هذه املصنَّفات النافعة والدراسات الامتعة يف
ِ
وفضله عىل الشيخ أن ُر ِزق ِرحاب القرآن وعلومه إال خ ُري شاهد عىل ذلك .ومن خري اهلل
السعاد َة يف تصانيفه القرآنية ،وباتت يف مشارق األرض ومغارهبا .وإنك ل َتقر ُأ كالمه فيها
وهيبة العلم وتعظي ِم الفائدة،
بسهولته و ُيرسه ،فتتذوق -بام أفاء اهلل عليه -من نُور اإلخالص َ
وحسن الفقه، ِ
غني بجواهر العلمُ ،
واضحا يس ًريا ،لكنه ٌّ
ً عم ما ترى -كال ًما سهلً
فرتى -ويا ن َ
احلكَم؛ فسبحان من ع َّلمه ،ونفع بعلمه ،وبارك له فيه ،وجعله مباركًا حيثام أصاب. وينابيع ِ
يتبجحون يف كثْرة مصنَّفاهتم ومنشوراهتم وإصدارهتم ،وليس هلم من ذلك دون ذلكَّ ، أو َ
طريق
َ فاعرفْ ب االسم عىل أغلفتِها و ُظلم ُع َّمهلم هبجرها ،فهم >كالبِ ِ
س َث ْو َب ُزور<ِ . سوى كتْ ِ
ْ
يوص ْلك اهلل إىل ِّ
كل خري ونفع تريد. العلم ومسلكَه الرشيدَ ِ ،
اللهم اغفر لشيخنا ووالدنا ومعلمنا ومر ِّبينا ذن َبه ،واسرت عيبه ،وض ْع عنه ِو ْز َره ،وارفع
له ِذك َْره ،واجعل له لسان ِصدق يف اآلخرين ،وامجعنا به مع النبيني والصديقني والشهداء
وح ُسن أولئك رفي ًقا<.
والصاحلنيَ ،
وعندما ِ
قدمت إىل عامن للدراسة يف كلية الرشيعة باجلامعة األردنية سنة 1970م،
تعرفت عىل الشيخ صالح ،حيث عمل بعد خترجه من األزهر مع وزارة األوقاف.
لكن املعرفة احلقيقية والعالقة احلميمة بدأت يف الرياض ،حيث سبقني إىل جامعة
اإلمام حممد بن مسعود ،وحصلنا عىل درجة الامجستري سنة 1980م ،وكان قد ختصص يف
قسم الكتاب والسنة ،أما أنا فقد ُقبلت يف قسم العقيدة واملذاهب املعارصة ،والتقينا يف السكن
اجلامعي ،وكانت لنا جلسات علمية أو أخوية معيشية.
وهنا ال بد يل أن أعرتف أن الشيخ صالح كان متميز ًا عنا مجي ًعا بجدِّ ه ومثابرته وصربه؛
فام كانت تفوته اإلقامة يف املكتبة اجلامعية يوم ًيا خارج أوقات دوامه للمحارضات ،وكنت
كنت أكتفي بأربع ساعات يف املكتبة ،فقد
أقول له :أنت سوسة كتب يا شيخ صالح(!) .وإذا ُ
كان الشيخ صالح ال يكتفي ِ
بضعفها ،بل جاءت عليه فرتة يكون عىل باب املكتبة قبل أن تفتح
أبواهبا ،وال خيرج منها إال عندما تغلق أبواهبا.
عيل املرحوم الدكتور عبد املعز حريز أن نجلس م ًعا كل يوم بعد
وذات يوم عرض َّ
نص َّية يف تفسري القرطبي >اجلامع ألحكام القرآن< ،فقبلت
العشاء نقيض ساعة عىل األقل قراءة ِّ
العرض رشيطة أن يشاركنا الشيخ صالح .وبالفعل تم ذلك ملدة حمدودة ،وجاءت إجازة
الصيف ،ومل نكمل قراءة الكتاب.
اجلم ،ونال حمبة اجلميع
أما عن عالقته مع زمالئه وإخوانه ،فقد متيز الشيخ صالح بأدبه ِّ
واحرتامهم؛ فام عرفت أنه اختلف يوم ًا مع ٍ
أحد من زمالئه ،وكان من زمالئنا يف تلك الفرتة
الدكتور عصام البشري من السودان ،والدكتور بسام العموش ،والدكتور زيد عمر عبد اهلل
ِ
[العيص] ،والدكتور حممد أمحد اخلطيب ،والدكتور عبد الكريم عبيدات ،والدكتور غالب
الشاويش ،والدكتور حممد مصطفى القضاة ،وغريهم من الزمالء األكارم ،وك ُّلهم يشهدون
للشيخ صالح باخلري واالجتهاد واألدب واألخالق العالية.
تضمنت حياة سيد قطب
َّ حرضت يف الرياض مناقشة رسالته للامجستري .وقد
ُ وقد
ونظرية التصوير الفني عنده ،والتي شارك يف مناقشتها األستاذ حممد قطب ،وقد امتأل يومها
مدرج جامعة اإلمام باحلضور املتميز.
150
وقد شهد له يومها األستاذ حممد قطب أنه استطاع أن يكتب عن شقيقه الشهيد سيد
نفسه عنه ،وكان مرش ُفه األستاذ أمحد فرحات مرسور ًا جد ًا من َ
أفضل مما لو كتب هو ُ قطب
تلك املناقشة.
وعندما أراد الشيخ صالح متابعة الدراسات العليا نصحه الدكتور أمحد حسن فرحات
بمتابعة الكتابة حول الشهيد سيد قطب ،واقرتح عليه أن يكون موضوع رسالته لنيل درجة
الدكتوراه حول كتابه املشهور >يف ظالل القرآن< ،فكانت رسالة الدكتوراه التي أرشف عليها
الدكتور أمحد حسن فرحات نفسه بعنوان >يف ظالل القرآن دراسة وتقويم< ،حيث نوقشت
هذه الرسالة سنة 1984م وقد تشكَّلت جلنة املناقشة من :الدكتور أمحد حسن فرحات /رئيس ًا
(سوري) ،واألستاذ الشيخ مناع القطان /عضو ًا (مرصي) ،واألستاذ الدكتور عدنان زرزور/
عضو ًا (سوري).
عاد الشيخ صالح اخلالدي بعد حصوله عىل الدكتوراه يتابع عمله يف وزارة األوقاف،
وحمارض ًا غ َري متفرغ يف كلية الرشيعة باجلامعة األردنية ،ثم يف كلية الدعوة وأصول الدين عندما
بقي فيها الشيخ إىل أن بلغ س َّن التقاعد.
آلت إىل >جامعة العلوم اإلسالمية< ،التي َ
كان يستدعيني وهو يف مسجد عبد الرمحن بن عوف إللقاء بعض املحارضات،
واملشاركة يف الندوات املوسمية :كاهلجرة وامليالد وغزوة بدر وفتح مكة ،وغريها من
املناسبات اإلسالمية.
رحم اهلل الشيخ صالح ،وأنعم عليه بالفردوس األعىل<.
بـحج ُ
ِ
فــي كـ ِّـل يـو ٍم عـالٌ إذ ُي َ واهلل ي ـقـب ُـض ِعـل َـمـنَـا بـرجـالِـنا
ُ
والــذك ُـر نـه ُـج حـيـاتِنا ومــؤ ِّد ُب ـاق ل ـلـورىل ـك ـ َّن ذك ــر اهللِ ب ـ ٍ
َ
ب
ـدموع تـَص َّب ُ
ُ ـعني ثـكىل وال
فـال ُ أسى
ـيض مـن ً ـظ ال ِ
ـعني ف ٌ لـك َن ح َّ
املأرب
ُ سوف يبقى
َ وعـىل خـطا ُه ور ُثــوا الـهـدى ـالم ٍـذ ِ
سـلـوا ُنـنا بـت ِ
ـب؟ أول ف ـ ٍ
ـارس يـتـو َّث ُ ـت َ
ق ــد ك ـنـ َ أم أن ـنـا نـنـسى (الـمـحا َف َظة) ( )1الـتـي
ِ
ـب ـار ه ـنـ َ
ـاك ت ـلـ َّـه ُ ف ـ ــإذا بـ ــه نـ ـ ٌ ْأس ْج َت يف ُس ُب ِل الدُّ َجى َ
قبس اهلدى
((( يقصد هبا >مجعية املحافظة عىل القرآن الكريم< ،التي كان من املؤسسني هلا ،وأول من ر َأسها.
152
وذاك مريب اجلسم واجلسم كالصدف فهذا مريب الروح والروح جوهر
ومما ال خيفى عليكم ج َلدُ ه العلمي؛ فيعد الشيخ رمحه اهلل ممن خدموا علم التفسري
َ
القبول ،فانترشت وأبدعوا يف التأليف فيه ،وإنتاجه العلمي يشهد له بذلك ،وكتب اهلل له
كتبه يف مشارق األرض ومغارهبا ،وهو ممن استداموا يف التدريس ،واستبسلوا يف الرتبية
بشغافه ،صاحب عطاء متزايد، املتصل ِ
َ العاشق للعلم، يم ُّل أو ُ
يفت ،كان
َ والدعوة ،فال يكا ُد َ
حم ًبا للعلم ،ومتفان ًيا يف تدريسه والنفع واالنتفاع به ،وهذه بركة العامل ،تلحظ الوقار واهليب َة يف
ويبسط املسألة لط َل َبته ،يملك براعة يف التدريس
حج ُته ساطعة ،حيرك الذهنِّ ،
أدائه وجاذبيتهَّ ،
عفيف
ً حما مع خمالفيه،
رجا ًعا للحق ،متسا ً
واإلفهام ،والقدرة عىل اإلقناع ،متواض ًعا مع طلبتهَّ ،
155
ُ
الر ّؤى والمنامات التي ر ُئيت له
لقد عاش الشيخ الصالح >صالح< سعيدً ا محيدً ا ًّبرا تق ًّيا ،ونرجو اهلل أن يكون قىض
شهيدً ا ،فقد مات ’ مبطونًا مطعونًا بداء >الكورونا< ،واملبطون واملطعون من الشهداء،
كام أخرب املصطفى ×.
نال الشيخ ’ ثناء الناس يف حياته ،وأمجعوا عىل حمبته ،وزادت حمب ُتهم له يف قلوهبم
عم ِ بعد موته ،وتذاكروا يف حمافلهم ويف جمالسهم حماسنَه ِ
اجلم الذي َّ
لمه َّ الطيب ،وع َ
َ وذكره
املبشات
املعمورة ،واستفاد منه طلبة العلم يف مشارق األرض ومغارهبا .وما ذلك إال من ِّ
>أرأيت
َ ُ
الرسول املصطفى ×: للشيخ ،أ ْن ُيذكر باخلري و ُيثني عليه الناس يف حياته؛ فقد ُسئل
وحيمدُ ه الناس عليه؟ قال :تلكعاجلبرشى املؤمن< [رواه مسلم]. َ
الرجل يعمل من اخلريَ ،
املبشات باخلري والصالح للشيخ صالح يف حياته فقط ،بل كانت كذلك
ومل تكن هذه ِّ
بعد موته وهلل احلمد ،فقد روى ابن عباس ريض اهلل عنهام أن النبي × قالَ :
>ل يبق من
النبوة إال الرؤيا الصاحلة ،يراها املسلم،أوتُرىله< [رواه مسلم].
مبشات َّ
ِّ
ويف شهر رمضان من السنة التي تويف فيها الشيخ (1443هـ) ،ويف ليلة القدر منها ،ويف
صبيحة تلك الليلة ،تواطأت رؤى كثري من األخيار للشيخ ’ ،رأوه يف املنام .والعجيب يف
األمر وجو ُد مشاهدَ مشرتكة بني مجيع تلك الرؤى ،وهي ثالثة مشاهد :اللون األبيض ،ورسور
الشيخ وضحكه ،واملكان العايل الذي كان الشيخ فيه.
وهذا ،وهلل احلمد ،مما يزيدنا طمع ًا يف كريم عطاء اهلل للشيخ ،ورجا ًء لعظيم رمحته به،
وأمالً يف بلوغ أمنياتنا فيه.
وحيط عنه ثِ َقل
َّ ِ
األبرار، فنسأل اهلل أن ُيكرم مرجعه ،ويربد مضجعه ،ويرمحه رمحة
مهد له يف اجلنة املأوى ،ويوجب له
وينور برهانه ،ويلبسه رضوانه وغفرانه ،و ُي ِّ
األوزارِّ ،
والزلفى.
درجات القربة ُّ
املبشة بام كان للشيخ من ُحسن خامتة ،وما كان لهالرؤى واملنامات ِّ
وقد تواترت ُ
عند اهلل من خري ،وأنا حني أذكر هنا بعض الرؤى التي ُر ِئيت للشيخ الصالحُ ،
لست بِد ًعا يف
ذلك ،فكثري من املؤرخني وأصحاب الرتاجم ذكروا ألشياخهم مثلام أذكر هنا ،ومنهم اإلمام
158
ترجم لشيخه احلافظ ابن حجر العسقالين يف كتاب ضخم ،أفرد فيه فصلً
السخاوي ،الذي َ
للرؤى احلسنة الصاحلة التي رئيت يف شيخه (.)1
وأنا أذكر هنا بعض تلك الرؤى الصاحلة التي رئيت له ’ في حياته وبعد وفاته؛
فمن ذلك:
أيضا:
-رؤيا إنعام كلوب ،وهي إحدى طالباته ً
>رأيت كأن شيخنا الدكتور صالح ’ تعاىل يسري يف طريق طويلة وأنا أسري خلفه،
إيل أن أقف ،وأخذ يشري بيده عىل احلائط عىل هيئة نقاط وخطوط عىل اليمني وعىل
فأشار َّ
ضخم كب ًريا ،وصعد عىل
ً اليسار ،ثم أكمل املسري وسبقني ،فعلمت أنه دخل مكانًا واس ًعا
املنصة ،وكان أمامه مدرج كمدرج اجلامعة ،فدخلت املكان ،وجلست عىل املدرج بمكان ٍ
عال َّ َّ
لالستامع لشيخنا ،فجلس الشيخ ونادى باسم ابنتي ،وقال( :نور معتز) ،وكانت جتلس بمكان
ْ
وفرشتها وفهمت ُمراد شيخنا ،وأخذت سجادة الصالة،
ْ فذهبت ابنتي
ْ أقرب إىل الشيخ مني،
فر َب َت عليها بيده ،وقال بارك اهلل فيك يا ابنتي<.
أمام الشيخَ ،
-رؤيا رندة وليد ،إحدى طالباته يف الجامعةِ ،
وم َّمن درست عنده الكثير من كتبه:
حي فلامذا
>رأيته يف املنام وكان أكثر شبا ًبا مما كان عليه يف حياته ،وقلت يف نفيس :إنه ٌّ
يقولون إنه مات؟!<
حي بعلمه ،وبام خ َّلفه من تراث يفيد منه الناس مجي ًعا ،فإن كان قد
وأنا أقول :إن الشيخ ٌّ
انقطع عن الدنيا ،فإن علمه وعمله الصالح مل ينقطعا عنها .وما هذه الدروس وهذه الندوات
واملجالس العلمية التي تعقد ملدارسة علمه إال حيا ٌة مستمرة له يف الدنيا بعد موته.
((( انظر كتاب >اجلواهر والدرر يف ترمجة شيخ اإلسالم ابن حجر< ،بتحقيقي.
159
-رؤيا ُعبادة الحياري ،وهو أحد تالميذه ،وحفيد الشيخ منصور الحياري ،الذي ُدفن
الشيخ بجواره:
>يف صبيحة اليوم الذي تويف فيه الدكتور صالح ،وبعد أدائي صالة فجر ذلك اليوم،
رأيت فيام يرى النائم والدي ’ ،وكان يف أحسن هيئة ،وأهبى ُح َّلة ،وهو مبتسم وعالمات
الفرح والرسور بادية عىل وجهه ،وكأنه يته َّيأ ألمر ما ،وعىل كثرة ما كنت أراه يف منامي ،مل َأره
عىل هذه احلالة ،فسألته عن سبب ذلك ،فقال :اليوم يأتينا ضيف ،ومن الرضوري أن نستقبله
بام يليق به<.
-رؤيا الشيخ د .مأمون الخليل ،إمام المسجد الذي كان يصلي فيه الشيخ ويعطي
دروسه يف التفسير:
>رأيت كأنني يف بيت عزاء ،أنا والشيخ وابنه حذيفة ،وقد قام الشيخ صالح من بيت
160
العزاء ،فقال له صاحب العزاء :لقد ذبحنا ذبيح ًة ،ونريد أن نعط َيك منها ،فقلت لصاحب
ٍ
كبرية من العزاء :أرسع وأعطِنا حصة الشيخ وال تتأخر ،فالشيخ ال حيب التأخري ،فجاءنا بقطعة
اللحم ،فقال له الشيخ :أعطها حلذيفة ،فأخذها حذيفة وذهبنا<.
-رؤيا ياسين العتمة ،وهو أحد تالمذته المواظبين على درسه يف مسجد فريد الخليل:
تابعت دروس الدكتور شيخي وحبيبي الشيخ صالح منذ أكثر من
ُ عيل أين
>من كرم اهلل َّ
161
أربع سنوات يف (مسجد الفريد) بعد صالة الفجر وقبل صالة اجلمعة .ويف السنة األوىل رأيت
ُ
أطول منه ،وال أرى وجهه ،وجئت للشيخ رؤيا :أن الشيخ ’ كان واق ًفا وبجانبه رجل
إيل بيده وبكل تواضع ،وقال :ق ِّبل يدَ ه قبل يدي.
وأردت أن أق ِّبل يده ،فأشار َّ
ويف قرارة نفيس وك َّلام أتذكر الرؤيا يأتيني شعور عجيب يف قلبي ويف نفيس :أن الذي
كان واق ًفا بجانبه هو رسو ُلنا حممد ×.
ورأيته مرة ثانية قبل وفاته بشهر تقري ًبا ،رأيت الشيخ >أبو عزام< إمام املسجد وشيخنا
واملؤذن الذي يؤذن لصالة اجلمعة ،فقام املؤذن باجللوس عىل كريس الشيخ ليعطي الدرس
ً
بدل من الشيخ ،والشيخ ’ قام ليؤذن<.
ورؤيا ثالثة حيدِّ ث عنها ،يقول> :رأيت يف املنام شيخنا الفاضل الدكتور صالح اخلالدي
وطالب علم ال أعرفه من إخوتنا غري العرب.
ُ قد زارين هو وابنه الدكتور حذيفة حفظه اهلل،
وحتريت ماذا أقدِّ م للشيخ من ضيافة .وإذ بدخول طبق فيه حلم مشوي ال أعرف ما هو
وما نوعه ،وأكل الشيخ وكأننا أكلنا معه ،وكان يف قمة السعادة .وبعد الفراغ من الطعام بدأ
يدرسني من كتاب حيمله ،وقال يل اسم الكتاب ،ولكن ال أتذكر اسمه ،والدكتور حذيفة يع ِّلم
ِّ
طالب العلم من كتاب كان حيمله ،ويشري الشيخ إىل د .حذيفة ويقول يل :انظر! إنه يعلمه ،وهو
ينظر للدكتور حذيفة وهو يف قمة السعادة.
ثم خرجوا من بيتي ،وصعد الشيخ لركوب سيارة ليقودها هو ،ثم ترك القيادة البنه
الدكتور حذيفة ورجع للخلف وأنا أودعه والرسور يمأل وجهه املبارك رمحه اهلل تعاىل<.
وأقول :فلتهنَأ يا حذيفة هبذه الرؤيا ،وهي رؤيا صاحلة إن شاء اهلل ألبيك الرجل
الصالح ،وهي رؤيا صاحلة لك كذلك ،وأراها كذلك مسؤولية عظيمة وجسيمة محَّلك إياها
الوالد ،بأ ْن س َّلمك القيادة واألمانة من بعده ،وما أراك إال من أهل هذه األمانة بالسري عىل
ُخطاهِّ ،
وبث علمه من بعده ،وأسأل اهلل لك وإلخوانك العون والسداد.
الفصل الثاني
التعريف باملؤلفات
165
من خالل متابعة كتابات الشيخ صالح اخلالدي ’ ومؤلفاته وحمارضاته ودروسه
موسوعي ،أخذ من ِّ
كل علم بسهم ونصيب. ٌّ العلمية ،نجد أنه عاملٌ
املفس ،وإذا تكلم يف اللغة والنحو
فإذا تكلم صالح اخلالدي يف تفسري كتاب اهلل فهو ِّ
فهو النحوي اللغوي ،وإذا كتب يف السرية النبوية وحياة الصحابة فهو املؤرخ ،وهو الواعظ إن
كتب يف الوعظ والرقائق ،أو و َع َظ الناس يف دروسه وحمارضاته ،وهو الفقيه إن أفتى الناس فيام
موسوعيَّ ،
قل أ ْن جتتمع هذه العلوم عند غريه ٌّ بحق ٌ
رجل ُيشكل عليهم من أمور دينهم ،إنه ٍّ
من أقرانه ومعارصيه.
مهام سعيد عضو >االحتاد العاملي لعلامء املسلمني< بقوله> :كان
وهو ما أكَّده الدكتور َّ
التخصيص يف العلم ،لكن
ُّ عالم موسوع ًّيا ،هناك من يغلب عليهم اجلانب
الشيخ صالح ً
التخصيص -وهو القرآن وتفسري القرآن ومناهج
ُّ تفوق يف اجلانبالشيخ صالح ،وإن كان َّ
املفرسين ،ولغة القرآن ،وإعجاز القرآن ،وكل ما يتعلق القرآن -فهو قد مجع من علوم القرآن
أوسعها وأكثرها ،وليس فقط جمر َد قراءة فيها ،بل هو املؤلف املح ِّلق يف هذه املجاالت ويف
َ
فكل كتاب أ َّلفه الشيخ صالح يعترب من كتب األوائل يف باب ذلك العلم،
هذه الدراساتُّ ،
منهجا يف العلم نفسه ،وليس من باب التكرار والتقليد ،وكأنه يعيد لنا سرية
ً وهذا الكتاب يعترب
العلامء األوائل ،أصحاب املناهج التي سبقت غريها<.
وهذا املنهج املوسوعي هو ما صبغ كتابات الشيخ؛ ونجد هذا جل ًّيا يف كالم الشيخ
صالح ’؛ فمام قاله يف هذا املعنى> :جيب عىل كل من يتعامل مع القرآن أن ي َّتصف باال ِّطالع
متخصصا يف كل
ً علمي بق َبس ،وهو لن يكون
ٍّ والثقافة العلمية ،وال بد أن يأخذ من كل حقل
العلوم؛ فهذا حيتاج إىل وقت وجهد و َم َلك ٍَة وغري ذلك ،لكن الذي يتعامل مع القرآن ويقدِّ مه
ودروسا ،ال بد أن يكون عنده ا ِّطالعات خمتلفة؛ ألن القرآن ميادينُه خمتلفة، ً للناس كتاب ًة
كتاب أدب أو فقه أو إعجاز ،القرآن كتاب موسوعي، ِ وموضوعاته خمتلفة ،فالقرآن ليس جمر َد
وليس هناك حقل من حقول املعرفة إال تكلم فيه القرآن الكريم .فحتى ُيسن أحدُ نا فهم
اآليات ال بد أن يكون عنده ثقافة وا ِّطالع عىل هذه املوضوعات ،أما إذا اكتفى يف تفسري القرآن
166
بذكر ما قاله السابقون ،ففي هذه احلالة ال يكون قد أتى بجديد؛ ألن ما قاله السابقون موجود
يف تفاسريهم<.
ومن هذا املنطلق ،فإنه يصف نفسه بأنهِ :
>من ُدعاة توسيع مفهوم النص القرآين
ومضمونه ليستوعب الثقافات املعارصة ،وتقديمه للمعارصين حتى يزدادوا إعجا ًبا بكالم
اهلل سبحانه<.
ص علمهم يف ختصصهم الض ِّيق ،من
وهو ’ يعيب عىل بعض العلامء الرشع ِّيني َح ْ َ
دون إلام ٍم بالعلوم األخرى التي هي بمثابة >علوم اآللة< للعلوم الرشعية ،ويقول يف ذلك:
>نحن مصابون بمرض التخصص العلمي ،ويالألسف بعض األساتذة يف اجلامعات ال جييد
موسعة؛
ختصصه ،هذه عبارة عن ضحالة علمية ،فال بد للعامل املسلم أن يكون عنده ثقافة َّ
حتى ُّ
أن يتكلم يف التاريخ ويف الفقه ويف اللغة ويف العقيدة ويف السياسة واالقتصاد واالجتامع وغري
ذلك ،أينام يتكلم ُيبدع وجييد؛ ألن القرآن ع َّلمه هذا ،أما َمن عنده ضحالة يف الفكر ،فهؤالء ال
يستطيعون فهم كالم اهلل ح ًّقا<.
ِ
وبنات أفكاره، وتنو َّعت مؤلفات الشيخ ،رمحه اهلل ،بني ما هو تأليف أصيل من عنده
وهي أكثر كتبه ،ومنها ما هو اختصار وهتذيب لكتب غريه من العلامء املتقدمني؛ مثل:
>القبسات السن َّية من رشح العقيدة الطحاوية< ،و>هتذيب تفسري الطربي< ،و>ابن كثري<،
و>هتذيب مشارع األشواق إىل مصارع العشاق< البن الن ََّّحاس .ومنه ما هو حتقيق لبعض كتب
الرتاث دون اختصار هلا؛ مثل >تفسري الكشاف< للزخمرشي ،ومنها ما هو بغرض التعليق عليه؛
مثل >معامل يف الطريق< ،و>التصوير الفني يف القرآن< ،كالمها لسيد قطب.
وأعيد التأكيد هنا عىل ما قلته يف غري موضع من هذا الكتاب :إن صاحب الرتمجة،
رجل موسوعي ،احتذى َح ْذو علامء السلف العلَّمة الشيخ صالح اخلالدي ،عليه رمحات اهللٌ ،
درسوه .وكأن القارئ لِام كتبوا ،أو ِ
وإتقانم َّ
كل علم كتبوا فيه ،أو َّ يف معرفتهم لعلوم ش َّتى،
املستمع لام يقولون ،يظن أهنم ال يتقنون غري هذا العلم ،أو الفن الذي كتبوا فيه أو حتدثوا عنه.
وهذا ،مع األسف الشديد ،ال جتده إال عند الق َّلة القليلة من علامء عرصنا ،ونحسب أن
ختصصه
الشيخ اخلالدي منهم؛ فقد كتب يف التفسري وعلوم القرآن ،وال غرابة يف ذلك ،فهذا ُّ
أيضا يف قصص األنبياء والسرية النبوية ويف حياة الصحابة ،ويف
األكاديمي الدقيق .وكتب ً
167
الرتاجم ،وكتب يف العقيدة ويف الزهد ،وكتب يف اللغة ويف النحو ،وكتب يف الرد عىل ُش ُبهات
الطاعنني يف اإلسالم من غري املسلمني ،والطاعنني يف السنة النبوية من أصحاب األفكار
املنحرفة املنسوبة إىل اإلسالم .وكتب يف القضية الفلسطينية ،كام كتب الكثري عن اليهود… وغري
بعضها صغري احلجم يف مئة صفحة أو تزيد قليلً ،وبعضها يف جملدات
ذلك من املؤلفاتُ ،
غزير الفوائد .وأنت إذا قرأت له يف فن من الفنون
عظيم النفعُ ،
ُ عدَّ ة .وك ُّلها ،صغريها وكبريها،
التي كتب فيها حسبت أنه ال ُيسن غ َريه ،حا ُله كحال السلف من العلامء كام أسلفنا.
هذا منهج الشيخ عمو ًما يف تآليفه وكتاباته ودروسه وحمارضاته اجلامعية.
أما منهجه العلمي يف التفسير ،فقد ذكر أنه ال بد ملن أراد فهم معاين كتاب اهلل عز وجل
ِ
دائم مقولة األستاذ سيد قطب ’> :إن هذا وتفسريه أن ينرصف إليه بالك ِّل َّية ،وكان يردد ً
القرآن ال يفتح كنوزه إال ملن يتحرك به يف َ
عال الواقع ،وإن هذا القرآن إذا أعطيته ك َّلك يعطيك
بعضه ،وإذا أعطيته بعضك لن يعطيك شي ًئا<.
وقد خلصت الباحث ُة ِ
>هيبة َقلبان< منهج الشيخ صالح اخلالدي ’ يف التفسري يف َّ
رسالة الامجستري التي قدَّ متها جلامعة >احلاج خلرض< يف اجلزائر بعنوان> :اآلراء التفسريية لصالح
أن ِمن منهجه ’: عبدالفتاح اخلالدي من كتاب تصويبات يف فهم بعض اآليات< ،فذكرت َّ
أول ًا :يقف مع اآليات وقفة ُّ
جترد ،ويدخل عاملها ،ويستقي منها املفاهيم وحقائقها.
ثانيًا :حيرص عىل النظر يف اآليات التي تشارك اآلية َّ
حمل الدرس يف املوضوع ،فيوردها
ًّ
ومستدل هبا. مستشهدً ا
ٍ
معان وهدايات. ثالثًا :حيرص عىل تأ ُّمل اآليات لفهم ما توحي إليه وتقريره من
رابع ًا :يستخرج الدالالت من اآليات جمتمع ًة ،ويقدم مفاهيمها متكامل ًةً ،
آخذا بمسلك
تفسري القرآن بالقرآن.
خامسًا :هيتم بأقوال املفرسين السابقني ،ويورد بعض كالمهم يف تصويب التصورات
حول اآليات.
ينقضه ،والتفسري الذي ر َّده
التصور الذي ُ
ُّ سادسًا :ي َّتسم باألمانة العلمية ،حيث يقرر
بصورة أمينة ودقيقة وصحيحة ،دون ت ُّق ُّو ٍل عىل أصحابه ،أو ينسب إليهم ما مل يقولوا.
168
التصورات.
ُّ بالتصورات اخلاطئة بأعياهنم ،وإنام هيتم ببيان تلك
ُّ سابع ًا :ال يذكر القائلني
ثامنًاُ :يعترب من املتأثرين باإلمام الطربي ،فقد اخترص تفسريه وح َّققه.
تاسع ًا :االعتامد عىل ما َّ
صح عن رسول اهلل × والصحابة والتابعني رضوان اهلل
عليهم يف اختيار الصواب يف تفسري اآلية.
التصور اخلاطئ لآلية.
ُّ عاشر ًا :العناية بعرض
حادي عشر :العناية باجلمع بني النصوص الذي يظهر فيها التعارض.
169
أمانته العلمية
ل من تق َ ّدمه من العلماء
وعرفانه فض َ
مت َّيز الشيخ صالح اخلالدي ’ باألمانة العلمية فيام يكتب وفيام ينقل ،فال ينقل عن
عال إال أشار إليه ،ونسب الفضل إىل من أخذ عنه؛ نلمس كتاب أو يقتبس منه ،أو يستفيد من ِ
●ويف كتابه >املدخل العام إىل تفسري آيات األحكام< ،وكان قد رسد أسامء الكتب التي
رجع إليها ،واستفاد منها يف تصنيفه ،قال> :وقد استفدت من هذه الكتب وغريها يف هذا
الكتاب ،جزى اهلل أصحاهبا خري اجلزاء<.
● َرغم اختالفه مع ما ذهب إليه الدكتور حممد السيد الوكيل يف كتابه الذي أفرده
للحديث عن القصص القرآين >نظرات يف أحسن القصص< ،وكان الدكتور الوكيل قد نقل
بعض املعلومات والتفصيالت عن اإلرسائيليات ،وهذا منهج يرفضه الشيخ صالح اخلالدي
’ يف كتاباته ،إال أن ذلك مل يمنعه من تسجيل إعجابه بام ورد يف الكتاب من نظرات
وحتليالت ،يقول شيخنا اخلالدي يف مقدمة كتابه >القصص القرآين عرض وقائع وحتليل
أحداث< متحد ًثا عن كتاب الوكيل> :فيه نظرات طيبة ،وحتليالت رائعة ،وكم كنا نتمنى لو
ووقائع القصص،
َ أحداث
َ بقي الدكتور الوكيل مع اآليات واألحاديث الصحيحة ،وهو ُيثبت
إذن لكان كتا ُبه من أجود ما كُتب يف موضوعه<.
وأضيف إىل ما أورده األستاذ السيالوي مما ُيذكَر يف األمانة العلمية التي َّ
حتل هبا اليش
صالح اخلالدي ’:
●ما قاله يف مقدمة اختصاره لكتاب >مشارع األشواق إىل مصارع العشاق< البن
النحاس> :واستفدت استفاد ًة كاملة من النسخة املطبوعة ،ومن جهد األستاذ ْين املح ِّق ْ
قي
كل ما قاما به من جهود مشكورة يف حتقيق الكتاب وختريج ما فيه<. فيها ،وأنا َمدي ٌن هلام يف ِّ
َ
أحاديث ،وهو الشيخ ●وأثنى يف مقدمة الكتاب نفسه عىل َمن قام بمراجعة ما فيه من
إبراهيم العيل ’ ،حيث يقول> :وقد تكرم األخ املفضال الشيخ إبراهيم العيل ،حفظه اهلل
استفدت من جهوده ،وأخذت
ُ ورعاه ،بمراجعة ختريج ما يف هذا التهذيب من األحاديث ،وقد
بمالحظاته ،جزاه اهلل خ ًريا<.
واألمر نفسه فعله يف اإلشارة إىل جهد الشيخ إبراهيم العيل ’ يف خترجيه ألحاديث
>تفسري الطربي تقريب وهتذيب< ،وكذلك يف خترجيه لكتاب >تفسري ابن كثري هتذيب وتقريب<.
حرص الشيخ ’ عىل إثبات
●ويف الطبعة األخرية من >هتذيب تفسري الطربي<َ ،
حسنة من حسناته -للكتاب ،وكتابة ذلك يف مقدمة
مراجعة وتصحيح ابنه حذيفة -الذي هو َ
هذه الطبعة ،وعىل غالف الكتاب بقلمه املبارك.
171
ِ
أرجع إىل ما ذكره األستاذ حممد السيالوي يف هذا الباب ،حيث قال> :والنامذج عىل
إشادته بجهود العلامء العاملني واملصلحني ،والثناء عليهم وإنصافهم كثرية يف كتبه ،مما
جترد من حظوظ نفسه، ور ِق ِّيه ،وهذا اخلُ ُلق السامي ال ُ
حيوزه إال من َّ يد ِّلل عىل ِرفعة ُخ ُلقه ُ
جترد وإنصاف ألعامل اآلخرينوحسن اخللق ورحابة الصدر ،ونظر نظر َة ُّ وحت َّقق بالتواضع ُ
وجهودهم ،وعرف هلم فضلهم وسابقتهم<.
وخيتم األستاذ السيالوي بالقول> :هذا األدب يف نقد اآلخرين متثَّله الدكتور صالح
اخلالدي عمل ًّيا يف كتبه وتصانيفه ،فقد قال يف كتابه >يف ظالل القرآن يف امليزان< ما نصه> :إن
الباحث العادل الذي ينطلق يف بحثه من توجيهات القرآن ،ومبادئ اإلسالم ،و ُأسس املنهج
العلمي املوضوعي اإلسالمي ،يعتمد الكال َم الصحيح للعامل الذي يد ُْرسه ،ويرتك الكالم
اخلاطئ مع االحرتام والتوقريَّ .
إن وقوع العامل يف خطأ غري مقصود وناتج عن االجتهاد ،ال
تر َك نِتاج وفكر هذا العامل ك ِّله ،بل يعني رفض اخلطأ وحده وأخذ باقي فكره وكالمه.
يعني ْ
172
الكريم
َ أيضاّ :
فإن در من قال :ال يعرف الفضل ألهل الفضل إال ذوو الفضل! وكام قيل ًوهلل ُّ
ُي ُّل ِ
الكراما<( .اهـ).
الشيخ عىل جهود اآلخرين ،واعرتف للسابقني بسبْقهم ،وإفادته منهم ومن
ُ وكام أثنى
علومهم؛ فإنه ،ومن باب أمانة العلم ،يبني ما وقع فيه غريه من وهم أو خطأ ،ويكون ذلك منه
تعم ٍد لتص ُّيد األخطاء.
جم ،من دون انتقاص أو جتريح ،أو إساءة ،أو ُّ
بأدب ٍّ
وللتدليل عىل ذلك يكفي أن نورد ما قاله يف مقدمة كتابه >املدخل العام يف تفسري آيات
األحكام< ،حيث ذكر أن كتابه هذا أ َّلفه يف تفسري آيات األحكام ،وليس يف فقه املذاهب األربعة،
انتقاص ُعلامئنا وفقهائنا ومذاهبنا الفقهيةَ وال يف الفقه املقارن ،ثم قال> :وليس معنى كالمي
ِ
كنبتة ب ْق ٍل األربعةِ ،
علم اهلل ،فمن أنا؟ وماذا ُأساوي أمام فقهائنا وعلامئنا؟ فام أنا بجانبهم إال
وتقدير العلامء السابقني واحرتا ُمهم،
ُ نخل ،ورحم اهلل امر ًأ عرف قدْر نفسه.
بجانب ُأصول ٍ
أخالقي ،ولو خالف ُتهم يف بعض أقواهلم<.
ٌّ ديني ،وأدب
واجب ٌّ
ٌ والثناء عليهم والتأ ُّدب معهم
والشيخ ’ ،مع علمه الغزير ،وإنتاجه الوفري من املؤلفات التي سنعرضها الح ًقا،
ِ
وطلب القراء ألي ملحوظة جيدوهنا يف كتبه ،أو خطأ وقع فيه،
ال يأنف من طلب التوجيه من َّ
الدعاء عىل ما قدَّ م من علم .وكان حيرص يف مقدمات كتبه عىل إثبات عنوانه الربيدي ورقم هاتفه
القراء ،وتنبيهه عىل ما جيدونه يف الكتاب من خطأ أو سبق قلم ،أو إضافة معلومة.
ليتواصل معه َّ
نجد ذلك يف كثري من مقدمات كتبه؛ يقول يف كتابه >البيان يف إعجاز القرآن<> :فهذه
الدراسة أضعها بني أيدي القراء الكرام .فمن وجد منهم فيها فائدة أو ترتي ًبا أو إضاف ًة ،وسيجد
ً
مأخذا أو تقص ًريا ،وسيجد، عيل بدعوة صاحلة .ومن وجد فيها
يتفضل َّ
إن شاء اهلل ،فأرجو أن َّ
ومن خالفني يف رأي أو نظرة أو حتليل ،وسيكون ذلك ،فأرجو أن يقدِّ م العذر وحسن الظن
عيل فيخربين بذلك عىل عنواين املثبت يف الكتاب؛ إما
يتكرم َّ
والتأويل عىل غريه ،وأرجو أن َّ
هاتف ًيا أو خ ِّط ًّيا<.
ويف كتاب >مواقف األنبياء يف القرآن حتليل وتوجيه< يقول> :ونرجو من اإلخوة القراء
أن يكرمونا بأية مالحظة أو توجيه ،وسنتقبل ذلك بصدر رحبِ ،
ونعدهم أن ننظر فيام يقدِّ مونه، َّ
أحق الناس هبا ،كام نرجو من وأن نأخذ بام نراه صوا ًبا ،واحلكمة ضا َّلة املؤمن ،أنَّى وجدها فهو ُّ
اإلخوان الكرام دعو ًة صاحلة بظهر الغيب<.
173
ويقول يف مقدمة كتاب >املدخل العام إىل تفسري آيات األحكام<> :وأرجو من أحبايب
ً
خطأ ،كام أرجو منهم أن يكرموين بدعوة صاحلة الكرام أن ينصحوين إ ْن وجدوا يف الكتاب
بظهر الغيب إ ْن وجدوا فيه فائدة أو منفعة<.
وقال يف مقدمة كتاب >لطائف قرآنية<> :وإنني إذ ُأقدِّ م هذه اللطائف للقراء الكرام،
عيل بتنبيهي إىل ما جيدونه من مالحظات؛ فالنقص والضعف واخلطأ
يتفضلوا َّ
ألرجو منهم أن َّ
من صفات البرش<.
ويقول يف مقدمة كتابه >سيد قطب من امليالد إىل االستشهاد< ،وهو اخلبري بسيد وسريته
ِ
وعلمه ومؤلفاته واملرجع يف ذلك> :وإنني إذ ُأقدِّ م هذا الكتاب إىل َّ
القراء الكرام ،ألرجو منهم
عيل بتصحيح ما جيدونه يف الكتاب من
يتكرموا َّ
عيل بدعوة صاحلة بظهر الغيب ،وأن َّ أن يمنُّوا َّ
أخطاء ،أو إضافة ما سقط منه من أخبار ومعلومات ،مع رجاء أن تكون مو َّثق ًة توثي ًقا علم ًّيا
ليصح اعتامدها<.
َّ
ومثل ذلك كثري يف مقدمات كتبه ،جيدها من أراد االستزادة .وهذا إن َّ
دل عىل أمر ،فإنام
يدل عىل كريم ُخ ُلقهُ ،
وحسن تواضعه ،فام زاده العلم إال رفع ًة وتواض ًعا.
رس عندما أن ِّبهه عىل خطأ ما أو سهو يف أحد كتبه ،بل كان
وكم كان ’ يفرح و ُي ُّ
يقول ،مداع ًبا أمام بعض ُجلسائه :األخ إبراهيم ،جزاه اهلل خ ًريا ،قام بتحقيق كتايب!
174
ومثل تلك الكتب هتذي ُبه لكتاب >مشارع األشواق إىل مصارع ال ُع َّشاق< يف فضائل
اجلهاد ،البن الن ََّّحاس ،الذي كان قد عقد العزم عىل القيام به منذ سنوات عدَّ ة ،لكن رصفه
صوارف أخرى من األعامل العلمية ،حتى جاء من يلتمس منه القيام بذلك ..يقول الشيخ ُ عنه
إيل أن أقوم بتهذيبه ،لينتفع به املسلمون، ِ
طلب ،وطلبوا َّ
’> :جاءين إخوان كرام ال ُير ُّد هلم ٌ
فب َعث ما كان كامنًا يف نفيس ،وقمت هبذا التهذيب<.
وكذلك كتابه >سيد قطب األديب الناقد والداعية املجاهد واملفكر املفرس الرائد<،
الذي كتبه ً
نزول عىل رغبة نارش الكتاب ،صاحب دار القلم األستاذ حممد عيل دوله ’،
يقول الشيخ يف مقدمة الكتاب> :ورغب األستاذ الفاضل ،واألديب الباحث املثقف (حممد
خيصص حلقة من
معظم مؤلفايت ،أن ِّ
َ نرشت يل
ْ صاحب دار القلم العامرة ،التي
ُ عيل دولة)،
السلسلة املباركة (أعالم املسلمني) حلياة سيد قطب وفكره ،وطلب مني أن أكتب هذه احللقة،
وفكره ،وعاود الطلب أكثر من مرة ،ومل يكن يل بدٌّ من ِ حلسن ظنه بمعلومايت عن سيد قطب
ور َّقته وفضله ،وهو صاحب يأس حمدِّ َثه بأدبه و ُلطفه ِِ
االستجابة؛ فاألستاذ حممد عيل دولة ُ
رسالة علمية فيام ينرش من مؤلفات علمية نافعة يف دار القلم املباركة ،جزاه اهلل عن العلم
176
لطلبته يف اجلامعة .و ُقل اليش َء نفسه يف كتابه >البيان يف إعجاز القرآن< ،وكتاب >اخلطة ال َّرباقة
لذي النفس ال َّت َّواقة< ،فقد تدارسه ُث َّلة من نُجباء طالبه يف حياته وبعد وفاته ،رمحه اهلل.
ومن الطريف يف هذا الكتاب ما قاله يل أحد طلبة العلم من إقليم بلوشستان يف إيران،
وهو الشيخ >يارس سابکزئی البلويش< ،أنه هو وإخوانه َّلم قرؤوا الكتاب وتدارسوه فيام بينهم،
ظنُّوا أن مؤلفه من الشباب ،وليس هو ذلك الشيخ الوقور ،والعامل الكبري الذي فوجئ به عندما
جاء إىل األردن طل ًبا للعلم يف إحدى جامعاهتا!
ِ
فكم من ن ْف ٍع َّ
عم وانترش هبذا الكتاب وغريه من كتب الشيخ رمحه اهلل!
بل إن كث ًريا من كتبه تُرجم إىل غري العربية من اللغات؛ مثل كتاب >فلسطني واحلقائق
القرآنية< ،الذي تُرجم إىل اللغات اإلنجليزية واألوردية والرتكية واإلندونيسية والروسية .وقد
أرشت يف التعريف بكتبه إىل ما ترجم منها إىل اللغات غري العربية.
ويكفينا اإلشارة إىل أن مخسة عرش كتا ًبا من كتبه رمحه اهلل تُرمجت إىل الفارسية ،قام
برتمجتها وطباعتها ُث َّلة من أهل العلم من أهل السنة يف إقليم بلوشستان بإيران .وهذه الكتب
هي> :األتباع واملتبوعون يف القرآن< ،و>إرسائيليات معارصة< ،و>أمريكا من الداخل بمنظار
سيد قطب< ،و>تصويبات يف فهم بعض اآليات< ،و>اخلطة الرباقة لذي النفس التواقة<،
و>اخللفاء الراشدون بني االستخالف واالستشهاد< ،و>سيد قطب من امليالد إىل االستشهاد<،
و>عتاب الرسول × يف القرآن ،حتليل وتوجيه< ،و>يف ظالل اإليامن< ،و>لطائف قرآنية<،
و>مع قصص السابقني يف القرآن< ،و>مفاتيح للتعامل مع القرآن< ،و>مواقف األنبياء يف
القرآن ،حتليل وتوجيه< ،و>هذا القرآن< ،و> وعود القرآن بالتمكني لإلسالم<.
وقد َّ
ظل الشيخ ’ يف الكتابة والتأليف حتى اليوم األخري من حياته؛ ففي يف صبيحة
يوم وفاته بارش بتأليف كتاب >كواشف قرآنية للزيوف اليهودية< ،وأنجز أربع صفحات منه
بخط يده ،وقد بدأ الكتابة فيه فجر اليوم الذي تويف فيه ،مع شدة ضعفه ومرضه .ولعله أرجى
أعامله التي ختم هبا حياته ،ومن عاش عىل يشء مات عليه!
بل إنه يف األسبوع األخري من حياته كان يعمل يف جمموعة كتب؛ هي> :تفسري الطربي<،
و>تفسري الزخمرشي< ،و>القصص القرآين< ،و>كواشف قرآنية للزيوف اليهودية<.
179
وتقر به العني؛ ما أعلنه ابنه الدكتور حذيفة ،أنه تم بفضل اهلل تعاىل
ومما يثلج الصدرُّ ،
إنشاء >كريس العالمة الشيخ الدكتور صالح اخلالدي للتفسري وعلوم القرآن< .و ُيعنى هذا
املرشوع بخدمة الرتاث العلمي للشيخ اخلالدي ’ ،ونرشه بمختلف الوسائل ،وتعليم
التفسري وعلوم القرآن بمنهجه ،وتفعيل دور طالبه يف خدمة تراثه.
إسرائيليات معاصرة
الرتادف ،التشابه واالختالف يف البيان القرآين ،التعريف والتنكري يف البيان القرآين ،حروف
بعض ألفاظ القرآن بني احلذف والذكر ،احلذف ِّ
والذكر لبعض كلامت اآلية ،التقديم والتأخري
يف البيان القرآين ،ألفاظ القرآن بني التوكيد وعدمه ،تنوع صيغ األفعال املشتقة من أصل لغوي
واحد ،تنوع صيغ املشتقات ذات األصل اللغوي الواحد ،تنوع صيغ املصادر الراجعة إىل
أصل لغوي واحد ،التكرار احلكيم اهلادف يف البيان القرآين ،فواصل اآليات يف البيان القرآين،
التناسق العددي يف البيان القرآين ،التصوير الفني يف البيان القرآين.
وحتدث يف الفصل الثالث ،وهو األخري ،عن دالئل مصدر القرآن الرباين ،عرض فيه
مخسة أد َّلة تدل عىل أن القرآن كالم اهلل؛ وهي :أنباء الغيب الصادقة يف القرآن ،واحلقائق العلمية
الثابتة يف القرآن ،والترشيعات احلكيمة السامية يف القرآن ،والتحليالت النفسية الكاشفة يف
األخاذ للقرآن.
القرآن ،والتأثري البليغ َّ
188
تعريف وبيان
وترجيح القول بأعجميته ،واالستدالل عىل ذلك ،باالعتامد عىل أمهات كتب اللغة والتفسري.
مرات ورود ذلك الع َلم األعجمي يف القرآن ،ومواضعها ،مع التعريف
وكان يذكر عدد َّ
جمم َلة وبإجياز.
بذلك الع َلم ،وبيان ُخالصة قصته بصورة َ
وحرص كذلك ،كام هو منهجه يف سائر كتبه ،عىل عدم اخلروج عن النص القرآين
الرصيح ،واحلديث النبوي الصحيح ،يف بيان ما هيدف إليه ،ومل يعتمد يف يشء من ذلك -كام
درج عليه يف سائر كتبه -عىل اإلرسائيليات والروايات واألخبار غري الصحيحة ،والتي ال تقوم
عىل دليل ثابت .
190
وعرف يف الفصل الثالث باألماكن التي ذكر فيها سيد قطب أمريكا يف كتبه ومقاالته
َّ
عرف بمصري كتاب سيد املفقود >أمريكا التي رأيت<.
ورسائله التي بعثها من أمريكا .ثم َّ
وخصص القسم الثاين للنصوص التي ذكر فيها سيد أمريكا وحتدث عنها ،وجاء هذا
َّ
القسم يف أربعة فصول:
أورد يف الفصل األول املقاالت التي حتدث فيها سيد قطب عن أمريكا.
وذكر يف الفصل الثاين إشارات سيد عن أمريكا ،والتي وردت إما يف مقالة كتبها يف
أمريكا ،أو رسالة بعثها من هناك.
وخصص الفصل الثالث لام أورده سيد عن أمريكا يف >الظالل< ،حيث كان كث ًريا ما
يشري إليها للتدليل عىل الامد َّية اجلاهلية والكفر واالنحالل ،وبلغت هذه اإلشارات مخس عرشة
إشارة.
وأورد يف الفصل الرابع إشارات سيد عن أمريكا يف خمتلف كتبه اإلسالمية؛ وشملت:
>معركة اإلسالم والرأساملية< ،و>السالم العاملي واإلسالم< ،و>دراسات إسالمية<،
و>اإلسالم ومشكالت احلضارة< ،و>معامل يف الطريق<.
وعمل الشيخ صالح يف هذا القسم من الكتاب ،بفصوله األربعة ،عىل تقسيم كل
مقالة أو رسالة أو إشارة إىل فقرة فرعية ،ووضع عنوانًا جانب ًيا هلذه الفقرة ًّ
دال عىل موضوعها،
تسهيلً للقارئ ً
أول ،ثم هبدف التصنيف املوضوعي لكالم سيد.
وقد ترجم هذا الكتاب إىل اللغتني الرتكية والفارسية.
192
يف ر ِّده ذلك باملوضوعية واألمانة العلمية؛ فكان يذكر مجلة من الكتاب املف َرتى كام هي ،دون
تغيري هلا ،أو زيادة فيها ،أو حذف منها ،عىل ما فيها من سوء و ُقبح وبذاءة واستفزاز للمسلمني،
نقضها والر َّد عليها ،ويبني اآلية القرآنية التي أخذ منها املفرتي كالمه ،وحتريفه هلا،
ثم يتوىل َ
وتال ُعبه هبا ،وحتويلها عن سياقها وهدفها ،لتكون شاهد ًة له ضد املسلمني.
عرف يف األول منها هبذا املتن ِّبئ املفرتي> ،الدكتور أنيس َ
بمباحث؛ َّ ومهد قبل ذلك
َّ
وعرف يف املبحث الثاين بكتابه >الفرقان احلق< ،وأهدافه ،والذين كانوا وراء نرشه
شوروش<َّ ،
ُّ
وتوزيعه ،ثم ذكر يف املبحث الثالث أهم ما قيل يف هذا الكتاب املف َرتى يف الصحف واملجالت
العربية ،التي صدرت يف الدول العربية ،أو يف أمريكا نفسها .ومنها مقال األستاذ مصطفى
بكري ،الذي أثبته بتاممه يف املبحث الرابع.
194
بصائر
وبحث يف الفصل الثاين فكرة اإلعجاز يف مسريهتا التارخيية من القرون املتقدمة ،من
القرون األوىل ،حتى جاء القرن الرابع اهلجري ،الذي بدأت فيه مسألة اإلعجاز القرآين تأخذ
طابع التقعيد والتنظيم والرتتيب .ثم تابع رسد جهود العلامء يف هذا الباب ،عرب القرون الالحقة
العرص الذهبي الثاين لإلعجاز؛ فذكر
َ حتى القرن الرابع عرش اهلجري ،الذي يراه املؤلف هو
ُدعا َة اإلعجاز القرآين بش َّقيه العلمي والبياين ،وما قدَّ موه يف هذا الباب ،وذكر منهم :حممد
رشيد رضا ،ومصطفى صادق الرافعي ،وحممد عبد اهلل دراز ،وسيد قطب.
وجاء الفصل الثالث لبيان اإلعجاز يف األسلوب القرآين؛ ومتحد ًثا عن ألوان اإلعجاز
البياين الثالثة :رس احلرف بش َّقيه :حروف املباين وحروف املعاين ،ورس الكلمة ،ورس التعبري.
كام حتدث يف هذا الفصل عن مزايا األداء القرآين والتصوير الفني عند سيد قطب ،ثم خصائص
التصوير الفني يف القرآن.
وختم الكتاب يف الفصل الرابع باحلديث عن اإلعجاز يف املضمون القرآين؛ مثل
اإلعجاز الغيبي الاميض أو املستقبل ،واإلعجاز العلمي ،وهو أبرز وجوه اإلعجاز يف هذا
العرص ،وذكر فيه إسهامات املفكر الفرنيس >موريس بوكاي< والشيخ الشعراوي يف هذا
الباب .ثم ختم الفصل باحلديث عن اإلعجاز الترشيعي ،واإلعجاز النفيس .
198
األمريكية ووسائلها؛ ليعرف املسلمون إنكار اإلسالم لتلك العنارص وبراءته منها.
واملبحث الثامن ،خامتة هذه املباحث ،أكَّد فيه أن اإلسالم الر َّباين يدمغ اإلسالم
األمريكاين ،انطال ًقا من قول اهلل عز وجل :ﱹ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﱸ
[األنبياء.]18 :
وتك َّلم يف هذا املبحث عىل ثالث مسائل:
األوىل :املعاين الثالثة لإلسالم يف القرآن :باملعنى العام ،واملعنى التارخيي ،واملعنى
اخلاص ،الذي ُأطلق فيه عىل رسالة رسول اهلل ×.
وجوب التحاكم إىل اإلسالم ،وااللتزام بحكمه ،وطاعة اهلل
َ وأكَّد يف الرسالة الثانية
ورسوله ×.
وذكر يف املسألة الثالثة أهم معامل اإلسالم الر َّباين ومقاصده ،التي متكن معرفتها من
نصوص الكتاب والسنة.
200
أنموذجا)
ً (تفسير ال ُق ِّمي
وحرفوا معانيها،
َّ فشوهوا مفاهيمها،
البعض عىل غري مقصدها ،ومحَلوها عىل غري حمملهاَّ ،
وأبطلوا دالالهتا.
ومفاهيمها متنوعة؛ فمنها آيات يف اإليامن
ُ وكانت موضوعات هذه اآليات خمتلفة،
والعقيدة ،ومنها آيات يف اجلهاد ،ومنها آيات يف الدعوة والعمل واحلركة ،ومنها ما هو يف
ُ
والرابط بينها االقتصاد واالجتامع والسياسة والتاريخ واألحوال الشخصية ،وما إىل ذلك.
ومفاهيم حياتي ًة ،نعيشها يف واقعنا املعارص.
َ أن هلا أبعا ًدا واقعي ًة،
مجي ًعا َّ
منهجا وضاب ًطا يف تفسريه لآليات التي ذكرها،
ً وقد وضع الشيخ اخلالدي لنفسه
وتصويب الفهم اخلاطئ يف فهمها .وهذا املنهج يتلخَّ ص يف أنه وقف وقفة متجرد ًة من دون
ومقر ِ
راتا .كام حرص عىل النظر َّ مفاهيمها وحقائ َقها
َ مقررات سابقة ،وتل َّقى من هذه اآليات
َّ
يف اآليات املتشاهبة يف املوضوع الواحد ،ليستخرج الدالالت من اآليات جمتمع ًة ،وليقدِّ م
مفاهيمها متكامل ًة ،وهو املنهج املعروف بتفسري القرآن بالقرآن.
أيضا يف هذا الكتاب :أنه اعتمد ً
أول ما قاله الرسول × يف معنى ومن منهج الشيخ ً
اآلية ،إ ْن وجد رواية صحيحة يف ذلك ،واعتمد بعدها أقوال الصحابة والتابعني ،ثم أقوال
فسها َ
وخطأ من َّ مدار البحث،
يقرر بعد ذلك الفهم الصحيح لآلية َاملفرسين املتقدمني .ثم ِّ
عىل غري حمملها ،دون أن يذكر أعياهنم أو أسامءهم ،حتى ال يكون يف ذلك اهتام لألشخاص،
إبطال القول اخلاطئ ،ومل يكن يعنيه ِذكر اسم القائل.
فه ُّم الشيخ ’ كان َ
أو جتريح لألفرادَ .
نشري إىل أن الكتاب تُرجم يف إيران إىل اللغة الفارسية.
204
خاصا يف هذا الفصل للحديث عن تفسري >يف ظالل القرآن< لسيد قطب،
وأفرد مبحثًا ً
مرتمجًا لصاحبه ترمجة خمترصة ،ثم حتدث عن قصة تأليفه للظالل ،واهلدف من تأليفه ،واملراحل
التي مر هبا التأليف ،ومنهجه التفسريي فيه.
207
تفسير الطبري
جامع البيان عن تأويل آي القرآن
تقريب وتهذيب
ذكرها بموضوعية وأمانة ،من غري أن يتدخل فيها؛ فالشيخ ’ ُيورد رأي الطربي الذي
رجحه وتبنَّاه يف تفسريه ،ولو خالفه يف هذا الرأي ،وإن كان ِمن مأخذ عنده ،فإنه يسجله يف
َّ
هوامش الصفحات ،ال يف متن الكتاب.
أما منهج الشيخ صالح يف تقريبه وهتذيبه لتفسري الطربي ،فيتلخَّ ص فيام يأيت:
●حذف الكم الكبري من األقوال املأثورة ،ومل ُيثبِت إال بعضها مما ِّ
يوضح معنى اآلية
ويفرسها ،من غري ذكر األسانيد التي حرص اإلمام الطربي عىل اإلكثار منها وتكرارها.
●مل يــورد مــن األحاديــث النبويــة إال مــا صـ َّـح منهــا ،وأغفــل األحاديــث الضعيفــة
واملوضو عــة.
●حرص عىل استبعاد كل الروايات املنقولة عن أهل الكتاب ،من األساطري
ُفصل الكثري من أحداث السابقني ،والتي مل
واإلرسائيليات ،التي تتعلق بمبهامت القرآن ،وت ِّ
ترد يف األحاديث الصحيحة وبأسانيدَ صحيحة.
املكررة التي أوردها اإلمام الطربي يف مباحثه اللغوية،
●أسقط كث ًريا من األقوال الكثرية َّ
الرضوري
َّ واستشهاداته باألشعار العربية اجلاهلية ،ومل يورد من تلك األقوال واألشعار إال
منها.
●استبعد كث ًريا من مناقشات اإلمام الطربي ألصحاب األقوال األخرى يف مسائل اللغة
والعقيدة والكالم والفقه والتاريخ والتفسري ،واقترص عىل املهم منها والرضوري.
مهها وأشهرها ،وأوضحها ارتبا ًطا بالنص
●كذلك مل يورد من أدلة الطربي املختلفة إال أ َّ
وتفسريه.
أما احلكم عىل األحاديث النبوية الواردة يف هذا (التقريب) فهو من صنع الشيخ إبراهيم
حممد العيل ’ .وقد أشار الشيخ صالح إىل ذلك داخل الكتاب ،كام أثبته بخط يده عىل
صفحة عنوان الكتاب.
وتصحيحا يف طبعاته املختلفة ،كان وظل الشيخ ي ِ
عمل النظر يف هذا الكتاب مراجع ًة
ً ُ
اسمه ِّ
بخط يده عىل آخرها يف أسبوع وفاته ،وقد ِ
عهد إىل ابنه الدكتور حذيفة بمراجعته ،وأثبت َ
صفحة العنوان.
211
التفسير المنهجي
هبا يف التفسري املوضوعي .وختم هذا الباب باملبحث العارش ،فحدد فيه القواعد واملنطلقات
املنهجية التي ينبغي أن يتبعها الباحث يف اخلطوات املذكورة يف املبحث السابق.
أما الباب الثاين من الكتاب ،فكان يف الدراسة التطبيقية العملية عىل ما جاء يف املبحث
الثامن من الباب األول .وقد استغرقت هذه الدراسة ثالثة أرباع الكتاب ،وجاءت يف ثالثة
فصول :األول منها يف التفسري املوضوعي للمصطلح القرآين ،وكان التطبيق العميل فيه عىل
(ج ِه َل) واشتقاقاهتا الواردة يف القرآن .أما الفصل الثاين ،فكان للتطبيق العميل عىل
مادة َ
تفسري موضوع حمدد وارد يف القرآن الكريم ،وهو موضوع (الشورى) ،ذكر فيه معناه اللغوي
واالصطالحي ،وورودها يف السياق القرآين ،ووقائع من الشورى يف القصص القرآين .أما
النموذج الثالث ،الوارد يف الفصل الثالث ،خامتة الفصول من هذا الباب ،فقد حتدث فيه عن
نموذجا تطبيق ًيا لذلك.
ً ً
متخذا من سورة (حممد) التفسري املوضوعي لسورة قرآنية،
215
ورشح ذلك يف مبحثنيَّ :بي يف املبحث األول مفهوم التأويل يف احلديث النبوي ،وأنه قد يكون
املقصود منه تأويل الرؤيا وتعبريها ،وقد يكون بمعنى الفهم والتفسري .ثم بني يف هذا املبحث
يتأول القرآن .ورشح يف املبحث الثاين كيف كان الصحابة رضوان
كيف كان رسول اهلل × َّ
اهلل عليهم يتأولون القرآن ،وأهنم مل يكونوا خيرجون عن تأويل رسول اهلل × ِ
آلي الكتاب.
وأورد أمثلة كثرية عىل ذلك.
وخصص احلديث يف الفصل الرابع عن الفرق بني التفسري والتأويل ،وأشهر األقوال
َّ
سجل ما رآه الراجح منها.
التي أوردها العلامء يف ذلك ،ثم َّ
217
أيضا. َ
بوسائل مرشوعة ً التجارية املصلحية ،بل هو يضع لنفسه هد ًفا مرشو ًعا ،يسعى لتحقيقه
وأسمى هدف يسعى إليه املسلم يف حياته هو رضوان اهلل عليه.
ويف الفقرة اخلامسة يبني املؤلف أبرز سامت املسلم واخلطوط الثابتة التي يسري عليها؛
فهو عابد ،وهو جماهد ،وهو زاهد ،وهو صابر الصرب اإلجيايب ال السلبي اخلانع ،وهو صادق…
وهذه السامت التي يتصف هبا املسلم يسعى إىل حتقيقها يف ميادي َن شتى ،يذكرها الشيخ
التصورية والفكرية،
ُّ يف الفقرة السادسة من الكتاب؛ ومنها :ثوابته يف معامل شخصيته ،وثوابته
وثوابته الثقافية اإلسالمية ،وثوابته الدعوية ،وثوابته يف الوزن والنظر والتقويم ،وثوابته يف
شؤون احلكم والترشيع ،وثوابته يف مواقفه السياسية ،وثوابته يف نظرته إىل أعدائه ،وثوابته يف
املسألة الفلسطينية ،وثوابته يف النظر إىل املستقبل ،وثوابته يف حتمية احلل اإلسالمي ..ثم ثباتُه
عىل هذه الثوابتَّ ،
وأل خيضع لضغط الواقع ومساوماته.
نامذج مرشق ًة من ثبات الثابتني عىل احلق ً
قديم وحديثًا؛ ويورد الشيخ يف الفقرة السابعة َ
من األنبياء وأتباعهم ،ومن الصحابة رضوان اهلل عليهم ،و َمن بعدهم من العلامء واملفكرين؛
أمثال اإلمام أمحد بن حنبل ،وسيد قطب.
221
ويتابع املؤلف يف رسده ملباحث الكتاب ،حتى الثاين عرش منها ،يف حديثها عن التوراة،
وأهنا كلمة أعجمية ،وعن مواضع ورودها وأوصافها يف القرآن الكريم ،واألمر باألخذ بالتوراة
بقوة ،وعن بعض أحكامها الواردة يف القرآن .ثم يتحدث يف املبحثني الثالث عرش والرابع
عرش عن حتريف أحبار اليهود للتوراة ،وتسجيل القرآن بعض جرائم هؤالء األحبار .ثم
ختم الكتاب يف املبحثني اخلامس عرش والسادس عرش بالتأكيد أن القرآن الكريم جاء مصد ًقا
للتوراة الربانية املنزلة من عند اهلل ،ومكذ ًبا للتوراة اليهودية التي أ َّلفها أحبار اليهود َّ
وحرفوها.
225
ك ِّلها عندما لفت أن النبي × تس َّلم مفاتيح األرض املقدسة و َأ َّم باألنبياء مجيعهم يف املسجد
األقىص ليلة اإلرساء .ثم يؤكد مرة أخرى إسالمية أرض فلسطني ،مستندً ا إىل احلديث النبوي
يف اإلرساء واملعراج ،وفيه ذكر هنري الفرات والنيل ،وأهنام هنران إسالميان ،وما بينهام أرض
ُقرره سورة آل عمران ،وأن وجودهم
وبي يف الفصل العارش مستقبل اليهود كام ت ِّ
مقدسةَّ ،
مؤقت ،ال يقوم اآلن إال بحبل من الناس .ويف الفصل احلادي عرش ،واستنا ًدا إىل ما ورد يف
والذ َّلة .وأخ ًريا َّبي
سورة األعراف ،يسترشف املؤلف مستقبل اليهود ،وأنه سيناهلم الغضب ِّ
وبي أن إفساد اليهود الثاين الوارد يف هذه السورة هو مستقبلهم كام جاء يف سورة اإلرساءَّ ،
إفسادهم اآلن ،ويناقش ما ذكره كثري من املفرسين من أن إفساد اليهود مرتني قد مىض وانقىض.
بقي أن أشري إىل أن الكتاب ُطبع بعنوان >فلسطني واحلقائق القرآنية< ،وأنه تُرجم إىل
بعض اللغات األجنبية؛ كاإلنجليزية والفرنسية واألوردية واإلندونيسية والرتكية والروسية.
227
ثم يضع الشيخ خطو ًطا رئيسية ينبغي عىل صاحب النفس ال َّت َّواقة أن يسري عليها :أول
الر َّبانية ،وأن يكون قلب طالب العلم متعل ًقا بربه .وثاين هذه اخلطوط هو
هذه اخلطوط هو َّ
ِّباع السلف ،وفهم اإلسالم حسب املنهج الذي عملوا عليه ،وعدم
السلفية ،واملقصود به ات ُ
خمالفة األصول املنهجية العلمية هلم ،طالام أهنا مستمدة من الكتاب والسنة .وثالث اخلطوط:
احلركية؛ وهي منسوبة إىل احلركة والدعوة والنشاط ،ويكون ذلك ببذل اجلهد خلدمة هذا الدين
والدعوة إليه ،ونرش علومه واالهتامم باملسلمني ،والعمل عىل تربيتهم والنهوض بمستواهم،
ويكون ذلك بعد االهتامم بالنفس ورفع مستواها.
وإذا حتقق له ذلك ،فإن نفسه ترنو إىل طلب املعايل ،وال ترىض بالدُّ ون من العمل
والرتبة ،بل تسعى إىل االرتقاء بكل ما يفيدها دنيا وأخرى .وال يصل إىل ما يصبو إليه إال
ُّ
بالتخطيط وترتيب األولويات يف حياته .وبأن يلتزم بقواعدَ أساسية ،ذكرها له الشيخ ،لتنفيذ
خطته التي وضعها ،وأن ُيلزم نفسه بتنفيذها.
ثم يضع الشيخ خطة عملية لطالب العلم تستغرق لي َله وهناره ،من قبل الفجر إىل ما قبل
النوم يف الليل.
أيضا لصاحب العلم ،تفيده يف صحته البدنية والنفسية؛
وخيتم الكتاب بذكر خطة عملية ً
من مأكل ومرشب ،وغري ذلك.
نشري إىل أن الكتاب تُرجم يف إيران إىل اللغة الفارسية.
229
القبسة الثانية :يتحدث فيها عن حياة أيب بكر الصديق ÷ بني االستخالف والوفاة.
وفيها يورد مشهد اجتامع أعيان الصحابة يف سقيفة بني ساعدة ،ومبايعته خليف ًة للمسلمني.
ويف القبسة الثالثة يورد ما دار لعمر بن اخلطاب ÷ يف الفرتة الواقعة بني توليه اخلالفة
واستشهاده .ونشهد فيها تفاصيل مشهد الشورى ،الذي قام به عبد الرمحن بن عوف ÷،
والذي أدى إىل مبايعة عثامن ÷.
ويعرض يف القبسة الرابعة الستخالف عثامن ÷ ثم استشهاده ،والوقائع التي دارت
مطولة استغرقت ثلث صفحات الكتاب ،أطال
بني هذين احلدثني ،ووقف يف هذه القبسة وقفة َّ
فيها عرض أحداث الفتنة زمن سيدنا عثامن وعيل ،ريض اهلل عنهام ،مبينًا دور اليهود يف إذكائها.
ثم انتقل بعدها إىل القبسة اخلامسة واألخرية ،حيث رسد فيها األحداث التي وقعت
لعيل بن أيب طالب ÷ بني استخالفه واستشهاده .وفيها يعرض مشهد اختيار عيل بن أيب
طالب .ويسجل الكتاب دور السبئ ِّيني يف مضاعفة مشكالت عيل ÷ ،وإضعاف موقفه أمام
اآلخرين ،لوجودهم يف جيشه ،إىل آخر ذلك من أحداث رافقت خالفته.
ملحوظة جديرة بالتنويه يف هذا الكتاب :أن املؤلف ’ وضع عىل هامش معظم
فقرات الكتاب عناوي َن فرعية ،تلخِّ ص ما جاء يف تلك الفقرة ،وتعني القارئ عىل فهم حمتواها.
ونشري أيض ًا إىل أن الكتاب تُرجم يف إيران إىل اللغة الفارسية.
231
لتبليغهم الدعوة
ٍ
ولقطات صورا يعرض املؤلف يف هذه الكتاب
ً
أبر َز فيها جانب تبليغ الدعوة من سرية النبي
ومشاهدَ َ ،
× .وجاء الكتاب يف اثني عرش فصلً:
يف الفصل األول حتدث عن عموم بعثة الرسول
وأحاديث صحيح ًة يف عموم بعثته × للعاملني ،ويف ختم النبوة والرسالة
َ × ،فعرض ٍ
آيات
َ
رسول بعده عليه الصالة والسالم. نبي وال
به ،فال َّ
نامذج خمتارة من تبليغ الدعوة
ويف الفصل الثاين حتدث عن تبليغ الرسول لدعوته ،فأورد َ
ملن حوله من غري امللوك واألمراء؛ عىل املستويني الفردي واجلامعي ،كام عرض ثامنية نامذج من
ذلك التبليغ ،شملت تبلي َغه يف املرحلتني املكية واملدنية ،وتبلي َغه األقربني من عشريته ،وتبلي َغه
ألُناس من قريش والطائف واليهود والنصارى واألوس واخلزرج ،وأهل القرى الواقعة شامل
اجلزيرة العربية.
وحتدث يف الفصل الثالث عن االتصاالت املتبا َدلة بني الرسول × وبني امللوك
وبي التوقيت احلكيم لرسول مهد لذكر تفاصيل تلك االتصاالتَّ ، واألمراء .ويف هذا الفصل َّ
اهلل × ،الذي و َّقت فيه مكاتبة امللوك واألمراء ،وإيفاد رسله و ُمو َف ِديه إليهم.
وأسهب يف الفصل الرابع احلديث عن االتصاالت واملراسالت التي جرت بني الرسول
× وبني نصارى نجران ،فتحدث عن مضمون تلك االتصاالت ،وتفاصيل الزيارات
املتكررة من زعامء نجران إىل املدينة املنورة ،ومهامت مو َفدي رسول اهلل × إىل نجران ،كام
َّبي كيف انتهت تلك االتصاالت ك ُّلها إىل إسالم زعامء نجران ،ثم انتشار اإلسالم بني أهل
نجران بعد ذلك.
232
و َع َرض يف الفصل الثاين حياة سعد بن أيب وقاص ÷ مع النبي × يف مكة املكرمة،
فذكر سابق َته لإلسالم ،وأنه كان من أوائل من أسلم يف مكة ،كام أنه كان َّ
أول من أراق د ًما من
دماء املرشكني ،وذكر كذلك موقفه الصلب من أمه الكافرة ،عندما أحلَّت عليه لريجع عن
إسالمه ،فثبت عىل احلق ومل يرضخ هلا ،رغم ما تعرض له هو وأصحا ُبه من امتحان وبالء
ُ
احلديث عنها يف هذا الفصل عىل لسان سعد نفسه. ور َد
ومعاناةَ ،
وامتدا ًدا هلذا الفصل يتحدث الشيخ صالح اخلالدي يف الفصل الثالث عن حياة سعد
÷ مع النبي × يف املدينة املنورة ،وهجرته إليه ،وجهاده معه يف غزواته ك ِّلها ،وإمارته
لبعض الرسايا.
حيزا كب ًريا يف الفصل الرابع للحديث عن قيادة سعد ÷ ملعركة القادسية ،التي
ويفرد ً
ِ
املناوشات واملعارك التي دارت بني املسلمني انترص فيها املسلمون عىل ال ُفرس ،فيذكر ً
أول
234
وال ُفرس قبل معركة القادسية ،ثم يتحدث عن َس ْي سعد ÷ إىل هذه املعركة بأمر من أمري
املؤمنني اخلليفة عمر بن اخلطاب ÷ ،واملفاوضات واملراسالت التي دارت بني املسلمني
وال ُفرس قبل بدء املعركة ،ثم احلديث عن املعركة الكربى وما م َّن اهلل به من نرص عىل عباده،
وكيف تل َّقى املسلمون ،وعىل رأسهم اخلليفة عمر بن اخلطاب ÷ ،البرشى هبذا النرص
املبني.
وكام حتدث الشيخ اخلالدي عن قيادة سعد ملعركة القادسية ،يتحدث يف الفصل اخلامس
ً
امتثال ألمر القائد األعىل عمر بن عن قيادته املظ َّفرة لفتح املدائن ،وإكامله فتح بالد العراق،
اخلطاب ÷.
مقرا إلمارته .وهذا ما حتدث عنه
وبعد فتح سعد للمدائن ،أنشأ مدينة الكوفة ،لتكون ًّ
الشيخ اخلالدي يف الفصل السادس من كتابه .فيذكر أن اختيار الكوفة كان بإشارة من سلامن
الفاريس وحذيفة بن اليامن ريض اهلل عنهام ،وجع َلها بعد ذلك قاعد ًة جهادية متقدمة ،تنطلق
منها كتائب املجاهدين إىل خمتلف اجلهات ،وبقي فيها إىل أن عزله عمر ÷.
خواص مستشاري عمر بن اخلطاب ÷
ِّ واستقر بعد ذلك يف املدينة ،وبقي فيها من
إىل أن استشهد ،ثم ما أعقب ذلك من فتنة بني الصحابة رضوان اهلل عليهم ،كام يذكر ذلك
ً
معتزل لتلك الفتنة حتى وفاته. الشيخ اخلالدي يف الفصل السابع من كتابه .وظل
وختم الشيخ الكتاب بذكر شذرات متفرقة من لطائف أخبار سعد ÷ ،مما مل يذكره
يف فصول الكتاب السبعة.
235
إصحاحا:
ً وقسمه إىل أربعة أقسام ،تشتمل عىل مخسني
َّ
القسم األول :تكوين العامل قبل خلق إبراهيم عليه السالم.
القسم الثاين :حياة إبراهيم عليه السالم.
القسم الثالث :حياة إسحاق ويعقوب عليهام السالم.
القسم الرابع :حياة يوسف عليه السالم.
ويف ر ِّده عىل ما جاء يف هذه األقسام بام فيها من إصحاحات ،يذكر ما جاء يف إصحاح
واحد منها أو جمموعة إصحاحات ،ثم يعرضه عىل ما ورد يف القرآن الكريم ،لين ُق َضه بعد ذلك،
أو يتوقف فيه ،إن مل ِيرد لذلك ذكر يف القرآن الكريم من تصديق أو تكذيب.
وضع
وتأكيدً ا من الشيخ عىل أن ما ورد يف >سفر التكوين< ليس من كالم اهلل ،وأنه من ْ
نصا من أحد اإلصحاحات يقول> :زعم األحبار<.
األحبار ،نجده حني يورد ًّ
237
حتول يف فكر سيد قطب .ثم يتحدث بعد ذلك عن ِصلته بالثورة
أمريكا ،والتي كانت نقط َة ُّ
املرصية ورجاالهتا وموقفه منها.
وخصص الفصل الثاين للحديث عن مسرية سيد قطب اإلسالمية الدعوية ،واملراحل
َّ
التي مر هبا يف ذلك ،ثم انضاممه إىل >مجاعة اإلخوان املسلمني< ،وما أصابه من حمن متتابعة
جراء ذلك؛ من سجن وتعذيب ،انتهى باإلعدام ونيل الشهادة.
َّ
ويف أكثر من نصف الكتاب الذي جتاوزت صفحاته الستامئة صفحة ،يتحدث املؤلف
بإسهاب عن مسرية سيد الباحث األديب الناقد ،واملفكر املث َّقف ،واملؤلف ِّ
املفس ،وتراثه
ويعرف بكتبه املطبوعة ،واجلو الذي أصدر فيه َّ
كل كتاب، الفكري والثقايف واألديب والدعويّ ،
ويفصل القول
ِّ واهلدف من إصداره ،وطبيعة الكتاب وموضوعه ،وفصول الكتاب ومباحثه.
يف التعريف بتفسري سيد القطب احلركي >يف ظالل القرآن< ،وبكتاب >معامل يف الطريق<،
التصور اإلسالمي< .وينهي هذا الفصل باحلديث عن مزايا فكر سيد،
ُّ وبخامتة كتبه >مقومات
واألخطاء التي وقع بعض الناس يف التعامل مع فكره.
وخيتم الكتاب بإيراد شهادات ثناء وإنصاف يف سيد قطب من بعض من عرفه من
ِ
شقيقه حممد ،وزوج أخته الشهيد كامل السنانريي ،وعمر التلمساين ،والعلَّمة املقربني؛ أمثال
َّ
الشيخ الدكتور بكر أبو زيد ،رحم اهلل اجلميع.
239
الرابع حتدث عن تراث سيد األديب والفكري ،وصنَّفها صنفني :كتبه املطبوعة ،وبحوثه غري
وجْعه والعمل عىل نرشه.
املنشورة .ودعا إىل العناية برتاث سيد َ
وبعد إيراد هذه ا َّللمحة املوجزة عن الكتاب ال بد من التنويه إىل أن الشيخ صالح قد ن َّبه
يف الطبعات الالحقة هلذا الكتاب ،عىل وجود بعض األخطاء التارخيية التي وقع فيها يف الطبعة
األوىل ،وقام بتصحيحها؛ منها أخطاء يف تاريخ والدة سيد ،وتاريخ خترجه ،وتاريخ سفره إىل
أيضا يف كتابه الكبري
أمريكا ،وتاريخ انضاممه إىل مجاعة >اإلخوان املسلمني< .ون َّبه عىل ذلك ً
>سيد قطب من امليالد إىل االستشهاد< ،اآليت التعريف به.
241
حتدث عن عالقة سيد قطب بأستاذه األديب الكبري عباس حممود العقاد ،ثم انفصاله عنه،
وخروجه عن مدرسته .و ُيفرد بعد ذلك فصلً للحديث عن معارك سيد األدبية مع أدباء
يعرج عىل رحلة سيد
عرصه؛ مثل الرافعي وحممد مندُ ور وغريمها ،وأسباب تلك املعارك .ثم ِّ
قطب إىل أمريكا ،وحقيقة مهمته إليها ،وحماوالت احتوائه وإغرائه هناك .وقد ذكر الشيخ
اخلالدي تفصيل تلك الرحلة يف كتابه >أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب< ،الذي تقدم
حائرا،
ً التعريف به .ثم يتطرق بعد ذلك إىل رحلة الضياع الفكري التي عاشها سيد قطب
حينام وقع يف رصاع بني التصورات اإلسالمية التي نشأ عليها ،والتصورات الامدية الغربية التي
تل َّقاها يف شبابه .وينهي هذا القسم باحلديث عن املرأة يف حياة سيد قطب ،ويذكر جتربتني له يف
احلب مع فتاتني ،إحدامها من قريته وأخرى قاهرية.
ومهد
والقسم الثاين من الكتاب خصصه للحديث عن مسرية حياة سيد اإلسالمية؛ َّ
والضياع إىل عامل اإليامن
لذلك باحلديث عن هذه النقلة البعيدة التي أخذت سيد من عامل ال ِّتيه َّ
مرورا باملرحلة
ً واليقني ،ثم حتدث عن مراحل حياته اإلسالمية ،من املرحلة الفنية األدبية،
ً
وصول إىل مرحلة اإلسالميات احلركية .ويورد بعد ذلك مشاهدَ من حياة سيد الفكرية العامة،
قطب اإلسالمية ،فيذكر عالقته مع رجاالت الثورة ،وبدايات صالته مع >اإلخوان املسلمني<،
تعرض هلا بسبب ذلك سنة ،1954ثم تو ِّليه قيادة التنظيم اإلخواين اجلديد،
وما تبعها من حمنة َّ
ثم ما تبِع ذلك ً
أيضا من حمنته الثانية ،التي انتهت بمحاكمته وإعدامه.
اخلالدي يف القسم الثالث واألخري من الكتاب صفات سيد قطب وتراثه،
ُّ وأبرز الشيخ
َ
فصل احلديث عن تراثه وما أنتجه من كتب فذكر ً
أول أهم مالحمه وصفاته وخصائصه .ثم َّ
ومقاالت ،وجعلها يف ثالثة أقسام؛ األول :مقاالته يف الصحف واملجالت ،والقسم الثاين:
عرف فيه باختصار بام ُطبع من كتب سيد ،مر ِّت ًبا هلا حسب تاريخ صدورها ،وذكر يف القسم
َّ
الثالث ما مل ُينرش من بحوث كتبها سيد.
نشري إىل أن الكتاب تُرجم يف إيران إىل اللغة الفارسية.
243
عليه السالم ،واعرتافهم بقصور علمهم ،وأهنم سجدوا مجي ًعا آلدم عليه السالمَّ ،إل إبليس أبى
وغرورا واستعال ًء ،وكان يف هذا هالكُه وطر ُده من زمرة املالئكة.
ً استكبارا منه
ً ذلك،
ِ
ورفضه االمتثال ألمر اهلل ،فيذكر ويفصل الشيخ احلديث عن إبليس بعد عصيانه، ِّ
تعهده بإغواء بني آدم ،وأنه لن ينجو منه إال عباد اهلل املخ َلصني ،وأنه سيستخدم يف إغوائهم
ُّ
كل ما ُأويت من أسلحة ،لذا وجب علينا اختاذ الشيطان ً
عدوا. وإضالهلم َّ
ينتقل الشيخ بعد ذلك إىل احلديث عن آدم وحواء عليهام السالمَّ ،
وأن آدم ُخلق قبل
حواء بمدة من الزمن ،ثم خلقها اهلل منه ،ويذكر يف ذلك احلكمة من التزاوج بني الذكر
واألنثى .والشيخ هنا يدفع الروايات اإلرسائيلية يف خلق حواء ويرفضها.
ثم ينتقل إىل وصف حياة آدم وحواء يف اجلنة واستمتاعهام هبا ،وأن اهلل هنامها عن
وس َو َس هلام لكشف
وحذرمها من عداوة إبليس .لكن إبليس ْ املحرمةَّ ،
َّ االقرتاب من الشجرة
ِ
عوراتام ،وز َّين هلام التم ُّلك واخللود ،وأقسم عليهام باهلل كاذ ًبا ،وأطاعاه يف ذلك ،وعصيا رهبام،
يفرق بني معصية آدم ومعصية إبليس.
ثم تاب اهلل عليهام .والشيخ اخلالدي يف هذا املوضع ِّ
ابني آدم
ثم ينتقل بعد ذلك ليتحدث عن إهباط آدم وحواء إىل األرض ،وما حدث بني ْ
عليه السالم من خالف أدى إىل قتل أحدمها لآلخر ،وما نتج عن ذلك من عداوة بني ذريته،
بل من رصاع بني احلق والباطل.
وبعد ذكر نبأ وفاة آدم عليه السالم ،خيتم الكتاب بذكر مالمح الشخصية اآلدمية
والشخصية اإلبليسية ،وما تتصف به ٌّ
كل منهام.
نذكر أن الكتاب تُرجم إىل اللغة املالوية.
245
وينظر املؤلف يف الفصل الرابع باملنظار القرآين إىل الكيان اليهودي املعارص الذي أقاموه
يف فلسطني ،ويدرسه من خالل سور قرآنية خمصوصة؛ هي( :آل عمران والامئدة واألعراف
واحلرش)؛ فريى هذا الكيان عىل حقيقته ،ويرى اليهود الذين أقاموه عىل حقيقتهم ،ويعرض
هذا الكيان عىل سنن اهلل الثابتة ،فريى أنه إىل زوال حمتوم.
ويقدم الشيخ يف الفصل اخلامس من كتابه القيم هذا معاملَ قرآني ًة يف رصاعنا مع اليهود،
ويبني ماه َّية الصلة بيننا وبينهم كام حيددها القرآن الكريم ،وأن رصاعنا معهم هو رصاع بني
مقومات وطريق النرص عىل اليهود ،وحل القضية الفلسطينية ،يف
رسالتني .ويعرض يف ذلك ِّ
ضوء الكتاب والسنة ،وأن ذلك ال يتم إال باعتامد احلل اإلسالمي؛ من خالل إقامة املجتمع
اإلسالمي ،وإدخال القرآن املعركة.
وخيتم الشيخ كتابه بمحاولة استرشاف مستقبل األمة املسلمة والكيان اليهودي ،وحتديد
املر الذي تعيشه األمة اإلسالمية،
معامل هذا املستقبل ،ورسم حدوده ،هبدف جتاوز الواقع ِّ
واخلروج من حالة اليأس والقنوط ،واالنطالق إىل ميدان اجلد والعمل واجلهاد لالنتصار عىل
أنفسنا ً
أول ،ثم االنتصار عىل أعدائنا .أما مستقبل الكيان اليهودي ،فيقول الشيخ اخلالدي
رمحه اهلل :إننا نسترشفه عىل هدْي إسالمنا وقرآننا ،ونتوقع لكياهنم هنايته األكيدة ومصريه
املحتوم باهلزيمة.
247
تحليل وتوجيه
فجاء احلديث يف الفصل الثاين عن موقف الرسول × مما قام به املنافق طعمة بن
ُأ َب ْيق من الرسقة ،كام عرضته آيات من سورة النساء.
وحتدث يف الفصل الثالث عن أمر الرسول × بالبقاء مع املسلمني املستضعفني كام
عرضته آيات من سورة األنعام.
وذكر يف الفصل الرابع عتاب الرسول × بشأن أرسى بدر ،الذي ورد يف سورة
األنفال.
ويف الفصل اخلامس كان احلديث عن عتاب الرسول × يف إذنه للمتخ ِّلفني عن غزوة
تبوك ،التي رسدت قصتها سورة التوبة.
أما الفصل السادس ،فكان العتاب فيه عىل صالة الرسول × عىل زعيم املنافقني،
عبد اهلل بن ُأيب ،كام ُذكر ذلك يف آيات من سورة التوبة ً
أيضا.
وحتدث يف الفصل السابع عن ثبات الرسول × أمام مساومات الكفار ،كام عرضته
آيات من سورة اإلرساء.
ٌ
ويف الفصل الثامن كان احلديث عن عتاب الرسول × فيه لنسيانه قول :إن شاء اهلل،
وجاء ذكر ذلك يف آيات من سورة الكهف.
والفصل التاسع :يف إلقاء الشيطان يف أمنية الرسول × ،كام عرضته آيات من سورة
احلج.
جوانب
َ وكانت الفصول العارش واحلادي عرش والثاين عرش خمصص ًة للحديث عن
ٍ
اجتامعية من حياة النبي ×؛ مثل زواجه × بزينب بنت جحش ريض اهلل عنها ،واعتزاله
زوجاته وختيريهن ،وحتريمه بعض األشياء عىل نفسه ابتغاء مرضاة أزواجه ،كام جاء ذلك يف
سوريت األحزاب والتحريم.
وجاءت خامتة الكتاب يف الفصل الثالث عرش حول عتاب الرسول × بشأن عبد اهلل
بن أم مكتوم ÷ ،كام عرضته آيات من سورة عبس.
نشري إىل أن الكتاب تُرجم يف إيران إىل اللغة الفارسية.
251
ثم يتابع احلديث عن اإليامن ،وأن اهلل يكتبه يف قلوب أصحابه طالام هي مع اهلل ،وأن
الزينة التي
ومنحهم إياها ،وهو ِّ
َ هذا اإليامن هو النعمة الكربى التي م َّن اهلل هبا عىل عباده
ز َّينهم هبا ،ومن اتَّصف به فقد سكن اإليامن قل َبه ،وجنى ثمرته ،وذاق حالوة طعمه؛ لذلك
ب للنفوس ،ونِداؤه حم َّبب إىل قلوب املؤمنني ،وجمالِسه هي البيئة املناسبة التي ينمو
فاإليامن ُم َّب ٌ
موكب كريم طاهر ،يسري فيه صفو ُة الناس وخ ُري البرش ،وفيه
ٌ فيها ويزداد ويتجدد ،وموكبه
يتسابقون لل َّظ َفر بكنزه الثمني ،ونوره املبني ،ونفعه العميم ،وبه يستعيل أصحابه ،ويعيشون فيام
ٍ
بحبل من اهلل. بينهم برابطة ال ُّ
تنفك ُعراها ،ألهنا موصولة
نشري إىل أن الكتاب تُرجم يف إيران إىل اللغة الفارسية.
253
اجلاهلية .واعتمد الشيخ صالح يف إزالة اللبس حول هذه القضايا عىل كالم سيد الرصيح يف
>الظالل< نفسه ،ويف كتبه األخرى.
ً
أقوال من وناقش يف الفصل الرابع اهتام سيد بتكفري املسلمني ،مفنِّدً ا ذلك ،ومور ًدا
سيد نفسه أنه ال يك ِّفر عموم املسلمني ،وأنه كان َ
أول من أطلق شعار >نحن دعاة ولسنا قضاة<،
كام نقل عنه ذلك شقيقه األستاذ حممد قطب.
وحدَّ د يف الفصل اخلامس موقف سيد قطب من الفقه اإلسالمي ،وناقش من اهتمه
وبي أن سيد قطب ’ ينظر إىل الفقه ك ِّله ،العبادات منه واملعامالت ،عىل أنه
بعداوة الفقهَّ ،
عبادة هلل ،وأنه يتفق مع العلامء السابقني يف فهمه لكثري من املسائل الفقهية ،وال خيالفهم فيها،
مثل مفهوم دار اإلسالم ودار احلرب ،وفهمه للجهاد والقول باملرحلية يف أحكامه.
وبعد ذلك ك ِّله ناقش املؤلف َ
أهم املالحظات واملآخذ التي أثريت حول >الظالل<،
وبي أماكن وجود هذه املآخذ يف >الظالل< ،وأثرها
واض ًعا إيا ُه وإياها يف امليزان الرشعيَّ ،
عليه سل ًبا وإجيا ًبا.
وأورد يف الفصل السابع أهم السامت التي توفرت يف >الظالل< ،والتي أكسبته منزلة
خاصة يف الفكر اإلسالمي املعارص ،فذكر منها إحدى عرشة ِسم ًة.
ثم ختم الكتاب بإيراد أهم املزايا التي برزت يف >الظالل< ،فذكر أربعني منها ،تاركًا
مفتوحا للدارسني والباحثني الستخراج املزيد من املزايا.
ً الباب
255
لكل فقرة منها عنوانًا ،وأحيانًا كان يضع عناوي َن أخرى عندما يطول الرشح ،وربام كان يعمد
إىل تقديم بعض األفكار الواردة يف الرشح عىل بعض ،وكذلك تقديم بعض االستشهادات من
األنسب يف الرتتيب.
َ اآليات واألحاديث عىل بعض ،وفق ما يراه هو
وأمان ُة الشيخ صالح العلمية دعته إىل االعرتاف بأن األفكار الواردة يف هذه >القبسات<
كلها ممَّا أورده اإلمام ابن أيب العز احلنفي يف رشحه ،ومل يضف عليها شي ًئا من عنده ،إال ما
عب عن تلك األفكار واملسائل بأسلوبه هو ،ال بأسلوب
كان من إعادة صياغة للعبارة ،حيث َّ
الشارح ،لِ َم رأى يف ذلك تسهيلً عىل القارئ.
أيضا دعته إىل االعرتاف بفضل َمن سبقه خلدمة هذا الكتاب،وأمانة الشيخ العلمية ً
وحتقيقه وختريج أحاديثه النبوية ،وما ورد فيه من آثار وأقوالَّ ،
وأن خترجيه لألحاديث الواردة يف
هذه >القبسات< ما هو إال ناقل فيها لِام قام به الشيخ شعيب األرنؤوط ’ ،ومل ُيضف عليها
شي ًئا من عنده .إال أنه كان يكتفي باإلحالة عىل صحيحي البخاري ومسلم إذا كان احلديث
النبوي وار ًدا فيهام ،وما كان يف ِ
غريمها كان ينقل اإلحالة عىل اثنني أو ثالثة من كتب السنن
املشهورة ،ومل يورد األحاديث التي حكم عليها الشيخ شعيب األرنؤوط بالضعف .ويقول
يف ذلك> :وإنني َم ِدين للشيخ شعيب األرنؤوط والدكتور عبد اهلل الرتكي فيام خدما به رشح
اإلمام ابن أيب العز لرسالة الطحاوي ،حيث كان اعتامدي كاملً عىل الطبعة التي أخرجاها،
واعتمدت عىل النص الذي ضبطاه من الن َُّسخ اخلطية واملطبوعة ،واعتمدت عىل اإلحاالت
ُ
التي وضعاها يف اهلوامش ،واالستدراكات عىل كالم احلنفي ،واعتمدت عىل جهدمها يف ختريج
األحاديث واحلكم عليها وترقيمها ،وذكر الكتب التي أخرجتْها<.
257
علم ًيا ،وينسفه من أساسه الباطل .وسار عىل هذا النهج يف الرد عىل الكتاب ك ِّله من ر ِّده عىل
املقدمة ،إىل أن انتهى من فصوله العرشة التي احتوت عىل 243شبهة وردت عىل صيغة أسئلة.
259
القصص القرآين
عرض وقائع وتحليل أحداث
ومل يلتفت الشيخ اخلالدي ’ إىل أسانيد الروايات التفسريية عند ال ُك َليني يف كتابه؛
ألن ذلك ،كام قال ،حيتاج إىل دراسة حديثية تقوم عىل معرفة الرجال ،والبحث عن توثيقهم أو
ً
عدول عند أهل جترحيهم .وهو كذلك يرى أن رجال األسانيد عند الشيعة ،يف جمملهم ،ليسوا
السنة.
لذلك اقترص يف نقده عىل متون الروايات التفسريية اخلاطئة يف الكتاب؛ ملعرفة ما فيها
من أخطاء ،وتقديم املعنى الصائب الصحيح لآليات التي حتدثت عنها .وحرص يف بيانه لتلك
األخطاء التفسريية أن يكون موضوع ًّيا ،كام حرص أن يكتفي بعرض كالم الكُليني كام هو من
دون زيادة أو نقصان ،ثم نقد هذا الكالم ،وبيان وجه احلق والصواب ،من غري اهتام أو إدانة،
أو قذف وجتريح.
يقر بأن بعض روايات
ومن موضوعية الشيخ اخلالدي وإنصافه يف كتابه هذا ،فإنه ُّ
الكُليني التفسريية صحيحة ،وبعض املعاين التي قدَّ مها يف الكتاب صائبة .لذا مل يقف عندها يف
النقد والبيان؛ ألن اهتاممه كان منص ًّبا عىل نقد الروايات اخلاطئة ،أما هذه فال حتتاج إىل بحث
أو نظر أو حتليل.
263
لطائف قرآنية
ويف الفصل الرابع َّبي املوارد التي استقى منها سيد مادة تفسريه يف خمتلف املوضوعات،
للوقوف عىل تو ُّفر املوضوعية والعلمية واملنهجية فيه.
وتتميم لام ورد يف هذا الفصل ،فقد ذكر يف الفصل اخلامس من هذه الفصول وسائل ً
ِ
واملنوعة والشاملة ،وح ِّسه اإلسالمي ،وأسلوبه سيد يف تفسريه >الظالل<؛ مثل ثقافته الواسعة
َّ
األديب الرفيع ،ومعرفته بحارض العامل اإلسالمي ،وغري ذلك من الوسائل.
مطولةَّ ،بي فيها منزلة >الظالل< بني كتب
ووقف اخلالدي يف الفصل السادس وقفة َّ
التفسري ،وأنه ُيعد نقل ًة نوعية وبعيدة ،ومدرسة جديدة يف التفسري ،هي مدرسة التفسري احلركي،
را ًّدا عىل من يز ُعم أن >الظالل< ال يندرج يف كتب التفسري القرآين ،وأنه ال يعدو أن يكون كتا ًبا
أدب ًّيا ذا صبغة إسالمية دينية.
وعقد يف الفصل السابع مقارنة بني طبعتي >الظالل< األوىل واملن َّقحةُ ،مور ًدا الفروق
املنهجية بينهام ،ومبينًا أبرز مظاهر التطور الفكري عند سيد من خالل النظر يف هاتني الطبعتني،
ليخ ُلص إىل نتيجة مفادها أن الطبعة املن َّقحة من >الظالل< هي ُخالصة أفكار سيد املتطورة
حول التفسري والدعوة واحلركة.
267
رقم. ِ
-5أتكلم عن تفسري اآليات ،وأقسمها إىل مجل متتابعة ،وأعطي كل مجلة ً
ُ -6أهني كالمي عن تفسري اآليات بعرض ما فيها من أحكام ودالالت َّ
منوعة.
وكان ترتيب الكالم عن تفسري اآليات وأحكامها كام ييل :معاين الكلامت ،ثم أسباب
النزول ،ثم القراءات ،ثم التفسري ،وأخ ًريا األحكام والدالالت.
َ
أحاديث -7عند تفسريي لآلية أتكلم عن ُج َِلها وكلامهتا ،وأذكر ما ورد فيها من
صحيحة عن رسول اهلل × ،وأعرض إعراب بعض كلامهتا ،وأذكر معناها.
-8كنت أحرص عىل عدم ذكر اخلالف يف التفسري أو يف اإلعراب ،حتى ال ُأ َ
شغل
القراء باألقوال املختلفة واملتعارضة يف التفسري .ولذلك كنت أذكر القول الراجح يف التفسري
َّ
ُّ
وأستدل هلذا القول الراجح. أو اإلعراب ،أو األحكام املستخلصة من اآلية،
غري صحيحة ،وعن إيراد قراءات شا َّذةأحاديث ِ
َ َّ -9نزهت كتاب اهلل عن ذكر أو إيراد
خرج احلديث من كتب السنة ،وأذكر راو َيه من الصحابة ،و ُأحيل يف
ليست عرشي ًة .وكنت ُأ ِّ
اهلامش عىل الكتاب احلديثي الذي ذكره ،وأذكر رقمه فيه.
-10يف عريض ألحكام اآليات ودالالهتا حرصت عىل ما ييل:
ُؤخذ من اآليات؛ وهي ما بني دالالت
-استخراج الدالالت املنوعة التي يمكن أن ت َ
اجتامعية أو بيانية أو أخالقية أو علمية أو حضارية ،مع بيان كيفية استخراجها من اآليات.
-حرصت عىل اإلشارة إىل األبعاد الواقعية املعارصة إلحياءات اآليات .وكانت
إحياءاهتا الواقعية خمتلفة؛ ما بني سياسية واجتامعية وأخالقية واقتصادية ،وغري ذلك.
حريصا عىل البقاء مع كلامت اآليات ،وعىل
ً -يف استخراج األحكام من اآليات كنت
إحسان تد ُّبرها وفهم معناها ،وعىل االلتفات إىل إشارهتا وإحياءاهتا ،واستنطاقها للوقوف عىل
ومقرراهتا.
َّ حقائقها
املقررات الفقهية
-يف وقويف أمام اآليات الستخراج أحكامها ،كنت أستبعد عن ذهني َّ
مقررات مسبقة ،وكنت أترك هلا تعليمي وإرشادي إىل املختلفة ،وأدخل َ
عال اآليات بدون َّ
أحكامها املختلفة.
صح من أحاديث رسول اهلل ×
-كنت أحرص عىل االستشهاد عىل أحكام اآليات بام َّ
269
إن ُو ِج ْ
دت؛ ولذلك كانت األحكام التي عرض ُتها مستنبط ًة من اآليات ،ومن أحاديث رسول
اهلل ×.
وعر ًضا ألقوال املذاهب األربعة، -مل أشأْ أن أجعل هذا الكتاب ِ
معر ًضا للفقه املقارنْ ،
وخالفاهتم الفقهية حول أحكامها ،كام فعل معظم من كتبوا يف أحكام القرآن ،ويف تفسري آيات
األحكام.
أي مذهب أتعمد أن ُأ َ
وافق َّ -وبنا ًء عىل ما سبق ،فإنني يف احلديث عن آيات األحكام مل َّ
من املذاهب الفقهية األربعة أو غريها ،كام أنني مل أتعمد خمالفة أي مذهب منهاُّ .
كل ما فعل ُته
أنني جتاوزت تلك اخلالفات الفقهية ،وذهبت إىل رأس النبع الصايف ،وتعاملت مع األصول
املذاهب الفقهية أقوالـَها منها.
ُ التي استمدَّ ت
معي ،بينام سيجد
القراء موافقتي يف حكم ذكرته ملذهب فقهي َّ
بعض َّ
-ولذلك قد جيد ُ
يف حكم آخر موافقتي ملذهب فقهي آخر… فأنا أسري مع اآليات ،و ُأضيف إليها ما صح من
أحاديث رسول اهلل ×.
270
أجر نيته.
أن يكون قد كُتب له ُ
أما املفاتيح السبعة والعرشون؛ فهي:
النظرة الكلية الشاملة للقرآن ،وااللتفات إىل األهداف األساسية للقرآن ،ومالحظة
املطوالت التي قد حتجب
َّ املهمة العملية للقرآن ،واملحافظة عىل جو النص القرآين ،واستبعاد
نور القرآن ،وتنزيه القرآن عن اإلرسائيليات ،وعدم تبيني املبهامت ،ودخول عامل القرآن دون
مقررات سابقة ،والثقة املطلقة بالنص القرآين وإخضاع الواقع املخالف له ،ومعايشة إحياءات
َّ
271
وحتدث املؤلف اخلالدي يف الباب الثاين عن التصوير الفني يف القرآن الكريم ،من خالل
ثالثة فصول؛ كشف يف الفصل األول منها عن أن سيد قطب هو رائد نظرية التصوير الفني.
ليبي يف الفصل الثاين خصائص التصوير الفني يف القرآن الكريم ،ويف الفصل الثالث آفاق
ِّ
التصوير الفني يف القرآن الكريم.
وذكر يف الباب الثالث جمموع ًة من املباحث حول التصوير الفني يف القرآن الكريم،
رسدها يف مخسة فصول :قارن يف األول منها بني كتايب سيد قطب >يف ظالل القرآن< و>التصوير
الفني يف القرآن< ،وبني يف الفصل الثاين فضل التعبري بالتصوير ،ويف الفصل الثالث قارن
بني حديث سيد قطب عن اإلعجاز البياين يف كتابيه >التصوير الفني< و>الظالل< ،متحد ًثا
عن اإلعجاز يف التأثري ،واإلعجاز يف التصوير ،واإلعجاز يف األداء ،واإلعجاز املوضوعي،
واإلعجاز يف املناهج والنَّظْمَّ .
وبي يف الفصل الرابع من هذا الباب أثر نظرية التصوير الفني
يف الدراسات القرآنية املعارصة .وخصص الفصل األخري لتقويم نظرية التصوير الفني ،حيث
أورد بعض املالحظات التي أبداها األدباء عىل كتاب سيد قطب حال صدوره ،وأورد ر َّد سيد
عىل هذه املالحظات .ثم أورد الدكتور صالح مزايا فكرة التصوير الفني واملآخذ التي تؤخذ
عليها.
278
هذا القرآن
َ
األول أراد الشيخ هلذا الكتاب أن يكون هو
من سلسلة (مع القرآن) ،لكن مع األسف مل يصدر
من هذه السلسلة إال هذا الكتاب الفرد ،ولو فعل
ذكرتا يف
ُ الشيخ لكان فيها أكثر من سبعة أخرى،
مقدمة القسم الثاين من مؤلفاته .وأظنه عدَ ل عن ذلك،
فأدرجه بعد ذلك يف سلسلة (من كنوز القرآن) التي
كتب فيها جمموعة من املؤلفات.
أما هذا الكتاب ،فأراده الشيخ ’ أن يكون رسال ًة تأسيسية ،هتدف إىل تعريف ُدعاة
اإلسالم عىل >هذا القرآن< ،من خالل اإلجابة عىل تساؤالت كثرية؛ منها:
ما هو هذا القرآن؟ وما هي أسامؤه؟ وما هي أهم صفاته؟ وكيف ننظر إليه نظرة صائبة؟
وكيف نتعامل معه تعاملً ح ًّيا؟ وكيف حفظ اهلل القرآن؟ وما هو دورنا يف حفظ القرآن؟ وما
نزول؟ وما هي ِ
احلكَم الدعوية من ذلك؟ ولامذا كان القرآن هي أول آيات القرآن وآخرها ً
ً
قول ثقيلً؟ وما هي مظاهر هذا ال ِّث َقل القرآين؟ وما هي األهداف األساسية للقرآن؟ وما هي
املهمة العملية احلركية الدعوية للقرآن يف حياة املسلمني؟ وما هي مظاهر نعمة احلياة املباركة
يف ظالل القرآن؟ وما هي أهم فضائل القرآن؟ وما هي أهم صفات حامل القرآن؟ وما هي
الصلة بني القرآن والعقل السليم؟ وما هي الصلة بني القرآن والكتب السابقة؟ وما هي الصلة
بني القرآن والنِّتاج البرشي؟ وما هي الصلة بني القرآن والسلطان؟ ومع َمن نكون؟ وما هو
دور القرآن عند وقوع الفتن؟ وكيف يكون االستمساك بالقرآن؟ وما هو اجلهاد الذي يقوده
القرآن ويطالبنا به؟
كل هذه األسئلة ،وأسئلة غ ُريها ،أجاب عنها الشيخ ’ ،من أجل أن >نزداد حمب ًة
هلذا القرآن ،ونزداد تد ُّب ًرا له ،ونزداد تالو ًة له ،ونزداد إدراكًا لطبيعته ،ونزداد حرك ًة معه ،ونزداد
279
جها ًدا به ،ومن أجل أن نجعل هذا القرآن يف قلوبنا ،وننشئ عليه كياننا ،ونصوغ منه عقولنا،
ونستمدَّ منه معارفنا وثقافتنا ،ون ِ
ُسعد به حياتنا ،ونتعرف منه عىل رسالتنا ،وننري به طريقنا،
ونحصن به األمة مجعاء…<.
ِّ ونجاهد به أعداءنا ،ونبني به جمتمعاتنا ،وننقذ به األجيال الناشئة،
نشري إىل أن الكتاب تُرجم يف إيران إىل اللغة الفارسية.
280
وذكرت الوحدة الثالثة خصائص الثقافة اإلسالمية ،املتمثِّلة يف الر َّبانية ،والشمول
والكامل ،والتوازن واالعتدال والوسطية وعدم التطرف ،والواقعية ،واإلجيابية ،واإلنسانية
والعاملية.
وب َّينت الوحدة الرابعة من الكتاب العالقة بني العلم واإليامن يف اإلسالم ،وأن هناك
أزم ًة مفت َعلة بني العلم واإليامن ،اإلسالم منها بريء .كام حتدث املؤلفون يف هذه الوحدة من
الكتاب عن بعض القضايا الطبية املعارصة يف ضوء الرشيعة اإلسالمية؛ مثل االستنساخ
أيضا موقف اإلسالم من وجوب التداوي والوقاية
وأطفال األنابيب .وبحثت هذه الوحدة ً
والعناية بالصحة ،وكذلك وجوب املحافظة عىل البيئة.
وتطرقت الوحدة اخلامسة إىل بعض القضايا الثقافية املعارصة من منظور إسالمي؛
َّ
مثل :األصالة والتجديد ،والثابت واملتغري من القيم يف منهج اإلسالم ،والتقليد وال َّتبع َّية
وأثرمها يف كيان األمة ،ومشكالت الشباب وموقف اإلسالم منها ،وآفة املخدرات وخطرها
عىل املجتمع ،وحقوق اإلنسان ،والتمييز العنرصي.
وكان الرتكيز يف الوحدة السادسة عىل التحديات التي تواجه الثقافة اإلسالمية؛ مثل:
العوملة ،والعلامنية ،واالسترشاق والتبشري ،والغزو الفكري ،والتغريب الثقايف.
ْ
وفصلت الوحدة السابعة األنظمة التي يقوم عليها اإلسالم؛ وهي :النظام ال َع َقدي،
َّ
والنظام االقتصادي ،والنظام السيايس ،والنظام االجتامعي.
وخ ِّصصت الوحدة الثامنة للرد عىل بعض ُّ
الش ُبهات التي أثريت حول اإلسالم؛ مثل ُ
التطرف والعنف واإلرهابُّ ،
والشبه التي أثريت حول الطالق واألرسة وتعدد الزوجات،
والشبه التي أثريت حول العقوبات يف الرشيعة اإلسالمية ،أو ما ومكانة املرأة يف اإلسالمُّ ،
ُّاتم به اإلسالم من االتكالية من خالل الدعوة إىل اإليامن بالغيب والقدَ ر ،وكذلك ما ُأثري من
ُشبهات حول الفكر اإلسالمي والفقه اإلسالمي ،وما بثَّه املسترشقون من سموم يف العلوم
اإلسالمية.
282
القسم الثاني
ا�لكتب غير المطبوعة
ما اكتمل منها وما لم يكتمل
> -1التصوير الفني يف القرآن الكريم< لألستاذ سيد قطب ،ضبط وتعليق وتقديم.
قام الشيخ ’ باالشرتاك مع ابنه الدكتور حذيفة خلدمة هذا الكتاب وتسهيل
للقراء.
االستفادة منه وتقريب موضوعاته َّ
وكان عملهام فيه عىل النحو التايل:
ً
أولَ :و َض َعا مقدِّ م ًة وافي ًة جعالها مدخلً مبسو ًطا يعطي القارئ صور ًة وافي ًة عن
األستاذ سيد قطب ،وصور ًة شامل ًة عن الكتاب وما أثاره يف األوساط األدبية والعلمية ،و ُي َعدُّ
ملخصا للكتاب من جانب ،ودراس ًة له من جوانب أخرى.
ً ُ
املدخل هذا
وصححا األخطاء الواردة فيه.
َّ ِ
الكتاب ضب ًطا تا ًّما ثان ًياَ :ض َب َطا َّ
نص
ثالثًا :ع َّلقا عىل املواضع املشكلة واخلفية ورشحا ما حيتاج إىل ٍ
رشح.
ومراجعة هنائ َّي ٍة ،نسأل اهلل أن يعني
ٍ ٍ
تبييض ٍ
بحاجة إىل والكتاب مل ُيطبع إىل اآلن ،وهو
الدكتور حذيفة عىل إخراجه يف أقرب ٍ
وقت.
ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﱸ
[البقرة.]44-40 :
عقوب |، ُ س ِائ َيل< ،الذي هو َجدُّ هم األَ َّو ُل َي ِ
ﱹ ﭰ ﭱ ﱸ :هم أبنا ُء >إ ْ َ
بقوله :ﱹ ﭰ ﭱ ﱸ ،وأحيانًا كان ِ ُ
القرآن ُياط ُبهم ِ
لليهود يف املدينة ،وأحيانًا كان طاب ِ
واخل ُ
يصفهم بأهنم َيو ٌد.
ِ
اخلمسة هي: والتوجيهات املذكور ُة يف هذه اآليات
ُ
-1قوله :ﱹ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﱸ:
يأمرهم اهلل َأ ْن يذكروا نِعم َته التي َأنعم هبا عليهمِ ،
وذك ُْر النعمة يكون ب َت َذكُّرها َْ َ ُ َ
ِ ِ
وشكره عليها ،والثناء عليه هبا. حضارها ،ثم نِس َبتها إىل اهلل املن ْع ِم،
ِ واستِ
>اس ُم ِجن ٍ ِ
نطبق عىلْس< َي ُ وﱹ ﭳ ﱸ باإلفراد ،وليس املرا ُد هبا نعم ًة واحدة ،إنام هي ْ
منذ رسوهلم موسى |. العديد الكثري من النِّ َع ِم التي َأن َع َم هبا عليهم يف تارخيهم الطويل ُ
وشق البحر نجاؤهم من آل ِفرعونُّ ، ومن نِ َع ِم اهلل عليهم زمن نب ِّيهم موسى | :إِ ُ
ونبع الامء من احلَ َجر.
وإعطاؤهم ا َمل َّن والسلوىُ ،ُ ليل ال َغامم عليهم، هلم ،و َتظْ ُ
حممد ×. الرسول اخلا َت ِم ٍ
ِ ُ
إرسال جل نِ َع ِم اهلل عليهم يف املدينة ومن َأ ِّ
-2قوله :ﱹ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﱸ:
ِ
عاهدو ُه
كل ما َعاهدو ُه عليه ،و َع ْهدُ اهلل إليهم هو ُّ يأْ ُم ُرهم اهلل أن ُيوفوا بعهده الذي َ
َ
وتنفيذ ُهم له. سبحانه عليه ،وأ ْع َلنوا التزا َمهم به،
كل شمل َّ
ْس< َي ُ>اس ُم ِجن ٍ ِ ِ
و> َع ْهدي< هنا باإلفراد ،وهو ليس َع ْهدً ا واحدً ا ،وإنام هو ْ
عاهدوا اهلل عليها يف تارخيِهم الطويل. ال ُعهود الكثرية التي َ
ف ،وهو ِمن :ا ِإلي َف ِ وف َأو ِ
اء. فعل َأ ْم ٍر ،تقولَ :أ ْو َف ُي ِ ْ
و ﱹ ﭷ ﱸُ :
وتنفيذ بن ِ ِ
ُوده. ُ ُ بالعهدُ :ح ْس ُن االلتزام به، واإليفا ُء
اهلل أنه س ُيويف ب َع ْه ِدهم الذي عاهدو ُه عليه. وﱹ ﭹ ﭺ ﱸُ :ي ُربهم ُ
جواب ال َّط َلب يف فعل األَ ْمر :ﱹ ﭷ ﱸ ،وعالمة ُ مضارع جمزوم؛ ألنه
ٌ عل ﱹ ﭹ ﱸِ :ف ٌ
تقديره> :أنا< يعود عىل الفعلَ > :أ ْو ِف< ،والفاعل
ِ أص َل ِ
–الياء-؛ َّ ف َحرف الع ّلة َج ْز ِم ِه ح ْذ ُ
ُ ألن ْ
اهلل.
287
ِ
واملعنى :إ ْن َأ ْو َفيْ ُتم ب َع ْهدي فأنا ُأويف بعهدكم ،وإن مل توفوا بعهدي َف َلن ُأ َ
ويف بعهدكم؛
نقضتم عهدي.
ألنكم أنتم الذين ْ
ومزاع ِمهم.
ِ ف قرآين لِز ِ
يوفهم ٌّ ُ ويف هذه اجلملة :ﱹ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﱸ كَشْ ٌ
اهلل عهدً ا ،ا ْل َت َزم به أن َيكون َم َعنا ً
دائم ،ومل َيطلب عاهدَ نَا ُ
إهنم يكذبون ويقولون> :لقد َ
قابل ذلك<َ ،فك ََّذ َبم وكشف َز ْي َفهم ،وأخربهم أنه كان ال َعهدُ ُمش َرتكًا بينه وبينهم، ِمنَّا شي ًئا ُم َ
ٍ
واجبات ،فإ ْن َأ ْو َف ْوا هبا َت َع َّهدَ هلم بأن يكون معهم ،وإن مل طلبات ،وأوجب عليهم ٍ طلب منهم
ويف هلم ِعقاب ًا هلم.
ُيو ُفوا لن ُي َ
-3قوله :ﱹ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﱸ:
ِ
باإليامن اهلل اليهو َد فيه ِ ُ
معطوف عىل التوجيه الثاينَ ،يأمر ُ
ٌ الثالث، القرآين
ُّ هذا التوجي ُه
ِ
الصحيح الشامل.
األمر السابِ ِق :ﱹ ﭷ ﭸ ﱸ . ِ عطوف عىل
ٌ ﱹ ﭾ ﱸُ :
فعل أمرَ ،م
جر بالالم ،واجلمل ُة الفعلي ُة ﱹ ﮀ ﱸ: ٌ
موصول يف حمل ٍّ اسم
و> َما< يف ﱹ ﭿ ﮀﱸٌ :
املنز ِل. ِ ِ ُ ِ ِصل ُة
جمرور بالباء ،والتقدير :وآمنُوا بالقرآن َّ
ٌ واملوصول مع صلته املوصول،
املنز ُل ،وﱹ ﮂ ﮃﱸ:
حال منصوب ،وصاحب احلال هو القرآن َّ و ﱹ ﮁﱸٌ :
اخلطاب لليهود يف املدينة.
ُ
القرآن املنزل مصدِّ ٌق وم ٌ ِ
اهلل إليكم منوافق ل َم َأنزل ُ ُ ُ َّ ومعنى ﱹ ﮁ ﮂ ﮃﱸ:
ِ ُ ِ التوراة ،وذلك َّ
والقرآن كال ُم اهلل ،وكال ُم اهلل ُيصدِّ ق كال َم اهلل وال ألن التورا َة كال ُم اهلل،
ُيالِ ُفه.
-4قوله :ﱹ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﱸ:
ِ
السابقة ،ففي اجلملة السابقة َأ َم َر ُهم باإليامن بالقرآن، ِ
اجلملة هذه اجلمل ُة معطوف ٌة عىل
ويف هذه اجلملة هناهم عن أن يكفروا به.
َناهم يف هذه اجلملة عن أن يكونوا َّأو َل الكافرين هبذا القرآن ،األصل أ ْن يكونوا أول
للحق الذي معهم<.
ِّ حق ِ
وصدْق ،و ُم َصدِّ ٌق املؤمنني بالقرآن؛ ألنه ٌّ
288
َّ
ومهذ ًبا يتناسب مع املبتدئني يف علم ميسا ٍ
رشحا َّ ً
ضع حاشية لرشح كالم الزخمرشي ً
َ -و ُ
التفسري ،بعيدً ا عن التعقيد واإللغاز ،ليتمكَّن املبتدئ من االنتفاع بالكتاب والوصول إىل فهم
صحيحا.
ً فهم
عبارات الزخمرشي ً
ِ
القراءات واألشعار. -ختريج
-إثبات كالم اإلمام ابن حجر العسقالين يف ختريج األحاديث واآلثار يف اهلامش ،مع
احلُك ِم عليها صح ًة وضع ًفا.
-التنبيه عىل األقوال االعتزالية الرصحية فقط ،مع بيان خطئها عند أهل السنة.
صة بني يدي التحقيق ،تتناول أهم مسائل أصول التفسري ومناهجمة متخص ٍ ٍ
ضع مقدِّ ُ َِّو ُ
املفرسين ،وتُظهر مكانة >الكشاف< ومنزلته الرفيعة عند املفرسين.
ٍ
ضمري يلفت النظر َأ َّن اآلية اعتربت اليهود >شياطني< ،و َأضا َفت الشياطني إىل
ُ والذي
شياطني املنافقني.
ُ متصل يعو ُد عىل املنافقني :ﱹ ﯤ ﱸ ،أي :اليهو ُد ٍ
>ش َط َن< ،بمعنى:
الفعل الاميض الثالثيَ : ِ >شي ٍ
شتق من
طان< ،وهو ُم ٌّ مجع َ ْ و>شياطني<ُ :
ُ
احلق واخلري والرمحة. َب ُعدَ عن ِّ
مر ٍد من اجل ِّن واإلنس. كل ٍ
كافر ُم َت ِّ
طان< :عىل َو ْز ِن > َفيْ ٍ
عال< ،و ُيط َل ُق عىل ِّ و>شيْ ٌ
َ
وهم شياطني للمنافقني ع َرب الزمان واملكان ،ألهنم ُخ َبثاءَ ،يستذ ّلون املنافقني،
عاملونم باحتقار ،ويس ُري املنافقون معهم بغباء و َغ ْف َلة.
َ و ُي
العال عىل أهنم ُحكَام ُء و ُع َلام ُء و َعباقر ٌة و ُمبْ ِدعون،
اليهو ُد َيرصون عىل أ ْن َيظهروا أمام َ
ف عنهم ،ويقول :إهنم شياطني<.
الز ْي َ
والقرآن َينفي ذلك َّ
خامسا :مل َي ْع ِر ْض لأللفاظ التي ليس هلا اشتقاق ،كاألعالم األعجمية والضامئر
ً
واملبن َّيات.
أهم ما يتم َّي ُز عدد من العلامء والباحثنيَّ ،إل َّوفكر ُة هذا املعج ِم تواردت عليها أقالم ٍ
أن َّ ُ
ِ به ُ
رآين ،و ُمالحظ ُته يف مجيع مراحل دراسة للسياق ال ُق ِّاخلاص ُة ِّ
َّ الشيخ ’ هو املراعا ُة ِ عمل
ِ هل القريب ،وعنايتِه
التفسريي.
ِّ ِ
باجلانب الفائقة الس ِ األلفاظ القرآنيةَ ،م َع ُأسلوبِه َّ
ور ِة َم ْس َل ِك ِه ،فإنَّه مل ول ُمدَّ ة العمل –التي زادت عىل > <25سن ًةُ -
وو ُع َ
وفضلً عن ُط ِ ِ
ور َّي ِة عام (2011م) كانت أجزا ٌء الس ِ ِ ِ ِ ِ
يكن خال ًيا من املفاجآت املوج َعة ،فعندَ اندال ِع الثورة ُّ
اآليل ،ويف أثناء احلرب خمطوط ٌة من الكتاب موجود ًة يف سور َّية من أجل طباعتها عىل احلاسب ِّ
صابرا
ً الشيخ ’ كتاب َتها من جديد، ُ أثر ،فأعاد والتهجري ضاعت تلك األجزا ُء ومل َي ُع ْد هلا ٌ
عىل َبلوى َف ْق ِد َها ،راض ًيا بقدر اهلل املقدور ،و َق َض ِائه املس ُطور.
يف عام (2016م) ،و َد َف َع ُه ِ
لدار وتصحيحه ومراجعتِه يف ص ِ ِ ِ
تأليفه وقد انتهى من
َ ُ
َت عىل االنتهاء منه اخلاص ِة يف املراجعة والتصحيح ،وحينام َأ ْو َشك ْ َّ العامرة لتقوم برحلتِها
ِ ال َقل ِم
وتقطع غلهم، فوق ُش ِ
الناس َ وباء >الكورونا< العجيب ُة عا َم (2020م) لتش َغل أحداث ِ
ُ جاءت
َ َ
الكتاب يف القريب العاجل. ِ رجا َء ُص ِ
دور
وكم كان الشيخ يو ُّد طباعة هذا الكتاب يف حياته ،فقد كان من أحب أعامله إليه ،وكثري ًا
ما كان يذكر يل مدى انشغاله به وال يرصفه عنه إال عمله يف كتب أخرى طرأ العمل فيها ،وقد
طبعت بحمد اهلل.
ومن املفرتض أن يصدر هذا الكتاب خالل ستة شهور من تاريخ كتابة هذه السطور،
َ
والعون واإلنعا َم. اهلل التام َم
فنسأل ُ
القسم الثالث
كتب وضع خطة العمل فيها ولم يبدأ بتنفيذها
-4الفهارس الشاملة للظالل :ذكرها يف غري موضع من كُتبه ،فقال يف مقدمة كتابه
>نظرية التصوير الفني عند سيد قطب< (ص> :)15وبام أنني أنوي متابعة دراسايت لفكر سيد
قطب ،بجوانبه املختلفة ،فإنني أعتقد أن هذا الكتاب عن اجلانب الفني اجلاميل عنده ،مقدم ٌة لام
يتلوه من دراسات ،بعون اهلل .ومن أهم هذه الدراسات> :مدخل إىل ظالل القرآن< ،و>املنهج
احلركي يف ظالل القرآن< ،و>يف ظالل القرآن يف امليزان< ،و>الفهارس الشاملة للظالل<.
بدأت فيها.
ُ وأرجو اهلل سبحانه وتعاىل أن يعينني عىل إكامل هذه السلسلة التي
وقال يف خامتة كتابه >املدخل إىل يف ظالل القرآن<( ،ص ،)289منتقدً ا صنيع الذين
جيمعون من >الظالل< موضوعات خاصة ،وينرشوهنا يف كتب مستقلة عىل أهنا أفكار سيد يف
الظالل> :فإذا كان هؤالء اجلامعون يريدون خدمة قارئ الظالل ،فإن احلل يكون يف >الفهرسة
املوضوعية الشاملة للظالل< ،وليس يف أمثال هذه الكتابات .وأرجو اهلل أن يعينني عىل القيام
هبذه الفهرسة ،وأن يوفقني عىل إتقاهنا وأجادهتا.
وكرر األمر نفسه يف خامتة كتابه >يف ظالل القرآن يف امليزان<( ،ص)414-413؛ حيث
ُسهل للباحث والدارس ما
قال> :ونشري إىل وجوب إعداد >الفهارس الشاملة للظالل< ،التي ت ِّ
يريده من >الظالل< برسعة وسهولة و ُيرس… وسيكون الكتاب القادم ،السابع يف هذه السلسلة،
خاصا بالفهارس الشاملة للظالل ،وأرجو اهلل أن يعينني عىل إعداده ،وأن يوفقني إىل الصواب
ً
فيه ،وتقديمه للدارسني والباحثني<.
جامعي لطلبة كل َّيات الرشيعة ،طلبت
ٌّ -5المدخل إلى القصص القرآين :وهو َّ
مقر ٌر
إحدى اجلامعات من الشيخ ’ أن ُيعدَّ ه هلا سنة (2017م) ،وقدَّ مت له املحاور املطلوبة،
الشيخ عىل الكتابة فيه برشط أن يشرتك معه ابنُه الدكتور حذيفة يف التأليف لضيق وقته
ُ ووافق
الشيخ وابنه خط َّة التأليف ،وانتظرا فرص َة البدء بالتنفيذ،
ُ عن القيام بتأليفه بمفرده ،وقد وضع
حتى كان ما كان.
299
القسم الرابع
ا�لكتب التي كان ينوي التأليف فيها
ما أظن الشيخ صالح ’ إال واحد ًا من االثنني اللذ ْين قال فيهام رسول اهلل ×:
>منهومان ال يشبعان :منهوم يف علم ال يشبع ،ومنهوم يف دنيا ال يشبع<.
وقد كان الشيخ ’ منهوم ًا يف العلم ،مل يشبع منه ومل يتض َّلع من َم ِعينه ،ومل يكن
منهوم ًا يف ٍ
مال وال دنيا ،فقد زهد فيها وبا َينَها.
لذلك كان يدور يف َخ َلد الشيخ رمحه اهلل كث ٌري من األفكار ملرشوعات علمية يو ُّد الكتابة
يتفرغ لكل ما يريد… ثم كان املوت الذي بدَّ د أحالمنا
أضيق من أن َّ
َ فيها ،ولكن الوقت كان
الكم الغزير ممَّا رغب الشيخ يف كتابته .ونحسب أن اهلل تعاىل قد كتب له أجر ن َّيته
بأن نرى هذا َّ
بخدمة كتابه وعلوم كتابه.
وخصوصا مقدمات هذه الكتب ،فإننا
ً ونحن حينام نطالع يف كتب الشيخ املطبوعة،
خصوصا ما
ً نقع عىل كثري من املوضوعات التي كان الشيخ يرغب يف االستمرار بالكتابة فيها،
يتعلق بعلوم القرآن .فهو يقول يف مقدمة كتابه >مع قصص السابقني يف القرآن<( ،ص :)13
>وإنني أرى وجوب االنطالق للبعث اإلسالمي من القرآن ،باعتباره املنط َل َق لذلك،
ولذلك كانت هذه املكتبة القرآنية ،التي نويت تقديمها لألحباب الكرام (من كنوز القرآن).
خامسها ،وهلل احلمد ،وإنني أنوي استمرار العمل يف هذا
ُ وقد صدر منها أربعة كتب ،وهذا هو
املرشوع القرآين ،وتقديم ما أراه مناس ًبا يف حلقات ودراسات قرآنية قادمة ،وأستمد من اهلل
سبحانه التوفيق والعون ،وأرجو منه السداد والقبول<.
ُ
رسائل وقال ’ يف مقدمة كتابه >هذا القرآن< (ص> :)15هذه الرسالة ستتبعها
أخرى من هذه السلسلة مع القرآن ،إن شاء اهلل< ...وعدَّ د سبع رسائل سيكتب فيها ،سنذكرها
الح ًقا ،ثم قال> :ال ندري متى تصدر احللقات القادمة من هذه الرسائل ،وال نعلم َّأيا ستكون
أسبق من غريها يف الصدور؛ ألننا ال نتحرك إال بأمر اهلل ،وال نعمل إال بتوفيق اهلل ،وال نكتب
َ
إال بإمداد من اهلل ،وال يعلم ما سيكون إال اهلل<.
300
-2بصائر قرآنية:
ذكره يف مقدمة كتابه >هذا القرآن< ،مع كتب أخرى ينوي الكتابة فيها ،فقال> :هذه
الرسالة ستتبعها رسائل أخرى من هذه السلسلة (مع القرآن) ،إن شاء اهلل .سن ِ
ُصدر بعون اهلل
>سنن قرآنية< ،ورسالة
رسالة عن >حقائق قرآنية< ،ورسالة عن >بصائر قرآنية< ،ورسالة عن ُ
عن >ظواهر قرآنية< ،ورسالة عن >مفاهيم قرآنية< ،ورسالة عن >قيم قرآنية< ،ورسالة عن
>حتذيرات قرآنية<.
-3تحذيرات قرآنية:
ذكره يف مقدمة كتابه >هذا القرآن< ،انظر الكتاب السابق.
انتهى عىل أن يقوم هو بدراسة حياة حذيفة؛ ألنني كنت وقتها منهمكًا بإعداد دراسات أخرى،
فأعطي ُته َّ
كل ما مجع ُته من مادة علمية عن حياة حذيفة .وأصدر ،جزاه اهلل خ ًريا ،دراسة بعنوان
>حذيفة بن اليامن أمني رس رسول اهلل ×< ،التي احت َّلت رقم ( )62من سلسلة (أعالم
املسلمني) املباركة ،وصدرت عام 1417هـ 1996 -م<.
-9حقائق قرآنية:
ذكره يف مقدمة كتابه >هذا القرآن< .انظر كتاب >بصائر قرآنية<.
-10حل ال َّطالسم:
والطالسم هي القصيدة ذائعة الصيت للشاعر اللبناين املهجري إيليا أبو مايض ،والتي
يقول يف مطلعها:
أتيت
ُ جئت ،ال أعلم من أين ،ولكنّي
فمضيت
ُ أبرصت قدّ امي طري ًقا
ُ ولقد
أبيت
ُ شئت هذا أم
ُ وسأبقى ماش ًيا إن
أبرصت طريقي؟
ُ جئت؟ كيف
ُ كيف
لست أدري!
وقد أشار إليها الشيخ صالح اخلالدي يف حمارضة له بعنوان (غاية الوجود :نظرة قرآنية)
والضياع التي يعيشها كثري من الناس يف عرصنا
واحلية َّ
ْ عندما حتدث عن حالة القلق وال ِّتيه
احلارض ،واستشهد بأبيات من هذه القصيدة ،ثم قال> :وقد فكرت أن ُأجيب عىل أسئلة إيليا
>حل الطالسم< ،لكن اهلل ما قدَّ ر هذا وقدَّ ر شي ًئا آخرَّ ،
فلعل اهلل أسميها ّ أبو مايض برسالة ِّ
شاعر الضائعني ،وهذه األسئلة ُ ألن إيليا أبو مايضيقدِّ ر عىل أن أعود ألُجيب عىل أسئلته؛ َّ
قلق؛ وهلذا اإلجابة عليها قد تُنقذ بعض املسلمني من ترتدد عىل لسان كل إنسان تائه ضائع ِ
َّ
أمرا ،وهو احلكيم اخلبري سبحانه وتعاىل<. الشباب الضائعنيَّ ،
فلعل اهلل أن ُيقدِّ ر ً
304
خصصت هذه الرسالة لبيان :كيف يقرؤون و ُيربجمون أوقاهتم .عىل أ َمل أن ُأخصص
ُ لذلك
رسالة ثانية مستقلة لبيان :ماذا يقرؤون ،وما هو ترتيب األولويات يف التحصيل العلمي يف
املكتبة اإلسالمية .و َأ ِعدُ باإلرساع يف هذه الرسالة ،وأرجو اهلل أن تكون يف أقرب وقت إن
شاء اهلل<.
-12سلسلة >رسائل من القرآن<:
وهي سلسلة قرآنية تربوية إيامنية كان ينوي الكتابة فيها ،وتتألف السلسلة من كتب
الباقة لذي النفس ال َّتواقة<،
صغرية احلجم ال تتجاوز > <150صفحة وبحجم كتابه >اخلطة َّ
ويتم إخراجها بصورة عرصية ّ
جذابة ،تكون حتمل عناوين مقتبسة من آيات القرآن الكريمُّ ،
تقديم صدر منها كتابني أو ثالثة كل ٍ
َّسنة ،واهلدف منها موجهة للشباب اإلسالمي ،بحيث ي ِ
ُ ُ َّ
ٍ
قرآنية للشباب اإلسالمي ،بطريقة مركَّزة وموجزة وخمترصة ٍ
ومعلومات ٍ
ومقررات حقائق
َ
وتوثيق صلتهم بالقرآن ،وتربي ُتهم عىل القرآن ،ليكونوا قرآنيني
ُ ونرش احلقائق القرآنية بينهم،
ُ
دعا ًة جماهدين.
وقد رصفه عن الكتابة يف هذه السلسلة عمله يف >تفسري الكشاف< ،عىل أن يرجع إليها
بعد االنتهاء منه ،ولكن املوت كان أرسع إليه.
-13سنن قرآنية:
ذكره يف مقدمة كتابه> هذا القرآن< ،انظر كتاب >بصائر قرآنية<.
307
-14السيرة النبوية
بعد أن أورد قصص األنبياء مجيعهم ،من آدم إىل عيسى عليهم السالم ،يف كتاب
>القصص القرآين عرض وقائع وحتليل أحداث< ،قال> :أما حياة حبيبنا ورسولنا حممد ×،
من خالل آيات القرآن وصحيح السرية ،فإهنا حتتاج إىل دراسة خاصة مستقلة ،نسأل اهلل أن
يعيننا عىل القيام هبا يف أقرب وقت ،إن شاء اهلل<.
-15الطبري :حياته ومنهجه وطريقته يف التفسير:
انظر> :تفسري الطربي من تفسري الطربي<.
-16ظواهر قرآنية:
ذكره يف مقدمة كتابه >هذا القرآن< .انظر كتاب >بصائر قرآنية<.
جوامع وقواعدُ مشتركات:
ُ ٌ
أصول -17القصص القرآين
ذكر هذا العنوان والعناوين األربعة التي تليه يف مقدمة كتاب >القصص القرآين
ماسة إلصدار عدة دراسات
عرض وقائع وحتليل أحداث< ،فقال> :إنني أعتقد أن احلاجة َّ
حول القصص القرآين… ونرى أن هذه الدراسات ال بد من إعدادها وإصدارها ،لتغطية هذه
اجلوانب يف القصص القرآين ،وتقديم خدمة رضورية ملسلمي هذا الزمان ،وبالذات العلامء
والدعاة وأهل اإلصالح منهم<.
-18القصص القرآين توجيه مواقف وحل مشكالت.
-19القصص القرآين دروس وعبر.
-20القصص القرآين ظواهر عامة ِ
وسمات شخصيات.
-21القصص القرآين عرض وقائع وتحليل أحداث.
-22قواعد أساسية يف أصول تأويل القرآن:
ذكره يف مقدمة الطبعة الثانية من كتاب >مفاتيح للتعامل مع القرآن< ،فقال>:وقد فكرت
يف إجراء بعض التعديالت عىل هذا الكتاب ،والتوسع يف الرشح والبيان ،لكنني عدَ ْلت عن
مفاتيح
َ ذلك ،ورأيت أن ُأبقي الكتاب كام هو ،عىل أن ُأ ِّ
خصص كتا ًبا آخر يف املستقبل ،عن
تتضمن قواعدَ أساسية يف أصول تأويل القرآن<.
َّ أخرى لفهم القرآن،
308
-23قيم قرآنية:
ذكره يف مقدمة كتابه >هذا القرآن< .انظر كتاب >بصائر قرآنية<.
-24لطائف قرآنية:
كان قد طبع كتا ًبا هبذا العنوان ،مجع فيه الكثري من اللطائف القرآنية ،وبقي يف ُجعبته
لطائف كثرية ،وإن شاء اهلل سأبثُّها
ُ الكثري منها ،قال عنها لتلميذه حممد بني عيسى> :أنا عندي
لكم يف مستقبل األيام ،لكن إذا مل أستطع ،وربام لن أستطيع؛ ألن عندي الكثري من اللطائف
َّ
وسأتسل هبا أنا واملالئكة يف قربي<!. والفوائد القرآنية،
-25مفاهيم قرآنية:
ذكره يف مقدمة كتابه >هذا القرآن< .انظر كتاب >بصائر قرآنية<.
309
الـخاتــمــة
جرت عادة الشيخ صالح اخلالدي ’ يف كتبه أن يكتب هلا ،أو ملعظمها ،خامت ًة،
يلخِّ ص فيها جممل ما ورد يف الكتاب .وجر ًيا عىل عادته التي ارتضاها لنفسه ،فقد رأيت أن
أجعل هلذا الكتاب خامتة تلخِّ ص ما فيه ،أو بعض ما فيه.
ٍ
خمترصة للشيخ ،كتبها هو بخط يده ،يف اليوم ٍ
ترمجة ومل أجد خ ًريا يف هذه اخلامتة من إيراد
األخري من سنة ،1994وهو اليوم الذي يوافق ذكرى مولده ،ذكر يف هذه الرتمجة الذاتية شي ًئا
من حياته الشخصية والعلمية والعملية ،ومؤلفاته التي كان قد أ َّلفها حني س َّطر هذه الرتمجة،
وبلغت حينها عرشين كتا ًبا.
وقد كتب الشيخ هذه الرتمجة بنا ًء عىل رغبة من صديقنا األخ الباحث أمحد العالونة،
الذي كتب جمموعة من الكتب يف الرتاجم ،ومنها استدراكات عىل كتاب >األعالم< للزركيل.
رحم اهلل شيخنا وأستاذنا وأخانا وصديقنا الدكتور صالح اخلالدي ،ورفع درجاته يف
عليني ،وأنزله منازل الشهداء والصاحلني.
صدر للمؤلف
* التحقيق
.1جامع العلوم واحلكم ،البن رجب احلنبيل (جملدان).
.2األمر بالعزلة يف آخر الزمان ،البن الوزير.
.3السموط الذهبية احلاوية للدرر البهية ،للشوكاين.
.4جزيل املواهب يف اختالف املذاهب ،للسيوطي.
.5املنجم يف املعجم (معجم شيوخ السيوطي).
.6أحكام النظر إىل املحرمات ،البن حبيب العامري.
.7النصيحة الولدية (وصية أيب الوليد الباجي لولديه).
.8سنن الصاحلني وسنن العابدين ،أليب الوليد الباجي (جملدان).
.9اجلواهر والدرر يف ترمجة شيخ اإلسالم ابن حجر ،للسخاوي (ثالثة جملدات).
.10إثبات الشفاعة ،للذهبي.
.11بحر الدموع ،البن اجلوزي.
.12عطف العلامء عىل األمراء واألمراء عىل العلامء ،البن اجلوزي.
.13حقوق الزوجني يف اإلسالم ،ملحمود بن أمحد ياسني.
.14الكرم واجلود وسخاء النفوس ،ملحمد بن احلسني الربجالين.
.15املعجم املختص ،للزبيدي (باالشرتاك).
.16إجازات القايض إسامعيل بن عيل األكوع (باالشرتاك).
.17أنشاب الكثب يف أسامء الكتب (معجم مرويات السيوطي).
.18الدراية يف معرفة الرواية البن العاقويل (باالشرتاك).
* التأليف
.19إسامعيل بن عيل األكوع عالمة اليمن ومؤرخها.
.20حممد صالح العثيمني العامل القدوة املريب والشيخ الزاهد الورع (باالشرتاك).
320