You are on page 1of 4

‫‪- 1‬األدب األلماني‪:‬‬

‫ب األلماني ىو أدب األمـ الناطقة باأللمانية في وسط أوروبا‪ ،‬ويضـ آثا ار أدبيةً‬
‫األد ُ‬
‫َ‬
‫مف ألمانيا و النمسا و سويسرا‪ ،‬ومف مناطؽ متاخمة مثػؿ األلزاس و بوىيميا و سيميزيا‪.‬‬
‫ب بيا أغمب األدب األلماني ىي المغة األلمانية العميا‪ ،‬لغة جنوب و وسط‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫والم َغةُ التي ُكت َ‬
‫ألمانيا‪ ،‬وقد كاف أوؿ ازدىار لألدب األلماني في القرف التاسع عشر في عيد أعظـ كتابيا‬
‫(غوتو)‪ ،‬ويتميز األدب األلماني ببعده عف المركزية‪ ،‬وحرص األدباء عمى تأكيد فرديتيـ‬
‫ونفورىـ مف القواعد األكاديمية المفروضة‪ ،‬وسعييـ إلى تصوير عالقة اإلنساف بخالقو‬
‫و بالطبيعة التي تحيط بو‪ ،‬وبظمئيـ إلى المعرفة كما تُ َجسِّد في قصة (فاوست) التي قرأىا‬
‫الناس كتابا شعبياً في عاـ ‪1587‬ـ ثـ صاغ منيا (غوتو) مسرحيتو الشييرة (فاوست)‪.‬‬

‫اتجاهات األدب األلماني‪:‬‬


‫‪- 2‬‬

‫األوؿ مف ؽ ‪،20‬‬
‫الربع ّ‬
‫الربع األخير مف القرف الماضي و ّ‬
‫عت األدب األلماني في ّ‬
‫تناز ْ‬
‫وفية ‪.‬‬
‫الص ّ‬
‫النزعة ّ‬
‫النزعة التّعبيرّية – ّ‬
‫الطبيعية – ّ‬
‫ّ‬ ‫النزعة‬
‫ىي‪ّ :‬‬
‫ئيسية ّ‬
‫أدبية ر ّ‬
‫ثالثة ّتيارات ّ‬

‫بيعية‪:‬‬
‫‪ -1-2‬ال ّنزعة الطّ ّ‬

‫الرومنسي البتعاده عف ىموـ اإلنساف‬


‫كرد فعؿ عمى االتّجاه ّ‬
‫بيعية ّ‬
‫النزعة الطّ ّ‬
‫جاءت ّ‬
‫الحقيقية‪ ،‬و قد تأثّر ىذا بإيميؿ زوال في فرنسا‪ ،‬وفي روسيا بدوستويفسكي وتولستوي‪،...‬‬
‫ّ‬
‫نظرت‬
‫ْ‬ ‫‪ ،‬وقد‬ ‫اليومية‪ ،‬وبما ىو غريزي"‬
‫ّ‬ ‫بيعية "إلى االىتماـ بال ّشؤوف‬
‫النزعة الطّ ّ‬
‫تدعو ّ‬
‫إلى اإلنساف باعتباره نتاجا لموراثة و البيئة المحيطة‪ ،‬والوضع التّاريخي‪.‬‬

‫تس ( ‪ )1929-1863‬الذي استي ّؿ إنتاجو‬


‫بيعية في ألمانيا عمى يد أرنو ىوْل ْ‬
‫النزعة الطّ ّ‬
‫بدأت ّ‬
‫ْ‬
‫تغنى بالمدف الكبرى و ما‬
‫الزماف>> ( ‪ ،)1885‬وفيو ّ‬
‫ال ّشعري بديواف صغير عنوانو<<كتاب ّ‬
‫تحوؿ إلى األقصوصة وباالشتراؾ مع يوىانس‬
‫الناس فييا مف بؤس و شقاء‪ ،‬ثـ ّ‬
‫يالقيو ّ‬
‫شالؼ (‪)1941-1862‬أصدر سمسمة مف األقاصيص نسبيا إلى كاتب نرويجي خيالي‪.‬‬
‫وفي مجاؿ الشعر ما لبث أف ثار عمى الشكؿ التقميدي لمقصيدة مف خالؿ كتابو "ثورة‬
‫عمى الشكؿ التقميدي" ( ‪ ،)1890‬فدعا إلى تحرير الشعر مف قواعد النظـ ‪ ،‬فوضع عروضا‬
‫وصدرت مجموعتو‬
‫ْ‬ ‫قائما عمى اإليقاع الحر وعمى تركيب الكممات والتصفيؼ الطباعي‪.‬‬
‫وجمالية غير معيودة‪" .‬توالت فييا‬
‫ّ‬ ‫ائبية‬
‫اضح ما في ىذا العنواف مف غر ّ‬
‫بعنواف "فنطاسيا"؛ وو ٌ‬
‫الطبيعية لديو‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العناصر الساخرة والمردة واألشباح الرىيبة‪ ،‬وكاف ذلؾ إيذانا بانييار النزعة‬
‫وانسياقو وراء العجائبي والخرافي وحتى األسطوري‪.‬‬

‫‪-1862‬‬ ‫ىرت ىاوبتْمف (‬


‫المؤرخيف و ىو جر ْ‬
‫ّ‬ ‫كاتب آخر في تمؾ الفترة يحظى بعناية‬
‫مسرحية‪ 24 ،‬رواية نثرّية‪5 ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪44‬‬ ‫‪ ،)146‬وكاف إنتاجو طواؿ أكثر مف ستّيف عاما واف ار‪:‬‬
‫المسرحية‬
‫ّ‬ ‫األدبية التّالية‪ :‬الممحمة‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫مالحـ‪ ،‬مجمّداف مف الّشعر الغنائي‪ ،‬حفؿ إنتاجو باألنواع‬
‫وفية‪،‬‬
‫الص ّ‬
‫النزعة ّ‬
‫اكية‪ ،‬أو ّ‬
‫النزعة االشتر ّ‬
‫الرمزّية ذات ّ‬
‫بيعية‪ ،‬والقصيدة ّ‬
‫النزعة الطّ ّ‬
‫ذات ّ‬
‫‪ ،‬كا ف‬ ‫الوثنية‬
‫ّ‬ ‫الديانات‬
‫المسيحية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الديانة‬
‫المكسيكية أو ّ‬
‫ّ‬ ‫اليونانية و‬
‫ّ‬ ‫الجرمانية و‬
‫ّ‬ ‫األساطير‬
‫الناس في المجتمع الذي‬
‫بنفسية اإلنساف و بطبيعة العالقات بيف ّ‬
‫ّ‬ ‫جيدة‬
‫مف عمى معرفة ّ‬
‫ىايبتْ ْ‬
‫بالربح ‪.‬‬
‫اليؤمف إالّ ّ‬

‫بالحب و الطّبيعة الطّّيبة‬


‫ّ‬ ‫ييتـ‬
‫وفي مرحمة الحقة‪ ،‬أصبح األدب المسرحي ليايبتْمف ّ‬
‫الرسوؿ‪،‬‬
‫لإلنساف‪ ،‬بالمكاشفة مع اهلل الخالؽ‪ ،‬وىذه الموضوعات نجدىا في قصصو التّالية‪ّ :‬‬
‫الجدة‪.‬‬
‫ت ‪ ،‬ممحد ْسوانا‪ ،‬جزيرة ّ‬
‫كان ْ‬
‫المجنوف بالمسيح‪ ،‬إيمانويؿ ْ‬

‫النوع الممحمي‪ ،‬وأىـ مالحمو "تألويؿ‬


‫في العشريف سنة األخيرة‪ ،‬انصرؼ ىايبتمف إلى ّ‬
‫كونية يختمؼ فييا ك ّؿ شيء‪:‬‬
‫نشبيجؿ" ( ‪ ،)1927‬و"الحمـ الكبير" ( ‪ .)1942‬وىي قصائد ّ‬
‫ينية ‪.‬‬
‫الد ّ‬
‫أمالت ّ‬
‫خصية‪ ،‬والتّ ّ‬
‫يخية‪ ،‬واألساطير المالمح ال ّش ّ‬
‫المّوحات التّار ّ‬

‫عبيرية‪:‬‬
‫‪-2-2‬ال ّنزعة التّ ّ‬

‫فأعمنت إفالس اإليماف بالطّبيعة‬


‫ْ‬ ‫النزعة التّعبيرّية‪،‬‬
‫قامت ّ‬
‫ْ‬ ‫بيعية‪،‬‬
‫النزعة الطّ ّ‬
‫في مواجية ّ‬
‫الرومنطيقية معا‪ .‬وطالبت بإعادة خمؽ العالـ ابتداء مف اإلنساف وحده‪ ،‬وببناء‬
‫ّ‬ ‫بالنظرات‬
‫و ّ‬
‫احت تستكشؼ خبايا‬
‫المحرمات‪ ،‬ومف القيود و العوائؽ‪ ،‬ور ْ‬
‫ّ‬ ‫متحرر مف ك ّؿ أنواع‬
‫ّ‬ ‫مجتمع‬
‫النزعة صارت ألمانيا‬
‫الفردية‪ .‬وبيذه ّ‬
‫ّ‬ ‫النفس و الالّشعور‪ ،‬والعاطفة‪ ،‬واألنا واالنفعاالت‬
‫ّ‬
‫يخت‬
‫ىاينو ىاينرش ‪ ،‬و جورج تراكؿ‪ ،‬وبر ْ‬ ‫األوروبية‪ ،‬أبرز شعرائيا ىـ‬
‫ّ‬ ‫في صدارة اآلداب‬
‫الخ‪ ،‬وجيورج كايزر‪ ،‬وكارؿ ا ْش ْترنيايـ‪...‬‬
‫ت بر ْ‬
‫نس ْ‬
‫ت و إر ْ‬
‫إدشميد ْ‬
‫ْ‬ ‫وأبرز مسرحيييا ىـ كازمير‬
‫لف‪...‬‬
‫ومف بيف القصصييف‪ :‬فرانتْ ْس كافكا و ألفريد أندرش ْ‬

‫وتتميز النزعة التعبيرية بالمبالغة والخروج عمى المألوؼ وفي العربدة‪ ،‬و بالنزعة‬
‫الناس عمى األرض‪.‬‬
‫إنسانية‪ ،‬و الدعوة إلى إيجاد فردوس مف اإلخاء بيف ّ‬
‫ّ‬

‫وتتميز بالتّعبير عف خبايا ال ّشعور الباطف‬


‫ّ‬ ‫المسرحية التّعبيرّية في ىذه الفترة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ازدىرت‬
‫ْ‬ ‫كما‬
‫مرد عمى أوضاع المجتمع القائـ عمى سيطرة األب وتدمير الشخصية الفردية‪،‬‬
‫لإلنساف‪ ،‬و بالتّ ّ‬
‫ليذا نجد كثي ار مف المسرحيات يتمرد فييا األبناء عمى اآلباء‪ ،‬وتتميز بالتّأكيد عمى المغة‬
‫و األسموب الغنائي‪.‬‬

‫وفية‪:‬‬
‫الص ّ‬
‫‪ -3-2‬النزعة ّ‬

‫استيفف جيورجو ( ‪ ،)1933-1868‬الذي ُولِد في جيورجو‪ ،‬ورث‬


‫ْ‬ ‫التيار‬
‫يتزّعـ ىذا ّ‬
‫متحمسة‪ ،‬انتقؿ إلى باريس سنة ‪ 1889‬والتقى شعراءىا الرمزييف‬
‫ّ‬ ‫كاثوليكية‬
‫ّ‬ ‫أمو تقوى‬
‫عف ّ‬
‫الرمادي>>‬
‫الرمزّية‪ .‬لو ديواف<<رسوـ بالموف ّ‬
‫و ّأوليـ ماالرميو‪ ،‬فأثر ذلؾ في وجيتو الّ ّشعرّية ّ‬
‫وثالث أساطير‪.‬‬

‫خمت‬
‫وفي برليف أصدر مجمّة شعرّية بعنواف<<أناشيد>>استخدـ فييا لغة غنائية جديدة‪ْ ،‬‬
‫الفف ال ّشعري ك ّؿ عالقتو‬
‫بيعية؛ فقطع ّ‬
‫النزعة الطّ ّ‬
‫أصحاب ّ‬
‫ُ‬ ‫قصائده مف كؿ ما دعا إليو‬
‫توجياتو‪ .‬لقد أراد جيورجو لم ّشعر‬
‫ينشد في ذاتو موضوعاتو و ّ‬
‫بالمجتمع و قضاياه‪ ،‬وراح ُ‬
‫يقدـ القرابيف إلى آلية الجماؿ‬
‫الديانة‪ ،‬وال ّشاعر ىو كاىف ّ‬
‫وعد ال ّشعر نوعا مف ّ‬
‫مقدسة‪ّ ،‬‬‫ميمة ّ‬
‫ّ‬
‫ديني ُي ْشبِع اإلحساس بما ىو ُع ْموي بعد ما خال العالـ‬
‫الفف‪ ،‬فال ّشعر ذو بعد ّ‬
‫و عمى مذبح ّ‬
‫ينية و مف الفضيمة‪.‬‬
‫الد ّ‬
‫الروح ّ‬
‫مف ّ‬
‫من مراجع المحاضرة‪ :‬عبد الرحماف بدوي‪ ،‬األدب األلماني في نصؼ قرف‪ ،‬عالـ المعرفة‪ ،‬ط ‪.1990‬‬

You might also like