You are on page 1of 12

‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬

‫‪‬‬

‫‪ -1‬إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫من بين أهم الحواس التي ُفطر عليها اإلنسان هي حاسة السمع‪ ،‬وهي بمثابة بوابة الكتساب اللغة‬

‫وتعلمها أثناء مراحل الطفولة وحتى التي تليها‪ ،‬ويعتبر النمو اللغوي الطبيعي مظه ار من المظاهر السليمة‬

‫لنمو األطفال وكبرهم‪ ،‬في حين يعاني المعاق سمعيا من عدم القدرة على استخدام حاسة السمع الكتساب‬

‫اللغة والتمكن من طرق التواصل مما يستدعي التدخل باستخدام طرق وبرامج وتدريبات منظمة ومكثفة‬

‫الكتساب مهارة اللغة نطقا وقراءة وكتابة والقدرة على التواصل‪.‬‬

‫وتعتبر مهارة الكتابة من المهارات األساسية اللغوية لدى األطفال في األطوار الدراسية خاصة األولى‬

‫منها للتمكن من االتقان اللغوي والتواصل مع األفراد المحيطين بهم‪ ،‬وهي كذلك من ضروريات وأساسيات‬

‫النجاح المدرسي‪ ،‬فاستخدامها في المراحل التعليمية المختلفة يجعل منها ضرورة للتفاعل والتواصل بين الفرد‬

‫وأقرانه ومجتمعه‪.‬‬

‫وعند ربط مهارة الكتابة بالمعاقين سمعيا نصبح أمام مشكلة كبيرة تواجهها هذه الفئة وهي صعوبة‬

‫اكتساب هذه المهارة بحكم معاناتهم من فقدان حاسة السمع ‪-‬سواء في مرحلة مبكرة أو المراحل التي تليها‪-‬‬

‫مما يستدعي تشخيص هذه الحاالت والتدخل بمختلف االختبارات والبرامج لمساعدة هذه الفئة على تجاوز‬

‫هذه المشكلة أو على األقل التخفيف منها‪ ،‬وقد خصصت مختلف الدول مدارس خاصة للمعاقين سمعيا‬

‫لالهتمام بهذه الفئة واجراء دراسات وأبحاث منظمة ومكثفة لتتمكن هذه الفئة من اكتساب مختلف المهارات‬

‫التواصلية والتي من بينها الكتابة لمواصلة حياتهم االجتماعية وممارستها بتمكن لغوي يمنح لهم القدرة على‬

‫التفاعل والتواصل لقضاء حاجاتهم اليومية واالعتماد على أنفسهم‪.‬‬

‫ومكونات مهارة الكتابة تتحدد في مجموعة من األبعاد والعناصر وهي مهارة الخط‪ ،‬ومهارة‬

‫اإلمالء(التهجئة) ومهارة التعبير الكتابي‪ ،‬وكلها مهارات ولو كانت جزئية فإنها ضرورة الكتساب مهارة كتابية‬

‫قوية تفي بغرض الكتابة وأهميتها‪ ،‬وتعتبر هذه العناصر هي المحددات أو األبعاد الموجهة لهذه الدراسة في‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫كل مراحلها تطبيقا على فئة المعاقين سمعيا لمعرفة وتقييم هذه المهارات بحكم أنهم يعانون من فقدان حاسة‬

‫السمع التي تعتبر بوابة الكتساب هذه المهارات الجزئية‪.‬‬

‫والمالحظ أن هذه المهارات الجزئية هي مهارات متكاملة ومكملة لبعضها البعض فمهارة الخط هي‬

‫من أهم المهارات المنتجة للكتابة والمبرزة لها فمن دون اتقان الخط والتحكم به لن تكون لدينا كتابة‪ ،‬ومهارة‬

‫اإلمالء أو التهجئة هي أيضا مرتبط بمهارة الخط فكالهما يعبر عن اآلخر‪ ،‬ثم تأتي مهارة التعبير الكتابي‬

‫والتي تجمع بين المهارتين السابقتين أو تأتي كنتيجة لهما‪ ،‬وفي تكامل وتجمع المهارات كلها نتحصل على‬

‫مهارة الكتابة ثم مهارة اللغة والتواصل‪ ،‬لذلك سيتم في هذه الدراسة التركيز على هذه المتغيرات الجزائية‬

‫للبحث في المتغير األساسي والمستقل للدراسة أال وهو مهارة الكتابة‪.‬‬

‫وهذه الدراسة في مجملها هي دراسة تقييمية لمهارة الكتابة لدى المعاقين سمعيا من خالل دراسة‬

‫مجموعة من الحاالت في مدرسة األطفال المعوقين سمعيا بوالية باتنة باستخدام اختبارين أساسين هما‬

‫االختبار الكتابي التشخيصي لعسر الكتابة للباحثة بن بوزيد مريم‪ ،‬واختبار مهارات الكتابة لتالميذ المرحلة‬

‫االبتدائية للصف الرابع والخامس من إعداد عطال يمينة‪.‬‬

‫وستسعى هذه الدراسة من خالل االختبارين السابقين كدراسة تقييمية تستهدف فئة المعاقين سمعيا‪،‬‬

‫وكدراسة تبحث في العالقة بين متغيرين هما متغير مهارة الكتابة ومتغير اإلعاقة السمعية إلى اإلجابة على‬

‫تساؤل رئيسي هو‪:‬‬

‫هل تؤثر اإلعاقة السمعية على اكتساب مهارة الكتابة؟‬

‫تندرج ضمن هذا التساؤل الرئيس مجموعة تساؤالت فرعية أو جزئية هي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬هل تؤثر اإلعاقة السمعية على اكتساب مهارة الخط؟‬

‫‪ -2‬هل تؤثر اإلعاقة السمعية على اكتساب مهارة االمالء(التهجئة)؟‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫‪ -3‬هل تؤثر اإلعاقة السمعية على اكتساب مهارة التعبير الكتابي؟‬

‫‪ -2‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬تقييم مهارة الكتابة لدى المعاقين سمعيا من خالل تطبيق إختبار عسر الكتابة و إختبار مهارات الكتابة‪.‬‬
‫البحث عمليا و ميدانيا إلثبات أو نفي التساؤل الرئيسي والعالقة القائمة بين متغيرات الدراسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اختبار الفرضيات الجزئية و إبراز العالقة بين المتغيرات الجزئية المتعلقة بعناصر وأبعاد الكتابة‪ ،‬والتي‬ ‫‪-‬‬
‫يتم من خاللها التوصل إلى نتائج الدراسة الحالية ‪.‬‬

‫‪-4‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬تنبع أهمية هذه الدراسة في أهمية الموضوع في حد ذاته‪ ،‬و المتمثل في المهارات اللغوية – والتي من‬

‫بينها الكتابة‪ -‬خاصة لدى فئة المعاقين سمعيا ‪ ,‬إضافة الى جدة موضوع الدراسة و النتائج المتوصل‬

‫إليها من خالل دراسة الحالة والدراسة الميدانية والتطبيقية‪.‬‬

‫‪ -‬و من الناحية العلمية فإن أهمية هذه الدراسة تكمن فيما ستضيفه من معلومات نظرية حول متغيراتها‬

‫البحثية لهذا التخصص المعرفي‪ ،‬وكذلك ما ستحققه من نتائج ميدانية يمكن األخذ بها في كيفية التعامل‬

‫مع هذه الفئات التي تعاني من اإلعاقة السمعية ‪ ,‬بغرض اإلستفادة منها في إيجاد بعض الحلول والبرامج‬

‫لمساعدة هذه الفئات في مسارها الدراسي والتعلمي‪.‬‬

‫‪ -4‬التعاريف اإلجرائية لمفاهيم الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬مهارة الكتابة‪:‬‬

‫هي نتيجة استعمال اختباري عسر الكتابة للباحثة مريم بن بوزيد‪ ،‬واختبار المهارات الكتابية للسنة‬
‫الرابعة والخامسة ابتدائي من تصميم الباحثة عطال يمينة على عينة تتكون من ‪ 4‬أطفال من ذوي اإلعاقة‬
‫السمعية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫‪ -5‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫أ‪ -‬الدراسات العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة عطال يمينة‪ ،‬وهي عبارة عن بحث للحصول على شهادة الدكتوراه علوم تخصص علم النفس‬
‫المعرفي تحت عنوان‪ :‬أنماط السيادة النصفية للمخ و مهارات الكتابة (الخط‪-‬اإلمالء‪-‬التعبير الكتابي)‬
‫‪ :‬دراسة ميدانية مقارنة على المعوقين سمعيا والعاديين بجامعة الحاج لخضر باتنة للسنة الجامعية‬
‫‪ ،2014/2013‬وقد هدفت الدراسة إلى‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة أثر كل من أنماط السيادة النصفية للمخ ودرجة الفقدان السمعي على مهارات الكتابة المتمثلة‬
‫في الخط واالمالء والتعبير الكتابي لدى فئة المعوقين سمعيا والعاديين‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة الفروق في أنماط السيادة النصفية للمخ ومهارات الكتابة بين المعوقين سمعيا والعاديين‪.‬‬

‫واشتملت عينة الدراسة على عينتين عينة استطالعية وعينة الدراسة األساسية‪ ،‬وتكونت من ‪ 55‬تلميذا‬
‫من تالميذ السنة الرابعة والخامسة من التعليم االبتدائي‪ ،‬اشتملت عينة العاديين ‪ 35‬تلميذا من مدرسة‬
‫فاطمة بن عاشورة من مدينة باتنة‪ ،‬وعينة المعوقين سمعيا ‪ 20‬تلميذا من مدرستين لصغار الصم من‬
‫مدينة باتنة وام البواقي‪.‬‬

‫وقد اعتمدت الباحثة في دراستها على ادوت من تصميمها تمثلت في‪:‬‬

‫‪-‬اختبار لمهارات الكتابة للسنة الرابعة والخامسة ابتدائي‪.‬‬

‫‪-‬استبيان أنماط السيادة النصفية ألطفال المرحلة االبتدائية‪.‬‬

‫اما بخصوص المنهج فوفقا ألهداف الدراسة التي تسعى بشكل أساسي الى التعرف على أثر أنماط‬
‫السيادة النصفية للمخ ودرجة الفقدان السمعي في مهارات الكتابة (الخط‪ ،‬االمالء‪ ،‬التعبير الكتابي) لدى‬
‫تالميذ المرحلة االبتدائية‪ ،‬والفروق بين العاديين والصم في هذه المتغيرات‪ ،‬اتبعت الباحثة المنهج الوصفي‬
‫بأسلوب المقارنة‪.‬‬

‫ومن بين نتائج هذه الدراسة ما يلي‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫‪ -‬الفروق بين عينة التالميذ العاديين والمعوقين سمعيا في متغيرات الدراسة‪ ،‬فبالنسبة ألنماط السيادة‬
‫النصفية للمخ غير دالة في النمطين االيسر واأليمن ودالة في النمط المتكامل عند مستوى ‪0,05‬‬
‫لصالح التالميذ العاديين‪ ،‬اما بالنسبة لمهارات الكتابة فالفروق غير دالة في مهارة الخط‪ ،‬ودالة عند‬
‫مستوى ‪ 0,01‬بالنسبة لإلمالء‪ ،‬والتعبير الكتابي والدرجة الكلية لصالح العاديين‪.‬‬
‫‪ -‬الفروق بين ذوي األنماط الثالثة أيسر‪ ،‬ايمن‪ ،‬ومتكامل من التالميذ العاديين والمعوقين سمعيا في اختبار‬
‫مهارات الكتابة غير دالة احصائيا‪ ،‬ومنه ال يوجد أثر ألنماط السيادة النصفية للمخ على مهارات الكتابة‬
‫لدى العاديين والمعوقين سمعيا‪.‬‬
‫‪ -‬ال يوجد أثر لدرجة الفقدان السمعي على مهارة الكتابة‪.‬‬
‫‪ -‬الفروق بين الجنسين من التالميذ المعوقين سمعيا غير دالة في متغيرات الدراسة أنماط السيادة النصفية‬
‫للمخ (أيسر‪ ،‬ايمن‪ ،‬متكامل)‪ ،‬ومهارات الكتابة الخط واالمالء‪ ،‬ودالة احصائيا في مهارة التعبير الكتابي‬
‫والدرجة الكلية الختبار مهارات الكتابة لصالح االناث‪.‬‬
‫‪ -‬ال توجد فروق بين ذوي الصمم المتوسط وذوي الصمم العميق في متغيرات الدراسة مهارات الكتابة‬
‫وأنماط السيادة النصفية للمخ‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسة الزريقات‪ ،‬إبراهيم عبد هللا فرج‪ .‬كلية العلوم التربوية‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬بعنوان‪:‬‬
‫تقييم مستوى أداء الطلبة الصم وضعاف السمع في مهارات التعبير الكتابي في األردن في ضوء عدد من‬
‫المتغيرات ذات الصلة‪ ،‬وهي عبارة عن مقال منشور في المجلة األردنية في العلوم التربوية‪ .‬مج‪ ،3 .‬ع‪.‬‬
‫‪ ،4‬كانون األول ‪.2007‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى تقييم مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة الصم وضعاف السمع‪ ،‬وقد اشتملت على‬
‫‪ 172‬طالباً أصماً وضعيف سمع من الملتحقين بمدارس الصم في األردن‪ ،‬منهم ‪ 97‬طالباً و‪ 75‬طالبة‪.‬‬

‫ولتحقيق هدف الدراسة‪ ،‬فقد قيمت الكتابات الحرة ألفراد عينة الدراسة اعتماداً على اختبار مهارات التعبير‬
‫الكتابي الذي طوره الباحث واستخرجت دالالت صدقه وثباته‪ .‬واستخدم اختبار (ت) واختبار تحليل التباين‬
‫األحادي لإلجابة عن أسئلة الدراسة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫وأشارت النتائج إلى أن الطلبة الصم وضعاف السمع الذكور واإلناث يمتلكون في المجمل مهارات تعبير‬
‫كتابي ضعيفة‪ .‬وأن طلبة الصف السابع يمتلكون مهارات تعبير كتابي أفضل من طلبة الصفوف األدنى‪.‬‬
‫كما أظهرت النتائج أن الطلبة الذين لديهم فقدان سمعي مقداره ‪ 90‬فما فوق ديسبل كان أداؤهم على بعد‬
‫المفردات والمحتوى أفضل من فئات الفقدان السمعي األخرى‪ ،‬وكذلك تبين أن الطلبة الذين يستخدمون لغة‬
‫اإلشارة يمتلكون مهارة كتابية أفضل من الطالب الذين يستخدمون طريقة التواصل الكلي‪.‬‬

‫وأوصت الدراسة بضرورة إضافة مهارات التعبير الكتابي إلى المناهج الخاصة بالطلبة الصم وضعاف‬
‫السمع‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة بن بوزيد مريم بعنوان‪ :‬بناء رائز كتابي لتشخيص اضطراب عسر الكتابة من ‪ 08‬إلى ‪10‬‬
‫سنوات‪ ،‬وهي عبارة عن مقال منشور بمجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية الصادرة عن كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية بجامعة محمد بوضياف المسيلة‪ ،‬العدد ‪ ،04‬جويلية ‪.2013‬‬

‫و من خالل المادة النظرية المجموعة حول الموضوع‪ ،‬ارتأت تقديم هذه الدراسة على شكل تصور علمي‬
‫ومنهجي يوفر إطا ار عمليا لألرطفونيين حول طرق وإجراءات التشخيص لهذا االضطراب‪.‬‬

‫و هدفت الدراسة إلى اقتراح رائز كتابي لتشخيص اضطراب عسر الكتابة من حيث فعاليته في تشخيص‬
‫هذا االضطراب‪ ،‬حيث يمكن من خالله التعرف على التالميذ الذين يعانون من هذا االضطراب ثم العمل‬
‫على مساعدتهم بتقديم الطريقة الصحيحة وللكتابة‪ ،‬وبالتالي تنمية اتجاه موجب نحو الكتابة‪.‬‬

‫وقد شمل ميدان البحث المدارس االبتدائية وعددها تسع مدارس متواجدة بمقاطعة العاشور بالجزائر العاصمة‬
‫غرب‪ ،‬وهذا نظ ار الحتوائها على العينة المراد دراستها‪ ،‬وأما عينة البحث فقد تكونت من ‪ 210‬تلميذ وتلميذة‬
‫من السنة الثالثة والرابعة والخامسة ابتدائي‪ ،‬وسبب اختيار هذه الفئة هو االستناد إلى المادة النظرية التي‬
‫تشير إلى أن هذه الفئة العمرية هي أكثر الفئات التي يتم التشخيص فيها لحاالت عسر الكتابة‪ ،‬ومن‬
‫المفترض أن يكون التلميذ في هذا السن قد اكتسب كل المهارات األساسية للكتابة‪.‬‬

‫أما وسائل البحث فقد استخدمت الباحثة اختبار الذكاء (رائز الذكاء كاتل) وتم استبعاد التالميذ الذين كان‬
‫حاصل ذكائهم عاليا جدا أو منخفضا جدا‪ ،‬وكذلك تم استخدام الرائز الكتابي"مقياس والتشخيص" المصمم‬

‫‪6‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫من طرف الباحثة وهو أداة لتشخيص عسر الكتابة لتالميذ ما بين ‪ 10 – 08‬سنوات في المدارس الجزائرية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى استخدام الوسائل اإلحصائية‪.‬‬

‫ومن خالل النتائج اإلحصائية المتوصل إليها أكدت الباحثة على صحة الفرضيات التي وضعتها وصدقها‬
‫وتحقيقها ألهداف الدراسة‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسة عويقب فتيحة من جامعة معسكر بعنوان‪ :‬العوامل المؤثرة في اكتساب اللغة لدى المعاق‬
‫سمعيا‪ ،‬وه ي عبارة عن مقال منشور بمجلة الرسالة للدراسات اإلنسانية الصادرة عن كلية العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية بجامعة العربي تبسة بتبسة‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،01‬مارس ‪ ،2021‬ص ص ‪.101-91‬‬

‫وهدفت الدراسة إلى التعريف بأهم خصائص لغة الطفل بصفة عامة‪ ،‬وإلى أبرز اضطرابات اللغة كتأخر‬
‫النمو اللغوي ومميزات النطق‪ ،‬وصعوبات الفهم والتعبير باإلضافة إلى خصائص الكتابة وتأليف الجمل لدى‬
‫الطفل المعاق سمعيا‪.‬‬

‫واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي‪ ،‬الذي يقوم على جمع المعلومات وتحليلها من خالل االعتماد على‬
‫المراجع المتعلقة بموضوع الدراسة‪ ،‬وقد قسمت الدراسة إلى ثالث محاور وهي‪ :‬خصائص لغة الطفل‪،‬‬
‫اضطرابات اللغة لدى المعاق سمعيا‪ ،‬العوامل المؤثرة على اكتساب اللغة‪.‬‬

‫وتوصلت الدراسة إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على واالكتساب اللغوي لدى الطفل المعاق‬
‫سمعيا منها‪ :‬سالمة حاسة السمع وسالمة جهاز النطق‪ ،‬باإلضافة إلى العمر الزمني للمتعلم وقدرته على‬
‫الفهم واالستيعاب‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدراسات األجنبية‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة بيلين كراسو وأوميت كيرجين بعنوان تقييم مهارات الكتابة لدى الطالب ضعاف السمع الذين‬
‫يحضرون الفصول الدراسية الرئيسية‪ ،‬وهي عبارة عن مقال منشور بمجلة جامعة األناضول للعلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬جامعة األناضول‪ ،‬المجلد ‪ ،)1( 7‬الصفحات ‪ ،488-467‬ديسمبر ‪.2007‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫بحثت الدراسة في مهارات الكتابة لدى ‪ 25‬طالبا من ضعاف السمع الذين يذهبون إلى المدارس العادية في‬
‫الصفوف ‪ 4‬و‪ 5‬و‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬والعوامل التي قد تكون فعالة على مستويات مهارة الكتابة‪.‬‬

‫وشملت العوامل الفعالة درجة فقدان السمع‪ ،‬وعمر بداية استخدام المعينات السمعية‪ ،‬ومدة استخدام المعينات‬
‫السمعية‪ ،‬والعمر الزمني‪.‬‬

‫تم استخدام النماذج الوصفية والعالئقية لتحليل البيانات‪ ،‬وتم تحليل البيانات الوصفية باستخدام المتوسط‬
‫واالنحراف المعياري ومعامل التباين ثم تم تفسيرها‪ .‬تم تحليل البيانات العالئقية باستخدام انحدار الخط‬
‫البسيط أو المتعدد ومعامل ارتباط بيرسون‪.‬‬

‫وبينت النتائج أن جميع مجاالت مهارات الكتابة لدى األطفال ضعاف السمع لم تكن كافية إلى حد ما‪،‬‬
‫وفسرت درجة فقدان السمع والعمر الذي يبدأ فيه استخدام المعينات السمعية ‪ ٪81‬من التباين في مهارات‬
‫الكتابة‪ ،‬ولم تكن العالقة بين العمر الزمني ومستويات مهارة الكتابة مهمة‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسة لكل من منوار مليك وناصر أودين من جامعة بنجاب بالهور بعنوان تنمية مهارات الكتابة بين‬
‫طالب الصمم في المرحلة االبتدائية‪ ،‬وهي عبارة عن مقال منشور مجلة التعليم والبحث المجلد ‪ ،41‬العدد‬
‫األول‪ ،‬أفريل ‪.2019‬‬

‫وأشارت الدراسة إلى أن عملية التقييم من الجوانب الرئيسية للتدريس والتعليم‪ ،‬والتي تعمل على تعزيز التعلم‬
‫من خالل التخطيط األفضل‪ ،‬ويجب أن تكون اإلجراءات قوية وأن تكون قادرة التطوير‪ ،‬والكتابة كجزء ال‬
‫يتج أز من عملية التعلم‪ ،‬ومن األساسيات التي يجب دمجها وتعليمها لألطفال لتطويرهم إلى مستوى أحسن‪.‬‬

‫تم تقديم تقييم الكتابة على أسس شاملة لمعظم الوقت‪ ،‬ولكن بالنسبة للمبتدئين‪ ،‬وقد تم اقتراح بعض المعايير‬
‫التحليلية لألطفال الذين تم تحديهم‪ .‬الدراسة الحالية تم تصميمها لتطوير أداة علمية وتحليلية لتقييم مهارات‬
‫الكتابة لدى األطفال الصم الذين تم تحديدهم على أنهم أطفال يعانون من ضعف السمع‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫و هدفت الدراسة إلى تطوير أداة تحليلية للكتابة لهذه الفئة في مدارس القطاع العام في الهور‪ ،‬وتكونت‬
‫العينة من ‪ 20‬طالباً من الصفوف االبتدائية بطريقة عشوائية‪ ،‬كانت األداة المطورة ذات الصفات التحليلية‬
‫تشكل اتساق داخلي من ‪ 71‬درجة الفا تم إجراؤها من خالل تصميم البحث‪.‬‬

‫واألداة‪ ،‬عند تطبيقها أسفرت عن درجات أفضل للعينة بعد االختبار في جميع المجاالت الثالثة للتخطيط‬
‫والترجمة والمراجعة‪ ،‬ومتغيرات فرعية منها التهجئة‪ ،‬والحركية‪ ،‬والقدرة على المراجعة التقييم‪ ،‬والتماسك‪،‬‬
‫وتوليد األفكار وتنظيمها وتحديد فعاليتها من حيث الكتابة‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة بيلين كراسو من جامعة األناضول بتركيا تحت عنوان‪ :‬مهارات الكتابة للتالميذ ضعاف السمع‬
‫الذين يستفيدون من خدمات الدعم في المدارس الحكومية في تركيا‪ ،‬وهي عبارة عم مقال منشور في‬
‫المجلة العالمية للتعليم المجلد ‪ 07‬العدد ‪ 04‬الصادر سنة ‪.2017‬‬

‫وفي هذه الدراسة تم تقييم مهارات الكتابة لدى الطالب ضعاف السمع الملتحقين بالمدارس الحكومية‪ ،‬وتم‬
‫فحص العالقة بين درجات الكتابة والمتغيرات السمعية والمتغيرات التربوية‪.‬‬

‫شارك في هذه الدراسة سبعة عشر طالبا كانوا مسجلين في فصول المدارس الحكومية االبتدائية والمتوسطة‬
‫واستفادوا من خدمات الدعم‪.‬‬

‫أشارت نتائج الدراسة إلى أن متوسط درجات الكتابة للطالب كان ‪ 68.35‬من ‪ .100‬وتم تحديد عالقة بين‬
‫عمر المعينة السمعية األولى ومدة التعليم قبل المدرسي‪.‬‬

‫وفًقا لنتائج الدراسة‪ ،‬يمكن اإلشارة إلى أن الطالب ضعاف السمع المسجلين في المدارس الحكومية يستفيدون‬
‫من خدمات الدعم المصممة وفًقا الحتياجاتهم الفردية‪ ،‬إلى جانب العرض المبكر للزرع والدمج المبكر في‬
‫التعليم‪.‬‬

‫أساسيا للطالب ضعاف السمع الملتحقين بالمدارس العامة‪ ،‬من حيث‬


‫ً‬ ‫دور‬
‫وبينت الدراسة أن لخدمات الدعم ًا‬
‫تحسين مهاراتهم اللغوية واألكاديمية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫‪ -4‬دراسة لميالني هام من مخبر ما بين الجامعات للتربية وعلوم االتصال بستراسبورغ الفرنسية‪ ،‬بعنوان‪:‬‬
‫الكتابة عند الصم‪ :‬كيف يكتب من ال يسمع؟ وهي عبارة عن مداخلة مقدمة لمؤتمر ‪ LEESP‬الكتابة‬
‫وتطبيقاتها بتاريخ ‪ 10-08‬نوفمبر ‪.2010‬‬

‫تمت الدراسة من خالل معالجة مسألة الكتابة لدى الصم‪ ،‬ليس من اللغة المنطوقة أو لغة اإلشارة‪ ،‬والتي‬
‫تبدو حتمية تقر ًيبا في دراسة القراءة والكتابة بين الصم‪ ،‬ولكن من الكتابة نفسها كوسيلة ممكنة للتعبير عن‬
‫اللغة وتملكها‪ ،‬قمنا باستطالع حوالي خمسين من الصم وضعاف السمع‪.‬‬

‫أصما وضعاف‬
‫شخصا ً‬
‫ً‬ ‫تم تشكيل الفرضيات بشكل تدريجي باستخدام استبيان من عشر صفحات يضم ‪53‬‬
‫عاما (المتوسط = ‪39.25‬‬
‫السمع من كال الجنسين (‪ 31‬امرأة و ‪ 22‬رجالً)‪ ،‬تتراوح أعمارهم بين ‪ 24‬و ‪ً 70‬‬
‫؛ االختالف ‪ -‬النوع = ‪ .)11.72‬تم اختيار جزء منهم لخصائص ممارسة الكتابة والقراءة‪ ،‬وتم إجراء‬
‫مشاركا)‪ ،‬وبذلك شكلت أربع مجموعات من‬
‫ً‬ ‫مقابالت مع أشخاص أقل معرفة بالقراءة والكتابة (‪21‬‬
‫اعتمادا على ما إذا كانوا متعلمين بدرجة عالية‪ ،‬أو متعلمين‪ ،‬أو متعلمين بدرجة متوسطة‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫المشاركين‪،‬‬
‫متعلمين بشكل ضعيف‪.‬‬

‫شخصا يعانون من الصمم وضعاف السمع‪ ،‬تم الكشف عن دور الكتابة‬ ‫ً‬ ‫من خالل إجراء مقابالت مع ‪53‬‬
‫في التعلم للصم‪ ،‬يثبت هذا أنه أساسي لجميع أفراد العينة‪ ٪84.6 :‬من األفراد (متعلمين أو غير متعلمين)‬
‫يجدون أن الكتابة هي وسيلة للتعبير اللغوي و‪ ٪81.6‬منهم يعتبرون أن دور الكتابة هو دور اكتساب اللغة‪،‬‬
‫لذلك فإن الكتابة تجعل من الممكن إزالة العائق المرتبط بالصمم لدى المجيبين على اإلستبيان‪ .‬يوافق‬
‫األشخاص على إمكانية وجود عالقة مع الكتابة على أنها "وعي بالعالقة مع العالم" (‪ ٪80.4‬من الموافقين)‪،‬‬
‫"تعبير عن العالقة الحميمة" ( ‪ )٪73.5‬وأخي اًر كـ "تواصل‬
‫ًا‬ ‫"إبداعا" (‪ ،)٪ 78‬باعتبارها‬
‫ً‬ ‫أيضا باعتبارها‬
‫ولكن ً‬
‫مع الحميمية" (‪ .)٪70‬يتذكر العديد من المشاركين أنهم لعبوا نسخ الكلمات والجمل والنصوص عندما كانوا‬
‫مشاركا أنهم مارسوا "لعبة النسخ" من أجل المتعة والرغبة في التقدم‪.‬‬
‫ً‬ ‫أطفاال‪ :‬يتذكر ‪ 40‬من أصل ‪52‬‬
‫ً‬

‫أما بالنسبة لتجربة تعلمهم للكتابة ‪ ،‬فإن ‪ 39‬من ‪ 52‬أو ‪ ٪75‬من العينة يعتبرونها سهلة إلى حد ما وبالتالي‬
‫ممكنة‪ ،‬من ناحية أخرى ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫أظهرت نتائج االستطالع أن هذه الممارسات شائعة بين معظم أفراد العينة‪ ،‬حتى بين أقلهم معرفة بالقراءة‬
‫والكتابة‪ ،‬وإذا كان بعضهم يواجه صعوبة في القراءة أو الكتابة‪ ،‬فإن عالقتهم بالكتابة ترتبط بشكل كبير‬
‫بالتواصل وتعلم اللغة‪.‬‬

‫ج‪ -‬التعقيب على الدراسات السابقة‪:‬‬

‫من حيث الهدف ‪:‬‬


‫من خالل ما تم عرضه من دراسات نالحظ تنوع في المواضيع و األهداف التي سعت لتحقيقها ‪ ,‬حيث‬
‫جلها ركزت على تقييم و تنمية مهارات الكتابة و التعبير الكتابي لدى فئة المعاقين سمعيا ‪ ,‬إضافة الى‬
‫التعرف على أهم خصائص الكتابة عند نفس الفئة ‪.‬‬

‫من حيث المنهج ‪:‬‬


‫تنوعت المناهج في معظم الدراسات إال أن أغلبها إعتمد على المنهج الوصفي المقارن كدراسة عطال يمينة‬
‫(‪ , )2014‬و دراسة عويقب فتيحة ( ‪ ,) 2021‬و هذا نظ ار لمواضيع هذه الدراسات و أهدافها و ما‬
‫يتناسب و حجم العينة التي إعتمدتها‪ ,‬كما إعتمدت دراسة بيلين كراسو وأوميت كيرجين المنهج الوصفي‬
‫العالئقي‪ .‬و التي بدورها تختلف مع دراستنا الحالية التي إعتمدنا فيها منهج دراسة حالة‪.‬‬

‫العينة‬
‫من حيث ّ‬
‫إعتمدت معظم الدراسات على عينة كبيرة ‪ ,‬و هذا ما شهدناه في دراسة عطال يمينة (‪ )2014‬و التي‬
‫إشتملت العينة فيها على ‪ 55‬تلميذ ‪ ,‬إضافة الى دراسة ابراهيم عبدهللا الزريقات ( ‪ , ) 2007‬التي اشتملت‬
‫العينة فيها على ‪ 172‬طالب أصم و ضعيف سمع ‪ ,‬و دراسة بن بوزيد مريم ( ‪ ) 2013‬التي إعتمدت‬
‫فيها على عينة ‪ 210‬تلميذ و تلميذة مما يتناسب مع طبيعة هذه الدراسات و هدفها ‪ ,‬و البيئة المطبقة‬
‫فيها ‪ ,‬إضافة الى مستوى و طور هذه الدراسات العليا ‪ .‬و لكنه يختلف مع دراستنا الحالية التي إشتملت‬
‫العينة فيها على ‪ 3‬حاالت ‪.‬‬
‫كما إتفقت معظم الدراسات مع دراستنا في الفئة العمرية التي درستها و هي فئة صغار السن و المتمدرسين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪/‬التعريف بموضوع الدراسة‬
‫‪‬‬

‫شملت أغلب الدراسات على عينة من الجنسين من األطفال ذكور وإناث‪ .‬و هذا ما يتفق مع دراستنا الحالية‬
‫التي هي األخرى إعتمدت على الجنسين‪.‬‬

‫من حيث األدوات‬

‫تنوعت اإلختبارات و المقاييس في الدراسات الحالية بغرض استبعاد مختلف المتغيرات الدخيلة و المحتمل‬
‫تأثيرها على نتائج الدراسة ‪ .‬حيث تنوعت اإلختبارات في كل دراسة ‪ ,‬كدراسة عطال يمينة ( ‪ ) 2014‬و‬
‫التي إعتمدت فيها على إختبار لمهارات الكتابة للسنة الرابعة والخامسة ابتدائي‪ ,‬و إستبيان أنماط السيادة‬
‫النصفية ألطفال المرحلة االبتدائية‪ .‬إضافة الى دراسة ابراهيم عبدهللا الزريقات ( ‪ , ) 2007‬و التي إعتمد‬
‫فيها على إختبار مهارات التعبير الكتابي‪ .‬إضافة الى دراسة بن بوزيد مريم ( ‪ ) 2013‬و التي إعتمدت‬
‫فيها على إختبار عسر الكتابة ‪.‬‬

‫تتفق بعض هذه الدراسات مع دراستنا الحالية كونها إعتمدت على نفس األدوات التي إعتمدناها منها إختبار‬
‫عسر الكتابة للباحثة بن بوزيد مريم ‪ ,‬و إختبار مهارات الكتابة للباحثة عطال يمينة ‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like