Professional Documents
Culture Documents
روضات الجنات جلد 6 اصلی
روضات الجنات جلد 6 اصلی
[الجزء السادس]
باب ما أوله الغين و الفاء و القاف و الكاف و الالم من ساير أطباق الفريقين
550الشاعر البدوى و العاشق الفدوى ابو الحارث غيالن بن عقبة بن مسعود بن حارثة بن عم33رو بن ربيع33ة الع33دوى
1
هو الشاعر الماهر المتقدم المسلم المسلم الملقب بذى الرمة
و «الرّمة» بض ّم ال ّراء و بكسرها مع تشديد الميم و تخفيفه33ا كم33ا فى «الق33اموس» بمع3نى قطع3ة من حب3ل ،و ب3ه سّ 3مى
ال ّرجل .لما ذكره الحافظ السّيوطى فى «شرح ال ّشواهد» من انّ33ه انى ميّ33ة ص33احبته و على كتق33ه قطع3ة حب33ل فاستس33قها
فقالت :اشرب يا ذا الرّمة ،فلقّب به.
قال :و قيل لقوله :أشعث باقى ر ّمة .التّقليد ،و قيل ك3ان يص3يبه الف3زع في ص33غره فكتبت ل3ه تميمة 2فك3انت تعلّ3ق علي3ه
بحبل.
له رواية فى الحديث حدث عن ابن عبّاس روى عن33ه أب33و عم33رو بن العالء اخ33رج ابن عس33اكر من طري33ق اس33حاق بن
سيّار النّصيبى ،عن األصمعى ،عن أبى عمرو بن العالء ،عن ذى الرّمة؛ عن ابن عبّاس ،عن النّب ّى ص33لّى هّللا علي33ه و
ان من ال ّشعر حكمة ،و بسنده عن ابن عبّاس فى قوله تعالى و البحر المسجور قال الفازغ قال النّص33يبىاله و سلّم قالّ :
ليس لذى ال ّرمة غير هذين الحديثين ،و ع ّده الجحمى فى الطّبقة الثّالثة من شعراء االسالم إلى أن قال :و أخرج
______________________________
(*) له ترجمة فى :خزانة االدب ،51 3:1ريحانة االدب ،262 3:2شرح شواهد المغنى ،65الشعر و الش33عراء ،333
طبقات الشعراء ،125مرآة الجنان ،253 :1معاهد التنصيص ،260 :3الموشح ،170وفيات االعيان 184 :3
( -) 1التميمة :خرزة او ما يشبهها كان االعراب بضعونها على اوالدهم للوقاية من العين و دفع االرواح.
ص3 :
ابن عساكر من طريق ابن عبد الحكيم ،قال سمعت الشافعى ،يقول :ليس يقدم أهل البادية على ذى الر ّم33ة أح33دا ،و ق33ال
لى ال ّشافعى لقى رجل رجال من أهل اليمن ،فقال لليمانى:
)*( 1له ترجمة فى :خزانة االدب ،51 :1ريحانة االدب ،262 :2شرح شواهد المغنى ،65الشعر و الشعراء ،333طبقات الشعراء ،125مرآة الجنان
،253 :1معاهد التنصيص ،260 :3الموشح ،170وفيات االعيان 184 :3
-)1 ( 2التميمة :خرزة او ما يشبهها 3كان االعراب بضعونها 3على اوالدهم للوقاية من العين و دفع االرواح.
أن ام33رؤ القيس كلّ33ف أن
من أشعر النّاس؟ فقال :ذو الر ّمة فقلت له :فاين امرؤ القيس ال حميّة بذلك النّه يمانى فقال ل33و ّ
ينشد شعر ذى الر ّمة ما أحسنه و اخرج عن أبى عبيدة قال :لقى جرير ذا الرّمة فقال له :هل ل33ك فى المهاج33اة؟ ق33ال ال:
الش3عر في نس33وانك هتكهن االسفلة و م33ا ت33رك ّ
ّ قال جرير كأنّك هبتنى قال ال و هّللا قال فلم ال تغفل؟ قالّ :
الن حرمك قد
مربعا.
مات ذو ال ّر مة باصبهان سنة سبع عشرة و مأة ،عن أربعين سنة ،قال أبو عمرو بن العالء فتح ال ّشعر بأمرى القيس ،و
ختم بذى الر ّمة ،و قال األصمعى مات ذو الر ّم ة عطشانا و أتى با لماء و به رمق؛ فلم ينتفع به ،و كان آخر م33ا تكلّم ب33ه
قوله:
3
و فارج الكرب زخر حنى من النّار يا مخرج ال ّروح من نفسى إذا احتضرت
انتهى .و من جملة من ذكره السّيوطى ايضا من أصحاب باب العين المعجمة و نحن تاركوا التّرجمة له على ح ّده لع33دم
كونه من جملة هذه اال ّمة الماجدة هو أب3و مال3ك غي33اث بن غ33وث أو غ33ويث -أو مغيث -بن الص33لت بن طارق3ة التّغل33بى
النّصرانى الملقّب باالخطل ال ّشاعر المشهور :المق ّدم المقرّب عند خلف3اء ب3نى اميّ3ة لمدح3ه لهم ،و انقطاع3ه إليهم ،و ق3د
ذكره الفاضل المذكور فى ذيل شاهد قوله:
______________________________
( -)1شواهد السيوطى 65طبع ايران ،و فى الشعر و الشعراء و غيره:
و غافر الذنب زحزحنى عن النار با قايض الروح من نفسى اذا احتضرت
الكنيسة معبد النّصارى ،و كان االخطل نصرانيّا إلى أن قال :بعد ذكره اسم ال ّرجل و نسبه ق33ال ل33ه كعب بن جع33ل ان33ك
الخطل يا غالم أى سفيه ،فلقّب به ،و قيل لخطل لسانه ،و قيل لطول أذنيه ،و قيل لبيت قال33ه ،و ك33ان نص33رانيّا و م33ات
على نصرانيته ،و مدح يزيد بن معاويه و هجا األنصار بسببه فلعنه هّللا و أخزاه ،و ع ّمر عمرا ط33ويال إلى أن م33ات ال
رحمه هّللا ،و ال خفّف عنه ،و كان أبو عمرو بن العالء و يونس و حماد يق ّدمونه فى ال ّشعر على جرير و الفرزدق.
و اخرج ابن عساكر من طريق األصمعى عن أبى عمرو بن العالء قال :قلت لجرير خ33برّنى م33ا عن33دكم فى ّ
الش 3عراء،
قال :أ ّما أنا فمدينة ال ّشعر ،و الفرزدق يروم منّى ما ال يرام ،و ابن النصرانيّة ارمانا للفرائض و أمدحنا للملوك ،و أقلّنا
احتزاء بالقليل ،و أوصفنا للحمر و الحمر يعنى النّساء البيض قلت :فذو ال ّرمة قال لترشى ابعار ظباء و نقط عروس.
و قيل للفرزدق من أشعر الناس؟ قال كفاك اذا افتخرت و بابن المراغه إذا هجاو بابن النص33رانية اذ امت33دح إلى أن ق3ال
قال و اخرج عن سلمة بن عياش.
قال :تذاكرنا جريرا ،و الفرزدق ،و األخطل ،فقال قائل :من مثل األخطل ّ
إن فى ك ّل بيت له بيتين يقول:
و لو شاء لقال:
و كان هذا شعرا ،و كان على غير ذلك الوزن ،ث ّم إلى أن قال :و أخرج عن يحيى ابن معين قال هذا البيت لألخطل.
ص5 :
551الشاعر الشاهر الشيعى و محسن مراتب البديعى الفرزدق بن غالب بن صعص33عة بن ناجي33ة ابن عق33ال بن محم33د
4
التميمى البصرى ابو فراس االول من الشعراء االسالميين و الحسان الثانى
المؤيّد بروح القدس المتكلّم بلسان الك ّروبين قال صاحب «مجمع البحرين» المتق ّدم ذكره بعنوان االمام فخ33ر الّ 3دين :فى
ذيل ما ّدة الفرزدق :و هى القطعة من العجين قاله الجوهرى ،و أصله بالفارسيّة پرازده و ب33ه سّ 3مى الف33رزدق ،و اس33مه
هم33ام بن غ33الب بن صعص33عة التّميمى ،و كنيت33ه أب33و ف33راس ،روى عن أم33ير المؤم33نين عل ّى بن أبى ط33الب و الحس33ين
عليهما السّالم ،و كان كثير التّعظيم لقرابة ال ّرسول ،فما جاء أحد منهم إاّل ساعده على بلوغ غرضه.
و فى «بحار االنوار» نقال عن كتاب «كشف الغ ّمة» لعلّى بن عيسى اإلربلى المتق ّدم ذكره
______________________________
(*) له ترجمة فى :اعيان الشيعة ،63 :51االغانى ،324 :9خزانة االدب ،105 :1الذربعة ،823 :9ريحانة االدب
،324 3:4شرح شواهد المغنى :5الشعر و الش3عراء ،289طبق3ات الش3عراء 75الكش3ى و االلق3اب 2013و مج3الس
المؤمنين ،492 :2مجمع الرجال ،14 :5مختار االغانى ،94 :8معالم العلماء 139معاهد التنصيص ،45 :1معجم
االدباء ،257 :7مفتاح السعادة ،195 :1وفيات االعيان .136 :5
ص6 :
قال :و قال الفرزدق لقينى الحسين عليه السّالم فى منصرفى من الكوفة ،فالل :ماوراك يا أبا فراس قلت :أص ّدقك قال:
الصّدق أريد قلت :أ ّما القلوب فمعك و أ ّما السّيوف فمع بنى أميّة و النّصر من عند هّللا ،قال :ما اراك إاّل صدقت ،النّاس
صوا لالبتالء (بالبالء) ق ّل ال ّديانون.
عيد المال و ال ّدين لغو على ألسنتهم يحوطونه ماد ّرت به معايشهم فاذا مح ّ
قلت :و فى رواية أخرى عنه عليه السّالم انّه قال فى ذلك الموضع أو يوم الطّ3ف عن3د هج3وم األع3داء علي33ه من جمي3ع
ق ق ّل ال ّديانون. الجوانب بطريق حديث النّفس آه النّاس يحومون حول الح ّ
ق ما د ّر عليهم ،فاذا تمحض الح ّ
)*( 4له ترجمة فى :اعيان الشيعة ،63 3:51االغانى ،324 3:9خزانة االدب ،105 3:1الذربعة ،823 3:9ريحانة االدب ،324 3:4شرح شواهد المغنى
:5الشعر و الشعراء ،289طبقات الشعراء 75الكشى و االلقاب 2013و مجالس المؤمنين ،492 3:2مجمع الرج33ال ،14 3:5مخت33ار االغ33انى ،94 3:8
معالم العلماء 139معاهد التنصيص ،45 :1معجم االدباء ،257 :7مفتاح 3السعادة ،195 :1وفيات االعيان .136 :5
أن حديث إنشاده القصيدة الغ ّراء المعروفة بين الفريقين فى مديح سيدنا المظل33وم زين العاب33دين على بن الحس33ين هذا ث ّم ّ
فهو كما عن كتاب مح ّمد بن عمر بن عبد العزيز الكشى فى كتاب رجاله به33ذه العب33ارة :حّ 3دثنا مح ّم33د بن مس33عود ،ق33ال
حّ 3دثنا مح ّم33د بن جعف33ر ،ق33ال حّ 3دثنا اب33و الفض33ل محم33د بن أحم33د بن مجاه33د ،ق33ال :حّ 3دثنا العالء بن محم33د بن زكريّ33ا
ان هشام بن عبد الملك حج فى خالفة عبد المل33ك و بالبصرة ،قال :ح ّدثنا عبيد هّللا بن مح ّمد بن عايشه ،قال ،ح ّدثنى أبى ّ
الوليد و طاف بالبيت ،فأرادن يستلم الحجر ،فلم يقدر عليه من ال ّزحام ،فنصب له منبر ،فجلس عليه ينظر إلى النّ33اس و
أطاف به أهل ال ّشام ،فبينا هو كذلك إذ أقبل عل ّى بن الحسين عليه السّالم و عليه إزار و رداء من أحسن النّاس وجها ،و
اطيبهم رائحة ،و بين عينية س ّخادة كأنّها ركبة البعير 5فجعل يطوف بالبيت؛ ف3اذا بل3غ إلى موض3ع الحج3ر تنحى النّ3اس
عنه حتّى يستلمه هيبة له و اجالال ،فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل ال ّشام لهشام من هذا الّذى ق33دها ب33ه النّ33اس ه33ذه
الهيبة ،و أفرجوا له عند الحجر ،فقال هشام ال أعرفه لئاّل يرغب فيه أهل ال ّشام ،فق33ال الف33رزدق و ك33ان حاض33را :لكنّى
أعرفه فقال ال ّشامى :من هذا يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق:
هذا التّق ّى النّق ّى الطّاهر العلم هذا ابن خير عباد هّللا كلّهم
______________________________
( )1فى مجمع الرجال :ركبة عقر.
ص7 :
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم إذا راته قريش قال قائلها
عن نيلها عرب اإلسالم و العجم ينمى إلى ذروة الع ّز الّذي قصرت
من ّ
كف أروع في عرنينه شمم بكفّه خيزران ريحه عبق
حلو ال ّشمائل تحلو عنده النّعيم ح ّمال أثقال أقوام إذا فدحوا
بج ّده أنبيآء هّللا قد ختموا هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله
و فضل أ ّمته دانت له األمم من ج ّده دان فضل األنبياء له
رحب الفناء أريب حين يعتزم ال يخلف الوعد ميمون نقيبته
6
و يستزاد به االحسان و النّعم يستدفع السّوء و البلوى بحبّهم
في ك ّل حال 7و مختوم به الكلم مق ّدم بعد ذكر هّللا ذكرهم
أو قيل من خير خلق هّللا قيل هم إن ع ّد أهل التّقى كانوا أئ ّمتهم
______________________________
( )1فى المجمع:
)1 ( 6فى المجمع s\iُ\:يستدعى السوء و البلوى محبهم\ zو يسترب به االحسان و النعمz\E\E\.
)2 ( 7فى المجمع :فى كل يوم.
و يسترب به االحسان و النعم. يستدعى السوء و البلوى محبهم
ص8 :
و األسد أسدا ال ّشرى و الباس محتدم هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت
فال ّدين من بيت هذا ناله األمم من يعرف هّللا يعرف أولويّة ذا
على ال ّ
صحابة لم أكتتم كما كتموا مواطن قد قلمت في ك ّل نائبة
و على بعض نسخ الكشى فيما نقل عنه أن أ ّول هذه القصيدة هكذا:
عندي بيان إذا طاّل به قدموا يا سائلي أين ح ّل الجود و الكرم
صلّى عليه الهي ما جرى القلم هذا الّذي أحمد المختار والده
المقتول حمزة ليث حبّه قسم هذا الّذي ع ّمه الطيّار جعفر و
و ابن الوص ّي الّذي في سيفه نقم هذا ابن سيّدة النّسوان فاطمة
ست و عشرون بيتا ،قال ال ّراوى فغضب هشام و أمر بحبس الف3رزدق فحبس بعس33فان بين م ّك33ة و المدين33ة
و قيل و هى ّ
فبلغ ذلك عل ّى بن الحسين عليه السّالم فبعث إليه باثنى عشر ألف درهم و قال اعذرنا يا أبا فراس ،فلو كان عندنا اك33ثر
من هذا لوصلناك به ،فر ّدها
ص9 :
و قال :يابن رسول هّللا ما قلت الّذى قلت إاّل غضبا هّلل و لرسوله و ما كنت الرزأ عليه ش33يئا فر ّده33ا و ق33ال بحقى علي33ك
لما قبلتها ،فقد رأى هّللا مكانك و علم نيّتك.
و فى رواية شارح ال ّشواهد قال ش ّكر هّللا لك غير انا أهل بيت إذا انفذنا أمرا لم نعد فيه ،فقبله33ا ،فجع33ل الف33رزدق يهج33و
هشاما و هو فى الحبس ،و كان فيما هجاء به قوله:
و قيل لما حبس هشام بن عبد الملك الفرزدق أمر بمحو اسمه من الديوان ،فل ّما طال عليه الحبس و ك33ان توع33د بالقت33ل،
فشكى إلى عل ّى بن الحسين فدعى له ،فخلّصه هّللا فجاء إليه و قال يابن رسول هّللا انّه محى اسمى من ال ّديوان ،فقال :كم
كان عطاؤك؟
قال :كذا ،فأعطاه ألربعين سنة و قال :لو علمت انّك تحتاج إلى أكثر من هذا أعطين33اك فم33ات الف33رزدق بع33د أن مض33ى
ان من جملة كراماته استخالص الرّج33ل من أربعون سنة و هذا أيضا من جملة كرامات موالنا اإلمام عليه السّالم ،كما ّ
ان ك ّل ما أنشده بهذه الفصاحة و اإلنتحال ،كان على وجه كيد هشام مع ك ّل ما بدر منه إليه من سوء الكالم ،بل الظّاهر ّ
البديهة و اإلرتجال ،لغاية ضيق مجاله عن التّأ ّمل فى نض33د المق33ال ،و ت33رتيب الطرائ33ف من االق33ول ،و ه33ذا من جمل33ة
عظيم االشكال لو لم يكن من قبيل األمر المحال.
ان فى بعض الكتب نقال عن جار هّللا الزمخشرى انّه قال :هذان البيتان للفرزدق قالهما بعد أن حلف أاّل يقول ّ
الش33عر ث ّم ّ
و اقبل على قراءة القرآن ث ّم رجع:
قيل و كذا قال المب ّرد فى الكامل ،قال و من أبيات هذا ال ّشعر:
8
______________________________
( )1راجع مجمع الرجال 16 -14 :5
ص10 :
ّ
3االكف االص33ابع»
و قد ذكر الحافظ السّيوطى أحوال الفرزدق فى شرح شواهد المغنى فى ذيل ش33اهد «اش33ارت كليب ب3
ي النّاس ش ّر قبيلة».
فقال هذا عجز بيت للفرزدق صدره «اذا قيل أ ّ
من قصيدة يهجوبها جريرا و يرد عليه قصيدة له على هذا الرّوى و أوّل هذه القصيدة.
و خيرا إذا هبّ الرّياح ال ّزعازع و منّا الّذي اختبر الرّجال سماحة
ث ّم الى أن قال ال ّشارح قوله «منّا الّذى اختر ال ّرجال» قال ابن ال ّشجرى فى أماليه:
ث ّم إلى أن قال بعد اإلشارة إلى شرح سائر أبياتها و قوله «إشارت كليب» بالج ّر على حذف الجا ّر و إبقاء عمله أى إلى
كليب ،و رواه ابن حبيب كليب بال ّرفع و قال هو على تقديره هذه كليب ،و قال المصنّف فى شواهده و األص33ل اش33ارت
ّ
االكف باألصابع فأسقط الجا ّر و قلب الكالم فجعل الفاعل مفع33وال و عكس33ه ،و ق33ال غ33يره غ33ير ذل33ك و غ33ير إلى كليب
ذلك.
(فائدة) الفرزدق اسمه همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية ث ّم قال بعد انهاء نسبه الفخيم باثنى عشرة واسطة إلى تميم
الّذى هو أبو قبيلة جليلة من العرب القديم :روي عن عل ّى بن أبى طالب و أبى هريرة و الحسين و ابن عمرو ابى سعيد
و الطّرماح ال ّشاعر ،و عنه الكميت ال ّش اعر ،و مروان األصفر ،و خالد الحذاء ،و أشعث بن عبد المل33ك ،و ّ
الص 3عق بن
ثابت .و ابنه لبطه ابن الفرزدق ،و حفيده أعين بن لبطة ،وفد على الوليد و
ص11 :
سليمان و مدحهما ،و ذكر الكلبى انّه وفد على معاوية ،قال ّ
الذهبى و لم يصحّ ،قال ابن دري33د ك33ان غلي33ظ الوج33ه جهم33ا
فلذلك لقب بالفرزدق ،و هو -الرّغيف الضّخم ،و ذكره الجمحمى فى الطّبقة االولى من ّ
الش3عراء االس33الميّين ،ق33ال أب33و
عمرو :كان شعر ثالثة من شعراء اإلسالم يشبه بشعر ثالثة من شعراء الجاهليّة ،الفرزدق بزهير ،و جرير باالعش33ى،
و األخطل بالنّابغ3ة ،إلى أن ق3ال -و ش3به ش3عر الف3رزدق بش3عر زه3ير لمتانتهم3ا و اعتس3ارهما ،و ك3ان ي3ونس يفض3ل
الفرزدق على جرير ،و يقول ما تهاجى شاعران ق33طّ في جاهليّ33ة و ال إس33الم ااّل غلب أح33دهما على ص33احبه غيرهم33ا،
فانّهما تهاجيا نحوا من ثالثين س3نة ،فلم يغلب واح33د منهم33ا على ص3احبه .و ق3ال أب33و عم33رو بن العالء لم أرب3دويا أق3ام
بالحضر ااّل فسد لسانه غير رؤبة و الفرزدق .و قال ابن شبرمة كان الفرزدق أشعر النّاس.
و أخرج أبو الفرج فى االغانى عن يونس بن حبيب قال :لو ال شعر الفرزدق ل33ذهب ثلث لغ33ة الع33رب ،و ق33ال الجاح33ظ
ّ
3وائهن و ال فى ص33فة عش33ق و ّ
3فاتهن و اس33تمالة أه3
كان الفرزدق صاحب نساء وزنى و كان ال يحسن بيتا واحدا فى ص3
وصفهن أحسن خلق هّللا تشبيبا و اجودهم نسيبا .قال ابو عمرو بنّ ّ
ارادتهن و خالفه فى بتاريخ حبّ ،و جرير ض ّده فى
العالء حضرت الفرزدق و هو يجود بنفسه فما رأيت أحسن ثقة باهّلل منه ،قال و ذلك فى أ ّول سنة عشر و مأة فلم انشب
ان قدم جرير من اليمامة فاجتمع اليه النّ33اس فم33ا انش33دهم و ال وج33دوه كم33ا عه33دوه ،فقلت ل33ه فى ذل33ك فق33ال اطف33أ و هّللا
الفرزدق جمرتى و اسال عبرتى و قرّب منيّتى ث ّم ر ّد إلى اليمامة فنعى لنا فى رمضان من السّنة ،و قيل انّهما ماتا سنة
احدى عشرة و مأة و قيل سنة أربع عشرة و مأة.
و اخرج ابن العساكر عن ابى الهيثم الغنوى قال :لما مات الفرزدق بكى جرير ،فقي33ل ل33ه :أتبكى على رج33ل يهج33وك و
تهجوه منذ أربعين سنة؟ قال اليكم عنّى فو هّللا ،ما تساب رجالن و ال تناطح كبشان فم33ات اح33دهما إاّل تبع33ه اآلخ33ر عن
قريب ،فمات بعده بأربعين يوما.
ص12 :
و صعصعة ج ّد الفرزدق صحاب ّى قدم على رسول هّللا صلّى هّللا عليه و آله و سلّم و له رواية ،و كان يحيى الم33وؤدات،
اخرج ابن مندة و ابن ابى ال ّد نيا و ابن عساكر عن مغيرة قال :لم يكن أحد من أشراف العرب بالبادي3ة ك3ان أحس3ن دين3ا
من صعصعة ج ّد الفرزدق ،و هو الّذى احيى الف موؤدة و حمل على ألف فرس ،و هو الّذى افتخر به الفرزدق فقال:
(فائدة) قال اآلمدى فى «المؤتلف و المختلف» في ال ّشعراء شاعر يكنّى أبا الفرزدق و هو العجيز بن عب33د هّللا ّ
الس 3لولى
مولى لبنى هالل انتهى ،و قال ايضا فى موضع آخر و اخرج ابن عساكر عن مح ّمد بن اس33حاق الوش33ا النّح33وى ،ق33ال:
قال بعض ال ّرواة :ذهب كثير بالنّسيب أى اإلنشاد فى صفة جم33ال المحب33وب ،و ذهب جري33ر بالهج33اء و ذهب االخط33ل
بالمديح ،و ذهب الفرزدق بالفخار ،و قال فى موضع آخر و اخرج ثعلب فى شرح ديوان زهير قال :أخ33برنى أب33و قيس
العنبرى عن عكرمة بن جرير قال :قلت ألبى من أشعر النّاس؟ قال زهير أش33عر أه33ل الجاهليّ33ة .قلت :فاإلس33الم؟ ق33ال:
الفرزدق نبعة ال ّشعر.
قلت :فاالخطل؟ قال :مجيد مدح الملوك و يصيب صفة الخمر .قلت :فما تركت لنفسك؟
صحابى المشهور صاحب قصيدة بانت سعاد المش33هورة فى م33ديح رس33ول أقول و زهير المذكور والد كعب بن زهير ال ّ
هّللا صلّى هّللا عليه و آله الّتى شرحها ابن هشام النّحوى و غ33يره ،و هى الّ3تى أنش3دها و جعله3ا بع3د دخول33ه فى االيم33ان
وسيلة إلى نيل األمان من جهته صلّى هّللا عليه و آله لما توعده بالقتل حيثما وجده ،و قص33ته طويل33ة م33ذكورة فى ش33رح
القصيدة.
و يدعى أبوه زهير المشار إليه بزهير بن أبى سلمى بض ّم السّين ربيعة بن رياح بن مرّة بن الحارث من بنى مزين33ة ،و
ّ
الخطاب عليه أحدا ،و من شعره المتميّز عن غيره قوله: كان أحد فحول ال ّشعرآء ال يقدم عمر بن
و ال ذكر التجرم ّ
للذنوب و ال تكثر على ذي الضّغن عتبا
ص13 :
و نقل عن االغانى عن ابن االعرابى قال :كان ال ّزهير فى ال ّشعر ما لم يكن لغيره ،و كان أب33وه ش33اعرا و ه33و ش33اعر و
خاله شاعر و اخته سلمى شاعرة و ابناه كعب و بجير شاعران و اخته الّخنساء شاعرة.
إن رسول هّللا ص3لّى هّللا علي3ه و آل33ه و س3لّم نظ3ر إلى زه3ير بن و اخرج عن ابراهيم بن مح ّمد بن عبد العزيز ال ّزهرى ّ
ّ
خنس3اء أبى سلمى و له مأة سنة ،فقال :اللّه ّم أع33ذني من ش33يطانه فم33ا الك بيت33ا حتّى م33ات قي33ل و لم33ا م33ات ق33الت اخت33ه
ال ّشاعرة ترّثيه.
يساق به و قد ح ّ
ق الجدار إذا ال قى منيتّه فأمسى
و قال أيضا فى موضع آخر :و اخرج ابن عساكر عن األص33معى ق33ال :س33ألت بش33ار األعمى 3من أش33عر النّ33اس؟ فق33ال:
اختلف النّاس فى ذلك فأجمع أهل البصرة على امرئ القيس و طرفة بن العبد ،و أجم33ع أه33ل الكوف33ة على بش33ر بن أبى
حازم و األعشى الهمداني ،و أجمع أهل الحجاز على النّابغ33ة و زه33ير ،و أجم33ع أه33ل ّ
الش3ام على جري33ر و الف33رزدق و
االخطل ،و كان األخطل دونهما .قلت :فجرير أشعرأ و الفرزدق؟ فقال:
كان جرير يقول المرائى و لقد ناحوا على النوا و امرأة الفرزدق بشعر جرير.
ص14 :
و من جملة أخبار ال ّرجل بنقل صاحب الكشكول انّه م ّر بزياد االعجم و هو ينشد ،فقال تكلّمت يا اغلف .فقال ل33ه زي33اد:
ما اعجل ما اخبرتك بها ا ّمك ،فقال الفرزدق :هذا هو الج33واب المس33كت و بنقل33ه أيض33ا ق33ال :ق33ال رج33ل للف33رزدق م33تى
عهدك بال ّزنا يا أبا فراس؟ فقال منذ ماتت ا ّمك يا أبا فالن.
هذا .ويحكى ّ
ان سليمان بن عبد الملك أتي بأسارى من الرّوم ،و ك33ان الف33رزدق حاض33را ،ف33أمره س33ليمان ب33أن يض33رب
عنق واحد منهم ،فاستعفى فما أعفى و قد اشير إلى سيف غير صالح ّ
للض3رب ليس33تعمله ،فق33ال الف33رزدق :ب33ل اض33رب
بالسّيف أبى رغوان سيف مجاشع يعنى نفسه ،فكأنّه قال ال يستعمل ذلك السّيف إاّل ظالم او ابن ظالم ،ث ّم ض33رب بس33يفه
الرومى ،فاتّفق ان بنى السيف ،فضحك سليمان و من حوله ،فقال الفرزدق:
عن االمير و لكن آخر القدر لم ينب سيفى من رعب و ال دهش
ضربت و لم تضرب بسيف ابن ظالم بسيف أبى رغوان سيف مجاشع
و قال و انصرف و حضر جرير فخبّر الخبر و لم ينشد ال ّشعر فأنشد يقول:
ضربت و لم تضرب بسيف ابن ظالم بسيف أبى رغوان سيف مجاشع
فأعجب سليمان ما شاهد ،ث ّم قال جرير يا امير المؤمنين كأني بابن الفتن -يعنى الفرزدق -قد أجابنى فقال:
اذا أثقل األعناق حمل المغارم و ال نقتل األسرى و لكن نفكهّم
ص15 :
اذا أثقل األعناق حمل المغارم فال نقتل األسرى و لكن نف ّكهم
ابا عن كليب أو اخا مثل دارم و هل ضربة الرّو ّمي جاعال لكم
كذا فى كتاب المط3وّل لس3عد الّ 3دين التّفت3ازانى ،و انّم33ا طوين3ا كش33حا عن التّع3رّض لغ3ير م33ا ذك3ر من أش3عار ص33احب
الن ك ّل فرد من قصيدته الفاخرة الّتى نقلناها بتمامها هنا م ّما ال يقابل به شىء من األشعار و ال يس33تلذ بغيره33ا
التّرجمة ّ
ق و الحقيقة ،مع كونها فى مقابل االبصار ،مضافا إلى كون شأنها لشرف مم33دوحها أرف33ع من أن سمع أحد من أهل الح ّ
تذكر فى عداد نعوت أمث3ال الف3واحش و الخم3ور ،أو ت3ورد فى قط3ار أوص33اف مل3وك أه3ل الّ 3دنيا و أرب33اب الّ 3زور ،و
أصحاب الفجور ،و نرجوا هّللا سبحانه و تعالى أن تكون م ّمن غفر له ببرك3ات أثب3ات ه3ذه القص3يدة الغ3رّاء ،واص3الت
ص فايح الحديدة على وجوه االعدآء ،على سبيل االزراء لمحض ابتغاء مرضاة هّللا و رس33وله و االئ ّم33ة الطّ33اهرين هذه ال ّ
و س3يّدتنا المعص3ومة الحمي3دة ال ّزه3رآء عليهم منّى س3الم هّللا أب3دا م3ا بقيت و بقي اللّي3ل و النّه3ار ،و ال خيّب3نى أهّلل م ّم3ا
رجوت و ما ا ّملت في والية اولئك االبرار و االخيار و األنوار األطهار فانّه العزيز الغفّار المختار.
9
552الفضل بن محمد بن على بن الفضل القصبانى ابو القاسم النحوى البصرى
قال صاحب «بغية الوعاة» فى طبقات اللّغويّين و النّحاة :كان واسع العلم ،غزير الفضل ،إماما فى علم العربيّة ،و إليه
كانت ال ّر حلة فى زمانه ،أخذ عنه الحريرى و الخطيب التّبريزى ،و صنّف كتابا فى النّحو و حواشى الصّحاح و كت33اب
األمالى و كتاب ال ّ
ص فوة فى اشعار العرب مات سنة أربع و أربعين و أربعمأة و من شعره:
______________________________
(*) له ترجمة فى :بغية الوعاة ،246 :2اللباب ،226 :2معجم االدباء نكت الهميان 227
ص16 :
)*( 9له ترجمة فى :بغية الوعاة ،246 :2اللباب ،226 :2معجم االدباء نكت الهميان 227
إاّل إذا مسّ بإضرار فى النّاس من ال يرتجى نفعه
انتهى.10
و هو غير أبى العبّاس الفضل بن محمد بن يحيى اليزيدى الذى ك33ان من ق33دماء إه33ل العربيّ33ة ،و ذك33ره أيض33ا ص33احب
البغية فقال كان أحد [النّحاة] النّبآلء و ال ّرواة العلماء ،أخذ عنه ج ّم غفير ،و سيأتى ج ّده فى ب33اب الي33آء إنش33اء هّللا تع33الى
مات سنة ثمان و سبعين و مأتين.11
ث ّم انّه قال فى مقام ترجم33ة جّ 3ده الم33ذكور يح33يى بن المب33ارك بن المغ33يرة الع33دوى االم33ام أبى مح ّم33د اليزي33دى النّح33وى
ى اللّغوى مولى بنى عدى بن مناة ،بصرى سكن بغداد ،و حدث عن ابى عمرو و الخليل ،و عنهما أخ3ذ العربيّ3ة، المقر ّ
و أخذ عن الخليل اللّغة و العروض ،روي عنه ابنه مح ّمد و أبو عبيد و خلق ،و كان أحد الق ّراء الفصحاء العالمين بلغة
العرب و النّحو ،أ ّدب أوالد يزيد بن منصور الحمير ّ
ى و نسب إليه ،ث ّم ا ّدب المأمون ،فسأله م3رّة عن ش33ىء فق33ال :ال و
جعلنى هّللا فداك ،فقال المأمون هّلل د ّرك ما وضعت الواو فى مكان أحسن من موضعها هذا و وصله ،و هو الّ33ذى خل33ف
أبا عم33رو بن العالء فى الق33راءة و ص3نّف مختص33را فى النّح33و ،و كتاب33ا فى المقص33ور و المم33دود و كتاب33ا فى النّق33ظ و
ال ّشكل ،و كتابا فى النّ وادر ،و مات بخراسان سنة اثنتين و مأتين عن أربع و سبعين سنة و نشأء له أوالد و اوالد اوالد
علمآء ،و فى هذه الطّبقات منهم جملة.12
أقول و سوف يأتى اإلشارة إلى ذكر جماعة منهم فى ذيل ترجمة أبى عبد هّللا مح ّم33د بن العبّ3اس اليزي33دى ابن اخى ه3ذا
ال ّرجل فى باب المحامدة إنشاء هّللا تعالى.
______________________________
( )1بغية الوعاة 246 :2
ص17 :
صبا ألهل مذهبه و طريقت33ه ،متص33لّبا ى االصول ،متع ّ كان من أعاظم علماء المعقول و المنقول ،حنف ّى الفروع و أشعر ّ
فى عداوة أولياء هّللا و أحبّته ،له كتب و مصنّفات و رسائل و مؤلّفات ،منها كتاب «المقاص33د» فى علم الكالم ،و كت33اب
ق» الّذى كتبه العاّل مة فى مخالفات أهل السّنة مع اإلماميّة فى العقائد و األحكام.
«إبطال الباطل» فى نقض «كشف الح ّ
ق» و جع33لالش3هيد الموثّ3ق الموفّ3ق فى كتاب3ه الموس33وم ب «احق3اق الحّ 3و هو الّذى ر ّد عليه القاضى نور هّللا التّسترى ّ
الكالم فيه على ثالثة أرسام ا ّولها :قال المصنف رفعه هّللا ،و ثانيها :قال النّاصب خفضه هّللا ،و ثالثها :صورة ر ّده شكر
هّللا سعيه ،على ما ذكره النّاصب المذكور ،هو من أحسن الكتب المصنّفة فى الر ّد على علمآء الجمهور.
قال السيّد نعمة هّللا الجزائرى رحمه هّللا فى «مقاماته» عند انجرار كالم33ه إلى ذك33ر مق33ابح أفع33ال علم33اء أه33ل الس3نّة و
الش3ريف المش3هور؛ من األب رؤسائهم ،و من ذلك النّاصبى المتأخر قاضى الحرمين الّذى يزعم ّ
أن ج ّده من اال ّم السيّد ّ
الص3دق» ب3أقبح ر ّد و س3لّط هّللا
ق و نهج ّ الفضل بن روزبهان المشهور ،و هو الّذى ر ّد على العاّل مة كتابه «كش3ف الحّ 3
ق» ما رأيت أحسن عليه االمام المتبحّر السيّد نور هّللا ال ّشوشترى تغ ّمده هّللا برحمته فر ّد كالمه بكتاب س ّماه «إحقاق الح ّ
الن ك ّل ما ذكر فيه من الر ّد على ذلك النّاصبى من كتبهم و أحاديثهم.
من هذا الكتابّ ،
كان له بنت ،فل ّما بلغت مقاعد النّساء خطبها منه شرفاء مكة و علماء الحرمين
______________________________
(*) له ترجمة فى :الضوء الالمع ،19 :6فارسنامه ناصرى ،197 :2هدية العارفين 820 :1
ص18 :
ألن سلطان العجم و إن كان علويّا إاّل أنّه من الرّافض33ة ،و س33لطان ال3رّوم و إن ك33ان من أه33ل فقال بنتى هذا ال كفولهاّ ،
السنة أاّل أنّه ليس بعلوىّ ،فل ّما مات قاضى الح3رمين ص3ارت من أص3حاب الرّاي3ات كّ 3ل من أراد الّ 3دخول دخ3ل عليه3ا
بال ّدرهم و ما نقص عنه و كانت مورد النّظم ال ّشيخ بهاء الملّة و ال ّدين:
)*( 13له ترجمة فى :الضوء الالمع ،19 :6فارسنامه ناصرى ،197 :2هدية العارفين 820 :1
جاء زيد قام عمرو ذكرها كان ظرفا مستقرّا و كرها
لم قتلت اال ّم يا هذا الغالم قال بعض القوم من اهل المالم
ّ
ان قتل اال ّم شىء ما اتى كان قتل المرء اولى يا فتى
ّ
ان قتل األم أدنى للصّواب قال يا قوم اتركوا هذا العتاب
قتل كرد ّ
ى ال ّم زانية من ذوا النّفس الكفور الجانية
ص19 :
و هذا حال ك ّل من نصب العداوة لشيعة أهل البيت عليهم السالم فانّه راجع إلى نصب العداوة لهم.
14
554العارف الفياض و الزاهد المرتاض ابو على الصوفى الفضيل بن عياض الكوفى
)*( 14له ترجمة فى :تذكرة الحفاظ ،225 3:1تهذيب التهذيب ،294 3:8الجواهر المضيئة ،490 3:1حلية االولي33اء ،84 3:8الرس33الة القش33يرية 9ص33فة
الصفوة ،134 :2طبقات الصوفية ،6مجمل فصيحى 248 :1مرآة الجنان ،415 :1نفحات االنس ،37وفيات االعيان .215 :3
اصله كما في رجال ال ّشيخ أبى أحمد النّيسابورى كوفى 3،و مولده بسمرقند ،و منشأه بأبيورد ،و نسب إلى نواحى مرو،
و إلى بلخ أيضا ،من الطّبقة االولى ،ثق3ة من رج3الهم ك3ان من زه3دة عص3ره ا ّدع3اه الص3وفيّة و ذك3روا ل3ه كرام3ات و
الس3الم ،و فى «رس3الة القش3يرى» انّ3ه خراس3انى من ناحي3ة
مقامات ،أحضره ال ّرشيد لتصديق موس3ى بن جعف3ر علي3ه ّ
مرو ،قال و قيل :أنّه ولد بسمرقند و نشأ بأبيورد ،مات بم ّكة فى المح ّرم سنة سبع و ثمانين و مأة ،و قال السيد العينائي
اآلتى ذكره و ترجمته فى باب الميم فى كتاب موعظته المشهور فى ذيل ترجمة قوله تعالى و يقولون يا ويلتنا م33ا له33ذا
الكتاب ال يغادر صغيرة و ال كبيرة إاّل أحصها قال فى الك ّشاف عن ابن عبّاس الصّغيرة التّ ّ
بس 3م ،و الكب33يرة القهقه33ة ،و
الص3غائر قب33ل الكب33ائر ،ث ّم ق33ال ه33ذا الفض33يل بن عي33اض الطّالق33انى
عن الفضيل انّه كان إذا قرأها قال ضحّوا و هّللا من ّ
الفن3دينى ال ّزاه3د المش33هور ك33ان فى أوّل أم3ره يقط3ع الطّري3ق بين أبي33ورد و س33رخس ،و عش33ق جاري33ة ،فبينم33ا ي33رتقى
الجدران إليها سمع تاليا يتلو ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر هّللا ،فقال يا ربّ قد آن فرج33ع و آوى إلى خرب33ة،
فان فضيال على الطّريق يقط33ع علين33ا فت33اب الفض33يل؛ و
فاذا فيها رفقة فقال بعضهم نرتحل و قال بعضهم حتّى نصبحّ ،
أمنهم .أقول و قال القشيرى بعد هذه الحكاية
______________________________
(*) له ترجمة فى :تذكرة الحفاظ ،225 3:1تهذيب التهذيب ،294 3:8الجواهر المض33يئة ،490 3:1حلي33ة االولي33اء :8
،84الرسالة القشيرية 9صفة الصفوة ،134 3:2طبقات الصوفية ،6مجمل فصيحى 248 3:1مرآة الجنان ،415 3:1
نفحات االنس ،37وفيات االعيان .215 :3
ص20 :
أيضا :و جاور الحرم حتّى مات ،و ق33ال الفض33يل إذا أحبّ هّللا عب33دا اك33ثر غ ّم33ه ،و إذا أبغض هّللا عب33دا أوس33ع علي33ه فى
الش3ريف ،و ك33ان من جمل33ة دنياه ،و قال ابن المبارك -يعنى ب33ه عب33د هّللا بن المب33ارك الع33ارف المش33هور المتق33دم ذك33ره ّ
أن ال ّدنيا بح33ذافيرها عرض33ت عل ّى بش33رط أن
معاصريه :-إذا مات الفضيل ارتفع الحزن ،و قال الفضيل بن عياض لو ّ
ال أحاسب بها لكنت اتقذرها كما يتقذركم أحدكم بجيفة ،إذا م ّر بها أن تصيب ثوبه؛ و قال الفض33يل ل33و حلفت انّى م33راء
أحبّ إلى من أحلف انّى لست بمراء.15
و ق33ال بعض الع33ارفين رأيت الفض33يل ي33وم عرف33ة و النّ33اس ي33دعون و ه33و يبكى بك33اء الثّكلى المحترق3ة حتّى إذا ك33ادت
ال ّشمس تغرب قبض على لحيته ،ث ّم رفع رأسه إلى السّماء ،و قال و اسواتاه منك و أن غفرت ،ث ّم انفلت مع النّاس.
الش3رك و ق33ال اب33و على ال33رازى :ص33حبت و قال الفضيل ترك العمل ألجل الناس هو ال ّرياء ،و العمل ألجل النّاس هو ّ
إن هّللا أحبّ ام3را
متبس3ما إاّل ي33وم م33ات ابن3ه عل ّى ،فقلت ل3ه فى ذل33ك ،فق33ال ّ
ّ الفضيل ثالثين سنة ما رأيت3ه ض33احكا و ال
فاحببت ذلك و قال الفضيل انى ال عصى هّللا فاعرف ذلك فى خلق حمارى و خادمى انتهى.16
و نسبة إلى طالقان و فندين قرية من مرو و أبيورد بلدة بخراسان كما عن تاريخ ابن خلّكان و نقل ايضا عن الفضل بن
الرّبيع انّه قال ل ّما ح ّج الرشيد قال لى انظر لى
______________________________
( -)1الرسالة القشيرية 9
ص21 :
رجال اسأله فقلت هنا الفضيل بن عياض فقال :إمض بنا إليه ،فاتيناه ،فاذا هو يصلّى فى غرف33ة يتل33وا آي33ة من كت33اب هّللا
ع ّز و ج ّل ،فقر عنا الباب ،فقال من هذا؟ فقلت :أجب أمير المؤمنين فقال مالى و ألمير المؤمنين :فقلت س33بحان هّللا أم33ا
عليك له طاعة واجبة؟! ففتح الباب ،ث ّم ارتقى إلى الغرفة ،فاطفأ السّراج ،ث ّم التجا إلى زاوي33ة من زواي33ا الغرف33ة فجعلن33ا
نحول عليه بايدينا فسقطت كف ال ّرشيد إليه فقال ا ّوه من كف ما الينها ان نجت غدا من عذاب هّللا ع ّز و ج ّل إلى اخر ما
ذكره من التّفصيل ،و من ظريف كالم الفضيل بن عياض المذكور أيضا بنقل شيخنا البهائى رحم33ه هّللا قول3ه أال ت33رون
كيف يزوى هّللا سبحانه و تعالى ال ّدنيا ع ّمن يحبّ و يمررها عليهم تارة بالجوع ،و م ّرة بالحاجة ،كما تضع اال ّم ال ّشفيقة
بولدها تفطمه بالصّبر م ّرة و بالحضض مرّة ،و انم33ا تري33د إص33الحه ،و ق33ال أيض33ا فى موض33ع آخ33ر ذك33ر ال ّزه33د عن33د
الفضيل بن عياض ،فقال هو حرفان فى كتاب هّللا تعالى ال تأسوا على ما فاتكم؛ و ال تفرحوا بما آتاكم ،و ق33ال ص33احب
ان ابنك يقول وددت لو انّى بالمكان الذى ارى الناس و ال يروني ،فقال :ويح ل33ه لم ال «خزانة الخيال» و قيل للفضيلّ :
اتّمها فقال :ال أراهم و ال يرونى ،و من جملة كلمات الفض33يل أيض33ا بنق33ل غ33يره :ثالث33ة ال ينبغى أن يالم33وا علي س33وء
الخلق و الغضب :ال ّ
صائم و المريض ،و المسافر.
و قيل له يوما :كيف أصبحت يا با على؟ فقال :كي33ف يص33بح من ك33انت ص33حبته م33ع نفس ممزوج33ة ّ
بالش3هوات فى دار
ممل ّوة من اآلفات .و يع ّد عليه األنفاس و السّاعات و لعلّه غضب عليه عالم الخفيّات و نقل أيضا انّه ك33ان للفض33يل ش33اة
فاعتلف من علف بعض االمراء شيئا يسيرا ،فما شرب من لبنها بعد ذلك.
و قال و ّرام بن أبي فراس فى مجموعه :قال الفض33يل بن عي33اض إذا قي33ل ل33ك تخ33اف هّللا فاس33كت فانّ33ك إن قلت ال جئت
بامر عظيم ،و إن قلت نعم فالخائف ال يكون على ما أنت عليه.
هذا و من جملة كلماته أيضا بنقل ص33احب الكت3اب المتوس33ط ذك3ره :ثالث خص33ال ّ
تقس3ى القلب؛ ك33ثرة األك33ل ،و ك33ثرة
النّوم ،و كثرة الكالم.
ص22 :
ان تلميذا من تالمذة الفضيل بن عياض ل ّما حضرته الوفاة دخ33ل علي33ه الفض33يل و جلس عن33د رأس33ه و ق33رأ ث ّم قال حكى ّ
سورة يس فقال؛ يا استاد ال تقرء هذه ،فسكت ثم لقنه ،فقال قل ال إله إاّل هّللا فقال ال أقولها النى برئ منه33ا و م33ات على
ى ش33ىء ن33زع هّللا
ذلك نعوذ باهّلل ،فدخل الفضيل منزله و لم يخرج ث ّم رآه فى النوم و هو يسحب به إلى جهنّم ،فق33ال :ب33ا ّ
المعرفة منك و كنت أعلم تالميذى فقال بثالثة أشياء اوّلها النّميم33ة ف33انّى قلت الص33حابى بخالف م33ا قلت ل33ك ،و الث33اني
بالحسد حسدت أصحابي ،و الثّالث كان بي عل3ة فجئت إلى الط3بيب فس3ألته عنه3ا ،فق3ال تش3رب فى كّ 3ل س3نة ق3دحا من
خمر ،فان لم تفعل بقيت بك العلّة ،فكنت اشربه نعوذ باهّلل من سخطه الّذى ال طاقة لنا ب33ه و نق33ول ال ح33ول و ال ق3وّة إاّل
ان لفض33يل ه33ذا ول33دا يسّ 3مى بعل ّى بن الفض33يل ،و ك33ان ان في تاريخ «حبيب السير» ّ باهّلل العل ّى العظيم الغن ّى الكريم ث ّم ّ
افضل من أبيه فى ال ّزهد و العبادة ااّل انّه لم يتمتع بحياته كثيرا ،و كان س33بب موت33ه انّ33ه ك33ان يوم33ا فى المس33جد الح33رام
واقفا بقرب ماء زمزم ،فسمع قاريا يقرء :و ترى المجرمين يومئذ مقرّنين فى االص3فاد س3رابيلهم من قط3ران و تغش33ى
وجوههم النّار .فصعق و مات و هكذا يفعل الكالم الح ّ
ق بنفوس الذين لم تعم عيون قلوبهم التى فى الص33دور ،كم33ا فع33ل
مثل ذلك كالم سيّدنا أمير المؤمنين عند ع ّده لصفات المؤمن الواقى بهمام ال ّزاهد فى حديثه المشهور.
***
ص23 :
17
555االمام المتقدم المشهور صاحب اللغة و االدب و السير و اخبار الدهور ابو عبيد القاسم بن سالم
بتشديد الاّل م قال الحافظ السّيوطى فى طبقاته الصّغرى :كان أبوه مملوكا روميّا ،و كان أبو عبيد إم33ام أه33ل عص33ره فى
فن من العلم ،أخذ عن أبى زيد ،و أبى عبيدة ،و األصمعى ،و أبى مح ّمد اليزيدي ،و ابن االع33رابى ،و الكس33ائى ،و ك ّل ّ
الف ّراء و غيرهم و روى النّاس من كتب3ه نيف3ا و عش3رين كتاب3ا و ق3ال أب3و الطيّب :مص3نّف حس3ن الت3أليف إاّل إنّ3ه قلي3ل
الرّواية ،يقطع من اللّغة علوما أفتن بها و كتابه الغريب المصنّف اعتمد فيه على كتاب رجل من بنى هاشم جمعه لنفسه
و أخذ كتب األصمعي فب ّوب ما فيها و أض33اف إليه33ا ش33يئا من علم أبى زي33د و رواي33ات عن الك33وفيّين ،و ك33ذا كتاب33ه فى
)*( 17له ترجمة فى :انباء الرواة ،12 :13بغية الوعاة 253 :2تاريخ بغداد 403 3:12تذكرة الحفاظ ،5 :2تهذيب التهذيب ،315 :7ريحانة االدب :7
،191طبقات الحنابلة ،259 :1طبقات السبكى ،153 :2 ،العبر ،392 :1غاية النهاية ،17 :2الكنى و االلقاب :1
،118مرآة الجنان ،83 3:2المزهر ،411 3:2المعارف ،549معجم االدباء ،162 3:6مفتاح السعادة ،167 3:2ميزان االعتدال ،371 3:3نامه دانشوران
،316 :2نزهة االلباء ،136نور القبس ،314وفيات االعيان 225 :3
«غريب الحديث» و «غريب القرآن» انتزعهما من غريب ابى عبيدة ،و كان مع هذا ثقة ورعا ال بأس به ،و ال نعمل33ه
سمع من أبى شيئا ،و كان ناقص العلم باالعراب ،و قال غيره :كان أبو عبيد فاضال فى دينه و علم33ه ،ربّانيّ33ا مفتيّ33ا فى
القرآن و القفه و االخبار و العربيّة ،حسن الرّواية ،صحيح النّقل ،سمع منه يحيى بن معين و غيره.
و ل33ه من التّص33انيف «الغ33ريب المص3نّف» و كت33اب «غ33ريب الق33رآن» و كت33اب «غ33ريب الح33ديث» و كت33اب «مع33انى
القرآن» و كتاب «المقصور و الممدود» و كتاب «القراءات» و
______________________________
(*) له ترجمة فى :انباء الرواة ،12 3:13بغية الوعاة 253 3:2تاريخ بغداد 403 3:12ت33ذكرة الحف33اظ ،5 3:2ته33ذيب
التهذيب ،315 3:7ريحانة االدب ،191 3:7طبقات الحنابلة ،259 3:1طبقات السبكى ،153 3:2 ،العبر ،392 3:1غاية
النهاية ،17 :2الكنى و االلقاب :1
،118مرآة الجنان ،83 3:2المزهر ،411 3:2المعارف ،549معجم االدباء ،162 3:6مفتاح السعادة ،167 3:2ميزان
االعتدال ،371 :3نامه دانشوران ،316 :2نزهة االلباء ،136نور القبس ،314وفيات االعيان 225 :3
ص24 :
مات بم ّكة سنة ثالث أو أربع و عشرين و مأتين عن سبع و ستّين سنة ،و فى «طبقات النّحاة» للزبيدى قيل ألبى عبي33د
إن فالنا يقول أخطأ أبو عبيد فى مأتى حرف من «الغريب المصنّف» فحلم أبو عبيد و لم يقع فى الرّج33ل بش33ىء و ق33ال ّ
فى المصنّف كذا و كذا ألف حرف فلو لم اخطأ إاّل فى هذا القدر اليسير ما ه3ذا بكث3ير ،و لعّ 3ل ص3احبنا ه3ذا ل3و ب3دا لن3ا
فناظرناه فى هذه المأتين بزعمه لوجدنا لها مخرجا ،قال ال ّزبيدى :عددت ما تضمنّه الكتاب من األلفاظ فالقيت فيه سبعة
18
آالف و سبعمأة و سبعين حرفا انتهى
و م ّرت اإلشارة إلى ترجمة ابى زيد الّذى هو من جملة مشايخ ال ّرجل فى باب ّ
الس3ين ،ث ّم ليعلم ّ
ان ه3ذا الرّج3ل ه3و اب3و
عبيد بصيغة التّصغير من غير زيادة هاء فى آخرها ،و يذكر غالبا بهذه الكنية فى مقابل أبى عبيدة الّتى هى م3ع اله33اء،
و هى كنية سهيمه فى جميع هذه المراتب ،و إمام أهل اللّغة فى عصره ،معمر بن المثنى اآلتى ذكره و ترجمت33ه إنش33اء
هّللا و قد تق ّدم ذكر األصمعى فى باب العبادلة م33ع اإلش33ارة إلى جماع33ة كتب33وا فى «غ3ريب الق33رآن و الح33ديث» و س3بق
أيضا فى ذيل ترجمة أحمد بن خالد ال ّ
ض رير البغدادى اإلشارة إلى بعض من كتب فى الغريب غير أبى عبيدة الم33ذكور
فليراجع.
إن اشهر كتب أبى عبي33د الم33ذكور ه33و «الغ33ريب المص3نّف» و ق33د تكلّم علي33ه جم33ع
و ليعلم فى مثل هذا الموضع أيضا ّ
كثير ،و ألّف مختصرا منه أبو يحيى مح ّمد بن رضوان بن مح ّمد النّميرى الواد ياشى ،صاحب كتاب «اح33وال الخي33ل»
الس3ابعة كم33ا فى الطّبق33ات االولى
و «شجرة األنساب» و «رسالة االسطرالب» و غير ذل33ك .و ك33ان من أواس33ط الم33أة ّ
فليالحظ.
______________________________
( -)1بغية الوعاة 254 -253 :2
ص25 :
و ال استبعد كون مح ّمد بن سالم بن عب33د هّللا بن س33الم الجمحى الّ33ذى ذك33ره ال ّزبي33دى فى الطّبق33ة الخامس33ة من اللغ33ويّين
البصريّين ،و قال توفّى سنة احدى و ثالثين و مأتين بالبصرة و له «غ33ريب الق33رآن» من جمل33ة اخ33وة ه33ذا الرّج33ل ،أو
أحد من بنى عمومته األساتيد الحاذقين ،و نقل عن ابن ال ّزبير أيضا انّه قال فى ذيل ترجمة أبى بك33ر مح ّم33د بن عل ّى بن
أبى بكر اللّخمى األديب المعروف بابن المرخى -و كان من علماء أوائل المأة السّابعة :كانت ب33ارع اختص33ر «الغ33ريب
المصنّف» فاتقن فيه و ابدع ،و سماه «حلية االديب» و ألّف «د ّرة الملتقط فى حلق الخيل» و غير ذلك .روى عن أبي33ه
و غيره ،و كان جليل القدر بيته بيت علم و أدب و رواية و كتابة؛ روى عنه أبو عمرو بن خليل و أخوه أبو الخطّاب و
أبو الحكم بن مرجان اللّغوى و غيرهم.
19
556الشيخ الحافظ الحاكم الجازم ابو محمد القاسم بن محمد بن بشار االنبارى النحوى
قال صاحب «البغية» كان مح ّدثا أخباريّا ثقة صاحب عربيّة أخذ عن سلمة بن عاصم و أبى عكرمة الض3بى ،و ص3نّف
«خلق االنسان» «خلق الفرس» «االمثال» «المقصور و الممدود» «الم33ذ ّكر و الم33ؤنث» «غ33ريب الح33ديث» «ش33رح
السّبع الطّوال» مات غ ّرة ذي الح ّجة سنة أربع و ثالثمأة ،و قيل؛ فى صفر سنة خمس و له:
)*( 19له ترجمة فى :انباه الرواة ،28 3:3بغية الوعاة ،261 3:2تاريخ بغداد 440 3:12ريحانة االدب ،186 3:1طبقات الزبيدى 144طبقات القراء :2
،24الفهرست ،118معجم االدباء ،196 :6مفتاح 3السعادة ،146 :1هدية العارفين 826 :1
______________________________
(*) له ترجمة فى :انباه الرواة ،28 3:3بغية الوعاة ،261 3:2تاريخ بغداد 440 3:12ريحانة االدب ،186 3:1طبقات
الزبيدى 144طبقات القراء ،24 3:2الفهرست ،118معجم االدباء ،196 3:6مفتاح السعادة ،146 3:1هدية العارفين
826 :1
ص26 :
و ه33و غ33ير القاس33م بن محم33د بن رمض33ان أبى الج33ود النح33وى العجالنى الّ33ذى ك33ان فى زمن ابن جنّي و ص33نّف
«المختصر» للمتعلّمين و كتاب «المقصور و الممدود» و كتاب «المذ ّكر و المؤنّث» و كتاب «الفرق» كم33ا عن معجم
االدبآء.20
و كذلك هو غير القاسم بن محمد الديمرتى ابى محم33د االص33فهانى النّح33وى اللّغ33وى الّ33ذى روى عن اب33راهيم بن منوي33ه
الص3باح و انتص33ب لالق33راء أربعين س33نة ،و ل33ه أيض33ا من التّص33انيف كت33اب «تق33ويم
االصبهانى و مح ّم33د بن س33هل بن ّ
األلسنة» و «تفسير الحماسة» و «غ33ريب الح33ديث» و «االبان33ة» و كت33اب «ته33ذيب الطّب33ع» فى ن33وادر اللّغ33ة ،و غ33ير
ذلك.21
و كذلك هو غير القاسم بن محمد بن أحمد االنصارى االوسى القرطبى المعروف بابن الطّيلسان الّذى ذك33ره ّ
الس 3يوطى
صفدى :كان مع معرفته بالقراءات و العربيّة متق ّدما فى صناعة الحديث ،ول33د س33نة خمس
أيضا فى «بغيته» فقال قال ال ّ
و سبعين و خمسمأة و روى عن ج ّده ال ّمه أبى القاسم بن غالب الشراط ،و أبى العبّاس بن مقدام ،و أبى مح ّمد ابن عب33د
ق الخزرجى ،و أجاز له عبد المنعم بن الفرس و ابو القاسم بن سمحون ،و تص ّدر لالقراء و االسماع. الح ّ
و له من التّصانيف «كتاب ما ورد من األمر فى شربة الخمر» «بيان المنن على قارى الكتاب و السّنن» و «الج33واهر
المفصّالت في ال ّر وايات المسلسالت» و غرائب اخبار المسندين و مناقب آثار المهتدين» و «اخبار صلحاء االن33دلس»
خرج من قرطبة لما أخذها الفرنج ،و نزل بما لقة ،و ولّى خطابتها إلي أن مات سنة اثنتين و أربعين و ستمأة انتهى.22
و سيأتى ترجمة ولد صاحب التّرجمة أبى بكر اللغوى النّحوي المعروف بابن االنبارى ،صاحب الحافظة العجيبة ،م33ع
اإلشارة إلى جماعة من ارباب الحافظة بتلك المناسبة ،فى باب المحامدة انشاء هّللا .
______________________________
( -)1معجم االدباء 199 :6
-)1 ( 20معجم االدباء 199 :6
-)2 ( 21بغية الوعاة 263 :2
-)3 ( 22بغيه الوعاة 261 :2
( -)2بغية الوعاة 263 :2
ص27 :
23
557العالم الرفيع و صاحب الطرز البديع و الفضل الجميع ابو محمد القاسم ابن على بن محمد بن عثمان الحرامى
بالمهملتين قبيلة؛ الحريرى حرف3ة ،البص3رى بل3دا و مح ّم33دا ،ص3احب كت33اب «المقام3ات» المش3هور الّ3ذى ه3و آي3ة من
اآليات ،و نقاي33ة من المق33االت ،و كت33اب «درّة الغ33واص فى أغالط الخ33واص» و كت33اب «ملح33ة االع33راب» و ش33رحها
المستطاب و هى أرجوزة فى النّحو على طرز الفيّ33ة ابن مال3ك ،و «الرّس33ائل األنش3ائيّة» و «دي33وان ّ
الش3عر» الكب33ير و
غير ذلك .قال السّمعانى فيما نقل عنه لم يكن له فى فنّه نظير فى عصره ،وفاق أهل زمانه فى ّ
الذكاء و الفصاحة ،أنشأ
الش3مس ،و انتش3ر ذكره3ا فى اآلف3اق ،أملى«المقامات» المنسوبة إلى الحارث بن همام التى س33ارت فى االف3اق مس33ير ّ
بالبصرة مج3الس ،و حّ 3دث عن أبى تم3ام مح ّم33د بن الحس3ن بن موس3ى المق33رى ،و ابى القاس3م بن الموص33ل القص33باني
النّحوى و غيرهما .و روى لنا عنه ابنه أبو القاسم عبد هّللا بن القاسم ببغداد ،و أبو ال ّرستمى بسمرقند ،و أبو القاسم هبة
هّللا بن الخليل القزوينى ،و أحمد الميدانى و جماعة سواهم انتهى.
______________________________
(*) له ترجمة فى :انباه الرواة ،23 3 :3االنساب ،165البداية و النهاية ،191 3 :12بغية الوعاة ،257 3 :2ت33اريخ ابن
الوردى ...خزانة االدب 117 3:3ريحانة االدب ،38 3:1شذرات الذهب ،50 3:4طبقات السبكى ،266 3:7العبر :4
،38الفالكة و المفلوكين ...الك3نى و االلق3اب 179 3:2اللب3اب ،295 3:1وفي3ات االعي33ان ،227 3:3م3رآة الجن33ان :3
،213مرآة الزمان ،109 3:8معاهد التنصيص ،272 3:3معجم االدب33اء ،167 :مفت3اح الس3عادة ،171 3:1المتنظم :9
،241النجوم الزاهرة ،235 :5نزهة االلباء .379
ص28 :
ست و اربعين و أربعمأة ،و قرأ و قال صاحب «البغية» بعد أن وصفه باإلمام أبى مح ّمد الحريرى ،ولد فى حدود سنة ّ
على الفضل القصبانى و كان غاية فى ّ
الذكاء و الفطنة و الفصاحة و البالغة ،و تصانيفه تش33هد بفض33له و تقّ 3ر بنبل33ه ،و
كفاه شاهدا المقامات الّتى أبز بها على األوائل و أعجز االواخر ،قال البندهى كان سبب وضعها ّ
أن أبا زي33د الس33روجى
)*( 23له ترجمة فى :انباه الرواة ،23 :3االنساب ،165البداية و النهاية ،191 3:12بغية الوعاة ،257 :2تاريخ ابن الوردى ...خزانة االدب 117 3:3
ريحانة االدب ،38 3:1شذرات الذهب ،50 3:4طبقات السبكى ،266 3:7العبر ،38 3:4الفالكة و المفلوكين ...الكنى و االلقاب 179 3:2اللباب ،295 3:1
وفيات االعيان ،227 :3مرآة الجنان ،213 3:3مرآة الزمان ،109 :8معاهد التنصيص ،272 3:3معجم االدباء ،167 :مفتاح 3السعادة ،171 3:1المتنظم
،241 :9النجوم الزاهرة ،235 :5نزهة االلباء .379
ورد البصرة و كان شيخا ش ّحاذا فصيحا ،فوقف فى مسجد بنى حرام ،فسلّم ث ّم سأل النّاس و المسجد غ33اصّ بالفض33الء،
فاعجبهم فصاحته و حسن صباغة كالمه ،و ذك3ر أس3ر ال3رّوم ول33ده ،كم33ا ذك33ره فى المقام33ة الحراميّ33ة ق33ال الحري33رى:
فاجتمع عندى عشية ذلك اليوم فضالء البصرة ،فحكيت لهم ما شاهدت من ذلك السّائل ،فحكى ك ّل واحد منهم انّه س33مع
من هذا السّائل فى مسجده فى معنى آخر فصال أحسن م ّما سمعت ،و كان يغيّر فى ك ّل مسجد زيّه و شكله ،و يظهر فى
فنون الحيلة فضله ،فتع ّجبوا منه ،فأنشات المقامة الحراميّة ،ث ّم بنيت عليها سائر المقامات ،و كانت أ ّول شيء صنعته.
و ذكر ابن الجوزى بعد هذا الكالم أنّه عرض الحراميّة على الوزير أنوشيروان ،فاستحسنها ،و أمره أن يض33يف إليه33ا
ما شاكلها ،فاتّمها خمسين.
و قال ياقوت :بلغنى انّه ل ّما صنع الحرامية أصعد إلى بغداد ،فدخل إلى السّلطان و مسجده غاصّ ب33ذوي الفض33ل ،و ق33د
بلغهم وروده إاّل أنّهم لم يعرفوا فضله؛ فقال له بعض الكت33اب أ ّ
ى ش33يء تتع33انى من ص33ناعة الكتاب33ة حتّى نباحث33ك في33ه،
فأخذ بيده قلما و قال كلّما يتعلّق بهذا ،و أشار إلى القلم ،فقيل له هذه دعوى عظيمة ،فق33ال امتحن33وا تخ33بروا ،فس33أله كّ 3ل
واحد ع ّما يعتقد فى نفسه إتقانه من أنواع الكتابة ،فأج33اب عن الجمي3ع أحس33ن ج33واب حتّى به3رهم ،فبل3غ خ3بره ال33وزير
انوشروان فأدخله إليه و أكرمه ،فتحادثا يوما حتّى انتهى الحديث إلي ذكر أبى زيد السّروجى ،فاورد المقامة الحراميّ33ة
الّتى عملها فيه ،فاستحس33نه أنوش33يروان جّ 3دا ،و ق33ال ينبغى أن تض33اف ه3ذه إلى أمثاله33ا ،فق3ال أفع33ل م33ع رج33وعى إلى
البصرة ،و تجمع ،خ33اطرى به3ا ،ث ّم انح33در إلى البص33رة ،فص33نع أربعين مقام33ة ،ثم أص33عد إلى بغ3داد و عرض33ها على
انوشيروان فاستحسنها
ص29 :
و تداولها النّاس ،فاتهمه من يحسده و قال ليست هذه من عمله ،ألنّها ال تناسب رسائله و قالوا :ه33ذه من ص33ناعة رج33ل
كان استضاف به و مات عنده ،فا ّدعاها ،فان كان صادقا فليصنع مقام3ة أخ3رى فق33ال :نعم ،سأص3نع و جلس فى منزل3ه
ببغداد أربعين ليلة ،فلم يتهيّأ له ترتيب كلمتين و سوّد كث33يرا من الكاغ33ذ ،فلم يص33نع ش33يئا ،فع33اد إلى البص33رة ،و النّ33اس
يقعون فيه ،فما غاب إاّل مديدة حتّى عمل عشر مقامات ،و أضافها إليها و أصعد إلى بغداد فحينئذ ب33ان فض33له و علم33وا
أنّه من عمله.
و كان مولده ببلد قريب من البصرة يقال لها المشان و كان قذرا ذميما مبتلى بنتف لحيته فقال بعضهم:
فقرأته سغبا معترا؛ ففكر ساعة ،ث ّم قال :و هّللا لقد اجدت فى التّصحيف ،فانّه أجود ،فربّ شعث مغبر غير سغب معتر،
و السّغب المعتر موضع الحاجة ،و لو ال أنّى كتبت بخط ّى إلى هذا اليوم على سبعمأة نسخة قرئت عل ّى لغيرته كذلك
و لل ّزمخشرى فى المقامات:
ص30 :
و قد ذكر انّهما امنا ان يع ّززا و أكثر النّاس بتعزيزهما بما ذكرناه فى الطّبقات الكبرى و قد نظمت انا في مقاماتى بيتن
أظن ّ
أن لهما ثالثا و هما. و ال ّ
انتهي.24
و المراد بما ذكر أن يكون الكالم بحيث إذا قلبته و ابتدات به من الح33رف األخ33ير إلى االوّل ك33ان الحاص33ل ذل33ك الكالم
بعينه ،نحو ك ّل فى فلك ،و ربّك فكبّر ،و بالجملة فنوا در أخبار الحريرى كثيرة ال تسعها أمثال ه33ذه المقام33ات و أش33باه
هذه المقاالت ،و من يرد المعرفة بحقّه ،فليدقق النّظر إلى كتابيه األولين اللّذين أعلن فى أ ّولهما اليد البيضاء فى مراتب
األدب و العربيّة إلى حيث أذعن بالقصور عن الوصول إلى دنيا درجة منها أرباب ال ّدرجات العليّة في العل33وم االدبيّ33ة،
و أحسن فى الثّانى منهما التّأدية اثن3تين بين الفض3الء من البريّ3ة ،و ق3د رتّب كتاب3ه االوّل على خمس3ين مقام3ة ،آخره3ا
المقامة البصريّة ،و يروي جملة حكاياته العجيبة فيه عن شيخه الحارث بن هم33ام المتقّ 3دم إلي33ه اإلش33ارة ،و ق3د تع3رض
لشرح كتابه المذكور أيض3ا كث3ير من العلم3اء ّ
الص3دور ،و األدب33اء الب33دور ،نش3ير إلى ذك3ر جماع3ة منهم فى ذي3ل ه3ذه
المقامة ،إتماما للكرامة ،كما هو دأبنا فى جميع هذه الغرامة الهل الزعامة.
فمنهم سميّه القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور المعروف ب33ابى مح ّم33د الواس33طى ،ث ّم الحل33بى اللّغ33وى النّح33وى ،كتب
عليه ثالثة شروح على ترتيب حروف المعجم ،و له أيضا «شرح لمع» ابن جنى ،و شرح على تص33ريف المل33وكى ،و
ست و عشرين و ستّمأة ،عن ّ
ست و سبعين سنة ،كما ذكره فى «البغية».25 مات فى سنة ّ
______________________________
( -)1بغية الوعاة 259 -257 :2
(260 :2 )2
ص31 :
و منهم سميه االخر القاسم بن الحسين بن مح ّمد أبو مح ّمد الخوارزمى النّحوى الّذى نقل فى حقّه عن صاحب «طبق33ات
االدبآء» انّه كان أوحد ال ّدهر فى علم العربيّة و له أيضا س33وى ش33رحه على «المقام33ات» «ش33رح على س33قط ال ّزن33د» و
ّ
«الس3ر فى علم االع33راب» و «ش33رح االبني33ة» و «كت33اب ّ
«المفص3ل» و كت33اب على «االنموزج» و شروح ثالثة على
ص ل فى البيان» و غير ذلك ولد فى سنة خمس و خمسين و خمسمأة و من شعره ال ّزوايا و الخبايا» فى النّحو ،و «المح ّ
اللطيف:
ال تأملوا عند الكرام سماحا يا زمرة الشعراء دعوة ناصح
26
باب السّماح و ضيّعوا المفتاحا ّ
إن الكرام بأسرهم قد أغلقوا
260 :2 )2 ( 25
-)1 ( 26معجم االدباء 154 :6و بغية الوعاة 252 :2
و منهم احمد بن عبد المؤمن الشريشى النّحوى المتق ّدم ذكره و ذكر تصنيفاته .و له أيض3ا ثالث33ة ش3روح على المقام33ات
ضرير ابو الخير األنبارى ،المتوفّى بمصر متداولة على أيدى النّاس؛ و منهم سالمة بن عبد الباقى بن سالمة النحوى ال ّ
فى سنة تسعين و خمسمأة و هو غير أبى الخير سالمة بن عياض الكفر طائى النّحوى الّذى له مصنّفات فى النّحو منها
«التذكرة» فى عشر مجلّدات و مات سنة ثالث و ثالثين و خمسمأة و من شعره:
الش3يعى الحلّى النّح33وى المتقّ 3دم ذك33ره فى ذي33ل ترجم33ة س33ميّه الملقّب
و منهم على بن الحسن بن عنتر المعروف بشميم ّ
بكراع النّمل مع ذكر كالم له فى غاية ارتفاع مقامة كتاب المقامات فليراجع.
و منهم ال ّشيخ أبو سعيد البندهى المتق ّدم إليه اإلشارة في ذي33ل ترجم33ة على بن الحس3ين المس3عودى المش33هور ،و ش3رحه
على المقامات فى خمس مجلّدات كبار ،كما ذكرناه فى ذيل ذلك المضمار.
______________________________
( -)1معجم االدباء 154 :6و بغية الوعاة 252 :2
ص32 :
و منهم ال ّشيخ ابو سعيد محمد بن على بن عبد هّللا بن احمد العراقى الحلّى االربلى ،و كان قد قرأ المقامات على مصنّفه
الحريرى ،و أخذها عنه و شرحها ،و تفقّه على الغزالى المشهور ،و له أيضا كتاب ّ
«الذخيرة الهل البصيرة» و كت33اب
«البيان لشرح الكلمات» و كتاب «المنتظم» و كتاب «مسائل االمتحان» ذكر فيه العويص من النّحو ،و كتاب «عي33ون
ال ّشعر» و «الفرق بين ال ّراء و الغين» و فصول وعظ و رسائل ،كما عن تاريخ ابن المستوفي،
و منهم ال ّشيخ ابو بكر محمد بن ميمون القرطبى النّحوى و كأنه االندلسى المعروف بمركوش و كان هو أيضا كما عن
كتاب «المغرب فى حلى المغرب» واسع العلم ،متب ّح 3ر فى النّح33و ،ش33رح كت33اب «الجم33ل» و «مقام33ات الحري33ري» و
مات فى المأة السّادسة.
و منهم اإلمام البارع زين الدين عمر بن مظفر الحلبى ال ّشافعى الملقب بابن الوردى الفقيه النّحوى المتق ّدم ذكره قريبا.
و منهم محمد بن عبد الرحمن بن مح ّمد بن زيد النّحوى ال ّدرندى المصرى المعروف بالبقراط و كان قد اختصر الملحة
27
نظما كما عن تاريخ الصّعيد
______________________________
( -)1الطالع السعيد530 .
ص33 :
558الش3يخ الفاض3ل الب3اذل المؤي3د المعتم3د المس3تند اب3و محم3د القاس3م بن ف3يرة بن ابى القاس3م بن خل3ف بن احم3د بن
28
الرعينى الشاطبى
المقرى النّحوي ،صاحب القصيدة ال ّشاطبيئة المشهورة فى علم القراءات ،كم33ا ذكرن33اه حس33بما وج33دناه فيم33ا رأين33اه من
كتب اإلجازات و التّراجم ،و إن وقع فى بعض «شروح القصيدة بعنوان ال ّشيخ أبو القاسم ،و قد ك33ان كم33ا فى الطّبق33ات
الصّغرى للفاضل السّيوطى الموسوم «ببغية الوعاة» إمام33ا فاض3ال فى النّح33و و القرائ3ة و التّفس33ير و الح3ديث ،عاّل م3ة
نبيال محقّقا ذكيّا واسع المحف3وظ ،بارع3ا فى الق3راءات ،اس3تاذا فى العربيّ3ة ،حافظ3ا للح3ديث ،ش3افعيّا ص3الحا ص3دوقا،
الص3الة بج33امع مص33ر من غ33ير مّ 3
3وذن ،و ال يس33مع ذل33ك إاّل الص3الحين ،كس33ماع األذان وقت ّ
ظه33رت علي33ه كرام33ات ّ
ص الحون ،و كان يعدل أصحابه على أشياء لم يطلعوه عليها ،أخذ القراءات عن ابن هذيل و غيره .سمع منه السّلفى و ال ّ
أخذ عنه السّخاوى ،و كان يجلس إليه من ال يعرفه فال يشك انّه يبصر لذكائه النّه ال يظه33ر من33ه م33ا يظه33ر من االعمى
فى حركاته.
صنّف القصيدة المشهورة فى القراءات ،و الرائيّة فى الرس3م ،و ق3د ع ّم النّف3ع بهم33ا و س3ارت بهم33ا الرّكب33ان ،و ك3ان ال
ينطق إاّل لضرورة ،و ال يقرىء إاّل على طهارة ،و يعت ّل العلّة ال ّشديدة فال يشتكى و ال يتأوّه.
ولد سنة ثمان و ثالثين و خمسمأة ،و مات يوم األحد الثّامن و العشرين من
ص34 :
ّ
تركبن إلى فقيه ال قل لألمير نصيحة
29
انتهى كالم البغية
أقول و قد تع ّرض لشرح القصيدة ال ّشاطبيّة المذكورة الموسومة «بحرز االمانى» جماعة من الفضالء األجاّل ء.
منهم االمام العاّل مة السّخاوي المتق ّدم ذك3ره فى ب33اب االعلي33اء ،و ك33ان كم33ا ذك3ره ابن خلّك33ان ق33د اش33تغل بالق33اهرة على
ال ّشاطبى المذكور ،و أتقن عليه علم القراءات و النّحو و اللّغة.
و منهم سميّه البارع ابو محمد القاسم بن احمد بن الموفق بن جعفر االندلسى المرسى اللورقى النح33وى الّ33ذي ق33رأ على
أبى الحسن بن ال ّشريك؛ و مح ّمد بن نوح الغافقى و التّاج الكن3دى ،و أبى البق3آء العك3برى و ابن األحض3ر و غ3يرهم ،و
كان يعرف الفقه و االصول و علوم األوائ33ل جي33دا إلي الغاي33ة ،و ك33ان مليح ّ
الش3كل ،إمام33ا مهيب33ا متفن33ا ص3نّف «ش33رح
المفصّل» فى أربع مجلّدات ،و «شرح الجزوليّة» و «شرح ال ّشاطبيّة» و ح ّدث عنه العماد البالسى و غيره ،مولده سنة
خمس و س33بعين و خمس33مأة و م33ات بدمش33ق فى رجب س33نة إح33دي و س33تين و س33تمأة كم33ا عن ال3ّ 3ذهبى ص33احب كت33اب
30
«التّقريب»
و منهم :ال ّشيخ ابو يوسف المنتجب بن رشيد الهم3دانى نزي3ل دمش3ق ص3احب إع3راب الق3رآن و ش3رحه على ّ
الش3اطبيّة
ّ
المفص3ل» و م33ات س33نة أن سوق مصنّفه كان كاسدا فى حياة السّخاوى ،و ل33ه أيض33ا «ش33رح
المذكورة مطوّل مفيد ،إال ّ
ثالث و أربعين و ستّماة كما عن ّ
الذهبى المذكور.31
ص35 :
و منهم اإلمام المنفرد فى فنّه جامع اللّطائف و الغرائب ،شهاب ال ّدين أبو شامة عبد ال33رحمن الدمش33قى المتقّ 3دم ذك33ره و
ترجمته.
و منهم اإلمام الحافظ ال ّدارى و األديب القارى ع ّز ال ّد ين يوسف بن اسد بن ابى بكر االخالطى و رأيت شرحه المذكور
و قد سماه «بكشف المعانى فى شرح حرز االمانى» و نصّ فى أوّله بانّه جمعها من شروح االربعة المتأ ّخرة ،و جع33ل
الش3روح و أجلّه33ا ق33درا و أكثره33ا اعتب33ارا و ت33داوال بين
أن اش33هر جمي33ع ه33ذه ّ
لك ّل واحد منها رمزا كتبه فيه ب33الحمرةّ ،
النّاس ،هو شرح االمام السّخاوى ،و عندنا من33ه نس33خة عتيق33ة ي33ذكر فى مفتتح33ه فص33وال تس33عة في تمهي33د مقّ 3دمات علم
القرائة ،ث ّم يشير فى ذيل أبيات صفات القرّاء السّبعة و رواتهم إلى ترجمة أحوال ك ّل من ذكره منهم بأحسن طري33ق؛ و
اتم تحقيق ،و لم يب ّجل أحدا منهم بمثل ما بج ّل به حم33زة بن ح33بيب الك33وفى ،فمن جمل33ة م33ا ذك33ره فى حقّ33ه ،و يحّ 3
ق لن33ا
إيراده هنا ،لما فاتنا ذلك في مقامه؛ قوله حشره هّللا مع أحبّته و أقوامه :ك33ان رحم33ه هّللا زاه33دا ورع33ا مح33ترزا من أخ33ذ
األجرة على القرآن ،ال يشرب الماء من بيت من قرأ عليه ،و كان ال ينام من اللّيل إاّل القليل ،و كان يختم فى ك ّ 3ل ش33هر
خمسا و عشرين ختمة ،لم يوصف أحد من الق ّراء بما وصف به حم33زة من ال ّزه33د و ق3وّة ال33ورع ،إلي أن ق33ال :و روى
عن حمزة انّه قال انّى لفى بيتى و السّراج يسرج ،و الباب مغلق ،و أن33ا بين النّ33ائم و اليقظ33ان ،إذ فتحت عي33نى ف33اذا ان33ا
الجن ،اختلفت أنا و صاحبى ه33ذا ،فقلت :أن33ا اق33رأ من33ك فق33ال :بي33نى وّ باثنين قائمين فقاال لى ال تفزع فنحن إخوانك من
الجن ،فقاال أينّا اق33رأ؟
ّ بينك قاري االنس ،و قد اتيناك ،قال :فجلست فابتدأ أحدهما بسورة ال ّرحمن ،و ابتدأ اآلخر بسورة
الجن فأحسن م ّدا و قطعا
ّ فقلت :أ ّما الذي قرأ سورة ال ّرحمن ،فاجرا كما على القرائة ،و أ ّما الّذى قرأ سورة
ص36 :
و روى عن سلعم قال :قال لى :حمزة كنت بحلوان فبينم33ا أن33ا ذات ليل33ة أق3رأ إذ س33معت هاتف33ا يق33ول ناش33دتك هّللا ي33ا اب33ا
عمارة ،أال انصت لى حتّى اقرأ عليك ،فقرا عل ّى سورة النّجم ،فو هّللا ما عدلت قرائته عن قرائتى ،فل ّم33ا ف33رغ قلت :من
الجن ،كنت اتيك بالكوفة ،فاجلس على يمينيك فاتعلّم. ّ أنت يرحمك هّللا ،فقال أنا وردان رجل من
ث ّم قال :فص ّل فاما سنده فأنّه قرأ على جعفر بن مح ّمد بن عل ّى بن الحسين بن أبى طالب الهاشمى 3،و قرأ جعفر عن أبيه
أبى جعفر مح ّمد بن عل ّى الباقر ،و قرأ أبوه على أبيه أبى الحسين على بن الحسين زين العابدين ،و قرأ أب33وه على أبي33ه
الحسين ،و قرأ الحسين على أبيه عل ّى بن ،ابيطالب و قرأ عل ّى على النّبى صلّى هّللا عليه و آله انتهى.
و انّما استدركت ذكر هذه الجملة هنا بالمناسبة لفضل ال ّرجل على سائر أقرانه و أمثاله ،و اتّصال سند قرائت33ه ّ
الش 3ريفة
بالنّبى صلّى هّللا عليه و آله و سلّم بواسطة أقاربه دون أبا عده الجاهلين بطريقته و منواله.
هذا و من جملة ما ذكره فى الفصل االوّل من المق ّدمات قول33ه فى مق3ام ترجم33ة الرّج33ل بع33د تس3ميته بعن33وان ّ
الش3يخ أبى
الش3ارح المت33أ ّخر ذك3ره هن3ا به3ذه الكني3ة :ك3ان عالم33ا بكت3اب هّللا بقرائت3ه و
القاسم ناظم هذه القصيدة ،كما أورده أيض33ا ّ
تفسيره ،عالما بحديث رسول هّللا صلّى هّللا عليه و آله ،مب ّرزا فيه ،و كان إذا قرىء عليه البخارى ،و مسلم ،و الموط33أ،
يصحح النّسخ من حفظه ،و يملي الن ّكت على المواضع المحتاج إلى ذلك فيها؛ و كان م33ب ّرزا فى علم النّح33و و العربيّ33ة،
عالما بعلم ال ّرؤيا ،حسن المقاصد ،مخلصا فيما يقول و يفعل ،قال رحمه هّللا :ال يقرأ أحد قص33يدتى ه33ذه إاّل و ينفع33ه هّللا
ع ّز و ج ّل النّى نظمتها هّلل سبحانه و تع33الى ،و ك33ان يجتنب فض33ول الق33ول ،و ال يجلس إاّل على طه33ارة فى خض33وع و
استكانة ،و يمنع جلساؤه من الخوض و الحديث فى شىء إاّل فى العلم و القرآن ،و كان يعتل العلّة ال ّشديدة فال يشتكى و
ال يتأ ّو ه ،فاذا سئل عن حاله قال :العافية ال يزيد على ذلك ،قال:
ص37 :
بينى و بين ال ّشيطان مخاطبة ،فقال لى :فعلت كذا فساهلكك ،فقلت له :و هّللا ما أبالي بك ،و ذك33ر لى أيض33ا مخاطب33ة ل33ه
أخرى مع ال ّشيطان الى أن قال :ولد فى آخر سنة ثمان و ثالثين و خمسأة و مات فى يوم االح33د بع33د ص33الة العص33ر ،و
هو اليوم الثّامن و العشرون من جمادى اآلخرة ،سنة تسعين ،و دفن يوم االثنين انتهى.
و فى شرح ع ّز ال ّدين األخالطى انّه دفن بالقرافة ،و فى «القاموس» في ذيل ما ّدة ق3رف :و كس33حابة بطن من المع33افر،
و مقبرة مصر ،و بها قبر ال ّشافعى.
هذا و القصيدة ال ّشاطبيّة معروفة على أيدى الطّلبة ،تنوف على أل3ف بيت و ثالثم33أة و عش3رين بيت3ا ،كلّه33ا بليغ3ة رائف3ة
راشدة ،على وزن واحد و قافية واحدة ،س ّماها «حرز االمانى و وجه التهاني» يقول فى أوّلها:
مح ّمد المهدى إلى النّاس مرسال و تثنيت صلّى هّللا ربّى على الرّضى
و فى آخرها:
أن الحمد هّلل الّذى وحده عال و آخر دعوتنا بتوفيق ربّنا
و لم يدع فى ذلك البين شيئا من مسائل علم القرائة و متعلّقاته ،إاّل أفاده باتّم البيان ،و أجود عب3ارة قّ 3ل م3ا يق3ترح بمثل3ه
األذهان مدى االزمان.
ص38 :
32
559الشيخ العالم االمين ،و الحبر الفاضل المتين -ابو جعفر قطب الدين الرازى البويهى الحكيم االلهى الفهيم
المنطقي المتق ّدم المشهور ،بين علماء الدهور ،و فضالء الجمهور ،إسمه مح ّمد بن مح ّم33د ،و نس33بته إلى ورامين ال 3رّى
من جهة المولد و البلد ،و ينتهى نسبه إلى آل بويه الّذين هم سالطين ال ّديالمة المشهورون ،كما عن تصريح ال ّشيخ عل ّى
بن عبد العالى أو إلى بابويه القم ّى الّذى هو ج ّد شيخنا الصّدوق المح ّدث ،كما عن بعض إجازات شيخنا ال ّشهيد الثّ33انى،
و كان من جهة ظهور هذه النّسبة فى ال ّشيعية زعمه جماعة من القاص33رين النّ33اظرين إلى ظ33واهر كلم33ات األش33خاص:
من جملة علمائنا الخواص ،مع انّه كان أرضى فضالء زمانه فى أرض المخالفين ،و أكثرهم حرم33ة عن33د المص33احبين
له منهم و المؤالفين ،و انتهت إليه رياستهم فى دمشق ال ّشام ،و الحال انّ33ه ك33ان من علم33اء األعج33ام ،و لم تنق33ل رياس33ته
الطائفة و ال العوام ،مثل سائر علمائن3ا االعالم ،ب3ل لم يعه3د من3ه كالم ت3ام و ال غ3ير ت3ام في على أحد من خواص هذه ّ
الثّناء على أهل بيت العصمة ،و ال عرفت منه مقالة فى اصول هذا المذهب و ال فروعه ،س3واء ك3ان من مقول3ة مقول3ة
ك أحد من المتع ّرضين ألحوال علمائهم فى كونه من كبرائهم ،مع انّهم كثير م33ا يظه33رون الش33بهة أو مسموعه 3،و لم يش ّ
بالنّسبة إلى كثير من علمائهم و ش33عرائهم ،مض33افا إلي ان كتب إج33ازات أولئ33ك مش33حونة ب3ذكر محام33د ص33فاته و بي3ان
طرق رواياته عنهم ،و ّ
الطرق منهم إلى
)*( 32له ترجمة فى :امل االمل 300 3:2بغية الوعاة ،281 3،2تأسيس الشيعة ،300الدرر الكامنة 107 3:5الذريعة ،30 3:2رياض العلماء خ ،ريحانة
االدب ،465 3:4شذرات الذهب ،207 3،6طبق3ات الس3بكى ،207 3:6القالئ3د الجوهري3ة ،239الك3نى و االلق3اب ،70 3:3لؤل3ؤة البح3رين 194مج3الس
المؤمنين ،212 :2مستدرك الوسائل ،448 :3مفتاح 3السعادة ،246 :1النجوم الزاهرة ،87 :11نقد الرجال ،330هدية العارفين 163 :2
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل 300 3:2بغية الوعاة ،281 3،2تأسيس الشيعة ،300الدرر الكامنة 107 3:5الذريعة :2
،30رياض العلماء خ ،ريحانة االدب ،465 3:4شذرات الذهب ،207 3،6طبقات السبكى ،207 3:6القالئد الجوهرية
،239الكنى و االلقاب ،70 3:3لؤلؤة البحرين 194مجالس المؤم3نين ،212 3:2مس3تدرك الوس3ائل ،448 3:3مفت3اح
السعادة ،246 :1النجوم الزاهرة ،87 :11نقد الرجال ،330هدية العارفين 163 :2
ص39 :
رواياته بخالف كتب هذه الطّائفة ،فانّها خالي33ة عن ذك33ره فض33ال عن ذك33ر جالل33ة ق33دره ،و يمكن أن يك33ون مرج33ع ه33ذا
الش3ريف على ظه33ر كت33اب الش3هيد رحم33ه هّللا ب33ه فيم33ا وج33د بخطّ33ه ّ
التّوهم المنتهى إليه مرتبة التح ّكم ،تص33ريح ش33يخنا ّ
«قواعد العاّل مة» أعلى هّللا مقامه ،رعاية بذلك لغاي33ة مص33لحة التّقيّ33ة ،أو استص33الحا لح33ال علمائن33ا اإلماميّ33ة و اظه33ار
برائتهم عن ش3يمة النّف3اق و الس3لوك ،بعص3بيّات الجاهليّ3ة ،و ذل3ك لغاي3ة مطبوعيّت3ه و متبوعيّت3ه عن3د س3ائر الطوائ3ف
اإلسالمية.
و كذلك تصريح شيخنا المحقّق الثّانى عل ّى بن عبد الع33الى الك33ركى الع33املى رحم33ه هّللا فى بعض إجازات33ه ،حيث يق33ول
عند وصول الكالم إلى مصنّفات العاّل مة ق ّدس سرّه :و يرويها شيخنا السّعيد ال ّشهيد ،عن اإلمام المحقّق ج33امع المعق33ول
ق و ال ّدين ،أبي جعفر البويهى الرّازى« ،شارح ال ّشمسيّة» و «المطالع» في المنط33ق ،عن و المنقول ،قطب الملّة و الح ّ
االمام جمال ال ّدين بال واسطة ،فانّه من أج ّل تالمذته و من اعيان اص33حابنا اإلماميّ33ة قّ 3دس هّللا أرواحهم و رض33ى عنهم
انتهى.
و الظّاهر ّ
ان ما ذكره منوط بتصريح ال ّشهيد المرحوم ،و إاّل فهو رحمه هّللا غير متمهّ33ر فى أمث33ال ه33ذه الرس33وم ،و ق33د
عرفت الوجه فى تصريح ال ّشهيد أيضا ،و لو فرضنا كون ذلك من جهة إجازة العاّل مة رحمه هّللا له ،و أنّه ل33و ك33ان من
غير ثقاتنا المرضييّن لما اجازه لرواية أحاديث الطّاهرين ،فكيف به إن ك33ان من علم33اء المخ33الفين ففي33ه من3ع المالزم33ة
أوّال ،النّه كالم من غ33ير دلي33ل م33بين ،و من33ع بطالن التّ33الى ثاني33ا ،لع33دم ثب33وت نق33ل ه33ذه اإلج33ازة إاّل من كالم ص33احب
«مجالس المؤمنين» ،و هو فى أمثال هذه المراحل من المتّهمين ،و لو سلّم ،فانّه قد كان ذل33ك فى مب33دء أم33ر الرّج33ل ،و
زمان كونه فى ديار العجم ،و انعك3اس أم3ر التّقيّ3ة هن3اك ،و غاي3ة ارتف3اع أم3ر ّ
الش3يعة اإلماميّ3ة باعتب3ار ش3يوع تش3يّع
سلطانهم السّلطان مح ّمد شاه خدابنده .و أخذه بانفاس جماعة العا ّم3ة ،كم3ا يش3عر به3ذه الدقيق3ة أوّال ع3دم إش3عار كلم3ات
العالمة في تلك االجازة بشىء من التّمجيد ،لغير فهمه و فضيلته ،فضال عن التّصريح بعدله و وثاقته ،و ثانيا
ص40 :
دعائه له في آخر اإلجازة بان يحسن هّللا عاقبته ،مع انه يجوز لنا مثل هذا ال ّدعاء فى حّ 3
ق جمي33ع األش33قياء و االقس33ياء،
بل لو سلّم كون ال ّرجل يومئذ من ال ّشيعة حقيقة أيضا ال ينافى أخذ حبّ رياسته العا ّمة بعد ذلك بن33ور بص33يرته ،و ت33اثير
معاشرة نصّاب دمشق ال ّشام في تقلّب قلبه و فطرته؛ و تب ّدل نيّته و سريرته.
ان ذلك غير عزيز بالنّسبة إلى كثير من أمثال الكاتبي القزوينى و الميرزا مخدوم ال ّشريفى ،و الم33ولى رفي3ع الّ 3دين
كما ّ
الجيالنى ،فيما يقال و غيرهم المذكورين فى تضاعيف كتابنا هذا فليالحظ.
مع أنّه لو سلّم شهادة ال ّرجلين الجليلين ببقاء شيعيّة ال ّرجل إلى زمان رحلت3ه فال يخفى ّ
أن مرج3ع ه3ذه ّ
الش3هادة ب3االمور
ق طول هذه الم ّدةالباطنيّة الّتى ال يعلمها إاّل عاّل م الغيوب ،إلى نفى عروض سبب من أسباب االنحراف عن مذهب الح ّ
عليه ،فهو غير مسموعة ج ّدا ،و لو سلم فهي معارضة بتصريحات من هو أض33بط له3ذه االم33ور و انظم و أبص3ر به33ذه
ال ّشئون.
ّ
الظن بخالفه33ا كم33ا ال يخفى ،فال تبقى له33ا بع33د ذل33ك الظن حينئذ بمؤ ّديها ب33ل حص33ول
ّ و اعلم و ال اق ّل من عدم حصول
حجيّة أصال ،و تبقى أصالة عدم استبصار ال ّرجل بحالته االولى ،كما بقيت بالنّسبة إلى غير هذا من الّذين اشتبه امرهم
على صاحب «المجالس» بطريق أولي؛ فليس33ت ه33ذا الم33اجرا ب33أوّل ق33ارورة كس33رت فى االس33الم ،ب33ل اتّف33ق مث33ل ه33ذا
االشتباه من كثير من علمائنا األعالم ،بالنّسبة إلي من هو أرجس من االنص33اب و االزالم ،و من الناص33بين للع33داوة بال
كالم ،مع أهل بيت العصمة عليهم السالم.
و إذن فليست شهادة ال ّشهيد و المحقّق ال ّشيخ على بسعادة موالنا المحقّ33ق القط33بى ب33اعجب من ش33هادة موالن33ا المجلس33ى
رحمه هّللا تعالي بسعادة عبد الرّحمن الجامى ،بل العاّل مة ال ّزمخشرى ،و شهادة شيخنا الح ّر العاملى بشيعيّة ابى الف33رج
الش 3يخ العطّ33ار ،و ال ّشبس33تري؛ و
االموى االصفهانى و شهادة كثير من اإلماميّة باماميّة امثال السعدى؛ و النّظ33امى؛ و ّ
المولوى ال ّرومى ،و شهادة صاحب «المجالس» بحقيّة كثير من أئ ّمة
ص41 :
العا ّمة و أساطين مذهبهم و رؤساء بالدهم؛ و المصنّفين فى أصولهم و فروعهم بمحض و إن كانوا ي33رون فى كتبهم أو
يسمعون من قبلهم شيئا من مدائح أهل البيت عليهم السالم ،و اط33راء فى الثّن33اء على االئ ّم33ة المعص33ومين 3،م33ع ّ
أن ه33ذه
ّ
الش3يمة ك33انت قديم33ة ،فيهم ،و منقول33ة عن ائ ّمتهم األربع33ة ،كم33ا ي33أتى اإلش33ارة إلي33ه فى ذي33ل ترجم33ة مح ّم33د بن ادريس
ال ّشافعى و غيره.
و لم يكن فضائل ساداتنا األبرار األطهار إاّل مثل ال ّشمس فى رابعة النّهار ،غير قابلة لالغماض و اإلنك33ار ،و أنّي ه33و
من ال ّداللة على حقيّة ال ّرجل فى باب االعتقاد و موافقته لالماميّة الحقّة فى أمور المبدء و المعاد ،و هل ه33و إاّل قص33ور
فى النّظر ،أو تقصير فى تحصيل علوم االخبار و السّير ،مع ع33دم األمن في33ه من ّ
الض3رر ،و الك33ون في33ه علي موض33ع
ّ
الظن ب3الموافقين م3ع المخ3الفين و الخطر ،فايّاك و الرّكون إلى الظّ3المين ،و ّ
الس3كون إلى تقلي3د الس3الفين؛ و أن تحس3ن
ق حتّى ياتيك اليقين.
المداهنين مع المنافقين ،و ال تتّبع غير الح ّ
ان هذا ال ّرجل مذكور فى تراجم كثير من علماء الجمهور ،من الّذين ال يذكرون أبدا أحدا من علمائنا الصّدور،
ث ّم ليعلم ّ
و منهم السّيوطي فى كتابه الموسوم فى طبقات النّحاة و الموسوم «ببغيّة الوعاة» إاّل انّه ذكره فى باب المحمودين دون
المح ّمدين ،و هو أبصر بالمشاركين ل33ه في الّ 3دين ،و ل33ذا أعرض33نا عن ذك33ره هن33ا في أح33د من المق33امين و رأين33ا ذك33ره
باعتبار اشتهاره باللّقب أبعد من الكذب و المين ،و أقرب إلى مالحظة ذات البين ،و األخذ بقاعدة الجم33ع بين األم33رين،
و إن شئت عين عبارة صاحب «البغية» فهى هكذا :قطب ال ّدين محمود بن مح ّمد ال ّرازى ،المعروف بالقطب التّحتانى،
تمييزا له عن قطب آخر -كان ساكنا معه بأعلى المدرسة الظّاهريّة ،كان أحد أئ ّمة المعقول أخ33ذ عن العض33د -يع33نى ب33ه
القاضى عضد األيجى االصولى -المتق ّدم ذكره فى باب العبادلة و غيره و قدم دمشق.
ص42 :
و كان لطيف العبارة ،سأل السّبكى عن حديث «ك ّل مولود يولد على الفطرة» فاجابه السّبكى ،فنقض هو ذلك الج33واب،
و بالغ فى التّحقيق ،فاجابه السّبكى 3،و اطلق لس33انه في33ه ،و نس33به إلى ع33دم فهم مقاص33د ّ
الش3رع و الوق33وف م33ع ظ33واهر
قواعد المنطق و سبق فى ترجمة السيّد عن شيخنا الكافجى انّه قال :السيّد و القطب التّحتانى لم ي33ذوقا علم العربيّ33ة ،ب33ل
كانا حكيمين.
و ذكره أيضا جماعة من علمائنا الرّجاليّين ،فى ذيل تراجمهم لالماميّين ،باعتبار ذكر الرّجلين المتق ّ 3دمين إيّ33اه فى ذل33ك
ص ريحتين علي كونهما من جملة علمائنا األمجاد ،مثل شيخنا الح ّر العاملى عليه الرّض33وان حيث العدد ،أو شهادتيهما ال ّ
الش3يخ قطب الّ 3دين مح ّم33د بن مح ّم33د ال3رّازى الب3ويهى ،فاض33ل جلي3ل محقّ33ق ،من
ذكره فى «امل اآلمل» بهذا العنوانّ :
الش3هيد الثّ33انى فى بعض اجازات33ه و
تالمذة العاّل مة ،روى عنه ال ّشهيد ،و هو من أوالد أبى جعفر بن بابوي3ه كم3ا ذك3ره ّ
غيره.
و قد نقل القاضي نور هّللا فى «مجالس المؤم3نين» ص3ورة اج3ازة العاّل م3ة ل3ه ،و ذكره3ا انّه3ا ك3انت على ظه3ر كت3اب
«القواعد» فقال فيها :قرأ عل ّى اكثر هذا الكتاب ال ّشيخ العالم الفقيه الفاض3ل المحق3ق الم33دق ّ
ق زب3دة العلم33اء و االفاض3ل،
ق و ال ّدين ،مح ّمد بن مح ّمد الرّازى ادام هّللا ايّامه قراءة بحث و تحقيق و تحرير و تدقيق و ق33د أج33زت قطب الملّة و الح ّ
له رواية هذا الكتاب ،و رواية جميع مؤلّفاتى و رواياتى و ما اجيزلى روايته ،و جميع كتب أصحابنا السّالفين ب33الطّرق
المتّصلة مني إليهم ،فليرو ذلك لمن شاء و أحب على ال ّشروط المعتبرة فى اإلجازة ،فهو أهل لذلك و كتب العب33د الفق33ير
الى هّللا حسن بن يوسف بن المطهّر الحلى ،سنة ثالث عشرة و سبعمأة بناحية ورامين.
و قال السيّد مصطفى فى رجاله مح ّمد بن مح ّمد بن أبى جعفر الرّازى قطب ال ّدين
ص43 :
وجه من وجوه هذه الطّائفة ،جليل القدر عظيم المنزل33ة ،من تالم33ذة اإلم33ام العاّل م33ة الحلّى ،و روى عن33ه و ي33روي عن33ه
شيخنا ال ّشهيد رحمه هّللا ،له كتب منها كتاب «المحاكمات» و هو دليل و برهان قاطع على كمال فضله ،و وف3ور علم33ه
رحمه هّللا انتهى و قال ال ّشيخ حسن عند ال ّرواية عنه :ال ّشيخ االمام العاّل م33ة مل33ك العلم33اء المحقّقين قطب الملّ33ة و الّ 3دين
مح ّمد بن مح ّمد ال ّرازى صاحب شرحى المطالع و ال ّشمسيّة انتهى.
و من مؤلّفاته أيضا «حاشية الك ّشاف» و حاشية أخرى للك ّشاف و «شرح القواعد» و «ش33رح المفت33اح» و «رس33الة فى
تحقيق الكلّيات» و «رسالة فى تحقيق التّصور و التّصديق» و قد تق ّدم مح ّمد البويهى انتهى كالم صاحب االمل.34
ان العاّل مة القطب ،بعد ان توفّى السّلطان أبو سعيد أنار هّللا برهانه
ث ّم قال :ث ّم ّ
______________________________
( -)1امل اآلمل 301 -300 :2
ص44 :
و استشهد خواجه غياث ال ّدين و غيره من الوزراء ،انتقل إلى ال ّشام ،و على ما ذكره صاحب «طبقات النّح33اة» ّ
ان تقى
ال ّدين السّبكى ،من فقهاء ال ّشافعيّة ،نازع33ه فى العل33وم ،و قابل33ه بالمعارض3ة فى الرّس33وم ،ث ّم س33اق الكالم ،فيم33ا وق3ع من
النّزاع و المعارضة إلى أن قال :و كتب ال ّشهيد ،ق ّدس سرّه ،بخطّه على ظهر كتاب «القواعد» م33ا معن33اه :انّى تش3رّفت
ست و ستّين و سبعمأة فى دمشق و صلّى عليه فى الحصن ،و حض33ر ص33الته أك33ثر أعي33ان البل33د ،و دفن فى توفّى سنة ّ
الصّالحيّة ،ثم نقل إلى مكان آخر ،و من تص33انيفه المش33هورة «ش3رح ال ّشمس3يّة» و «ش3رح المط33الع» ص3نّفهما باش33ارة
خواجة غياث ال ّدين الم33ذكور آنف33ا ،فانّ33ه ك33ان م33ربّى أه33ل الفض33ل فى ذل33ك ال ّزم33ان ،و من33ه «المحاكم33ات بين ش33ارحى
األشارات» و «رسالة فى تحقيق التّص ّور و التّصديق» و «حاشية على القواعد» الّذى قرأه على مصنّفه العاّل م33ة أن33ار
هّللا برهانه ،كتبه على حاشية الكتاب ،و د ّونه بعض فضالء اإلماميّة فى -ال ّشام و س ّماها «بالحواشى القطبيّة» انتهى.35
الش3هيد رحم33ه هّللا من قول33ه :و ليس عن33دى ش3بهة فى كون33ه من العلم33اء االماميّ33ة ،ال يخل33و من
و اقول ما نقلته هنا عن ّ
غرابة كما ال يخفى ،و الحمل على دفع توهّم كونه ليس كذلك باعتبار اظهاره مذهب السّنة فى ال ّشام ،بعيد غاي33ة البع33د،
36
فان ال ّشام مملوءة من فضالء اإلماميّة المظهرين للتّقيّة ،انتهى كالم شيخنا صاحب اللّؤلؤة
ّ
ان ما ذكره من اإلستغراب عن نفى ال ّشهيد عنه شبهة السنّية فى غاية الغراب3ة ،إذ ق3د ع3رفت من تض3اعيف م3ا و أقول ّ
سبق ،و بيان غاي3ة اش33تهاره فى زمان3ه بكون3ه منهم ،ب3ل ظه33ور ع33دم احتم3ال خالف فى ذل33ك من كلم33ات الف3ريقين ّ
أن
الغرابة إن كانت فى كالم
______________________________
( -)1اى انتهى ما ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين.
ص45 :
ال ّشهيد ،فانّما هي من جهة كونه فى مقام دفع هذه التّهمة عنه ،ال من جهة كون كالمه موهما لكون الرّجل من اهل ه33ذه
التّهمة فليتا ّمل و ال يغفل .و حسب ال ّداللة على كونه من كبار السّنيّة ذكرهم إيّاه مع تمام اإلح33ترام و اإلس33ترحام حيثم33ا
يذكرونه و ليس من عملهم بالنّسبة إلى أح33د من علم33اء ّ
الش3يعة لغاي33ة م33ا وج33د فيهم من ش33يمة العص33بيّة ،كم33ا ت33رى ّ
ان
التّفتازانى يقول فى مفتتح شرحه على «ال ّشمسيّة» :و بعد فقد س33ألنى فرق33ة من خاّل نى ،و رفق33ه من خلّص إخ33وانى ،أن
أشرح لهم «الرّسالة ال ّشمسية» و احقّق فيه «القواعد المنطقيّة» و افصل مجمالته33ا االبيّ33ة ،و ابيّن مبهماته33ا الخفيّ33ة ،و
اجيل قداح النّظر فى شرح الفاضل المحقّق ،و النّحرير المدقّق ،قطب الملّة و ال ّدين ،شكر هّللا مساعيه و قرن باالفاضة
ان من جملة من ذكر أحوال هذا ال ّرجل من علماء أصحابنا اإلماميّة المحّ 3دث النّيس3ابورى فى رجال3ه الكب3ير ،فق3ال: ث ّم ّ
الش3هيد الثّ33انى فى إجازت33ه ،و
مح ّم33د بن أبى جعف33ر قطب الّ 3دين الب33ويهى ،نس33بة إلى أبى جعف33ر بن بابوي33ه ،كم33ا ذك33ره ّ
المح ّدث الح ّر العاملى فى كتاب «امل االمل» أو إلى سالطين آل بويه كما ذكره ال ّشيخ عل ّي بن عبد العالى الك33ركى فى
اجازته ،و القاضى نور هّللا الشهيد فى «مجالس المؤمنين» ال ّرازى الورامينى نزيل دمشق المعروف بالقطب التّحت33انى
تميزا عن قطب آخر كان ساكنا معه بالمدرسة.
له كتب منها كتاب «المحاكمات» إلى أن قال :و يروي عن جماعة منهم العاّل مة الحلّى ،له منه إجازة سنة ثالث عش33ر
و سبعين مأة بناحي33ة ورامين ،و العاّل م33ة قطب الّ 3دين مح ّم33د ّ
الش3يرازى ،و عن33ه جماع33ة منهمّ :
الش3هيد األوّل ،و الس3يّد
شريف الجرجانى و القاضى بدر ال ّدين مح ّم د بن أحمد الحنفى ،ذكره صاحب «نقد االقوال» و «امل األمل» و «لؤل33ؤة
البحرين» انتهى.
ص46 :
صبهم فى امر المذهب يرضى بأن يروى أحد من علمآء ال ّشيعة ،أو يدخلهم فى جريدة مشايخه ،فض33ال عن من نهاية تع ّ
صبين فى مذهبهما ،السيّد شريف الجرجانى؛ القاضى بدر ال ّدين الحنفى فليتأ ّمل.
مثل هذين المتع ّ
ان مراده بالقطب ال ّشيرازى ،هو ال ّشيخ قطب ال ّدين محمود بن مسعود بن مصلح الفارسى الكازرونى الشافعى ث ّم ليعلم ّ
الملقّب بالعاّل مة عند علماء العا ّم3ة ،ص3احب المص3نّفات الكث3يرة المتين3ة فى الحكم3ة و االص3ول و االدب و غيره3ا ،و
لكنّى لم أطّلع على رواية صاحب الترجمة عنه؛ النّه كان من جملة معاص33ريه لم33ا س33وف تع33رف من تق33ارب وفاتيهم33ا
أيضا ،و لو سلم فقيه أيضا من ال ّداللة على كون ال ّرجل من سنخ أولئك الجماعة ما ال يخفى ،و ذل33ك النّ33ه ال كالم ألح33د
من الفريقين فى كون القطب ال ّشيرازى هذا من جملة علماء أهل السنّة ،و عظماء محقّقيهم ،فرواية أحد من ال ّشيعة عنه
على سبيل اإلطالق غريب ج ّدا فاقد المثل و النّظير و ال ينبئك مثل خيبر.
ث ّم ل ّما بلغ الكالم إلى هذا المقام ،و اجتمع لذكر القطب ال ّشيرازى مناسبات شتى بالنّسبة إلى ه33ذا الم33رام ،حّ 3
ق علين33ا أن
يلحق ما بلغنا من ترجمته أيضا به3ذه التّرجم3ة و ال تفّ 3رق بين قط3بى بعض الف3رق من ه3ذه اال ّم3ة ،فى موض3ع إكم3ال
المكرمة ،فنقول:
الش3افعى ،الملقّب
الش3يرازى ّقال صاحب «البغية» بعد ذكره بعنوان قطب ال ّدين محمود بن مسعود بن مصلح الفارسى ّ
بالعاّل مة ،مثل سائر المترجمين له من الفريقين ،تك ّرر ذكره فى كتب المعانى و البي3ان ،و اص3ول الفق3ه ،و ك3ان بارع3ا
فى العلوم محقّقا متكلّما حكيما ،ولد بشيراز سنة اربع و ثالثين و ستّمأة ،و كان أبوه طبيبا بها؛ فق33رأ علي33ه و على ع ّم33ه
و ال ّزكى الرّكشاوى و ال ّشمس الكاتبى ،ث ّم سافر إلى النّصير الطّوسى فقرأ عليه و برع ،ث ّم دخل ال ّروم فاكرمه صاحبها
و ولّى قضاء سيواس و ملطية و قدم ال ّشام ،ث ّم سكن تبريز و أقرأ به33ا العل33وم و العقليّ33ة ،و حّ 3دث بج33امع االص33ول عن
صدر القونوى ،عن يعقوب الهذيانى« ،الهمدانى خ» ،عن المصنّف ،و كان مخالطا للملوك محاضرا ظريف33ا م ّزاح33ا، ال ّ
ال يحمل ه ّما و ال يغيرزى الصّوفيّة ،و كان يجيّد لعب ال ّشطرنج و يديمه
ص47 :
و يتقن الشعبدة ،و يضرب بال ّرباب و كان من بح33ور العلم ،و من أذكي33اء الع33الم ،يخض33ع للفقه33اء ،و يالزم ّ
الص3الة فى
الجماعة ،و إذا صنّف كتابا صام و الزم السّهر ،و مس33ودته مبيّض33ة ،و ل33ه «ش33رح مختص33ر ابن الح33اجب» و «ش33رح
المفتاح» و «شرح كليّات ابن سينا» و غير ذلك.
هذا و قال ال ّشيخ ابو القاسم الكازرونى المتكلّم الحكيم فى كتابه الموسوم «بسلّم ّ
الس3موات» عن33د ذك33ره له33ذا الرّج33ل فى
جملة من يذكره من الحكماء ال ّر اسخين أصله من قرية دوتنك كازرون ،و مدفنه فى جرنداب تبريز ،قرب قبر المحق33ق
البيضاوي و كان تلميذا للكاتبى القزوينى ،ث ّم ل ّما أتى المحقّق ّ
الطوسى رحمه هّللا إلى قزوين؛ و شرف بقدوم33ه المب33ارك
منزل الكاتبى المذكور ،أراد الكاتبى أن يقابل تشريفه ذلك بشىء جميل ،فسلم إليه عن33د ارتحال33ه قطب ال ّ 3دين الم33ذكور،
فوادع القطب من هناك أصحابه ،و الزم بعد ذلك خدمه المحقّق ّ
الطوسى ،و اختار لنفسه التل ّمذ لديه بقيّة أيّام تحص33يله،
و كان ظريفا مفاكها خفيف ال ّروح ،مليح المحاورة ،يظهز كل ّما كان يض3يق علي3ه األم3ر فى بل3د غرب3ة ،م3ا ك3ان أهله3ا
يعرفونه انّه رجل من أهل الكفر يريد أن يدخل فى دين االسالم ،فيحيطون به من جمي33ع الجه33ات و يوص33لونه من ه33ذه
صالت ،و جزيل المواهب و النّائالت ،فاتّفق أن عثر عليه فى بعض تلك المقامات الكاذبة ال ّشيخ مصلح الجهة بجميل ال ّ
الش3اعر المتقّ 3دم المش33هور ،و ك33ان ابن أخت33ه فى النّس33ب ،و ملقّب33ا بلقب جّ 3ده ّ
الش3يخ مص33لح الش3يرازى ّ
الس3عدى ّالّ 3دين ّ
الفارسى ،و ذلك فى زمن سياحته فى البالد و أوان رياضاته و مجاهداته ،فل ّما راه السّعدى عرف33ه فج33اء إلي33ه و ه33و ق33د
أحيط بجماعات المسلمين يحرضونه على ال ّدخول فى شريعة االسالم و على أيديهم الخلع
ص48 :
و االموال الفاخرة ليصلوه بها عند قبوله االسالم ،فقال له السّعدى بلسانهم الوضيع ال ّرستاقى ،بحيث لم تعرف الجماعة
انّه ما كان يقول له :قطبو تو هرگز مسلمان نمىبه.
ث ّم قال :و قد صحب القطب المذكور جماعة من أفاضل المتأ ّخرين ،و أدرك آخر زمان فخ3ر الّ 3دين ال3رازى ،و ش3هاب
ال ّدين السّهروردى و محيى ال ّدين بن العربى ،و أثير ال ّدين مفض33ل األبه33رى ،و ك33ان من جامعيّت33ه للعل33وم إش33تهر بلقب
العاّل مة ،و له مؤلّفات مبسوطة ،منها «شرح قانون الطّب» و «شرح حكمة االشراق» و «شرح اصول ابن الح33اجب»
و «شرح مفتاح السّكاكى» و «درة التّاج لغرة الدباج» و «رسالة الوجيزة» فى تحقيق معنى التّصور و التّصديق؛ يد ّل
على كمال تتبّعه و استحضاره و كان عمره قريبا من تسعين سنة؛ و انصرف فى أواخر عمره عن اإلشتغال بالمطالب
الحكميّة ،و أخذ فى مراسم العبادة و التّالوة ،و تعليم القرآن المجيد و أمثال ذلك فى محوّطة تبريز ،كما ك33ان ذل33ك دأب
كثير من العلمآء المغتنمين لبقيّة عمرهم العزيز و كانت وفاته فى سنة عشر و سبعمأة بعد وفاة موالنا المحقّق الطّوسى
ق ّدس س ّره بأربع و ثالثين سنة ،و قبل وفاة قطب ال ّدين ال ّرازى بثالث سنين انتهى.
و من جملة اشتباهات المح ّدث النيسابورى ذكره لهذا الرّجل فى باب المح ّمدين دون المحمودين بعكس اش33تباه ص33احب
«البغية» فى ترجمة صاحب التّرجمة ،حيث قد عرفت أنّه ذكره فى باب المحمودين دون المح ّم33دين ،م33ع انّهم33ا خالف
اتّفاق سائر مترجميها الموجودين و ا ّما عين عبارة النّيسابورى فى ترجمة هذا فهى هكذا :مح ّمد ابن مسعود بن مص33لح
العاّل مة قطب ال ّدين ال ّشيرازى كان متكلّما حكيما أشعرى االصول ،شافعى الفروع.
له كتب كثيرة و فكاهة لطيفة ،أخذا و يروى عن جماع3ة؛ منهم المحقّ3ق الطّوس3ى ،و أخ3ذ او ي3روي عن3ه جماع3ة منهم
العاّل مة قطب ال ّدين مح ّمد ال ّرازى «مع» و معناه انّه مع المعتبرين و المعتمدين و هّللا ع33الم بحق33ايق اح33وال الع33المين و
العاملين.
ص49 :
37
560الشاعر المتبصر و الفاضل المتمهر كثير بن عبد الرحمان بن االسود بن عامر بن عويم
اسمه المذكور بض ّم الكاف و فتح الثّاء المثلّثة و المثنّاة التّحتانيّة المش ّددة كما ض3بّطه االس33تادون و نس33به الم33نيف ينتهى
بخمسة عشر واسطة إلى الياس بن مضر الخزاعى المصرى المشهور و الميمون و مذهبه حبّ أه33ل بيت الرس33ول ،و
منصبه مدح ذريّة البتول ،و هو من صميم عرب الحجاز ،و الب3الغ فى مرتب33ة حّ 3د االعج33از ،و ك33ان معاص33را لموالن33ا
الباقر عليه السّالم و من شعراء حضرته المق ّدسة العليا ،و خصيصا به فى الغاية القص33وى ،بحيث روى أنّ33ه ل ّم33ا م33ات
أتى الباقر عليه السّالم إلى جنازته و رفعها ،و كان قصيرا دميما فى الغاية بحيث قد نقل أنّه لم تبلغ قامته ثالثة أش33بار،
و كان إذا دخل على عبد العزيز بن مروان يقول له طأطا رأسك ألن ال يؤذيك السّقف ،كما ذكره الش33منى ق33ال :و ك33ان
)*( 37له ترجمة فى :اعيان الشيعة ،241 3:43االغانى ،4 3:9امالى المرتضى 283 3:1خزانة االدب ،381 3:2الدرجات الرفيعة ،581ريحانة االدب
،158 3:7شذرات الذهب 131 3:1الشعر و الشعراء 316طبقات الشعراء ،121الفرائد الغوالى ،61 3:3مجالس المؤمنين 539 3:2مختار االغ33انى :6
،227مرآة الجنان ،220 :1معالم العلماء 152معجم الشعراء ،242النجوم الزاهرة ،256 :1وفيات االعيان 265 :3
شديد التّعص33ب آلل أبى ط33الب ،و يق33ال أيض33ا انّ33ه ك33ان أح33د عش33اق الع33رب المش33هورين الم33ذكورين فى االغلب ،م33ع
ان جميال ال ّشاعر المتق ّد م ذكره يذكر غالبا مع بثينة و نصيبا المشهور مع زينب و قيس3ا المجن33ون م3ع معشوقاتهم ،فكما ّ
ليالهم االخيلية؟! فكذا يذكرون هذا الرّجل غالب3ا م3ع عّ 3زه و عّ 3زة بفتح العين المعجم33ة و تش3ديد الّ 3زاى بنت جمي3ل بن
حفص و له حكايات مشهورة.
و كان كثيّر بمصر و ع ّزة بالمدينة ،فاشتاق إليها ،فسافر فلقيها فى الطّريق و هى متوجّهة إلى مص33ر ،و ج33رى بينهم33ا
كالم ،و قدمت مصر ،ث ّم بعد ذلك عاد كثير
______________________________
(*) ل33ه ترجم33ة فى :اعي33ان الش33يعة ،241 3:43االغ33انى ،4 3:9ام33الى المرتض33ى 283 3:1خزان33ة االدب ،381 3:2
الدرجات الرفيعة ،581ريحانة االدب ،158 3:7ش3ذرات ال3ذهب 131 3:1الش3عر و الش3عراء 316طبق3ات الش3عراء
،121الفرائد الغوالى ،61 3:3مج3الس المؤم3نين 539 3:2مخت3ار االغ3انى ،227 3:6م3رآة الجن3ان ،220 3:1مع3الم
العلماء 152معجم الشعراء ،242النجوم الزاهرة ،256 :1وفيات االعيان 265 :3
ص50 :
إلى مصر ،فوا فى النّاس منصرفين من جنازتها ،هذا .و نقل أيضا أنّه قيل لكثيّر ما بقى من شعرك؟ 38قال :ماتت ع ّ 3زة
الش3باب فم33ا أعجب ،و م33ات ابن ابي ليلى فم33ا أرغب ،و أ ّم33ا ّ
الش3عر به33ذه الخالل ،و ق33ال ش33يخنا فما أط33رب ،و ذهب ّ
البهائى رحمه هّللا دخلت ع ّزة على عبد الملك ،فقال لها أنت ع ّزة كثيّر؟ فق33الت :ان33ا عّ 3زة بنت جمي33ل ق33ال أت33روى ق33ول
كثيّر:
و من ذا ّ
الذى يا ع ّز ال يتغيّر لقد زعمت انّى تغيّرت بعدها
من الص ّم لو تمشي بها العصم زلّت كأنّى انادى صخرة حين أدبرت
فمن م ّل منها ذلك الوصل ملت صفوحا فما تلقاك إاّل بخيلة
قال فأمرها بال ّدخول على زوجته عاتكة ،فل ّما دخلت قالت لها عاتكه :خبّرينى عن قول كثيّر فيك:
ما هذا ال ّدين؟ فقالت :وعدته بقبلة ،فقالت عاتكة :انجزى وعدك و عل ّى إثمها انتهى.
و طرائف أخبار ال ّرجل كثيرة ال يتحملّها أمثال هذه العج33االت و ك33ان من تتّم33ة بيته33ا المروي33تين لمعش33وقته عّ 3زة بنق33ل
شيخنا المتق ّدم إليه اإلشارة قوله:
و حلّت تالعا لم تكن قبل حلت أباحت حمى لم يرعه النّاس قبلها
______________________________
( -)1فى العقد :لم تركت الشعر؟
ص51 :
هذا .و قال السيّد نعمة هّللا الموسوى الجزائرى فى «االنوار النعمانيّة» :و قد ذكر بعض أهل التاريخ ّ
أن كثير ع ّزة كان
رافضيّا و كانت خلفاء بنى اميّة يعرفون ذلك منه ،دخل على عبد الملك بن مروان يوما فقال ل33ه :نش33دتك بحّ 3
ق عل ّى بن
أبى طالب عليه السّالم هل رأيت أعشق منك؟ فقال نعم بينما أسير فى الفلوات اذا أنا برجل قد نص33ب حبائل33ه فقلت :م33ا
أجلسك هيهنا؟ قال :اهلكنى و أهلى الجوع ،فنصبت حبآئلي ألصيب لهم و لنفسى ما يكفين33ا يومن33ا ه33ذا ،فقلت أرايت أن
أقمت فاصبت شيئا اتجعل لى (منه جزء) قال نعم ،فبينا نحن كذلك اذا وقعت فيها ظبية فخرجنا مبت33درين فاس33رع إليه33ا
فحلّها و أطلقها ،فقلت له ما حملك على هذا قال :دخلتنى لها رقّة لشبهها بليلى و أنشاء يقول:
لك اليوم من وحشية لصديق أيا شبه ليلى ال تراعى فانّنى
انتهى .و قال جالل ال ّدين السّيوطى فى «شرح شواهد المغنى» ل ّما وصل إلى قوله فى شواهد إذن:
هو لكثير ع ّزة ق3ال الجاح3ظ فى كتاب33ه «البي33ان» :من الحمق33اء ك33ثيّر ع3زة و من حمق33ه أنّ33ه دخ33ل على عب33د العزي3ز بن
مروان ،فمدحه بمديح استجاده ،فقال له :سلنى حوائجك قال :تجعلنى في مكان ابن ر ّمانة ،قال :ويحك ذاك رجل ك33اتب
و أنت شاعر،
______________________________
( )1فى شعر و الشعراء :ان شكرت.
ص52 :
تبيّن من عبد العزيز قبولها عجبت لتركي حظّة الرّشد بعد ما
لئن عادلى البيت إلى أن قال بعد ذكره معنى البيتين و اضافته إليها ثالث3ة أخ3ر من ه3ذه القطع3ة ،ثم انتقال3ه إلى ترجم33ة
ال ّرجل و ذكر نسبه إلى مضر ،و وصفه بالخزاعى الحجازى :أحد ال ّشعراء المشهورين يعرف بابن أبى جمع33ة ،و ه33و
ج ّد ه أبو أمه ،وفد على عبد الملك بن مروان و عبد العزيز بن مروان و عمر بن عبد العزيز ،روى عنه حماد الرّواية،
و كان رافضيّا ،قال ال ّزبير بن بكا رقال عمر بن عبد العزيز انّى ألعرف صالح ب33نى هاش33م و فس33ادهم بحبّ كث33ير من
و إن نحن أومانا الى النّاس وقّفوا ترى النّاس ما سرنا يسيرون خلفنا
قال و هذان البيتان لجميل سرق أحدهما كثير و اآلخر الفرزدق ،فقال يا با صخر هل كانت ا ّمك ترد البصرة؟ قال ال و
لكن كان أبى يردها ،قال طلحة :فعجبت من كثير و من جوابه ،و ما رأيت أحدا ّ
قط أحمق منه رأيتنى و قد دخلت علي33ه
و معى جماعة من قريش و كان عليال ،فقلنا كيف تجدك؟ قال :بخير ،هل سمعتم النّاس يقولون شيئا؟
-و كان يتشيّع -فقلنا :نعم يقولون أنّك ال ّدجال! قال و هّللا لئن قلت ذاك انّى ألجد ضعفا فى عينى هذه من33ذ أيّ33ام ،أخرج33ه
ابن عساكر.
و قال الجمحى كان لكثير فى التّشبيب نصيب وافر ،و جميل مق ّدم عليه فى
______________________________
( )1الخشبية :طائفة من الجهمية يقولون :انما هى معرفة هّللا وحده ليس االيمان غيرها.
ص53 :
النّسيب ،و له من فنون ال ّشعر ما ليس لجمي3ل ،و ك33ان جمي33ل ص33ادق ّ
الص3بابة و العش33ق ،و ك33ان كث33ير يق33ول و لم يكن
عاشقا؛ و كان راوية جميل -إلى أن قال :و اخرج ابن عساكر عن العتبى قال ك33ان عب33د المل33ك بن م33روان يحب النّظ33ر
إلى كثير ع ّزة ،فل ّم ا ورد عليه اذا هو حقير قصير تزدريه العين ،فقال عبد المل33ك :تس33مع بالمعي33دى خ33ير من أن ت33راه،
فقال مهال يا أمير المؤمنين ،فانّما المرء بأصغريه و قلبه و لسانه أن نطق نطق ببيان و ان قاتل قاتل بجنان و أن3ا الّ33ذى
أقول:
)1 ( 40الخشبية :طائفة من الجهمية يقولون :انما هى معرفة هّللا وحده ليس االيمان غيرها.
و فى أثوابه أس ّد زئير ترى الرّجل النّحيف فتزدريه
فاعتذر إليه عبد الملك و رفع مجلسه ،ث ّم إلى أن قال :و ق33ال :-إبن ليلى -عب33د العزي33ز بن م33روان .و ق33ال ابن دري33د فى
أماليه أخبرنا أبو حاتم عن أبى عبيد :قال :قال :مح ّمد بن على يعنى به موالنا الباقر عليه السّالم لك33ثيّر :ت33زعم أنّ33ك من
شيعتنا و تمدح آل مروان؟ قال أنّما أسخر منهم و أجعلهم حيّات ،و عقارب ،و آخذ أموالهم ،و قال في ابن عبد الملك.
قال ال ّدار قطنى و غيره :مات كثيّر و عكرمة مولى ابن عبّاس فى يوم واحد ،فقال النّاس مات اليوم أفقه النّاس و أشعر
النّاس ،و ذلك فى سنة خمس و مأة انتهى.
ص54 :
و من جملة أخبار الرّجل بنقل سيّدنا الموسوى الجزائري فى كت3اب «مقام3ات النّج3اة» أنّ3ه ق3ال س3ئل عب3د المل3ك يوم3ا
كثيّرا عن حال جميل و بثينة فقال يا أمير المؤمنين سايرته يومأ إليها؛ فل ّما وصلنا ب33القرب منهم أقبلت م33ع نس33وة ،فل ّم33ا
رأينه و لين و وقفا يتحادثان من أوّل اللّيل حتّى طلع الفجر ،ث ّم قالت حين أزمعا الفراق ،أدن منّى ،ف3دنى فأس3رّت إلي3ه،
فخ ّر مغشيّا عليه ،فل ّما أفاق أنشد:
تم ّكن فى حيزوم ناقتى الرّحل بأشهى من القول الّذى قلت بعد ما
و قال أيضا :ل ّما ح ّج الفرزدق إجتمع بكثيّر ،و رأى غرامه بع ّزة ،و قد تزوّجت ،فل ّما قدم ال ّشام أخ3بر هش3ام ب3ذلك فق3ال
لكاتبه اكتب إليه بالحضور إلى عندنا لنطلّق ع ّزة من زوجها و نزوجّه إيّاها ،فكتب إليه بذلك ،فخرج كثيّر يريد دمشق،
فل ّم ا سار قليال رأى غرابا على بانة و هو يفلى نفسه و ريشه يتساقط و أصفر لون33ه و ارت33اع و ج ّ 3د فى ّ
الس 3ير ،ث ّم م33ال
إلى ح ّى ،فقصّ ّ
قص3ته على ش33يخ ،فق33ال :الغ33راب :اغ33تراب ،و الباف33ة :بين ،و الغلى فرق33ة ف33ازداد حزن33ا ،فوص33ل إلى
دمشق ،فوجد النّاس يصلّون على جنازة ،فقام و صلّى معهم ،فلما انقضت الصّالة اخبره رجل ّ
أن هذه ع ّزة قد م33اتت و
هذه جنازتها ،فخ ّر مغشيّا عليه فل ّما أفاق قال:
قلت :و ما اشبه هذه الحكاية بحكاية يروونها عن يحيى الصّنعانى ،أنّه خ3رجت من م ّك3ة إلى ص3نعاء ،فل ّم3ا بقى بينن3ا و
بين ص33نعاء خمس مراح33ل ،رأيت النّ33اس ي33نزلون عن دوابهم ،فقلت لهم أين تري33دون؟ ق33الوا :ننظ33ر إلى ق33بر ع33روة و
عفراء ،فغدوت معهم فانتهينا إلى قبرين متالصقين ،و قد خرج من هذا القبرستان شجرة و من اآلخر ساق
ص55 :
شجرة حتّى إذا صار على قامة إلتفتا و كان النّاس يقولون :تالّفا فى الحياة و تالّفا فى الممات:
تلك المعاطف جيب ال ّرند و الغارا باهّلل يا سرحة الوادى إذا خطرت
أن ال ّشعراء العاش33قين المش33ار إلى أس33مائهم و أس33امى معش33وقاتهم فى ص33در العن33وان ،كلّهم ك33انوا فى
إن من العجب ّ
ث ّم ّ
طبقة واحدة ،و من شعراء دولة عبد الملك بن مروان االموىّ.
ق نصيب ال ّشاعر العاشق و كان من فصحآء السّودان ،و فحول ش33عراء و من جملة ما نقل عن األصمعى اللّغوي فى ح ّ
ذلك ال ّزمان ،انّه قال :دخ33ل نص33يب على عب33د المل33ك بن م33روان فعاتب33ه على قلّ33ة زيارت33ه و إتيان33ه إيّ33اه ،فق33ال ي33ا أم33ير
المؤمنين أنا عبد أسود و لست من معاشرى الملوك ،فدعاه الى النبيذ فقال :ي33ا أم33ير المؤم33نين أن33ا أس33ود البش33رة ،ق33بيح
المنظرة ،و انّما وصلت إلى مجلس أمير المؤمنين بعقلى ،ف3ان رأى أم3ير المؤم3نين أن ال ي3دخل علي3ه م3ا يزيل3ه فع3ل،
فاعفاه وصله.
41
561المادح االوحدى لالل االحمدى ابو المستهل كميت بن زيد بن خنيس االسدى
كان من أفاخم ال ّشعراء الماجدين ،و أماجد البلغاء ال ّراشدين ،معدودا من سفراء
______________________________
(*) لة ترجمة فى :اعيان الشيعة ،158 3:43االغانى ،1 3:17تأسيس الشيعة ،189تنقيح المقال ،41 3:2جامع الرواة
،31 3:2جمهرة اشعار العرب ،187خزانة االدب ،69 3:1خالصة االقوال الدرجات الرفيع33ة 563رج33ال الطوس33ى
278رجال الكشى بمبى 135ريحانة االدب 117 3:1مجالس المؤمنين 498 :2شذرات الذهب ،شرح شواهد المغنى
،36الشعر و الشعراء ،367الغدير ،180 3:2مجمع الرجال 72 3:5مختار االغانى 273 3:6مرآة الجنان ،267 3:1
معجم الشعراء ،238الموشح .302
ص56 :
صته ،مشكورا عند الطّائفة بنصّ العاّل مة الحلّى رحمه هّللا ،فى خالص33ته مش 3يّد الم33ذهب
موالنا الباقر عليه السّالم و خا ّ
ق بلسانه المنطيق ،و مؤيّدا ببيانه الصّدق جوانح التّحقيق ،قيل أنّه دخل يوما على أبى جعفر الباقر علي33ه ّ
الس 3الم ،و الح ّ
هو يقول:
فهو المراد و أنت ذاك الواحد و بقى على ظهر البسيطة واحد
و من أشعاره:
و فى «رجال الكش ّى » باسناده المعتبر عن الورد بن زيد أخى كميت المذكور قال قلت البى جعفر عليه السّالم :جعلنى
هّللا فداك قدم الكميت ،فقال أدخله ،فسأل الكميت عن ال ّشيخين ،فقال له أبو جعفر علي33ه ّ
الس3الم ،م33ا اهري33ق دم و ال حكم
بحكم غير موافق لحكم هّللا و حكم النّب ّى صلّى هّللا علي3ه و ال3ه و س3لّم و حكم عل ّى علي3ه ّ
الس3الم إاّل و ه3و فى أعناقهم3ا،
فقال الكميت :هّللا اكبر هّللا اكبر حسبي حسبى.
و فى رواية قال و هّللا يا كميت بن زياد ما اهريق في االسالم محجمة من دم من33ذ قبض هّللا عّ 3ز و جّ 3ل بنبيّ33ه ص33لّى هّللا
عليه و اله و ال اكتسب مال من غير حلّه و ال نكح فرج حرام إاّل و ذلك فى أعناقهما إلى ي33وم يق33وم قائمن33ا من غ33ير أن
ينقص من وزر صاحبه شيء ،و نحن معاشر بنى هاشم نأمر كبارنا و صغارنا بسبّهما و البرائة منهما.
ص57 :
صادق عليه السّالم ال تقل هكذا و لكن قل قد اعرق ترعا إلى آخر فقال يا موالى أنت أشعر منّى .و عن عب33د هّللا
فقال ال ّ
بن مروان الح ّرانى قال :كان عندنا رجل من عباد هّللا ال ّ
صالحين و كان راوية لشعر الكميت يع33نى الهاش33ميات ،و ك33ان
سمع ذلك منه ،و كان عالما ،فتركه خمسا و عشرين س33نة ال يس33تح ّل روايت33ه و إنش33اده ،ث ّم ع33اد في33ه ،فقي33ل ل33ه :ألم تكن
زهدت فيها و تركتها؟ فقال :نعم؛ و لكنّى رأيت رؤيا دعتنى إلى العود فيه ،فقيل له :و ما رأيت؟ قال رأيت كان القيامة
قد قامت ،و كأنّما أنا فى المحشر ،فدفعت إلى مجلّة قلت لل ّشيخ و ما المجلّة ،قال الصحيفة قال :فنشرتها ،فاذا فيه33ا بس33م
هّللا الرحمن الرحيم أسماء مع يدخل الجنّة من محبّى عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم ،ق33ال :فنظ33رت فى ّ
الس 3طر االوّل،
الس3طر الثّ3الث و الرّاب3ع ف3اذا في33ه و
فاذا أسماء قوم لم أعرفهم و نظرت فى السّطر الثّانى فاذا ه3و ك33ذلك و نظ3رت فى ّ
42
الكميت بن زيد االسدى قال فذلك دعانى الى العود فيه
و في كتاب مجمع البحرين لشيخنا الطّريحى النّجفى قال و من جملة شعر الكميت ال33تي انش33دها فى حض33رة أبى جعف33ر
الباقر عليه السّالم:
)1 ( 42رجال الكشى 136 -135طبعة بمبىء .و مجمع الرجال 72 :5
و المخفيا الفتنة في قلبيهما ّ
ان المصرين على ذنبيهما
قال فضحك الباقر .و طوبى لمن أضحك إمام االنام بطيب الكالم.
و قد ع ّده شيخنا الطّوسى رحمه هّللا فى رجال الباقر و الصادق عليهما السّالم ث ّم قال :و مات فى حياة أبى عبد هّللا .
أقول هذا ينافى ما عن رجال الكشي أيضا باسناده عن درست بن أبى منصور قال كنت عن33د أبى الحس33ن موس33ى علي33ه
السّالم و عنده الكميت بن زيد فقال عليه السّالم الكميت انت الذى تقول:
______________________________
( )1رجال الكشى 136 -135طبعة بمبىء .و مجمع الرجال 72 :5
ص58 :
قال قلت ذاك و هّللا ما رجعت عن ايمانى و انّى لكم لموال و لع ّدوّكم لقال و لكنّى قلته على التقيّة ق3ال ام33ا لئن قلت ذل33ك
ّ
ان التقيّة تجوز فى شرب الخمر فليالحظ.
و فى بعض المواضع المعتبرة انّه جاء الكميت إلى الفرزدق؛ فق33ال :ي33ا عم انّى قلت قص33يدة اري33د أن أعرض33ها علي33ك،
فقال له :قل فانشده قوله:
(طربت و ما شوقا إلى البيض أطرب) فقال له :إلى م تطرب ثكلك أ ّمك
فقال( :و ال لعبا منّى و ذو ال ّشبيب يلعب) و لم تلهني دار و ال رسم منزل
فقال الكميت (بنى هاشم رهط النّب ّى مح ّم د) الى آخر فقال الفرزدق لو جزتهم إلى سواهم لذهب قولك باطال انتهى.
و فى هذه الحكاية داللة ظاهرة على حسن ح3ال الكميت و الف3رزدق جميع33ا كم33ا ق3د تقّ 3دمت االش33ارة إلى ذل33ك فى ذي33ل
ترجمة الفرزدق أيضا فليتفطّن انشاء هّللا .
و قال جالل ال ّدين السّيوطى فى شرح الشواهد عند مروره إلى قوله.
و خير بنى حوّاه و الخير يطلب و لكن إلى أهل الفضائل و النّهى
إلى هّللا فيما نابنى اتقرب إلي النّفر البيض الّذين يحبّهم
بهم و لهم أرضى مرارا و أغضب بنى هاشم رهط النّب ّى و أهله
و منها:
ص59 :
و منها:
فائدة الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد ابو المستهل األسدى الك33وفى ش33اعر زمان33ه ،يق33ال ّ
ان ش33عره أك33ثر من خمس33ة
آالف بيت ،روى عن الفرزدق؛ و أبى جعفر الباقر عليهما السالم ،و مذكور مولى زينب بنت حجش ،و عن33ه والب33ة بن
الحباب ال ّشاعر ،و حفص بن سليمان ال ّغاضرى ،و أبان بن تغلب و آخرون و حديثه فى س33نن ال33بيهقى فى نك33اح زينب
بنت جحش ،وفد على يزيد ،و هشام ابني عبد الملك قال أبو عبيدة لو لم يكن لبنى أسد منقبة غير الكميت لكفاهم؛ و قال
أبو عكرمة الضبّى :لو ال شعر الكميت لم يكن للّغة ترجمان ،و ال للبيان لسان ،أخرجه ابن عساكر و أخرج من طريق
عن ال ّزيادى قال كان ع ّم الكميت رئيس قومه فق33ال يوم33ا ي33ا كميت لم ال تق33ول الش33عر؟! ث ّم أخ33ذه فادخل33ه الم33آء فق33ال ال
اخرجك منه أو تقول ال ّشعر ،فم ّرت به قنبرة ،فانشد متمثّال:
خاللك الح ّ
ق فبيضى و أصفر يا لك من قنبرة بمعبر
فقال له ع ّمه و رحمه قد قلت شعرا فقال هؤالء اخرج أو أق33وال لنفس3ي 3،فم3ا رام حتّى عم33ل قص33يدته المش33هورة و هى
أوّل شعره ،ث ّم غدا على ع ّمه فقال إجمع لى العشيرة ليسمعوا ،فجمعهم له فانشد:
ص60 :
و أخرج عن مح ّمد بن عقبة قال كانت بنو أسد تقول فين3ا فض3يله ليس3ت فى الع3الم ،ليس من ام3رء من3ا إاّل و في3ه برك3ة
ورائة الكميت النّه رأى النّب ّى صلّى هّللا عليه و آله فى النّوم ،فقال له أنشدنى طربت فانش3ده فق3ال ل3ه ب3وركت و ب3ورك
قومك ،و كان الكميت شيعيّا قال المب ّرد وقف الكميت و هو صبّى على الفرزدق و ه33و ينش33د ،فلم33ا ف33رغ ق33ال :ي33ا غالم
ايسرك انّى ابوك قال اما أبى فال أريد به بدال ،و لكن يسرنى أن تكون ا ّمى فحص33ر الف33رزدق و ق33ال م33ا م33ربّى مثله33ا،
أخرجه ابن عساكر ،و قال :الضّب ّى كان يقال :ما جمع أحد من علم العرب و مناقبها و معرفة أنسابها م33ا جم33ع الكميت
فمن ص33حح الكميت نس33به ص ّ 3ح و من طعن في33ه و هن ،أخرج33ه ابن عس33اكر .و ق33ال بعض33هم :ك33ان فى الكميت عش33ر
خصال لم تكن فى شاعر كان خطيب اسد و فقيه ال ّشيعة ،و حافظ القرآن و ثبت الجنان و كان كاتبا حسن الخ33طّ و ك33ان
نسّابة و كان ج33دال و ه33و أوّل من ن33اظر فى التّش3يّع ،و ك33ان رامي33ا لم يكن فى أس33د أرمى من33ه ،و ك33ان فارس33ا ،و ك33ان
شجاعا ،و كان سخيّا ديّنا ،أخرج33ه ابن عس33اكر ،و أخ33رج عن مح ّم33د بن س33هل ق33ال ق33ال الكميت رأيت فى النّ33وم و أن33ا
مختف رسول هّللا فقال لى م ّم خوفك؟ قلت :يا رسول هّللا من بنى أميّة و أنشدته:
فان هّللا قد آمنك فى ال ّدنيا و اآلخرة؛ و اخرج عن الجاح33ظ ق33ال م33ا فتح ّ
للش 3يعة ألم ترنى من حبّ آل محمد فقال -اظهر ّ
الحجاج إاّل الكميت بقوله:
و اخرج عن ابى عكرمة الضّبى عن أبيه قال أدركت النّاس بالكوفة من لم يرو طربت و م33ا ش33وقا إلى ال33بيض أط33رب
فليس بهاشمى،
و من لم يرو ذكر القلب الفّه المهجور افليس باموى ،و من لم يرو هال عرفت من33ازال ب33االبرق فليس بمهلّ33بى ،و من لم
يرو طربت هاجك الشوق الحبيب فليس بثقفى ...
ص61 :
ضل ليس الكميت و الطّرماح و كثير و ذو الرّمة بح ّجة ذكره ابن االعرابى فى نوادره .قال ابن عساكر :ول33د
و قال المف ّ
ست و عشرين و مأة قال ابن يسعون و الكميت هذا هو الكميت االخر و الكميت االوسط الكميت سنة ستّين و مات سنة ّ
هو الكميت بن المعروف و الكميت اال ّو ل ابن ثعلبة بن نوفل بن فضلة بن االشتر بن حجران بن فقعس األسدى.
43
562كميل بن زياد بن نهيك النخعى اليمانى
المنسوب اليه ال ّد عاء المشهور الخضرى المرتضوى كان من كبار أصحاب موالنا أمير المؤمنين عل ّى ،و ول33ده ّ
الس3بط
المجتبى الحسن ال ّز ّكى؛ عليهما صلوات هّللا الملك الغنى ،و من أجاّل ء علمآء وقته ،و عقالء زمانه ،و نسّاك عصره ،و
فضآلء أوانه ،ذكره سميّنا العاّل مة البهبهانى فى تعليقاته ،فقال :و هو المنسوب إليه ال ّدعاء المشهور ،قتله الحجّاج ،كان
عليه السّالم أخبره بذلك ،و هو من أعاظم أصحابه ،و العجب من خالى انّه قال انّه موثّق أو حسن انتهى.
)*( 43له ترجمة فى :االصابة ،300 3:3البداية و النهاية ،46 3:9تهذيب 3التهذيب ،447 3:8جامع الرواة ،31 3:2جمهرة االنساب ،39 .رجال الطوسى
،56سفينة البحار ،496 3:2شذرات الذهب ،91 3:1شرح نهج البالغة ،147 3،17العبر ،95 3:1الكامل فى التاريخ 481 3:4مجالس المؤمنين ،10 3:2
مجمع الرجال ،75 :5مرآة الجنان 166 :1ميزان االعتدال 451 :3
و قال صاحب «مجمع البحرين» و كميل بن زياد مص ّغ را جاء فى الحديث و هو من أعاظم أصحاب أمير المؤم33نين و
أصحاب س ّره و كان عامله على هيث قتله الح ّجاج ،و كان أخبره بذلك.
و ذكره أيضا فى ما ّد ة نفس فقال و فى حديث كميل بن زياد قال :سألت موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم قلت :أريد أن
تعرفنى نفسى؟ قال :يا كميل أ ّ
ى نفس تريد قلت:
______________________________
(*) له ترجمة فى :االصابة ،300 3:3البداية و النهاية ،46 3:9تهذيب التهذيب ،447 3:8جامع الرواة ،31 3:2جمهرة
االنساب ،39 .رجال الطوسى ،56سفينة البح3ار ،496 3:2ش3ذرات ال3ذهب ،91 3:1ش3رح نهج البالغ3ة ،147 3،17
العبر ،95 3:1الكامل فى التاريخ 481 3:4مجالس المؤمنين ،10 3:2مجم3ع الرج3ال ،75 3:5م3رآة الجن3ان 166 3:1
ميزان االعتدال 451 :3
ص62 :
يا موالى هل هى إاّل نفس واحدة ،فقال يا كمي3ل انّم33ا هي أرب3ع :النّامي3ة النبّاتي3ة ،و الحس3يّة و الحيوانيّ33ة ،و النّاطقيّ3ة و
القدسيّة؛ و الكلمة اإللهيّة ،و لك ّل واحدة من ه33ذه خمس ق33وى و خاص33تان ،فالنّاميّ33ة النّباتيّ33ة له33ا خمس ق33وى :ماس33كة و
جاذبة و هاضمة و دافعة و مربيّة ،و لها خاصتان :ال ّزيادة و النّقصان ،و انبعاثه33ا من الكب33د و هى إش33به االش33ياء بنفس
الحيوان.
و الحيوانيّ33ة الحس3يّة و له33ا خمس ق33وى؛ س33مع و بص33ر و شّ 3م و ذوق و لمس ،و له33ا خاص3تان :الرّض33ا و الغض33ب ،و
انبعاثها من الكبد و هى أشبه األشياء بنفس السّباع ،و النّاطق33ة القدس3يّة و له33ا خمس ق33وى :فك33ر و ذك33ر و علم و حلم و
نباهة ،و ليس لها انبعاث و هي أشبه األشياء بنفس المالئكة ،و لها خاصتان النزاهة و الحكمة ،و الكلم33ة إاللهيّ33ة و له33ا
خمس قوى بقاء فى فنآء ،و نعيم فى شفاء ،و عّ 3ز فى ذلّ ،و فق33ر فى غ33نى ،و ص33بر فى بآلء ،و له33ا خاص33تان الحلم و
الكرم ،و هذه الّتى مبدأها من هّللا و إليه تعود لقوله تعالى:
و فى رجال النّيسابورى أنّه كان من خواص عل ّي عليه السّالم أردفه على جمله فسأل عنه ،فقال يا أمير المؤمنين علي3ه
السّالم ما الحقيقة؟ فقال مالك و الحقيقة؟ فقال كميل :أو لست صاحب س ّرك قال بلى ،و لكن يرشح عليك ما يطفح منّى،
فقال أو مثلك تخيّب سائال ،فقال :الحقيقة كشف سبحات الجالل من غير إشارة ،ق3ال زدنى بيان3ا ،ق3ال مح3و الموم3وم و
صحو المعلوء فقال زدنى بيانا قال هتك السّتر لغلبة السرّ ،فق33ال :زدنى بيان33ا ق33ال ن33ور يش33رق من ص33بح األزل فلي33وح
على هياكل التّوحيد آثاره ،فقال زدنى بيانا فقال :اطف السّراج فقد طلع الصّبح.44
______________________________
( -)1راجع الكشكول 415
ص63 :
و قال السيّد حيدر اآلملى ق ّدس س ّره فى «جامع االسرار» كان تلميذ عل ّى عليه ّ
الس3الم و ق33ال إبن حج33ر العس33قالنى فى
اصابته انّه تابعى مشهور ،أدرك من زمانه ثمانى عشرة سنة ،و عز ابن سعد انّه شريف مطاع لكنّه قليل الحديث ،قتله
الش3افعى الم ّكى :انّ33ه ثق33ة رمى بالتّش3يّع من
الح ّجاج سنة ثالث و ثمانين ،و عمره تسعون سنة ،و فى تقريب ابن حج33ر ّ
الثّانية مات سنة ثالث و ثمان مأة.
أقول و مراده بالثّانية هى الطّبقة الثّاني3ة من الطبق3ات اإلثن3تى عش3رة الّ3تى اص3طلحها فى كتاب3ه الم3ذكور ،بالنّس3بة إلي
فضآلء ال ّد هور ،و صورة ما ذكره هناك فيما نقله عنه صاحب كتاب الرجال المتق ّدم ذك33ره قريب33ا هك33ذا :أ ّم33ا الطّبق33ات:
صحابة على اختالف مراتبهم ،و تمييز من ليس منهم إاّل مجرّد الرّؤية من غيره. فاالولى ال ّ
ال ّرابعة طبقة تليها من الّذين ج ّل رواياتهم عن كبار التّابعين كال ّزهرى و قتادة.
و الخامسة الطّبقة الصّغرى منهم الّذين رأو الواحد و األثنين ،و لم يكن لهم السّماع من الصّحابة؛ كاالعمش.
التّاسعة الطبقة الصغرى من اتباع التّابعين كزيد بن هارون و ال ّشافعى و أبى داود الطّيالسى و عبد الرّزاق.
-)1 ( 44راجع الكشكول 415
ص64 :
العاشرة كبار االخذين عن تبع االتباع م ّمن لم يلق التّابعين كأحمد بن حنبل.
الثّانية عشر :صغار االخ3ذين عن تب3ع االتب33اع كالتّرم33ذى ،و الحقت به33ا من ش3يوخ ائ ّم3ة الس3نّة الّ3ذين ت3أ ّخرت وف3اتهم
كبعض شيوخ النّسائي ،و ذكرت وفاته منهم فإن كان من األولى و الثّانية فهو قبل المأة ،و إن كان من الثالث33ة إلى آخ33ر
الثامنة فهو بعد المأة و ان كان من التّاسعة إلى آخر الطّبقات فهو بعد المأتين ،و من ندر عن ذلك بينّته أنتهى.
الش3ريف، و نقل صاحب الرّجال المتق ّدم أيضا قبل هذه الحكاية عن «رجال ال ّشيخ عبد اللّطيف العاملى» المتقّ 3دم ذك33ره ّ
استقرار اص33طالح أص33حابنا فى أم33ر الطّبق33ات على النّص33ف من مص33طلح مخالفين33ا ،و بعكس م33ا ذك33روه من اإلبت33داء
أن معرفة طبقات ال ّراوى ضرورية ،جعلت الطّبقات ستّا:،
باألعلى ،فقال انّه فى كتاب الرّجال و حيث ّ
صدوق ،و طبقة الكلينى ،و طبقة سعد ،و الظّاهر انّه سعد بن عبد هّللا االشعرى الق ّمى الّذى ذك33ر طبقة المفيد ،و طبقة ال ّ
الس3الم ،و ت33وفّى س33نة إح33دى و ثالثم33أة أو تس33ع و تس33عين و
النّجاشى فى حقّه انّه لقى موالنا أبا محمد العسكرى علي33ه ّ
مأتين -و طبقة أحمد بن مح ّم د بن عيسى ،و طبقة ابن أبي عمير إلى آخر ما نقله عن الكتاب المذكور.
و قال موالنا المجلسي االوّل ق ّدس س ّره بعد فراغه من شرح مشيخة الفقيه و بقى أن نذكر جماعة ذك33رهم المص3نّف ،و
روى عنهم ان نبيّن أحوالهم ،و إن أجملنا فى أحوالهم لكنّهم قليلون ،و نريد أن ال يحتاج من ينظر إلى ه33ذا الكت33اب ،أن
يرجع إلى كتاب آخر مع فوايد رجاليّة ،منها تميّز المشتركات و ضبط الطّبقات ،و فوائد أخر ،و نذكرها في اثنى عشر
بابا ،فى اثنى عشر طبقة ،تذكر فى ضمن األبواب.
ص65 :
و السّادسة ألحمد بن مح ّمد بن عيسى ،و مح ّمد بن عبد الجبّار ،و أحمد بن مح ّمد بن خالد ،و اضرابهم.
و السابعة للحسين بن سعيد و الحسن بن على الو ّشاء و أمثالهما.
و الثّامنة لمح ّمد بن أبى عمير و صفوان بن يحيى و النّضر بن سويد و أمثالهم.
و الثّانى عشر ألصحاب الحسنين و أمير المؤمنين صلوات هّللا عليهم ،و نذكر ما هو الغالب عليه ،و قد يك33ون بعض33هم
فى ثالث طبقات و يروي مع األعلى منه و األسفل منه لكبر س3نّه -و ك33ثرة مالزمت33ه لألئ ّم33ة المعص33ومين ص33لوات هّللا
عليهم أجمعين انتهى.
و فى النّبوى المرسل طبقات أ ّمتى خمس طبقات ك ّل طبقة أربعون سنة ،فطبقتى و طبقة أصحابى أهل العلم و اإليمان،
الطّبقة الثّانية أهل الب ّر و التّقوى ،الطّبقة الثّالثة أهل التّراجم و التّواص3ل و الطّبق3ة الرّابع3ة أه3ل التّواض3ع و التّ3دابر ،و
الطّبقة الخامسة إلى المأتين أهل الهرج و الهرب ث ّم مرتبة جزو خير من تربية ولد ه33ذا و ك33ان ص33احب التّق33ريب و ّزع
طبقاته المذكورات علي هذا المق ّدر من ال ّزمان فليالحظ.
ص66 :
أ ّولها تدارك ما أسقطه الرّجاليّون األجاّل ء من أحوال عظماء ال ّرواة ،و آثار المشتهرين بين ه33ذه الطّائف33ة من العلم33آء و
ان ّ
الش3يخ و النّجاش33ي لم يزي33دا فى ترجم33ة الرّج33ل فان ذلك هو موضوع كتابنا هذا فى الحقيقة ،و قد ع33رفت ّ السّاداتّ ،
على سطر أم سطرين ،فكان قد وجب علينا ان ناتى بما قد ف ّر طوافيه ،من تذكرة آثاره فى هذا البين
و ثانيها انّى لما كنت تأسيا لذكر عدد طبقات علماء أهل االسالم و رجالهم األعالم ،فى ذيل ك ّل ما تق ّدم من عناوين هذا
الكتاب ،مع انّه من الفوائد الجليلة ،المتوقّع بيانها بمناسبة ما فى شىء من هذه االبواب ،و كان قد ج33رى ذك33ر «تق33ريب
ق كميل المذكور :انّه من الثّاني33ة ،م33ع ّ
ان الم33راد به33ا ك33ان ق33د خفى على أك33ثر المّ 3دعين ابن الحجر» ههنا و قوله فى ح ّ
للمراتب العالية ،فاردت أن أسفر هنا بهذه المناسبة حجاب الحيرة عن معنى هذا الكالم؛ و أشير إلى مصطلح الف33ريقين
فى مراتب طبقاتهما المؤمى إليه فى كلمات كثير من األعالم.
ان هذه التّ رجمة لما كانت تقع على حسب القاعدة آخر باب الكاف فاردت أن يقع كما له باسم الكميل المشهور، و ثالثها ّ
بالفض33ل و الكرام33ة ل33دى االش33راف حتّى يك ّم33ل لن33ا الخ33ير و البرك33ة به33ذه الوس33يلة من ج33انب خف ّى األلط33اف و ولى
األسعاف ،ث ّم ان قبر الكميل على ما ظفروا به في هذه األواخر و جعلوا له لوحا و مزارا و بنوا علي33ه بنيان33ا و ش33عارا،
واقع بين مسجد الكوفة و النّجف االشرف؛ على يمين الخارج من الكوف33ة إلي3ه قريب33ا من ق33بر ميثم التّ ّم33ار ،الحام33ل ه33و
أيضا السرار؛ موالنا أمير المؤمنين صلوات هّللا عليه.
و ليكن هذا آخر ما أردنا إيراده فى ه33ذه المجلّ33دة الثّالث33ة ،من الكت33اب و الثّابت33ة من عظم فوائ33دها على ل33وح أفئ33دة أولى
األلباب ،و نتلوها المجلّدة الرّابعة الّتى بتمامها إنشاء هّللا سبحانه و تعالى يت ّم المقصود؛ و يكمل به اإلفاضة و االنع33ام و
الجود؛ من الملك الودود ،و المالك المعبود ،متّعنا هّللا به و سائر إخواننا المؤمنين و أجرانى
ص67 :
بهذه الوسيلة الملهمة من عنده على خواطر أبطال المطّ لعين و المنتفعين ،و جعله ذريعة هذا المستهام إلى نيل المرام و
ص له إلى شفاعة ساداته الكرام ،و أجداده العظام ،فى عرصات يوم القيام ،أنّه لما يشاء قدير و باالجابة جدير،
ذخيرة تو ّ
و هو الغن ّى الغفور الرّحيم و القو ّ
ى الكف ّى الكريم.
و فرغ من تدوينه و تأليفه المسكين المستكين ،عصيرة يوم األحد الثّانى و العشرين من جمادى األولى أحد شهور أربع
و ثمانين و مأتين بعد األلف ،حامدا مصليّا مسلما مستوفقا؛ من لطفه العميم و فضله القديم ،و ال حول و ال ق33وّة إاّل باهّلل
العل ّى العظيم.
ص69 :
الجزء الرابع
ص70 :
بسم هّللا الرّحمن الرّحيم الحمد هّلل الذى هو فى مجده قديم ،و فى قدمه عظيم ،و فى عظم3ه ك3ريم ،و فى كرم3ه قس3يم ،و
فى قسمه حكيم ،و فى حكمه حليم ،و هو ف33وق كّ 3ل ذى علم عليم ،و إلي33ه المنتهى من فائح33ة كّ 3ل نس33يم ،و الم33رتقى من
فائدة ك ّل نعيم ،فلذلك اس33تحق من جمي3ع خلق3ه التعظيم ،و اس3توجب بجمي33ل حقّ3ه التّق33ديم؛ و ّ
الص3الة و ّ
الس3الم األتقي3ان
االنميان على انبل اهالى العلم و التعليم ،و أفضل رجال السّلم و التّسليم ،صاحب القلب السليم؛ و الوجه الوس3يم و الحلم
الجسيم ،و الخلق الكظيم ،و األمر النّظيم ،و ال ّشرع المستقيم ،محمد المص33طفى و أه33ل بيت33ه الطي33بين الطّ33اهرين ،الغّ 3ر
اللّهاميم أفضل ما كان من الصّلوات و التّحيات الباهرات المباركات على ابراهيم و آل ابراهيم.
ا ّما بعد فهذا هو المجلد الرّاب3ع و المج3دد الرّاي3ع و المج3رّد الواق3ع ،على ط3رف البن3اء ال3وادع ،من كتابن3ا الموس3وم ب
«روضات الجنات في أحوال العلماء و السّادات» و قد كنت فى سالف ال ّزم33ان و من33ذ خمس عش33رة س33نة من قب33ل ه33ذه
األوان ،فرغت من تبييض ثالثة من اج3زاءه االربع33ة ،و ش33رعت من33ه فى تس33ويد ه33ذه المجلّ33دة الغ33ير المتبع33ة ،فص33ار
تعوقنى تصاريف ال ّدهور عن البلوغ إلى غاية مرامه ،و تسوقنى تساريف الغرور إلى غير م33ا ك33ان من الف33وز بس33عادة
ان اإلكرام فى ك ّل ضيعة معروف باالتمام ،و االستقامة فى األمر من طرائف شيم األقرام ،و شرائف س33ير ختامه ،مع ّ
أرباب االنعام ،و خصوصا أصحاب األرقام و
ص71 :
فاستخرت هّللا تعالى فى تصميم العزيمة على رقم هذا التّتميم و ترسيم التّتمة على اثر ذلك الوضع الفصيم ،بل المرضع
الفطيم ،لتلتئم األربعة المتناسية من أركان هذا الحطيم ،فتصبح لنا بعد طول ذلك اللّهف كهف33ا إن ش33اء هّللا فى كنف33ه نقيم
مثل ما اقيم في الكنف أصحاب الكهف و ال ّر قيم ،مستوفيا فى معمورة هذا العصيم ،و مستوليا فى محروسة هذا االقليم،
من مفتتح باب الميم إلى مختتم باب الياء المنتهية إليها حروف التّعجيم ،و مستوثقا فى بقاء الحياة لنيل ذلك األمل بحي33اة
من يحيى العظام و هى رميم ،و فى لقاء النّجاة من أجل ذلك العمل بلطف هّللا العميم ،و إحس3انه الق33ديم ،و بأنّ3ه ق3د أعّ 3د
للمحسنين من العباد فى روضات الجنّات ما يشاؤن من النّعيم و للّذين آمنوا و عملوا الصالحات رحيق33ا مختوم33ا ختام33ه
مسك و مزاجه من تسنيم ،فها انا أقول و ال قوّة إاّل باهّلل العل ّى العظيم.
ص72 :
باب ما اوله الميم من أسماء فقهائنا البارعين رضوان هّللا عليهم اجمعين
563السيد االيد الجليل النبيل و العالم العامل العديم الب33ديل أب33و على ماج33دين هاش33م بن على بن مرتض33ى ابن على بن
45
ماجد الحسينى االمامى الصادقى الجد حفصى
نسبته إلى جد حفص بتشديد ال ّد ال المهملة و هى قرية من قرى بالد هجر بفتحتين ،و هجر علم لجميع ّ
خط33ة البح33رين،
و عليه ما أثبته فى باب طغيان القرامطة أرباب السّير من أنّهم نقلوا الحجر إلى هجر ،و ه33ذا الرّج33ل االج33ل من ذك33ره
شيخهم المح ّدث المتأ ّخر فى إجازته الكبيرة الموسومة ب «لؤلؤة البح33رين فى اإلج33ازة لقّ 3رتى العين» فى ذي33ل مش33يخة
موالنا محسن الفيض الكاشى صاحب «المفاتيح» و «الوافى» فقال :و من مشايخ المح ّدث المذكور السيد العاّل مة السيّد
ماجد البحرانى ،كما ذكره فى صدر كتابه «الوافى» إلى أن قال :و كان هذا الس3يّد محقّق33ا م33دقّقا ش33اعرا أديب33ا ،ليس ل33ه
نظير فى جودة التّصنيف؛ و بالغة التّعبير؛ و فصاحة
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،226 :2انوار البدرين ،85بحار االنوار 135 :109خالصة االثر ،307 :3الذريعه
،210 :12سالفة العصر ،492فوائد الرضوية ،369لؤلؤة البحرين ،135مصفى المقال 385هدية العارفين 1 :2
ص73 :
التحبيّر ،و دقّ3ة النّظ3ر ،و ش3عره ف3ائق فى البالغ3ة ،و خطبت3ه فى الجمع3ة -لبالغته3ا و حس3ن تعبيره3ا ،تأخ3ذ بمج3امع
القلوب ،و تفّت لسماعها و تذوب ،و له مع أبى البحر الخطّى صداقة و اتّحاد و مجاراة فى ال ّشعر ،و هو أوّل من نش33ر
الحديث في شيراز ،و له مصنّفات منها كتاب «سالسل الحديد» و «الرّس33الة اليوس33فيّة» وج33يزة بديع33ة ،و «رس33الة في
الس 3الم الّ33تى أوّله33ا« :بكي و ليس على ص33بّ
مق ّدمة الواجب» و من شعره القصيدة المشهورة فى مرثية الحسين علي33ه ّ
بمعذور».
و منها قوله:
)*( 45له ترجمة فى :امل االمل ،226 :2انوار البدرين ،85بحار االنوار 135 :109خالصة االثر ،307 :3الذريعه ،210 :12سالفة العصر ،492
فوائد الرضوية ،369لؤلؤة البحرين ،135مصفى المقال 385هدية العارفين 1 :2
و سرى لها روح إلى القبر اليوم قرّت عين فاطمة
الى اخر القصيدة كانت وفاته ق ّدس س ّره فى شيراز فى السّنة الثّامنة و العشرين و دفن فى مشهد السيّد أحم33د بن موالن33ا
ان من الكاظم عليه الصالة و السالم؛ المشهور بشاه چراغ و قبره هناك مع33روف و ذك33ر بعض مش33ايخنا المعاص33رين ّ
46
تالمذته :ال ّشيخ مح ّمد بن حسن رجب المقابى اصال الرويسى منزال ،نسبة إلى قرية الرّويس بالتّصغير انتهى
و قد ذكره ايضا صاحب «امل اآلمل» بالعنوان الّذى ق ّدمناه ث ّم وصفه بقوله :شاعر
______________________________
( )1لولؤة البحرين .138 -135
ص74 :
أديب جليل القدر فى العلم و العمل ،و له ديوان شعر كبير جيّد رأيته.
و قد ذكره صاحب «سالفة العصر» و قال :ه33و أك33بر من أن يفى بوص33فه ق33ول ،علم يخج33ل البح33ار ،و ذات مق ّدس33ة و
إخبات و وقار ،شفع شرف العلم بظرف األدب.
ث ّم أثنى عليه ثناءا بليغا طويال ،و ذكر أنّه توفّى سنة ثمان و عشرين بعد األلف و نقل له شعرا كثيرا ،و يحتم33ل اتّح33اده
الظاهر ذلك 47انتهى كالم «االمل» و مراده باال ّول هو المذكور فيه مفتتح شروعه فى ب33اب الميم بعن33وانمع االوّل بل ّ
السيّد ماجد بن عل ّى بن مرتضى البحرانى كان فاضال جليال شاعرا أديبا؛ له رسالة فى االصول ،اجتمع مع ال ّشيخ بهاء
ال ّدين مح ّمد العاملى ،و كان بينهما مو ّدة ،و كان ال ّشيخ يثني عليه و يب33الغ في ذل33ك انتهى 48و ه33و غ33ير الس3يّد ماج33د بن
مح ّم د البحرانى المذكور أيضا ثمة فيما بين العنوانين ،بعنوان السيّد ماجد بن مح ّمد البحرانى؛ فاضل عالم جليل الق33در،
كان قاضيا فى شيراز ث ّم فى إصفهان ،و كان شاعرا أديبا منشئا؛ له «شرح نهج البالغة» لم يت ّم ،و هو من المعاصرين
كتبت إليه م ّرة أبياتا من جملتها:
)1 ( 46لولؤة البحرين .138 -135
1 ( 47و )2امل اآلمل 226 :2و .225
1 ( 48و )2امل اآلمل 226 :2و .225
حماه ظ ّل لآلمال قصدا قصدت فتى فريدا فى المعالى
49
أما ترضى بهذا الحر عبدا أما تبغى مدى األيّام شكرى
ان رواية صاحب التّرجمة هذا عن شيخنا البهائى عليه الرحمة ،و ذكر أيضا هذا و يظهر من صاحب «اللّؤلؤة» أيضا ّ
صاحب البح33ار فى المجلّ3دة االخ33يرة من33ه ص33ورة اج33ازة ه3ذا الس3يّد ّ
الس3ند المحق33ق العالم33ة على م33ا ذك33ره فيه33ا به33ذه
األوصاف للسيّد االشرف
______________________________
( 1و )2امل اآلمل 226 :2و .225
ص75 :
الش3يخ مح ّم3د بن ّ
الش3يخ االج ّل األمجد األمير فضل هّللا المشتهر بدست غيب راويا فيه33ا عن ش3يخنا البه33ائى و ك33ذا عن ّ
المق ّدس أحمد بن ال ّشيخ الجليل نعمة هّللا بن خاتون عن أبيه عن ج ّده عن شيخنا خاتم المجتهدين زين ال ّدين عل ّى بن عبد
العالى الكركى ،مورّخه ش3وّال س3نة ثالث و عش3رين بع3د األل3ف و أ ّم3ا تالم33ذة مجلس3ه الم3نيف فهم أيض3ا جماع3ة من
فضالء أرباب التّأليف و التّصنيف ،منهم الشيخ محمد حسن رجب المتق ّدم ذكره الشريف ،و كان اوّل من صلّي الجمعة
فى البحرين بعد افتتاحها بال ّدوله الصفوية المنتهية الى ال ّشاه سلطان حس33ين ،و منهمّ :
الش 3يخ مح ّم33د بن عل ّى بن يوس33ف
بن سعيد المقشاعى أصال األصبعى مسكنا و كان هذا ال ّشيخ فاضال فقيها جليال ،ل33ه ش33رح على كت33اب «الب33اب الح33ادى
عشر» غير تا ّم ،و هو أحسن شروح بذلك الكتاب كما افيد ،و منهم :الفاضل المح ّدث الم33ولى محس33ن الفيض الكاش33انى
اآلتى ذكره و ترجمته عنقريب انشاء هّللا ،
و هذا من غريب االتّفاق و فيه من الكرامة الولياء هّللا ما ال يخفى ،ث ّم ان من جملة ما ينس3ب إلى الس3يّد ماج3د الم3ذكور
من ال ّشعر الرّائق قوله:
و منها بنقل السيّد نعمت هّللا الجزائرى رحمه هّللا فى «مقاماته» رباعيّة له أنشدها فى صفة جارية س33معها تق33رأ الق33رآن
الكريم بصوت رخيم ،و تفصيل ذلك انّه قال ح ّدثنى تلميذي ال ّشيخ حس3ين البحري3نى ،و ك33ان من المع ّم33رين ،و كنت ق3د
خرجت معه يوما من المسجد الجامع فى شيراز من الباب المقابل للقبلة الّذى يخرج منه إلى سوق المدرس33ة الش33ريفيّة،
فل ّما خرجنا من الباب قال :كان ابن ع ّمك السيد األجل السيّد ماجد الصّديقى البح33رانى خارج33ا من المس33جد م33ع جماع33ة
كنت انا من جملتهم ،فلما بلغ إلى هنا سمعنا
ص76 :
جارية تقرأ القرآن بصوت رخيم لم يسمع بمثله فقال السيّد مرتجال.
و معنى لسوق الفاسقين الى ال ّزهد بلفظ يسوق المتّقين الى الخنا
و ال يخفى ما فيه من القوّة ث ّم كالم السيّد ماجد رحمه هّللا ،ل33و ال قي33ام ّ
الش3هرة العظيم33ة على خالف م33ا نفى الخف33اء عن
ق ّوته ،بل عدم الخالف فيه إاّل من السيّدين المرتضى و ابن زهرة ،لكان القول بما رأياه فى غاية القوّةّ ،
الن غاية األم33ر
فى المدلول اللّغوى من النّذر بعد وق33وع المخالف33ة في33ه من أرب33اب الع33رف و اللّغ33ة ّ
الش3ك و ك33ذا بع33د تع33ارض األخب33ار
المرتبة لوجوب الوفآء بالنّذر على محض التّطق بصيغة هّللا على أن أفعل كذا و كذا ،بدون التّعليق بما هو أرفع سندا و
الس3الم ،أنّ3ه ق3ال :إذا ق3ال أكثر عددا ،و أظهر داللة على مؤ ّداه مث3ل ص3حيحة منص3ور بن ح3ازم ،عن ّ
الص3ادق علي3ه ّ
الرّجل عل ّى المشى إلى بيت هّللا و هو محرم بحجّة أو على هدى ك33ذا و ك33ذا ،فليس بش33ىء ،حتّى يق33ول هّللا عل ّى المش33ى
إلى بيته ،أو يقول :هّلل عل ّى هدى كذا و كذا ،إن لم أفعل كذا و كذا ،بل يمكن تقييد األخبار األوّله بمفهوم الحص33ر الواق33ع
صحيحة ،و إن احتمل كون المقص3ود منه3ا بي3ان حكم آخ3ر ه3و ل3زوم ذك3ر هّللا فى النّ3ذر ،أو ع3دم تعلّق3ه فى مثل هذه ال ّ
بالمحرم أو ورد التّعليق فيها مورد الغالب فى النّذر ،أو غير ذلك فال أق ّل من ال ّشك فتبقي حينئذ أصالة عدم انعقاد النّذر
بمثل هذه ال ّ
صيغة المطلقة المتنازع فيها سليمة عن المعارض ،بل الظ33اهر من مقابلت33ه للعه33د م33ع كون33ه مغني33ا عن33ه فى
الخاصيّة و الثّمر مغايرته معه فى مثل هذه الخصوصيّة كما يتبّادر ذلك أيضا إلى أفه33ام من بتص3وّر الف33رق بينهم33ا في
العرف العام ،لذا كان ظاهر
ص77 :
العاّل مة فى «االرشاد» و ال ّشهيد فى «ال ّدروس» التوقّف ،بل هو ظ33اهر ص33احبى «الم33دارك» و «الكفاي33ة» أيض33ا كم33ا
افيد فليتأ ّمل.
و نسب بعض فضالء هذه األواخر إلى السيّد عبد الرّؤف بن السيّد ماجد بن هاش33م الص33ادقى البح33راني رحم33ه هّللا ه33ذه
المناجاة:
عبدك المذنب م ّما قد جناه يتنصّل يا حليما ذا أناة و اقتدار ليس يعجل
باء بالخسران عبدا مهل المولى فأهمل كاد أن يقنط لو ال سعة الرّحمة يأمل
أدخلتني النّفس لكن منهج المخرج أشكل تهت فى بيداء تقصيري فهل يرشد من ضل
فاذا أقبل عام كان م ّما فات أحمل كلّما أقبل عام أتمنّى عام أوّل
فعلى عفوك ال األعمال يا ربّ المعوّل ليتني أجهل علمي أو بما أعلم أعمل
لو برضوى بعض مابي لتداعى و تزلزل فعسى جرح ذنوبى بمسيح العفو يدمل
ص78 :
ع ّجل الفوز بهم لي و على أرواحهم صل لست أقفوا إثر قوم غيرهم في العقد و الحل
50
564الشيخ العدل المحسن بن الحسين بن احمد النيشابورى
رحمه هّللا ثقة ،حافظ واعظ و كتبه «االمالى فى األحاديث» «كتاب السيّر» «كت33اب إعج33از الق33رآن» «كت33اب بي33ان من
كنت مواله» أخبرنا بها شيخنا اإلمام السّعيد جمال الدين ابو الفت33وح الخ33زاعى 3،عن وال33ده عن جّ 3ده عن33ه ،قال33ه منتجب
ال ّدين
و كان قد قرأ على السيّدين ،و شيخنا الطّوسى ،و يروي عنه ال ّشيخ أبو الفتوح المذكور أيضا بواس33طة أبي33ه عن جّ 3ده و
ان عبد ال ّرحمن بن أحمد بن الحس33ين عليه فيكون الرّجل ع ّم ج ّده األوّل مح ّمد بن أحمد الخزاعى النّيسابورى ،كما تق ّدم ّ
أن اباه عل ّى بن مح ّمد الخزاعى أيضا هو بعينه الّذى ذكره ال ّشيخ منتجب الّ 33دين كان ع ّم أبيه عل ّى بن مح ّمد ،بل ّ
الظاهر ّ
القمى ،بعنوان ال ّشيخ زين ال ّدين أبى الحسن عل ّى بن مح ّمد الرّازى المتكلّم ،استاد علماء الطّايفة فى زمانه.
ث ّم قال و له نظم رايق فى مدايح آل الرّسول صلّى هّللا عليه و اله ،و مناظرات مشهورة مع
)*( 50له ترجمة فى :امل االمل ،228 3:2بحار االنوار 266 3،105تنقيح المقال ،55 3:2الذريعة ،232 3:3المستدرك ،488 3:3النابس« طبقات 3اعالم
الشيعه» .147
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،228 3:2بحار االنوار 266 3،105تنقيح المقال ،55 3:2الذريعة ،232 3:3المستدرك
،488 :3النابس «طبقات اعالم الشيعه» .147
ص79 :
المخالفين خ و له مسائل فى المعدوم و االحوال ،و كتاب «الواضح» و «دقائق الحقايق» شاهدته و ق33رأت علي33ه انتهى
الن دأب السّلف كان فى األغلب السّكوت عن بيان قرابة بعض الرّجال م3ع بعض ،و ذك3ر كيفيّ3ة نس3بة بعض3هم و ذلك ّ
إلى بعض ،كم33ا ال يخفى على من تتبّ3ع مت33ون فهرس33تاتهم بخالف المت33أ ّخرين المالحظين فى االش33ارة إلى ه33ذا المع33نى
فوائد كثيرة فليتبصر و ال يغفل.
565العلم الفاشى و العالم االقراشى موالنا الفاضل الكامل المؤيد المسدد محس33ن بن الش33اه مرتض33ى بن الش33اه محم33ود
51
المشتهر بالفيض الكاشى
اسمه كما يظهر من تقري33رات نفس33ه مح ّم33د ،و أم33ره فى الفض33ل و الفهم و النبال33ة فى الف33روع و األص33ول ،و اإلحاط33ة
بمراتب المعقول و المنقول ،و كثرة التّأليف و التّصنيف م33ع ج33ودة التّعب33ير و التّرص33يف ،أش33هر من أن يخفى فى ه33ذه
الطّ ائفه على أحد إلى منتهى األبد ،و عمره كما استفيد لنا من تتبّع تصانيفه الوافرة ،تجاوز حدود الثّمانين ،و وفاته بع33د
األلف من الهجرة الطّاهرة بنيف يلحق تمام التّسعين و مرقده ال ّشريف مع33روف بالكرام33ة و المقام3ة فى دار المؤم33نين،
موئال لل ّزائرين و العاكفين ،و مطافا لمن كان بين الطّوائف من العارفين.
و كذا أخوه مح ّمد المعروف بنور ال ّد ين القاسانى األخباري صاحب كتاب «مصفاة األشباح» فى االخالق ،و «عج33ائب
أن أكثره مأخوذة من كتب أخيه ،و كتاب اآلفاق» و إن قيل ّ
______________________________
(*) له ترجمة فى :آتشكدة آذر 245امل االمل 305 3:2تنقيح المقال ،54 3:2جامع الرواة 42 3:2الذريعة ،124 3:2
رياض العارفين 380ريحانة االدب ،369 3:4سالفة العص33ر ،499الك33نى و االلق33اب ،39 3:3لؤل33ؤة البح33رين 121
مصفى المقال 387نتايج االفكار .541
ص80 :
)*( 51له ترجمة فى :آتشكدة آذر 245امل االمل 305 3:2تنقيح المقال ،54 3:2جامع الرواة 42 3:2الذريعة ،124 3:2رياض الع33ارفين 380ريحان33ة
االدب ،369 :4سالفة العصر ،499الكنى و االلقاب ،39 :3لؤلؤة البحرين 121مصفى المقال 387نتايج االفكار .541
ترجمة حقائق أخيه و هو والده موالنا الفاضل الع33ارف المحّ 3دث ،الم33ولى مح ّم33د ه33ادى ّ
الش3ارح لكت33اب «المف33اتيح» و
غيره فليالحظ.
و كذا أخوه أخوه االخر الفاضل الفقيه المشهور ،بالمولى عبد الغفور بن شاه مرتضى المذكور ،و ولده الفاضل المولى
مح ّمد مؤمن بن المولى عبد الغفور ،و كان من تالمذة ع ّمه األج ّل األفخم الّذى هو صاحب العنوان ،و مدرّسا فى مدينة
األشرف من بالد مازندران ،كما ّ
أن أباه الم33ذكور ،ك33ان ق33د ق33رأ على بعض مش33ايخ أخي33ه الم33برور ،مث33ل الس3يّد ماج33د
البحرانى ،و خالهما المولى نور ال ّدين الكاشى.
و بالجملة فقد كان بيته الجليل المرتفع قدره إلى ذروة األفالك من كبار بيوتات العلم و العمل و الفضل و اإلدراك:
و له أيضا ولد فاضل س ّماه مح ّم دا ،و لقبه علم الهدى ،رأيت منه كتابا لطيفا بالفارسيّة جمع فيه بين االصول و الف33روع
و االخالق ،و ينسب إليه أيضا خطب و رسائل منيفة.
و أ ّما نفس ال ّرجل فقد بلغ فضله إلى حيث لم يعرف بين هذه الطّائفة مثله ،و خصوصا فى مراتب المعرف33ة و األخالق،
و تطبيق الظّواهر بالبواطن بحسن المذاق ،و جودة اإلشراق.
و كان يشبه مشربه مشرب أبى حامد الغزالى ،و يساوق سياقه ذلك السّياق ،بل اقتبس منه شاكلة كثير من مص 3نّفاته ،و
اختلس منه سابلة غفير من تص ّرفاته و تظرفاته ،كما استفيد لنا من التّتّبع لما كتب33ه م33ع تش3تّت موض33وعاته؛ و إن لم أر
إلى اآلن من التفت إلى هذه ال ّدقيقة ،أو انكشفت عليه مباني33ة كث33ير من تحقيقات33ه الرّش33يقة ،و خطابي33ات كالم33ه المالئم33ة
لحسن السّليقة سواء الطريقة في حاق الحقيقة.
و قد نسب إليه ال ّشيخ على ال ّشهيدى الع33املى في ذي3ل رس33الته فى تح3ريم الغن3ا و غيره3ا كث33يرا من األقاوي3ل الفاس3دة و
اآلراء الباطلة العاطلة ،الّتى تفوح منها رائحة الكفر ،و المضارة بضروريّات هذا ال ّدين المبين ،و المضادة لما ه33و من
قطعيّات علماء
ص81 :
هذا ال ّش رع المتين ،و لو أردنا تأويل جملة منها بمحامل وجيهة صحيحة ،لما امكننا ذلك بالنّسبة إلى ما تد ّل عليه ألفاظه
الظّاهرة ،بل ال ّ
صريحة ،من منافيات اصول هذه ال ّشريعة ،و فروع مذهب ال ّشيعة ،مث33ل قول33ه بوح33دة الوج33ود ،و بع33دم
خلود الكفّار فى عذاب النّار ،و ع3دم نج3اة أه3ل االجته3اد و إن ك3انوا من جمل3ة أجاّل ئن3ا الكب3ار ،و قول3ه بع3دم منجس3يّة
المتن ّجس لغيره مثل النّجس ،و بعدم انفعال المآء القليل بمحض مالقات33ه للنّجس ،و إن وافق33ه فى ه33ذه المس33ألة من أق3ادم
علمآئنا الع ّمانى المتق ّدم ذكره فى أوائل باب الحآء.
و بالجملة فقد كان رحمه هّللا تعالى دائما فى طرف النّقيض مع ال ّشيخ عل ّى المذكور ،و مفارض33ا إيّ3اه بكلم33ات ّ
الس3وء و
فقرات السّرور ،و من جملة تخفيفاته بالنّسبة إليه تسميته إيّ33اه بالهض33م الرّاب33ع ،من جه33ة كون33ه رابع33ا بالنّس33بة إلى جّ 3ده
ال ّشهيد الثّانى رحمه هّللا .
أن بينه و بين هذا ال ّرجل كانت مصادقة أكيدة ،و مساوقة ش33ديدة، و قد تق ّدم فى ترجمة سميّنا العاّل مة السّبزوارى أيضا ّ
فى السّر و العالنية ،ق ّل ما يوجد نظيره فى رجلين ،و لذا كان قد وقع بينه و بين ال ّشيخ على المعظّم إليه أيضا م3ا س3بق
لك بيانه ،من االقوال ال ّش نيعة ،و االفحاش الفظيعة ،و المنافيات لمراسم ال ّشيعة ،و سجيّات علمآء ال ّشريعة .هذا.
و من جملة من كان ينكر عليه أيضا كثيرا من علماء زمانه ،هو الفاضل المح ّدث المق ّدس المولي مح ّمد ط33اهر الق ّمى و
الس 3وء فى حقّ33ه ،فخ33رج من قم
صاحب كتاب «ح ّجة االسالم» و غيره؛ و إن قيل أنّه رجع فى اواخر عمره من اعتقاد ّ
المباركة إلى بلدة كاشان لالعتراف عنده بالخالف و اإلعتذار لديه بحسن االنصاف ،ماشيا على قدميه تمام ما وق33ع من
البلدين من المسافة إلى أن وصل إلى باب داره و انافه ،فنادى :يا محسن قد أناك المسىء ،فخرج إليه موالنا المحس33ن،
و جعال يتصافحان و يتعانقان ،و يستح ّل كّ 3ل منهم33ا من ص33احبه ،ث ّم رج3ع من ف33وره إلى بل3ده ،و ق3ال :لم أرد من ه3ذه
الحركة إاّل هضم
ص82 :
الذنب ،و طلب رضوان هّللا العزيز الوهّاب ،و يقال أيضا ّ
أن بعض من اعتقد فى حقّه الباطل رجع عنه النّفس و تدارك ّ
بعد وفاته ،لما راه فى المنام على هيئة حسنة ،يأمره بال ّرجوع إلى بعض ما كتبه فى أواخر عمره ،و هو فى مك33ان ك33ذا
الض3الل و هّللا
و كذا ،فل ّم ا استيقظ و طلبه وجده كما نسبه ،و كان فيه تبرئة نفس3ه من جمي3ع م33ا ينتس3ب إلي3ه من اق33وال ّ
العالم بسرائر االحوال.
و أ ّما سميّنا العاّل مة المجلسى ق ّدس سره الق ّدوسى ،فكان ال يرى بال ّرجل بأسا من غاية مالئمة مشربه مع طريق33ة وال33ده
المولى مح ّمد تق ّى ،و قد ع ّد ه فى أواخر «البحار» من جملة مشايخ إجازاته الكبار ،و إن أمكن أن يكون ما ب33ه المناس33بة
بين هؤالء الجماعة قولهم جميع33ا بعيني33ة وج33وب الجمع33ة ،و إق33امتهم إياه3ا فى بالدهم باش33ارة س33لطان ّ
الش3يعة ،و شّ 3دة
اهتمامهم فى هذا الباب ،و إلتزامهم ر ّد المخ33الفين فى المس33ألة بايف33اء الج33واب و اإلنص33افّ ،
أن رس33الة موالن33ا ه3ذا من
أجود ما كتب فى اثبات الوجود العينى على مذاق االخبارييّن ،و ل33ذا ق33د تع33رض لر ّده33ا موالن33ا اس33ماعيل المازن33درانى
ال ّشهير بالخاجوئى ،الّذى هو من أعاظم علمائنا المحقّقين ،صاحب التّعليقات ،و الرّسائل الكث33يرة المتج33اوزة فى ظ33اهر
التّق33ريب و التّخمين ،عن تم33ام الم33أة و العش33رين ،فى مس33ائل ش3تّى هى من مح33ال أنظ33ار المتكلّمين و المجته33دين ،فى
أصول ال ّدين و فروع هذا ال ّشرع المبين ،فلم يترك من تلك الرّسالة قائمة إاّل ه ّدها ،و ال شاخصة إاّل ق ّدها و أب ّدها.
و من جملة ما زبره فى فواتح شرحه المذكور ،و يعجبنى أن ال أخلى كتابى هذا من نمط ذلك المزبور ،قوله بعد الحمد
الذنيب الكئيب الضّعيف ال3ّ 3ذليل الج33اني اس33ماعيل بن الحس33ين بن مح ّم33د رض33ا بن عالء
و الصلوة :أ ّما بعد فيقول العبد ّ
ال ّدين مح ّمد المازن33درانى ،حوس33بوا حس33ابا يس33يرا ،و ص3يّروا إلى الجنّ33ة و المغف33رة مص33يرا ،انّى لم33ا رأيت اآلي33ات و
الرّوايات الّتى استدلّوا بها على عينيّة وجوب الجمعة فى زمن الغيبة ،مبالغين فيه حتّى كاد أن يقولوا بحتميتها مع أه33ل
ضاللة و الخيبة غير دالّة عليال ّ
ص83 :
دعواهم ،بل كلّها فضال عن جلّها مربح بخالف م ّدعاهم أردت أن أشير إشارة إجماليّة إلى طري33ق الح ّ 3
ق و االنص33اف،
ساعيا فى اظهار حقيقة الحال في تلك المسألة من غير اعتساف ،لئاّل يغت ّر المقلّد بقول من ي ّدعي شيئا ال يقدر على بيان
ما ي ّدعيه ،و إن بذل فيه كمال جهده و تمام مساعيه ،و هّللا يعصمنا من الخطاء و ال ّزلل كائنا ما كان؛ منهما فى القول و
العمل أنّه ملهم العقل و ملقن ال ّ
صواب ،و منه المبدأ و إليه المآب.
فوجدت الرّسالة الّتى ألّفها مح ّمد بن المرتضى المدع ّو بمحسن ق ّدس سرّه ،و أحسن إليه فى كّ 3ل م33وطن أش33مل و أكم33ل
من غيرها ،فتعرّضت ال ق33انيم م33ا فيه33ا ،و مالك33ه و أص33وله من كالم هّللا تع33الى و تقّ 3دس و امنائ33ه المعص33ومين عليهم
السّالم و رسوله صلّى هّللا عليه و اله ،مقتصرا عليها غير متجاوز عنها ،سوى ما يقتضى ذكره التّقريب ،أو يكون م ّما
ألن باقى كالمه تطويل بال طائل ،و مع ذل33ك ليس ه33و قّ 3دس س3رّه ب33ه بقائ33ل فح33رى بن33ا أن يوجب للنّاظر فيه التّعجبّ ،
الن من حس33ن اس33الم الم33رء ت33رك م33ا ال يعني33ه ،ف33أقول و باهّلل الهداي33ة و الرّش33اد ،و من33ه
نتركه جملة واحدة مع ما فيهّ ،
التّوفيق و السّداد ،و به تسهل صعاب األمور و ال ّشداد.
قال ق ّدس س ّره فى آخر المق ّدم33ة و نب33دأ أوّال بكالم هّللا تع33الى ،ث ّم ن33ورد كالم رس33ول هّللا ،ث ّم كالم33ه األئ ّم33ة المعص33ومين
الش 3رعيّة منحص33رة عن33دنا فى ه33ذه الثّالث33ة ،ث ّم ننق33ل كالم الفقه33اء المش33تهرين من الق33دماء و الس 3الم ،و األدلّ33ة ّ
عليهم ّ
المتأ ّخ رين ،و نثبت به االجماع المعتبر عند القائلين به على الوجوب العينى ،ث ّم نأتى بالوجوه العقليّة المعتبرة عند أه33ل
ال ّرأى علي ذلك ،و األدلّة الشرعيّة منحصرة فى هذه الخمسة
أقول و باهّلل التوفيق ،و بيده أز ّمة التّحقيق و التّدقيق :فيه نظر ظاهر ّ
ألن المراد ب3الوجوه العقليّ3ة ،ان ك3ان ه3و القي3اس،
فيخرج اإلستدالل و إن كان هو االستدالل فيخرج القياس ،و إن كان هما معا ،فليسا بدليل واحد ،لصّ 3ح الحص33ر إذ كّ 3ل
3ان األدلّ33ة الش33رعيّة عن33دهم عب33ارة عن الكت33اب و الس3نّة و
منهما دليل بحياله ،فال يص ّح ع ّدهما واحدا على قواع33دهم ،فّ 3
اإلجماع و القياس و االستدالل ،فاخبار ائ ّمتنا المعصومين
ص84 :
صلوات هّللا و سالمه عليهم أجمعين ،إ ّما غير معدودة عندهم فى ع33داد األدلّ33ة ،و إ ّم33ا مندرج33ة تحت الس3نّة ،و على أ ّ
ى
تقدير فالحصر غير حاصر على ما اعتبره ق ّدس سرّه حيث عّ 3د كالمهم عليهم الس33الم دليال آخ33ر من االدلّ33ة الش33رعيّة؛
فان قلت :أنّ33ه أراد باه33ل ال3رّأى المجته33دين من أص33حابنا االماميّ33ة ،و هم ال يقول33ون :بالقي3اس؛ و إن ك33انوا يس3تنبطون
األحكام و الوج3وه العقليّ3ة المنحص3رة عن3دهم فى أح3د عش3ر وجه3ا ،و م3ا أراد بهم الفقه3اء األربع3ة و من ش3ايعهم من
القائلين بالقياس ،فالحصر غير حاصر ،إذ األدلّة حينئذ منحصرة فى الثّالثة المختارة عنده و فى االجماع و دليل العق33ل
قلت :األدلّ33ة عن33د فقهائن33ا المجته33دين منحص33رة فى أربع33ة ال فى خمس33ة ،كم33ا ص 3رّح ب33ه جماع33ة ،منهمّ :
الش 3هيد فى
«الذكرى» حيث قال :اإلشارة السّادسة فى قول وجيز فى االصول و هى أربعة ،ث ّم ف ّ
صلها بالكتاب و السّنة و االجم33اع ّ
و دليل العقل ،و قسّمه على قسمين ،ما ال يتوقّف على الخطاب و هو خمسة ،ث ّم ع ّدها و ما يتوقّف عليه و ه33و س 3تّة ،ث ّم
ع ّدها و قال البهائى نوّر هّللا مرقده فى «زبدة االصول» :االدلّة الشرعيّة عندنا اربعة :الكتاب ،و السنّة ،و االجم33اع؛ و
دليل العقل ،و قال :في الحاشية و ال خامس لألدلّة عندنا ،و أ ّما عندهم و عنى بهم العا ّمة فخمسة.
و ق33ال الفاض33ل الحلّى ط33اب مث33واه يع33نى ب33ه موالن33ا العاّل م33ة أعلى هّللا مقام33ه ،فى بعض فوائ33ده :أدلّ33ة األحك33ام عن33دنا
منحصرة فى كتاب هّللا العزيز و سنّة رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و س33لّم ،المت33واترة المنقول33ة عن33ه ،أو عن أح33د من
األئ ّمة المعصومين عليهم السّالم و باآلحاد مع سالمة السند و االجماع ،و دليل العقل كالبراءة االصليّة و االستص33حاب
و اإلحتياط ،و ل ّما اشترك الكتاب و السنّة و الخ3بر فى كونه3ا دالّ33ة بمنطوقه33ا ت3ارة ،و بمفهومه33ا اخ3رى ،انقس3م األدلّ3ة
السّمعيّة إلى هذين القسمين ،و المفهوم قسمان :مفهوم موافقة ،و مفهوم مخالفة.
و كانت هذه األدلّ33ة كافي33ة فى اس33تنباط األحك33ام و د ّل العق33ل و النّق33ل على امتن33اع العم33ل بالقي3اس على م33ا بيّن فى كتب
االصول ،و نعنى بالقياس :اثبات حكم في صورة
ص85 :
الجل ثبوته فى صورة اخرى ،و يعتمد على أربعة أرك33ان ،إلى أن ق33ال بع33د نق33ل جمل33ة كالم ل33ه فى ه33ذا الم33رام انتهى
أن ه33ذا الكالم من ذل33ك العاّل م قّ 3دس سّ 3ره ال ينطب33ق على م33ذهب من م33ذهبى العا ّم33ة و
كالمه طاب ثراه منامه ،فظه33ر ّ
فان منصب اإلمام عليه السّالم و وظيفت33هص ة؛ و ال يطابق ما عليه القوم؛ فهو اصطالح جديد ،ليس له وجه سديدّ ، الخا ّ
على ما صرّح به األق33وام أن يحف33ظ ّ
الش3ريعة القويم33ة ،ب33ترويج الكت33اب و الس3نّة على م33ا كان33ا علي33ه فى عه33د ص33احب
ال ّشريعة.
ان الاّل زم من م33ذهب األخب3اريين ،و ه33و قّ 3دس س3رّه منهم إنحص33ار األدلّ33ة فى االث33نين :الكت33اب ،و
ث ّم إلى أن قال :م3ع ّ
السنّ ة ،فبعد انضمام االجماع و دليل العقل إليهما تصير أربعة ،مطابقة لما عليه القوم ،و هو ظاهر ،و لكن الظّاهر أنّ33ه
أراد بالوجوه العقليّة ما يسميّه الق33وم ب33دليل العق33ل ،و العا ّم33ة باإلس33تدالل ،و الم33راد ب33ه م33ا ليس بنصّ و ال إجم33اع و ال
قياس ،و قد يطلق فى العرف على إقامة ال ّدليل مطلقا من نصّ او اجماع او غيرهما ،و لكنّ33ه اص3طلح من عن3ده ،و عّ 3د
كالمهم عليهم السالم دليال آخر من األدلّة ،فزاد على كال االصطالحين قسما آخ3ر ،فالحص3ر على طري3ق العا ّم3ة غ3ير
حاصر.
و أ ّما على قواعد القوم؛ فيلزم منه أن يكون قس33م الش33ىء قس33يمه ،النّهم ذك33روا فى وج33ه الحص33ر ّ
ان الّ 3دليل على الحكم
الشرعى إ ّما نوع لفظه معجز أم ال االوّل ا ّما وحى أوال ،األ ّول الكتاب ،و الثّانى السنّة ،و غير ال33وحى ا ّم33ا كاش33ف عن
تحقيق وحى أوال ،اال ّول اإلجماع ،و الثّانى دلي33ل العق33ل ،و ق33ال مخالفون33ا ال33وحى ام33ا متل33و و ه33و الكت33اب ،أوال و ه33و
السنّة ،و غير الوحى إن كان قول الك ّل فاجماع أو مشاركة فرع الصل فقياس و ااّل فاستدالل ،فظهر بذلك ما فى كالمه
رحمه هّللا من الخبط و الخروج عن القانون فلينظر إلى ما فيه انتهى.
و قال فى مقام ال3رّد على المص3نّف فى اس3تدالله للعينيّ3ة فى زمن الغيب3ة بثالث آي33ات من الكت3اب العزي3ز أح3دها االي3ة
المشهورة الواقعة فى سورة الجمعة ،و ثانيها قوله تعالى فى سورة المنافقين :يا َأيُّهَ33ا الَّ ِذينَ آ َمنُ33وا ال تُ ْل ِه ُك ْم َأ ْم33والُ ُك ْم َو ال
َأوْ ال ُد ُك ْم ع َْن ِذ ْك ِر
ص86 :
ت َو َّ
الص3ال ِة الص3لَوا ِ هَّللا ِ َو َم ْن يَ ْف َعلْ ذلِكَ فَُأولِئكَ هُ ُم ْال ِ
خاسرُونَ و ثالثها قوله ع ّز و جل فى سورة البق33رة :ح33افِظُوا َعلَى َّ
ْال ُوسْطى َو قُو ُموا هَّلِل ِ قانِتِينَ بعد ما فص ّل وجوه عدم تماميّة االستدالل باالولى ،مع غاي33ة ظهوره33ا في ه33ذا المّ 3دعى ،ث ّم
الس3ورتينالذكر هنا أيضا لصالة الجمعة ،فسّماها هّللا تعالى ذكرا فى ّ نقل قول المصنّف فى ذيل اآلية الثّانية ،و قد فس ّر ّ
و أمر بها فى احديهما ،و نهى عن تركها و االهمال بها و االشتغال عنها فى االخرى ،و ندب إلى قراءتهما ،ا ّما وجوبا
او استحبابا ،ليتذ ّكر السامعون مواقع االمر و النّهى ،و موارد الفضل و الخسران ،حثّا عليه33ا ،و تاكي33دا للتّ33ذكر به33ا؛ و
ف3ان االوام33ر ،به3ا مطلق33ة مجمل33ة غالب3ا ،خالي33ة عن ه3ذا التّاكي3د و التّص3ريح،
مثل هذا ال يوجد فى غيره من الفروض ّ
بالخصوص.
أقول و باهّلل التّوفيق هذه االية كاختها السّابقة و الاّل حقة ،بل ال داللة فيها على ما رامه المستد ّل اص33ال ،و ا ّم33ا م33ا ذك33ره
فى ذيلها فهو من قبيل الموعظة و النّصيحة اللّتين هما من دأب هؤالء الق33ائلين ب33الوجوب العي33نى و ليس في33ه م33ا يصّ 3ح
لالستدالل أو يطمان به البال ،بل ال يسمن و ال يغنى من جوع ،و ال يأمن من خوف ،مع أنّ33ه كالم قل33د في3ه الحس33ين بن
عبد الصّمد الحارثى ،فانّه قال فى رس3الة ل3ه مسّ 3ماة« :العق3د الطّهماس3بي» م3ا أ ّك3د هّللا و رس3وله و ال أه3ل بيت3ه عليهم
الص3الة ،و وق3ع النّص و اإلجم3اع على أنّه3ا أفض3ل األعم3ال ،و ص3الة الجمع3ة السالم على أمر أكثر من التّأكيد على ّ
داخلة فى ذلك ،ث ّم قال :و ذهب كثير من العلماء إلى أنّها هى الصّالة الّتى أمر هّللا بالمحافظة عليها.
و هذا الرّجل الحارثى أيضا قد قلّد فى كالمه هذا أعني فى قوله و ذهب كثير من العلم3اء زين المحققين رحم3ه هّللا كم33ا
سيأتى مع ما فيه.
ث ّم ذكر كالما خطابيا أو شعريّا ال يؤل إلى طائل ،و حاصله ما ذكره المستدل مل ّخصا إاّل أنّه قال في آخر كالمه :و هل
شىء أحسن من أن يأمر ال ّشاه بها فى أيام دولته فيكون ثوابها و ثواب من يصلّيها فى صحائفه إلى يوم القيام33ة ،و لع ّ 3ل
توفيقاته اإللهية اقتضت كون هذه السّنة العظيمة مكتوبه فى صحائفه ال زال مس ّددا مؤيّدا إلى يوم
ص87 :
ال ّدين و أمثال هذه الكلمات و التملّقات فى رسالته هذه أك3ثر من أن يحص3ى ،و الغ3رض مفه3وم و المّ 3دعي معل3وم على
الفطن العارف انتهى.
و رسالته هذه موسومة« :ال ّشهاب الثّاقب» و له أيضا رسالة أخ33رى بالفارس3يّة فى إثب33ات الوج33وب على س33بيل العينيّ33ة
ان له ق ّدس سره من المصنّفات المتطرفة في الفن33ون المتش33تة و المع33انى المختلف33ة م33ا ي33نيف
س ّماها «أبواب الجنان» ث ّم ّ
على ثمانين كتابا ،يشتمل كثير منها على مجلّدات جمة ،و إن كان أكثرها م33ع قبي33ل التّعليق33ات و الرّس33ائل و التّحقيق33ات
الش3ريف أنّ3ه كتب رس3الة بالخص3وص فى تفص3يل المقصورة على خص3وص بعض المس3ائل ،و من خص3ائص نفس3ه ّ
جميع ما أفرغه فى قالب التّصنيف و التّأليف ،مع بيان مقاصد ك ّل منها ،و عدد أبياته ،و تاريخ الفراغ منه ،و جملة من
كيفيّاته.
و قد ابتدأ فى فهرسته المذكور بذكر كتابه «الوافى» المشهور ،و هو جامع الكتب األربعة مع نهاية التّهذيب ،و رعاي33ة
غاية المزاولة في جزالة التّرتيب ،و اعمال كمال المداقّ33ة فى بي33ان مش33كل كّ 3ل ح33ديث ،و إمع33ان النّظ33ر فى متش33ابهات
االخبار بعد الفراغة من التّحديث ،فقال و هو قديم فى اربعة عشر مجلّدا ك ّل منها كتاب برأسه ،يقرب مجموعة من مأة
و خمسين ألف بيت ،إلى أن قال :وقع الفراغ من تصنيفه فى سنة سبع و ستّين بعد األلف.
ص88 :
ث ّم ذكر بعده كتاب «مفاتيح ال ّشرايع» و قال ت ّم جميع مطالبه الّتى هى أبواب الفقه كلّها مع مسائل مه ّمة اخرى فقهيّ33ة لم
يذكرها الفقهآء رحمهم هّللا أو أكثرهم ،فى اثنى عشر كتابا فهرستاه كفهرس كتاب «المعتصم» يقرب من خمس33ة عش33ر
الف بيت ،وقع الفراغ منه فى سنة اثنتين و أربعين بعد االلف.
اقول :و كتابه هذا من أجمل كتب الفقه بيانا ،و أوضحها دليال و برهانا ،و أفصحها عن موارد االجماعات ،و أرمزه33ا
بالموجز من العبارات ،و قد نقل فى بعض اجازات اصحاب االش33ارات عن ّ
الش3يخ مه33دى الفت33ونى عن اس33تاده االم33ير
مح ّمد صالح الحسينى االصفهانى ،الّذى هو ختن موالنا المجلسى الثّاني ،أنّه قال رأيت فى الطّيف س3يّدنا الق33ائم الح ّج33ة
عجّل هّللا تعالى فرجه ،فسألته عن «المفاتيح» و «الكفاية» بايّهما نعمل و نأخذ ،فقال عليه السّالم :عليكم بالمفاتيح .ه33ذا
ث ّم انّه قال بعد ما ذكر كتابه «النّخبة» و انّه33ا مش33تملة على خالص3ة أب33واب الفق33ه فى ثالث3ة آالف بيت تقريب33ا؛ و كت3اب
ّ
خاص3ة و منه33ا كت33اب «علم اليقين فى اص33ول «التّطهير» فى نخب33ة النّخب33ة ،و أنّ33ه لبي33ان علم االخالق و تطه33ير ّ
الس3ر
ال ّدين» يشتمل على خمسين مطلبا ذوات أب33واب و فص33ول فى أربع33ة مقاص33د هى العلم باهّلل ،و العلم بالمالئك33ة؛ و العلم
بالكتب و ال ّرسل ،و العلم باليوم اآلخر ،على ما يستفاد من الكت3اب و الس3نّة و اخب3ار اه3ل ال3بيت عليهم الس3الم ،إلى أن
قال :و قد ت ّم جميع أبوابه و مقاصده فى ثمانية عشر ألف بيت تقريبا فى سنة اثنتين و أربعين بعد األلف.
و منها كتاب «عين اليقين فى اصول ال ّد ين» يشتمل على خمسين مطلبا ذوات فصول فى مقصدين أحدهما اصول العلم
و اآلخر العلم بالسّموات و االرض و ما بينهما ،ببيانات حكميّة ،و براهين عقليّة ،و أذواق كشفيّة ،و شواهد فرقانيّة ،و
تأييدات نبويّة ،و تشييدات ولويّة ،و هو كتاب مضنون ب3ه عن غ3ير أهل3ه ،ليس بمبت3ذل ق3ريب ،و ال الك3ثر النّ3اس في3ه
نصيب ،إذ هو م ّخ العلم؛ و لبّ الحكمة ،و لباب المعرفة ،و عين الحق ،و زبدة نتايج األفكار ،ليس له شبيه فى جامعيّته
و تماميّت3ه ،م3ع كم3ال االختص33ار ،و غاي3ة الوض33وع ،ذل3ك من فض3ل هّللا علين3ا .و على النّ3اس ،و ّ
لكن أك33ثر النّ33اس ال
يشكرون
ص89 :
و قد ت ّم جميع مطالبه و مقاصده فى اثنى عشر ألف بيت تقريبا ،فى سنة ّ
ست و ثالثين بعد األلف.
و منها كتاب «المح ّجة البيضاء فى إحيآء كتاب اإلحيآء و هو ته33ذيب و تن33وير الحي33آء عل33وم الّ 3دين؛ من مص3نّفات أبى
حامد الغزالى ،و تجريد له من البدع و األهواء ،و تاييد لمطالبه الحقّة باخبار ائ ّمة الهدى ،ص33لوات هّللا عليهم و كلم33ات
شيعتهم العلماء كاالحياء على أربعين كتابا فى أربعة أرباع ،هى العبادات ،و العادات و المهلكات ،و المنجي3ات ،و ه3و
االحيآء الّذي صار شيعيّا إماميّا ،و كتبه ككتبه ،إاّل كتابا واحدا فى أواخر ربع العبادات ،ب ّدلناه تب33ديال ،و حجم33ه يق33رب
من حجمه ،و مجموعه إح33دى و س33بعون أل33ف بيت ،تقريب33ا ،و نس33بة مس33ائله ّ
الش3رعيّة من العب33ادات و المع33امالت إلى
الكتب الفقهيّة ،كنسبة علم اليقين الى الكتب الكالميّة ،إلى أن قال:
و منها كتاب «أنوار الحكمة» و هو مختصر من كتاب «علم اليقين» مع فوائد حكميّة ،اختصّت ب33ه ،و يش33تمل كأص33له
على المقاصد األربعة ،يقرب من ستّة آالف بيت ،وقع الفراغ منه سنة ثالث و أربعين بعد األلف.
ث ّم أخذ بعد ذلك فى ع ّد كتب3ه الوج3يزة ،و رس3ائله العزي3زة الّ3تى منه3ا« :الكلم3ات المكنون3ة» و «الكلم3ات الطّريف3ة» و
صحيفة و كتب تراجمه الخمسة للعبادات الخمس و غير ذلك .و ذكر فى ه33ذا ّ
الض3من أيض33ا كت33اب «س33فينة «حواشى ال ّ
ان مآخذ األحكام ال ّشرعيّة ليست إاّل محكمات الكتاب و السنّة ،و أح33اديث أه33ل العص33مة س33الم
النّجاة» و أنّه فى تحقيق ّ
هّللا عليهم ،و ّ
ان االجتهاد فيها و األخذ باتّفاق اآلراء ابتداع فى الدين ،و اختراع من المخالفين.
هذ .و قد ذكره صاحب «امل اآلمل» مع كونه غريبا ،و من جملة معاصريه على سبيل تمام التّعظيم و التّبجي33ل؛ فق33ال:
المولى الجليل مح ّمد بن مرتضى المدع ّو بمحسن الكاشى ،كان فاضال عالما ماهرا حكيم33ا متكلم33ا محّ 3دثا فقيه33ا ش33اعرا
أديبا حسن
ص90 :
التّصنيف من المعاصرين.
له كتب منها كتاب «الوافى» فى جمع الكتب األربعة مع شرح أحاديثها المشكلة حسن إاّل ّ
أن فيه ميال إلى بعض طريقة
ّ
متوس 3ط، الصّوفيّة ،و كذا جملة من كتبه ،و كتاب «سفينة النّجاة» فى طريقة العمل ،و تقاسير ثالثة كبير ،و صغير ،و
ق اليقين» و كتاب «االصول االصيلة» و «رس33الة الجمع33ة» و كتاب «علم اليقين» و كتاب «عين اليقين» و كتاب «ح ّ
صالة» و «الكلمات الطّريفة» «و رسالة فى التّفقّه» و «رسالة فى نفى التّقليد» و «النخبّة» و «المفاتيح»
و «ترجمة ال ّ
و «منهاج النّجاة» و غير ذلك .و قد ذكره السيّد عل ّى بن ميرزا أحمد فى «السّالفة» و أثنى عليه ثناء بليغا انتهى.52
و مراده بالسيّد هو السيّد عليخان الحسنى الشيرازى المتق ّدم ذكره و ترجمته علي سبيل التّفصيل فليتفطّن.
و قال صاحب «لؤلؤة البحرين» بعد ع ّده لهذا الرّجل من جملة مشايخ سميّنا العاّل مة المجلسى ق ّدس سرّه ،و هذا ّ
الش 3يخ
كان فاضال مح ّدثا أخباريا صلبا كثير الطّعن على المجتهدين ،و ال سيّما في رسالته «سفينة النّجاة» حتّى أنّه يفهم منه33ا
ي ارْ كَبْ َم َعنا أى َو ال تَ ُك ْن َم َع ْالكافِ ِرينَ ،و هو
نسبة جملة من العلمآء إلى الكفر فضال عن الفسق ،مثل إيراده اآلية يا بُنَ َّ
أن له من المقاالت الّتى جرى فيها على مذهب الصوفيّة و الفالسفة ،م3ا يك3اد ي3وجب الكف3ر ،و
تفريط و غل ّو بحت ،مع ّ
العياذ باهّلل مثل ما يد ّل فى كالمه على القول بوحدة الوجود ،و قد وقفت له على رسالة قبيحة صريحة فى الق33ول ب33ذلك،
قد جرى فيها على عقايد ابن عربى ال ّزنديق ،و أكثر فيها من النّقل عن33ه ،و إن عبّ33ر عن33ه ببعض الع33ارفين؛ و ق33د نقلن33ا
جملة من كالمه فى تلك الرسالة و غيرها فى رس33التنا الّ33تى في ال33ر ّد على الص33وفيّة المسّ 3ماة ب «النّفح33ات الملكوتيّ33ة»
نعوذ باهّلل من طغيان االفهام و زلل األقدام.
و قد تل ّمذ فى الحديث على السيّد ماجد البحرانى االتى ذكره انشاء هّللا فى بالد
______________________________
( -)1امل االمل 305 :2
ص91 :
الش3يرازى ّ
الش3هير بص33درا ،و ك33ان ص33هره على شيراز ،و فى الحكمة و االصول على صدر ال ّدين مح ّمد بن اب33راهيم ّ
ان كتبه فى االصول كلّها على قواعد الصّوفيّة و الفالسفة ،و الشتهار مذهب التّص ّوف فى ديار العجم
ابنته ،و لذا ترى ّ
-)1 ( 52امل االمل 305 :2
و ميلهم إليه ،بل غل ّو هم فيه صارت له المرتبة العليا فى زمانه ،و الغاي33ة القص33وى فى أوان33ه ،وف33اق عن33د النّ33اس جمل33ة
أقرانه ،حتّى جاء على أثره شيخنا المجلسى رحمه هّللا ،فسعى غاية السّعى فى س ّد تلك الشقّاشق الفاغرة ،و إطفآء نائرة
تلك البدع البائرة.
له تصانيف كثيرة أفرد لها فهرسا عليحدة ،و نحن ننقل عنه ذلك مل ّخصا:
كتاب «ال ّ
ص افى فى تفسير القرآن» يقرب من سبعين الف بيت ،فرغ من تأليفه فى سنة خمس و سبعين بعد االلف.
كتاب «االصفى» منتخب منه أحد و عشرون ألف بيت تقريبا؛ إلى أن قال:
بعد ذكر كتابه «الوافى» بصفاته الّتى ق ّدمناها عنه ،و كتاب «ال ّشافى» و هو منتخب من «الوافي» و هو جزئان ،ج3زء
منه فيما هو من قبيل العقائد و األخالق ،و جزء فيما هو من قبيل ال ّشرايع و االحكام ،فى كل منها اثنا عشر كتابا يقرب
من ستّة و عشرين الف بيت ،وقع الفراغ منه فى سنة اثنتين و ثمانين بعد األلف.
كتاب «النّوادر» فى جمع االحاديث المذكور فى الكتب االربعة المشهورة فى سبعة آالف.
ث ّم الى أن قال :و كتاب «المعارف» و هو ملّ ّخص من كتاب «علم اليقين» و لباب33ه ،فى س3تّة آالف بيت تقريب33ا فى س33نة
ثالث و ثمانين بعد األلف.
و كتاب «اصول المعارف» و هو مل ّخص مه ّمات «عين اليقين» يقرب من أربعة آالف بيت؛ و قد صنّف في سنة تسع
و ثمانين بعد األلف.
كتاب «المح ّجة البيضاء فى احياء االحياء» مجموعه ثالثة و سبعون أل33ف بيت تقريب33ا؛ وق33ع الف33راق من33ه س33نة سّ 3
3ت و
أربعين بعد االلف.
كتاب «الحقايق» فى أسرار ال ّدين مل ّخص كتاب «المح ّجة البيضاء» و لبابه ،فى
ص92 :
كتاب ق ّر ة العيون فى ثالثة آالف و خمسمأة بيت ،فى سنة ثمان و ثمانين و ألف.
كتاب «الكلمات المكنونة» في علوم أهل المعرف33ة و أق33والهم ،يق3رب من أربع33ة آالف و أربعم33أة بيت ،ص3نّف فى س33نة
سبع و خمسين و ألف.
كتاب «الكلمات المخزونة» و هى المنتزعة من «المكنونة».
كتاب «تشريح العالم» فى بيان هيئات العالم و أجسامه و أرواح33ه ،و كيفيّت33ه و حرك33ات األفالك و العناص33ر ،و أن33واع
البسايط و المركبّات؛ فى ثالثة آالف بيت.
ث ّم إلى أن قال :كتاب «الكلمات الطّريفة» فى ذكر منشاء اختالف اال ّمة المرحومة و هو مأة كلمة يقرب من أل33ف بيت،
فى سنة ستّين بعد األلف.
كتاب «االربعين فى مناقب أمير المؤمنين» عليه السالم يقرب من ثالثة آالف و ثالثمأة.
كتاب «االصول االصليّة» يشتمل على عشرة أصول مستفادة من الكتاب و السنّة ،يق33رب من ألفين و ثمانم33اة بيت ،فى
سنة أربع و أربعين و ألف.
كتاب «تسهيل السّبيل» فى الح ّجة فى انتخاب كشف المحجّة للس3يّد ابن ط33اوس رحم33ه هّللا ،يق33رب من تس33عماة بيت فى
سنة أربعين بعد األلف.
كتاب «نقد االصول الفقهيّة» يشتمل على خالصة علم اصول الفقه ،صنّف فى عنفوان ال ّشباب؛ و هو أوّل مصنّفاته فى
العلم ،يقرب من ألفين و ثالثمأة بيت.
كتاب «اصول العقائد» فى تحقيق االصول الخمسة الدينيّة ،يقرب من ثمانمأة بيت ،فى سنة ّ
ست و ثالثين بعد األلف.
ص93 :
كتاب «منهاج النّجاة» فى بيان العلم الّذى طلبه فريضة علي ك ّل مسلم ،يق33رب من ألفي بيت ،فى س33نة اثن33تين و أربعين
بعد األلف.
كتاب «خالصة األذكار» يقرب من ألفى بيت و ثالثمأة بيت ،و قد صنّف فى سنة ثالثين بعد األلف.
ث ّم ذكر جملة من كتبه المعمولة فى االدعية و الخطب و االوراد و أعمال السنّة و غيرها؛ من كتبه و رس33ائله الفارس3يّة
فى فنون مختلفة ،و شئون متف ّرقة ،و كتاب «فهرست العلوم» الّذى شرح فيه أنواعها و أصنافها ،و رس33الته فى أجوب33ة
مكتوبات و سؤاالت منتزعات من كتب العلمآء و أهل المعرفة و أشعارهم ،و رس33الته الموس33ومة «بش33رح ّ
الص3در» و
نقل عنه أنّه قال انّها تشتمل على مجمل ما مضى عل ّى من الحاالت و النّ33وائب فى أيّ33ام عم33رى من ظع33نى و اق33امتى و
استفادتى و افادتى و مطارحى و مقاماتى و خمولى و ش33هرتى و خب33ولى و ص33حبتى و مفارق33ة اخ33وانى المحب33وبين ،و
مخالطة أصحابى المكروهين و هى نفثة من نفيثاتى ،و قد صنّفت فى سنة خمس و ستّين و ألف.
ث ّم قال رحمه هّللا قد انتقل من بلدة كاشان إلى شيراز للتّحصيل على يدى السيّد ماج33د البح33رانى و الم33ولى ص33در الّ 3دين
الشيرازى ،قلت :و له ال ّرواية أيضا عن ال ّشيخين المذكورين و كذا عن ال ّشيخ مح ّمد بن ال ّشيخ حس33ن بن ش33يخنا ّ
الش3هيد
ق روايتهم جميع33ا عن ش33يخنا البه33ائى الثّانى ،و عن المولى خليل القزوينى ،و الم33ولى مح ّم33د ص33الح المازن3درانى ،بحّ 3
رحمه هّللا .
و حكى السيّد السّعيد السيّد نعمة هّللا الجزائرى التسترى ،ق33ال :ك33ان اس33تادنا المحقّ33ق الم33ولى مح ّم33د محس33ن الكاش33انى،
صاحب «الوافى» و غيره ،م ّم ا يقارب مأتى كتاب و رسالة ،و كان نشوه فى بلدة قم ،فسمع بقدوم السيّد األج ّل المحقّ33ق
ص ادقى إلى شيراز ،فأراد اإلرتحال إليه ألخذ العلوم منه ،فتر ّدد والده فى الرّخصة االمام الهمام السيّد ماجد البحرانى ال ّ
إليه ،ث ّم بنوا ال ّرخصة و عدمها على االستخارة؛ فل ّما فتح القرآن جائت اآلية فلوال نفر من ك ّل فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا
فى
ص94 :
ال ّدين اآلية ،ث ّم بعد تفأل بال ّديوان المنسوب إلى موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم ،فجائت األبيات هكذا:
و سافر ففى األسفار خمس فوائد تغ ّرب عن األوطان فى طلب العلى
إلى أن قال :فسافر إلى شيراز و أخذ العلوم الشرعيّة عنه ،و ق33رأ العل33وم العقليّ33ة على الحكيم الفيلس33وف الم33ولى ص33در
ال ّدين الشيرازى ،و تزوج ابنته إلى آخر ما نقل عنه.53
ث ّم ليعلم أنّه ظنّى فى نس3بة التّص3وّف الباط3ل إلي3ه رحم3ه هّللا انّه3ا فري3ة بال فري3ة ،و الب3اعث عليه3ا اقت3داؤه بأه3ل ه3ذه
الطّ ريقة فى المواالة مع الغالة و الملحدين ،و اظهار البراءة من أجاّل ئنا المجتهدين ،و ع33دم اعتنائ33ه بالمخالف33ة الجم33اع
المسلمين ،و اإلنكار لبعض ضروريّات هذا ال ّدين المبين ،و إاّل فبين ما يقوله و يقولونه مع قطع النّظ33ر عن ه33ذا الق33در
المشترك بون بعيد ،و انكاره على أطوار هذه الطّائفة فى حدود ذواتها انكار بليغ شديد.
و منهم من يتجاوز به ح ّد البشر ،و آخر يقع فيه بالسّوء و ال ّشر؛ يحكى من وقائعه و مناماته ما يوقع النّاس فى ال3رّيب،
و يأتى فى أخباره بما ينزل منزلة الغيب ،ربّما
______________________________
( -)1لؤلؤة البحرين 131 -121
ص95 :
تسمعه يقول :قتلت البارحة مل33ك ال3رّوم ،و نص33رت فئ33ة الع33راق ،و ه33زمت س33لطان الهن33د ،و قلبت عس33كر النّف33اق ،أو
صرعت فالفا يعنى به شيخا آخر نظيره أو افنيت بهمانا يريد به من ال يعتقد فيه أنّه لكبيرة ،و ربما ت33راه يقع33د فى بيت
مظلم يسرج فيه أربعين يوما ،يزعم أنّ ه يصوم صوما ،و ال يأكل فيه حيوانا ،و ال ينام نوما ،و قد يالزم مقاما ير ّدد فيه
تالوة سورة أيّاما ،يحسب أنّه يؤ ّدى بذلك دين أحد من معتقديه ،أو يقض33ى حاج3ة من ح33وايج أخي3ه ،و ربّم3ا يّ 3دعى انّ3ه
سخر طائفة من الجنّة؛ و وقى نفسه أو غيره بهذه الجنّة ،افترى على هّللا كذبا أم به جنّة.
الذكر و التّصوّف؛ ي ّدعون البرآءة من التّصنّع و التكلّف ،يلبسون خرقا و يجلسون حلقا، تبديع و منهم :قوم تس ّموا بأهل ّ
يخترعون االذكار و يتغنّون باألشعار ،يعلنون بالتّهليل ،و ليس لهم إلى العلم و المعرفة سبيل ،ابتدعوا ش33هيقا و نهيق33ا،
و اخترعوا رقصا و تصنيفا ،قد خاضوا الفتن ،و أخذوا بالبدع دون السّنن ،دفعوا أصواتهم بالنّداء؛ و صاحوا ّ
الص 3يحة
ّ
بالص 3ماخ ،فاقص33روا من ان هّللا ال يسمع
ال ّشنعاء ،أمن الضّرب تتألّمون ،أم من ال ّرب تتظلون ،أم مع أكفّائكم تتكلّمونّ ،
صراخ ،اتنادون باعدا أم توقظون راقدا ،تعالى هّللا ال تأخ33ذه الس33نة ،و ال تغلّط33ه االلس33نة ،س3بّحوا تس33بيح الحيت33ان فى
ال ّ
النّهر ،و ا ّدعوا ربّكم تض ّرعا و خفية دون الجهر ،أنّه ليس منكم ببعيد ،بل هو أق33رب إليكم من حب33ل الوري33د ،داهي33ة :و
من النّاس من يدعى علم المعرفة ،و مشاهدة المعبود ،و مج33اوزة المق33ام المحم33ود ،و المالزم33ة فى عين ّ
الش 3هود ،و ال
يعرف من هذه األمور إاّل األسماء ،و لكنّه تلقف من الطّامات كلم3ات ير ّدده3ا ل3دى االغني3آء ،كانّ3ه يتكلّم عن ال3وحى و
يخبر عن السّماء ،ينظر إلى أصناف العباد و العلمآء بعين األزداء ،يقول فى العباد انّهم أج33راء متعب33ون ،و فى العلم33آء
هذب.أنّهم بالحديث عن هّللا لمحجوبون ،و ي ّدعى لنفسه من الكرامات ما ال ي ّدعيه نبى مق ّرب ال علما أحكم و ال عمال ّ
يأتي إليه الرّعاع الهمج ،من ك ّل ف ّج ،أكثر من إتيانهم م ّكة للح ّج
ص96 :
يزدحم ،عليه الجمع ،و يلقون إليه السّمع ،و ربّما يخرّون له سجّدا كأنّهم أتّخذوه معبودا يقبّل33ون يدي33ه ،و يته33افتون على
قدميه ،يأذن لهم في ال ّشهوات ،و ير ّخص لهم فى ال ّشبهات ،يأك33ل و ي33أكلون ،كم33ا تأك33ل االنع33ام و ال يب33الون أمن حالل
أصابوا أم من حرام ،و هو لحلوائهم هاضم ،و لدينه و اديانهم خاطم؛ ليحملوا أوزارهم كامل33ة ي33وم القيام33ة و من أوزار
ليحملن أثق33الهم و أثق33اال م33ع أثق33الهم ،و ليسّ 3
3ئلن ي33وم القيام33ة ع ّم33ا ك33انوا ّ الّذين يضلّونهم بغير علم أالساء ما ي33زرون ،و
يفترون ،و جعلناهم أئ ّمة يدعون إلى النّار و يوم القيامة ال ينصرون ،و اتبعناهم فى هذه ال ّدنيا لعنة و يوم القيامة هم من
جارتُهُ ْم َو ما كانُوا ُم ْهتَ ِدينَ . المقبوحينُ ،أولِئكَ الَّ ِذينَ ا ْشتَ َر ُوا الضَّاللَةَ بِ ْالهُدى فَما َربِ َح ْ
ت تِ َ
مع أنّه رحمه هّللا يقول فى وصف هذا الكتاب و يخبر عن صدوره عن اعتقاد الصّحيح بالفارسيّة:
و مراده بالمصرعين هم3ا المص3رعان المتقّ 3دمان على الف3رد األخ3ير ،و يزي3د ع3دد الث3انى منهم3ا على االوّل ب3اربع و
عشرين ،فاذا نقصت منها النّصف و اضفته إلى األ ّول تاويان فى العدد الّذى هو ألف و ستّون ،و قد ع3رفت انّ3ه ت3اريخ
اتمام هذا الكتاب من الهجرة المق ّدسة ،و ال يخفى لطفه و اشكاله ،هذا.
ص97 :
و اعتذر فيها ع ّما جرى عليه قلمه فى ص33نوف التّص33نيف ،أنّ33ه ق33ال فيه33ا من بع33د الخطب33ة :فه33ذه رس33الة فى بي33ان العلم
باسرار الّ 3دين ،المختصّ ب33الخواص و االش33راف ،تسّ 3مى« :االنص33اف» لخل33وه عن الج33ور و االعتس33اف ،چ33نين گوي33د
مهتدى بشاهراه مصطفى ،محسن بن مرتضى ك33ه در عنف33وان ش33باب ،چ33ون از تفق33ه در دين و تحص33يل بص33يرت در
اعتقادات و بكيفيت عبادات بتعليم ائم33ة معص33ومين عليهم الس33الم آس33ودم ،چنانچ33ه در هيچ مس33أله محت33اج بتقلي33د غ33ير
معصوم نبودم ،بخاطر رسيد كه در تحصيل معرفت اسرار دين و علوم راسخين نيز سعى نمايم ،ش3ايد نفس را كم3ال
آيد ،ليكن چ3ون عق3ل را راهى ب3آن نب3ود نفس را در ان پاي3ه ايم3ان ك3ه ب3ود درى نميگش3ود ،و ص3بر ب3ر جه3الت هم
نداشت ،و على ال ّد وام مرا رنجه ميداشت ،بنابراين چندى در مطالعه مجادالت متكلّمين خوض نم33ودم ،و ب33آلت جه33ل
در إزالت جهل ساعى بودم ،طريق مكالمات متفلس3فين ن3يز پيم3ودم ،و يكچن3د بلن3دپروازيهاى متصّ 3وفه را در اقاوي3ل
ايشان ديدم ،و يكچند در رعونتهاى من عنديين گرديدم ،تا آنكه گاهى در تلخيص سخنان طوائف أربع كتب و رس33ائل
مىنوشتم من غير تصديق بكلّها ،و ال عزيم33ة على جلّه33ا ،ب33ل احطت بم33ا ل33ديهم خ33برا ،و كتبت فى ذل33ك على التّم33رين
زبرا ،فلم أجد فى شىء من إشاراتهم شفآء غلّتى ،و ال فى ادواء عباراتهم دواء عل33تى حتّى خفت على نفس33ى إذ رأيته33ا
فيها كأنّه33ا من ذويهم ،فتمثّلت بق33ول من ق33ال خ33دعونى بهت33ونى أخ3ذونى غلب33وني و ع33دونى ك33ذبونى ،ف33الى من أتظلّم،
الس3الم فى بعض أدعي33ةففررت إلى هّللا من ذلك و عذت باهّلل ان يوفّقنى هنا لك ،و استعذت بقول امير المؤم33نين علي33ه ّ
اعذنى اللّهم من ان استعمل ال ّرأى فيما ال يدرك قعره البصر و ال يتغلغل في33ه الفك33ر ،ث ّم ابنت إلى هّللا و فوّض33ت أم33رى
إلى هّللا ،فهدانى ببركة متابعة ال ّشرع المتين إلى التّعمق فى أسرار القرآن و أحاديث س3يّد المرس33لين ص33لوات هّللا عليهم
اجمعين ،و فهمنى هّللا منهما بمق33دار حوص33لتى و درج3تى من اإليم33ان ،فحص33ل لى بعض اإلطمين33ان ،و س33لب هّللا منّى
ال ّشيطان ،و له الحمد على ما هدانى؛ و له ال ّشكر على ما أوالنى ،فاخذت انشد:
ص98 :
و ذلك فضل هّللا يؤتيه من يشاء ث ّم إنّى جربت االمور و اختبرت الظّلم33ة و النّ33ور حتّى اس33تبان لى طائف33ة من أص33حاب
الفضول المنتحلين بمتابعة الرّسول صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ،غمضوا العينين:
و رفضوا الثقلين ،و احدثوا فى العقايد بدعا ،و تح ّرفوا فيها شيعيا.
ث ّم شنّع عليهم بكالم طويل ،و أورد من األحاديث غ33ير قلي33ل ،إلى أن أع33اد عليهم المعرك33ة ثاني33ة بالفارس33ية ،فق33ال بع33د
اشباعه الكالم المتقن فى تخطئة المالحدة م33ع ّ
الص3وفيّة ،اين س33خن ك33ه م33ذكور ش33د ب33ا متفلس33فه و متص3وّفه و پ33يروان
ايشانست .و أ ّما مجادالن متكلّمان ،و متعسفان من عنديين فهم كما قيل إلى آخ33ر م33ا ذك33ره ممن التّفص33يل ،و زب33ره من
الكالم الطّويل.
عرضه داشت بنده كمترين مح ّم د مقيم مشهدى بعرض ميرساند كه صالحيت آثار موالنا مح ّم33د على ص33وفى مش33هور
بمقرى تا ازدار السّلطنه اصفهان بمشهد مق ّدس مراجعت نموده مكرّر در محافل و مجالس اظه33ار ميكن33د ك33ه در ب33اب
ذكر جلى كردن و در اثناى تكلّم بكلمه طيّبه أشعار عاشقانه خواندن و وجد نمودن ،و رقصيدن و حيوانى نخ33وردن و
چلّه داشتن و غير ذل33ك از اموريك33ه متص33وفّه برس33م عب33ادت مىآورن33د از عاليجن33اب معلّى ألق33اب آخون33دى ام دام ظلّ3ه
مر ّخص و مأذون شده بلكه مس ّمى مذكور در مجلس رفيع ال ّشان نيز گاهى امثال اينها واقع نمود ،استدعا چنانس33ت از
حقيقت ماجرا
ص99 :
شيعيان اينجا را اطّالع بخشند ،كه آيا آنچه صالحيّت آثار مزبور بخدام گرام ايشان اسناد مىكند وقوع دارد يا نه؟ اگر
چنانچه واقعى بوده باشد بمكان پيروى آنرا الزم شمرند ،و اگر خالف واق33ع م33ذكور س33اخته اس33ت دس33ت از اين قس33م
حركات بكشند.
الجواب :بسم هّللا الرحمن الرحيم سبحانك ه3ذا بهت3ان عظيم ،حاش33ا ك33ه بن3ده تج3ويز كنم رس33م تعبّ3ديرا ك3ه در ق3رآن و
حديث اذنى در آن وارد نشده باشد ،و تعبّد رسمى كه از ائ ّمه معصومين صلوات هّللا عليهم خ33برى در مش33روعيت آن
َض3رُّ عا ً َو ُخ ْفيَ3ةً ِإنَّهُ ال يُ ِحبُّ ْال ُم ْعتَِ 3دينَ
نرسيده باشد ،بلكه نصّ قرآن بخالف آن نازل باشد ،قال هّللا تعالى ا ْد ُع33وا َربَّ ُك ْم ت َ
يعنى بخوانيد پروردگار خود را از روى زارى و پنهانى بدرستيكه خداى سبحانه و تعالى دوست نمىدارد آن33انيرا ك33ه
ْ3ر ِمنَ ْالقَ33وْ ِل يع33نى:
َض3رُّ عا ً َو ُخ ْفيَ3ةً َو ُدونَ ْال َجه ِ
از ح ّد اعتدال ب3يرون مىرون3د ،و ج3اى ديگ3ر ميفرمايد ا ْدعُ3وا َربَّ ُك ْم ت َ
بخوانيد پروردگار خود را از روى زارى و ترس و پستتر از بلند گفتن.
و در حديث نيز وارد است كه حضرت پيغمبر صلّى هّللا عليه و اله اصحابرا منع فرمودند از فرياد ب33رآوردن بتكب33ير
و تهليل منع بليغ ،و فرمودند كه ندا نميكنيد شما كسيرا كه نشنود يا دور باشد؛ و ساير امور مذكوره نيز يا منع از آن
بخص33وص وارد اس33ت ي33ا اذن در آن وارد نيست يَ ِعظُ ُك ُم هَّللا ُ َأ ْن تَ ُع33ودُوا لِ ِم ْثلِ ِ 3ه َأبَ33داً ِإ ْن ُك ْنتُ ْم ُمْ 3ؤ ِمنِينَ و كتب محم33د بن
مرتضى المدع ّو بمحسن.
ث ّم قال السيّد النّاقل ،و قال يعني صاحب العنوان فى «الكلمات الطّريفة» و منهم قوم يس ّ 3مون بأه33ل ال3ّ 3ذكر و التّص 3وّف
إلى آخر ما نقلناه عنه من المقامة الوسطى ،و قال في آخره انتهي و قد طعن عليهم فى موارد كث33يرة ،فمث33ل ه33ذا كي33ف
ان ش3يخه و اس3تاده و الّ3ذى ينسب إلى التّص ّو ف أقول و يشهد أيضا ،ببرائته من هذا المذهب الفاسد ،و المت3اع الكاس3دّ ،
كان قد أكثر عليه اعتماده ،و هو المولى صدرا ال ّشيرازى صاحب كتاب «االسفار» و غيره كان منكر الطريق33ة اولئ33ك
المالحدة من صميم صدره
ص100 :
بحيث قد كتب فى ر ّدهم كتابا س ّماه «كسر االصنام الجاهليّ33ة فى كف33ر جماع33ة الص33وفية» لم ن33ذكره فى ذي33ل ترجمت3ه و
العجب ك ّل العجب من صاحب «اللّؤلؤة» حيث حسب ال ّرجلين جميعا من هذه الجماعة ،و كان ذلك من جهة غاية بع33ده
عن طريقة أرب33اب المعق33ول ،و ع33دم فرق33ه بين مكاش33فات أرب33اب العلم و الفهم المتبعين للرّس33ول و آل الرّس33ول ،و من
خرقات أهل الجهل و الحم33ق المحتملين المك33ان حص33ول الوص33ول بغ33ير حبلهم الموص33ول ،و ان من ك33ان من الفرق33ة
االولى يدعى بالحكيم الربّانى و الولّى االيمانى ،و من كان من الثّانية بالفقير الصّوفى ،و الالقي33د المّ 3دعى و بينهم33ا من
البعد و المباينة شيء كثير ،اكثر م ّما كان من المباينة بين األعمى و البصير ،و الفرق بين أص33حاب الجنّ33ة و اص33حاب
السّعير ،و الفضل بين الطالبين للحقيقة و ارباب التّزوير.
و لنعم ما قيل فى بعض كتب الرّج33ال فى ذي33ل ترجم33ة ه33ذا المفض33ال ،ك33ان من جهاب33ذة المحّ 3دثين ،رمى بالتّص3وّف و
حاشاه ،ثم حاشاه ،بل هو من العرفاء األماجد ،و انّما ص3نّف فى العل33وم فى مق33ام التتّب33ع و التّف33تيش جرم33ا على مس33الك
ارباب الفنون ،فتوّهم من توهّم ما توهّم و ال عاصم ااّل هّللا انتهى.
و قد تق ّدم فى ذيل ترجمة موالنا عبد الرّزاق الاّل هيجى الحكيم انّه كان ص33هرا للم33ولى ص33درا المتقّ 3دم ذك33ره ّ
الش3ريف،
على ابنته مثل هذا الرّج33ل و انّهم33ا كان33ا ش33اعرين مجي33دين ،فعيّن الم33ولى الم33ذكور لتخلّص أح33دهما الفيض ،و لالخ33ر
الفياض ،مع حكاية طريفة تتعلّق بهذه الكيفيّة ،نقلناها عن صاحب «ال ّرياض» فليراجع.
و رأيت ايضا فى بعض المواضع المعتبرة انّه كتب صاحب التّرجمة إلى س33هيمه الم33ذكور فى المص33اهرة نظم33ا لطيف33ا
فارسيّا بهذه الصّورة:
تحيّتى بسوى انس بيوفا بنويسم قلم گرفتم و گفتم مگر دعا بنويسم
بهيچ نامه نگنجي ،ترا كجا بنويسم ز شكوه بانك برآمد مرا نويس ،دلم گفت
دگر چها بلب آرم دگر چها بنويسم اگر سر گله و شكوه واكنم ز تو هيهات
ص101 :
گهى كه نامه بسوى تو بيوفا بنويسم مداد بحر و بياض زمين وفا ننمايد
اگر شكايت دلرا بم ّدعا بنويسم نه بحر ماند و نه بر ،نه خشك ماند و نه تر
ز م ّدعا نزنم دم همين دعا بنويسم چه بر ذكاى تو هست اعتماد هيچ نگويم
شكايتى بلب آرم ولى دعا بنويسم نميشود كه شكايت ز دست تو نكند فيض
كه هر چه تو بنويسى بم ّدعى بنويسى دلم خوش است اگر شكوه گر دعا بنويسى
كنى وفا و مرا نام بيوفا بنويسى هزار ساله وقاقى مرا بس است كه گاهى
اگر شكايت بيجاى من بجا بنويسى تراست خامه جادو زبان عجيب نباشد
اگر تو گوش كنى تا بر او چها بنويسى كتاب درد دلم مشكل است مشكل مشكل
خدا نخواسته درد مرا دوا بنويسى از او بمن بنويسى تو نكتهاى كه مبادا
كه خون بريزى وانگاه خونبها بنويسى مر ّوتى كه ندارى عجب ز خويش ندارى
كند اشاره كه از بهر من شفا بنويسى اميد هست كه تحريك لطف گوشه چشمى
ص102 :
بغير شكوه بيجا بمن چرا بنويسى ترا كه شيوه اخالصم از قديم عيانست
هذا و له رحمه هّللا ايضا ديوان شعر فارس33ى كب3ير مش33تمل على فن33ون ّ
الش3عر و ان33واع القص33ايد و الغ33زل و الم33ديح و
أن الغالب عليه فظاظة الفقه حزازة ال ّزهد و حرازة التّق33وى و وق33ار الح33ديث اك3ثر م ّم3ا يوج3د فى المناجاة و غيرها إاّل ّ
مناظم شيخنا البهائى رحمه هّللا بالفارسيّة و العربيّة من أمثال هذه المواريث ،و هذه القطعة البهيّ33ة من جمل33ة م33ا نظم33ه
بالفارسيّة:
نور بصيرت از در عترت مصطفى طلب سالك راه حق ،بيا نور هدى ز ما طلب
دست در اين سفينه زن ،دامن ناخدا طلب هست سفينه نجات عترت ،و ناخدا خدا
معرفت ار طلب كنى ،از بركات ما طلب دم بدمم بگوش هوش ،مىفكنندم اين سروش
از بر ما شفا ،بجو ،از در ما دوا طلب خسته جهلرا بگو ،هرزه مگرد كوبكو
صاحب م ّدعا بيا ،از در ما دعا طلب مفلس بينوا بيا ،از بر ما ببر نوا
و له أيضا بالفارسيّة:
به ز كوه حسناتست بميزان بردن ذ ّره در بهمان مايه درمان بردن
به ز صد سال نماز است بپايان بردن ايستادن نفسى نزد مسيحا نفسى
به ز صد نافه حمر است بقربان بردن تا توانى ز كسى بار گرانى برهان
به ز صوم رمضانست بشعبان بردن يك گرسنه بطعامى بنوازى روزى
به ز صد خرمن طاعات بديّان بردن يك جو از دوش مدين ديني اگر برداري
ص103 :
حاجت مؤمن محتاج باحسان بردن به ز آزادى صد بنده فرمانبردار
به ز شبخيزى و شاباش ز ياران بردن دست افتاده بگيرى ز زمين برخيزد
به ز اشكستن كفّار و اسيران بردن نفس خود را شكني تا كه اسير تو شود
طاعتشرا ندهى تن ،نتوان جان بردن خواهى ار جان بسالمت ببرى تن در ده
از خداوند اشارت ز تو فرمان بردن سر تسليم بنه هر چه بگويد بشنو
بخش كل تن بتوان فيض بجانان بردن دل بدست آر ز صاحب دل و جان از جانان
نه هر سخن كه بخاطر رسد توان گفتن بهوش باش كه حرف نگفتنى نجهد
اشارتى بيكى گفتن و دو بشنفتن يكى زبان و دو گوش است اهل معنى را
كه بهتر است ز بيدارى عبث خفتن سخن چه سود ندارد نگفتنش اوليست
صافى ما صورته :قبض المعتصم بحبل هّللا الم33ؤمن المهيمن مح ّم33د بن هذا و رأيت على ظهر نسخة عتيقة من كتاب ال ّ
مرتضى المدع ّو بمحسن سنة احدى و تسعين و الف و هو ابن اربع و ثمانين و هّللا العالم.
ان موالنا محسن االديب النحوى الّذى ينسب إليه شرح العوامل المأة المشهور المتداول على أيدى المبتدين هو ثم ليعلم ّ
غير هذا ال ّرجل يقينا بل هو متأ ّخر من تالمذة اال ميرزا قوام ال ّدين القزوينى المتق ّدم ذكره فى ذيل ترجمة ّ
الش3يخ جعف33ر
القاضى و ل3ه أيض3ا من المص3نّفات كت3اب ش3رحه على نظم ّ
الش3افية الحاجبيّ3ة الس3تاده الم3ذكور و منظوم3ة لطيف3ة في
المعانى و البيان كما في النظر و غير ذلك فليالحظ.
ص104 :
566البحر الطامى و البحر النامى و مفخ3ر ك3ل ش3يعى ام3امى الس3يد اب3و الفض3ائل محس3ن بن الس3يد حس3ن الحس3ينى
54
االعرجى الكاظمى الدار السالمى
)*( 54له ترجمة فى :الذريعة ،151 3:20ريحانة االدب ،236 3:5فوائد الرضوية 373لكنى و االلقاب 156 3:3مرآة االحوال خ ،مصفى المقال ،387
نجوم السماء .325
كان رحمه هّللا تعالى من أفاضل عصره ،و أفاخم دهره بأسره ،محقّقا فى األصول الحقّة ،و معطيا للوص33ول إلى الفق33ه
حقه ،مع أنّه اشتغل بالتّحصيل فى زمن كبره و مض ّى أكثر من ثالثين سنة من عمره ،و هذا من رفيع منزلت33ه ،و ب33ديع
أمره.
و كان معظم قرائته على السيّد صدر ال ّدين القم ّى ،و شيخ مشايخنا العاّل مة السمى و روى أيض33ا عن33ه ،كم33ا عن ّ
الش3يخ
سليمان بن معتوق العاملى ،الرّاوى عن ال ّشيخ يوسف البحرانى ،و عن المحقّق الميرزا أبى القاسم القمى 3،و تل ّمذ عن33ده
أيضا كثير من أعاظم فضالء هذه االعصار ،مثل سميّنا السيّد األفقه األفخر صاحب «مط3الع االن33وار» و س3يّدنا الس3يّد
صدر ال ّدين الع3املى العالي3ة منزلت3ه من اث3ر ذل3ك الج3وار ،و ك3ذلك موالن3ا االس3تاد المحقّ3ق المتقّ 3دم ص3احب الحاش3ية
المشهورة المبسوطة على اصول «المعالم»؛ و السيّد عبد هّللا الكاظمى الفاضل المتبحّر ال ّشهير بشبّر كما اشير إلى كّ 3ل
ذلك أيضا فى ذيل تراجمهم الّذى قد م ّر و قد رأيت فى بعض اجازات األ ّول من هؤالء عند بلوغ33ه إلى ع33د الرّج33ل من
جملة مشايخه األجاّل ء بالغ فى صفته بالفضل و النّبالة و الفهم و اإلدراك ،و مدح جاللة قدره و منزلته:
ان له من المصنّفات المشهورة المقبول3ة عن3د جمي3ع أه3ل القب3ول ،كتاب3ه الكب3ير الّ3ذى س3مه ب «المحص3ول فى علم ث ّم ّ
االصول» و كتابه اآلخر الذى هّلل س ّماه «الوافى» فى شرح «وافية» موالنا عبد هّللا التّونى ،و كتاب «ساللة اإلجته33اد»
فى الفقه ،و منظومته فى جمع األشباه و النّظائر من مسائل الفروع على حذو كتاب «نزه33ة النّ33اظر» ليح33يى بن س33عيد
الحلّى ،ابن ع ّم المحقّق رحمه هّللا .
______________________________
(*) له ترجمة فى :الذريعة ،151 3:20ريحانة االدب ،236 3:5فوائد الرضوية 373لكنى و االلق3اب 156 3:3م3رآة
االحوال خ ،مصفى المقال ،387نجوم السماء .325
ص105 :
و له ايضا أشعار جيّدة ،و مراثى فاخرة كثيرة فى اهل بيت العصمة و الطّهارة -عليهم السّالم.
و كان رحمه هّللا فى غاية الورع و التّقوى و ال ّزهد و اإلنصاف ،قاطنا ببلدة الكاظمين عليهما السّالم .و مقيما للجماع33ة
هناك ،و كان له أيضا ولد صالح فقيه توفّى فى حياة أبيه و نقل عنه أبوه بعض تحقيقاته فى مجمع المباحثة كما افي33د ،و
كانت وفاته رحمه هّللا فى أوائل حدود العشر ال ّرابع من المأة الثّالثة من االلف الثّانى من الهجرة المباركة.
55
567الشيخ شمس الملة و الحق و الدين محفوظ بن وشاح بن محمد الحلى
)*( 55له ترجمة فى :امل االمل ،229 :2الغدير ،438 :5فوائد الرضوية ،376المستدرك .447 :3
من أجاّل ء تالمذة موالنا المحقّق المرحوم ،أشير إلى شىء من منقبته فى ذيل ترجمة المحقّق ق ّدس سرّه فى ب33اب الجيم،
و قد ذكره صاحب «امل اآلمل» مع كمال التّمجي33د و نهاي33ة التّعظيم ،فق33ال :ك33ان عالم33ا فاض33ال أديب33ا ش3اعرا جليال من
أعيان العلماء فى عصره ،و لما توفّى رثاه الحسن بن عل ّى بن داود بقصيدة تق ّدم منها أبيات فى ترجمته ،و ج33رى بين33ه
و بين المحقّق نجم الّ 3دين جعف3ر بن س33عيد مكاتب3ات و مراس3الت فى النّظم و النّ3ثر ،ذك3ر جمل33ة منه33ا ّ
الش3يخ حس3ن فى
اجازته ،يعنى به صاحب «المعالم» رحمه هّللا -فقال عن33د ذك3ره :و ك33ان ه3ذا ّ
الش3يخ من أعي3ان علمائن3ا فى عص33ره ،و
رأيت بخط ال ّشهيد اال ّول فى بعض مجاميعه حكاية امور تتعلّق بهذا ال ّشيخ ،و فيها تنبيه على م33ا قلن33اه ،فمنه33ا أنّ33ه كتب
إلى ال ّشيخ المحقّق نجم ال ّدين سعيد أبياتا من جملتها:
عند انتباهى و بعد النوم يغشانى و منها قلبى و شخصك مقرونان فى قرن
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،229 :2الغدير ،438 :5فوائد الرضوية ،376المستدرك .447 :3
ص106 :
يا واحد ال ّدهر يا من الله ثان يا جعفر بن سعيد يا امام هدى
لم يختلف ابدا فى فضلك اثنان فانت سيّد اهل الفضل كلّهم
إلى آخر ما ذكره موالنا ال ّشيخ حسن من شعره الحسن مع ما اجابه المحقّق نظما و نثرا ،و نقلهما عن33ه ص33احب االم33ل
بتفصيل ق ّدمناه لك فى ذيل ترجمة المحقّق فليراجع.
الس3ورانى الحلّى المتقّ 3دم الفقي33ه،
وش3اح ّو تق ّدم أيضا اإلشارة إلى نسبة هذا الرّجل مع س33الم بن محف33وظ بن عزي33زة بن ّ
صاحب المصنفات الكثيرة ،و كان عنه رواية ولده القاضي تاج ال ّدين أب33و على مح ّم33د بن محف33وظ بن وش3اح بن مح ّم3د
الّذى يروي عنه مح ّمد بن القاسم بن معية اآلتى ذكره و ترجمته انشاء هّللا ،و ي33روي عن33ه أيض33ا كم33ال الّ 3دين بن ح ّم33اد
الواسطى ،و الظّاهر ّ
أن رواية نفسه عن السيّد ف ّخار بن مع ّد الموسوى -المتق ّدم ذكره ال ّشريف فليالحظ.
ان جملة من رثاه بعد وفاته بقصيدة ق ّل ما يوجد مثلها فى المراثى هو ال ّشيخ ّ
مهذب ال ّدين محمود بن يحيى بن مح ّم33د ث ّم ّ
صالح االديب النّحوى الّذى يروى عنه ابن معية المذكور أيضا ،حيث يقول. بن سالم ال ّشيبانى الحلّى الفقيه ال ّ
ص107 :
ّ
إن البدور تغيب فى الغبرآء ما خلت قبل يحط فى قلب الثرى
و صابت لجفن العين فيه غروب مصاب أصاب القلب منه وجيب
فيصبح فينا طالعا و يغيب اال ليت شمس الدين بال ّشمس يقتدى
نوال إذا ّ
ضن الغمام يصوب و من يكشف الغماء عنّا و من له
ص108 :
56
568اقدم الجامعين و اعظم البارعين و انور الطالعين ابو جعفرنا االول محمد بن يعقوب بن اسحاق الكلينى الرازى
صاحب كتاب «الكافى» ،و ابن اخت عالن الكلينى؛ ق33ال ش33يخنا المح33دث الحّ 3ر الع33املى فيم33ا نق3ل عن مقّ 3دمات كتاب33ه
التّحرير لوسائل ال ّشيعة ،فى ضبط هذه النّسبة :قال فى القاموس كلين كأمير قرية بالرّى ،منها مح ّمد بن يعقوب الكلينى
ان هن3اك قري3تين كلين ك33أمير و كلين مصّ 3غرا ،و من فقهاء ال ّشيعة انتهى .و الّذى سمعته من جماعة من فضالء ال3رّى ّ
فيها قبر ال ّشيخ يعقوب الكلينى ،و ا ّما ولده مح ّمد فقبره ببغداد ،و ك33ان ص33احب الق33اموس لم يطل33ع على المصّ 3غر ،و ّ
ان
مح ّمد بن يعقوب منها فاشتبه عليه ،و فى المثل :أهل م ّكة أعرف بشعابها انتهى كالم شيخنا الحرّ.
)*( 56له ترجمة فى :تاج العروس ،322 3:9تنقيح المقال 179 3:3جامع الرواة ،218 3:2خالصة االقوال ،145الذريع33ة ،245 3:17رج33ال ابن داود
،341رجال الطوسى ،495رجال النجاشى ،266ريحانة االدب ،79 3:5س3فينة البح3ار ،494 3:2الفهرس3ت ،161الفوائ3د الرجالي3ة ،325 3:3الفوائ3د
الرضوية ...
657الكامل فى التاريخ ،364 3:8الكنى و االلقاب ،120 3:3لسان الميزان ،433 3:5لؤلؤة البحرين ،386مجالس المؤمنين ،442 3:1مجمع الرجال :6
،73مستدرك الوسائل ،526 :3معالم العلماء 88مقابس االنوار ،6منتهى المقال ،298نوابغ الرواة ،314هدية العارفين .35 :2
و فى اجازة ال ّشهيد رحمه هّللا على ما أورده العاّل مة المجلسى فى «بح3ار االن3وار» الكلي3نى بتش3ديد الاّل م و الظّ3اهر ّ
ان
ذلك في صورة التكبير فليالحظ.
و قال صاحب «عوائد االيّام» بعد نقله لكالم الفيروزآبادي فى هذه الما ّدة :أقول:
القرية موجودة اآلن فى ال ّر ي فى قرب الوادى المشهورة بوادى الكرج ،و عبرت عن قربها و هى مشهورة عند أهله33ا
و أهل تلك النّواحى جميعا بكلين بض ّم الك33اف و فتح الاّل م المخففّ33ة ،و فيه33ا ق33بر ّ
الش3يخ يعق33وب وال33د ّ
الش3يخ أبى جعف33ر
المذكور.
______________________________
(*) ل3ه ترجم3ة فى :ت3اج الع3روس ،322 3:9تنقيح المق3ال 179 3:3ج3امع ال3رواة ،218 3:2خالص3ة االق3وال ،145
الذريعة ،245 3:17رجال ابن داود ،341رجال الطوسى ،495رجال النجاشى ،266ريحانة االدب ،79 3:5س33فينة
البحار ،494 :2الفهرست ،161الفوائد الرجالية ،325 :3الفوائد الرضوية ...
657الكامل فى التاريخ ،364 3:8الكنى و االلقاب ،120 3:3لسان الميزان ،433 3:5لؤل33ؤة البح33رين ،386مج33الس
المؤمنين ،442 3:1مجمع الرجال ،73 3:6مستدرك الوسائل ،526 3:3مع33الم العلم33اء 88مق33ابس االن33وار ،6منتهى
المقال ،298نوابغ الرواة ،314هدية العارفين .35 :2
ص109 :
و قال صاحب «توضيح االشتباه» فى ذيل ترجمة أحمد بن ابراهيم المعروف بعالن الكلينى بعد نقله لضبط العاّل مة في
«الخالصة» ايّاه بض ّم الكاف و تخفيف الاّل م المفتوح3ة و تغليط3ه لص3احب «الق3اموس» :و ّ
الص3واب كلين كزب3ير ق3ال
السّمعانى :الكلي3نى بضّ 3م الك33اف و فتح الاّل م نس33بة إلى كلين و هى قري33ة من ق3رى الّ 3رى انتهى .نعم كلين ك33أمير قري3ة
بورامين من أعمال ال ّري ،و ليس منها محمد بن يعقوب هذا.
و فى رجال المح ّدث النّيسابورى بعد التّرجمة له بعنوان محمد بن يعقوب بن اسحاق ابو جعفر األعور الرّازى الكلينى
نسبة إلى كلين مص ّغرا على ما هو المشهور أو بتشديد الاّل م كما ضبطه ال ّشهيد االوّل فى اجازت3ه ال مكبّ3را كم33ا زعم3ه
الفيروزآبادى ،فانّها من قرى ورامين ،و هذه من قرى فشابويه قريب فرسخ من كبار جرد ،و هناك مق33برة أبي33ه ّ
الش3يخ
يعقوب مزار معروف.
ث ّم نق3ل عن الج3زرى فى «ج3امع االص3ول» و الطي3بى فى «ش3رح مص3ابيح البغ3وي» و غ3ير هم3ا من أع3اظم علم3اء
المخالفين االعتراف بأنّه رحم33ه هّللا ك33ان من المجّ 3ددين له33ذه الش33ريعه على رأس الم33أة الثّالث33ة» إاّل أنّ33ه ذك33ر عب33ارات
المعترفين بهذا المعنى مقطّ عات غير مبينة المفاد ،فاالولي لنا أن نأتيك هنا بما وجدناه من عيون عبارات االوس33ط منهم
األضبط فى بيان هذا المقصود الصّحيح.
ص ريح و هو قوله فى ذيل ما أورده البغوى من الحديث المشهور النّبوى و بنقله من أصل «شرح المصابيح» و بيانه ال ّ
ان هّللا ع ّز و ج ّل يبعث لهذه اال ّمة على رأس ك ّل م33أة س3نة من يجّ 3ددها ق3د تكلّم العلم33اء فى
أنه صلّى هّللا عليه و آله قال ّ
تأويله ،و كل واحد أشار إلى القائم الذى هو من مذهبه ،و حمل الحديث عليه ،و االولي الحم33ل على العم33وم ،فّ 3
3ان لف33ظ
من يقع على الواحد و الجمع و ال يخصّ أيضا بالفقهآءّ ،
فان انتفاع اال ّمة بهم و إن كان كثيرا فان انتفاعهم باولي األم33ر
و أصحاب الحديث و القرّاء و الو ّعاظ و ال ّزهاد أيضا كثير ،إذ حفظ ال ّدين و قوانين السّياس33ة و ّ
بث الع33دل وظيف33ة أولى
فن من هذه الفنّون.
االمر ،و كذا القراء و أصحاب الحديث ينبغى أن يكون مشارا إليه فى ك ّل ّ
ص110 :
ففى رأس المأة االولى من أولى األمر عمر بن عبد العزيز و من الفقهاء :مح ّمد بن على الباقر علي33ه ّ
الس 3الم ،و القاس33م
صديق ،و سالم بن عبد هّللا بن عم33ر ،و الحس33ن البص33ري ،و غ33يرهم من طبق33اتهم و من الق3رّاء
بن مح ّمد بن أبى بكر ال ّ
عبد هّللا بن كثير ،و من المح ّدثين ابن شهاب ال ّزهرى و غيره من التّابعين و تابعى التّابعين.
و فى الثّالثة من أولى األمر :المقتدر باهّلل ،و من الفقهاء :ابو العبّاس سريح ال ّشافعى ،و أبو جعف33ر الطّح33اوى الحنفى ،و
ابن حالل الحنبلى ،و أبو جعفر ال ّرازى االمامى ،و من المتكلّمين أبو الحسن االشعرى ،و من الق ّراء :أبو بكر أحمد بن
موسى بن مجاهد ،و من المح ّدثين :أبو عبد الرّحمان النّسائى.
و فى الرابعة من أولى األمر :القادر باهّلل ،و من الفقهاء :أبو حامد االسفراينى ال ّشافعى ،و أبو بكر الخوارزمى الحنفى؛
و أبو مح ّمد عبد الوهّاب المالكي ،و أبو عبد هّللا الحسين الحنبلى ،و المرتضى الموسوى أخ33و الرّض ّ 3ى ّ
الش 3اعر ،و من
المتكلّمين القاض33ى اب33و بك33ر الب33اقالنى ،و ابن ف33ورك ،و من المح ّ 3دثين :الح33اكم بن ال33بيع ،و من الق 3رّاء :أب33و الحس33ن
الحمامى 3،و من ال ّزهاد :أبو بكر ال ّدينورى.
الش3افعى ،و القاض33ى مح ّم33دو فى الخامسة من أولى األم33ر المس33تظهر باهّلل ،و من الفقه33اء :اإلم33ام أب33و حام33د الغ33زالى ّ
المروزى الحنفى و أبو الحسن ال ّراعوى الحنبلى ،و من المح ّدثين و زين العب33درى ،و من الق3رّاء أب33و الع33ز القالنس33ى،
بالذكر ذكر من انقض33ت الم33أة و ه33و ح ّى ع33الم مش33هور هؤالء كانوا من المشهورين فى اال ّمة المذكورة ،و إنّما المراد ّ
مشار إليه و هّللا اعلم انتهى كالم الطيّبى.
و مراده بأبى جعفر الرّازى الّذى ذكره فى عداد الفقهآء المشهورين دون
ص111 :
المح ّد ثين هو شيخنا الكليني المذكور ،كما ذكره الجزرى أيضا فيما نقل عن كتابه «جامع االص33ول» به33ذه النّس33بة :أب33و
جعفر مح ّمد بن يعقوب ال3رّازى اإلم33ام على م33ذهب أه33ل ال33بيت عليهم الس33الم ،ع33الم فى م33ذهبهم كب33ير فاض33ل عن33دهم
مشهور ،و له ذكر فيما كان على رأس المأة الثالثة.
نص3ه :الكلي3نى بالضّ 3م و امال3ة الاّل م ثم ي3اء و عن كتاب «تبصير» ابن حجر العسقالني أيض3ا فى حّ 3
ق الرّج3ل م3ا ه3و ّ
ساكنة ث ّم نون أبو جعفر مح ّمد بن يعقوب الكلينى من رؤساء فضالء ال ّشيعة فى أيّ33ام المقت33در ،و ه33و منس33وب إلى كلين
من قرى العراق انتهى.
و قد تق ّدمت اإلشارة منّا أيضا في كثير من العنوانات الماضية إلى حديث الم33روّجين له33ذا الّ 3دين على رؤس الم33ئين ،و
لع ّل اإلعتبار الصّحيح النّاظر إلى قاعدة اللّطف القديم ،و نهاية الحسن فى تجدي33د معاه33دة ال33ربّ الك33ريم؛ الم33ور بريّت33ه
المفتقرة إلى إتقان التّنظيم على رأس ك ّل قرن قويم ،يؤيّد ل3زوم تحقّ3ق ه3ذا المع33نى فى ظ3رف الخ3ارج ال محال33ة ،و إن
صريح ،بل األمر قد كان على وفق ه33ذا الم33رام ،بالنّس33بة إلى أزمن33ة فرض عدم وروده فى النّص ال ّ
صحيح و الحديث ال ّ
ساير األنبيآء الماضية عليهم السالم ،و إن كان طول أعمار أهالى تلك األزمنة الماضية مستدعيا لم33ا ه33و أقّ 3ل من ه33ذه
التجديدات ،أو مستكفيا بغير ما هو بهذه المرتبة من التّأكيدات.
ص112 :
ان هّلل تعالى فى ك ّل ألف س33نة نبيّ33ا بعث33ه بمعج33زات غريب33ة ،و بيّن33ات عجيب33ة لوض33وح دين33ه الق33ويم ،و ظه33ور
العلماءّ :
صراطه المستقيم ،و ليس نقول على رأس ك ّل ألف سنة بل نقول فى ك ّل ألف سنة ،فجاز أن يكون بين النبيّتين أكثر من
ألف سنة أو اقّل.
فكان فى األلف األ ّول أبو البشر آدم صلوات هّللا عليه.
و في الثّانى شيخ المرسلين نوح عليه السّالم؛ و فى الثّالث خليل هّللا ابراهيم عليه السّالم.
و فى الرّابع كليم هّللا موسي عليه السّالم.
و فى السّابع حبيب هّللا المصطفى صلّى هّللا عليه و اله ث ّم ختمت به النب ّوة و انتهت آالف ال ّدنيا ،لما روى سعيد بن جبير
عن ابن عبّاس :ال ّد نيا جمعة من جمعات اآلخرة ،بمعنى أسبوع من أسابيعها سبعة آالف سنة ،و قد مضت س 3تّة آالف و
مأة و لياتين عليها مئون هذا.
و بالجملة فشأن الرّجل أج ّل و أعظم من أن يختفى على أعيان الفريقين ،أو يكتسى ث33وب اإلجم33ال ل33دى ذى عي33نين ،أو
ينتفى أثر إشراقه يوما من البين ،إذ ه3و فى الحقيق33ة أمين االس33الم ،و فى الطّريق33ة دلي33ل االعالم ،و فى ّ
الش3ريعة جلي3ل
قدام ،ليس فى وثاقته ألحد كالم ،و ال فى مكانته عند أئ ّم33ة االن33ام ،و حس33ب ال ّدالل33ة على اختصاص3ه بمزي33د الفض33ل ،و
اتقان االمر ،اتّفاق الطّائفة على كونه أوثق المح ّمدين الثّالثة الّذين هم أصحاب الكتب االربعة ،و رؤس33اء ه33ذه ّ
الش3رعة
المتبعة.
كما نقل عن شيخنا ال ّشهيد االوّل الّذى عليه من هذه الطّائفة ك ّل المعوّل انّه رحمه هّللا قال فى اجازته ّ
للش3يخ الفقي33ه عل ّى
بن الخازن الحائرى ،و به مصنّفات صاحب كتاب «الكافى» فى الحديث ،الّذى لم يعمل فى االماميّة مثله ،57و قال قبله
العاّل مة
______________________________
( )1راجع بحار االنوار .190 :107
ص113 :
رحمه هّللا فى كتابه «الخالصة» تبعا لشيخنا النّجاشي المسلّم كالمه فى أحوال ال ّرجال عند ذك33ره ل33ه بع33د م33ا ترجم33ة و
بجله و كان أوثق النّاس فى الحديث و اثبتهم ،صنّف الكتاب الكب33ير المع33روف ب33الكلينى يسّ 3مى «الك33افى» فى عش33رين
سنة و قال ال ّشهيد الثانى فى شرح رسالته فى ال ّدراية ما نصّه :كان قد اس3تق ّر على أربعم3أة مص3نّف سّ 3موها االص3ول،
ّ
خاص3ة تقريب3ا فكان عليها اعتمادهم؛ ث ّم تداعت الحوادث إلى ذهاب معظم تلك األصول ،و ل ّخصها جماعة فى فى كتب
على المتناول ،و أحسن ما جمع منها «الكافى» لمح ّمد بن يعقوب الكلينى ،و «التّهذيب» لل ّشيخ أبى جعفر الطّوس33ي ،ث ّم
قال :و أ ّما «االستبصار» فانّه اخصر من «التّهذيب» و يمكن االستغنآء به عنه ،و كتاب «من ال يحضره الفقيه» حسن
أيضا ،و قال ال ّشيخ عل ّى بن ال ّشيخ مح ّمد سبط شيخنا ال ّشهيد الثّ33انى رحمهم هّللا تع33الى فى كتاب33ه «ال33د ّر المنظ33وم» ه33ذه
و قال شيخنا المروّج عل ّى بن عبد العالى الكركى الغاملى فيما نقل عن إجازته الكبيرة للقاضى صفى ال ّ 3دين عيس33ى م33ا
لفظه :و منها جميع مصنّفات و مرويّات ال ّشيخ اإلمام الس33عيد الحاف33ظ المحّ 3دث الثّق33ة ج33امع اح33اديث أه33ل ال33بيت عليهم
السالم أبى جعفر مح ّمد بن يعقوب الكلينى صاحب الكتاب الكبير فى الح33ديث المسّ 3مى «بالك3افى» ال3ذى لم يعم33ل مثل3ه
إلى أن قال :و قد جمع هذا الكتاب من األحاديث ال ّشرعيّة و االسرار الدينيّة ما ال يوجد فى غ33يره و ه33ذا ّ
الش 3يخ ي33روي
ع ّم ن ال يتناهى كثرة من علمآء أهل البيت عليهم السالم و رجالهم و مح ّدثيهم مث33ل عل ّى بن اب33راهيم ،و ه33و ي33روي عن
أبيه ،و مثل مح ّمد بن عل ّى بن محبوب و هو يروى عن مح ّمد بن احمد العلوى؛ عن الس 3يّد االج ّ 3ل أبى الحس33ن عل ّى بن
اإلمام أبى عبد هّللا المعصوم جعفر بن مح ّمد الصّادق صلوات
ص114 :
هّللا عليه ،عن أخيه موسى الكاظم ،عن آبائه عليهم السّالم.58
و فى اجازة الفقيه الثّقة الجليل السيّد حسين ابن السيّد حيدر الكركى العاملى شيخ اج3ازة موالن3ا المحقّ33ق ّ
الس3بزوارى و
عن ابن قولويه جميع مصنّفات و مرويّات ال ّشيخ االمام ثقة االسالم أبى جعفر مح ّمد بن يعقوب الكلينى الّتى من جملتها
كتاب «الكافى» و هو خمسون كتابا باألسانيد الّتى فيه لك ّل حديث متصّلة باألئ ّمة عليهم السّالم.
أقول و هذا ينافى ما نقل عن شيخنا الطّوسى رحمه هّللا فى فهرسته انّه قال من بعد توثيق33ه للرّج33ل ل33ه كتب منه33ا كت33اب
«الكافى» مشتمل على ثالثين كتابا اخبرنا بجميع رواياته ال ّشيخ أبو عبد هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان رضى هّللا عن33ه
عن ابى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عنه.59
و قال شيخنا البهائى ق ّدس س ّره فيما نقل عن خاتمة وجيزته ا ّما «الكافى» فهو تأليف ثق33ة االس33الم أبى جعف33ر مح ّم33د بن
يعقوب الكلينى الرّازي عطّر هّللا مرقده ،الّف33ه فى مّ 3دة عش33رين س33نة ،و ت33وفّى ببغ33داد س33نة ثم33ان أو تس33ع و عش33رين و
ثالثمأة ،و لجاللة شأنه ع ّده جماعة من علماء العا ّمة ك33ابن االث33ير فى كت33اب «ج33امع االص33ول» من المجّ 3ددين لم33ذهب
ان سيّدنا و إمامنا اب3ا الحس3ن على بن موس3ى الرّض3ا ه3و المجّ 3دد ل3ه على االمامية على رأس المأة الثالثة ،بعد ما ذكر ّ
رأس المأة الثّانية ،و عن سمينا العالمة المجلسى ق ّدس هّللا تعالى سرّه الق ّدوس33ى انّ33ه ق33ال فى مفتتح ش3رحه على اص33ول
«الكافى» و ابتدأت بكتاب «الكافى» لل ّشيخ ال ّ
صدوق ثقة االسالم مقبول طوائف األنام ،ممدوح الخاص و الع33ام؛ مح ّم33د
بن يعقوب الكلينى ،حشره هّللا مع االئ ّمة الكرام عليهم السالم ،النّه كان من أضبط األصول و أجمعها ،و أحسن مؤلّفات
الفرقة النّاجية و أعظمها ،إلى آخر.
______________________________
( )1بحار االنوار .76 -75 :108
ص115 :
الصّدوق ،و بعده على ال ّشيخ و إن كان فضل ال ّشيخ غير مخفى 3،و ليس الحد فضله ،و لكن باعتبار كثرة التّصانيف قد
نس3اخ كتاب33ه باعتب33ار اإلهم33ال ،بخالف الكلي33نى ،فانّ33ه ص3نّف «الك33افى» فى عش33رين س3نة ،و
الس3هو أو عن ّ
يق3ع عن33ه ّ
الصدوق وسط بينهما ،و قال فى الفائدة الحادية عشر من شرحه الفارسى :و همچنين أحاديث مرسله مح ّمد بن يعق33وب
الكلينى و مح ّمد بن بابويه قم ّى ،بلكه جميع أحاديث إيشان كه در كافى و من ال يحضر اس33ت هم33ه را ص33حيح ميت33وان
گفت ،چون شهادات اين دو شيخ بزرگوار كمتر از شهادات رجال نيست يقينا ،بلكه بهتر است ،إلى آخر ما ذكره.
ص116 :
و قال المح ّدث النّيسابورى فى كتاب الموسوم «بمنية المرتاد فى ذكر نفاة اإلجتهاد» و منهم ثق3ة االس3الم ق3دوة االعالم
و البدر التمام ،جامع السّنن و اآلثار ،فى حضور سفراء اإلمام عليه افضل السّالم ،ال ّشيخ أبو جعف33ر مح ّم33د بن يعق33وب
الكلينى الرّازى ،مح3يى طريق3ة أه3ل ال3بيت على رأس الم3أة الثّالث3ة ،المؤلّ3ف لج3امع «الك3افى» فى مّ 3دة عش3رين س3نة
المتوفّى قبل وقوع الغيبة الكبرى رضى هّللا عنه فى اآلخرة و االولى ،و كتاب33ه مس33تغن عن اإلط33راء ،النّ33ه رض33ى هّللا
عنه كان بمحضر من ن ّوابه عليه السّالم و قد سأله بعض ال ّشيعة من النائية تأليف كت33اب «الك33افى» لكون33ه بحض33رة من
يفاوضه و يذاكره م ّمن يثق بعلمه ،فالّف و صنّف و شنف ،و حكى انّه عرض عليه فقال كاف لشيعتنا انتهى.
ان جمي33ع أح33اديث «الك33افى» حص33رت فى س3تّة عش33ر و نقل صاحب «لؤلؤة البحرين» عن بعض مشايخنا المتأ ّخرين ّ
صحيح منها باصطالح من تأ ّخر خمسة آالف و اثن33ان و س33بعون ح33ديثا؛ و الموثّ33ق ألف حديث و مأة و تسعين حديثا ،ال ّ
ي منها إثنان و ثالثمأة ،و ال ّ
ضعيف منها أربعمأة و تس33عة آالف و خمس33ة مأة حديث و ألف و ثمانية عشر حديثا ،و القو ّ
و ثمانون حديثا ،و جميع األحاديث المسندة من الفقيه ثالث3ة آالف ح3ديث و تس3عمأة و ثالث3ة عش3ر ح3ديثا ،و المراس3يل
ألفان و خمس33ون ح3ديثا ،و جمي3ع أح3اديث «االستبص33ار» خمس3ة آالف و خمس3مأة و أح3د عش3ر ح3ديثا ،ث ّم ق3ال و أ ّم33ا
«التّهذيب» فلم يحضرني عدد م33ا اش33تمل علي33ه من األح33اديث و إن لم ي33زد على أح33اديث «الك33افى» لم يقص33ر عنه33ا و
اإلشتغال بعدها ليس من المه ّمات و هّللا العالم.
ص117 :
للجمهور ،و ع ّدة كتب «الكافى» اثنان و ثالثون كتابا ،ث ّم أخذ فى ع ّد تل33ك الكتب و ب33دأ بكت33اب العق33ل و الجه33ل ،و ختم
بكتاب الوصايا و كتاب المواريث ،و كتاب ال ّروضة ،و كان زيادة االثنين هنا على الثّالثين الّذى قد عرفته من تفص33يل
فهرس3ت ّ
الش3يخ من جه3ة ه3ذا الكت3اب فليالح3ظ .ث ّم ق3ال و ه3و آخ3ر الكت3اب ،و ل3ه غ3ير «الك3افى» «كت3اب ال3رّد على
القرامطة» و كتاب «تعبير الرّؤيا» و «كتاب ال ّرجال» و «كتاب رسائل االئ ّمة عليهم الس33الم» «و كت33اب م33ا قي33ل فيهم
من ال ّشعر» توفّى رضى هّللا عنه فى شهر شعبان من سنة تسع و عشرين و ثالثمأة سنة تناثر النّجوم ،و هى السنّة الّتى
الش 3يخ فى «كت33اب الرّج33ال» و فى توفّى فيها أبو الحسن على بن مح ّمد السمرى آخر السّفراء االربعة ،قاله النّجاشي و ّ
«الفهرست» و كتاب «كشف المحجّة البن طاوس» انّه توفّى س33نة ثم33ان و عش33رين و احتمله33ا العاّل م33ة و ابن داود ،و
كانت وفاته فى بغداد و صلّى عليه مح ّم د بن جعفر الحسينى أبو قيراط ،و دفن بباب الكوفة فى مقبرتها .قال ال ّشيخ ق33ال
ابن عبدون و رأيته قبره فى صراط الطّائى و عليه لوح مكتوب عليه اسمه و اسم ابيه و قال النّجاشى ق33ال ابن عب33دون
كنت اعرف قبره و قد درس .قلت ث ّم ج ّدد و هو إلى اآلن مزار معروف بب33اب الجس33ر و ه33و ب33اب الكوف33ة و علي33ه قبّ33ة
عظيم33ة إنتهى كالم الس3يّد العاّل م33ة اعلى هّللا مقام33ه و أق33ول و الق33بر المطهّ33ر الموص33وف مع33روف فى بغ33داد ّ
الش3رقيّة
مشهور تزوره الخاصّة و العا ّمة فى تكية المولويّة و علي3ه ش3باك من الخ3ارج الى يس3ار الع3ابر من الجس3ر و نق3ل عن
ان بعض ح ّكام بغداد رأى بنآء قبره عطّر هّللا
كتاب «روضة الواعظين» للسيّد هاشم البحرانى اآلتى ترجمته إنشاء هّللا ّ
مرقده فسأل عنه فقيل :انّه قبر بعض الشيعة ،فأمر بهدمه فحفر القبر ف3رأى في3ه جس3دا بكفن33ه لم يتغيّ3ر ،و م3دفون مع3ه
آخر صغير كأنّه ولده بكفنه أيضا؛ فامر بدفنه و بنى عليه قبّة ،فهو إلى االن قبره معروف مزار و مشهد و رايت أيضا
ان بعض ح ّكام بغداد ل ّما راى افتتان النّاس بزيارة االئ ّمة عليهم السالم حمله النّصب على نبش
فى بعض كتب اصحابنا ّ
قبر سيّدنا أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السّالم و قال :ان كان كما يزعم الرّافضة من فضله فهو موج3ود فى ق3بره،
و ااّل نمنع النّاس من زيارة قبورهم ،فقيل
ص118 :
ان القائل وزير ذلك الحاكم -انّهم يدعون فى علمائهم أيضا ما ي ّدعون فى ائمتهم و ّ
ان هن33ا رجال من علم33ائهم له -و قيل ّ
المشهورين ،و اسمه مح ّمد بن يعقوب الكلينى ،و هو أعور ،و هو من أقطاب علم33ائهم ،فيكفي33ك اإلعتب33ار بحف33ر ق33بره،
فامر بحفر قبره فوجدوه بهيئته كانّه قد دفن فى تلك ّ
الس3اعة ،ف33امر ببن33آء قبّ33ة عظيم33ة علي33ه و تعظيم33ه و ص33ار م33زارا
ان طبقت33ه من نص3ه و ق33د علم من ت33اريخ وف33اة ه33ذا ّ
الش3يخ ّ أن فى رجال السيّد المتق ّدم ذكره ق ّدس س3رّه م33ا ّ
مشهورا؛ ث ّم ّ
السّادسة و السّابعة ،و انّه قد توفّى بعد وفاة العسكرى بتسع و ستّين سنة ،فانّه عليه ّ
الس 3الم قبض س33نة م33أتين و س 3تّين،
فالظاهر انّه ادرك تمام الغيبة ال ّ
صغرى ،بل بعض ايّام العسكرى عليه السّالم انتهى.60
و قد تق ّدم بيان اصطالحهم فى الطّبقات فى ذيل ترجمة كميل التّابعى رحمه هّللا تعالى.
أن نسبة الكلينى قد يوصف بها جماعة أخرى من المح ّدثين منهم شيخ رواية صاحب العنوان أب33و الحس33ن عل ّى ث ّم ليعلم ّ
الص3در إلى كون3ه خ3اال فى النّس3ب لص3احب العن3وان ،و بن مح ّمد بن ابراهيم بن أبان المعروف بعالن ،و قد اشير فى ّ
قال شيخنا النّجاشى فيما نقل عن رجاله له «كتاب اخبار القائم عليه السّالم ،اخبرن3ا مح ّم3د ق3ال حّ 3دثنا جعف3ر بن مح ّم3د
قال :ح ّدثنا عل ّى بن مح ّم33د و قت33ل عالن فى طري3ق مك3ة ،و ك33ان اس33تأذن الص3احب فخ3رج توق3ف عن3ه فى ه3ذه ّ
الس3نة
مخالف ،و فى بعض أسانيد كتب شيخنا الصّدوق رحمه هّللا :
ح ّدثنا مح ّمد بن مح ّمد بن عاصم الكلي33نى رض33ى هّللا عن33ه ،ق33ال حّ 3دثنى مح ّم33د بن يعق33وب الكلي33نى ،عن عل ّى بن مح ّم33د
المعروف بعاّل ن؛ و هو بفتح العين المهملة و تشديد الاّل م
ص119 :
كما ذكره بعض علمائنا االعالم ،و معناه المبالغة فى فعل العالنية ،بناء على استعماله الصّحيح متع ّديا أيضا ،كما نصّ
عليه فى «القاموس».
ان من جملة مشاهير من ي33روي عن الكلي33نى المرح33وم مض33افا إلى الكلي33ني المرق33وم ،ه33و جعف33ر بن قولوي33ه الق ّمى3، ث ّم ّ
المتق ّد م ذكره الحميد ،شيخ قرائة شيخنا المفيد و أبو غالب الزرارى المتق ّدم ايضا ذكره الجميل على س33بيل التّفص33يل ،و
أبو عبد هّللا الع ّمانى المفسّر اآلتى ذكره و ترجمته عن قريب؛ و ابو المفضّل مح ّمد بن عبد هّللا المطّلب ّ
الش 3يبانى و أب33و
صيمرى ،و أبى الحسين عبد الكريم بن عبد هّللا بن نضر التّيسى ،و أب33و مح ّم33د ه33ارون بن عبد هّللا أحمد بن أبى رافع ال ّ
موسى التلعكبرى الثّقة الوج3ه المعتم33د الفقي3ه ،ص3احب كت33اب «الجوام33ع فى عل33وم الّ 3دين» و ش3يخ رواي3ة جماع3ة من
العلماء الماجدين ،كما وجدت روايته عنه فى «كنز الفوائد» لشيخنا الكراجكى ال3رّاوى عن3ه ،بواس3طة ّ
الش3يخ أبى عب3د
هّللا الواسطى.
و ا ّم ا الذين يروى عنهم الكلينى ،فهم أيضا جماعة كثيرون يطلب تفصيل أسمائهم ال ّشريفة فى كتاب33ه «الك33افى» و منهم
أحمد بن مح ّمد بن عاصم الذى هو ابن أخى عل ّى بن عاصم المح ّدث ،و يقال ل3ه :أب33و عب33د هّللا العاص3مي ،و يظه3ر من
«فهرست» ال ّشيخ انّه ثقة سليم الجنبة كوفى االصل ،بغدادى المسكن ،و هو شيخ رواية ابن الجنيد أيضا ،و ل33ه «كت33اب
النّجوم» و غيره و عن تعليقات سميّنا المر ّوج نقال عن ابى غالب الزرارى رحم33ه هّللا انّ33ه ابن اخت عل ّى بن عاص33م و
لقب بالعاصمى من هذه الجهة ،قال و وصفه خالى يعنى به العاّل مة المجلسى ،و المحقّق البحرانى ،بانّه استاد الكلي33نى،
صاحب و وقفوا على معجزته فلعلّه هو فتأ ّمل. و يأتى فى آخر الكتاب ّ
ان العاصمي من الوكالء الذين رأوا ال ّ
ص120 :
61
569الشيخ الثقه الفقيه النبيه ابو على محمد بن محمد بن االشعث بن محمد الكوفى الساكن بمصر
كان من أعاظم ففهاء اإلماميّة ،منصوصا علي إماميّته و وثاقته فى «رجال النّجاشى» و «خالص33ة العاّل م33ة» و ل3ه من
الص3ادق علي3ه ّ
الس3الم ،فى المؤلّفات كتاب «الجعفريّات» الّذى تض ّمن ألف ح3ديث باالس3ناد المتّص3ل كلّه3ا عن موالن3ا ّ
كثير من أبواب الفقه ،لم يكن عند موالنا المجلسى رحمه هّللا زمن جمعه لكتاب «البحار» ،و ال عند صاحبى «الوافى»
و «الوسائل» فضال عن غيرهم القاصرين فى هذه المراحل ،و قد ظفرنا به فى هذه األواخر من العمر الب33ائر ،و كأنّ33ه
كان من االصول المعتبرة عند هذه الطّائفة فى ذلك ال ّزمان ،و قد ذكر فى مفتتحه اس33ناد معنعن إلى مؤلّف33ه الم33ذكور ،و
)*( 61له ترجمة فى :تنقيح المقال ،179 3:3جامع الرواة ،178 3:2خالصة االقوال 161الذريعة ،109 3:2رجال الطوسى 345رجال النجاشى ،287
ريحانة االدب ،384 :7مجمع الرجال ،32 :6المستدرك .292 :3
انّه رحمه هّللا حدث بجميع ذلك المزبور المنعور ،فى حدود سنة عشر و ثالثمأة عن ش3يخ روايت3ه موس3ي بن اس3ماعيل
بن سيّدنا موسى بن جعفر اإلمام الكاظم عليه السّالم ،عن أبيه عن اإلمام الهمام جعفر بن مح ّمد الصادق عليه السّالم.
و قد ذكر فى رجال النّجاشي و الخالصة ان مس3كنه ك3ان بمص3ر المحروس3ة .فى محل3ة يق3ال له3ا س3قيفة ج3واد ،و انّ3ه
يروي نسخة عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه اسماعيل بن موسى عن أبيه موس33ى بن جعف3ر علي33ه
السّالم ،و أنّه قال التّلعكبرى أخذلى والدى منه اجازة فى سنة ثالث عشر و ثالثمأة.
و ذكره النّجاشى أيضا فى ذيل ترجمة اس33ماعيل بن موس33ى ،فق33ال ل33ه كت33اب «جوام33ع التّفس33ير» و «كت33اب الوض33وء»
يرويهما عنه مح ّمد بن األشعث ،و فى فهرست شيخنا الطوسى
______________________________
(*) له ترجمة فى :تنقيح المق3ال ،179 3:3ج3امع ال3رواة ،178 3:2خالص3ة االق3وال 161الذريع3ة ،109 3:2رج3ال
الطوسى 345رجال النجاشى ،287ريحانة االدب ،384 :7مجمع الرجال ،32 :6المستدرك .292 :3
ص121 :
صالة» و «كتاب الوضوء» رواه عنه مح ّمد بن االشعث ،و له كتاب «جوامع التّفسير». ّ
ان له «كتاب ال ّ
و الظّاهر من سياق عبارتهما انّها لم يلتفتا إلى كون الرّجل بعينه هو موسى بن اس33ماعيل الموس33وى العل33وى الم33ذكور،
الّذى أخذ عنه صاحب التّرجمة جميع كتابه المزبور؛ مع انّهما ذكرا فى ذيل ترجمة أبيه إسماعيل بن موس33ى بع33د ذك33ر
سلسلة نسبه إلى موالنا الحسين السّبط ال ّشهيد عليه السّالم ،انّه سكن مصر ،و ول33ده به33ا .ل33ه كتب يرويه33ا عن أبي33ه عن
آبائه مب ّوبة ،منها «كتاب الطّهارة» «كتاب الصّالة» «كتاب ال ّزكاة» «كتاب الصّوم» «كتاب الحجّ» «كت33اب الجن33ائز»
الس3نن و اآلداب» «كت33اب «كتاب الطّالق» «كتاب النّكاح» «كتاب الحدود» «كتاب ال ّديات» «كتاب الّ 3دعاء» «كت33اب ّ
ال ّرؤيا» أخبرنا بها الحسين بن عبيد هّللا ،قال :اخبرنا أبو سهل بن أحمد بن سهل ،قال ح ّ 3دثنا أب33و عل ّى مح ّم33د بن مح ّم33د
بن األشعث بمصر قرائة عليه من كتابه ،ق33ال حّ 3دثنا موس33ى بن إس33ماعيل بن موس33ى بن جعف33ر ،ق33ال حّ 3دثنا أبى بكتب33ه
انتهى.
و هذا التّفصيل للكتب بعين هذا التّرتيب تفصيل كتب كتاب الجعفريّ33ات الم33ذكور ،و ظنّى أن ت3رك الطّائف33ة إلش3اعته و
ترويجه من جهة اشتماله على شواذ الفتاوى و غرائب األحكام ،و م33ا ال يوج33د نظ33يره فى ش33ىء من مص3نّفات علمائن33ا
األعالم و هّللا العالم.
570الشيخ الثقة الفقيه المفضال محمد بن احمد بن عبد هّللا بن قض33اعة بن ص33فوان بن مه33ران الجم33ال المش33تهر ب33ابى
62
عبد هّللا الصفوانى
)*( 62له ترجمة فى :تنقيح المقال ،71 3:2جامع الرواة 61 3:2خالصة االقوال 132الذريعة ،333 3:2رجال النجاشى ،272ريحانة االدب ،454 3:3
الفهرست ،159الكنى و االلقاب ،419 :2فوائد الرضوية 388مجمع الرجال ،136 :5المستدرك .521 :3
نزيل بغداد شكر هّللا تعالى مساعيه الجميلة فى تأييد السّداد و تسديد الرّشاد،
______________________________
(*) له ترجمة فى :تنقيح المقال ،71 3:2جامع الرواة 61 3:2خالصة االقوال 132الذريعة ،333 3:2رجال النجاشى
،272ريحانة االدب ،454 3:3الفهرست ،159الكنى و االلق33اب ،419 3:2فوائ33د الرض33وية 388مجم33ع الرج33ال :5
،136المستدرك .521 :3
ص122 :
ّ
المفس 3ر القم ّى ،و كان من مشاهير علمائنا المعاصرين ألبى جعفر الكلينى ،و راويا عن شيخه الجليل عل ّى بن إب33راهيم
عنه هارون بن موسى التّلعكبرى.
و له كتب كثيرة منها كتاب «الكشف و الح ّجة» و كتاب «انس العالم و تأديب المتعلّم» و كتاب «ي33وم و ليل33ة» و كت33اب
«تحفة الطّالب و بغية ال ّراغب» و كتاب «تحليل المتعة و الر ّد على من ح ّرمها» و كتاب «صحبة آل الرّسول» و ذكر
أحن اعدائهم و كتاب «الر ّدعة و النّهي عن ك ّل بدعة» و كتاب «المنازل» كما نسبها ال ّشيخ إليه فى كتابه الفهرست.63
ث ّم قال أخبرنا عنه جماعة منهم ال ّشريف أبو مح ّمد الحسن بن القاسم المح ّمدى و ال ّشيخ أبو عب33د هّللا مح ّم33د بن النّعم33ان-
يعني به شيخنا المفيد عليه ال ّرضوان و قال أيضا فى حقّه و كان حفظة كثير العلم جيد اللسان و قيل :انّه كان أميّا ،و له
كتب أمالها من ظهر قلبه.
و قال فى حقّه النّجاشى رحمه هّللا من بعد التّرجمة :أبو عبد هّللا ش33يخ الطّائف33ة ثق33ة فقي33ه فاض33ل ،و ك33انت ل33ه منزل33ة من
السّلطان كان أصله أنّه ناظر قاضى الموصل فى اإلمامة بين يدى ابن حمدان -يريد به السّلطان سيف ال ّدولة بن حمدان
المتق ّد م ذكره و ترجمته -فانتهى القول بينهما إلى أن قال القاضى تباهلنى فوع3ده إلى غ33د ،ثم حض3روا فباهل33ه ،و جع33ل
كفه فى كفّه ث ّم قاما من المجلس ،و كان القاضى يحضر دار االمير ابن حمدان ك ّل يوم ،فت33أ ّخر ذل33ك الي33وم و من غ33ده،
فقال االمير اعرفوا خبر القاض3ى ،فع3اد الرّس3ول فق3ال انّ3ه من3ذ ق3ام من موض3ع المباهل3ة ح ّم و انتفخ الك3ف الّ3ذى مّ 3ده
صفوانى بهذا ذكر عند المل33وك ،و حظى منهم و ك33انت ل33ه للمباهلة و قد اسو ّدت ،ث ّم مات من الغد ،فانتشر ألبيعبد هّللا ال ّ
منزلة.
و له كتب منها :كتاب «ثواب القرآن» «كتاب ال33ر ّد على ابن رب33اح الممط33ور» «و كت33اب ال33ر ّد على الواقف33ة» «كت33اب
الغيبة و كشف الحيرة» «كتاب االمامة» «كتاب الر ّد على اهل
ص123 :
االهوآء» «كتاب فى الطّالق الثّالث» «كت33اب الج33امع فى الفق33ه» كت33اب «انس الع33الم و آداب المتعلّم» «كت33اب معرف33ة
الفروض من كتاب يوم و ليلة» «كتاب غرر االخبار و نوادر اآلثار» كتاب «التّص ّرف» اخبرنى بجمي33ع كتب33ه ش33يخى
64
ابو العبّاس احمد بن عل ّى بن نوح عنه انتهى.
كان ما ذكره من صدور هذه الكرامة الظّاهرة على يديه ،من بركات أنفاس ج ّده صفوان بن مه3ران الجم3ال االس3دىو ّ
صادق ،أو الكاظم ،و مك ّرما عندهما فى الغاية ،و هو الّذى روى في
الثّقة الجليل ،الّذى كان من خيار أصحاب موالنا ال ّ
حقّه ش33يخنا الكش33ى بأس33ناده عن الحس33ين بن عل ّى بن فض33ال أنّ33ه ق33ال دخلت على ابى الحس33ن االوّل -يع33نى ب33ه موالن33ا
ى ش33ىء ق33ال :إك33راءكالكاظم -فقال لى :يا صفوان ك ّل شيء منك حسن جميل ما خال شيئا واحدا ،قلت :جعلت ف33داك ا ّ
للص3يد و ال للّه3و ،و لكن
جمالك من هذا الرّج3ل -يع3نى ه3ارون الرّش3يد -قلت و هّللا م3ا اكريت3ه أش3را و ال بط3را ،و ال ّ
أكريته لهذا الطّريق يعنى طريق م ّكة ،و ال اتواّل بنفس33ى ،و لكن أبعث مع33ه غلم33انى ،فق33ال لى ي33ا ص33فوان أيق33ع ك33راك
عليهم ،قلت :نعم جعلت فداك ،قال فقال لى اتحبّ بقائهم حتّى يخرج كراك قلت :نعم ،قال فمن أحبّ بقائهم فهو منهم ،و
من كان منهم كان ورد النار.
قال صفوان فذهبت و بعت جمالى عن آخره3ا فبل33غ ذل33ك إلى ه3ارون ،ف3دعانى ،فق3ال لي ي3ا ص33فوان بلغ33نى انّ33ك بعت
إن الغلمان ال يفون باألعمال ،فقال هيهات هيهات انّى ال علم من أش33ار جمالك قلت نعم ،فقال لم؟ قلت :أنا شيخ كبير و ّ
إليك بهذا ،أشار عليك بهذا موس33ى بن جعف33ر ،قلت م33الى و لموس33ى بن جعف33ر ،فق33ال دع ه33ذا عن33ك ف33و هّللا ل33وال حس33ن
صحبتك لقتلتك.65
ان هذا الرّجل غير ال ّشيخ أبى عبد هّللا محمد بن أحمد بن عبد هّللا البصرى المفلب بالمفجع على صيغة المفعول
ث ّم ليعلم ّ
من التّفصيل -و هو الّذى ذكره النّجاشى أيضا فقال
______________________________
( -)1مجمع الرجال 137 :5
ص124 :
له كتب منها «كتاب التّرجمان» فى معانى ال ّشعر لم يعمل مثله فى معناه« ،كت33اب المنقّ33د» قص33يدته األش33باه ش3بّه أم33ير
المؤمنين صلوات هّللا عليه بسائر االنبياء عليهم السالم ،أخبرن33ا مح ّم33د بن عثم33ان بن الحس33ن ،ق33ال حّ 3دثنا أب33و عب33د هّللا
الحسين بن خالويه عنه بهما.
قلت :و منه يظهر أنّه كان من مشايخ ابن خالويه النّحوى االمام ّى المتق ّدم ذكره ال ّشريف.
و كتاب سعاة العرب أخبرنا عبد السّالم بن الحسين األديب قال ح ّدثنا أبو القاسم بن الحسن بن بشير بن يحيى قال ح ّدثنا
المفّجع.
و كذلك هو غير ال ّشيخ ابى الحسن محمد بن احمد بن داود بن على شيخ هذه الطّائفة و عالمها و ش33يخ القميّين فى وقت33ه
وفقيههم ،كما ذكره النّجاشى أيضا بجملة هذه األوصاف ،و نقل أيضا فى حقّه أنّه لم ير أحفظ منه و ال أفقه و ال أعرف
بالحديث ،و قال ا ّمه اخت س33المة بن مح ّم33د األرونى ورد بغ33داد و أق33ام به3ا و حّ 3دث و ص3نّف كتب3ا« ،كت3اب الم3زار»
«كت33اب ال3ّ 3ذخائر» «كت33اب البي33ان» عن حقيق33ة ّ
الص 3يام «كت33اب ال33ر ّد» على مظه33ر الرّخص33ة فى المس33كر» «كت33اب
الممدوحين و المذمومين» «كتاب ال ّرسالة فى عمل السّلطان» «كتاب العلل» «كتاب فى عمل شهر رمضان» «كت33اب
الص 3يام» ح ّ 3دثنا
صالة الفرج و ادعيتها» «كتاب السبحة «كتاب الحديثين المختلفين» «كتاب الر ّد على ابن قولوي33ه فى ّ
جماعة من اصحابنا رحمهم هّللا بكتبه.66
______________________________
( -)1مجمع الرجال 134 :5
ص125 :
67
571الشيخ الفقيه النبيه االفخم االقدم محمد بن احمد بن ابراهيم بن سليمان الجعفى الكوفى
له كتب منها «كتاب الفاخر» و هو كتاب كبير يشتمل على االص33ول و الف33روع و الخطب و غيره33ا« ،و كت3اب تفس3ير
معاني القرآن» و «كتاب المحبر» «و كتاب التحبير» ذكره ال ّشيخ و السّروى فى باب الكنى ،و النّجاشى فى االسمآء و
العاّل مة و ابن داود فى القسم اال ّول من كتابيهما ،و فى رجال النّجاشى و الخالصة :أنّه كان زيديا ث ّم ع33اد إلين33ا و س33كن
مصر ،و كان له منزلة بها.
و حكى عنه ابن ادريس بعض أقواله فى «السّرائر» إلى أن قال :و نقل -يعنى صاحب السّرائر -فى فصل الم33زار عن
أن عل ّى بن الحس33ين المقت33ول ب33الطّف ه33و عل ّى األص33غر ،و ّ
ان عليّ33ا االك33بر ه33و زين العاب33دين علي33ه المفيد رحمه هّللا ّ ،
الص 3ناعة ،و هم النّس33ابون و أص33حاب الس33ير و االخب33ار و
الس 3الم ،ث ّم ق33ال و األولى الرّج33وع فى ذل33ك إلى أه33ل ه33ذه ّ
ّ
التّواريخ ،و ذكر جماعة صرّحوا بانّه عل ّى األكبر و ع ّد منهم صاحب «كتاب الفاخر» قال و هو مصنّف من أص33حابنا
االماميّة ذكره شيخنا أبو جعفر فى فهرست من المصنّفين.
______________________________
(*) له ترجمة فى :تنقيح المقال ،65 3 :2جامع الرواة ،58 3:2خالصة االقوال ،160الذريع33ة رج33ال ابن داود ،291
رجال النجاشى ،289رياض العلماء خ ،ريحانة االدب 413 3:1فرج المهموم ،144الفهرست ،224فوائ3د الرجالي3ة
،199 3:3فوائد الرضوية ،385الكنى و االلقاب 401 3:2مجمع الرجال ،142 3:7المستدرك ،523 3:3معالم العلماء
135
ص126 :
ان ع ّدة كتب «الفاخر» كما عن تصريح النّجاشى و غ33يره س33بعة و ينسب إليه أيضا القول بحلية بعض أقسام الفقاع؛ ث ّم ّ
و ستون كتابا أوّلها كتاب التّوحيد و االيمان ،ث ّم كتاب مبتدا الخلق ،كتاب الطّهارة كت33اب ف3رض ّ
الص3الة ،كت3اب ص3الة
التطّوع ،كت33اب ص33الة الجمع33ة ،كت33اب ص33الة المس33افر ،كت33اب ص33الة الخ33وف ،كت33اب ص33الة الكس33وف؛ كت33اب ص33الة
-)1 ( 68الفوائد الرجالية 199 :3
االستسقآء ،كتاب صالة الغدير ،كتاب صالة الجنائز ،كتاب ال ّزكاة؛ كتاب ّ
الص 3يام إلى تم33ام س33اير الكتب المق3رّرة على
أبواب الفقه األحمدى ،مع زيادة كتاب الخطب ،و كتاب تعبير الرّؤيا عليها.
و يرويها عنه شيخنا الطّوسى رحمه هّللا بواس33طة احم33د بن عب33دوان ،و عن كرام33ة ابن احم33د ال33ب ّزاز ،و رج33ل آخ33ر و
النّجاشى بواسطة أحمد بن عل ّى بن نوح ،عن جعفر بن مح ّمد ،و اختلف فى اسم جّ 3ده األعلى ه33ل ه33و س33ليم ام س33ليمان
بين «جش» و الخالصة ،و نجوم ابن طاوس ،و رجال ابن داود ،و عن بعض نسخ الفهرست ترك ذكر اس33مه رأس33ا و
يشهد بصحّته انّه عقد الباب الذى يذكره فيه فيمن عرف بكنيته و لم يق33ف ل33ه على اس33م و جعفى على وزن كرس33ى ابن
سعد العشيرة ابو حي باليمن و النسبة إليه جعفى أيضا كما فى «القاموس».
______________________________
( -)1الفوائد الرجالية 199 :3
ص127 :
69
572العالم الربانى محمد بن ابراهيم بن جعفر ابو عبد هّللا الكاتب النعمانى
بض ّم النّون على ما هو المش33هور نس33بة إلى النّعمانيّ33ة الّ33تى هى بل33دة بين الواس33ط و بغ33داد أو قري33ة تك33ون بمص33ر على
احتمال بعيد فيها ،و فى ك ّل من الموضعين معدن للطّين ال3رّأس كم33ا فى «الق33اموس» ال إلى النّعماني3ة ب33الفتح الّ33تى هى
ّ
الض3رير، بليدة تكون بين الحمى و الحلب ،و هى كثيرة البساتين و ال ّزيتون ،ينس3ب إليه33ا أب33و العالء أحم33د بن عب33د هّللا
كما فى «تلخيص اآلثار» و ال إلى إلنّعمان بالفتح الّ33ذى ه33و اس33م واد فى طري33ق الطّ33ائف يخ33رج إلى عرف33ات و ال إلى
نعمان بالض ّم الّذى هو اسم لجماعة أعاظم منهم :نعمان بن المنذر الّذى هو من ملوك العجم المشهورين ،و إلي33ه ينس33ب
الورد المعروف بشقايق النّعمان.
قال شيخنا النّجاشى فيما نقل عن رجاله بعد ذكره بالعنوان المذكور ،إلى قولنا النّعمانى المعروف بابن أبى زينب ،شيخ
من أصحابنا عظيم القدر ،شريف المنزلة ،صحيح العقيدة ،كثير الحديث قدم بغداد ،و خرج إلى ال ّشام ،و مات بها.
له كتب منه33ا «كت33اب الغيب33ة» «كت33اب الف3رائض» «كت33اب ال33ر ّد على االس33ماعيلية» رأيت أب33ا الحس33ين مح ّم33د بن على
ال ّشجاعي الكاتب ،يقرء عليه «كتاب الغيبة» تصنيف مح ّمد بن ابراهيم النعمانى بمشهد العتيقى ،ألنّه كان قد قرأه علي33ه
صى إلى ابنه أبو عبد هّللا الحسين بن مح ّمد ال ّشجاعى بهذا الكتاب و س33ائر كتب33ه ،و النس33خه المق33رؤة عن33دى و ك33ان
وو ّ
الوزير المغربى المشهور أبو القاسم الحسين بن عل ّى المتقّ 3دم ذك33ره ابن بنت33ه المس33عودة فاطم33ة ،و ق33ال س33ميّنا العاّل م33ة
المجلسى فى ديباجة «بحار االنوار» كتاب
)*( 69له ترجمة فى :امل االمل ،232 3:2تنقيح المقال ،55 3:2جامع الرواة ،43 3:2خالصة االقوال ،162الذريع33ة 79 3:16رج33ال النجاش33ى ،271
ريحانة االدب ،347 :7فوائد الرضوية 377الكنى و االلقاب 195 :1مجمع الرجال ،97 :5المستدرك 252 :3
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،232 3:2تنقيح المقال ،55 3:2جامع ال3رواة ،43 3:2خالص3ة االق3وال ،162الذريع33ة
79 3:16رجال النجاشى ،271ريحانة االدب ،347 3:7فوائد الرضوية 377الكنى و االلقاب 195 3:1مجمع الرجال
،97 :5المستدرك 252 :3
ص128 :
«جامع االخبار» «كتاب الغيبة» لل ّشيخ الفاضل الكامل ال ّزكى مح ّمد بن اب33راهيم النّعم33انى تلمي33ذ الكلي33نى رحم33ه هّللا ،و
قال فى موضع آخر منها «كتاب نثر اللّئالى» و كتاب «جامع االخبار» من أج ّل الكتب.
و قال ال ّشيخ المفيد رحمه هّللا فى «ارشاده» بعد أن ذكر النّصوص على إمامة الح ّجة عليه السّالم :و الرّوايات فى ذل33ك
كثيرة قد د ّونها أصحاب الحديث من ه3ذه العص3ابة فى كتبه3ا ،فم ّمن أتيته3ا على ّ
الش3رح و التّفص3يل مح ّم3د بن اب3راهيم
المكنّى أبا عبد هّللا النعمانى ،في كتابه الّذى صنّفه فى «الغيبة».
اقول :و له ايضا «كتاب التّفسير» ينقل عنه سيّدنا المرتضى رحمه هّللا فى «رسالة المحكم و المتشابه» غالب33ا ،و كأنّه3ا
مأخوذة منه ،و هو الّذى يوجد عنه النّقل أيضا فى «البح33ار» أيض33ا ،و قي33لّ :
ان وض33ع ذل33ك لبي33ان النّاس33خ و المنس33وخ
أن له ايضا كتابا سّ 3ماه ب «التّس3لى» حيث ذك3ر فى ب3اب عق3اب بالخصوص ،و يظهر من بعض ما نقله في «البحار» ّ
هّللا تعالى فى ال ّدنيا كثيرا من قتلة موالنا الحسين عليه السّالم حديثا طريفا يعجبنى إيرادها فى مثل هذا المقام ،ت33ذكرة و
ذكرى ألرباب المعارف و األفهام ،و صورة عبارته هكذا:
أقول روى السّائل عن السيّد المرتضى رضى هّللا عنه ،عن خبر روى النّعماني فى كتاب «التسلّى» عن الصادق علي33ه
السّالم ،أنّه قال إذا احتضر الكافر حضره رسول هّللا صلّى هّللا عليه و ال33ه و س33لّم ،و عل ّي علي33ه ّ
الس3الم ،و جبرئي33ل ،و
ملك الموت ،فيدنو إليه عل ّى عليه السّالم ،فيقول :يا رسول هّللا ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه ّ
ان ه33ذا ك33ان يبغض33نا أه33ل ال33بيت
ان ه3ذا ك33ان يبغض هّللا و رس3وله و أه3ل بيت رس3وله فابغض33ه ،فيق33ول رس3ول هّللا ص33لّى هّللا علي33ه و ال3ه :ي3ا جبرئي3ل ّ
فابغضه ،فيقول جبرئيل عليه السّالم :لملك الموت مثل ذلك مع زيادة قوله و اعنف به ،فيدنو منه ملك الم33وت ،فيق33ول:
يا عبد هّللا أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت أمان برائتك؟ تمسّكت بالعصمة الكبرى فى دار الحياة ال ّدنيا؟ فيقول يا عب33د هّللا :و
ما هى؟ فيقول :والية عل ّى بن أبى طالب؛ فيقول ما أعرفها و ال أعتق33د به33ا ،فيق33ول ل33ه جبرئي33ل ي33ا ع33د ّو هّللا و م33ا كنت
تعتقد ،فيقول له جبرئيل إبشر يا عد ّو هّللا بسخط هّللا و عذاب3ه فى النّ3ار أم3ا م3ا كنت ترج3و فق3د فات3ك ،و أ ّم3ا الّ3ذى كنت
تخاف
ص129 :
يتاذى بريحه ،فاذا وضع فى فقد نزل بك ،ث ّم يسل نفسه سالغيفا ،ث ّم يوك ّل بروحه مأة شيطان ،كلّهم يبصق فى وجهه و ّ
قبره فتح له باب من أبواب النّار يدخل إليه من فوح ريحها و لهبها انّه يؤتى بروحه إلى جب33ال بره33وت ،ث ّم انّ33ه يص33ير
فى المركبّات بعدان يجرى فى ك ّل سنخ مسخوط عليه حتّى يقوم قائمنا أه33ل ال33بيت ،فبيعث3ه هّللا فيض3رب عنق33ه ،و ذل33ك
قوله ربّنا ا ّمتنا اثنتين و احييتنا اثن3تين فه3ل إلى خ3روج من س3بيل و هّللا لق3د أتى بعم3ر بن س3عد بع3د م3ا قت3ل و أنّ3ه لفى
صورة قرد فى عنقه سلسلة ،فجعل يعرف أهل ال ّدار و هم ال يعرفونه؛ و هّللا ال يذهب األيّ33ام حتّى يمس33خ ع33دوّنا مس33خا
أن ال ّر جل منهم ليمسخ فى حياته قردا او خنزيرا ،و من ورائهم عذاب غليظ ،و من ورائهم جهنّم و س33ائت
ظاهرا حتّى ّ
مصيرا ،ث ّم قال رحمه هّللا هذا خبر غريب و لم ينكره السيّد فى الجواب و اجاب بما حاصله انا ننكر تعلّق الرّوح بجسد
آخر و ال ننكر تغيّر جسمه إلى صورة اخرى.
573الشيخ ابو النضر بالضاد المعجمة محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمى العراقى الكوفى المفس33ر المح33دث
70
المعروف بالغياشى
نسبة إلى ج ّده الثّانى عيّاش بال ّشين المعجمة مع التّضعيف -ثقة صدوق عين من عي33ون ه33ذه الطائف33ة و كبيره33ا ،و قي33ل
من بني تميم جليل القدر ،واسع االخبار ،بصير بال ّزواية ،مضطلع بها.
له كتب كثيرة تزيد على مأتى مصنّف ،منها «كتاب التّفسير» المشهور الّذى هو علي م33ذاق األخب33ار ب33ل التنزي33ل على
فضايل أهل البيت األطهار أشبه شىء بتفسير عل ّى بن
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،108 3 :2تحفة االحباب ،350تنقيح المقال ،183 3 :2جامع الرواة ،192 3 :2خالص33ة
االقوال ،71الذريعة ،295 :4رجال النجاشى ،247ريحانة االدب :4
،220الفهرست البن النديم ،275الفهرست للطوسى ،136فوائد الرضوية 642الكنى و االلق33اب ،490 3:2مج33الس
المؤمنين؛ ،437 :مجمع الرجال ،41 :6المستدرك ،665 :3معالم العلماء .88
ص130 :
إبراهيم« ،و تفسير ف3رات» المش33هورين ،و لم يكن عن3د ص33احب «الوس3ائل» غ33ير النّص3ف االوّل من3ه ،ب3ل و ال عن3د
صاحب «كنز ال ّدقايق» الجامع لسائر تفاسير االخب3ار أيض3ا غ3ير ذل3ك النّص3ف ،و فى مقّ 3دمات «البح3ار» عن3د ذك3ره
لتفسير العيّاشى ،روى عنه الطّبرسى و غ33يره ،و رأين33ا من33ه نس33ختين ق3ديمتين ،و عّ 3د فى كتب الرّج33ال من كتب33ه ،لكن
بعض النّاسخين حذف أسانيده لالختصار و ذكر فى أ ّوله عذرا هو اشنع من جرمه انتهى.
و عن «معالم العلماء» أنّه كان أكبر أهل المشرق علما و فضال و أدبا و فهما و نبال فى زمان33ه ص3نّف اك33ثر من م33أتى
مصنّف ذكرناها فى «الفهرست» و كان له مجلس للخاص و مجلس للعام ،نعم فيما نقل عن «رجال النّجاشى» انّه كان
)*( 70له ترجمة فى :امل االمل ،108 3:2تحفة االحباب ،350تنقيح المقال ،183 3:2جامع الرواة ،192 3:2خالصة االقوال ،71الذريع33ة ،295 3:4
رجال النجاشى ،247ريحانة االدب :4
،220الفهرست البن النديم ،275الفهرست للطوسى ،136فوائد الرضوية 642الكنى و االلقاب ،490 3:2مجالس المؤمنين؛ ،437 :مجمع الرج33ال :6
،41المستدرك ،665 :3معالم العلماء .88
ضعفاء كثيرا ،و كان فى أ ّول عمره عامى المذهب ،و سمع ح33ديث العا ّم33ة و اك33نر من33ه ،ث ّم تبص33ر و ع33اديروى عن ال ّ
إلينا ،و فيه أيض3ا أنّ33ه اتف3ق على أه33ل العلم و الح3ديث ترك3ة أبي3ه س3ائرها و ك3انت ثالثم3أة أل3ف دين33ار ،و ك3انت داره
كالمسجد بين ناسخ أوقار أو مقابل أو معلّق مملوة من النّاس ،و صنّف أبو النّضر كتبا منه3ا «كت3اب التّفس3ير» ث ّم س3اق
الكالم فى تعدادها إلى تمام ما يزيد علي مأة كتاب.
ث ّم قال أخبرنى أبو عبد هّللا بن شاذان القزوينى عن حيدر بن مح ّمد السّمرقندى عنه ،و عن «فهرست ال ّشيخ» أنّ33ه ذك33ر
ّ
المفض3ل ،عن جعف33ر بن محم33د بن مس33عود فهرست كتبه اسحاق بن النّديم ،ث ّم قال بعد تعدادها أخبرنى جماعة عن أبى
العيّاشى ،عن أبيه ،بجميع كتبه.
أقول :و من جملة تالميذ هذا ال ّشيخ الجليل و غلمانه فى مصطلح أهل الرّجال ال ّشيخ أبو عمرو بالعين المهملة المفتوحة
مح ّمد بن عمر بن عبد العزيز الكشى ،نسبة إلى كشّ ال33ذى ه33و بفتح الك33اف و تش33ديد ّ
الش3ين المعجم33ة ،قري33ة بجرج33ان
المشرق ،كما ذكره صاحب «القاموس» و هو صاحب كتاب ال ّرجال المشهور المشتمل على معظم األح33اديث المتعلّق33ة
بأحوال ال ّرجال ،و قد تعرض لتتميمه من هذه الحيثيّة سميّنا العاّل مة العاّل مة المر ّوج فى كتاب تعليقاته فليالحظ.
و قد مدحه النّجاشى و العالمة فيما نقل عن كتابيهما فى ال ّرجال بكونه بصيرا باألخبار و ال ّرجال حسن اإلعتقاد ،و أنّ33ه
كان ثقة عينا ،روى عن الضّعفاء و صحب العيّاشى
ص131 :
و أخذ منه و تخرج عليه فى داره التى كانت مرتعا لل ّشيعة ،و أهل العلم ،له كتاب ال ّرجال كثير العلم إاّل ّ
أن فيه اغالط33ا
كثيرة أخبرنا به جماعة عن أبى مح ّمد هارون بن موسى ،عن أبي عمرو الكش ّى.
ّ
الكش 3ى و قال فى «لؤلؤة البحرين» أقول و كتاب الكشى المذكور لم يصل إلينا ،و انّما الموجود المتداول كتاب اختي33ار
للشيخ أبى جعفر الطوسى رحمه هّللا ،و قد رتّبه على ح3روف المعجم داود بن الحس3ن الجزي3رى البح3راني ق3ال ش3يخنا
المح ّدث الصّالح ال ّشيخ عبد هّللا بن صالح البحرانى بعد ذكر ال ّشيخ داود المذكور :كان هذا ال ّشيخ ص33الحا أديب33ا ص33حيح
الكش3ى و كت3اب النّجاش3ى علي ح3روف ّ الس3الم ،و ق3د رتّب كت3اب اختي3ار
اإلعتقاد مخلصا فى محبّة أهل ال3بيت عليهم ّ
المعجم ،و كتاب «معانى االخبار» و له «رسالة فى مسائل ال ّدين» و «رسالة في تحريم التّتن» إلى أن قال :و بالجمل33ة
فالرّجل خير صالح إاّل أنّه ليس له ق ّوة اإلستدالل و التّصرف فى ترجيح االقوال ،و قد كتب كتبا كث33يرة بي33ده المبارك33ة-
و وقفها مع كتب كثيرة بخطّه و خطّ غيره فى المدرسة الّتى بناها بالجزيرة انتهي.
ّ
الخاص3ة ،خالط3ا بعض3ها ببعض، و قال صاحب «منتهى المقال» عند ذكره لهذا الكت3اب :ك3ان جامع3ا ل3رواة العا ّم3ة و
فعمد إليه شيخ الطائفة طاب مضجعه ،فلخصه و أس33قط من33ه الفض33الت و سّ 3ماه باختي33ار الرّج33ال ،و الموج33ود فى ه33ذه
االزمان بل زمان العاّل مة ،و ملقار به انّما هو اختيار الك ّشى ال الكشى االصل.
ص132 :
574الشيخ العلم االمين عماد الملة و الدين رئيس المحدثين ابو جعفر الثانى محمد بن الشيخ المعتم33د الفقي33ه النبي33ه أبى
71
الحسن على بن الحسين بن بابويه القمى المشتهر بالشيخ الصدوق
امره فى العلم و العدالة و الفهم و النّبالة و الفقه و الجاللة و الثّقة و حسن الحالة و كثرة التّص33نيف ،وج33ودة التّ33أليف ،و
غير ذلك .من صفات البارعين ،و سمات الجامعين ،أوضح من أن يحتاج إلى بي33ان ،أو يفتق33ر إلى تقري33ر القلم فى مث33ل
هذا المكان.
قال فى حقّه سميّنا العاّل مة المجلسي رحمه هّللا فيم33ا نق33ل عن بعض تحقيقات3ه :وثق33ة ابن ط3اوس رحم3ه هّللا ص3ريحا فى
كتاب النّجوم ،بل وثّقة جميع األصحاب؛ لما حكموا بص ّحة جميع أخبار كتابه يعنى ص3حّة جمي3ع م33ا ق3د صّ 3ح عن33ه من
غير تأ ّمل ،بل هو ركن من أركان ال ّدين ،جزاه هّللا عن االسالم و المسلمين أفضل الجزاء.
و كان اخوه الحسين بن عل ّى بن بابويه أيضا ثقة ،و خلف ولدانا كثيرة من أصحاب الحديث.
أن موالنا صاحب ال ّزمان عليه السّالم؛ كتب إليه فى ج33واب م33ا أقول :و قد م ّر في ترجمة أبيه عل ّى بن بابويه المشهور ّ
سئل عنه سترزق ولدين خيّرين .و فيه أيضا من ال ّداللة على غاية جاللة الرّجلين م33ا ال يخفى ،و لنعم م33ا أف33اده ّ
الش3هيد
أن مش33ايخ اإلج33ازات ال يحت33اجون إلى التّنص33يص على الثّ33انى رحم33ه هّللا في مث33ل ه33ذا المق33ام ،من ش33رح درايت33ه ،من ّ
تزكيتهم ،لما اشتهر فى ك ّل عصر من ثقتهم و ورعهم.
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل 283 3:2تحفة االحباب ،235تنقيح المقال ،154 3:3ج33امع ال33رواة ،154 3:2خالص33ة
االقوال ،147الذريعة ،313 3:15رج33ال الطّوس33ى ،156رج33ال النجاش33ى ،302ريحان33ة االدب 434 3:3الفهرس33ت
184فوائد الرجالية 192 :3فوائد الرضوية ،560كشف المحجة 122الكنى و االلقاب 220 :1مجالس المؤمنين :1
،454مجمع الرجال ،269 :5المستدرك .524 :3
ص133 :
و من المنقول عن شيخنا العاّل مة البحرانى المتق ّدم ذكره في باب السّين انّه قال فى بعض حواشيه على كتاب33ه «البلغ33ة»
كان بعض مشايخنا يتوقف فى وثاقة شيخنا الصّدوق ،عطّر هّللا مرقده و هو غريب ،م33ع أنّ33ه رئيس المح ّ 3دثين؛ المعبّ33ر
عنه فى عبارات االصحاب بالصّدوق ،و هو المولود بال ّدعوة الموصوف فى التّوقيع المبارك بالمح ّدث الفقيه ،و صرّح
العاّل مة فى «المختلف» بتعديله و توثيقه ،و قبله السيّد بن طاوس فى كت33اب «فالح ّ
الس3ائل» و غ33يره -يع33نى ب33ه كت33اب
)*( 71له ترجمة فى :امل االمل 283 3:2تحفة االحباب ،235تنقيح المقال ،154 3:3جامع الرواة ،154 3:2خالصة االقوال ،147الذريعة ،313 3:15
رجال الطّوسى ،156رجال النجاشى ،302ريحانة االدب 434 3:3الفهرست 184فوائد الرجالية 192 3:3فوائد الرض3وية ،560كش3ف المحج3ة 122
الكنى و االلقاب 220 :1مجالس المؤمنين ،454 :1مجمع الرجال ،269 :5المستدرك .524 :3
«كشف المح ّج ة» -و «كتاب االقبال» و كتابه «الغياث» و لم أقف على أحد من االصحاب يتوقّ33ف فى رواي33ات الفقي33ه،
إذا ص ّح طريقها.
بالص3حة ،و يقول33ون انّه33ا ال تقص33ر عن مراس33يل ابن أبى عم33ير منهم
ّ بل رأيت جمعا من األصحاب يصفون مراس33يله
العاّل مة فى «المختلف» و ال ّشهيد رحمه هّللا فى «شرح االرشاد» و السيد المحقّق الداماد رحمه هّللا انتهى.
و قال صاحب «منتهي المقال» بع3د نقل3ه ه3ذه الحاش3ية عن ص3احب التّعليق3ات م3ع زي3ادة قول3ه :و ق3ال جّ 3دى العاّل م3ة
المجلسى رحمه هّللا :و ثقة «طس» صريحا فى كتاب «النّجوم» بل وثّق33ة جمي33ع األص33حاب لم33ا حكم33وا بص3حّة اخب33ار
كتابه ،و ظاهر كالمه عليه السّالم في التّوقيع توثيقهما ،فانّهما لو كان33ا ك33اذبين المتن3ع أن يص33فهما المعص33وم بالخيريّ33ة
انتهى.
و ما مر من استغراب ال ّشيخ سليمان من بعض المشايخ المتوقّفين فى وثاقته غ3ريب ،و اغ3رب من3ه قول3ه لم أق3ف علي
أحد من األصحاب إلى آخر؛ و اغرب من ذلك كلّه قول المق ّدس المجلسى لو كانا ك33اذبين .أ ّم33ا االوّل فألنّ33ك خب33ير بّ 3
3أن
ضبط و المتوقّف فى وثاقته لعلّه لم يحصل له الجزم به و ال غرابة فى ذلك الوثاقة أمر زائد على العدالة ،مأخوذ فيه بال ّ
فألن الحكم بصحّة ال ّرواية ال يستلزم وثاقة ال ّراوى ،كما هو واضح ،و أ ّما الثّالث فألنّا لم نر مؤمن33ا
أصال ،و أ ّما الثّانى ّ
مو ّحدا ينسب إلى هذا ال ّشخص ال ّربانى الكذب ،و كان ه3ؤالء توهّم3وا التّوقّ3ف فى عدالت3ه ط3اب مض3جعه و حاش3اه أن
يكون كذلك ،و لقد أطال الكالم شيخنا ال ّشيخ سليمان فى «الفوائد النّجفيّة» و جملة م ّمن تأ ّخر عنه ،و حاولوا اإلس33تدالل
على إثبات عدالته ق ّدس س ّره ،و هو كما ترى يضحك الثّكلى ،فان عدالة الرّجل من ضروريّات المذهب ،و لم يقدح فى
عدالته
ص134 :
عادل ،و انّما الكالم فى الوثاقة و لعلّه ال ينبغى التوقّف فيها أيضا فال تغفل انتهي.
و ال يبعد كون توقّف بعضهم في أمر ال ّرجل من جهة افتائه بكثير من مخالفات اجماع الطائفة ،ل33و لم نق33ل من منافي33ات
ق ،مثل قوله بجواز سهو النّب ّى و االئ ّمة عليهم ّ
الس3الم ،لم3ا اس3تفيد ل3ه من ظ3واهر بعض أحاديثن3ا ضرورة المذهب الح ّ
ب3ان أوّل م3راتب الغل3و نفى ّ
الس3هو عنهم المحمولة ال محالة على التّقيّة و غيرها ،بل التّ3رقى فى ذل3ك الخط3ا إلى قول3ه ّ
أن م33ا ذك33ره من العجب العج33اب ،و إن لم يكن ق33دحا فى جاللت33ه باعتب33ار ع33دم تقص33يرة فىعليهم السّالم ،و االنصاف ّ
ّ
«الش3رايع» االجتهاد ،و وجوب عمله بما تبيّن له من المراد و لذا قال بعض افاقه مقاربى عصرنا هذا فى ش33رحه على
عند ذكره لفتوى المحقّق رحمه هّللا بعدم اعتبار العدد فى إثب33ات الهالل ،و نس3بته ذل33ك الق33ول إلى بعض الحش33ويّة ،فمن
الغريب ما عن المفيد فى بعض كتبه من القول بالعدد ،اللّه ّم إاّل أن يزيد به عند غم ال ّشهور الّذى ستعرف الحال في33ه ،و
أغرب منه ما فى «من ال يحضره الفقيه» حيث أنّه بعد ذكر جملة من الرّوايات الدالّة علي ذلك المشتركة فى الضّعف،
كما فى «المدارك» قال :من خالف هذه االخبار و ذهب إلى األخبار الموافقة للعا ّمة الى أن قال بعد تمام نقل عبارت33ه و
كانه إليه أشار المصنّف ببعض الحشويّة لكن ال ينبغى ترك األدب معه النّ33ه من اجاّل ء الطّائف33ة و من خ33زان آل مح ّم33د
صلّى هّللا عليه و اله ،فهو اعلم بما قال؛ و إن صدر منه ما هو أعظم من ذلك القول بجواز السّهو على المعص33ومين 3،و
وقوعه الّذى من ضرورة مذهب ال ّشيعة خالفه إلى آخر ما ذكره.
و قال صاحب «امل األمل» بعد ذكره بعنوان مح ّم د بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه يكنى أبا جعفر كان جليال
حافظا لالحاديث بصيرا ناقدا لالخبار ،لم ير فى القمييّن مثله فى حفظه و كثرة علمه ،له نحو من ثالثمأة مصنّف -قال33ه
ال ّشيخ ،و نحوه العاّل مة و النّجاشي و ذكرا جملة من كتبه يطول بيانها.
و أنا أذكر من كتبه ما وصل إل ّى و هو ،كتاب «من ال يحضره الفقيه» كتاب «عيون اخبار ال ّرضا عليه السّالم» كتاب
«معانى االخبار» كتاب «حقوق االخوان» له او ألبيه كتاب
ص135 :
«الخصال» كتاب «ال ّروضة» فى الفضائل ينسب إليه كتاب «اكم33ال الّ 3دين و اتم33ام النّعم33ة» كت33اب «االم33الى» يسّ 3مى
الش3رايع» و األحك33ام و األس3باب ،كت3اب «ث3واب االعم33ال» كت3اب «التّوحي3د» كت33اب «ص3فات المجالس ،كتاب «علل ّ
ال ّش يعة» كتاب «فضايل الشيعة» كتاب «االعتقادات» كتاب «فضايل رجب» كتاب «فضايل ش33عبان» كت33اب «فض33ايل
شهر رمضان» و باقى كتبه لم يصل إلينا؛ و قد ذكرنا ما يد ّل علي توثيقه فى الفوائد الطّوس3يّة؛ و ق33د وثّق33ه ابن ط33اوس
72
رحمه هّللا فى كتاب كشف المحجّة انتهى
و قد قال صاحب «االمل» فى ذيل ترجمة السيّد هبة هّللا بن أبى مح ّمد الحس3ن الموس3وى ك3ان عالم3ا ص3الحا عاب3دا ل3ه
كتاب «المجموع ال ّرائق من أزهار الحدائق» فليالحظ.
ص136 :
الش3عيرى عن ّ
الش3يخ «منتجب الش3يخ ش33مس الّ 3دين مح ّم33د بن مح ّم33د بن حي33در ّ
اقول و فى «االمل» بعد ما نقل ترجمة ّ
ال ّدين» و انّ ه قال عالم صالح و ينسب إليه كتاب «جامع االخبار» و قد ذكر اسمه فيه فى فضل تقليم االظفار هذا.
ان لشيخنا الصّدوق رحمه هّللا أيضا من المصنّفات الموجودة الّ3تى لم ي33ذكرها ص3احب «االم33ل» كتاب3ه الموس33وم ب
ث ّم ّ
«الهداية فى االصول و الفقه» على سبيل االختصار و الجمود على الفت33وى و ش33عت نس33بته إلي33ه فى كتب االس33تدالل و
أ ّما كتاب «مدينة العلم» الّذى قد ع ّد ه بعض علمائنا األبرار خامس اصولنا األربعة الّتى عليه33ا م33دار ّ
الش3يعة فى جمي33ع
االعصار؛ فلم ير منه أث33ر و ال عين بع33د زمن العاّل م33ة و ّ
الش3هيدين ،م33ع نهاي33ة إهتم33ام علمائن33ا فى تحص33يله و انف33اقهم
المبالغ الخطيرة فى سبيله ،نعم قد نقل أنّه كان عند والد شيخنا البهائى رحمهما هّللا و لكن المق ّدمة العادية تابأه كي33ف ال،
و هو لم يوجد عند أحد من المح ّمدين الثّالثة المتأ ّخرة أيضا كما ال يخفى ،فكأنّه شبيه العنقاء أو لم يكن بهذه المثاب33ة من
العظم و البهاء و هّللا أعلم.
و قال صاحب «لؤلؤة البحرين» قال العاّل مة فى «الخالصة» مح ّم33د بن عل ّى بن الحس33ين بن بابوي33ه القمى 3،أب33و جعف33ر
نزيل ال ّري شيخنا و فقيهنا وجه الطّ ائفة بخراسان ورد بغداد سنة خمس و خمسين و ثالثمأة ،و سمع منه شيوخ الطّائفة
و هو حديث السن ،كان جليال حافظا لالحاديث ،بصيرا بال ّرجال ،ناقال لألخبار لم ير فى القميّين مثله فى حفظه و كثرة
علمه ،له نحو من ثالثمأة مصنّف ذكرنا أكثرها فى كتابنا الكبير؛ مات رحمه هّللا سنة إحدي و ثمانين و ثالثماة انتهي.
ولد ق ّدس س ّره هو و اخوه الحسين بدعوة صاحب االمر على يد السّفير الحسين بن روح ،فانّه كان الواسطة بين33ه و بين
عل ّى بن الحسين بن بابويه ،و سياتى ذكر ذلك فى ترجمة والده المذكور.
و قبره اآلن بالرّى موجود و له قبّة ،و العجب من بعض القاصرين أنّه كان يتوقّف
ص137 :
فى توثيق ال ّشيخ الصّدوق ،و يقول أنّه غير ثقة النّ3ه لم يص3رّح بتوثيق33ه أح3د من علم3اء الرّج3ال و ه3و أظه33ر األغالط
الفاسدة ،و أشنع المقاالت الكاسدة ،و افظع الخرافات الب33اردة؛ فانّ33ه أجّ 3ل من أن يحت33اج إلى التّوثي33ق كم33ا ال يخفى علي
ذوى التّحقيق و التّدقيق و ليت شعرى من صرّح بتوثيق أوّل هؤالء الم33وثقين الّ33ذين اتّخ33ذوا ت33وثيقهم لغ33يرهم ح ّج33ة فى
ال ّدين.
و فى المقام حكاية طريفة وجدت بخطّ شيخنا ال ّشيخ أبى الحسن س33ليمان بن عب33د هّللا البح33رانى -المتقّ 3دم فى ص33در ه3ذه
الش3يخ س3ليمان بن ص33الح الش3يخ الفقي33ه المحّ 3دث ّ
االجازة -ما صورته قال أخبرنى جماعة من أص33حابنا ،ق33الوا أخبرن33ا ّ
البحرانى قال أخبرنى العالم الربانى ال ّشيخ عل ّى بن سليمان البحرانى -رحمه هّللا -قال اخ33برنى ّ
الش 3يخ العاّل م33ة البه33ائى
ق ّدس س ّره -و قد كان سئل عن ابن بابويه فعدله و وثّقه و أثنى عليه -و قال سألت ق33ديما عن زكريّ33ا بن آدم و ّ
الص 3دوق
مح ّمد بن عل ّى بن بابويه أيّهما أفضل و أج ّل مرتبة ،فقلت زكريّا بن آدم لتوافر األخبار بمدحه ،فرأيت شيخنا ّ
الص33دوق
عاتبا عل ّى و قال من أين ظهر لك فضل زكريّا بن آدم عل ّى و أعرض عنّى انتهى.
قال ال ّشيخ فى «الفهرست» بعد وصفه و الثّناء عليه بنحو ما ذك3ره العاّل م33ة ،ل33ه نح33و من ثالثم33أة مص3نّف ،و فهرس33ت
كتبه معروف ،أنا أذكر ما يحضرنى فى الوقت من أسماء كتبه ،منها كت33اب «دع33ائم االس33الم» كت33اب «المقن33ع» كت33اب
«المرشد» كتاب «الفضائل» كتاب «المواعظ و الحكم» الى ان قال كتاب مدينة العلم كب33ير اك33بر من الفقي33ه ،ث ّم إلى أن
المفص3لة فى غ33الب كتب الرّج33ال ،أخ33برنى بجمي33ع كتب33ه و ّ قال :بعد ع ّده نحوا من ثالثين كتاب33ا من مش33اهير مص3نّفاته
رواياته جماعة منهم ال ّشيخ ابو عبد هّللا مح ّمد بن مح ّم33د بن النّعم33ان -يري33د ب33ه ش33يخنا المفي33د المرح33وم -و أب33و عب33د هّللا
الحسين بن عبيد هّللا ،و أبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القم ّى ،و أبو زكريّا مح ّم33د بن س33ليمان الحم33رانى كلّهم
عنه.
ان صاحب «اللّؤلؤة» ل ّما فرغ من نقل عبارة ال ّشيخ بتمامها ،و تفصيله كتب
ث ّم ّ
ص138 :
صدوق المتداولة فى هذه األزمان أخذ فى نق33ل عب33ارة النّجاش33ى ببس33طها الكام33ل ،فى تعدي33د مص3نّفات الرّج33ل إلي أن
ال ّ
وصل إلى قوله كتاب «تفسير القرآن» جامع كبير كتاب «اخبار عبد العظيم بن عبد هّللا الحسنى» كتاب «تفسير قصيدة
فى اهل البيت عليهم -السّالم أخبرنى بجميع كتبه و قرأت بعضها على وال33دى احم3د بن العبّ33اس النّجاش33ى رحم33ه هّللا و
قال لى اجازنى جميع كتبه لما سمعناها منه ببغداد ،و مات رحمه هّللا بال ّرى سنة إحدى و ثمانين و ثالثمأة.
ث ّم قال أقول العجب ك ّل العجب من عدم ذكره هنا جمل33ة م ّم33ا قّ 3دمنا ذك33ره من الكتب ،س3يّما «من ال يحض3ره الفقي33ه» و
كيف شذت عن نظره ،و بالطّريق المتق ّدم إلى شيخنا الصدوق -نروى جميع هذه الكتب ايضا انتهى73؟
و من جملة طرق ال ّرواية عن شيخنا الصّدوق رحمه هّللا لهذه الكتب و غيرها و هو غير سبيلهم المشهور ،و دون الّذى
الش3يخ س33ديد الّ 3دين يوس33ف بن المطهّ33ر الحلّى،
يقع عليه معظم المرور و عمدة عبور الجمهور ،هو ما وقع فى أس33انيد ّ
والد موالنا العاّل مة على األطالق من رواية ذلك كلّه عن شيخه ال ّشيخ برهان ال ّدين مح ّم33د بن مح ّم33د بن على الحم33داني
القزوينى ،عن ال ّشيخ منتجب ال ّدين بن بابويه الق ّمى ،صاحب كتاب فهرست رجال المتأ ّخرين المتق ّدم ذكره فى ب33اب م33ا
أ ّوله العين المهملة عن جماعة من الفض33آلء األجاّل ء ،منهم وال33د الثّق33ة الجلي33ل الم33ؤتمن عبي33د هّللا بن الحس33ن عن وال33ده
الحسن بن الحسين الملقّب بين العجم حسكا ،و قد كان من تالم33ذة ش33يخنا الطّوس33ي المش33تهر ذك33ره فى ال33ورى ،و ول33دا
-)1 ( 73لؤلؤة البحرين 381 -372
البى عبد هّللا الحسين الّذى هو اخو المصنّف و هو مولود أيضا بدعوة موالنا صاحب ال ّزمان علي33ه ص33لوات هّللا المل33ك
المنّان.
هذا و قد أشير إلي نبذة من أحوال فضالء هذه السّلسلة العالية فى ذي33ل ترجم33ة ّ
الش3يخ منتجب ال33دين الم33ذكور فل33يراجع
انشاء هّللا .
و فى كتاب «منتهى المقال» عند ذكره للحسين بن بابويه المذكور كثير الرّواية،
______________________________
( -)1لؤلؤة البحرين 381 -372
ص139 :
ي33روي عن جماع33ة و عن أبي33ه و عن أخي33ه مح ّم33د بن على ثق33ة «ص33ه» يع33نى ذك33ره العاّل م33ة المرح33وم فى كتاب33ه
«الخالصة» و شيخنا الطّوسى رحمه هّللا فى باب من لم يرو عن المعص33ومين من رجال33ه ،و فى «جش» يع33نى رج33ال
النّجاشى أنّه ثقة روى عن أبيه اجازة ،له كتب منها كتاب «التّوحيد» و نفى التّشبيه.
و أقول و لم أظفر إلى اآلن برواية هذا ال ّر جل عن غير أبيه و أخيه المذكورين ،و ال برواية غير الحس33ين بن عبي33د هّللا
المذكور عنه رحمه هّللا ،و المراد بالحسين هذا هو شيخ إجازة شيخنا الطّوسى ،و النّجاشى ،أبو عبد هّللا بن عبيد هّللا بن
ابراهيم الغضائرى الفقيه -المتق ّدم الكثير التّأليف -والد احمد بن الغضآئرى ال ّرجالى المشهور ،المتق ّدم ذك33ره الش33ريف-
دون أبيعبد هّللا الحسين بن عبيد هّللا عل ّى المعروف بابن الواسطى ،الّذى يروي عنه شيخنا الكراجى ،ه33و غ33ير م33ذكور
فى كتب أصحاب ال ّر جال بشىء من المدح و القدح ،و ال ترجمة له عن حقيقة األحوال ،و أ ّما رواية ص33احب التّرجم33ة
قرائة و اجازة فهى كما يستفاد من تتبّع مؤلّفاته الموجودة بين ظهر انين33ا مض33افا إلى مش33يخة كت33اب الفقي33ه عن جماع33ة
كثيرة جدا تزيد على سبعين رجال من أفاضل رجال الفريقين منهم والده الفقيه النّبي3ه المتقّ 3دم ذك3ره و ترجمت3ه فى ب3اب
العين.
و منهم :ال ّشيخ أبو جعفر مح ّمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ القميّين،
ص140 :
و فقيهم الوثيق المشهور ،الرّاوى عن مح ّمد بن الحسن الصفار ،صاحب «بصائر ال ّدرجات».
و منهم :أحمد بن عل ّى بن ابراهيم القم ّى ،ال ّراوى عن أبيه المشهور ،صاحب «كتاب التّفسير» و ال ّشيخ أبى القاسم عل ّى
بن عبد هّللا بن احمد بن ابيعبد هّللا البرقى ال ّراوى عن أبيه عن جده األج ّل األمجد صاحب كتاب «المحاسن» و غيره.
و مح ّمد بن موسى بن المتو ّكل الرّاوى عن عبد هّللا بن جعفر الحميرى ،و مح ّم33د بن عل ّى الملقّب بم33ا جيلوي33ة الق ّمى 3،و
الحسين بن ابراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ،الملقّب بتاتانه.
و يروى عنه أيضا جماعة معروفون أجاّل ء متق ّدمون منهم شيخنا المفيد مح ّمد بن مح ّم33د بن النّعم33ان ،و ش33يخنا ّ
الس 3عيد
مح ّمد بن احمد بن عل ّى القم ّى ،المعروف بابن شاذان ،و ال ّشيخ أبو عبد هّللا الحسين بن عبد هّللا الغض3ائرى المتقّ 3دم إلي3ه
اإلشارة قريبا ،و ال ّشيخ أبو جعف33ر مح ّم33د بن ال ّدوريس33تى -المتقّ 3دم ذك33ره -فى ذي33ل ترجم33ة ول33ده الجلي33ل ،و ّ
الش3يخ أب33و
البركات ،عل ّى بن الحسين الخوزى ،و غير أولئك من المذكورين فى طرق إجازات األصحاب.
و من جملة كراماته الّ33تى ق3د ظه3رت فى ه3ذه األعص3ار و بص3رت به3ا عي3ون جم غف3ير من أولي االبص3ار و أه33الى
االمصار ،أنّه قد ظهر فى مرقده ال ّشريف الواقع فى رباع مدينة ال ّرى المخروبة ثلمة و انشقاق من طغيان المطر ،فل ّما
الش3ريف ،فل ّم33ا دخلوه33ا وج33دوا جثّت3ه
فتشوها و تتبّعوها بقصد اص3الح ذل3ك الموض3ع ،بلغ3وا إلي س3ردابة فيه33ا مدفن3ه ّ
ال ّشريفة هناك مس ّج اة عارية غير بادية العورة جسيمة وسيمة ،على أظفارها أثر الخضاب ،و فى أطرافها اشباه الفتائل
من أخياط كفنه البالية على وجه التّراب ،فشاع هذا الخبر فى مدينة طه33ران إلى أن وص33ل إلى س33مع الخاق33ان الم33برور
السّلطان فتحعلى شاه قاجار ،ج ّد والد ملك زماننا هذا النّاصر لدين هّللا -خلّد هّللا ملكه و دولته -و ذلك فى ح33دود ثم33ان و
ثالثين بعد المأتين و األلف من الهجرة المطّهرة تقريبا ،و أنا اتذكر الواقعة ملتفت33ا مس33تريبا ،فحض33ر الخاق33ان الم33برور
هناك بنفسه المجلّلة ،لتشخيص هذه المرحلة،
ص141 :
و أرسل جماعة من أعيان البلدة و علمائهم إلى داخل تلك السّردابة بعد ما لم يروا أمناء دولته العليّة مصلحة ال ّدولة فى
دخول الحضرة ال ّس لطانية ثمة بنفسه ،إلى أن انتهى األمر عنده من كثرة من دخل و اخبر إلي مرحلة عين اليقين؛ فامر
بس ّد تلك الثّلمة ،و تجديد عمارة تلك البقعة؛ و تزيين الرّوضة المنوّرة بأحس33ن التّ33زيين ،و انّى القيت بعض من حض33ر
تلك الواقعة ،و كان يحكيها األعاظم أساتيدنا األقدمين من اعاظم رؤساء ال ّدنيا و ال ّدين.
ان من جملة فوائده اللّطيفة؛ و نوادره المنيفة هى الّتى نقلها صاحب «مجالس المؤمنين» رحمه هّللا عن ال ّشيخ جعفر ثم ّ
بن مح ّمد ال ّدوريستى -المتق ّدم ذكره من مجلس مكالمته رحمه هّللا مع السّلطان العادل ركن ال ّدوله الب33ويهي ال ّ 3ديلمى 3،فى
أمر االمامة و أجوبته ال ّشافية الكافية ل3ه ،فيم33ا ك33ان يع3رض علي3ه من المس3ائل المش33كلة ،و أس33فاره عن بطالن م3ذهب
المخالفين ،لنا فى ذلك بما ال مزيد عليه ،قال :و قد كتب ال ّدوريستى فى تفصيل هذه المق ّدمة رسالة مفردة ،و حاصل ما
ذكره هناك أنّه ل ّما بلغ صيت فضايل شيخنا الصّدوق الم33برور ،إلى س33مع ّ
الس3لطان ركن ال ّدول33ة الم33ذكور ،أرس33ل إلي33ه
رحمه هّللا يستدعى حضوره ال ّشريف ،إلى موكب السّلطان ،فل ّما حضر قرب مجلسه إليه و أدن33اه من نفس33ه ،و ب33الغ فى
الص3دوق رحم33ه هّللا ،
اعمال مراسم التّعظيم و التّكريم بالنّسبة إليه ،فل ّما استق ّر المجلس المبارك التفت الملك إلى ش33يخنا ّ
الص3حابة ان فرقة أهل الفضل الحاضرين هنا و الجالسين بحضرتنا لقد اختلف3وا فى ش3أن جماع33ة من ّ و قال له :يا شيخ ّ
الش3يعة اإلماميّ33ة ،و يظه33رون منهم البرائ33ة مث33ل الطّوائ33ف الغ33ير االس33الميّة :فبعض ه33ؤالء الفض33الء
الكب33ار ،تلعنهم ّ
يوافق33ونهم فى ذل33ك ،و يقول33ون بوج33وب إظه33ار البرآئ33ة من أولئ33ك ،و بعض33هم ال يج33وزون ذل33ك فض33ال أن يوجب33وه و
ى المذهبين أقرب إلى رأيك المطاع. ق باالتّباع ،و ا ّ
ى الفريقين أح ّ
يراقبوه ،فبيّن لنا أ ّ
صدوق كالم الملك بالتّمام أخذ بزمام خير الكالم ،متو ّكال على المل33ك العزي33ز العاّل م ،و ق33ال متوجّه33ا
فل ّما سمع شيخنا ال ّ
إلى حضرته السّلطانية :اعلم أيّها الملك ال زلت
ص142 :
أن هّللا سبحانه و تعالى ل ّما كان ال يقبل من أح33د من عب33اده اإلق33رار بربوبيت33ه ،حتّى ينفى م33ا
مؤيدا بالعنايات السّبحانيةّ ،
سواه من المعبودين ،و يخلّص العبوديّة إليه بأحسن التّبيين؛ كما ينطق ب3ذلك كلم33ة توحي33د ال3ّ 3ذات ،الجامع33ة بين النّفي و
االثبات ،و كذلك كما ال يقبل اإلقرار بالنبوّة حتّى ينفيها عن جميع المّ 3دعين بالباط3ل ،و المتنبّين بال دلي33ل فاص3ل ،مث3ل
ق ص33لّى هّللا
الكذاب و األسود العنسى ،و الس ّجاح الملعونة ،و أمثالهم الم ّدعين لل ّرسالة في زمان رسول هّللا بالح ّ
مسيلمة ّ
عليه و اله فكذلك ال يقبل القول بامامة عل ّى أمير المؤمنين عليه السّالم و خالفته المسلّمة عن33د جمي33ع المس33لمين إاّل بع33د
نفى ذلك عن سائر من ا ّدعاه فى زمان33ه ،و عج33ز عن إقام33ة دليل33ه و برهان33ه ،و بقى على عت3وّه و عداوت33ه ،فل ّم33ا التفت
الملك إلى مضمون هذا الخطاب؛ أخذ في تحسين ما لقفه من الجواب ،زائدا على ح ّد الحساب.
ث ّم تو ّجه بجميل نظره إلى ذلك الجناب ،و ق3ال اري3د أن تزي3د لن3ا فى البي3ان ،و ت3بيّن لن3ا حقيق3ة أح3وال المتص3رّفين فى
أن ح33ق الق33ول فى ذل33ك ّ
ان الخالفة و اإلمامة على سبيل الظّلم و الع33دوان ،فق33ال ّ
الص3دوق رحم33ه هّللا :نعم أيّه33ا األم33ير ّ
صة سورة البرائة ،و هى كافية فى إثبات خ33روج المتغلب األول عن دائ33رة االس33الم ،و اجماع اال ّمة منعقد على قبول ق ّ
انّه ليس من هّللا و رسوله فى شىء ،و ّ
ان إمامة عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم منزلته من جانب ّ
الس 3ماء ،ق33ال ف33انبئنى
عن تفصيل هذه القصّة رحمك هّللا .
ان نقله اآلثار من المخالف و المؤالف ،متّفقون على انّه ل ّما نزلت سورة البرائة ،دعا رس33ول هّللا ص33لّى هّللا فقال ال ّشيخّ :
عليه و اله و سلّم أبا بكر ،و قال له :خذ هذه ّ
الس3وره ،و اخ33رج إلى جه33ة م ّك33ة و اقرأه33ا عنّى على أه33ل الموس33م ،فل ّم33ا
الس3الم ،و ق3ال ال ي33ؤ ّدى عن33ك إاّل خرج و قطع شيئا من الطّريق نزل جبرئيل و قال :يا مح ّمد ّ
أن ربّ33ك العاّل م ،يق3رؤك ّ
أنت ،أو رجل كان منك ،فأمر رسول هّللا صلّى هّللا علي3ه و ال3ه عليّ3ا علي3ه ّ
الس3الم ب3أن يخ3رج من المدين3ة و يأخ3ذ من3ه
السّورة المذكورة حيثما بلغه ،فخرج على أثره حتّى وصل إليه و أخذ منه ّ
الس3ورة ،و ذهب به33ا الى الميق33ات ،و قرأه33ا
على أهل الموسم بنيابة رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ،فبموجب هذا الحديث ال يكون أبو بك33ر من النّ33ب ّى ص33لّى
الن هّللا تعالى يقول :فمن تبعنى
هّللا عليه و اله فى شىء و إذا لم يكن منه ،فليس بتابع لهّ ،
ص143 :
فانّه منّى ،و متى لم يكن تابعا له فليس بمحبّ له ،فهو كما قال سبحانه قل إن كنتم تحبّون هّللا فاتّبعونى يحببكم هّللا و ل ّم33ا
ان حبّ النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله اإليمان و بغض33ه الكف33ر ،و لم يكن محبّا ثبت أنّه كان مبغضا ،و من المسلّم عند الك ّل ّ
بهذا ثبت أيضا ّ
أن عليّا عليه السّالم كان منه و بمنزلة نفسه ،كما يشهد به كثير من ال ّروايات بل اآليات.
ان الم3راد بص3احب البيّن3ة مثل ما نقله المخالفون فى تفسير قوله تعالى َأ فَ َم ْن كانَ عَلى بَيِّنَ ٍة ِم ْن َربِّ ِه َو يَ ْتلُوهُ ش3ا ِه ٌد ِم ْن3هُ ّ
هو النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله ،و بالشاهد التّالى هو أمير المؤمنين ،و ما نقلوه ايضا عن النّبى ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه و
أن جبرئيل األمين عليه ّ
الس3الم سلم انّه قال :طاعة عل ّى عليه السّالم كطاعتى ،و معصيته كمعصيتى؛ و ما رووه أيضا ّ
لما نظر فى واقعة أحد الي موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم ،و أنّه كيف يجاهد فى سبيل ربّ33ه س33بحانه و تع33الى بتم33ام
ان هذا لهو غاية النّصر ،و بذل المجهود ،فقال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله:جهده و ك ّده ،قال يا مح ّمدّ :
نعم يا جبرئيل ،انّه منّى و أنا منه ،فقال جبرئيل :و أنا منكما.
فانظر أيّها الملك إذا ك33ان الرّج33ل ألي33امن هّللا تع33الى علي33ه فى تبلي33غ س33ورة من الق33رآن ،إلى جماع33ة من المس33لمين ،فى
خصوص من ال ّز مان و المكان ،فكيف يصلح لتبليغ جميع اآليات و إمامة جميع اال ّمة بع33د رس33ول هّللا و كي33ف يتص 3وّر
كونه أمينا على دين هّللا مع ّ
أن عزله عن حمل هذه السّوره الواحدة يكون فوق السّموات السّبع.
الس3ماء؛ فاخ3ذها من3ه رج3ل آخ3ر على س3بيل الظّلم و الع3دوان، و أيض3ا كي3ف ال يك3ون مظلوم3ا من ن3زلت واليت3ه من ّ
فاستحسنه الملك و ق33ال نعم ،كلّم33ا ذكرت33ه ظ33اهر واض33ح و غ33ير خفى على أرب33اب الق33رائح ،ث ّم اس33تأذنه فى خالل تل33ك
الص 3دوق ،و ه33و بين ي33دى ّ
الس 3لطان ق33ائم، األحوال واحد من رجال ال ّدوله العليّة يدعى أبا القاسم فى الكالم ،مع شيخنا ّ
ان النّبى صلّى هّللا علي33ه و ال33ه و س33لّم ق33ال ال
فل ّما أذن له قال كيف يجوز أن تكون هذه اال ّمة على ضاللة من األمر مع ّ
ضالل ،فاخذ الشيخ فى الجواب عن ا ّدعائ33ه اإلجم33اع حاّل و نقض33ا بجمي33ع م33ا ه33و م33ذكور فى كتب تجتمع ا ّمتى على ال ّ
اصول ال ّشيعة ،و هو من الظّهور بمنزلة النّور على شاهق الطّور ،ث ّم انّه قد طال الكالم على أثر هذا المقام
ص144 :
بين الملك ،و الصدوق فى مراتب شتّى و عرض عليه فى ذلك الضّمن أيض33ا كث33يرا من أح33اديث ل33زوم الح ّج33ة فى كّ 3ل
ق فى ذل33ك النّ33ادى ،وزمان ،فانبسط وجه الملك ج ّدا ،و اظهر غاية اللّطف و المرحمة بالنّس33بة إلي33ه ،و أعلن كلم33ة الحّ 3
ق ما يذهب إليه الفرقة االماميّة دون غيرهم. ان اعتقادي فى ال ّدين هو ما ذكره هذا ال ّشيخ االمين ،و الح ّ
نادى ّ
صدوق عليه من الغد و أخذ المل33ك فى مدح33ه و و استدعى أيضا حضوره رحمه هّللا فى مجلس الملك كثيرا ،فلما ورد ال ّ
أن رأس الحسين عليه السّالم كان يق3رأ على القن3اة س33ورة أن هذا هذا ال ّشيخ يرى ّ
ثنائه أظهر بعضهم بحضرته المق ّدسة ّ
الكهف ،فقال ما عرفنا منه ذلك حتّي أن نسأله ،فكتب إلي3ه رقع3ة ي3ذكر في3ه ه3ذه النّس3بة ،فكتب فى جواب3ه نعم بلغن3ا ّ
أن
رأسه ال ّشريف قرأ آيا من تل3ك ّ
الس3ورة المبارك3ة ،و لكنّ3ه لم يوص3ل إلين3ا من ج3انب االئ ّم3ة عليهم الس3الم ،و ال ننك3ره
أيضا ،ألنّ3ه إذا ك3ان من األم3ر الج3ايز المحقّ3ق تكلّم أي3دي المج3رمين و ش3هادة أرجلهم الخبيث3ة ي3وم القيام3ة بم3ا ك3انوا
يكسبون ،كيف ال يجوز أن يتكلّم رأس ابن رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم و خليفته فى أرضه و أم33ام االئ ّم33ة ،و
سيّد شباب اهل الجنّة ،بتالوة القرآن المجيد ،و ّ
الذ كر الحميد ،و يظهر منه هذه الكرامة العليا بارادة إلهه القادر على م33ا
يريد ،فانكاره فى الحقيقة انكار لقدرة هّللا أو جحود لفضيلة رس3ول هّللا ؛ و العجب م ّمن يفع3ل ذل3ك و ه3و يقب3ل انّ3ه بكت3ه
الجن بطريق ال ّشيوع ،و اقيمت مراسم عزائ33ه
ّ مالئكة السّمآء و امطرت على مصيبة من االفالك ال ّدمآء ،و ناحت عليه
فى جميع االصقاع و ال ّربوع ،بل من أبى عن قبول أمثال ذل33ك م33ع تحقيق33ه و س33المة طريق33ة كي33ف ال ي33أبى عن ص3حّة
شرايع النّبيّين و معجزاتهم المنقولة بأمثال ه33ذه الطّ33رق ،عالي33ا إلى أه33ل الّ 3دين فبهت الّ33ذى كف33ر ،و هّللا ال يه33دى الق33وم
الفاسقين.
ص145 :
74
575العالم الفقيه و المجتهد النبيه ابو على محمد بن احمد بن الجنيد البغدادى الملقب بالكاتب المشتهر باالسكافى
بكسر الهمزة كما فى «توضيح االشتباه» نسبته إلى اسكاف الّذى نسب إليه أيضا ال ّشيخ أبو جعفر االسكاف ،و هو اس33م
لرستاق عظيم يقال لها :النّهر و انات كما فى «السّرائر» و كانت بين النّهروان و البصرة ،و كانت عامرة ،فانقرض33وا
لما صارت عامرة كما فى «مجمع البحرين» و هى موضعان أعلى و أسفل بن3واحي النّه3روان من عم3ل بغ3داد ،نس3ب
إليها علماء كما فى «القاموس» و ناحية ببغداد على صوب النّهروان من سواد العراق ،كما عن «انساب السّمعانى».
الظن باصول فقه المخالفين من علماء ال ّشيعة، ّ كان هذا ال ّشيخ أ ّول من أبدع أساس االجتهاد فى أحكام ال ّشريعة و أحسن
و تبع فى ذلك ظاهرا الحسن بن أبى عقيل الع ّمانى المتقّ 3دم ذك33ره الس33نى -و المعاص33ر لش33يخنا الكلي33نى ،إذ ق33ل م33ا تق33ع
ال3ذكر فى كلم3ات فقهائن3ا بلف3ظ المخالفة فى الفتاوى و األحك3ام بين ذين3ك الفقيهين ،و من ه3ذه الجه3ة يجم3ع بينهم3ا فى ّ
القديمين ،إاّل ّ
أن صاحب التّرجمة أفرط فى متابعة هذه اآلراء الفاسدة ،و تعدى و زاد فى الطنبور نغم33ة اخ33رى ،فعم33ل
صريحا بالقياسات الحنفية ،و اعتمد صبيحا على االستنباطات الظنيّة ،بحيث قد غمز في حقّه من ه33ذه الجه33ة كث3ير من
ق و لم يعتنوا بخالفاته الّتي عليها تطرق.
أهل الح ّ
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،236 3:2تاسيس الشيعة ،302تحفة االحباب ،313تنقيح المقال ،67 3:2جامع الرواة
)*( 74له ترجمة فى :امل االمل ،236 3:2تاسيس الشيعة ،302تحفة االحباب ،313تنقيح المقال ،67 3:2جامع الرواة ،59 3:2خالصة االقوال ،145
الذريعة 510 :4رجال النجاشى ،299ريحانة االدب ،121 :1الفوائد الرجالية ،205 :3فوائد الرضوية ،386الفهرست ،134الكنى و االلقاب :2
،:26المستدرك ،52 :3معالم العلماء ،78منتهى 3المقال ،256منهج المقال .278
،59 3:2خالصة االقوال ،145الذريعة 510 3:4رجال النجاشى ،299ريحانة االدب ،121 3:1الفوائ3د الرجالي3ة :3
،205فوائد الرضوية ،386الفهرست ،134الكنى و االلقاب :2
ص146 :
و اوّل من صرّح بصحّة هذه النّسبة إليه شيخنا الطّوسى رحمة هّللا تعالى عليه ،حيث ق33ال فيم33ا نق33ل عن فهرس33ته الّ33ذي
هو غير كتاب رجاله عند بلوغه إلى ذكر هذا ال ّرجل و ترجمة شىء من احوال33ه :ك33ان جيّ33د التّص33نيف ،حس33نة ،إاّل أنّ33ه
كان يرى القول بالقياس ،فترك لذلك كتبه و لم يع ّول عليها ،ث ّم أخذ فى بيان مصنّفاته و مؤلّفاته ،فقال :و له كتب كث33يرة
منها كتاب «تهذيب ال ّشيعة الحكام ال ّشريعة» كبير نحوا من عش33رين مجلّ33دا يش33تمل على عّ 3دة كتب الفق33ه ،على طري3ق
الفقهاء إلى أن قال بعد ذكر طائفة من المقال ،مذكورة بعيون ألفاظها فى اكثر كتب ال ّرجال ،أخبرنا عنه ال ّشيخ أبو عب33د
هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان -يعنى به شيخنا المفيد العظيم ال ّشأن ،و احمد بن عب33دون -المقص33ود ب33ه اب33و عب33د هّللا بن
عبد الواحد الفراز المعروف بابن الحاشر -و هو أيضا من جملة مصنفينا االكابر ،و مشايخ اجازات شيخنا النّجاش33ى و
الطّوسي ،ق ّدس هّللا تعالى سرّهما الق ّدوسى.
ق هذا ال ّرجل شيخنا النّجاشى المذكور ،فيما نقل عن كتاب رجال33ه المش33هور ،س33معنا ش33يوخنا الثّق33ات
و قال أيضا فى ح ّ
يقولون عنه أنّه كان يقول بالقياس ،و أخبرونا جماعة باإلجازة لهم بجميع كتبه و مصنّفاته.
و قال موالنا العاّل مة اعلى هّللا مقامه فيما نقل عن كتابه «الخالصة» كان شيخ الطّايفة جيّد التّص33نيف ،حس33نة وج33ه فى
صاحب عليه السّالم و سيف أيضا ،و انّه أوص33ى ب33ه اصحابنا ،ثقة جليل القدر ،صنّف فاكثر ،قيل :انّه كان عنده مال لل ّ
إلى جاريته فهلك ،هذا و لكنّه قال فيما نقل عن كتاب «ايضاحه» أنّ33ه ك33ان عن33ده م33ال ّ
للص3احب علي33ه ّ
الس3الم من دون
نسبة ذلك إلى لفظ القيل.
ث ّم قال وجدت بخطّ السيّد السّعيد مح ّمد بن مع ّد ما صورته وق33ع إل ّى من ه33ذا الكت33اب -أى كت33اب ته33ذيب ّ
الش3يعة -مجلّ33د
واحد قد ذهب من أ ّوله أوراق ،و هو كتاب النّكاح ،فتصفحته و لمحت مضمونه فلم ار ألحد من هذه الطائفة كتابا أجود
منه ،و ال أبلغ و ال أحسن عبارة ،و ال اد ّ
ق معنى ،و قد استوفى منه الفروع و االصول ،و ذكر الخالف فى المسآئل ،و
تحرّر ذلك و استد ّل بطريق االماميّة ،و طريق مخالفيهم ،و هذا الكتاب
ص147 :
إذا امعن النّ ظر فيه و حصلت معاينه و اديم اإلطالة فيه ،علم قدره و مرتبته ،و حصل منه شىء كثير ،و ال يحصل من
غيره.
و أقول أنا وقع إل ّى من مصنّفات هذا ال ّشيخ المعظّم ال ّشأن كت33اب «االحم33دى فى الفق33ه المح ّم33دى» و ه33و مختص33ر ه33ذا
الكتاب ،جيّد يد ّل على فضل هذا ال ّر جل ،و كماله و بلوغه الغاية القصوى فى الفقه ،وجودة نظره ،و أنا ذك33رت خالف33ه
و أقواله فى كتاب «مختلف ال ّشيعة فى احكام ال ّشريعة» انتهى.
ث ّم قال و يشير إليه قول ال ّشيخ رحمه هّللا فى «الع ّدة» و إن لم يص ّرح باسمه عند محاولة اإلستدالل بعمل الطّائف33ة ،على
أخبار اآلحاد ،و الّذى يكشف عن ذلك أنّه لما كان العمل بالقياس محظورا فى ال ّشريعة عن3دهم ،لم يعمل3وا ب3ه أص3ال ،و
شذ واحد منهم عمل به فى بعض المسائل على وج33ه المحا ّج33ة لخص33مه؛ و إن لم يكن اعتق33اده رووا قول33ه و انك33روا إذا ّ
عليه و تبرّاؤا من قوله.
و من جملة كتبه كتاب «كشف التّمويه و اإللتباس على أغمار ال ّشيعة فى امر القياس» فتأ ّم3ل ،و إن صّ 3ح م3ا رم3وا ب3ه
ضرورة ،و استغراب ال ّشيخ مح ّم33د بن فال ينبغى التوقّف فى عدم وصول حرمة القياس فى زمنه ،إلى ح ّد الضّرورة بال ّ
ال ّشيخ حسن من العاّل مة فى توثيقه إيّاه مع قول33ه بالقي33اس؛ و ه33و ي33وجب دخول33ه فى ربق33ة الفس33ق غ33ريب جّ 3دا ،ي33وجب
إدخاله فى ربقة الجهل فال تغفل انتهى.
و فى فوائد سيّدنا العاّل مة الطباطبائى ق ّدس س ّره ،بعد اعتذاره البالغ عن قول
ص148 :
الرّجل بحجيّة القي33اس و ال3رّأى باحتمال3ه الحم3ل على القياس33ات المعت3برة عن3د اإلماميّ3ة ،و م3ع الغمض عن3ه من جه3ة
تصريح شيخينا المقاربين له فى العصر بهذه النّسبة ،و تصنيف اوّلهما األج ّل األق33دم كت33اب النّقض على ابن الجني33د فى
3ان المس33ائل ق33د يختل33ف وض33وحا و بأن األمر بالنّسبة إليه فى ذلك ال ّزمان لم يكن بالغا حّ 3د ّ
الض3رورة ،فّ 3 اجتهاد الرّأىّ :
خفاء باختالف األزمنة و األوقات ،فكم من أمر جل ّى ظاهر عند القدمآء قد اعتراه الخفآء فى زماننا لبعد العهد و ضياع
االدلّة ،و كم من شىء خف ّى فى ذلك ال ّزمان قد اكتس33ى ث33وب الوض33وح و الجالء باجتم33اع االدلّ33ة المنتش33رة فى ّ
الص3در
االوّل ،أو تج ّدد االجماع عليه فى ال ّزمان المتأ ّخر و لع ّل أمر القياس من هذا القبيل؛ فقد ذكر السيّد المرتضى فى مس33ألة
له فى أخبار اآلحاد :أنّه قد ك33ان فى رواتن3ا و نقل33ه أحاديثن33ا من يق33ول بالقي3اس ،كالفض33ل بن ش33اذان ،و ي33ونس بن عب33د
الرحمان؛ و جماعة معروفين ،و فى كالم ال ّ
صدوق -فى «الفقيه» ما يش3ير إلى ذل3ك فى ب3اب م33يراث االب3وين م3ع ول3د
الولد قوله:
و م ّما يد ّل على ما قلناه من قيام ال ّشبهة التى يعتذر بها ابن الجنيد فى هذه المقالة:
مضافا إلى اتّ فاق األصحاب على عدم خروجه من المذهب ،و اطباقهم على جاللته و تصريحهم بتوثيقه و عدالت33هّ :-
ان
هذا ال ّشيخ كان فى أيّام مع ّز ال ّدولة من آل بويه وزير الطّايع من الخلفاء العبّاس33ية ،و ك33ان المعّ 3ز إمامي33ا عالم33ا ،و ك33ان
أمر ال ّشيعة فى أيّامه ظاهرا معلنا ،حتّى أنّه قد كان الزم أهل بغداد ب33النّوح و البك33اء و إقام33ة الم33آتم على الحس33ين علي33ه
الس3رور ي3وم الغ3دير ،و الخ3روج إلى ّ
الص3حراء بص3الء السّالم فى يوم عاشوراء فى السّكك و األسواق ،و بالتهني3ة و ّ
العيد ،ث ّم بلغ االمر فى اواخر أيّامه إلى ما هو أعظم من ذلك .فكي33ف يتص3وّر من ابن الجني33د فى مث33ل ذل33ك أل33وقت ،أن
ينكر ضروريّا من ضروريّات المذهب و يصنّف فى ذلك كتابا يبطل فيه ما هو معل33وم عن33د جمي33ع الش33يعة ،و ال يكتفى
بذلك حتى يس ّم ى من خالفه فيه «أغمارا و جهاال» و مع ذلك فسلطانهم مع علمه و فضله ،يسأله و يعظم33ه و يكاتب33ه؟ و
لو ال قيام ال ّشبهة و العذر فى مثله المتنع مثله
ص149 :
بحسب العادة.
ان مع ّز ال ّدولة أحمد بن بويه توفّى سنة ست و خمسين و ثالثم33أة ،فيك33ون بين33ه و بين
و أيضا فقد ذكر اليافعى و غيرهّ :
وفات أبى الحسن عل ّى بن مح ّمد السّمرى آخر السّفرآء نحو من سبع و عشرين سنة ،النّه قد توفّى سنة تسع و عش33رين
و ثالثمأة و هذا يقتضى أن يكون ابن الجنيد من رجال الغيبة الصّغرى معاصرا للسّفرآء.
ص واب اعتبار قول ابن الجنيد فى تحقيق الوفاق و الخالف؛ كما علي33ه معظم األص33حاب ،و ّ
أن و م ّما ذكرناه يعلمّ :
ان ال ّ
ما ذهب إليه من أمر القياس و نحوه ال يقتضى إسقاط كتبه ،و ال عدم التّعويل عليها على م33ا قال33ه ّ
الش3يخ ،فّ 3
3ان اختالف
الفقهآء فى مبانى األحكام ال يوجب ع3دم االعتب3ار بق3ولهم النّهم ق3ديما و ح3ديثا ك3انوا مختلفين فى االص3ول الّ3تى تب3نى
عليها الفروع ،كاختالفهم فى خبر الواحد ،و االستصحاب و المفاهيم ،و غيرها من مس33ائل اص33ول الفق33ه؛ حتّى ال تج33د
اثنين منهم متوافقين فى جميع مسائله ،و مع ذلك فقد اتّفقوا على اعتبار األقوال و المذاهب المبتنية على االص33ول الّ33تى
ابطلوها و لو كان الخالف فيه موجبا لترك الكتب المبتنية عليها ل3زم س3قوط اعتب3ار جمي3ع الكتب و ع3دم التّعوي3ل على
شىء منهما ،و فساده بين .و ال يبعد أن يكون الوجه فيما قاله ال ّشيخ و من وافقه على ذل3ك حس3م ه3ذا األص3ل ال3رّدى و
استصالح أمر ال ّشيعة حتّى ال يقع فى مثله أحد منهم ،و هذا القصد حسن يوشك أن يكون هو المنشأ و ّ
الس3بب على ه3ذا
المطلب انتهى.75
ان ابا على الكاتب اإلسكافى هذا غير ال ّشيخ ابى عل ّى محمد بن ابى بكر بن
ث ّم ليعلم ّ
ص150 :
همام بن سهيل الكاتب االسكافى أيضا و ان وقع إتّفاقهما فى اإلسم و الكني33ة و اللّقب و النّس33بة و الطّبق33ة لمخالفتهم33ا فى
النّسب و المنصب و المدح و القدح و المشايخ و اآلخذين و االشتهار التّام بين الطّائفة و كيفيّة التص33انيف و غيره33ا ،و
قد ذكره النّجاشي أيضا بهذه النّسبة فى ترجمة على حدة ،و قال فى حق33ه ش33يخ أص33حابنا و متقّ 3دمهم ل33ه منزل33ة عظيم33ة
كثير الحديث ،قال أبو مح ّمد هارون بن موسى رحمه هّللا ح ّدثنا مح ّمد بن همام قال ح ّدثنا أحمد بن مابندار قال أس33لم بى
ق ،و ك33ان ي3دعو أخ33اه س3هيال إلى مذهب3ه، أ ّول من أسلم من أهله و خرج عن دين المجوسيّة و ه3داه هّللا تع3الى إلى الحّ 3
ق فيه و لس33ت اخت33ار أن أدخ33ل فىأن الح ّلكن النّاس مختلفون ،و ك ّل يدعى ّ فيقول يا اخى إعلم انّك ال تالونى نصحا ،و ّ
شىء إاّل على يقين ،فمضت لذلك م ّدة و ح ّج سهيل ،فل ّما صدر من الح ّج قال ألخيه الّ33ذى كنت ت33دعونى إلي33ه ه33و الحّ 3
ق
قال و كيف علمت ذلك قال لقيت فى حجّى عبد الرّزاق بن همام الصّنعائى و ما رأيت أحدا مثل33ه ،فقلت ل33ه :على خل33وة
نحن قوم من أوالد األعاجم ،و عهدنا بالدخول فى االسالم قريب ،و أرى أهله مختلفين في مذاهبهم ،و قد جعلك هّللا من
العلم بما ال نظير لك فيه فى عصرك مثل ،و أريد أن أجعلك ح ّجة فيما بينى و بين هّللا ع ّ 3ز و ج 3لّ ،ف33ان رأيت أن ت33بين
لى ما ترضاه لنفسك من ال ّدين ،التّبعك فيه؛ و أقلدك ،ف33اظهر لى محبّ33ة آل رس33ول هّللا ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه و س33لّم ،و
تعظيمهم و البراءة من عد ّو هم ،و القول بامامتهم ،قال أبو على أخذ أبى هذا المذهب ،عن أبيه ،عن ع ّمه ،و أخذت33ه عن
أبى.
قال أبو مح ّمد هارون بن موسى :قال أبو عل ّى مح ّمد بن همام :قال أبى كتب إل ّى أبى مح ّم33د الحس33ن بن عل ّي العس33كرى
ان ل33ه حمال و يس33اله ان ي33دعو هّللا فى تص33حيحه و س33المته ،و أن عليه السّالم يعرفه أنّه ما ص ّح له حمل يولد و يعرّفه ّ
يجعله ذكرا نجيبا من مواليهم ،فوقع على رأس الرّقعة بخطّ يده قد فعل هّللا ذل33ك ،فصّ 3ح الحم33ل ذك33را ،ق33ال ه33ارون بن
موسى أرانى أبو على بن همام الرّقعة و الخطّ ،و كان محقّقا.
له من الكتب كتاب «االنوار فى تاريخ االئ ّمة عليهم السالم ،أخبرن33ا أب33و الحس33ن أحم33د بن مح ّم33د بن موس33ى بن ج33راح
الجندى ،قال :ح ّدثنا أبو عل ّى بن همام به ،مات
ص151 :
أبو عل ّى بن همام يوم الخميس ،ألحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى اآلخرة سنة ست و ثالثين و ثالثمأة.
و كان مولده يوم اإلثنين لست خلون من ذى الحجّة سنة خمس و مأتين انتهى.76
و قال العاّل مة المجلسى رحمه هّللا فى مق ّد مات «البحار» كتاب «التمحيص» لبعض قدمائنا ،و يظهر من القرائن الجليّة
أنّه من مؤلّفات ال ّشيخ الثّقة الجليل أبى عل ّى مح ّمد بن همام ،و عندنا منتخب من كتاب «األنوار».78
و قال فى موضع آخر و كتاب «التّمحيص» متانته تد ّل على فض33ل مؤلّف33ه و إن ك33ان مؤلّف33ه أب33ا على كم33ا ه33و الظّ33اهر
79
ففضله و توثيقه مشهوران
اقول و كان عندنا كتاب «التّمحيص» ،و هو فيما يعدل ألف بيت تقريبا و قد جمع فيه أحاديث ش ّدة بآلء المؤمن 3،و أنّ33ه
تمحيص لذنوبه ،و فى مفتتحه على رسم قدماء األصحاب فى إمالءاتهم نسبة التّحديث إلى هذا الرّجل باسمه و نس33به و
عندى أيضا انّه من جملة مصنّفات نفس ال ّرجل دون غيره فليتفطّن.
ان فى فوائد سيّدنا العاّل مة المتق ّدم إليه اإلشارة بعد نقله عن كتاب «االنساب» المتق ّدم ذكره الكالم على هذه النّس33بة و
ث ّم ّ
ان المشهور باالنتساب إليها جماعة ،منهم -مح ّم د [بن محمد بن محمد] أحمد بن مالك اإلسكافى ،و أبو جعفر مح ّمد بن ّ
عبد هّللا اإلسكافى أحد المتكلّمين من معتزلة بغداد ،تنسب إليه اإلسكافيّة ،و هم طائفة
______________________________
( -)1راجع مجمع الرجال 103 -102 :5
ص152 :
من المعتزلة.
و ابو اسحاق مح ّم د بن عبد المؤمن بن أحمد كان خطيب اسكاف بني الجنيد ،قال و كان أبو عبد هّللا الجني33دى األس33كاف
يتكلّم بكالم الجنيد بن مح ّمد البغدادى ،فلقّب به و من اوالده الّذين يقال له الجنيدى مح ّمد بن احم33د بن الجني33د االس33كافى
من أهل اصبهان ،يروى عن أبى عبد هّللا القاسم بن الفضل الثّقفى ،كتبت عنه احاديث يسيرة ،و كان صحيح ّ
الس33ماع و
-)2 ( 77الفهرست ،167مجمع الرجال 68 :6
-)3 ( 78بحار االنوار 17 :1
-)4 ( 79بحار االنوار 34 :1
األصول ،و قدم علينا بسمرقند سنة ستّين و ثالثمأة رسوال لوالى خراسان ابن منصور بن ن33وح إلى التّ33رك ،و قت33ل فى
بالد التّرك فى تلك السّنة.
و من الغريب موافقة ابن الجنيد للجنيدى المذكور في االسم و النّسب و النّسبة و الطّبقة ،حتّى كاد يذهب الوهم إلى أنّ33ه
أن له رسالة الجني33دى إلى أه33ل مص33ر وهو هو و ابن الجنيد يقال له الجندى ايضا؛ فقد ذكر النّجاشى فى ترجمة المفيد ّ
الظّاهر انّها الرّسالة الّتى عملها فى النّقض على ابن الجنيد فى رسالته إلى اهل مصر 80إلى آخر ما ذكره.
ث ّم ّ
ان وفاة ابن الجنيد كما نسبه صاحب «الفوائد» إلي القي33ل :ك33انت فى مدين3ة ال3رّى -من دي33ار ع3راق العجم -في س3نة
الص3دوق مع33ا فى ال3رّى فى س33نة واح33دة ،و الظّ33اهر وق33وع
إحدى و ثمانين و ثالثمأة ،و على هذا فيكون وفاته و وف33اة ّ
الوهم فى هذا التّاريخ من تاريخ الصّدوق رحمه هّللا ،و ّ
إن وفات ابن الجنيد قبل ذلك كما افيد ،و كان تلقّب33ه بالك33اتب من
أن االصطالح ق33د اس33تق ّر من الق33ديم علي التّعب33ير عن ص33احب ه33ذه
فن االنشاء ،حيث ّ جهة مهارته فى حسن االمالء و ّ
ال ّ
صناعة بهذه اللفظة فليالحظ.
______________________________
( )1الفوائد الرجالية .224 -223 :3
ص153 :
576الشيخ المتقدم الوحيد و الحبر المتبحر الفريد ابو عبد هّللا محمد بن محمد بن النعمان بن عب33د الس33الم بن ج33ابر بن
81
نعمان بن سعيد العربى العكبرى البغدادى الملقب بالشيخ المفيد
كان من أج ّل مشايخ ال ّشيعة و رئيسهم و أستادهم ،و ك ّل من تأخر عنه استفاد من33ه ،و فض33له أش33هر من أن يوص33ف فى
الفقه و الكالم و ال ّرواية ،أوثق أهل زمانه و أعلمهم ،انتهت رياسة اإلماميّة إليه في وقته ،و كان حس3ن المخ3اطر دقي3ق
اللّفظة حاضر الجواب ،ل3ه ق3ريب من م33أتى مص3نّف كب3ار و ص3غار ،كم3ا عن خالص33ة العاّل م3ة ،م3أخوذة عن رج3ال
النّجاشى الّذى هو من جملة رجال مجلسه البه ّى :و عن األصل المذكور ايضا أنّه ق33ال ،بع33د تع33داد أح33د و ثالثين رجال
صدور ،و إيصال سلسلة المزبور إلى أوّل من تكلّم بالعربيّ33ة و ه33و يع33رب بن قحط33ان المش33هور ،ومن آبائه الكبراء ال ّ
وصفه بأنّه شيخنا و أستادنا رضى هّللا عنه فضله أشهر من أن يوصف فى الفقه و الكالم و الرّواية و الثّقة و العلم.
له كتب «ال ّرسالة المقنعة» «االركان فى دعائم ال ّدين» كتاب «اإليضاح فى االمامة»
180جامع الرواة ،189 :2خالصة االقوال ،147الذريعة ،509 :1ريحانة االدب ،361 :7سفينة البحار ،390 :2
شذرات الذهب ،199 :4العبر 272 :3الفهرست البن النديم 266الفهرست للطوسى ،186فوائد الرجالية ،311 3:3
فوائد الرضوية ،628قاموس االعالم ،668الكامل فى التاريخ ،81 3:9الكنى و االلقاب ،198 3:3لس3ان الم3يزان :5
،368لؤلؤة البحرين ،356مجالس المؤمنين ،467 3:1مجمع الرجال ،33 3:6المختصر فى اخبار البش33ر ،154 3:2
مرآة الجنان ،28 3:3المس33تدرك ،517 3:3مع33الم العلم33اء ،112المق33ابس ،16المنتظم ،11 3،8منتهى المق33ال ،287
ميزان االعتدال .30 :4
ص154 :
كتاب «االفصاح» كتاب «االرشاد» كتاب «العيون و المحاسن» كتاب «الفصول من العيون و المحاسن» كتاب «الر ّد
على الجاحظ و العثمانية» كتاب «نقض المروانية» كتاب «نقض فضيلة المعتزلة» كتاب «المسائل الصّاغانية» كت33اب
«مسائل النّظم» كتاب «المسألة الكافي33ة فى إبط33ال توب33ة الخاطئ33ة» كت33اب «النّقض على ابن عب33اد فى االمام33ة» كت33اب
«النّقض على عل ّى بن عيسى الرّمانى» كتاب «النّقض على أبيعبد هّللا البصرى» و هكذا إلى تمام مأة و ثمانين كتاب33ا و
رسالة و مسألة تقريبا ذكرها باسمائها إلى أن قال« :كتاب فى القياس» «شرح كتاب االعالم» كتاب «النّقض على ابن
الجنيد» فى اجتهاد الرّأى ،ث ّم إلى أن قال كتاب النّقض على الجاحظ فى فضيلة المعتزلة.
مات رحمه هّللا ليلة الجمعة لثالث خلون من شهر رمضان سنة ثالث عشرة و أربعمأة.
ست و ثالثين و ثالثم33أة ،و ص3لّى علي33ه س3يّدنا المرتض3ى رحم3ه هّللا
و كان مولده يوم الحادي عشر من ذى القعدة سنة ّ
بميدان اإلشنان ،و ضاق على النّاس مع كبره ،و دفن فى داره سنين ،ث ّم نقل إلى مقابر قريش بالقرب من ج33انب رجلى
صدوق ،أبي القاسم جعفر بن مح ّمد ابن قولويه.سيّدنا و إمامنا أبى جعفر الجواد رحمه هّللا إلى جانب قبر شيخنا ال ّ
و عن فهرست شيخنا أبى جعفر الطّوسى الّذى كان هو أيض33ا من جمل33ة تالمي3ذه ،الكب3ار :مح ّم33د بن مح ّم3د بن النّعم33ان
يكنّى ابا عبد هّللا ،المعروف بابن المعلّم من أجلّة متكلّمى اإلمامية ،انتهت رياستهم فى وقته إليه فى العلم ،و كان مقّ 33دما
فى صناعة الكالم ،و كان فقيها متق ّد ما فى حسن الخاطر :إلى أن قال :و كان يوم وفاته يوما لم ير أعظم من33ه من ك33ثرة
صالة عليه ،و كثرة البكآء من المخالف له و من المؤالف. النّاس لل ّ
فمن كتبه كتاب «المقنعة» فى الفقه ،كتاب «االركان» فى دعائم ال ّدين في الفقه
ص155 :
رسالة فى الفقه إلى ولده لم يت ّمها ،إلى أن قال :بعد ع ّده بضعة عشر مصنّفا أخر منه ،كتاب «النّصرة» لسيّد العترة فى
أحكام البغاة عليه بالبصرة ،سمعنا منه هذه الكتب كلّها بعضها قرائة عليه ،و بعضها يقرء عليه غير مرّة انتهى.
اقول و غالب هذه الكتب موجودة فى ه3ذه األزمن3ة أيض3ا كث3يرا؛ و خصوص3ا الثّالث3ة األوّل منه3ا ،و ك3ذا ش3رحه على
صدوق ،و مبناه فى هذا ال ّشرح ر ّده على المصنّف مهما أمكن ،و إن كان مع تحمل غريب، مختصر اعتقادات شيخنا ال ّ
ق معهما جميعا كما ال يخفى 3،و كذا كتاب «اجوب33ة المس33ائل االح33دىو ذلك لكمال البينونة فى مشربيهما ،و إن كان الح ّ
و الخمسين» ّ
فان المراد به هو كتابه المعروف «المس33ائل الحاجبي33ة» و ه33و فى أجوب3ة إش33كاالت و ش33بهات فى مع33انى
بعض اآليات و ال ّروايات المتشابهات ،على عدد اإلحدى و الخمسين عرض33ها علي33ه و س33ئله عنه33ا ح33اجب خليف33ة ذل33ك
العصر ،كما يستفاد من ديباجة ذلك الكتاب ،و فيه فوائد ال تحص33ى ،و غل33ط من نس33به إلى س3يّدنا المرتض33ى رحم33ه هّللا
فليتفطّن و ال يغفل.
و أ ّما كتابه «المقنعة» فهو الّذي علّق عليه شيخنا الطّوسى رحمه هّللا كتاب «تهذيب الحديث» و جعل33ه بمنزل33ة العن33وان
لمسائل ذلك الكتاب.
أن رواية هذا ال ّشيخ غالبا عن شيخه الجليل ،و ضجيعه النّبيل ،أبى
ث ّم ليعلم ّ
ص156 :
القاسم بن قولويه القم ّى المتق ّدم ذكره و ترجمته على التّفصيل ،و له ال ّرواية أيضا عن شيخنا الصّدوق الق ّمى رحمه هّللا ،
صيمرى ،و أحمد بن العبّاس النّجاشى ،و أبى الحسن أحمد بن مح ّمد بن الحسن و أبى غالب ال ّزرارى ،و أبى عبد هّللا ال ّ
بن الوليد ال ّراوى عن أبيه و غيره و جماعة اخرى من أكابر رواة الفريقين.
و أم33ا الرّواي33ة عن33ه فهي فى االغلب ش33يخنا الطّوس33ى ،و ابى العبّ33اس النّجاش33ى ،و س3اّل ر بن عب33د العزي33ز الّ 3ديلمى ،و
الش 3يخ أبى الفتح الك33راجكى اآلتى ذك33ره و ترجمت33ه عنق33ريب؛ و جعف33ر بن مح ّم33د الس 3يّدين المرتض33ى و الرّض33ى ،و ّ
ال ّدوريستى المتق ّدم ذكره ال ّشريف ،و أحمد بن عل ّى المعروف بابن الكوفى ،كما فى رجال المح ّدث النّيسابورى ،و كأنّه
الّذى كان من مشايخ المرتضى؛ و له ال ّرواية عن شيخنا الكلينى فليالحظ.
و ذكر النّجاشى و العاّل مة فى ذيل ترجمة أبى يعلى مح ّمد بن الحسن بن حمزة الجعفرى :انّه ك33ان خليف33ة ّ
الش3يخ المفي33د
الجالس مجلسه ،متكلّم فقيه ،قايم باالمرين جميع33ا ،و ل33ه كتب و أجوب33ة مس33ائل ش33رعيّة من بالد ش3تّى ،م33ات فى ش33هر
رمضان سنة ثالث و ستّين و أربعمأة ،و دفن فى داره بدار السّالم.
هذا و قد ذكر يحيى بن البطريق الحلى أيضا فيما نقل عن رسالته «نهج العلوم إلى نفى المعدوم» و قال ّ
أن لنا ط33ريقين
الس3الم ،بم3ا ه3و م33ذكور فى تص3انيفه من فى تزكية هذا ال ّشيخ الجليل ،أحدهما ص ّحة نقله من األئ ّم3ة الطّ3اهرين عليهم ّ
«المقنعة» و غيرها إلى أن قال :و أ ّما الطّريق الثّانى فى تزكيّة ما يرويه كافّة ّ
الش3يعة و تتلقّ33اه ب33القبول ،من ّ
ان موالن33ا
صاحب األمر صلوات هّللا عليه و على آبائه كتب إليه ثالثة كتب ،فى ك ّل سنة كتابا ،و كان نس33خة عن33وان الكت33اب إلي33ه
لألخ السّديد و الول ّى الرشيد ،ال ّشيخ المفيد أبى عبد هّللا مح ّمد بن مح ّم33د بن النعم33ان أدام هّللا اع33زازه ،ث ّم ذك33ر بعض م33ا
اشتملت عليه الكتب المتق ّدمة ،ث ّم قال و هذا أو فى مدح و تزكيّة و أزكي ثنآء و تطرية يقول إمام اال ّمة ،و خلف االئ ّم33ة
عليهم السّالم.
هذا و قال فى حقّه صاحب «منتهى المقال» بعد نقله العباراة الثّالثة األوايل
ص157 :
صناها لك فى هذا المجال ،و فى «لم» يع3نى ب3ه كت3اب «المع3الم» المتقّ 3دم من أصحاب ال ّرجال ،بعيون ألفاظهم الّتى لخ ّ
إلى ذكره اإلشارة :جليل ثقة ،و فى «تعق» يعنى به كتاب تعليقات الرّجال لسميّنا العاّل م33ة البهبه33انى قّ 3دس س3رّه :ذك33ر
فى «االحتجاج» توقيعات من الصاحب عليه السّالم فى جاللته ،منها لالخ السّديد و الول ّى الرّش33يد ّ
الش3يخ المفي33د أبيعب33د
هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان أدام هّللا إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العب33اد :بس33م هّللا ال3رّحمن ال3رّحيم س33الم
الص3لواة على س3يّدنا و موالن33ا وعليك أيّها الول ّى المخلص فينا باليقين ،فانّا نحمد إليك هّللا الّذى ال إله إاّل ه33و ،و نس33أله ّ
ّ
بالص 3دق، ق ،و أجزل مثوبتك عن نطق33ك عنّ33ا نبيّنا مح ّمد و آله الطّيبيّن الطاهرين ،و نعلمك أدام هّللا توفيقك لنصرة الح ّ
انّه قد أذن لنا فى تشريفك بالمكاتبة إلى آخر .قلت و تت ّمة التّوقيع المبارك هو قوله عليه السّالم و تكليفك م33ا تؤدي33ه عنّ33ا
إلى موالينا قبلك أع ّزهم هّللا بطاعته و كفاه المه ّم برعايته لهم و حراسته ،أيّدك هّللا بعونه على أعدائه المارقين من دين33ه
على ما نذكره و اعمل فى تأديته إلى ما تسكن إليه بما ترسمه إنشاء هّللا نحن و إن كنّا ناوين بمكاننا النّ33ائي عن مس33اكن
الظّالمين إلى اخر .و منها من عبد هّللا المرابط فى سبيله إلى ملهم الح ّ
ق و دليله :بس33م هّللا ال3رّحمن ال33رحيم س33الم علي33ك
بالس3بب الّ33ذى وهب33ه هّللا ل33ك
ّ ق ،ال ّداعى إليه بكلمة الصّدق ،إلى أن قال :كنّا نظرنا مناجاتك عصمك هّللا
أيّها الناصر للح ّ
من أوليائه ،و حرسك به من كيد أعدائه إلى آخر و حكى انّه وجد مكتوبا على قبره بخطّ القائم عليه السّالم:
الس3الم ،و هىو نقل ابن أبى الحديد فى شرحه أنّه رأى فى المنام فاطم33ة ال ّزه33راء و معه33ا الحس33ن و الحس33ين عليهم33ا ّ
صبح فاطمة أم المرتضى و الرّضى بهم33ا إلي33ه و ق33الت ل33ه ذل33ك و تقول يا شيخي علّم ولدي هذين الفقه ،ث ّم جائت فى ال ّ
هى مشهورة و كذا ال ّرؤيا التى راها رحمه هّللا عند منازعته للمرتضى رضى هّللا عنه و هى قوله يا ش33يخى و معتم33دى
قألح ّ
ص158 :
مع ولدى.
الص 3دوق ،فى أن له رس33الة فى ال33ر ّد علي ّ هذا .و فى كتاب «ال ّد ّر المنثور» للمحقّق ال ّشيخ عل ّي بن المدقّق ال ّشيخ مح ّمد ّ
ان شهر رمضان ال ينقص قال و هي مشحونة بقرائن تد ّل على أنّها له ،قلت :هى الّتى ربّما نذكر عبارتها فى هذه قوله ّ
التّعليقة ،ث ّم نقل المحقق المذكور عن إبن شهر آشوب رحمه هّللا إنّه ذكر فى فهرس33ت مص3نّفاته رحم33ه هّللا رس33الة ال33ر ّد
الس3هو على النّ33ب ّي ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه ،محتمل33ة
على ابن بابويه ،و ذكر عنه رسالة اخرى فى الر ّد عليه فى تجويزه ّ
ألن تكون له و للسيّد رضى هّللا عنه ،و الظّاهر انّها للسيّد رضى هّللا عنه.
أقول ذكر ال ّرسالتين بتمامها فى «الفوائد النّجفيّة» و قال عند ذكر الرّسالة الّتي فى الر ّد على أصحاب الع33دد أنّه33ا ربم33ا
ق األوّل ،كما ص ّرح به ابن ادريس رحمه هّللا فى السّرائر انتهى. نسبت إلى السيّد المرتضى ،و الح ّ
أن الّ3تى فى ال3ر ّد على الق3ائلين بالع3دد ل3ه رحم3ه هّللا انّ3ه
و لم ينسب إلى ال ّرسالة األخري خالفا أصال ،و م ّما يد ّل على ّ
ق ّدس سرّه أشار فيها غير م ّرة إلى كتاب له يس ّمى ب «مصابيح النّور» و قد ذكر النجاشي كما م ّرت و كذا «ب» يعنى
به ابن شهر آشوب رحمه هّللا «مصابيح النّور» فالحظ.
ان للمرتضى رض33ى هّللا عن33ه رس33الة كب33يرة فى نص33رة الرّؤي33ة ،و إبط33ال الق33ول
و ال ّشيخ رحمه هّللا ذكر فى الفهرست ّ
بالعدد؛ و كانّها غيرها فتتبّع .و أ ّما االخرى فهى و االولى على نمط واحد ،و اسلوب واحد ،و نقش واح33د؛ ح33ذو النّع33ل
بالنّعل ،هذا و لم نستوف كتبه الّتي ذكر «جش» اختصارا مع انّه رحمه هّللا أيضا لم يستوفها.
هذا و ذكره ابن كثير ال ّش امى فى تاريخه على ما ذكره غير واحد من علمائنا قال توفّى فى سنة ثالث عشرة و أربعم33أة
عالم ال ّشيعة و إمام ال ّرافضة؛ صاحب التّص33انيف الكث33يرة ،المع33روف بالمفي33د و ب33ابن المعلّم أيض33ا الب33ارع فى الكالم و
الجدل و الفقه ،و كان يناظر ك ّل عقيدة بالجاللة و العظمة فى ال ّدولة البويهيّة ،و كان كثير الصّدقات عظيم
ص159 :
الخشوع ،كثير الصّالة و الصّوم ،خشن اللبّاس و كان عضد ال ّدول33ة ربّم33ا زار ّ
الش3يخ المفي33د و ك33ان ش33يخا ربع33ا نحيف33ا
أسمر عاش ستّا و سبعين سنة و له أكثر من مأتى مصنّف و كان يوم وفاته مشهورا و شيّعه ثمانون ألفا من الرّافضة و
ال ّشيعة انتهى.
و له ق ّدس س ّره مناظرات لطيفة و حكايات مع القوم جيّدة و ظريفة أفرد له33ا المرتض33ى رض33ى هّللا عن33ه كتاب33ا ،و ذك33ر
اكثرها ،من جملتها ما أشار إليه العاّل مة بقوله:
و له حكاية إلى آخر .و قد ذكرها ابن ادريس في آخر السّرائر مل ّخصها :أنّه كان أيّام اشتغاله على أبيعبد هّللا المع33روف
بالجعل فى مجلس عل ّى بن عيسى الرّمانى ،فسأل رجل بصرى عل ّى بن عيسى عن يوم الغدير و الغار ،فقال أ ّم33ا خ33بر
ى فق33ال المفي33د رحم33ه هّللا :م33ا
الغار فدراية ،و أ ّما خبر الغدير فرواية ،و ال ّرواية ما توجبه ال ّدراية ،ثم انصرف البص33ر ّ
تقول فيمن قاتل االمام العادل؟ قال كافر ،ث ّم استدرك ،فقال فاسق ،ث ّم قال ما تقول فى أمير المؤمنين على عليه ّ
الس33الم؟
قال إمام ،قال ما تقول فى طلحة و ال ّزبير؟
و يوم الجمل؟ قال تابا ،قال أ ّم33ا خ3بر الجم33ل فدراي33ة ،و أ ّم33ا خ33بر التّوب33ة فرواي3ة؟ فق33ال ل33ه أكنت حاض33را حين س3ألنى
ى ،قال نعم ،فدخل منزله و أخرج معه ورقة ق33د الص33قها و ق33ال أوص33لها إلى ش33يخك أبيعب33د هّللا ،فج33آء به33ا إلي33ه البصر ّ
فقرأها و لم يضحك هو نفسه ،و قال قد أخبرنى بما جرى لك فى مجلسه و لقبك المفيد.
ص160 :
اقول و كان ما ذكره من المن3اظرة م33ع الب3اقالنى ،ك33ان على مس3ألة الج3بر و ذل3ك لم3ا حكى انّ3ه اجتم3ع م3ع ّ
الش3يخ فى
مجلس ،فسمعه يقول فى ط ّى ما يعمد إليه من الكالم:
الحمد هّلل الّذى يفعل فى ملكه ما يشاء معرضا على ال ّشيخ رحمه هّللا فى قوله بالعدل ،فالجم33ه س33ريعا بقول33ه س33بحان من
تن ّزه عن اللّغو و الفحشآء.
و أ ّما تفصيل ما نقله من الحكاية فى وج3ه تلقّب الرّج33ل بالمفي3د ،بن33اء على م33ا نقل3ه بعض3هم عن ال33و ّرام بن أبى ف3راس
أن ال ّشيخ المفيد ،كان من أهل عكبر ،ث ّم انحدر و هو صب ّى م33ع أبي33هالمالكى االشترى ،صاحب كتاب «المجموع» فهو ّ
إلى بغداد ،و اشتغل بالقرائة على ال ّشيخ أبى عبد هّللا المعروف بجعل ،و ك33ان منزل33ه فى درب ري33اح من بغ33داد ،و بع33د
ذلك اشتغل بال ّدرس عند أبى ياسر فى باب خراسان من البلدة المذكورة.
و ل ّما كان أبو ياسر المذكور ربّما عجز عن البحث معه ،و الخروج عن عهدته ،أشار إليه بالمض ّى إلى عل ّى بن عيسى
الرّمانى ،الّذى هو من أعاظم علماء الكالم ،فقال ال ّشيخ :أنّى ال أعرفه و ال أجد أحدا يدلّني عليه ،فارسل أبو ياسر مع33ه
3ف النّع33ال ،و
الش3يخ فى صّ 3بعض تالمذته و أصحابه ،فل ّما مضى و كان مجلس الرّمانى مش33حونا من الفض33الء ،جلس ّ
أن رجال من أه33ل بقى يتدرّج للقرب كلّما خال المجلس شيئا فشيئا ،الستفادة بعض المسائل من صاحب المجلس ،ف33اتّفق ّ
البصرة دخل و سأل ال ّرمانى و قال له :ما تقول فى حديث الغدير و ّ
قص3ة الغ33ار؟ فق33ال الرّم33انى خ33بر الغ33ار دراي33ة ،و
خبر الغدير رواية ،و ال ّرواية ال تعارض ال ّدراية ،و ل ّما كان ذلك ال ّرجل البصرى ليس له ق ّوة المعارضة سكت و خرج
و قال ال ّشيخ انّي لم أجد صبرا عن السّكوت عن ذلك؛ فقلت :أيّها ال ّشيخ عندى سؤال؟ فق33ال :ق33ل :فقلت :م33ا تق33ول فيمن
خرج على اإلمام العادل فحاربه؟ فقال كافر ،ث ّم استدرك فق33ال فاس33ق ،فقلت م33ا تق33ول ،فى أم33ير المؤم33نين عل ّى بن أبى
طالب عليه السّالم ،فقال إمام فقلت :ما تقول فى حرب الطّلحة و ال ّزبير له فى حرب الجمل؟ فق33ال أنّهم3ا تاب33ا ،فقلت ل3ه
خبر الحرب دراية ،و التّوبة رواية .فقال و كنت حاضرا عند سؤال ال ّرجل البصرى ،فقلت :نعم ،فقال رواية برواي33ة و
سؤالك متّجة وارد.
ص161 :
ثم أنّه سأله من أنت و عند من تقرأ من علماء هذه البالد؟ فقلت له :عند ال ّشيخ أبى عل ّى جعل ،ث ّم قال له مكانك ،و دخل
منزله ،و بعد لحظة خرج و بيده رقعة ممهورة ،فدفعها إل ّى و قال أدفعه3ا إلى ش3يخك أبى عب3د هّللا ،فأخ3ذت الرّقع3ة من
يده و مضيت إلى مجلس ال ّشيخ المذكور ،و دفعت إليه ال ّرقعة ،ففتحها و بقى مشغوال بقرائتها و هو يضحك ،فل ّما ف33رغ
أن جميع ما جري بينك و بينه ،قد كتب إل ّى به أوصانى بك و لقبك بالمفيد.من قرائتها قال ّ
هذا و قد نسب ص33احب «مج33الس المؤم33نين» م33ا نقل3ه ص33احب التّعليق33ات عن «ت33اريخ ابن كث33ير» ّ
الش3امى إلى ت33اريخ
اليافعى المشهور نعم إنّما نقل عن ابن كثير المذكور أنّه قال فى ترجمة شيخنا المنظ33ور :ك33ان ش33يخ ال3رّوافض محامي33ا
عنهم متعصّبا فى حقّهم ،و كانت ملوك األقطار يعتقدون له ّ
ألن كث33يرا من أه33ل ذل33ك ال ّزم33ان ك33انوا م33ائلين إلى م33ذهب
الش3ريفاإلماميّة ،و ك3ان يحض3ر مجلس3ه خل3ق كث3ير من العلم3اء من جمي3ع الطّوائ3ف و المل3ل ،و من جمل3ة تالمذت3ه ّ
المرتضى و قد رثاه بعد وفاته بقصيدة غرّاء إلى أن قال :و ل ّما بلغ نعيه إلى ال ّشيخ أبى القاسم الخف33اف المع33روف ب33ابن
النقيب فرح بموته كثيرا و أمر بتزيين داره و جلس فيها للتّهنية له بهذا األمر ،و قال اآلن طاب لى الموت إنتهى.
و من جملة من يك ّر ر ذكر شيخنا المفيد فى كتابه و يعتنى بمزيد فضله و شرفه على جميع أقرانه و أتراب33ه :ه33و تلمي33ذه
الفقيه النّبيه المتمهر الذك ّى شيخنا أبو الفتح الكراجكى فى كتابه الموس33وم «بك33نز الفوائ33د و الج33امع من جمي33ل الفرائ33د»
فمن جملة ما نسبه إليه رحمه هّللا و ال يسعنى أن أدع كتابى هذا صفرا عنه ،مع أنّه داع إلى ص33ميم دع33اء المطّلعين ،و
هاد إلى حميد جزاء المنتفعين ،هو ما ذكره فى معنى اإلرادة الّتى هى من صفات الب33اري تع33الى به33ذه التنض33يد .فص33ل
من كالم شيخنا المفيد رضي هّللا عنه فى اإلرادة.
ص162 :
الض3مير و أش3باهه ،و م ّم3ا ال يج3وز إاّل على ذوى الحاج3ة و ق3ال :اإلرادة من هّللا جّ 3ل اس3مه نفس الفع3ل و من الخل3ق ّ
بأن القصد ال يكون إاّل بقلب ،كما ال تكون ال ّشهوة و المحبّ33ة إاّل ل33ذى قلب ،و ال تصّ 3ح
أن العقول شاهدة ّ النّقص ،و ذلك ّ
النيّة و الضّمير و العزم إاّل على ذى خاطر يضطر معها فى الفعل الّذى يقلّب علي33ه إلى اإلرادة و النّي33ة في33ه و الع33زم و
ل ّم33ا ك33ان هّللا تع33الى يج ّ 3ل عن الحاج33ات و يس33تحيل علي33ه الوص33ف ب33الجوارح و اآلالت و ال تج33وز علي33ه ال ّ 3دواعى و
الخطرات ،بطل أن يكون محتاجا فى األفع33ال إلى القص33ود و العزم33ات ،و ثبت ّ
أن وص33فه ب33اإلرادة مخ33الف فى معن33اه
لوصف العباد ،و أنّها نفس فعله االشيآء و اطالق الوصف بها عليه مأخوذ من جهة االتّباع دون القياس.
و بذلك جآء الخبر عن ائ ّمة الهدى عليهم السالم ،قال شيخنا المفيد رضى هّللا عنه :أخبرنى أبو القاس33م جعف33ر بن مح ّم33د
بن قولويه ،عن مح ّمد بن يعقوب الكلينى ،عن أحمد بن ادريس ،عن مح ّمد بن عبد الجبّار ،عن صفوان بن يح33يى ،ق33ال
قلت ألبى الحسن عليه السّالم :أخبرنى عن اإلرادة من هّللا تع33الى و من الخل33ق فق33ال اإلرادة من الخل33ق ّ
الض3مير ،و م33ا
يبدو لهم قبل الفعل ،و اإلرادة من هّللا تعالى إحداثه الفعل ال غير ذلك ألنّه ج ّ 3ل اس33مه اليّهم و ال يتف ّك33ر ،ق33ال ش33يخنا :و
هذا نصّ من موالنا عليه السّالم على اختيارى فى وص33ف هّللا تع33الى ب33اإلرادة ،قلت :و في33ه نصّ على م33ذهب ل33ه آخ33ر
أن إرادة العبد يكون قب3ل فعل3ه ،و إلى ه3ذا ذهب البلخى ،و الق3ول فى تقّ 3دم اإلرادة للم3راد ك3القول فى تقّ 3دم
فيها ،و هو ّ
القدرة للفعل إلى آخر ما ذكره.
صورة مسألة فقهية ذكرها شيخنا المفيد رضى هّللا عنه ،رجل صحيح دخ33ل على م33ريض ،فق33ال و منها ما ذكره بهذه ال ّ
له :أوص ،فقال بما أوصى و إنّما يرثنى زوجناك و اختاك و ع ّمتاك و خالتاك و ج ّدتاك و فى ذلك يقول ال ّشاعر:
الجواب :هذا المريض تزوج ج ّدتى الصّحيح؛ أم ا ّمه ،و ا ّم ابيه ،فاولد ك ّل واحدة منهما ابنتين ،فانبت33اه من ج ّدت33ه أم أبي33ه
صحيح ،و انبتاه من ج ّدته أ ّم ا ّمه هما خالتا الصّحيح ،و نزوّج الصّحيح ج ّدتى المريض أ ّم ا ّم33ه و ا ّم ابي33ه ،و
هما ع ّمتا ال ّ
ص حيح ،فاولدها ابنتين ،فقد ترك المريض أربع بنات ،و هى ع ّمتا ّ
الص 3حيح و خالت33اه ،و ت33رك تز ّوج أبو المريض أ ّم ال ّ
صحيح ،و ترك امرأتيه و هما ج ّدتا ال ّ
صحيح ،و ترك أختيه ألبي33ه و هم33ا اخت33ا ّ
الص3حيح ،فلبنات33ه ج ّديته و هما زوجتا ال ّ
الثلثان ،و لزوجيته الثمن ،و لج ّديته السّدس ،و ال حنتيه البيه ما بقى هذه القسمة على مذهب العا ّمة دون الخاصّة.
و منها أيضا ما ذكره بهذه الطّريقة مسألة فقهيّة ذكرها شيخنا أبو عبد هّللا المفيد رضوان هّللا عليه :امرأة ورثت ألربع33ة
ازواج واحدا بعد واحد ،فصار لها نصف أموالهم جميعا ،و للعصبة النّصف الباقى؛ الجواب :هذه امرأة تزوّجها أربع3ة
اخوة واحد بعد واحد ،ورث بعضهم بعضا معها ،و كان جميع مالهم ثمانية عشر دينارا ،للواحد منهم ثماني33ة دن33انير ،و
لآلخر منهم ستّة دنانير ،و لآلخر ثالثة دنانير ،و لآلخر دينار واحد ،فتز ّوجها الذى له الثّمانية ،ث ّم مات عنها ،فصار له
الربع م ّما ترك و هو ديناران ،و صار ما بقى بين األخوة الثّالثة لك ّل واحد منهم ديناران ،فصار لصاحب ال ّستّة ثماني33ة
دنانير ،و لصاحب الثّالثة خمسة دنانير ،و لصاحب ال ّدينار ثالث33ة ،ث ّم تزوّجه33ا الّ33ذى ل33ه ثماني33ة و م33ات عنه33ا ،ف33ورثت
الرّبع م ّما ترك و هو ديناران ،و صار ما بقى و هو ستّة دنانير بين اخويه ،لك ّل واحد منهم ثالثة دن33انير ،فص33ار للّ33ذى
له خمسة دنانير ثمانية ،و للّذى له ثالثة دنانير ستّة ،ث ّم تز ّوجها صاحب الثّمانية و مات عنها ،فورثت من33ه بحّ 3
ق الرّب33ع
دينارين ،و صار ما بقى ألخيه و هو ستّة دنانير ،فحصل له بهذه السّتة مع السّتة االولى اثني عشر دين3ارا ،ث ّم تزوّجه3ا
و هو الباقى من األخوة و له اثنى عشر دينارا ،و مات عنها ،فورثت الرّبع ثالثة دنانير ،فص33ار جمي3ع م33ا ورثت عنهم
تسعة دنانير،
ص164 :
ألنّها ورثت من األ ّول دينارين و من الثّانى دينارين ،و من الثّالث دينارين ،و من الرّاب33ع ثالث33ة دن33انير ،ف33ذلك تس33عة و
هى نصف ما كانوا يملكون و الباقى للعصبة كما قلنا.
و منها ما نقله عنه رحمه هّللا بهذه العبارة :مس33ألة ذكره33ا ش3يخنا المفي33د رض33ى هّللا عن3ه فى «كت33اب االش33راف» رج33ل
اجتمع عليه عشرون غسال فرض و سنّة و مستحبّ ،أجزأه من جميعها غسل واح33د .ج33واب :ه33ذا رج33ل احتلم و أجنب
نفسه بانزال المآء و جامع فى الفرج ،و غسل ميّتا ،و مسّ آخر بعد برده بالموت قب33ل تغس33يله ،و دخ33ل المدين33ة لزي33ارة
رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله ،و أراد زيارة االئ ّمة عليهم السالم هناك ،و أدرك فجر يوم العيد ،و كان ي33وم جمع33ة ،و
أراد قضاء غسل يوم عرفه ،و عزم على صالة الحاجة ،و أراد أن يقضى صالة الكسوف؛ و كان علي33ه فى ي33وم بعين33ه
صالة ركعتين بغسل و أراد التّوبة من كب33يرة ،على م33ا ج33آء عن النّ33ب ّى ،و أراد ص33الة اإلس33تخارة ،و حض33رت ص33الة
اإلستسقآء ،و نظر إلى مصلوب ،و قتل وزغة ،و قصد إلى المباهلة ،و اهرق عليه مآء غالب النّجاسة.
و منها أيضا ما نقله عنه رحمه هّللا فى أواخر كتابه بهذا الوجه :فصل قال شيخنا المفيد رضى هّللا عنه اح33د عش33ر ش33يئا
3ن ،و العظم ،و الظّل3ف ،و الص3وف ،و ال3رّيش ،و السّ 3 من الميتة الّتى عليه33ا ال3ّ 3ذكاة حالل ،و هىّ :
الش3عر ،و ال33وبر ،و ّ
القرن ،و البيض ،و اللّبن ،و األنفخة.
ص165 :
ابراهيم الخليل عليه السّالم و هى الحنيفية ،خمس منه33ا فى ال3رّأس و هى :ف33رق ّ
الش3عر لمن ك33ان على رأس33ه ش33عر ،و
قصّ ال ّش ارب ،و السواك؛ و المضمضة ،و االستنشاق و خمس منها فى السجد و هى الختان ،و قصّ االظافير ،و نت33ف
االبطين ،و حلق العانة ،و االستنجاء.
و منها كيفية مناظرته رحمه هّللا مع علماء المخالفين ،فى مسألة التخطائة و التّصويب بهذا التّركيب:
ذكر مجلس جرى لشيخنا المفيد ابى عبد هّللا محمد بن محمد بن النعم33ان م33ع بعض الخص33وم فى ق33ولهم ّ
ان ك33ل مجته33د
ان أص33لكم الّ33ذي
مصيب قال شيخنا رض33ى هّللا عن33ه كنت اقبلت فى مجلس على جماع33ة من متفقّه33ة العا ّم33ة ،فقلت لهمّ :
تعتم33دون علي33ه فى تس33ويغ اإلختالف يخط33ر عليكم المن33اظرة و يمنعكم من الفحص و المباحث33ة ،و اجتم33اعكم على
المناظرة تناقض اصولكم فى االجتهاد ،و تسويغ اإلختالف قال بلى ،فما الّذى يلزمنا على هذا القول؟ قال شيخنا:
قلت؛ فخبرنى اآلن عن موضع المناظرة أليس إنّما هو إلتماس الموافقة و دعآء الخصم بالح ّج33ة الواض33حة إلى اإلنتق33ال
إلى موضع الحجّ3ة ،و تنف3ير ل3ه عن اإلقام3ة على ضّ 3د م3ا علي3ه البره3ان ،ق3ال ال ليس ه3ذا موض3ع المن3اظرة ،و انّم3ا
موضوعها اإلقامة للح ّجة ،و اإلبانة عن الرجحان ،و ما الّذى يج ّر انّه إلى ذلك و المعني الملتمس به أهو تبعيد الخص33م
عن موضع الرّجحان و التّنفير له عن المقالة بايضاح ح ّجتها أم ال ّدعوة إليها بذلك ،و اللّطف فى االجتذاب إليها به ،فان
ان الغرض للمحتج التبعيد عن قوله بايضاح الحجّة علي33ه ،و التنف3ير عن3ه باقام3ة ال ّدالل33ة على ص33وابه ،قلت ق33وال
قلتّ :
يرغب عنه ك ّل عاقل ،و ال يحتاج مع تهافته إلى كسره خ و إن قلتّ :
ان الموضح عن مذهبه بالبرهان داع إليه بذلك ،و
ق الّذى ال ش33بهة في33ه إلى م33ا أردن33اه ،من
الدا ّل عليه بالحجج البيّنات يجتذب بها إلى اعتقاده صرت بهذا القول و هو الح ّ
ان موضوع المناظرة انّما هو الموافقة و رفع االختالف و المنازع33ة ،و إذا ك33ان ذل33ك ك33ذلك ،فل33و حص33ل الغ33رض فى ّ
المناظرة و ما أجرى به إليه الرتفعت ال ّرحمة ،و سقطت التوسعة و عدم الرّفق من هّللا بعب33اده و وجب فى ص33فة العنت
و التّضييق و ذلك ضالل من قائل33ه ،فال بّ 3د علي اص3لكم في االختالف من تح3ريم النّظ3ر و الحج3اج .و إاّل فم3تى صّ 3ح
ذلك ،و كان أولى من تركه ،فقد بطل قولكم فى االجتهاد ،و هذا ما ال شبهة فيه على عاقل.
ص166 :
فاعترض رجل آخر من ناحية المجلس ،فقال ليس الغرض فى المناظرة ال ّدعوة إلي اإلتّفاق ،و إنّما الغرض فيها إقام33ة
الفرض من اإلجتهاد فقال له الشيخ رضى هّللا عنه هذا الكالم كالم صاحبك هذا بعينه فى معن33اه و انتم33ا جميع33ا حائ33دان
عن التّحقيق و الصّواب و ذلك انّ33ه ال ب33د فى ف33رض االجته33اد من غ3رض و ال بّ 3د لفع33ل النّظ33ر من معق33ول ،ف33إن ك33ان
الغرض فى أداء الفرض باالجتهاد البيان عن موضع ال ّرجحان فهو الدعآء فى المعقول إلى الوفاق ،و االين33اس بالح ّج33ة
إلى المقال ،و إن كان الغرض فيه التّعمية و االلغاز فذلك محال لوجود المن33اظر مجته33دا في البي33ان ،و التّحس33ين لمقال33ه
صواب ،و إن كان معقول فعل النّظر و مفهومه غرض صاحبه الّذى هو البيان عن بالتّرجيح له على قول خصمه فى ال ّ
نحلته و التّنفير عن خالفها ،و التّحسين لها ،و التّقبيح لض ّدها ،و التّرجيح لها على غيرها و كنّا نعلم ضرورة ّ
ان فاع33ل
ذلك ال يفعله للتّبعيد من قوله ،و انّما يفعله للتّق33ريب من33ه و الّ 3دعاء إلي33ه فق33د ثبت م33ا قلن33اه ،و ل33و ك33ان الّ 3دال على قول33ه
الموضح بالحجج عن صوابه المجتهد فى تحسينه و تشييده غير قاصد بذلك إلى الّ 3دعاء إلي33ه ،و ال مزي33د لالتف33اق علي33ه
لكان المقبح للمذهب الكاشف عن عواره الموضح عن ضعفه و وهنه داعيا بذلك إلي اعتقاده و مرغبا ب33ه إلى المص33ير
إليه ،و لو كان ذلك كذلك لكان ّ
الذم لل ّشيء مدحا و المدح له ذ ّما له ،و التّرغيب فى ال ّشىء ترهيبا عنه ،و التّ33رهيب عن
الشىء ترغيبا فيه ،و األمر به نهيا عنه ،و النّهى عنه أمرا به ،و التّحرز منه إيناس33ا ب33ه و ه33ذا م33ا ال ي33ذهب إلي33ه س33ليم
العقل ،فبطل بذلك ما توهّمتوه؛ و وضع ما ذكرناه فى تناقض نحلتهم على ما بيّناه ،و هّللا نسأل التّوفيق.
قال شيخنا رضى هّللا عنه ث ّم عدلت إلى صاحب المجلس فقلت له :لو سلّم هؤالء القوم من المناقضة الّتى ذكرناه33ا و لن
يسلموا أبدا منها بما بيّناه لما سلموا من الخالف على هّللا فيما أمر ب33ه ،و ال33ر ّد للنّص في كتاب33ه -و الخ33روج عن مفه33وم
أحكامه بما ذهب33وا إلي3ه من حس33ن اإلختالف و ج33واره فى األحك33ام ،ق33ال هّللا عّ 3ز و ج3لَّ :و ال تَ ُكونُ33وا َكالَّ ِذينَ تَفَ َّرقُ33وا َو
َظي ٌم فنهي تعالى عن اإلختالف نهيا عا ّما ظاهرا ،و ح3ّ 3ذر من33ه و ِّنات َو ُأولِئكَ لَهُ ْم عَذابٌ ع ِ
اختَلَفُوا ِم ْن بَ ْع ِد ما جا َءهُ ُم ْالبَي ُ
ْ
زجر منه ،و توعد على فعله بالعقاب ،و هذا مناف لجواز اإلختالف.
ص167 :
الكافّ33ة باالجتم33اع ،و ه33ذا في ابط33ال ق33ول س33وغ االختالف ،و ق33ال س33بحانهَ :و ال يَزالُ33ونَ ُم ْختَلِفِينَ ِإاَّل َم ْن َر ِح َم َربُّ َ
ك.
أن المختلفين قد خرجوا باإلختالف عن الرحمة ،الختص33اص من خ33رج فاستثنى المرحومين من المختلفين ،و د ّل على ّ
عن صفتهم بال ّر حمة و لو ال ذلك لما كان إلستثناء المرحومين من المختلفين معنى يعقل .و هذا بيّن لمن تأ ّمله.
ق فى قال صاحب المجلس :أرى هذا الكالم كلّه يتو ّجه على من قال ان ك ّل مجتهد مصيب ،فما تقول فيمن ق33الّ :
ان الحّ 3
ق فى واحد ،و إن كان مصيبا فيم33ا ق33ال واحد ،و لم يسوغ االختالف ،قال ال ّشيخ رضى هّللا عنه فقلت له :القائل ّ
بأن الح ّ
ق معف ّو عنه غير مؤاخذ بخطائه فيه ،و اعتماده على هذا المعنى خاصّة ،فانّه يلزم المناقضة بقولهّ :
أن المخطى فى الح ّ
فى ذلك على انّه لو أخذ به للحقه العنت و التّضييق ،فقد صار بهذا القول إلى معنى قول األولين فيم33ا عليهم المناقض33ة،
و ألزمهم من أجله ترك المباحثة و المكالمة ،و إن كان القائلون باصابة المجته33د من الحّ 3
ق يزي33دون علي33ه فى اإلص33ابة
معترف له و مق ّر بأنّ ه مصيب فى خالفه ،مأجور على مباينته ،و هذه المقالة تدعوا إلى ترك اعتقادها بنفسها ،و يكشف
عن قبح باطنها و ظاهرها و باهّلل التّوفيق.
ان هذا الكالم جرى فى مجلس ال ّشيخ أبى الفتح عبيد هّللا بن فارس ،قبل أن يتولّى الوزارة ،و منها أيضا م33ا نقل33ه
ذكروا ّ
عنه رحمه هّللا من حكاية تبهيت بعض المو ّحدين واحدا من المالحدة فى مجلس حسن بن س33هل ال33وزير ،به33ذا التّقري33ر:
أن أبا الحسن عل ّى بن ميثم رضى هّللا عنه ،دخل على الحسن بن سهل ،و وجدت فى أمالى شيخنا المفيد رضى هّللا عنه ّ
إلى جانبه ملحد قد أعظم النّاس حوله ،فقال له لقد رأيت عجبا ،قال و ما هو؟ ق33ال رأيت س33فينة تع33بر النّ33اس من ج33انب
إلى جانب بغير ماّل ح و ال ناصر ،قال فقال له الملحد:
أن هذا اصلحك هّللا لمجنون ،قال و كيف؟ قال ألنّه يذكر س33فينة من خش33ب جم33اد ال حيل33ة و ال ق3وّة و ال حي33اة في33ه و ال ّ
عقل أنّه يعبّر النّاس و يفعل فعل االنسان ،كيف يص ّح هذا:
فقال له أبو الحسن و أيّما أعجب هذا و هذا المآء الّذى على وجه األرض يمنة و يسرة
ص168 :
بال روح و ال حيلة و ال قوى ،و هذا النّبات الّذى يخرج من األرض ،المط33ر الّ33ذى ي33نزل من ّ
الس3ماء ،كي33ف يص33ح م33ا
أن ال مدبّر له كلّه و أنت تنكر أن تكون سفينة تتحرّك بال مدبّر ،و تعبر النّاس بال ماّل ح ،قال فبهت الملحد.
تزعمه من ّ
و منها أيضا ما نقله عنه من مناظرة عدلى مع ج3برى بقول33ه :حّ 3دثنى ش3يخى رحم33ه هّللا ان متكلّمين أح33دهما ع33دلى ،و
ق عليه الباب؛ فق33ال الع33دلى:فان الجبرى أتى إلى منزل العدلى ،فد ّاآلخر جبرى كانا كثيرا ما يتكلّمان في هذه المسألةّ ،
من ذا؟ قال أنا فالن قال له العدلى أدخل قال الجبرى إفتح لى حتّى أدخل؟ قالى العدلى أدخل حتّى افتح ل33ك ،ف33انكر ه33ذا
عليه ،و قال ال يص ّح دخولى حتّى يتق ّدمه الفتح ،فوافق33ه على قول33ه فى الق33درة و الفع33ل ،و اعلم33ه ب33ذلك وج33وب تقّ 3دمها
عليه ،فانتقل المجبر عن مذهبه و صار إلى الح ّ
ق.
و منها أيضا حكاية مناظرته رحمه هّللا مع الخليفة الثّانى في عالم الواقعة ،كما نقله33ا عن33ه به33ذا التّفص33يل من33ام ذك33ر أن
شيخنا المفيد أبا عبد هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان رض33ى هّللا عن33ه ،رآه و أماله على أص33حابه بلغن33ا ّ
أن ش33يخنا المفي33د
رضى هّللا قال رأيت فى النّوم كأنّى قد اجتزت في بعض الطّرق فرأيت حلقة دائرة فيها ناس كثير ،فقلت ما هذا؟
فقيل لى :هذه حلقة فيها رجل يفص ،فقلت من هو :قالوا عمر بن الخطاب ،فتقدمت ،ففرقت النّاس و دخلت الحلقة ،فاذا
رجل يتكلّم على النّاس بشىء لم احصله ،فقطعت عليه فقلت :أيّها ال ّشيخ أتاذن لى في مسألة؛ فق33ال س33ل فقلت؟ أخ33برنى
ما وجه ال ّداللة على ما ي ّدعى من فضل صاحبك ع3تيق بن أبى قحاف3ة من ق3ول هّللا تع3الي ث3انى اث3نين إذ هم3ا فى الغ3ار
أن له فضال كثيرا فقال وجه ال ّداللة على فضل أبى بكر من هذه اآلية فى س33تّة اآلية فانّى أرى من ينتحل مو ّدتكما يذكر ّ
أن هّللا تعالي ذكر نبيّه صلّى هّللا عليه و اله و ذكر ابا بكر معه ،فجعله ثانيه فقال ثانى اثنين.
مواضع ،أوّلها ّ
الثّانى :انّه وصفهما باالجتماع فى مكان واحد تأليفا بينهما ،فقال إذ هما فى الغار.
ص169 :
الرّابع أنّه أخبر عن شفقة النّبى صلّى هّللا عليه و اله عليه و رفقه به لموضعه عنده فقال ال تحزن
الخامس إعالمه أنّه أخبره إن هّللا معهما على سواء ناصرا لهما و دافعا عنهما ،فقال:
ألن ال ّرسول لم تفارقه السّكينة قطّ ،قال فأنزل هّللا سكينته علي33ه فه33ذه
السّادس أنّه أخبر عن نزول السّكينة على أبى بكر ّ
ستّة مواضع تد ّل على فضل أبى بكر من آية الغار؛ ال يم ّكنك و ال غيرك الطّعن فيها على وجه من الوجوه و سبب من
األسباب.
قال المفيد رحمه هّللا فقلت له :قد حررت كالمك ،و استقصيت البيان فيه ،و أتيت بما ال يقدر أحد من الخلق أن يزيد فى
االحتجاج لصاحبك عليه ،غير أنّى بعون هّللا و توفيقه سأجعل ما أتيت به كرماد اشت ّدت به الرّيح فى ي33وم عاص33ف أ ّم33ا
ان هّللا تعالى ذكر النّب ّي صلّى هّللا عليه و اله و سلّم و جعل أبا بكر ثانيه ،فليس فى ذلك فض3يلة ،ألنّ3ه عن3د تحقي3ق
قولك ّ
النّظر إخبار عن عدد فقط ،و لعمرى انّهما كانا اثنين و نحن نعلم ضرورة أن مؤمنا و كافرا إثنان ،كم33ا نعلم ّ
ان مؤمن33ا
و مؤمنات اثنان ،فليس لك فى ذكر العدد طائل يعتمد عليه.
ألن المك33ان الواح33د يجتم33ع في3ه المؤمن33ون و الكفّ33ار ،كم33ا
و ا ّما قولك :انّه وصفهما باإلجتماع فى المكان 3،فانّه ك33األوّل ّ
3ان مس33جد النّ33ب ّى ص33لّى هّللا علي3ه و ال33ه و س33لّم أش3رف من الغ33ار؛ و ق33د جم33ع
يجمع العدد للمؤمن و الكفّ33ار ،و أيض33ا فّ 3
المؤمنين و المنافقين و الكفّار ،و فى ذلك قوله تعالى فما للّذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين و عن ال ّشمال ع33زين .و
فان سفينة نوح قد جمعت النّب ّى و ال ّشيطان و البهيمة؛ فبان لك ّ
أن االجتماع فى المكان ال يد ّل علي م33ا ادعيت من أيضا ّ
الفضل ،فبطل فضالن.
و أ ّما قولك انّه اضافه إليه بذكر الصّحبة ،فانّه اضعف من الفضلين األولين ّ
ألن ال ّ
صحبة أيضا يجمع المؤمن و الك33افر،
صاحبُهُ
ِ و ال ّدليل على ذلك قول هّللا ع ّز و جلَّ :
قال لَهُ
ص170 :
فان اسم ال ّ
صحبة يكون من العاقل و ب ،ثُ َّم ِم ْن نُ ْ
طفَ ٍة ثُ َّم َسوَّاكَ َر ُجاًل ،و أيضا ّ ُحاو ُرهُ َأ َكفَرْ تَ بِالَّ ِذي َخلَقَكَ ِم ْن تُرا ٍ
َو ه َُو ي ِ
البهيمة ،و ال ّدليل عليه من كالم العرب انّهم جعلوا الحمار صاحبا فقالوا:
و قد س ّموا الجماد مع الح ّى أيضا صاحبا ،فقالو من ذلك فى السّيف قال ال ّشاعر:
يعنى السّيف فاذا كان اسم الصّحبة يق33ع بين الم33ؤمن و الك33افر ،و بين العاق33ل و البهيم33ة ،و بين الحي33وان و الجم33اد ،فال
ح ّجة لصاحبك فيها.
فان ذلك وب33ال علي33ه ،و منقص33ة ل33ه ،و دلي33ل على خطائ33هّ ،
ألن قول33ه ال تح33زن نهى ،و و ا ّما قولك أنّه قال له ال تحزن ّ
ان صورة األمر عندهم قول القائل إفعل فال يخلو الح33زن الواق33ع من صورة النّهى عند العرب قول القائل ال تفعل ،كما ّ
أبى بكر من ان يكون طاعة أو معصية ،فلو كان طاعة لم ينه النّب ّى ص33لّى هّللا علي33ه و ال3ه عنه33ا ،فثبت أنّ3ه معص3ية ،و
الن فى اآلية دليال على عصيانه بشهادة النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و س33لّم ،و ليس يجب عليك أن تستد ّل على انّه انتهى ّ
الطاعات ،بل يأمر به33ا و ي33دعو اله33ا؛ و إنفيها دليل على أنّه انتهى ،فلو كان طاعة لم ينه النّب ّى عنها ألنّه ال ينهى عن ّ
كان معصية فقد ص ّح وقوعها منه ،و توجّه النّهى إليه عنها ،و شهدت اآليات ب33ه ،و لم ي33رد دلي33ل على امتثال33ه النّهى و
أن هّللا
فان النّ33بى ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه و س33لّم اعلم33ه ّ
ان هّللا معناّ ،
انزجاره ،و أما قوله انّه صلّى هّللا عليه و آله قال له ّ
معه خاصّة ،و عبّر عن نفسه بلفظ الجمع و نون العظمة ،و ذلك مشهور في كالم العرب؛ قال هّللا تع33الى ِإنَّا نَحْ نُ نَ َّز ْلنَ33ا
وارثُونَ ،و قد قالت ال ّشيعة قوال غير بعيد ،و هو انّهم ق33الوا يت َو نَحْ نُ ْال ِ
ال ِّذ ْك َر َو ِإنَّا لَهُ لَحافِظُونَ َ ،و ِإنَّا لَنَحْ نُ نُحْ يِي َو نُ ِم ُ
ان ابا بكر قال يا رسول هّللا حزني على أخيك عل ّى بن ابيطالب عليه السّالم ما كان من33ه؛ فق33ال ل33ه النّ33بى ص33لّى هّللا
قيل ّ
عليه و اله ال تحزن إن هّللا معنا أى معى؛ 3و مع اخى عل ّى بن أبي طالب.
ص171 :
الن الّذى أنزلت السّكينة عليه ،هو الّذى أيّده هّللا بالجنود ،كذا يشهد
ان السّكينة نزلت على أبى بكر فانّه كفر ّ
و ا ّما قولك ّ
ظاهر القرآن فى قوله فأنزل هّللا سكينته عليه ،و أيّده بجنوده لم تروها ،فلو كان أبو بكر هو صاحب ّ
الس 3كينة لك33ان ه33و
صاحب الجنود ،و فى هذا إخراج النّبى صلّى هّللا عليه و اله من النبوّة ،على ّ
أن هذا الموض33ع ل33و كتمت33ه على ص33احبك
ألن هّللا تعالى أنزل السّكينة على النّ3بى ص3لّى هّللا علي3ه و ال3ه فى موض3عين 3،و ك3ان مع3ه ق3وم مؤمن3ون،
لكان خيرا له ّ
فشركوه فيها ،فقال فى أحدهما ث ّم انزل هّللا س3كينته على رس3وله و على المؤم3نين و أن3زل جن3ودا لم تروه3ا؛ و ق3ال فى
ّ
خص3ه الموضع اآلخر فأنزل هّللا سكنته على رسوله و على المؤمنين ،و الزمهم كلمة التّقوى؛ و ل ّما كان فى ي3وم الغ3ار
وحده بالسّكينة ،فقال و أنزل هّللا سكينته عليه ،فلو كان معه مؤمن لشركه معه فى السّكينة ،كما شرك من ك33ان مع33ه من
المؤمنين ،فد ّل اخراجه من السّكينة على خروجه من األيمان ،و الحمد هّلل .
قال ال ّشيخ المفيد فلم يحر عمر بن الخطّاب جوابا و تفرقّت النّاس و استيقظت انتهى كالم الكراجكى.
و قال السيّد نعمة هّللا الجزائرى رحمه هّللا فى كتاب نوادره بعد نقله لهذه الحكاية مع تغاير فى بعض األلفاظ ،و لعمرى
ان ال ّدالئل الّتى استنبطها عمر من اآلية انّما أجراها هّللا على لسانه ألجل أن يقابلها المفيد رحمه هّللا بالر ّد و اإلبطال ،و
ّ
إاّل فهو بمعزل عن استخراج البديهيّات ،فضال عن النّظريات ،كي3ف ال ،و ق3د ق3ال بين الج ّم الغف3ير و نقل3ه المخ33الف و
المؤالف ،ك ّل النّاس أفقه من عمر حتّى المخ ّدرات تحت الحجال ،ث ّم كالمه.
و منها أيضا ما أورده عنه صاحب الكتاب المتق ّدم بهذا التّقرير :فصل فى ذكر الرّؤيا في المن33ام وج33دت لش33يخنا المفي33د
رضى هّللا عنه فى بعض كتبه ّ
أن الكالم فى باب رؤيا المنام33ات عزي33ز و ته33اون أه33ل النّظ33ر ب33ه ش33ديد ،و البليّ33ة ب33ذلك
عظيمة ،و صدق القول فيه أصل جليل ،و ال ّرؤيا فى المنام تكون من أربع جهات :احديها حديث النّفس
ص172 :
بال ّشىء و الفكر فيه ،حتّى يحصل كالمنطبع في النّفس ،فيتخيّل إلى النّائم ذلك بعينه و أشكاله و نتايجه ،و هذا مع33روف
باإلعتبار و الجهة الثّانية من الطّباع و ما يكون من قهر بعضها لبعض ،فيض3طرب ل3ه الم3زاج ،و يتخيّ3ل لص3احبه م3ا
يالئم ذلك الطّبع الغالب من مأكول و مشروب و مرئى و منكوح و ملبوس و مبهج و م3زعج ،و ق3د ت3رى ت33أثير الطّب3ع
صفرآء ،و يصعب عليه ال ّ
صعود إلى المكان العالى ،يتخيّل إليه الغالب فى اليقظة و المشاهد ،حتّى ّ
أن من غلبت عليه ال ّ
وقوعه منه ،و يناله مى الهلع و ال ّرمع ما ال ينال غيره ،و من غلبت عليه السّودآء يتخيّل له أنّه ق33د ص33عد فى اله33وآء و
أن الوحى يأتيه من السّماء و ما أشبه ذلك. يظن صحّة ذلك ،حتّى أنّه ربّما اعتقد فى نفسه النبوّة ،و ّ
ناحية المالئكة و ّ
و الجهة الثّالثة ألطاف من هّللا ع ّز و ج ّل لبعض خلقه ،من تنبيه و تبشير ،و إعذار و إنذار ،فيلقى فى روعه ما ينتج ل33ه
تخييالت أمور تدعوه إلى الطّاعة و ال ّشكر على النّعمة ،و تزجره عن المعص33ية ،و تخوف33ه اآلخ33رة ،و يحص33ل ل33ه به33ا
مصلحة و زيادة فآئدة و فكر ،يحدث له معرفة.
و الجهة ال ّرابعة أسباب تأتى من ال ّش يطان و وسومة يفعلها اإلنسان يذكره بها أمورا تحزنه و أسبابا تغ ّمه و تطمعه فيما
ال يناله ،أو تدعوه إلى ارتكاب محظور يكون فيه عطبه أو تخيّل شبهة فى دينه يكون منها هالك33ه ،و ذل33ك مختصّ بمن
عدم التّوفيق لعصيانه ،و كثرة تفريطه فى طاعات هّللا سبحانه ،و لن ينجو من باطل المنامات و أحالمه33ا إاّل االنبي33آء و
أن ك ّ 3ل من ك33ثرصالحين ،و قد كان شيخى رضى هّللا عنه قال لى ّ االئ ّمة صلوات هّللا عليهم ،و من رسخ فى العلم من ال ّ
علمه و اتسع فهمه قلّت مناماته ،فان رأى مع ذلك منامات و كان جسمه من العوارض سليما فال يك33ون منام33ه إاّل حقّ33ا،
الس3كران أيض33ا ال و يريد بسالمة الجسم ،عدم األمراض المهيّجة المطّباع ،و غلبة بعضها على م33ا تقّ 3دم ب33ه البي33ان ،و ّ
أن المنامات قلّما يص ّح فى ليالى شهر رمض33ان. يص ّح له منام و كذلك الممتلى من الطّعام ،ألنّه كالسّكران ،و لذلك قبل ّ
فا ّما منامات األنبياء
ص173 :
صلوات هّللا عليهم فال يكون إاّل صادقة ،و هى وحى فى الحقيقة ،و منامات األئ ّمة جارية مجرى ال33وحى ،و إن لم تس ّ 3م
وحيا ،و ال تكون قطّ إاّل حقّا و صدقا ،و إذا ص ّح منام المؤمن ألنّه من قبل هّللا تعالى كما ذكرناه ،و قد جآء فى الح33ديث
عن رسول هّللا انّه قال :رؤيا المؤمن جزء من سبعة و سبعين جزءا من النّب ّوة ،و روى عن33ه ص33لّى هّللا علي33ه و آل33ه أنّ33ه
قال :رؤيا المؤمن تجرى مجرى كالم تكلّم به الربّ عنده.
الجن أجسام رقاق لطاف ،فيص ّح ان يتوصّل أح33دهم برقّ33ة جس33مه؛ و لطافت33ه،
ّ فا ّما كيفيّة وسوسة الجنّى لالنسى فهو ّ
ان
إلى غاية سمع اإلنسان و نهايته ،فيوقر فيه كالما يلبس عليه إذا سمعه ،و يشبه عليه بخواطره ،النّه ال يرد علي33ه ورود
المحوسات من ظاهر جوارحه ،و يص ّح أن يفعل هذا بالنّائم و اليقظان جميعا ،و ليس هو فى العقل مستحيال.
و روى جابر بن عبد هّللا انّه قال بينا رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله يخطب إذ ق3ام إلي3ه رج3ل فق3ال :ي33ا رس3ول هّللا انّى
رأيت كان رأسى قد قطع ،و هو يتدحرج و أنا اتبعه ،فقال له رسول هّللا صلّى هّللا عليه و ال33ه ال تح33دث بلعب ّ
الش 3يطان
ّ
يحدثن به أحدا. بك ،ث ّم قال إذا لعب ال ّشيطان بأحدكم فى منامه فال
و أ ّما رؤية اإلنسان للنّبى صلّى هّللا عليه و اله أو الحد االئ ّمة فى المنامّ ،
فان ذلك عن33دى على ثالث33ة أقس33ام :قس33م اقط33ع
على ص ّحته ،و قسم اقطع على بطالنه ،و قسم اجوز فيه ال ّ
صحة و البطالن فال اقطع فيه علي حال.
فا ّما الّذى أقطع على صحّته ،فهو ك ّل منام رئى فيه النّبى او أحد االئ ّمة،
ص174 :
و هو فاعل لطاعة أو أمر بها و ناء عن معصية أو مبين لقبحها ،و قائل لح ّ
ق ،أو داع إليه ،و زاجر على باط33ل ،أو ذام
لمن هو عليه.
و ا ّما الّذى أجوز فيه الصّحة و البطّالن فهو المنام الّذى يرى فيه النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و االم33ام ،و ليس ه33و آم33را
و ال ناهيا ،و ال على حال يختصّ بال ّد يانات ،مثل أن يراه راكبا أو ماشيئا ،أو جالسا .و نحو ذلك.
فا ّما الخبر الّذى يروى عن النب ّى (ص) من قوله من رآنى فقد رآنىّ ،
فان ال ّشيطان ال يتشبّه بي ،فانّه إذا كان الم33راد ب33ه
بالمنام يحمل علي التّخص3يص دون أن يك3ون فى ك3ل ح3ال ،و يك3ون الم3راد ب3ه القس3م االوّل من الثّالث3ة األقس3امّ ،
الن
ال ّشيطان ال يتشبّه بالنب ّى (ص) فى شىء من الح ّ
ق و الطاعات.
و ا ّما ما روى عنه صلّى هّللا عليه و اله و سلّم من قوله من رآنى نائما فكانّما رآنى يقظانا ،فانّه يحتمل وجهين :أحدهما
أن يكون المراد به رؤيا المنام ،و يكون خاصا كالخبر األ ّول على القسم الّذى ق ّدمناه ،و الثّانى :أن يكون أراد ب33ه رؤي33ة
اليقظة دون المنام ،و يكون قوله نائما حاال لمن رآه ،فكأنّه قال من رآنى و أنا نائم ،فكأنّما رآنى و أنا منتبه و الفائدة في
هذا المقام أن يعلمهم بأنّه يدرك فى الحالتين إدراكا واحدا فيمنعهم ذلك إذا حضروا عنده و هو ن3ائم أن يغيض3وا فيم3ا ال
يحسن أن يذكروه بحضرته ،و هو منتبه.
و قد روى عنه صلّى هّللا عليه و اله و سلّم أنّه غفى 3،ث ّم قام يصلّى من غ33ير تجدي3د وض3وء ،فس3ئل عن ذل3ك ،فق3ال انّى
لست كأحدكم تنام عيناى ،و ال ينام قلبى ،و جميع هذه ال ّروايات أخبار آحاد ،ف33ان س3لّمت فعلى ه3ذا المنه33اج و ق3د ك33ان
شيخى رحمه هّللا يقول إذا جاز من بشر أن يدعى في اليتفظة أنّه إله كفرعون ،و من جرى مجراه ،مع قلّة حيلة البشر؛
و زوال اللّبس فى اليقظة ،فما المانع من أن يدعى إبليس عند النّائم بوسوسة له أنّه ن33بى ،م33ع تم ّكن إبليس بم33ا ال يتم ّكن
عنه البشر ،و كثرة اللّبس المعترض فى المنام.
ص175 :
ان من المنامات الّتى يتخيّل لالنسان أنّه قد رأى فيها رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و االئ ّمة صلوات
و م ّما يوضح لك ّ
ق و منها ما هو باطل ،أنّك ترى ال ّشيعى يقول رأيت فى المنام رسول هّللا ،و مع33ه أم33ير المؤم33نين عل ّىعليهم ،ما هو ح ّ
بن ابى طالب يأمرنى باالقتداء به دون غيره ،و يعلّمنى أنّه خليفة من بعده ،و ّ
أن أب33ا بك33ر و عم33ر و عثم33ان ظ33الموه و
أعداؤه و ينهانى عن مواالتهم ،و يأمرنى بالبراءة منهم و نحو ذلك ،م ّما يختصّ بمذهب ال ّشيعة ،ث ّم يرى النّاصبى يقول
رأيت رسول صلّى هّللا عليه و اله و سلّم فى النّوم و معه أبو بكر و عمر و عثم33ان ،و ه33و ي33أمرنى بمحبّتهم ،و ينه33انى
عن بغضهم ،و يعلّمنى أنّه أحقاء فى ال ّدنيا و االخرة ،و انّهم معهم فى الجنّة و نحو ذلك م ّما يختصّ بم33ذهب النّاص33بيّة،
ق منهما ما ثبت ال ّدليل فى اليقظ33ة على
ق ،و اآلخر باطل ،فاولى األشياء أن يكون الح ّ
أن احد المنامين ح ّ
فتعلم ال محالة ّ
صحّة ما تض ّمنه ،و الباطل ما أوضحت الح ّجة عن فساده و بطالنه.
و ليس يمكن ال ّشيعى أن يقول للنّاصبى أنّك كذبت فى قولك انّ33ك رايت رس33ول هّللا ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه ألنّ33ه يق33در ان
يقول له مثل هذا بعينه ،و قد شاهدنا ناصبيّا تشيّع و أخبرنا فى حال تشيّعه بانّه يرى منامات بالضّ 3د م ّم33ا ك33ان ي33راه فى
أن احد المنامين باطل ،و أنّه من ينتجه ح33ديث النّفس ،أو من وسوس33ة إبليس و نح33و ذل33ك ،و إن حال نصبه ،فبان بذلك ّ
ان اإلنس33ان رأى الص 3حيح ّ المنام الصّحيح هو لطف من هّللا سبحانه بعبده على المعنى المتق ّدم وصفه ،و قولنا فى المنام ّ
فى نومه النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله :إنّما معناه أنّه كان قد رآه و ليس المراد به التحقيق فى اتّصال شعاع بص33ره بجس33د
النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و اي بصر يدرك به حال نومه ،و انّما هى معان تص ّورت فى نفسه تخيّل له فيها أمر لط33ف
هّللا تعالى له به قام مقام العلم ،و ليس هذا بمناف للخبر الّذى روى من قوله من رآنى فقدر آنىّ ،
الن معناه فكانّما رآنى،
و ليس يغلط فى هذا المكان إاّل من ليس له من عقله اعتبار انتهى.
و انّما نقلناه بطوله لكثرة ما فيه من الفوائد الفقهيّة و غيرها ،و ال يبعد كون أكثر ما ذك33ر من كالم نفس النّاف33ل المعت33بر
قوله و المسلم تحقيقة أيضا بان يكون كالم شيخنا المفيد خصوص ما نسبه إليه إلى آخر كالمه المفيد فليتا ّمل.
ص176 :
و سوف يأتى فى ذيل ترجمة ابن حمزة الطّوسي أيضا نقل حكاية طريفة عنه رحمه هّللا يتض ّمن وصف معجزة غريب33ة
لموالنا و سيّدنا أمير المؤمنين عليه السّالم إنشاء هّللا .
و منها أيضا ما نقله عنه رحمه هّللا فى بيان مؤ ّدى كالم موالنا ال ّ
صادق عليه السّالم :وجدت علم النّاس فى أربع :أحدها
أن تعرف ربّك ،و الثّانى :أن تعرف ما صنع بك ،و الثّالث:
ان تعرف ما اراد منك ،و ال ّرابع :أن تعرف ما يخرجك من دينك.
فقال قال شيخنا المفيد رحمه هّللا :هذه أقسام تحيط بالمفروض من المعارف ،ألنّه أوّل م33ا يجب على العب33د معرف33ة ربّ33ه
أن له إلها وجب أن يعرف صنعه إليه ،فاذا عرف صنعه عرف به نعمته ،فاذا ع33رف نعمت33ه وجب ج ّل جالله ،فاذا علم ّ
عليه شكره فاذا أراد تأدية شكره وجب عليه معرفة مراده ،ليطيعه بفعله ،و إذا وجبت عليه طاعت33ه وجب علي3ه معرف3ة
ما يخرجه من دينه ليجتنبه ،فتخلص له به طاعة ربّه ،و شكر إنعامه ،أنى بعض أهل هذا العصر لنفسه:
هذا و من جملة نقله عنه رحمه هّللا من نوادر أخبار أهل البيت عليهم السالم هو ما أسنده عنه رحمه هّللا بهذه ّ
الص 3ورة؛
أخبرنى شيخنا المفيد رحمه هّللا ق33ال أخ33برنى أب33و الحس33ن أحم33د بن الحس33ن بن الولي33د ،عن أبي33ه عن مح ّم33د بن الحس33ن
الصفّار ،عن على بن مح ّمد القاشانى؛ عن القاسم بن مح ّمد األصبهانى .عن س33ليمان بن خال33د المنق33رى ،عن س33فيان بن
عيينة ،عن حميد بن زياد ،عن عطاء بن يسار ،عن أمير المؤمنين عل ّى بن ابى طالب عليه السّالم ،قال:
يوقف العبد بين يدي هّللا تعالى فيقول قيسوا بين نعمى عليه ،و بين عمله ،فتستغرق النّعم العمل ،فيقولون ق33د اس33تغرقت
النّعم العمل ،فيقول هبوا له النّعم ،و قيسوا بين الخير و الش ّر منه ،فان استوى العمالن أذهب هّللا الش ّر بالخير ،و أدخل33ه
الجنّة ،و إن كان له فضل أعطاه هّللا بفضله ،و إن كان عليه فضل و هو من أهل التّقوى لم يشرك باهّلل تعالى ،و اتقى
ص177 :
ال ّشرك به ،فهو من أهل المغفرة يغفر هّللا له برحمته إنشاء و يتف ّ
ضل عليه بعفوه.
هذا و نقل عن شيخنا المفيد أنّه كان يقول بتجرّد النّفس فتاب إلى هّللا سبحانه و تعالى ،و قال قد ظه33ر لن33ا أنّ33ه ال مج 3رّد
فى الوجود إاّل هّللا .
و قد كان لشيخنا المفيد هذا ولد يدعى بأبى القاسم عل ّى بن مح ّمد المفيد 82كما استفيد لنا ذلك من ذي33ل الفاض33ل ّ
الص 3فدى
على تاريخ ابن خلّكان ،قال عند التّع ّرض لذكره بهذه النّسبة على تقريب هو ابن أبيعبد هّللا المفيد ك33ان وال33ده من ش33يوخ
ال ّشيعة و رؤسائهم ،و تق ّدم ذكره فى المح ّمدين ،و كان على ه33ذا يلعب بالحم33ام ،ت33وفّى س33نة إح33دى و س33تين و أربعم33أة
فاعتبروا يا اولى األبصار.
أن لقب المفيد لم يعهد الحد من علماء أصحابنا بعد هذا العلم الفرد المشتهر بابن المعلّم أيض33ا كم33ا ق33د ع33رفت،
ث ّم ليعلم ّ
إاّل للفاضل الكامل المتق ّد م فى الفقه و األدب و األصوليين محمد بن جهيم االسدى الحلى الملقب بمفيد الدين و هو الّ33ذى
قد يعبّر عنه فى كتب اإلجازات و غيرها بالمفيد بن الجهم ،و الجهم ،الكلح فى الوجه ،و لكن المشتهر فى هذه ّ
الص33يغة
التّصغير و قد أشير إلى درجة فضله الباهر ،فى ذيل ترجمة استاده المحقق الحلّى ق ّدس سرّه ،و ل33ه الرّواي33ة عن بعض
مشايخ شيخه المذكور أيضا مثل فخار بن معد الموسوى ،و غيره كما فى «امل اآلمل» و غيره ،و يروى عن33ه موالن33ا
ان فى بعض أسانيد شيخنا ال ّشهيد رحمه هّللا أيض33ا مح ّم33د بن عل ّي بن مح ّم33د بن جهيم و ال
العاّل مة على اإلطالق و قيل ّ
يبعد كونه من أحفاد هذا الرّجل فليالحظ.
) 1 ( 82للشيخ قدس سره -ولد عالم من تالمذة المرتضى و الكراجكى و له كتاب فهرس مصنفات الكراجكى ،يظهر منه فضله .و هذا الكتاب هو الذى نقله
بتمامه اال الخطبة فى« مستدرك الوسائل» و يظهر منه ان لقبه المستفيد 3ان صحت النسخة.
و ا ّما الملقّب بهذا اللّقب من المخالفين ،فهو اب33و الحس33ن على بن ابى البرك33ات على بن س33الم البغ33دادى المع33روف عن33د
المذيل لتاريخ ابن خلّكان من أهل محلّة كرخ ،و من ش33عراء دي33وانهم
اولئك بالمفيد و بابن ال ّشيخ أيضا و كان كما ذكره ّ
الّذين كتب عنهم المقال
______________________________
( ) 1للشيخ قدس سره -ولد عالم من تالمذة المرتضى و الكراجكى و له كتاب فهرس مصنفات الك33راجكى ،يظه33ر من33ه
فضله .و هذا الكتاب هو الذى نقله بتمامه اال الخطبة فى «مستدرك الوسائل» و يظهر منه ان لقبه المس33تفيد ان ص33حت
النسخة.
ص178 :
و كان حسن األخالق توفّى سنة سبع عشرة و ستّمأة ،و يوجد فيهم الملقّب بابن المعلّم أيضا كم33ا فى التّ33اريخ الم33ذكور،
و هو ابو الغنائم محمد بن على بن فارس الواسطى الملقب بنجم الدين و قد ك3ان من ش3عرائهم المش3هورين ،و ص3احب
ديوان شعر مشهور ،و من جملة حكايات ابن المعلّم هذا أنّه قال :كنت ببغداد فاخبرت يوما بالموض33ع الّ33ذى يجلس في33ه
أبو الفرج بن الجوزى للوعظ ،فرأيت الخلق مزدحمين ،فس33ألت بعض33هم عن ال ّزح33ام؛ فق33ال ه33ذا ابن الج33وزى الواع33ظ
جالس ،و لم أكن علمت بجلوسه فزاحمت و تق ّدمت حتّى شاهدته ،و سمعت كالمه ،و هو يعظ حتّى قال مستش33هدا على
بعض إشاراته و لقد أحسن ابن المعلّم حيث يقول:
فعجبت من حضورى و استشهاده بهذا البيت من شعرى .و لم يعلم بحضورى؛ ال هو و ال غيره من الحاض3رين ،و ل3ه
فى معنى ما قاله على عليه السّالم فى رسالته إلى ال ّزبير بن العوام ،مع عب33د هّللا بن العب33اس ،في رقع3ة الجم33ل؛ ق3ل ل3ه
يقول لك ابن خالك عرفتنى بالحجاز ،و انكرتنى بالعراق؛ فما عدا م ّما بدا ،و على ا ّول من نطق هذه الكلمة.
بالفور عنه فما عدا م ّما بدا منجوه بالجزع السّالم و اعرضوا
و كانت والدته سنة إحدى و خمسمأة ،و وفاته فى سنة إثنين و تسعين و خمسمأة.83
______________________________
( )1انظر ترجمته فى الوافى بالوافيات 165 :3؛ وفيات االعيان ،29 :2النجوم الزاهرة 140 :6
)1 ( 83انظر ترجمته فى الوافى بالوافيات 165 :3؛ وفيات االعيان ،29 :2النجوم الزاهرة 140 :6
ص179 :
84
577الشيخ الفقيه و الركن الوجيه ابو الحسن محمد بن احمد بن على بن الحسن بن شاذان القمى االمامى
شيخ قراءة شيخنا الكراجكى 3،اآلتى ذكره و ترجمته عن ق33ريب -و ابن بنت أخت جعف33ر بن مح ّم33د بن قولوي33ه -المتقّ 3دم
الش3ريف -و مؤلّ3ف كت33اب «االح33اديث الم33أة» فى من3اقب موالن33ا أم3ير المؤم33نين علي3ه الس33الم -،ذك3ره العاّل م33ة
ذك3ره ّ
المجلسى رحمه هّللا فى مق ّدمات «البحار» -فقال:
و كتاب «المن33اقب» ّ
للش3يخ الجلي33ل أبى الحس33ن مح ّم33د بن أحم33د بن عل ّى بن الحس33ن بن ش33اذان الق ّمى ،اس33تاد أبى الفتح
الكراجكى.
ذكره أيضا صاحب «االمل» و لكن بعنوان ابن شاذان الكوفي ،ثم قال فى صفته:
فاضل جليل له كتاب «مناقب أمير المؤمنين عليه السالم» مأة منقبة من طرق العا ّمة و روى عنه الكراجكى ،و يروي
هو عن ابن بابويه ،و كتابه المذكور عندنا .قلت و هو موج33ود عن33دنا أيض33ا ،يق33ول في أوّل33ه عقيب البس33ملة و الحم33د و
الصّلوة :و أ ّما بعد فقد جمعت لك أيها ال ّشيخ ما التمست و في33ه رغبت من فض33ايل أم33ير المؤم33نين علي33ه الس33الم و إم33ام
المتّقين ،اسد هّللا الغالب عل ّى بن أبى طالب و االئ ّمة من ولده صلوات هّللا عليهم أجمعين من طري33ق العا ّم33ة ،و هى م33أة
منقبة و فضيلة ،فتمسك بها راشد أوعها حافظا و عمدت اإليجاز و قصدت اإلختصار لئاّل تم ّل منه و تضجر ،وفّقنا هّللا
صواب ،و ال حرمنا الخير و جزيل الصّواب .الح33ديث األوّل منه33ا م33ا حّ 3دثنى الحس33ين ابن أحم33د بن
إلصابة الحق و ال ّ
سختويه بالكوفة ،سنة أربع و سبعين و ثالثم3أة ،بأس3ناده عن حبّ3ة الع3رنى عن أم3ير المؤم3نين علي3ه ّ
الس3الم؛ ق3ال ق3ال
رسول هّللا صلّى هّللا عليه و آله :أنا سيّد األوّلين
______________________________
(*) له ترجمة في :امل االمل 241 3:2؛ تنقيح المقال ،73 3:2الذريعة ،494 3:1ريحانة االدب ،42 3:8سفينة البحار
693 :1فوائد الرضوية ،390الكنى و االلقاب ،323 :1المستدرك ،50 :3النابس 150
ص180 :
و اآلخرين ،و أنت يا على سيّد الخالئق بعدى ،أ ّولنا كآخرنا و آخرن3ا كأوّلن3ا ،ث ّم أورد س3ائر الع3دد إلى تمامه3ا من ه3ذا
القبيل ،و اقتصر على األحاديث المختصرة من غ33ير زي33ادة بي33ان له33ا و ال تفص33يل ،و ه33و غ33ير «فض33ائل» ش33اذان بن
جبرئيل الق ّمى -الّذى م ّر ذكره و ترجمته فى بابه -و نقل فى «بحار االنوار» و غيره أيضا من كتابه.
)*( 84له ترجمة في :امل االمل 241 3:2؛ تنقيح المقال ،73 3:2الذريعة ،494 3:1ريحانة االدب ،42 3:8سفينة البحار 693 3:1فوائد الرضوية ،390
الكنى و االلقاب ،323 :1المستدرك ،50 :3النابس 150
ان ذكر ال ّرجل «فى االمل» ،بعنوان الكوفى دون الق ّمى 3،لعله لعلّة كون أصله من ع33رب الكوف33ة .و نزول33ه بقم
ث ّم ليعلم ّ
المألوفة ،مثل كثير من أجاّل ء علماء الحديث و اآلداب ،الّذين كانوا فى االصل من أجيال العرب ،فصاروا نزالء بها أو
بغيرها من ال ّديار العجمية ،إلى أن نسيت النّسبة منهم إلى مواطنهم األصلية ،أو تساوت النّسبتان بالنّسبة إليهم كما ترى
ذلك بالنّسبة الى طائفة االشعرية من القميّة االمامية و إال فكلّما يذكر نسبه و نسبته فى كتاب تلميذه الفاضل الك33راجكى،
ال يكون إاّل بعنوان القمى.
ان ما ورد فى الح33ديثو من جملة ما اسنده عنه ث ّمة فى فصل بالخصوص إنّما هى نصوص كثيرة استد ّل فيه بها على ّ
من أنّه سيأتى على هذه اال ّمة المرحومة زمان تظهر فيهم خصال مذمومة يجب على أهل الح ّ
ق البرائة عنها ،و الف33رار
عن أهلها إلى أن ذكر منها و لعن آخر ا ّمتكم اوّله33ا ،انّم33ا ورد فى ش3أن المبغض33ين من ه3ذه اال ّم33ة اله33ل بيت ن3بيّهم ،و
الس3الم وليّهم ،ال فى حّ 3
ق ش33يعة أه33ل ال33بيت المعص33ومين المطهّ33رين للبرائ33ة من المجاهرين بسبّ أمير المؤمنين عليه ّ
أعدائهم ،الظّالمين و الاّل عنين على غاصبى حقوقهم ،الثّابت عليهم لعنة هّللا و المالئكة و النّاس أجمعين.
كما نسب حمله على عذا إلى طائفة النواصب الملعونين ،و قد ذكر ه3ذه المقول3ة من األخب33ار المعنعن3ة بطري3ق ّ
الش3يعة
الحقّة ،بعد روايته من طريق العا ّمة
ص181 :
أحاديث صريحة فى كون المبغضين لعل ّى و أه33ل بيت33ه االنج33بين األطي33بين ملع33ونين بلس33ان هّللا و لس3ان نبيّ33ه و اوليائ3ه
المق ّربين ،و وجبت اللعنة عليهم و البرائة منهم إلى يوم ال ّدين ،حيث قال بعد اإلشارة إلى شرذمة من تلك المقولة الغ33ير
أن آخ33ر ه33ذا االم33ة لعن أوله33ا ،و ان متأ ّخره33ا س33بّالمحصورة ،ما هو بهذه الصّورة :فق33د ب33ان بم33ا ذكرن33اه و روين33اه ّ
سابقها ،فاللّعن متو ّجه فى الخبر المتقّ ّدم إلى مبغضى أمير المؤمنين عليه السّالم صلوات هّللا عليه و القادحين فيه.
و ح ّدثنا ال ّشيخ الفقيه أبو الحسن مح ّمد بن أحمد بن عل ّى بن الحسن بن شاذان الق ّمى بم ّك33ة ،فى المس33جد الح33رام مح33اذى
المستجار سنة إثنتى عشرة و أربعمأة ،قال أخبرنى أبو مح ّمد مح ّمد بن أحمد الحسين ال ّشامى 3،من كتاب33ه ،ق33ال ح ّ 3دثنى:
أحمد بن زياد القطّان في دكانه بدار القطن ،قال ح ّدثنى يحيى بن أبى طالب قال ح ّدثنا عمرو بن عبد الغفّار -قال ح ّ 3دثنا
األعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة ،قال كنت عند الن3ب ّى ص3لّى هّللا علي3ه و ال3ه و س3لّم إذ أقب3ل عل ّى بن أبى ط3الب
عليه السّالم ،فقال النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و سلّم تدرى من هذا؟ قلت :هذا عل ّى ابن ابى طالب ،فقال النّ33ب ّى ص3لّى هّللا
عليه و اله :هذا البحر ال ّزاخر ،هذا ال ّشمس الطّالعة ،أسخى من الفرات كفّا و أوس33ع من الّ 3دنيا قلب33ا ،فمن أبغض33ه فعلي33ه
لعنة هّللا .
و ح ّدثنا ال ّشيخ الفقيه ابن شاذان رحم33ه هّللا :ق33ال :حّ 3دثنا س33هل بن أحم33د عن عب33د هّللا الّ 3ديباجى رحم33ه هّللا ،ق33ال حّ 3دثنى
موسى بن جعفر عن أبيه عن مح ّمد بن عل ّي عن أبيه عن الحسين بن عل ّى -عليه السّالم ق33ال ق33ال رس33ول هّللا ص33لّى هّللا
بالذهب ال اله إاّل هّللا مح ّمد حبيب هّللا ،عل ّي بن أبى ط33الب ول ّى
عليه و اله و سلّم :دخلت الجنّة فرأيت على بابها مكتوبا ّ
هّللا ،فاطمة أمة هّللا ،الحسن و الحسين صفوة هّللا ؛ على مبغضيهم لعنة هّللا .
و ح ّدثنا ابن شاذان أيضا قال ح ّد ثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير المقرى المعروف بالكنائى قال :حّ 3دثنا
عبد هّللا بن مح ّمد بن عبد العزيز البغوى ،قال ح ّدثنّا عبد هّللا بن عمر ،قال ح ّدثنا عبد الملك بن عم33ير ،ق33ال حّ 3دثنا س33الم
الب ّزاز؛ قال ح ّدثنى أبو هريرة ،قال قال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم خير هذه األ ّمة من بعدى :عل ّى بن أبى
ص182 :
طالب و فاطمة و الحسن و الحسين ،فمن قال غير هذا فعليه لعنة هّللا .
و م ّما ح ّدثنا به ال ّشيخ الفقيه أبو الحسن بن ش3اذان رحم3ه هّللا ،ق3ال :حّ 3دثنى أبى رض3ى هّللا عن3ه ،ق3ال حّ 3دثنا ابن الولي3د
مفض3ل بن عم33ر ،عن ي33ونس بن ّ مح ّمد بن الحسن ،قال ح ّدثنا الصفّار مح ّمد بن الحسن ،قال ح ّدثنا مح ّمد بن زي33اد؛ عن
يعقوب رضى هّللا عنه ،قال :سمعت الصّادق جعفر بن مح ّمد عليه السّالم يقول :ملعون ملع33ون كّ 3ل ب33دن ال يص33اب فى
ك ّل أربعين يوما ،قلت:
ملعون قال :ملعون :فل ّما رأى عظم ذل33ك عل ّى ق3ال لى :ي3ا ي33ونس ان من البلي33ة الخدش3ة و اللّطم33ة و الع33ثرة و النكب33ة و
إن المؤمن أكرم على هّللا تعالى من أن يم ّر عليه أربعون ال يمحص فيه33ا الفقرة و انقطاع ال ّشسع و أشباه ذلك ،يا يونس ّ
من ذنوبه و لو بغ ّم يصيبه ال يدرى ما وجهه ،و هّللا ان احدكم ليض33ع الّ 3دراهم بين يدي33ه ،فيزنه33ا فيج33دها ناقص33ة ،فيغتم
بذلك فيجدها سواء ،فيكون ذلك حطا لبعض ذنوبه ،يا يونس ملعون ملعون من أذي جاره ،ملع3ون ملع3ون :رج3ل يب33دأه
صلح فلم يصالحه ،ملعون ملعون حامل القرآن مص ّر على شرب الخمر .ملعون عالم يؤم س33لطانا ج33ائرا معين33ا أخوه بال ّ
له على جوره ،ملعون ملعون مبغض عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم؛ فانّه ما أبغضه حتّى أبغض رسول هّللا ص33لّى هّللا
عليه و اله و سلّم ،و من أبغض رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم لعنه هّللا فى الّ 3دنيا و اآلخ3رة ،ملع33ون ملع33ون من
رمى مؤمنا بكفر ،و من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتلته ،ملعون33ة ملعون33ة ام33رأة ت33وذى زوجه33ا و تغ ّم33ه ،و س33عيدة س33عيدة
امرأة تكرم زوجها و ال تؤذيه و تطيعه فى جميع أحواله.
يا يونس قال ج ّدى رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله ملعون ملعون من يظلم بعدى فاطمة ابنتى و يغصبها حقّها و يقتله33ا،
ثم قال يا فاطمة البشرى فلك عند هّللا مقام محمود تشفعين فيه لمحبّيك و شيعتك ،فتشفعين يا فاطمة لو أن ك ّل ن33ب ّى بعث33ه
هّللا و ك ّل ملك قربه شفعوا فى ك ّل مبغض لك غاصب لك ما أخرجه هّللا من النار أبدا ملعون ملعون قاطع رحم ،ملع33ون
ملعون مص ّدق بسحر ،ملعون ملعون من قال اإليمان قول بال عمل ،ملعون ملع3ون من وهب هّللا م3اال فلم يتصّ 3دق من3ه
بشىء ،أما سمعت أن النّب ّى صلّى هّللا علي3ه و ال3ه ق3ال ص3دقة درهم أفض3ل من ص3الة عش3ر لي3ال ،ملع3ون ملع3ون من
ضرب والده أو والدته ملعون ملعون من عق والديه .ملعون
ص183 :
ان المس33اجد هّلل فال ت33دعوا م33ع ق المساجد و أنزل هذه اآلية و ّ ملعون من لم يوقّر المسجد ،تدرى يا يونس لم عظم هّللا ح ّ
هّللا أحدا ،كانت اليهود و النّصارى إذا دخل33وا كنائس33هم أش33ركوا باهّلل تع33الى ،ف33أمر هّللا س33بحانه نبيّ33ه أن يوح33د هّللا في33ه و
يعبده.
و من جملة ما أسنده عنه أيضا فى كتابه الّ3ذى م3رّت إلي3ه اإلش3ارة ،م3ا ذك3ره فى فص33ل فض3ائل أم33ير المؤم3نين علي3ه
السّالم ،و النّصوص عليه من رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله بهذه العبارة :من جملة ما رواناه ال ّشيخ الفقيه أبو الحس33ن
مح ّمد بن أحمد بن شاذان رحمه هّللا بم ّكة ،فى المسجد الحرام ،قال :ح ّدثنى نوح بن أحمد بن أيمن رحمه هّللا ،قال ح ّ 3دثنا
إبراهيم بن أحمد بن أبى حسين ،قال ح ّدثنى ج ّدى ،قال ح ّدثنى يحيى بن عبد الحميد ،ق33ال ح ّ 3دثنى قيس بن الربي33ع ،ق33ال
حدثنى سليمان بن األعمش ،عن جعفر بن مح ّمد ،قال ح ّدثنى أبى ،قال ح ّدثنى عل ّى بن الحس33ين علي33ه ّ
الس3الم عن أبي33ه،
قال ح ّدثنى أبى أمير المؤمنين عليه السّالم ،قال :قال لي رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله يا عل ّى انت أم33ير المؤم33نين ،و
إمام المتّقين ،يا على أنت سيّد الوصيين و وارث علم النّبييّن ،و خير ال ّ
ص ّديقين ،و أفض33ل ّ
الس 3ابقين ،ي33ا على أنت زوج
سيّدة نساء العالمين ،و خليفة خير المرسلين ،يا عل ّى أنت مولى المؤمنين و الح ّجة بعدى على النّاس أجمعين ،استوجب
الجنّة من تواّل ك ،و استوجب دخول النّار من عاداك ،يا عل ّى و الذى بعثنى بالنّب ّوة و اصطفانى على جميع البريّة لو ّ
ان
عبدا عبد هّللا ألف عام ،ما قبّل هّللا ذلك منه إاّل بواليتك ،و والية األئ ّمة من ولدك ،و ّ
إن واليت33ك ال تقب33ل إاّل بالبرائ33ة من
أعدائك ،و اعداء األئ ّم ة من ولدك ،بذلك أخبرنى جبرئيل ،فمن شاء فليؤمن ،و من شاء فليكفر.
و ح ّدثنى ال ّشيخ أبو الحسن بن ش33اذان؛ ق3ال حّ 3دثنى أب3و الحس33ن عل ّى بن أحم33د بن متوي3ه المق33رىّ ،ق3ال حّ 3دثنا عل ّى بن
مح ّمد ،قال ح ّدثنا أحمد بن مح ّمد؛ قال :ح ّدثنا مح ّمد بن عل ّى ،قال ح ّدثنا عل ّى بن عثمان قال ح ّدثنا مح ّمد بن ف33رات ،عن
مح ّمد بن عل ّى عن أبيه عن الحس33ين بن عل ّى عن أبي33ه ،ق33ال ق33ال رس33ول هّللا ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه و س33لّم عل ّى بن أبى
طالب خليفة هّللا و خليفتى حجة هّللا و حجّتى؛ و باب هّللا و بابى ،و صف ّى هّللا و صفي ّى ،وجيب هّللا
ص184 :
و حبي33بى ،و خلي33ل هّللا و خليلى ،و س33يف هّللا و س33يفى ،و ه33و أخى و ص33احبى و وزي33رى و وص ّ 3ى ،محبّ33ه محبّى ،و
مبغضه مبغضى ،و وليّه وليّى ،و عد ّو ه عدوى و زوجته إبنتى ،و ولده ولدى؛ و حربه حربى ،و قول33ه ق33ولى؛ و أم33ره
أمرى ،و هو سيّد الوصييّن؛ و خير أمتى.
و ح ّدثنى ال ّشيخ أبو الحسن بن شاذان ،قال ح ّدثنى خال ا ّمى أبو القاسم جعفر بن مح ّمد بن قولويه رحمه هّللا ،ق33ال ح ّ 3دثنا
على بن الحسين قال ح ّدثنا عل ّى بن ابراهيم ،عن أبيه ،قال :ح ّدثنى أحمد بن مح ّم3د ،ق3ال حّ 3دثنى مح ّم3د بن فض3يل ،عن
ثابت بن أبى صفيّة ،قال ح ّدثنى عل ّى بن الحسين عن أبيه ،قال ح ّدثنى أبى أمير المؤمنين عل ّى بن أبى طالب ،قال :ق33ال
ان هّللا فرض عليكم طاعتى و نهاكم عن معصيتى ،و أوجب عليكم اتّباع أم33رى رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّمّ ،
و فرض عليكم من طاعة عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم بعدى ،كم33ا ف33رض عليكم من ط33اعتى و نه33اكم عن معص33يته
كما نهاكم عن معصيتى ،و جعله أخى و وزيرى و وصيّى و وارثى ،و هو منّى و أنا منه ،حبّ3ه إيم3ان و بغض3ه كف33ر،
محبّه محبّى ،و مبغضه مبغضى ،و هو مولى من أنا مواله ،و أنا مولى ك ّل مسلم و مسلمة ،و أنا و هو أبوا هذه األ ّمة.
و منها ما نقله عنه أيضا فى موضع آخر من كتابه المذكور بهذا العنوان :فصل من روايات ابن شاذان رحمه هّللا ،ق33ال
ح ّدثنا ال ّشيخ الفقيه أبو الحسن مح ّمد بن أحمد بن عل ّي بن الحسن بن شاذان بم ّكة فى المسجد الحرام ،قال ح ّ 3دثنى مح ّم33د
بن سعيد المعروف بال ّدهقان رحمه هّللا ،قال ح ّدثنا أحمد بن مح ّمد بن سعيد ،ق33ال حّ 3دثنا محم33د بن منص33ور ،ق33ال حّ 3دثنا
أحمد بن عيسى العلوى ،قال ح ّدثنا حسين بن عل33وان عن أبى خال33د ،عن زي3د بن عل ّى عن أبي33ه ،عن جّ 3ده ،الحس3ين بن
الس3الم ق33ال دخلت على النّ33ب ّى ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه و س33لّم ،و ه33و فى بعض حجرات33ه،
عل ّى عن أمير المؤمنين علي33ه ّ
فاستأذنت عليه ،فاذن لى ،فل ّما دخلت قال لى يا عل ّى أما علمت أن بيتي بيتك ،فما لك تستاذن عل ّى؟ قال :فقلت يا رسول
هّللا أحببت أن أفعل ذلك ،قال يا عل ّى أحببت ما أحبّ هّللا ،و أخذت بآداب هّللا يا عل ّى أما علمت انّ33ك أخى أم33ا علمت أنّ33ه
أبى خالقي و رازقى أن يكون لى س ّر دونك يا عل ّى أنت وصيّى من بع33دى ،و أنت المظل33وم المض33طهد بع33دى ،ي33ا عل ّى
الثّابت عليك
ص185 :
و ح ّدثنا ال ّشيخ أبو الحسن بن شاذان ،قال ح ّدثنى احمد بن محمد بن محمد رضى هّللا عن33ه :ق33ال ح33دثنا محم33د بن جعف33ر
قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن سنان ،قال حدثنا زي33اد بن المن33ذر ق33ال حّ 3دثنى س33عيد بن جب33ير عن ابن
عبّاس قال قال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ما أظلّت الخضراء و م33ا اقلّت الغ33برآء بع33دى أفض33ل من عل ّى بن
أبى طالب عليه السّالم ،و انّه إمام ا ّمتى و أميرها ،و انّه لوص3يّى و خليف33تى عليه33ا ،من اقت33دى ب3ه بع3دى اهت33دى و من
اهتدى بغيره ض ّل و غوى ،أنّى أنا النّب ّى المصطفي ،ما أنطق بفضل عل ّى بن ابى ط33الب عن اله33وي ،إن ه33و إاّل وحى
يوحى ،نزل به الرّوح المجتبى ،عن الّذى له ما فى السّموات و ما فى االرض و ما بينهما و تحت الثّرى.
و ح ّدثنى ال ّشيخ أبو الحسن بن شاذان ،قال ح ّدثنا مح ّمد بن مح ّمد بن مرّة رحمه هّللا ،قال ح ّدثنا مح ّم3د بن عب3د المل3ك بن
الص3بغى ق33ال حّ 3دثنا س33عد بن طري33ف عن األص33بعى ،ق33ال س33ئل س33لمان أبي ال ّشوارب ،قال حّ 3دثنا ،جعف33ر بن س33ليمان ّ
الفارسى رحمه هّللا عن عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم ،قال سمعت رسول هّللا ص3لّى هّللا علي3ه و ال3ه يق3ول عليكم بعلى
بن أبى طالب عليه السّالم ،فانه موالكم فأحبّوه و كبيركم فاتّبعوه ،و عالمكم فاكرموه ،و قائ33دكم إلى الجنّ33ة فع ّ 3ززوه ،و
إذا دعاكم فاجيبوه ،و إذا أمركم فاطيعوه ،أحبّوه لحبّى ،و أكرموه لكرامتى ،ما قلت لكم فى عل ّى إاّل ما أمرنى به ربّى.
و منها ما نقله عنه أيضا فى الجواب عن اإليراد الوارد على حديث الجارودبن المنذر العبدى المذكور بتمام33ه فى ذل33ك
الكتاب ،و كان عالما نصرانيّا فأسلم عام الحديبيّة ،و طال ما وقع بينه و بين رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله من المقالى
إلى أن قال :فاقبلت على رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم و هو يتالءلؤ و يشرق وجه33ه ن33ورا و س33رورا فقلت :ي33ا
رسول هّللا أن قسّا و هو من جملة أحبارهم الم ّشاهير ،كان ينتظر زمانك و يتوكف أيّامك و تهيف باسمك و اسم أبي33ك و
أ ّمك و باسماء لست احسها معك و ال أريها فيمن اتّبعك ،قال سلمان :فاخبرنا فانشأت أحدثهم و رسول صلّى هّللا عليه و
اله يسمع ،و القوم سامعون و أعون قلت :يا رسول هّللا لقد
ص186 :
شهدت قسّا و قد خرج من ن3اد من أندي3ة أي33اد إلى صحص3ح ذى قت3اد و س33مر و عت33اد و ه3و مش3تمل بنج3اد ،فوق3ف فى
اضحيان ليل كال ّشمس رافعا إلى السّماء وجهه و إصبعه ،فدنوت منه فسمعته يقول :اللّهم ربّ ه33ذه ّ
الس 3بعة االرفع33ة ،و
األرضين الممرعة ،بمح ّمد و الثّالثة المحامدة معه ،و العلييّن األربعة ،و سبطيه النيعة االرفع33ة ،و ّ
الس3رى االلمع33ة ،و
س ّمى الكليم الضرعة ،أولئك النّقباء ال ّشفعة ،و الطرائق المهيعة ،درسه اإلنجيل و حفظة التّنزيل ،على ع33دد النّقب33اء من
الش3فاعة ،و لهم من هّللا بنى إسرائيل محاة ااّل ضاليل ،نقاة األباطيل ،الصّادقوا القي33ل ،عليهم تق33وم ّ
الس3اعة ،و بهم تن33ال ّ
ّ
التحس 3ر عليهم ثم آب فرض الطّاعة ،ث ّم قال اللّه ّم ليتنى مدركهم ،و لو بعد الى من عمرى و محياى ،و أنش33أ أبيات33ا في
يكفكف و معه رنين كرنين البكرة قد برات ببراءة و هو يقول:
لو عاش ألفى عمرى لم يلق منها ساءما اقس قسما ليس به مكتتما
هم اوصياء احمد اكرم من تحت السماء حتّى يالقى احمدا و النبقاء الحكما
لست بناس ذكرهم حتّى احل الرّحما يعنى العباد عنهم و هم جالء للعمى
ث ّم قلت :يا رسول هّللا انبئنى أنبأك هّللا ،بخير عن هذه األس33ماء الّ3تى لم نش33هدها و اش33هدنا قسّ ذكره3ا ،فق3ال رس33ول هّللا
صلّى هّللا عليه و اله و سلّم يا جارود ليلة أسرى بى إلى السّماء أوحى هّللا عّ 3ز و ج33ل إلى أن س33ل من أرس33لنا قبل33ك من
رسلنا على ما بعثوا ،فقلت :على ما بعثتم؟ فقالوا على نبوتك و والية على بن أبى ط33الب و االئ ّم33ة منكم33ا ث ّم أوحي إل ّى
أن التفت عن يمين العرش ،فالتفت فاذا على؛ و الحسن ،و الحس3ين .و على بن الحس33ين و مح ّم33د بن على ،و جعف3ر بن
مح ّمد ،و موسى بن جعفر ،و على بن موسى؛ و مح ّمد بن على؛ 3و على بن مح ّم33د؛ و الحس33ن بن على 3،و المه33دى ،فى
ضحضاح من نور يصلّون ،فقال الرّب تعالى هؤال :الح ّجة ألوليائى ،و هذا المنتقم من أعدائى ،قال الج33ارود :فق33ال لى
سلمان:
يا جارود هؤالء المذكورون فى التّوراة و اإلنجيل و ال ّزبور ،فانصرفت بقومي و أنا أقول:
و بالجملة فقد فرض صاحب الكتاب إيرادات على هذا الخبر منها انّه كيف يصّح أن يكون االئ ّمة اإلثنى عش33ر فى تل33ك
الس3ماء؛ و نحن نعلم ض33رورة خالف ه33ذا ،فأج33اب عن33ه فى مق33ام األجوب33ة عن اإلي33رادت بم33ا ّ
نص3ة :و أ ّم33ا الح33ال فى ّ
الجواب عن السّؤال الثّالث فهو انّه يجوز أن يكون هّللا تعالى أحدث لرسول هّللا صلّى هّللا علي33ه و آل33ه فى الح33ال ص33ورا
كصور األئ ّمة عليهم الس3الم ل3يراهم أجمعين على كم3الهم ،فيك3ون كمن ش3اهد أشخاص3هم برؤيت3ه مث3الهم ،و يش3كر هّللا
تعالى على ما منحهم من تفضيلهم و إجاللهم ،و هذا فى العقول الممكن 3المقدور.
و يجوز أيضا أن يكون هّللا تعالى حلق على صورهم مالئكة فى س33مائه يس33بحونه و يق ّدس33ونه ل33يريهم مالئك33ة الّ33ذين ق3د
أعلمهم بانهم سيكونون فى أرضه حججا له على خلقه ،فتتأكّ 3د عن33دهم من3ازلهم ،و يك33ون رؤيتهم ت3ذكارا لهم بهم و بم3ا
سيكون من أمرهم.
ان رسول هّللا صلّى هّللا عليه و آله رأى فى السّماء لما عرج به ملكا على صورة أمير المؤم33نين، و قد جاء فى الحديث ّ
و هذا خبر قد أتّفق أصحاب الحديث على نقله ،ح ّدثنى به من طريق العا ّمة ال ّشيخ الفقيه أبو الحس33ن مح ّم33د بن أحم33د بن
الحسن بن شاذان القمى و نقلت3ه من كتاب3ه المع3روف ب «ايض3اح دق3ايق النّواص3ب» و قرأت3ه علي3ه بم ّك3ة فى المس3جد
الحرام سنة إثنتى عشرة و أربعمأة ،قال ح ّدثنا أبو القاس33م جعف33ر بن مح ّم33د بن مس33رور اللّح33ام ،ق33ال حّ 3دثنا الحس33ين بن
مح ّمد ،قال ح ّد ثنا أحمد بن علوية المعروف بابن االسود الكاتب االصبهانى ،قال ح ّدثنى إبراهيم بن مح ّمد ،ق33ال ح ّ 3دثنى
عبد هّللا بن صالح ،قال ح ّدثنى جدير بن عبد الحميد عن مجاهد عن ابن عبّاس ،قال سمعت رسول هّللا صلّى هّللا علي3ه و
آله يقول لما أسرى بى إلى الس3ماء م3ا م3ررت بمالء من المالئك3ة إاّل س3ألونى عن على بن ابى ط3الب ،حتّى ظننت ّ
ان
اسم عل ّى أشهر فى السّمآء من
ص188 :
اسمى ،فل ّما بلغت السّماء ال ّرابعة ،نظرت إلى ملك الموت فقال لى يا مح ّمد ما خلق هّللا خلقا ال أقبض روح33ه بي33دى ،م33ا
فان هّللا ج ّل جالله يقبض أرواحكما بقدرته ،فلما صرت تحت العرش نظرت فادا بعلى بن أبي ط33الب خال أنت و عل ّىّ ،
واقف تحت عرش ربّى فقلت يا عل ّى سبقتنى؟ فقال لى جبرئيل :يا مح ّمد من هذا الّذى يكلّمك؟
قلت :هذا أخى عل ّى أبى طالب قال لى :يا مح ّمد ليس هذا عليّا لكنّه ملك من مالئكة الرحمن خلقه هّللا على ص33ورة على
بن ابي طالب فنحن المالئكة المقرّبون كلّما إشتقنا إلى وج33ه عل ّى بن ابى ط33الب زرن33ا ه33ذا المل33ك لكرام33ة عل ّى بن ابي
طالب على هّللا سبحانه.
فيص ّح على هذا الوجه أن يكون الذين رآهم رسول هّللا صلّى هّللا علي33ه و ال33ه و س33لّم مالئك33ة على ص33ورة األئ ّم33ة عليهم
السّالم جميع ذلك داخل فى باب التّجويز و اإلمكان و الحمد هّلل .
و منها ما نقله عنه رحمه هّللا من حديث الخصال و هو من حميد اآلثار حيث قال ح ّدثنى ال ّشيخ الفقيه ابو الحس3ن مح ّم3د
بن أحمد بن شاذان الق ّمى ،قال ح ّدثنا الفقيه مح ّمد بن عل ّى بن بابويه رحم33ه هّللا ،ق33ال أخ33برنى إنّى ق33ال حّ 3دثنى س33عد بن
عبد هّللا قال ح ّدثنى أيّوب بن نوح ،قال ح ّدثنى الرّضا عليه السّالم :عن أبيه عن آبائه عليهم السّالم ق33ال ق33ال رس33ول هّللا
صلّى هّللا عليه و اله خمسة ال تطفي نيرانهم ،و ال تم33وت أب3دانهم ،رج3ل أش3رك ،و رج3ل ع3ق والدي3ه ،و رج3ل س33عى
بأخيه إلى السلطان فقتله ،و رجل قتل نفسا بغير نفس و رجل أذنب و حمل ذنبه على هّللا ع ّز و جل.
أن الرّج33ل ك33ان ابن اخت أقول و قد استفيد لك أيضا من هذه الجملة الّتى نقلناها من الكتاب المذكور ستّة أمور :أح33دها ّ
ابن قولويه المح ّدث المشهور؛ كما نقل عنه ص3احب الكت3اب أيض3ا فى موض3ع آخ3ر من3ه تص3ريحه ب3ذلك ،حيث يق33ول
أخبرنى ال ّشيخ الفقيه أبو الحسن مح ّمد بن أحم33د بن الحس33ن بن ش33اذان القم ّى رض33ى هّللا عن33ه ،ق33ال أخ33برنى خ33الى أب33و
القاسم جعفر بن مح ّمد بن قولويه عن مح ّمد بن يعقوب الكلينى ،عن عل ّى بن إبراهيم بن هاش33م؛ عن أبي33ه عن محم33د بن
أبى عمير .عن حفص بن البخترى قال سمعت
ص189 :
أبا عبد هّللا عليه السّالم يقول :بليّة النّاس عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا ،و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا.
أن ابن قولويه المذكور يروى عن عل ّى بن الحسين ،الّذى هو ظ33اهر فى كون33ه وال33د ش33يخنا ّ
الص3دوق رحمهم33ا و ثانيها ّ
هّللا ،و أنّه يروي عل ّى بن بابويه المذكور عن عل ّى بن ابراهيم القم ّى الّذى هو شيخ ال ّشيخ ابى جعفر الكلي33نى المش33هور،
مع انّها غير مذكورين فى شيء من كتب اإلجازات و الرّجال.
و ثالثها ّ
إن ابن شاذان القم ّى هذا يروي عن شيخنا ال ّ
صدوق ،و هو أيضا غير مذكور فى غير ذلك من األسانيد.
إن تلميذ الكراجكى المرحوم ،انّما أدرك صحبته بم ّكة المعظّمة فكان ال ّرجل من جملة مجاوريها فى األغلب.
و رابعها ّ
إن والد ال ّرجل أيضا كان من جمل3ة العلم3اء و المحّ 3دثين ،و انّ3ه ي3روي عن3ه ،و عن غ3ير واح3د من أفاض3ل و خامسها ّ
رؤساء هذا ال ّد ين ،فكان من بيت العلم و الجاللة ،و من جملة ثقاة رواة اإلماميّ33ة ،و كب33ار أحب33ار الطّائف33ة الحقّ33ة اإلث33نى
عشريّة ق ّدس هّللا أرواحهم البهيّة.
ان من جملة مصنّفات ال ّرجل كتابا س ّماه «االيضاح لدقايق النّواصب ،و الظّاهر أن وضعه للكشف عن قبايح و سادسها ّ
ان الظّاهر ّ
أن له مصنّفات أخ33ر غ33ير م33ا ذك33ر فى المن33اقب و المث33الب و مقاالتهم و ال ّشرح لل ّشنايع من اعتقاداتهم ،كما ّ
الفقه و األصولين و غير ذلك من المراتب فليالحظ.
ص190 :
578العالم العفيف و العلم الغطريف و العلم العريف و العنصر اللطيف و السيد الش3ريف و االي33د الم33نيف اب33و الحس33ن
محمد بن السيد النقيب و النجيب المحترم ابى احم33د حس33ين بن موس33ى بن محم33د بن موس33ى بن اب33راهيم بن موس33ى بن
85
جعفر الصادق امام االمم صلى هّللا تبارك و تعالى عليهما و سلم
اخو سيّدنا المرتضي علم الهدى ،و الملقّب بالسيّد الرّض ّى عند االحبّة و العدى ،لم يبصر بمثل33ه إلى اآلن عين ال ّزم33ان،
فى جميع ما يطلبه انسان العين من عين االنسان ،فسبحان الّذى ورثه غير العصمة و اإلمامة ما أراد ،من قب33ل أج33داده
االمجاد ،و جعله ح ّجة على قاطبة البشر في يوم الميعاد ،و أمره في الثّقة و الجاللة أشهر من أن يذكر كما ذكره االمير
مصطفى التّفرشى فى كتاب رجاله المعتبر ،يروي عنه شيخنا الطوس33ى و جعف33ر بن مح ّم33د ال ّدوريس33تى؛ و الس3يّد عب33د
ال ّرحمن النيسابورى ،و ابن قدامة الّذى
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل اآلمل ،261 :2انباه الرواة ،114 :3البداية و النهاية :12
،3ت3اريخ بغ3داد ،264 3:2تأس33يس الش3يعة 338تحف3ة االحب3اب ،326تنقيح المق33ال 107 3:3ج3امع ال3رواة ،99 3:2
خالص33ة االق33وال ،164ال33درجات الرفيع33ة .466دمي33ة القص33ر ،73الذريع33ة ،16 3:7رج33ال ابن داود ،307رج33ال
النجاشى ،283ريحانة االدب ،121 3:3سفينة البحار ،526 3:1شذرات الذهب ،182 3:3شرح نهج البالغة البن ميثم
البحرانى 89 3:1شرح النهج الحديدى 31 3:1العبر ،95 3:3عمدة الط33الب ،170فوائ33د الرض33وية ،495الكام33ل فى
)*( 85له ترجمة فى :امل اآلمل ،261 :2انباه الرواة ،114 :3البداية و النهاية :12
،3تاريخ بغداد ،264 3:2تأسيس الشيعة 338تحفة االحباب ،326تنقيح المقال 107 3:3جامع الرواة ،99 3:2خالصة االقوال ،164الدرجات الرفيعة
.466دمية القصر ،73الذريعة ،16 :7رجال ابن داود ،307رجال النجاشى ،283ريحانة االدب ،121 :3سفينة البحار ،526 :1شذرات الذهب :3
،182شرح نهج البالغة البن ميثم البحرانى 89 3:1شرح النهج الحديدى 31 3:1العبر ،95 3:3عمدة الط33الب ،170فوائ33د الرض33وية ،495الكام33ل فى
التاريخ ،413 3:7كشكول البحرانى ،313 3:1الكنى و االلقاب ،272 3:2لسان الميزان ،141 3:5لؤلؤة البحرين ،322مجالس المؤمنين 503 3:1مجمع
الرجال :5
،199المختصر فى اخبار البشر ،145 3:2مرآة الجنان ،18 3:3المستدرك ،510 3:3المنتظم ،279 3:8ميزان االعتدال ،523 3:3النابس ،164النجوم
الزاهرة ،240 :4نزهة الجليس ،359 :1نقد الرجال ،303الوافى بالوفيات ،374 :2وفيات االعيان ،44 :4يتيمة الدهر 136 :3و انظر مقدمة حقائق
التأويل ،و عبقرية الشريف الرضى.
التاريخ ،413 :7كشكول البحرانى ،313 :1الكنى و االلقاب ،272 :2لسان الميزان ،141 :5لؤلؤة البحرين ،322
مجالس المؤمنين 503 :1مجمع الرجال :5
،199المختص33ر فى اخب33ار البش33ر ،145 3:2م33رآة الجن33ان ،18 3:3المس33تدرك ،510 3:3المنتظم ،279 3:8م33يزان
االعتدال ،523 3:3النابس ،164النجوم الزاهرة ،240 3:4نزهة الجليس ،359 3:1نقد الرجال ،303الوافى بالوفيات
،374 :2وفيات االعيان ،44 :4يتيمة الدهر 136 :3و انظر مقدمة حقائق التأويل ،و عبقرية الشريف الرضى.
ص191 :
ى ،و فيه أيضا أنّه كان و يروي هو أيضا عن جماعة منهم :شيخنا المفيد المتق ّدم عليه التّمجيد ،كما فى رجال النّيسابور ّ
يوما عند الخليفة الطّايع باهّلل العباسى و هو يعبث بلحيته و يرفعه33ا إلى أنف33ه ،فق33ال ل33ه الط33ايع أظن33ك تشّ 3م منه33ا رائح33ة
الخالفة ،فقال بل رائحة النب3وّة .و ك3ان يلقّب بالرّض33ي ذى الحس3بين لقبّ33ه ب3ذلك به3اء الدول3ة بن بوي3ه ،و ك3ان يخاطب3ه
بالشريف األج ّل كما عن «ال ّدرجات الرّفيعة» لل ّسيّد عليخان ال ّشيرازى و ذكره الفاضل الباخرزى فى «دمية العص33ر»
و كذا الثّعالبى فى «يتيمة ال ّد هر» و ابن ابى الحديد في «شرح نهج البالغة» و غيرهم .كما فى «امل اآلمل».
و فيه أيضا و ذكر ابن ابى الحديد أنّه كان عفيفا شريف النّفس عالى اله ّمة لم -يقبل من أحد صلة و ال جائزة ،حتّى أنّ33ه
ر ّد صالت أبيه و ناهيك بذلك .و كانت تنازعه نفسه إلى أم33ور عظيم33ة يجيش به33ا ص33دره ،و ينظمه33ا فى ش33عره ،و ال
يجد عليها من ال ّدهر مساعدا ،فيذوب كمدا يعنى وجدا ،حتّى توفّى .و لم يبلغ غرضا انتهى .و ذكر له أشعارا دالّ33ة على
ذلك.86
و قال ابن خلّكان ال ّشافعى ذكره الثّعالبى فى اليتيمة فقال فى ترجمته ابتدأ يقول ال ّشعر بعد أن جاوز عشر س33نين بقلي33ل،
و هو اليوم أبدع أبناء ال ّزمان ،و انجب سادة العراق ،يتحلى مع محتده ال ّشريف و مفخره المنيف ب33أدب ظ33اهر ،و ح33ظّ
من جميع المحاسن وافر ،ث ّم هو أشعر جميع الطالبييّن ،من مضى منهم و من غبر ،على كثرة
______________________________
( )1امل االمل -261 :2
ص192 :
)1 ( 86امل االمل -261 :2
شعرائهم المفلقين؛ و لو قلت أنّ3ه أش3عر ق3ريش لم أبع3د عن ّ
الص3دق ،و سيش3هد بم3ا أجري3ه من ذك3ره ،ش3اهد ع3دل من
شعره ،العالى القدح ،الممتنع عن القدح ،الّذى يجمع إلى السّالسة متانة ،و إلى ّ
الس3هولة رص33انة ،و يش33تمل على مع33ان
يقرب جناها ،و يبعد مداها و كان أبوه يتولّى نقابة نقباء الطّالبييّن و يحكم فيهم أجمعين ،و كان له النّظ33ر فى المظ33الم و
الحج بالناس ،ث ّم ر ّدت هذه األعمال كلّها إلى ولده الرض ّى المذكور ،فى سنة ثمانين و ثالثمأة ،و أب33وه ح ّى و من غ33رر
شعره ما كتبه إلى االمام القادر باهّلل أبى العبّاس أحمد بن المقتدر من جملة قصيدة:
أنا عاطل منها ،و أنت مطوّق إاّل الخالفة ميزتك فإنّنى
أقول و رأيت فى بعض الكتب انّه لما بلغت الخليفة هذه األبيات قال على رغم أنف الرّضى.
و أنّه رحمه هّللا إنّما أنشد الخليفة بهذه األبيات ،فى مجلس طعام؛ قد حضره عند ،ففعل ما تق ّدم من ش ّم اللّحية ،و ج33واب
سؤال الخليفة فى ذلك المقام ،و بعد غسل يده من أكل الطّعام و هّللا العالم قال و من جيّد قوله أيضا:
و ديوان شعره كبير ،يدخل فى أربع مجلّ33دات ،و ه33و كث33ير الوج33ود فال حاج33ة إلى االكث33ار من ذك33ره ،و ل33ه من جمل33ة
أبيات:
خميله الطّلح ذات البان و الغار هل ر ّوضت قاعة الوعساء أو مطرت
دارى ،و س ّمار ذاك الح ّى سمارى أو هل أبيت و دار دون كاظمة
عند القدوم لقرب العهد بال ّدار تضوع أرواح نجد من ثيابهم
ص193 :
أن ال ّشريف الرّضى احضر إلى ابن السّيرافى النّحوى ،و هو طفل ج ّ 3دا لمو ذكر أبو الفتح بن جنّى فى بعض مجاميعه ّ
يبلغ عمره عشر سنين ،فلقّنه النّحو ،و قعد معه يوما فى الحلقة ،فذاكره بشىء من اإلعراب على عادة التّعليم ،فق33ال ل33ه
إذا قلنا :رأيت عمر فما عالمة النّصب فى عمر فقال بغض عل ّى ،فتعجّب السّيرافى و الحاضرون من ح ّدة خاطره.
يتعذر وجود مثله د ّل على توسّعه فى علم النّحو و اللّغة ،و صنّف كتاب33ا فى «مج33ازات
و صنّف كتابا فى معانى القرآن ّ
القرآن» فجاء نادرا فى بابه.
و قد عنى بجمع ديوان ال ّرضى جماعة و أجود ما جمع الّذى جمعه أبو حكيم الخيرى و لقد أخبرنى بعض الفضالء انّ33ه
ان بعض االدباء اجتاز بدار ال ّشريف الرّضى ببغ33داد ،و ه33و ال يعرفه33ا ،و ق33د ج33نى عليه33ا ال ّزم33ان و
رأى فى مجموع ّ
ذهبت بهجتها و أخلقت ديباجتها ،و بقايا رسومها تشهد لها بالنضّارة و حسن ال ّشارة ،توقف عليها متعجّبا من ص33روف
ال ّزمان؛ و طوارق الحدثان ،و تمثّل بقول ال ّشريف الرّضى المذكور:
فم ّر به شخص و سمعه ،و هو ينشد األبي3ات ،فق33ال ل33ه :ه33ل تع33رف ه3ذه األبي33ات لمن هى ،فق33ال ال ،فق33ال :ه33ذه الّ 3دار
لصاحب هذه االبيات ،ال ّشريف الرّضّ 3ى فتعجّب من حس33ن اإلتّف33اق إلى آخ3ر م33ا ذك33ره .87و ق33د نق33ل عن لس33ان الج33امع
لديوان سيّدنا المرتضى اخى هذا انّه قال :س3معت بعض مش3ايخنا يق3ول ليس لش3عر المرتض3ى عيب إاّل ك3ون الرّض3ى
أخاه ،فانّه إذا أفرد بشعره ،كان أشعر أهل عصره ،و ناهيك به داللة على كون الرّجل أشعر
______________________________
( )1وفيات االعيان .44 :4
ص194 :
و قال سيّدنا ال ّشريف النّسابة أحمد بن عل ّى بن الحسين الحسني في كتابة الموسوم ب «عمدة الطّالب فى أنس33اب آل أبى
طالب» بعد ذكر أبيه أبي أحمد و أخيه األجل المرتضى و أ ّم33ا مح ّم33د بن أبى احم33د الحس33ين بن موس33ي االب33رش ،فه33و
و له من التّصانيف كتاب «المتشابه فى القرآن» و كتاب «مجازات اآلث33ار النّبويّ33ة» و كت33اب «نهج البالغ33ة» و كت33اب
«تلخيص البيان عن مجازات القرآن» و كتاب «الخصائص» و «كتاب سيرة والده الطّاهر» و كتاب انتخاب شعر ابن
الحجاج سماه «الحسن من شعر الحسين» و كتاب «اخبار قضاة بغداد» و كتاب «رسائله إلى ابى اس33حاق ّ
الص 3حابى»
فى ثالث مجلّدات و كتاب ديوان شعره و هو مشهور.
و قال ال ّشيخ ابو الحسن العمرى شاهدت مجلّدة من تفس33ير منس33وب إلي33ه للق33رآن مليح ،حس33ن ،يك33ون بالقي33اس فى ك33بر
تفسير أبى جعفر الطّبرى ،قلت :و فى نسخة الطّوسى و عليها يكون المراد به هو كتاب «تبي33ان» ّ
الش 3يخ رحم33ه هّللا ،و
شعره مشهور ،و هو أشعر قريش ،و حسبك أن يكون أشعر قبيلة ا ّولها مثل الحرب بن هش33ام ،و هب33يرة بن أبى وهب،
و عمر بن أبى ربيعة ،و أبى دهيل ،و يزيد بن معاوية ،و فى أواخرها مثل مح ّمد بن صالح الحسنى ،و عل ّى بن مح ّم33د
الجمانى ،و ابن طباطبا االصفهانى ،و عل ّى بن محمد صاحب ال ّزنج ،عند من يصحح نسبه ،و إنّم33ا ك33ان أش33عر ق33ريش
ّ
الن المجيد منهم ليس بمكثر ،و المكثر غير مجيد ،و ال ّرضى جمع بين اإلكثار و اإلجادة.
قال ابو الحسن العمرى و كان يقدم على أخيه المرتضى و المرتضى اكبر لمحله
ص195 :
صة ،و لم يقبل ال ّرضى من أحد شيئا أصال ،و كان حفظ الق33رآن على الك33بر ،ف33وهب ل33ه معلّم33ه فى نفوس العا ّمة و الخا ّ
ان حقّى علي3ك أعظم من الّذى علّمه القرآن دارا يسكنها ،فاعتذر إليه و قال انّى ال أقبل برّابى ،فكيف اقب3ل ب3رّك ،فق3ال ّ
ق أبيك ،و توسّل إليه ،فقبل منه ال ّدار.
ح ّ
و حكى أبو اسحاق بن ابراهيم بن هالل الصّابى الك33اتب ،ق33ال كنت عن33د ال33وزير أبى مح ّم33د المهل33بى ذات ي33وم ،ف33دخل
الحاجب و استأذن لل ّشريف المرتضى ،فأذن له ،فل ّما دخل قام إليه و أكرمه و أحله مع33ه فى دس33ته و اقب33ل علي33ه يح ّدث33ه
للش33ريف حتّى فرغ من حكايته و مه ّماته ،ث ّم قام فقام إليه و و ّدعه و خرج ،فلم تكن ساعة حتّى دخل الحاجب و استأذن ّ
ال ّر ضى ،و كان الوزير قد ابتدأ بكتابة رقعة فالقاها و قام كالمدهش حتّى استقبلته من دهليز ال ّدار ،و أخذ بيده و أعظمه
و أجلسه فى دسته ،ث ّم جلس بين يديه متواض3عا ،و أقب3ل علي3ه بمجامع3ه ،فل ّم3ا خ3رج الرّض3ى خ3رج مع3ه و ش3يّعه إلى
خف المجلس ،قلت أياذن الوزير أع ّزه هّللا أن اسأله عن شىء؟ قال:
الباب ،ث ّم رجع فل ّما ّ
ّ
أس3ن و أعلم؟ فقلت :نعم أيّ3د نعم ،و كأنى بك تسأل عن زيادتى فى إعظام الرّضى على أخي3ه المرتض3ى ،و المرتض3ى
هّللا الوزير ،فقال إعلم إنّا أمرنا بحفر النّهر الفالنى ،و لل ّشريف المرتضى على ذلك النّهر ضيعة ،فتوجّه علي33ه من ذل33ك
مقدار ستّة عشر درهما او نحو ذلك ،فكاتبنى بع33ده برق33اع يس33أله فى تخفي3ف ذل33ك المق33دار عن33ه ،قلت و فى رواي33ة أبى
حامد الفقيه فى مآثزه انّه قال فقال لخادمه هات الكتابين اللّذين دفعتهما إليك منذ ايّام .فاحضرهما فاذا كت33اب المرتض33ى
فى االستعفآء عن عشرين درهما أص33ابه من القس33ط و قرأت33ه و إذا ه33و أك33ثر من م33أة س33طر ،يتضّ 3من من الخض33وع و
الخشوع فى إسقاط هذه ال ّدراهم ،ما يطول شرحه ،و إذا كت33اب الرّض33ى فى االعت33ذار عن ر ّده لم33ا أرس33ل إلي33ه ال33وزير
المعهود من النّقود ،كما نبّه عليه صاحب ال ّرواية االولى بقوله بعد ما سبق ،و أ ّما أخوه لرضى فبلغنى ذات يوم انّه ولد
له غالم فارسلت إليه بطبق فيه ألف دينار ،فر ّده و قال قد علم الوزير انّى ال اقبل من أحد شيئا ،فرددته إلي33ه و قلت انّى
إنّما ارسلته
ص196 :
للقوابل فر ّده الثانية ،و قال قد علم الوزير أنّه ال تقبل نسائنا غريته و انّما عجائزنا يتولين هذا االمر من نس33ائنا ،و لس3ن
م ّمن يأخذن اجرة و ال يقبلن صلة فرددته إليه و قلت يفرقه ال ّشريف على مالزميه من طاّل ب العلم ،فل ّما جائه الطب33ق و
حوله طاّل ب العلم قال ها هم حضور فليأخذ ك ّل أحد ما يريد ،فقام رجل منهم و أخذ دين33ارا فق33رض من جانب33ه قطع33ة و
الش3ريف من ذل33ك فق33ال انّى احتجت إلى دهن ّ
الس3راج ليل33ة و لم يكن الخ33ازن أمس33كها ورد الّ 3دينار إلى الطّب33ق ،فس33اله ّ
للس3راج ،فاخ33ذت ه3ذه القطع33ة ألدفعه3ا إلي3ه ع33وض دهن3ه ،و ك3ان طلب3ة العلم حاضرا ،فاقرضت من فالن البقال دهنا ّ
المالزمون لل ّشريف ال ّرضى فى عمارة قد اتخذها لهم س ّماها دار العلم و عيّن لهم جميع م33ا يحت33اجون إلي33ه ،فل ّم33ا س33مع
ال ّرضى ذلك أمر فى الحال بأن يت ّخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطّلبة ،و يدفع إلى ك ّل منهم مفتاح ليأخذ منها ما يحتاج إلي33ه،
و ال ينتظر خازنا يعطيه ،و ر ّد الطّبق على هذه ال ّ
صورة ،فكيف ال أعظم من هذا حاله.
و كان الرّض ّى ينسب إلى االفراط فى عقاب الجانى و له فى ذلك حكايات منها ان ام3رأة علويّ3ة ش3كت إلي3ه زوجه3ا ،و
ان له أطفاال و هو ذو عيلة و حاجة ،و ش3هد له3ا من أنّه ال يقوم بمؤنتها بما يتح ّ
صل له من حرفة يعاينها نزرة الفائدة و ّ
صدق فيما ذكرت ،فأستحضره ال ّشريف و أمر به ،فبطح و أمر بضربه فض33رب ،و الم33رأة تنظ33ر أن يك33ف و حضر بال ّ
األمر يزيد حتّى جاوز ضربه مأة خشبة ،فصاحت المرأة :و أيتم أوالدى كي3ف يك3ون ص3ورتنا إذا م3ات ه3ذا؟! فكلّمه3ا
ال ّشريف بكالم فظّ و قال ظننت أنّك تشكينه إلى المعلّم.
أن طالعة يد ّل على ذلك ،و ل33ه فى ذل33كصابى يطمعه فيها ،و يزعم ّو كان الرّضى ير ّشح للخالفة ،و كان أبو اسحاق ال ّ
ق قريش باإلمامة أن ال ّرضى كان زيدى المذهب ،و أنّه كان يرى أنّه أح ّشعر أرسل به إليه ،و وجدت فى بعض الكتب ّ
أظن انّه إنما نسب إلى ذلك لما فى أشعاره من هذا المعنى كقوله يعنى نفسه:
و ّ
فقال له القادر على رغم أنف ال ّشريف ،و أشعار ال ّشريف مشهورة ال معنى لإلطالة باإلكثار منه33ا ،و مناقب33ه عزي33رة و
3ت و أربعم33أة و دفن فى فضله مذكور ،ولد سنة تسع و خمسين و ثالثمأة و توفّى يوم األحد السّادس من المحرّم سنة سّ 3
داره.
و انه مضى أخوه المرتضى من جزعه عليه إلى مشهد موالنا الكاظم عليه السّالم النّه لم يستطيع أن ينظ33ر إلى تابوت33ه
و دفنه ،و صلّى عليه فخر الملك الوزير أبو غالب و مضى نفسه آخر النّهار إلى أخيه المرتضى إلى المش33هد ّ
الش 3ريف
الكاظمى فالزمه بالعود إلى داره ث ّم نقل ال ّرضى إلى مشهد الحسين عليه السّالم بكربال ،فدفن عند أبيه.
و كذا قاله صاحب «العمدة» أيضا بعد قوله و دفن فى داره ،ث ّم مع زيادة قوله و قبره ظ33اهر مع33روف هن33اك قريب33ا من
الرّوضة المنوّرة.
و قال صاحب «مجمع البحرين» نقال عن «جامع االصول» و غيره بعد ذك33ر س3يّدنا المرتض33ى على التّفص33يل ،و أ ّم33ا
أخوه السيّد الرّضى ،فانّه توفّى فى المح ّرم من سنة أربع و أربعمأة ،و حض3ر ال33وزير فخ3ر المل33ك و جمي3ع األعي3ان و
األشراف و القضاة جنازته و ال ّ
صلوة عليه ،و دفن فى داره بمسجد االنب33ارييّن ب33الكرخ ،و مض33ى أخ33وه المرتض33ى من
جزعه عليه إلى مشهد موسى بن جعفر عليه السّالم ألنّه لم يستطيع أن ينظر إلى جنازته و دفنه ،و صلى عليه
ص198 :
و قال سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى ق ّدس س ّره فى ذيل ترجمة أخي33ه المرتض33ى بع33د نقل33ه عن كت33اب «الّ 3درجات الرّفيع33ه»
المتق ّدم اليه اإلشارة و كذا عن «زهرة الرّياض» للسيّد حسن ابن عل ّى بن شدقم المدنى قضيّة نقل جسده ال ّشريف أيض33ا
إلى مشهد ج ّده الحسين عليه السّالم و دفنه فى جواره األقدس ،و حكاية أنّ33ه نبش عن33ه فى س33نة اث33نين و أربعين و تس33ع
مأة باغراء بعض قضاة األروام فوجدكما هو لم تغيّره االرض.
قلت و الظّاهر ّ
ان قبر السيّد و ق33بر أخي33ه و أبي33ه فى المحّ 3ل المع33روف ب33ابراهيم المج33اب و ك33ان إب33راهيم ه33ذا ه33و جّ 3د
المرتضى ،و ابن اإلمام موسى عليه السّالم ،و قبر إبراهيم المجاب فى الحائر معروف مشهور انتهى.88
و كأنّه القبر الواقع فى أواخر رواق فوق الرّأس من الح3رم المطهّ3ر و قي33ل أنّ3ه اآلن فى المس3جد المتّص3ل بالح3ائر من
جهة خلف الحضرة المق ّدسة فليالحظ.
ث ّم ليعلم ّ
ان ال ّس بب في اشتهار نسبة تينك البقعتين الواقعتين فى بلدة الكاظمين عليهما السالم إلى هذين السيّدين السّندين،
مع محقّق نقل جسديهما أو عظاميهما إلى مشهد موالنا الحسين عليه السّالم ال يخلوا من أحد أمرين ،أح33دهما اس33تنادهم
فى ذلك إلى وضعهما العلمى المسلمى الحقيقى العرفى ،و إن كان منبعثا من تكرّر اس33تعمالها فى المص33داق اإلض33افى،
متحصّال من تكثّر إيرادهما بطري3ق االض33افة إلى مق33داره الك33افي ،فى أزمن33ة فق33د التّن33افى ،و ثانيهم33ا اكتف33ائهم اآلن فى
اضافة المعهودين من المكان إلى المقصودين من األركان بأدنى المالبس33ة الكائن33ة فيهم33ا ،بق33در االمك33ان ،و ال أقّ 3ل من
تسلم تعلّق ذينك الموضعين بهما من قبل ،و تخلّف بعض أجزائهما ال ّشريفة ال محالة فى مرقديهما القديمين ،عند وق3وع
ما ذكر من النّبش و النّقل.
بل الظّاهر ّ
أن كثيرا من هذه السّلسلة العالية و غيرهم و غفير من طوائف أهل العلم و المعرفة و غيرهم دفنوا أم33واتهم
ال ّ
صالحين فى هذا البين ،حوالى مرقديهما
______________________________
( )1الفوائد الرجالية .111 :3
ص199 :
ان الكالم لنا فى ثبوت أصل دفن سيّدنا ال ّرضى فى هذه البقعة المعروف33ة ب33ه رحم33ه هّللا ،لم33ا ق33د عرفت33ه من
مضافا إلى ّ
كلمات من تق ّدم و هو بأمثال هذه األمور أبصر و أعلم من كون دفنه األ ّول فى داره الواقعة بمحلّة الك33رخ من بغ33داد ،و
أين هى من مقابر قريش الواقعة فيها البقعة المذكورة حينئذ المحتمل فى ذلك أيضا إ ّما وقوع نقل من داره الم33ذكورة أو
الذاكرون من شريف المكان كما تحقّق وقوع مثل ذل33ك بالنّس33بة إلىال إلى المكان المشتهر به اآلن ،ث ّم منه إلى ما ذكره ّ
أخيه المرتضى رحمه هّللا و أ ّما أن يكون المدفون ثمة غير هذا السيّد ال ّرضى بل أحدا من سلسلة نجل3ه الّ 3زكى ،و علي3ه
فال داعي لنا فى اإللتزام بوقوع النّقل منه مطلقا ،حتّى نتحمل فى دفع اإلعتراض عليه بما ق ّدمناه.
إذا األرض قفرى و المزار بعيد فل ّما انتهينا للخيال الّذى سرى
قال فأخذتها و مضيت إلى السيّد ال ّرضى و أعطيته القرطاسة فل ّما رآها قال عل ّى بالمحبرة فكتب:
ّ
المشت ورود و قد آن لل ّشمل فر ّدت جوابا و ال ّدموع بوادر
ص200 :
فاتيت بها إلى المرتضى ،فل ّما قرأ ضرب بعمامته األرض و بكى و قال يع ّز على أخى يقتله الفهم بعد اسبوع ،فم33ا دار
األسبوع إاّل و قد جآء نعى الرّضى و مضى إلى سبيله.
ان السّبب فيه احتراق خلط السّوداء؛ و قد اتّفق مثله البى تمام ال ّشاعر كما تق ّدم ذك33ره فى أوائ33ل أقول و فى كتب الطّبّ ّ
القسم الثّانى فى باب ما أ ّوله الحاء المهملة فليراجع.
أن الوجه تو ّجه الحواس الباطنة بكليتها إلى التّا ّمل فيما يكون النّفس بصدده ،و سقوط تصرّفاته الاّل زمة فى ق33وام
و قيل ّ
األبدان ،و ال يبعد اتّحاد الجهتين فى المعنى فليالحظ.
رجعنا الى كالم صاحب «العمدة» قال ورثاه أخوه المرتضى و غيره من شعراء زمانه فولد الرّضى أبو الحسن مح ّم33د
أبا أحمد عدنان يلقب الطاهر ذا المناقب لقب ج ّده أبى أحمد الحسين بن موسى تولّى نقاب3ة الطّ3البييّن ببغ3داد على قاع3دة
ج ّده و أبيه و ع ّمه و انقرض ال ّرضى بانقراضه و انقراض أخيه عقب أحمد الموسوى.
و قال ايضا قبل ذلك فى باب السيّد أبى أحمد الحسين بن موسى األب33رش وال33د س3يّدنا المرتض33ى و الرّض33ى رض33ى هّللا
تعالى عنهم ،فهو النّقيب الطّاهر ذو المناقب ،كان نقيب النّقباء الطّالبييّن ببغداد ،ث ّم نقل عن ابى الحسن العمرى أنّه ق33ال
أسن و اض ّر فى آخر عم33ره ،و ت33وفّى
واّل ه بهاء ال ّدولة قضآء القضاة أيضا ،و ح ّج بالنّاس م ّرات أميرا على الموسم ،و ّ
سنة أربعمأة ببغداد ،و قد أناف على التّسعين ،و دفن فى داره ث ّم نقل إلى مشهد الحسين بك33ربال ،ف33دفن هن33اك قريب33ا من
الضّريح المن ّور ،و قبره معروف ظاهر ،ورثته ال ّشعراء بم ّرات كثيرة ،فولد ال ّشريف المذكور ابنين عليّا و مح ّمدا ،أ ّما
على فهو ال ّشريف األج ّل الطّاهر ذو المجدين الملقّب بالمرتضى علم الهدى يكنى أبا القاسم ،تولّي نقابة النّقب33اء و إم33ارة
الحا ّج و ديوان المظالم على قاعدة أبيه ذى المناقب ،و أخيه ال ّرضى بعد وفاة أخيه.
ص201 :
و كانت مرتبته فى العلم عالية فقها و كالما و حديثا و لغة و أدب3ا و غ3ير ذل3ك ،و ك3ان مقّ 3دما فى فق3ه اإلماميّ3ة ناص3را
ألقوالهم ،إلى أن قال :و رأيت فى بعض التّواريخ ان خزائنه اشتملت على ثمانين أل33ف مجلّ33د ،و لم اس33مع بمثل33ه إاّل م33ا
صاحب إسماعيل بن عبّاد كتب إلى فخر ال ّدولة بن بويه و كان قد استدعاه للوزارة إنّى رجل طوي33ل ال3ّ 3ذيل، يحكى ّ
أن ال ّ
و ّ
ان كتبى تحتاج إلى سبعمأة بعير.
و حكى ال ّشيخ الرّافعى انّها كانت مأة الف و أربعة عشر ألفا ث ّم الى ان قال و العقب المرتضى من إبنه أبى جعفر مح ّمد
و هو الّذى من ولده أبو القاسم النّسابة ،صاحب كتاب «ديوان النّس33ب» و غ33يره عل ّى بن الحس33ن بن مح ّم33د بن عل ّى بن
أبى جعفر مح ّمد بن المرتضى ،و كان له ابن اسمه أحمد درج و مات و انقرض عل ّى بن مرتضى النّس33ابة ،و انق33رض
به ال ّشريف المرتضى علم الهدى انتهى.
ان كتاب «الخصائص» المنسوب إلى سيّدنا الرّضى هو كتاب «خص33ائص االئ ّم33ة» الّ33ذى ينق33ل عن33ه فى «البح33ار» ث ّم ّ
كثيرا ،و هو اآلن موجود أيضا مثل ساير كتبه األربعة المتق ّدمة عليه فى عبارة «العمدة».
و له أيضا تفسيران آخران غير تفسيره الكبير الّذى هو على كبر «تبيان ال ّشيخ» رحمه هّللا ذكرهما النجّاش33ى و غ33يره،
أحدهما «حقايق التّنزيل و اآلخر «حقايق التأويل» و قال فى كتاب «مجازات الحديث» و القوة أحد المعانى الّتى يعبّ33ر
عنها باسم اليد ،و قد استقص3يت ذل3ك فى كت3ابى الكب3ير الموس3وم ب «حق3ايق التّأوي3ل» و كتاب3ه الموس3وم ب «متش3ابه
القرآن» ايضا كبير ذكره فى «المجازات» فقال في مسألة عص33مة األنبي33اء عن المعاص33ى و فى ّ
الص 3غائر خالف ليس
كتابنا هذا موضع بيانه ،و قد بسطنا الكالم على ذلك فى باب مفرد من جمل3ة كتابن3ا الكب3ير فى «متش3ابه الق3رآن» و ل3ه
أيضا «كتاب ال ّزيادات فى شعر أبى تم33ام» و «كت33اب الجيّ33د» من ش33عره ،و «كت33اب تعلي33ق خالف الفقه33آء» و «كت33اب
تعليقه فى اإليضاح» البى عل ّى.
و قد أنكر بعض المخالفين كون «نهج البالغة» من جملة مؤلّفاته و نسبه إلى
ص202 :
أن من جملة مشايخه المعظمين من علماء الجمهور ،هو ال ّشيخ أبو الفتح و يظهر أيضا من كتاب «مجازاته» المذكورّ ،
عثمان بن جنى فى النّحو ،و أبو الحسن عل ّى بن عيسى ال ّربعى ،و أبو القاسم عيسى بن عل ّى بن عيسى؛ و ابو عبيد هّللا
مح ّم د بن عمران المرزبانى و غيرهم فى الحديث و القاضى عبد الجبّار البغدادى فى االصول ،و ال ّشيخ أبو بكر مح ّمد
بن موسى الخوارزمى فى الفقه ،و عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرى أبو حفص الكتانى فى القراءة فليالحظ.
و قال صاحب «حدائق المق ّربين» في ذيل ترجمة هذا السيّد الجليل اسمه :مح ّم33د و ك33ان نقيب العل33ويين ببغ33داد ،و نق33ل
ابن ابى الحديد أنه كان شريف النّفس ،صاحب
ص203 :
العفّة رفيع اله ّمة ،ال يقبل من أحد صلة و جائزة ،حتّى ما كان من جهة أبيه؛ و جاللة قدره بين الطّائفة معروفة ،و كان
رحمه هّللا في غاية ال ّزهد و الورع ،صاحب ح33االت و مق33االت ،و كش3ف و كرام33ات ،و يحكى انّ33ه اقت33دى يوم33ا بأخي33ه
المرتضى فى بعض صالته ،فل ّم ا فرغ قال ال اقتدي بك بعد هذا اليوم أبدا؛ قال و كيف ذلك؟ ق33ال ألنّي وج33دتك حائض33ا
فى صالتك ،حائضا فى دماء النّسآء ،فص ّدقه المرتضى و أنصف ،و التفت إلى أنّه أرس3ل ذهن3ه فى أثن3اء تل3ك ّ
الص3الة
إلى التف ّكر فى مسألة من مسائل الحيض.
أقول و فى بعض المواضع أنّه انصرف من صالته المذكورة بمحض أن انكشف له الحالة المزبورة ،و أخ33ذ فى الوي33ل
و العويل و أظهر الفزع الطّويل فى تمام السّبيل ،إلى أن بلغ المنزل بهذه الحالة ،فل ّم33ا ف33رغ المرتض33ى أتى الم33نزل من
فوره و شكى ما صنعه به إلى ا ّمه ،فعاتبته على ذلك فأعتذر عن33دها بم3ا ذك3ر ،و أنّ3ه ك33ان يتف ّك33ر إذ ذاك فى مس3ألة من
الحيض ،سألته عنها بعض النسوة فى أثنآء مجيئه إلى الصّالة.
هذا .و من جملة ما ينبغى اإلشارة إليه على اثر هذا المقام تنبيها للعوام و تنزيها لشاكلة علمائن33ا األعالم ،ه33و م33ا ذك33ره
السيّد الجزائرى رحمه هّللا فى كتاب «مقاماته» بعد نقله لحكاية معاملة الوزير المهلّبى م3ع الس3يّدبن االجليّن المرتض3ي
الش3ريفكأن الوزير فخر الملك لم يتحقّق معني عل ّو اله ّمة ،فلذا عاب األم33ر على ّ
و الرضى ،بما صورته هكذا :أقولّ :
المرتضى -رضى هّللا عنه -،و إنّما كان عليه غضاضة فى ذلك الكتاب 89ل33و ك33ان س3ائال له33ا من أم3وال ال33وزير ،و م33ا
فعله ال ّشريف عند التّحقيق من جملة عل ّو اله ّمة ،و ذلك أنّه دفع عن ملكه بدعة لو لم يتداركها بقيت على ملك33ه ،و ربّم33ا
وضعت من قدره لو بقيت عند أهل األمالك و غيرهم ،و كما انّه ورد الحديث:
المؤمن ينبغى له الحرص على حيازة ماله الحالل ،كى ينفقه فى سبيل الطّاعات.
كما كانت عادة ج ّده أبى طالب بن عبد المطلّب ،فإنّه كان يباشر جبر ما انكسر
______________________________
( -)1يعنى الكتاب الذى بعثه المرتضى الى الوزير يسأله تخفيف الضريبة و اسقاطها (انظ33ر مقدم33ة دي33وان المرتض33ى
ص 54
ص204 :
-) 1 ( 89يعنى الكتاب الذى بعثه المرتضى الى الوزير يسأله تخفيف الضريبة و اسقاطها( انظر مقدمة ديوان المرتضى ص 54
فأمر بارجاعها إلى صاحبها؛ و وهبه الثّمن ،فاين ه ّمته ه33ذه من ه ّم33ة ال33وزير الّ33ذى حم33ل إلى الرّض33ى أل33ف دين33ار ،و
أن الرّضى كان يتر ّشح للخالف3ة ،ب3ل ك3ان منتظ3را له3ا ص3باحا و مس3اءا؛ حتّى خاطب3ه ّ
الش3عراء استغنم ر ّدها إليه ،مع ّ
بالتّهنية بها ،منهم أبو إسحاق األديب الصّابى حيث قال:
تعو ّدت منها أن تقول فتص ّدقا أبا حسن لي فى الرّجال فراسة
إلى أن أرى إظهار هالى مطلقا و أضمرت منه لفظة لم أبح بها
و كانت له النقابه و الخالفة على الح3رمين و الحج33از ،و ك33ان أم33ير الحجيج؛ و ك33ان م33تى يع33دد آب33اءه الك33رام األربع33ة
المطابقة فى العدد مع آباء موالنا صاحب ال ّزمان عجّ 3ل هّللا تع3الى فرج3ه إلى س3يّدنا و إمامن3ا الس3ابع موس3ى بن جعف3ر
الكاظم عليه السّالم ،أو يذكر سلسلة نسبه من جانب أ ّمه المخد ّرة المنتهية إلي ناص33ر الحّ 3
ق المش33هور ،يع33نى ب33ه الس3يّد
المعظّم المتق ّدم ذكره و ترجمته ،فى مفتتح المجلّد الثّانى من هذا الكتاب يتمثّل
ص205 :
انتهى.
و منه ينقدح شبه قدح فى ال ّر جل ،فضال عن عدم داللته على المدح بل اشارته إلى عدم إمكان القي3اس بين3ه و بين أخي3ه
المتقدم ذكره و تزكيته على التّفصيل و المسلم قدره و منزلته فى العلم و العمل و الفقه و التقوى ،و النّيابه المطلق33ة عن
أئ ّمة الهدى ،و المشابهة المحقّة ألنبياء بنى إسرائيل.
له كتب منها «حقايق التّنزيل» كتاب «مجاز القرآن» كتاب «خصائص األئ ّمة» كتاب «نهج البالغة» كتاب «ال ّزيادات
فى شعر أبى تمام» كتاب «تعليق خالف الفقهاء» كتاب «مجازات االثار النّبويّ33ة» كت33اب «تعليق33ه فى االيض33اح» البى
عل ّى كتاب «الجيّد من شعر أبى تمام» مختار شعر أبى إسحاق ال ّ
صحابى» ما دار بينه و بين أبى إسحاق من الرّس33ائل،
توفّى سنة ّ
ست و أربعمأة.
ق أخيه السيّد المرتضى المعظّم على جليل شأنه و جميل إحسانه حاز من العلوم م33ا لم يدان33ه في33ه أح33د مع انّه قال فى ح ّ
فى زمانه ،و سمع من الحديث فأكثر و كان متكلّما شاعرا أديب33ا ،عظيم المنزل33ة فى العلم و الّ 3دين و الّ 3دنيا إلى آخ33ر م33ا
ذكره ،و م ّم ا يحقق لك أيضا جميع ما ذكرناه كثرة ما يوجد فى ديوان هذا ال ّرجل العظيم ال ّشأن من قصائد مديح الخلفآء
و األعيان ،و شواهد الرّكون إلى اهل ال ّديوان ،مع عدم محظور له فى ت3رك ه3ذا التملّ3ق ،و ظع3ور المباين3ة ،بين قول3ه
هذا و فعله الّذى أفاد فى الظّاهر ،ان
ص206 :
ال تقيد له بأهل ال ّدنيا ،و ال تعلّق و كذا من أشعار الغزل و التّشبيب ،و صفة الخ ّد و الع33ارض و الع33ذار من الح33بيب؛ و
أشعار المفاخرة باألصل و النّسب و غير ذلك ،مثل ما نقله عنه صاحب «يتيمة الّ 3دهر» من قول3ه فى م33دح الطّ3ايع باهّلل
العبّاسى خليفة ذلك العصر و هو من غرر أشعاره االبكار:
90
كالنّار يخلفه الرّماد المظلم كالغيث يخلفه ال ّربيع ،و بعضهم
إلى تمام عشرة اخرى من هذا القبيل ،و مثل قوله رحمه هّللا في الغزل بنقله أيضا:
يض ّمنا ال ّشوق من قرن الى قدم بتناضجيعين فى ثوبى هدى و تقى
مواضح اللثم فى جنح من الظّلم و بات واضح ذاك الثّغر يكشف لى
______________________________
( )1يتيمة الدهر .138 :3
ص207 :
إلى المجد اغصان الجدود األطائب لنا ال ّدوحة العليا التّى نزعت لها
فلينظر اإلنسان أيّة نسبة تكون بين هذه األشعار ،و بين ما نقل صاحب «المقامات» من جواهر أفكار سيّدنا المرتضى،
أخى هذا فى التعريض على أقوال ال ّشعراء و التّمريض لما صدر منهم الهزل و االغواء ،و متابع33ة اه33ل االه33وآء مث33ل
قوله رحمه هّللا تعالى شعرا:
ّ
المعذل تنائيت ع ّما ح ّل فيه ك سمعى ألننّى
و ال عذل يحت ّ
ص208 :
تزور المنى أوطانه و هو مقبل و ما ع ّزتى فى هذه ال ّدار مهمل
إن ظنّى أن من جهة غاي33ة المباين3ة بين درج33ة ه3ذا ال33وزير القاص33ر عن معرف33ة ج33واهر األش3خاص ،و النّ33اظر إلى
ث ّم ّ
ظواهر مربيات االحداس ،فى مرئيات اإلخالص ،و بين درجة نظيره الوزير األعظم العم33اد ،ك33افى الكف33اة ،اس33ماعيل
بن عبّاد ،فى رعايته حق33وق علمائن3ا ااّل مج3اد و زي3ادة تعظيم ش3عائر هّللا تع33الى بحس33ب زي3اده القابليّ3ات فى الم33وا ّد ،و
التّرقيات فى اإلستعداد ،و عدم االنخداع من تصنّعات ال ّزهاد ،و تزهدات العاجزين عن التّحمل ال عب33اء العب33اد آل أم33ر
ذلك ال ّر جل إلى ما آل من كمال حسن العاقبة و المآل ،بعد طول مجاله فى الجاه و الجالل ،و الع ّز و العافي3ة و االقب3ال،
مع كونه إلى هذا ال ّزمن مشكوك الحال ،فى كونه من ال ّشيعة الحق33ة أو من أه33ل ّ
الض3الل ،و أرب33اب اإلع33تزال ،و لكنّ33ه
صارت عاقبة هذا ال ّشخص ال ّشحيح عن عفو دراهم معدودة من الحوالة على طود محيح على طور غ33ير ص33حيح ،إلى
ما ذكره ابن خلكان المؤ ّرخ فى ذيل ترجمت33ه من س33وء عاقبت3ه و س33واد خاتمت33ه ،حيث ق3ال بع33د االش33ارة إلى جمل33ة من
طريف طريقته ،لما توفّى مخدومه بهاء ال ّدولة يعنى به السّلطان أب33ا نص33ر خس33رو ف33يروز بن عض33د الّ 3ديلمى االم33امى
المتق ّدم ذكره فى صدر العنوان -وزر لولده سلطان ال ّدولة أبى شجاع بن بويه ،فنقم عليه بسبب اقتضى ذلك فحبس33ه ،ث ّم
قتله بسفح جبل قريب من األه3واز ،فى ث3الث ش3هر ربي3ع األوّل س3نة س3بع و أربعم3أة و دفن هن3اك و لم يس3تقص دفن3ه
فنبشته الكالب و أكلته برمته إاّل يسيرا.
هذا .و من جملة غرر اشعار سيّدنا الرّض ّى قّ 3دس س3رّه قول3ه و هّلل درّه و رحم3ة هّللا علي33ه كم33ا دعى ل3ه ب3ذلك ص3احب
الكتاب الكتاب المتق ّدم ذكره:
ص209 :
صبرا على حكم ال ّزمان الجائر أبياض رأس و أسوداد مطالب
و منها قوله:
بالقصار ال ّ
صفر و البيض أو السّمر العوال إشتر الع ّز بما بيع الع ّز بغال
إنّما يدخر المال لحاجات الرّجال ليس بالمغبون عقال مشتري ع ّز بمال
92
579الشيخ العالم الثقة ابو الفتح محمد بن على الكراجكى
فقيه األصحاب قرأ على السيّد المرتضى علم الهدى ،و ال ّشيخ الموفّق أبى جعفر رحمهما هّللا .
و له تصانيف منها :كتاب «التّع ّجب» كتاب «النّوادر» أخبرن33ا الوال33د عن وال33ده عن33ه ،ك33ذا ذك33ره ّ
الش3يخ منتجب الّ 3دين
المتق ّدم ذكره فى باب العليّين ،نقال عن كتاب فهرسه لعلماء زمان شيخنا الطّوسى رحمه هّللا إلى زمان نفسه.
و ذكره صاحب «امل اآلمل» بعنوان مح ّمد بن على بن عثمان ،و قال :عالم فاضل متكلّم فقيه مح ّدث ثقة جليل القدر.
له كتب منه33ا «ك33نز الفواي33د» و كت33اب «مع33دن الج33واهر و رياض33ة الخ33واطر» و «االستنص33ار فى النصّ على االئ ّم33ة
االطهار» و «رسالة فى تفضيل أمير المؤمنين» و «الك ّر و الف ّر» فى االمامة و «اإلبان33ة» عن المماثل33ة فى االس33تدالل
بين طريق النب ّوة و اإلمامة« ،و رسالة
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،287 3:2بحار االنوار ،263 3:105تحفة االحباب 339تنقيح المقال ،159 3:3ج33امع
الرواة ،156 3:2الذريعة ،210 3:4ريحانة االدب ،39 3:5شذرات الذهب ،283 3:3فوائد الرجالية ،302 3:3فوائ33د
الرضوية ،571الكنى و االلقاب 108 3:3لسان الميزان ،300 3،5المستدرك ،497 3:3مص33فى المق33ال ،374مع33الم
العلماء .105
ص210 :
)*( 92له ترجمة فى :امل االمل ،287 :2بحار االنوار ،263 :105تحفة االحباب 339تنقيح المقال ،159 :3جامع الرواة ،156 :2الذريعة ،210 :4
ريحانة االدب ،39 3:5شذرات الذهب ،283 3:3فوائ3د الرجالي3ة ،302 3:3فوائ3د الرض3وية ،571الك3نى و االلق3اب 108 3:3لس3ان الم3يزان ،300 3،5
المستدرك ،497 :3مصفى المقال ،374معالم العلماء .105
ق الوالدين» و «معونة الفارض فى استخراج سهام الفرائض» إلى أن قال :و قال ابن شهر آشوب عند ذكره :ل33ه فى ح ّ
أخبار اآلحاد «التّعجب فى االمامة» «مسألة فى المسح» «مسألة فى كتابة النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله» و «المنه33اج فى
معرفة مناسك الحا ّج» المزار مختصر فى زيارة إبراهيم الخليل» «شرح جم33ل العلم للمرتض33ى ال33وزيرى» و «ش33رح
االستنصار» فى النّص على األئمة األطهار «المش ّجر» «معارضة األضداد باتّفاق األعداد» «االس33تطراف» فى ذك33ر
ما ورد من الفقه فى اإلنصاف ،كتاب «التّلقين ألوالد أمير المؤمنين» «جواب رسالة األخوين» انتهى.
و للكراجكى أيضا كتاب فى ال ّدعاء سماه «روضة العاب33دين» ينق33ل عن33ه ش33يخنا الكفعمى فى كتاب33ه «الجنّ33ة الواقي33ة» و
غيره ،و هو يروي عن ال ّشيخ المفيد و من عاص3ره ،و روايت3ه عن المفي3د بطري3ق اإلج3ازة ،كم3ا ص3رّح ب3ه فى كتاب3ه
«كنز الفوائد» و هو من أحسن مصنّفاته الباقي33ة إلى ه33ذا ال ّزم33ان ،و الحاوي33ة لنف33ايس من العل33وم و األفن33ان ،و ال س3يّما
االصولين و الفضائل و األخالق ،و قد اشتمل على سبع رسائل منفردة برؤسها ،خارجة عن أبوابه33ا و فص33ولها .منه33ا
«رسالة القول البين عن وجوب المسح على ال ّرجلين» و «رسالة البيان عن اعتقاد اإليمان» و كت33اب «اإلعالم بحقيق33ة
ايمان أمير المؤمنين عليه السّالم و ولده الكرام» و «رسالة فى وجوب اإلمامة» و «مختص33ر التّ33ذكرة» باص33ول الفق33ه
للمفيد ،و كتاب «البرهان على ص ّحة طول عمر االمام صاحب ال ّزمان» عليه السّالم ،و «رسالة فى ج33واب س33ؤال فى
وجوب الح ّج و بعض علله و مناسكه.
السيّد المرتضى علم الهدى ،كما يظهر من «البحار» و غيره ،و يظهر من «الكنز» أنّه
______________________________
( )1امل االمل .287 :2
ص211 :
كان يرجع إليه فى كثير من المشكالت ،و يعتقد زيادة بذل33ه و فض33له ،إاّل إنّى لم ار في33ه و ال فى غ33يره ص33ريح روايت33ه
عنه ،و ال ذكرا لشيخنا أبى جعفر الطّوسى رحمه هّللا فضال عن روايته عنه ،كما وقع ذكرها فى بعض اإلج33ازات ،ب33ل
طبقته فوق طبقه ال ّشيخ بقليل ،كما يظهر لك ع ّما ق33ريب ،نعم ل33ه الرّواي33ة عن كث33ير من مش33ايخ ّ
الش3يخ و أس33اتيده ،كم33ا
يظهر من فواتح أسانيده.
و منهم ال ّشيخ أبو يعلى ساّل ربن عبد العزيز ال ّديلمى -المتق ّدم ذكره فى أواخر باب الحآء المهمل33ة من ه33ذا الكت33اب ،كم33ا
ذكره صاحب «مجمع البحرين».
و أ ّما الرّواية عن ال ّرجل بالقراءة و السّماع و اإلجازة و غيرها ،فلم نجدها إلى اآلن إاّل للقاضى عبد العزيز بن ال33براج
الطّرابلسى ال ّشامى ،و ال ّشيخ أبى مح ّم33د عب33د -الرّحم33ان بن أحم33د بن الحس33ين النّيس33ابورى الخ33زاعى ،و ق33د يوج33د فى
بعض كتب ال ّرجال رواية الشيخ الفقيه أبى مح ّمد ريحان بن عبد هّللا الحبشى -الذى هو شيخ رواية ش33اذان ابن جبرئي33ل
القمى أيضا -عنه بال واسطة ،و لكن الموجود فى طرق اإلجازات المعروفة روايته عنه ،بواسطة شيخه القاض33ى عب33د
العزيز بن البراج و هّللا العالم.
و قال صاحب «بحار االنوار» فى مقدماته عند ذكره لهذا الرّجل :و أ ّما الكراجكى ،فه33و من أجلّ33ة العلم33اء و الفقه33ا ،و
المتكلّمين ،و أسند إليه جميع أرباب اإلجازات ،و كتابه «كنز الفوائد» من الكتب المشهورة الّتى أخذ عنها جّ 33ل من أتى
بعده و قال أيضا فى مقام ع ّد الكتب الّتى ينقل عنها في كتاب «البحار» كتاب «النّصوص»
ص212 :
كتاب «معدن الجواهر» كتاب «كنز الفوائد» «رساله فى تفض3يل أم33ير المؤم33نين علي3ه ّ
الس3الم»؛ «رس33الة إلى ول33ده»
كتاب «التّعجب فى اإلمامة عن اغالط العا ّمة» كتاب «االستنصار» فى النصّ على االئ ّمة االطهار .كلّها لل ّشيخ المدقّق
النّبيل أبى الفتح مح ّمد بن عل ّى بن عثمان الكراجكى.
أقول :و رسالته المذكورة إلى ولده هى الّتى ينقل عنها السيّد بن طاوس رحمه هّللا فى كتاب33ه «فالح ّ
الس 3ائل» فى فض33ل
صالة الظّ هر من يوم الجمعة :يا بنى من هذا اليوم شرف عظيم ،و هى أ ّول صالة فرضت على سيّدنا رسول هّللا صلّى
ص الة الوسطى؛ و كتابه الموسومب «معدن الجواهر» يوجد إلى زماننا هذا أيضا، هّللا عليه و اله و سلّم ،و روى أنّها ال ّ
و قد كان عندى نسخة منه مع ع ّدة رسائل اخرى منه رحمه هّللا ظاهرا و هو كتاب فى الخص33ال الم33أثورة ،مث33ل كت33اب
الش3هيد رحم33ه هّللا
شيخنا الصّدوق ق ّدس هّللا روحة إاّل انّه مقصور على ذكر اآلحاد إلى العشرات ،و قد نقل عنه ش33يخنا ّ
ق روايت3ه ذل33ك عن ش3يخنا المفي3د رحم33ه هّللا
فى ضمن اجازته لمح ّمد بن نجده حديث بنى اإلسالم على عشرة أسهم بحّ 3
فليالحظ.
و فى رجال سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى رحمه هّللا بعد ذكره ال ّرجل بعنوان مح ّمد بن عل ّى الكراجكى أب33و الفتح القاض33ى،
شيخ فقيه ،متكلّم له كتاب «كنز الفوائد» من تالمذة ال ّشيخ المفيد و قد روى عنه كثيرا و ذك33ر رس33الته فى اص33ول الفق33ه
فى الفصل ال ّر ابع من الجزء الثانى و من هذا الكتاب ،و قد روى فيه عن ع ّدة من المشايخ غير المفيد منهم :أبو عبد هّللا
الحسين بن عبيد هّللا بن على الواسطى ،و هذا ال ّشيخ هو الّذى حكى عنه ابن طاوس القول بالمواسعة فى صالة القضاء
فى رسالته المعمولة فى تلك المسألة و هو يروى عن ال ّشيخ الثّقة أبى محمد هارون التّلعكبرى
الش3ريف أب33و عب33د هّللا مح ّم33د بن عبي33د هّللا بن الحس33ين بن ط33اهر
و منهم :أبو الرّجا مح ّمد بن عل ّى بن طالب البل33دى ،و ّ
الحسينى إلى أن قال بعد ع ّده لجماعة أخرى من مشايخه رحمه هّللا ،و قال فى الجزء األخير من الكتاب -فيما روى أنّه
صلّى هّللا عليه و اله و سلّم
ص213 :
رأى فى السّماء ملكا علي صورة أمير المؤمنين عليه السّالم هذا الخبر قد اتّفق أصحاب الحديث على نقل33ه -حّ 3دثنى ب3ه
من طريق العامة ال ّشيخ الفقي33ه أب33و الحس33ن مح ّم33د بن أحم33د بن الحس33ن بن ش33اذان القمى؛ و نقلت33ه من كتاب33ه المع33روف
«بايضاح دقايق النّواصب» و قراءة عليه بم ّكة سنة اثنى عشرة و أربعماة.
و قال فى بعض وصول الجزء الثّانى من الكتاب :أخبرنى ال ّشريف أبو منصور أحم33د بن حم33زة العريض33ى بالرّمل33ة و
أبو العبّاس مح ّمد بن إسماعيل بن عنان بحلب ،و أبو الرّجاء مح ّمد بن عل ّى بن ابى ط33الب بالق33اهرة -رحمهم هّللا -ق3الوا
جميعا :أخبرنا أبو الفضل مح ّمد بن عبد هّللا بن عب33د المطلّب الش33يباني الك33وفى و س33اق ح3ديث أبى ذر فى من3اقب أم33ير
المؤمنين عليه السّالم ،و مثالب أعدائه ،و قول أبى ذر رض33ى هّللا عن33ه :م33ا من أ ّم33ة ائتمت رجال -و فيهم من ه33و أعلم
منه إاّل ذهب أمرهم سفاال ث ّم إلى أن قال :و قد روى فيه اى في «ك33نز الفوائ33د» عن جمل33ة من العا ّم33ة منهم الحس33ين بن
صيرفى البغدادى و كان مشتهرا بالعناد آلل مح ّمد صلّى هّللا ،و نقل عنه فى اإلمامة ما ه33و حج33ة على مح ّمد بن عل ّى ال ّ
النّواصب و هذا الكتاب يد ّل على فضل مؤلّفه ،و بلوغه الغاية القصوى فى التّحقيق و التّدقيق و اإلطّالع على المذاهب
و االخبار ،مع حسن الطّريقة و عذوبة األلفاظ و هو ظاهر لمن تدبّر إنتهى.94
و يظهر من طرق رواياته المذكورة فى «كنز الفوائ33د» و غ33يره :أنّ3ه ك33ان س33ائحا فى البالد ،و غالب33ا فى طلب الفق33ه و
ان معظم نزول33ه و توطّن33ه ك33ان بالّ 3ديار المص33رية ،من قاع33دتها الّ33تى هى اآلن مدين33ة
الحديث و األدب و غيرهم33ا ،إاّل ّ
القاهرة ،إلى سائر مواضعها و أمصارها و كان لذا اشتهر وصفه فى اإلجازات بنزيل الرّملة أو الرّمل3ة البيض3اء فانّه3ا
من جملة مدن تلك ال ّديار ،و يظهر من كتابه المذكور :انّه كان بها فى حدود العش33ر الثّ33انى بع33د األربعم33أة و ح ّدث33ه به33ا
ال ّشيخ أبو العباس أحمد بن نوح بن مح ّمد الحنبلى ال ّشافعى:
حكاية مالقاته المعمر المشرقى ،الّذى كان قد أدرك صحبة إمامنا أمير المؤمنين عليه السّالم
______________________________
( )1الفوائد الرجالية .308 -302 :3
ص214 :
)1 ( 94الفوائد الرجالية -.308 3-302 :3له ترجمة فى :اتقان المقال 121؛ اعيان الشيعة ،البداية و النهاية ،97 :12تأسيس الشيعة ،313تحفة االحباب
،325تنقيح المقال ،105 3:3جامع الرواة ،95 3:2خالصة االقوال ،148الذريعة ،73 3:1رجال ابن داود ،306رجال النجاشى :316ري33اض العلم33اء
خ ،ريحانة االدب ،325 :3سفينة البحار :،97 :2طبقات السبكى ،126 :4الفهرست 188الفوائد الرجالية ،227 :3الفوائد الرضوية ،470الكامل فى
التاريخ 58 :10الكنى و االلقاب ،395 :2لسان الميزان 135 :5لؤلؤة البحرين ،292مجمع الرجال 191 :5المستدرك ،505 :3مصفى المقال ،402
معالم العلماء ،102القابس ،4المنتظم ،252 :8منتهى 3المقال ،270منهج المقال ،215النابس ،160النجوم الزاهرة ،82 :5نقد الرجال.
و يشهد بذلك أيضا قول صاحب «مجمع البحرين» فى ما ّدة ساّل ر بن عبد العزيز -المتق ّدم ذكره و أب33و الفتح الك33راجكى
قرأ عليه ،و هو من ديار مصر.
صا عليها فى شىء من معاجم اإلماميّة و تواريخهم ،و لكن المنقول عن اليافعى هذا و أ ّما وفاة أل ّرجل فلم أر إلى اآلن ن ّ
المشهور الّذى هو من أعاظم علم3اء الجمه3ور فى تاريخ3ه الموس3وم ب «م3رآة الجن3ان» انّ3ه تع3رّض لبي3ان ذل3ك به3ذا
العنوان ،سنة تسع و أربعين و أربعمأة ،توفّى فيها أبو الفتح الكراجكى الخيمى رأس ّ
الش3يعة؛ ص33احب التّص33انيف ك33ان
الش3ريف المرتض33ى و ك33ان الخيم أو ذا الخيم ،أو ذات الخيم الواق33ع نحويّا لغويّا منّجما طبيبا متكلّما من كب33ار أص33حاب ّ
إليها النّسبة فى كالمه أيضا من المواضع الواقعة فى تلك ال ّديار فليالحظ.
ان من جملة ما يعجبنى نقله في هذه العجالة من كتابه «الكنز» و هو من جي33اد األخب33ار و موجب33ات الف33وز بنعيم دارث ّم ّ
القرار؛ حديث فضيلة يرويه بأسناده المعنعن 3،عن ابن عبّاس ،قال كان النّبى صلّى هّللا عليه و اله ليلة بدر قائما يص33لّى
و يبكى و يستعبر و يخشع و يخضع كاستعظام المسكين ،و يقول أللّه ّم أنجزلى ما وعدتنى و يخ ّ 3ر س33اجدا و يخش33ع فى
سجوده ،و يكثر التفزع فأوحى هّللا إليه قد أنجزن33ا وع33دك و أيّ33دناك ابن ع ّم33ك عل ّى و مص33ارعهم على يدي33ه ،و كفين33اك
المستهزئين به ،فعلينا فتو ّكل و عليه فاعتمد ،فأنا خير من توكلّت عليه ،و هو أفضل من اعتمد عليه.
و من جملة ذلك أيضا قوله فى مقام نقله لبعض كلمات موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم و لنعم ما قال و من بديع كالم
أمير المؤمنين عليه السّالم ،الّذى حفظ عنه ّ
ان رجال قطع عليه خطبة ،و قال له ص3ف لن3ا الّ 3دنيا ،فق33ال أوّله3ا عن3اء ،و
آخرها بالء ،حاللها حساب ،و حرامها عقاب ،من ص ّح فيها أمن ،و من مرض فيها ندم ،و من استغنى فيها فتن ،و من
افتقر فيها حزن؛ و من ساعاها فاتته و من قعد عنها أتته ،و من نظر إليه33ا الهت33ه و من تهل3ون به33ا نص3رته ث ّم ع33اد إلى
مكانه من خطبته صلوات هّللا عليه و هذه أعلى ال ّرتب درجة فى حضور الخاطر.
ص215 :
صادق عليه السّالم انّه قال :قال خرج الحسن بن عل ّى عليه السّالم ذات ي33وم على و منها ما نقله فيه مسندا عن موالنا ال ّ
أصحابه ،فقال الحمد هّلل ج ّل و ع ّز و الصّالة على مح ّمد رسول صلّى هّللا عليه و اله و سلّم يا أيّها النّاس إن هّللا و هّللا ما
خلق العباد إاّل ليعرفوه ،فاذا عرفوه عبدوه فاذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه ،فق33ال ل33ه رج33ل ب33أبى أنت و
أ ّمى يابن رسول هّللا ما معرفة هّللا ؟ قال معرفة أهل ك ّل زمان إمامهم الّذى يجب عليهم طاعته.
أن المت ّمناة ابنة النّعمان بن المنذر دخلت على بعض مل33وك ال33وقت ،فق33الت إنّ33ا كنّ33ا مل33وك ه33ذه البل33دة
و حكى فيه أيضا ّ
ق عصانا و فرق مألنا ،و قد أتيت33ك فى ه33ذا الي33وم أس33ئلك يحيى إلينا خرجها و يطيعنا أهلها ،فصاح بنا صائح ال ّدهر فش ّ
ما استعين به على صعوبة الوقت ،فبكى الملك و أمر لها بجائزة حس33نة ،فل ّم33ا أخ33ذتها أقبلت بوجهه33ا علي33ه ،فق33الت انّى
محيئك بتحيّة كنا نحيى بها فاصغى إليها ،فقالت ال ش33كرتك ي33د افتق3رت بع3د غ33نى و ال ملكت33ك ي3د اس3تغنت بع33د فق3ر و
أصاب هّللا بمعروفك مواضعه ،و قلّدك المنن فى أعناق الرّج33ال ،و ال زال هّللا عن عب3د نعم3ة إاّل جعل3ك ّ
الس3بب لر ّده3ا
عليه و السّالم ،فقال اكتبوها فى ديوان الحكمة.
هذا و قد تق ّدم من قرب هذه التّرجمة أحاديث فضيلة باهرة غريب33ة نقله33ا في الكت33اب الم33ذكور أيض33ا عن ش33يخه الجلي33ل
مح ّمد بن شاذان الق ّمى المتبيّن حاله على التّفصيل.
ص216 :
580شيخ الطائفه الحق33ة و رئيس الفرق33ة المحق33ة اب33و جعفرن33ا الث33الث محم33د بن الحس33ن بن على الطوس33ى ق33دس س33ره
القدوسى
و توفّى رحمه هّللا ليلة اإلثنين الثّاني و العشرين من المحرّم سنة ستّين و أربعمأة بالمشهد المقدس الغروى -على ساكنه
السّالم ،و دفن بداره ،و تولّى غسله و دفنه فى
______________________________
-له ترجمة فى :اتقان المقال 121؛ اعي33ان الش3يعة ،البداي33ة و النهاي33ة ،97 3:12تأس3يس الش3يعة ،313تحف33ة االحب33اب
،325تنقيح المقال ،105 3:3جامع ال33رواة ،95 3:2خالص33ة االق33وال ،148الذريع33ة ،73 3:1رج33ال ابن داود ،306
رجال النجاشى :316رياض العلماء خ ،ريحانة االدب ،325 3:3س3فينة البح3ار :،97 3:2طبق3ات الس3بكى ،126 3:4
الفهرست 188الفوائد الرجالية ،227 3:3الفوائ33د الرض33وية ،470الكام33ل فى الت33اريخ 58 3:10الك33نى و االلق33اب :2
،395لسان الميزان 135 3:5لؤلؤة البحرين ،292مجمع الرجال 191 3:5المستدرك ،505 3:3مصفى المقال ،402
مع33الم العلم33اء ،102الق33ابس ،4المنتظم ،252 33:8منتهى المق33ال ،270منهج المق33ال ،215الن33ابس ،160النج33وم
الزاهرة ،82 :5نقد الرجال.
ص217 :
عين تلك اللّيلة :الحسن بن مهدى السّليقى ،و الش3يخ أب3و مح ّم3د الحس3ن بن عب3د الواح3د الّ 3زربي ،و ّ
الش3يخ أب3و الحس3ن
اللّؤلؤى.
و كان يقول أ ّوال بالوعيد -يعنى بعدم جواز عفو هّللا تعالى عن الكبائر عقال من غير توبة ،كما علي33ه جماع33ة الوعيدي33ة.
مثل أبى القاسم البلخى و أتباعه ث ّم رجع.
و هاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السّالم خوفا من الفتن الّتى تج ّددت ببغداد ،و احرقت كتبه و كرسّ 3ى ك3ان يجلس
95
عليه للكالم.
الش3يخ المفي3د رحم3ه هّللا مّ 3دة حيات3ه ،ث ّم بع3د موت3ه
و كما ذكره صاحب «لؤلؤة البحرين» تل ّمذ عند وروده العراق على ّ
على السيّد المرتضى ،و كان السيّد يجرى عليه فى ك ّل شهر إثنى عشر دينارا ،كم33ا يج33رى على (س33ائر) تالمذت33ه كّ 3ل
بنسبته.
و كما نقله عن خطّ بعض من يعتمد عليه كان لما قدم أرض العراق ابن ثالث و عشرين سنة ،و ّ
سن سيّدنا المرتض33ى.
رضى هّللا عنه إذ ذاك ثالث و خمسون سنة ،فكانا متعاصرين فى العراق م ّدة ثمان و عشرين سنة .و بقى ال ّشيخ رحمه
هّللا بعد السيّد المرتضى أربعا و عشرين سنة ،فعلى هذا يكون عمره خمسا و سبعين سنة.
و كما نقله أيضا عن صورة إجازة بعض مشايخه المعاصرين كان هذا الشيخ المطلق رئيس م33ذهب الح ّ 3
ق و إمام33ا فى
الفق33ه و الح33ديث ،إاّل أنّ33ه ك33ان كث33ير االختالف فى األق33وال ،و ق33د وق33ع ل33ه خب33ط عظيم فى كت33ابى االخب33ار فى تمحل33ه
لالحتماالت البعيدة و التّوجيهات الغير السديدة ،و كانت له خي33االت مختلف33ة فى االص33ول ،ففى «المبس33وط» و الخالف
مجتهد صرف و اصولى بحت ،بل ربّما سلك مسلك العمل بالقياس و اإلستحسان فى كثير من مس33ائلهما ،كم33ا ال يخفى
على من أرخى عنان النّظر فى مجالهما،
______________________________
( )1خالصة االقوال 148
ص218 :
صرف ،بحيث أنّه ال يتجاوز فيها مضامين األخب33ار ،و لم يتعّ 3د من33اطيق و فى كتاب «النّهاية» سلك مسالك األخبارى ال ّ
اآلث33ار -و إن نق3ل عن ص3احب اإلج3ازة أيض3ا أنّ3ه ق3ال بع33د ذل3ك -و ق3د اعت3ذر بعض علمائن3ا بأنّ3ه س3لك فى الكت3ابين
المذكورين مسلك العا ّمة تقيّة و استصالحا و مماش33اة لهم؛ حيث انّهم ش3نّعوا على علم33اء ّ
الش3يعة ب33انّهم ليس33وا من أه33ل
االجتهاد و اإلستنباط ،و ليس لهم قدرة على التفريع و اإلستدالل.
و كما ذكره رحمه هّللا بعد نقل كالم صاحب اإلجازة إلى هذا المقام -قد غف33ل قّ 3دس س3رّه عن ش33ىء آخ33ر ه33و أشّ 3د م ّم33ا
الس3هو و الغفل3ة و التّحري3ف و للش3يخ الم3ذكور س3يّما فى «التّه3ذيب» من ّ ذكره لمن تأ ّمل بحقيقة النّظر ،و هو م3ا وق3ع ّ
النّقصان ،فى متون االخبار و أسانيدها ،و قّ 3ل م3ا يخل33و خ33بر عن علّ3ة من ذل3ك كم3ا ال يخفى على من نظ3ر فى كت3اب
«التنبيهات» الّذى صنّفه السيّد العالم33ة الس3يّد هاش33م البح3رانى فى رج33ال «الته33ذيب» و ق3د نبهّن3ا فى كتابن3ا «الح33دائق
النّاضرة ،على ما وقع له من النّقصان فى مت33ون األخب33ار ،حتّى أن كث33يرا م ّمن يعتم33د فى المراجع33ة علي33ه و ال يراج33ع
غيره من كتب االخبار وقعوا فى الغلط؛ و ارتكبوا فى التّفصى منه ال ّشطط ،كما وقع لصاحب «المدارك» فى مواض33ع
من ذلك.
فان ال ّشيخ المذكور و إن كان فضله أعظم من أن تحويه السّطور ،إال أنّه لمزيد االس33تعجال فى التّص33نيف ،وو بالجملة ّ
الحرص على كثرة التّأليف ،وسعة ال ّدائرة و اإلشتغال بالتّدريس و الفتوى و العلم و العمل و نحو ذلك؛ قد وقع فى ه33ذه
األحوال
ص219 :
الظّاهرة لك ّل من أعطى النّظر حقّة فى هذا المجال ،جزاه هّللا تعالى عنّا و عن االسالم أفضل الجزاء ،و ألحق33ه بنبيّ33ه و
آله صلوات هّللا عليهم فى ال ّدرجه العليا و المرتبة القصوى انتهى.96
و يشهد بما ذك33ره ص33احب «الّلؤل33ؤة» مض33افا إلى م33ا نقل33ه عن ك33اتب ه3ذه التخطئ33ة ،كالم بعض أع33اظم المعلّقين على
ترجمة هذا ال ّشيخ الكبير ،و كأنّه سميّنا المحقق ال ّشهير بمير ال ّداماد رحمة هّللا تعالى عليه به33ذا التّقري33ر :و اعلم ّ
أن ك ّ 3ل
ما وقع من ال ّشيخ الطّوسى رحمه هّللا من السّهو و الغفلة باعتبار كثرة تص33انيفه و مش33اغله العظيم33ة؛ فانّ33ه ك33ان مرج33ع
أن فض33الء تالمذت33ه الّ33ذين ك33انوا من فض33الء ال ّزم33ان ،و س33معنا من المش33ايخ ،و حص33ل لن33ا الظّ ّن أيض33ا من التتبّ33ع ّ
أن الخلفآء اعط33وه كرس ّ 3ى الكالم ،و المجتهدين ،يزيدون على ثالثمأة فاضل من الخاصة و من العا ّمة ما ال يحصى؛ و ّ
أن أكثر التّصانيف كانت فى أزمنة الخلفآء العبّاسيّة ،ألنّهم كانوا مب33الغين كان ذلك لمن كان وحيدا فى ذلك العصر ،مع ّ
فى تعظيم العلماء و الفضالء من العامة و الخاصة و لم يكن إلى زمان شيخ الطّائفة تقيّة كثيرة؛ ب3ل ك3انت المباحث3ة فى
االصول و الفروع حتّى فى اإلمامة فى المجالس العظيمة.
و نقل عن بعض محقّقى المتأ ّخرين و كأنّه المحقّق الخوانسارى ق ّدس سرّه أنّه قالّ :
ان علماء ال ّشيعة قبل ّ
الش33يخ لم يكن
الن م33دار عملهم بأح3اديث كت33اب «الك33افى» و لم يكن بين أح33اديث كتاب33ه اختالف ،و ل ّم33ا ص3نّف
بينهم كث3ير اختالفّ ،
ال ّشيخ رحمه هّللا مص3نّفات كث33يرة ،و جم3ع األح33اديث المختلف33ة؛ و اختل3ف فى كتب3ه فى فتاوي33ه اج3ترىء اإلماميّ33ة على
اإلختالف ،فيكون قول ك ّل فى فتواه موافقا ألحد أقوال ال ّشيخ ،و قلّما كان قول
______________________________
( )1لؤلؤة البحرين 298 -293
ص220 :
خارج عن أحد أقواله لعدم اجترائهم على ذلك .ت ّم و هو كالم متين فى ح ّ
ق الرّجل.
و قد ذكره سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى فى «فوائد الرّجاليّة» بهذه الكيفيّة :مح ّمد بن الحس33ن بن عل ّى الطوس33ى أب33و جعف33ر
شيخ الطّائفة المحقّه ،و رافع أعالم ال ّشريعة الحقّه ،إمام الفرقة بعد األئ ّمة المعصومين 3،و عماد ال ّشيعة اإلماميّة فى ك ّ 3ل
مهذب فنون المعقول و المسموع ،شيخ الطّائف33ة علي اإلطالق ما يتعلّق بالمذهب و ال ّدين ،محقّق األصول و الفروع ،و ّ
و رئيسها الّذى تلوى إليه األعناق.
صنّف فى جميع علوم االسالم ،و كان الق33دوة فى ذل33ك و اإلم33ام :أ ّم33ا التّفس33ير فل33ه في33ه كت33اب «التّبي33ان» الج3امع لعل33وم
القرآن ،و هو كتاب جليل كبير ،عديم النّظير فى التّفاسير؛ و شيخنا الطّبرسى -إمام التّفسير فى كتبه إليه يزدلف؛ و من
الش3يخ المحقّ33ق الم33دقّق مح ّم33د بن إدريس العجلى م33ع ك33ثرة بحره يغترف ،و فى صدر كتاب33ه الكب33ير ب33ذلك يع33ترف ،و ّ
وقائعه مع ال ّش يخ فى أكثر كتبه يقف عند تبيانه و يعترف بعظم شأن هذا الكتاب و استحكام بنيانه.
أقول و الكتاب المذكور هو فوق ما يقول و نقول ،و حسب ال ّد اللة على اشتماله لجميل كل مدلول ،و احتوائه لجليل ك ّل
مشمول ،مع ندور ما يوجد فيه من أحاديث آل ال ّرسول ،كالم صاحب تاريخ مصر المنقول عنه فى ذيل ترجم33ة ش33يخنا
المبرور المذكور ،بما هو مطابق لعين هذا المقول :فقيه اإلماميّة و عالمهم ،و هو صاحب التّفسير الكبير الّ33ذى ه33و فى
عشرين مجلّدا ،و له تصانيف اخر و كان مجاورا بمشهد النّجف ،و توفّى بها ،و كان رافضيّا قوى التّشيّع.97
______________________________
( )1النجوم الزاهرة .82 :5
ص221 :
روايات األحكام مغنيا ع ّما سواه فى الغالب ،و ال يغنى عن3ه غ33يره غ33نى فى ه3ذا الم33رام ،مض33افا إلى م33ا اش33تمل علي33ه
الكتابان من الفقه و االستدالل؛ و التّنبيه على األصول و الرّجال ،و التّوفيق بين األخبار ،و الجمع بينها بش33اهدى النّق33ل
أو االعتبار.
صناعة ،و الملقى إليه زمام اإلنقياد و الطّاعة ،و ك ّل من تأ ّخر عنه من الفقهاء األعيان فقد
و أ ّما الفقه فهو خرّ يت هذه ال ّ
تفقّ ه على كتبه ،استفاد منها نهاية أربه و منتهى طلبه ،و له فى هذا العلم :كتاب «النّهاية» الّذى ضّ 3منه مت33ون األخب33ار،
و كتاب «المبسوط» الّذى وسّع فيه التّفاريع و أودع فيه دقايق األنظار ،و كتاب «الخالف» الّذى ناظر في33ه المخ33الفين،
و ذكر فيه ما اجتمعت عليه الفرقة من مسائل ال ّدين.
و له :كتاب «الجمل و العقود» فى العبادات و االقتصاد فيها و فى العقائد االصول و «اإليج33از» فى الم33يراث و كت33اب
«يوم و ليلة» فى العبادات اليوميّة.
و أ ّما علم األصول و ال ّرجال فله فى األ ّول :كتاب «الع ّدة» و هو أحسن كتاب صنف في األص33ول ،و فى الثّ33انى كت33اب
«الفهرست» الّذى ذكر فيه أص33ول األص33حاب و مص3نّفاتهم و كت3اب «االب33واب» الم33رتّب على الطّبق33ات من أص3حاب
رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم إلى العلماء الّذين لم يدركوا أحدا من األئ ّمة عليهم السالم ،و كتاب «االختي3ار» و
هو تهذيب كتاب معرفة الرّجال للكشى.
و له :كتاب «تلخيص ال ّشافى» فى اإلمامة ،و كتاب «المفص33ح» فى االمام33ة؛ و كت33اب «م33ا ال يس33مع المكلّ33ف اإلخالل
به».
و كتاب «ما يعلل و ما ال يعلل» و «شرح جمل العلم و العمل» م33ا يتعلّ3ق من33ه باالص3ول ،و كت3اب فى اص3ول العقاي3د
كبير ،خرج منه الكالم فى التّوحي33د ،و ش33ىء من الع33دل :و مق ّدم33ة فى الّ 3دخول إلى علم الكالم« ،و هداي3ة المسترش33د و
بصيرة المتعبّد» و كتاب «مصباح المته ّجد» و كتاب «مختصر المصباح» و «مناسك الحجّ» مجرّد العم33ل و األدعي33ة
و كتاب «المجالس و األخبار» و كتاب «مقتل الحسين عليه السّالم» و كتاب «أخبار المخت33ار» و كت33اب «النّقض على
ابن شاذان فى مسألة الغار» و مسألة فى العمل بخير الواحد ،و مسألة فى تحريم
ص222 :
الفقاع» و «المسائل الرجبية» فى آى القرآن و «المسألة ال ّرازية» فى الوعيد و «المسآئل الجنبالئية» أربع و عش33رون
مسألة و «المسائل الدمشقيّة» اثنتى عشرة مس33ألة و «المس33ائل االلياس3يّة» م33أة مس33ألة ،فى فن33ون مختلف33ة ،و «المس33ائل
الحائرية» نحو ثالثمأة مسألة و «المسائل الحلبيّة» و «مسائل فى الفرق بين النّب ّي و اإلمام» و «مسائل ابن ال33براج» و
كتاب «انس الوحيد» مجموع.
هذه جملة الكتب الّتى ذكرها فى «الفهرست» و له كتاب «الغيبة» كت33اب حس33ن مش33هور -،قلت و ه33و فى إثب33ات غيب33ة
صاحب ال ّزمان عليه السّالم ،و بي33ان ش33واهدها و أس33بابها ،و س33ائر م33ا يتعلّ33ق ببابه33ا فيم33ا يق33رب من «اكم33ال» ش33يخنا
ال ّ
صدوق؛ و قد كتب فى هذا المعنى جماعة من علماء تلك األعصار ،مذكورة فى ط ّى كتب التراجم و اآلثار.
رجعنا إلى تتّمة كالم السيّد المهدي ق ّدس سرّه ال ّزكى النّقى ،و عن الحسن بن مهدى السّليقى أحد تالمذة ال ّشيخ -يريد ب3ه
ان من مصنّفاته الّتى لم يذكرها فى «الفهرست» كتاب «شرح ّ
الش33رح» فى من تق ّدمت اإلشارة إليه فى صدر العنوانّ -
االصول ،و هو كتاب مبسوط امالء علينا منه شيئا صالحا ،و مات رحمه هّللا و لم يتمه ،و لم يصنّف مثله انتهى.
و أوّل مصنّفات ال ّشيخ فى الفقه كتاب «النّهاية» و آخرها «المبسوط» كما يظهر من كالم33ه فى خطب33ة ه33ذا الكت33اب ،و
كتاب «الجمل و العقود» و من إحالته فيه فى ع ّد ة مواضع على سائر كتبه ،منها ما ذكره فى كتاب الميراث حيث حكى
اختالف األصحاب فى ذلك ،ث ّم قال :و منهم من ذهب إلى انّهم يرثون بالنّسب و الس33بب الص33حيحين و الفاس33دين و ه33و
الذى اخترته فى سائر كتبى فى «النّهاية» «و الخالف» و «االيجاز» فى الفرائض و «تهذيب األحكام» و غير ذلك.
و قد ذكر فى أ ّول «المصباح» ما يد ّل على تأ ّخره عن جميع كتبه الفقهيّة حتّى «المبسوط» و معرفة ترتيب التّص33انيف
أمر مه ّم يحتاج إليه الفقيه فى اإلجماع و الخالف ،كما نبهّنا عليه سابقا .و كتاب «المبسوط» كتاب جليل عظيم النّف33ع و
هو كما
ص223 :
قال مصنّفه فيه و فى «الفهرست» أنّه كتاب لم يصنّف مثله و ال نظير له فى كتب األص3حاب و ال فى كتب المخ3الفين،
و هو أحد و ثمانون كتابا مفصّلة فى «الفهرست»
و قد ذكر فى مفتتحه أنّه كان على قديم الوقت و حديثه متشوق النّفس إلى عمل مثل هذا الكت33اب ،ق33ال :و ك33ان يقطع33نى
عن ذلك القواطع ،و يشغلنى ال ّشواغل ،و يضعف نيّتى أيضا فيه ،قلّة رغبة هذه الطّائفة فيه ،و ترك عن33ايتهم ب33ه ،ألنهم
ان مسألة لو غيّر لفظه33ا و عبّ3ر عن معناه3ا بغ33ير اللّف33ظ المعت33اد لهم،
القوا األخبار و ما رووه من صريح األلفاظ حتّى ّ
تع ّجبوا منها و قصر فهمهم عنها ،و كنت عملت على قديم الوقت كتاب «النّهاية» و ذكرت فيه جميع ما رواه أص33حابنا
فى مصنّفاتهم و أصولها من المسآئل و فرقوه في كتبهم ،قال و أوردت جمي33ع ذل33ك أو أك33ثره باأللف33اظ المنقول33ة حتّى ال
يستوحشوا من ذلك و عملت بآخره مختصر جمل العقود فى العبادات سلكت فيه طريق االيجاز و اإلختصار و وع33دت
صة ينضاف إلى كتاب «النّهاية» و يجتمع معه يكون كامال فى جميع ما يحتاج إليه.
فيه أن أعمل كتابا فى الفروع خا ّ
ألن الفرع انّما يفهم إذا ضبط األصل معه فعدلت إلى عمل
أن ذلك يكون مبتورا يصعب فهمه على النّاظر فيه ّ ث ّم رأيت ّ
كتاب يشتمل على عدد جميع كتب الفقه الّتى فصلّها الفقهآء و هى نحو من ثمانين كتابا على غاية ما يمكن تلخيص33ه من
األلفاظ ،و اقتصرت فيه على مج ّرد الفقه دون األدعية و اآلداب ،و أعقّد فيه األبواب و أقسّم فيه المسائل ،و أجم33ع بين
النّظائر و استوفيه غاية اإلستيفاء ،و أذكر أكثر الفروع الّتى ذك3ر المخ3الفون و أق3ول :م3ا عن3دى في3ه على م3ا تقتض3يه
مذاهبنا و توجبه أصولنا بعد أن أذكر جميع أصول المسائل ،و إذا كانت المسألة او الفرع ظاهرا اقنع فيه بمجرّد الفتيا؛
و إن كانت المسألة أو الفرع غريبا أو مشكال أومى إلى تعليلها و وجه دليلها ليكون النّاظر فيها غ33ير مقلّ33د و ال منحت؛
و إذا كانت المسألة أو الفرع م ّما فيه أقوال العلماء ذكرتها و بيّنت عللها و الصّحيح منه33ا و األق33وى ،و ابنّ33ه على جه33ة
دليلها ال على وجه القياس ،و إذا شبهت شيئا بشىء فعلى جهة المثال ال على حمل إحديهما على األخرى أو على وج33ه
الحكاية
ص224 :
صحيح ،و ال أذكر أسماء المخالفين فى المسألة لئاّل يطول الكتاب ،و ق33د ذك33رت ذل33ك فى
عن المخالفين دون االعتبار ال ّ
مسائل الخالف مستوفى ،و إذا كانت المسألة ال ترجيح فيها لألق33وال و تك33ون متكافئ33ة وقفت فيه33ا و تك33ون المس33ألة من
باب التخييّر ،و هذا الكتاب إذا سهل هّللا إتمامه يكون كتابا ال نظ33ير ل33ه فى كتب أص33حابنا و ال فى كتب المخ33الفين النى
إلى اآلن ما عرفت ألحد من الفقهاء كتابا واحدا يشتمل على األص33ول و الف33روع مس33توفا م33ذهبنا ب33ل كتبهم و إن ك33انت
كثيرة فليس يشتمل عليها كتاب واحد ،و أ ّما أصحابنا فليس لهم فى هذا المعنى شىء يش3ار إلي3ه ب3ل لهم مختص3رات ،و
أوفى ما عمل فى هذا المعنى كتابنا «النّهاية» و هو على ما قلت فيه.
هذا كالمه رحمه هّللا نقلناه بطوله لما فيه من الفوائد الكثيرة لمن ت3دبّر ذل33ك و تأ ّم33ل ،و من جمل3ة فوائ33ده م33ا أش3رناه فى
فان هذا شىء عظيم النّفع عند إعواز األحاديث. وصف كتاب «النّهاية» من انّه نقل متون األخبار أو مضامينهاّ ،
و قد ذكر ال ّشيخ طاب ثراه ك ّل من تأ ّخر عنه من علماء ال ّشيعة وفقائهم ،و أكثروا الثّناء و االطراء عليه و على كتبه:
و قال النّجاشى و هو من معاصريه :مح ّمد بن الحسن بن عل ّى الطّوس33ى أب33و جعف33ر جلي33ل فى أص33حابنا ،ثق33ة عين ،من
تالمذة شيخنا أبيعبد هّللا المفيد ،له كتب ث ّم ذكر كثيرا مما تق ّدم من مصنّفاته.
و قال العاّل مة رحمه هّللا شيخ اإلماميّة و وجههم إلى أن قال بعد نقله تمام عبارة «الخالصة» الّتي ق ّ 3دمنا اإلش33ارة إليه33ا
98
بالمعنى.
______________________________
( -)1رجال النجاشى 316طبع ايران
ص225 :
و قال السّروى -يعنى به ابن شهر آشوب المازندرانى اآلتى ذكره و ترجمته عن قريب إنش33اء هّللا فى «معالم33ه» ت33وفّى
100
بمشهد أمير المؤمنين عليه السّالم فى آخر المح ّرم سنة ثمان و خمسين و أربعمأة
و قد ذكر ال ّشيخ رض33ى هّللا عن33ه جماع33ة من المخ33الفين أيض33ا فعن ابن الج33وزى فى تاريخ33ه فيمن ت33وفّى س33نة س3تّين و
102
أربعمأة من األكابر :أبو جعفر الطّوسى فقيه ال ّشيعة توفّى بمشهد أمير المؤمنين عليه السّالم.
و حكى القاضى فى «مجالسه» عن ابن كثير ال ّشامى انّه قال فيه انّه كان فقيه ال ّشيعة مشتغال باإلف33ادة فى بغ33داد إلى أن
وقعت الفتنة بين ال ّشيعة و السنّة سنة ثمان و أربعين و أربعمأة و احترقت كتبه و داره فى باب الكرخ فانتق33ل من بغ33داد
إلى النّجف و بقى هناك الى أن توفّى فى شهر المحرّم سنة ستّين و أربعمأة 103و عن «تاريخ مصر و الق33اهرة» لبعض
ان أبا جعفر الطّوسى فقيه االماميّة و ع3المهم ،و ص3احب التّص3انيف منه3ا تفس3ير كب3ير فى عش33رين مجلّ3دا األشاعرةّ :
104
جاور النّجف و مات فيه و كان رافضيّا قوى التّشيّع.
______________________________
( )1رجال ابن داود الحلى 306برقم 1327طبع دانشگاه طهران
( )3راجع ص 163من الوجيزة للمجلسى الثانى الملحقة بآخر خالصه االقوال.
ص226 :
صحابة و كتابه «المصباح» يشهد ب33ذلك، و حكى جماعة انّه و شى بال ّشيخ إلى الخليفة العبّاسى انّه و أصحابه يسبون ال ّ
أن من دعاء يوم عاشورا اللّه ّم خصّ أنت أ ّول ظالم باللّعن منّى و أب33دأ ب3ه أوّال ث ّم الثّ3انى ث ّم الث3الث ث ّم الرّاب3ع،
فانّه ذكر ّ
ألّله ّم اللعن يزيد بن معاوية خامسا ،فدعى الخليفة بال ّشيخ و لكتاب ،فل ّما حضر ال ّشيخ و وقف على القص33ة ألهم33ه هّللا أن
قال ليس المراد من هذه الققرات ما ظنّه السعاة بل المراد باألوّل:
سن القتل و الظّلم ،و بالثّانى قيداز عاقر ناقة صالح ،و بالثّ33الث قات33ل يح33يى بن زكريّ33ا
قابيل قاتل هابيل ،و هو اوّل من ّ
قتله الجل بغى من بغايا بنى إسرائيل ،و ب3الرّابع عب3د الرّحم3ان بن ملجم قات3ل عل ّي ابن أبي ط3الب علي3ه ّ
الس3الم؛ فل ّم3ا
105
سمع الخليفة من ال ّشيخ تأويله و بيانه قبل منه و رفع شأنه و انتقم من السّاعى و أهانه
و يستفاد من تاريخ تولّد ال ّشيخ رحمه هّللا و وفاته انّ33ه ق33د عم33ر خمس33ا و س33بعين س33نة ،و أدرك تم33ام الطّبق33ة التّاس33عة و
صدوق بأربع سنين ،فانّه سنة إح33دى خمس عشرة سنة من الثّامنة ،و عشر سنين من العاشرة ،فيكون قد ولد بعد وفاة ال ّ
و ثمانين و ثالثمأة؛ كما سيجىء فى ترجمته إنشاء هّللا تعالى.
و يعلم من تاريخ وروده العراق -و هى سنة ثمان و أربعمأة ان مقامه فيها مع ال ّشيخ المفيد ،رحم33ه هّللا ،ك33ان نح33وا من
خمسن سنين ،فانّه توفّى سنة ثالث عشرة و أربعمأة ،و مع السيّد المرتضى رحمه هّللا نحوا من ثم33ان و عش33رين س33نة،
ست و ثالثين و أربعمأة ،فيكون قد بقى بعده أربعا و عشرين سنة ،اثنى عش33رة س33نة منه33ا فى بغ33داد ،و النّه توفّى سنة ّ
مثلها فى المشهد الغروي ،و توفّي فيه و دفن فى داره ،و قبره مزار معروف ،و داره و مسجده و آثاره باقية إلى اآلن،
و قد جّ 3دد مس3جده فى ح3دود س3نة ثم3ان و تس3عين من الم3أة الثّاني3ة بع3د االل3ف ،فص3ار من أعظم المس3اجد فى الغ3رّى
صلحآء من أهل السّعادة رحمه هّللا انتهى.106
المشرف ،و كان ذلك بترغيبنا بعض ال ّ
ص227 :
و المسجد المذكور هو الواقع فى محلّة خلف الحض3رة المق ّدس33ة مش33هورا بمس33جد الطّوس33ى من ه3ذه الجه3ة ،ب3ل الب33اب
المفتوح إلي تلك المحلّة من ال ّ
صحن المطهر أيضا يعرف بهذه النّسبة ،و ق33بر ش33يخنا المرح33وم ق33د اتّف33ق اآلن فى ص33فة
قبلة ذلك المسجد ،وسط اسطوانتين ،و من عجيب ماطرأ بعد ذلك من تصاريف األيّام أن وقع فيما هنا ل33ك أيض33ا مرق33د
صاحب ما نقلناه من الكالم إلى هذا المقام ،و هو سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى ب3رّد هّللا مض33جعه البه ّى الّ 3زك ّى ،فانّ33ه واق33ع
فيما يلى جهة مغرب ذلك البيت المعمور ،على يسار ال ّداخل إلي33ه من الب33اب المش33هور ،و كأنّ33ه ك33ان بم33وجب توص33يته
بذلك األصحاب و األحباب ،من غاية محبّته لمجاورة ذل33ك الجن33اب ،تحت ظّ 3ل مرحم33ة موالن33ا و م33ولى المؤم33نين أبى
تراب ،عليه سالم هّللا العزيز الوهّاب ،رزقنا هّللا مثل هذه السّعادة العظيمة فى الحياة و عن33د الوف33اة ،و وقى هّللا عظامن33ا
ال ّرميمة بحرمة صاحب تلك البلدة الكريمة ،من ال ّدواهى و اآلفات ،حتّى نخرج تحت علمه المنشور إلى ميقات النّش33ور
و نأمن بيمن حضرته المق ّد سة من صوالت الحضور ،و سؤات البشور ،منادين عند نسولنا من مكاننا المحفور ،بلساننا
المغفور ،و بياننا المزفور ،بلدة طيّبة و ربّ غفور ،آمين ربّ العالمين برتبة أوليائك المقرّبين.
أن تبويب مصنّفاته الموجودة إلى هذا ال ّزمان و ترتيبها و بديع ك ّل
و ثانيهما ّ
ص228 :
ما اشتملت عليه وحوشها و غريبها ما هى؛ و ما هو الملحوظ له فى كثير من تل33ك المص3نّفات و الّ 3داعى ل3ه إليه3ا حتّى
يكون المطالع لها على بصيرة من األمر ،غير مس33ند إلي3ه م33ا ليس ل33ه من الق33ول ،و يش33كر س33عيه الجمي33ل فى تنقيح م33ا
صنعه على سبيل التّفصيل ،فا ّما الكالم على المرحلة األولى منهما بحسب ما هو المحقّق لدينا أو المنقول إلين33ا فه33و إنّ33ا
نقول بعد التّو ّكل على إلهن3ا الغاي33ة ّ
للس3ؤل ،ث ّم التّ ّ
وس3ل بأذي33ال الرّس33ول و آل الرّس3ول ،أ ّم33ا القبيل33ة األوّل3ون و مش33يخته
المجلّلون المفضّلون 3،فمنهم بعد شيخنا المفيد ،و سيّدنا المرتضى ،و جماعة أخرى لهم عنوانات عليحدة فيما يجيىء أو
ما مضى هو :أحمد بن إبراهيم القزوينى ،و أحمد بن عبدون الفراز ،و أحمد بن مح ّمد بن موس33ى األه33وازى ،و جعف33ر
بن الحسين الق ّمى 3،و الحسين بن القاسم العلوى ،و الحسين بن إبراهيم القزوينى ،و الحسين بن عبي33د هّللا الغض33ائرى ،و
عل ّى بن أحمد بن أبى جيد ،و على بن شبل بن راشد ،و مح ّمد بن س3ليمان الحم3دانى ،و هالل بن مح ّم3د الحف3ار ،و أب3و
ط33الب بن غ33رور ،و أب33و عل ّى بن ش33اذان و جماع33ة من علم33آء العا ّم33ة المش33ار إلى اس33مائهم و ص33فاتهم فى كتاب33ه
«المجالس» و غيره مثل أبى مح ّم د الفحام على بن محمد بن خنيس ،و أبى القاسم بن الوكيل ،و الفجي33ع العقيلى ،و أبى
عمير بن المهدى ،فليالحظ.
و أ ّم ا تالمذة مجلسه المنيف فمن جملة مشاهيرهم المستنبطة اسماؤهم من التّضاعيف بع3د ول33ده الجلي33ل الثّق3ة العين أبى
عل ّى الحسن بن ال ّش يخ ،صاحب كتاب «المجالس» و غيره هو أبو ابراهيم إسماعيل بن مح ّم33د بن الحس33ن بن مح ّم33د بن
الحسين بن بابويه الق ّمى ،و أخوه أبو طالب إسحاق بن مح ّمد ،و ال ّشيخ العدل الثّقة آدم بن يونس بن المهاجر النسفى ،و
الص3الح الحل3بى، ال ّشيخ الفقيه ال ّدين أبو الخ3ير برك3ة بن محم3د بن برك3ه األس3دى ،و ّ
الش3يخ العلم العين المش3هور أب3و ّ
المتق ّدم ذكره فى باب التّاء -و السيّد الثّقة المح ّدث أبو إبراهيم جعفر بن عل ّى بن جعفر الحسينى ،و شيخ االسالم الحسن
بن بابويه الق ّمى ،و الفقيه الثّقة الوجيه الكبير محيى ال ّدين ابو عبد هّللا الحسن بن المظفّر الهمدانى ،و ال ّشيخ الثّق33ة الفقي33ه
أبو مح ّمد الحسن بن عبد العزيز الجبهانى ،و الفقيه
ص229 :
الثّقة ال ّشيخ اإلمام موفّق ال ّدين و الفقيه الثّقة الحسين بن الفتح الواعظ الجرجانى ،و السيّد الفقيه أب3و مح ّم33د زي3د بن عل ّى
الش 3يخ س33لمان بن الحس33ن بن س33لمان بن الحس33ين الحس33نى ،و الس33يد اب33و الصّمص33ام ذو الفق33ار بن معب33د الحس33ينى ،و ّ
الص3لت مح ّم3د بن عب3د الق3ادر ،و ّ
الش3يخ الفقي3ه الصهرشتي ،و ال ّشيخ الفقيه الثّقة صاعد بن ربيعان ،و ال ّشيخ الفقيه أبو ّ
المشهور سعد ال ّدين ابن البراج ،و ال ّشيخ المفيد المق ّدم عبد ال ّرحمان بن احمد النّيسابورى ،و المفيد اآلخ33ر عب33د الجبّ33ار
بن عل ّى المقرّى الرّازى ،و ال ّشيخ عل ّى بن عبد الصّمد التّميمى السّبزوارى ،و ال ّشيخ عبيد هّللا بن الحسن بابوي33ه الق ّمى،
الش3يخ الثّق33ة الفقي33ه ك33ردى بن عك33برى بن
الس3امانى و ّ
و األمير الفاضل ال ّزاهد الورع غازى بن أحمد بن أبى منصور ّ
كردى الفارسى ،و السيّد المرتضى أبو الحسن المطهّر ابن أبي القاسم ال ّديباجى ،و ال ّشيخ الثقة الفقيه أبو عبد هّللا محم33د
بن هبة هّللا الورّاق ،و ال ّشيخ أبو جعفر مح ّمد بن عل ّى بن محسن الحلبي ،و ال ّشيخ أبو سعد منص33ور بن الحس33ين اآلبي؛
و ال ّشيخ اإلمام جمال ال ّدين مح ّمد بن أبى القاسم الطّبرى ،و السيّد الفقيه المح ّدث القّقة ناص33ر ال ّ 3دين الرض ّ 3ى بن مح ّم33د
الحس33ينى ،و مح ّم33د بن الحس33ن بن على الفت33ال -اآلتى ذك33ره و ترجمت33ه عنق33ريب ب33ل الش33يخ الع33الم الم33ؤتمن أب33و الفتح
الكراجكى المتق ّدم ذكره على التّفصيل -كما عرفته ث ّم ة مع تمام ما فيه من الكالم الطويل؛ و ناهيك بذا شهادة على ك33ون
ال ّرجل من أعالم هذا ال ّدين ،و فى أعلى درجة من العلم و العقل و الجاللة و التّمكين.
و أما الكالم على المرحلة الثّانية الّتى هى بيان أوضاع بعض ما له من المصنّفات فمن جملة ذلك ّ
ان المس33تفاد من تتبّ33ع
إن وضعه إنّما هو لمطلق جمع األحاديث م33ا ورد منه33ا على س33بيل
كتابه المعروف الكبير المتّسم ب «تهذيب الحديث» ّ
الوفاق أو الخالف ،بخالف كتاب «االستبصار» فانّه مقصور على جميع المخالفات من األخبار ،و ك ّل منهم33ا فى بي33ان
أحاديث أهل بيت العصمة ،المتعلّق33ة بفقههم و ف33روعهم فى ض33من ثالثين كتاب33ا من أب33واب الفق33ه كم33ا ع33رفت ّ
ان كتاب33ه
المبسوط كان قد اشتمل على ثمانين كتابا
ص230 :
الش3رح لكت3اب «مقنع3ة»منها إال أن التّهذيب أبسط من االستبصار بكثير ،و قد كتب3ه باش3ارة اس3تاده المفي3د ،و بعن3وان ّ
الّذى هو فى الفقه كتاب سديد ،و ذلك لما سمعه يقول ّ
ان أبا الحسين الهارونى العلوى كان يعتقد الح ّ
ق و يدين باإلمام33ة،
فرجع عنها لما التبس عليه األمر فى اختالف األحاديث ،و ترك المذهب ،و دان بغيره لم33ا لم يت3بيّن ل3ه وج33وه المع33انى
فيها ،و انّه اذا كان األمر على هذه الجملة فاإلش3تغال بش3رح كت3اب يحت3وى علي تأوي3ل االخب3ار المختلف3ة و األح3اديث
المتنافية من أعظم المه ّمات فى ال ّدين ،و من أقرب القربات إلى هّللا تعالى لما فيه من كثرة النّفع المبت33دى و ال3رّيض فى
العلم ،و قد أسقط من الرسالة المذكورة بابها المتق ّدم الّذى هو فى أصول العقايد باشارته أيضا.
النّه كان خارجا عن مقصوده ،نعم هو مع ذلك كلّه اسم خالف المس ّمى 3،و لف33ظ لم يط33ابق المع33نيّ ،
الن أخب33اره منث33ورة
غير منتظمة ،و منشورة غير ملتئمة ،و ترتيبه مشوش عس33ير التّن33اول ،و مه33وش كث33ير التّس33اهل؛ تطلب من33ه أح33اديث
المسألة فى غير موضعها كثيرا ،فليكن المجتهد عند مراجعته إيّاه بمناسبات هذه المواضع بص33يرا و إن ك33ان ص33احبوا
«الوسائل» و «البحار» و «الوافى» كفونا بجوامعهم الثّالثة الباهرة النّظ33ام مؤن33ة الرّج33وع إلى الكتب االربع33ة الخالي3ة
تمامها عن التّهذيب التّام ،و ال سيّما هذا الكتاب الّذي بلغ إليه منّا الكالم ،و هو بعكس ما عرفته منه متّسم عن33د المؤلّ33ف
له ب «تهذيب األحكام» و سوف يأتى فى ذي3ل ترجم33ة الس3يّد هاش33م البح3رانى إنش3اء هّللا تع3الى أيض3ا انّ33ه رتّب كت3اب
تهذيب الشيخ أحسن التّرتيب ،و لم ينقص و لم يزد فيه على أصل كتاب «التّهذيب» غير أنّه كما قيل س ّماه بعض علماء
تلك ال ّديار و تلك األعصار بتخريب التّهذيب ،و ليس ذلك من البلدى و المعاصر بعجيب:
هذا و من جملة ما ذكر أيضا رهو م ّما ينفع المراجعين إلى الكتب األربع3ة علم3ه ،و يض3رّبهم ف3وق حّ 3د ال3رّقم كتم3ه و
أن بناء شيخنا المرحوم ،فى كتابى حديثه اللّذين هما من تلك األربعة المتناسبة ،نسبة الرواي33ات إلى مص3نّفى جهله ،هو ّ
الكتب الّتى وقع فيهما النّقل عنها من االصول األربعمأة المعروفه و غيرها ،المؤلّفه زمن الصادقين
ص231 :
و من بعدهما فى أحاديث اإلماميّة الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السّالم ال إلى عيون تلك الكتب و األص33ول كم33ا
هو دأب جماعة من قدمائنا الفحول ،و ال إلى مشايخ نفسه المتّصلة األسناد إلى أولئ3ك المص3نّفين ،كم3ا هى طريق3ة ثق3ة
االسالم فى كتابه الكافى ،و ال إلى رواة األصل الّذين تلق ّوها بدون الواسطة من بيان المعص33وم ،كم33ا ه33و عم33ل ش33يخنا
صدوق فى كتاب «من ال يحضره الفقيه» و ل ّما ك3ان غ3ير طريق3ة ص3احب «الك3افى» فى أخ3ذ الرّواي3ة يلحقه3ا بب3اب ال ّ
المرسل ،الذى ليس عليه منّا المع ّول ،لصدق عدم اتّصال االسناد بالنّسبة إليه ،و عدم حصول العلم لنا بك33ون النّق33ل في33ه
بطريق الوجادة المعتبرة عند أهل ال ّدراية ،من جملة طرقهم السّبع فى تجويز الرواية ،و ال أق ّل من ك33ون ه33ذه الطّريق33ة
مع عدم تمهيد الجابر إلضرارها فى القطع بصدور مرويّاتها عند معتبريه أو معتقدي33ه ،و فى ظه33ور أدلّ33ة حجيّ33ة خ33بر
الواحد الظنّى المعتبر بالنّسبة إلى أمثالها عند غيرهم ،مع مخالفتنا األصل األصيل األولى المس33لّم عن33د الكّ 3ل الّ33ذى ه33و
ع33دم حجّي33ة الظّن33ون تدليس33ا فى نس33بة التّح33ديث إلى المش33ايخ األعالم ،و مخالف33ا لم33ا اذن لن33ا فى الرّواي33ة عن االئ ّم33ة
المعصومين عليهم السالم ،فال جرم تدارك شيخنا الصدوق ،و موالنا ال ّشيخ المرحومات ما كان قد ورد على جوامعهم
الثّالث من مقولة هذا النقصان ،بوضع ك ّل منهما فى خاتمة كتابه األخير جزءا أخيرا ي33ذكر في33ه مش33يخة نفس33ه ،بمع33نى
شيوخ روايته من ابتداء من أخذ عنه إلى أن يوصل إلى أحد من رواة األصل ،أو أصحاب تلك الكتب و األصول ،و إن
كان ال يتدارك بمشيخة كتاب التّهذيب ،ما وقع فيه من المدالسة و التّج33نيب ،من جه33ة أنّ33ه أس33قط المؤلّ33ف فى جمل33ة من
أساتيد أحاديثه راويا أم راويين ،ال يتّصل منها السّند إاّل بعد تخلّل أحد منهما فى البين ،فص33ارت تل33ك األخب33ار من ه33ذه
أن أس33انيدها فى الظّ3اهر متّص33لة على الوج33ه األتّم ،و ك33ذا من جه33ة ك33ون جمل33ة من
الجهة مرسلة ب3المعنى األع ّم ،م33ع ّ
االخبار الواقعة فيه مأخوذة من بعض الكتب ال33تى ق33د أخ33ذت هى أيض33ا من كتب جماع33ة أخ33رى ال يك33ون اتّص33اال بين
مؤلّفى تلك الكتب و مؤلفي هذه ،فترى ال ّشيخ ينقلها عنهم على س3بيل العنعن3ة ،و إس3قاط تل3ك الوس3ائط المعيّن3ه ،تع3ويال
على
ص232 :
ذكرها فى أ ّول كتابه ،كما وقع هذا بالنّسبة إلى كثير م ّم3ا نقل3ه عن موس3ى بن القاس3م العجلى ،عن بعض اص3حاب تل3ك
فيظن الغافل عن حقيقة هذا األم33ر اإلتّص33ال ،م33ع ّ
أن ّ الكتب ،من غير إشارة إلى ذكر الواسطة الواقعة بينهما ال محالة،
الواقع عنهما هو اإلرسال ،و مثل ما ترى منه أيضا فى خصوص م33ا نقل33ه عن كت33اب «الك33افى» لثق33ة اإلس33الم الكلي33نى
رحمه هّللا أنّه كثيرا ما أسند الحديث الّذى ينقله عن ذلك الكتاب إلى من أورده ه33و فى أوّل ّ
الس3ند من غ33ير التّف33اوت إلى
أنّه إنّما اسقط من أ ّوله ذكر شيخه األ ّول لكونه مذكورا فيم3ا تقّ 3دم علي3ه؛ فك3ان إلي3ه األم3ر ق3د ح3وّل علي3ه من3ه المغ3وّل
فليتا ّمل و ال يغفل.
ان من جملة ما ذكرناه قد ظهر لك أيضا الوجه فى ش ّدة اهتمام الطّائفة و غيرهم فى إبقاء سلس33له اإلج33ازات ،وث ّم ليعلم ّ
عدم التّجاوز عن الطّرق السّبع المقررّة عندهم فى تح ّم33ل الرواي33ات ،من ق33راءة ّ
الش3يخ على ّ
الس3امع من33ه مطلق33ا جمي33ع
كتاب الحديث مثال كما ذكروها فى المرتبة أوّال ،ث ّم قرائة عليه حديثا من اول الكت33اب ،ح33ديثا من وس33طه ،و ح33ديثا من
صحيح ،عن عبد هّللا بن سنان :قال قلت :ألبى عبد هّللا عليه ّ
الس3الم يجيئ3نى الق3وم ،فيس3معون منّى آخره كما روى فى ال ّ
حديثكم ،فاضجر و ال أقوى قال فاقرء عليهم من أ ّوله حديثا ،و من وسطه حديثا ،و من آخره حديثا.
ث ّم ما كان بعكس اال ّول و هى قراءة الرّاوى على ال ّشيخ ،كما ذكروه33ا تالي33ة االولى فى اإلعتالء و االعت33داد و األكتف33اء
به فى ال ّرواية عن االستاد ،و قد نقل اإلجماع على جواز ال ّرواية بهذا الوجه ،و كذا بالطّريق33ة األولى ،و في33ه أيض33ا من
ال ّداللة على عدم حجيّة خبر الواحد المعتبر مطلقا ما ال يخفى.
ث ّم سماع ال ّراوى حين قراءة غيره على ال ّشيخ ،ث ّم المناولة ،ث ّم اإلجازة بالمعنى األخصّ ،و هى تصريح ال ّشيخ بلفظه أو
بكتابته ألحد بالرّخص3ة فى الرّواي3ة عن3ه ،لم3ا عيّن3ه من مؤلّفات3ه و مرويّات3ه ،ث ّم الوج3ادة بالكس3ر ألّ3تى هى من اللّغ3ات
المولدة ألصحاب ال ّد راية ،تمييزا عن سائر مصادر وجد يجد ،و هى انزل وجوه التّجمل
ص233 :
أن قيل و الّذى جعل33وه من الق33دح فى مح ّم33د بن س33نان المش33هور ،انّ33ه روى بعض
بمعناها الّذى سوف تظفر عليه ،حتّى ّ
األخبار بالوجادة ،فاألخبار الّتى نقلوها جلّها بالوجادة انتهى.
و قد ع ّد بعض محقى أرباب ال ّدراية المناولة مع اإلجازة من أعلى أنواع اإلجازة على اإلطالق ،و مق ّ 3دما على ّ
الس3ماع
الّذى قد عرف لك منه السّياق ،و المراد بالمناولة هو أن ين33اول ّ
الش3يخ كتاب33ا إلى ال3رّاوى ،و يق33ول ل33ه ه33ذا الكت33اب من
مروّياتى عن اإلمام أو عن ال ّشيخ إلى اإلمام عليه السّالم ،فاروه عنّى مثال ،أو لم يقل لكن علم الرّاوي انّه من مرويّاته،
فان الظّاهر اإلكتف3اء ب3ه أيض3ا ،ب3ل
أو يرسل إليه ما أذن له فى روايته و إن لم يص ّرح باإلذن فى ال ّرواية للمرسل إليهّ ،
بأن هذا الكتاب مثال من جملة روايته أو سماعه ،و إن س33كت عن اإلذن ل33ه فى الظّاهر اإلكتفاء بمحض اعالمه الطّالب ّ
ال ّرواية ،و إن جعلوه و الكتابة إلى الطّالب بعضهم قسمين للمناولة بمعنييها المتق ّدمين كما روى فى الكافى بأس33ناده عن
أحمد بن عمر الحاّل ل ،قال قلت ألبى الحسن الرّضا عليه السّالم ال ّرجل من أصحابنا يعطي33نى الكت33اب ،و ال يق33ول أروه
عنّى ،يجوز لى أن أرويه عنه ،قال :فقال إذا علمت ّ
ان الكتاب له فاروه عنه.
ان المشهور بين العلمآء انّه يشترط اإلجازة بأح33د الط33رق و كان من هذه الجهة قيّد بعض أعاظم المح ّدثين قوله و اعلم ّ
الستّة أو السبعة ،فى نقل الخبر بقوله و الظّاهر اإلحتياج إليه33ا فى الكتب الغ33ير المت33واترة ،ك33الكتب االربع33ة للمح ّم33دين
الثّالثة رضى هّللا عنهم ،كالكتب المشهورة عند االئمة الثّالثة ،فال يكون ذكرهم الطّرق إليها حينئذ إاّل لمج 3رّد ال33تيّمن و
ظن انحصار فائدة اإلجازة فى تصحيح النّسبة ،أو محض ان فى كالم هذا البعض أيضا النّظر من جهة أنّه ّ التبرّك ،مع ّ
فان الظّاهر من كلم33ات الق33وم و فح33اوى األخب33ار ال33واردة فى ه33ذا المق33ام ،ع33دم
التيّمن و التبرّك ،و هو فى حيّز المنعّ ،
الش3ريعة المطهّ3رة إاّل بع3د حص33ول الرّخص3ة فيه3ا من المش3ايخ بأح33د من الوج33وه جواز الرّواية تعبّدا ،أو سّ 3دا لثغ3ور ّ
المق ّررة ،كما ال يجوز الفتوى إاّل
ص234 :
بعد حصول درجة اإلجتهاد ،و إن كان م ّما يطابق الواقع مضافا إلى عدم انطباق لفظة ج33اءكم الم33ذكورة فى آي33ة النّب33أ،
على غير ما كان من الخبر منقوال بهذه النّسبة ،فيبقى العمل بما القاه ال ّرجل من غير هذه الطّرق تحت أصالة المنع عن
العمل بمطلق الظّنون فليتا ّمل.
قال موالنا الفقيه المتبّحر ال ّشيخ ابراهيم القطيفى -المتق ّدم ذكره ق ّدس سرّه -فى ذيل اجازته الطّويلة ،لل ّشيخ شمس الّ 33دين
مح ّمد بن الحسن اإلسترآبادى ،عند جرّ ه الكالم إلى ذكر غاية اهتمام علماء االسالم بامور اإلجازاة ،و كونها أع ّم طرق
فان الكتاب تص ّح نسبته إلى قائله و مؤلّفه ،و كذا الحديث ألنّ33ه الرواية منفعة ،و أسهلها تناوال ال يقال ما فائدة اإلجازةّ ،
مستفيض أو متواتر ،و أيضا فاإلجازة ال ب ّد فيها من معرفة ذلك ،و إاّل لم يجز النّق33ل ،إذ ليس كّ 3ل مج33يز تعيّن الكتب و
أن ما ص ّح أنّه من كتب اإلماميّة و نحو هذه العبارة ،ألنّا نقول نس33بة الكت33اب إلى مؤلّف33ه ال إش33كال فى
ينسبها ،بل يذكر ّ
جوازها ،لكن ليس من أقسام الرّواية و العمل و النّقل للمذاهب توقّف على ال ّرواية ،و أدناها اإلجازة ،فم33ا لم تحص33ل لم
تكن مرويّة ،فال يص ّح نقلها و ال العمل بها ،كما لو وجد كتابا كتبه آخر فانّه و إن عرف انّ33ه كتب33ه؛ لم يص ّ 3ح أن يروي33ه
عنه ،فقد ظهرتا الفائدة انتهى.
أن المناولة بالمعنى المذكور ،كما انّها من أقسام اإلجازة بالمعني االعم الشاملة لجميع الطرق المذكورة ،كذلك فالظّاهر ّ
هى من جملة افراد االجازة بالمعنى األخصّ ،الّتى جعلوه33ا قس33يما للقرائ33ة و ّ
الس3ماع و المناول33ة و غيره33ا ،و ذل33ك ّ
ان
اإلجازة به3ذا المع3ني أيض3ا عن3دهم أع ّم من أن يك3ون متعلّقه3ا جمي3ع مرويّ3ات الرّج3ل و مص3نّفاته ،أو كت3اب من كتب
الحديث و غيره بالخصوص يشير إليه بالمكاتبة و غيرها فى مقام إعطاء الرّخصة فى الرّواي3ة ،ب3أن يق3ول ّ
الش3يخ مثال
أجزت لك أن تروي عنّى هذا الكتاب ،أو جميع كتبى فى رواياتى ،أو جميع ما ص ّح عندك ،انّه من روايتى.
و أما المراد بالوجادة :فهو أن يجد ال ّراوى كتابا يعلم أنّه من خطّ شيخه أو من روايت33ه ،كم33ا إنّ33ا نعلم ّ
ان الكتب األربع33ة
من مصنّفات و مرويّات األئ ّمة الثّالثة
ص235 :
رضى هّللا عنهم ،و قد استد ّل على جواز اإلكتفاء بها فى مقام ال ّرواية :أوال بعموم الجواب الواقع فى الرّضوى السّابق،
و استقرار عمل األصحاب على النّقل من الكتب المعلومة اإلنتساب إلى مؤلّفيها ،من غ33ير نظ33ر منهم فى رج33ال ّ
الس3ند
إليها و ال تمهيد لبيان المشيخة الواقعة بين النّاقل و بينها ،و ثانيا بخصوص الخ3بر الّ3ذى رواه ثق33ة اإلس3الم الكلي3نى فى
الصّحيح عن مح ّمد بن الحسن بن أبى خالد قال قلت البى جعفر الثّانى عليه السّالم :جعلت فداك ّ
ان مش33ايخنا رووا عن
أبى جعفر و أبى عبد هّللا عليه السّالم ،و كانت التّقيّ3ة ش3ديدة ،فكتب3وا كتبهم ،قل ّم3ا ن3رو عنهم قل ّم3ا م3انوا ص3ارت الكتب
إلينا ،فقال ح ّدثوا بها ،فانّها ح ّ
ق.
صحيح عن عبيد بن زرارة قال قال أبو عبد هّللا عليه السّالم :اكتب و ّ
بث علمك فى إخوان33ك ،ف33ان ّ
مت و فى الموثّق كال ّ
فأورث كتبك بنينك ،فانّه يأتى على النّاس زمان هرج ال يأمنون فيه إاّل بكتبهم ،بل قال بعضهم ّ
ان هذا الخبر كما يظهر
من عمومه العمل بالوجادة يد ّل على رجحان الكتابة و النّقل أ ّما على الوجوب كما هو ظاهر األمر أو على اإلس33تحباب
على احتمال.
صحيح عن أبى بصير قال سمعت أبا عبد هّللا عليه السّالم يقول اكتبوا فانّكم ال تحفظون و يد ّل عليه أيضا ما رواه فى ال ّ
صحيح أيضا عن أبى عبد هّللا عليه السّالم ،قال :القلب يتّكل على الكتابة.حتّى تكتبوا ،و رواه فى ال ّ
و الّذى يد ّل على مرجوحيّة اإلرسال ما رواه مرفوعا قال :قال أبو عبد هّللا عليه السّالم ،إيّ33اكم و الك33ذب المف33ترع ،قي33ل
له :و ما الكذب المفترع؟ قال :ان يح ّدثك ال ّرجل بالحديث فتتركه و ترويه عن الّذى ح ّدثك عنه ،و باسناده عن السّكونى
عن أبى عبد هّللا عليه السّالم قال :قال أمير المؤمنين عليه السّالم :إذا ح ّدثتم بحديث فاسندوه إلى الّ33ذى ح ّ 3دثكم ب33ه ،ف33ان
كان حقّا فلكم ،و إن كان كذبا فعليه.
و قال أيضا المولى اسماعيل الخاجوئ ّى -المتقّ 3دم ذك3ره قّ 3دس س3رّه -فى ديباج3ة كتاب33ه «األربعين» و ه33و أنف3ع خ3زائن
المجتهدين و المتتبّعين ،انّى لم أطوّل الكالم
ص236 :
ان أمث3ال ه3ذه الط3رق ليس3ت ل3ذكرها كغيرى فى اتّصال طرقى إلى الكتب األربعة ،ألن من الواضح بل األوضح من3ه ّ
فائدة تعت ّد بها إذ ال حاجة فى زماننا و ما يشبهه من األزمنة الّتى اشتهر فيها «الكافى» و «التّهذيب» و ما ش33اكلهما من
الكتب المشهورة اشتهار ال ّشمس فى وسط السّماء إلى اإلسناد ببعض المشايخ إلى تل3ك الكتب ،ألنّه3ا مش3هورة معروف3ة
ان «التّهذيب» مثال من ال ّشيخ الطّوسى ،و انّه راض بالنّقل عنه ،فال ثمرة للمشيخة إاّل
بين عا ّمة العلمآء ،و معلوم يقينا ّ
تشبّها بالسّلف ،و تي ّمنا و اتّصاال للسّند ،فجهالة بعض هؤالء و هم من مشايخ اإلجازة و الحافظين لألخبار غير ض33ارّة
صحة إن لم يكن فيه قادح من غ3ير جهتهم.إذا كان ما فى أصل السّند معتبرا ،و لهذا ال يوصف الطّريق الّذى هم فيه بال ّ
ت ّم كالمه رفع مقامه.
و لكن مجال النّظر باق بعد فيما ذكره من ال ّدليل على كفاية الوجادة مطلقا فى جواز العم3ل بالرّواي3ة ،و من نفى الفائ3دة
فى ترتيب الطّرق إلى األصول المعتبرة ،و المصنّفات المشتهرة ،سوى محض التيّمن بتعديدها فى ض33من المش33يخات،
و التب ّرك بتفصيلها فى ذيل اإلجازات ،و ذلك لما ق ّدمناه لك عن التّقريب و التّقرير و ع33دم اإلتّف33اق على ج33واز الرّواي33ة
على النّحو األخير ،بل غير األوليين مع السّبع المعتبرة عند األكثر كما ص ّرح بهذه المرحلة بعض من تأ ّخر.
ص237 :
خالد أو سهل بن زياد فالظّاهر البناه عليه ،و أاّل كان الحديث مرسال ،و يس ّمى مثله فى اصطالح المح ّدثين (معلّقا).
الس 3ند ،و وض33ع فىصدوق رئيس المح ّدثين بنى فى «الفقيه» من أ ّول األمر على اختصار األسانيد و حذف أوائ33ل ّ و ال ّ
آخره مشيخة يعرف بها طريقه إلى من روى عنه ،فهى المرجع فى اتّصال سنده فى أخب33ار ه33ذا الكت3اب ،و ربّم33ا اخّ 3ل
فيها بذكر الطّريق إلى البعض نادرا ،فيكون السّند باعتباره (معلّقا).
و أ ّما شيخ الطائفة ق ّدس س ّره فاختلفت طريقته فى ذلك ،فانّه قد يذكر فى «التّهذيب و االستبص33ار جمي33ع ّ
الس 3ند كم33ا فى
صدور ،كما فى «الفقيه» و استدرك المتروك فى آخر الكتابين فوض33ع ل33ه «الكافي» و قد يقتصر على البعض بحذف ال ّ
مشيخته المعروفة ،و هى فيهما واحدة غير مختلفة ،و قد ذكر فيها جملة من الطّ33رق إلى أص33حاب الح33ديث األص33ول و
الكتب م ّم ن صدر الحديث بذكرهم و ابتدأ باسمائهم و لم يستوف الطّرق كلّها ،و ال ذكر الطّريق إلى ك ّل من روى عن33ه
بصورة التّعليق ،بل ترك األكثر لقلّة روايته عنهم ،و أحال التّفصيل على فهارس3ت ّ
الش3يوخ المص3نّفة فى ه3ذا الب3اب و
زاد فى «التّهذيب» الحوالة على كتاب «الفهرست» الّذى صنّفه فى هذا المع33نى و ق33د ذهبت فهارس33ت ّ
الش3يوخ ب33ذهاب
صدوق ،و فهرست ال ّشيخ الجلي33ل أبى غ33الب الّ 3زرارى ،و يعلم طري33قكتبهم ،و لم يبق منها اآلن إاّل القليل ،كمشيخة ال ّ
ال ّشيخ منهما بوصل طريقه اليهما بطريقهما الى المصنّفين.
إلى أن قال -رحمه هّللا -و ذهب جماع33ة من المت33أ ّخرين إلى ع33دم الحاج33ة إلى الطّري33ق فيم33ا روى بص33ورة التّعلي33ق من
أحاديث الكتب الثّالثة ،لما قاله الصّدوق فى اوّل كتابه:
أن جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المع ّول و إليها المرجع» و ما صرّح به ال ّشيخ فى «المشيخة» ّ
أن ما ّ
أورده بحذف األسناد إلى اص33حاب االص33ول و الكتب ق33د أخ33ذه من اص33ولهم و كتبهم :ففى «الته33ذيب» و اقتص33رنا من
إيراد الخبر على اإلبتداء بذكر المصنف الّذى أخذنا الخبر من كتابه و صاحب األصل الّذى أخذنا الحديث من
ص238 :
و على هذا فال يض ّر الجهل ب33الطّريق ،و ال اش33تماله على مجه33ول أو ض33عيفّ ،
الن االعتم33اد على نق33ل ّ
الش3يخين له33ذه
االخبار من تلك االص3ول و الكتب ،و ق3د ك33انت مش3هورة معروف3ة فى تل3ك األعص3ار مت33واترة النّس3بة إلى أص33حابهما
عندهما كاشتهار كتبهما و تواتره33ا عن33دنا ،و الوس33ائط بينهم33ا و بينهم كالوس33ائط بينن33ا و بينهم33ا ،و الجمي33ع من مش33ايخ
اإلجازة ،و ال يتوقف عليهم صحّة الح33ديث ،و ألنّهم م33ع ال3ّ 3ذكر ال يق33دح جه33التهم و ض33عفهم ،فم33ع التّ33رك و التّص33ريح
بالمأخذ اولى .و لذا لم يتعرّض ال ّشيخ فى مقام الطّعن فى السّند لرجال الواسطة ،و لو كانوا من الرّواة لتع 3رّض لهم فى
بعض األحيان.
و فى كالم الصدوق ما يشير إلى ذلك كلّه ،فال يستغنى عن الوسائط فى أخبار تلك الكتب؛ و دعوى تواترها عند ال ّشيخ
ّ
الظن بتواترها مع ص دوق كتواتر كتبهما عندنا ممنوعة ،بل غير مسموعة كما يشهد به تتبّع ال ّرجال و الفهارست و
و ال ّ
عدم ثبوته -ال يدخلها
ص239 :
فى المتواتر ،فانّه مش3روط ب3القطع ،و القط3ع بتواتره3ا البعض ال يج3دى م3ع فق3د التّم3يز ،و ك3ون الوس3ائط من ش3يوخ
اإلجازة فرع تواتر الكتب ،و لم يثبت:
و عدم تعرّض ال ّشيخ لها فى مقام التّضعيف ،ربّما كان لالكتفاء بضعف غيرها و لثبوت اإلعتماد عليها لغ33ير التّوثي33ق،
فان ال ّشيخ قد يضعف ال ّرجل فى موضع و يوثقه أو لعدوله ع ّما قاله فى «الفهرست» و «ال ّرجال» من الحكم بالضّعفّ ،
فى آخر و آراؤه فى هذا و غيره ال تكاد تنضبط على انّا لو سلّمنا تواتر جميع الكتب فذلك ال يقتضى القطع ما تض33منته
من األخبار ف3ردا ف33ردا ،لم33ا يش3اهد من اختالف الكتب المت33واترة فى زي3ادة األخب33ار و نقص33انها ،و اختالف الرّواي33ات
الموردة فيها بال ّزيادة و النّقيص33ة و التّغي33يرات الكث33يرة فى اللّف33ظ و المع33نى فالحاج33ة إلى الواس33طة ثابت33ة فى خص33وص
األخبار المنقولة بألفاظها المعيّنة ،و إن كان أصل الكتاب متواترا و أيضا فاإلحتياج إلى الطّريق إنّما يرتفع لو علم أخذ
الحديث من كتاب من صدر الحديث باسمه إلى أن قال:
و من الجايز أن يكون أخذ الحديث من كت33اب من ت33أ ّخر عن33ه و نس33به إلي33ه ،اعتم33ادا على نقل33ه ل33ه من كتاب33ه ،ث ّم وض33ع
المشيخة ليدخل النّاقل فى الطّريق و يخرج عن عهدة النّقل عن األصل ،و األعتماد على الغير شايع معروف.
ث ّم إلى أن قال :و ال اق ّل من اإلحتمال النّاشى من اختالف عبارات ال ّشيخ فال يسقط اعتبار الطّريق الّذى وصفه ألخب33ار
الكتابين ،بل يجب اعتباره ،عمال باألصل ،و ظاهر الوضع المقتضى لإلحتياج ،مع انتف33اء القط33ع بخالف33ه إلى آخ33ر م33ا
ذكره رحمه هّللا .107
______________________________
( )1راجع الفوائد الرجالية .80 -72 :4
ص240 :
بابويه ،و تضعيفه باعتبار ابن الوليد ،كما ص ّرح به مرارا ،و تضعيفا ابن الوليد لكون اعتقاده انّه يعتبر فى اإلجازة أن
يقرأ على ال ّشيخ أو يقرأه الشيخ و يكون السّامع فاهما لما يرويه ،و كان ال يعتبر اإلجازه المشهورة ب33أن يق33ول :أج33زت
السن ال يعتمدون على فهمه عند القراءة؛ و ال على إجازة ي33ونس ل33ه ّ لك أن تروى عنّى ،و كان مح ّمد بن عيسى صغير
و لهذا ض3عّفه و أنت خب3ير بأنّ33ه ال يش33ترط ذل33ك ،ب33ل يكفى اإلج33ازة فى الكتب ،ب3ل ال يحت33اج فى الكتب المت33واترة إلى
ق باالتّباع انتهى. اإلجازة فلهذا اإلشتراط ضيّق على نفسه بعض من عاصرناه رحمه هّللا فى أمثاله ،و الح ّ
ق أح ّ
الش3يخ فىو لما بل33غ الكالم إلى ه33ذا المق33ام فال جن33اح علين33ا أن نعط33ف ل33ك أيض33ا عن33ان العزيم33ة إلى نق33ل عين عب33ارة ّ
«مشيخة التّهذيب» قبل شروعه فى ذكر المشيخة لما فى بين ذلك من المنافع المديحة فنق3ول :ق3ال ابت3دأ من3ه رحم3ه هّللا
تعالى فى تقرير الخطاب كنا شرطنا فى أ ّول هذا الكتاب أن نقتصر على إيراد شرح ما تضّ 3منته الرّس33الة «المقنع33ة» و
إن نذكر مسأله مس3ألة؛ و ن3ورد فيه3ا اإلحتج3اج من الظّ3واهر و األدلّ3ة المقض3ية إلى العلم و ن3ذكر م3ع ذل3ك طرف3ا من
األخبار الّتى رواها مخالفونا ،ث ّم نذكر بعد ذلك ما يتعلّق بأحاديث أصحابنا رحمهم هّللا و نورد المختل33ف فى كّ 3ل مس33ألة
منها و المتّفق عليها؛ و وفيّنا بهذا ال ّشرط فى أكثر ما يحتوي عليه كتاب الطّهارة ،ث ّم انّا رأينا أن نخرج بهذا البسط عن
الغرض ،و يكون مع هذا الكتاب مبتورا غير مستوفى ،فعدلنا عن هذه الطّريقة إلى إي33راد أح33اديث أص33حابنا رحم33ه هّللا
ان اس33تيفاء م33ا يتعلّ33ق به33ذا المنه33اج أولى من اإلطن33اب فى غ33يره ،فرجعن33ا و
المختلف فيه و المتفق .ث ّم رأينا بع33د ذل33ك ّ
أوردنا من ال ّزيادات ما كنّا أخللنا به ،و اقتصرنا من إيراد الخ33بر على اإلبت33داء ب33ذكر المص3نّف الّ33ذى أخ33ذنا الخ33بر من
كتابه أو صاحب األصل الّذى أخذنا الحديث من أصله ،و استوفينا غاية جهدنا م33ا يتعلّ3ق بأح3اديث أص3حابنا رحم3ه هّللا
المختلف فيه و المتّفق؛ و بيّنا عن وجه التّأويل فيما اختلف فيه على ما ش33رطناه فى أوّل الكت33اب ،و أس33ندنا التّأوي33ل إلى
خبر يقضى على الخبرين ،و أوردنا المتّفق منها ليكون ذخرا و ملجأ لمن يريد طلب الفتيا من الحديث
ص241 :
نتوص3ل به3ا إلى رواي3ة ه3ذه األص3ول وّ و اآلن فحيث وفّق هّللا تعالى الفراغ من هذا الكتاب ،نحن ن3ذكر الط3رق الّ3تى
المص 3نّفات ،و ن33ذكرها على غاي33ة م33ا يمكن من اإلختص33ار ليخ33رج االخب33ار ب33ذلك عن ح ّ 3د المراس33يل و تلح33ق بب33اب
المسندات ،و لع ّل هّللا تعالى أن يسهّل لنا الفراغ أن نقصد بشرح ما كنّا بدأنا به على المنهاج الّذى سلكناه و ن33ذكره على
االستيفاء و األستقصاء بمشيّة هّللا و عونه.
فما ذكرناه فى هذا الكتاب عن مح ّمد بن يعقوب الكلينى رحمه هّللا فقد أخبرنا به الشيخ أب33و عب33د هّللا مح ّم3د بن مح ّم3د بن
النّعمان رحمه هّللا عن أبى القاسم جعفر بن مح ّمد بن قولويه ،عن مح ّمد بن يعقوب.
و اخبرن33ا ب33ه أيض33ا الحس33ين بن عبي33د هّللا عن أبى غ33الب أحم33د بن مح ّم33د الّ 3زرارى ،و أبى مح ّم33د ه33ارون بن موس33ي
التلعكبرى و أبى القاسم جعفر بن مح ّمد بن قولويه و أبى عبد هّللا احمد بن ابى رافع الصيمرى و ابى المفضل ال ّشيبانى
و غيرهم كلّهم عن مح ّمد بن يعقوب الكلينى و أخبرنا به أيضا أحمد بن عب33دون المع33روف ب33ابن الحاش33ر عن أحم33د بن
أبى رافع و أبى الحسين عبد الكريم بن عبد هّللا بن نصر الب ّزاز بتنيس و بغداد عن أبى جعفر مح ّمد بن يعق3وب الكلي33نى
جميع مصنّفاته و أحاديثه سماعا و إجازة ببغداد بباب الكوفة بدرب السّلسلة سنة سبع و عشرين و ثالثمأة.
و ما ذكرت33ه عن عل ّى بن إب3راهيم بن هاش33م ،فق3د رويت3ه به33ذه األس33انيد عن مح ّم3د بن يعق3وب عن عل ّى بن اب3راهيم ،و
أخبرني أيضا برواياته ال ّشيخ أبو عبد هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان؛ و الحسين بن عبيد هّللا ،و أحمد بن عب33دون ،كلّهم
ى الطّبرى عن عل ّى بن إبراهيم بن هاشم ،إلى أن قال بعد إيراد سائر سبله الجي33اد عن أبى مح ّمد الحسن بن حمزة العلو ّ
إلى المشايخ األمجاد و الواقعة أسماؤهم ال ّشريفة على أوائل االسناد قد أوردت جمال من الطّرق إلى هذه المص 3نّفات ،و
األصول و لتفصيل ذلك شرح يطول هو مذكور فى الفهارس المصنّفة فى هذا الباب لل ّشيوخ رحمهم هّللا ،من أراده
ص242 :
و قد يستفيد المتأ ّمل فيما نقلناه من المشيخة مراد شيخنا المبرور أيض33ا من ب33اب ال ّزي33ادات المتك3رّر وقوع33ه فى أب33واب
العبادات من «التّهذيب» ،و ال يبعد إتّحاد مع ما ذكره بعض أعاظم ش ّراح الكتاب المذكور فى تحقي33ق م33راده من اللّف33ظ
المزبور بقوله رحمه هّللا -فى ذيل ترجمة حديث منه :و قد كان األولى ذكر هذا الحديث مع حديث فارس و ذكره هنا ال
مناسبة تقتضيه ،و لكن مثل هذا فى هذا الكتاب كثير ،و كنت كثيرا ما أبحث عن السّبب فيه حتّى ع33ثرت ب33ه ،و ه33و ّ
أن
ال ّشيخ -ق ّدس هّللا روحه -كان قد رزق الحظّ األوفر فى مصنّفاته و اشتهارها بين العلمآء ،و اقبال الطّلبة على نس33خها و
كان ك ّل ك ّراس يكتبه يبادر النّاس إلى نسخه و قرائته عليه ،و تكثّر النّسخ من ذلك الكرّاس .ث ّم يطّلع بعد ذلك الكرّاس و
كتابته على أخبار تناسب األبواب السّابقة ،و لكنّه لم يتم ّكن من الحاقها بها لسبق الطّلبة إلى كتابته و قرائته ،فه3و ط3اب
ثراه تارة يذكر هذا الخبر فى أبواب غير مناسبة له ،و تارة اخرى يجعل له بابا و يس ّ 3ميه ب33اب ال ّزي33ادات و النّ33وادر ،و
ينقل فيه األخبار المناسبة لألبواب السّابقة ،و قد وقع مثل هذا لشيخنا و أستادنا صاحب «بحار األن3وار» أدام هّللا تع3الى
فان مؤلّفاته م ّما رزقت من اإلشتهار حظّ ال تدانى فيه ،و ك33ان كّ 3ل ك33راس يص33نفه تس33ارع الطّلب33ة إلى أخ33ذه من33ه
أيّامه ّ
للنّسخ و القراءة و هو اآلن بعون هّللا و حمده موجود فى دار السّلطنة اصفهان يملى على العلم33آء من فوائ33ده تدريس33ا و
وعظا ،و ق3د كنت مالزم3ا لحض3رته ليال و نه3ارا تقريب3ا من عش3ر س3نين ،و نقلت من3ه قرائ3ة علي3ه و س3ماعا من في3ه
______________________________
( )1راجع تهذيب االحكام 88 -4 :10
ص243 :
و من جملة ما يؤ ّكد هذا المطلب أيضا مع زيادة فائدة فيه متعلّق بأصل كتاب «التّهذيب» هو ما ذكره ال ّشارح الم33ذكور
فى ذيل شرح قول المصنّف فى أوّل خطب33ة الكت33اب المس33طور الحم33د هّلل ولّى الحم33د و مس33تحقّه بقول33ه :و فى كث33ير من
النّسخ الحمد لولّى الحمد و مستحقّه ،و المعنى واحد ،و اعتمادنا على نسختنا للتّهذيب أكثر من غيرها و ذلك انّا كتبناها
فى اص33فهان ح33ال قرائته33ا و قابلناه33ا تص33حيحا و توض33يحا على نس33خة الم33ولى التّقى مح ّم33د تقى المجلس33ى تغمّ 3ده هّللا
برحمته ،و هو قد قابل نسخته على نسخ متع ّددة من نسخ المح ّدثين و المجتهدين ،و بعض «التّه33ذيب» قوب33ل من نس33خة
شيخنا الطّوسى رضوان هّللا عليه ،و تلك النّسخة كانت موجودة فى خزان3ة ّ
الش3هيد الثّ3انى -ن3وّر هّللا مض3جعه -ف3انتقلت
الش3يخ مح ّم33د بن ّ
الش3يخ حس33ن بن ش33يخنا الش3يخ عل ّى بن ّ
بعده إلى أوالده و هى اآلن عند ولده الفاضل شيخنا و استادنا ّ
ى اإلعتم3اد علىالشيخ زين الدين فى اصفهان أدام هّللا أيّام سالمته -و ضاعف عليه بركات سعادته ،فمن أج3ل ه3ذا ق33و ّ
ألن كتب الحديث سيّما كتاب «التّهذيب» قد وقع فيه من التّصحيف و التّحريف و ال ّزي33ادة و النّقص33ان ،م33ا هذه النّسخةّ ،
لم يقع فى غيره من كتب األصول ،و أقوى األسباب فيه ما أشار إليه المحقّق صاحب «المنتقى» فى مواضع كث33يرة ،و
أن النّسخة الّتى كتبها ال ّشيخ الطّوسى الّ3تى هى أص3ل النّس33خ كلّه3ا ق3د ك33انت كتابته33ا مض33طربة و مشوّش3ة ،و فيه3ا
هو ّ
التباس بعض الكلمات ببعض اخر ،و كثير من الحروف بعضها ببعض ،و من هذا وق3ع فى األس3انيد إقام3ة ال3واو مق3ام
عن ،و لفظ «ان» مكان «عن» أيضا ،و قد وقع فى نسخة األص33ل بعض ال ّزي33ادة ،فت33داركها بالخ33طّ عليه33ا ،لكنّه33ا خ33طّ
غير بيّن ،فلم يت ّ
ض ح الحال ،و كان فى األسانيد يكتب فالن عن فالن و فالن؛ و يكون الواو غلطا ،و الصّواب لفظ عن،
فيتداركه بأن يضيف إلى رأس الواو حلقة حتّى يصير عينا ،فال تصير عينا ظاهرة فيشتبه الحال على النّاسخين ،فمنهم
من يكتبه واوا ،و منهم من يكتبه عينا إلى غير ذلك من اإلشتباه ،فسرى اإلشتباه فى أكثر الكتب و نشى التحريف
ص244 :
و ال ّزيادة و النّقصان؛ و أ ّما ال ّشيخ طاب ثراه فانّه لم يرجع النّظر م ّرة اخرى على ذلك ،و ذلك انّه كان ك ّل كرّاس يؤلّفه
يأخذه منه طلبة العلم ،و يبادرون إلى كتابته و قرائته ،و من هنا ل ّم ا عثر على بعض األخبار المناسبة لألبواب لم يمكنه
الحاقها معها ،فوضع لها باب النّوادر ،فجاء كتابا مش ّوشا قد تداخل بعض33ه ببعض ،بخالف كت33اب «الك33افي» فانّ33ه جيّ33د
التّرتيب لم تداخل أخباره كالتّهذيب و كذلك «اإلستبصار» أيضا انتهى.
و ما ذكره ق ّدس س ّره في المقصود من ب3اب النّ3وادر الواق3ع فى كت3اب «التّه33ذيب» و «الك33افى» كث3يرا ين33افى م33ا ذك3ره
صاحب «السّرائر» فى ب3اب النّ3وادر من كت3اب القض3اء من3ه فى ذي3ل رواي3ة جعف3ر بن عيس3ى أنّ3ه ق3ال كتبت إلى أبي
الحسن عليه السّالم :جعلت فداك المرأة تموت في ّدعي أبوها أنّ33ه أعاره33ا بعض م33ا ك33ان عن33دها من مت33اع و خ33دم اتقب33ل
دعواه بال بيّنة؟
فكتب إليه يجوز بال بيّنة ،حيث قال :قال مح ّمد بن ادريس أ ّول ما أقول فى هذا الحديث انّه خبر واحد ال يوجب علم33ا و
ال عمال ،إلى أن ق33ال ث ّم لم ي33ورد ه33ذا الح33ديث إاّل القلي33ل من أص33حابنا؛ و من أورده فى كتاب33ه م33ا أورده إاّل فى أب33واب
النّوادر ،و شيخنا المفيد و السيّد المرتضى لم يتع ّرضا له ،و ال أورداه[ ،فى كتبهما] و شيخنا أب33و جعف33ر رحم33ه هّللا م33ا
أورده فى جميع كتبه بل فى كتابين منها فحسب ،إيرادا ال اعتقادا كما أورد أمثاله من غير اعتقاد بص ّحته على ما بيّن33اه
و أوضحناه فى كثير م ّما تق ّدم فى كتابنا هذا؛ ث ّم شيخنا أب33و جعف33ر الطّوس33ى رحم33ه هّللا رج33ع عن33ه و ض3عّفه فى ج33واب
المسائل الحائريّات المشهورة عنه المعروفة ،و قد ذكر ش33يخنا المفي33د مح ّم33د بن مح ّم33د بن النّعم33ان رحم33ه هّللا فى ال33ر ّد
أن ش33هر رمض33ان ان شهر رمضان ال ينقص ،قال فا ّما ما تعلّق به أصحاب العدد من ّ على أصحاب العدد ّ
الذاهبين إلى ّ
ال يكون أق ّل من ثالثين يوما ،فهى أحاديث ّ
شاذة؛ و ق33د طعن نقّ33اد االث33ار من ّ
الش3يعة فى س33ندها و هى مثبت33ة فى كت33اب
الصّيام فى أبواب النّوادر ،و النّوادر هى الّتى ال عمل عليها هذا آخر كالمه .و هذا الحديث من رواه فى كتابه ما يثبت33ه
إاّل فى باب
ص245 :
109
النّوادر إنتهى
ق كتاب «التّهذيب» صدق ما نسب إلى مص 3نّفه الم33نيف، ث ّم انّه قد ظهر أيضا م ّما قد ذكره ال ّشارح المتق ّدم اللّبيب فى ح ّ
من عدم التّهذيب له فى أمر التّأليف و التّصنيف ،و كثرة ما يقع ل3ه فى ذل33ك من الغل3ط و التّحري3ف ،إ ّم3ا لشّ 3دة حرص33ه
على محض الجمع و الجباية ،أو لسعة دائرت3ه فى مي3دان الفت3وى و الرّواي3ة ،مض3افا إلى م3ا نمى إلي3ه من اإلهم3ال فى
أن الظّاهر كون علم الرّجال من جملة مس33لّماته ،و آل معظم رج33وع الطّائف33ة إلى توثيقات33ه؛
مرحلة تعريف الرّجال؛ مع ّ
الش3يخ فى معرف33ة أح33وال قال موالنا اسماعيل الخاجوئى المحقّق فى هذا المجال ب33ل فى س33ائر ّ
الس3جال ال يس33وغ تقلي3د ّ
الرّج33ال و ال يفي33د أخب3اره به33ا ظنّ33ا ب33ل و ال شّ 3كا فى ح33ال من األح33والّ ،
الن كالم33ه فى ه3ذا الب33اب مض33طرب ،و من
أن ال ّرجل ثقة ،و فى آخر أنّه ضعيف ،كما فى سالم بن مكرم الجّم3ال ،و س3هل بن زي3اد اضطرابه أنّه يقول فى موضع ّ
من رجال عل ّى بن مح ّمد الهادى عليه السّالم ،و قال فى الرّجال :مح ّمد بن عل ّى بن بالل ثقة ،و فى كتاب «الغيبة» :انّه
من الم333ذمومين و فى عب333د هّللا بن بك333ير :أنّ333ه م ّمن عملت الطّائف333ة بخ333بره بال خالف ،و ك333ذا فى «العّ 333دة» و «فى
االستبصار» فى أواخر الباب األ ّول من أبواب الطّالق منه صرّح بما يد ّل على فسقه و كذبه؛ و انّه يق3ول برأي3ه ،و فى
ان الطّائف33ة لم ت33زل تعم33ل بم33ا
ع ّمار السّاباطى أنّه ضعيف ال يعمل بروايت33ه ،و ك33ذا فى «االستبص33ار» و «فى العّ 3دة» ّ
الش3يخ فى ه33ذا الكت33اب يوثّ3ق عل ّى بنيرويه و أمثال ذلك منه كثير ج ّدا ،و انا إلى االن لم أجد أحدا من األصحاب غير ّ
______________________________
( -)1السرائر 200 -199
ص246 :
و من اضطرابه أنّه رحمه هّللا تارة يشترط فى قبول ال ّرواية اإليمان و العدالة ،كما قطع به فى كتب33ه األص33ولية ،و ه33ذا
يقتضى أن ال يعمل باالخبار الموثّق33ة و الحس33نة ،اخ33رى يكتفى فى العدال33ة بظ33اهر اإلس33الم ،و لم يش33ترط ظهوره33ا؛ و
صحيح ،وقع له فى الحديث و كتب الفروع غرائب ،فت33ارة يعم33ل ب33الخبر الض33عيف ،حتّى مقتضاه العمل بهما مطلقا كال ّ
صص به أخبار كثيرة صحيحة حيث يعارض33ه بإطالقه33ا؛ و ت33ارة يص3رّح ب33ر ّد الح33ديث لض33عفه ،و اخ3رى ي3ر ّد أنّه يخ ّ
الصّحيح معلّال أنّه خبر واحد ال يوجب علما و ال عمال كما علي3ه المرتض3ى علم اله3دى و أك3ثر المتقّ 3دمين؛ و من ه3ذا
اضطرابه فكيف يفيد إخباره باتّف33اقهم على العم33ل بخ3بره ظنّ33ا ب3ذلك ،و العجب من ص33احب «ال3ّ 3ذخيرة» أنّ33ه كي33ف ّ
ظن
باخباره هذا إتّفاق األصحاب على العمل بأخبار عثمان بن عيسى ،و هو معم33ول فى ع33داد من ال يعمل33ون باخب33اره ،إاّل
للظن باتّف33اقهم على العم33ل بأخب33اره
ّ أن تكون محفوفة بالقرائن ،فاإلعتماد إذن عليها ال عليها ،و لو كان اخبار هذا مفيدا
للظن باتّفاقهم على العمل بأخبار من قرنهم به ،و قد علم أنّهم ال يعلمون بأخبار ابن أبى حمزة إذا انفرد به3ا، ّ لكان مفيدا
الظن المذكور ،و أغلب أصحابنا ال يعملون باخبار الموثّقين من المخ33الفين كالفطحيّ33ة ،و الواقفيّ33ة،ّ و كيف يفيد ما أفاده
و النّاوسيّة؛ و غيرهم .كما ص ّرح به شيخنا ال ّشهيد الثّانى فى دراي3ة الح33ديث ،فم3ا ظنّ3ه بعملهم باخب3ار الغ33ير الم33وثّقين
منهم كابن عيسى و ابن أبى حمزة و من شاكلهم ،و انّما نقلناه بطوله مع اشتماله على غير ما هو مح ّل الكالم ،لم33ا في33ه
من الحالوة و الطراوة و الفيض التّا ّم ،و النّفع العا ّم ،فاغتنم بذلك من لطائف فوائد كتابنا هذا فى غير المقام.
و أ ّما الكالم على كتاب فقهه المش3هور الموس3وم ب «نهاي3ة االحك3ام» فق3د تقّ 3دمت اإلش3ارة إلي3ه فى ص3در العن3وان ،و
نزيدك هنا بيانا بنقل ما أورده الفاضل األمير مح ّمد صالح
ص247 :
ق كتابه المزبور ،و هو أنّه قال :رأيتالحسينى الخواتونآبادى رحمه هّللا فى كتابه الموسومب «حدائق المقرّبين» فى ح ّ
على ظهر كتاب عتيق من نهاية ال ّشيخ :ح ّدثنى جماعة من الثّقات ّ
أن جمعا من أجاّل ال ّشيعة ،مثل الحمدانى القزوينى .و
الش3هير بحس3كا المت3وطّن ب3الرّى ،تكلّم3وا فى بغ3داد على عبد الجبّار بن عبد هّللا المقر ّ
ى ال3رّازى ،و الحس3ن بن بابوي3ه ّ
«نهاية» ال ّشيخ و ترتيب أبوابه و فصوله و اعترض ك ّل منهم على ال ّشيخ فى مسائل ذلك الكتاب ،و ق33الوا ال يخل33و ه33ذا
الكتاب عن خلل و قصور ،فانتقلوا جميعا إلى النّجف االش3رف ألج3ل ال ّزي3ارة ،و ك3ان ه3ذا فى حي3اة ّ
الش3يخ ،فت3ذاكروا
هناك لما جرى بينهم ،فتعاهدوا أن يصوموا ثالثة أيّام و يغتسلوا ليلة الجمعة ،و يدخلوا الحرم المطهّ33ر و يص33لّوا هن33اك
لع ّل أمر الكتاب ينكشف عليهم ،ففعلوا ذلك فرأوا أمير المؤمنين عليه السّالم فى منامهم أنّه قال :ما صنّف فى فق33ه أه33ل
ق لإلعتماد عليه و االقتداء به و الرجوع إليه مثل «النّهاية» الّتى أنتم تتنازعون فيها و ذلك ّ
ألن مص 3نّفه البيت كتاب يح ّ
قد أخلص النيّة فيه هّلل سبحانه ،فال ترتابوا فى ص ّحة ما ذكر فيه و اعملوا به و أفتوا بمسائله فانّ33ه مغن من جه33ة حس33ن
صحيحة ،و تكلّم فيه على أطرافها فل ّما ق33اموا ق33ال ك33ل واح33د
ترتيبه و تهذيبه عن ساير الكتب و مشتمل على المسائل ال ّ
منهم لآلخر أنا رأيت رؤيا تد ّل على صحّة كتاب «النّهاية» و اإلعتم33اد على مص33نفه ،فاس33تق ّرت آراؤهم على أن يكتب
ك ّل منهم واقعته قبل أن يحكيها ،ث ّم يوازنها مع ما رآه االخر ،فل ّما كتبوا و قابلوها ما وجدوا فيها اختالف33ا بمق33دار كلم33ة.
فاظهروا السّرور من أجل ذلك و دخلوا جميعا على ال ّشيخ المصنّف بالتحيّة و اإلكرام ،فل ّما رآهم ال ّشيخ قال أم33ا كف33اكم
الّذى كنت اقول لكم فى فضل كتاب «النهاية» حتّى سمعتم من لفظ أمير المؤمنين عليه السّالم فى المنام ،مثل م33ا ظه33ر
ان جماع33ة من لكم ،و حكى لهم ما رآه ،فاوجب ذل33ك علم33اء الش33يعة بفت33اوى «النهاي33ة» فى األعص33ار المتمادي33ة ،حتّى ّ
أن الشيعة لم يكن فيهم مجتهد بعد زمن ال ّشيخ إلى ثمانين سنة ،و كان علماء ال ّشيعة يعملون بنهاية ال ّشيخ العلمآء ذكروا ّ
فى تمام هذه الم ّدة ،و يعت ّدون على فتاويه.
ص248 :
و دفن ال ّش يخ فى داره بالنجف األشرف ،و جعل داره مسجدا و هو فى حجرة وقعت فى ناحية المسجد انتهى.110
و قد عرفت م ّما سبق كيفيّة مدفنه و مسجده فليراجع و ظهر أيضا من مطاوى ما ذكر وجه تسميته رجال مجلس ال ّشيخ
المرحوم و تالميذ حضرته المق ّدسة باتّباعه و مقلّدته لندرة ما يتّفق بينهم و بينه من المخالفة فى الفتاوى و االحكام.
و أ ّما حكاية ح33دوث طريق33ة االجته33اد فى األحك33ام بين االماميّ3ة؛ و مب33دء إعم33الهم ايّ3اه فى المس33ائل الفقهيّ33ة فق33د م3رّت
اإلشارة إليها فى ذي33ل ترجم33تى الحس33ن بن ابى عقي33ل الع ّم33انى ،و محم33د بن الجني33د اإلس33كافى رض33وان هّللا عليهم33ا ،و
نزيدك هنا تبيينا لذلك بما ذكره أيضا الفاضل ال ّشارح لكتاب «التّهذيب» فى مق ّدمات كت33اب ش33رحه الم33ذكور حيث ق33ال
رحمه هّللا فى مقام بيان اختالف المجتهدين و المحدثين فى تقرير مدارك األحكام ،قال المجته33دون رض33وان هّللا عليهم،
مستند االحكام خمسة :الكتاب ،و السّنة ،و االجماع ،و دليل العق33ل؛ و االستص33حاب ،الى أن ق33ال بع33د بي33ان اقس33ام ه33ذه
ان اكتفاء المجتهدين بمجرّد الخمسة و انكار جماعة االخبارئين فى االصل هذه الطريقة عليهم و قال االخباريون أيضا ّ
العقل فى كثير من المواض3ع خالف الرّواي3ات للت3واتره فى كث3ير من المب3احث الكالميّ33ة و األص33وليّة ،و تف3رّعت على
المخالفة فى االصول المخالفة فى المسائل الفقهيّة ،و لو التزموا عند تدوين الفنون الثّالثة تصدير األبواب و الفصول و
المسائل مثال بكالم العترة الطاهرة ،ث ّم توضيحها و تأييدها باعتبارات عقليّة لكان خ33يرا لهم ،ث ّم ق33الوا أن أوّل من غف33ل
______________________________
( )1حدائق المقربين خ.
ص249 :
ان أكثر أحاديث أصحابنا المأخوذة من األصول الّتى ألقوه33ا ب33أمر أص33حاب العص33مة عليهم الس33الم ،و
و اوّل من زعم ّ
كانت متداولة بينهم ،و كانوا م33أمورين بحفظه33ا و نش33رها بين أص33حابنا ،لتعم33ل به33ا الطائف33ة ،ال س3يما فى زمن الغيب33ة
الكبرى ،أخبار آحاد خالية عن القرائن الموجبة للقطع بورودها عن أصحاب الع33ترة عليهم الس33الم ،مح ّم33د -ابن إدريس
الحلّى ،و ألجل ذلك تكلّم على أكثر فتاوى رئيس الطّائفة المأخوذة من تلك األصول ،و قد واف33ق رئيس الطّائف33ة ،و علم
الهدى ،و من تق ّدم عليها فى أنّه ال يجوز العمل بخبر الواحد الخالى عن القرينة الموجبة للقطع ،و غفل عن ّ
ان أح33اديث
أصحابنا ليست من ذلك القبيل .إلى آخر ما ذكره من الكالم الطّويل ،أو نقله عن القال و القيل.
111
581الشيخ االمام عماد الدين ابو جعفر محمد بن ابى القاسم بن محمد بن على الطبرى اآلملى الكجى
الش3يخ أبى جعف3ر الطّوس3ى -رحم3ه هّللا -و ل3ه تص3انيف منه3ا :كت3اب «الف3رج فى فقيه ثقة قرأ على ال ّشيخ أبى على بن ّ
االوقات و المخرج بالبيّنات» «شرح مسائل الذريعة» ق33رأ علي33ه ّ
الش3يخ اإلم33ام قطب الّ 3دين أب33و الحس33ين الراون33دى ،و
روى لنا عنه -قاله
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،234 3:2بحار االنوار ،270 3:105ج3امع ال3رواة 57 3:2الذريع3ة ،117 3:3ريحان3ة
االدب ،202 :4فوائد الرضوية ،484الكنى و االلقاب :2
)*( 111له ترجمة فى :امل االمل ،234 3:2بحار االنوار ،270 3:105جامع الرواة 57 3:2الذريعة ،117 3:3ريحانة االدب ،202 3:4فوائد الرضوية
،484الكنى و االلقاب :2
،443لؤلؤة البحرين ،303المستدرك ،476 :3معالم العلماء ،106مقابس االنوار 13
،443لؤلؤة البحرين ،303المستدرك ،476 :3معالم العلماء ،106مقابس االنوار 13
ص250 :
منتجب ال ّدين.
و اسم أبى القاسم عل ّى ،و هو ثقة جليل القدر مح ّدث ،و له أيض33ا كت33اب «بش33ارة المص33طفى لش33يعة المرتض33ى» س33بعة
عشر جزءا ،و له كتاب «ال ّزهد و التّقوى» و غير ذلك.
و قال ابن شهر آشوب مح ّمد بن أبى القاسم الطّبرى له «البشارات» كذا فى «امل اآلمل».112
و قال صاحب «اللّؤلؤء» بعد ع ّد ه من جملة مشايخ صاحب «الفضائل» شاذان بن جبرئيل -المتق ّدم ذك33ره -على الوج33ه
الكامل ،قرأ على اإلمام قطب ال ّدين أبى الحسين ال ّراوندى ،و روى عنه كما قاله منتجب ال ّدين ،إلى أن قال أقول :و ا ّما
ال ّشيخ قطب ال ّدين الرّاوندى الّذى ذكر منتجب ال ّدين أنّه قرأ عليه اإلمام الطّبرى ،فهو ّ
الش3يخ الثّق3ة الجلي3ل أب3و الحس3ين
سعيد بن هبة هّللا بن الحسن 113إلى آخر ما ذكره.
و قد خبط خبطة غشواء فى نقله عن فهرست ال ّشيخ منتجب ال ّدين ق3راءة القطب الرّاون3دى على عم33اد الّ 3دين الم3ذكور،
الفن ،كما أوضحنا ذلك فى ذيل ترجمة القطب بما ال مزي3د علي3ه، ان األمر بالعكس ،بشهادة الطّبقة و نصوص أهل ّمع ّ
فكان فى نسخته من «الفهرست» تصحيفا لقول المصنّف قرأ عليه الشيخ اإلمام قطب الّ 3دين بق33ول ق33رأ على ّ
الش3يخ إلى
آخر ،أم وقع ذلك التّصحيف من صاحب «األمل» الّذى نقل عن كتابه عبارة صاحب «الفهرست» كما هو الظّاهر.
و العجب ّ
أن ال ّرجلين مع كثرة اعتنائهما بهذه المراحل كيف لم يلتفت33ا إلى وق33وع ذك33ر الق33راءة في عب33ارة «الفهرس33ت»
م ّر تين من غير عاطف ،مع ذكره لهذه القرائة أخيرا ،و لم يعرفا من الخارج أيض33ا ع33دم إدراك ص33احب «الفهرس33ت»
صحبة الطّبرى المذكور يقينا ،حتّى يصدق فى حقّه أن يقول و روى لنا عنه ،و لو كانا يأمنان الغلط فى نسختيهما
______________________________
( )1امل اآلمل 234 :2
ص251 :
و قال سميّنا العاّل مة المجلسى رحمه هّللا فى مق ّدمات «بحار االنوار» كتاب «بشارة المصفى» من الكتب المش33هورة ،و
قد روي عنه كثير من علمائنا ،و مؤلّفه من أفاخم المح ّدثين ،و هو داخل فى أكثر أس33انيد ش33يخ الطّائفة 114و ه33و ي33روي
115
عن أبى عل ّى ابن ال ّشيخ جميع كتبه ،و رواياته انتهى
و من جملة من يروي عن ال ّرجل أيضا هو ال ّشيخ عرب ّى بن مسافر العبادىّ ،الّذى هو من مشاهير مشايخ اإلجارات ،و
ىوفى «امل اآلمل» انّه فاضل جليل فقيه عالم ،يروي عن تالمذة ال ّشيخ أبى عل ّى الطّوسى ،كإلي33اس بن هش33ام الح33ائر ّ
صحيفة الكاملة» عن بهاء ال ّشرف بالسّند المذكور فى أوّلها.116
غيره ،و يروى «ال ّ
الش 3يخ الحاف33ظ المح ّ 3دث يح33يى بن بطري33ق األس33دى الحلّى ص33احب «العم33دة» و «المن33اقب» المش33هورين و و منهمّ :
ان من جملة من قرأ عنده و أربى لديه بنصّ ال ّشيخ منتجب ال ّدين الق ّمى 3،هو السيّد أبو الفضائل الرّضا بن غيرهما ،كما ّ
أبى طاهر بن الحسن الحسنى النّقيب الفاضل المتبّحر المتمهّر فى النّظم و النّثر ،و سميّه السيّد جم3ال الّ 3دين الرّض3ا بن
ى المتكلّم الفقيه ،و مما غير السيّد أبى الفضائل الرّض33ى ابن الّ 3داعى بن أحم33د الحس33ينى العقيقىأحمد بن خليفة الجعفر ّ
المش33هدىّ ،الّ33ذى ه33و من تالم33ذة ج ّ 3د ش33يخنا منتجب ال33دين عل ّى ،و غ33ير س33ميّه الس33يّد الرّض33ى بن أحم33د الحس33ينى
النّيسابورى؛ و السيّد
______________________________
( )1فى البحار :و هو داخل فى اكثر أسانيدنا الى شيخ الطائفة
ص252 :
رض ّى بن عبد هّللا بن عل ّى الجعفرى القاسانى؛ و إن كانوا جميعا علماء صلحاء رضوان هّللا تعالى عليهم أجمعين.
هذا ،و قد م ّر الكالم على حقيقة نسبة الطّبرى فى مواضع من هذا الكتاب ،منها ذيل ترجمة ال ّشيخ الجليل أحم33د بن أبى
طالب الطّبرسى رحمه هّللا ،و سوف يأتى الكالم أيضا على ترجمة أحوال أبى جعفر الطّبرسى الم33ؤرّخ المش33هور ،من
أعاظم علماء الجمهور ،فى أواسط القسم األخير من باب المحامد إنشاء هّللا .
ص253 :
582الشيخ الثقة الجليل المفض33ال اب33و على محم33د بن الحس33ن بن على بن احم33د بن على الحاف33ظ الواع33ظ النيس33ابورى
117
الملقب بالفتال
صاحب كتاب «روضة ال3واعظين» المش33تهر اس33مه الكب3ير بين أرب3اب الموعظ33ة و التّ33ذكير ،و كت3اب آخ3ر يسّ 3مى ب
«التّنوير فى معانى التّفسير» ذكره ال ّشيخ منتجب الّ 3دين القم ّى فيم3ا نق3ل عن كت3اب فهرس3ته المش3هور ألس3مآء علمائن3ا
المتأ ّخرين ،عن زمان ال ّشيخ رحمه هّللا مرّة بعن33وان ّ
الش3يخ ّ
الش3هيد محم33د بن أحم33د الفارس33ى مص3نّف كت33اب «روض33ة
الواعظين» و اخرى بعنوان ال ّشيخ مح ّمد بن على الفتّال النّيسابورى صاحب التّفسير ثقة و أى ثقة ،أخبرنا جماع33ة من
الثّقات عنه بتفسيره.
و من الظّاهر ّ
أن نسبة ال ّرجل فى ترجمة األولي إلى ج ّد أبيه و فى الثّانية إلى ج ّ 3د نفس33ه ،و أنّ33ه اكتفى بوص33فه ّ
بالش3هيد
الفارسى ،و بكونه صاحب كتاب «روضة الواعظين» فى إحديهما عن إع3ادة األش3ارة إليه3ا فى األخ3رى ،كم3ا انّ3ه ق3د
اكتفى بوصفه فى األخرى بالفتّال النّيسابورى ،مع كونه ص33احب التّفس33ير و فى ال ّدرج33ة العلي33ا من الوثاق33ة و فى طبق33ة
مشايخ شيوخه الّذين هم فى طبقة شيخنا الطّوسى ،أو أبى عل ّى بن ال ّشيخ عن اإلتي3ان بكّ 3ل ه3ذه األربع3ة أيض33ا فى ذي33ل
أن هذا هو طري33ق الجم33ع بين التّرجم33تين المختلف33تين ،و اولى من الطّ33رح ألح33دى ه33اتين ب33دون ترجمة األولى ،و ذلك ّ
استدعاء ضرورة له فى البين ،أو الخرق لظاهر اتّفاق المح ّدثين و المترجمين بسبب ال33تزام الق33ول بتعّ 3دد مح ّم33د الفتّ33ال
المعاصر لشيخ الطائفة فى ظاهر التّخمين ،بمحض م33ا ي3ترائى من اختالف التّرجم33ة عن3ه نس3بة و نس33با فى خص33وص
فهرست ال ّشيخ منتجب ال ّدين.
)*( 117له ترجمة فى :امل اآلمل ،260 3:2بحار االنوار ،272 3:105تحفة االحباب ،582تنقيح المقال ،73 3:2جامع ال33رواة ،555 3:2الذريع33ة :11
،305رجال ابن داود ،278ريحانة االدب :4
291شهداء الفضيلة ،37فوائد الرضوية ،574الكنى و االلقاب .12 :3
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل اآلمل ،260 3:2بحار االنوار ،272 3:105تحفة االحباب ،582تنقيح المق33ال ،73 3:2ج3امع
الرواة ،555 :2الذريعة ،305 :11رجال ابن داود ،278ريحانة االدب :4
ص254 :
و شاهد م33ا ذكرن33اه من الجم33ع بين تين33ك الكلم33تين المختلفين ،و المن33ع من الّ 3زعم لتعّ 3دد مص3نّف الكت33ابين الم33ذكورين،
بمالحظة ذكره فى «الفهرست» بنسبين و نسبتين هو ما ذكره تلميذه الناقد الناقب و الك3وكب الثّ3اقب ،ابن ش3هر آش3وب
المازندرانى ،فيما نقل عن كتابه «المناقب» حيث فى فواتح كتابه الموسوم عند تفصيله لطرق المتصلة من33ه إلى جن33اب
المعصوم :و سائر أرباب الفضائل و العلوم:
الش3يخ أبى جعف3ر الطوس33ى رحم33ه هّللا ،حّ 3دثنا أب3و الفض3ل الّ 3داعى ابن عل ّى
و أ ّم33ا أس33انيد كتب أص3حابنا فاكثره33ا عن ّ
الحسينى الس33روى؛ إلى أن ق33ال رحم33ه هّللا بع33د اإلش33ارة إلى جماع33ة أخ33رى من ش33يوخ روايت33ه منهمّ :
الش3يخ أب33و عل ّى
الطّبرسى المفسّر المشهور رحمه هّللا ،كلّهم عن ال ّشيخين المفي33دين أبى عل ّى الحس33ن بن مح ّم33د بن الحس33ن الطّوس33ى ،و
أبى الوفاء عبد الجبار بن على المقرى عنه ،و ح ّدثنا أيضا المنتهى بن أبى زيد كي33ابكى الحس33ينى الجرج33انى ،و مح ّم33د
بن الحسن الفتّال النّيس3ابورى ،و جّ 3دى ش33هر آش3وب عن3ه أيض33ا س33ماعا و قرائ3ة ،و مناول3ة ،و إج33ازة ،ب3أكثر كتب33ه و
رواياته.
و أ ّما أسانيد كتب ال ّشريفين المرتضى و ال ّرضى و رواياتهما ،فعن السيّد أبى الصّمص33ام ذى الفق33ار بن معب33د الحس33ينى
ق روايتى عن السيّد المنتهى عن أبيه أبى زي33د ،و عن المروزى ،عن أبى عبد هّللا مح ّمد بن على الحلوانى عنهما ،و بح ّ
مح ّمد بن عل ّى الفتّال الفارسى عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضى ،و قد سمع المنتهى و الفتّ33ال بقرائ33ة أبويهم33ا علي33ه
أيض33ا ،ث ّم إلى أن ق33ال :و ح ّ 3دثنى الفتّ33ال ب «التّن33وير فى مع33انى التفس33ير» و بكت33اب «روض33ة ال33واعظين و تبص33رة
المتعظين» انتهى.
أن أبصر النّاس بحقيقة أحوال ال ّرجل بعد ربّه ث ّم نفسه هو أكثرهم صحبة له و مراودة عنده و اختالطا معه
و أنت تعلم ّ
و اختالفا إليه و عكوفا عليه ،مثل صاحب هذه المقاالت بالنّسبة إلى صاحب هذا العن3وان؛ حيث أنّ3ه ق3د ك3ان من جمل3ة
تالمذته األركان و جهابذة مجلسه ال ّرفيع البنيان ،و كان مثل كلمات غيره فى جنب ما أفاده هو فى ح ّ
ق شيخه العماد ،و
ركنه األستاد ،كمثل اإلجتهاد بال ّرأى فى مقابل النصّ القاطع للعناد.
ص255 :
إذا عرفت ذلك فنقول و باهّلل اإلستعانة فى ح ّل جميع العقد و العسور ،ان المستفاد من مجم33وع م3ا نقلن33اه ل3ك من تقري3ر
أن والد شيخنا الفتّال المنسوب إلي33ه الكتاب33ان الموس33ومان فى بعض كتب الرّج33ال ابن شهر آشوب المبرور أمور أحدها ّ
اسمه الحسن دون عل ّى و ال أحمد فال يبقى حينئذ إاّل أن يكون المناس33ب ل33ه إلى أح33د ه33ذين اإلس33مين ن33اظرا الى ش33يوخ
نسبة الولد فى كثير من المواضع الى الج ّد بل والد الج ّد بل الجد االبعد حيثما كان الح33د منهم خصوص3ية و تم3يز يحّ 3
ق
ان يعرف بهما الولد و ولد الولد إلى طول األبد كما ترى ظهور ذلك بالنّسبة إلى بنى طاوس و سعيد و زه33رة و نم33ا و
حمزة و معبد و معد و قد ذكر المترجمون من ه33ذه الجه33ة ترجم33ه أحم33د بن المت3وّج البح33رانى ،فى مواض33ع من كتبهم
اجماال و تفصيال بحسب اختالف نسبة إلى األب و الج ّد و ج ّد الج ّد مثال فليالحظ ج ّدا.
ان الرّجل كما يتّصف بالنّيسابورى ،يتصف ايضا بالفارسى ،و ال منافاة بينهما أيضا أصال ضرورة ك33ون ك ّ 3ل و ثانيها ّ
نيسابورى باعتبار لغتة فارسيّا ،فص33ح أنّ33ه فارس33ى ،حيث ص33دق كون33ه نيس33ابوريّا ،ب33ل ال مناف33اة بين ص33فته فى بعض
المواضع كما هنا بالفارسى و فى بعضها بابن الفارس ّى كما سوف تعرفه من عبارة ابن داود الحلّى ،لص33دق ك33ون أح33د
من آبائه المذكورين ،و ال أق ّل من أبيه الحسن فارسيّا ،فص ّح من هذه الجهة انّه ابن الفارسّ 3ى ايض33ا ،ب33ل ق33د يتعيّن مث33ل
هذا فى عرف اإلستعمال ،حيث فرض كون سلف من كان مشتهرا بابنية صاحب النّسبة من جملة معاريف الرّجال كما
هو المفروض بالنّسبة إلى سلف هذا الفتّال فى ظاهر األحوال.
و قد تق ّدم نظير هذه المعاملة بالنّظر الى أحمد بن الحسين بن عبيد هّللا الغضآئرى لكون أبيه متّصفا بنفس هذه النسبة ،و
الش3يخ منتجبسيجئى عن بعض كتب ال ّرجال ذكر ال ّرجل بعنوان ابن الفارس بحذف الياء ،بل نقل ذلك عن «فهرس33ت ّ
ال ّدين» أيضا؛ و عليه فلفظ الف33ارس يك33ون علم3ا شخص3يّا لبعض أج3داد الرّج33ل ظ3اهرا ،ال نس3بة ل33ه إلى البل33د و غ3يره
فليالحظ.
ص256 :
و بطريق أعلى منها ،عن أبي33ه ش33يخ الطّائف33ة ب33ل و عن ش33يخى الش33يخ و هم33ا المرتض33ى و الرّض33ى ،رض33ى هّللا عنهم
الش3يخ أيض3ا ش3يخنا أس3د هّللا الك3اظمى رحم3ه هّللا حيث ق3ال :فى «المق3ابس» و مناجمعين ،و ق3د نصّ على أخ3ذه من ّ
تالمذة شيخنا الطّوسى الشيخ الفقيه النّبيه أبو الخير بركة بن مح ّمد بن بركة األسدى؛ قرأ عليه و صنّف كتاب «حق33ايق
اإليمان» فى األصول و «كتاب الحجج» فى األمامة و كتاب «عمل األديان و األبدان» و من جمل33ة تالمذت33ه مح ّم33د بن
الحسن بن على الفتّال الفارسى ،صاحب «روضة الواعظين» و كتاب «التّنوير فى معانى التّفسر».
أن التّص33ريح ب33ه أيض33اان صاحب كتاب «روضة الواعظين» المشهور هو هذا ال ّرجل الجليل المشكور ،كما ّ و رابعها ّ
فى كلمات الطّائفة غير محصور ،و أصرح ما ذكروه فى هذا الباب كالم سميّنا المنبّه علي33ه فى مق ّ 3دمات الكت33اب بمث33ل
هذا الخطاب:
و كتاب «روضة الواعظين» و تبصره المتّعظين لل ّشيخ مح ّمد بن عل ّى بن احمد الفارسى و أخطأ جماع33ة و نس33بوه إلى
الش3يخ المفي33د ،و ق33د ص3رّح بم33ا ذكرن33اه ابن ش33هر آش33وب فى «المن33اقب» و ّ
الش3يخ منتجب الّ 3دين فى «الفهرس33ت» و ّ
«العاّل مة» فى رسالة االجازة و غيرهم ،و ذكر العاّل مة سنده إلى هذا الكتاب كما سنذكره فى المجلّد اآلخر من الكت33اب
إنشاء هّللا .
و ذكره أيضا المولى مح ّمد أمين الكاظمى صاحب «مشتركات ال ّرجال» مثل ما ذكره هذا المولى ،فقال مح ّم33د بن عل ّى
بن أحمد الفارسى؛ له كتاب «روضة الواعظين و تبصرة المتّعظين» و أخطأ جماعة و نسبوه إلى المفي33د ،إلى أن ق33ال:
و العاّل مة فى رسالة األخبار و غيرهم ،و ذكر العاّل مة سنده إلى هذا الكتاب.
و ذكره أيضا صاحب «الوسائل» فى كتاب «امل اآلمل» حيث قال عند ما ترجم ال ّرجل بعنوان ال ّشيخ ال ّشهيد مح ّمد بن
أحمد الفارسى الفتّال ثقة جليل له كتاب «روضة الواعظين ،انتهى.
و يلزم هذا أيضا من ترجمة األخرى لل ّرجل بعنوان ال ّشيخ مح ّمد بن عل ّى
ص257 :
ى ثقة أخبرنا جماعة من الثّقات عنه بتفسيره قاله منتجب ال ّدين ،و ذل33ك لم33ا الفتّال النّيسابورى ،صاحب التّفسير ثقة و أ ّ
يصفه فى كلتا الترجمتين بالفتّال ،و يسند ذلك إلى ال ّشيخ منتجب ال ّدين مع انّ33ه ب33العنوان االوّل لم يوص33ف ب33ه فى كتاب33ه
«الفهرست» و ال قول أيضا ألحد من أهل التّراجم و الرّجال بتع ّدد المتّصف بالفتّال ،كما ال خالف ألحد منهم فى ك33ون
صاحب «روضة الواعظين» هو الفتّال ،هذا و يلزم ذلك ايضا من كالم صاحب «االمل فى خ3واتيم كت3اب «الوس33ائل»
حيث أورد الرّجل فى مبحث ال ّرجال منه بعنوان مح ّمد ابن احمد بن على الفتّال النيسابورى ،المعروف ب33ابن الفارس ّ 3ى
أبو على متكلّم جليل القدر فقيه زاهد ورع قال ابن داود نقال عن ال ّشيخ و وثّق33ه ّ
الش3يخ منتجب الّ 3دين بن بابوي33ه و أث33ني
عليه.
ث ّم قال فى مقام ع ّده للكتب المعتمد على النّقل عنها فى كتابه «الوسائل» كت33اب «روض33ة ال33واعظين» ّ
للش3يخ مح ّم33د بن
أحمد بن عل ّى الفتّال الفارس ّى ،و قال أيضا فى مقام تفص33يله الطّ33رق المعت33برة من33ه رحم33ه هّللا إلى ه33ذه الكتب و ن33روى
الش3يخ منتجب الّ 3دين عن جماع33ة من الس3ابق عن ّ كتاب «روضة الواعظين» لمح ّم33د بن عل ّى الفتّ33ال الفارسّ 3ىّ ،
بالس3ند ّ
الثّقات ،عن مح ّمد بن على الفتّال الفارسى ،و ذلك لما قد عرفت من عبارة ال ّشيخ منتجب ال ّدين السّابقة أنّه يروي كت33اب
مح ّمد بن على الفتّال النّيسابورى بهذا الطّريق ،دون كتاب محمد بن أحمد الفارسى ال ّشهيد.
أن كتاب «الرّوضة» كان لمح ّمد بن على الفتّال المذكور ،باعتقاد صاحب هذه األقوال لما ص ّح ل33ه أن يروي33ه عن فلوال ّ
منتجب ال ّدين ،باسناده الّذى ذك3ره بالنّس3بة إلي33ه ف33ان أمكن المناقش3ة مع33ه فى ه33ذه الرّواي33ة و ل33و س33لّمنا ك33ون «روض33ة
الواعظين» لمح ّمد بن عل ّى الفتّال النّيسابورى ،الّذى أخبر جماعة عنه بخصوص تفسيره المذكور فليتامل و ال تغفل.
أن صاحب الكتابين المذكورين إنّما هو رجل واحد و شخص متّحد
و خامسها ّ
ص258 :
قد عرفت تكثر صفاته و سماته و تع ّدد نسبه و تأليفاته و تالميذ حض33رته و مش33ايخ روايات33ه كم33ا ق33د س33معت التص33ريح
بذلك أيضا من صاحب «المق33ابس» و ه33و فى ه33ذا المض33مارا جّ 3د ف33ارس و أج33ود مم33ارس ،و ك33ذلك التّل33ويح الظّ33اهر
الحاصل من جملة تقريرات صاحب «الوسائل» و «امل آمل» أنّه أيضا فى أمثال هذه المراحل بصير كام33ل ،و مش33ير
بال مشاكل ،مضافا إلى أنّه مع قطع النّظر أيضا عن كالم ابن شهر آشوب .و وجود مثل ذلك النّصّ القاطع على إثب33ات
هذا المطلوب ك33ان يمكن أن يق33ال بطري33ق اإلس3تدالل و ت33رتيب القي33اس ،و تأس3يس أس33اس اإلجته33اد ،فى توض33يح ه3ذه
إن كت33اب التّفس3ير الم3ذكور إنّم3ا ه3و
إن من المتّفق عليه بين أص33حاب التّ3راجم و أرب33اب الرّج3ال ّ
المرحلة من األلباس ّ
لمح ّمد الفتّال الفارس ّى أو ابن الفارس ّى النيسابورى ،الواقع فى طبقة تالميذ شيخنا الطوس33ى 3،و المف33روض أنّ33ه ليس فى
صفات سوى صاحب «روضة ال33واعظين» المش33هور ،فليكن ه33و بعين33ه ص33احب علماء تلك الطّبقة مح ّمد يدعى بهذه ال ّ
الش3يخ منتجبالتفسير المنسوب فى كلمات الجميع إلى مح ّم33د بن عل ّى بن الفتّ33ال النّيس33ابورى الّ33ذى ه33و فى «فهرس33ت ّ
ال ّدين» المزبور أيضا مذكور ،و ليتأ ّول حينئذ جمعه بين التّرجمتين و إثباته بذكر هذا الرّجل على نس33بين و نس33بتين ،و
ّ
مظان ذكره و بيانه و توزيعه عليهما النّسبة لذينك الكتابين على رعايته فى ذلك قرب التناول ألحوال ال ّرجال من جميع
سهولته التداول له بجمي33ع الّ 3داعيات ألرب33اب طلب33ه إلى طري33ق وجدان33ه على حس33ب اختالف ش33هرته بين اه33ل الع33رف
باإلضافة إلى الكتابين و بالنّسبة إلى أوصافه و أوضاعه المو ّزعة على هذا البين أو يحم33ل ذل33ك على إرادت33ه من ذك33ره
الثّانى محض اإلشارة إلى مافاته من أوصاف ال ّرجل عند ذكره األوّل من ال ّشهادة و النّب33وة للمسّ 3مى بأحم33د الفارسّ 3ى و
كونه صاحب كتاب «روضه الواعظين» أو على كونه من جمل33ة عجالت الم33ؤلفين أو اهم33االت المستنس33خين أو غ33ير
ذلك من األمور الّتى ال تخفى على أهل الفطانة و ال ّشعور و لذا لم يختلف أح33د المح33دثين و أص33حاب الرّج33ال فى ك33ون
صاحب «روضة الواعظين» هو محمد الملقّب بالفتّال ،و ّ
ان الفتّال منحص33ر فى ف33رده و إن ك33ان فى تعب33ير ه33ذا الف3رد
نوع من اإلجمال.
ص259 :
نعم أفاد المجلسى ق ّدس سرّه فى مق ّدمات «بحاره» بع33د م33ا نقلن33اه عن33ه المرحل33ة الرابع33ة ب33دون ش33ىء من الفاص33لة بم33ا
أن العاّل مة رحم3ه هّللا ذك3ر اس3م المؤلّ3ف كم3ا ذكرن3اه ،و س3يظهر من كالم ابن ش3هر آش3وب ّ
ان صورته هكذا :ث ّم إعلم ّ
أن ص3احب التّفس3ير و ص3احب «الروض3ة» واح3د ،و يظه3ر من المؤلّف محمد بن الحسن بن عل ّى الفتّال الفارس3ى ،و ّ
كاّل م ال ّشيخ منتجب ال ّدين فى فهرسته انّهما اثنان ،حيث قال :مح ّمد بن على الفتّال النيس33ابورى ص33احب التفس33ير ثق33ة و
ى ثقة ،و قال بعد فاصلة كثيرة ال ّشيخ الشهيد مح ّمد بن أحمد الفارس ّى مصنّف كتاب «روضة الواعظين». أ ّ
118
و قال ابن داود فى كتاب الرّجال مح ّمد بن احمد بن على الفتّال النيس33ابورى المع33روف ب33ابن الفارس33ى «لم» «خج»
متكلم جليل القدر فقيه عالم زاهد ورع قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور ،الملقّب بش33هاب اإلس33الم لعن33ه هّللا
انتهى.
أن اسم أبيه أحمد و أ ّما ما نسبه إلى رجال ال ّشيخ فال يخفى سهوه فيه! إذ ليس فى رجال الش33يخ من33ه
و يظهر من كالمه ّ
ان هذا ال ّرجل زمانه مت33أخر من زم33ان الش33يخ بكث33ير ،كم33ا يظه33ر من «فهرس33ت الش33يخ منتجب الّ 3دين» و من
أثر ،مع ّ
ى حال يظهر م ّما نقلنا جاللة المؤلّف ،و ّ
أن كتاب33ه ك33ان من الكتب اجازة العاّل مة ،و من كالم ابن شهر آشوب ،و على ا ّ
المشهورة عند الشيعة.
ث ّم كالم صاحب «البحار» يظهر منه التّوقف فى القول باتّحاد صاحب الكتابين ،و هو ناش من قلّة تأ ّمله ق ّدس س33رّه فى
الزم هذه التّعبيرات المختلفة ألصحاب ال ّرجال بالنسبة إلى شيخنا المح ّدث المتكلّم الفارس ّى النّيسابورى الملقّب بالفتّ33ال،
أن ذل33ك من33اف ان استنباطه ظه33ور ع33دم االتّح33اد من ترجم33تى ّ
الش3يخ منتجب ال33دين ل33ه ن33اش من ع33دم إلتفات33ه إلى ّ كما ّ
لتصريحه بكون
______________________________
(« ) 1لم» رمز لمن لم يرو عن النبى و االئمة عليهم السالم «خج» رمز لكتاب رجال الشيخ الطوسى رحمه هّللا .
ص260 :
أن هذا ال ّشهيد المقت33ول ي33ذكره ابن داود الرّج33ال ّى الحلّى رحم33ه هّللا من
صاحب «روضة الواعظين» شهيدا مقتوال ،مع ّ
غير إشارة إلى المخالف ،و احتمال لوجود المناقض و المعارض بعن33وان مح ّم33د بن احم33د بن عل ّى الفتّ33ال النّيس33ابورى
المعروف بابن الفارسى ،و يز ّكيه أحسن الت ّزكية مثل ما يز ّكيه ال ّشيخ منتجب ال ّدين عن33د ترجمت33ه ل33ه بعن33وان مح ّم33د بن
عل ّى الفتّال النّيسابورى صاحب التّفسير ،ث ّم يذكر علّة شهادته كما قد عرفت.
«)1 ( 118لم» رمز لمن لم يرو عن النبى و االئمة عليهم السالم« خج» رمز لكتاب رجال الشيخ الطوسى رحمه هّللا .
ى بعد التّرجم3ة ل3ه بعن33وان مح ّم3د بن عل ّى بن أحم3د بن الفارس3ى المع33روف بمح ّم3د بن أحم33د
و قال المح ّدث النّيسابور ّ
الفارس ّى قتله حاكم النّيسابور؛ له كتاب «روضة الواعظين» قال ابن شهر آشوب فى كتاب «معالم العلماء» باتّحاده مع
ابن الفارسى مح ّمد بن الحسن بن عل ّى الفتّال الّذى ذكره ال ّشيخ منتجب الدين فى فهرسته؛ و العاّل مة فى اجازت33ه ،و ابن
الش3يخ منتجبداود فى رجاله و لكنّه أخلط فى العنوان ،و بالجملة فالرّج33ل من مش33ايخ األص3حاب ك33ان ثق33ه جليال ق3ال ّ
ال ّدين :ال ّشيخ مح ّمد بن على الفتّال النّيسابورى ،صاحب التّفسير ثقة و أ ّ
ى ثقة أخبرن3ا جماع3ة من الثق3ات عن33ه بتفس3يره
إنتهى.
ص261 :
أن فى بعض إج33ازات زمن و قال ال ّشيخ ال ّشهيد مح ّمد بن أحمد بن الفارس صاحب كتاب «روضة الواعظين» ث ّم ليعلم ّ
موالنا العاّل مة أعلى هّللا تعالى مقامه اكتناء مح ّمد بن أحمد الفتال الفارسى النيسابورى ب33أبى جعف33ر دون ابى على ،م33ع
وقوع التّصريح فيه أيضا بأنّه يروي عن أبيه عن السيّد المرتضى و أنّه سمع قرائة أبيه أيضا على السيّد كما عرفتهم33ا
عن ابن شهر آشوب و هو غريب.
و أ ّما وجه تلقّب الرّجل بالفتّال ،فلم أره فى ش33ىء من التّ3راجم و كتب الرّج33ال ،و كأنّ33ه طالق33ة لس33انه فى مق33ام التّ33ذكير
ألن هذه الصّيغة الّ3تى هى بهيئ3ة المبالغ3ة من الفت3ل من جمل3ة أس3ماء البلب3ل ،و ورشاقة بيانه فى مجال التّقرير ،و ذلك ّ
الفتل بالفتح ص3ياحه كم3ا فى «الق3اموس» و العجم إلى زمانن3ا ه3ذا أيض3ا يش3بهون الواع3ظ المنطي3ق و الخطيب البلي3غ
بالبلبل ،بل يلقّبونه ببلبل كذا و كذا من ال ّديار و اآلفاق ،و منه فى صفة الواعظ القزوينى بلبل ع33راق ،ه33ذا و من جمل33ة
من يدعى بهذا اللّقب أيضا من متأ ّخرى علماء الطائفة ،هو شيخنا جمال ال ّدين حسن بن عبد الكريم الفتّ33ال الّ33ذى ي33روي
بواسطة لقيبه االمام المحقّق جمال ال ّد ين الحسن بن الحسين بن المطر الجزايرى عن لقيبه األفضل األفقه األفخر جمال
ال ّدين أحمد بن فهدا الحلّى -المتق ّدم ذكره الشريف -و قد ذكره تلميذه الفاضل الكام3ل مح ّم3د بن أبى جمه33ور األحس3ائى-
اآلتى ذكره و ترجمته قريبا إنشاء هّللا -بصفة عاّل مة المحقّقين و خاتمة االئ ّمة المجتهدين فليالحظ.
و ال استبعد كون السيّد رحمة هّللا النّجفى المعروف بآل فتّال و هو القدرة االمام الّذى يروي عن ال ّشهيد الثّانى و ي33روى
عنه السيّد حسين بن السيّد حيدر الكركى العاملى باسناده العالى منسوبا إلى هذا الفتّال و هّللا أعلم بحقايق األحوأل.
ص262 :
الش3يخ اإلم33ام أبى الحس33ين رحم33ه هّللا ،ل33ه تص33انيف منه33ا
بعد ذلك فى صفته :ثقة عين استاد السيّد اإلمام أبى الرّضا و ّ
التّعليق الحدود الموجز فى النّحو أخبرنا األمام أبو الرّضا فضل هّللا الحسينى عنه انتهى.
و ان كان ال ّرجالن من جملة أهل بل3ده و معاص3ريه ،و ال يبع3د ك3ون أح3د الم3ذكورين ه3و الّ3ذى ذك3ره ص3احب كت3اب
«الثّاقب فى المناقب» فى باب معجزات موالنا الرّضا عليه السّالم ،فقال بعد ذكره لما س33وف ن33ورده فى ترجم33ة نفس33ه
ان مح ّمد بن عل ّى النّيسابورى ،قد ّ
كف بصره منذ س33بع عش33رة س33نة ال يبص33ر من ابرائه األبرص ،و م ّما شهدناه أيضا ّ
عينا و ال اثرا فورد حضرته عليه السّالم من نيسابور زائرا ،و دخله متض ّرعا ،فزار فوضع وجهه على قبره ال ّشريف
باكيا ،فرفع رأسه بصيرا ،و س ّمى بالمعجزى و بقى بعد ذلك م ّدة مديدة و أقام بالمشهد ال ّشريف بقيّة عمره ،و قد تزوّج
به و رزق أوالدا و لم توجعه عينه بعد ذلك و لم يعرف إاّل بالمعجز ّ
ى ،و قد عرفه بذلك السّلطان و الرعيّ33ة ،فياله33ا من
فضيلة قد فاق فضلها و راق خيرها.
119
583الشيخ الفقيه المتكلم االمين ابو جعفر الرابع عماد الدين محمد بن على بن محمد الطوسى المشهدى
المشتهر بالعماد الطّوسى المشهدى و المكتنى عند فقهائنا االجلّة بابن حمزة ،صاحب «الوسيلة و الواسطة» من المتون
الفقهيّة المشهورة ،الباقية إلى هذا ال ّزمان ،و المشار إلى فتاويه و خالفاته النّادرة فى كتب علمائنا األعيان ،ذكره ال ّشيخ
الفاضل الفقيه المتبحّر حسن بن عل ّى بن مح ّمد الطّبرسي المتق ّدم ذكره فى باب الحسن على
______________________________
(*) له ترجمة فى :اعيان الشيعة ،65 :6امل اآلمل ،285 :2بحار االنوار :105
،271تأسيس الشيعة ،304تنقيح المقال ،65 3:2جامع الرواة ،154 3:2الذريعة 5 3:5ريحانة االدب ،202 3:4فوائد
الرضوية ،564الكنى و االلقاب 267 :1
ص263 :
سبيل التّفضيل فى كتابيه «مناقب الطّاهرين» و «الكامل البهائي» بعنوان ال ّشيخ اإلمام العاّل م33ة الفقي33ه ناص33ر ّ
الش3ريعة
حجة اإلس33الم عم33اد الّ 3دين أب33و جعف33ر مح ّم33د بن عل ّى بن مح ّم33د الطّوس33ى المش33هدى ،و نس33ب إلي33ه كت33اب «الثّ33اقب فى
المناقب».
ث ّم نقل أكثر أحاديثه فى المعجزات الغريبة و اآليات العجيبة أله33ل بيت العص33مة عليهم الس33الم فى كتابي33ه الم33ذكورين،
بعد التّرجمة لها بالفارسيّة ،و يظهر منهما و من سائر م33ا يوج33د من النّق33ل عن33ه فى كتب الفت33اوى و اإلس33تدالل بعن33وان
العماد الطّوسى انّه كان فى طبقة تالميذ شيخ الطائفة -أو تالميذ ولده ال ّشيخ أبى عل ّى.
)*( 119له ترجمة فى :اعيان الشيعة ،65 :6امل اآلمل ،285 :2بحار االنوار :105
،271تأسيس الشيعة ،304تنقيح المقال ،65 :2جامع الرواة ،154 :2الذريعة 5 :5ريحانة االدب ،202 :4فوائد الرضوية ،564الكنى و االلقاب :1
267
و قد ذكره ال ّشيخ منتجب ال ّدين القم ّى فيما نقله صاحب «األمل» عن كتابه «الفهرست» لعلمائنا المتأ ّخرين ،عن ّ
الش33يخ
بعنوان ال ّشيخ اإلمام عماد ال ّدين أبو جعفر مح ّمد بن عل ّى بن حمزة الطّوسى المشهدى ،مع قوله على أث3ر م3ا ذك3ر فقي3ه
ع33الم واع33ظ ل33ه تص33انيف منه33ا «الوس33يلة الواس33طة» كت33اب «الراب33ع فى ش33رايع» مس33ائل فى الفق33ه و من33ه يظه33ر ّ
ان
ألن عادة هذا «الفهرست» مث33ل غ33الب كتب الرّج33ال عط33ف الش33طرين من اإلس33م الواح33د «الواسطة» غير «الوسيلة» ّ
للكتاب بالحرف و جمل األسم المفرد أو المر ّكب منه على مثل33ه بح33ذف ح3رف العط3ف ،ب33ل المس33تفاد من ديباج33ة نفس
كتاب «الوسيلة» أيضا ذلك ،و أنّه موسوم عند مصنّفه المرحوم المرقوم ب «الوس3يلة الى ني3ل الفض3يلة» و ق3د ضّ 3منه
جميع أبواب الفقه مع أثواب لها من تحقيقاته الجميلة ،و هو فى ثمانية آالف بيت تقريبا ،و من أحسن متون الفقه ترتيب33ا
و تهذيبا.
و ا ّم ا لفظة حمزة الموجود فى هذا الكتاب دون غيره من مواضع ترجمة هذا الجناب فالظّاهر ّ
أن المسّ 3مى به33ا ق33د ك33ان
الس3ابق و علي33ه فال يبع33د أنمن جملة أجداده العالية الّتى قد يسند إليها تمام سلسلة الرّجل ،كما تق ّدم نظ3يره فى العن33وان ّ
الش3يخ نص33ير الملّ33ة و الّ 3دين عل ّى بن حم33زة بن الحس33ن الطوسّ 3ى الّ33ذى ذك3ره فى
يكون من هذه السّلس33لة العلي33ة أيض33ا ّ
«األمل» بهذا العنوان ،و قال فى صفته :فاضل جليل له مصنّفات يرويها عل ّى بن يحيى الحنّاط.
ص264 :
بل قد تق ّدم فى ذيل ترجمة هذا ال ّر جل من كتابنا هذا عن صاحب كتاب «رياض العلماء» المتك ّرر ذكره فى هذا الكت33اب
أنّه قال ث ّم أقول سيجىء ترجمة ال ّشيخ األج ّل الفقيه عماد الّ 3دين أبى جعف33ر محم33د بن على بن حم33زة بن محم33د بن عل ّى
الطوس33ى المش33هدى المش33هور ب33ابن حم33زة ،و المع33روف ب33ابى جعف33ر الث33انى ،و ت33ارة ب33أبى جعف33ر المت33أ ّخر ص33احب
«الوسيلة» فى الفقه ،فال يبعد كون نصير ال ّد ين هذا والد ابن حمزة المشار إليه فالحظ إلى آخر ما ذكره.
و تق ّد م أيضا فى ذيل ترجمته اإلشارة إلى ترجمة رجل آخر يكون هو أيضا من كبار هذه السّلسلة ظاهرا ،و ه3و ّ
الش3يخ
نصير ال ّدين أبو طالب عب33د هّللا بن حم33زة الطوس33ى المش33هدى ص33احب التّص33نيفات و التّأليف33ات و ال33درجات المنيف33ات،
الش3يخ المنتجب كم33ا فى «األم33ل» أيض33امذكورا فى «االمل» و غيره أيضا بهذا العنوان ،و إن كان ذكره فى فهرست ّ
بعنوان ال ّشيخ اإلمام نصير ال ّدين أبى ط3الب عب3د الرّحم3ان بن حم3زة ،و ه3و إش3تباه من3ه بال كالم كم3ا تقّ 3دم على ذل3ك
الكالم ،و العجب ك ّل العجب من شيخنا المحقّق الكركى رحم33ه هّللا ،حيث زعم فى بعض إجازات33ه المبس33وطة ال33تى هى
ان ابن حمزتنا الموص33وف اس33مهموجودة عندنا و نقلنا عين عبارته فيها ،فى ذيل ترجمة تقى ال ّدين الحلبى المعروفّ ،
هبة هّللا بن حمزة ،و انّه من جملة فقهاء حلب المعهودين ،مع ّ
ان كال األمرين غريب لم يذكره أحد غ33يره ،و لم أدر من
أين أخذه إاّل من اجتهاد نفسه ،و متف ّردات وهمه و حدسه.
و كانّه حسبه أوّال أنّه هذا الّذى لقبه نصير الدين بن حمزة الطّوسى المشهدى ،ث ّم وقع منه لغاية المسامحة ل33ه فى أمث33ال
هذه األمور تصحيف فى اسم هذا ال ّرجل بما ضبطه على زعمه أو من النّاسخين لما أخذه منه أو لص33ورة ه3ذه األج3ازة
تحريف فى كتابة لفظ عبد هّللا و رسمه.
ان من جمل3ة فقهائن3ا الحل3بيّين من يسّ 3مى بهب3ة هّللا بن حم3زة ،أو بمث3ل ه3ذه التّس3مية،
ث ّم لعلّه وجد فى بعض المواض3ع ّ
فزعمه إيّاه و رسمه كما ألّفاه و إن كان يمكن صحّة
ص265 :
ما انبأه من كون ابن حمزة المشهور أحد الفقهاء المنسوبين الى الحلب فى تلك العصور ،بمعنى انّ33ه ك33ان من ال3رّاحلين
إلى ال ّديار الحلبيّة ،لتعليم شيعتهم اإلماميّة إ ّما بارادة نفسه إو باشارة غ33يره كم33ا ق33د عّ 3د من جمل33ة أولئ33ك الفقه33اء أيض33ا
ال ّشيخ أبا الفتح الكراجكى ،و أبا على الفضل بن الحسن الطّبرسى ،مع انّهما أيضا من غير أهالى تلك ال ّديار ،فانّه يكفى
فى حجيّة أمثال هذه األخبار كونها غير مقابلة بشىء من اإلنكار.
هذا و قد يوجد فى بعض الفهارس نسبة كتاب «الوسيلة و الواسطة» و كتاب «التّعميم و التّنبيه» إلى أبى مح ّمد الحسن
بن حمزة الحسينى ،و كأنّه الّذى وصفه فى «أمل اآلمل» بالحلبّى ،و قال فى وصفه كان عالما فاضال فقيها جليل الق33در
من غير نسبة كتاب إليه و ال شىء آخر ،و عليه فال يبعد كون هبة هّللا الموجود فى اجازة ال ّشيخ عل ّى لقبا لهذا الرّجل و
كون الحسينى فى نسبه تصحيفا للحلب ّى كما ال يبع33د ك33ون الرج33ل من أحف33اد ابن حم33زة الّ33ذى ه33و ص33احب «الوس33يلة»
الش3يخ مح ّم33د ّ
الش3هيدى مثال ه33و عل ّي بن مح ّم33د بن فيكون سبيل هذه النّسبة إليه سبيل قولهم فى ترجمة الشيخ على ابن ّ
ال ّشيخ حسن صاحب «المعالم» و «المنتقى» و غيرهما فليتأ ّمل و ال يغفل.
ص266 :
و الرّباط.
و قال ال ّشيخ أبو يعلى ساّل ر :العبادات ستّة اسقط الجهاد من الخمس األ ّول ،و أضاف إليها الطّهارة ،و االعتكاف.
و ذكره أيضا صاحب «األمل» و لكن بعنوان ال ّشيخ مح ّمد بن الحسن بص3يغة التكب33ير ،و ق33ال :ك33ان عالم33ا ورع33ا ،من
مشايخ ابن شهر آشوب ،مع انّه ذكره أيضا فى مرتبة من اسم أبيه الحسين ،نقال عن فهرست منتجب ال ّدين المذكور ،و
أن مرتبة مشايخ ابن شهر آشوب المذكور مرتبة تالميذ الشيخ الطّائفة -ق ّدس سرّه -فليالحظظاهر ّ
و قال السيّد رض ّى ال ّدين بن طاوس الحسنى رضى هّللا عنه فيما نقل عن كتابه الموسوم ب «غياث سلطان الورى» فى
الص 3الة ،عن ّ
الش 3يخ أبى جعف33ر مح ّم33د بن صالة عن األموات ،و قد حكى ابن حمزة فى كتابه فى قضاء ّ مسألة قضاء ال ّ
حسين ال ّشوهانى ،أنّه ك3ان يج3وّز اإلس3تيجار عن الميّت ،و في3ه أيض3ا من ال ّدالل3ة على اتّح3اد ص3احب «الوس3يلة» م3ع
صاحب كتاب «الثاقب» و ّ
ان له أيضا كتابا فى قضاء ال ّ
صالة ،بل رسائل و كتب اخرى فى الفقه و غيره ما ال يخفى.
ص267 :
ان ابن حمزة المطلق اسمه الحسن ،مع انّ33ه لم ي3ذكر فى
أن صاحب «األمل» يذكر في باب الكنى منه ّ ان من العجب ّ
ث ّم ّ
باب الحسن غير الحسن بن حمزة الحلبّى -المتق ّدم ذكره -قريبا ،و متى ظهر كونه غ33ير ص3احب «الوس33يلة» فال مع33نى
لكونه متبادرا من إطالق هذه الكنية كما ال يخفى.
أن كتابه المس ّمى ب «الثّاقب فى المن33اقب» كت33اب طري33ف فى باب33ه ق لك أيضا أن تعرفه هنا هو ّ هذا .و من جملة ما يح ّ
ممتاز بين نظائره و أترابه ،جامع لفضائل ج ّمة ،و معجزات كثيرة غريب33ة للنّ33ب ّى و فاطم33ة و األئ ّم33ة عليهم س33الم هّللا و
سالم جميع األ ّمة ،و ل ّما لم يكن موجودا عند مح ّمدين الثالثة المتأ ّخرين حتّى ينقلوا عنه فى كتبهم الثالثة المشهورة بين
ى إذن أن ال نخلّى كتابنا هذا من اإلشارة إلى شىء من طرائ33ف تل33ك األخب33ار و اإلج33اءة لنب33ذ
أهل ال ّدين؛ كان لنا بالحر ّ
من لطائف تلك اآلثار ،و لكى تق ّر بها عيون اولى األفئدة و األبصار ،فتذكرنا بالخير ألسنتم األخي33ار ،و يبقى خ33ير ه33ذه
العطيّة فى جميع األدوار ،و يكون لنا ذخرا و أجرا باقيا إلى عرصات عقبى ال ّدار.
ص268 :
فنق33ول :ق33ال ص33احب كت33اب الم33ذكور ،و ه33و ابن حمزتن33ا األم33ام المش33هور ،فى ب33اب إثب33ات جمي33ع معج33زات األنبي33اء
الماضين ،ألشرف األنبياء مح ّمد و أهل بيته الطاهرين المعصومين صلوات هّللا عليهم و على أولئك إلى ي33وم ال ّ 3دين ،و
أ ّما النّاقة و ما أظهر هّللا سبحانه و تعالى بها من اآلية فقد نال هّللا تبارك و تعالى أه33ل ال33بيت عليهم ّ
الس3الم ،م33ا يق33ارب
ذلك و يدانيه و يجانسه و يحاكيه ،و هو ما ح ّد ثنى به شيخى أبو جعفر محمد بن الحسين ابن جعفر ال ّشوهانى رحمه هّللا
فى داره بمشهد ال ّرضا ،باسناده يرفعه إلى عطاء عن ابن عبّاس ،قال قدم أبو الصّمصام العبس33ى إلى رس33ول هّللا ص33لّى
ى الّ3ذى
هّللا عليه و اله و سلّم ،و أناخ ناقته على باب المس3جد ،و دخ3ل و س3لّم و أحس3ن التّس3ليم ث ّم ق3ال أيّكم الف3تى الق3و ّ
يزعم انّه نب ّى فوثب إليه سلمان الفارس ّى -رضى هّللا عنه -فقال :يا أخا العرب أما ترى صاحب الوجه األقمر و الج33بين
األزهر و الحوض و ال ّشفاعة و القرآن و القبلة و التّاج ،و الهراوة ،و الجمع33ة و الجماع33ة ،و التّواض33ع ،و ّ
الس 3كينة ،و
الس3يف ،و القض33يب ،و التّكب33ير ،و التّهلي33ل ،و األقث33ام القض33ية ،و األحك33ام الحنفيّ33ة ،و النّ33ور و
المسألة ،و اإلجاب33ة ،و ّ
الس3خاء ،و الش33جاعه ،و النّج33دة ،و ّ
الص3الة المفروض33ة ،و الزك33اة المكتوب33ة ،و الح ّج و الش33رف و العلّ 3و و الرّفع33ة؛ و ّ
اإلحرام ،و زمزم و المقام ،و المشعر الحرام ،و اليوم المش33هود ،و المق33ام المحم33ود ،و الح33وض الم33ورود ،و الش33فاعة
الكبرى ،ذلك سيّدنا و موالنا محمد صلّى هّللا عليه و اله فقال األع33رابى :إن كنت نبيّ33ا فق33ل م33تى تق33وم ّ
الس3اعة؟ و م33تى
ى شئ اكتسب غدا؟ و م33تى أم33وت؟ فبقى النّ33بى ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه ى شئ فى بطن ناقتى هذه؟ و ا ّ يجئى المطر؟ و أ ّ
إن هّللا عنده علم السّاعة و ي33ن ّزل الغيث ساكتا ال ينطق بشىء ،فهبط جبرئيل عليه السّالم و قال :يا محمد إقرء هذه اآلية ّ
إن هّللا عليهم خب33ير ق33الى أرض تم33وت ّ و يعلم ما فى األرحام و ما ت3درى نفس م33اذا تكس3ب غ33دا و م33ا ت3درى نفس ب3أ ّ
ى شىء لى عندك إن أتيتكم ب33أهلى و ب33ني األعرابى :م ّديدك و انّى أشهد أن ال إله إاّل هّللا و أق ّر انّك مح ّمد رسول هّللا ،فأ ّ
ع ّمى مسلمين ،فقال له النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و سلّم :لك عن33دى ثم33انون ناق33ة حم33ر الظّه33ور ،بيض البط33ون ،س33ود
الحدق عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز ،و أشهد عليه جميع
ص269 :
صمصام ،و قد أسلم بنو العبس كلّها ،فقال أبوصمصام إلى أهله ،فقبض رسول هّللا ،و قدم أبو ال ّ أصحابه ،و خرج أبو ال ّ
صى بعده؟ قالوا :ما خلف فينا أح33دا،صمصام :يا قوم ما فعل رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله قالوا قبض ،قال فمن الو ّ
ال ّ
صمصام المسجد ،فقال يا خليفة رسول هّللا ،إن لى على رس33ول هّللا قال فمن الخليفة من بعده ،قالوا أبو بكر ،فدخل أبو ال ّ
صفة ،فقال أبو بكر يا أخا العرب سألت ما فوق العقل ،و هّللا ما خالف فينا رسول هّللا ص33لّى هّللا علي33هثمانين ناقة بهذه ال ّ
و اله ال صفراء و ال بيضاء ،و خلف فينا بغلت33ه ال ّدل33دل ،و درع33ه الفاض33ل و أخ3ذهما عل ّى بن أبى ط33الب و خل33ف فين33ا
ق م33يرهق ،و نبيّنا مح ّمد صلّى هّللا عليه و اله ال يورث فصاح سلمان الفارسى :كردى و نكردى ،و ح ّ فدكا ،فاخذتها بح ّ
ببردى ،يا أبا بكر ر ّد العمل إلى أهله؛ ث ّم ضرب بيده على يد أبى ال ّ
صمصام ،فأقامه إلى منزل عل ّى بن أبى طالب عليه
السّالم و هو يتوضّأ وضوء ال ّ
صالة ،فقرع سلمان الباب ،فنادى عل ّى عليه السّالم أدخل أنت و أبو الصّمص33ام العبسّ 3ى،
فقال أبو الصّمصام أعجوبة و ربّ الكعبة ،من هذا الّذى س ّمانى باسمى و لم يعرفنى؟ فقال س33لمان :ه33ذا وصّ 3ى رس33ول
هّللا صلّى هّللا عليه و اله هذا الّذى قال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم:
أنا مدينة العلم و عل ّى بابها فمن أراد العلم فليأت الباب هذا الّذى قال رس33ول هّللا ص33لّى هّللا علي33ه و ال33ه و س33لّم أنت منّى
بمنزلة هارون من موسى ،إاّل أنّه ال نب ّى بعدى:
هذا الّذى قال له رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله :على خير البشر فمن رضى -شكر و من أبى فقد كفر هذا الّذى قال هّللا
ق َعلِيًّا هذا الّذى قال هّللا ع ّز و ج ّل َأ فَ َم ْن كانَ ُمْؤ ِمن3ا ً َك َم ْن ك33انَ ِ
فاس3قا ً ال يَ ْس3تَوُونَ ع ّز و ج ّل فيهَ :و َج َع ْلنا لَهُ ْم لِسانَ ِ
ص ْد ٍ
رام َك َم ْن آ َمنَ بِاهَّلل ِ َو ْاليَ33وْ ِم اآْل ِخِ 3ر ال يس33توون
ْج ِد ْال َح ِ مارةَ ْال َمس ِ
هذا الّذى قال هّللا ع ّز و جل فيه َأ َج َع ْلتُ ْم ِسقايَةَ ْالحاجِّ َو ِع َ
كعند هّللا هذا الّذى قال هّللا ع ّز و ج ّل فيه :يا َأيُّهَا ال َّرسُو ُل بَلِّ ْغ ما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْيكَ ِم ْن َربِّ َ
ع َأبْنا َءن33ا َو َأبْن33ا َء ُك ْم َو نِس33ا َءنا َو نِس33ا َء ُك ْم َو َأ ْنفُ َس3نا َو َأ ْنفُ َسُ 3ك ْم ثُ َّم
فَ َم ْن َحاجَّكَ فِي ِه ِم ْن بَ ْع ِد ما جا َءكَ ِمنَ ْال ِع ْل ِم فَقُلْ تَعالَوْ ا نَْ 3د ُ
نَ ْبتَ ِهلْ فَنَجْ َعلْ لَ ْعنَتَ هَّللا ِ َعلَى ْالكا ِذبِينَ هذا الّذى
ص270 :
ت َو يُطَه َِّر ُك ْم ت ْ
َط ِهيراً هذا الّذى قال هّللا ع ّز و ج ّل فيه: س َأ ْه َل ْالبَ ْي ِ قال هّللا ع ّز و ج ّل فيهِ :إنَّما ي ُِري ُد هَّللا ُ لِي ُْذ ِه َ
ب َع ْن ُك ُم ال ِّرجْ َ
إن لى على ِإنَّما َولِيُّ ُك ُم هَّللا ُ َو َرسُولُهُ َو الَّ ِذينَ آ َمنُوا اآلية أدخل يا أبا الصّمصام و سلّم علي3ه ،ف3دخل و س3لّم علي3ه ،ث ّم ق3ال ّ
الس3الم أمع33ك ح ّج33ة؟ ق3ال نعم و دف33عالص3فة ،فق33ال على علي3ه ّ رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ثمانين ناق33ة به3ذه ّ
الس3الم ن33اد فى النّ33اس أال من أراد أن ينظ33ر إلى قض33اء وصّ 3ى دين رس33ول هّللا
الوثيقه إليه ،فقال أم33ير المؤم33نين علي33ه ّ
فليخرج غدا إلى خارج المدينة ،فل ّما كان الغداة خرج النّاس و خرج ،فقال المن33افقون :كي33ف يقض33ى الّ 3دين و ليس مع33ه
شىء غدا يفتضح و من أين له ثمانون ناقة بهذه الصّفة ،فل ّما كان الغداة اجتمع النّاس و خرج عل ّى عليه السّالم فى أهله
و محبيه و جماعة أصحاب رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و أس ّر إلي ابنه الحسن س ّرا ما يدرى أحد ما هو ،ث ّم قال أب33ا
صمصام إمض مع ابنى الحسن إلى كثيب ال ّرمل ،فخرج الحسن و معه أبو الصّمص33ام ،فص33لّى ركع33تين عن33د الك33ثيب
ال ّ
ى ض3رب بقض3يب رس3ول هّللا ،ف3انفجر الك33ثيب عن ص3خرة فكلّم األرض بكلمات ال ندرى ما هى ،و ضرب األرض أ ّ
ملمة مكتوب عليه سطران من نور ،السّطر األوّل بسم هّللا الرحمن الرحيم ال إله إاّل هّللا مح ّمد رسول هّللا صلّى هّللا عليه
صخرة بالقضيب ،فانفجرت عن خطام ناقة و اله و سلّم و على اآلخر ال اله إاّل هّللا على ولى هّللا ،فضرب الحسن تلك ال ّ
صمصام ،فقال فخرج منها ثمانون ناقة حم33ر الظّه33ور ،بيض البط33ون ،س33ود الح33دق ،عليه33ا من فقال الحسن قد يا أبا ال ّ
صمصام قال نعم؛ فقال س33لّمطرائف اليمن و نقط الحجاز ،و رجع إلى عل ّى عليه السّالم ،فقال له استوفيت حقّك يا أبا ال ّ
الوثيقة ،فسلّمها إليه ،فخرقها.
صخرة قبل أن يخلق هّللا تعالى ناقة ص33الح
ان هّللا تعالى خلق هذا النّوق فى هذه ال ّ
ث ّم قال هكذا أخبرنى أخى و أبن ع ّمى ّ
بالفى عام ،فقال المنافقون هذا من سحر عل ّي قليل.
و من جملة ما نقله أيضا فى كتابه المرق33وم هى الحكاي33ة الغريب33ة المنبئ33ة عن أعجب كرام33ة لب33اب مدين33ة العل33وم .و ق33د
أسندها فيه عن ال ّشيخ الثّقة الفاضل الغطريف أبى -عبد هّللا جعفر بن مح ّمد ال ّدوريستى -المتق ّدم ذكره ال ّشريف -أنّه ق33ال
حضرت بغداد فى
ص271 :
سنة إح3دى و أربعم33أة فى مجلس المفي33د أبى عب3د هّللا -رض3ى هّللا عن3ه -فج3اءه عل3وّى و س3أله عن تأوي3ل رؤي33ا رآه3ا،
فاجابها ،فقال أطال هّللا بقاء سيّدنا أقرأت علم التّاويل؟ قال أنّى قد بقيت فى هذا العلم م ّدة ،و لى كتب ج ّمة فى هذا العلم،
ث ّم قال خذ القرطاس و اكتب ما أملى عليك فقال :كان ببغداد رجل عالم من أصحاب ال ّشافعى ،و كان له كتب كث33يرة ،و
لم يكن له ولد ،فل ّما حضرته الوفاة دعى رجال يقال له جعفر ال ّدقاق و أوصى إليه ،و ق33ال إذا ف33رغت من دف33نى ف33اذهب
بكتبى إلى سوق الفروش و بعها ،و اصرف ما حصل من ثمنها فى وجوه المصالح الّتى فصّلتها ،و سلّم إليه التّفصيل.
ث ّم نودى فى البلد من أراد أن يشترى الكتب فليحضر المكان الفالنّى؛ فانّه يباع فيه الكتب من ترك33ة فالن ،ف33ذهبت إلي33ه
ال بتاع كتبا و قد اجتمع هن3اك خل3ق كث33ير ،و من اش3ترى ش33يئا من كتب33ه كتب علي3ه جعف33ر الّ 3دقاق للوصّ 3ى ثمن33ه و ق33د
اشتريت منها أربعة كتب فى علم التّعبير و كتبت ثمنها على نفسى و هو يشترط عل ّى و على من يبت33اع توفي33ة الثمن فى
األسبوع ،فل ّما هممت بالقيام قال لى جعفر مكانك؛ يا ش33يخ ،فانّ33ه ج33رى على ي33دى أم33ر ال أذك33ره إاّل ل33ك؛ فانّ33ه لنص33رة
مذهبك.
ث ّم قال لى أنّه كان لى رفيق يتعلّم معى ،و كان فى محلة باب البصرة رجل يروي األحاديث و النّاس يسمعون منه يقال
له :أبو عبد هّللا المح ّدث ،و كنت و رفيقى نذهب إليه برهة من ال ّزمان ،و نكتب عنه األح3اديث ،و كلّم3ا أملي ح3ديثا من
فضائل أهل البيت عليهم السّالم ،طعن فيه و فى راويه ،حتّى كان يوما من األيّ33ام ،ف33املى فى فض33ائل البت33ول ال ّزه33راء
عليها السّالم.
ال ينبغى لنا أن نأتى هذا الرّجل؛ فانّه رجل ال دين له و ال ديانة ،و انه ال يزال يط33ول لس33انه فى عل ّى و فاطم33ة عليهم33ا
السّالم ،و هذا ليس بمذهب المسلمين ،فقال رفيقى أنك
ص272 :
لصادق؛ فمن حقّنا أن نذهب إلى غيره و ال نعود إليه ،فرأيت من اللّيلة كانّى أمشى إلى المسجد الجامع ،ف33التفت ف3رأيت
أبا عبد هّللا المح ّدث و رأيت أمير المؤمنين (ع) راكبا حمارا مصريّا يمشى إلى المسجد الجامع فقلت فى نفس33ى واوياله
أخاف أن يضرب عنقه بسيفه.
فل ّما قرب منه ضرب بقضيبه عينه اليمنى؛ و ق33ال ل33ه ي33ا ملع33ون لم تس3بّنى و فاطم33ة ،فوض33ع المحّ 3دث ي33ده على عين33ه
اليمنى ،و قال ا ّو ه أعميتنى ،فقال جعفر ،فانتبهت و هممت أن أذهب إلى رفيقى ،و أحكى له ما رأيت فاذا هو قد جاءنى
متغيّر اللّون ،فقال أال تدرى ما وقع؟ فقلت له قل فقال :رأيت البارحة رؤيا فى أبى عبد هّللا المح ّدث ف33ذكر ،و ك33ان كم33ا
ذكرته من غير زيادة و ال نقصان ،فقلت له و أنا رأيت مثل ذلك ،فكنت هممت باتيانك ألذك33ر ل33ك ف33اذهب بن33ا اآلن م33ع
المصحف نحلف له إنّا رأينا ذلك و لم نتواطاء عليه ،و ننصح له ليرجع عن هذا اإلعتقاد ،فقمنا و مش33ينا إلى ب33اب داره
فاذا الباب مغلق ،فقر عنا ،فجائت جارية و ق3الت :ال يمكن أن ي3رى االن و رجعت ،ث ّم قرعن3ا الب3اب ثاني3ة ،فج3ائت ،و
قالت :ال يمكن ذلك؛ فقلنا ما وقع له؟ فقالت أنّه قد وضع يده على عينه و يص33يح من نص33ف اللّي33ل و يق33ولّ :
ان عل ّى بن
أبى طالب قد أعمانى ،و يستغيث من وجع العين ،فقلنا لها إفتحى الباب ،فانّا قد جئناه لهذا األمر ،ففتحت فدخلنا فرأين33اه
على اقبح هيئة ،و يس33تغيث و يق33ول م33ا لى و لعلى بن أبى ط33الب ،م33ا فعلت ب33ه ،فانّ33ه ق33د ض33رب بقض33يب على عي33نى
البارحة و أعمانى ،قال جعفر فذكر ناله ما رأينا فى المنام ،و قلنا له إرج33ع عن اعتق33ادك الّ33ذى أنت علي33ه ،و ال تط33ول
لسانك فيه ،قال ال جزاكم هّللا خيرا لو كان عل ّى بن أبى طالب أعمى عي33نى األخ3رى لم33ا قدمت33ه على أبى بك3ر و عم33ر،
فقمنا من عنده و قلنا ليس فى هذا الرجل خير ،ثم رجعنا اليه بعد ثالثة أيّام لنعلم حاله ،فل ّم33ا دخلن33ا علي33ه وج33دناه أعمى
بالعين االخرى فقلنا له أما تتغيّر ،فقال ال و هّللا ال أرجع عن هذا اإلعتقاد فليفعل عل ّى -بن أبى ط33الب م33ا أراد ،فقمن33ا و
رجعنا.
ّ
تعص 3با على عل ّى بن أبى ث ّم عدنا إليه بعد أسبوع لنعلم إلى ما وصل حاله ،فقيل لنا :قد دفنّاه ،و ارت ّد ابنه و لحق بالرّوم
طالب ،فرجعنا و قرأنا :فقطع دابر القوم الذين
ص273 :
ظلموا و الحمد هّلل ربّ العالمين و قد نقلت ذلك من النسخة الّتى انتس33خها ال ّدوريس33تى بخطّ33ه ،و نقله33ا إلى الفارس3يّة فى
سنة ثالث و سبعين و أربعمأة ،و نحن نقلناها إلى العربيّة من الفارسيّة ثانية ببل33دة كاش33ان ،و هّللا الموفّ33ق فى مث33ل ه33ذه
السنّة سنة ستّين و خمسمأة إنتهى كالمه.
و ل ّم ا كان من المشهور المحتمل كونه من كلمات شفاء المبعث ،قولهم م33ا من أم33ر تث33نى إاّل و ق33د تثلّت ،حتّى علين33ا ان
نتّ بع ما اسمعناك من الحديث الحكاية بحكاية أخرى ،توجب لك سرورا بال نهاية ،من عظم ما فيها من الكرامة ،و االية
الهل بيت العصمة و الهداية؛ و هى ما ذكره أيضا صاحب التّرجم33ة فى كتاب33ه «الث33اقب فى المن33اقب» عن33د بلوغ33ه إلى
شرح مناقب موالنا الرّضا سالم هّللا الملك العزيز الغالب ،و بيان ما أصدره من األمور الغرائب ،و أظهره من الرّموز
العجائب فقال و أعجب من جميع ما ذكرنا ما شهدناه فى زماننا؛ و هو أن أنوشروان المجوس ّى األصفهانى كان بمنزلة
عند خوارزمشاه فارسله رسوال إلى حضرة السلطان سنجر بن ملكشاه ،و كان به برص فاحش ،و كان يهاب أن ي33دخل
على السّلطان ،ل ّما عرف من نفور الطّبايع منه ،فل ّم33ا وص33ل إلى حض33رة الرّض33ا علي33ه ّ
الس3الم بط33وس ،ق33ال ل33ه بعض
النّاس :لو دخلت قبّته و زرته و تض ّرعت حول قبره و تشفعّت إلى هّللا سبحانه به أجابك إليه و أزال ذل33ك عن33ك ،فق33ال:
إنّى رجل ذم ّى ،و لع ّل خدم المشهد يمنعوبى من ال ّدخول فى حضرته ،فقيل ل33ه غيّ33ر زيّ33ك و أدخله33ا من حيث ال يطلّ33ع
على حالك أحد ،ففعل و استجار بقبره ،و تض ّرع فى ال ّدعاء ،و ابتهل و جعله وسيلة إلى هّللا تعالي ،فل ّما خرج نظر إلى
يده فلم ير فيها أثر البرص ،ثم نزع ثوبه و تفقّد بدنه ،فلم يجد به أثرا ،فغشى عليه و أسلم و حسن إس33المه ،و ق33د جع33ل
للقبر شبه صندوق من الف ّ
ض ة ،و أنفق عليه ماال و هذا مشهور شايع رآه خلق كثير من أهل خراسان.
ص274 :
مآثره و مستطرفاته ،و إن ظهر بعد ما ز بر لك من التفصيل و التّفسير ،انّ3ه رج33ل جلي33ل كب33ير من بيت جلي3ل ،و ليس
يمكن عن ج ّل محامده التحبير و التّعبير ،و ال ينبّئك إنشاء هّللا مثل خبير.
120
584الحبر الكامل المحقق العالمة فخر الملة و الدين ابو عبد هّللا محمد بن احمد بن ادريس الحلى العجلى
صاحب كتاب «السّرائر الحاوى لتحرير الفتاوى» و ذكره ال ّشيخ منتجب ال ّدين القم ّى فيما نق33ل ص33احب «ام33ل االم33ل»
عن كتاب فهرسته بعنوان :ال ّشيخ مح ّمد بن إدريس العجلّى شاهدته بحلّة ناسبا إيّاه إلى الج ّددون األب ،كم33ا فعل33ه بعض
األجلّة مع زيادة قوله بعد التّرجمة :له تصانيف منها كتاب «السّرائر» شاهدته بحلّة.
و قال شيخنا سديد ال ّدين الحمص ّى ،هو مخلط ال يعتمد على تصنيفه.
و زاد على ما ذكره شيخنا المنتجب صاحب «األمل» فقال :و قد أثنى عليه علماؤنا المتأ ّخرون ،و اعتم3دوا على كتاب3ه
و على ما رواه فى آخره من كتب المتق ّدمين و أصولهم يروي عن خاله أبى عل ّى الطّوسى بواس3طة و غ3ير واس33طة ،و
عن ج ّده أل ّمه أبي جعفر الطوسى و ا ّم ا ّمه بنت المسعود و ّرام ،و كانت فاضلة صالحة.
و نقل السيّد مصطفى عن ابن داود :أنّه كان شيخ الفقهاء بالحلّة ،متقنا للعلوم ،كثير التّصانيف ،لكنّه أعرض عن أخبار
أهل البيت عليهم السّالم بالكليّة ،و أنّه ذكره فى
)*( 120له ترجمة فى :امل اآلمل ،243 :2بحار االنوار ،278 :105تأسيس الشيعة .305
تنقيح المقال ،77 :2تهذيب 3التهذيب 31 :9جامع الرواة ،65 .2الذريعة ،15512رجال ابن داود ،498ريحانة االدب ،377 :3فوائد الرضوية ،385
الكنى و االلقاب ،210 3:1لسان الميزان ،65 3:5لؤلؤة البحرين ،276مجالس المؤمنين ،569 3:1المستدرك ،481 3:3معجم االلقاب ،308 3:4المقابس
19منتهى المقال 260نامه دانشوران ،395 :1نقد الرجال 291الوافى بالوفيات .183 :2
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل اآلمل ،243 :2بحار االنوار ،278 :105تأسيس الشيعة .305
تنقيح المقال ،77 3:2تهذيب التهذيب 31 3:9جامع ال33رواة ،65 3.2الذريع33ة ،15512رج33ال ابن داود ،498ريحان33ة
االدب ،377 3:3فوائد الرضوية ،385الكنى و االلقاب ،210 3:1لسان الميزان ،65 3:5لؤلؤة البحرين ،276مجالس
المؤمنين ،569 3 :1المستدرك ،481 3 :3معجم االلقاب ،308 3 :4المقابس 19منتهى المقال 260نامه دانش33وران :1
،395نقد الرجال 291الوافى بالوفيات .183 :2
ص275 :
قسم الضعفآء.
و من مؤلّفاته «السّرائر الحاوى لتحرير الفتاوى» و هو الّذى تق ّدم ذكره و له أيضا كتاب «التعليقات» و ه33و ح33واش و
إيرادات على التبيان لشيخنا الطّوسى رحمه هّللا ،شاهدته بخطه فى فارس ،و قد ذكر أقواله العاّل مة و غيره من علمائن33ا
فى كتب اإلستدالل ،و قبلوا أكثرها.121
ث ّم زاد على ما ذكره صاحب «األمل» صاحب «اللّؤلؤة» فقال عن33د بل33وغ كالم33ه إلى ذك33ر ّ
الش3يخ نجيب الّ 3دين بن نم33ا
الحلى؛ شيخ رواية موالنا المحقّق على اإلطالق ،و هذا ال ّشيخ أعنى مح ّمد بن نم33ا ي33روى عن ّ
الش3يخ مح ّم33د بن إدريس
العجلّى الحلّى.
و هذا ال ّشيخ كان فقيها أصوليّا بحتا و مجتهدا صرفا ،و هو أ ّول من فتح باب الطّعن على ال ّشيخ ،و إاّل فك ّل من كان فى
ان المحقّق و العاّل مة بعده أكثرا من الّ 33ر ّد
عصر ال ّشيخ أو من بعده إنّما كان يحذو حذوه غالبا إلى انتهت النّوبة إليه ،ث ّم ّ
عليه و الطعن فيه ،و فى أقواله ،و التّشنيع علي3ه غاي3ة التّش3نيع ،و ق3د طعن في3ه أيض3ا الفاض3ل الكام3ل العاّل م3ة ّ
الش3يخ
محمود المحصّى ،و قال :إنّه مخلط :قال فى كتاب «امل اآلمل».
ث ّم انّه نقل عبارة صاحب «األمل» بطولها ،إلى آخر ما نقلناها عنه رحمه هّللا ؛ فقال إلى هن33ا م33ا ذك33ره فى كت33اب «ام33ل
إن فضل الرّجل المذكور ،و عل ّو منزلته فى هذه الطّائفة ،م ّما ال ينكر ،و غلطه فى مس33ألة من اآلمل» أقول :و التّحقيق ّ
الفن ال يستلزم الطّعن عليه بما ذكره المحقّق -المتق ّدم ذكره -و كم لمثله من األغالط الواضحة،
مسائل ّ
ص276 :
و ال سيّما فى مث3ل ه3ذه المس3ألة ،و هى مس3ألة العم3ل بخ3بر الواح3د ،و جمل3ة من ت3أ ّخر عن3ه من الفض3الء ،حتّى مث3ل
المحقّق و العاّل مة ،اللّذين هما أصل الطّعن عليه قد اختار و العمل بكثير من أقواله.
و قد ذكره شيخنا ال ّشهيد الثّانى فى إجازته فقال :و مرويّات ال ّشيخ اإلمام العاّل مة المحقق فخر ال ّدين أبى عب33د هّللا مح ّم33د
بن إدريس العجلّى.
و قال الشهيد األ ّول فى إجازته ،و عن ابن نما ،و السيّد فخار مصنّفات اإلم33ام العاّل م33ة ش33يخ العلم33اء ،رئيس الم33ذهب،
فخر ال ّدين أبو عبد هّللا مح ّمد بن إدريس -رضى هّللا عنه انتهى.
و له كتاب يشتمل على جملة من أجوبة مسائل قد سئل عنه3ا؛ و ه3و عن3دى اع33ارة من بعض اإلخ3وان ،و ك33ذلك كت33اب
«السّرائر» بتمامه ،و بالجملة ففضل ال ّرجل المذكور ،و نبله فى هذه الطّائف33ة أش33هر من أن ينك33ر المنص33ف و إن تف33رد
ببعض األق33وال الظّ33اهرة البطالن ل33ذوى األفه33ام و األذه33ان ،و مثل33ه فى ذل33ك غ33ير عزي33ز كم33ا ال يخفى على النّ33اظر
المنصف.
ضعفا ،مع نقله عنه أوّال :انّهإن ما نقله فى كتاب «امل اآلمل» عن السيّد مصطفى ،من أنّه ذكره ابن داود في قسم ال ّ ث ّم ّ
قال فى كتابه انّه كان شيخ الفقهاء فى الحلّة ،متقن33ا للعل33وم كث33ير التّص33انيف ،ال يخل33و من ت33دافع ،فّ 3
3ان وص33فه بم33ا ذك33ر
ي33وجب دخول33ه فى قس33م المم33دوحين ال ّ
الض 3عفآء ،و أغ33رب من ذل33ك قول33ه بع33د :و لم أج33ده فى كت33اب ابن داود ال فى
الممدوحين و ال فى المذمومين إلى اآلخر ،مع ّ
ان الميرزا مح ّم33د ص33احب الرّج33ال ق33د نق33ل عن ابن داود عب33ارة الم33دح
المذكورة ،و هى قوله :كان شيخ الفقهاء إلى آخرها فليتأ ّمل 122انتهى كالم صاحب «اللّؤلؤة».
و قال رحمه هّللا أيضا عند ع ّده لسيّدينا السندين الحسنين رض ّى ال ّدين عل ّى ،و جمال ال ّ 3دين أحم33د إب33نى ط33اوس الحليّيّن
من جملة مشايخ موالنا العاّل مة أعلى هّللا مقامه ،و هما أخوان من أ ّم و أب ،و أ ّمهما على م33ا ذك33ره بعض علمائن33ا بنت
ال ّشيخ مسعود الورّام
______________________________
( )1لؤلؤة البحرين :279
ص277 :
أقول :و يؤيّده تصريح السيّد رض ّى ال ّدين -رضى هّللا عنه عند ذكر ال ّشيخ الطّوس ّى بلفظ «ج ّدى» و كذا عند ذكر ال ّشيخ
ورّام بلفظ «ج ّدى» و هو أكثر كثير فى كالمه كما ال يخفى على من وقف عليه.
صفا فى ذكر أهل اإلجتباء و األصطفاء» بعد التّرجمة له بعنوان مح ّمد بن إدريس ،فخر هذا و قال صاحب «صحيفة ال ّ
ال ّدين أبو عبد هّللا العجلى الحلّى نسب إلى ج ّده ألنه ابن أحمد بن إدريس ،كان شيخ الفقهآء بالحلّة متقنا فى العل33وم كث33ير
التّصانيف له كتب أشهرها كتاب «السّرائر الحاوى لتحرير الفتاوى» يروي عن خاله ال ّشيخ أبى عل ّى الطّوس33ى ،و عن
ج ّده ألمه ال ّشيخ الطوسى ،و عن أ ّم أ ّمه بنت ال ّشيخ مسعود بن ورّام ،و عرب ّى بن مسافر العب33ادىّ ،و الحس33ن بن رطب33ة
السّوداوى؛ و أبى المكارم حمزة الحسينى.
و يروي عنه ال ّشيخ جعفر بن نما ،و ابن ابنه مح ّمد بن نما؛ و السيّد ف ّخار بن معد إلى أن قال بعد نقل33ه بعض العب33ارات
المتق ّدمة أقول :هو أ ّول من خالف قدماء األصحاب و قال بكون أخبار الطّائفة جلّها آح33ادا ،و م33ع ذل33ك لم يج33وز العم33ل
بالظن و اكر الطّعن على ج ّده شيخ الطّائفة ،و أكثر عليه العاّل مة الحلّى فى الطّعن ،و عبّر عن33ه ّ
بالش 3ابّ الم33ترف عفى ّ
هّللا عنه.
و ق33ال ص33احب «منتهى المق33ال» مح ّم33د بن إدريس العجلّى الحلى ،ك33ان ش33يخ الفقه33اء بالحلّ33ة ،متقن33ا فى العل33وم كث33ير
التّصانيف« ،د» يعنى كذا فى «رجال ابن داود» إلى ان قال و فيه بعد م33ا ذك33ر :لكنّ33ه أع33رض عن أخب33ار أه33ل ال33بيت
فان الطّعن فى هذا الفاضل الجلي33ل عليهم السّالم بالكليّة ،و ال يخفى ما فيه من الجزاف ،و عدم سلوك سبيل اإلنصافّ ،
سيّما و اإلعتذار بهذا التّعليل فيه ما فيه.
أ ّما أوّال ّ
فألن عمله بأكثر كثير من األخبار م ّما ال يقبل اإلستتار سيّما ما
ص278 :
فألن عدم العمل بأخبار اآلحاد ليس من متف ّرداته ،بل ذهب إليه جملة من جلة األصحاب كعلم اله33دى؛ و ابن و أ ّما ثانيا ّ
زهرة؛ و ابن قبّة ،و غيرهم ،فلو كان ذلك موجبا للتّضعيف لوجب تضعيفهم أجمع ،و فيه ما في33ه إلى أن ق33ال بع33د نقل33ه
أيضا بعض العبارات المتق ّدمة ث ّم أنّه م ّما اشتهر فى هذه األزمنة أنّ33ه ق33دس س3رّه ت33وفّى ش33ابا لم يبل33غ خمس33ا و عش33رين
سنة ،و ربّما يقولون أنّه طاب ثراه إلساءة األدب فى عبائره بالنّسبة إلى شيخ الطّائفة -قّ 3دس س3رّه ب3تر عم33رة ،و الّ33ذى
الش3يخ اإلم33ام اب33و عب33د هّللا مح ّم33د بن إدريس األم33ام ّى العجل ّى رأيته فى «البحار» من ّ
خط ال ّشهيد رحمه هّللا هكذا :ق33ال ّ
بلغت الحلم سنه ثمان و خمسين و خمسمأة و توفّى إلى رحمة هّللا و رضوانه ،سنة ثمان و سبعين و خمسمأة انتهى.
و على هذا يكون عمره خمسا و ثالثين سنة ،بل فى ال ّرسالة المشهورة للكفعمى رحمه هّللا فى وفيات العلماء رض3ى هّللا
عنه بعد ذكر تاريخ بلوغه كما ذكر ،قال؟ وجد بخطّ ولده صالح توفّى والدى مح ّم33د بن إدريس رحم33ه هّللا ي33وم الجمع33ة
وقت الظهر ثامن عشر ش ّو ال سنة ثمان و تسعين و خمسمأة ،فيكون عمره تقريبا خمسة و خمسين سنة انتهى فتتّبع.
أقول و فى تاريخ وفاة شيخنا الطّوسى رحمه هّللا تدافع كلّى مع تاريخ وفاة هذا ال ّشيخ؛ فضال إذا كانت فى أيّ33ام ش33بابه و
خصوصا بعد فرض سبطيّته لل ّشيخ كما عرفتها من كالم صاحب «اللّؤل33ؤة» و ال س3يّما بع33د مالحظ33ة روايت33ه عن33ه بال
الش3يخ الّ33تى هى فى مرتب33ةواسطة بل معها أيضا ،كما قد عرفتهما من كلمات بعض آخر و كذلك الكالم فى ك33ون بنت ّ
األموته لهذا الرّجل فى بيت ال33ورّام ابن أبى ف3راس ،المتقّ 3دم إلي33ه اإلش3ارة من كالم ص3احب «اللؤل3ؤة» م3ع ّ
أن ال33ورّام
المذكور كان من تالمذة ال ّشيخ محمود الحمصى الواق3ع فى درج33ة المقابل3ة له3ذا الرّج3ل و المت3أ ّخر عن33ه قليال ،كم3ا ق3د
عرفته أيضا ،و عليه فليحمل أحد هذه النّسب الخالية عن العلم المطبوع أو المكتسب على خلط فى بعض م33ا ذك33ر فيه33ا
من
ص279 :
الدرجات و الرتب او خبط بالنّسبة الى ما وقع فيها من أس33ماء الجّ 3د و األب أو غ33ير ذل33ك من األم33ر المحتم33ل فى مق33ام
الجمع بين منافيات هذه الجم3ل فليتا ّم3ل و ال يغف3ل حتّى يس3هل إنش3اء هّللا تع3الى ني3ل الرّج3آء و األم3ل لمن أراد العلم و
العمل.
إن فى جملة من ذكر هذا ال ّشيخ الجليل ،على سبيل التّوثي33ق و التّبجي33ل ،ه33و سّ 3مينا العاّل م33ة المجلس33ى رحم33ه هّللا فى
ث ّم ّ
للش3يخ الفاض33ل الثّق33ة العاّل م33ة مح ّم33د بن
«الس3رائر» ّ
ّ مق ّدمات «البحار» فانّه قال عند ع ّده للكتب المأخوذ منها و كت33اب
إدريس الحلى فانّ33ه أورد فى آخ33ر ذل33ك الكت33اب باب33ا مش33تمال على األخب33ار و ذك33ر انّى أس33تطرفته من كتب المش33يخة
المصنّفين؛ و الرّواة المح ّ
ص لين ،و يذكر اسم صاحب الكتاب ،و يورد بعده األخبار المنتزعة من كتابه.
و قال أيضا فى مقام آخر و كتاب «السّرائر» ال يخفى الوثوق عليه و على مؤلّفه و على أصحاب البصائر.
و قال صاحب الوسائل أيضا فى مقام عد الكتب المنتزعة منها كتاب «السرائر» تأليف ال ّشيخ الجلي3ل محم3د بن إدريس
الحل ّى ،فانه ذكر فى آخره أحاديث كثيرة من أصول القدمآء و قال فى مقام ذكر أس33ناده إلى الكتب الم33ذكورة ،و ن33روي
كتاب «السرائر» إلبن إدريس باألسناد السّابق عن السيّد فخار بن معد الموسوى ،عن ال ّشيخ محمد بن إدريس الحل ّى.
أقول و الفرق بين هذا الرّجل فى قوله تبعا لسيّدنا المرتضى و ابنى زهرة و قبة ،كما مضي ّ
بأن العلم معت33بر فى ط3رق
أحاديث ائمة الهدى ،و لو فى زمن الغيبة الك33برى ،و ّ
إن خ33بر الواح33د و إن ك33ان من مقول33ة ص33حيحا األعلى ال ي33وجب
ق شيئا و بين جماعة الظّاهريّة األخباريّة الم33دعين لقط33ع
الظن ال يغنى من الح ّ
ّ علما و عمال ،لكون بنائه على الظن ،و
بصدور جميع األحاديث المرويّة فى كتب اإلماميّة ،أنه رحمه هّللا ال يعمل بما نعم33ل ب33ه من المعت33برات ،و هم يعمل33ون
بما ال نعمل به من الضعاف الغير المنجبرات.
ص280 :
و نزاعن33ا م33ع الط33ائفتين فى أم33ر كل ّى و مطلب علم ّى عقل ّى معن33وى أص33ولى بخالف ن33زاع إح33ديهما م33ع األخ33رى ،و
نزاعهم3ا معن3ا فى ص3غرى مقّ 3دميتهما دون الك3برى ،فأنّ3ه فى أم3ر ج3زئ ّى ،و موض3وع حسّ 3ي ب3ديهى ،ه3و على أه3ل
اإلنصاف غير خف ّى ،و لقد أشبعنا الكالم مع الطّ33ائفتين ،و خصوص33ا الثّاني33ة منه33ا فى مقام33ات ش33تى من كتابن3ا ه3ذا ،و
سوف تأتى اإلشارة إنشاء هّللا إلى ما بقى من اإلنكار على سبكهم و سياقهم و األس3فار عن وج3وه كث3يرة الع ّى و الغ ّى و
المدالسة فى أسواقهم فى ذيل تراجم من بقى من أعاظم مؤلّفيهم.
و ل ّما تبلغ النّوبة إلى تفصيل المقالة فيهم و تجويل العمالة ال ّشديدة على أذيال فيا فيهم و إن كفان3ا مؤن3ة التّعب فى أمث3ال
هذه المعانى ،موالنا المر ّوج البهبهانى ،بلغه هّللا غاية االمانى؛ فى كتاب فوائده العتيق و الجدي33د بم33ا ال مزي33د علي33ه من
التّشيي ّد و التّشديد و د ّ
ق مفارق ك ّل مفارق لطريقة االجتهاد الصّحيح السّديد ،بمقامع من حديد و ّ
إن فى ذلك لذكرى لمن
كان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد.
قلت :ما أقول ذلك إاّل من جهة تواتر هذه النّسبة إليه فى مصنّفات األوائل و األواخر مضافا إلى ما وق33ع علي33ه تص33ريح
نفسه فى مفتتح كتاب «السّرائر» فانّه رحمه هّللا قال فيما قد نقل عنه بعد ذكره لألدلّة الشرعيّة :هذه الطّرق توص33ل إلى
العلم بجميع األحكام ال ّشرعيّة فى جميع مسائل الفقه ،فيجب اإلعتم33اد عليه33ا و التّمس33ك به33ا ،فمن تنك33ر عنه33ا عس33ف و
خبط خبط عشواء و فارق قوله من المذهب.
ص281 :
إلى أن قال :فقد قال السيّد المرتضى -رضي هّللا عنه -و ذكر فى جواب المسائل الموص33ليّات الثّاني33ة الفقهيّ33ة فق33ال إعلم
أنّه ال ب ّد فى أحكام الشرعية من طريق يوص3ل إلى العلم به3ا إلنّ3ا م3تى لم نعلم الحكم و نقط3ع ب3العلم على أنّ3ه مص3لحة
ألن اإلقدام على ما ال نأمن من كونه فسادا أو قبيحا كاإلقدام على ما ال نقطع ج ّوزنا كونه مفسدة فيقبح اإلقدام منّا عليهّ ،
على كونه فسادا ،و لهذه الجملة أبطلنا أن يكون القياس فى الش33ريعة الّ33تى ال ي33ذهب مخالفون33ا إلي33ه طريق33ا إلى األحك33ام
تظن بحم33ل الف33رع فى التّح3ريم على أص33ل الظن و ال يفض33ى إلى العلم ،األت33رى ّ ّ ال ّشرعيّة من حيث كان القياس يوجب
مح ّرم بنسبته تجمع بينهما انّه محرم مثل أصله ،و ال نعلم من حيث ظننّ33ا أنّ33ه يش33به المح3رّم أنّ33ه مح3رّم و ل33ذلك أبطلن33ا
العمل فى ال ّش ريعة بأخبار االحاد ،ألنها ال توجب و علما عمال و أوجبنا أن يكون العمل تابعا للعلم ّ
ألن خبر الواح33د إذا
ف33ان الظّن ال
كان عدال فغاية ما يقتضيه الظن بصدقه ،و من ظننت صدقه يجوز أن يكون كاذبا و إن ظنت به الصّدقّ ،
يمنع من التّجويز ،فعاد األمر فى العمل بأخبار االحاد إلى أنّه إقدام على ما ال نأمن كونه فسادا و غير ص33الح ،ق33ال :و
قد تجاوز قوم من شيوخنا رحمهم هّللا فى إبطال القي33اس فى ّ
الش3ريعة و العم33ل فيه33ا بأخب33ار اآلح33اد» إلى أن ق33الوا :انّ33ه
يستحيل من طريق العقول العبادة بالقياس فى األحكام و أحالو أيضا من طريق العقول العبادة بالعمل بأخبار اآلح33اد ،و
أن العمل يجب أن يكون تابعا للعلم و إذا كان غير متيقّن فى القياس و أخبار اآلحاد لم تجزه العب33ادة بهم33ا و عوّلوا على ّ
ص حيح هو غير هذا ألن العقل ال يمنع من العبادة بالقياس و العم33ل بخ33بر الواح3د و ل33و تعبّ33د هّللا تع33الى ب3ذلك
المذهب ال ّ
ألن عبادته تعالى بذلك يوجب العلم الّذى ال ب ّد أن يكون العمل تابعا له؛ فانّه ال ف33رق بين
لساغ و لدخل فى باب الصّحة ّ
أن يقول صلّى هّللا عليه و اله و سلّم قد ح ّر م عليكم كذا و كذا فاجتنبوه و بين أن يقول إذا أخ33بركم عنّى مخ33بر ل33ه ص33فة
العدالة -بتحريمه فحرّموه ،فى صحّة الطّريق
ص282 :
إلى العلم بتحريمه و كذلك إذا ق3ال ل3و غلب فى ظنّكم ش3به لبعض الف3روع ببعض االص3ول فى ص3فة يقتض3ى التح3ريم
فحرموه فقد حرمته عليكم لكان هذا ايضا طريقا إلى العلم بتحريمه و ارتفاع ال ّشك و التّج33ويز ،فليس متن33اول العلم هن33ا
ّ
الظن هيهنا هو صدق ال ّراوى إذا كان واحدا ،و متناول العلم ّ
الظن على ما يعتضده قوم ال يتأ ّملون ،ألن متناول متناول
هو تحريم الفعل المخصوص الّذى تض ّمنه الخبر و ما علمناه غير ما ظننّاه.
و كذلك فى القياس متناول الظّن شبه الفرع باألصل فى علّة التحريم و متناول العلم كون الفرع محرّما و إنّما منعنا من
ألن هّللا تعالى ما تعبّد بهما و ال نصب دليال
القياس فى ال ّش ريعة و أخبار اآلحاد مع تجويز العبادة بها من طريق العقول ّ
عليهما و من هذا الوجه أطرحنا العمل بهما و نفينا كونهما طريقين إلى التّحريم و التّحليل
إلى أن قال بعد نقل كالم طويل من السيّد رحمه هّللا هنا آخر كالم المرتضى رحمه هّللا حرفا حرفا قال مح ّمد بن إدريس
فعلى األدلة المتق ّدمة أعمل و بها أخذ و أفتى و بها أدين هّللا تعالى و ال ألتفت إلى سواد مسطور و ق33ول بعي33د عن الحّ 3
ق
مهجور ،و ال أقلّد إاّل ال ّدليل الواضح -و البرهان الاّل ئح ،و ال أعرج إلى اخبار اآلحاد فهل ه33دم إإلس33الم إاّل هى و ه33ذه
المتق ّد مة أيضا من جملة بواعثى على وضع كتابى هذا ليكون قائما بنفسه؛ و مقدما فى جنس33ه ،و ليغ33نى النّ33اظر في33ه إذا
كان له أدنى طبع عن أن يقرء على مرقومه 123و إن كان ألفواه ال ّرجال معنى ال يوصل إليه من اكثر الكت33اب فى أك33ثر
األحوال انتهى.124
)1 ( 123فى السرائر :اذا كان له ادنى طبع عن ان يقرء على من فوقه ...
)2 ( 124راجع السرائر الحاوى لتحرير الفتاوى 4 -3
______________________________
( )1فى السرائر :اذا كان له ادنى طبع عن ان يقرء على من فوقه ...
ص283 :
و يحتمل أن يكون نزاع الرّجل و من تق ّدماه فى هذه الطّريقة؛ مع سائر المجتهدين العاملين بالظّنون المخصوصة الّ33تى
الظن الّذى ينكر ه33ذه الثّالث33ة إنم33ا ه33و الحاص33ل من
ّ قامت على حجّية ك ّل منها الدليل القاطع صغرويّا لفظيّا ،بمعنى أن
جهة خبر الواحد بالنّسبة إلى نفس الحكم ال ّشرعى؛ دون الكائن فيما جعله ال ّشارع المق ّدس طريق33ا للحكم من حيث دالل33ة
نفسه إليه ،مع قطع النّظر عن ورود اإلذن فى التّعبّد به ،كما يشهد بذلك تمثيالت سيّدنا األج ّل المرتض33ى -رحم33ه هّللا و
تنظيراته بما ذكر ،و هذا هو الّذى يعترف به سائر المجتهدين منّ33ا أيض33ا و إلي33ه ينظ33ر ق33ولهم :ظنيّ33ة الطّري33ق ال تن33افي
أن خبر الواح33د الّ33ذى ه33و محّ 3ل الكالم ه33ل ه33و من جمل33ة م33ا ق33امقطعيّة الحكم ،و عليه قبول النّزاع بين الطّائفتين إلى ّ
ال ّدليل القاطع على عدم حجيّته ،حتّى ينتهى أمره إلى العلم ب33الحكم ،او ه33و من قبي33ل القياس33ات الظنيّ33ة الّ33تى لم يقم على
حجيّتها الدليل العلمى ،بل قام ال ّدليل على عدم حجيّتها فى مقام إثبات الحكم ال ّشرع ّى،
و لكنّه لما كانت أمثال هذه الثّالثة ،لم يقدروا على إثبات حجيّ33ة ش33ىء من األخب33ار الظنيّ33ة بالّ 3دليل الق33اطع ،مث33ل س33ائر
المجتهدين ،عدلوا على اشتراط العلم فى نفس الخبر ال3ذى ه3و طري3ق إلى الحكم لع3دم انفك3اك العلم ب3الطّريق عن العلم
بالحكم ال محالة ،بخالف العكس كما قد عرفته.
و عليه فال مانع إرادة المشترطين لعلم ،العلم اليقينى الواقعى أيضا دون العادى الّذى يمكن اجتماعه م33ع النّقيض عقال،
تطمئن النفس به من األخبار المو ّدعة فى الكتب األربعة مثال ،كما التج33أ إلى الق33ول
ّ حتّى تشمل الح ّجة عندهم لجميع ما
به بعض األخبارييّن المّ 3دعين للعم33ل ب33العلم فى نفس الطّري33ق ،م33ع انّهم يعمل33ون بم33ا ه33و من أوهن الظن33ون ،و بمثاب33ة
القياسات الباطلة و ما دون ،و ذلك ألن متعلّقى العلم و الظن إذا اختلفا ال تكون ضرورة تدعو إلى التّج ّوز فى لفظ العلم
ّ
الظن أو التّمحل فى المنع عن مطلق
ص284 :
ق ،إاّل ّ
أن هذا اإلعتذار باالحتمال. صبا على غير الح ّ
تع ّ
كما انّه يمكن بالنسبة إلى مقالة هذه الثالثة من المجتهدين ال معنى له ب33النّظر إلى اعتق33اد جماع33ة االخب33ارييّنّ ،
ألن لف3ظ
ّ
الظن. اليقين لو حمل فى كلماتهم على
كما نقل عن تصريح بعض المتأ ّخرين منهم بذلك ،لم يبق بعد ذلك فرق بين المجته33د و األخب33ارى ،من جه33ة ّ
أن الف33رق
بالظن فمن اعترف بالعمل به ،فهو مجتهد،ّ بينهما كما ذكره صاحب «الفوائد» هو نفس اإلجتهاد الّذى هو بمعني العمل
و من ا ّدعى عدمه بل كون عمله على العلم و اليقين فهو أخبارىّ.
و أقول :قدماء أصحابنا األخبارييّن بريئون ع ّما نسبه الفاضل العاّل مة إليهم ،من إنّهم كانوا يعتمدون فى أصول دينهم و
الش3يخ الّ33تى حكاه33ا المحقّ33ق ،و
فروعه على مج ّرد خبر الواحد المظنون العدالة ،و كأنّه وقع فى هذا التّوهم من عب33ارة ّ
الس3الم و تمكنّ3و من أخ3ذ االحك3ام منهم بطري3ق القط3ع و يظن بهؤالء األجاّل ء الّذين أدركوا صحبة األئ ّم33ة عليهم ّ
كيف ّ
اليقين و من استعالم أحوال تلك األحاديث الّتى عملّوا بها و و اعتمدوا عليها فى عقائدهم و أعمالهم ،مثل هذه المساهلة
ال ّشديدة فى دينهم ،و كثيرا ما يقع عن هذا الفاضل و أتباع33ه م33ا ال ينبغي من الّ 3دعاوى من ب3اب الغفل33ة و العجل3ة و قلّ3ة
التّأمل فى أسرار المسألة إلى أن قال:
ص285 :
و من تتبّع أحاديث أصحابنا المتعلّقة باصول ال ّدين و أصول الفقه ،و تتبّع ما فى كتب ال ّرجال من سيرة قدماء أص33حابنا
3أن األخب33ارييّن من أص33حابنا لم يعوّل33وا فى أص33ول الّ 3دين و فروع33ه ،إاّل على األخب33ار
بنظر األخبار و اإلعتبار قطع بّ 3
المرويّ33ة عن االئ ّم33ة عليهم الس33الم ،البالغ33ة ح ّ 3د الت33واتر المعن33وى؛ أو المحفوف33ة بق33رائن ت33وجب العلم بوروده33ا عن
المعصوم ،و خبر الواح3د الخ3الى عن الق3رائن ي3وجب اإلحتي3اط عن3دهم ،و ال ي3وجب اإلفت3اء و القض3اء ألنّ3ه من ب3اب
ال ّشبهات ،و سنذكر وجوه القرائن الموجودة فى زماننا ليعلم ّ
أن زماتهم أولى بذلك من جملتها خبر رج33ل نقط33ع بقرين33ة
المعاشرة أو بدونها انّه ثقة فى ال ّرواية ،و إن كان فاسد المذهب انتهى كالمه.
و بالجملة فجماعة األخباريّة المنكرة فى الحقيق33ة لألم33ور العاديّ33ة ،و المولع33ة فى العص33بيّات الجاهليّ3ه ،و إن ك33انوا فى
ظاهر ما ي ّدعونه موافقين مع هؤالء الثّالثة األعاظم من علماء االماميّة ،فى المنع من العمل بالمظنّ33ة فى نفس األحك33ام
ال ّشرعية الفرعيّة مثل األصوليه ،أاّل أنهم فى مقام الفت33وى غ33ير ع33املين بم33ا ق33الوه ،و فى م33راتب األخ33ذ ب3األقوى على
خالف من وافقوه فيما أحالوه ،حيث انّهم يعملون فى أمثال هذه األزمنة البعيدة عن أنوار العلم و اليقين بك ّل ما يجدون33ه
ضعيفة الواهية ،باصطالح المتقدمين منّا و المتأ ّخرين.
من األخبار ال ّ
و لكن هؤالء النّقدة األثبات ،ال يعلمون إاّل بالمتواترات أو القطعيّات مع كون ذلك فى حقّهم لقرب العهد و قلّة الوس33ائط
ّ
التمس3ك بأخب33ار صديقيات ،و اآلخرون منّا أيضا يشترطون وجود اإلعتبار باإلصطالح فى إمك33ان من المتيسرات و التّ ّ
صراح ،فهم و إن خالفوا األ ّولين فى تسمية ما يعملون به من الخبر بالظّنون ،إاّل أنّهم قد وافقوا أولئك غالبا فىاآلحاد ال ّ
مصاديق ما كانوا به يعملون ،و عملهم طابق متن الواقع ،و الطّريق الواسع ،فيما اعتقده المتق ّدمون منّ33ا و المت33أ ّخرون،
بخالف هذه الجماعة الجماء الجاهلة المغرورة الغير المعذورة ،و المس ّمين لطيب أنفسهم الفخار بالقارورة ،و الم ّ 3دعين
لذوق حالوة السّكر من طبايخ المارورة ،و المسندين إلى أمثال جراب النّورة
ص286 :
طراوة الباكورة.
فان عملهم على خالف ما يقولون و ما يقوله المتقّ 3دمون المؤمن33ون و المت33أ ّخرون فك33أنّهم خ33الفوا جمي33ع علم33آء ّ
الش3يعة ّ
ألن أنفس33هم البائس33ة يمنع33ون أوّال من العم33ل ب33الظّنون ،ث ّم يتش3بّثون فى طري33ق
اإلماميّة؛ فيما كانوا يقولون و يفعل33ونّ ،
المسألة بك ّل نقل موهوم موهون غير معل3وم و ال مظن3ون ،و ح3ديث ض3عيف مطع33ون ،يحّ 3
ق أن يلح3ق القائ3ل بقطعيّ3ة
صدوره بقس3م المجن3ون ،و ال يفرّق3ون بين اآلح3اد و المت3واترات ،و ال بين أح3اديث الثّق3ات يض3عون على العلي3ل اس3م
الصّحيح ،و يقعون على القبيح بقصد الصّبيح يقطعون بقطعيّة ص33دور مث33ل المقط33وع و المرف33وع ،بمحض أن يّ 3دعيها
ناقل الخبر فى كتابه المجموع ،من ك ّل نكر مسموع.
الش3خص ال يك33ون من ق ّ أن قط33ع الغ33ير فى حّ 3لكنّهم ال يقبلون قول الم ّدعى بالنّسبة ،إلى اإلجماع المنقول ،بل يقول33ون ّ
ق مقلّ33ده المتعبّ33د بالعم33ل
األمر المعقول ،و ال يكون من النّقل المقبول ،كما ال يقبل قول القاطع بفتواه فيما أفتاه إاّل فى ح ّ
بما ألقاه ،فهم يالزم إعترافهم هذا مأخوذون ،و من اللّجأ إلى األخ33ذ بغ33ير العلم و ل33و فى نفس الحكم ال يخلص33ون ،و ال
هم ينقذون.
كما انّهم بحسب اعتقاد المانعين عن العمل بأخبار اآلحاد مث33ل ه33ؤالء الثّالث33ة األمج33اد ،خ33ارجون عن دائ33رة الرّش33اد و
السّداد ،و المازجون ال ّد ّر با السبج فى مقام اإلستنباط و اإلجتهاد ،و كذا باعتقاد سائر المجته33دين الع33املين بالمظن33ة فى
زمن انسداد باب العلوم سواء كانوا مطلّعين أو مقيّدين ،بما قام على حجيتّه دليل معلوم ألن العبرة عندهما جميع33ا ّ
بظن
المجتهد فى مقام التّرجيع دون رأى من ال يعتمد على قواعد ق3دمآء علمائن3ا المجته3دين و ال مت3أ ّخريهم فى تمي3يز س3قيم
صحيح ،و تبريز الجميل من ال ّرواة من الجريح ،و كان نقل3ه كمث3ل بقل3ة ال يس3من و ال يغ3نى من ج3وع و
األخبار من ال ّ
نشجه أيضا كمثل نشجه يلبّس على العوام الّذين هم كاألنعام أمر األصول و الفروع.
و حيث قد ظهر ّ
أن الحال بهذا المنوال ،فليظهر أيضا على أهل الرّجال و
ص287 :
أصحاب الفقه و اإلستدالل ّ
إن الخبر بقدر ما يزداد برواية هؤالء الجهالء ،و عن33ايتهم به33ا نح33وال و س33قوطا عن درج33ة
اإلعتناء و االعتداد يزداد برواية مثل صاحب التّرجمة و صاحبيه المنكرين لحجية أخب33ار اآلح33اد س33المة من الفس33اد و
وصوال إلى درجة اإلعتبار و األعتماد ،فضال إذا كان من قبيل مستطرفات «السّرائر» م33أخوذا من االص33ول المعتم33دة
و المواضع المستوثقة ،و حاذيا حذو مراس33يل مث3ل ابن أبي عم33ير المقبول33ة عن33دنا بعلّ3ة انّ3ه ال يرس33ل إاّل عن ثق33ة ،ب3ل
روايات سائر أصحاب اإلجماع الثّمانية عشر ،أعنى الّذين نقل فيهم عن شيخنا الك ّشى إجماع العصابة على تصحيح ما
ألن رواية مثل أولئك مع كون معتقدهم ذلك الّذى أجريناه ببال33ك عن غ33ير من يقطع33ون بص3حّة حديث33ه ،و
يص ّح عنهمّ ،
يحكمون بصدقه فى تحديثه تدليس عظيم ،و إغراء بالجهل ينافى شأنهم الفخيم.
ّ
يتحص3ل ب3ه ن3وع ت3بيّن و عليه فكما ينجبر ضعف السّند عندهم بدخول أح3د من أص3حاب اإلجم3اع فى التّض3اعيف ،أو
للخبر الواحد الضعيف ،فكذا يكتسب الخبر برواية أحد من أولئك النّبالء إيّاه ق ّوة ترتفع بها قصور التزييف.
و لنعم ما قال بعض أهل النصفة من األخباريّة المتأ ّخرة و هو من تالمذة موالنا المجلس ّى رحمه هّللا ،و صاحب رسائل
متف ّرقة فى مسائل متكثّرة ،عند نقله لما ذكره أمينهم اإلسترآبادى فى «فوائده المدنيّة» بهذه العبارة :الفص33ل األولى :فى
إبطال التمسّك باإلستنباطات الظّنيّة فى نفس أحكامه تعالى ،و فيه وجوه:
الظن المتعلّ33ق بنفس أحكام33ه تع33الى ،و التّمس33ك في33ه بّ 3
3الظن ّ األ ّول عدم ظهور دالل33ة قطعيّ33ة على ج33واز اإلعتم33اد على
الص3ريحة فى النّهى عن العم33ل ب33الظّن المتعلّ33ق بنفس يشتمل على دون ظاهر مع أنّه معارض ب33أقوى من33ه من اآلي33ات ّ
الظن المتعلّ33ق ب33االمور العاديّ33ة ،و األم33ور الوجدانيّ33ة ،أو
ّ صحيحة فى ذلك ،و قياسه على أحكامه تعالى ،و الروايات ال ّ
األفعال الصّادرة عنّا أو غيرها من األمور الّ33تى ليس33ت من ب33اب أحكام33ه تع33الى كقيم المتلف33ات؛ و اروش الجناي33ات ،و
إضرار ال ّ
صوم بالمريض ،و عدد
ص288 :
الرّكعات الصّادرة عنّا و تعيين جهة القبلة غير معقول مع ظهور الفارق ،فانّه ل33وال اعتب33ار الظّ ّن فى أمث33ال م33ا ذكرن33اه
الظن فى أحكام هّللا تعالى ال ّدى إلى الحروب و الفتن ،كما هو المشاهد.
ّ للزم الحرج البيّن ،و لو اعتبرنا
أقول ال يخفى اتّفاق ك ّل من األخبارييّن و المجته3دين على العم3ل باخب33ار اآلح33اد الم3أخوذة من األص33ول المعت3برة كم33ا
يستفاد من كالم صاحب «الفوائد» المذكور مرارا و هو م ّدع كون تلك األخبار مفيدة للعلم اليقينّى ،و ما ذكره فى إثباته
الظن ،فكيف بالقطع ،إذ عمدة إستدالله هى شهادة صاحب الكتاب بصحة تلك األحاديث و ال نسلّم ك33ون ّ
الص3حة ّ ال يفيد
الظن و م33ا زاد على الظن غ33ير ث33ابت ،م33ع ّ
ان ّ بمعنى القطع بكونه من المعصوم ،كما م ّر م33رارا ،فم33ا ب33ه اإلتّف33اق ه33و
ّ
الظن قطعا، بالظن إتّفاق ّى ،لكن هو يس ّمى
ّ حجيّة خبر الواحد قطع ّي ،فال دور و ال تمسّك إاّل بما هو مفيد للقطع ،فالعمل
الظن المس33تند إلى اآلراء ال ّزائف33ة الفاس33دة فى مقابل33ة
ّ و اآلي33ات و األخب33ار الدالّ33ة على النّهى عن العم33ل ب33الظّنون ه33و
إن بعض البراهين العقليّة و النّقليّة ،ال الظّ ّن المستند إلى الحجّ3ة ّ
الش3رعيّة ،و يؤيّ3ده التّقيي3د ب3البعض عن3د قول3ه تع3الىّ :
الظن إثم ،و على التّ سليم محمول على ما يعتبر فيه القطع من العقايد ال األعمال ،و لزوم الحرج القائل به فى العاديّ33ات ّ
جار فى األحكام العمليّة أيضا إذا التّكليف باليقين فيها مع انتشارها و كثرتها و عدم وجدان دليل القط3ع على كّ 3ل منه3ا،
ى الوقوع منها ،يوجب الجرح و العسر أيضا ،و اختالف العلماء كائن ال محالة؛ و عدم جواز التّوقّف أيضا فى ضرور ّ
على تقدير العمل باألخبار المحض ايض33ا ال محيص عن33ه ،ألم ت33ر الم تس33مع ذك33ر اختالف الثّق33ات من األخب33ارييّن ،فى
ان الخبر لو يفسد القطع لم يجز وقوع االختالف بين االخباريين ،كما صرّح ّ
الش 3يخ رحم33ه مقبولة عمر بن حنظلة ،مع ّ
هّللا بأن ال يقع التّضا ّدبين الخبرين المتواترة ،و اختالف العلماء فى المس3ائل م3ع ع3دالتهم ال يص3لح ألن يك3ون بمج3رّده
سببا للحروب و الفتن ،إاّل باعتبار ثوران أهل الفساد من بينهم .و ذلك مستند إلى تمكن اهل الفس33اد و ّ
الش 3رور ،و ع33دم
جريان ضابطة العدل بينهم انتهى.
ص289 :
و قد تق ّدمت اإلشارة أيضا إلى بعض مذاهب األخباريّة و خصائصهم الغير المرضيّة و فروقهم المعيّن33ه المتكثّ33رة؛ م33ع
الس3ماهيجى جماعة المجتهدين فى المسائل الفروعيّة و األصوليّة فى ذيل ترجمة أمينهم اإلسترآبادى ،و ال ّشيخ عب33د هّللا ّ
البحرانى ،صاحب «الصّحيفة العلويّة» و غيرها فليراجع.
الشاذ ة المنسوبة إلى ابن ادريس المذكور فهى أيضا كثيرة؛ منها قوله بنجاسة مطلق من ّ و أ ّما الفتاوى النّادرة و االقوال
ق و ال يدين هّللا بمذهب ال ّشيعة اإلماميّة ،و إن وافقه سيّدنا المرتضى أيضا فى الجملة ،و منها قوله بنجاس33ة
ال يعتقد الح ّ
ولد ال ّزنا و إن كان من ال ّشيعة اإلماميّة ظاهرا ،و منها قوله بجواز اإلبت33داء باألس33فل فى مواض33ع الغس33ل من الوض33وء
تبعا للسيّد المرتضى رحمه هّللا أيضا ،و منه3ا قول3ه بوج33وب إخ3راج ّ
الض3يف زك33وة فط3رة نفس33ه ،و إخ3راج المض33يف
زكوته أيضا ،و قوله بعدم اشتراط الفقر فى استحقاق يتامى أوالد هاشم الخمس عمال بظاهر اآلية ،و قوله بعدم إيج33اب
صيام القضاء؛ فضال عن الكفّارة ،و قوله بوجوب النّفقة على ال ّ
صغيرة مع عدم ج33واز وطيه33ا ،و بع33دم تع ّمد القى فى ال ّ
إيجاب وطى الصّغيرة تحريمها المؤبّد ،و قوله بعدم جواز إمتناع المعقود عليه33ا الغ33ير الم33دخول به33ا من تس33ليم نفس33ها
حتّى تقبض مهرها مع إعسار زوجها ،و قوله بالقرعة مع اشتباه المطّلقة من األربع و تزوّج ال ّزوج بالخامسة ،ث ّم موته
قبل تعيين المطلّقة ،إلى غير ذلك من أقواله الضّعيفة و آرائه السّخيفة.
ث ّم ليعلم أنّه كلّما أطلق لفظ الحلّى فى كلمات فقهائنا األمجاد و ال سيّما المت33أ ّخرين منهم فه33و الم33راد ب33ه؛ كم33ا ق33د م3رّت
اإلشارة إليه و إلى سائر مصطلحاتهم فى أعالم علمائنا األعالم ،فى ذيل ترجمة تقى ال ّدين الحلبى.
و أ ّما الحلّى فهى نسبة إلى حلّة بكسر الحاء المهملة ،على وزن ملّة ،فهى بليدة طيّبة جدي33دة البن33اء جميل33ة اله33واء ،جيّ33د
الفضاء ،بأرض عراق العرب ،واقعة على شاطئ الفرات يقول فى وصفها المولى عبد الرحمان الجامى:
إلى آخر ملمعانته المعروفات ،و قد يقال لها الحلة السيفيّة و الحلّ3ة المزيديّ3ة ايض3ا من جه3ة م3ا ذكرن3اه ل3ك فى مب3ادى
ترجمة الحسن بن يوسف بن المطّهّر الملقّب بالعاّل مة الحلّى -على سبيل التّفص3يل ،م3ع س3ائر م3ا يتعلّ3ق به3ذه البلي3دة و
أهلها من األمر الجميل.
585الشيخ رشيد الدين شمس االسالم ابو عبد هّللا محمد بن على بن شهر آشوب بن ابى نصر بن ابى الجيش السروى
125
المازندرانى
كان عالما فاضال ثقة مح ّدثا محقّقا عارفا بال ّرجال و األخبار أديبا شاعرا جامعا للمحاسن ل33ه كتب منه33ا كت33اب «من33اقب
آل أبى طالب» كتاب «مث33الب النّواص33ب» كت33اب «المخ33زون المكن33ون فى عي33ون الفن33ون» كت33اب «اعالم الطّري33ق فى
الح33دود و الحق33ايق» كت33اب «مائ33دة الفائ33دة» كت33اب «المث33ال فى األمث33ال» كت33اب «األس33باب و النّ33زول على م33ذهب آل
ال ّرسول» كتاب «الحاوى» كت33اب «األوص33اف» كت3اب «المنه33اج» و غ33ير ذل33ك ،و ق3د ذك3ر مؤلّفات33ه ه33ذه فى «مع33الم
الش3يخ و النّجاش33ى إاّل قلي33ل ،و ذك33ر أنّ33ه زاد فى
العلماء» و قد نقلن33ا من33ه هن33ا م33ا في33ه و ليس في33ه زي33ادة على فهرس33ت ّ
ست مأة كتاب ،الظّاهر ّ
ان اكثرها من مؤلّفات المتق ّدمين. المؤلّفات على ما جمعه ال ّشيخ ّ
و ذكر السيّد مصطفى فقال :شيخ هذه الطّائفة و فقيهها ،شاعرا بليغا منش33يا روى عن33ه مح ّم33د بن عب33د هّللا بن زه33رة ،و
روى عن مح ّمد و على ابنى عبد ال ّ
ص مد ،له كتب منها كتاب «الرجال» كتاب «انساب آل أبى طالب» انتهى.
و هو يروى أيضا عن ج ّده شهر آشوب عن ال ّشيخ الطّوسى ،و قد رأيت له أيضا
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،285 3:2بغية الوعاة 181 3:1تنقيح المقال 157 3:3جامع الرواة 155 3:2الذريعة :2
239ريحانة االدب 58 :8الكنى و االلقاب 332 :1لسان الميزان ،301 :5لؤلؤة البحرين 340المستدرك ،484 :3
مصفى المقال ،414معالم العلماء ،106المقابس ،5منتهى المقال نامه دانش33وران 45 3:3نق33د الرج33ال .323ال33وافى
بالوفيات 164 :4
ص291 :
)*( 125له ترجمة فى :امل االمل ،285 :2بغية الوعاة 181 :1تنقيح المقال 157 :3جامع الرواة 155 :2الذريعة 239 :2ريحانة االدب 58 :8الكنى
و االلقاب 332 3:1لسان الميزان ،301 3:5لؤلؤة البحرين 340المستدرك ،484 3:3مصفى المقال ،414معالم العلماء ،106المقابس ،5منتهى 3المقال
نامه دانشوران 45 :3نقد الرجال .323الوافى بالوفيات 164 :4
و قد ذكر أباه أيضا فى باب العين المهملة بقوله :ال ّشيخ عل ّى بن شهر آشوب فاضل عالم يروي عنه ولده مح ّمد ،و كان
فقيها مح ّدثا ،و ذكر أيضا ج ّده فى باب ال ّشين المعجمة فقال شهر آش33وب المازن33درانى فاض33ل محّ 3دث ،روى عن33ه ابن33ه
عل ّى ،و ابن ابنه مح ّمد بن عل ّى ،كما ذكره فى مناقبه.
قلت :و يروي ج ّده المذكور عن ال ّشيخ أبى المظفّ33ر عب33د المل3ك ّ
الس3معانى ،ص3احب كت33اب «الفض3ائل» المش33هور كم33ا
يستفاد من كتابه «المناقب» أيضا.
هذا .و قد ذكره صاحب «األمل» أيضا فى خاتمة كتاب «الوسائل» عند شرحه سلس33لة أس33انيده المتّص33لة إلى أص33حاب
المصنّفات المنقول عنها المعتمد عليها فى ذلك الكتاب ،فقال و باألسناد السّابق عن ال ّشهيد مح ّمد بن مك ّى الع33امل ّى ،عن
ال ّشيخ شمس الدين مح ّمد بن أبى المعالى ،عن ال ّشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد ،عن السيّد محيى ال ّدين مح ّم3د بن عب3د
هّللا بن عل ّى بن زهرة الحسينى الحلبّى ،عن ال ّشيخ السّعيد رشيد ال ّدين مح ّمد بن عل ّى بن شهر آش33وب المازن33درانى ،عن
أبيه ،و ال ّداعى بن عل ّى الحسينى ،و فضل هّللا بن على الحسينى ال ّراوندى ،و عبد الجليل بن عيسى الرّازى ،و مح ّمد و
الش3وهانى ،و أبى على الفض33ل بن عل ّى ابنى عبد الصّمد النيس33ابورى ،و أحم33د بن عل ّى ال3رّازى ،و مح ّم33د بن الحس33ن ّ
الحسن الطّبرسى ،و مح ّم33د بن عل ّى بن الحس33ن الحل3بى ،و مس3عود بن عل ّى ّ
الص3واب ّى ،و الحس3ين بن أحم33د بن ط ّح33ال
الش3يخين أبى على ابن مح ّم33د الحس33ن الطّوس33ى ،و أبى الوف33اء عب33د الجبّ33ار بن على المق33رى ،عن
المق33دادىّ ،كلّهم عن ّ
ال ّشيخ ابى جعفر مح ّمد بن الحسن الطّوسى -ق ّدس هّللا أرواحهم بأسانيده المذكورة سابقا إلى ك ّل من روى عنه انتهى.
و نقل أيضا صاحب «بحار االن33وار» فى مقّ 3دمات كتاب33ه البح33ار» عن ه33ذا الرّج33ل الجلي33ل المق33دار أنّ33ه ق33ال فى كتاب33ه
«المناقب» :و ح ّدثنى الفتّال ب «التّنوير فى معانى
ص292 :
و بكتاب «روضة الواعظين» و بصيرة المتعظين و أنبأنى الطّبرسى ب «مجمع البيان لعلوم القرآن» و بكتاب «أعالم
الورى بأعالم الهدى» و أجاز لى أبو الفتوح رواية «روض الجن3ان و روح الجن33ان» فى تفس3ير الق3رآن و ن3اولنى أب33و
الحسن البيهقى «حليّة االشراف» و قد أذن لى اآلمدى فى «غ33رر الحكم» و وج33دت بخ33طّ أبى ط33الب الطّبرسّ 3ى كتاب33ه
«االحتجاج» و ذلك مما يكثر تعداده ،و ال يحتاج إلى ذكره إلجتماعهم عليه و ما هذا إاّل ج33زؤ من كّ 3ل و ال أن33ا علم هّللا
تعالى إاّل معترف بالعجز و التّفسير كما قال أبو الجوائز.
هذا و رأيت فى بعض المواضع المعتبرة صورة إجازة منه رحم33ه هّللا ّ
للش3يخ جم33ال الّ 3دين أبى الحس33ن عل ّى بن ش33عرة
الحلّى الجامعانى و كان من أجلّة فقهاء األصحاب كما يستفاد من ثناء شيخنا الم33ذكور علي33ه ،و فيه33ا أيض33ا بنصّ نفس33ه
نسبة جميع مص3نّفاته الموس33ومة فى كتاب33ه «المع33الم» إلي33ه مبت33دئا فيه33ا بالثّالث33ة األوّل ،ث ّم بكت33اب «متش33ابه الق33رآن» و
المختلف فيه ،ث ّم «بمعالم العلماء» و غيره من الكتب ما عد الثّالثة األخيرة إلى أن قال استخرت هّللا و أجزت له بجميع
ما كتبنا من كتب المشايخ ،و بجميع مسموعاتى و ق3راءاتى و مص3نّفاتى و أش33عارى ،ث ّم إلى أن رقم فى آخ3ر م33ا ذك33ره
كتب ذل33ك مح ّم33د بن عل ّى بن ش33هر آش33وب المازن33درانى بخطّ33ه فى منتص33ف جم33ادى اآلخ33رة س33نة إح33دى و ثم33انين و
خمسمأة.
و قال صاحب «منتهى المقال» بعد نقله العبارة المير مصطفى فى كتاب «نقد ال ّرجال» و فى «تعق» يعنى به تعليقات
سميّنا المروج على ال ّرجال الكبير ،مض33ى فى ترجم33ة أحم33د بن عب33د هّللا اإلص33فهانى عن «ص33ه» عّ 3ده من مش33ايخه و
استناده إلى قوله أقول لم يرد بقوله شيخنا الحقيقة ،فانّه لم يدرك زمانه بل هو من معاصرى ابن ادريس -قدس سرّه -و
يروي عن ال ّشيخ بواسطّتين ،و ربّما يروى عنه بواسطة واحدة ،كما ذكره العاّل م33ة فى إجازت33ه الكب33ير الوالد زه33رة و
غيره فى غيره33ا ،و كي3ف ك3ان فه33و ش33يخ الطّائف33ة ال يطعن فى فض3له ص3رّح ب3ذلك جمل3ة من المش33ايخ ،و ص3رّح فى
«الرّواشح» بوثاقته
ص293 :
و له كتاب «معالم العلماء» فى ال ّرجال ،حذى فيه حذو «فهرست ال ّشيخ» رحمه هّللا ،و لم يزد عليه إاّل قليال؛ و زاد فى
آخره بعض ال ّشعراء ،ربّما نقلنا عنه فى هذا الكتاب إنتهى.
و ينسب إلى هذا ال ّرجل الجليل أيضا كتاب «نخب األخيار» و يروي عنه ص33احب «مع33الم الّ 3زلفى» أح33اديث منه33ا م33ا
نقله :فيه عن محمد بن الصباح ال ّزعفرانى عن المزنى النّحوىّ ،عن اإلمام ال ّشافع ّى ،عن المالكى ،عن حميد بن مس33لم،
ان فوق الصّراط عقبة ك33ؤد طوله33ا ثالث33ة عن أنس بن مالك ،قال قال رسول هّللا (ص) فى قوله تعالى فال اقتحم العقبةّ ،
آالف عام ألف عام هبوط ،و الف عام ش33وك حس3ك و عق33ارب و حيّ33ات و ال3ف ع3ام ص3عود و أن3ا أوّل من يقط3ع تل3ك
العقبة ،و ثاني من يقطع تلك العقبة عل ّى بن ابي طالب ،و قال بعد كالم ال يقطعها فى غ33ير ش33قة إاّل مح ّم33د و أه33ل بيت33ه
عليهم السّالم.
هذا ،و توفّى رحمه هّللا ليلة الجمعة الثّانى و العشرين من شعبان المعظّم سنة ثمان و ثمانين و خمس33مأة ،و دفن بظ33اهر
حلب فى سفح جبل هناك يقال له حوش ،و كان انتقاله إلى حلب من جهة كونه33ا فى ذل33ك ال ّزم33ان مح33طّ رح33ال علمائن33ا
األعيان ،بل كون الغالب على عا ّمتها المماشاة مع اإلمامية الحقّه ،فى طريقتهم و سلوكهم ،لكون مملكتهم إذ ذاك بأيدى
إن النّاس على دين ملوكهم ،و يش33هد بم33ا ذكرن33اه م33ا ذك33ره الم33ولى مح ّم33د ط33اهرآل حمدان اإلمامييّن ،و من المشهور ّ
ان من البالد القديمة التّش3يّع مدين33ة حلب ،و من الق ّمى الفاضل الثّقة النّقة فيما نقل عن كتابه الموسوم «بالفوائد المدنيّة» ّ
الش 3يخ المقت33ول الّ33ذى
جمودهم على هذا المذهب و مباينته الكليّة مع مذاهب الفالسفة و الصوفيّة ،لم يركنوا إلى طريقة ّ
هو صاحب «حكمة اإلشراق» لما ورد عليهم لترويج ما ك33ان ل33ه من ّ
الس3ياق ،و لم يلتفت33وا إلى رأي33ه و قول33ه ب33ل قتل33وه
الس3ابق إلى بعض هناك بسعاية الّذين من حوله و مراده من الشيخ المقتول ه33و الش33يخ يح33يى بن حبش الحكيم الع33ارف ّ
الس3هروردىّ -المتقّ 3دم ذك3ره -على س3بيل
مراتبه االيم3اء فى ذي3ل ترجم3ة أح3وال خال3ه االج3ل االع3رف ش3هاب ال3دين ّ
االستيفاء.
ص294 :
126
586الشيخ نجيب الدين ابو ابراهيم محمد بن جعفر بن محمد بن نما الحلى
عالم محقق فقيه جليل من مشايخ المحقّق ،له كتب .كذا قاله صاحب «األمل» ث ّم ذكر بفاص33لة ترجم33ة ّ
الش3يخ مح ّم33د بن
ى و تعقيبه ذلك بأنّه كان فاضال مح ّدثا صدوقا له كتب يروى عن شاذان بن جبرئيل الق ّمى و ك33ان الم33راد
جعفر المشهد ّ
ى المتك ّرر ذكره فى كتب المزار ،و النّقل عن كتاب زياراته المشهور -ترجم33ة أخ33رى بعن33وانبه هو مح ّمد بن المشهد ّ
ال ّشيخ مح ّمد بن جعفر بن هبة هّللا بن نما ،فاضل يروي عن أبيه ،و هو ج ّد سابقه انتهى.
و قد استوفينا الكالم على سلسلة بنى نما العلماء الماجدين فى ب33اب الجيم ،فى ذي33ل ترجم33ة ّ
الش3يخ نجم الّ 3دين جعف33ر بن
ال ّشيخ نجيب الدين المذكور ،كما قد اشبعنا التّحقيق عن ترجمة ال ّشيخ أبى جعف3ر مح ّم3د بن موس3ى بن جعف3ر بن مح ّم3د
ال ّدوريستى ،المقارب لعصر هذا ال ّرجل ،مع ترجمة أحوال سائر ال ّدوريستين األفاضل الكابرين أيض33ا فى ذل33ك الب33اب،
فى ذيل ترجمة ولده أو ج ّده ال ّشيخ أبى عبد هّللا جعف3ر بن مح ّم33د بن أحم33د ال ّدوريس33تى الفقي33ه ص33احب للمص3نّفات ،فمن
أراد التّفصيل لبيان أحوال ذينك البيتين الجليلين ،فليراجع إلى ذلك البيان ،ث ّم ليكت33ف بم33ا بيّن33اه هن33ا ل33ك عن اإلع33ادة ل33ه
على أثر هذا العنوان.
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،253 3:2تنقيح المقال ،96 3:2ريحانة االدب ،258 3:8فوائد الرضوية ،450الكنى و
االلقاب ،441 :1المستدرك .477 :3
ص295 :
587الح33بر االديب الم33اهر و البح33ر المحي33ط ال33ذاخر اب33و الحس33ن محم33د بن الحس33ين بن الحس33ن ال33بيهقى النيس33ابورى
127
المشتهر بقطب الدين الكيدرى
صاحب كتاب «اإلصباح» فى الفقه اإلثنا عش33رى ،و ش3رح نهج البالغ33ة الموس33وم؛ «ح33دائق الحق33ايق فى فس3ر دق33ايق
أحسن الخالي3ق» ك33ان من أكم33ل علم33اء زمان3ه فى أك3ثر األفن3ان ،و أك33ثرهم إف33ادة ل33دقائق العربي33ة فى جموع33ه المالح
الحسان ،كتب هذا ال ّشرح لم3رح األنف3ع األروج األبهج ،بع33د كت33اب «المع3ارج» و «المنه33اج» الّ33ذى كتب3ه قطب الّ 3دين
)*( 126له ترجمة فى :امل االمل ،253 :2تنقيح المقال ،96 3:2ريحانة االدب ،258 :8فوائد الرضوية ،450الكنى و االلقاب ،441 :1المستدرك :3
.477
)*( 127له ترجمة فى :امل اآلمل ،220 3:2بحار االنوار 105تحفة االحب3اب ،325الذريع3ة ريحان3ة االدب ،473 3:4فوائ3د الرجالي3ة ،240 3:3فوائ3د
الرضويه ،493الكنى و االلقاب ،74 :3المستدرك 487 :3
ال ّراوندى فى شرح النهج و ذكر فى ديباجته انّه كامل بايراد فوائد على ما فيهما زوائد ال كزيادة األديم ،بل كما زيد فى
العقل من ال ّدر اليتيم ،و مت ّمم ما تضمنّاه بتتمة ال تقصر فى الفضل دونهما إن لم ترب عليهما ،و انّه ق33د ان33درج في33ه من
علوم نوادر اللّغة و األمثال ،و دقايق النّحو و علم البالغة ،و ملح التّواريخ ،و الوق33ايع ،و من غ33وامض الكالم لمتكلّمى
اإلسالم و علوم األوائل ،و أص33ول الفق33ه و األخب33ار ،و آداب ّ
الش3ريعة و علم األخالق ،و مقام33ات األولي33اء ،و من علم
الطبّ ،و الهيئة ،و الحساب ،على ما اشتمل عليه المعارج ك ّل ذلك ال على وجه التّقليد ،و التّلقين ،بل على وجه يج33دى
بل ّج اليقين إلى آخر ما ذكره.
و قد اشتبه من زعم أنّه صاحب شروح ثالثة على هذا الكتاب ،و كأنّه توهّم ّ
ان كت33ابى القطب الراون33دى المس ّ 3ميين ل33ك
أيضا من تصنيفات هذا الجناب و يدخل شرحه المذكور فى إثنى عشر ألف بيت تخمينا ،و هو على المذاق الّذى عرفته
من كالم نفس
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل اآلمل ،220 3:2بح3ار االن3وار 105تحف3ة االحب3اب ،325الذريع33ة ريحان3ة االدب ،473 3:4
فوائد الرجالية ،240 :3فوائد الرضويه ،493الكنى و االلقاب ،74 :3المستدرك 487 :3
ص296 :
ال ّرجل مستبينا و إن كان الغالب عليه تحقيق مراتب اللّغ33ة و العربيّ33ة ،بخالف ش33رح الميثم ،بن33اء على م33ا ذك33ره بعض
أن ش33رح ابن أبى الحدي33د على م33ذاق المت33أ ّخرين األعالم فيم33ا رقم ،فانّ33ه على مش33رب الحكم33اء و أه33ل العرف33ان ،كم33ا ّ
المتكلّمين؛ م33ع ض33غث من التّص 3وّف و ض33غث من الحكم33ة ،و ش33رح الم33يرزا عالء ال33دين مح ّم33د العل33وى الف33اطمى
اإلصفهانى ال ّشهير بگلستانه على مذاق األخبارييّن ،و ابن أبى الحديد متكلّم كتب على ط33رز الكالم و الميثم حكيم كتب
على قانون الحكمة ،و كثيرا ما يسلّط يد التّأويل على الظّواهر ،حتّى فيما ال مجال للتّأويل ،و ابن أبى الحديد مع تسنّنه،
ى ق ّدس سرّه البه ّى فى «فوائ33ده الرجاليّ33ة و لع33ل ّ
الش 3يخ قد يتوهّم من شرحه تشيّعه ،و الميثم بالعكس و قال سيّدنا المهد ّ
الش3يخ منتجب الّ 3دين ه33و ّ
الش3يخ قطب الّ 3دين الكي33درى قطب ال ّدين مح ّمد بن الحسين القزوي33نى الم33ذكور ،فى فهرس33ت ّ
المشهور ،أحد الفضالء األعالم و الفقهاء المنقول عنهم فروع األحكام
قيل هو تلميذ أبى حمزة الطّ وسى صاحب «الوسيلة و الواسطة» له كتاب «اإلصباح» فى الفقه و «شرح نهج البالغة»
و أقواله فى الفقه مشهورة منقولة فى «المختلف» و «غاية المراد» و «المسالك» و «كش33ف اللّث33ام» و غيره33ا ،إلى أن
قال السيّد رحمه هّللا :و احتمال اتّحاده مع القزوينى مبنّى على ما قاله ابن حجر العسقالنى فى كتاب «تبص33ير المنتب33ه»
ى -بالكاف المضمومة و النّون الساكنة بعدها المهملتان نسبته إلى كندر ،و هى قرية بقرب قزوين منها عميد ّ
ان الكندر ّ
الملك أبو نصر منصور بن مح ّمد الكندر ّ
ى وزير السلطان طغرل بيك.
ث ّم إلى أن قال و المض3بوط فى أك3ثر الكتب كتابت3ه بالي3اء المثنّ3اة من تحت و ه3و الّ 3دائر على األلس3نة ،و المس3موع من
ان الفاضل فى «كشف اللّثام» عدل عن ذلك و ضبطه ب33النّون و أعرب33ه فى بعض المواض33ع بضّ 3م الك33اف المشايخ ،إاّل ّ
كما ذكر بل حكى عنه أيضا أنّه قال :تتبّعت اللّغة و التواريخ فلم أجد للكيدر ّ
ى بالياء ذكرا فى أسماء البلدان؛ و هو كم33ا
قال ،لكن مع إهمال الدال.
ص297 :
و أ ّما مع اإلعجام فهو موجود متحقّق قد أثبته صاحب «طراز اللّغة» و هو السيّد عل ّى خان بن أحمد ال ّشيرازى ش33ارح
بالذال المعجم3ة كحي3در قري3ة ب3بيهق صحيفة الكاملة» و كذلك الحافظ ابن الحجر المتق ّدم ذكره ففى «الطّراز» كيذر ّ «ال ّ
منها قطب ال ّدين مح ّمد بن الحسن الكيذرى األديب ال ّشاعر ،و فى «التّبصير» بعد ذكر الكندر ّ
ى بالنّون ق33ال و ب33الفتح و
ى ال ّشاعر ،و ه33ذاالياء و إعجام ال ّد ال نسبته إلى كيدر من قرى بيهق ،منها األديب قطب الدين مح ّمد بن الحسين الكيدر ّ
ى المش33هور .و الظّ33اهر :أن إب33دال
كالتّنصيص على الم ّدعى فى اإلسم و النّسبة و اللّقب ،فيكون هذا ه33و القطب الكي33در ّ
بالذال قد جاء من التّعريب ،و يؤيّد ذلك انّى وجدت فى الخزانة الرضويّة نسخة من «شرح نهج البالغة» منسوبة ال ّدال ّ
إلى البيهقى و هى النّسخة الّتى حكى عنها العاّل مة المجلسى إاّل إنّى لم أتحقّق ذلك اآلن.
و بيهق هى ناحي3ة معروف3ة فى خراس3ان بين نيس3ابور و بالد ق3ومس و قاع3دتها بل3دة س3بزوار ،و هى من بالد ّ
الش3يعة
اإلماميّة قديما و حديثا و أهلها فى التّشيّع أشهر من أهل خاف و باخرز فى التّسنّن.
ى هو مح ّم33د بن الحس3ين القزوي3نى على أن يك33ون أص3له من كي3در ث ّم و مع ذلك كلّه فال استبعد أن يكون القطب الكيدر ّ
128
انتقل هو و أبوه إلى قزوين فنسبوا إلى الموضعين انتهى
و اقول أ ّما نسبة ال ّرجل إلى كيدر الّذى هو على وزن حيدر ،و من جملة قرى بيهق ،فهو من األمر الّذى ال يش ّ
ك في33ه و
ال شبهة تعتريه ،و كالم الفاضل الهندى ناش عن قلّة ممارسته رحمه هّللا له3ذا ّ
الفن المليح ،و ال ينف3ع اجته3اده الم3ذكور
صريح ،و قد ظهر م ّما ذكرّ :
أن عدم وجدانه لذلك اإلسم بما ثبت له من الرّس3م و الوس3م لم ي3د ّل على فى مقابلة النصّ ال ّ
عدم وجوده من الرّأس.
مع انّى قد وجدت مضافا إلى ما ذكرت فى آخر نسخة عتيقة من ال ّشرح المذكور
______________________________
( )1الفوائد الرجالية 248 -240 :3
ص298 :
صورة خطّ لبعض أعاظم فضالء عصر ال ّشارح المعظّم بهذه الصورة :وافق الفراغ من تصنيف اإلم33ام الع33الم الكام33ل
المتب ّحر الفاضل قطب ال ّدين نص33ير اإلس33الم مفخ33ر العلم33اء مرج3ع األفاض33ل ،مح ّم33د بن الحس33ين بن الحس33ن الكي33در ّ
ى
ست و سبعين و خمسمأة.البيهقى -تغم ّده هّللا تعالى برضوانه -فى أواخر ال ّشهر ال ّشريف شعبان سنة ّ
)1 ( 128الفوائد الرجالية 248 -240 :3
ان له الرّواية عن ال ّشيخ اإلمام االج ّل نصير ال ّدين ظه33ير األس33الم عم33دة الحّ 3
ق هذا .و قد استفيد لنا من شرحه المذكور ّ
ثمال األفاضل عبد هّللا بن حم33زة بن عب33د هّللا الطّوس33ى ق33راءة علي33ه بس33بزوار بيه33ق فى ش33هور س33نة ثالث و س33بعين و
سبعمأة ،عن ال ّشيخ اإلمام عفيف ال ّدين مح ّمد بن الحسين ال ّشوهانى ،سماعا عن شيخه الفقي33ه عل ّى بن مح ّم33د القم ّى ،عن
شيخه المفيد عبد الجبّار بن عل ّى المقرى الرّازى ،عن ال ّشيخ أبى جعفر الطّوسى.
و عنه عن ال ّشيخ االمام جمال ال ّدين ابى الفتوح الرّازى ،ص33احب التفس33ير ،عن المفي33د عب33د الجب33ار ،و عن33ه عن الس3يّد
اإلمام ال ّشريف أبى ال ّرضا الراوندى ،عن الحلبى ،عن أبى جعفر ،و عنه عن ّ
الش3يخ االم3ام عم3اد الّ 3دين مح ّم3د بن أبى
القاسم الطّبرى ،عن ال ّشيخ اإلمام أبى عل ّى بن أبى جعفر الطّوسى ،عن أبيه.
الش3يخ الّ33ذى
قال ح ّدثنى ال ّشيخ المفيد أبو عبد هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان الحارثى ،و كان من جهة رواية ش33يخ ه33ذا ّ
هو عب33د هّللا بن حم3زة الطّوس33ى -المتقّ 3دم ذك33ره فى ذي33ل ترجم33ة عل ّى بن حم33زة عن ّ
الش3وهانى ،الّ33ذى ه3و من مش33ايخ
صاحب «الوسيلة» إشتبه األمر على من زعم انّه تلميذ ابن حمزة المطلق ،الّذى هو صاحب «الوسيلة».
ان صاحب «الوسيلة» هو عماد ال ّدين أبو جعف33ر الطّوس33ى الثّ33انى ،و ال عجب من مع انّك قد عرفت قبيل هذا الموضع ّ
أمثال هذه اإلشتباهات و التّخليطات ،بعد اتّفاق اتّحاد رجلين فى النسبة و الطبقة ،و شيخ الرواي33ة؛ و ك33ثرة التّأليف33ات ث ّم
ان لصاحب التّرجمة من المؤلّفات الجمة؛ سوى شرحه المذكور؛ كتاب «كفاية البرايا فى معرفة ّ
ص299 :
األنبياء و األولياء» و كتاب آخر كبير سّ 3ماه «مب33اهج المنهج فى من33اهج الحجج» و ه33و الّ33ذى اختص33ره الم33ولى حس33ن
الكاش3فى ص3احب «مص3ابيح القل3وب» و سّ 3ماه «بهج3ة المب3اهج» و كت3اب «لبّ األلب3اب» فى بعض مس3ائل الكالم ،و
الرسالة الموسومه ب «البراهين الجلية فى إبطال ّ
الذوات األزليّة» و كتاب «ال ّدرر فى دقايق علم النّحو» و كتاب جمع
أشعار موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم س ّماه «انوار العقول» و ال يبعد كونه بعينه هو الّ 3ديوان المرتض33وى الموج33ود
فن العروض و الطّبع الم33وزون ،و المه33ارة فى هذا ال ّزمان ،المنسوب إليه عليه السّالم ،و له األيدى الباسطة أيضا فى ّ
الكاملة فى إنشاء ال ّشعر و إجادة النّظم ،و النّثر ،و لذا ترى الفريقين يصفونه باألديب ّ
الش3اعر ،و من جمل33ة م33ا وج33دناه
من شعره ال ّرائق فى كتابه «الحقائق» ما قد وقعت اإلشارة إلي33ه فى قول33ه بع33د نقل33ه لحكاي33ة مجلس معاوي33ة م33ع وزي33ره
عمرو بن الع33اص و انّ3ه ل ّم33ا دخ33ل علي33ه استض33حك معاوي33ة ،فق3ال ل3ه عم33رو م33ا أض33حكك ي33ا أم33ير المؤم33نين أدام هّللا
سرورك؟ فقال ذكرت ابن أبى طالب و قد غشيك بسيفه فاتقيّته و وليت ،فقال أتشمت بى يا معاوية فاعجب من هذا يوم
اطت اض3العك و انتفح س3حرك و هّللا ل3و بارزت3ه األوج3ع ف3ذلك و أيتم عيال3ك و بّ 3ز
ّ دعاك إلى ال3براز ف3التمع لون3ك و
سلطانك و إنشأ يقول:
إلى تمام ثمانية أبيات ،فقال معاوية مهال يا أبا عبد هّللا و ال كل هذا قال انت استدعيته و ه33و انّ33ه ق33ال قلت و حين ق33رع
هذا الكالم سمعى و تم ّكن مفهومه فى سويداء قلبى سمح خاطرى بيتين بديهة:
فذاك مثل سالح الكلب فى فيه فمن يرم بخيار الخلق منقصة
و قال رحمه هّللا أيضا فى ذيل ترجمة قول أمير المؤمنين عليه السّالم من أبطأ به عمله
ص300 :
لم يسرع به نسبه إى من كان عاريا عن صفات الكمال لم ينفع33ه كالم أس33الفه ،و ق33د قلت فى من يفتخ33ر بفض33ل أبي33ه و
ليس هو بالفاضل النّبيه:
و أنت بحمد هّللا أجهل جاهل اغ ّرك يوما أن يقال ابن فاضل
فقد شأنه إن لست تخطي بطائل فان ذانك الفضل الّذى قد بدابه
588الملك الرشيد و الملك النشيد و الفلك المشيد سلطان المحققين و برهان الموحدين موالنا الخواج33ه نص33ير المل33ة و
129
الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسى قدس سره القدوسى
هو المحقّ3ق المتكلّم الحكيم المتبحّ 3ر الجلي33ل ص33احب كت3اب «تجري3د العقائ3د» و التّعليم الكام3ل ال ّزائ3د ،ك33ان أص3له من
ّ
بالطوس33ى -النّ33ه ول33د بط33وس المح33روس ،و نش33أ فى ربع33ه جه3رود س33اوه أح33د اعم33ال قم ذات النق33اوة ،و انّم33ا اش33تهر
المأنوس ،و تمتع هناك بسمع مجالس ال ّد روس؛ و من جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره ّ
للس 3لطان
المحتشم فى محروسة ايران هالكو خان بن تولى خان بن چنگيز خان من عظماء سالطين التّاتاريّة و أت33رك المغ33ول،
)*( 129له ترجمة فى :امل االمل ،299 3:2البداية و النهاية ،267 3:13البستانى ،359 3:11تاريخ ابن الوردى ،318 3:2تاريخ گزي33ده ،705تأس33يس
الشيعة ،395تحفة االحباب ،348تنقيح المقال ،179 3:3جامع الرواة ،188 3:2ريحانة االدب ،171 3:2الذريع33ة ،352 3:3ش33ذرات ال33ذهب 339 3:5
العبر ،300 :5فوات الوفيات ،149 :2فوائد الرضوية ،603الكنى و االلقاب 250 :3لؤلؤة البحرين ،245مجالس المؤمنين ،201 :2مجمل التواريخ
،342 :2محبوب القلوب« خ» المستدرك 464 :3مفتاح 3السعادة ،261 :1نقد الرجال ،245الوافى بالوفيات .179 :1
و مجيئه فى موكب السّلطان المؤيّد مع كمال االستعداد إلى دار ّ
الس3الم بغ33داد إلرش33اد العب33اد و إص33الح البالد ،و قط33ع
دابر سلسلة البغى و
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل االمل ،299 :2البداية و النهاية ،267 3:13البستانى ،359 :11تاريخ ابن الوردى ،318 :2
تاريخ گزيده ،705تأسيس الشيعة ،395تحفة االحباب ،348تنقيح المقال ،179 3:3جامع ال33رواة ،188 3:2ريحان33ة
االدب ،171 3:2الذريعة ،352 3:3شذرات الذهب 339 3:5العبر ،300 3:5فوات الوفيات ،149 3:2فوائد الرضوية
،603الكنى و االلقاب 250 3:3لؤلؤة البحرين ،245مجالس المؤمنين ،201 3:2مجمل التواريخ ،342 3:2محب33وب
القلوب «خ» المستدرك 464 :3مفتاح السعادة ،261 :1نقد الرجال ،245الوافى بالوفيات .179 :1
ص301 :
الفساد ،و إخماد نائرة الجور و األلباس بأبداد دائرة ملك بنى العبّاس ،و ايقاع القتل الع3ام من أتب3اع أولئ3ك الطّغ3ام ،إلى
أن أسال من دمائهم األقذار كامثال األنهار فانهار بها فى ماء دجلة و منها إلي نار جهنّم دار البوار ،و مح ّل األشقياء و
األشرار.
و قد كفينا مؤن33ة تفص33يل ه33ذه الواقع33ة المش33تهر بم33ا رس33مه أرب33اب التّ33واريخ المعت33برة فى أح33وال ّ
الس3الطين المغوليّ33ة
بالذات ،و ندخلنا فى مصاديق المشتغلين بم33ا ال يع33نيهم المستبطرة مع أنّه كان فى الحقيقة يخرجنا عن طريق المقصود ّ
من العمل باللّذات ،و ال يغنيهم من ال ّدخل فى الزاّل ت.
أن ائ ّمتنا التّسعة المصطفين ،لم يكن تكليفهم كذلك بعد شهادة أبى عبد هّللا الحسين إلى أن يظهر إمامنا الح ّج33ة الق33ائم مع ّ
عليه و عليهم من هّللا السّالم السالم ال ّدائم.
ث ّم قال ق ّدس س ّره المفضال و كذلك الحال بالنس33بة إلى س33ائر علمائن33ا الع ّم33ال ،فمن ك33ان منهم يري33د أن ي33دخل فى جمل33ة
مصاديق هذا الحديث ،فليكن حثيئا فى نصر ال ّشريعة.
المطهّرة غير رثيث ،و جسور فى نشر القوانين المقر ّرة ألكفئة أصحاب التّأنيث ،هذا و قد تق ّدم فى ذيل ترجم33ة ّ
الش 3يخ
أبى القاسم المحقّق رحمه هّللا ذكر ما وقع بينه و بين هذا ال ّرجل من المحاورات و المباحثات.
و كان من جملة معاصريه أيضا السيّد عل ّى بن طاوس الحسنّى الحلّى ،و ال ّشيخ ميثم بن عل ّى البح33ران ّى -اآلتى ذك33ره و
ترجمته إنشاء هّللا -و هما شريكاه فى التّل ّمذ عند ال ّشيخ أبى السّعادات األصفهانى -المتق ّدم ذكره ال ّشريف.
و فى نظ33ره نظ33ر ،لع33دم مناف33ات أفض33لية الرّج33ل فى العقليّ33ات حص33ولها في33ه من جه33ة تل ّم33ذها على ابن ميثم الم33ذكور
فليتفطن.
ص303 :
األورع المتقن المحقّق نصير الملة و ال ّدين وجيه اإلسالم و المسلمين سيد األئ ّمة و األفاضل مفخر العلماء و االك33ابر و
أفضل أهل خراسان مح ّمد بن محمد بن الحسن الطوسى زاد هّللا فى أعالئه و أحسن ال ّدفاع من حوبائه.
الش3يخ منتجب الّ 3دين القم ّى ص33احب و من جملة شيوخ روايته أيضا الش33يخ بره33ان الّ 3دين الهم33دانى ،الّ33ذى ي33روي عن ّ
«الفهرست» و أ ّما ال ّرواية عنه رحمه هّللا فهى أيضا لجماعة أجاّل منهم شيخنا العاّل مة الحلى قّ 3دس س3رّه البه ّى كم33ا ق33د
عرفت ،و منهم السيد غياث ال ّدين عبد الكريم بن طاوس المتق ّدم ذكره صاحب كتاب «فرح33ة الغ33رى» و غ33يره مض33افا
إلى سائر تالميذ حضرته المتعقّب إلى أسمائهم ال ّشريفة اإلشارة من كالم صاحب «مجالس المؤمنين».
و أ ّما مصنّفاته الفائقة و مؤلّفاته ال ّرائقة و هى أيضا كثيرة فى أفانين شتّى منه33ا :كت33اب «تجري33ده» الجري33د المتق ّ 3دم إلى
ذكره التّمجيد ،فى مراتب المعرفة و التّوحيد ،و هو فى الحقيقة كتاب كامل فى شأنه كافل لجميع ما يحت33اج الطّ33الب إلى
الس3حر الحالل و الفازع3ة ع ّم3ا ي3وجب ّ
الض3الل و الكالل و إن ك3ان في3ه نهاي3ة بيانه ،مع غاية إيج3ازه البالغ3ة إلى حّ 3د ّ
اإلشكال و اإلعضال ،و هو أ ّول ما كتب فى العقائد الحقّة اإلماميّة بهذا المنوال.
و شرحه جماعة من األعاظم منهم :العاّل مة الحلّى من علماء ال ّشيعة ،و ال ّشيخ شمس ال ّدين اإلصفهانى ،و الم33ولى على
القوشج ّى ال ّشافعى من غيرهم.
و منها كتاب «التّذكرة النّصيريّه» فى علم الهيئ33ة ،و ه3و الّ3ذى ش3رحه نظ3ام الّ 3دين حس33ن النّيس3ابور ّ
ى ص3احب كت3اب
التّفسير الكبير.
و منه33ا كت33اب «تحري33ر اقلي33دس» و كت33اب «تحري33ر المجس33طي» و «ش33رح اإلش33ارات» و «الفص33ول النّص33يريّة» و
«الف33رائض النّص33يرية» و «االخالق النّاص33ريّة» و ق33د استخلص33ه من كت33اب الطّه33ارة ألبى عل ّى بن مس33كويه -المتقّ 3دم
ذكره -كما أخذه أبو على المذكور من حكماء الهند و غيرهم ،و لذا كان يوجد فيه ال ّرخصة فى شرب الخمر على وج33ه
مخصوص منحوس نعوذ باهّلل تعالى من أهواء النّفوس ،و أرواء الرّؤس .و كتاب
ص304 :
«آداب المتعلّمين» و رسالة األسطرالب المشهورة «بسى فصل» و «رسالة فى صفات الجواهر و خواصّ األحج33ار»
صل» و كتاب «نقد التّنزيل» و كتاب «ال ّزبدة» و كت33اب «خالفتنام33ه» و «الرّس33الة» المعينيّ33ة» م33ع
و كتاب «نقد المح ّ
شرحها جميعا بالفارسيّة فى علم الهيئة ،و رسالة «خل33ق األعم33ال» و رس33الة «اوص33اف األش33راف» و كت33اب «قواع33د
العقايد» و «شرح رسالة العلم» لل ّشيخ جمال ال ّدين عل ّى بن س33ليمان البح33رانى اس33تاد كم33ال الّ 3دين بن ميثم الم33ذكور ،و
كان قد أرسلها إليه المصنّف ليشرحها كما فى «اللّؤلؤة» و كتاب «اساس األقتباس»
و قد وجدت فى بعض المواضع المعتبرة نقل الفروق السّبعة بين الك ّل و الكلّى عنه رحمه هّللا فى ذلك الكتاب ،و كت33اب
«معيار االشعار» «رسالة الجبر و األختيار» و له أيضا انشاء الصّلوات و التّحيات المشهورات على أشرف البريّ33ات
و عترت33ه الطّ33اهرين ّ
الس3ادات؛ س33ريعة األث33ر فى انج33اح المقاص33د و كش33ف المل ّم33ات ،الى غ33ير ذل33ك من الحواش33ى و
ال ّرسائل ،و أجوبة األرقام و المسائل ،و األش33عار و القص33ائد الفارس3يّة و العربيّ33ة ،فى كث33ير من المط33الب و المش33اكل،
منها قصيدته الاّل ميّة المشهورة فى اختيارات البروج االثنى عشر ،لك ّل م33ا ك33ان فى النّظ33ر بالنّس33بة إلى انتق33االت ج33رم
القمر ،يقول فى أوّلها:
جرم مه در خانه م ّريخ يعنى در حمل هر مه ّمى كآيد بتأييد خداى لم يزل
جامه پوشيدن حرير و صيد أفكندن بتير نيك باشد هم سفر هم ديدن روى دبير
تا تو و كار تو نيكو باشدت تن بىمرض اختيار هر چه خواهى هفت چيز آور بجاى
ص305 :
ال ال ّرسم بقى لنا و ال اسم المعنى يا طول فنائها و تبقى ال ّدنيا
و قام ما قام قوام بال كسل و صام ما صام صوام بال ملل
عار من ّ
الذنب معصوما من الزلل و عاش فى النّاس آالفا مؤلّفة
إاّل بحبّ أمير المؤمنين عل ّى ما كان فى الحشر يوم البعث منتفعا
قلت :و هذا المعنى ال ّشريف مضمون كث3ير من األح3اديث األماميّ3ة و غيره3ا ،و من جمل3ة م3ا ينس33ب إلي3ه أيض33ا قول3ه
بالفارسيّة و هو كما افيد أرفع كالم له فى التّوحيد:
حكمى كه ز حكم حق فزون آيد نيست جز حق حكمى كه ملك را شايد نيست
وان چيز كه آنچنان نميبايد نيست هر چيز كه هست آنچنان مىبايد
و منها أيضا:
ص306 :
باقى همه موجود مخيّل باشد موجود بحق واحد أوّل باشد
نقش دومين چشم أحول باشد هر چيز جز او كه آيد أندر نظرت
گر مى نخورم علم خدا جهل بود مى خوردن من حق ز أزل ميدانست
نزد عقال ز غايت جهل بود علم أزلى علّت عصيان كردن
أن جميع الف33رق مطبق33ون على و قال السيّد نعمة هّللا الموسوى الجزائرى أجزل هّللا ب ّره بعد نقله لهذه العبارة و تحريره ّ
ان ال ّشهادتين وحدهما مناط النّجاة تعويال على قوله صلّى هّللا عليه و اله و سلّم من قال ال إله إاّل هّللا دخل الجنّة.
ّ
ص307 :
أن النّجاة ال يكون إاّل بوالية أهل البيت عليهم السالم إلى اإلمام الثّ3انى عش3ر
أ ّما هذه الفرقة اإلماميّة فهم مجمعون على ّ
عليه السّالم ،و البرائة من أعدائهم فهى مباينة لجميع الفرق فى هذا االعتقاد الّذى تدور علي3ه النّج3اة ،و من ه3ذا يظه3ر
لك س ّر ما حقّقناه فى تأويل تلك األخبار المطلقة ،من انّها مقيّدة بشروط ،كما قال الرّضا عليه السّالم:
و أنا من شروطها ،إذ لو كانت النّجاة بال ّشهادتين لكانت حاصلة فى جميع الفرق لالشتراك فى ال ّشهادتين انتهى.
ق علين3ا أن نثلّث م33ا حكين3اه من الكالم ،بنق3ل كالم آخ3ر عن بعض علمائن3ا األعالم، و ل ّما بلغ الكالم إلى هذا المقام ،حّ 3
فيكون قد ع ّززنا هما بثالث ينتفع به المطالعون الكرام ،م ّدة بقاء هذه األرقام ،إنشاء هّللا المتفضّل المنع33ام ،و ه33و قول33ه:
أقول :ال ّروايات فى المذاهب كلّها فى جميع األبواب متعارضة ،كما صرّح به العاّل مة التّفتازانى فى أدلّة اإلمامة؛ فليس
ب ّد من ال ّرجوع إلى ما هو المتّفق عليه بين الجمع ،و هو تركه عليه السّالم فين33ا الثّقلين :كت33اب هّللا و عترت33ه ،و ال يمكن
الظن بهم أص33ال باتّف33اق
ّ أن العترة ماذا مع كونهم أولياء هّللا و أصحاب الكرامات الّ33ذين ال يج33وز س33وءألحد النّزاع فى ّ
جميع المذاهب و على لسان ك ّل أحد ،فيكون الح ّ
ق من المذهب ماذا م ّما يلجأ إليه هذا البرهان القائم.
ّ
بالخاص3ة الخلص33اء ،و مخ33الفيهم األغوي33اء و ذكر أيضا بعض آخر من علمائن33ا األجاّل ء فى وج33ه تس33مية ه33ذه الطائف33ة
بالعامة العمياء ،ثالثة وج33وه :من اللّم ،كأنّه33ا أيض33ا تنظ33ر إلى ه33ذه الثّالث33ة من الكلم ،اح33دهاّ :
أن من ع33داهم عا ّم33ة إ ّم33ا
لكثرتهم ،و ا ّما لتمسّكهم بك ّل شبهة و عملهم بك ّل عموم ،من غير التفات إلى مخصّصة.
الثّالث جميع الفرق اإلسالميّة يشتركون فى اصول العقايد ،و يختلفون فى
ص308 :
االص33ول و الف33روع إاّل اإلماميّ33ة ،ف33انّهم متّفق33ون في الجمي33ع و إن ك33انوا مختلفين فى بعض الف33روع ،و ال يمكن الحكم
بالنّجاة على سائر الفرق لقوله صلّى هّللا عليه و اله و سلّم :فرقة ناجية ،يعنى بصيغة االفراد -فوجب اختصاص النّج33اة
بهذه الفرقة خاصّة.
أن الفرقة النّاجية هم اإلماميّة ،ث ّم ما ذكره هذا الفاضل اآلخر إاّل ّ
أن فى مجم33وع م33ا ذك33ر و قد ورد فى األخبار الكثيرة ّ
أن هذه التّقيد محض اصطالح نشأ من مالحظة اختص33اص ك ّ 3ل من الوجوه وجوها من النّظر و حينئذ فاألص ّح األظهر ّ
إن غير اإلماميّة إن لم يشاركوهم فى خصوص اإليمان بجميع ائ ّمة أحد بفريقه ،و كون غير الفريق عا ّما بالنسبة إليه و ّ
األن33ام عليهم آالف التحيّ33ة و الثّن33اء ،فق33د ش33اركوهم فى التّص33ديق الظّ33اهرى بعم33وم ش33ريعة اإلس33الم إذ من الظّ33اهر ّ
أن
اإلسالم أع ّم من اإليمان و اإليمان إسالم خاصّ كما د ّل عليه صريح آية قُ3لْ لَ ْم تُْؤ ِمنُ3وا َو ل ِك ْن قُولُ3وا َأ ْس3لَ ْمنا الواقع3ة فى
فصيح القرآن.
نعم يمكن أن يستفاد من تضاعيف األخبار أن يكون ذلك إصطالحا بالخصوص من األئمة األطهار ،عليهم صلوات هّللا
العزي33ز الغفّ33ار ،حيث ت33رى انّهم يطلق33ون كث33يرا العا ّم33ة و النّ33اس على أع33دآئهم و مخ33الفيهم ،و الزم ذل33ك أن يك33ون
الخاص3ة لزم33رة ش33يعتهم و مت33ابعيهم ،ب33ل الظّ33اهر انّهم ال يطلق33ون ه33ذه اللّفظ33ة إاّل على
ّ إص33طالحهم المس33تباح تع33يين
خصوص اإلماميّة اإلثنا عشريّة ،فى مقابلة سائر الفرق من ال ّشيعة و أهل السنّة الغويّة ،و عليه ي3نزل ق33ول موالن33ا أبى
جعفر الثّانى ،فى جواب من سأل عن الفضل بين زيارة أبيه الرّضا و ج ّده الحسين عليه ّ
الس 3الم ،زي33ارة أبى أفض33ل ،و
أن الظّ33اهر من لفظ33ة من هن33ا ان أبا عبد هّللا الحسين يزوره النّاس ،و أبى ال يزوره إاّل الخواصّ ال ّشيعة ،بناء على ّ ذلك ّ
التّبعيضيّة دون البيانيّة؛ و الوجه حينئذ فيما ذكره األمام عليه السالم من حصر زوّار أبيه ال ّرضا عليه السالم حقيقة فى
هذه الطّائفة الخاصّة من األن33ام ّ
أن كّ 3ل من ق33ال بإمامت33ه من ه33ذه اال ّم33ة لم ينفّ 3
ك عن الق33ول بإمام33ة س33ائر األئ ّم33ة عليهم
أن زواره الحقيقيّة محصورة فى ال ّشيعة الخاصّة الحقّة المحقّة الّذين هم اإلمامية
السّالم ،فص ّح ّ
ص309 :
إن سائر النّاس من هذه األ ّمة هم العا ّمة الّذين ال يعتقدون زيارة موالنا الرّضا عليه السّالم و التت ّمة.
اإلثنى عشريّة ،و ّ
و من جمل3ة م33ا يش33هد بم33ا ذكرن33اه من اختص33اص لف3ظ العا ّم3ة عن3دهم بمن خالفن33اه ،ص33حيحة ابى المق3دام المرويّ33ة فى
أن بيعة أبى بكر حيث اجتمع النّاس «روضة الكافى» أنّه قال :قلت :ألبى جعفر الباقر عليه السّالمّ ،
أن العا ّمة يزعمون ّ
كانت رضا هّلل ع ّز ذكره ،و ما كان هّللا ليفتن ا ّمة مح ّمد صلّى هّللا عليه و اله من بعده ،فقال أبو جعف33ر علي33ه ّ
الس3الم أم33ا
يقرؤن كتاب هّللا ؟ أو ليس هّللا يقول :و ما مح ّمد إال رسول اآلية إلى أن قال عليه السّالم:
أو ليس قد اخبر هّللا ع ّز و ج ّل عن الّذين مع قبلهم من األمم قد اختلف33وا من بع33د م33ا ج33ائتهم البيّن33ات ،حيث ق33ال :و آتين33ا
ان اصحاب مح ّمد صلّى هّللا عليه و اله قد اختلف33وا من عيسى بن مريم البيّنات ،إلى آخر اآلية .و فى هذا يستد ّل به على ّ
بعده ،فمنهم من آمن ،و منهم من كفر.
ه3ذا و العجب من عمى العا ّم33ة الم33ذكورة المغ3رورة المغم3ورة في لجج اللّج3اح و النّف33اق ،كي3ف غفل3وا عن التّفك3ر فى
م33دلول ح33ديث اإلف33تراق المت33واتر عن س33يّد اآلف33اق ،و ص33راحته فى ال ب ّديّ33ة وق33وع الفتن العظيم33ة فى ه33ذا الّ 33دين؛
فاإلختالفات الكثيرة بين المسلمين ،بمحض خروج حضرته المق ّدس33ة من ه33ذه الّ 3دنيا ،ب33ل فى ك33ون اختالف ه33ذه اال ّم33ة
أكثر من اختالف اليهود و النصارى ،عند ارتحال بيّنهم المنتجبين بدرجة واحدة أم درجتين ،كم33ا ظه33ر ذل33ك على ك ّ 3ل
ذى عين و أحسّ بأبصار ك ّل من كان فى البين زمن رحلة رسول الثقلين ،بحيث ق33د بقى أث33ر إختالفهم ّ
الش3ديد إلى ه33ذه
االخالف؛ و خفى الح ّ
ق من أجل ذلك على جماعة األجالف و جنود أهل الخالف فليتا ّمل و ال يغفل من طيّبات ما بذلناه
لك فليؤكل و ال يؤكل.
ث ّم ليعلم و ليعقل أنّ33ه ل ّم33ا بل33غ ثاني33ا النّظم من الكالم إلى ه33ذا المق33ام ،من النّقض و اإلب33رام ،حّ 3
ق علين33ا أن نختم ص33حفة
اإلكرام و صحيفة األفضال و اإلنعام ،على شيعة أئ ّمة اإلسالم عليهم السّالم ،بنق33ل ح33ديث اف33تراق الم33ذكور المش33هور،
عن بعض
ص310 :
تفاسير أنفس هؤالء العا ّمة العمياء الملقّبة أيضا بالجمهور ،ليكون أد ّل على ضالتهم ال ّدائمة فى ي3وم الطا ّم33ة الك3برى ،و
أق ّر لعيون ال ّشيعة الحقّة من كحل الجواهر المرسل من جهتنا إليهم تترى.
و هو ما أورده بعض أعاظم مح ّدثينا البررة ،نقال عن كتاب الحافظ مح ّمد بن موسى ال ّشيرازى غفر ل33ه فى الجم33ع بين
صحابى ،و أحد الخ ّدام العش33رة ألب33واب األساطير العشرة ،من تفاسيرهم المعتبرة ،بأسناده المعنعن عن أنس بن مالك ال ّ
النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله انّه قال :كنّا جلوسا عند رسول هّللا صلّى هّللا علي3ه و ال3ه ،فت3ذاكرنا رجال يص33لّى و يص33وم و
يتص ّدق و يز ّكى ،فقال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و ال33ه ال أعرف33ه ،فبين33ا نحن فى ذك33ر الرّج33ل إذ طل33ع علين33ا ،فق33ال ه33ا
هوذا ،فنظر إليه رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله ،و قال ألبى بكر خذسيفي و امض إلى هذا و اضرب عنق33ه ،فانّ33ه أوّل
من يأتى من حزب ال ّشيطان.
فان رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم نهانا عن قت33ل المص33لّين،
فدخل أبو بكر المسجد فرآه راكعا ،فقال هّللا ال أقتله ّ
فرجع إلى رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ،فقال :يا رسول هّللا رأيت ال ّرجل راكعا ،فقال رسول هّللا إجلس فلس33ت
بصاحبه -قم يا عمرو خذ سيفى من يد أبى بكر و أدخل المسجد و اضرب عنقه ،فق33ام عم33ر فأخ33ذ ّ
الس3يف من أبي بك33ر
فدخل المسجد فرأى ال ّرجل ساجدا فقال و هّللا ال أقتله ،فرجع إلى رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ،فقال يا رس33ول
هّللا صلّى هّللا عليه و اله وجدت ال ّرجل ساجدا ،فقال :يا عم33ر إجلس فلس3ت بص33احبه ،قم ي3ا عل ّى فانّ33ك قاتل3ه ان وجدت3ه
الس3الم فأخ3ذت الس3يف و دخلت المس3جد فلم أره، فاقتله فإنّ3ك إن قتلت3ه لم يق3ع بين أ ّم3تى اختالف أب3دا ،ق3ال عل ّى علي3ه ّ
ان أ ّم33ة موس33ى اف33ترقت على إح33دى و فرجعت إلى رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله ،فقلت ما وجدته؛ فقال يا أبا الحسن ّ
ان ا ّمة عيسى افترقت على اثنتين و سبعين فرقة؛ فرق33ة ناجي33ة و الب33اقون سبعين فرقة ،فرقة ناجية و الباقية فى النّار و ّ
ان أ ّمتى ستفرق على ثالث و سبعين فرقة فرقة ناجية و الب33اقون فى النّ33ار ،فقلت ي33ا رس33ول هّللا فمن الفرق33ة فى النّار و ّ
النّاجية :فقال المتمسّك بما أنت و أصحابك عليه.
رجعت إلى ما كنت فيه ترجمة أحوال شيخنا المحقّق الطّوسى ،ق ّدس سرّه الق ّدوسى
ص311 :
و ق33ال ّ
الش 3يخ أب33و القاس33م بن نص33ر البي33ان الفارس33ى األنص33ارى ،من تالم33ذة األم33ير غي33اث الّ 3دين منص33ور الدش33تكى
ال ّشيرازى ،فى كتابه الموسوم ب «سلّم السّموات» عن33د ذك33ره له33ذا الرّج33ل فى جمل33ة من ذك33ره في33ه من الحكم33اء أولى
المقامات و بعد ع ّده لجملة من مناقبه المسفورة ،و معظم آثاره و مصنّفاته المشهورة .كتاب «تذكرته» فى علم الهيئة و
شرحه الجديد على إشارات ال ّشيخ ال ّرئيس فى المنطق و الحكم33تين ،و كت33اب متن «التّجري33د» فى علم الكالم و أص33ول
العقايد و لم يتع ّر ض فى شرحه على اإلشارات للقدح و الجرح فى كلمات المصنف ،كما أنّه يقول و أنا هيهنا ش33ارح ال
جارح ،بل هو بقدر اإلمكان فى مقام استحكام مطالبه و دف3ع اعتراض3ات ّ
الش3ارح الق3ديم علي3ه ،و ق3د واف3ق فى تجري3د
الحكماء األقدمين فى القول بتر ّكب الجسم من أجزاء ال يتج ّزى :و خ3الفهم في وج33ود الهي33والء إلى أن ق3ال :و أورد فى
كتابه هذا برهانا على حدوث عالم األجسام به3ذه العب3ارة :و األجس33ام كلّه3ا حادث33ة لع33دم انفكاكه3ا من جزئيّ33ات متناهي3ة
حادثة ،فأنّها ال تخلو عن الحركة و السّكون 3،و ك ّل منهما حادث ،و هذا ظاهر.
و توقّف فى ه3ذا الكت33اب فى وج33ود العق33ل الفع33ال حيث ق3ال :و أ ّم33ا العق33ل ،فلم نج33د دليال على انتفائ33ه ،و أدلّ33ة وج33وده
مدخولة ،و قد ع ّد العقل فى مقام تقسيم الجوهر من جملة أنواع33ه و ق33د رأيت فى رس33الة غ33ير مش33هورة من33ه رحم33ه هّللا
أن الواح33د ال يص33در عن33ه إاّل الواح33د ،و ر ّد علي33ه الفاض33ل
يثبت فيها وجود العقل قد أقام على ذلك برهانا مرجع33ه إلى ّ
ال ّدوانى فى بعض تعليقاته الّتى كتبها فى اواخر ال ّشريف انتهى.
صفا» فى ذكر أهل األجتباء و اإلصطفاء من بع33د التّرجم33ة ل33ه بم33ا ترجمن33اه ك33ان من حمل33ة
و قال صاحب «صحيفة ال ّ
عرش التّحقيق ،فى الفلسفة و ال ّرياضى و الكالم ،ولد سنة سبع و تسعين و خمسمأة ،و ك33ان محبوس33ا فى حص33ن الّ 3ديلم
بأمر خورشيد شاه القرمطى ،فل ّما غلبت التّرك عليه و قتلوه و أخذوا حصن ال ّديلم اطلق33وا الفيلس33وف اإللهى من الحبس
ص ة مع ابن الحاجب مجعولة لبعد بعيد بين زمانيهما. و أكرموه لعلمه بالنّجوم ،و كان فى عداد و زرائهم ،و ق ّ
ص312 :
توفّى فى الثّامن عشر من ذى الح ّجة سنة اثنين و سبعين و ستّمأة ،و دفن بمقابر قريش.
له كتب معروفة فى العقليّات أشهرها رسالة «تجريد العقائد» إلى أن قال بعد تفصيله لس33اير مص3نّفات الرّج33ل ،و ك33ان
جامعا بين مسلكى اإلستدالل و العرفان ،و لل ّشيخ صدر ال ّدين القونوى مسائالت إليه ،و له جواباتها قال فى فصوله بعد
اإلعتقاد األجمال ّى ما لفظه :و هذا القدر فى معرفة هّللا و صفاته التى هى أعظم أصل من أص33ول الّ 3دين ،ب33ل ه33و أص33ل
ال ّدين كاف إذ ال يعرف بالعقل أكثر منه ،و ال يتيسّر فى علم الكالم التّجاوز عن3ه ،إذ معرف3ة حقيق33ة ذات3ه المق ّدس33ة غ33ير
مقدورة لألنام و كمال اإللهيّة أعلى من أن تناله أي33دى الظّن33ون و األفه3ام ،و ربوبيّت3ه أعظم من أن تتل3وّث ب3الخواطر و
األفهام ،و الّذى تع ّرفه العقول ليس إاّل إنّه موجود إذ لو أضفناه إلى بعض ما عداه أو سلبنا عندنا ناف33اه خش33ينا أن يوج33د
له بسببه وصف ثبوتّى أو سلبى او يحصل له به نعت ذاتّى معنوى تعالى هّللا عن ذل33ك عل3وّا كب33يرا و من أراد اإلرتق33اء
أن ورائه شيئا هو أعلى من هذا المرام ،فال يقص33ر ه ّمت33ه على م33ا أدرك33ه ،و ال يش33غلعن هذا المقام ،ينبغى أن يتحقّق ّ
عقله الّذى ملكه ،بمعرفة الكثرة الّتي هى إمارة العدم ،و ال يقف عند زخارفها الّتى هى زلّة الق33دم ،ب33ل يقط3ع عن نفس33ه
العالئق البدنيّة ،و يزيل عن خاطره الموانع الدنيويّة ،و يضعف حواسّه و قواه الّتى بها ي33درك االم33ور الفاني33ة و يحبس
بالرياضة نفسه االمارة التى تشير إلى التّخيّالت الواهية ،و يوجّه ه ّمته بكلّيتها إلى ع33الم الق33دس ،و يقص33ر أمنيّت33ه على
نيل مح ّل ال3رّوح و األنس ،و يس33أل بالخض33وع و اإلبته33ال من حض33رة ذى الج33ود و اإلفض33ال أن يفتح على قلب33ه ب33اب
خزائن رحمته ،و ين ّور بنور الهداية الّذى وعده بعد مجاهدته ،ليشاهد األسرار الملكوتيّة و اآلثار الجبروتيّة ،و يكش33ف
فى باطنه الحقايق الغيبيّة و ال ّدقايق الفيضيّة إاّل ّ
أن ذلك قباء لم يخط على ق ّد ك ّل ذى ق ّد و نتايج ال يعلم مق ّدماتها كّ 33ل ذى
الس3الكين لطريق33ة المس33تحقين لتوفيق3ه ،المس33تعذين ألله33امج ّد بل ذلك فض33ل هّللا يؤتي3ه من يش3اء جعلن33ا هّللا و إيّ3اكم من ّ
تحقيقه؛ المستبصرين بتجلّى هدايته و تدقيقه ،إلى أن قال بعد نقله عبارة اجازة العاّل مة رحمه هّللا في حقّه ،و بيان جملة
من أشعاره العربيّة الّتى ذكرناها
ص313 :
يروي عن ع ّدة من المشايخ ،منهم ال ّشيخ بن ميثم البحران ّى ،و ال ّشيخ معين ال ّدين المصرى ،و الشيخ فري33د ال ّ 3دين دام33اد
النيسابورىّ.
و يروى عنه جماعة منهم :العاّل مة الحلّى ،و السيّد عبد الكريم بن طاوس ،و قطب ال ّدين مح ّمد بن مس33عود ّ
الش 3يرازى،
و شهاب ال ّدين ابو بكر الكازرونى «صحّ» بمعنى أنّه ثقة صحيح الحديث.
اقول و أنّما خصّ كتابه «الفصول» بالنّقل عنه لما فيه من الدالل33ة على م33ا ا ّدع33اه من ك33ون الرّج33ل جامع33ا بين مس33لكى
ان كتابه المذكور أحس3ن م3ا كتب فى ه3ذا الش3أن ،و أتقن م3ا أثبت ب3ه األص3ول ان اإلنصاف ّاالستدالل و العرفان ،مع ّ
الخمسة على أتّم نظم و أقوم برهان و لكن المصنّف المرح33وم كتب3ه فارس3يّا مث3ل أك33ثر مص3نّفاته ،النّ3ه ك3ان س33اكنا فى
الديار العجمية اغلب زمانه و أوقاته ،و انّما نقله إلى العربيّة قريبا من عصر المصنّف شيخنا المحقّق المتقن المنص33ف
ى المنشأ و المولد ،كم33ا اس33تفيد لن33ا ركن الملّة و ال ّد ين محمد بن على الفارسى الجرجانى األصل و المحتد و األسترآباد ّ
ى الحلّى االتى ذك33ره و الش3يخ مق33داد بن عب33د هّللا الس33يور ّ
من شرحه الرّشيق الّذى كتبه على سبيل التّحرير و التحقي33قّ ،
ترجمته انشاء هّللا -فيما وجدنا النّسبة إليه رحم33ه هّللا ،على ظه33ر بعض نس33خة الّ33ذى ش33اهدناه ،و في33ه أيض33ا ّ
أن قلم ه33ذا
ال ّشارح المؤيّد المسدد خدم بشرحه ذلك حباب صاحب البلد و الملك األوح33د األمج33د و ال3رّئيس األجّ 3ل األنجب األرش33د
األسعد األمير جالل الدين أبى المعالى عل ّى بن شرف ال ّدين المرتضى العلو ّ
ى الحسينى اآلوى ،و س ّماه من ه33ذه الجه33ة
و العلّة الغائية ب «األنوار الجالليّة للفصول النصيريّة».
هذا و من جملة من ذكر أحوال ال ّرجل أيضا هو ال ّشيخ قطب الدين مح ّمد االشكور ّ
ى فيما نقل عن كتابه الكبير الفارس ّى
المتّسم ب «محبوب القلوب» و المشتمل كما حكى عن وضعه المرغوب ،على ك ّل غضّ مطل33وب ،و كأنّ33ه ه33و ّ
الش3يخ
قطب ال33دين مح ّم33د بن مح ّم33د الب33ويه ّى ال 3رّازى -اآلتى ذك33ره و ترجمت33ه إنش33اء هّللا فى القس33م الثّ33انى -ص33احب كت33اب
«المحاكمات» و غيره.
ص314 :
أو المولي قطب ال ّدين مح ّمد بن عل ّى الشريف الاّل هيج ّى المنتسب إليه فى «األم33ل» مص3نّفات منه33ا «رس33الة فى الع33الم
المثالى» كما استظهره بعض أفاضل إخوانى األهالى حفظه هّللا من نوائب األيّام و الليالى إلى أن اعثر إنشاء هّللا تع33الى
على كتابه المحبوب المذكور ،فأعرف باكثر من اسمه و لقبه و نس33بته إلى اش33كور ،و بالجمل33ة فتلخيص م33ا ذك33ره ه33ذا
ال ّشيخ األمين و ق ّر ره أيضا صاحب «مجالس المؤمنين» بناء على ما أخبره صاحب «لؤلؤة البح33رين» ّ
ان ه33ذا الرّج33ل
صة جنابه فى البين ،كان فاضال محقّقا رانت له رقاب األفاضل من المخالف و المؤالف ،فى خدمته لدرك اإلمام الّذى ق ّ
المطالب المعقولة و المنقولة ،و خضعت جباه الفحول فى عتبت3ه ألخ3ذ المس3ائل الفروعيّ3ة و األص3وليّة ،و ق3د تل ّم3ذ فى
المعقوالت على استاده فريد ال ّدين داماد النّيسابورى ،عن السيّد صدر ال ّدين السّرخسى -نسبة إلى بلدة يقال لها س3رخس
و هو أخذ عن أفضل ال ّدين الغيالنّى ،من أهل غيالن و هو تلميذ أبى العبّاس اللوكوى نسبته إلى بالد يق33ال له33ا :لوك33وو
ى من تالمذة بهمنيار؛ و هو من تالمذة الشيخ أبى عل ّى ال ّرئيس ،و قد قرأه ّ
الش 3يخ الم33ذكور كت33اب «اإلش33ارات» اللوكو ّ
على استاده فريد الدين المتق ّدم بالسّند المتّصل بمصنّفه المذكور ،و قد شرحه المحقّق بعد ذلك ،و كان فراغه من شرحه
فى أواسط شهر صفر سنة أربعين و ّ
ست مأة.
و أ ّما فى المنقول فانّه تل ّمذ على أبيه مح ّمد بن الحسن ،و أبوه تلميذ فضل هّللا الراوندى ،و هو تلميذ السيّد المرتضى ،و
ال ّشيخ الطّوس ّي.
ص315 :
و أعاظم وزراء عالء ال ّدين مح ّمد بن جالل ال ّدين حسن ملك اإلسماعيليّة؛ فو ّجه بلطايف الحي3ل إلى المحقّ3ق المزب3ور،
ليتش ّرف بصحبته ،و اغتنم المحتشم صحبته ،و استفاد منه ع ّدة فوائد.
و صنّف المحقّق «األخالق الناصريّة» ،و س ّماه باسمه ،و مكث عنده زمانا ،و ل ّما ك33ان مؤيّ33د الّ 3دين العلقمى الّ33ذى ه33و
من أكابر الشيعة فى ذلك ال ّزمان وزير المستعصم الخليفة العبّاسى فى بغداد ،أراد المحقّق دخول بغداد و معارضته بما
اختلج بخاطره من ترويج المذهب الح ّ
ق بمعاونة الوزير المذكور ،و أنشأ قصيدة عربيّة فى مدع المستعصم الخليف33ة ،و
كتب كتابا؛ إلى العلقمى الوزير ليعرض القصيدة على الخليفة ،و ل ّما علم ابن العلقمى فضله و نبله و رش33ده ،خ33اف من
أن نص33ير الّ 3دين الطّوس33ى ق33د ابت33دأ بإرس33ال
قربه للخليف33ة أن تس33قط منزلت33ه عن33د المستعص33م فكتب س3رّا إلى المحتش33م ّ
المراسالت و المكاتبات عند الخليفة ،و أنشأ قصيدة فى مدحه فارسلها حتّى أعرضها عليه و أراد الخ33روج من عن33دك؛
و هذا ال يوافق ال ّرأى فال تغفل عن هذا.
فل ّما ق3رأ المحتش3م كتاب3ه حبس المحقّ3ق ،فل ّم3ا أراد الخ3روج إلى عالء الّ 3دين مل3ك اإلس3ماعيليّة حص3ن الم3وت ص3حب
المحقّق معه محبوسا ،فمكث المحقّ33ق عن33د المل33ك و ك33ان اك33ثر أه33ل ذل33ك الحص33ن من المالح33دة و اق33ام الخواج3ة معهم
ضرورة م ّدة ،و كتب هناك ع ّدة من الكتب منها «تحرير المجسط ّى» و فيه ح ّل ع ّدة من المسائل الهندسيّة.
ث ّم ل ّم ا قرب إيلخان المشهور بهالكو خان ،من أوالد چنگيز بقالع اإلسماعيليّة لفتح تل33ك البالد ،خ3رج ول33د المل33ك عالء
ال ّدولة من القلعة باشارة المحقّق سرّا .و اتّصل بخدمة هالكو خان ،فل ّما استش3عر هالك33و خ3ان كون3ه لج33أ عن33ده باش33ارة
المحقّق و مشورته ،و افتتح القلعة ،و دخلها أكرم المحقّق غاية اإلكرام و اإلع33زاز ،و ص33حبه و ارتكب األم33ور الكليّ33ة
حسب رأيه و إجازته ،فرغبه المحقّق -ق ّدس س ّره -فى تسخير عراق العرب فعزم هالكو خان على فتح بغداد ،و سّ 33خر
البالد و النّواحى ،و
ص316 :
استأصل الخليفة المستعصم العبّاسى ،ث ّم أمر هالكو خ3ان بالرّص3د و اخت3ار محروس3ة مراغ33ة من اعم33ال ت3بريز لبن33اء
ال ّرصد ،فرصد فيه و استنبط ع ّدة من اآلالت الرصديّة،
و كان من أعوانه على ال ّرصد من العلماء و تالميذه جماعة ارسل اليهم الملك هالكو خ3ان ،منهم الع33الم األعلم العاّل م33ة
قطب ال ّدين محمود ال ّشيرازى ،صاحب «شرف األشراف» و «الكليّات» و هو فاضل حسن الخلق و السّيرة ،مبرّز فى
جميع أجزاء الحكمة ،محقّق مدقّق مفيدا و مستفيدا فى صحبة المحقّق الطّوسى 3،و مؤيّد ال33دين العروض33ى ال ّدمش33قى ،و
كان متبح ّرا فى الهندسة و آالت الرّصد ،توفّى بمراغة فجأة فى سنة أرب33ع و س3تّمأة ،و فخ33ر الّ 3دين ك33ان طبيب33ا فاض33ال
حاذقا ،و نجم ال ّدين الكاتب القزوينى المتق ّدم إلى ذكره اإلشارة -فى باب المعمرين من ه33ذا الكت33اب ،و ك33ان فاض33ال فى
الحكمة و الكالم ،و محيى ال ّدين األخالطى و كان فاضال مهندسا متبحرا فى العلوم الرياضية و مح33يى ال33دين المغ33ربي
و كان مهندسا فاضال فى العلوم الرياضيّة ،و اعمال ال ّرصد .و نجم ال ّدين الكاتب البغ33دادىّ ،و ك33ان فاض33ال فى أج33زاء
ال ّرياضى و الهندسة و علم ال ّرصد ،كاتبا مص ّو را ،و كان من احسن الخالئق خلقا و ضبطوا حركات الكواكب ،و مات
المحقّق الخواجة ،و بان النّقص فى كتاب ال ّزيج ،و لنقصهم عن ذلك لم يت ّمموه انتهى.
و كان من قلّة وفاء المل3وك الجب3ابرة ،و شّ 3دة جف3ائهم ب3الراكنين إلى م3و ّدتهم الب3ائرة ،و س3رعة قب3ولهم لس3عاية ّ
الس3عاة
األراذل ،و لو فى حق األفاضل ،و السّلوك مع أهالى اإلحس3ان إليهم على خالف م3ا يخيّل3ه اإلنس3ان الغاف3ل ،ص3در م3ا
صدر من النّاصر المحتشم ،بالنسبة إلى جنابه المحترم ،حسبما عرفته من هذه العب33ارة على التّفص33يل ،و من جمل33ة م33ا
يشهد بما ذكرناه من التّوجيه و التّعليل ،مضافا إلى قيام التجربة عليه فى ك ّل جيل ،بحيث جعل33ه بعض أه33ل المعرف33ة و
ال ّديان33ة من33اط الف33رق بين الحبّ فى هّللا و الحب من جه33ة غ33يره س33بحانه ،ف33اثبت ّ
أن األوّل من قبي33ل ت33رفيالت األنبي33اء
لالولياء ال انفصام لها ،و الثّانى من قبيل تشريفات ملوك ال ّدنيا لم يوافق آخرها ا ّولها ،هو ما ذكره بعض أرب33اب ّ
الس3ير
المعتبر من ّ
إن السّلطان هالكو خان المذكور أيضا لم يبق مع حضرة الخواجة على ما كان ،بل تغيّر عليه قلبه و وجهه
فى عين زمن اشتغاله بأمر
ص317 :
ان الملك كان ذات يوم فى صف السالم و الصّالء العا ّم ،يذكر جنابه المقّ 33دس الرّصد ،و انحطّت مرتبته من لديه فاتّفق ّ
ببعض المساوى ،و يظهر عنه ال ّش كاية مع رجال الدولة و يعدد خياناته معه مع إذ حضر ذل33ك الجن33اب عن33ده ،فل ّم33ا رآه
الملك صرف عنه وجهه ،و أظهر الكراهة من لقائه ،ث ّم التفت إليه بعد طويل من ال ّزمان ،و قال له هونا عليك يا رج33ل
إن أمر ال ّرصد يبقى بفقدك بائرا لرأيت انى كنت بقتل3ك آم3را و لهتك3ك ش3اهرا ،و مهال يا فالن ،و حذرا و سكونا فلوال ّ
أن قطب ال ّدين ال ّشيرازى كان ث ّمة حاضرا ناظرا ،فل ّما سمع بعتابات الملك مع حضرة الخواج33ة ،اغتنم الفرص33ة وقيل ّ
قال من ش ّدة عداوته الباطنيّة معه أنا إلتمام أمر ال ّزيج إن كان ال3رّاى المب33ارك يقتض33ى ش33يئا فى ح33ق الرّج33ل فلم يجب33ه
الملك بشىء ،و قام و تف ّرق المجلس ،فل ّما خرجوا و تالقى الخواجة المرحوم مع القطب ال ّشيرازى فى الطّريق ،قال له
على سبيل التّجاهل عن سوء قصده و مكنون حسده و حق33ده ،أم33ا اتّقيت هّللا فى س33فك دمى بي33دى ه33ذا المغ33ولى المتقلّب
القتّال ،حتّى واجهته بمثل ما جئت من المقال ،و هو ال يدرى بانّك أردت به الهزل و المفاكه33ة ،دون الجّ 3د و المباده33ة،
ى ح ّد لى فى المبادرة إلى غ33ير الج ّ 3د بمحض33رك أو غياب33ك،
فقال القطب :و كيف لى بالهزل و المفاكهة مع جنابك ،و أ ّ
مع ّرضا عليه رحمه هّللا بأنّه ما فعل ذلك إاّل عن قصد و عداوة و بغض شديد ،و ال يبالى من أن يفعل ب33ه الخواج33ة بع33د
ذلك ما يريد.
أقول و هذه الحكاية ينافى بظاهر ما يقتضيه التّوافى كون قطب ال ّدين الشيرازى المعهود الّ33ذى ه33و يسّ 3مى بمحم33ود بن
ّ
التعص3ب مسعود تلميذا لموالنا الخواجة و أخذا منه سيره و منهاجه ،إاّل أنه ليس ب33أوّل ق33ارورة كس33رت فى اإلس33الم و
على المذهب مذهبه للوفاء من األيّام كم3ا ق3د نق3ل مث33ل ه3ذه الخيان33ة أيض3ا عن تلمي33ذه اآلخ3ر نجم الّ 3دين عل ّى بن عم33ر
المعروف بدبيران صاحب متن «الشمسيّة» و كتابى «حكم33ة العين» و «ج33امع الّ 3دقائق» و غيره33ا ،و أنّ33ه س33أل يوم33ا
حضرة الخواجة و هو فى معركة القت33ال ،واض33عا إح33دى رجلي33ه على الرّك33اب و األخ33رى على األرض ،عن أربعم33أة
مسألة من المعضالت المشكالت الكالميّة العلميّة
ص318 :
ق بعد ما كان من المائلين إلي33ه،فأجابها جميعا فى مقدار نصف ساعة تقريبا؛ فصار هذا سببا النحرافه عن المذهب الح ّ
بل الثّابتين عليه ،و وسوس إليه ال ّشيطان بأن يقول فى نفسه إذا كان الرّجل به33ذه المثاب3ة من الفهم و ال3ّ 3ذكاء و الحف3ظ و
اإلحتواء فلعلّه ليس عل ّى أيضا أمر المذهب بأمثال هذه األمور نعوذ باهّلل من سوء المنقلب و تقلبات ال ّدهر الغرور.
ان من جملة حكايات صاحب التّرجمة ،برواية صاحب «المقامع» انّه رحمه هّللا كان فى سفر من األسفار ،ق33د ركب ث ّم ّ
سفينة فيها ثالثون رجال ،نصفهم من المسلمين ،و نص33فهم من اليه33ود ،ف33اتّقو أن تالطمت األم33واج ،و اش33رفت الس33فينة
علي الغرق ،و اتّفقت آراء أهل الس33فينة على أن يس33اهموا فمن اخرجت33ه القرع33ة ألق33وه فى البح33ر إلى أن يبل33غ آخ33رهم،
فاحتال موالنا الخواجة فى ذلك ،و أجلس الساكنين بها فى حوزة م33دوّرة ك33ان بع33د كّ 3ل أربع33ة من مس33لميهم خمس33ة من
ى واحد ،فل ّما أخذوا فى المساهمة جعلوا يع ّدون تسعة تس33عة ،و يلق33ون التّاس33ع منهم فى
اليهود ،ث ّم بعد ك ّل مسلمين يهود ّ
اليم ّم ،فهلك بهذه الحيلة جميع يهود السفينة ،و بقى المسلمون سالمين ،و قد ذكر ه33ذه الحكاي33ة فى ج33واب من س33أله عن
ترجمة هذه األبيات.
دو باز و سه زاغ و يكى چون سهيل سه روز و سه شب يك نهار و دو ليل
ث ّم قال رحمه هّللا :و هذه من جملة كرامات الخواجة رحمه هّللا .
و بعضهم أشار إلى هذه المتق ّدمة بقوله شعرا:
و يحفظ ال ّ
ضيف حيث كانا و هّللا يقضى بك ّل يسر
ص319 :
و منها أيضا برواية صاحب «الكشكول» أنّه ق ّدس س ّره كتب بعد فتح بغداد إلى أمير حلب :أ ّما بعد فقد نزلنا بغداد س33نة
ق عليه القول فأخذناه أخ33ذا وبيال، المنذرين ،فدعونا مالكها إلى طاعتنا ،فأبى فح ّ
ّ خمس و خمسين و ستّمأة ،فسآء صباح
و قد دعوناك إلى طاعتنا ،فان أتيت فروح و ريحان و جنّة نعيم ،فان أبيت فال سلّطّن منك عليك؛ فال تكن كالباعث عن
حتفه بظلفه ،و الجاذع مارن أنفه بكفّه و السّالم.
و توفّى رحمه هّللا فى دار السّالم بغداد آخر نهار اإلثنين المطابق لي33وم عي33د الغ33دير المب33ارك من ش33هور س33نة إثن33تين و
ست مأة ،عن سبعة أشهر و خمس و سبعين سنة. سبعين و ّ
و دفن بالمشهد الكاظمى على مشرّفيه السّالم فى سرداب ،و وجدوه هناك مرتّبا معيّن3ا ،و بالغض3ارات الملبن3ة المنقش3ة
باأللوان مزيّنا ،مكتوبا عليه هذا قبر قد ا ّدخره النّاصر باهّلل العبّاسى لنفسه ،فلم يجعل33ه هّللا ل33ه ألنّ33ه دفن فى الرّص33افة ،و
نقشوا على لوح ذلك المرقد المنوّر الّذى ما له فى ال ّشرف و الكرام33ة من مزي33د ،حين دفن في33ه :ه33ذا الم33ولى العمي33د ،و
الملك ال ّر شيد ،بتقدير إلهنا العزيز الحميد ،و كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد.
و نقل انّه قيل لسره فى مرض موت3ه أال توص3ى على حم3ل جس3دك إلى مش3هد النّج3ف األش3رف األطه3ر؛ فق3ال ال ب3ل
استحيى من وجه سيّدى اإلمام الهمام موسى بن جعفر عليهم33ا الس33الم ،إن ام33ر بنق33ل جس33دى من أرض33ه المق ّدس33ة ،إلى
موضع آخر .و قد م ّر نظير وقوع هذه الكيفيّة لشيخنا المفيد ،و ما نك ّرر ذكر ذل33ك و ال نعي33د ،ألنّ33ه من النّ33اظرين غ33ير
أن لقب نصير ال ّدين لجماعة من علمائنا المجّ 3دين اش33ير إلى أس33مائهم الف33اخرة ،فى ذي33ل ترجم33ة عل ّى بن
بعيد ،ث ّم ليعلم ّ
الطوسى مع زيادة بسط فيها بالنّسبة إلى نصير ال ّدين القاشى المعاصر ،لصاحب العن33وان علي33ه و عليهم الرّحم33ة حمزة ّ
و الرضوان ،من هّللا الملك المنّان.
ص320 :
130
589السيد السند الفاضل الجليل رضى الدين محمد بن محمد بن زين الدين بن الداعى العلوى الحسينى االوى
الراوى عن السيّد بن طاوس الحسنى ،و والد السيّد كمال ال ّدين المرتضى حسن ابن مح ّم33د بن مح ّم33د الحس33ينى اآلوى،
ى عن المحقّق الحلّى ،و الخواجه نصير ال ّدين مح ّمد الطّوسى -ق ّدس سرّهما الق ّدوسى -و اآلتى ذكره متّصال به33ذه
الراو ّ
التّرجمة ،فى ذيل مشايخ السيّد بن معية الحسنى الديباجى.
كان من أجاّل ء العلماء و السّادات ،و أفاضل المح ّدثين الثّقاة ،و أعاظم مشايخ اإلجازات ،و كذلك ولده العظيم ال ّشأن ،و
والده و ج ّده المح ّمدان المتق ّدمان ،بل ج ّد أبيه الملقّب بزين الفريد ،و المصحّف فى بعض المواض3ع بمزي3د ،و جّ 3د ج33ده
المشتهر بالسيّد ال ّداعى الحسنى ،و كأنّه المترجم فى فهرست ال ّشيخ منتجب ال ّدين القم ّى بعنوان الس 3يّد أبى الخ33ير داعى
بن الرّضا بن مح ّمد بن العلو ّ
ى الحسينى مع قوله فى وصفه فاضل ،مح33دث ،واع33ظ ل33ه كت33اب «آث33ار االب33رار و أن33وار
االخيار» فى االحاديث اخبرنا به السيد االصيل المرتضى بن المجتبى بن العلوى العمرى عنه ،و ه33و غ33ير الس 3يّد أبى
الفضل ال ّداعى بن عل ّى الحسينى السيّدى ،الّذى هو من مشايخ ابن شهر -آشوب المازندرانى.
و م ّرة أخرى بعنوان السيّد رضى ال ّدين مح ّمد بن مح ّمد بن مح ّمد بن زين الدين بن
______________________________
(*) ل33ه ترجم33ة فى :ام33ل االم33ل ،303 3 :2ريحان33ة االدب ،65 3 :1فوائ33د الرض33وية ،622الك33نى و االلق33اب ،9 3 :2
المستدرك 444 :3
ص321 :
و فيه أيضا فى باب ال ّزاى مع النّون السيّد زين بن ال ّداعى الحسينى ،فاضل عالم يروي عن ال ّشيخ و المرتض33ى ،و من
عاصرهما.
)*( 130له ترجمة فى :امل االمل ،303 :2ريحانة االدب ،65 :1فوائد الرضوية ،622الكنى و االلقاب ،9 :2المستدرك 444 :3
و قال صاحب «لؤلؤة البحرين» عند ع ّده لمشايخ الشيخ شمس ال ّدين مح ّم33د بن أحم33د بن ص33الح البس33تى العي33نى ،الّ33ذى
الش3يخ رض33ى الّ 3دين عل ّى بن أحم33د المزي33دى ،و عن ابن ص33الح ،عن الس3يّد يروي عنه شيخنا ال ّشهيد األوّل ،بواس33طة ّ
الفقيه ال ّزاهد محمد بن مح ّمد بن مح ّمد بن زيد ال ّداعى الحسينى ،عن أبيه عن أبيه عن أبيه؛ أربع مرّات؛ عن ال ّشيخ أبى
جعفر الطوسى ،و عن المرتضى ،و عن ساّل ر ،و القاضى عبد العزيز بن البرّاج و ال ّشيخ أبى الصّالح ،و تق ّى بن نجم
أن ال ّشيخ شمس الّ 3دين بن ص33الح الم33ذكور ،فى الحلبّى ،جميع ما صنّفوه و رووه و اجيز لهم روايته و سمعوه ،و أقول ّ
سند هذه ال ّرواية ،هو الذى يكون له الرواية أيضا عن السيّد ف ّخار بن معد الموس33وىّ ،م33ع أنّ33ه أعلى طبق33ة من ص33احب
العنوان بدرجتين ،و الوجه فى ذلك ما نقله عنه شيخنا ال ّشهيد الثانى رحمه هّللا .فقال:
قال ال ّشيخ مح ّمد بن صالح :روى لى السيّد ف ّخار فى السّنة الّتى توفّى -رضى هّللا عنه فيها و هى س33نة ثالثين و س3تّمأة،
و سبب ذلك أنّه جاء إلى بالدنا و خدمته ،و كنت أنا صبيا أتولّى خدمته فأجاز لى ،و ق3ال لى س3تعرف فيم3ا بع3د حالوة
ما خصّصتك به.
فن من فنون الرّواية بلس33ان أرب33ابان رواية ال ّرجل عن آبائه األربعة بهذا التّرتيب قسم من أقسام المسلسل الّذى هو ّ
ث ّم ّ
فن الحديث ،و من هذا القبيل أيضا رواية الحسن بن أحمد بن مح ّمد بن جعف33ر بن هب3ة هّللا بن نم33ا الحلّى ،عن ال ّدراية و ّ
أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه هبة هّللا بن نما ،عن إلياس بن هشام الحائرى ،عن أبى عل ّى بن الشيخ.
ان من جملة المسلسل باتّفاق اآلباء الخمسة رواية ال ّشيخ الجليل بابويه
كما ّ
ص322 :
ابن سعد بن مح ّمد بن الحسن بن الحسين بن على بن الحسين ابن بابويه األ ّول عن أبيه عن أبي33ه عن أبي33ه عن أبي33ه عن
أبيه عل ّى بن بابويه الّذى هو والد شيخنا الصّدوق.
و من المتسلسل باتّف33اق اآلب33اء الس3تّة رواي33ة الش33يخ منتجب الّ 3دين عل ّى بن عبي33د هّللا بن الحس33ن بن الحس33ين بن الحس33ن
الحس33ين بن عل ّى بن الحس33ين بن بابوي33ه الق ّمى ،فى كتاب33ه «األربعين عن األربين من األربعين فى فض33ايل عل ّى أم33ير
صدوق المذكور ،و سوف ي33أتى فى ترجم33ة الس 3يّدست مرّات ،إلى أن يتّصل بشيخنا ال ّ المؤمنين عليه السالم» عن أبيه ّ
صدر ال ّدين مح ّمد بن االمير غياث ال ّدين منصور بن األمير صدر الشيرازى الحكيم المتألّه المشهور روايت3ه -عن أبي3ه
عن ج ّده األمير صدر المزبور ،عن أبيه إب33راهيم بن مح ّم33د بن إس33حاق بن عل ّى بن عربش33اه بن أم33يران بن أم33يرى بن
الحسن بن الحسين بن عل ّى بن زيد بن عل ّى بن مح ّمد بن على بن جعفر بن مح ّمد بن زي33د بن عل ّى بن الحس33ين بن عل ّى
بن أبي طالب على االئ ّمة منهم السّالم إلى ي33وم القي33ام ،عن أبي33ه عن أبي33ه عن أبي33ه تس33ع عش33ر م3رّة إلى أن إلى موالن33ا
اإلمام الهمام ،زين العابدين و سيّد السّاجدين و هذا غريب لم أر مثل33ه بالنّس33بة إلى أح33د من المتقّ 3دمين و المت33أخرّين ،ال
فى الشيعة و ال فى المخالفين كثيرا ما ايضا يوجد رواية آحاد سلسلة األئ ّمة المعصومين 3،على وجه التّرتيب و السّلسلة
عن أبيهم العلّى األعلى أمير المؤمنين -صلوات هّللا و سالمه عليهم أجمعين -و ّ
لكن السّند ال يزيد بهذه الصّفة ق33وّة و ال
ضعفا ،و ال يكون ذلك ااّل زنية فيه و تي ّمنا و لطفا كما ال يخفى.
و نظير هذه ال ّروايات أيضا رواية شيخنا ال ّشهيد «الصّحيفة الكاملة» عن الس3يّد الجلي33ل ّ
النس3ابة الواقع33ة أوص33افه ،بع33د
هذه التّرجمة ،و هو السيّد تاج ال ّدين بن معيّة الحسنى ال ّديباجى ،عن أبيه السيّد أبى جعفر القاسم عن خاله تاج ال ّدين أبى
عب33د هّللا جعف33ر بن مح ّم33د بن معيّ33ة ،عن وال33ده الس 3يّد مج33د ال ّ 3دين مح ّم33د بن الحس33ن بن معيّ33ة عن ابن ش33هر آش33وب
المازندرانى ،المتق ّدم ذكره ال ّشريف.
بقى الكالم على نسبة الرّجل و هى اآلوى على وزن ال ّراوى ،فنقول هى نسبة إلى آوه و هى على وزن ساوه ،بليدة فى
عراق العجم من توابع رديفها المذكور ،كما ّ
ان
ص323 :
البلدتين جميعا فى هذه األزمنة من توابع دار اإليمان قم المباركة ،و فى «القاموس» و آوه بلد ق33رب ال3رّى ،و يق33ال ل33ه
آبة يعنى بالباء المو ّحدة ،و منه يظه33ر ع33دم التّعّ 3دد بينهم33ا فى المع33نى ،و ع33دم اش33تهار ه33ذه التّس33مية بين أه33ل اللّغ33ة و
التّواريخ إاّل بالباء ،و لذا جعلت النّسبة إليها بهذا الوجه الذى عرفته مخصوصة بأهل بيت ه3ذا الرّج33ل بخالفه33ا بالب33اء،
فانّها واقعة فى الكتب الفقهيّة و غيرها ،بالنّسبة إلي جماعة منهم الحسن بن أبى طالب اليوسف ّى اآلبى ،صاحب «كش33ف
الرّموز» المتق ّدم ذكره فى ذيل ترجمة المحقّق الحلّى رحمه هّللا .
و منهم القاضى شرف ال ّدين صاعد بن مح ّمد البريدى اآلبى -المتق ّدم ذكره فى باب ال ّ
صاد مع اإلشارة إلى حقيقة ه33اتين
النّسبتين.
و منهم ال ّشيخ الفقيه الصالح الثّقة موفّق ال ّدين الحسن بن مح ّمد بن الحسن اآلبى المدع ّو بخواجه السّاكن بقري33ة الراش33دة
من ال ّرى ،تلميذ المفيد امير كابن أبى اللّحيم.
و كان من هذه الجهة لم يذكرها ص33احب «تلخيص اآلث33ار» الّ33ذى ه33و فى ترجم33ة بالد األقط33ار إاّل بالب33اء ،و ق33ال بع33د
تذكرتها بهذا العنوان بليدة بقرب ساوة طيّبة إاّل انّها شيعة غالية جدا ،و بينهم و بين أه33ل س33اوه من33افرة ّ
ألن أه33ل س33اوه
سنيّة و هم شيعة ،بينها و بين ساوة نهر عظيم ،سي ّما وقت ال ّر بيع بنى عليه إتابك شيرگير قنظرة عجيبة ،و هى سبعون
طاقا ،ليس على وجه االرض مثلها ،قيل و من هذه القنطرة إلى ساوه أرض طينها االزب ،اذا وقع عليها المط33ر امتن33ع
السلوك فيها ،و لذا اتّخذوا لها جا ّدة من الحجر المفروش مقدار فرسخين و لبعض33هم فى األش33ارة إلى شّ 3دة المع33اداة بين
القريتين.
590السيد النسيب و االيد النقيب تاج الملة و الدين ابو عبد هّللا محمد بن السيد ابى جعف33ر القاس33م بن الحس33ين بن معي33ة
131
الحلى الحسنى الديباجى
نسبة إلى بيع الديباج مثل الزجاج ّى -بالنسبة إلى ال ّزجاج ق ّل من اشتهر اسمه و بهر رسمه فى طريق اإلج33ازات بمثاب33ة
هذا الرّكن ال ّر كين و البلد األمين؛ بل لم يعهد مثله فى كثرة األساتيد و المشايخ ،و جباية العلم ال ّراسخ الباذخ ،فى جمي33ع
علمائنا المتق ّدمين و المتأخرين.
و هو من جملة سادات بنى الحسن المجتبى عليه السّالم ،من شعبة الحسن المثنّى من دوحة اب33راهيم بن الحس33ن الملقّب
بابراهيم القمر ،من شجرة اإلمامزاده إسماعيل المشتهر باسماعيل ال ّديباج ،من سلسلة ولده الحسن ال ّشهيد ب33الف ّخ الملقّب
بالحسن التّج أخى إبراهيم المدع ّو بطباطب3اء اآلتى إلى ذك3ره اإلش3ارة إنش3اء هّللا ،فى ذي3ل ترجم3ة موالن3ا الس3يّد مح ّم3د
ى النجفى الطّباطب33ائى رحم33ه هّللا ،من س33اللة ول33ده الحس33ن بن الحس33ن ،من جرثوم33ة ول33ده الس3يّد أبى القاس33م عل ّى
مه33د ّ
المعروف بابن معيّة ،و هى أ ّمة و بها يعرف عقبها و هى معيّة بنت مح ّمد بن جارية بن معاوية بن اسحاق بن زي33د بن
حارثة الكوفيّة األنصاريّة.
و قد ذكره تلميذ الرّشيد المتبّحر النسابة و السيّد العاّل مة احمد بن عل ّى بن الحسين الحسنّى ،فى كتاب33ه المتقّ 3دم الموس33وم
ب «عمدة الطالب فى أنس33اب آل أبى ط33الب» و ق33ال عن33د عّ 3ده ألعق33اب الس3يّد أبى القاس33م عل ّى بن الحس33ن بن الحس33ن
ال ّشهير بابن معية ،ث ّم انتهى كلمه إلى ذكر السيّد جالل ال ّدين أبى جعفر الّذى هو والد صاحب
______________________________
(*) له ترجمة فى :اعيان الشيعة ،196 3:46امل االم33ل ،294 3:2ريحان33ة االدب 216 3:8 3:3عم33دة الط33الب ،258
فوائد الرضوية ،591الكنى و االلقاب ،415 :1لؤلؤة البحرين ،185المستدرك 439 :3
ص325 :
التّرجمة.
و كان له -ق ّدس س ّره -إبنان أحدهما زك ّى ال ّدين ،مات عن بنت و انقرض .و اآلخر شيخى المولى السيّد الع33الم الفاض33ل
الس3ماعات ّ
الش3ريفة ،أدركت33ه، الفقيه الحاسب النّسابة المصنّف إليه إنتهى علم النّسب فى زمانه ،و له األسناد العالية؛ و ّ
ق ّدس هّللا روحه -شيخا و خدمته قريبا من إثنتى عشرة سنة ،قرأت عليه ما أمكن حديثا و نسبا و فقها و حس33ابا و أدب33ا و
تاريخا و شعرا إلى غير ذلك ،و صاهرته رحمه هّللا على ابنة له ماتت طفلة ،فاج33از لى أن االزم33ه ليال ،فكنت االزم33ه
ليالى من األسبوع أقرأ فيها ماال يمعنى فيه النّوم ،فمن تصانيفه كتاب فى معرفة الرّجال خرج فى مجلّدين ض33خمين ،و
)*( 131له ترجمة فى :اعيان الشيعة ،196 3:46امل االمل ،294 3:2ريحانة االدب 216 3:8 3:3عمدة الط33الب ،258فوائ33د الرض33وية ،591الك33نى و
االلقاب ،415 :1لؤلؤة البحرين ،185المستدرك 439 :3
كتاب «نهاية الطّالب فى نسب آل أبى طالب» خرج فى إثنا عشر مجلّدا ضخمة؛ قرأت علي33ه أك33ثره ،و كت33اب «الثم33رة
الظّاهرة من ال ّشجرة الطّاهرة» أربع مجلّدات فى أنساب الطّالبين مش ّجرا قرأته عليه بتمامه.
و منها كتاب «الفلك المشحون فى انساب القبائل و البطون» إلى أن قال :و منها كتاب «اخبار األمم» خرج منه أح33د و
عشرون مجلّدا ،و كان يقدر إتمامه فى مأة مجلّد ك ّل مجلّد أربعمأة ورقة ،و منها كتاب «سبك ّ
الذهب فى شبك النّس33ب»
مختصرا مفيدا قرأته عليه بتمامه ،و منها كتاب «الحدوة الزينيّة» و كتاب «تذييل األعقاب» و كت33اب «كش33ف األلب3اس
فى نسب بنى العبّاس» و منها رسالة «اإلبتهاج فى الحساب» و كت33اب «منه33اج الع ّم33ال فى ض33بط األعم33ال» إلى غ33ير
ذلك من كتبه فى الفقه و الحساب و العروض و الحديث.
و كان يتولّى للنّاس لب3اس الفت3وة و يع3ترى إلي3ه أهل3ه و يحكم في3ه بم3ا رآه فيطيع3ون أم3ره و يمتثل3ون مرس3ومه و ه3ذا
المنصب ميراث آلل معيّة ،منذ عهد النّاصر لدين هّللا ؛ و قد كان بعض آل معيّه يعارض النّقيب تاج ال ّدين فى ذلك.
ث ّم إلى أن قال :و كان إليه البأس خرقه التّص ّوف غير منازع فى ذلك ال يلبس غيره أو من يعترى إليه؛ و أ ّما النّسب فلم
يمت حتّى أجمع نسّاب العرب على تلّمذه و
ص326 :
الفن قريبا من خمسين سنة يشار اليه فيه إليه باألص33ابع فأ ّم33ا روايت33ه و اتّس33اعها و
اإلستفادة منه ،و كان متق ّدما فى هذا ّ
معرفته لغوامض الحديث و الحاقه األحفاد باألجداد ،فامر لم يخالف فيه أحد و من أشعاره:
إلى تمام عشرة مصاريع تاتى إليها اإلشارة فى أواخر هذا الباب انشاء هّللا .
و كان رحمه هّللا من أعاظم تالمذة العاّل مة ،و ولده فخر المحقّقين؛ و ابن أخته السيّد عميد ال ّدين و اإلم3ام األعلم نص3ير
ال ّدين القاشانى ،و من أفاخم مشايخ شيخنا ال ّشهيد األ ّول ،و ولديه الجليلين مح ّمد و عل ّى؛ و له الرّواية عن ج ّم غف3ير من
ّ
بخطه فى إجازته لل ّشهيد. العلماء المرضييّن؛ أكثرهم من السّادات العلويّين ،و أسماؤهم مسطورة
كما نقل عنه صاحب «المعالم» فى إجازته الكبيرة المشهورة ،فقال و هى عن33دى فأنّ33ا أورد كالم33ه فيه33ا بعين33ه ،و ه33ذه
صورته :فمن مشايخى الّذي يروي عنّى عنهم موالنا ال ّشيخ اإلمام الربّانى السّعيد ،جمال ال ّدين ،أبو منصور الحسن بن
المطهّر -ق ّدس هّللا روحه -و ال ّشيخ السّعيد صف ّى ال ّدين مح ّمد بن سعيد ،و ال ّشيخ السّعيد المرحوم نجم ال ّ 3دين أب33و القاس33م
عبد هّللا بن حمالن ،و السيّد الجليل .السّعيد جمال ال ّدين يوس33ف بن ناص33ر بن ح ّم33اد الحس33ينى ،و الس3يّد الجلي33ل ّ
الس3عيد
الس3عيد المرح3وم علم الّ 3دين المرتض3ى عل ّى بن صخر الحسينى ،و شيخى ّ جالل ال ّدين جعفر بن عل ّى بن صاحب دار ال ّ
عبد الحميد بن ف ّخار الموسوى ،و السيّد الجليل السّعيد المرحوم رض ّى الّ 3دين أب33و القاس33م عل ّى بن ّ
الس3عيد غي33اث الّ 3دين
عبد الكريم بن طاوس الحسنّى ،و والدى السيّد السّعيد ابو جعفر القاس33م بن معي33ة الحس33نى و القاض33ى الس33عيد المرح33وم
تاج الدين ابو على محمد بن محفوظ بن وشاح و السيد السعيد المرحوم ص33فى الّ 3دين مح ّم33د بن الحس33ن بن ابى الرّض33ا
العلوىّ ،و السيّد السّعيد المرحوم صفى ال ّدين مح ّمد بن مح ّم د بن أبى الحسن الموسوى ،و العدل األمين المرحوم جالل
ال ّدين مح ّمد بن السّعيد المرحوم جالل ال ّدين مح ّمد بن السعيد المرحوم شمس ال ّدين مح ّمد بن احمد بن الكوف ّى الهاشم ّى،
و السيّد السّعيد المرحوم كمال ال ّدين الرّضى الحسن
ص327 :
الش3يخ ّ
الس3عيد ابن مح ّمد بن اآلوى الحسينى ،و ال ّشيخ األمين زين ال ّدين جعفر بن عل ّى بن يوس33ف بن ع33روة الحلّى ،و ّ
مهذب ال ّدين محمود بن يحيى بن محمود بن سالم ال ّشيبانى الحلّى ،و السيّد السّعيد المرح33وم ناص33ر ال ّ 3دين عب33د المطلّب
ّ
بن پادشاه الحسينى الخرزى ،صاحب التّصانيف ال ّشائرة ،و ال ّشيخ ال ّزاهد السعيد المرحوم كمال ال ّدين عل ّى بن الحسين
الس3عيد المرح3وم فخ3ر الّ 3دين أحم33د بن عل ّى بن عرف33ة الحس3ن ّى ،و الس3يّد اإلم33ام ّ
الس3عيد بن ح ّم33اد الواس3طى ،و الس3يّد ّ
المرحوم مجد ال ّدين أبو الفوارس مح ّمد بن أعرج الحس33ينى و الس33يد اإلم33ام الس33عيد المرح33وم ض33ياء ال33دين عب33د هّللا بن
الس3يد الس3عيد مج3د ال3دين ابى الف3وارس محم3د بن األع3رج الحس3ينى ،و ّ
الش3يخ الع3الم ش3مس الّ 3دين مح ّم3د بن الغ3زال
المضرى الكوف ّى.
ث ّم قال و من مشايخ الّ ذين استفدت منهم من اراش جناحى و ازكى مصباحى و حبانى نفايس العلوم ،و ابرأ رداء نفسى
ق و الّ 3دين ،أب33و عب33د هّللا بن عب33د
من الكلوم ،و هو درة الفخر ،و فريدة ال ّدهر ،موالنا اإلمام الربّانى ،عميد الملّة و الحّ 3
يس3ر هّللا
المطلّب بن األعرج أدام هّللا شرفه ،و خصّ بالصّالة و السّالم س3لفه ،فه3و الّ3ذى خرج3نى و درج3نى و الى م3ا ّ
ق و الّ 3دين، تعالى من العلوم أرشدنى ،و منهم ال ّشيخ اإلمام العاّل مة بقيّ33ة الفض33الء أنم33وزج العلم33اء؛ فخ33ر الملّ33ة و الحّ 3
قو مح ّمد بن المطّهر حرس هّللا نفسه ،و أنمى غرسه ،و منهم ال ّشيخ اإلمام العاّل مة أوحد عص33ره ،نص33ير الملّ33ة و الحّ 3
ال ّدين عل ّى بن مح ّمد بن عل ّى القاشى ،و ال ّشيخ اإلمام الفقيه الفاضل رضى ال ّدين عل ّى بن أحمد المزيدىّ -حرس33هما هّللا -
و م ّمن صاحبته و استفدت منه ،فرويت عنه.
و روى عنّى السيّد الجليل الفقيه العالم ع ّز ال ّدين الحسن بن أبى الفتح ابن الّ 3دهان الحس33ينى؛ و ّ
الش3يخ ّ
الس3عيد المرح33وم
جمال ال ّدين أحمد بن مح ّم3د بن الحّ 3داد و ّ
الش3يخ الع3الم الفاض3ل ش3مس الّ 3دين مح ّم3د بن عل ّى بن غنّى ،و الفقي3د الس3عيد
المرحوم قوام ال ّدين مح ّمد بن الفقيه رضى ال ّدين عل ّى بن مطهّر ،و م ّمن رويت عن33ه من المش33ايخ أيض33ا الفقي33ه ّ
الس3عيد
المرحوم ظهير ال ّدين مح ّمد بن مح ّمد بن مطهّر انتهى و المراد بهذا ال ّرجل األخير هو ظه33ير ال33دين ابن فخ33ر المحققين
ابن العاّل مة المس ّمى
ص328 :
باسم أبيه ،و المتوفّى فى حياته حسبما نصّ عليه صاحب «المعالم» فى حاشية اجازته المذكورة ،و أشير إليه أيضا فى
صورة :و فيه أيضا من ال ّداللة على طول عمر ال ّرجل فى صحبته العلم33اء األب3رار ،و
ضمن ما نقله من اإلجازة بهذه ال ّ
إلقائه الكبر و الحشمة فى خدمة ال ّشرفاء و األخيار ما ال يخفى.
و قد ذكره صاحب «امل اآلمل» بعنوان السيّد تاج ال ّدين أبو عبد هّللا مح ّمد بن القاسم بن معيّة الحسنى ال ّديباجى ،ث ّم قال
الش3هيد ،و ذك3ره فى بعض إجازات3ه انّ3ه أعجوب3ة ال ّزم3ان فى فى صفته فاضل عالم جليل القدر شاعر أديب يروي عنه ّ
جميع الفضائل و المآثر.
و قال ال ّشهيد الثّانى فى اجازته لل ّشيخ حسين بن عبد الصّمد ،و رأيت خطّ هذا ال ّسيّد المعظّم باإلجازة لش33يخنا مح ّم33د بن
بست المشايخ انتهى. ّ م ّكى ،و ولديه مح ّمد و على ،و ألختهما أ ّم الحسن فاطمة المدعوّة
قلت و فى اإلجازة المذكورة هنا زيادة ،و لجميع المسلمين م ّمن أدرك جزء من حياته و هى من خصائص ه33ذا الرّج33ل
إن لم تخالف سيرة العلماء األثبات فى تدوين اإلجازات فليتا ّمل و ال يغفل.
و من شعره ل ّما وقف على بعض أنساب العلوييّن و رأى قبح أفعالهم فكتب إليه:
اذا نال من اعراضكم شتم شاتم يعز على اسالفكم يا بنى العال
اسأتم الى تلك العظام الرّمائم بنوا لكم مجد الحيوة فما لكم
فكيف بيان خلفه الف هادم ارى الف بان ال يقوم لهادم
و قوله:
ص329 :
ان ال ّدهر يمسى مغلّبا
تيقّن ّ و من غلب األيّام فيما يرومه
رأيت هذه األبيات و الّتى قبلها بخطّ ال ّشيخ حسن بن ال ّشهيد الثّانى ق ّدس سرّهما
ّ
أن بالفعل خسته األصل توسى أحسن الفعل ال ت ّمت بأصل
ّ
ان قارون كان من قوم موسى نسب المرء وحده ليس يجدى
هذا و من جملة من ذكره أيضا صاحب «األمل» من أهل بيت هذا الرّج33ل أب33وه الفاض33ل المتقّ 3دم فق33ال فى ب33اب الق33اف
السيّد أبو جعفر القاسم بن الحسين بن معيّة الحسنّى فاضل صدوق يروي عنه ابنه مح ّم33د و منهم الس3يّد ت33اج الّ 3دين أب33و
عبد هّللا جعفر بن مح ّمد بن معيّة الحسنّى ،فقال فى ترجمته عالم جليل روى عنه إبن أخيه القاس33م بن معيّ33ة ،و تق ّ 3دم فى
أن ج ّده األ ّم ى أيضا كان من أعاظم مشايخ اإلجازة و يروي عن ابن شهر آشوب المازندرانى -المتق ّدم التّرجمة السّابقة ّ
ى الحلّى ،و اإلشارة إلى أشعاره الف33اخرة فى مص 3نّفات المنص33فين ذكره ال ّشريف -و كثيرا ما يوجد ذكر ابن معيّة العلو ّ
من المخالفين ،و كان له ال ّرواية أيضا عنهم كم33ا هى طريق33ة علمائن33ا فى ذل33ك ال ّزم33ان أف33اض هّللا تع33الى عليهم ش33آبيب
الغفران.
و قال صاحب «اللّؤلؤة» عند ذكره لصاحب التّرجمة ،فكان هذا ال ّسيّد عاّل مة نسّابة فاضال عظيما ،ي33روى عن33ه ش33يخنا
ال ّشهيد إلى آخر ما ذكره ،و ليس لنا أن تكرّره.
نعم بقى الكالم فى ضبط لفظة معيّة الّتى هى بعض آباء ال ّرجل أو لقبه فنقول هى كما ذكره أيضا صاحب «اللّؤل33ؤة» و
غيره بض ّم الميم و فتح المهملة و تشديد الياء المثنّاة التّحتانيّة و الهاء أخيرا ،و على هذا فهى فى األصل تص33غير مع33اء
مثل سميّة فى تصغير سماء و كان ذلك الملقّب بها كان مع ّوجة القامة منحولة األط3راف مفق33ودة اإلس3تقامة و هّللا الع3الم
بحقايق األمور.
ص330 :
591زين المجتهدين و سيف المجتلدين شيخنا الغالب ابو طالب محمد بن العالمة المطلق جمال الدين حسن بن يوسف
132
بن المطهر الحلى
)*( 132له ترجمة فى :امل اآلمل ،260 3:2تنقيح المقال ،106 3:3جامع الرواة ،96 3:2ريحانة االدب 306 3:4الذريعة ،496 3:2فوائد الرضويه ،486
الكنى و االلقاب 16 :13مجالس المؤمنين 576 :1المستدرك .459 :3
الملقّب عند والده بفخر ال ّدين ،و فى سائر مراصده و موارده بفخر المحقّقين ،و رأس المدقّقين حسب الداللة على غاية
نباهته فى العلوم الحقّة ،و نهاية جاللته فى هذه الطّائفة المحقّة ش ّدة عناية والده المسلّم عند جميع علماء أهل اإلسالم ،و
صميم له فى كثير من مؤلّفاته و مصنّفاته و التماسه ال ّدعا قيامه مع انّه أبوه و قوامه بح ّ
ق احترامه و ثناؤه به و دعاؤه ال ّ
منه و القرآن له فى حياته و بعد مماته ،و سرعة األجابة له باجاءة ما كان يلتمسه من التّأليف و التّصنيف ،و توشيح ما
رقمه له بصريح اسمه ال ّشريف على رسمه المنيف ،و اهداء تحفة ال ّدعاء و التّحيّة إليه ،فى كثير م ّما ق33د حقّ33ق ب33ه من33اه
بمثل قوله جعلنى هّللا فداه ،و من ك ّل سوء و قاه ،مضافا إلى م33ا رف33ع فى وص33فه ش33يخنا ّ
الش3هيد ،و تلمي33ذه الرّش33يد ،من
القصر المشيد ،و القول السّديد ،مع عدم معهوديّة المبالغة منه و التّأكيد فى مقام التّزكية و التّمجيد ،فمن جملة ما ذك33ره
من قبيل ألفاظ التّرقية و التّبجيل ،بالنّسبة إليه فى ذيل إجازته لل ّشيخ شمس الملّة و ال ّدين ابن نج33دة المتلّم33ذ فى كث33ير من
المراتب لديه قوله :و أ ّما مصنّفات األمام ابن المطهّر رضى هّللا عنه فانّى أرويها عن ع ّدة من أصحابنا إلى أن ق33ال :و
منهم ال ّش يخ اإلمام سلطان العلماء ،و منتهى الفضالء و النبالء ،خاتمة المجتهدين فخر الملّة و ال ّدين ،أب33و ط33الب مح ّم33د
بن ال ّشيخ اإلمام السّعيد ،جمال ال ّدين بن المطهّر -م ّد هّللا فى عمره م ّدا ،و جعل بينه و بين الحادثات س ّدا ،هذا.
و من جملة ما رسمه باسمه ال ّشريف والده اإلمام العاّل مة أعلى هّللا مقامهما فى
______________________________
(*) له ترجمة فى :امل اآلمل ،260 3:2تنقيح المقال ،106 3:3جامع الرواة ،96 3:2ريحانة االدب 306 3:4الذريعة
،496 :2فوائد الرضويه ،486الكنى و االلقاب 16 :13مجالس المؤمنين 576 :1المستدرك .459 :3
ص331 :
3ان اض33عف عب33اد هّللا تع33الى دار المقامة كتابه المتّسم باأللفين ،و هذه عبارته هن3اك عقيب الحم33د و ّ
الص3الة :أ ّم33ا بع33د فّ 3
الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّى ،يقول أجبت سؤال ولدى العزي33ز عل ّى مح ّم33د أص33لح هّللا أم33ر داري33ه كم33ا ه33و ب33ا ّر
بوالديه ،و رزقه أسباب السّعادات الدنيويّة و األخرويّة ،كما اطأعنى فى استعمال قواه العقليّة و الحسيّة و اسعفه ببل33وغ
آماله كما أرضانى بأقواله و أفعاله ،و جمع له بين ال ّر ياستين كما لم يعصنى طرفة عين من امالء هذا الكتاب الموس33وم
صدق و المين :فأوردت فيه من األدلّة اليقينيّة ،و ال33براهين العقليّ33ة أو النّقليّ33ة أل33ف دلي33ل
بكتاب «األلفين» الفارق بين ال ّ
الس3الم ،و أل3ف دلي3ل على إبط3ال ش3به الطّ3اغين و أوردت في3ه من على إمامه سيّد الوصييّن؛ عل ّى بن أبى طالب عليه ّ
األدلّة على باقى األئ ّمة عليهم السّالم ،ما فيه كفاية للمسترشدين ،و جعلت ثوابه لولدى مح ّم33د وق33اه هّللا تع33الى علي33ه كّ 3ل
محذور ،و صرف عنه جميع الشرور ،و بلغه جميع أمانية و كفاه هّللا أمر معادي33ه ،و ش33انيه و ق33د رتّبت33ه على مق ّدم33ة و
مقالتين و خاتمة ،أ ّما المق ّدمة ففيها مباحث البحث األوّل أ ّما اإلمام هو األنسان الّذى له الرّياسة العا ّمة فى أمور الّ 3دنيا و
اآلخرة إلى آخر ما ذكره و قررّه.
ان إمامن33ا العاّل م3ة الم33برور ق3د أت ّم كتاب33ه الم33ذكور ،و أس3بغ تم33ام األلفين من األدلّ3ة فى
و يظهر من هذه العبارة أيض3ا ّ
إجزاء ما عمله من ال ّزبور و عليه فما يلقف فى نسخة الموجودة فى هذا األعص33ار من النّقص33ان الم33بين ،و اإلنحص33ار
فيم33ا ي33نيف على ال33ف من تل33ك االدلّ33ة المحكم33ة و ال33براهين ،م33ع زي33ادة ني33ف و عش33رين مب33نى على ك33ون ه33ذه الع33دة
بالخصوص خارجة عن المس ّودات ،و ناتجة لمآثراه من النّسخ المنبثّات ،و ّ
إن البقيّة واقع33ة من جه33ة ع33دم تبيض3ها إلى
الحال ،فى مكمن الضّياع و ّ
الض3الل ،و بواس3طة ع3دم تعريض3ها على أنظ3ار أه3ل المعرف3ة و اإلفض3ال ،فى مع3رض
ال ّزوال و اإلضمحالل.
كما يشهد لك بحقّية هذه الفتوى ،و عليّة محض ذا المعنى وقوع تبييض مجلدته األولى بيد ولده المك ّمل لج ّل ما إلى ب33ل
المنول لكل ما أدلى و المذيل لك ّل ما أملى
ص332 :
و كما يرشدك إلى بناء هذا الوقوع ،و تحقّق هذا الموضوع ،و علّة طلوع هذه الجملة من مجموع ما أهمل من الجم33وع
وقوع رقم جناب المؤلّف بعد جفاف قلمه من هذه النّسخة المنقولة مع إنهاء ولده المذكور أيضا بعد رقمه على مثل ه33ذه
المقولة ،و فرغ من تسويده الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّى ،فى العشرين من شهر ربيع اال ّول لسنة تسع و سبعمأة
ّ
س3ت و عش33رين و ببلدة دينور ،و فرغ من تبيضه ولده مح ّم3د بن الحس33ن بن المطهّ3ر فى س33ادس جم3ادى االولى لس33نة
سبعمأه بعد وفاة المصنّف -ق ّدس هّللا روحه و ن ّور ضريحه -انتهى.
و قد يحقّق ذلك أيضا ما رأيناه فى حاشية نسخة كت3اب «األلفين» الموج33ودة عن33دنا من التّعلي3ق الرّش3يق ،المتعلّ3ق به3ذا
الولد الب ّر ال ّشفيق ،و المتّض ّمن لفوائ3د كث3يرة يلي3ق أن يس3تمتع به3ا إخوانن3ا األوفي3اء ب3المواثيق ،فى مث3ل ه3ذا الموض3ع
الحقيق ،و هو على موضع ذكر إمامنا العاّل مة -اعلى هّللا تعالى مقامه و مقامه -دليله الحادى و الخمسين بعد الم3أة على
وجوب كون األئ ّم3ة من أه33ل بيت العص3مة بمث3ل ه3ذه الرّس3مة ،بال هس33مة ،يق3ول مح ّم3د بن الحس3ن بن المطّهّ3ر حيث
س3ت و عش3رين و س3بعمأة بح3دود ّ وصلت فى ترتيب هذا الكتاب إلى هذا ال ّدليل ،فى حادى عشر جم3ادى االخ3رة س3نة
إن هذا خطاب ّى ال يصلح فى المسائل البرهانيّة فتوقّفت فى كتابت33ه ،ف33رأيت وال33دى علي33ه الرحم33ة-
آذربايجان ،خطر لى ّ
تلك اللّيلة ،و قد سالنى السّلوان ،و صالحتنى األخوان ،فبكيت بكاء شديدا و شكوت إليه قلة المساعد و ك33ثرة المعان33د و
هجر األخوان ،و كثرة العدوان؛ و تواتر الكذب و البهتان ،حتّى أوجب لى ذلك جالء األوطان ،و اله33رب إلى أراض33ى
آذربايجان ،فقال لى أقطع خطابك ،فقد قطعت نياط قلبى ،قد سلّمتك إلى هّللا فهو سند من ال س33ند ل33ه ،و ج33ازى المس33ىء
إلى اإلحسان .ذلك ملك عالم عادل قادر ال يهمل مثقال ذ ّرة و عوض االخرة احب اليك من عوض ال ّدنيا ،و من اخرت33ه
االخرة فهو أخسر و أنت أكسب ،أألترض3ي بوص33ول إع33واض لم تتعب في3ه اعض3اك ،و تك3ل به3ا ق3واك و هّللا ل33و علم
الظّالم و المظلوم بخسارة التّجارة و ربحها لكان الظّلم عند المظل33وم م33ترجّى و عن33د الظّ33الم مت33وفّى ،و دع المبالغ33ة فى
الحزن عل ّى فانّى قد بلغت من المنن أقصاها ،و من
ص333 :
ال ّد رجات أعالها ،و من الغرفات ذراها ،فاقلل من البكاء ،فانا مبالغ لك فى ال ّدعاء.
فقلت يا سيّدى :ال ّدليل الحادى و الخمسون بعد المأة من كتاب «األلفين» على عصمة األ ّمة عليهم ّ
الس 3الم يعتري33نى في33ه
ك ،فقال لم قلت ألنّه خطابى ،فقال بل برهانى ،ث ّم نقل جميع ما ذكره أبوه العاّل مة فى توجيه برهانيّة ذلك ال ّ 3دليل ،إلى
ش ّ
أن وصل إلى قوله :و مع حصول المشاهدات المذكورة تحصل له المواظبة على الطّاعات و الصّارف عن المعاص33ى،
فيمتنع منه المعاصى ،و هذا هو العصمة و العلم بعصمته و حاله يحصل من ال ّرابع و طاعته أيضا به ،فيفعل الثّ33الث و
ان وجود النّبى لطف عظيم و رحمة تا ّم33ة ،ال يعرفه33ا أه33ل
هو الكمال و التّكميل ،و عند ذلك تتّم اإلمامة إعلم يا ولدىّ ،
ى للبش33ر ال ّدنيا ،و رحمة هّللا واسعة ال تختصّ بزمان دون زمان ،و ال بأهل عصر دون آخر و ال يحصل البقاء السّرمد ّ
فى دار ال ّدنيا ،فال ب ّد من وجود شخص قائم مقامه فى ك ّل عصر ،و لهذا قوله تع3الى :ي3ا َأيُّهَ3ا الَّ ِذينَ آ َمنُ3وا َأ ِطيعُ3وا هَّللا َ َو
َّسُ َ 3أ
الص3راط ول َو ولِي اَأْل ْمِ 3
3ر ِم ْن ُك ْم ،فطاعت33ه بطاعت33ه ،فعلي33ك بالتّمس33ك بوالي33ة االئ ّم33ة االث3نى عش33ر ،فانّه33ا ّ َأ ِطيعُوا الر ُ
المستقيم ،و ال ّدين القويم ،هذه وصيّتى إليك ،و هّللا خليفتى عليك ،ث ّم ت33ولّى عنّى ماش33يا ،ف33وددت ل33و قبض33ت نفس33ى و لم
لكن الحكم هّلل الواحد القهّار.تفارقهّ ،
أقول و مراده بال ّدليل -الحادى و الخمسين -الّذى سئل عنه أب3اه فى الواقع3ة ،ه3و قول3ه فى الكت3اب الم3ذكور -الح3ادى و
الخمسون -اإلمام الّذى له الرّياسة العا ّمة؛ و حكم العالم بيده ،ال ب ّد و أن يجتمع فيه أربعة أش33ياء :األوّل أن يك33ون نفس33ه
كاملة و إن كانت فى الظّ33اهر ملتحف33ة بجالبيب األب33دان ،لكنّه33ا فى نفس األم33ر ق33د خلعته33ا و تج33ردت عن ّ
الش3وائب ،و
خلصت إلى العالم القدس ّى.
الثّانى أن يكون لهم أمور خفيّة هى مشاهدتهم لما تعجز عن إدراكه األوهام ،و عن ثنائه األلسن و ابته33اجهم بم33ا العين
رأت و ال أذن سمعت ،كما قال ع ّز و ج ّل ،فال تعلم نفس ما أخفى لهم من قرّة أعين.
ص334 :
الثّالث أمور ظاهرة عنهم هى آثار كمال و إكمال كما يظهر من اقوالهم و أفعالهم
ال ّرابع آيات يختصّ بها من جملتها ما يعرف بالمعجزات و الكرامات كقلع باب خيبر ،و م33ا يظه3ر من اآلي33ات على ي3د
أمير المؤمنين عليه السّالم و إخباره بالمغيب33ات؛ و ك33ذا اخب33ار ص33احب ال ّزم33ان ب33ذلك ،ل33دليل اجم33ال ّى و تفص33يل ّى ،أ ّم33ا
اإلجمال ّى فألنّه مكمل للنّفوس و مر فيها إلى ه33ذه الم33راتب ،فال بّ 3د و أن يك33ون منه33ا ،و أ ّم33ا التّفص33يل ّى أ ّم33ا االوّل فلئال
يغمر باللّذات الجسمانية ،و القوى ال ّشهويّة و الغضبيّة ،و ال يلتفت إليها فى ح33ال ليتم ّكن من اعتم33اد الع33دل المطل33ق فى
جميع أحواله ،و انّما احتاج إلى الثّانى ليكون علومه من قبي3ل فطريّ3ة القي3اس و المنتس3قة المنتظم3ة لثب3وت حكم هّللا فى
الوقايع جزما ،و ليعلم الثّواب و العقاب و المجازات ،و يتنفّر خاطره ع ّما يبعده عن أمور اآلخرة بالكليّة ،ليكون مقرّب33ا
إليها ،و إنّما احتاج إلى الثّالث ّ
ألن اإلمام هو المك ّمل الكامل ،و إنّما احتيج إلى ال ّرابع للعلم بصدقه و بعص33مته و طاع33ة
العالم له ،فانّهم لهذا اطوع إذا تقرّر ذلك ،فنقول متى تحقّقت هذه األمور كان اإلمام معصوما قطعاّ ،
ألن ع33دم العص33مة
الذنب و الخطاء ،إنّما هو لترجيح القوى ال ّشهوانيّة ،و اللّذات الحسيّة ،على األمور العقليّ33ة ،فال يك33ون ق33د
أعنى صدور ّ
حصل له األ ّو ل فعدم العصمة مع عدم هذه االشياء ،فاذا ثبت هذه االشياء ثبتت العصمة انتهى.
و إنّما ذكرناه بطوله ألن ال يكون فى أحد من أبواب كتابنا هذا مهم3ا أمكن حال33ة انتظاريّ3ة للمالح3ظ المح33اول لألنتف3اع
منه و لو كان من جهة انجرار الكالم من الكالم ،و اقتضاء المقام تفصيال بعد اإلجمال و اإلبهام ،و على ذل33ك فنق33ول و
ان فخر المحقّقين رأى والدهان من جملة مناسبات المقام أيضا هى حكاية ما قد يوجد فى بعض المواضع المعتبرة ،من ّ ّ
العاّل مة أعلى هّللا مقامه فى منامه ،فسأله عن أحواله فى اآلخرة ،فقال فى جوابه يا بن ّى لو ال كت33اب «األلفين» و زي33ارة
الحسين عليه السّالم ،الحترقتنى الفتاوى ،فالويل ث ّم الويل ،للقضاة و أصحاب الفتيا غير العالمين منهم العاملين.
ص335 :
هذا .و من جملة فوائده المنقولة عنه فى مق ّدمات شرح كتاب «القواعد» بيان33ه م33راد وال33ده العاّل م33ة من قول33ه على رأى
المك ّرر وقوعه فى «القواعد» و «اإلرشاد» و هو انّه قال انّه إذا قال على رأى يكون إختياره ما قبله ،و نبّه بقوله على
أن فيه خالفا لبعض األصحاب قلت :ال يبعد على هذا كونه تصحيف عبارة على رأيى باليائين أو كون رس33م رأى على ّ
خطّه ال ّشريف فى مثل ذلك ك33ذلك ،إاّل ّ
أن ص33احب «مق33امع الفض33ل» تنظ33ر فى ثب33وت ه33ذا اإلص33طالح من جه33ة ع33دم
اطّراده بالنّسبة إلى مواضع منها قوله فى خيار العيب لو باع الج33انى خط33أ ض33من أقّ 3ل األخ33يرين على راى ،و األرش
على راى ،و قوله فى القبض أيضا مثل ذلك؛ ث ّم قال رحمه هّللا و الّذى يختلج بالبال فى ح ّل ه33ذا اإلش33كال ّ
إن ذل33ك إنّم33ا
الش3يخ و المحقّ33ق و العاّل م33ة ه33ذا كث33يرا م33ا ك33ان يتغيّ33ر رأيهم حتّى فى
كان من تغيّر ال ّرأى ،و قد كان المصنّفون سيّما ّ
كتاب واحد كما ال يخفى على من له أدنى ممارسة و اذا تغيّر رأيهم لم يرجعوا فيضربوا على الرّأى األوّل؛ ب33ل إكتف33وا
فى إعالم المكلّفين بظهور تأ ّخر ال ّرأى الجديد.
و من المشهور انّ3ه ق3دس س3ره ق3د ص3نّف «القواع3د» فى عش3رين س3نة ،و إن ك3ان مش3تغال فى ض3من تل3ك العش3رين
بتصانيف أخر ،فلعلّه رج ّح ضمان أق ّل األمرين مثال و كتبه و انتسخ منه البلد م ّدة؛ ث ّم رجّح بع33د ذل33ك بش33هر أو أقّ 3ل أو
أكثر ضمان األرش فكتبه و لم يضرب على األ ّول إلى آخر ما ذكره.
الص3حيح ،فى مث3ل و قد يؤيّد ذلك أيضا ما ذكره من وجود تكوّن الرّأى الّذى هو من لوازم الحرب3زة المنافي3ة لإلجته3اد ّ
ى الجزائ33رى موالنا العاّل مة أعلى هّللا مقامه ،بعد شيوع هذه النّسبة إليه بين الطائفة ،م33ا أورده س3يّدنا المحّ 3دث الموس33و ّ
رحمه هّللا فى شرحه على «تهذيب الحديث» من الحكاية الطّريفة المناسبة لهذه التّرجمة أيضا كث33يرا كالمفرح33ة األفئ33دة
من كان بمحاسن الكالم عارفا و بصيرا و هى كما أورده ث ّمة فى ذيل مسألة جواز الوضوء قبل دخ33ول وقت الفريض33ة
بنية الوجوب بهذه الصورة و قد
ص336 :
إن شيخنا العاّل مة و ولده فحر المحقّقين ،كانا مع السّلطان خدابنده مصاحبين له فى األسفار وحكى بعض أهل ال ّشروح ّ
ضأ للصالة قبل وقتها ،و مضى عليه زمان على ه33ذه الحال33ة ،ف33دخل علي33ه العاّل م33ة
األحضار ،و كان ذلك السّلطان يتو ّ
يوما فسأله ،فقال :أعد ك ّل صالة صليّتها على ذلك المنوال ،فل ّما خرج من عنده دخل علي33ه فخ33ر المحقّقين فس33أله أيض33ا
عن تلك المسألة ،فقال له :أعد صالة واحدة و هى أ ّول صالتك على ذلك الحال و ذلك انّك ل ّما توضّأت لها قب33ل دخ33ول
توض3أت بع33د تل33ك ّ
الص3الة ك33انت ّ وقتها و صليّتها بعد دخوله كانت فاسدة؛ فصارت ذ ّمتك مشغولة بتلك الصّالة ،فكلّم33ا
الس3لطان ف33اخبر العاّل م33ة
ألن ذ ّمتك مشغولة بحسب نفس األمر ،فف33رح ب33ذلك ّوضوئك صحيحا بقصد استباحة الصّالةّ ،
رحمه هّللا بقول ولده ،فاستحسنه و رجع عن قوله إلى قول فخر المحقّقين
أقول :و فى بعض األخبار داللة على صحّة ما قال33ه فخ33ر المحقّقين ،و رج33وع وال33ده إلي33ه ،كم33ا روى فى ناس33ى غس33ل
ان الح33دث الّ33ذى لم يقص33د رفع33ه
الجنابة ،انّه يعيد ك ّل صالة ص3اّل ها ،إلى وقت اغتس33له غس33ل الجمع33ة ،فانّ33ه دا ّل على ّ
الذمة بحسب الواقع ،و نفس األمر ،و كانصراف ال ّ
صالة المعادة إلى م33ا يرتفع بالقصد إلى غيره ،و ليس ذلك إاّل لشغل ّ
ص لوات الفائتة ،و إن لم يقصده ،و له نظائر كثيرة و حينئذ فيكون ذلك الوضوء الّذى أوقع33ه قب33ل ال33وقت فى ذ ّمته من ال ّ
صالة ،منصرفا إلى ما فى ذ ّمته من الصّالة ،و أ ّما علي ما ق ّدمناه من جوازه قبل دخ33ول ال33وقت ،فال يحت33اجباستباحة ال ّ
إلى كلفة الجواب عن هذا انتهى ،و إنّما نقلناه بطوله أيضا لما فيه من الفوائد الّتى ال تحصى.
ان من جملة من تعرّض لترجمة هذا ال ّشيخ الجليل األصيل األثيل الفاقد
ث ّم ّ
ص337 :
ق ما هو أهله من التّفص33يل ،ش33يخنا الحّ 3ر الع33املى -عامل33ه هّللا بلطف33ه الكام33ل فى كت33اب «ام33ل
للمئيل ،و لكن لم يف بح ّ
اآلمل» حيث قال من بعد أن ذكره بعنوان ال ّشيخ فخ33ر الّ 3دين مح ّم33د بن الحس33ن بن يوس33ف بن عل ّي بن المطهّ33ر الحلّى،
كان فاضال محقّقا فقيها ثقة جليال يروي عن أبيه العاّل مة و غيره ،له كتب منها شرح القواعد س ّماه «إيضاح الفوائ33د فى
ح ّل مشكالت القواعد» و له «شرح خطبة القواعد» «و الفخريّة فى النيّة» و «حاشية اإلرشاد» «و الكافي33ة الوافي33ة فى
الكالم» و غير ذلك يروي عنه ال ّشهيد ،و أثنى عليه فى بعض إجازاته ثناء بليغا.
و ذكره السيّد مصطفى فقال :وجه من وجوه هذه الطائفة و ثقاتها و فقهائها ،جليل القدر ،عظيم المنزل33ة ،رفي33ع الش33أن؛
حاله في عل ّو قدره و س ّم و مرتبته و كثرة علومه أشهر من أن يذكر ،روى عن أبيه؛ و روى عنه شيخنا ال ّشهيد له كتب
جيّدة منها «اإليضاح».
أقول :و روى عنه أيضا السيّد الفاضل المح ّدث بدر ال ّدين حس33ن بن نجم الّ 3دين الم33دن ّى و المحقّ33ق العاّل م33ة فخ33ر الّ 3دين
أحمد بن عبد هّللا المتوج البحرانى -المتق ّدم ذكره -و السيّد تاج ال ّدين بن معيّة السابق تفصيل بن33اء على ه33ذا العن33وان -و
ال ّشيخ ظهير ال ّدين ولده الفقيه الّذى تق ّدمت إليه اإلشارة فى ذيل ترجمة ابن معيّة المذكور ،و ال ّشيخ نظام ال ّ 3دين عل ّى بن
عبد الحميد النّيلى ،الّذى هو من مشايخ ابن فهد الحل ّى.
و له أيضا من المصنّفات «شرح كتاب نهج المسترشدين» لوالده العاّل مة ،و كتاب «شرح مبادى األصول» ل33ه أيض33ا،
و شرح كتاب تهذيب األصول له أيضا س ّماه «غاية السّؤل فى شرح تهذيب األصول» يوج33د عن33دنا من33ه نس33خة ،و من
جملة ما ذهب فيه إليه من ال ّرأى الغريب قوله باقتضاء النّهى فى العبادات ال ّ
صحة مضافا إلى ع33دم اقتض33ائه الفس33اد ،و
فقد المصلحة كما هو المنسوب إلى أبى حنيفة ،و الزم رأيه هذا هو القول بك33ون األلف33اظ المجعول33ة المهيّ33ات العب33ارات
موضوعة للصّحيحة ،كما
ص338 :
أوضحنا فى كتاب «منتظم األصول» ترجيحه إلى غير ذلك من شروح كتب أبيه الغائبة عن النّظ33ر فى ه33ذا ال33وقت ،و
تعليقاته ال ّرفيعة عليها ،و على غيرها ،و أجوب3ة مس3ائله الكث3يرة الّ3تى منه3ا م3ا أج3اب ب3ه أس3ؤلة الس3يّد مهن3ا بن س3نان
الحسينى المدن ّى فى الفروغ الفقهيّة النّادرة و قليل من غيرها من العلوم ،و هى من قبيل مس33ائله المعروف3ة عن العاّل م33ة
المرحوم.
أن جملة من المشايخ أثنوا على فخر ال ّدين الم3ذكور ،ب3أبلغ الم3دح و الثّن3اء ،ث ّم نقل3ه
و قال صاحب «اللّؤلؤة» بعد ذكره ّ
ق ال ّرجل عبارة شيخنا ال ّشهيد األوّل إلى آخر الّ 3دعاء ،و ك33ذا عب33ارة ص33احب «األم33ل» إلى قول33ه :و ي33روي عن33ه
فى ح ّ
ال ّشهيد.
و قال فى كتاب «مجالس المؤمنين» ما هذه ترجمته :هو إفتخار آل المطهّ33ر ،و ش33ا ّمة الب33در األن33ور ،و ه3و فى العل33وم
الذكاء مدقّق ليس له نظير ،نقل الحافظ من ال ّشافعيّة فى مدحه أنّ33ه رآه العقليّة و النّقليّة محقّق تحرير ،و في عل ّو الفهم و ّ
3تعذا للعل33وم ،ذا أخالق رض 3يّة ،ربى فى مع أبيه فى مجلس السلطان محمد ال ّشهير بخدابنده ،فوجده شابّا عالما فطنا مسّ 3
حجر تربية أبيه العاّل مة ،و فى السّنة العاشرة ،من عمره ال ّشريف فاز بدرجة اإلجتهاد ،كما يشعر به كالمه -قدس سره
أيضا في شرح خطبة كتاب «القواع33د» فانّ33ه كتب م33ا مل ّخص33ه أنّى اش33تغلت عن33د أبى بتحص33يل العل33وم من المعق33ول و
المنقول ،و قرأت عليه كتبا كثيرة من كتب أصحابنا ،و التمست منه تص3نيف كت3اب «القواع3د» اذ بع3د مالحظ3ة تولّ3ده
ق ّدس س ّره و تاريخ تصنيف كتاب «القواعد» يعلم ّ
ان عمره فى ذلك الوقت أق ّل من عشر سنين.
و تعجّب ال ّشهيد الثّانى من هذا ،كما كتبه فى حاشيته على القواعد ال وجه له ،بل العجب من تعجّبة -ق ّدس س3رّه -إذ ه33و
رحمه هّللا ذكر أسامى جمع من العلماء رزقهم هّللا العلم فى أق ّل من هذا الس ّّن ،منه ما نقله عن ال ّشيخ الفاضل تقى الّ 33دين
ان السيّد غياث ال ّدين بن طاوس كان ص ّديقا و صاحبا له ،و أنّه اشتغل بالكتابة فى أربعين يوما
حسن بن داود ،أنّه ذكر ّ
و استغنى عن المعلّم؛ و له أربع سنين ،و روى عن إبراهيم بن سعيد الجوهرىّ ،أنّه قال:
رأيت صبيّا له أربع سنين حملوه إلى المأمون العبّاسى ،و كان قارئا للق33رآن ،ن33اظرا إلى ال 3رّأى و اإلجته33اد؛ لكن يبكى
كلّما يجوع.
ص339 :
و يؤيّده ما نقل عن ابن سيناء علي ما ذكره أهل التّواريخ و سنقله بعد و يظهر من الوصيّة الّتى كتبها أبوه ل33ه فى اخ33ر
كتاب «القواعد» اعتناؤه به ،و اعتقاده كمال فضله فى زمانه ث ّم ذكر الوصيّة انتهى.
اقول ما استند إليه -ق ّدس س ّره -فيما نقله عن ابن داود فى شأن غياث ال ّدين عبد -الكريم بن طاوس ليس ل3ه مزي3د دالل3ة
فان ظاهر الكالم انّه حفظ القرآن و الكتابة ،و تعلّمها ،و كمل فيه33ا فى أربعين يوم33ا و اس33تغنى عن معلّم33ه
علي م ّدعاهّ ،
فى ذلك و هو ابن أربع س33نين ،و ال دالل3ة على حفظ3ه العلم فى ه33ذا السّ 3
3ن ي3د ّل على ذل33ك م33ا ذك3ره ابن داود قب33ل ه33ذا
الكالم ،فى كما سيأتى انشاء هّللا بتمامه فى محلّه ،حيث قال حفظ القرآن فى م ّدة يسيرة ،و له إحدى عشر س3نة ،فانّ3ه إذا
السن ،فكيف يمكن القول بم33ا ذك33ره من انّ33ه رزق العلم أو ّ كان القرآن الّذى هو معظم أدلّة األحكام لم يحفظه إاّل فى هذا
الش 3هيد الثّ33انى هن33ا ليس فى
سن أربع سنين ،كما يفهم من كالمه -رحمه هّللا فتعجّبه من تعجّب ّ بلوغ مرتبة اإلجتهاد فى ّ
محلّه و أ ّما اإلستناد إلى تاريخ والدته و تاريخ تصنيف كت33اب القواع33د فانّ3ه ال يحض3رنى اآلن ت33اريخ تص33نيف الكت33اب
المذكور ،و أ ّما تاريخ والدته فانّ ه ولد فى ليلة اإلثنين نصف الليل تقريبا ليلة العشرين من جمادى األولى سنة األثنين و
الثّمانين بعد الستمأة ،و توفّى ليلة الجمعة خامس عشر شهر جمادى سنة إحدى و س33بعين بع33د ّ
الس3بعمأة ،فيك33ون عم33ره
على هذا تسعا و ثمانين سنة تقريبا.
ص341 :
ص342 :
الرقم الصفحة -550غيالن بن عقبة بن مسعود بن حارثة الملقب بذى الرمة 2
ص343 :
الرقم الصفحة -563ماجد بن هاشم بن على بن مرتضى بن على بن ماجد البحرانى 72
-574محمد بن على بن الحسين بن بابويه الصدوق القمى -ابو جعفر الثانى 132
ص344 :
الرقم الصفحه
-585محمد بن على بن شهر آشوب بن ابي نصر بن ابي الجيش المازندرانى 290
ص345 :
-2فهرس االعالم
ص346 :
ص347 :
اشهث «110
الباخرزى 191
ص348 :
البغوى 109
ابو بكر بن ابى قحافة 175 ،171 -168 ،142؛ 310 ،309 ،272 ،269
البلخى 162
البهائى -محمد بن الحسين 137 ،136 ،114 ،102 ،93 ،84 50 ،21 ،18
البهبهاني 280
بهمنيار 314
البيضاوى 47
الترمذى 64
التفتازاني 45
الثورى 63
ص349 :
ابو جعفر الطوسي -محمد بن الحسن 298 ،274 254 ،234 ،211 ،154 ،125 ،113
جعفر بن محمد -الصادق عليه السّالم 183 ،182 ،182 ،120 ،36؛ 186
جعفر بن محمد بن قولويه -ابن قولويه 114؛ 188 ،184 ،179 ،162 ،154
الجوهرى 5
ص350 :
الحسن بن على عليه السّالم 270 ،252 ،215 ،186 ،182 ،181 ،157 ،61
ص351 :
الحسين بن عبيد هّللا الغضائرى 241 ،228 ،140 ،139 137 ،121
الحسين بن على بن ابى طالب عليه السّالم ،186 3-181 3،157 3،148 3،144 3،128 3،121 3،73 3،36 3،10 3،6 3،5
252؛ 334 ،308 ،301
ص352 :
الخنساء 13
خوارزمشاه 273
خيام 306
الداماد 219
ابن داود 339 ،276 ،275 ،274 ،260 ،259 ،257 ،255 ،238 ،224 ،125 ،117
الدجال 52
ص353 :
الذهلى 64
الرافعى 201
الرضا -علي بن موسى 245 ،188؛ 309 ،308 ،307 ،273 262
الرضى -محمد بن الحسين 110؛197 3،196 3،195 3،193 3،157 156 3؛202 3،201 200 3،199 3؛،254 3،204 3
256
الزهراء 15
الزهرى 64
الزيادى 59
ص354 :
زينب 49
السبكى 42
السجاح 142
السكونى 235
ص355 :
سلعم 36
السلفى 34
الشبسترى 40
الشمنى 49
ابن شهر آشوب 158؛ 329 322 ،320 ،291 ،266 ،261 -254 250 ،225 ،210
ص356 :
الشهيد االول -محمد بن مكى العاملى ،212 3،133 3،126 3،116 3،112 109 3،108 3،107 3،105 3،84 3،77 3،45
277 ،276؛ 338 ،337 ،330 ،329 ،328 ،326 ،322 ،321
الشهيد الثاني (زين الدين بن على) ،328 3،321 3،276 3،261 3،246 243 3،132 3،113 3،81 3،45 3-42 3،39 3،38
339
شيخ الطوسى -شيخ الطائفه 149 ،146 ،139 ،138 ،114 ،78 ،64؛ 236 ،219 ،209 ،190 ،158 ،156؛ 243
321 ،320 ،314 ،290 ،277 ،275 ،266 ،258 ،248
الصادق -جعفر بن محمد (ع) 215 ،176 ،123 ،120 ،76 57 ،56
صالح 226
ابو صالح 181
الصدوق -محمد بن على 38؛،212 3،189 3،158 3،156 3،154 152 3،148 3،145 3،141 3،138 3،137 136 3،132 3
237 ،320 ،226 ،222؛ 322 ،238
صعصعة 12
ع عاتكة 50
ص358 :
ص359 :
العتبى 53
عروة 54
عفراء 54
العالمة الحلى -الحسن بن يوسف 134 3،133 3،125 3،112 3،109 3،87 3،84 3،77 3،56 3،45 3،43 3،42 3،39؛،136 3
149 3،147 3،146 3،138؛،312 3،303 3،302 3،292 3،284 3،277 3-275 3،261 259 3،256 3،248 3،224 3،216 3
313؛ 336 ،326
العالمة الطباطبائى -محمد مهدى بحر العلوم 236 ،227 ،220 ،198 ،125 ،116
ص360 :
على بن ابي طالب 56 ،51 ،36 ،10 ،5؛ -188 ،178 ،176 ،175 ،170 ،160 ،143 ،142 ،128 ،63 ،61 57
331 310 ،305 ،293 ،272 ،269 ،252 ،226 224 ،202 ،193 ،188
على بن عبد العالى 267 ،265 ،264 ،258 ،113 ،81 ،75 ،45 ،43 ،40 -38
ص361 :
ابو على بن محمد بن الحسن الطوسى 321 298 ،291 ،277 ،274 ،263 ،255 ،251 249
ص362 :
العينائى 19
الغزالى 32
فاطمة الزهراء 267 !196 182 ،181 ،157 ،127 ،8؛ 272 ،271
ص363 :
ق قابيل 226
ص364 :
قتادة 63
القشيرى 19
قطب الدين الرازى محمد بن محمد 38 ،45 ،43 ،41 38
كافجى 42
الكراجكى -ابو الفتح -محمد بن على ،214 ،211 ،210 ،189 ،180 ،179 ،171 ،139 ،119
الكفعمى 278
الكلبى 11
61
ص365 :
اللؤلؤى 110
ليلى 51
مجاهد 187
المجلسى 287 ،279 ،159 ،154 ،135 ،133 ،132 ،120 ،119 114 ،91 ،90 ،88 ،82 ،40
محسن الفيض 99 -97 ،93 ،89 ،83 ،81 ،79 ،75 ،72
ص366 :
محمد بن احمد بن شاذان 188 ،187 185 ،180 ،179؛ 213 ،210؛ 215
ص367 :
ص368 :
محمد بن عبد هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم 142 ،111؛ 309 293 ،270 -268 ،242 ،215 ،188 ،181 157
محمد بن على بن شهر آشوب -ابن -شهر آشوب 292 ،291 ،290
ص369 :
محمد بن محمد بن الحسن -الخواجة -نصير الدين الطوسى 320 ،303 ،300
ص370 :
محمد بن محمد بن النعمان -المفيد 160 3-157 156 3،154 3،153 3،146 3،140 3،137 3،122 114؛،168 3،165 3
298 ،244 ،241 ،216
محمد بن يعقوب الكلينى 241 ،189 ،188 ،162 ،118 ،116 -113 111 ،109 ،108
ص371 :
المرتضى -علم الهدى -على بن الحسين ،161 3،159 3،158 3،157 156 3،155 3،154 3،148 3،128 3،110 3،76
،219 3،217 3،214 3،210 3،209 3،207 3،205 3،203 3،202 3،200 3،199 3،198 3،197 3،195 3،194 3،193 3،190
275 ،261 ،256 254 ،248 ،246 ،244 ،228 ،226؛ 321 ،314 ،289 ،283 282 ،282 ،280 ،279
المزني 293
المفضل 61
المفيد -محمد بن محمد بن النعمان ،176 3،171 3،169 3،164 3،162 3،161 3،156 3،152 3،135 3،125 3،119 3،64
217 ،212 ،210 ،191 ،177؛ 224 ،219؛ 226؛ 244 ،230 ،228؛ 248؛ 319 ،271 ،256 ،249
ص372 :
منتجب الدين القمى ،263 3،261 3،260 3،259 3،257 3،256 3،253 3،251 3،250 3،209 3،138 3،136 3،135 3،78
320 ،303 ،274 ،267 ،266 264
موسى بن جعفر عليه السّالم 65 ،57 ،19؛ 319 ،204 198 ،186 ،181 ،123 ،120 ،117 ،114
المهدى 186
النابغة 13
النجاشى 125 3،124 3،123 122 3،118 3،117 3،113 3،66 3،64؛،150 3،149 3،146 3،134 130 3،127 3،126 3
205 ،201 ،158 153 ،152؛ 290 ،224 ،211
النظامى 40
نعمة هّللا الجزائرى الموسوى 54 ،51 ،17؛ 306 ،203 ،191 ،171 ،93 ،75
الوليد 6
هابيل 226
هارون بن موسى التلعكبرى 150 ،130 ،122 ،119؛ 241 ،213 ،211
ص374 :
يونس 240
ص375 :
آل محمد صلّى هّللا عليه و اله و سلّم 59؛ 213 ،134 ،60
االسالم 47 ،40 ،13 ،11 ،7؛ 330 ،308 ،295 ،246 ،220 ،219 ،212 ،150 ،142 ،66 ،56 ،52 ،48
االشعرية 180
االكراد 18
االمامية 148 3،144 3،112 3،110 3،84 3،17؛،265 3،248 3،234 3،231 3،225 3،224 3،219 3،214 3،154 3،153 3
308 -305 ،303 ،293 ،289 ،286 -284 ،279
االنصار 4
اهل البيت 124 3،115 3،113 3،111 3،88 3،58 3،44 3،40 3،19؛،268 3،263 3،247 3،230 3،180 3،176 3،131 3-129 3
314 ،307 ،277 ،274 ،273 ،271 ،270
ص376 :
التاتارية 300
الترك 152
الحشوية 134
الديالمة 38
الزهاد 110
الشيعة 148 ،111؛ .322 ،259 ،247 ،244 ،225 177 ،159 ،156
العجم 261
العرب 269 ،268 ،180 ،170 ،60 ،16 ،12 ،11 ،10
الفرنج 26
القراء 110
المحدثين 110
ص377 :
المعتزلة 151
المغولية 301
الناوسية 246
الواقفية 246
ص378 :
آبه 323
آذربايجان 332
االشرف 80
اشكور 314
انبار 27
االندلس 37
االهواز 208
ايران 300
البحرين 75
بغداد 148 3،145 3،138 3،136 3،127 3،124 3،121 3،117 3،114 3،108 3،29 3،28 3،16؛،193 3،178 3،160 3،151 3
200 ،199 ،194؛ 202؛ 247 ،231 ،225 ،217 ،205؛ 270؛ 319 ،315 ،300 ،271
بلخ 19
بيهق
تنيس 241
جامع مصر 36 ،33
جرجان 130
ص379 :
الجزيرة 131
جهرود 300
چرنداب 47
الحديبية 185
حلوان 36
الحمى 127
حنين 8
خراسان 136 ،20 ،16؛ 314 ،303 ،297 ،273 ،160 ،152
خيبر 8
دجلة 301
دمشق 54 ،45 ،44 ،41 ،39 ،38 ،34
الراشدة 323
الرملة 213
سبزوار 297
السودان 55
سيواس 46
شاطبية 37
صنعاء 54
الطائف 127
طالقان 20
العراق .315 ،314 ،226 ،224 ،217 ،216 ،191 ،178 ،145 ،111 ،95
ص380 :
عرفات 127
عسفان 7
عكبر 160
غيالن 314
فارس 275
الفخ 324
فشابويه 109
فندين 20
القرافة 37
قرطبة 26
قزوين 297 ،296 ،47
قومس 297
قوهستان 314
كبارجرد 108
الكرخ 197
كش 130
الكعبة 10
كندر 296
كيدر 297
مازندران 80
مالقة 26
مراغة 316
المشان 29
ص381 :
مشهد امير المؤمنين (مشهد الغروى) مشهد النجف -النجف 226 224 ،220 ،217 ،216
مليطه 46
الموت 315
النعمانية 127
النهروان 145
هجر 72
الهند 303
اليمامة 11
ص382 :
-5فهرس الكتب
االبواب 221
االختصاص 155
االختيار 221
االخالق الناصريه 315 ،303
ص383 :
االستطراف 210
االسفار 99
االشارات 314
االعتقادات 135
االغانى 13
االفصاح 154
االقبال 133
االمثال 25
االمثال السائرة 24
امل االمل 134 3،105 3،89 3،78 3،74 3،73 3،45 3،43 3،42؛،250 3،209 3،191 180 3،179 3،177 3،136 3،135 3
338 ،337 ،329 ،328 ،314 304 ،294 ،291 ،276 ،274 ،267 ،263 261 ،258 -256 ،251
االنجيل 186
االنساب 151
ص384 :
االوصاف 290
االيضاح 146
االيمان 126
ب بحار االنوار 201 3،179 154 3،151 3،135 3،130 3،128 3،127 120 3،108 3،82 3،74 3،18 3،5؛،211 3،210 3
279 ،278 ،259 ،251 242 ،230؛ 291
بغية الوعاة 132 ،48 ،46 ،41 ،37 ،33 32 ،30 ،28 ،26 ،25 ،16 ،15
البيان 124
التحبير 125
ص385 :
التذكرة 31
الترجمان 124
التسلى 128
التصرف 123
التطهير 88
التعجب 209
التفسير 128
التلقين 210
التمحيص 151
التنبيهات 218
تهذيب االحكام 245 ،243 ،242 ،237 ،236 ،230 ،229 ،222 ،220 ،218 ،116 ،113؛ 248
التوحيد 126
التوضيح 118
التوراة 186
الجمل 32
الحاوى 290
ص387 :
الخصال 135
خالصة االقوال 146 ،139 ،136 126 ،120 ،113 ،109؛ 224 ،216 ،153
خالفتنامه 304
الذخائر 124
ص388 :
ص389 :
الرواشح 292
الرياض 100
ز الزبدة 304
الزبور 186
السبحة 124
السرائر الحاوى 159 ،158 ،145 ،125؛ 280 -274 ،244؛ 287
السير 78
الشافى 91
الشافية 103
ص390 :
الشمسية 317
ص391 :
ص الصافى 103
العلل 124
الغنية 302
ص392 :
الفرائض 127
الفرق 26
الفهرست للطوسى ،237 3،223 3،222 3،221 3،217 3،158 3،154 3،151 3،130 3،126 3،122 3--،120 3،119 3،117
293 ،242 ،239
الفهرست للمنتجب الدين 303 ،296 ،266 ،263 ،257 253 ،250 ،138
القاموس 323 ،261 ،145 ،130 ،127 ،126 ،119 ،109 ،108 ،37 ،2
القراءات 23
القرآن 48 3،36 3،35 3،23 3،9؛171 3،144 3،142 3،99 3،93 3،76 3،75 3،60 3؛195 3،194 3،193 3،182 3؛،308 3،268 3
330؛ 338
الكافى 108؛ 244 ،236 ،232 ،230 ،219 119 ،117 -114 ،113 ،112
ص393 :
الكشاف 19
الكليات 316
اللئالي 92
لؤلؤة البحرين ،275 3،251 3،250 3،219 3،217 3-137 3،136 3،131 3،116 3،100 90 3،74 3،72 3،45 3،44 3،43
338 ،329 ،321 ،314 ،304 302 ،278 ،276
مجالس المؤمنين 161 ،141 45 ،43 ،42 ،40 ،39؛ 338 ،314 ،303 ،228 ،225
ص395 :
المحاسن 140
المحبر 125
المرشد 137
المسالك 296
مسألة فى تحريم الفقاع 222
المشجر 210
ص396 :
المصباح 226
المطول 15
المعارج 295
المعارف 91
معالم الدين فى االصول 328 ،326 ،265
المفتاح 78
المفصح 221
المقاصد 17
المقاالت 155
المقنع 137
المنازل 122
ص397 :
المنتظم 32
من ال يحضره الفقيه 113؛ 148 138 ،134 ،115؛ 237 ،230
الموطأ 36
النصرة 155
النصوص 211
النوادر 209
ص398 :
الواضح 79
الوجيزة 225
وسائل الشيعة 291 ،279 ،258 ،257 ،256 ،230 ،130 ،120 ،108