You are on page 1of 377

‫ص‪2 :‬‬

‫[الجزء السادس]‬

‫باب ما أوله الغين و الفاء و القاف و الكاف و الالم من ساير أطباق الفريقين‬

‫‪ 550‬الشاعر البدوى و العاشق الفدوى ابو الحارث غيالن بن عقبة بن مسعود بن حارثة بن عم‪33‬رو بن ربيع‪33‬ة الع‪33‬دوى‬
‫‪1‬‬
‫هو الشاعر الماهر المتقدم المسلم المسلم الملقب بذى الرمة‬

‫و «الرّمة» بض ّم ال ّراء و بكسرها مع تشديد الميم و تخفيفه‪33‬ا كم‪33‬ا فى «الق‪33‬اموس» بمع‪3‬نى قطع‪3‬ة من حب‪3‬ل‪ ،‬و ب‪3‬ه س‪ّ 3‬مى‬
‫ال ّرجل‪ .‬لما ذكره الحافظ السّيوطى فى «شرح ال ّشواهد» من انّ‪33‬ه انى ميّ‪33‬ة ص‪33‬احبته و على كتق‪33‬ه قطع‪3‬ة حب‪33‬ل فاستس‪33‬قها‬
‫فقالت‪ :‬اشرب يا ذا الرّمة‪ ،‬فلقّب به‪.‬‬

‫قال‪ :‬و قيل لقوله‪ :‬أشعث باقى ر ّمة‪ .‬التّقليد‪ ،‬و قيل ك‪3‬ان يص‪3‬يبه الف‪3‬زع في ص‪33‬غره فكتبت ل‪3‬ه تميمة‪ 2‬فك‪3‬انت تعلّ‪3‬ق علي‪3‬ه‬
‫بحبل‪.‬‬

‫له رواية فى الحديث حدث عن ابن عبّاس روى عن‪33‬ه أب‪33‬و عم‪33‬رو بن العالء اخ‪33‬رج ابن عس‪33‬اكر من طري‪33‬ق اس‪33‬حاق بن‬
‫سيّار النّصيبى‪ ،‬عن األصمعى‪ ،‬عن أبى عمرو بن العالء‪ ،‬عن ذى الرّمة؛ عن ابن عبّاس‪ ،‬عن النّب ّى ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و‬
‫ان من ال ّشعر حكمة‪ ،‬و بسنده عن ابن عبّاس فى قوله تعالى و البحر المسجور قال الفازغ قال النّص‪33‬يبى‬‫اله و سلّم قال‪ّ :‬‬
‫ليس لذى ال ّرمة غير هذين الحديثين‪ ،‬و ع ّده الجحمى فى الطّبقة الثّالثة من شعراء االسالم إلى أن قال‪ :‬و أخرج‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬خزانة االدب ‪ ،51 3:1‬ريحانة االدب ‪ ،262 3:2‬شرح شواهد المغنى ‪ ،65‬الشعر و الش‪33‬عراء ‪،333‬‬
‫طبقات الشعراء ‪ ،125‬مرآة الجنان ‪ ،253 :1‬معاهد التنصيص ‪ ،260 :3‬الموشح ‪ ،170‬وفيات االعيان ‪184 :3‬‬

‫(‪ -) 1‬التميمة‪ :‬خرزة او ما يشبهها كان االعراب بضعونها على اوالدهم للوقاية من العين و دفع االرواح‪.‬‬

‫ص‪3 :‬‬

‫ابن عساكر من طريق ابن عبد الحكيم‪ ،‬قال سمعت الشافعى‪ ،‬يقول‪ :‬ليس يقدم أهل البادية على ذى الر ّم‪33‬ة أح‪33‬دا‪ ،‬و ق‪33‬ال‬
‫لى ال ّشافعى لقى رجل رجال من أهل اليمن‪ ،‬فقال لليمانى‪:‬‬

‫‪ )*( 1‬له ترجمة فى‪ :‬خزانة االدب ‪ ،51 :1‬ريحانة االدب ‪ ،262 :2‬شرح شواهد المغنى ‪ ،65‬الشعر و الشعراء ‪ ،333‬طبقات الشعراء ‪ ،125‬مرآة الجنان‬
‫‪ ،253 :1‬معاهد التنصيص ‪ ،260 :3‬الموشح ‪ ،170‬وفيات االعيان ‪184 :3‬‬
‫‪ -)1 ( 2‬التميمة‪ :‬خرزة او ما يشبهها‪ 3‬كان االعراب بضعونها‪ 3‬على اوالدهم للوقاية من العين و دفع االرواح‪.‬‬
‫أن ام‪33‬رؤ القيس كلّ‪33‬ف أن‬
‫من أشعر النّاس؟ فقال‪ :‬ذو الر ّمة فقلت له‪ :‬فاين امرؤ القيس ال حميّة بذلك النّه يمانى فقال ل‪33‬و ّ‬
‫ينشد شعر ذى الر ّمة ما أحسنه و اخرج عن أبى عبيدة قال‪ :‬لقى جرير ذا الرّمة فقال له‪ :‬هل ل‪33‬ك فى المهاج‪33‬اة؟ ق‪33‬ال ال‪:‬‬
‫الش‪3‬عر في نس‪33‬وانك‬ ‫هتكهن االسفلة و م‪33‬ا ت‪33‬رك ّ‬
‫ّ‬ ‫قال جرير كأنّك هبتنى قال ال و هّللا قال فلم ال تغفل؟ قال‪ّ :‬‬
‫الن حرمك قد‬
‫مربعا‪.‬‬

‫مات ذو ال ّر مة باصبهان سنة سبع عشرة و مأة‪ ،‬عن أربعين سنة‪ ،‬قال أبو عمرو بن العالء فتح ال ّشعر بأمرى القيس‪ ،‬و‬
‫ختم بذى الر ّمة‪ ،‬و قال األصمعى مات ذو الر ّم ة عطشانا و أتى با لماء و به رمق؛ فلم ينتفع به‪ ،‬و كان آخر م‪33‬ا تكلّم ب‪33‬ه‬
‫قوله‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫و فارج الكرب زخر حنى من النّار‬ ‫يا مخرج ال ّروح من نفسى إذا احتضرت‬

‫انتهى‪ .‬و من جملة من ذكره السّيوطى ايضا من أصحاب باب العين المعجمة و نحن تاركوا التّرجمة له على ح ّده لع‪33‬دم‬
‫كونه من جملة هذه اال ّمة الماجدة هو أب‪3‬و مال‪3‬ك غي‪33‬اث بن غ‪33‬وث أو غ‪33‬ويث‪ -‬أو مغيث‪ -‬بن الص‪33‬لت بن طارق‪3‬ة التّغل‪33‬بى‬
‫النّصرانى الملقّب باالخطل ال ّشاعر المشهور‪ :‬المق ّدم المقرّب عند خلف‪3‬اء ب‪3‬نى اميّ‪3‬ة لمدح‪3‬ه لهم‪ ،‬و انقطاع‪3‬ه إليهم‪ ،‬و ق‪3‬د‬
‫ذكره الفاضل المذكور فى ذيل شاهد قوله‪:‬‬

‫يلق فيها جاذرا و ظباء‬ ‫ّ‬


‫إن من يدخل الكنيسة يوما‬

‫فقال هو لألخطل و بعده‪:‬‬

‫فهى ريح و صار جسمى هباء‬ ‫مالت النّفس بعدها إذ رأتها‬

‫ك علينا قطيفة و خباء‬ ‫ليست كانت كنيسة الرّوم إذ ذا‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬شواهد السيوطى ‪ 65‬طبع ايران‪ ،‬و فى الشعر و الشعراء و غيره‪:‬‬

‫و غافر الذنب زحزحنى عن النار‬ ‫با قايض الروح من نفسى اذا احتضرت‬

‫‪ -)1 ( 3‬شواهد السيوطى ‪ 65‬طبع ايران‪ ،‬و فى الشعر و الشعراء و غيره‪:‬‬


‫\ُ‪ s\i‬با قايض الروح من نفسى اذا احتضرت\‪ z‬و غافر الذنب زحزحنى عن النار\‪z\E\E‬‬
‫ص‪4 :‬‬

‫الكنيسة معبد النّصارى‪ ،‬و كان االخطل نصرانيّا إلى أن قال‪ :‬بعد ذكره اسم ال ّرجل و نسبه ق‪33‬ال ل‪33‬ه كعب بن جع‪33‬ل ان‪33‬ك‬
‫الخطل يا غالم أى سفيه‪ ،‬فلقّب به‪ ،‬و قيل لخطل لسانه‪ ،‬و قيل لطول أذنيه‪ ،‬و قيل لبيت قال‪33‬ه‪ ،‬و ك‪33‬ان نص‪33‬رانيّا و م‪33‬ات‬
‫على نصرانيته‪ ،‬و مدح يزيد بن معاويه و هجا األنصار بسببه فلعنه هّللا و أخزاه‪ ،‬و ع ّمر عمرا ط‪33‬ويال إلى أن م‪33‬ات ال‬
‫رحمه هّللا ‪ ،‬و ال خفّف عنه‪ ،‬و كان أبو عمرو بن العالء و يونس و حماد يق ّدمونه فى ال ّشعر على جرير و الفرزدق‪.‬‬

‫و اخرج ابن عساكر من طريق األصمعى عن أبى عمرو بن العالء قال‪ :‬قلت لجرير خ‪33‬برّنى م‪33‬ا عن‪33‬دكم فى ّ‬
‫الش ‪3‬عراء‪،‬‬
‫قال‪ :‬أ ّما أنا فمدينة ال ّشعر‪ ،‬و الفرزدق يروم منّى ما ال يرام‪ ،‬و ابن النصرانيّة ارمانا للفرائض و أمدحنا للملوك‪ ،‬و أقلّنا‬
‫احتزاء بالقليل‪ ،‬و أوصفنا للحمر و الحمر يعنى النّساء البيض قلت‪ :‬فذو ال ّرمة قال لترشى ابعار ظباء و نقط عروس‪.‬‬

‫و قيل للفرزدق من أشعر الناس؟ قال كفاك اذا افتخرت و بابن المراغه إذا هجاو بابن النص‪33‬رانية اذ امت‪33‬دح إلى أن ق‪3‬ال‬
‫قال و اخرج عن سلمة بن عياش‪.‬‬

‫قال‪ :‬تذاكرنا جريرا‪ ،‬و الفرزدق‪ ،‬و األخطل‪ ،‬فقال قائل‪ :‬من مثل األخطل ّ‬
‫إن فى ك ّل بيت له بيتين يقول‪:‬‬

‫هدج ال ّرئال تكبهن شماال‬ ‫و لقد علمت إذا الرّياح تروّحت‬

‫قبل العيال و نقتل األبطاال‬ ‫إنّا نع ّجل بالعبيط لضيفنا‬

‫و لو شاء لقال‪:‬‬

‫تر ّوحت هدج الرّئال‬ ‫و لقد علمت اذا الرياح‬

‫اضيفنا قبل العيال‬ ‫أنّا نعجّل بالعبيط‬

‫و كان هذا شعرا‪ ،‬و كان على غير ذلك الوزن‪ ،‬ث ّم إلى أن قال‪ :‬و أخرج عن يحيى ابن معين قال هذا البيت لألخطل‪.‬‬

‫ذخرا يكون كصالح األعمال‬ ‫و إذا افتقرت إلى ّ‬


‫الذخاير لم تجد‬

‫ص‪5 :‬‬
‫‪ 551‬الشاعر الشاهر الشيعى و محسن مراتب البديعى الفرزدق بن غالب بن صعص‪33‬عة بن ناجي‪33‬ة ابن عق‪33‬ال بن محم‪33‬د‬
‫‪4‬‬
‫التميمى البصرى ابو فراس االول من الشعراء االسالميين و الحسان الثانى‬

‫المؤيّد بروح القدس المتكلّم بلسان الك ّروبين قال صاحب «مجمع البحرين» المتق ّدم ذكره بعنوان االمام فخ‪33‬ر ال‪ّ 3‬دين‪ :‬فى‬
‫ذيل ما ّدة الفرزدق‪ :‬و هى القطعة من العجين قاله الجوهرى‪ ،‬و أصله بالفارسيّة پرازده و ب‪33‬ه س‪ّ 3‬مى الف‪33‬رزدق‪ ،‬و اس‪33‬مه‬
‫هم‪33‬ام بن غ‪33‬الب بن صعص‪33‬عة التّميمى‪ ،‬و كنيت‪33‬ه أب‪33‬و ف‪33‬راس‪ ،‬روى عن أم‪33‬ير المؤم‪33‬نين عل ّى بن أبى ط‪33‬الب و الحس‪33‬ين‬
‫عليهما السّالم‪ ،‬و كان كثير التّعظيم لقرابة ال ّرسول‪ ،‬فما جاء أحد منهم إاّل ساعده على بلوغ غرضه‪.‬‬

‫و ق‪33‬ال ص‪33‬احب «منتهى المق‪33‬ال» الف‪33‬رزدق ّ‬


‫الش‪3‬اعر يك‪33‬نى أب‪33‬ا ف‪33‬راس من أص‪33‬حاب عل ّى بن الحس‪33‬ين عليهم‪33‬ا الس‪33‬الم و‬
‫قصيدته فى مدحه و حكايته مع هشام بن عبد الملك مشهورة‪ ،‬و فى رجال الك ّشى و غيره مذكورة و فى تعليقات موالنا‬
‫الذهب هذه القصيدة منظوم‪33‬ة بالفارس ‪3‬يّة و‬‫المر ّوج البهبهانى رحمه هّللا قال ج ّدى‪ :‬ذكر عبد ال ّرحمان الجامى فى سلسلة ّ‬
‫ان امرأة كوفيّة رأت فى النّوم الفرزدق و قالت له‪ :‬ما فعل هّللا بك؟ قال غفر هّللا لى بقصيدة عل ّى بن الحس‪33‬ين‪ ،‬ق‪33‬ال‬
‫ذكر ّ‬
‫ى أن يغفر هّللا للعالمين بهذه القصيدة‪ ،‬مع اشتهاره بالنّصب و العداوة انتهي‪.‬‬ ‫الجامى بالحر ّ‬

‫و فى «بحار االنوار» نقال عن كتاب «كشف الغ ّمة» لعلّى بن عيسى اإلربلى المتق ّدم ذكره‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة ‪ ،63 :51‬االغانى ‪ ،324 :9‬خزانة االدب ‪ ،105 :1‬الذربعة ‪ ،823 :9‬ريحانة االدب‬
‫‪ ،324 3:4‬شرح شواهد المغنى ‪ :5‬الشعر و الش‪3‬عراء ‪ ،289‬طبق‪3‬ات الش‪3‬عراء ‪ 75‬الكش‪3‬ى و االلق‪3‬اب ‪ 2013‬و مج‪3‬الس‬
‫المؤمنين ‪ ،492 :2‬مجمع الرجال ‪ ،14 :5‬مختار االغانى ‪ ،94 :8‬معالم العلماء ‪ 139‬معاهد التنصيص ‪ ،45 :1‬معجم‬
‫االدباء ‪ ،257 :7‬مفتاح السعادة ‪ ،195 :1‬وفيات االعيان ‪.136 :5‬‬

‫ص‪6 :‬‬

‫قال‪ :‬و قال الفرزدق لقينى الحسين عليه السّالم فى منصرفى من الكوفة‪ ،‬فالل‪ :‬ماوراك يا أبا فراس قلت‪ :‬أص ّدقك قال‪:‬‬
‫الصّدق أريد قلت‪ :‬أ ّما القلوب فمعك و أ ّما السّيوف فمع بنى أميّة و النّصر من عند هّللا ‪ ،‬قال‪ :‬ما اراك إاّل صدقت‪ ،‬النّاس‬
‫صوا لالبتالء (بالبالء) ق ّل ال ّديانون‪.‬‬
‫عيد المال و ال ّدين لغو على ألسنتهم يحوطونه ماد ّرت به معايشهم فاذا مح ّ‬

‫قلت‪ :‬و فى رواية أخرى عنه عليه السّالم انّه قال فى ذلك الموضع أو يوم الطّ‪3‬ف عن‪3‬د هج‪3‬وم األع‪3‬داء علي‪33‬ه من جمي‪3‬ع‬
‫ق ق ّل ال ّديانون‪.‬‬ ‫الجوانب بطريق حديث النّفس آه النّاس يحومون حول الح ّ‬
‫ق ما د ّر عليهم‪ ،‬فاذا تمحض الح ّ‬

‫‪ )*( 4‬له ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة ‪ ،63 3:51‬االغانى ‪ ،324 3:9‬خزانة االدب ‪ ،105 3:1‬الذربعة ‪ ،823 3:9‬ريحانة االدب ‪ ،324 3:4‬شرح شواهد المغنى‬
‫‪ :5‬الشعر و الشعراء ‪ ،289‬طبقات الشعراء ‪ 75‬الكشى و االلقاب ‪ 2013‬و مجالس المؤمنين ‪ ،492 3:2‬مجمع الرج‪33‬ال ‪ ،14 3:5‬مخت‪33‬ار االغ‪33‬انى ‪،94 3:8‬‬
‫معالم العلماء ‪ 139‬معاهد التنصيص ‪ ،45 :1‬معجم االدباء ‪ ،257 :7‬مفتاح‪ 3‬السعادة ‪ ،195 :1‬وفيات االعيان ‪.136 :5‬‬
‫أن حديث إنشاده القصيدة الغ ّراء المعروفة بين الفريقين فى مديح سيدنا المظل‪33‬وم زين العاب‪33‬دين على بن الحس‪33‬ين‬ ‫هذا ث ّم ّ‬
‫فهو كما عن كتاب مح ّمد بن عمر بن عبد العزيز الكشى فى كتاب رجاله به‪33‬ذه العب‪33‬ارة‪ :‬ح‪ّ 3‬دثنا مح ّم‪33‬د بن مس‪33‬عود‪ ،‬ق‪33‬ال‬
‫ح‪ّ 3‬دثنا مح ّم‪33‬د بن جعف‪33‬ر‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنا اب‪33‬و الفض‪33‬ل محم‪33‬د بن أحم‪33‬د بن مجاه‪33‬د‪ ،‬ق‪33‬ال‪ :‬ح‪ّ 3‬دثنا العالء بن محم‪33‬د بن زكريّ‪33‬ا‬
‫ان هشام بن عبد الملك حج فى خالفة عبد المل‪33‬ك و‬ ‫بالبصرة‪ ،‬قال‪ :‬ح ّدثنا عبيد هّللا بن مح ّمد بن عايشه‪ ،‬قال‪ ،‬ح ّدثنى أبى ّ‬
‫الوليد و طاف بالبيت‪ ،‬فأرادن يستلم الحجر‪ ،‬فلم يقدر عليه من ال ّزحام‪ ،‬فنصب له منبر‪ ،‬فجلس عليه ينظر إلى النّ‪33‬اس و‬
‫أطاف به أهل ال ّشام‪ ،‬فبينا هو كذلك إذ أقبل عل ّى بن الحسين عليه السّالم و عليه إزار و رداء من أحسن النّاس وجها‪ ،‬و‬
‫اطيبهم رائحة‪ ،‬و بين عينية س ّخادة كأنّها ركبة البعير‪ 5‬فجعل يطوف بالبيت؛ ف‪3‬اذا بل‪3‬غ إلى موض‪3‬ع الحج‪3‬ر تنحى النّ‪3‬اس‬
‫عنه حتّى يستلمه هيبة له و اجالال‪ ،‬فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل ال ّشام لهشام من هذا الّذى ق‪33‬دها ب‪33‬ه النّ‪33‬اس ه‪33‬ذه‬
‫الهيبة‪ ،‬و أفرجوا له عند الحجر‪ ،‬فقال هشام ال أعرفه لئاّل يرغب فيه أهل ال ّشام‪ ،‬فق‪33‬ال الف‪33‬رزدق و ك‪33‬ان حاض‪33‬را‪ :‬لكنّى‬
‫أعرفه فقال ال ّشامى‪ :‬من هذا يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق‪:‬‬

‫و البيت يعرفه و الح ّل و الحرم‬ ‫هذا الّذي تعرف البطحاء و طاته‬

‫هذا التّق ّى النّق ّى الطّاهر العلم‬ ‫هذا ابن خير عباد هّللا كلّهم‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬فى مجمع الرجال‪ :‬ركبة عقر‪.‬‬

‫ص‪7 :‬‬

‫أمست بنور هداه تهتدي األمم‬ ‫هذا عل ّى رسول هّللا والده‬

‫إلى مكارم هذا ينتهي الكرم‬ ‫إذا راته قريش قال قائلها‬

‫عن نيلها عرب اإلسالم و العجم‬ ‫ينمى إلى ذروة الع ّز الّذي قصرت‬

‫ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم‬ ‫يكاد يمسكه عرفان راحته‬

‫فال يكلّم إاّل حين يبتسم‬ ‫يغضي حياء و يغضى من مهابته‬

‫‪ )1 ( 5‬فى مجمع الرجال‪ :‬ركبة عقر‪.‬‬


‫كال ّشمس تننحاب عن إشراقه الظّلم‬ ‫ينش ّ‬
‫ق نور الهدى عن نور غرّته‬

‫من ّ‬
‫كف أروع في عرنينه شمم‬ ‫بكفّه خيزران ريحه عبق‬

‫طابت عناصره و الخيم و ال ّشيم‬ ‫مشتقّة من رسول هّللا نبعته‬

‫حلو ال ّشمائل تحلو عنده النّعيم‬ ‫ح ّمال أثقال أقوام إذا فدحوا‬

‫بج ّده أنبيآء هّللا قد ختموا‬ ‫هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله‬

‫جرى بذاك له في لوحه القلم‬ ‫هّللا فضّله قدما و شرّفه‬

‫و فضل أ ّمته دانت له األمم‬ ‫من ج ّده دان فضل األنبياء له‬

‫عنها المماية و اإلمالق و العدم‬ ‫ع ّم البريّة باإلحسان فانقشعت‬

‫يستوكفان و ال يعروهما عدم‬ ‫كلتا يديه غياث ع ّم نفعهما‬

‫تزينه خصلتان الخلق و الكرم‬ ‫سهل الخليقة ال تخشى بوادره‬

‫رحب الفناء أريب حين يعتزم‬ ‫ال يخلف الوعد ميمون نقيبته‬

‫كفر و قربهم منجى و معتصم‬ ‫من معشر حبّهم دين و بغضهم‬

‫‪6‬‬
‫و يستزاد به االحسان و النّعم‬ ‫يستدفع السّوء و البلوى بحبّهم‬

‫في ك ّل حال‪ 7‬و مختوم به الكلم‬ ‫مق ّدم بعد ذكر هّللا ذكرهم‬

‫أو قيل من خير خلق هّللا قيل هم‬ ‫إن ع ّد أهل التّقى كانوا أئ ّمتهم‬

‫و ال بّدانيهم قوم و إن كرموا‬ ‫ال يستطيع جواد بعد غايتهم‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬فى المجمع‪:‬‬

‫‪ )1 ( 6‬فى المجمع‪ s\iُ\:‬يستدعى السوء و البلوى محبهم\‪ z‬و يسترب به االحسان و النعم‪z\E\E\.‬‬
‫‪ )2 ( 7‬فى المجمع‪ :‬فى كل يوم‪.‬‬
‫و يسترب به االحسان و النعم‪.‬‬ ‫يستدعى السوء و البلوى محبهم‬

‫(‪ )2‬فى المجمع‪ :‬فى كل يوم‪.‬‬

‫ص‪8 :‬‬

‫و األسد أسدا ال ّشرى و الباس محتدم‬ ‫هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت‬

‫خيم كريم و أيد بالنّدى هضم‬ ‫يأبى لهم أن يح ّل الذ ّم ساحتهم‬

‫سيّان ذلك إن أثروا و إن عدموا‬ ‫ال يقبض العسر بسطا من اكفّهم‬

‫ألولويّة هذا أو له نعم‬ ‫أ ّ‬


‫ي الخالئق ليست في رقابهم‬

‫فال ّدين من بيت هذا ناله األمم‬ ‫من يعرف هّللا يعرف أولويّة ذا‬

‫و فى بعض النّسخ أيضأ هذه ال ّزيادة‪:‬‬

‫في النّائبات و عند الحكم إن حكموا‬ ‫بيوتهم في قريش يستضآء بها‬

‫مح ّمد و علّي بعده علم‬ ‫فج ّده في قريش في أرومتها‬

‫و الخندقان و يوم الفتح قد علموا‬ ‫بدر له شاهد و ال ّشعب من احد‬

‫و في قريظة يوم صيلم قيم‬ ‫و خيبر و حنين يشهد ان له‬

‫على ال ّ‬
‫صحابة لم أكتتم كما كتموا‬ ‫مواطن قد قلمت في ك ّل نائبة‬

‫و على بعض نسخ الكشى فيما نقل عنه أن أ ّول هذه القصيدة هكذا‪:‬‬

‫عندي بيان إذا طاّل به قدموا‬ ‫يا سائلي أين ح ّل الجود و الكرم‬

‫صلّى عليه الهي ما جرى القلم‬ ‫هذا الّذي أحمد المختار والده‬
‫المقتول حمزة ليث حبّه قسم‬ ‫هذا الّذي ع ّمه الطيّار جعفر و‬

‫و ابن الوص ّي الّذي في سيفه نقم‬ ‫هذا ابن سيّدة النّسوان فاطمة‬

‫ألعرب تعرف من أنكرت و العجم‬ ‫و ليس قولك من هذا بضائره‬

‫عن نيلها عرب االسالم و العجم‬ ‫الذروة العليا الّتي قصرت‬


‫ينمى إلى ّ‬

‫لو ال التّشهد كانت الؤه نعم‬ ‫ما قال ال قط إاّل في تشهده‬

‫ست و عشرون بيتا‪ ،‬قال ال ّراوى فغضب هشام و أمر بحبس الف‪3‬رزدق فحبس بعس‪33‬فان بين م ّك‪33‬ة و المدين‪33‬ة‬
‫و قيل و هى ّ‬
‫فبلغ ذلك عل ّى بن الحسين عليه السّالم فبعث إليه باثنى عشر ألف درهم و قال اعذرنا يا أبا فراس‪ ،‬فلو كان عندنا اك‪33‬ثر‬
‫من هذا لوصلناك به‪ ،‬فر ّدها‬

‫ص‪9 :‬‬

‫و قال‪ :‬يابن رسول هّللا ما قلت الّذى قلت إاّل غضبا هّلل و لرسوله و ما كنت الرزأ عليه ش‪33‬يئا فر ّده‪33‬ا و ق‪33‬ال بحقى علي‪33‬ك‬
‫لما قبلتها‪ ،‬فقد رأى هّللا مكانك و علم نيّتك‪.‬‬

‫و فى رواية شارح ال ّشواهد قال ش ّكر هّللا لك غير انا أهل بيت إذا انفذنا أمرا لم نعد فيه‪ ،‬فقبله‪33‬ا‪ ،‬فجع‪33‬ل الف‪33‬رزدق يهج‪33‬و‬
‫هشاما و هو فى الحبس‪ ،‬و كان فيما هجاء به قوله‪:‬‬

‫إليها قلوب النّاس تهوى منيبها‬ ‫أتحبسني بين المدينة و الّتي‬

‫و عينا له حوالء باء عيوبها‬ ‫يقلّب رأسا لم يكن رأس سيّد‬

‫فبعث إليه فأخرجه انتهى‪.‬‬

‫و قيل لما حبس هشام بن عبد الملك الفرزدق أمر بمحو اسمه من الديوان‪ ،‬فل ّما طال عليه الحبس و ك‪33‬ان توع‪33‬د بالقت‪33‬ل‪،‬‬
‫فشكى إلى عل ّى بن الحسين فدعى له‪ ،‬فخلّصه هّللا فجاء إليه و قال يابن رسول هّللا انّه محى اسمى من ال ّديوان‪ ،‬فقال‪ :‬كم‬
‫كان عطاؤك؟‬

‫قال‪ :‬كذا‪ ،‬فأعطاه ألربعين سنة و قال‪ :‬لو علمت انّك تحتاج إلى أكثر من هذا أعطين‪33‬اك فم‪33‬ات الف‪33‬رزدق بع‪33‬د أن مض‪33‬ى‬
‫ان من جملة كراماته استخالص الرّج‪33‬ل من‬ ‫أربعون سنة و هذا أيضا من جملة كرامات موالنا اإلمام عليه السّالم‪ ،‬كما ّ‬
‫ان ك ّل ما أنشده بهذه الفصاحة و اإلنتحال‪ ،‬كان على وجه‬ ‫كيد هشام مع ك ّل ما بدر منه إليه من سوء الكالم‪ ،‬بل الظّاهر ّ‬
‫البديهة و اإلرتجال‪ ،‬لغاية ضيق مجاله عن التّأ ّمل فى نض‪33‬د المق‪33‬ال‪ ،‬و ت‪33‬رتيب الطرائ‪33‬ف من االق‪33‬ول‪ ،‬و ه‪33‬ذا من جمل‪33‬ة‬
‫عظيم االشكال لو لم يكن من قبيل األمر المحال‪.‬‬

‫ان فى بعض الكتب نقال عن جار هّللا الزمخشرى انّه قال‪ :‬هذان البيتان للفرزدق قالهما بعد أن حلف أاّل يقول ّ‬
‫الش‪33‬عر‬ ‫ث ّم ّ‬
‫و اقبل على قراءة القرآن ث ّم رجع‪:‬‬

‫لبين رتاج قائما و مقام‬ ‫إلم ترني عاهدت ربّى و انّني‬

‫و ال خارجا من ف ّي زد و كالم‬ ‫على حلفة ال أشتم ال ّدهر مسلما‬

‫قيل و كذا قال المب ّرد فى الكامل‪ ،‬قال و من أبيات هذا ال ّشعر‪:‬‬

‫فل ّما انقضى عمري و ت ّم تمامي‬ ‫أطعتك يا إبليس تسعين حجّة‬

‫‪8‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬راجع مجمع الرجال ‪16 -14 :5‬‬

‫ص‪10 :‬‬

‫و ال ّرتاج باب الكعبة انتهى‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪3‬االكف االص‪33‬ابع»‬
‫و قد ذكر الحافظ السّيوطى أحوال الفرزدق فى شرح شواهد المغنى فى ذيل ش‪33‬اهد «اش‪33‬ارت كليب ب‪3‬‬
‫ي النّاس ش ّر قبيلة»‪.‬‬
‫فقال هذا عجز بيت للفرزدق صدره «اذا قيل أ ّ‬

‫من قصيدة يهجوبها جريرا و يرد عليه قصيدة له على هذا الرّوى و أوّل هذه القصيدة‪.‬‬

‫و خيرا إذا هبّ الرّياح ال ّزعازع‬ ‫و منّا الّذي اختبر الرّجال سماحة‬

‫أسارى تميم و العيون دوامع‬ ‫و منّا الّذي أعطى الرّسول عطيّة‬

‫العوالي و يعلو افضله من يدافع‬ ‫و منّا الّذي يعطي المئن و يشتري‬

‫‪ )1 ( 8‬راجع مجمع الرجال ‪16 -14 :5‬‬


‫إلى أن قال‪:‬‬

‫إذا جمعتنا يا جرير المجامع‬ ‫أولئك آبائي فجئني بمثلهم‬

‫ث ّم الى أن قال ال ّشارح قوله «منّا الّذى اختر ال ّرجال» قال ابن ال ّشجرى فى أماليه‪:‬‬

‫تار ُموسى قَوْ َمهُ» و قد استشهد به سيبويه على ذلك‪.‬‬


‫اخ َ‬‫«و ْ‬
‫هو منصوب بنزع من على ح ّد قوله تعالى َ‬

‫ث ّم إلى أن قال بعد اإلشارة إلى شرح سائر أبياتها و قوله «إشارت كليب» بالج ّر على حذف الجا ّر و إبقاء عمله أى إلى‬
‫كليب‪ ،‬و رواه ابن حبيب كليب بال ّرفع و قال هو على تقديره هذه كليب‪ ،‬و قال المصنّف فى شواهده و األص‪33‬ل اش‪33‬ارت‬
‫ّ‬
‫االكف باألصابع فأسقط الجا ّر و قلب الكالم فجعل الفاعل مفع‪33‬وال و عكس‪33‬ه‪ ،‬و ق‪33‬ال غ‪33‬يره غ‪33‬ير ذل‪33‬ك و غ‪33‬ير‬ ‫إلى كليب‬
‫ذلك‪.‬‬

‫(فائدة) الفرزدق اسمه همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية ث ّم قال بعد انهاء نسبه الفخيم باثنى عشرة واسطة إلى تميم‬
‫الّذى هو أبو قبيلة جليلة من العرب القديم‪ :‬روي عن عل ّى بن أبى طالب و أبى هريرة و الحسين و ابن عمرو ابى سعيد‬
‫و الطّرماح ال ّشاعر‪ ،‬و عنه الكميت ال ّش اعر‪ ،‬و مروان األصفر‪ ،‬و خالد الحذاء‪ ،‬و أشعث بن عبد المل‪33‬ك‪ ،‬و ّ‬
‫الص ‪3‬عق بن‬
‫ثابت‪ .‬و ابنه لبطه ابن الفرزدق‪ ،‬و حفيده أعين بن لبطة‪ ،‬وفد على الوليد و‬

‫ص‪11 :‬‬

‫سليمان و مدحهما‪ ،‬و ذكر الكلبى انّه وفد على معاوية‪ ،‬قال ّ‬
‫الذهبى و لم يصحّ‪ ،‬قال ابن دري‪33‬د ك‪33‬ان غلي‪33‬ظ الوج‪33‬ه جهم‪33‬ا‬
‫فلذلك لقب بالفرزدق‪ ،‬و هو‪ -‬الرّغيف الضّخم‪ ،‬و ذكره الجمحمى فى الطّبقة االولى من ّ‬
‫الش‪3‬عراء االس‪33‬الميّين‪ ،‬ق‪33‬ال أب‪33‬و‬
‫عمرو‪ :‬كان شعر ثالثة من شعراء اإلسالم يشبه بشعر ثالثة من شعراء الجاهليّة‪ ،‬الفرزدق بزهير‪ ،‬و جرير باالعش‪33‬ى‪،‬‬
‫و األخطل بالنّابغ‪3‬ة‪ ،‬إلى أن ق‪3‬ال‪ -‬و ش‪3‬به ش‪3‬عر الف‪3‬رزدق بش‪3‬عر زه‪3‬ير لمتانتهم‪3‬ا و اعتس‪3‬ارهما‪ ،‬و ك‪3‬ان ي‪3‬ونس يفض‪3‬ل‬
‫الفرزدق على جرير‪ ،‬و يقول ما تهاجى شاعران ق‪33‬طّ في جاهليّ‪33‬ة و ال إس‪33‬الم ااّل غلب أح‪33‬دهما على ص‪33‬احبه غيرهم‪33‬ا‪،‬‬
‫فانّهما تهاجيا نحوا من ثالثين س‪3‬نة‪ ،‬فلم يغلب واح‪33‬د منهم‪33‬ا على ص‪3‬احبه‪ .‬و ق‪3‬ال أب‪33‬و عم‪33‬رو بن العالء لم أرب‪3‬دويا أق‪3‬ام‬
‫بالحضر ااّل فسد لسانه غير رؤبة و الفرزدق‪ .‬و قال ابن شبرمة كان الفرزدق أشعر النّاس‪.‬‬

‫و أخرج أبو الفرج فى االغانى عن يونس بن حبيب قال‪ :‬لو ال شعر الفرزدق ل‪33‬ذهب ثلث لغ‪33‬ة الع‪33‬رب‪ ،‬و ق‪33‬ال الجاح‪33‬ظ‬
‫ّ‬
‫‪3‬وائهن و ال فى ص‪33‬فة عش‪33‬ق و‬ ‫ّ‬
‫‪3‬فاتهن و اس‪33‬تمالة أه‪3‬‬
‫كان الفرزدق صاحب نساء وزنى و كان ال يحسن بيتا واحدا فى ص‪3‬‬
‫وصفهن أحسن خلق هّللا تشبيبا و اجودهم نسيبا‪ .‬قال ابو عمرو بن‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ارادتهن و خالفه فى‬ ‫بتاريخ حبّ ‪ ،‬و جرير ض ّده فى‬
‫العالء حضرت الفرزدق و هو يجود بنفسه فما رأيت أحسن ثقة باهّلل منه‪ ،‬قال و ذلك فى أ ّول سنة عشر و مأة فلم انشب‬
‫ان قدم جرير من اليمامة فاجتمع اليه النّ‪33‬اس فم‪33‬ا انش‪33‬دهم و ال وج‪33‬دوه كم‪33‬ا عه‪33‬دوه‪ ،‬فقلت ل‪33‬ه فى ذل‪33‬ك فق‪33‬ال اطف‪33‬أ و هّللا‬
‫الفرزدق جمرتى و اسال عبرتى و قرّب منيّتى ث ّم ر ّد إلى اليمامة فنعى لنا فى رمضان من السّنة‪ ،‬و قيل انّهما ماتا سنة‬
‫احدى عشرة و مأة و قيل سنة أربع عشرة و مأة‪.‬‬

‫و اخرج ابن العساكر عن ابى الهيثم الغنوى قال‪ :‬لما مات الفرزدق بكى جرير‪ ،‬فقي‪33‬ل ل‪33‬ه‪ :‬أتبكى على رج‪33‬ل يهج‪33‬وك و‬
‫تهجوه منذ أربعين سنة؟ قال اليكم عنّى فو هّللا ‪ ،‬ما تساب رجالن و ال تناطح كبشان فم‪33‬ات اح‪33‬دهما إاّل تبع‪33‬ه اآلخ‪33‬ر عن‬
‫قريب‪ ،‬فمات بعده بأربعين يوما‪.‬‬

‫ص‪12 :‬‬

‫و صعصعة ج ّد الفرزدق صحاب ّى قدم على رسول هّللا صلّى هّللا عليه و آله و سلّم و له رواية‪ ،‬و كان يحيى الم‪33‬وؤدات‪،‬‬
‫اخرج ابن مندة و ابن ابى ال ّد نيا و ابن عساكر عن مغيرة قال‪ :‬لم يكن أحد من أشراف العرب بالبادي‪3‬ة ك‪3‬ان أحس‪3‬ن دين‪3‬ا‬
‫من صعصعة ج ّد الفرزدق‪ ،‬و هو الّذى احيى الف موؤدة و حمل على ألف فرس‪ ،‬و هو الّذى افتخر به الفرزدق فقال‪:‬‬

‫و احيى الوئيد فلم يويد‬ ‫و ج ّدي الّذي منع الوائدات‬

‫و ج ّده مح ّمد بن سفيان أحد من س ّمى مح ّمدا فى الجاهلية‪.‬‬

‫(فائدة) قال اآلمدى فى «المؤتلف و المختلف» في ال ّشعراء شاعر يكنّى أبا الفرزدق و هو العجيز بن عب‪33‬د هّللا ّ‬
‫الس ‪3‬لولى‬
‫مولى لبنى هالل انتهى‪ ،‬و قال ايضا فى موضع آخر و اخرج ابن عساكر عن مح ّمد بن اس‪33‬حاق الوش‪33‬ا النّح‪33‬وى‪ ،‬ق‪33‬ال‪:‬‬
‫قال بعض ال ّرواة‪ :‬ذهب كثير بالنّسيب أى اإلنشاد فى صفة جم‪33‬ال المحب‪33‬وب‪ ،‬و ذهب جري‪33‬ر بالهج‪33‬اء و ذهب االخط‪33‬ل‬
‫بالمديح‪ ،‬و ذهب الفرزدق بالفخار‪ ،‬و قال فى موضع آخر و اخرج ثعلب فى شرح ديوان زهير قال‪ :‬أخ‪33‬برنى أب‪33‬و قيس‬
‫العنبرى عن عكرمة بن جرير قال‪ :‬قلت ألبى من أشعر النّاس؟ قال زهير أش‪33‬عر أه‪33‬ل الجاهليّ‪33‬ة‪ .‬قلت‪ :‬فاإلس‪33‬الم؟ ق‪33‬ال‪:‬‬
‫الفرزدق نبعة ال ّشعر‪.‬‬

‫قلت‪ :‬فاالخطل؟ قال‪ :‬مجيد مدح الملوك و يصيب صفة الخمر‪ .‬قلت‪ :‬فما تركت لنفسك؟‬

‫قال‪ :‬دعنى فانّي نحرت ال ّشعراء نحرا‪.‬‬

‫صحابى المشهور صاحب قصيدة بانت سعاد المش‪33‬هورة فى م‪33‬ديح رس‪33‬ول‬ ‫أقول و زهير المذكور والد كعب بن زهير ال ّ‬
‫هّللا صلّى هّللا عليه و آله الّتى شرحها ابن هشام النّحوى و غ‪33‬يره‪ ،‬و هى الّ‪3‬تى أنش‪3‬دها و جعله‪3‬ا بع‪3‬د دخول‪33‬ه فى االيم‪33‬ان‬
‫وسيلة إلى نيل األمان من جهته صلّى هّللا عليه و آله لما توعده بالقتل حيثما وجده‪ ،‬و قص‪33‬ته طويل‪33‬ة م‪33‬ذكورة فى ش‪33‬رح‬
‫القصيدة‪.‬‬

‫و يدعى أبوه زهير المشار إليه بزهير بن أبى سلمى بض ّم السّين ربيعة بن رياح بن مرّة بن الحارث من بنى مزين‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫ّ‬
‫الخطاب عليه أحدا‪ ،‬و من شعره المتميّز عن غيره قوله‪:‬‬ ‫كان أحد فحول ال ّشعرآء ال يقدم عمر بن‬
‫و ال ذكر التجرم ّ‬
‫للذنوب‬ ‫و ال تكثر على ذي الضّغن عتبا‬

‫ص‪13 :‬‬

‫و ال عن عيبه لك بالمغيب‬ ‫و ال تسأله ع ّما سوف يبدي‬

‫تخبّرك الوجوه عن القلوب‬ ‫متى تك فى صديق أو عد ّو‬

‫و نقل عن االغانى عن ابن االعرابى قال‪ :‬كان ال ّزهير فى ال ّشعر ما لم يكن لغيره‪ ،‬و كان أب‪33‬وه ش‪33‬اعرا و ه‪33‬و ش‪33‬اعر و‬
‫خاله شاعر و اخته سلمى شاعرة و ابناه كعب و بجير شاعران و اخته الّخنساء شاعرة‪.‬‬

‫إن رسول هّللا ص‪3‬لّى هّللا علي‪3‬ه و آل‪33‬ه و س‪3‬لّم نظ‪3‬ر إلى زه‪3‬ير بن‬ ‫و اخرج عن ابراهيم بن مح ّمد بن عبد العزيز ال ّزهرى ّ‬
‫ّ‬
‫خنس‪3‬اء‬ ‫أبى سلمى و له مأة سنة‪ ،‬فقال‪ :‬اللّه ّم أع‪33‬ذني من ش‪33‬يطانه فم‪33‬ا الك بيت‪33‬ا حتّى م‪33‬ات قي‪33‬ل و لم‪33‬ا م‪33‬ات ق‪33‬الت اخت‪33‬ه‬
‫ال ّشاعرة ترّثيه‪.‬‬

‫و ال عقد التميم و ال الغضار‬ ‫و ال يغني توقي المرء شيئا‬

‫يساق به و قد ح ّ‬
‫ق الجدار‬ ‫إذا ال قى منيتّه فأمسى‬

‫كما من قبل لم يحلد قدار‬ ‫و ال قاه من األيّام يوم‬

‫و قال أيضا فى موضع آخر‪ :‬و اخرج ابن عساكر عن األص‪33‬معى ق‪33‬ال‪ :‬س‪33‬ألت بش‪33‬ار األعمى‪ 3‬من أش‪33‬عر النّ‪33‬اس؟ فق‪33‬ال‪:‬‬
‫اختلف النّاس فى ذلك فأجمع أهل البصرة على امرئ القيس و طرفة بن العبد‪ ،‬و أجم‪33‬ع أه‪33‬ل الكوف‪33‬ة على بش‪33‬ر بن أبى‬
‫حازم و األعشى الهمداني‪ ،‬و أجمع أهل الحجاز على النّابغ‪33‬ة و زه‪33‬ير‪ ،‬و أجم‪33‬ع أه‪33‬ل ّ‬
‫الش‪3‬ام على جري‪33‬ر و الف‪33‬رزدق و‬
‫االخطل‪ ،‬و كان األخطل دونهما‪ .‬قلت‪ :‬فجرير أشعرأ و الفرزدق؟ فقال‪:‬‬

‫كان جرير يقول المرائى و لقد ناحوا على النوا و امرأة الفرزدق بشعر جرير‪.‬‬

‫و قال أيضا‪ :‬و اخرج ابن عساكر عن ابراهيم بن نافع ّ‬


‫أن الفرزدق دخل على الوليد بن عبد المل‪33‬ك فق‪33‬ال ل‪33‬ه‪ :‬من أش‪33‬عر‬
‫النّاس؟ قال‪ :‬أنا‪ .‬قال‪ :‬أتعلم أحدا أشعر منك قال‪ :‬ال إاّل أن غالما من بنى عدى يركب إعج‪33‬از اإلب‪33‬ل و ينعت الفل‪33‬وات ث ّم‬
‫أتاه الجرير فسأله فقال له مثل ذلك ث ّم أتاه ذو ال ّرمة فقال له‪ :‬ويحك انت أشعر النّاس؟‬
‫قال‪ :‬ال و لكن غالم من بنى عقيل يقال له مزاحم يسكن ال ّزوجات يقول وحشيّا من ال ّشعر ال نقدر أن نقول مثله إنتهى‪.‬‬

‫ص‪14 :‬‬

‫و من جملة أخبار ال ّرجل بنقل صاحب الكشكول انّه م ّر بزياد االعجم و هو ينشد‪ ،‬فقال تكلّمت يا اغلف‪ .‬فقال ل‪33‬ه زي‪33‬اد‪:‬‬
‫ما اعجل ما اخبرتك بها ا ّمك‪ ،‬فقال الفرزدق‪ :‬هذا هو الج‪33‬واب المس‪33‬كت و بنقل‪33‬ه أيض‪33‬ا ق‪33‬ال‪ :‬ق‪33‬ال رج‪33‬ل للف‪33‬رزدق م‪33‬تى‬
‫عهدك بال ّزنا يا أبا فراس؟ فقال منذ ماتت ا ّمك يا أبا فالن‪.‬‬

‫هذا‪ .‬ويحكى ّ‬
‫ان سليمان بن عبد الملك أتي بأسارى من الرّوم‪ ،‬و ك‪33‬ان الف‪33‬رزدق حاض‪33‬را‪ ،‬ف‪33‬أمره س‪33‬ليمان ب‪33‬أن يض‪33‬رب‬
‫عنق واحد منهم‪ ،‬فاستعفى فما أعفى و قد اشير إلى سيف غير صالح ّ‬
‫للض‪3‬رب ليس‪33‬تعمله‪ ،‬فق‪33‬ال الف‪33‬رزدق‪ :‬ب‪33‬ل اض‪33‬رب‬
‫بالسّيف أبى رغوان سيف مجاشع يعنى نفسه‪ ،‬فكأنّه قال ال يستعمل ذلك السّيف إاّل ظالم او ابن ظالم‪ ،‬ث ّم ض‪33‬رب بس‪33‬يفه‬
‫الرومى‪ ،‬فاتّفق ان بنى السيف‪ ،‬فضحك سليمان و من حوله‪ ،‬فقال الفرزدق‪:‬‬

‫خليفة هّللا يستسقى به المطر‬ ‫أيعجب النّاس أن أضحكت سيدهم‬

‫عن االمير و لكن آخر القدر‬ ‫لم ينب سيفى من رعب و ال دهش‬

‫جمع اليدين و ال صمصامة ّ‬


‫الذكر‬ ‫و لن يق ّدم نفسا قبل ميتها‬

‫ثم اغمد سيفه و هو يقول‪:‬‬

‫و ال يعاب صارم إذا بنى و ال يعاب ش‪33‬اعرا اذا‬


‫ما إن يعاب سيد إذا صبا‬
‫كبا‬

‫قد هجانى فقال‪:‬‬

‫ضربت و لم تضرب بسيف ابن ظالم‬ ‫بسيف أبى رغوان سيف مجاشع‬

‫و قال و انصرف و حضر جرير فخبّر الخبر و لم ينشد ال ّشعر فأنشد يقول‪:‬‬

‫ضربت و لم تضرب بسيف ابن ظالم‬ ‫بسيف أبى رغوان سيف مجاشع‬

‫فأعجب سليمان ما شاهد‪ ،‬ث ّم قال جرير يا امير المؤمنين كأني بابن الفتن‪ -‬يعنى الفرزدق‪ -‬قد أجابنى فقال‪:‬‬
‫اذا أثقل األعناق حمل المغارم‬ ‫و ال نقتل األسرى و لكن نفكهّم‬

‫ث ّم اخبر الفرزدق بالهجو دون ما عداه فقال مجيبا‪:‬‬

‫ص‪15 :‬‬

‫و تقطع أحيانا مناط التّمائم‬ ‫كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها‬

‫اذا أثقل األعناق حمل المغارم‬ ‫فال نقتل األسرى و لكن نف ّكهم‬

‫ابا عن كليب أو اخا مثل دارم‬ ‫و هل ضربة الرّو ّمي جاعال لكم‬

‫كذا فى كتاب المط‪3‬وّل لس‪3‬عد ال‪ّ 3‬دين التّفت‪3‬ازانى‪ ،‬و انّم‪33‬ا طوين‪3‬ا كش‪33‬حا عن التّع‪3‬رّض لغ‪3‬ير م‪33‬ا ذك‪3‬ر من أش‪3‬عار ص‪33‬احب‬
‫الن ك ّل فرد من قصيدته الفاخرة الّتى نقلناها بتمامها هنا م ّما ال يقابل به شىء من األشعار و ال يس‪33‬تلذ بغيره‪33‬ا‬
‫التّرجمة ّ‬
‫ق و الحقيقة‪ ،‬مع كونها فى مقابل االبصار‪ ،‬مضافا إلى كون شأنها لشرف مم‪33‬دوحها أرف‪33‬ع من أن‬ ‫سمع أحد من أهل الح ّ‬
‫تذكر فى عداد نعوت أمث‪3‬ال الف‪3‬واحش و الخم‪3‬ور‪ ،‬أو ت‪3‬ورد فى قط‪3‬ار أوص‪33‬اف مل‪3‬وك أه‪3‬ل ال‪ّ 3‬دنيا و أرب‪33‬اب ال‪ّ 3‬زور‪ ،‬و‬
‫أصحاب الفجور‪ ،‬و نرجوا هّللا سبحانه و تعالى أن تكون م ّمن غفر له ببرك‪3‬ات أثب‪3‬ات ه‪3‬ذه القص‪3‬يدة الغ‪3‬رّاء‪ ،‬واص‪3‬الت‬
‫ص فايح الحديدة على وجوه االعدآء‪ ،‬على سبيل االزراء لمحض ابتغاء مرضاة هّللا و رس‪33‬وله و االئ ّم‪33‬ة الطّ‪33‬اهرين‬ ‫هذه ال ّ‬
‫و س‪3‬يّدتنا المعص‪3‬ومة الحمي‪3‬دة ال ّزه‪3‬رآء عليهم منّى س‪3‬الم هّللا أب‪3‬دا م‪3‬ا بقيت و بقي اللّي‪3‬ل و النّه‪3‬ار‪ ،‬و ال خيّب‪3‬نى أهّلل م ّم‪3‬ا‬
‫رجوت و ما ا ّملت في والية اولئك االبرار و االخيار و األنوار األطهار فانّه العزيز الغفّار المختار‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 552‬الفضل بن محمد بن على بن الفضل القصبانى ابو القاسم النحوى البصرى‬

‫قال صاحب «بغية الوعاة» فى طبقات اللّغويّين و النّحاة‪ :‬كان واسع العلم‪ ،‬غزير الفضل‪ ،‬إماما فى علم العربيّة‪ ،‬و إليه‬
‫كانت ال ّر حلة فى زمانه‪ ،‬أخذ عنه الحريرى و الخطيب التّبريزى‪ ،‬و صنّف كتابا فى النّحو و حواشى الصّحاح و كت‪33‬اب‬
‫األمالى و كتاب ال ّ‬
‫ص فوة فى اشعار العرب مات سنة أربع و أربعين و أربعمأة و من شعره‪:‬‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬بغية الوعاة ‪ ،246 :2‬اللباب ‪ ،226 :2‬معجم االدباء نكت الهميان ‪227‬‬

‫ص‪16 :‬‬

‫‪ )*( 9‬له ترجمة فى‪ :‬بغية الوعاة ‪ ،246 :2‬اللباب ‪ ،226 :2‬معجم االدباء نكت الهميان ‪227‬‬
‫إاّل إذا مسّ بإضرار‬ ‫فى النّاس من ال يرتجى نفعه‬

‫إاّل إذا احرق بالنّار‬ ‫كالعود ال تطمع فى ريحه‬

‫انتهى‪.10‬‬

‫و هو غير أبى العبّاس الفضل بن محمد بن يحيى اليزيدى الذى ك‪33‬ان من ق‪33‬دماء إه‪33‬ل العربيّ‪33‬ة‪ ،‬و ذك‪33‬ره أيض‪33‬ا ص‪33‬احب‬
‫البغية فقال كان أحد [النّحاة] النّبآلء و ال ّرواة العلماء‪ ،‬أخذ عنه ج ّم غفير‪ ،‬و سيأتى ج ّده فى ب‪33‬اب الي‪33‬آء إنش‪33‬اء هّللا تع‪33‬الى‬
‫مات سنة ثمان و سبعين و مأتين‪.11‬‬

‫ث ّم انّه قال فى مقام ترجم‪33‬ة ج‪ّ 3‬ده الم‪33‬ذكور يح‪33‬يى بن المب‪33‬ارك بن المغ‪33‬يرة الع‪33‬دوى االم‪33‬ام أبى مح ّم‪33‬د اليزي‪33‬دى النّح‪33‬وى‬
‫ى اللّغوى مولى بنى عدى بن مناة‪ ،‬بصرى سكن بغداد‪ ،‬و حدث عن ابى عمرو و الخليل‪ ،‬و عنهما أخ‪3‬ذ العربيّ‪3‬ة‪،‬‬ ‫المقر ّ‬
‫و أخذ عن الخليل اللّغة و العروض‪ ،‬روي عنه ابنه مح ّمد و أبو عبيد و خلق‪ ،‬و كان أحد الق ّراء الفصحاء العالمين بلغة‬
‫العرب و النّحو‪ ،‬أ ّدب أوالد يزيد بن منصور الحمير ّ‬
‫ى و نسب إليه‪ ،‬ث ّم ا ّدب المأمون‪ ،‬فسأله م‪3‬رّة عن ش‪33‬ىء فق‪33‬ال‪ :‬ال و‬
‫جعلنى هّللا فداك‪ ،‬فقال المأمون هّلل د ّرك ما وضعت الواو فى مكان أحسن من موضعها هذا و وصله‪ ،‬و هو الّ‪33‬ذى خل‪33‬ف‬
‫أبا عم‪33‬رو بن العالء فى الق‪33‬راءة و ص‪3‬نّف مختص‪33‬را فى النّح‪33‬و‪ ،‬و كتاب‪33‬ا فى المقص‪33‬ور و المم‪33‬دود و كتاب‪33‬ا فى النّق‪33‬ظ و‬
‫ال ّشكل‪ ،‬و كتابا فى النّ وادر‪ ،‬و مات بخراسان سنة اثنتين و مأتين عن أربع و سبعين سنة و نشأء له أوالد و اوالد اوالد‬
‫علمآء‪ ،‬و فى هذه الطّبقات منهم جملة‪.12‬‬

‫أقول و سوف يأتى اإلشارة إلى ذكر جماعة منهم فى ذيل ترجمة أبى عبد هّللا مح ّم‪33‬د بن العبّ‪3‬اس اليزي‪33‬دى ابن اخى ه‪3‬ذا‬
‫ال ّرجل فى باب المحامدة إنشاء هّللا تعالى‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬بغية الوعاة ‪246 :2‬‬

‫(‪ )2‬بغية الوعاة ‪246 :2‬‬

‫(‪ )3‬بغية الوعاة ‪340 :2‬‬

‫ص‪17 :‬‬

‫‪ )1 ( 10‬بغية الوعاة ‪246 :2‬‬


‫‪ )2 ( 11‬بغية الوعاة ‪246 :2‬‬
‫‪ )3 ( 12‬بغية الوعاة ‪340 :2‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ 553‬فضل هّللا بن روزبهان بن فضل هّللا الخنجى االصفهانى المعروف بباشا‬

‫صبا ألهل مذهبه و طريقت‪33‬ه‪ ،‬متص‪33‬لّبا‬ ‫ى االصول‪ ،‬متع ّ‬ ‫كان من أعاظم علماء المعقول و المنقول‪ ،‬حنف ّى الفروع و أشعر ّ‬
‫فى عداوة أولياء هّللا و أحبّته‪ ،‬له كتب و مصنّفات و رسائل و مؤلّفات‪ ،‬منها كتاب «المقاص‪33‬د» فى علم الكالم‪ ،‬و كت‪33‬اب‬
‫ق» الّذى كتبه العاّل مة فى مخالفات أهل السّنة مع اإلماميّة فى العقائد و األحكام‪.‬‬
‫«إبطال الباطل» فى نقض «كشف الح ّ‬

‫ق» و جع‪33‬ل‬‫الش‪3‬هيد الموثّ‪3‬ق الموفّ‪3‬ق فى كتاب‪3‬ه الموس‪33‬وم ب «احق‪3‬اق الح‪ّ 3‬‬‫و هو الّذى ر ّد عليه القاضى نور هّللا التّسترى ّ‬
‫الكالم فيه على ثالثة أرسام ا ّولها‪ :‬قال المصنف رفعه هّللا ‪ ،‬و ثانيها‪ :‬قال النّاصب خفضه هّللا ‪ ،‬و ثالثها‪ :‬صورة ر ّده شكر‬
‫هّللا سعيه‪ ،‬على ما ذكره النّاصب المذكور‪ ،‬هو من أحسن الكتب المصنّفة فى الر ّد على علمآء الجمهور‪.‬‬

‫قال السيّد نعمة هّللا الجزائرى رحمه هّللا فى «مقاماته» عند انجرار كالم‪33‬ه إلى ذك‪33‬ر مق‪33‬ابح أفع‪33‬ال علم‪33‬اء أه‪33‬ل الس‪3‬نّة و‬
‫الش‪3‬ريف المش‪3‬هور؛ من األب‬ ‫رؤسائهم‪ ،‬و من ذلك النّاصبى المتأخر قاضى الحرمين الّذى يزعم ّ‬
‫أن ج ّده من اال ّم السيّد ّ‬
‫الص‪3‬دق» ب‪3‬أقبح ر ّد و س‪3‬لّط هّللا‬
‫ق و نهج ّ‬ ‫الفضل بن روزبهان المشهور‪ ،‬و هو الّذى ر ّد على العاّل مة كتابه «كش‪3‬ف الح‪ّ 3‬‬
‫ق» ما رأيت أحسن‬ ‫عليه االمام المتبحّر السيّد نور هّللا ال ّشوشترى تغ ّمده هّللا برحمته فر ّد كالمه بكتاب س ّماه «إحقاق الح ّ‬
‫الن ك ّل ما ذكر فيه من الر ّد على ذلك النّاصبى من كتبهم و أحاديثهم‪.‬‬
‫من هذا الكتاب‪ّ ،‬‬

‫كان له بنت‪ ،‬فل ّما بلغت مقاعد النّساء خطبها منه شرفاء مكة و علماء الحرمين‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬الضوء الالمع ‪ ،19 :6‬فارسنامه ناصرى ‪ ،197 :2‬هدية العارفين ‪820 :1‬‬

‫ص‪18 :‬‬

‫ألن سلطان العجم و إن كان علويّا إاّل أنّه من الرّافض‪33‬ة‪ ،‬و س‪33‬لطان ال‪3‬رّوم و إن ك‪33‬ان من أه‪33‬ل‬ ‫فقال بنتى هذا ال كفولها‪ّ ،‬‬
‫السنة أاّل أنّه ليس بعلوىّ‪ ،‬فل ّما مات قاضى الح‪3‬رمين ص‪3‬ارت من أص‪3‬حاب الرّاي‪3‬ات ك‪ّ 3‬ل من أراد ال‪ّ 3‬دخول دخ‪3‬ل عليه‪3‬ا‬
‫بال ّدرهم و ما نقص عنه و كانت مورد النّظم ال ّشيخ بهاء الملّة و ال ّدين‪:‬‬

‫ا ّمه ذات اشتهار بالفساد‬ ‫كان فى األكراد شخص ذو سداد‬

‫لن تكفّن عن وصال راغبا‬ ‫لم تجنّب من نوال طالبا‬

‫رجلها مرفوعة للفاعلين‬ ‫بابها مفتوحة لل ّداخلين‬

‫دأبها تمييز أفعال الرّجال‬ ‫فهى مفعول بها فى ك ّل حال‬

‫‪ )*( 13‬له ترجمة فى‪ :‬الضوء الالمع ‪ ،19 :6‬فارسنامه ناصرى ‪ ،197 :2‬هدية العارفين ‪820 :1‬‬
‫جاء زيد قام عمرو ذكرها‬ ‫كان ظرفا مستقرّا و كرها‬

‫فاعتراها االبن فى ذاك العمل‬ ‫جاءها بعض اللّيالى ذوامل‬

‫فى محاق الموت اخفي بدرها‬ ‫ق بال ّس ّكين فورا صدرها‬


‫ش ّ‬

‫خلّص الجيران من فحشآءها‬ ‫م ّكن الغيالن فى احشائها‬

‫لم قتلت اال ّم يا هذا الغالم‬ ‫قال بعض القوم من اهل المالم‬

‫ّ‬
‫ان قتل اال ّم شىء ما اتى‬ ‫كان قتل المرء اولى يا فتى‬

‫ّ‬
‫ان قتل األم أدنى للصّواب‬ ‫قال يا قوم اتركوا هذا العتاب‬

‫ك ّل يوم قاتال شخصا جديد‬ ‫كنت لو أبقيتها فيما تريد‬

‫كان شغلى دائما قتل االنام‬ ‫انّها لو ما تذق ح ّد الحسام‬

‫أيّها المحروم من س ّر الغيوب‬ ‫أيّها المأسور فى قيد الذنوب‬

‫من قوى النّفس النّفور العاوية‬ ‫أنت فى أسرا الكالب العاوية‬

‫من دواعى النّفس فى قيل و قال‬ ‫ك ّل صبح مع مساء ال تزال‬

‫قتل كرد ّ‬
‫ى ال ّم زانية‬ ‫من ذوا النّفس الكفور الجانية‬

‫اطلق االشباح من اسر الغموم‬ ‫خلّص االرواح من قيد الهموم‬

‫من دواعى النّفس فى اسر المحن‬ ‫فالبهائى الحزين الممتحن‬

‫ص‪19 :‬‬

‫و هذا حال ك ّل من نصب العداوة لشيعة أهل البيت عليهم السالم فانّه راجع إلى نصب العداوة لهم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ 554‬العارف الفياض و الزاهد المرتاض ابو على الصوفى الفضيل بن عياض الكوفى‬

‫‪ )*( 14‬له ترجمة فى‪ :‬تذكرة الحفاظ ‪ ،225 3:1‬تهذيب التهذيب ‪ ،294 3:8‬الجواهر المضيئة ‪ ،490 3:1‬حلية االولي‪33‬اء ‪ ،84 3:8‬الرس‪33‬الة القش‪33‬يرية ‪ 9‬ص‪33‬فة‬
‫الصفوة ‪ ،134 :2‬طبقات الصوفية ‪ ،6‬مجمل فصيحى ‪ 248 :1‬مرآة الجنان ‪ ،415 :1‬نفحات االنس ‪ ،37‬وفيات االعيان ‪.215 :3‬‬
‫اصله كما في رجال ال ّشيخ أبى أحمد النّيسابورى كوفى‪ 3،‬و مولده بسمرقند‪ ،‬و منشأه بأبيورد‪ ،‬و نسب إلى نواحى مرو‪،‬‬
‫و إلى بلخ أيضا‪ ،‬من الطّبقة االولى‪ ،‬ثق‪3‬ة من رج‪3‬الهم ك‪3‬ان من زه‪3‬دة عص‪3‬ره ا ّدع‪3‬اه الص‪3‬وفيّة و ذك‪3‬روا ل‪3‬ه كرام‪3‬ات و‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬و فى «رس‪3‬الة القش‪3‬يرى» انّ‪3‬ه خراس‪3‬انى من ناحي‪3‬ة‬
‫مقامات‪ ،‬أحضره ال ّرشيد لتصديق موس‪3‬ى بن جعف‪3‬ر علي‪3‬ه ّ‬
‫مرو‪ ،‬قال و قيل‪ :‬أنّه ولد بسمرقند و نشأ بأبيورد‪ ،‬مات بم ّكة فى المح ّرم سنة سبع و ثمانين و مأة‪ ،‬و قال السيد العينائي‬
‫اآلتى ذكره و ترجمته فى باب الميم فى كتاب موعظته المشهور فى ذيل ترجمة قوله تعالى و يقولون يا ويلتنا م‪33‬ا له‪33‬ذا‬
‫الكتاب ال يغادر صغيرة و ال كبيرة إاّل أحصها قال فى الك ّشاف عن ابن عبّاس الصّغيرة التّ ّ‬
‫بس ‪3‬م‪ ،‬و الكب‪33‬يرة القهقه‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫الص‪3‬غائر قب‪33‬ل الكب‪33‬ائر‪ ،‬ث ّم ق‪33‬ال ه‪33‬ذا الفض‪33‬يل بن عي‪33‬اض الطّالق‪33‬انى‬
‫عن الفضيل انّه كان إذا قرأها قال ضحّوا و هّللا من ّ‬
‫الفن‪3‬دينى ال ّزاه‪3‬د المش‪33‬هور ك‪33‬ان فى أوّل أم‪3‬ره يقط‪3‬ع الطّري‪3‬ق بين أبي‪33‬ورد و س‪33‬رخس‪ ،‬و عش‪33‬ق جاري‪33‬ة‪ ،‬فبينم‪33‬ا ي‪33‬رتقى‬
‫الجدران إليها سمع تاليا يتلو ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر هّللا ‪ ،‬فقال يا ربّ قد آن فرج‪33‬ع و آوى إلى خرب‪33‬ة‪،‬‬
‫فان فضيال على الطّريق يقط‪33‬ع علين‪33‬ا فت‪33‬اب الفض‪33‬يل؛ و‬
‫فاذا فيها رفقة فقال بعضهم نرتحل و قال بعضهم حتّى نصبح‪ّ ،‬‬
‫أمنهم‪ .‬أقول و قال القشيرى بعد هذه الحكاية‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬تذكرة الحفاظ ‪ ،225 3:1‬تهذيب التهذيب ‪ ،294 3:8‬الجواهر المض‪33‬يئة ‪ ،490 3:1‬حلي‪33‬ة االولي‪33‬اء ‪:8‬‬
‫‪ ،84‬الرسالة القشيرية ‪ 9‬صفة الصفوة ‪ ،134 3:2‬طبقات الصوفية ‪ ،6‬مجمل فصيحى ‪ 248 3:1‬مرآة الجنان ‪،415 3:1‬‬
‫نفحات االنس ‪ ،37‬وفيات االعيان ‪.215 :3‬‬

‫ص‪20 :‬‬

‫أيضا‪ :‬و جاور الحرم حتّى مات‪ ،‬و ق‪33‬ال الفض‪33‬يل إذا أحبّ هّللا عب‪33‬دا اك‪33‬ثر غ ّم‪33‬ه‪ ،‬و إذا أبغض هّللا عب‪33‬دا أوس‪33‬ع علي‪33‬ه فى‬
‫الش‪3‬ريف‪ ،‬و ك‪33‬ان من جمل‪33‬ة‬ ‫دنياه‪ ،‬و قال ابن المبارك‪ -‬يعنى ب‪33‬ه عب‪33‬د هّللا بن المب‪33‬ارك الع‪33‬ارف المش‪33‬هور المتق‪33‬دم ذك‪33‬ره ّ‬
‫أن ال ّدنيا بح‪33‬ذافيرها عرض‪33‬ت عل ّى بش‪33‬رط أن‬
‫معاصريه‪ :-‬إذا مات الفضيل ارتفع الحزن‪ ،‬و قال الفضيل بن عياض لو ّ‬
‫ال أحاسب بها لكنت اتقذرها كما يتقذركم أحدكم بجيفة‪ ،‬إذا م ّر بها أن تصيب ثوبه؛ و قال الفض‪33‬يل ل‪33‬و حلفت انّى م‪33‬راء‬
‫أحبّ إلى من أحلف انّى لست بمراء‪.15‬‬

‫و ق‪33‬ال بعض الع‪33‬ارفين رأيت الفض‪33‬يل ي‪33‬وم عرف‪33‬ة و النّ‪33‬اس ي‪33‬دعون و ه‪33‬و يبكى بك‪33‬اء الثّكلى المحترق‪3‬ة حتّى إذا ك‪33‬ادت‬
‫ال ّشمس تغرب قبض على لحيته‪ ،‬ث ّم رفع رأسه إلى السّماء‪ ،‬و قال و اسواتاه منك و أن غفرت‪ ،‬ث ّم انفلت مع النّاس‪.‬‬

‫الش‪3‬رك و ق‪33‬ال اب‪33‬و على ال‪33‬رازى‪ :‬ص‪33‬حبت‬ ‫و قال الفضيل ترك العمل ألجل الناس هو ال ّرياء‪ ،‬و العمل ألجل النّاس هو ّ‬
‫إن هّللا أحبّ ام‪3‬را‬
‫متبس‪3‬ما إاّل ي‪33‬وم م‪33‬ات ابن‪3‬ه عل ّى‪ ،‬فقلت ل‪3‬ه فى ذل‪33‬ك‪ ،‬فق‪33‬ال ّ‬
‫ّ‬ ‫الفضيل ثالثين سنة ما رأيت‪3‬ه ض‪33‬احكا و ال‬
‫فاحببت ذلك و قال الفضيل انى ال عصى هّللا فاعرف ذلك فى خلق حمارى و خادمى انتهى‪.16‬‬

‫‪ -)1 ( 15‬الرسالة القشيرية ‪9‬‬


‫‪ -)2 ( 16‬الرسالة القشيرية ‪9‬‬
‫ان وفاة الفضيل كانت فى سنة سبع و ثمانين و مأة و هّللا اعلم و قد يقال انّه كان من السادات دخ‪33‬ل‬ ‫و عن تاريخ اليافعى ّ‬
‫على ال ّرشيد فقال‪ :‬ما أزهدك؟ فقال الفضيل أنت أزهد منّى‪ ،‬قال و كيف ق‪33‬ال النّى زه‪33‬دت فى ال‪33‬دنيا و هي فاني‪33‬ة و أنت‬
‫زهدت فى اآلخرة و هى باقية‪ ،‬و من جملة كالمه أنّه لو كان لي دع‪33‬وة مس‪33‬تجابة لم أجعله‪33‬ا ااّل فى إم‪33‬ام النّ‪33‬ه إذ اص‪33‬لح‬
‫اإلمام صلح البالد و العباد‪ ،‬و الن يالطف ال ّر جل أهل مجلسه و يحسن خلقه معهم خير له من قيام ليله و صيام نهاره‪.‬‬

‫و نسبة إلى طالقان و فندين قرية من مرو و أبيورد بلدة بخراسان كما عن تاريخ ابن خلّكان و نقل ايضا عن الفضل بن‬
‫الرّبيع انّه قال ل ّما ح ّج الرشيد قال لى انظر لى‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬الرسالة القشيرية ‪9‬‬

‫(‪ -)2‬الرسالة القشيرية ‪9‬‬

‫ص‪21 :‬‬

‫رجال اسأله فقلت هنا الفضيل بن عياض فقال‪ :‬إمض بنا إليه‪ ،‬فاتيناه‪ ،‬فاذا هو يصلّى فى غرف‪33‬ة يتل‪33‬وا آي‪33‬ة من كت‪33‬اب هّللا‬
‫ع ّز و ج ّل ‪ ،‬فقر عنا الباب‪ ،‬فقال من هذا؟ فقلت‪ :‬أجب أمير المؤمنين فقال مالى و ألمير المؤمنين‪ :‬فقلت س‪33‬بحان هّللا أم‪33‬ا‬
‫عليك له طاعة واجبة؟! ففتح الباب‪ ،‬ث ّم ارتقى إلى الغرفة‪ ،‬فاطفأ السّراج‪ ،‬ث ّم التجا إلى زاوي‪33‬ة من زواي‪33‬ا الغرف‪33‬ة فجعلن‪33‬ا‬
‫نحول عليه بايدينا فسقطت كف ال ّرشيد إليه فقال ا ّوه من كف ما الينها ان نجت غدا من عذاب هّللا ع ّز و ج ّل إلى اخر ما‬
‫ذكره من التّفصيل‪ ،‬و من ظريف كالم الفضيل بن عياض المذكور أيضا بنقل شيخنا البهائى رحم‪33‬ه هّللا قول‪3‬ه أال ت‪33‬رون‬
‫كيف يزوى هّللا سبحانه و تعالى ال ّدنيا ع ّمن يحبّ و يمررها عليهم تارة بالجوع‪ ،‬و م ّرة بالحاجة‪ ،‬كما تضع اال ّم ال ّشفيقة‬
‫بولدها تفطمه بالصّبر م ّرة و بالحضض مرّة‪ ،‬و انم‪33‬ا تري‪33‬د إص‪33‬الحه‪ ،‬و ق‪33‬ال أيض‪33‬ا فى موض‪33‬ع آخ‪33‬ر ذك‪33‬ر ال ّزه‪33‬د عن‪33‬د‬
‫الفضيل بن عياض‪ ،‬فقال هو حرفان فى كتاب هّللا تعالى ال تأسوا على ما فاتكم؛ و ال تفرحوا بما آتاكم‪ ،‬و ق‪33‬ال ص‪33‬احب‬
‫ان ابنك يقول وددت لو انّى بالمكان الذى ارى الناس و ال يروني‪ ،‬فقال‪ :‬ويح ل‪33‬ه لم ال‬ ‫«خزانة الخيال» و قيل للفضيل‪ّ :‬‬
‫اتّمها فقال‪ :‬ال أراهم و ال يرونى‪ ،‬و من جملة كلمات الفض‪33‬يل أيض‪33‬ا بنق‪33‬ل غ‪33‬يره‪ :‬ثالث‪33‬ة ال ينبغى أن يالم‪33‬وا علي س‪33‬وء‬
‫الخلق و الغضب‪ :‬ال ّ‬
‫صائم و المريض‪ ،‬و المسافر‪.‬‬

‫و قيل له يوما‪ :‬كيف أصبحت يا با على؟ فقال‪ :‬كي‪33‬ف يص‪33‬بح من ك‪33‬انت ص‪33‬حبته م‪33‬ع نفس ممزوج‪33‬ة ّ‬
‫بالش‪3‬هوات فى دار‬
‫ممل ّوة من اآلفات‪ .‬و يع ّد عليه األنفاس و السّاعات و لعلّه غضب عليه عالم الخفيّات و نقل أيضا انّه ك‪33‬ان للفض‪33‬يل ش‪33‬اة‬
‫فاعتلف من علف بعض االمراء شيئا يسيرا‪ ،‬فما شرب من لبنها بعد ذلك‪.‬‬
‫و قال و ّرام بن أبي فراس فى مجموعه‪ :‬قال الفض‪33‬يل بن عي‪33‬اض إذا قي‪33‬ل ل‪33‬ك تخ‪33‬اف هّللا فاس‪33‬كت فانّ‪33‬ك إن قلت ال جئت‬
‫بامر عظيم‪ ،‬و إن قلت نعم فالخائف ال يكون على ما أنت عليه‪.‬‬

‫هذا و من جملة كلماته أيضا بنقل ص‪33‬احب الكت‪3‬اب المتوس‪33‬ط ذك‪3‬ره‪ :‬ثالث خص‪33‬ال ّ‬
‫تقس‪3‬ى القلب؛ ك‪33‬ثرة األك‪33‬ل‪ ،‬و ك‪33‬ثرة‬
‫النّوم‪ ،‬و كثرة الكالم‪.‬‬

‫ص‪22 :‬‬

‫ان تلميذا من تالمذة الفضيل بن عياض ل ّما حضرته الوفاة دخ‪33‬ل علي‪33‬ه الفض‪33‬يل و جلس عن‪33‬د رأس‪33‬ه و ق‪33‬رأ‬ ‫ث ّم قال حكى ّ‬
‫سورة يس فقال؛ يا استاد ال تقرء هذه‪ ،‬فسكت ثم لقنه‪ ،‬فقال قل ال إله إاّل هّللا فقال ال أقولها النى برئ منه‪33‬ا و م‪33‬ات على‬
‫ى ش‪33‬ىء ن‪33‬زع هّللا‬
‫ذلك نعوذ باهّلل ‪ ،‬فدخل الفضيل منزله و لم يخرج ث ّم رآه فى النوم و هو يسحب به إلى جهنّم‪ ،‬فق‪33‬ال‪ :‬ب‪33‬ا ّ‬
‫المعرفة منك و كنت أعلم تالميذى فقال بثالثة أشياء اوّلها النّميم‪33‬ة ف‪33‬انّى قلت الص‪33‬حابى بخالف م‪33‬ا قلت ل‪33‬ك‪ ،‬و الث‪33‬اني‬
‫بالحسد حسدت أصحابي‪ ،‬و الثّالث كان بي عل‪3‬ة فجئت إلى الط‪3‬بيب فس‪3‬ألته عنه‪3‬ا‪ ،‬فق‪3‬ال تش‪3‬رب فى ك‪ّ 3‬ل س‪3‬نة ق‪3‬دحا من‬
‫خمر‪ ،‬فان لم تفعل بقيت بك العلّة‪ ،‬فكنت اشربه نعوذ باهّلل من سخطه الّذى ال طاقة لنا ب‪33‬ه و نق‪33‬ول ال ح‪33‬ول و ال ق‪3‬وّة إاّل‬
‫ان لفض‪33‬يل ه‪33‬ذا ول‪33‬دا يس‪ّ 3‬مى بعل ّى بن الفض‪33‬يل‪ ،‬و ك‪33‬ان‬ ‫ان في تاريخ «حبيب السير» ّ‬ ‫باهّلل العل ّى العظيم الغن ّى الكريم ث ّم ّ‬
‫افضل من أبيه فى ال ّزهد و العبادة ااّل انّه لم يتمتع بحياته كثيرا‪ ،‬و كان س‪33‬بب موت‪33‬ه انّ‪33‬ه ك‪33‬ان يوم‪33‬ا فى المس‪33‬جد الح‪33‬رام‬
‫واقفا بقرب ماء زمزم‪ ،‬فسمع قاريا يقرء‪ :‬و ترى المجرمين يومئذ مقرّنين فى االص‪3‬فاد س‪3‬رابيلهم من قط‪3‬ران و تغش‪33‬ى‬
‫وجوههم النّار‪ .‬فصعق و مات و هكذا يفعل الكالم الح ّ‬
‫ق بنفوس الذين لم تعم عيون قلوبهم التى فى الص‪33‬دور‪ ،‬كم‪33‬ا فع‪33‬ل‬
‫مثل ذلك كالم سيّدنا أمير المؤمنين عند ع ّده لصفات المؤمن الواقى بهمام ال ّزاهد فى حديثه المشهور‪.‬‬

‫***‬

‫ص‪23 :‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 555‬االمام المتقدم المشهور صاحب اللغة و االدب و السير و اخبار الدهور ابو عبيد القاسم بن سالم‬

‫بتشديد الاّل م قال الحافظ السّيوطى فى طبقاته الصّغرى‪ :‬كان أبوه مملوكا روميّا‪ ،‬و كان أبو عبيد إم‪33‬ام أه‪33‬ل عص‪33‬ره فى‬
‫فن من العلم‪ ،‬أخذ عن أبى زيد‪ ،‬و أبى عبيدة‪ ،‬و األصمعى‪ ،‬و أبى مح ّمد اليزيدي‪ ،‬و ابن االع‪33‬رابى‪ ،‬و الكس‪33‬ائى‪ ،‬و‬ ‫ك ّل ّ‬
‫الف ّراء و غيرهم و روى النّاس من كتب‪3‬ه نيف‪3‬ا و عش‪3‬رين كتاب‪3‬ا و ق‪3‬ال أب‪3‬و الطيّب‪ :‬مص‪3‬نّف حس‪3‬ن الت‪3‬أليف إاّل إنّ‪3‬ه قلي‪3‬ل‬
‫الرّواية‪ ،‬يقطع من اللّغة علوما أفتن بها و كتابه الغريب المصنّف اعتمد فيه على كتاب رجل من بنى هاشم جمعه لنفسه‬
‫و أخذ كتب األصمعي فب ّوب ما فيها و أض‪33‬اف إليه‪33‬ا ش‪33‬يئا من علم أبى زي‪33‬د و رواي‪33‬ات عن الك‪33‬وفيّين‪ ،‬و ك‪33‬ذا كتاب‪33‬ه فى‬

‫‪ )*( 17‬له ترجمة فى‪ :‬انباء الرواة ‪ ،12 :13‬بغية الوعاة ‪ 253 :2‬تاريخ بغداد ‪ 403 3:12‬تذكرة الحفاظ ‪ ،5 :2‬تهذيب التهذيب ‪ ،315 :7‬ريحانة االدب ‪:7‬‬
‫‪ ،191‬طبقات الحنابلة ‪ ،259 :1‬طبقات السبكى‪ ،153 :2 ،‬العبر ‪ ،392 :1‬غاية النهاية ‪ ،17 :2‬الكنى و االلقاب ‪:1‬‬
‫‪ ،118‬مرآة الجنان ‪ ،83 3:2‬المزهر ‪ ،411 3:2‬المعارف ‪ ،549‬معجم االدباء ‪ ،162 3:6‬مفتاح السعادة ‪ ،167 3:2‬ميزان االعتدال ‪ ،371 3:3‬نامه دانشوران‬
‫‪ ،316 :2‬نزهة االلباء ‪ ،136‬نور القبس ‪ ،314‬وفيات االعيان ‪225 :3‬‬
‫«غريب الحديث» و «غريب القرآن» انتزعهما من غريب ابى عبيدة‪ ،‬و كان مع هذا ثقة ورعا ال بأس به‪ ،‬و ال نعمل‪33‬ه‬
‫سمع من أبى شيئا‪ ،‬و كان ناقص العلم باالعراب‪ ،‬و قال غيره‪ :‬كان أبو عبيد فاضال فى دينه و علم‪33‬ه‪ ،‬ربّانيّ‪33‬ا مفتيّ‪33‬ا فى‬
‫القرآن و القفه و االخبار و العربيّة‪ ،‬حسن الرّواية‪ ،‬صحيح النّقل‪ ،‬سمع منه يحيى بن معين و غيره‪.‬‬

‫و ل‪33‬ه من التّص‪33‬انيف «الغ‪33‬ريب المص‪3‬نّف» و كت‪33‬اب «غ‪33‬ريب الق‪33‬رآن» و كت‪33‬اب «غ‪33‬ريب الح‪33‬ديث» و كت‪33‬اب «مع‪33‬انى‬
‫القرآن» و كتاب «المقصور و الممدود» و كتاب «القراءات» و‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬انباء الرواة ‪ ،12 3:13‬بغية الوعاة ‪ 253 3:2‬تاريخ بغداد ‪ 403 3:12‬ت‪33‬ذكرة الحف‪33‬اظ ‪ ،5 3:2‬ته‪33‬ذيب‬
‫التهذيب ‪ ،315 3:7‬ريحانة االدب ‪ ،191 3:7‬طبقات الحنابلة ‪ ،259 3:1‬طبقات السبكى‪ ،153 3:2 ،‬العبر ‪ ،392 3:1‬غاية‬
‫النهاية ‪ ،17 :2‬الكنى و االلقاب ‪:1‬‬

‫‪ ،118‬مرآة الجنان ‪ ،83 3:2‬المزهر ‪ ،411 3:2‬المعارف ‪ ،549‬معجم االدباء ‪ ،162 3:6‬مفتاح السعادة ‪ ،167 3:2‬ميزان‬
‫االعتدال ‪ ،371 :3‬نامه دانشوران ‪ ،316 :2‬نزهة االلباء ‪ ،136‬نور القبس ‪ ،314‬وفيات االعيان ‪225 :3‬‬

‫ص‪24 :‬‬

‫كتاب «المذ ّكر و المؤنّث» و كتاب «االمثال السّائرة» و غير ذلك‪.‬‬

‫مات بم ّكة سنة ثالث أو أربع و عشرين و مأتين عن سبع و ستّين سنة‪ ،‬و فى «طبقات النّحاة» للزبيدى قيل ألبى عبي‪33‬د‬
‫إن فالنا يقول أخطأ أبو عبيد فى مأتى حرف من «الغريب المصنّف» فحلم أبو عبيد و لم يقع فى الرّج‪33‬ل بش‪33‬ىء و ق‪33‬ال‬ ‫ّ‬
‫فى المصنّف كذا و كذا ألف حرف فلو لم اخطأ إاّل فى هذا القدر اليسير ما ه‪3‬ذا بكث‪3‬ير‪ ،‬و لع‪ّ 3‬ل ص‪3‬احبنا ه‪3‬ذا ل‪3‬و ب‪3‬دا لن‪3‬ا‬
‫فناظرناه فى هذه المأتين بزعمه لوجدنا لها مخرجا‪ ،‬قال ال ّزبيدى‪ :‬عددت ما تضمنّه الكتاب من األلفاظ فالقيت فيه سبعة‬
‫‪18‬‬
‫آالف و سبعمأة و سبعين حرفا انتهى‬

‫و م ّرت اإلشارة إلى ترجمة ابى زيد الّذى هو من جملة مشايخ ال ّرجل فى باب ّ‬
‫الس‪3‬ين‪ ،‬ث ّم ليعلم ّ‬
‫ان ه‪3‬ذا الرّج‪3‬ل ه‪3‬و اب‪3‬و‬
‫عبيد بصيغة التّصغير من غير زيادة هاء فى آخرها‪ ،‬و يذكر غالبا بهذه الكنية فى مقابل أبى عبيدة الّتى هى م‪3‬ع اله‪33‬اء‪،‬‬
‫و هى كنية سهيمه فى جميع هذه المراتب‪ ،‬و إمام أهل اللّغة فى عصره‪ ،‬معمر بن المثنى اآلتى ذكره و ترجمت‪33‬ه إنش‪33‬اء‬
‫هّللا و قد تق ّدم ذكر األصمعى فى باب العبادلة م‪33‬ع اإلش‪33‬ارة إلى جماع‪33‬ة كتب‪33‬وا فى «غ‪3‬ريب الق‪33‬رآن و الح‪33‬ديث» و س‪3‬بق‬
‫أيضا فى ذيل ترجمة أحمد بن خالد ال ّ‬
‫ض رير البغدادى اإلشارة إلى بعض من كتب فى الغريب غير أبى عبيدة الم‪33‬ذكور‬
‫فليراجع‪.‬‬

‫‪ -)1 ( 18‬بغية الوعاة ‪254 -253 :2‬‬


‫و ا ّما ابو مح ّمد اليزيدى فهو المذكور قبيل هذه التّرجمة إستطرادا و سيأتى ترجمت‪33‬ه تفص‪33‬يال‪ ،‬و ترجم‪33‬ة ابن األع‪33‬رابى‬
‫أيضا فى باب المحامدة‪ ،‬كما ّ‬
‫ان الكسائى قد سبق ذكره فى باب العليين‪ ،‬و يأتى الفراء فى الباب اآلخ‪3‬ر من ه‪3‬ذا الكت‪33‬اب‬
‫إنشاء هّللا ‪.‬‬

‫إن اشهر كتب أبى عبي‪33‬د الم‪33‬ذكور ه‪33‬و «الغ‪33‬ريب المص‪3‬نّف» و ق‪33‬د تكلّم علي‪33‬ه جم‪33‬ع‬
‫و ليعلم فى مثل هذا الموضع أيضا ّ‬
‫كثير‪ ،‬و ألّف مختصرا منه أبو يحيى مح ّمد بن رضوان بن مح ّمد النّميرى الواد ياشى‪ ،‬صاحب كتاب «اح‪33‬وال الخي‪33‬ل»‬
‫الس‪3‬ابعة كم‪33‬ا فى الطّبق‪33‬ات االولى‬
‫و «شجرة األنساب» و «رسالة االسطرالب» و غير ذل‪33‬ك‪ .‬و ك‪33‬ان من أواس‪33‬ط الم‪33‬أة ّ‬
‫فليالحظ‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬بغية الوعاة ‪254 -253 :2‬‬

‫ص‪25 :‬‬

‫و ال استبعد كون مح ّمد بن سالم بن عب‪33‬د هّللا بن س‪33‬الم الجمحى الّ‪33‬ذى ذك‪33‬ره ال ّزبي‪33‬دى فى الطّبق‪33‬ة الخامس‪33‬ة من اللغ‪33‬ويّين‬
‫البصريّين‪ ،‬و قال توفّى سنة احدى و ثالثين و مأتين بالبصرة و له «غ‪33‬ريب الق‪33‬رآن» من جمل‪33‬ة اخ‪33‬وة ه‪33‬ذا الرّج‪33‬ل‪ ،‬أو‬
‫أحد من بنى عمومته األساتيد الحاذقين‪ ،‬و نقل عن ابن ال ّزبير أيضا انّه قال فى ذيل ترجمة أبى بك‪33‬ر مح ّم‪33‬د بن عل ّى بن‬
‫أبى بكر اللّخمى األديب المعروف بابن المرخى‪ -‬و كان من علماء أوائل المأة السّابعة‪ :‬كانت ب‪33‬ارع اختص‪33‬ر «الغ‪33‬ريب‬
‫المصنّف» فاتقن فيه و ابدع‪ ،‬و سماه «حلية االديب» و ألّف «د ّرة الملتقط فى حلق الخيل» و غير ذلك‪ .‬روى عن أبي‪33‬ه‬
‫و غيره‪ ،‬و كان جليل القدر بيته بيت علم و أدب و رواية و كتابة؛ روى عنه أبو عمرو بن خليل و أخوه أبو الخطّاب و‬
‫أبو الحكم بن مرجان اللّغوى و غيرهم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ 556‬الشيخ الحافظ الحاكم الجازم ابو محمد القاسم بن محمد بن بشار االنبارى النحوى‬

‫قال صاحب «البغية» كان مح ّدثا أخباريّا ثقة صاحب عربيّة أخذ عن سلمة بن عاصم و أبى عكرمة الض‪3‬بى‪ ،‬و ص‪3‬نّف‬
‫«خلق االنسان» «خلق الفرس» «االمثال» «المقصور و الممدود» «الم‪33‬ذ ّكر و الم‪33‬ؤنث» «غ‪33‬ريب الح‪33‬ديث» «ش‪33‬رح‬
‫السّبع الطّوال» مات غ ّرة ذي الح ّجة سنة أربع و ثالثمأة‪ ،‬و قيل؛ فى صفر سنة خمس و له‪:‬‬

‫و لم ّدعيها الئم و مؤنّب‬ ‫إنّى بأحكام النّجوم ّ‬


‫مكذب‬

‫و عن الخاليق أجمعين مغيّب‬ ‫ألغيب يعلمه المهيمن وحده‬

‫فمن المنّجم ويحه و الكوكب‬ ‫أهّلل يعطي و هو يمنع قادرا‬

‫‪ )*( 19‬له ترجمة فى‪ :‬انباه الرواة ‪ ،28 3:3‬بغية الوعاة ‪ ،261 3:2‬تاريخ بغداد ‪ 440 3:12‬ريحانة االدب ‪ ،186 3:1‬طبقات الزبيدى ‪ 144‬طبقات القراء ‪:2‬‬
‫‪ ،24‬الفهرست ‪ ،118‬معجم االدباء ‪ ،196 :6‬مفتاح‪ 3‬السعادة ‪ ،146 :1‬هدية العارفين ‪826 :1‬‬
‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬انباه الرواة ‪ ،28 3:3‬بغية الوعاة ‪ ،261 3:2‬تاريخ بغداد ‪ 440 3:12‬ريحانة االدب ‪ ،186 3:1‬طبقات‬
‫الزبيدى ‪ 144‬طبقات القراء ‪ ،24 3:2‬الفهرست ‪ ،118‬معجم االدباء ‪ ،196 3:6‬مفتاح السعادة ‪ ،146 3:1‬هدية العارفين‬
‫‪826 :1‬‬

‫ص‪26 :‬‬

‫و ه‪33‬و غ‪33‬ير القاس‪33‬م بن محم‪33‬د بن رمض‪33‬ان أبى الج‪33‬ود النح‪33‬وى العجالنى الّ‪33‬ذى ك‪33‬ان فى زمن ابن جنّي و ص‪33‬نّف‬
‫«المختصر» للمتعلّمين و كتاب «المقصور و الممدود» و كتاب «المذ ّكر و المؤنّث» و كتاب «الفرق» كم‪33‬ا عن معجم‬
‫االدبآء‪.20‬‬

‫و كذلك هو غير القاسم بن محمد الديمرتى ابى محم‪33‬د االص‪33‬فهانى النّح‪33‬وى اللّغ‪33‬وى الّ‪33‬ذى روى عن اب‪33‬راهيم بن منوي‪33‬ه‬
‫الص‪3‬باح و انتص‪33‬ب لالق‪33‬راء أربعين س‪33‬نة‪ ،‬و ل‪33‬ه أيض‪33‬ا من التّص‪33‬انيف كت‪33‬اب «تق‪33‬ويم‬
‫االصبهانى و مح ّم‪33‬د بن س‪33‬هل بن ّ‬
‫األلسنة» و «تفسير الحماسة» و «غ‪33‬ريب الح‪33‬ديث» و «االبان‪33‬ة» و كت‪33‬اب «ته‪33‬ذيب الطّب‪33‬ع» فى ن‪33‬وادر اللّغ‪33‬ة‪ ،‬و غ‪33‬ير‬
‫ذلك‪.21‬‬

‫و كذلك هو غير القاسم بن محمد بن أحمد االنصارى االوسى القرطبى المعروف بابن الطّيلسان الّذى ذك‪33‬ره ّ‬
‫الس ‪3‬يوطى‬
‫صفدى‪ :‬كان مع معرفته بالقراءات و العربيّة متق ّدما فى صناعة الحديث‪ ،‬ول‪33‬د س‪33‬نة خمس‬
‫أيضا فى «بغيته» فقال قال ال ّ‬
‫و سبعين و خمسمأة و روى عن ج ّده ال ّمه أبى القاسم بن غالب الشراط‪ ،‬و أبى العبّاس بن مقدام‪ ،‬و أبى مح ّمد ابن عب‪33‬د‬
‫ق الخزرجى‪ ،‬و أجاز له عبد المنعم بن الفرس و ابو القاسم بن سمحون‪ ،‬و تص ّدر لالقراء و االسماع‪.‬‬ ‫الح ّ‬

‫و له من التّصانيف «كتاب ما ورد من األمر فى شربة الخمر» «بيان المنن على قارى الكتاب و السّنن» و «الج‪33‬واهر‬
‫المفصّالت في ال ّر وايات المسلسالت» و غرائب اخبار المسندين و مناقب آثار المهتدين» و «اخبار صلحاء االن‪33‬دلس»‬
‫خرج من قرطبة لما أخذها الفرنج‪ ،‬و نزل بما لقة‪ ،‬و ولّى خطابتها إلي أن مات سنة اثنتين و أربعين و ستمأة انتهى‪.22‬‬

‫و سيأتى ترجمة ولد صاحب التّرجمة أبى بكر اللغوى النّحوي المعروف بابن االنبارى‪ ،‬صاحب الحافظة العجيبة‪ ،‬م‪33‬ع‬
‫اإلشارة إلى جماعة من ارباب الحافظة بتلك المناسبة‪ ،‬فى باب المحامدة انشاء هّللا ‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬معجم االدباء ‪199 :6‬‬
‫‪ -)1 ( 20‬معجم االدباء ‪199 :6‬‬
‫‪ -)2 ( 21‬بغية الوعاة ‪263 :2‬‬
‫‪ -)3 ( 22‬بغيه الوعاة ‪261 :2‬‬
‫(‪ -)2‬بغية الوعاة ‪263 :2‬‬

‫(‪ -)3‬بغيه الوعاة ‪261 :2‬‬

‫ص‪27 :‬‬

‫و ا ّما الكالم علي بلدة أنبار و أنّها من أ ّ‬


‫ى ال ّديار فقد م ّر فى ب‪33‬اب العين المهمل‪33‬ة فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة كم‪33‬ال ال‪33‬دين األنب‪33‬ارى‬
‫فليراجع‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ 557‬العالم الرفيع و صاحب الطرز البديع و الفضل الجميع ابو محمد القاسم ابن على بن محمد بن عثمان الحرامى‬

‫بالمهملتين قبيلة؛ الحريرى حرف‪3‬ة‪ ،‬البص‪3‬رى بل‪3‬دا و مح ّم‪33‬دا‪ ،‬ص‪3‬احب كت‪33‬اب «المقام‪3‬ات» المش‪3‬هور الّ‪3‬ذى ه‪3‬و آي‪3‬ة من‬
‫اآليات‪ ،‬و نقاي‪33‬ة من المق‪33‬االت‪ ،‬و كت‪33‬اب «درّة الغ‪33‬واص فى أغالط الخ‪33‬واص» و كت‪33‬اب «ملح‪33‬ة االع‪33‬راب» و ش‪33‬رحها‬
‫المستطاب و هى أرجوزة فى النّحو على طرز الفيّ‪33‬ة ابن مال‪3‬ك‪ ،‬و «الرّس‪33‬ائل األنش‪3‬ائيّة» و «دي‪33‬وان ّ‬
‫الش‪3‬عر» الكب‪33‬ير و‬
‫غير ذلك‪ .‬قال السّمعانى فيما نقل عنه لم يكن له فى فنّه نظير فى عصره‪ ،‬وفاق أهل زمانه فى ّ‬
‫الذكاء و الفصاحة‪ ،‬أنشأ‬
‫الش‪3‬مس‪ ،‬و انتش‪3‬ر ذكره‪3‬ا فى اآلف‪3‬اق‪ ،‬أملى‬‫«المقامات» المنسوبة إلى الحارث بن همام التى س‪33‬ارت فى االف‪3‬اق مس‪33‬ير ّ‬
‫بالبصرة مج‪3‬الس‪ ،‬و ح‪ّ 3‬دث عن أبى تم‪3‬ام مح ّم‪33‬د بن الحس‪3‬ن بن موس‪3‬ى المق‪33‬رى‪ ،‬و ابى القاس‪3‬م بن الموص‪33‬ل القص‪33‬باني‬
‫النّحوى و غيرهما‪ .‬و روى لنا عنه ابنه أبو القاسم عبد هّللا بن القاسم ببغداد‪ ،‬و أبو ال ّرستمى بسمرقند‪ ،‬و أبو القاسم هبة‬
‫هّللا بن الخليل القزوينى‪ ،‬و أحمد الميدانى و جماعة سواهم انتهى‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬انباه الرواة ‪ ،23 3 :3‬االنساب ‪ ،165‬البداية و النهاية ‪ ،191 3 :12‬بغية الوعاة ‪ ،257 3 :2‬ت‪33‬اريخ ابن‬
‫الوردى ‪ ...‬خزانة االدب ‪ 117 3:3‬ريحانة االدب ‪ ،38 3:1‬شذرات الذهب ‪ ،50 3:4‬طبقات السبكى ‪ ،266 3:7‬العبر ‪:4‬‬
‫‪ ،38‬الفالكة و المفلوكين ‪ ...‬الك‪3‬نى و االلق‪3‬اب ‪ 179 3:2‬اللب‪3‬اب ‪ ،295 3:1‬وفي‪3‬ات االعي‪33‬ان ‪ ،227 3:3‬م‪3‬رآة الجن‪33‬ان ‪:3‬‬
‫‪ ،213‬مرآة الزمان ‪ ،109 3:8‬معاهد التنصيص ‪ ،272 3:3‬معجم االدب‪33‬اء‪ ،167 :‬مفت‪3‬اح الس‪3‬عادة ‪ ،171 3:1‬المتنظم ‪:9‬‬
‫‪ ،241‬النجوم الزاهرة ‪ ،235 :5‬نزهة االلباء ‪.379‬‬

‫ص‪28 :‬‬

‫ست و اربعين و أربعمأة‪ ،‬و قرأ‬ ‫و قال صاحب «البغية» بعد أن وصفه باإلمام أبى مح ّمد الحريرى‪ ،‬ولد فى حدود سنة ّ‬
‫على الفضل القصبانى و كان غاية فى ّ‬
‫الذكاء و الفطنة و الفصاحة و البالغة‪ ،‬و تصانيفه تش‪33‬هد بفض‪33‬له و تق‪ّ 3‬ر بنبل‪33‬ه‪ ،‬و‬
‫كفاه شاهدا المقامات الّتى أبز بها على األوائل و أعجز االواخر‪ ،‬قال البندهى كان سبب وضعها ّ‬
‫أن أبا زي‪33‬د الس‪33‬روجى‬
‫‪ )*( 23‬له ترجمة فى‪ :‬انباه الرواة ‪ ،23 :3‬االنساب ‪ ،165‬البداية و النهاية ‪ ،191 3:12‬بغية الوعاة ‪ ،257 :2‬تاريخ ابن الوردى ‪ ...‬خزانة االدب ‪117 3:3‬‬
‫ريحانة االدب ‪ ،38 3:1‬شذرات الذهب ‪ ،50 3:4‬طبقات السبكى ‪ ،266 3:7‬العبر ‪ ،38 3:4‬الفالكة و المفلوكين ‪ ...‬الكنى و االلقاب ‪ 179 3:2‬اللباب ‪،295 3:1‬‬
‫وفيات االعيان ‪ ،227 :3‬مرآة الجنان ‪ ،213 3:3‬مرآة الزمان ‪ ،109 :8‬معاهد التنصيص ‪ ،272 3:3‬معجم االدباء‪ ،167 :‬مفتاح‪ 3‬السعادة ‪ ،171 3:1‬المتنظم‬
‫‪ ،241 :9‬النجوم الزاهرة ‪ ،235 :5‬نزهة االلباء ‪.379‬‬
‫ورد البصرة و كان شيخا ش ّحاذا فصيحا‪ ،‬فوقف فى مسجد بنى حرام‪ ،‬فسلّم ث ّم سأل النّاس و المسجد غ‪33‬اصّ بالفض‪33‬الء‪،‬‬
‫فاعجبهم فصاحته و حسن صباغة كالمه‪ ،‬و ذك‪3‬ر أس‪3‬ر ال‪3‬رّوم ول‪33‬ده‪ ،‬كم‪33‬ا ذك‪33‬ره فى المقام‪33‬ة الحراميّ‪33‬ة ق‪33‬ال الحري‪33‬رى‪:‬‬
‫فاجتمع عندى عشية ذلك اليوم فضالء البصرة‪ ،‬فحكيت لهم ما شاهدت من ذلك السّائل‪ ،‬فحكى ك ّل واحد منهم انّه س‪33‬مع‬
‫من هذا السّائل فى مسجده فى معنى آخر فصال أحسن م ّما سمعت‪ ،‬و كان يغيّر فى ك ّل مسجد زيّه و شكله‪ ،‬و يظهر فى‬
‫فنون الحيلة فضله‪ ،‬فتع ّجبوا منه‪ ،‬فأنشات المقامة الحراميّة‪ ،‬ث ّم بنيت عليها سائر المقامات‪ ،‬و كانت أ ّول شيء صنعته‪.‬‬

‫و ذكر ابن الجوزى بعد هذا الكالم أنّه عرض الحراميّة على الوزير أنوشيروان‪ ،‬فاستحسنها‪ ،‬و أمره أن يض‪33‬يف إليه‪33‬ا‬
‫ما شاكلها‪ ،‬فاتّمها خمسين‪.‬‬

‫و قال ياقوت‪ :‬بلغنى انّه ل ّما صنع الحرامية أصعد إلى بغداد‪ ،‬فدخل إلى السّلطان و مسجده غاصّ ب‪33‬ذوي الفض‪33‬ل‪ ،‬و ق‪33‬د‬
‫بلغهم وروده إاّل أنّهم لم يعرفوا فضله؛ فقال له بعض الكت‪33‬اب أ ّ‬
‫ى ش‪33‬يء تتع‪33‬انى من ص‪33‬ناعة الكتاب‪33‬ة حتّى نباحث‪33‬ك في‪33‬ه‪،‬‬
‫فأخذ بيده قلما و قال كلّما يتعلّق بهذا‪ ،‬و أشار إلى القلم‪ ،‬فقيل له هذه دعوى عظيمة‪ ،‬فق‪33‬ال امتحن‪33‬وا تخ‪33‬بروا‪ ،‬فس‪33‬أله ك‪ّ 3‬ل‬
‫واحد ع ّما يعتقد فى نفسه إتقانه من أنواع الكتابة‪ ،‬فأج‪33‬اب عن الجمي‪3‬ع أحس‪33‬ن ج‪33‬واب حتّى به‪3‬رهم‪ ،‬فبل‪3‬غ خ‪3‬بره ال‪33‬وزير‬
‫انوشروان فأدخله إليه و أكرمه‪ ،‬فتحادثا يوما حتّى انتهى الحديث إلي ذكر أبى زيد السّروجى‪ ،‬فاورد المقامة الحراميّ‪33‬ة‬
‫الّتى عملها فيه‪ ،‬فاستحس‪33‬نه أنوش‪33‬يروان ج‪ّ 3‬دا‪ ،‬و ق‪33‬ال ينبغى أن تض‪33‬اف ه‪3‬ذه إلى أمثاله‪33‬ا‪ ،‬فق‪3‬ال أفع‪33‬ل م‪33‬ع رج‪33‬وعى إلى‬
‫البصرة‪ ،‬و تجمع‪ ،‬خ‪33‬اطرى به‪3‬ا‪ ،‬ث ّم انح‪33‬در إلى البص‪33‬رة‪ ،‬فص‪33‬نع أربعين مقام‪33‬ة‪ ،‬ثم أص‪33‬عد إلى بغ‪3‬داد و عرض‪33‬ها على‬
‫انوشيروان فاستحسنها‬

‫ص‪29 :‬‬

‫و تداولها النّاس‪ ،‬فاتهمه من يحسده و قال ليست هذه من عمله‪ ،‬ألنّها ال تناسب رسائله و قالوا‪ :‬ه‪33‬ذه من ص‪33‬ناعة رج‪33‬ل‬
‫كان استضاف به و مات عنده‪ ،‬فا ّدعاها‪ ،‬فان كان صادقا فليصنع مقام‪3‬ة أخ‪3‬رى فق‪33‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬سأص‪3‬نع و جلس فى منزل‪3‬ه‬
‫ببغداد أربعين ليلة‪ ،‬فلم يتهيّأ له ترتيب كلمتين و سوّد كث‪33‬يرا من الكاغ‪33‬ذ‪ ،‬فلم يص‪33‬نع ش‪33‬يئا‪ ،‬فع‪33‬اد إلى البص‪33‬رة‪ ،‬و النّ‪33‬اس‬
‫يقعون فيه‪ ،‬فما غاب إاّل مديدة حتّى عمل عشر مقامات‪ ،‬و أضافها إليها و أصعد إلى بغداد فحينئذ ب‪33‬ان فض‪33‬له و علم‪33‬وا‬
‫أنّه من عمله‪.‬‬

‫و كان مولده ببلد قريب من البصرة يقال لها المشان و كان قذرا ذميما مبتلى بنتف لحيته فقال بعضهم‪:‬‬

‫ينتف عثنونه من الهوس‬ ‫شيخ لنا من ربيعة الفرس‬

‫الجمه فى العراق بالخرس‬ ‫انطقه هّللا بالمشان و قد‬

‫و قال بعضهم قرأت «المقامات» على مؤلّفها‪ ،‬فوصلت إلى قوله‪.‬‬


‫و ال لقيتم ما بقيتم ضرّا‬ ‫يا أهل ذا المغنى و قيتم شرّا‬

‫الى ذراكم شعثا مغبّرا‬ ‫قد دفع اللّيل الّذى اكفهرّا‬

‫فقرأته سغبا معترا؛ ففكر ساعة‪ ،‬ث ّم قال‪ :‬و هّللا لقد اجدت فى التّصحيف‪ ،‬فانّه أجود‪ ،‬فربّ شعث مغبر غير سغب معتر‪،‬‬
‫و السّغب المعتر موضع الحاجة‪ ،‬و لو ال أنّى كتبت بخط ّى إلى هذا اليوم على سبعمأة نسخة قرئت عل ّى لغيرته كذلك‬

‫و لل ّزمخشرى فى المقامات‪:‬‬

‫و مشعر الخيف و ميقاته‬ ‫اقسم باهّلل و آياته‬

‫تكتب بالتّبر مقاماتة‬ ‫ّ‬


‫ان الحريرى ح ّر ّ‬
‫ى بأن‬

‫ست عشرة و خمسمأة‪ ،‬أس‪33‬ندنا حديث‪33‬ه فى الطّبق‪33‬ات الك‪33‬برى و ذك‪33‬ر فى‬


‫إلى أن قال مات بالبصرة فى سادس رجب سنة ّ‬
‫جمع الجوامع و من نظمه فى «المقامات»‪:‬‬

‫و اشكر لمن اعطى و لو سمسمة‬ ‫سمسمة تحسن آثارها‬

‫لتقتفى السّودد و المكرمة‬ ‫و المكر مهما استطعت ال تأته‬

‫ص‪30 :‬‬

‫و قد ذكر انّهما امنا ان يع ّززا و أكثر النّاس بتعزيزهما بما ذكرناه فى الطّبقات الكبرى و قد نظمت انا في مقاماتى بيتن‬
‫أظن ّ‬
‫أن لهما ثالثا و هما‪.‬‬ ‫و ال ّ‬

‫لويك الوعظ من برى‬ ‫منبرى شاع ذكره‬

‫لو رويناه عن برى‬ ‫عنبرى ضاع نشره‬

‫انتهي‪.24‬‬

‫و من جملة نظمه أيضا فى القلب المستوى و العكس مستوى‪:‬‬


‫‪ -)1 ( 24‬بغية الوعاة ‪259 -257 :2‬‬
‫وادع اذا المرء اسا‬ ‫اس او مال اذا عرا‬

‫و المراد بما ذكر أن يكون الكالم بحيث إذا قلبته و ابتدات به من الح‪33‬رف األخ‪33‬ير إلى االوّل ك‪33‬ان الحاص‪33‬ل ذل‪33‬ك الكالم‬
‫بعينه‪ ،‬نحو ك ّل فى فلك‪ ،‬و ربّك فكبّر‪ ،‬و بالجملة فنوا در أخبار الحريرى كثيرة ال تسعها أمثال ه‪33‬ذه المقام‪33‬ات و أش‪33‬باه‬
‫هذه المقاالت‪ ،‬و من يرد المعرفة بحقّه‪ ،‬فليدقق النّظر إلى كتابيه األولين اللّذين أعلن فى أ ّولهما اليد البيضاء فى مراتب‬
‫األدب و العربيّة إلى حيث أذعن بالقصور عن الوصول إلى دنيا درجة منها أرباب ال ّدرجات العليّة في العل‪33‬وم االدبيّ‪33‬ة‪،‬‬
‫و أحسن فى الثّانى منهما التّأدية اثن‪3‬تين بين الفض‪3‬الء من البريّ‪3‬ة‪ ،‬و ق‪3‬د رتّب كتاب‪3‬ه االوّل على خمس‪3‬ين مقام‪3‬ة‪ ،‬آخره‪3‬ا‬
‫المقامة البصريّة‪ ،‬و يروي جملة حكاياته العجيبة فيه عن شيخه الحارث بن هم‪33‬ام المتق‪ّ 3‬دم إلي‪33‬ه اإلش‪33‬ارة‪ ،‬و ق‪3‬د تع‪3‬رض‬
‫لشرح كتابه المذكور أيض‪3‬ا كث‪3‬ير من العلم‪3‬اء ّ‬
‫الص‪3‬دور‪ ،‬و األدب‪33‬اء الب‪33‬دور‪ ،‬نش‪3‬ير إلى ذك‪3‬ر جماع‪3‬ة منهم فى ذي‪3‬ل ه‪3‬ذه‬
‫المقامة‪ ،‬إتماما للكرامة‪ ،‬كما هو دأبنا فى جميع هذه الغرامة الهل الزعامة‪.‬‬

‫فمنهم سميّه القاسم بن القاسم بن عمر بن منصور المعروف ب‪33‬ابى مح ّم‪33‬د الواس‪33‬طى‪ ،‬ث ّم الحل‪33‬بى اللّغ‪33‬وى النّح‪33‬وى‪ ،‬كتب‬
‫عليه ثالثة شروح على ترتيب حروف المعجم‪ ،‬و له أيضا «شرح لمع» ابن جنى‪ ،‬و شرح على تص‪33‬ريف المل‪33‬وكى‪ ،‬و‬
‫ست و عشرين و ستّمأة‪ ،‬عن ّ‬
‫ست و سبعين سنة‪ ،‬كما ذكره فى «البغية»‪.25‬‬ ‫مات فى سنة ّ‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬بغية الوعاة ‪259 -257 :2‬‬

‫(‪260 :2 )2‬‬

‫ص‪31 :‬‬

‫و منهم سميه االخر القاسم بن الحسين بن مح ّمد أبو مح ّمد الخوارزمى النّحوى الّذى نقل فى حقّه عن صاحب «طبق‪33‬ات‬
‫االدبآء» انّه كان أوحد ال ّدهر فى علم العربيّة و له أيضا س‪33‬وى ش‪33‬رحه على «المقام‪33‬ات» «ش‪33‬رح على س‪33‬قط ال ّزن‪33‬د» و‬
‫ّ‬
‫«الس‪3‬ر فى علم االع‪33‬راب» و «ش‪33‬رح االبني‪33‬ة» و «كت‪33‬اب‬ ‫ّ‬
‫«المفص‪3‬ل» و كت‪33‬اب‬ ‫على «االنموزج» و شروح ثالثة على‬
‫ص ل فى البيان» و غير ذلك ولد فى سنة خمس و خمسين و خمسمأة و من شعره‬ ‫ال ّزوايا و الخبايا» فى النّحو‪ ،‬و «المح ّ‬
‫اللطيف‪:‬‬

‫ال تأملوا عند الكرام سماحا‬ ‫يا زمرة الشعراء دعوة ناصح‬

‫‪26‬‬
‫باب السّماح و ضيّعوا المفتاحا‬ ‫ّ‬
‫إن الكرام بأسرهم قد أغلقوا‬

‫‪260 :2 )2 ( 25‬‬
‫‪ -)1 ( 26‬معجم االدباء ‪ 154 :6‬و بغية الوعاة ‪252 :2‬‬
‫و منهم احمد بن عبد المؤمن الشريشى النّحوى المتق ّدم ذكره و ذكر تصنيفاته‪ .‬و له أيض‪3‬ا ثالث‪33‬ة ش‪3‬روح على المقام‪33‬ات‬
‫ضرير ابو الخير األنبارى‪ ،‬المتوفّى بمصر‬ ‫متداولة على أيدى النّاس؛ و منهم سالمة بن عبد الباقى بن سالمة النحوى ال ّ‬
‫فى سنة تسعين و خمسمأة و هو غير أبى الخير سالمة بن عياض الكفر طائى النّحوى الّذى له مصنّفات فى النّحو منها‬
‫«التذكرة» فى عشر مجلّدات و مات سنة ثالث و ثالثين و خمسمأة و من شعره‪:‬‬

‫ال يطمع االشراف فى تخريقه‬ ‫اقنع لنفسك فالقناعة ملبس‬

‫فى حرصه سببا الى تفريقه‬ ‫فلربّ مغرور غدا تغريقه‬

‫كما عن تاريخ ابن النّجار‪.‬‬

‫الش‪3‬يعى الحلّى النّح‪33‬وى المتق‪ّ 3‬دم ذك‪33‬ره فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة س‪33‬ميّه الملقّب‬
‫و منهم على بن الحسن بن عنتر المعروف بشميم ّ‬
‫بكراع النّمل مع ذكر كالم له فى غاية ارتفاع مقامة كتاب المقامات فليراجع‪.‬‬

‫و منهم ال ّشيخ أبو سعيد البندهى المتق ّدم إليه اإلشارة في ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة على بن الحس‪3‬ين المس‪3‬عودى المش‪33‬هور‪ ،‬و ش‪3‬رحه‬
‫على المقامات فى خمس مجلّدات كبار‪ ،‬كما ذكرناه فى ذيل ذلك المضمار‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬معجم االدباء ‪ 154 :6‬و بغية الوعاة ‪252 :2‬‬

‫ص‪32 :‬‬

‫و منهم ال ّشيخ ابو سعيد محمد بن على بن عبد هّللا بن احمد العراقى الحلّى االربلى‪ ،‬و كان قد قرأ المقامات على مصنّفه‬
‫الحريرى‪ ،‬و أخذها عنه و شرحها‪ ،‬و تفقّه على الغزالى المشهور‪ ،‬و له أيضا كتاب ّ‬
‫«الذخيرة الهل البصيرة» و كت‪33‬اب‬
‫«البيان لشرح الكلمات» و كتاب «المنتظم» و كتاب «مسائل االمتحان» ذكر فيه العويص من النّحو‪ ،‬و كتاب «عي‪33‬ون‬
‫ال ّشعر» و «الفرق بين ال ّراء و الغين» و فصول وعظ و رسائل‪ ،‬كما عن تاريخ ابن المستوفي‪،‬‬

‫و منهم ال ّشيخ ابو بكر محمد بن ميمون القرطبى النّحوى و كأنه االندلسى المعروف بمركوش و كان هو أيضا كما عن‬
‫كتاب «المغرب فى حلى المغرب» واسع العلم‪ ،‬متب ّح‪ 3‬ر فى النّح‪33‬و‪ ،‬ش‪33‬رح كت‪33‬اب «الجم‪33‬ل» و «مقام‪33‬ات الحري‪33‬ري» و‬
‫مات فى المأة السّادسة‪.‬‬

‫و منهم ال ّشيخ ابو ال ّ‬


‫ضوء سراج بن احمد بن رجاء المرادى‪ ،‬و له كتاب «مختص‪33‬ر فى ش‪33‬رح ع‪33‬ويص المقام‪33‬ات» ق‪33‬رأ‬
‫عليه فى ربيع األ ّو ل سنة إحدى و أربعين و خمسمأة كما عن تذكرة ابن مكتوم‪.‬‬
‫هذا و قد تكلّم على كت‪33‬اب «ملحت‪3‬ه المليح‪3‬ة» أيض‪33‬ا جماع‪33‬ة كث‪33‬يرون‪ ،‬منهم محم‪33‬د بن مال‪33‬ك الط‪33‬ائى النح‪33‬وى المش‪33‬هور‬
‫بشرحه المنشور‪ ،‬و منهم ال ّشيخ عبد اللطيف بن ابى بكر ابن احمد بن عمر اليم‪33‬انى ال ّزبي‪33‬دى ّ‬
‫الش‪3‬رجّى ب‪33‬الجيم‪ ،‬و ك‪33‬ان‬
‫كما فى «البغية» أحد أئ ّمة العربيّة‪ ،‬و له سوى «شرح ملح‪3‬ة اإلع‪3‬راب» «ش‪3‬رح مق ّدم‪3‬ة ابن بابش‪3‬اذ» المتق‪3‬دم ذك‪3‬ره‪ ،‬و‬
‫مق ّدمة أخرى فى علم النّحو‪ ،‬مات سنة إثنتين و ثمانمأة‪.‬‬

‫و منهم اإلمام البارع زين الدين عمر بن مظفر الحلبى ال ّشافعى الملقب بابن الوردى الفقيه النّحوى المتق ّدم ذكره قريبا‪.‬‬

‫و منهم محمد بن عبد الرحمن بن مح ّمد بن زيد النّحوى ال ّدرندى المصرى المعروف بالبقراط و كان قد اختصر الملحة‬
‫‪27‬‬
‫نظما كما عن تاريخ الصّعيد‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬الطالع السعيد‪530 .‬‬

‫ص‪33 :‬‬

‫‪ 558‬الش‪3‬يخ الفاض‪3‬ل الب‪3‬اذل المؤي‪3‬د المعتم‪3‬د المس‪3‬تند اب‪3‬و محم‪3‬د القاس‪3‬م بن ف‪3‬يرة بن ابى القاس‪3‬م بن خل‪3‬ف بن احم‪3‬د بن‬
‫‪28‬‬
‫الرعينى الشاطبى‬

‫المقرى النّحوي‪ ،‬صاحب القصيدة ال ّشاطبيئة المشهورة فى علم القراءات‪ ،‬كم‪33‬ا ذكرن‪33‬اه حس‪33‬بما وج‪33‬دناه فيم‪33‬ا رأين‪33‬اه من‬
‫كتب اإلجازات و التّراجم‪ ،‬و إن وقع فى بعض «شروح القصيدة بعنوان ال ّشيخ أبو القاسم‪ ،‬و قد ك‪33‬ان كم‪33‬ا فى الطّبق‪33‬ات‬
‫الصّغرى للفاضل السّيوطى الموسوم «ببغية الوعاة» إمام‪33‬ا فاض‪3‬ال فى النّح‪33‬و و القرائ‪3‬ة و التّفس‪33‬ير و الح‪3‬ديث‪ ،‬عاّل م‪3‬ة‬
‫نبيال محقّقا ذكيّا واسع المحف‪3‬وظ‪ ،‬بارع‪3‬ا فى الق‪3‬راءات‪ ،‬اس‪3‬تاذا فى العربيّ‪3‬ة‪ ،‬حافظ‪3‬ا للح‪3‬ديث‪ ،‬ش‪3‬افعيّا ص‪3‬الحا ص‪3‬دوقا‪،‬‬
‫الص‪3‬الة بج‪33‬امع مص‪33‬ر من غ‪33‬ير م‪ّ 3‬‬
‫‪3‬وذن‪ ،‬و ال يس‪33‬مع ذل‪33‬ك إاّل‬ ‫الص‪3‬الحين‪ ،‬كس‪33‬ماع األذان وقت ّ‬
‫ظه‪33‬رت علي‪33‬ه كرام‪33‬ات ّ‬
‫ص الحون‪ ،‬و كان يعدل أصحابه على أشياء لم يطلعوه عليها‪ ،‬أخذ القراءات عن ابن هذيل و غيره‪ .‬سمع منه السّلفى و‬ ‫ال ّ‬
‫أخذ عنه السّخاوى‪ ،‬و كان يجلس إليه من ال يعرفه فال يشك انّه يبصر لذكائه النّه ال يظه‪33‬ر من‪33‬ه م‪33‬ا يظه‪33‬ر من االعمى‬
‫فى حركاته‪.‬‬

‫صنّف القصيدة المشهورة فى القراءات‪ ،‬و الرائيّة فى الرس‪3‬م‪ ،‬و ق‪3‬د ع ّم النّف‪3‬ع بهم‪33‬ا و س‪3‬ارت بهم‪33‬ا الرّكب‪33‬ان‪ ،‬و ك‪3‬ان ال‬
‫ينطق إاّل لضرورة‪ ،‬و ال يقرىء إاّل على طهارة‪ ،‬و يعت ّل العلّة ال ّشديدة فال يشتكى و ال يتأوّه‪.‬‬

‫ولد سنة ثمان و ثالثين و خمسمأة‪ ،‬و مات يوم األحد الثّامن و العشرين من‬

‫‪ -)1 ( 27‬الطالع السعيد‪530 .‬‬


‫‪ )*( 28‬له ترجمة فى‪ :‬البداية و النهاية ‪ ،10 3:13‬بغية الوعاة ‪ ،260 3:2‬تذكرة الحفاظ ‪ 1356 3:4‬حس‪33‬ن المحاض‪33‬رة ‪ 496 3:1‬ش‪33‬ذرات ال‪33‬ذهب ‪،301 3:4‬‬
‫طبقات السبكى ‪ 270 :7‬طبقات القراء ‪ ،20 :1‬العبر ‪ ،273 :4‬غاية النهاية ‪ ،20 :2‬مرآة الجنان ‪ ،467 :3‬معجم االدباء ‪ 184 :6‬مفتاح‪ 3‬السعادة ‪،387 :1‬‬
‫النجوم الزاهرة ‪ 136 :6‬نفح الطيب ‪ 22 :2‬نكت الهميان ‪ ،228‬وفيات االعيان ‪234 :3‬‬
‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬البداية و النهاية ‪ ،10 :13‬بغية الوعاة ‪ ،260 :2‬تذكرة الحفاظ ‪ 1356 :4‬حسن المحاضرة ‪496 :1‬‬
‫شذرات الذهب ‪ ،301 3:4‬طبقات السبكى ‪ 270 3:7‬طبقات القراء ‪ ،20 3:1‬العبر ‪ ،273 3:4‬غاية النهاية ‪ ،20 3:2‬مرآة‬
‫الجنان ‪ ،467 3:3‬معجم االدباء ‪ 184 3:6‬مفتاح الس‪3‬عادة ‪ ،387 3:1‬النج‪3‬وم الزاه‪3‬رة ‪ 136 3:6‬نفح الطيب ‪ 22 3:2‬نكت‬
‫الهميان ‪ ،228‬وفيات االعيان ‪234 :3‬‬

‫ص‪34 :‬‬

‫جمادى اآلخرة سنة تسعين و خمسمأة و من شعره‪:‬‬

‫ّ‬
‫تركبن إلى فقيه‬ ‫ال‬ ‫قل لألمير نصيحة‬

‫أبوابكم ال خير فيه‬ ‫ّ‬


‫إن الفقيه إذا أتى‬

‫‪29‬‬
‫انتهى كالم البغية‬

‫أقول و قد تع ّرض لشرح القصيدة ال ّشاطبيّة المذكورة الموسومة «بحرز االمانى» جماعة من الفضالء األجاّل ء‪.‬‬

‫منهم االمام العاّل مة السّخاوي المتق ّدم ذك‪3‬ره فى ب‪33‬اب االعلي‪33‬اء‪ ،‬و ك‪33‬ان كم‪33‬ا ذك‪3‬ره ابن خلّك‪33‬ان ق‪33‬د اش‪33‬تغل بالق‪33‬اهرة على‬
‫ال ّشاطبى المذكور‪ ،‬و أتقن عليه علم القراءات و النّحو و اللّغة‪.‬‬

‫و منهم سميّه البارع ابو محمد القاسم بن احمد بن الموفق بن جعفر االندلسى المرسى اللورقى النح‪33‬وى الّ‪33‬ذي ق‪33‬رأ على‬
‫أبى الحسن بن ال ّشريك؛ و مح ّمد بن نوح الغافقى و التّاج الكن‪3‬دى‪ ،‬و أبى البق‪3‬آء العك‪3‬برى و ابن األحض‪3‬ر و غ‪3‬يرهم‪ ،‬و‬
‫كان يعرف الفقه و االصول و علوم األوائ‪33‬ل جي‪33‬دا إلي الغاي‪33‬ة‪ ،‬و ك‪33‬ان مليح ّ‬
‫الش‪3‬كل‪ ،‬إمام‪33‬ا مهيب‪33‬ا متفن‪33‬ا ص‪3‬نّف «ش‪33‬رح‬
‫المفصّل» فى أربع مجلّدات‪ ،‬و «شرح الجزوليّة» و «شرح ال ّشاطبيّة» و ح ّدث عنه العماد البالسى و غيره‪ ،‬مولده سنة‬
‫خمس و س‪33‬بعين و خمس‪33‬مأة و م‪33‬ات بدمش‪33‬ق فى رجب س‪33‬نة إح‪33‬دي و س‪33‬تين و س‪33‬تمأة كم‪33‬ا عن ال‪3ّ 3‬ذهبى ص‪33‬احب كت‪33‬اب‬
‫‪30‬‬
‫«التّقريب»‬

‫و منهم‪ :‬ال ّشيخ ابو يوسف المنتجب بن رشيد الهم‪3‬دانى نزي‪3‬ل دمش‪3‬ق ص‪3‬احب إع‪3‬راب الق‪3‬رآن و ش‪3‬رحه على ّ‬
‫الش‪3‬اطبيّة‬
‫ّ‬
‫المفص‪3‬ل» و م‪33‬ات س‪33‬نة‬ ‫أن سوق مصنّفه كان كاسدا فى حياة السّخاوى‪ ،‬و ل‪33‬ه أيض‪33‬ا «ش‪33‬رح‬
‫المذكورة مطوّل مفيد‪ ،‬إال ّ‬
‫ثالث و أربعين و ستّماة كما عن ّ‬
‫الذهبى المذكور‪.31‬‬

‫‪ -)1 ( 29‬بغية الوعاة ‪260 :2‬‬


‫‪ -)2 ( 30‬انظر بغية الوعاة ‪250 :2‬‬
‫‪ -)3 ( 31‬انظر‪ :‬بغية الوعاة ‪300 :2‬‬
‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬بغية الوعاة ‪260 :2‬‬

‫(‪ -)2‬انظر بغية الوعاة ‪250 :2‬‬

‫(‪ -)3‬انظر‪ :‬بغية الوعاة ‪300 :2‬‬

‫ص‪35 :‬‬

‫و منهم االمام العاّل م شمس الدين محمد الموصلى المعروف بشعله‪.‬‬

‫و منهم اإلمام المحقق ابو عبد هّللا القاشى‪.‬‬

‫و منهم اإلمام المنفرد فى فنّه جامع اللّطائف و الغرائب‪ ،‬شهاب ال ّدين أبو شامة عبد ال‪33‬رحمن الدمش‪33‬قى المتق‪ّ 3‬دم ذك‪33‬ره و‬
‫ترجمته‪.‬‬

‫و منهم اإلمام الحافظ ال ّدارى و األديب القارى ع ّز ال ّد ين يوسف بن اسد بن ابى بكر االخالطى و رأيت شرحه المذكور‬
‫و قد سماه «بكشف المعانى فى شرح حرز االمانى» و نصّ فى أوّله بانّه جمعها من شروح االربعة المتأ ّخرة‪ ،‬و جع‪33‬ل‬
‫الش‪3‬روح و أجلّه‪33‬ا ق‪33‬درا و أكثره‪33‬ا اعتب‪33‬ارا و ت‪33‬داوال بين‬
‫أن اش‪33‬هر جمي‪33‬ع ه‪33‬ذه ّ‬
‫لك ّل واحد منها رمزا كتبه فيه ب‪33‬الحمرة‪ّ ،‬‬
‫النّاس‪ ،‬هو شرح االمام السّخاوى‪ ،‬و عندنا من‪33‬ه نس‪33‬خة عتيق‪33‬ة ي‪33‬ذكر فى مفتتح‪33‬ه فص‪33‬وال تس‪33‬عة في تمهي‪33‬د مق‪ّ 3‬دمات علم‬
‫القرائة‪ ،‬ث ّم يشير فى ذيل أبيات صفات القرّاء السّبعة و رواتهم إلى ترجمة أحوال ك ّل من ذكره منهم بأحسن طري‪33‬ق؛ و‬
‫اتم تحقيق‪ ،‬و لم يب ّجل أحدا منهم بمثل ما بج ّل به حم‪33‬زة بن ح‪33‬بيب الك‪33‬وفى‪ ،‬فمن جمل‪33‬ة م‪33‬ا ذك‪33‬ره فى حقّ‪33‬ه‪ ،‬و يح‪ّ 3‬‬
‫ق لن‪33‬ا‬
‫إيراده هنا‪ ،‬لما فاتنا ذلك في مقامه؛ قوله حشره هّللا مع أحبّته و أقوامه‪ :‬ك‪33‬ان رحم‪33‬ه هّللا زاه‪33‬دا ورع‪33‬ا مح‪33‬ترزا من أخ‪33‬ذ‬
‫األجرة على القرآن‪ ،‬ال يشرب الماء من بيت من قرأ عليه‪ ،‬و كان ال ينام من اللّيل إاّل القليل‪ ،‬و كان يختم فى ك ‪ّ 3‬ل ش‪33‬هر‬
‫خمسا و عشرين ختمة‪ ،‬لم يوصف أحد من الق ّراء بما وصف به حم‪33‬زة من ال ّزه‪33‬د و ق‪3‬وّة ال‪33‬ورع‪ ،‬إلي أن ق‪33‬ال‪ :‬و روى‬
‫عن حمزة انّه قال انّى لفى بيتى و السّراج يسرج‪ ،‬و الباب مغلق‪ ،‬و أن‪33‬ا بين النّ‪33‬ائم و اليقظ‪33‬ان‪ ،‬إذ فتحت عي‪33‬نى ف‪33‬اذا ان‪33‬ا‬
‫الجن‪ ،‬اختلفت أنا و صاحبى ه‪33‬ذا‪ ،‬فقلت‪ :‬أن‪33‬ا اق‪33‬رأ من‪33‬ك فق‪33‬ال‪ :‬بي‪33‬نى و‬‫ّ‬ ‫باثنين قائمين فقاال لى ال تفزع فنحن إخوانك من‬
‫الجن‪ ،‬فقاال أينّا اق‪33‬رأ؟‬
‫ّ‬ ‫بينك قاري االنس‪ ،‬و قد اتيناك‪ ،‬قال‪ :‬فجلست فابتدأ أحدهما بسورة ال ّرحمن‪ ،‬و ابتدأ اآلخر بسورة‬
‫الجن فأحسن م ّدا و قطعا‬
‫ّ‬ ‫فقلت‪ :‬أ ّما الذي قرأ سورة ال ّرحمن‪ ،‬فاجرا كما على القرائة‪ ،‬و أ ّما الّذى قرأ سورة‬

‫ص‪36 :‬‬

‫و روى عن سلعم قال‪ :‬قال لى‪ :‬حمزة كنت بحلوان فبينم‪33‬ا أن‪33‬ا ذات ليل‪33‬ة أق‪3‬رأ إذ س‪33‬معت هاتف‪33‬ا يق‪33‬ول ناش‪33‬دتك هّللا ي‪33‬ا اب‪33‬ا‬
‫عمارة‪ ،‬أال انصت لى حتّى اقرأ عليك‪ ،‬فقرا عل ّى سورة النّجم‪ ،‬فو هّللا ما عدلت قرائته عن قرائتى‪ ،‬فل ّم‪33‬ا ف‪33‬رغ قلت‪ :‬من‬
‫الجن‪ ،‬كنت اتيك بالكوفة‪ ،‬فاجلس على يمينيك فاتعلّم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أنت يرحمك هّللا ‪ ،‬فقال أنا وردان رجل من‬
‫ث ّم قال‪ :‬فص ّل فاما سنده فأنّه قرأ على جعفر بن مح ّمد بن عل ّى بن الحسين بن أبى طالب الهاشمى‪ 3،‬و قرأ جعفر عن أبيه‬
‫أبى جعفر مح ّمد بن عل ّى الباقر‪ ،‬و قرأ أبوه على أبيه أبى الحسين على بن الحسين زين العابدين‪ ،‬و قرأ أب‪33‬وه على أبي‪33‬ه‬
‫الحسين‪ ،‬و قرأ الحسين على أبيه عل ّى بن‪ ،‬ابيطالب و قرأ عل ّى على النّبى صلّى هّللا عليه و آله انتهى‪.‬‬

‫و انّما استدركت ذكر هذه الجملة هنا بالمناسبة لفضل ال ّرجل على سائر أقرانه و أمثاله‪ ،‬و اتّصال سند قرائت‪33‬ه ّ‬
‫الش ‪3‬ريفة‬
‫بالنّبى صلّى هّللا عليه و آله و سلّم بواسطة أقاربه دون أبا عده الجاهلين بطريقته و منواله‪.‬‬

‫هذا و من جملة ما ذكره فى الفصل االوّل من المق ّدمات قول‪33‬ه فى مق‪3‬ام ترجم‪33‬ة الرّج‪33‬ل بع‪33‬د تس‪3‬ميته بعن‪33‬وان ّ‬
‫الش‪3‬يخ أبى‬
‫الش‪3‬ارح المت‪33‬أ ّخر ذك‪3‬ره هن‪3‬ا به‪3‬ذه الكني‪3‬ة‪ :‬ك‪3‬ان عالم‪33‬ا بكت‪3‬اب هّللا بقرائت‪3‬ه و‬
‫القاسم ناظم هذه القصيدة‪ ،‬كما أورده أيض‪33‬ا ّ‬
‫تفسيره‪ ،‬عالما بحديث رسول هّللا صلّى هّللا عليه و آله‪ ،‬مب ّرزا فيه‪ ،‬و كان إذا قرىء عليه البخارى‪ ،‬و مسلم‪ ،‬و الموط‪33‬أ‪،‬‬
‫يصحح النّسخ من حفظه‪ ،‬و يملي الن ّكت على المواضع المحتاج إلى ذلك فيها؛ و كان م‪33‬ب ّرزا فى علم النّح‪33‬و و العربيّ‪33‬ة‪،‬‬
‫عالما بعلم ال ّرؤيا‪ ،‬حسن المقاصد‪ ،‬مخلصا فيما يقول و يفعل‪ ،‬قال رحمه هّللا ‪ :‬ال يقرأ أحد قص‪33‬يدتى ه‪33‬ذه إاّل و ينفع‪33‬ه هّللا‬
‫ع ّز و ج ّل النّى نظمتها هّلل سبحانه و تع‪33‬الى‪ ،‬و ك‪33‬ان يجتنب فض‪33‬ول الق‪33‬ول‪ ،‬و ال يجلس إاّل على طه‪33‬ارة فى خض‪33‬وع و‬
‫استكانة‪ ،‬و يمنع جلساؤه من الخوض و الحديث فى شىء إاّل فى العلم و القرآن‪ ،‬و كان يعتل العلّة ال ّشديدة فال يشتكى و‬
‫ال يتأ ّو ه‪ ،‬فاذا سئل عن حاله قال‪ :‬العافية ال يزيد على ذلك‪ ،‬قال‪:‬‬

‫و ذكرت له يوما جامع مصر‪ ،‬و قلت له‪ :‬قد قيل ّ‬


‫إن األذان يس‪33‬مع في‪33‬ه من غ‪33‬ير الم‪33‬ؤذن‪ ،‬و ال ي‪33‬درى م‪33‬ا ه‪33‬و! فق‪33‬ال ق‪33‬د‬
‫سمعته مرارا ال احصيها عند ال ّزوال‪ ،‬قال و قال لى يوما‪ :‬جرت‬

‫ص‪37 :‬‬

‫بينى و بين ال ّشيطان مخاطبة‪ ،‬فقال لى‪ :‬فعلت كذا فساهلكك‪ ،‬فقلت له‪ :‬و هّللا ما أبالي بك‪ ،‬و ذك‪33‬ر لى أيض‪33‬ا مخاطب‪33‬ة ل‪33‬ه‬
‫أخرى مع ال ّشيطان الى أن قال‪ :‬ولد فى آخر سنة ثمان و ثالثين و خمسأة و مات فى يوم االح‪33‬د بع‪33‬د ص‪33‬الة العص‪33‬ر‪ ،‬و‬
‫هو اليوم الثّامن و العشرون من جمادى اآلخرة‪ ،‬سنة تسعين‪ ،‬و دفن يوم االثنين انتهى‪.‬‬

‫و فى شرح ع ّز ال ّدين األخالطى انّه دفن بالقرافة‪ ،‬و فى «القاموس» في ذيل ما ّدة ق‪3‬رف‪ :‬و كس‪33‬حابة بطن من المع‪33‬افر‪،‬‬
‫و مقبرة مصر‪ ،‬و بها قبر ال ّشافعى‪.‬‬

‫هذا و القصيدة ال ّشاطبيّة معروفة على أيدى الطّلبة‪ ،‬تنوف على أل‪3‬ف بيت و ثالثم‪33‬أة و عش‪3‬رين بيت‪3‬ا‪ ،‬كلّه‪33‬ا بليغ‪3‬ة رائف‪3‬ة‬
‫راشدة‪ ،‬على وزن واحد و قافية واحدة‪ ،‬س ّماها «حرز االمانى و وجه التهاني» يقول فى أوّلها‪:‬‬

‫تبارك رحمانا رحيما مؤ ّمال‬ ‫بدأت ببسم هّللا فى النّظم أوّال‬

‫مح ّمد المهدى إلى النّاس مرسال‬ ‫و تثنيت صلّى هّللا ربّى على الرّضى‬
‫و فى آخرها‪:‬‬

‫أن الحمد هّلل الّذى وحده عال‬ ‫و آخر دعوتنا بتوفيق ربّنا‬

‫و لم يدع فى ذلك البين شيئا من مسائل علم القرائة و متعلّقاته‪ ،‬إاّل أفاده باتّم البيان‪ ،‬و أجود عب‪3‬ارة ق‪ّ 3‬ل م‪3‬ا يق‪3‬ترح بمثل‪3‬ه‬
‫األذهان مدى االزمان‪.‬‬

‫الش‪3‬اطبى فى نظم‪33‬ه علم القرائ‪33‬ة‪ ،‬ه‪3‬و ّ‬


‫الش‪3‬يخ أث‪33‬ير ال‪ّ 3‬دين أب‪33‬و حيّ‪33‬ان األندلس‪33‬ى النّح‪33‬وى‬ ‫ان من جملة من ح‪33‬ذي ح‪33‬ذو ّ‬‫ث ّم ّ‬
‫فان له قصيدة س ّماها عقد اللّئالى فى القراءات على وزن ّ‬
‫الش‪33‬اطبيّة و‬ ‫المشهور اآلتى ذكره فى باب المحامدة انشاء هّللا ‪ّ ،‬‬
‫قافيتها‪ ،‬كم‪3‬ا ذك‪3‬ره ص‪3‬احب «البغي‪3‬ة» و في‪3‬ه أيض‪3‬ا نس‪3‬بة قص‪3‬يدة أخ‪3‬رى فى الق‪3‬راءات إلى مح ّم‪3‬د بن احم‪ّ 3‬د بن زكريّ‪3‬ا‬
‫المعافرى االندلسى االديب الفرض‪3‬ى‪ ،‬و ق‪3‬د اش‪3‬ير إلى ذك‪3‬ر ش‪3‬اطبة الّ‪3‬تى هى على وزن قاطب‪3‬ة‪ ،‬و انّه‪3‬ا من كب‪3‬ار م‪3‬دن‬
‫جزيرة اندلس المغرب‪ ،‬مع ذكر ساير بالدها المشهورة الكثيرة‪ ،‬فى أواسط باب األحمدين من المخالفين فليراجع إنشاء‬
‫هّللا ‪.‬‬

‫ص‪38 :‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ 559‬الشيخ العالم االمين‪ ،‬و الحبر الفاضل المتين‪ -‬ابو جعفر قطب الدين الرازى البويهى الحكيم االلهى الفهيم‬

‫المنطقي المتق ّدم المشهور‪ ،‬بين علماء الدهور‪ ،‬و فضالء الجمهور‪ ،‬إسمه مح ّمد بن مح ّم‪33‬د‪ ،‬و نس‪33‬بته إلى ورامين ال ‪3‬رّى‬
‫من جهة المولد و البلد‪ ،‬و ينتهى نسبه إلى آل بويه الّذين هم سالطين ال ّديالمة المشهورون‪ ،‬كما عن تصريح ال ّشيخ عل ّى‬
‫بن عبد العالى أو إلى بابويه القم ّى الّذى هو ج ّد شيخنا الصّدوق المح ّدث‪ ،‬كما عن بعض إجازات شيخنا ال ّشهيد الثّ‪33‬انى‪،‬‬
‫و كان من جهة ظهور هذه النّسبة فى ال ّشيعية زعمه جماعة من القاص‪33‬رين النّ‪33‬اظرين إلى ظ‪33‬واهر كلم‪33‬ات األش‪33‬خاص‪:‬‬
‫من جملة علمائنا الخواص‪ ،‬مع انّه كان أرضى فضالء زمانه فى أرض المخالفين‪ ،‬و أكثرهم حرم‪33‬ة عن‪33‬د المص‪33‬احبين‬
‫له منهم و المؤالفين‪ ،‬و انتهت إليه رياستهم فى دمشق ال ّشام‪ ،‬و الحال انّ‪33‬ه ك‪33‬ان من علم‪33‬اء األعج‪33‬ام‪ ،‬و لم تنق‪33‬ل رياس‪33‬ته‬
‫الطائفة و ال العوام‪ ،‬مثل سائر علمائن‪3‬ا االعالم‪ ،‬ب‪3‬ل لم يعه‪3‬د من‪3‬ه كالم ت‪3‬ام و ال غ‪3‬ير ت‪3‬ام في‬ ‫على أحد من خواص هذه ّ‬
‫الثّناء على أهل بيت العصمة‪ ،‬و ال عرفت منه مقالة فى اصول هذا المذهب و ال فروعه‪ ،‬س‪3‬واء ك‪3‬ان من مقول‪3‬ة مقول‪3‬ة‬
‫ك أحد من المتع ّرضين ألحوال علمائهم فى كونه من كبرائهم‪ ،‬مع انّهم كثير م‪33‬ا يظه‪33‬رون الش‪33‬بهة‬ ‫أو مسموعه‪ 3،‬و لم يش ّ‬
‫بالنّسبة إلى كثير من علمائهم و ش‪33‬عرائهم‪ ،‬مض‪33‬افا إلي ان كتب إج‪33‬ازات أولئ‪33‬ك مش‪33‬حونة ب‪3‬ذكر محام‪33‬د ص‪33‬فاته و بي‪3‬ان‬
‫طرق رواياته عنهم‪ ،‬و ّ‬
‫الطرق منهم إلى‬

‫‪ )*( 32‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ 300 3:2‬بغية الوعاة ‪ ،281 3،2‬تأسيس الشيعة ‪ ،300‬الدرر الكامنة ‪ 107 3:5‬الذريعة ‪ ،30 3:2‬رياض العلماء خ‪ ،‬ريحانة‬
‫االدب ‪ ،465 3:4‬شذرات الذهب ‪ ،207 3،6‬طبق‪3‬ات الس‪3‬بكى ‪ ،207 3:6‬القالئ‪3‬د الجوهري‪3‬ة ‪ ،239‬الك‪3‬نى و االلق‪3‬اب ‪ ،70 3:3‬لؤل‪3‬ؤة البح‪3‬رين ‪ 194‬مج‪3‬الس‬
‫المؤمنين ‪ ،212 :2‬مستدرك الوسائل ‪ ،448 :3‬مفتاح‪ 3‬السعادة ‪ ،246 :1‬النجوم الزاهرة ‪ ،87 :11‬نقد الرجال ‪ ،330‬هدية العارفين ‪163 :2‬‬
‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ 300 3:2‬بغية الوعاة ‪ ،281 3،2‬تأسيس الشيعة ‪ ،300‬الدرر الكامنة ‪ 107 3:5‬الذريعة ‪:2‬‬
‫‪ ،30‬رياض العلماء خ‪ ،‬ريحانة االدب ‪ ،465 3:4‬شذرات الذهب ‪ ،207 3،6‬طبقات السبكى ‪ ،207 3:6‬القالئد الجوهرية‬
‫‪ ،239‬الكنى و االلقاب ‪ ،70 3:3‬لؤلؤة البحرين ‪ 194‬مجالس المؤم‪3‬نين ‪ ،212 3:2‬مس‪3‬تدرك الوس‪3‬ائل ‪ ،448 3:3‬مفت‪3‬اح‬
‫السعادة ‪ ،246 :1‬النجوم الزاهرة ‪ ،87 :11‬نقد الرجال ‪ ،330‬هدية العارفين ‪163 :2‬‬

‫ص‪39 :‬‬

‫رواياته بخالف كتب هذه الطّائفة‪ ،‬فانّها خالي‪33‬ة عن ذك‪33‬ره فض‪33‬ال عن ذك‪33‬ر جالل‪33‬ة ق‪33‬دره‪ ،‬و يمكن أن يك‪33‬ون مرج‪33‬ع ه‪33‬ذا‬
‫الش‪3‬ريف على ظه‪33‬ر كت‪33‬اب‬ ‫الش‪3‬هيد رحم‪33‬ه هّللا ب‪33‬ه فيم‪33‬ا وج‪33‬د بخطّ‪33‬ه ّ‬
‫التّوهم المنتهى إليه مرتبة التح ّكم‪ ،‬تص‪33‬ريح ش‪33‬يخنا ّ‬
‫«قواعد العاّل مة» أعلى هّللا مقامه‪ ،‬رعاية بذلك لغاي‪33‬ة مص‪33‬لحة التّقيّ‪33‬ة‪ ،‬أو استص‪33‬الحا لح‪33‬ال علمائن‪33‬ا اإلماميّ‪33‬ة و اظه‪33‬ار‬
‫برائتهم عن ش‪3‬يمة النّف‪3‬اق و الس‪3‬لوك‪ ،‬بعص‪3‬بيّات الجاهليّ‪3‬ة‪ ،‬و ذل‪3‬ك لغاي‪3‬ة مطبوعيّت‪3‬ه و متبوعيّت‪3‬ه عن‪3‬د س‪3‬ائر الطوائ‪3‬ف‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫و كذلك تصريح شيخنا المحقّق الثّانى عل ّى بن عبد الع‪33‬الى الك‪33‬ركى الع‪33‬املى رحم‪33‬ه هّللا فى بعض إجازات‪33‬ه‪ ،‬حيث يق‪33‬ول‬
‫عند وصول الكالم إلى مصنّفات العاّل مة ق ّدس سرّه‪ :‬و يرويها شيخنا السّعيد ال ّشهيد‪ ،‬عن اإلمام المحقّق ج‪33‬امع المعق‪33‬ول‬
‫ق و ال ّدين‪ ،‬أبي جعفر البويهى الرّازى‪« ،‬شارح ال ّشمسيّة» و «المطالع» في المنط‪33‬ق‪ ،‬عن‬ ‫و المنقول‪ ،‬قطب الملّة و الح ّ‬
‫االمام جمال ال ّدين بال واسطة‪ ،‬فانّه من أج ّل تالمذته و من اعيان اص‪33‬حابنا اإلماميّ‪33‬ة ق‪ّ 3‬دس هّللا أرواحهم و رض‪33‬ى عنهم‬
‫انتهى‪.‬‬

‫و الظّاهر ّ‬
‫ان ما ذكره منوط بتصريح ال ّشهيد المرحوم‪ ،‬و إاّل فهو رحمه هّللا غير متمهّ‪33‬ر فى أمث‪33‬ال ه‪33‬ذه الرس‪33‬وم‪ ،‬و ق‪33‬د‬
‫عرفت الوجه فى تصريح ال ّشهيد أيضا‪ ،‬و لو فرضنا كون ذلك من جهة إجازة العاّل مة رحمه هّللا له‪ ،‬و أنّه ل‪33‬و ك‪33‬ان من‬
‫غير ثقاتنا المرضييّن لما اجازه لرواية أحاديث الطّاهرين‪ ،‬فكيف به إن ك‪33‬ان من علم‪33‬اء المخ‪33‬الفين ففي‪33‬ه من‪3‬ع المالزم‪33‬ة‬
‫أوّال‪ ،‬النّه كالم من غ‪33‬ير دلي‪33‬ل م‪33‬بين‪ ،‬و من‪33‬ع بطالن التّ‪33‬الى ثاني‪33‬ا‪ ،‬لع‪33‬دم ثب‪33‬وت نق‪33‬ل ه‪33‬ذه اإلج‪33‬ازة إاّل من كالم ص‪33‬احب‬
‫«مجالس المؤمنين»‪ ،‬و هو فى أمثال هذه المراحل من المتّهمين‪ ،‬و لو سلّم‪ ،‬فانّه قد كان ذل‪33‬ك فى مب‪33‬دء أم‪33‬ر الرّج‪33‬ل‪ ،‬و‬
‫زمان كونه فى ديار العجم‪ ،‬و انعك‪3‬اس أم‪3‬ر التّقيّ‪3‬ة هن‪3‬اك‪ ،‬و غاي‪3‬ة ارتف‪3‬اع أم‪3‬ر ّ‬
‫الش‪3‬يعة اإلماميّ‪3‬ة باعتب‪3‬ار ش‪3‬يوع تش‪3‬يّع‬
‫سلطانهم السّلطان مح ّمد شاه خدابنده‪ .‬و أخذه بانفاس جماعة العا ّم‪3‬ة‪ ،‬كم‪3‬ا يش‪3‬عر به‪3‬ذه الدقيق‪3‬ة أوّال ع‪3‬دم إش‪3‬عار كلم‪3‬ات‬
‫العالمة في تلك االجازة بشىء من التّمجيد‪ ،‬لغير فهمه و فضيلته‪ ،‬فضال عن التّصريح بعدله و وثاقته‪ ،‬و ثانيا‬

‫ص‪40 :‬‬

‫دعائه له في آخر اإلجازة بان يحسن هّللا عاقبته‪ ،‬مع انه يجوز لنا مثل هذا ال ّدعاء فى ح‪ّ 3‬‬
‫ق جمي‪33‬ع األش‪33‬قياء و االقس‪33‬ياء‪،‬‬
‫بل لو سلّم كون ال ّرجل يومئذ من ال ّشيعة حقيقة أيضا ال ينافى أخذ حبّ رياسته العا ّمة بعد ذلك بن‪33‬ور بص‪33‬يرته‪ ،‬و ت‪33‬اثير‬
‫معاشرة نصّاب دمشق ال ّشام في تقلّب قلبه و فطرته؛ و تب ّدل نيّته و سريرته‪.‬‬
‫ان ذلك غير عزيز بالنّسبة إلى كثير من أمثال الكاتبي القزوينى و الميرزا مخدوم ال ّشريفى‪ ،‬و الم‪33‬ولى رفي‪3‬ع ال‪ّ 3‬دين‬
‫كما ّ‬
‫الجيالنى‪ ،‬فيما يقال و غيرهم المذكورين فى تضاعيف كتابنا هذا فليالحظ‪.‬‬

‫مع أنّه لو سلّم شهادة ال ّرجلين الجليلين ببقاء شيعيّة ال ّرجل إلى زمان رحلت‪3‬ه فال يخفى ّ‬
‫أن مرج‪3‬ع ه‪3‬ذه ّ‬
‫الش‪3‬هادة ب‪3‬االمور‬
‫ق طول هذه الم ّدة‬‫الباطنيّة الّتى ال يعلمها إاّل عاّل م الغيوب‪ ،‬إلى نفى عروض سبب من أسباب االنحراف عن مذهب الح ّ‬
‫عليه‪ ،‬فهو غير مسموعة ج ّدا‪ ،‬و لو سلم فهي معارضة بتصريحات من هو أض‪33‬بط له‪3‬ذه االم‪33‬ور و انظم و أبص‪3‬ر به‪33‬ذه‬
‫ال ّشئون‪.‬‬

‫ّ‬
‫الظن بخالفه‪33‬ا كم‪33‬ا ال يخفى‪ ،‬فال تبقى له‪33‬ا بع‪33‬د ذل‪33‬ك‬ ‫الظن حينئذ بمؤ ّديها ب‪33‬ل حص‪33‬ول‬
‫ّ‬ ‫و اعلم و ال اق ّل من عدم حصول‬
‫حجيّة أصال‪ ،‬و تبقى أصالة عدم استبصار ال ّرجل بحالته االولى‪ ،‬كما بقيت بالنّسبة إلى غير هذا من الّذين اشتبه امرهم‬
‫على صاحب «المجالس» بطريق أولي؛ فليس‪33‬ت ه‪33‬ذا الم‪33‬اجرا ب‪33‬أوّل ق‪33‬ارورة كس‪33‬رت فى االس‪33‬الم‪ ،‬ب‪33‬ل اتّف‪33‬ق مث‪33‬ل ه‪33‬ذا‬
‫االشتباه من كثير من علمائنا األعالم‪ ،‬بالنّسبة إلي من هو أرجس من االنص‪33‬اب و االزالم‪ ،‬و من الناص‪33‬بين للع‪33‬داوة بال‬
‫كالم‪ ،‬مع أهل بيت العصمة عليهم السالم‪.‬‬

‫و إذن فليست شهادة ال ّشهيد و المحقّق ال ّشيخ على بسعادة موالنا المحقّ‪33‬ق القط‪33‬بى ب‪33‬اعجب من ش‪33‬هادة موالن‪33‬ا المجلس‪33‬ى‬
‫رحمه هّللا تعالي بسعادة عبد الرّحمن الجامى‪ ،‬بل العاّل مة ال ّزمخشرى‪ ،‬و شهادة شيخنا الح ّر العاملى بشيعيّة ابى الف‪33‬رج‬
‫الش ‪3‬يخ العطّ‪33‬ار‪ ،‬و ال ّشبس‪33‬تري؛ و‬
‫االموى االصفهانى و شهادة كثير من اإلماميّة باماميّة امثال السعدى؛ و النّظ‪33‬امى؛ و ّ‬
‫المولوى ال ّرومى‪ ،‬و شهادة صاحب «المجالس» بحقيّة كثير من أئ ّمة‬

‫ص‪41 :‬‬

‫العا ّمة و أساطين مذهبهم و رؤساء بالدهم؛ و المصنّفين فى أصولهم و فروعهم بمحض و إن كانوا ي‪33‬رون فى كتبهم أو‬
‫يسمعون من قبلهم شيئا من مدائح أهل البيت عليهم السالم‪ ،‬و اط‪33‬راء فى الثّن‪33‬اء على االئ ّم‪33‬ة المعص‪33‬ومين‪ 3،‬م‪33‬ع ّ‬
‫أن ه‪33‬ذه‬
‫ّ‬
‫الش‪3‬يمة ك‪33‬انت قديم‪33‬ة‪ ،‬فيهم‪ ،‬و منقول‪33‬ة عن ائ ّمتهم األربع‪33‬ة‪ ،‬كم‪33‬ا ي‪33‬أتى اإلش‪33‬ارة إلي‪33‬ه فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة مح ّم‪33‬د بن ادريس‬
‫ال ّشافعى و غيره‪.‬‬

‫و لم يكن فضائل ساداتنا األبرار األطهار إاّل مثل ال ّشمس فى رابعة النّهار‪ ،‬غير قابلة لالغماض و اإلنك‪33‬ار‪ ،‬و أنّي ه‪33‬و‬
‫من ال ّداللة على حقيّة ال ّرجل فى باب االعتقاد و موافقته لالماميّة الحقّة فى أمور المبدء و المعاد‪ ،‬و هل ه‪33‬و إاّل قص‪33‬ور‬
‫فى النّظر‪ ،‬أو تقصير فى تحصيل علوم االخبار و السّير‪ ،‬مع ع‪33‬دم األمن في‪33‬ه من ّ‬
‫الض‪3‬رر‪ ،‬و الك‪33‬ون في‪33‬ه علي موض‪33‬ع‬
‫ّ‬
‫الظن ب‪3‬الموافقين م‪3‬ع المخ‪3‬الفين و‬ ‫الخطر‪ ،‬فايّاك و الرّكون إلى الظّ‪3‬المين‪ ،‬و ّ‬
‫الس‪3‬كون إلى تقلي‪3‬د الس‪3‬الفين؛ و أن تحس‪3‬ن‬
‫ق حتّى ياتيك اليقين‪.‬‬
‫المداهنين مع المنافقين‪ ،‬و ال تتّبع غير الح ّ‬

‫ان هذا ال ّرجل مذكور فى تراجم كثير من علماء الجمهور‪ ،‬من الّذين ال يذكرون أبدا أحدا من علمائنا الصّدور‪،‬‬
‫ث ّم ليعلم ّ‬
‫و منهم السّيوطي فى كتابه الموسوم فى طبقات النّحاة و الموسوم «ببغيّة الوعاة» إاّل انّه ذكره فى باب المحمودين دون‬
‫المح ّمدين‪ ،‬و هو أبصر بالمشاركين ل‪33‬ه في ال‪ّ 3‬دين‪ ،‬و ل‪33‬ذا أعرض‪33‬نا عن ذك‪33‬ره هن‪33‬ا في أح‪33‬د من المق‪33‬امين و رأين‪33‬ا ذك‪33‬ره‬
‫باعتبار اشتهاره باللّقب أبعد من الكذب و المين‪ ،‬و أقرب إلى مالحظة ذات البين‪ ،‬و األخذ بقاعدة الجم‪33‬ع بين األم‪33‬رين‪،‬‬
‫و إن شئت عين عبارة صاحب «البغية» فهى هكذا‪ :‬قطب ال ّدين محمود بن مح ّمد ال ّرازى‪ ،‬المعروف بالقطب التّحتانى‪،‬‬
‫تمييزا له عن قطب آخر‪ -‬كان ساكنا معه بأعلى المدرسة الظّاهريّة‪ ،‬كان أحد أئ ّمة المعقول أخ‪33‬ذ عن العض‪33‬د‪ -‬يع‪33‬نى ب‪33‬ه‬
‫القاضى عضد األيجى االصولى‪ -‬المتق ّدم ذكره فى باب العبادلة و غيره و قدم دمشق‪.‬‬

‫و شرح «الحاوى» و «المطالع» و «اإلشارات» و كتب على «الك ّشاف» حاشية‬

‫ص‪42 :‬‬

‫و «شرح ال ّشمسيّة» فى المنطق‪.‬‬

‫و كان لطيف العبارة‪ ،‬سأل السّبكى عن حديث «ك ّل مولود يولد على الفطرة» فاجابه السّبكى‪ ،‬فنقض هو ذلك الج‪33‬واب‪،‬‬
‫و بالغ فى التّحقيق‪ ،‬فاجابه السّبكى‪ 3،‬و اطلق لس‪33‬انه في‪33‬ه‪ ،‬و نس‪33‬به إلى ع‪33‬دم فهم مقاص‪33‬د ّ‬
‫الش‪3‬رع و الوق‪33‬وف م‪33‬ع ظ‪33‬واهر‬
‫قواعد المنطق و سبق فى ترجمة السيّد عن شيخنا الكافجى انّه قال‪ :‬السيّد و القطب التّحتانى لم ي‪33‬ذوقا علم العربيّ‪33‬ة‪ ،‬ب‪33‬ل‬
‫كانا حكيمين‪.‬‬

‫ست و ستّين و سبعمأة سنة انتهى‪.33‬‬


‫و مات القطب ال ّرازى فى ذى القعدة ّ‬

‫و ذكره أيضا جماعة من علمائنا الرّجاليّين‪ ،‬فى ذيل تراجمهم لالماميّين‪ ،‬باعتبار ذكر الرّجلين المتق ‪ّ 3‬دمين إيّ‪33‬اه فى ذل‪33‬ك‬
‫ص ريحتين علي كونهما من جملة علمائنا األمجاد‪ ،‬مثل شيخنا الح ّر العاملى عليه الرّض‪33‬وان حيث‬ ‫العدد‪ ،‬أو شهادتيهما ال ّ‬
‫الش‪3‬يخ قطب ال‪ّ 3‬دين مح ّم‪33‬د بن مح ّم‪33‬د ال‪3‬رّازى الب‪3‬ويهى‪ ،‬فاض‪33‬ل جلي‪3‬ل محقّ‪33‬ق‪ ،‬من‬
‫ذكره فى «امل اآلمل» بهذا العنوان‪ّ :‬‬
‫الش‪3‬هيد الثّ‪33‬انى فى بعض اجازات‪33‬ه و‬
‫تالمذة العاّل مة‪ ،‬روى عنه ال ّشهيد‪ ،‬و هو من أوالد أبى جعفر بن بابوي‪3‬ه كم‪3‬ا ذك‪3‬ره ّ‬
‫غيره‪.‬‬

‫و قد نقل القاضي نور هّللا فى «مجالس المؤم‪3‬نين» ص‪3‬ورة اج‪3‬ازة العاّل م‪3‬ة ل‪3‬ه‪ ،‬و ذكره‪3‬ا انّه‪3‬ا ك‪3‬انت على ظه‪3‬ر كت‪3‬اب‬
‫«القواعد» فقال فيها‪ :‬قرأ عل ّى اكثر هذا الكتاب ال ّشيخ العالم الفقيه الفاض‪3‬ل المحق‪3‬ق الم‪33‬دق ّ‬
‫ق زب‪3‬دة العلم‪33‬اء و االفاض‪3‬ل‪،‬‬
‫ق و ال ّدين‪ ،‬مح ّمد بن مح ّمد الرّازى ادام هّللا ايّامه قراءة بحث و تحقيق و تحرير و تدقيق و ق‪33‬د أج‪33‬زت‬ ‫قطب الملّة و الح ّ‬
‫له رواية هذا الكتاب‪ ،‬و رواية جميع مؤلّفاتى و رواياتى و ما اجيزلى روايته‪ ،‬و جميع كتب أصحابنا السّالفين ب‪33‬الطّرق‬
‫المتّصلة مني إليهم‪ ،‬فليرو ذلك لمن شاء و أحب على ال ّشروط المعتبرة فى اإلجازة‪ ،‬فهو أهل لذلك و كتب العب‪33‬د الفق‪33‬ير‬
‫الى هّللا حسن بن يوسف بن المطهّر الحلى‪ ،‬سنة ثالث عشرة و سبعمأة بناحية ورامين‪.‬‬

‫و قال السيّد مصطفى فى رجاله مح ّمد بن مح ّمد بن أبى جعفر الرّازى قطب ال ّدين‬

‫‪ )1 ( 33‬بغية الوعاة ‪281 :2‬‬


‫______________________________‬
‫(‪ )1‬بغية الوعاة ‪281 :2‬‬

‫ص‪43 :‬‬

‫وجه من وجوه هذه الطّائفة‪ ،‬جليل القدر عظيم المنزل‪33‬ة‪ ،‬من تالم‪33‬ذة اإلم‪33‬ام العاّل م‪33‬ة الحلّى‪ ،‬و روى عن‪33‬ه و ي‪33‬روي عن‪33‬ه‬
‫شيخنا ال ّشهيد رحمه هّللا ‪ ،‬له كتب منها كتاب «المحاكمات» و هو دليل و برهان قاطع على كمال فضله‪ ،‬و وف‪3‬ور علم‪33‬ه‬
‫رحمه هّللا انتهى و قال ال ّشيخ حسن عند ال ّرواية عنه‪ :‬ال ّشيخ االمام العاّل م‪33‬ة مل‪33‬ك العلم‪33‬اء المحقّقين قطب الملّ‪33‬ة و ال‪ّ 3‬دين‬
‫مح ّمد بن مح ّمد ال ّرازى صاحب شرحى المطالع و ال ّشمسيّة انتهى‪.‬‬

‫و من مؤلّفاته أيضا «حاشية الك ّشاف» و حاشية أخرى للك ّشاف و «شرح القواعد» و «ش‪33‬رح المفت‪33‬اح» و «رس‪33‬الة فى‬
‫تحقيق الكلّيات» و «رسالة فى تحقيق التّصور و التّصديق» و قد تق ّدم مح ّمد البويهى انتهى كالم صاحب االمل‪.34‬‬

‫و قال صاحب «اللّؤلؤة» بعد ع ّده من جملة مشايخ ّ‬


‫الش‪3‬هيد‪ ،‬و اإلش‪33‬ارة إلى ترجم‪33‬ة أح‪33‬وال جماع‪33‬ة منهم‪ ،‬و أ ّم‪33‬ا ّ‬
‫الش‪3‬يخ‬
‫قطب ال ّد ين المذكور فضله و جاللته و عظم منزلته أشهر من أن ينكر‪ ،‬و أظهر من أن يعثر ب‪33‬ه الغ‪33‬ير‪ ،‬إلى أن ق‪33‬ال‪ :‬و‬
‫قال فى كتاب «مجالس المؤمنين»‪ :‬المحقّق العاّل مة قطب ال ّدين مح ّمد بن مح ّمد البويهى الرّازى ث ّم قال ما هذه ترجمت‪33‬ه‬
‫بعد أن أثنى عليه ثناء جميال و جليال‪ -‬و نسبه‪ -‬على ما ذكره عمدة المجتهدين ال ّشيخ عل ّى بن عبد العالى ق ّدس س‪33‬رّه فى‬
‫اجازة كتبها لعمى‪ 3،‬يشعر بانّ‪3‬ه ينتهى إلى السّلس‪33‬لة ّ‬
‫الش‪3‬ريفة س‪33‬الطين آل بوي‪3‬ه‪ ،‬و منش‪3‬اؤه و مول‪3‬ده فى دار المؤم‪33‬نين و‬
‫رامين من أعمال ال ّرى‪ ،‬و هو‪ -‬بعد تل ّمذه لجمع من العلماء‪ ،‬تش ّرف بتل ّمذه على عاّل مة ال ّزمان ال ّشيخ جمال ال ّدين حس‪33‬ن‬
‫بن مطهّر الحلّى‪ ،‬و كتب بيده قواعده و قرأه عليه‪ -‬قدس س ّره‪ -‬و على ظهر تلك النّسخة‪ ،‬الموجودة اآلن فى بالد ّ‬
‫الش‪33‬ام‬
‫عند بعض الفضآلء؛ صورة اإلجازة بخطّ العاّل مة لتلميذه القطب رحمهما هّللا ‪ :‬قرأ على أكثر هذا الكتاب؛ ّ‬
‫الش ‪3‬يخ الع‪33‬الم‬
‫الفقيه‪ ،‬ث ّم ذكر اإلجازة بطولها‪ ،‬إلى أن زاد فى آخرها و الحمد هّلل وحده و صلّى هّللا على سيّدنا النّب ّى و آله الطّاهرين‪.‬‬

‫ان العاّل مة القطب‪ ،‬بعد ان توفّى السّلطان أبو سعيد أنار هّللا برهانه‬
‫ث ّم قال‪ :‬ث ّم ّ‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬امل اآلمل ‪301 -300 :2‬‬

‫ص‪44 :‬‬

‫و استشهد خواجه غياث ال ّدين و غيره من الوزراء‪ ،‬انتقل إلى ال ّشام‪ ،‬و على ما ذكره صاحب «طبقات النّح‪33‬اة» ّ‬
‫ان تقى‬
‫ال ّدين السّبكى‪ ،‬من فقهاء ال ّشافعيّة‪ ،‬نازع‪33‬ه فى العل‪33‬وم‪ ،‬و قابل‪33‬ه بالمعارض‪3‬ة فى الرّس‪33‬وم‪ ،‬ث ّم س‪33‬اق الكالم‪ ،‬فيم‪33‬ا وق‪3‬ع من‬
‫النّزاع و المعارضة إلى أن قال‪ :‬و كتب ال ّشهيد‪ ،‬ق ّدس سرّه‪ ،‬بخطّه على ظهر كتاب «القواعد» م‪33‬ا معن‪33‬اه‪ :‬انّى تش‪3‬رّفت‬

‫‪ -)1 ( 34‬امل اآلمل ‪301 -300 :2‬‬


‫فى دمشق برؤية العاّل مة القطبى‪ ،‬فوجدته بح‪3‬رّا زاخ‪33‬را؛ فاس‪33‬تجزت من‪33‬ه فأج‪33‬ازلى‪ ،‬و ليس عن‪33‬دى ش‪33‬بهة فى كون‪33‬ه من‬
‫تلم‪3‬ذه و انقطاع‪3‬ه إلى العاّل م‪3‬ة‪ ،‬الّ‪3‬ذى ه‪3‬و من فقه‪3‬اء أه‪3‬ل ال‪3‬بيت‪ ،‬و خل‪3‬وص عقيدت‪3‬ه و تش‪3‬يّعه‬
‫ّ‬ ‫العلمآء االماميّة‪ ،‬و كفى‬
‫شاهدا‪.‬‬

‫ست و ستّين و سبعمأة فى دمشق و صلّى عليه فى الحصن‪ ،‬و حض‪33‬ر ص‪33‬الته أك‪33‬ثر أعي‪33‬ان البل‪33‬د‪ ،‬و دفن فى‬ ‫توفّى سنة ّ‬
‫الصّالحيّة‪ ،‬ثم نقل إلى مكان آخر‪ ،‬و من تص‪33‬انيفه المش‪33‬هورة «ش‪3‬رح ال ّشمس‪3‬يّة» و «ش‪3‬رح المط‪33‬الع» ص‪3‬نّفهما باش‪33‬ارة‬
‫خواجة غياث ال ّدين الم‪33‬ذكور آنف‪33‬ا‪ ،‬فانّ‪33‬ه ك‪33‬ان م‪33‬ربّى أه‪33‬ل الفض‪33‬ل فى ذل‪33‬ك ال ّزم‪33‬ان‪ ،‬و من‪33‬ه «المحاكم‪33‬ات بين ش‪33‬ارحى‬
‫األشارات» و «رسالة فى تحقيق التّص ّور و التّصديق» و «حاشية على القواعد» الّذى قرأه على مصنّفه العاّل م‪33‬ة أن‪33‬ار‬
‫هّللا برهانه‪ ،‬كتبه على حاشية الكتاب‪ ،‬و د ّونه بعض فضالء اإلماميّة فى‪ -‬ال ّشام و س ّماها «بالحواشى القطبيّة» انتهى‪.35‬‬

‫الش‪3‬هيد رحم‪33‬ه هّللا من قول‪33‬ه‪ :‬و ليس عن‪33‬دى ش‪3‬بهة فى كون‪33‬ه من العلم‪33‬اء االماميّ‪33‬ة‪ ،‬ال يخل‪33‬و من‬
‫و اقول ما نقلته هنا عن ّ‬
‫غرابة كما ال يخفى‪ ،‬و الحمل على دفع توهّم كونه ليس كذلك باعتبار اظهاره مذهب السّنة فى ال ّشام‪ ،‬بعيد غاي‪33‬ة البع‪33‬د‪،‬‬
‫‪36‬‬
‫فان ال ّشام مملوءة من فضالء اإلماميّة المظهرين للتّقيّة‪ ،‬انتهى كالم شيخنا صاحب اللّؤلؤة‬
‫ّ‬

‫ان ما ذكره من اإلستغراب عن نفى ال ّشهيد عنه شبهة السنّية فى غاية الغراب‪3‬ة‪ ،‬إذ ق‪3‬د ع‪3‬رفت من تض‪3‬اعيف م‪3‬ا‬ ‫و أقول ّ‬
‫سبق‪ ،‬و بيان غاي‪3‬ة اش‪33‬تهاره فى زمان‪3‬ه بكون‪3‬ه منهم‪ ،‬ب‪3‬ل ظه‪33‬ور ع‪33‬دم احتم‪3‬ال خالف فى ذل‪33‬ك من كلم‪33‬ات الف‪3‬ريقين ّ‬
‫أن‬
‫الغرابة إن كانت فى كالم‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬اى انتهى ما ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين‪.‬‬

‫(‪ -)2‬لؤلؤة البحرين ‪199 -194‬‬

‫ص‪45 :‬‬

‫ال ّشهيد‪ ،‬فانّما هي من جهة كونه فى مقام دفع هذه التّهمة عنه‪ ،‬ال من جهة كون كالمه موهما لكون الرّجل من اهل ه‪33‬ذه‬
‫التّهمة فليتا ّمل و ال يغفل‪ .‬و حسب ال ّداللة على كونه من كبار السّنيّة ذكرهم إيّاه مع تمام اإلح‪33‬ترام و اإلس‪33‬ترحام حيثم‪33‬ا‬
‫يذكرونه و ليس من عملهم بالنّسبة إلى أح‪33‬د من علم‪33‬اء ّ‬
‫الش‪3‬يعة لغاي‪33‬ة م‪33‬ا وج‪33‬د فيهم من ش‪33‬يمة العص‪33‬بيّة‪ ،‬كم‪33‬ا ت‪33‬رى ّ‬
‫ان‬
‫التّفتازانى يقول فى مفتتح شرحه على «ال ّشمسيّة»‪ :‬و بعد فقد س‪33‬ألنى فرق‪33‬ة من خاّل نى‪ ،‬و رفق‪33‬ه من خلّص إخ‪33‬وانى‪ ،‬أن‬
‫أشرح لهم «الرّسالة ال ّشمسية» و احقّق فيه «القواعد المنطقيّة» و افصل مجمالته‪33‬ا االبيّ‪33‬ة‪ ،‬و ابيّن مبهماته‪33‬ا الخفيّ‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫اجيل قداح النّظر فى شرح الفاضل المحقّق‪ ،‬و النّحرير المدقّق‪ ،‬قطب الملّة و ال ّدين‪ ،‬شكر هّللا مساعيه و قرن باالفاضة‬

‫‪ -)1 ( 35‬اى انتهى ما ذكره صاحب كتاب مجالس المؤمنين‪.‬‬


‫‪ -)2 ( 36‬لؤلؤة البحرين ‪199 -194‬‬
‫ان القطب المذكور لم يهمل أيضا فى شىء من مؤلّفاته الصلواة على الصّحابة‪ ،‬فى‬ ‫أيّامه و لياليه‪ ،‬إلى أخر ما ذكره مع ّ‬
‫صبين من هذه الطّائفة‪ ،‬فليالحظ‪.‬‬
‫ضمن إهدآء الصّالة على النّبى و آله الطّاهرين كما هو شأن المتع ّ‬

‫ان من جملة من ذكر أحوال هذا ال ّرجل من علماء أصحابنا اإلماميّة المح‪ّ 3‬دث النّيس‪3‬ابورى فى رجال‪3‬ه الكب‪3‬ير‪ ،‬فق‪3‬ال‪:‬‬ ‫ث ّم ّ‬
‫الش‪3‬هيد الثّ‪33‬انى فى إجازت‪33‬ه‪ ،‬و‬
‫مح ّم‪33‬د بن أبى جعف‪33‬ر قطب ال‪ّ 3‬دين الب‪33‬ويهى‪ ،‬نس‪33‬بة إلى أبى جعف‪33‬ر بن بابوي‪33‬ه‪ ،‬كم‪33‬ا ذك‪33‬ره ّ‬
‫المح ّدث الح ّر العاملى فى كتاب «امل االمل» أو إلى سالطين آل بويه كما ذكره ال ّشيخ عل ّي بن عبد العالى الك‪33‬ركى فى‬
‫اجازته‪ ،‬و القاضى نور هّللا الشهيد فى «مجالس المؤمنين» ال ّرازى الورامينى نزيل دمشق المعروف بالقطب التّحت‪33‬انى‬
‫تميزا عن قطب آخر كان ساكنا معه بالمدرسة‪.‬‬

‫له كتب منها كتاب «المحاكمات» إلى أن قال‪ :‬و يروي عن جماعة منهم العاّل مة الحلّى‪ ،‬له منه إجازة سنة ثالث عش‪33‬ر‬
‫و سبعين مأة بناحي‪33‬ة ورامين‪ ،‬و العاّل م‪33‬ة قطب ال‪ّ 3‬دين مح ّم‪33‬د ّ‬
‫الش‪3‬يرازى‪ ،‬و عن‪33‬ه جماع‪33‬ة منهم‪ّ :‬‬
‫الش‪3‬هيد األوّل‪ ،‬و الس‪3‬يّد‬
‫شريف الجرجانى و القاضى بدر ال ّدين مح ّم د بن أحمد الحنفى‪ ،‬ذكره صاحب «نقد االقوال» و «امل األمل» و «لؤل‪33‬ؤة‬
‫البحرين» انتهى‪.‬‬

‫و منه ظهر أيضا حقيقة ما حقّقناه فى ح ّ‬


‫ق الرجل حيث لم نر أحدا من أهل السنّة‬

‫ص‪46 :‬‬

‫صبهم فى امر المذهب يرضى بأن يروى أحد من علمآء ال ّشيعة‪ ،‬أو يدخلهم فى جريدة مشايخه‪ ،‬فض‪33‬ال عن‬ ‫من نهاية تع ّ‬
‫صبين فى مذهبهما‪ ،‬السيّد شريف الجرجانى؛ القاضى بدر ال ّدين الحنفى فليتأ ّمل‪.‬‬
‫مثل هذين المتع ّ‬

‫ان مراده بالقطب ال ّشيرازى‪ ،‬هو ال ّشيخ قطب ال ّدين محمود بن مسعود بن مصلح الفارسى الكازرونى الشافعى‬ ‫ث ّم ليعلم ّ‬
‫الملقّب بالعاّل مة عند علماء العا ّم‪3‬ة‪ ،‬ص‪3‬احب المص‪3‬نّفات الكث‪3‬يرة المتين‪3‬ة فى الحكم‪3‬ة و االص‪3‬ول و االدب و غيره‪3‬ا‪ ،‬و‬
‫لكنّى لم أطّلع على رواية صاحب الترجمة عنه؛ النّه كان من جملة معاص‪33‬ريه لم‪33‬ا س‪33‬وف تع‪33‬رف من تق‪33‬ارب وفاتيهم‪33‬ا‬
‫أيضا‪ ،‬و لو سلم فقيه أيضا من ال ّداللة على كون ال ّرجل من سنخ أولئك الجماعة ما ال يخفى‪ ،‬و ذل‪33‬ك النّ‪33‬ه ال كالم ألح‪33‬د‬
‫من الفريقين فى كون القطب ال ّشيرازى هذا من جملة علماء أهل السنّة‪ ،‬و عظماء محقّقيهم‪ ،‬فرواية أحد من ال ّشيعة عنه‬
‫على سبيل اإلطالق غريب ج ّدا فاقد المثل و النّظير و ال ينبئك مثل خيبر‪.‬‬

‫ث ّم ل ّما بلغ الكالم إلى هذا المقام‪ ،‬و اجتمع لذكر القطب ال ّشيرازى مناسبات شتى بالنّسبة إلى ه‪33‬ذا الم‪33‬رام‪ ،‬ح‪ّ 3‬‬
‫ق علين‪33‬ا أن‬
‫يلحق ما بلغنا من ترجمته أيضا به‪3‬ذه التّرجم‪3‬ة و ال تف‪ّ 3‬رق بين قط‪3‬بى بعض الف‪3‬رق من ه‪3‬ذه اال ّم‪3‬ة‪ ،‬فى موض‪3‬ع إكم‪3‬ال‬
‫المكرمة‪ ،‬فنقول‪:‬‬

‫الش‪3‬افعى‪ ،‬الملقّب‬
‫الش‪3‬يرازى ّ‬‫قال صاحب «البغية» بعد ذكره بعنوان قطب ال ّدين محمود بن مسعود بن مصلح الفارسى ّ‬
‫بالعاّل مة‪ ،‬مثل سائر المترجمين له من الفريقين‪ ،‬تك ّرر ذكره فى كتب المعانى و البي‪3‬ان‪ ،‬و اص‪3‬ول الفق‪3‬ه‪ ،‬و ك‪3‬ان بارع‪3‬ا‬
‫فى العلوم محقّقا متكلّما حكيما‪ ،‬ولد بشيراز سنة اربع و ثالثين و ستّمأة‪ ،‬و كان أبوه طبيبا بها؛ فق‪33‬رأ علي‪33‬ه و على ع ّم‪33‬ه‬
‫و ال ّزكى الرّكشاوى و ال ّشمس الكاتبى‪ ،‬ث ّم سافر إلى النّصير الطّوسى فقرأ عليه و برع‪ ،‬ث ّم دخل ال ّروم فاكرمه صاحبها‬
‫و ولّى قضاء سيواس و ملطية و قدم ال ّشام‪ ،‬ث ّم سكن تبريز و أقرأ به‪33‬ا العل‪33‬وم و العقليّ‪33‬ة‪ ،‬و ح‪ّ 3‬دث بج‪33‬امع االص‪33‬ول عن‬
‫صدر القونوى‪ ،‬عن يعقوب الهذيانى‪« ،‬الهمدانى خ»‪ ،‬عن المصنّف‪ ،‬و كان مخالطا للملوك محاضرا ظريف‪33‬ا م ّزاح‪33‬ا‪،‬‬ ‫ال ّ‬
‫ال يحمل ه ّما و ال يغيرزى الصّوفيّة‪ ،‬و كان يجيّد لعب ال ّشطرنج و يديمه‬

‫ص‪47 :‬‬

‫و يتقن الشعبدة‪ ،‬و يضرب بال ّرباب و كان من بح‪33‬ور العلم‪ ،‬و من أذكي‪33‬اء الع‪33‬الم‪ ،‬يخض‪33‬ع للفقه‪33‬اء‪ ،‬و يالزم ّ‬
‫الص‪3‬الة فى‬
‫الجماعة‪ ،‬و إذا صنّف كتابا صام و الزم السّهر‪ ،‬و مس‪33‬ودته مبيّض‪33‬ة‪ ،‬و ل‪33‬ه «ش‪33‬رح مختص‪33‬ر ابن الح‪33‬اجب» و «ش‪33‬رح‬
‫المفتاح» و «شرح كليّات ابن سينا» و غير ذلك‪.‬‬

‫مات فى أربع و عشرين رمضان سنة عشرة و سبعمأة بتبريز انتهى‪.‬‬

‫و قد قيل فى تاريخ وفاته بالفارسيّة‪:‬‬

‫در مه روزه آه از آن بازى‬ ‫بازى كرد چرخ كج رفتار‬

‫رفت در پرده‪ :‬قطب شيرازى‬ ‫ذال و يا‪ ،‬رفته از گه هجرت‬

‫هذا و قال ال ّشيخ ابو القاسم الكازرونى المتكلّم الحكيم فى كتابه الموسوم «بسلّم ّ‬
‫الس‪3‬موات» عن‪33‬د ذك‪33‬ره له‪33‬ذا الرّج‪33‬ل فى‬
‫جملة من يذكره من الحكماء ال ّر اسخين أصله من قرية دوتنك كازرون‪ ،‬و مدفنه فى جرنداب تبريز‪ ،‬قرب قبر المحق‪33‬ق‬
‫البيضاوي و كان تلميذا للكاتبى القزوينى‪ ،‬ث ّم ل ّما أتى المحقّق ّ‬
‫الطوسى رحمه هّللا إلى قزوين؛ و شرف بقدوم‪33‬ه المب‪33‬ارك‬
‫منزل الكاتبى المذكور‪ ،‬أراد الكاتبى أن يقابل تشريفه ذلك بشىء جميل‪ ،‬فسلم إليه عن‪33‬د ارتحال‪33‬ه قطب ال ‪ّ 3‬دين الم‪33‬ذكور‪،‬‬
‫فوادع القطب من هناك أصحابه‪ ،‬و الزم بعد ذلك خدمه المحقّق ّ‬
‫الطوسى‪ ،‬و اختار لنفسه التل ّمذ لديه بقيّة أيّام تحص‪33‬يله‪،‬‬
‫و كان ظريفا مفاكها خفيف ال ّروح‪ ،‬مليح المحاورة‪ ،‬يظهز كل ّما كان يض‪3‬يق علي‪3‬ه األم‪3‬ر فى بل‪3‬د غرب‪3‬ة‪ ،‬م‪3‬ا ك‪3‬ان أهله‪3‬ا‬
‫يعرفونه انّه رجل من أهل الكفر يريد أن يدخل فى دين االسالم‪ ،‬فيحيطون به من جمي‪33‬ع الجه‪33‬ات و يوص‪33‬لونه من ه‪33‬ذه‬
‫صالت‪ ،‬و جزيل المواهب و النّائالت‪ ،‬فاتّفق أن عثر عليه فى بعض تلك المقامات الكاذبة ال ّشيخ مصلح‬ ‫الجهة بجميل ال ّ‬
‫الش‪3‬اعر المتق‪ّ 3‬دم المش‪33‬هور‪ ،‬و ك‪33‬ان ابن أخت‪33‬ه فى النّس‪33‬ب‪ ،‬و ملقّب‪33‬ا بلقب ج‪ّ 3‬ده ّ‬
‫الش‪3‬يخ مص‪33‬لح‬ ‫الش‪3‬يرازى ّ‬
‫الس‪3‬عدى ّ‬‫ال‪ّ 3‬دين ّ‬
‫الفارسى‪ ،‬و ذلك فى زمن سياحته فى البالد و أوان رياضاته و مجاهداته‪ ،‬فل ّما راه السّعدى عرف‪33‬ه فج‪33‬اء إلي‪33‬ه و ه‪33‬و ق‪33‬د‬
‫أحيط بجماعات المسلمين يحرضونه على ال ّدخول فى شريعة االسالم و على أيديهم الخلع‬

‫ص‪48 :‬‬
‫و االموال الفاخرة ليصلوه بها عند قبوله االسالم‪ ،‬فقال له السّعدى بلسانهم الوضيع ال ّرستاقى‪ ،‬بحيث لم تعرف الجماعة‬
‫انّه ما كان يقول له‪ :‬قطبو تو هرگز مسلمان نمىبه‪.‬‬

‫ث ّم قال‪ :‬و قد صحب القطب المذكور جماعة من أفاضل المتأ ّخرين‪ ،‬و أدرك آخر زمان فخ‪3‬ر ال‪ّ 3‬دين ال‪3‬رازى‪ ،‬و ش‪3‬هاب‬
‫ال ّدين السّهروردى و محيى ال ّدين بن العربى‪ ،‬و أثير ال ّدين مفض‪33‬ل األبه‪33‬رى‪ ،‬و ك‪33‬ان من جامعيّت‪33‬ه للعل‪33‬وم إش‪33‬تهر بلقب‬
‫العاّل مة‪ ،‬و له مؤلّفات مبسوطة‪ ،‬منها «شرح قانون الطّب» و «شرح حكمة االشراق» و «شرح اصول ابن الح‪33‬اجب»‬
‫و «شرح مفتاح السّكاكى» و «درة التّاج لغرة الدباج» و «رسالة الوجيزة» فى تحقيق معنى التّصور و التّصديق؛ يد ّل‬
‫على كمال تتبّعه و استحضاره و كان عمره قريبا من تسعين سنة؛ و انصرف فى أواخر عمره عن اإلشتغال بالمطالب‬
‫الحكميّة‪ ،‬و أخذ فى مراسم العبادة و التّالوة‪ ،‬و تعليم القرآن المجيد و أمثال ذلك فى محوّطة تبريز‪ ،‬كما ك‪33‬ان ذل‪33‬ك دأب‬
‫كثير من العلمآء المغتنمين لبقيّة عمرهم العزيز و كانت وفاته فى سنة عشر و سبعمأة بعد وفاة موالنا المحقّق الطّوسى‬
‫ق ّدس س ّره بأربع و ثالثين سنة‪ ،‬و قبل وفاة قطب ال ّدين ال ّرازى بثالث سنين انتهى‪.‬‬

‫و من جملة اشتباهات المح ّدث النيسابورى ذكره لهذا الرّجل فى باب المح ّمدين دون المحمودين بعكس اش‪33‬تباه ص‪33‬احب‬
‫«البغية» فى ترجمة صاحب التّرجمة‪ ،‬حيث قد عرفت أنّه ذكره فى باب المحمودين دون المح ّم‪33‬دين‪ ،‬م‪33‬ع انّهم‪33‬ا خالف‬
‫اتّفاق سائر مترجميها الموجودين و ا ّما عين عبارة النّيسابورى فى ترجمة هذا فهى هكذا‪ :‬مح ّمد ابن مسعود بن مص‪33‬لح‬
‫العاّل مة قطب ال ّدين ال ّشيرازى كان متكلّما حكيما أشعرى االصول‪ ،‬شافعى الفروع‪.‬‬

‫له كتب كثيرة و فكاهة لطيفة‪ ،‬أخذا و يروى عن جماع‪3‬ة؛ منهم المحقّ‪3‬ق الطّوس‪3‬ى‪ ،‬و أخ‪3‬ذ او ي‪3‬روي عن‪3‬ه جماع‪3‬ة منهم‬
‫العاّل مة قطب ال ّدين مح ّمد ال ّرازى «مع» و معناه انّه مع المعتبرين و المعتمدين و هّللا ع‪33‬الم بحق‪33‬ايق اح‪33‬وال الع‪33‬المين و‬
‫العاملين‪.‬‬

‫ص‪49 :‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ 560‬الشاعر المتبصر و الفاضل المتمهر كثير بن عبد الرحمان بن االسود بن عامر بن عويم‬

‫اسمه المذكور بض ّم الكاف و فتح الثّاء المثلّثة و المثنّاة التّحتانيّة المش ّددة كما ض‪3‬بّطه االس‪33‬تادون و نس‪33‬به الم‪33‬نيف ينتهى‬
‫بخمسة عشر واسطة إلى الياس بن مضر الخزاعى المصرى المشهور و الميمون و مذهبه حبّ أه‪33‬ل بيت الرس‪33‬ول‪ ،‬و‬
‫منصبه مدح ذريّة البتول‪ ،‬و هو من صميم عرب الحجاز‪ ،‬و الب‪3‬الغ فى مرتب‪33‬ة ح‪ّ 3‬د االعج‪33‬از‪ ،‬و ك‪33‬ان معاص‪33‬را لموالن‪33‬ا‬
‫الباقر عليه السّالم و من شعراء حضرته المق ّدسة العليا‪ ،‬و خصيصا به فى الغاية القص‪33‬وى‪ ،‬بحيث روى أنّ‪33‬ه ل ّم‪33‬ا م‪33‬ات‬
‫أتى الباقر عليه السّالم إلى جنازته و رفعها‪ ،‬و كان قصيرا دميما فى الغاية بحيث قد نقل أنّه لم تبلغ قامته ثالثة أش‪33‬بار‪،‬‬
‫و كان إذا دخل على عبد العزيز بن مروان يقول له طأطا رأسك ألن ال يؤذيك السّقف‪ ،‬كما ذكره الش‪33‬منى ق‪33‬ال‪ :‬و ك‪33‬ان‬

‫‪ )*( 37‬له ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة ‪ ،241 3:43‬االغانى ‪ ،4 3:9‬امالى المرتضى ‪ 283 3:1‬خزانة االدب ‪ ،381 3:2‬الدرجات الرفيعة ‪ ،581‬ريحانة االدب‬
‫‪ ،158 3:7‬شذرات الذهب ‪ 131 3:1‬الشعر و الشعراء ‪ 316‬طبقات الشعراء ‪ ،121‬الفرائد الغوالى ‪ ،61 3:3‬مجالس المؤمنين ‪ 539 3:2‬مختار االغ‪33‬انى ‪:6‬‬
‫‪ ،227‬مرآة الجنان ‪ ،220 :1‬معالم العلماء ‪ 152‬معجم الشعراء ‪ ،242‬النجوم الزاهرة ‪ ،256 :1‬وفيات االعيان ‪265 :3‬‬
‫شديد التّعص‪33‬ب آلل أبى ط‪33‬الب‪ ،‬و يق‪33‬ال أيض‪33‬ا انّ‪33‬ه ك‪33‬ان أح‪33‬د عش‪33‬اق الع‪33‬رب المش‪33‬هورين الم‪33‬ذكورين فى االغلب‪ ،‬م‪33‬ع‬
‫ان جميال ال ّشاعر المتق ّد م ذكره يذكر غالبا مع بثينة و نصيبا المشهور مع زينب و قيس‪3‬ا المجن‪33‬ون م‪3‬ع‬ ‫معشوقاتهم‪ ،‬فكما ّ‬
‫ليالهم االخيلية؟! فكذا يذكرون هذا الرّجل غالب‪3‬ا م‪3‬ع ع‪ّ 3‬زه و ع‪ّ 3‬زة بفتح العين المعجم‪33‬ة و تش‪3‬ديد ال‪ّ 3‬زاى بنت جمي‪3‬ل بن‬
‫حفص و له حكايات مشهورة‪.‬‬

‫و كان كثيّر بمصر و ع ّزة بالمدينة‪ ،‬فاشتاق إليها‪ ،‬فسافر فلقيها فى الطّريق و هى متوجّهة إلى مص‪33‬ر‪ ،‬و ج‪33‬رى بينهم‪33‬ا‬
‫كالم‪ ،‬و قدمت مصر‪ ،‬ث ّم بعد ذلك عاد كثير‬

‫______________________________‬
‫(*) ل‪33‬ه ترجم‪33‬ة فى‪ :‬اعي‪33‬ان الش‪33‬يعة ‪ ،241 3:43‬االغ‪33‬انى ‪ ،4 3:9‬ام‪33‬الى المرتض‪33‬ى ‪ 283 3:1‬خزان‪33‬ة االدب ‪،381 3:2‬‬
‫الدرجات الرفيعة ‪ ،581‬ريحانة االدب ‪ ،158 3:7‬ش‪3‬ذرات ال‪3‬ذهب ‪ 131 3:1‬الش‪3‬عر و الش‪3‬عراء ‪ 316‬طبق‪3‬ات الش‪3‬عراء‬
‫‪ ،121‬الفرائد الغوالى ‪ ،61 3:3‬مج‪3‬الس المؤم‪3‬نين ‪ 539 3:2‬مخت‪3‬ار االغ‪3‬انى ‪ ،227 3:6‬م‪3‬رآة الجن‪3‬ان ‪ ،220 3:1‬مع‪3‬الم‬
‫العلماء ‪ 152‬معجم الشعراء ‪ ،242‬النجوم الزاهرة ‪ ،256 :1‬وفيات االعيان ‪265 :3‬‬

‫ص‪50 :‬‬

‫إلى مصر‪ ،‬فوا فى النّاس منصرفين من جنازتها‪ ،‬هذا‪ .‬و نقل أيضا أنّه قيل لكثيّر ما بقى من شعرك؟‪ 38‬قال‪ :‬ماتت ع ‪ّ 3‬زة‬
‫الش‪3‬باب فم‪33‬ا أعجب‪ ،‬و م‪33‬ات ابن ابي ليلى فم‪33‬ا أرغب‪ ،‬و أ ّم‪33‬ا ّ‬
‫الش‪3‬عر به‪33‬ذه الخالل‪ ،‬و ق‪33‬ال ش‪33‬يخنا‬ ‫فما أط‪33‬رب‪ ،‬و ذهب ّ‬
‫البهائى رحمه هّللا دخلت ع ّزة على عبد الملك‪ ،‬فقال لها أنت ع ّزة كثيّر؟ فق‪33‬الت‪ :‬ان‪33‬ا ع‪ّ 3‬زة بنت جمي‪33‬ل ق‪33‬ال أت‪33‬روى ق‪33‬ول‬
‫كثيّر‪:‬‬

‫و من ذا ّ‬
‫الذى يا ع ّز ال يتغيّر‬ ‫لقد زعمت انّى تغيّرت بعدها‬

‫عهدت و لم يخبر بسرّك مخبر‬ ‫تغيّر جسمى و الخليقة كالّتى‬

‫فقالت ال أروي ذلك و لكن أروي قوله‪:‬‬

‫من الص ّم لو تمشي بها العصم زلّت‬ ‫كأنّى انادى صخرة حين أدبرت‬

‫فمن م ّل منها ذلك الوصل ملت‬ ‫صفوحا فما تلقاك إاّل بخيلة‬

‫قال فأمرها بال ّدخول على زوجته عاتكة‪ ،‬فل ّما دخلت قالت لها عاتكه‪ :‬خبّرينى عن قول كثيّر فيك‪:‬‬

‫‪ -)1 ( 38‬فى العقد‪ :‬لم تركت‪ 3‬الشعر؟‬


‫و ع ّزة ممطول معنّى غريمها‬ ‫قضى ك ّل ذي دين فوفى غريمه‬

‫ما هذا ال ّدين؟ فقالت‪ :‬وعدته بقبلة‪ ،‬فقالت عاتكة‪ :‬انجزى وعدك و عل ّى إثمها انتهى‪.‬‬

‫و طرائف أخبار ال ّرجل كثيرة ال يتحملّها أمثال هذه العج‪33‬االت و ك‪33‬ان من تتّم‪33‬ة بيته‪33‬ا المروي‪33‬تين لمعش‪33‬وقته ع‪ّ 3‬زة بنق‪33‬ل‬
‫شيخنا المتق ّدم إليه اإلشارة قوله‪:‬‬

‫تخلّيت م ّما بيننا و تخلّت‬ ‫و انّى و تهيامى بع ّزة بعد ما‬

‫تبّوأ منها للمقيل اضمحلّت‬ ‫لكالمرتجى ظ ّل الغمامة بعد ما‬

‫و حلّت تالعا لم تكن قبل حلت‬ ‫أباحت حمى لم يرعه النّاس قبلها‬

‫لناذرة نذرا و فت فأحلّت‬ ‫و كانت لقطع الو ّد بينى و بينها‬

‫إذا وطّنت يوما لها النّفس ذلّت‬ ‫فقلت لها يا ع ّز ك ّل مصيبة‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬فى العقد‪ :‬لم تركت الشعر؟‬

‫ص‪51 :‬‬

‫لدينا و ال مفليّة إن تقلّت‬ ‫أسيئى بنا أو أحسنى ال ملومة‬

‫و أهون شىء عندنا ما تمنّت‬ ‫تمنّت سليمى أن تموت بحبّها‬

‫هذا‪ .‬و قال السيّد نعمة هّللا الموسوى الجزائرى فى «االنوار النعمانيّة»‪ :‬و قد ذكر بعض أهل التاريخ ّ‬
‫أن كثير ع ّزة كان‬
‫رافضيّا و كانت خلفاء بنى اميّة يعرفون ذلك منه‪ ،‬دخل على عبد الملك بن مروان يوما فقال ل‪33‬ه‪ :‬نش‪33‬دتك بح‪ّ 3‬‬
‫ق عل ّى بن‬
‫أبى طالب عليه السّالم هل رأيت أعشق منك؟ فقال نعم بينما أسير فى الفلوات اذا أنا برجل قد نص‪33‬ب حبائل‪33‬ه فقلت‪ :‬م‪33‬ا‬
‫أجلسك هيهنا؟ قال‪ :‬اهلكنى و أهلى الجوع‪ ،‬فنصبت حبآئلي ألصيب لهم و لنفسى ما يكفين‪33‬ا يومن‪33‬ا ه‪33‬ذا‪ ،‬فقلت أرايت أن‬
‫أقمت فاصبت شيئا اتجعل لى (منه جزء) قال نعم‪ ،‬فبينا نحن كذلك اذا وقعت فيها ظبية فخرجنا مبت‪33‬درين فاس‪33‬رع إليه‪33‬ا‬
‫فحلّها و أطلقها‪ ،‬فقلت له ما حملك على هذا قال‪ :‬دخلتنى لها رقّة لشبهها بليلى و أنشاء يقول‪:‬‬
‫لك اليوم من وحشية لصديق‬ ‫أيا شبه ليلى ال تراعى فانّنى‬

‫فأنت لليلى لو عرفت‪ 39‬عتيق‬ ‫أقول و قد أطلقتها من وثاقها‬

‫و لكن عظم السّاق منك دقيق‬ ‫فعيناك عيناها و جيدك جيدها‬

‫و ل ّما اسرعت فى العدو جعل يقول‪:‬‬

‫أنت منّى فى ذ ّمة و أمان‬ ‫إذهبى فى كالءة الرّحمن‬

‫ما تغنّى الحمام فى األغصان‬ ‫ال تخافى من أن تهاجى بسوء‬

‫انتهى‪ .‬و قال جالل ال ّدين السّيوطى فى «شرح شواهد المغنى» ل ّما وصل إلى قوله فى شواهد إذن‪:‬‬

‫و أمكنني منها إذا ال أقولها‬ ‫لئن عاد لى عبد العزيز بمثلها‬

‫هو لكثير ع ّزة ق‪3‬ال الجاح‪3‬ظ فى كتاب‪33‬ه «البي‪33‬ان»‪ :‬من الحمق‪33‬اء ك‪33‬ثيّر ع‪3‬زة و من حمق‪33‬ه أنّ‪33‬ه دخ‪33‬ل على عب‪33‬د العزي‪3‬ز بن‬
‫مروان‪ ،‬فمدحه بمديح استجاده‪ ،‬فقال له‪ :‬سلنى حوائجك قال‪ :‬تجعلنى في مكان ابن ر ّمانة‪ ،‬قال‪ :‬ويحك ذاك رجل ك‪33‬اتب‬
‫و أنت شاعر‪،‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬فى شعر و الشعراء‪ :‬ان شكرت‪.‬‬

‫ص‪52 :‬‬

‫فلما خرج و لم ينل شيئا قال‪.‬‬

‫تبيّن من عبد العزيز قبولها‬ ‫عجبت لتركي حظّة الرّشد بعد ما‬

‫لئن عادلى البيت إلى أن قال بعد ذكره معنى البيتين و اضافته إليها ثالث‪3‬ة أخ‪3‬ر من ه‪3‬ذه القطع‪3‬ة‪ ،‬ثم انتقال‪3‬ه إلى ترجم‪33‬ة‬
‫ال ّرجل و ذكر نسبه إلى مضر‪ ،‬و وصفه بالخزاعى الحجازى‪ :‬أحد ال ّشعراء المشهورين يعرف بابن أبى جمع‪33‬ة‪ ،‬و ه‪33‬و‬
‫ج ّد ه أبو أمه‪ ،‬وفد على عبد الملك بن مروان و عبد العزيز بن مروان و عمر بن عبد العزيز‪ ،‬روى عنه حماد الرّواية‪،‬‬
‫و كان رافضيّا‪ ،‬قال ال ّزبير بن بكا رقال عمر بن عبد العزيز انّى ألعرف صالح ب‪33‬نى هاش‪33‬م و فس‪33‬ادهم بحبّ كث‪33‬ير من‬

‫‪ )1 ( 39‬فى شعر و الشعراء‪ :‬ان شكرت‪.‬‬


‫أحبّه منهم فهو فاسد‪ ،‬و من أبغضه منهم فهو صالح؛ ألنّه كان خشبيا‪ 40‬يرى الرّجعة‪ ،‬ق‪3‬ال ال ّزب‪3‬ير و ك‪3‬ان يق‪3‬ول بتناس‪3‬خ‬
‫األرواح و قال يونس النّحوى كان ابن اسحاق يقول كثير أشعر أهل اإلسالم‪ ،‬و كانت ل‪3‬ه منزل‪3‬ة عن‪3‬د ق‪3‬ريش و ق‪3‬در‪ ،‬و‬
‫قال طلحة بن عبد هّللا بن عوف لقى الفرزدق كثيرا و أنا معه فقال أنت يا أبا صخر أنشب العرب تقول‪:‬‬

‫تمثّل لى ليلى بك ّل سبيل‬ ‫اريد ألنسى ذكرها فكانّما‬

‫فقال له كثير و أنت يا با فراس أفخر العرب حين تقول‪:‬‬

‫و إن نحن أومانا الى النّاس وقّفوا‬ ‫ترى النّاس ما سرنا يسيرون خلفنا‬

‫قال و هذان البيتان لجميل سرق أحدهما كثير و اآلخر الفرزدق‪ ،‬فقال يا با صخر هل كانت ا ّمك ترد البصرة؟ قال ال و‬
‫لكن كان أبى يردها‪ ،‬قال طلحة‪ :‬فعجبت من كثير و من جوابه‪ ،‬و ما رأيت أحدا ّ‬
‫قط أحمق منه رأيتنى و قد دخلت علي‪33‬ه‬
‫و معى جماعة من قريش و كان عليال‪ ،‬فقلنا كيف تجدك؟ قال‪ :‬بخير‪ ،‬هل سمعتم النّاس يقولون شيئا؟‬

‫‪ -‬و كان يتشيّع‪ -‬فقلنا‪ :‬نعم يقولون أنّك ال ّدجال! قال و هّللا لئن قلت ذاك انّى ألجد ضعفا فى عينى هذه من‪33‬ذ أيّ‪33‬ام‪ ،‬أخرج‪33‬ه‬
‫ابن عساكر‪.‬‬

‫و قال الجمحى كان لكثير فى التّشبيب نصيب وافر‪ ،‬و جميل مق ّدم عليه فى‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬الخشبية‪ :‬طائفة من الجهمية يقولون‪ :‬انما هى معرفة هّللا وحده ليس االيمان غيرها‪.‬‬

‫ص‪53 :‬‬

‫النّسيب‪ ،‬و له من فنون ال ّشعر ما ليس لجمي‪3‬ل‪ ،‬و ك‪33‬ان جمي‪33‬ل ص‪33‬ادق ّ‬
‫الص‪3‬بابة و العش‪33‬ق‪ ،‬و ك‪33‬ان كث‪33‬ير يق‪33‬ول و لم يكن‬
‫عاشقا؛ و كان راوية جميل‪ -‬إلى أن قال‪ :‬و اخرج ابن عساكر عن العتبى قال ك‪33‬ان عب‪33‬د المل‪33‬ك بن م‪33‬روان يحب النّظ‪33‬ر‬
‫إلى كثير ع ّزة‪ ،‬فل ّم ا ورد عليه اذا هو حقير قصير تزدريه العين‪ ،‬فقال عبد المل‪33‬ك‪ :‬تس‪33‬مع بالمعي‪33‬دى خ‪33‬ير من أن ت‪33‬راه‪،‬‬
‫فقال مهال يا أمير المؤمنين‪ ،‬فانّما المرء بأصغريه و قلبه و لسانه أن نطق نطق ببيان و ان قاتل قاتل بجنان و أن‪3‬ا الّ‪33‬ذى‬
‫أقول‪:‬‬

‫و قد أبدت عريكتى االمور‬ ‫و ج ّربت االمور و جرّبتنى‬

‫بهم ألخو مثاقبة خبير‬ ‫و ما تخفى الرّجال عل ّى انّى‬

‫‪ )1 ( 40‬الخشبية‪ :‬طائفة من الجهمية يقولون‪ :‬انما هى معرفة هّللا وحده ليس االيمان غيرها‪.‬‬
‫و فى أثوابه أس ّد زئير‬ ‫ترى الرّجل النّحيف فتزدريه‬

‫فيخلف ظنّك الرّجل الطّرير‬ ‫و يعجبك الطّرير فتبتليه‬

‫و لكن زينهم كرم و خير‬ ‫و ما عظم ال ّرجال لها بزين‬

‫و لم تطل البزاة و ال الصّقور‬ ‫بغاث الطّير أطولها جسوما‬

‫فلم يستغن بالعظم البعير‬ ‫و قد عظم البعير بغير لبّ‬

‫فال عرف لديه و ال نكير‬ ‫فيركب ث ّم يضرب بالهراوى‬

‫و يحبسه على الخسف الجرير‬ ‫يجرّده الصّبى بك ّل سهب‬

‫و ليس يطول و القصباء خور‬ ‫و عود الندغ ينبت مستمرا‬

‫فاعتذر إليه عبد الملك و رفع مجلسه‪ ،‬ث ّم إلى أن قال‪ :‬و ق‪33‬ال‪ :-‬إبن ليلى‪ -‬عب‪33‬د العزي‪33‬ز بن م‪33‬روان‪ .‬و ق‪33‬ال ابن دري‪33‬د فى‬
‫أماليه أخبرنا أبو حاتم عن أبى عبيد‪ :‬قال‪ :‬قال‪ :‬مح ّمد بن على يعنى به موالنا الباقر عليه السّالم لك‪33‬ثيّر‪ :‬ت‪33‬زعم أنّ‪33‬ك من‬
‫شيعتنا و تمدح آل مروان؟ قال أنّما أسخر منهم و أجعلهم حيّات‪ ،‬و عقارب‪ ،‬و آخذ أموالهم‪ ،‬و قال في ابن عبد الملك‪.‬‬

‫أضاف إليها السّاريات سبيلها‬ ‫يقلّب عينى حيّة بمحارة‬

‫قال ال ّدار قطنى و غيره‪ :‬مات كثيّر و عكرمة مولى ابن عبّاس فى يوم واحد‪ ،‬فقال النّاس مات اليوم أفقه النّاس و أشعر‬
‫النّاس‪ ،‬و ذلك فى سنة خمس و مأة انتهى‪.‬‬

‫ص‪54 :‬‬

‫و من جملة أخبار الرّجل بنقل سيّدنا الموسوى الجزائري فى كت‪3‬اب «مقام‪3‬ات النّج‪3‬اة» أنّ‪3‬ه ق‪3‬ال س‪3‬ئل عب‪3‬د المل‪3‬ك يوم‪3‬ا‬
‫كثيّرا عن حال جميل و بثينة فقال يا أمير المؤمنين سايرته يومأ إليها؛ فل ّما وصلنا ب‪33‬القرب منهم أقبلت م‪33‬ع نس‪33‬وة‪ ،‬فل ّم‪33‬ا‬
‫رأينه و لين و وقفا يتحادثان من أوّل اللّيل حتّى طلع الفجر‪ ،‬ث ّم قالت حين أزمعا الفراق‪ ،‬أدن منّى‪ ،‬ف‪3‬دنى فأس‪3‬رّت إلي‪3‬ه‪،‬‬
‫فخ ّر مغشيّا عليه‪ ،‬فل ّما أفاق أنشد‪:‬‬

‫و ال ما أكنّت فى معادنها النّحل‪-‬‬ ‫فما ماء مزن من جبال منيفة‬

‫تم ّكن فى حيزوم ناقتى الرّحل‬ ‫بأشهى من القول الّذى قلت بعد ما‬
‫و قال أيضا‪ :‬ل ّما ح ّج الفرزدق إجتمع بكثيّر‪ ،‬و رأى غرامه بع ّزة‪ ،‬و قد تزوّجت‪ ،‬فل ّما قدم ال ّشام أخ‪3‬بر هش‪3‬ام ب‪3‬ذلك فق‪3‬ال‬
‫لكاتبه اكتب إليه بالحضور إلى عندنا لنطلّق ع ّزة من زوجها و نزوجّه إيّاها‪ ،‬فكتب إليه بذلك‪ ،‬فخرج كثيّر يريد دمشق‪،‬‬
‫فل ّم ا سار قليال رأى غرابا على بانة و هو يفلى نفسه و ريشه يتساقط و أصفر لون‪33‬ه و ارت‪33‬اع و ج ‪ّ 3‬د فى ّ‬
‫الس ‪3‬ير‪ ،‬ث ّم م‪33‬ال‬
‫إلى ح ّى‪ ،‬فقصّ ّ‬
‫قص‪3‬ته على ش‪33‬يخ‪ ،‬فق‪33‬ال‪ :‬الغ‪33‬راب‪ :‬اغ‪33‬تراب‪ ،‬و الباف‪33‬ة‪ :‬بين‪ ،‬و الغلى فرق‪33‬ة ف‪33‬ازداد حزن‪33‬ا‪ ،‬فوص‪33‬ل إلى‬
‫دمشق‪ ،‬فوجد النّاس يصلّون على جنازة‪ ،‬فقام و صلّى معهم‪ ،‬فلما انقضت الصّالة اخبره رجل ّ‬
‫أن هذه ع ّزة قد م‪33‬اتت و‬
‫هذه جنازتها‪ ،‬فخ ّر مغشيّا عليه فل ّما أفاق قال‪:‬‬

‫و ازجره للطّير ال ع ّز ناصره‬ ‫فما أعرف النّهد ّ‬


‫ى ال درّدرّه‬

‫ينتّف لعلى ريشه و يطايره‬ ‫رأيت غرابا وافقا فوق بانة‬

‫و بانة بين من حبيب تعاشره‬ ‫فقال غرابا اغتراب من النّوى‬

‫ث ّم شهق شهقة فمات من ساعته و دفن مع ع ّزة فى يوم واحد‪.‬‬

‫قلت‪ :‬و ما اشبه هذه الحكاية بحكاية يروونها عن يحيى الصّنعانى‪ ،‬أنّه خ‪3‬رجت من م ّك‪3‬ة إلى ص‪3‬نعاء‪ ،‬فل ّم‪3‬ا بقى بينن‪3‬ا و‬
‫بين ص‪33‬نعاء خمس مراح‪33‬ل‪ ،‬رأيت النّ‪33‬اس ي‪33‬نزلون عن دوابهم‪ ،‬فقلت لهم أين تري‪33‬دون؟ ق‪33‬الوا‪ :‬ننظ‪33‬ر إلى ق‪33‬بر ع‪33‬روة و‬
‫عفراء‪ ،‬فغدوت معهم فانتهينا إلى قبرين متالصقين‪ ،‬و قد خرج من هذا القبرستان شجرة و من اآلخر ساق‬

‫ص‪55 :‬‬

‫شجرة حتّى إذا صار على قامة إلتفتا و كان النّاس يقولون‪ :‬تالّفا فى الحياة و تالّفا فى الممات‪:‬‬

‫تلك المعاطف جيب ال ّرند و الغارا‬ ‫باهّلل يا سرحة الوادى إذا خطرت‬

‫على معاينة االغصان انكارا‬ ‫فعاينتهم عن الصبّ الكئيب فما‬

‫أن ال ّشعراء العاش‪33‬قين المش‪33‬ار إلى أس‪33‬مائهم و أس‪33‬امى معش‪33‬وقاتهم فى ص‪33‬در العن‪33‬وان‪ ،‬كلّهم ك‪33‬انوا فى‬
‫إن من العجب ّ‬
‫ث ّم ّ‬
‫طبقة واحدة‪ ،‬و من شعراء دولة عبد الملك بن مروان االموىّ‪.‬‬

‫ق نصيب ال ّشاعر العاشق و كان من فصحآء السّودان‪ ،‬و فحول ش‪33‬عراء‬ ‫و من جملة ما نقل عن األصمعى اللّغوي فى ح ّ‬
‫ذلك ال ّزمان‪ ،‬انّه قال‪ :‬دخ‪33‬ل نص‪33‬يب على عب‪33‬د المل‪33‬ك بن م‪33‬روان فعاتب‪33‬ه على قلّ‪33‬ة زيارت‪33‬ه و إتيان‪33‬ه إيّ‪33‬اه‪ ،‬فق‪33‬ال ي‪33‬ا أم‪33‬ير‬
‫المؤمنين أنا عبد أسود و لست من معاشرى الملوك‪ ،‬فدعاه الى النبيذ فقال‪ :‬ي‪33‬ا أم‪33‬ير المؤم‪33‬نين أن‪33‬ا أس‪33‬ود البش‪33‬رة‪ ،‬ق‪33‬بيح‬
‫المنظرة‪ ،‬و انّما وصلت إلى مجلس أمير المؤمنين بعقلى‪ ،‬ف‪3‬ان رأى أم‪3‬ير المؤم‪3‬نين أن ال ي‪3‬دخل علي‪3‬ه م‪3‬ا يزيل‪3‬ه فع‪3‬ل‪،‬‬
‫فاعفاه وصله‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ 561‬المادح االوحدى لالل االحمدى ابو المستهل كميت بن زيد بن خنيس االسدى‬

‫كان من أفاخم ال ّشعراء الماجدين‪ ،‬و أماجد البلغاء ال ّراشدين‪ ،‬معدودا من سفراء‬

‫______________________________‬
‫(*) لة ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة ‪ ،158 3:43‬االغانى ‪ ،1 3:17‬تأسيس الشيعة ‪ ،189‬تنقيح المقال ‪ ،41 3:2‬جامع الرواة‬
‫‪ ،31 3:2‬جمهرة اشعار العرب ‪ ،187‬خزانة االدب ‪ ،69 3:1‬خالصة االقوال الدرجات الرفيع‪33‬ة ‪ 563‬رج‪33‬ال الطوس‪33‬ى‬
‫‪ 278‬رجال الكشى بمبى ‪ 135‬ريحانة االدب ‪ 117 3:1‬مجالس المؤمنين ‪ 498 :2‬شذرات الذهب‪ ،‬شرح شواهد المغنى‬
‫‪ ،36‬الشعر و الشعراء ‪ ،367‬الغدير ‪ ،180 3:2‬مجمع الرجال ‪ 72 3:5‬مختار االغانى ‪ 273 3:6‬مرآة الجنان ‪،267 3:1‬‬
‫معجم الشعراء ‪ ،238‬الموشح ‪.302‬‬

‫ص‪56 :‬‬

‫صته‪ ،‬مشكورا عند الطّائفة بنصّ العاّل مة الحلّى رحمه هّللا ‪ ،‬فى خالص‪33‬ته مش ‪3‬يّد الم‪33‬ذهب‬
‫موالنا الباقر عليه السّالم و خا ّ‬
‫ق بلسانه المنطيق‪ ،‬و مؤيّدا ببيانه الصّدق جوانح التّحقيق‪ ،‬قيل أنّه دخل يوما على أبى جعفر الباقر علي‪33‬ه ّ‬
‫الس ‪3‬الم‪ ،‬و‬ ‫الح ّ‬
‫هو يقول‪:‬‬

‫لم يبق إاّل شامت أو حاسد‬ ‫ذهب ال ّدين يعاش فى أكنافهم‬

‫فهو المراد و أنت ذاك الواحد‬ ‫و بقى على ظهر البسيطة واحد‬

‫و من أشعاره‪:‬‬

‫أبان له الوصيّة لو اطيعا‬ ‫و يوم ال ّدوح دوح غدير خ ّم‬

‫فلم أر مثلها خطبا بديعا‬ ‫و ّ‬


‫لكن ال ّرجال تبايعونها‬

‫فقال له عل ّى عليه السّالم فى طيفه‪:‬‬


‫‪ )*( 41‬لة ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة ‪ ،158 3:43‬االغانى ‪ ،1 3:17‬تأسيس الشيعة ‪ ،189‬تنقيح المقال ‪ ،41 3:2‬جامع الرواة ‪ ،31 3:2‬جمهرة اشعار العرب‬
‫‪ ،187‬خزانة االدب ‪ ،69 3:1‬خالصة االقوال ال‪3‬درجات الرفيع‪3‬ة ‪ 563‬رج‪3‬ال الطوس‪3‬ى ‪ 278‬رج‪3‬ال الكش‪3‬ى بم‪3‬بى‪ 135 3‬ريحان‪3‬ة االدب ‪ 117 3:1‬مج‪3‬الس‬
‫المؤمنين ‪ 498 3:2‬شذرات الذهب‪ ،‬شرح شواهد المغنى ‪ ،36‬الشعر و الشعراء ‪ ،367‬الغدير ‪ ،180 3:2‬مجمع الرج‪33‬ال ‪ 72 3:5‬مخت‪33‬ار االغ‪33‬انى ‪273 3:6‬‬
‫مرآة الجنان ‪ ،267 :1‬معجم الشعراء ‪ ،238‬الموشح ‪.302‬‬
‫و لم أر مثله حقّا اضيعا‬ ‫و لم أر مثل ذاك اليوم يوما‬

‫و فى «رجال الكش ّى » باسناده المعتبر عن الورد بن زيد أخى كميت المذكور قال قلت البى جعفر عليه السّالم‪ :‬جعلنى‬
‫هّللا فداك قدم الكميت‪ ،‬فقال أدخله‪ ،‬فسأل الكميت عن ال ّشيخين‪ ،‬فقال له أبو جعفر علي‪33‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬م‪33‬ا اهري‪33‬ق دم و ال حكم‬
‫بحكم غير موافق لحكم هّللا و حكم النّب ّى صلّى هّللا علي‪3‬ه و ال‪3‬ه و س‪3‬لّم و حكم عل ّى علي‪3‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم إاّل و ه‪3‬و فى أعناقهم‪3‬ا‪،‬‬
‫فقال الكميت‪ :‬هّللا اكبر هّللا اكبر حسبي حسبى‪.‬‬

‫و فى رواية قال و هّللا يا كميت بن زياد ما اهريق في االسالم محجمة من دم من‪33‬ذ قبض هّللا ع‪ّ 3‬ز و ج‪ّ 3‬ل بنبيّ‪33‬ه ص‪33‬لّى هّللا‬
‫عليه و اله و ال اكتسب مال من غير حلّه و ال نكح فرج حرام إاّل و ذلك فى أعناقهما إلى ي‪33‬وم يق‪33‬وم قائمن‪33‬ا من غ‪33‬ير أن‬
‫ينقص من وزر صاحبه شيء‪ ،‬و نحن معاشر بنى هاشم نأمر كبارنا و صغارنا بسبّهما و البرائة منهما‪.‬‬

‫الس‪3‬الم فق‪33‬ال‪ :‬و هّللا ي‪3‬ا كميت ل‪33‬و ك‪33‬ان‬


‫ان كميتا المذكور قال‪ :‬دخلت على أبى جعفر علي‪3‬ه ّ‬‫و عن عقبة بن بشير االسدي ّ‬
‫عندنا مال العطيناك منه و لكن لك ما قال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم لحسان ال يزال مع‪33‬ك روح الق‪33‬دس م‪33‬ا‬
‫ذبيت عنّا‪ :‬و عن يونس بن يعقوب قال‪ :‬أنشد الكميت أبا عبد هّللا ال ّ‬
‫صادق عليه السّالم شعره‪.‬‬

‫ص‪57 :‬‬

‫ق نزعا و ما تطيش سهامى‬ ‫اخلص هّللا لى هواى فما أعر‬

‫صادق عليه السّالم ال تقل هكذا و لكن قل قد اعرق ترعا إلى آخر فقال يا موالى أنت أشعر منّى‪ .‬و عن عب‪33‬د هّللا‬
‫فقال ال ّ‬
‫بن مروان الح ّرانى قال‪ :‬كان عندنا رجل من عباد هّللا ال ّ‬
‫صالحين و كان راوية لشعر الكميت يع‪33‬نى الهاش‪33‬ميات‪ ،‬و ك‪33‬ان‬
‫سمع ذلك منه‪ ،‬و كان عالما‪ ،‬فتركه خمسا و عشرين س‪33‬نة ال يس‪33‬تح ّل روايت‪33‬ه و إنش‪33‬اده‪ ،‬ث ّم ع‪33‬اد في‪33‬ه‪ ،‬فقي‪33‬ل ل‪33‬ه‪ :‬ألم تكن‬
‫زهدت فيها و تركتها؟ فقال‪ :‬نعم؛ و لكنّى رأيت رؤيا دعتنى إلى العود فيه‪ ،‬فقيل له‪ :‬و ما رأيت؟ قال رأيت كان القيامة‬
‫قد قامت‪ ،‬و كأنّما أنا فى المحشر‪ ،‬فدفعت إلى مجلّة قلت لل ّشيخ و ما المجلّة‪ ،‬قال الصحيفة قال‪ :‬فنشرتها‪ ،‬فاذا فيه‪33‬ا بس‪33‬م‬
‫هّللا الرحمن الرحيم أسماء مع يدخل الجنّة من محبّى عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم‪ ،‬ق‪33‬ال‪ :‬فنظ‪33‬رت فى ّ‬
‫الس ‪3‬طر االوّل‪،‬‬
‫الس‪3‬طر الثّ‪3‬الث و الرّاب‪3‬ع ف‪3‬اذا في‪33‬ه و‬
‫فاذا أسماء قوم لم أعرفهم و نظرت فى السّطر الثّانى فاذا ه‪3‬و ك‪33‬ذلك و نظ‪3‬رت فى ّ‬
‫‪42‬‬
‫الكميت بن زيد االسدى قال فذلك دعانى الى العود فيه‬

‫و في كتاب مجمع البحرين لشيخنا الطّريحى النّجفى قال و من جملة شعر الكميت ال‪33‬تي انش‪33‬دها فى حض‪33‬رة أبى جعف‪33‬ر‬
‫الباقر عليه السّالم‪:‬‬

‫‪ )1 ( 42‬رجال الكشى ‪ 136 -135‬طبعة بمبىء‪ .‬و مجمع الرجال ‪72 :5‬‬
‫و المخفيا الفتنة في قلبيهما‬ ‫ّ‬
‫ان المصرين على ذنبيهما‬

‫و الحامال الوزر علي ظهريهما‬ ‫و الخالعا العقدة من عنقيهما‬

‫فلعنة هّللا على روحيهما‬ ‫كالجبت و الطّاغوت فى مثليهما‬

‫قال فضحك الباقر‪ .‬و طوبى لمن أضحك إمام االنام بطيب الكالم‪.‬‬

‫و قد ع ّده شيخنا الطّوسى رحمه هّللا فى رجال الباقر و الصادق عليهما السّالم ث ّم قال‪ :‬و مات فى حياة أبى عبد هّللا ‪.‬‬

‫أقول هذا ينافى ما عن رجال الكشي أيضا باسناده عن درست بن أبى منصور قال كنت عن‪33‬د أبى الحس‪33‬ن موس‪33‬ى علي‪33‬ه‬
‫السّالم و عنده الكميت بن زيد فقال عليه السّالم الكميت انت الذى تقول‪:‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬رجال الكشى ‪ 136 -135‬طبعة بمبىء‪ .‬و مجمع الرجال ‪72 :5‬‬

‫ص‪58 :‬‬

‫و االمور الي المصائر‬ ‫فاالن صرت الى اميّة‬

‫قال قلت ذاك و هّللا ما رجعت عن ايمانى و انّى لكم لموال و لع ّدوّكم لقال و لكنّى قلته على التقيّة ق‪3‬ال ام‪33‬ا لئن قلت ذل‪33‬ك‬
‫ّ‬
‫ان التقيّة تجوز فى شرب الخمر فليالحظ‪.‬‬

‫و فى بعض المواضع المعتبرة انّه جاء الكميت إلى الفرزدق؛ فق‪33‬ال‪ :‬ي‪33‬ا عم انّى قلت قص‪33‬يدة اري‪33‬د أن أعرض‪33‬ها علي‪33‬ك‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬قل فانشده قوله‪:‬‬

‫(طربت و ما شوقا إلى البيض أطرب) فقال له‪ :‬إلى م تطرب ثكلك أ ّمك‬

‫فقال‪( :‬و ال لعبا منّى و ذو ال ّشبيب يلعب) و لم تلهني دار و ال رسم منزل‬

‫فقال الفرزدق و هؤالء بنو هاشم‪ .‬إلى قوله ام تعرض ثعلب‬

‫فقال الكميت (بنى هاشم رهط النّب ّى مح ّم د) الى آخر فقال الفرزدق لو جزتهم إلى سواهم لذهب قولك باطال انتهى‪.‬‬
‫و فى هذه الحكاية داللة ظاهرة على حسن ح‪3‬ال الكميت و الف‪3‬رزدق جميع‪33‬ا كم‪33‬ا ق‪3‬د تق‪ّ 3‬دمت االش‪33‬ارة إلى ذل‪33‬ك فى ذي‪33‬ل‬
‫ترجمة الفرزدق أيضا فليتفطّن انشاء هّللا ‪.‬‬

‫و قال جالل ال ّدين السّيوطى فى شرح الشواهد عند مروره إلى قوله‪.‬‬

‫و ال لعبا منّى و ذو ال ّشبيب يلعب‪.‬‬ ‫طربت و ما شوقا إلى البيض أطرب‬

‫هذا مطلع قصيدة للكميت يمدح بها أهل البيت و بعده‪:‬‬

‫و لم يتط ّر‪ .‬بني بنان مخضّب‬ ‫و لم تلهنى دار و ال رسم منزل‬

‫أصاح غراب أم تعرض ثعلب‬ ‫و ال أنا م ّمن يزجر الطّير ه ّمة‬

‫أم ّر سليم القرن أم م ّر أغضب‪-‬‬ ‫و ال السّانحات البارحات عشية‬

‫و خير بنى حوّاه و الخير يطلب‬ ‫و لكن إلى أهل الفضائل و النّهى‬

‫إلى هّللا فيما نابنى اتقرب‬ ‫إلي النّفر البيض الّذين يحبّهم‬

‫بهم و لهم أرضى مرارا و أغضب‬ ‫بنى هاشم رهط النّب ّى و أهله‬

‫و منها‪:‬‬

‫و مالى إاّل مذهب الحق مذهب‬ ‫فمالى إاّل آل أحمد شيعة‬

‫ص‪59 :‬‬

‫ترى حبّهم عارا عل ّى و تحسب‬ ‫ى كتاب أم بايّة سنّة‬


‫بأ ّ‬

‫تأوّلها منّا تقى و معرب‬ ‫وجدنا لكم فى آل حاميم آية‬


‫اعنّف فى تقريظهم و ّ‬
‫اكذب‬ ‫على أ ّ‬
‫ى جرم أم باية سيرة‬

‫و منها‪:‬‬

‫أروح و أغدوا خائفا أترقّب‬ ‫الم ترنى من حبّ آل مح ّمد‬

‫و طائفة قالت مسيىء و مذنب‬ ‫فطائفة قد كفّرتنى بحبّهم‬

‫إلى أن قال بعد تفسيره لمشكالت هذه األبيات‪:‬‬

‫فائدة الكميت بن زيد بن خنيس بن مجالد ابو المستهل األسدى الك‪33‬وفى ش‪33‬اعر زمان‪33‬ه‪ ،‬يق‪33‬ال ّ‬
‫ان ش‪33‬عره أك‪33‬ثر من خمس‪33‬ة‬
‫آالف بيت‪ ،‬روى عن الفرزدق؛ و أبى جعفر الباقر عليهما السالم‪ ،‬و مذكور مولى زينب بنت حجش‪ ،‬و عن‪33‬ه والب‪33‬ة بن‬
‫الحباب ال ّشاعر‪ ،‬و حفص بن سليمان ال ّغاضرى‪ ،‬و أبان بن تغلب و آخرون و حديثه فى س‪33‬نن ال‪33‬بيهقى فى نك‪33‬اح زينب‬
‫بنت جحش‪ ،‬وفد على يزيد‪ ،‬و هشام ابني عبد الملك قال أبو عبيدة لو لم يكن لبنى أسد منقبة غير الكميت لكفاهم؛ و قال‬
‫أبو عكرمة الضبّى‪ :‬لو ال شعر الكميت لم يكن للّغة ترجمان‪ ،‬و ال للبيان لسان‪ ،‬أخرجه ابن عساكر و أخرج من طريق‬
‫عن ال ّزيادى قال كان ع ّم الكميت رئيس قومه فق‪33‬ال يوم‪33‬ا ي‪33‬ا كميت لم ال تق‪33‬ول الش‪33‬عر؟! ث ّم أخ‪33‬ذه فادخل‪33‬ه الم‪33‬آء فق‪33‬ال ال‬
‫اخرجك منه أو تقول ال ّشعر‪ ،‬فم ّرت به قنبرة‪ ،‬فانشد متمثّال‪:‬‬

‫خاللك الح ّ‬
‫ق فبيضى و أصفر‬ ‫يا لك من قنبرة بمعبر‬

‫و نقّرى ما شئت أن تنقر‬

‫فقال له ع ّمه و رحمه قد قلت شعرا فقال هؤالء اخرج أو أق‪33‬وال لنفس‪3‬ي‪ 3،‬فم‪3‬ا رام حتّى عم‪33‬ل قص‪33‬يدته المش‪33‬هورة و هى‬
‫أوّل شعره‪ ،‬ث ّم غدا على ع ّمه فقال إجمع لى العشيرة ليسمعوا‪ ،‬فجمعهم له فانشد‪:‬‬

‫طربت و ما شوقا إلى البيض أطرب‬

‫ص‪60 :‬‬

‫القصيدة الى آخرها‪.‬‬

‫و أخرج عن مح ّمد بن عقبة قال كانت بنو أسد تقول فين‪3‬ا فض‪3‬يله ليس‪3‬ت فى الع‪3‬الم‪ ،‬ليس من ام‪3‬رء من‪3‬ا إاّل و في‪3‬ه برك‪3‬ة‬
‫ورائة الكميت النّه رأى النّب ّى صلّى هّللا عليه و آله فى النّوم‪ ،‬فقال له أنشدنى طربت فانش‪3‬ده فق‪3‬ال ل‪3‬ه ب‪3‬وركت و ب‪3‬ورك‬
‫قومك‪ ،‬و كان الكميت شيعيّا قال المب ّرد وقف الكميت و هو صبّى على الفرزدق و ه‪33‬و ينش‪33‬د‪ ،‬فلم‪33‬ا ف‪33‬رغ ق‪33‬ال‪ :‬ي‪33‬ا غالم‬
‫ايسرك انّى ابوك قال اما أبى فال أريد به بدال‪ ،‬و لكن يسرنى أن تكون ا ّمى فحص‪33‬ر الف‪33‬رزدق و ق‪33‬ال م‪33‬ا م‪33‬ربّى مثله‪33‬ا‪،‬‬
‫أخرجه ابن عساكر‪ ،‬و قال‪ :‬الضّب ّى كان يقال‪ :‬ما جمع أحد من علم العرب و مناقبها و معرفة أنسابها م‪33‬ا جم‪33‬ع الكميت‬
‫فمن ص‪33‬حح الكميت نس‪33‬به ص ‪ّ 3‬ح و من طعن في‪33‬ه و هن‪ ،‬أخرج‪33‬ه ابن عس‪33‬اكر‪ .‬و ق‪33‬ال بعض‪33‬هم‪ :‬ك‪33‬ان فى الكميت عش‪33‬ر‬
‫خصال لم تكن فى شاعر كان خطيب اسد و فقيه ال ّشيعة‪ ،‬و حافظ القرآن و ثبت الجنان و كان كاتبا حسن الخ‪33‬طّ و ك‪33‬ان‬
‫نسّابة و كان ج‪33‬دال و ه‪33‬و أوّل من ن‪33‬اظر فى التّش‪3‬يّع‪ ،‬و ك‪33‬ان رامي‪33‬ا لم يكن فى أس‪33‬د أرمى من‪33‬ه‪ ،‬و ك‪33‬ان فارس‪33‬ا‪ ،‬و ك‪33‬ان‬
‫شجاعا‪ ،‬و كان سخيّا ديّنا‪ ،‬أخرج‪33‬ه ابن عس‪33‬اكر‪ ،‬و أخ‪33‬رج عن مح ّم‪33‬د بن س‪33‬هل ق‪33‬ال ق‪33‬ال الكميت رأيت فى النّ‪33‬وم و أن‪33‬ا‬
‫مختف رسول هّللا فقال لى م ّم خوفك؟ قلت‪ :‬يا رسول هّللا من بنى أميّة و أنشدته‪:‬‬

‫فان هّللا قد آمنك فى ال ّدنيا و اآلخرة؛ و اخرج عن الجاح‪33‬ظ ق‪33‬ال م‪33‬ا فتح ّ‬
‫للش ‪3‬يعة‬ ‫ألم ترنى من حبّ آل محمد فقال‪ -‬اظهر ّ‬
‫الحجاج إاّل الكميت بقوله‪:‬‬

‫فان ذوى القربى أح ّ‬


‫ق و أوجب‬ ‫ّ‬ ‫فان هي لم تصلح لح ّي سواهم‬

‫لقد شركت فيها بكيل و أرحب‬ ‫يقولون لم تورث و لو ال ترائه‬

‫و اخرج عن ابى عكرمة الضّبى عن أبيه قال أدركت النّاس بالكوفة من لم يرو طربت و م‪33‬ا ش‪33‬وقا إلى ال‪33‬بيض أط‪33‬رب‬
‫فليس بهاشمى‪،‬‬

‫و من لم يرو ذكر القلب الفّه المهجور افليس باموى‪ ،‬و من لم يرو هال عرفت من‪33‬ازال ب‪33‬االبرق فليس بمهلّ‪33‬بى‪ ،‬و من لم‬
‫يرو طربت هاجك الشوق الحبيب فليس بثقفى ‪...‬‬

‫ص‪61 :‬‬

‫ضل ليس الكميت و الطّرماح و كثير و ذو الرّمة بح ّجة ذكره ابن االعرابى فى نوادره‪ .‬قال ابن عساكر‪ :‬ول‪33‬د‬
‫و قال المف ّ‬
‫ست و عشرين و مأة قال ابن يسعون و الكميت هذا هو الكميت االخر و الكميت االوسط‬ ‫الكميت سنة ستّين و مات سنة ّ‬
‫هو الكميت بن المعروف و الكميت اال ّو ل ابن ثعلبة بن نوفل بن فضلة بن االشتر بن حجران بن فقعس األسدى‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ 562‬كميل بن زياد بن نهيك النخعى اليمانى‬

‫المنسوب اليه ال ّد عاء المشهور الخضرى المرتضوى كان من كبار أصحاب موالنا أمير المؤمنين عل ّى‪ ،‬و ول‪33‬ده ّ‬
‫الس‪3‬بط‬
‫المجتبى الحسن ال ّز ّكى؛ عليهما صلوات هّللا الملك الغنى‪ ،‬و من أجاّل ء علمآء وقته‪ ،‬و عقالء زمانه‪ ،‬و نسّاك عصره‪ ،‬و‬
‫فضآلء أوانه‪ ،‬ذكره سميّنا العاّل مة البهبهانى فى تعليقاته‪ ،‬فقال‪ :‬و هو المنسوب إليه ال ّدعاء المشهور‪ ،‬قتله الحجّاج‪ ،‬كان‬
‫عليه السّالم أخبره بذلك‪ ،‬و هو من أعاظم أصحابه‪ ،‬و العجب من خالى انّه قال انّه موثّق أو حسن انتهى‪.‬‬

‫‪ )*( 43‬له ترجمة فى‪ :‬االصابة ‪ ،300 3:3‬البداية و النهاية ‪ ،46 3:9‬تهذيب‪ 3‬التهذيب ‪ ،447 3:8‬جامع الرواة ‪ ،31 3:2‬جمهرة االنساب‪ ،39 .‬رجال الطوسى‬
‫‪ ،56‬سفينة البحار ‪ ،496 3:2‬شذرات الذهب ‪ ،91 3:1‬شرح نهج البالغة ‪ ،147 3،17‬العبر ‪ ،95 3:1‬الكامل فى التاريخ ‪ 481 3:4‬مجالس المؤمنين ‪،10 3:2‬‬
‫مجمع الرجال ‪ ،75 :5‬مرآة الجنان ‪ 166 :1‬ميزان االعتدال ‪451 :3‬‬
‫و قال صاحب «مجمع البحرين» و كميل بن زياد مص ّغ را جاء فى الحديث و هو من أعاظم أصحاب أمير المؤم‪33‬نين و‬
‫أصحاب س ّره و كان عامله على هيث قتله الح ّجاج‪ ،‬و كان أخبره بذلك‪.‬‬

‫و ذكره أيضا فى ما ّد ة نفس فقال و فى حديث كميل بن زياد قال‪ :‬سألت موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم قلت‪ :‬أريد أن‬
‫تعرفنى نفسى؟ قال‪ :‬يا كميل أ ّ‬
‫ى نفس تريد قلت‪:‬‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬االصابة ‪ ،300 3:3‬البداية و النهاية ‪ ،46 3:9‬تهذيب التهذيب ‪ ،447 3:8‬جامع الرواة ‪ ،31 3:2‬جمهرة‬
‫االنساب‪ ،39 .‬رجال الطوسى ‪ ،56‬سفينة البح‪3‬ار ‪ ،496 3:2‬ش‪3‬ذرات ال‪3‬ذهب ‪ ،91 3:1‬ش‪3‬رح نهج البالغ‪3‬ة ‪،147 3،17‬‬
‫العبر ‪ ،95 3:1‬الكامل فى التاريخ ‪ 481 3:4‬مجالس المؤمنين ‪ ،10 3:2‬مجم‪3‬ع الرج‪3‬ال ‪ ،75 3:5‬م‪3‬رآة الجن‪3‬ان ‪166 3:1‬‬
‫ميزان االعتدال ‪451 :3‬‬

‫ص‪62 :‬‬

‫يا موالى هل هى إاّل نفس واحدة‪ ،‬فقال يا كمي‪3‬ل انّم‪33‬ا هي أرب‪3‬ع‪ :‬النّامي‪3‬ة النبّاتي‪3‬ة‪ ،‬و الحس‪3‬يّة و الحيوانيّ‪33‬ة‪ ،‬و النّاطقيّ‪3‬ة و‬
‫القدسيّة؛ و الكلمة اإللهيّة‪ ،‬و لك ّل واحدة من ه‪33‬ذه خمس ق‪33‬وى و خاص‪33‬تان‪ ،‬فالنّاميّ‪33‬ة النّباتيّ‪33‬ة له‪33‬ا خمس ق‪33‬وى‪ :‬ماس‪33‬كة و‬
‫جاذبة و هاضمة و دافعة و مربيّة‪ ،‬و لها خاصتان‪ :‬ال ّزيادة و النّقصان‪ ،‬و انبعاثه‪33‬ا من الكب‪33‬د و هى إش‪33‬به االش‪33‬ياء بنفس‬
‫الحيوان‪.‬‬

‫و الحيوانيّ‪33‬ة الحس‪3‬يّة و له‪33‬ا خمس ق‪33‬وى؛ س‪33‬مع و بص‪33‬ر و ش‪ّ 3‬م و ذوق و لمس‪ ،‬و له‪33‬ا خاص‪3‬تان‪ :‬الرّض‪33‬ا و الغض‪33‬ب‪ ،‬و‬
‫انبعاثها من الكبد و هى أشبه األشياء بنفس السّباع‪ ،‬و النّاطق‪33‬ة القدس‪3‬يّة و له‪33‬ا خمس ق‪33‬وى‪ :‬فك‪33‬ر و ذك‪33‬ر و علم و حلم و‬
‫نباهة‪ ،‬و ليس لها انبعاث و هي أشبه األشياء بنفس المالئكة‪ ،‬و لها خاصتان النزاهة و الحكمة‪ ،‬و الكلم‪33‬ة إاللهيّ‪33‬ة و له‪33‬ا‬
‫خمس قوى بقاء فى فنآء‪ ،‬و نعيم فى شفاء‪ ،‬و ع‪ّ 3‬ز فى ذلّ‪ ،‬و فق‪33‬ر فى غ‪33‬نى‪ ،‬و ص‪33‬بر فى بآلء‪ ،‬و له‪33‬ا خاص‪33‬تان الحلم و‬
‫الكرم‪ ،‬و هذه الّتى مبدأها من هّللا و إليه تعود لقوله تعالى‪:‬‬

‫ض‪3‬يَّةً‪ ،‬و العق‪33‬ل‬‫راض‪3‬يَةً َمرْ ِ‬


‫ِ‬ ‫ك‬ ‫و نفخنا فيه من روحنا‪ ،‬و أ ّما عوده فلقوله تعالى‪ :‬يا َأيَّتُهَ‪33‬ا النَّ ْفسُ ْال ُم ْ‬
‫ط َمِئنَّةُ ارْ ِج ِعي ِإلى َربِّ ِ‬
‫وسط الك ّل لكيال يقول أحدكم شيئا من الخير و ال ّش ر‪ ،‬إال لقياس معقول انتهى‪ .‬و هذا من جملة احاديث الحكمة الّ‪33‬تى ق ‪ّ 3‬ل‬
‫ما يوجد نظيره فى شىء من كتب الحديث‪ ،‬و يد ّل على كون ال ّرجل ذا معرفة كامل‪33‬ة و منزل‪33‬ة ك‪33‬ابرة‪ ،‬و ش‪33‬أن رفي‪33‬ع‪ ،‬و‬
‫قدر منيع‪.‬‬

‫و فى رجال النّيسابورى أنّه كان من خواص عل ّي عليه السّالم أردفه على جمله فسأل عنه‪ ،‬فقال يا أمير المؤمنين علي‪3‬ه‬
‫السّالم ما الحقيقة؟ فقال مالك و الحقيقة؟ فقال كميل‪ :‬أو لست صاحب س ّرك قال بلى‪ ،‬و لكن يرشح عليك ما يطفح منّى‪،‬‬
‫فقال أو مثلك تخيّب سائال‪ ،‬فقال‪ :‬الحقيقة كشف سبحات الجالل من غير إشارة‪ ،‬ق‪3‬ال زدنى بيان‪3‬ا‪ ،‬ق‪3‬ال مح‪3‬و الموم‪3‬وم و‬
‫صحو المعلوء فقال زدنى بيانا قال هتك السّتر لغلبة السرّ‪ ،‬فق‪33‬ال‪ :‬زدنى بيان‪33‬ا ق‪33‬ال ن‪33‬ور يش‪33‬رق من ص‪33‬بح األزل فلي‪33‬وح‬
‫على هياكل التّوحيد آثاره‪ ،‬فقال زدنى بيانا فقال‪ :‬اطف السّراج فقد طلع الصّبح‪.44‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬راجع الكشكول ‪415‬‬

‫ص‪63 :‬‬

‫قال ال ّسيّد مح ّمد النّور بخش ّ‬


‫ان كميل بن زي‪3‬اد ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه ك‪33‬ان ص‪3‬احب س‪ّ 3‬ر أم‪3‬ير المؤم‪3‬نين و حقايق‪3‬ه و مكاش‪33‬فته بال‬
‫واسطة‪ ،‬فال حاجة إلى شرح حاله‪ ،‬فهو كامل مك ّمل و سلسلة خرقتنا و فتوتنا تتّصل به‪ ،‬و تستند إليه‪.‬‬

‫و قال السيّد حيدر اآلملى ق ّدس س ّره فى «جامع االسرار» كان تلميذ عل ّى عليه ّ‬
‫الس‪3‬الم و ق‪33‬ال إبن حج‪33‬ر العس‪33‬قالنى فى‬
‫اصابته انّه تابعى مشهور‪ ،‬أدرك من زمانه ثمانى عشرة سنة‪ ،‬و عز ابن سعد انّه شريف مطاع لكنّه قليل الحديث‪ ،‬قتله‬
‫الش‪3‬افعى الم ّكى‪ :‬انّ‪33‬ه ثق‪33‬ة رمى بالتّش‪3‬يّع من‬
‫الح ّجاج سنة ثالث و ثمانين‪ ،‬و عمره تسعون سنة‪ ،‬و فى تقريب ابن حج‪33‬ر ّ‬
‫الثّانية مات سنة ثالث و ثمان مأة‪.‬‬

‫أقول و مراده بالثّانية هى الطّبقة الثّاني‪3‬ة من الطبق‪3‬ات اإلثن‪3‬تى عش‪3‬رة الّ‪3‬تى اص‪3‬طلحها فى كتاب‪3‬ه الم‪3‬ذكور‪ ،‬بالنّس‪3‬بة إلي‬
‫فضآلء ال ّد هور‪ ،‬و صورة ما ذكره هناك فيما نقله عنه صاحب كتاب الرجال المتق ّدم ذك‪33‬ره قريب‪33‬ا هك‪33‬ذا‪ :‬أ ّم‪33‬ا الطّبق‪33‬ات‪:‬‬
‫صحابة على اختالف مراتبهم‪ ،‬و تمييز من ليس منهم إاّل مجرّد الرّؤية من غيره‪.‬‬ ‫فاالولى ال ّ‬

‫الثّانية طبقة كبار التّابعين‪ ،‬كابن المسيّب‪.‬‬

‫الثّالثة الطبقة الوسطى من التّابعين كالحسن و ابن سيرين‪.‬‬

‫ال ّرابعة طبقة تليها من الّذين ج ّل رواياتهم عن كبار التّابعين كال ّزهرى و قتادة‪.‬‬

‫و الخامسة الطّبقة الصّغرى منهم الّذين رأو الواحد و األثنين‪ ،‬و لم يكن لهم السّماع من الصّحابة؛ كاالعمش‪.‬‬

‫السّادسة طبقة عاصر و الخامسة لكن لم يثبت لقاء أحد من ال ّ‬


‫صحابة‪ ،‬كابن جريح‪.‬‬

‫السّابعة اتباع كبار التّابعين كما لك و الثّورى‪.‬‬

‫الثّامنة الطّبقة الوسطى منهم كابن عيينة و ابن عنبسة‪.‬‬

‫التّاسعة الطبقة الصغرى من اتباع التّابعين كزيد بن هارون و ال ّشافعى و أبى داود الطّيالسى و عبد الرّزاق‪.‬‬
‫‪ -)1 ( 44‬راجع الكشكول ‪415‬‬
‫ص‪64 :‬‬

‫العاشرة كبار االخذين عن تبع االتباع م ّمن لم يلق التّابعين كأحمد بن حنبل‪.‬‬

‫الحادية عشر‪ :‬الطبقة الوسطي من ذلك كالّذهلى و البخارى‪.‬‬

‫الثّانية عشر‪ :‬صغار االخ‪3‬ذين عن تب‪3‬ع االتب‪33‬اع كالتّرم‪33‬ذى‪ ،‬و الحقت به‪33‬ا من ش‪3‬يوخ ائ ّم‪3‬ة الس‪3‬نّة الّ‪3‬ذين ت‪3‬أ ّخرت وف‪3‬اتهم‬
‫كبعض شيوخ النّسائي‪ ،‬و ذكرت وفاته منهم فإن كان من األولى و الثّانية فهو قبل المأة‪ ،‬و إن كان من الثالث‪33‬ة إلى آخ‪33‬ر‬
‫الثامنة فهو بعد المأة و ان كان من التّاسعة إلى آخر الطّبقات فهو بعد المأتين‪ ،‬و من ندر عن ذلك بينّته أنتهى‪.‬‬

‫الش‪3‬ريف‪،‬‬ ‫و نقل صاحب الرّجال المتق ّدم أيضا قبل هذه الحكاية عن «رجال ال ّشيخ عبد اللّطيف العاملى» المتق‪ّ 3‬دم ذك‪33‬ره ّ‬
‫استقرار اص‪33‬طالح أص‪33‬حابنا فى أم‪33‬ر الطّبق‪33‬ات على النّص‪33‬ف من مص‪33‬طلح مخالفين‪33‬ا‪ ،‬و بعكس م‪33‬ا ذك‪33‬روه من اإلبت‪33‬داء‬
‫أن معرفة طبقات ال ّراوى ضرورية‪ ،‬جعلت الطّبقات ستّا‪:،‬‬
‫باألعلى‪ ،‬فقال انّه فى كتاب الرّجال و حيث ّ‬

‫صدوق‪ ،‬و طبقة الكلينى‪ ،‬و طبقة سعد‪ ،‬و الظّاهر انّه سعد بن عبد هّللا االشعرى الق ّمى الّذى ذك‪33‬ر‬ ‫طبقة المفيد‪ ،‬و طبقة ال ّ‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬و ت‪33‬وفّى س‪33‬نة إح‪33‬دى و ثالثم‪33‬أة أو تس‪33‬ع و تس‪33‬عين و‬
‫النّجاشى فى حقّه انّه لقى موالنا أبا محمد العسكرى علي‪33‬ه ّ‬
‫مأتين‪ -‬و طبقة أحمد بن مح ّم د بن عيسى‪ ،‬و طبقة ابن أبي عمير إلى آخر ما نقله عن الكتاب المذكور‪.‬‬

‫و قال موالنا المجلسي االوّل ق ّدس س ّره بعد فراغه من شرح مشيخة الفقيه و بقى أن نذكر جماعة ذك‪33‬رهم المص‪3‬نّف‪ ،‬و‬
‫روى عنهم ان نبيّن أحوالهم‪ ،‬و إن أجملنا فى أحوالهم لكنّهم قليلون‪ ،‬و نريد أن ال يحتاج من ينظر إلى ه‪33‬ذا الكت‪33‬اب‪ ،‬أن‬
‫يرجع إلى كتاب آخر مع فوايد رجاليّة‪ ،‬منها تميّز المشتركات و ضبط الطّبقات‪ ،‬و فوائد أخر‪ ،‬و نذكرها في اثنى عشر‬
‫بابا‪ ،‬فى اثنى عشر طبقة‪ ،‬تذكر فى ضمن األبواب‪.‬‬

‫فالطّبقة االولى لل ّشيخ الطّوسى و النجاشى و اضرابهما‪.‬‬

‫و الثّانية للشيخ المفيد و ابن الغضائرى و امثالهما‪.‬‬

‫و الثّالثة للصّدوق و أحمد بن مح ّمد بن يحيى و أشباههما‪.‬‬

‫و ال ّرابعة للكلينى و أمثاله‪.‬‬

‫ص‪65 :‬‬

‫و الخامسة لمح ّمد بن يحيى و أحمد بن إدريس و عل ّى بن ابراهيم و أمثالهم‪.‬‬

‫و السّادسة ألحمد بن مح ّمد بن عيسى‪ ،‬و مح ّمد بن عبد الجبّار‪ ،‬و أحمد بن مح ّمد بن خالد‪ ،‬و اضرابهم‪.‬‬
‫و السابعة للحسين بن سعيد و الحسن بن على الو ّشاء و أمثالهما‪.‬‬

‫و الثّامنة لمح ّمد بن أبى عمير و صفوان بن يحيى و النّضر بن سويد و أمثالهم‪.‬‬

‫و الثّامنة ألصحاب موسى بن جعفر عليه السّالم‪.‬‬

‫و التّاسعة ألصحاب أبى عبد هّللا عليه السّالم‪.‬‬

‫و العاشرة ألصحاب أبى جعفر الباقر عليه السّالم‪.‬‬

‫و الحادى عشر ألصحاب عل ّي بن الحسين عليه السّالم‪.‬‬

‫و الثّانى عشر ألصحاب الحسنين و أمير المؤمنين صلوات هّللا عليهم‪ ،‬و نذكر ما هو الغالب عليه‪ ،‬و قد يك‪33‬ون بعض‪33‬هم‬
‫فى ثالث طبقات و يروي مع األعلى منه و األسفل منه لكبر س‪3‬نّه‪ -‬و ك‪33‬ثرة مالزمت‪33‬ه لألئ ّم‪33‬ة المعص‪33‬ومين ص‪33‬لوات هّللا‬
‫عليهم أجمعين انتهى‪.‬‬

‫و فى النّبوى المرسل طبقات أ ّمتى خمس طبقات ك ّل طبقة أربعون سنة‪ ،‬فطبقتى و طبقة أصحابى أهل العلم و اإليمان‪،‬‬
‫الطّبقة الثّانية أهل الب ّر و التّقوى‪ ،‬الطّبقة الثّالثة أهل التّراجم و التّواص‪3‬ل و الطّبق‪3‬ة الرّابع‪3‬ة أه‪3‬ل التّواض‪3‬ع و التّ‪3‬دابر‪ ،‬و‬
‫الطّبقة الخامسة إلى المأتين أهل الهرج و الهرب ث ّم مرتبة جزو خير من تربية ولد ه‪33‬ذا و ك‪33‬ان ص‪33‬احب التّق‪33‬ريب و ّزع‬
‫طبقاته المذكورات علي هذا المق ّدر من ال ّزمان فليالحظ‪.‬‬

‫ان العلّة فى تخصيص االحقر كميال هذا ّ‬


‫بالذكر من بين أهل طبقة فى هذا الب‪33‬اب م‪33‬ع انّ‪33‬ه غ‪33‬ير مش‪33‬به بأح‪33‬د من‬ ‫ث ّم ليعلم ّ‬
‫المذكورين فى هذا الكتاب‪ ،‬و ال داخل فى زمرة المصنّفين من األصحاب و ال المؤسّسين ألس‪33‬اس ص‪33‬ناعة من الحكم و‬
‫اآلداب‪ ،‬انّما هي أمور لم توجد بأجمعها فى ح ّ‬
‫ق رجل آخر يكون من هذا القبيل‪ ،‬و لم تعقل بجملتها‬

‫ص‪66 :‬‬

‫بالنّسبة إلى غير هذا الرّجل الجليل‪:‬‬

‫أ ّولها تدارك ما أسقطه الرّجاليّون األجاّل ء من أحوال عظماء ال ّرواة‪ ،‬و آثار المشتهرين بين ه‪33‬ذه الطّائف‪33‬ة من العلم‪33‬آء و‬
‫ان ّ‬
‫الش‪3‬يخ و النّجاش‪33‬ي لم يزي‪33‬دا فى ترجم‪33‬ة الرّج‪33‬ل‬ ‫فان ذلك هو موضوع كتابنا هذا فى الحقيقة‪ ،‬و قد ع‪33‬رفت ّ‬ ‫السّادات‪ّ ،‬‬
‫على سطر أم سطرين‪ ،‬فكان قد وجب علينا ان ناتى بما قد ف ّر طوافيه‪ ،‬من تذكرة آثاره فى هذا البين‬

‫و ثانيها انّى لما كنت تأسيا لذكر عدد طبقات علماء أهل االسالم و رجالهم األعالم‪ ،‬فى ذيل ك ّل ما تق ّدم من عناوين هذا‬
‫الكتاب‪ ،‬مع انّه من الفوائد الجليلة‪ ،‬المتوقّع بيانها بمناسبة ما فى شىء من هذه االبواب‪ ،‬و كان قد ج‪33‬رى ذك‪33‬ر «تق‪33‬ريب‬
‫ق كميل المذكور‪ :‬انّه من الثّاني‪33‬ة‪ ،‬م‪33‬ع ّ‬
‫ان الم‪33‬راد به‪33‬ا ك‪33‬ان ق‪33‬د خفى على أك‪33‬ثر الم‪ّ 3‬دعين‬ ‫ابن الحجر» ههنا و قوله فى ح ّ‬
‫للمراتب العالية‪ ،‬فاردت أن أسفر هنا بهذه المناسبة حجاب الحيرة عن معنى هذا الكالم؛ و أشير إلى مصطلح الف‪33‬ريقين‬
‫فى مراتب طبقاتهما المؤمى إليه فى كلمات كثير من األعالم‪.‬‬

‫ان هذه التّ رجمة لما كانت تقع على حسب القاعدة آخر باب الكاف فاردت أن يقع كما له باسم الكميل المشهور‪،‬‬ ‫و ثالثها ّ‬
‫بالفض‪33‬ل و الكرام‪33‬ة ل‪33‬دى االش‪33‬راف حتّى يك ّم‪33‬ل لن‪33‬ا الخ‪33‬ير و البرك‪33‬ة به‪33‬ذه الوس‪33‬يلة من ج‪33‬انب خف ّى األلط‪33‬اف و ولى‬
‫األسعاف‪ ،‬ث ّم ان قبر الكميل على ما ظفروا به في هذه األواخر و جعلوا له لوحا و مزارا و بنوا علي‪33‬ه بنيان‪33‬ا و ش‪33‬عارا‪،‬‬
‫واقع بين مسجد الكوفة و النّجف االشرف؛ على يمين الخارج من الكوف‪33‬ة إلي‪3‬ه قريب‪33‬ا من ق‪33‬بر ميثم التّ ّم‪33‬ار‪ ،‬الحام‪33‬ل ه‪33‬و‬
‫أيضا السرار؛ موالنا أمير المؤمنين صلوات هّللا عليه‪.‬‬

‫و ليكن هذا آخر ما أردنا إيراده فى ه‪33‬ذه المجلّ‪33‬دة الثّالث‪33‬ة‪ ،‬من الكت‪33‬اب و الثّابت‪33‬ة من عظم فوائ‪33‬دها على ل‪33‬وح أفئ‪33‬دة أولى‬
‫األلباب‪ ،‬و نتلوها المجلّدة الرّابعة الّتى بتمامها إنشاء هّللا سبحانه و تعالى يت ّم المقصود؛ و يكمل به اإلفاضة و االنع‪33‬ام و‬
‫الجود؛ من الملك الودود‪ ،‬و المالك المعبود‪ ،‬متّعنا هّللا به و سائر إخواننا المؤمنين و أجرانى‬

‫ص‪67 :‬‬

‫بهذه الوسيلة الملهمة من عنده على خواطر أبطال المطّ لعين و المنتفعين‪ ،‬و جعله ذريعة هذا المستهام إلى نيل المرام و‬
‫ص له إلى شفاعة ساداته الكرام‪ ،‬و أجداده العظام‪ ،‬فى عرصات يوم القيام‪ ،‬أنّه لما يشاء قدير و باالجابة جدير‪،‬‬
‫ذخيرة تو ّ‬
‫و هو الغن ّى الغفور الرّحيم و القو ّ‬
‫ى الكف ّى الكريم‪.‬‬

‫و فرغ من تدوينه و تأليفه المسكين المستكين‪ ،‬عصيرة يوم األحد الثّانى و العشرين من جمادى األولى أحد شهور أربع‬
‫و ثمانين و مأتين بعد األلف‪ ،‬حامدا مصليّا مسلما مستوفقا؛ من لطفه العميم و فضله القديم‪ ،‬و ال حول و ال ق‪33‬وّة إاّل باهّلل‬
‫العل ّى العظيم‪.‬‬

‫*** هذا آخر جزء الثالث حسب تقسيم المؤلف‬

‫ص‪69 :‬‬

‫الجزء الرابع‬

‫ص‪70 :‬‬

‫بسم هّللا الرّحمن الرّحيم الحمد هّلل الذى هو فى مجده قديم‪ ،‬و فى قدمه عظيم‪ ،‬و فى عظم‪3‬ه ك‪3‬ريم‪ ،‬و فى كرم‪3‬ه قس‪3‬يم‪ ،‬و‬
‫فى قسمه حكيم‪ ،‬و فى حكمه حليم‪ ،‬و هو ف‪33‬وق ك‪ّ 3‬ل ذى علم عليم‪ ،‬و إلي‪33‬ه المنتهى من فائح‪33‬ة ك‪ّ 3‬ل نس‪33‬يم‪ ،‬و الم‪33‬رتقى من‬
‫فائدة ك ّل نعيم‪ ،‬فلذلك اس‪33‬تحق من جمي‪3‬ع خلق‪3‬ه التعظيم‪ ،‬و اس‪3‬توجب بجمي‪33‬ل حقّ‪3‬ه التّق‪33‬ديم؛ و ّ‬
‫الص‪3‬الة و ّ‬
‫الس‪3‬الم األتقي‪3‬ان‬
‫االنميان على انبل اهالى العلم و التعليم‪ ،‬و أفضل رجال السّلم و التّسليم‪ ،‬صاحب القلب السليم؛ و الوجه الوس‪3‬يم و الحلم‬
‫الجسيم‪ ،‬و الخلق الكظيم‪ ،‬و األمر النّظيم‪ ،‬و ال ّشرع المستقيم‪ ،‬محمد المص‪33‬طفى و أه‪33‬ل بيت‪33‬ه الطي‪33‬بين الطّ‪33‬اهرين‪ ،‬الغ‪ّ 3‬ر‬
‫اللّهاميم أفضل ما كان من الصّلوات و التّحيات الباهرات المباركات على ابراهيم و آل ابراهيم‪.‬‬

‫ا ّما بعد فهذا هو المجلد الرّاب‪3‬ع و المج‪3‬دد الرّاي‪3‬ع و المج‪3‬رّد الواق‪3‬ع‪ ،‬على ط‪3‬رف البن‪3‬اء ال‪3‬وادع‪ ،‬من كتابن‪3‬ا الموس‪3‬وم ب‬
‫«روضات الجنات في أحوال العلماء و السّادات» و قد كنت فى سالف ال ّزم‪33‬ان و من‪33‬ذ خمس عش‪33‬رة س‪33‬نة من قب‪33‬ل ه‪33‬ذه‬
‫األوان‪ ،‬فرغت من تبييض ثالثة من اج‪3‬زاءه االربع‪33‬ة‪ ،‬و ش‪33‬رعت من‪33‬ه فى تس‪33‬ويد ه‪33‬ذه المجلّ‪33‬دة الغ‪33‬ير المتبع‪33‬ة‪ ،‬فص‪33‬ار‬
‫تعوقنى تصاريف ال ّدهور عن البلوغ إلى غاية مرامه‪ ،‬و تسوقنى تساريف الغرور إلى غير م‪33‬ا ك‪33‬ان من الف‪33‬وز بس‪33‬عادة‬
‫ان اإلكرام فى ك ّل ضيعة معروف باالتمام‪ ،‬و االستقامة فى األمر من طرائف شيم األقرام‪ ،‬و شرائف س‪33‬ير‬ ‫ختامه‪ ،‬مع ّ‬
‫أرباب االنعام‪ ،‬و خصوصا أصحاب األرقام و‬

‫ص‪71 :‬‬

‫أبناء األقالم‪ ،‬إلى أن تك‪3‬رّر على ّ‬


‫حث ش‪33‬ديد و ت‪33‬واتر ال ّى حتم و كي‪33‬د‪ ،‬من بعض علمائن‪33‬ا االط‪33‬واد و أس‪33‬ميائنا ال‪33‬وارثين‬
‫لعظمائنا األمجاد فى تتميم هذه النّضاضة من الكتاب‪ ،‬و تسليم هذه الرضراضة الوامض‪33‬ة إلى ري‪33‬اض االحب‪33‬اب‪ ،‬بحيث‬
‫خشيت أن أكون بعد ذلك فى ترك الخدمة ألهلها من اآلثمين‪ ،‬و فى منع الحكمة عن محلّهم‪33‬ا من الظّ‪33‬المين‪ ،‬مض‪33‬افا إلى‬
‫ما فى ذينك الكسل و اإلهمال‪ ،‬من اإلبط‪33‬ال لس‪33‬والف األعم‪33‬ال‪ ،‬و االخالل بخوال‪33‬ف اآلم‪33‬ال‪ ،‬و جع‪33‬ل حاص‪33‬ل مدي‪33‬د من‬
‫االزمنة عرضة لل ّز وال و لعبة لجوارح األندال‪ ،‬إلى أن ينتهى أمره إلى الضيعة و الضّالل‪ ،‬و التّل‪33‬ف و اإلض‪33‬محالل و‬
‫يلتظى حسرة فى قلوب العارفين بالحال إلى يوم الفصال‪.‬‬

‫فاستخرت هّللا تعالى فى تصميم العزيمة على رقم هذا التّتميم و ترسيم التّتمة على اثر ذلك الوضع الفصيم‪ ،‬بل المرضع‬
‫الفطيم‪ ،‬لتلتئم األربعة المتناسية من أركان هذا الحطيم‪ ،‬فتصبح لنا بعد طول ذلك اللّهف كهف‪33‬ا إن ش‪33‬اء هّللا فى كنف‪33‬ه نقيم‬
‫مثل ما اقيم في الكنف أصحاب الكهف و ال ّر قيم‪ ،‬مستوفيا فى معمورة هذا العصيم‪ ،‬و مستوليا فى محروسة هذا االقليم‪،‬‬
‫من مفتتح باب الميم إلى مختتم باب الياء المنتهية إليها حروف التّعجيم‪ ،‬و مستوثقا فى بقاء الحياة لنيل ذلك األمل بحي‪33‬اة‬
‫من يحيى العظام و هى رميم‪ ،‬و فى لقاء النّجاة من أجل ذلك العمل بلطف هّللا العميم‪ ،‬و إحس‪3‬انه الق‪33‬ديم‪ ،‬و بأنّ‪3‬ه ق‪3‬د أع‪ّ 3‬د‬
‫للمحسنين من العباد فى روضات الجنّات ما يشاؤن من النّعيم و للّذين آمنوا و عملوا الصالحات رحيق‪33‬ا مختوم‪33‬ا ختام‪33‬ه‬
‫مسك و مزاجه من تسنيم‪ ،‬فها انا أقول و ال قوّة إاّل باهّلل العل ّى العظيم‪.‬‬

‫ص‪72 :‬‬

‫باب ما اوله الميم من أسماء فقهائنا البارعين رضوان هّللا عليهم اجمعين‬
‫‪ 563‬السيد االيد الجليل النبيل و العالم العامل العديم الب‪33‬ديل أب‪33‬و على ماج‪33‬دين هاش‪33‬م بن على بن مرتض‪33‬ى ابن على بن‬
‫‪45‬‬
‫ماجد الحسينى االمامى الصادقى الجد حفصى‬

‫نسبته إلى جد حفص بتشديد ال ّد ال المهملة و هى قرية من قرى بالد هجر بفتحتين‪ ،‬و هجر علم لجميع ّ‬
‫خط‪33‬ة البح‪33‬رين‪،‬‬
‫و عليه ما أثبته فى باب طغيان القرامطة أرباب السّير من أنّهم نقلوا الحجر إلى هجر‪ ،‬و ه‪33‬ذا الرّج‪33‬ل االج‪33‬ل من ذك‪33‬ره‬
‫شيخهم المح ّدث المتأ ّخر فى إجازته الكبيرة الموسومة ب «لؤلؤة البح‪33‬رين فى اإلج‪33‬ازة لق‪ّ 3‬رتى العين» فى ذي‪33‬ل مش‪33‬يخة‬
‫موالنا محسن الفيض الكاشى صاحب «المفاتيح» و «الوافى» فقال‪ :‬و من مشايخ المح ّدث المذكور السيد العاّل مة السيّد‬
‫ماجد البحرانى‪ ،‬كما ذكره فى صدر كتابه «الوافى» إلى أن قال‪ :‬و كان هذا الس‪3‬يّد محقّق‪33‬ا م‪33‬دقّقا ش‪33‬اعرا أديب‪33‬ا‪ ،‬ليس ل‪33‬ه‬
‫نظير فى جودة التّصنيف؛ و بالغة التّعبير؛ و فصاحة‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،226 :2‬انوار البدرين ‪ ،85‬بحار االنوار ‪ 135 :109‬خالصة االثر ‪ ،307 :3‬الذريعه‬
‫‪ ،210 :12‬سالفة العصر ‪ ،492‬فوائد الرضوية ‪ ،369‬لؤلؤة البحرين ‪ ،135‬مصفى المقال ‪ 385‬هدية العارفين ‪1 :2‬‬

‫ص‪73 :‬‬

‫التحبيّر‪ ،‬و دقّ‪3‬ة النّظ‪3‬ر‪ ،‬و ش‪3‬عره ف‪3‬ائق فى البالغ‪3‬ة‪ ،‬و خطبت‪3‬ه فى الجمع‪3‬ة‪ -‬لبالغته‪3‬ا و حس‪3‬ن تعبيره‪3‬ا‪ ،‬تأخ‪3‬ذ بمج‪3‬امع‬
‫القلوب‪ ،‬و تفّت لسماعها و تذوب‪ ،‬و له مع أبى البحر الخطّى صداقة و اتّحاد و مجاراة فى ال ّشعر‪ ،‬و هو أوّل من نش‪33‬ر‬
‫الحديث في شيراز‪ ،‬و له مصنّفات منها كتاب «سالسل الحديد» و «الرّس‪33‬الة اليوس‪33‬فيّة» وج‪33‬يزة بديع‪33‬ة‪ ،‬و «رس‪33‬الة في‬
‫الس ‪3‬الم الّ‪33‬تى أوّله‪33‬ا‪« :‬بكي و ليس على ص‪33‬بّ‬
‫مق ّدمة الواجب» و من شعره القصيدة المشهورة فى مرثية الحسين علي‪33‬ه ّ‬
‫بمعذور»‪.‬‬

‫و له قصيدة فى قتل «الثانى» أوّلها‪:‬‬

‫جلّت صنيعتها عن ال ّشكر‬ ‫يا نعمة أسدت يد ال ّدهر‬

‫كفرانها ضرب من الكفر‬ ‫هي نعمة أفضت إلى نعم‬

‫جلّت إساءته عن الحصر‬ ‫قد أحسن ال ّدهر المسيى‪ ،‬و إن‬

‫و منها قوله‪:‬‬

‫‪ )*( 45‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،226 :2‬انوار البدرين ‪ ،85‬بحار االنوار ‪ 135 :109‬خالصة االثر ‪ ،307 :3‬الذريعه ‪ ،210 :12‬سالفة العصر ‪،492‬‬
‫فوائد الرضوية ‪ ،369‬لؤلؤة البحرين ‪ ،135‬مصفى المقال ‪ 385‬هدية العارفين ‪1 :2‬‬
‫و سرى لها روح إلى القبر‬ ‫اليوم قرّت عين فاطمة‬

‫بقرا فكان البقر بالبقر‬ ‫بقر الكتاب لها فأعقبه‬

‫كفّاك من رطب و من بسر‬ ‫فاصرم عدمتك حمل ما غرست‬

‫بين العجان بساحة ال ّشفر‬ ‫ال تحسبن فيروز يطعن ما‬

‫غرمول معتلم أخاعهر‬ ‫ّ‬


‫تحسبن حديدة مصقولة‬ ‫ال‬

‫الى اخر القصيدة كانت وفاته ق ّدس س ّره فى شيراز فى السّنة الثّامنة و العشرين و دفن فى مشهد السيّد أحم‪33‬د بن موالن‪33‬ا‬
‫ان من‬ ‫الكاظم عليه الصالة و السالم؛ المشهور بشاه چراغ و قبره هناك مع‪33‬روف و ذك‪33‬ر بعض مش‪33‬ايخنا المعاص‪33‬رين ّ‬
‫‪46‬‬
‫تالمذته‪ :‬ال ّشيخ مح ّمد بن حسن رجب المقابى اصال الرويسى منزال‪ ،‬نسبة إلى قرية الرّويس بالتّصغير انتهى‬

‫و قد ذكره ايضا صاحب «امل اآلمل» بالعنوان الّذى ق ّدمناه ث ّم وصفه بقوله‪ :‬شاعر‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬لولؤة البحرين ‪.138 -135‬‬

‫ص‪74 :‬‬

‫أديب جليل القدر فى العلم و العمل‪ ،‬و له ديوان شعر كبير جيّد رأيته‪.‬‬

‫و قد ذكره صاحب «سالفة العصر» و قال‪ :‬ه‪33‬و أك‪33‬بر من أن يفى بوص‪33‬فه ق‪33‬ول‪ ،‬علم يخج‪33‬ل البح‪33‬ار‪ ،‬و ذات مق ّدس‪33‬ة و‬
‫إخبات و وقار‪ ،‬شفع شرف العلم بظرف األدب‪.‬‬

‫ث ّم أثنى عليه ثناءا بليغا طويال‪ ،‬و ذكر أنّه توفّى سنة ثمان و عشرين بعد األلف و نقل له شعرا كثيرا‪ ،‬و يحتم‪33‬ل اتّح‪33‬اده‬
‫الظاهر ذلك‪ 47‬انتهى كالم «االمل» و مراده باال ّول هو المذكور فيه مفتتح شروعه فى ب‪33‬اب الميم بعن‪33‬وان‬‫مع االوّل بل ّ‬
‫السيّد ماجد بن عل ّى بن مرتضى البحرانى كان فاضال جليال شاعرا أديبا؛ له رسالة فى االصول‪ ،‬اجتمع مع ال ّشيخ بهاء‬
‫ال ّدين مح ّمد العاملى‪ ،‬و كان بينهما مو ّدة‪ ،‬و كان ال ّشيخ يثني عليه و يب‪33‬الغ في ذل‪33‬ك انتهى‪ 48‬و ه‪33‬و غ‪33‬ير الس‪3‬يّد ماج‪33‬د بن‬
‫مح ّم د البحرانى المذكور أيضا ثمة فيما بين العنوانين‪ ،‬بعنوان السيّد ماجد بن مح ّمد البحرانى؛ فاضل عالم جليل الق‪33‬در‪،‬‬
‫كان قاضيا فى شيراز ث ّم فى إصفهان‪ ،‬و كان شاعرا أديبا منشئا؛ له «شرح نهج البالغة» لم يت ّم‪ ،‬و هو من المعاصرين‬
‫كتبت إليه م ّرة أبياتا من جملتها‪:‬‬
‫‪ )1 ( 46‬لولؤة البحرين ‪.138 -135‬‬
‫‪ 1 ( 47‬و ‪ )2‬امل اآلمل ‪ 226 :2‬و ‪.225‬‬
‫‪ 1 ( 48‬و ‪ )2‬امل اآلمل ‪ 226 :2‬و ‪.225‬‬
‫حماه ظ ّل لآلمال قصدا‬ ‫قصدت فتى فريدا فى المعالى‬

‫عزيز في الكمال أراه فردا‬ ‫و لم اطلب لنفسى بل لشخص‬

‫إجابة ماجدكم حاز مجدا‬ ‫دعوتك الكتساب األجر أرجو‬

‫و ترضى بالنّدى و الجود و فدا‬ ‫و مثلك من تناط به االماني‬

‫يذكر جودك المأمول وعدا‬ ‫يه ّزك ّ‬


‫هزة الهندي شعر‬

‫‪49‬‬
‫أما ترضى بهذا الحر عبدا‬ ‫أما تبغى مدى األيّام شكرى‬

‫ان رواية صاحب التّرجمة هذا عن شيخنا البهائى عليه الرحمة‪ ،‬و ذكر أيضا‬ ‫هذا و يظهر من صاحب «اللّؤلؤة» أيضا ّ‬
‫صاحب البح‪33‬ار فى المجلّ‪3‬دة االخ‪33‬يرة من‪33‬ه ص‪33‬ورة اج‪33‬ازة ه‪3‬ذا الس‪3‬يّد ّ‬
‫الس‪3‬ند المحق‪33‬ق العالم‪33‬ة على م‪33‬ا ذك‪33‬ره فيه‪33‬ا به‪33‬ذه‬
‫األوصاف للسيّد االشرف‬

‫______________________________‬
‫(‪ 1‬و ‪ )2‬امل اآلمل ‪ 226 :2‬و ‪.225‬‬

‫(‪ )3‬امل االمل ‪.225 :2‬‬

‫ص‪75 :‬‬

‫الش‪3‬يخ مح ّم‪3‬د بن ّ‬
‫الش‪3‬يخ‬ ‫االج ّل األمجد األمير فضل هّللا المشتهر بدست غيب راويا فيه‪33‬ا عن ش‪3‬يخنا البه‪33‬ائى و ك‪33‬ذا عن ّ‬
‫المق ّدس أحمد بن ال ّشيخ الجليل نعمة هّللا بن خاتون عن أبيه عن ج ّده عن شيخنا خاتم المجتهدين زين ال ّدين عل ّى بن عبد‬
‫العالى الكركى‪ ،‬مورّخه ش‪3‬وّال س‪3‬نة ثالث و عش‪3‬رين بع‪3‬د األل‪3‬ف و أ ّم‪3‬ا تالم‪33‬ذة مجلس‪3‬ه الم‪3‬نيف فهم أيض‪3‬ا جماع‪3‬ة من‬
‫فضالء أرباب التّأليف و التّصنيف‪ ،‬منهم الشيخ محمد حسن رجب المتق ّدم ذكره الشريف‪ ،‬و كان اوّل من صلّي الجمعة‬
‫فى البحرين بعد افتتاحها بال ّدوله الصفوية المنتهية الى ال ّشاه سلطان حس‪33‬ين‪ ،‬و منهم‪ّ :‬‬
‫الش ‪3‬يخ مح ّم‪33‬د بن عل ّى بن يوس‪33‬ف‬
‫بن سعيد المقشاعى أصال األصبعى مسكنا و كان هذا ال ّشيخ فاضال فقيها جليال‪ ،‬ل‪33‬ه ش‪33‬رح على كت‪33‬اب «الب‪33‬اب الح‪33‬ادى‬
‫عشر» غير تا ّم‪ ،‬و هو أحسن شروح بذلك الكتاب كما افيد‪ ،‬و منهم‪ :‬الفاضل المح ّدث الم‪33‬ولى محس‪33‬ن الفيض الكاش‪33‬انى‬
‫اآلتى ذكره و ترجمته عنقريب انشاء هّللا ‪،‬‬

‫‪ )3 ( 49‬امل االمل ‪.225 :2‬‬


‫و قد حكى أنّه رحمه هّللا لما أراد الهجرة إليه لقراءة علم الحديث علي‪33‬ه تف‪33‬أل أ ّوال بكالم هّللا المجي‪33‬د فى اإلمض‪33‬اء‪ ،‬فج‪33‬آء‬
‫قوله سبحانه و تعالى؛ فلوال نفر من ك ّل فرقة منهم ليتفقّهوا فى ال ّدين اآلية فتف‪33‬أل بنس‪33‬خة ال ‪ّ 3‬ديوان المنس‪33‬وب إلى موالن‪33‬ا‬
‫أمير المؤمنين عليه السّالم فجاء‪:‬‬

‫و سافر ففى األسفار خمس فوائد‬ ‫تغرب عن األوطان فى طلب العلى‬

‫و علم و آداب و صحبة (ماجد)‬ ‫تفرّج ه ّم و اكتساب معيشة‬

‫و هذا من غريب االتّفاق و فيه من الكرامة الولياء هّللا ما ال يخفى‪ ،‬ث ّم ان من جملة ما ينس‪3‬ب إلى الس‪3‬يّد ماج‪3‬د الم‪3‬ذكور‬
‫من ال ّشعر الرّائق قوله‪:‬‬

‫تجرى العيون لوقع الثّلج بالقلل‬ ‫جرت عيونى لشيبى و هو ال عجب‬

‫و منها بنقل السيّد نعمت هّللا الجزائرى رحمه هّللا فى «مقاماته» رباعيّة له أنشدها فى صفة جارية س‪33‬معها تق‪33‬رأ الق‪33‬رآن‬
‫الكريم بصوت رخيم‪ ،‬و تفصيل ذلك انّه قال ح ّدثنى تلميذي ال ّشيخ حس‪3‬ين البحري‪3‬نى‪ ،‬و ك‪33‬ان من المع ّم‪33‬رين‪ ،‬و كنت ق‪3‬د‬
‫خرجت معه يوما من المسجد الجامع فى شيراز من الباب المقابل للقبلة الّذى يخرج منه إلى سوق المدرس‪33‬ة الش‪33‬ريفيّة‪،‬‬
‫فل ّما خرجنا من الباب قال‪ :‬كان ابن ع ّمك السيد األجل السيّد ماجد الصّديقى البح‪33‬رانى خارج‪33‬ا من المس‪33‬جد م‪33‬ع جماع‪33‬ة‬
‫كنت انا من جملتهم‪ ،‬فلما بلغ إلى هنا سمعنا‬

‫ص‪76 :‬‬

‫جارية تقرأ القرآن بصوت رخيم لم يسمع بمثله فقال السيّد مرتجال‪.‬‬

‫تالوته بين الغواية و الرّشد‬ ‫ى ّ‬


‫الذكر قد وقفت بنا‬ ‫و قال أل ّ‬

‫و معنى لسوق الفاسقين الى ال ّزهد‬ ‫بلفظ يسوق المتّقين الى الخنا‬

‫ان النّذر مطلقا سواء ك‪33‬ان مطلق‪33‬ا‬


‫هذا و من المنسوب إليه فى مسائل الفروع قوله فى كتاب النّذر اختلف األصحاب فى ّ‬
‫أو مقيّ‪33‬دا ه‪33‬ل ينعق‪33‬د بال ش‪33‬رط التّعلي‪33‬ق أم ال‪ ،‬ذهب اك‪33‬ثر الفقه‪33‬اء الي انعق‪33‬اده الطالق الن‪33‬ذر علي‪33‬ه عرف‪33‬ا و ذهب الس‪3‬يّد‬
‫ّ‬
‫خاص ‪3‬ة‪ ،‬و‬ ‫الن النّذر فى اللّغة عنده التزام شىء معلّقا على شىء آخر بصيغة‬ ‫المرتضى إلى عدم انعقاده مستدال باللّغة‪ّ ،‬‬
‫االصل عدم النقل‪ ،‬و دعوى العرف اآلن غير كاف‪ ،‬و فى وقت الخطاب غير ثابت انتهى‪.‬‬

‫و ال يخفى ما فيه من القوّة ث ّم كالم السيّد ماجد رحمه هّللا ‪ ،‬ل‪33‬و ال قي‪33‬ام ّ‬
‫الش‪3‬هرة العظيم‪33‬ة على خالف م‪33‬ا نفى الخف‪33‬اء عن‬
‫ق ّوته‪ ،‬بل عدم الخالف فيه إاّل من السيّدين المرتضى و ابن زهرة‪ ،‬لكان القول بما رأياه فى غاية القوّة‪ّ ،‬‬
‫الن غاية األم‪33‬ر‬
‫فى المدلول اللّغوى من النّذر بعد وق‪33‬وع المخالف‪33‬ة في‪33‬ه من أرب‪33‬اب الع‪33‬رف و اللّغ‪33‬ة ّ‬
‫الش‪3‬ك و ك‪33‬ذا بع‪33‬د تع‪33‬ارض األخب‪33‬ار‬
‫المرتبة لوجوب الوفآء بالنّذر على محض التّطق بصيغة هّللا على أن أفعل كذا و كذا‪ ،‬بدون التّعليق بما هو أرفع سندا و‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬أنّ‪3‬ه ق‪3‬ال‪ :‬إذا ق‪3‬ال‬ ‫أكثر عددا‪ ،‬و أظهر داللة على مؤ ّداه مث‪3‬ل ص‪3‬حيحة منص‪3‬ور بن ح‪3‬ازم‪ ،‬عن ّ‬
‫الص‪3‬ادق علي‪3‬ه ّ‬
‫الرّجل عل ّى المشى إلى بيت هّللا و هو محرم بحجّة أو على هدى ك‪33‬ذا و ك‪33‬ذا‪ ،‬فليس بش‪33‬ىء‪ ،‬حتّى يق‪33‬ول هّللا عل ّى المش‪33‬ى‬
‫إلى بيته‪ ،‬أو يقول‪ :‬هّلل عل ّى هدى كذا و كذا‪ ،‬إن لم أفعل كذا و كذا‪ ،‬بل يمكن تقييد األخبار األوّله بمفهوم الحص‪33‬ر الواق‪33‬ع‬
‫صحيحة‪ ،‬و إن احتمل كون المقص‪3‬ود منه‪3‬ا بي‪3‬ان حكم آخ‪3‬ر ه‪3‬و ل‪3‬زوم ذك‪3‬ر هّللا فى النّ‪3‬ذر‪ ،‬أو ع‪3‬دم تعلّق‪3‬ه‬ ‫فى مثل هذه ال ّ‬
‫بالمحرم أو ورد التّعليق فيها مورد الغالب فى النّذر‪ ،‬أو غير ذلك فال أق ّل من ال ّشك فتبقي حينئذ أصالة عدم انعقاد النّذر‬
‫بمثل هذه ال ّ‬
‫صيغة المطلقة المتنازع فيها سليمة عن المعارض‪ ،‬بل الظ‪33‬اهر من مقابلت‪33‬ه للعه‪33‬د م‪33‬ع كون‪33‬ه مغني‪33‬ا عن‪33‬ه فى‬
‫الخاصيّة و الثّمر مغايرته معه فى مثل هذه الخصوصيّة كما يتبّادر ذلك أيضا إلى أفه‪33‬ام من بتص‪3‬وّر الف‪33‬رق بينهم‪33‬ا في‬
‫العرف العام‪ ،‬لذا كان ظاهر‬

‫ص‪77 :‬‬

‫العاّل مة فى «االرشاد» و ال ّشهيد فى «ال ّدروس» التوقّف‪ ،‬بل هو ظ‪33‬اهر ص‪33‬احبى «الم‪33‬دارك» و «الكفاي‪33‬ة» أيض‪33‬ا كم‪33‬ا‬
‫افيد فليتأ ّمل‪.‬‬

‫و نسب بعض فضالء هذه األواخر إلى السيّد عبد الرّؤف بن السيّد ماجد بن هاش‪33‬م الص‪33‬ادقى البح‪33‬راني رحم‪33‬ه هّللا ه‪33‬ذه‬
‫المناجاة‪:‬‬

‫عبدك المذنب م ّما قد جناه يتنصّل‬ ‫يا حليما ذا أناة و اقتدار ليس يعجل‬

‫باء بالخسران عبدا مهل المولى فأهمل‬ ‫كاد أن يقنط لو ال سعة الرّحمة يأمل‬

‫ملّت التّوبة من سوف و من ليت و من عل‬ ‫ّ‬


‫ان في ذاك لس ّرا من يخاف الفوز يعجل‬

‫أدخلتني النّفس لكن منهج المخرج أشكل‬ ‫تهت فى بيداء تقصيري فهل يرشد من ضل‬

‫فاذا أقبل عام كان م ّما فات أحمل‬ ‫كلّما أقبل عام أتمنّى عام أوّل‬

‫فعلى عفوك ال األعمال يا ربّ المعوّل‬ ‫ليتني أجهل علمي أو بما أعلم أعمل‬

‫لو برضوى بعض مابي لتداعى و تزلزل‬ ‫فعسى جرح ذنوبى بمسيح العفو يدمل‬

‫و عل ّى و بنيه يا الهي أتوسّل‬ ‫غير أنّي بالنّب ّي المصطفى أشرف مرسل‬


‫واسع الغفران يا من يغفر ّ‬
‫الذنب و ان جل‬ ‫و بهم يا واسع ال ّرحمة قد اثبت مازل‬

‫ص‪78 :‬‬

‫ع ّجل الفوز بهم لي و على أرواحهم صل‬ ‫لست أقفوا إثر قوم غيرهم في العقد و الحل‬

‫‪50‬‬
‫‪ 564‬الشيخ العدل المحسن بن الحسين بن احمد النيشابورى‬

‫رحمه هّللا ثقة‪ ،‬حافظ واعظ و كتبه «االمالى فى األحاديث» «كتاب السيّر» «كت‪33‬اب إعج‪33‬از الق‪33‬رآن» «كت‪33‬اب بي‪33‬ان من‬
‫كنت مواله» أخبرنا بها شيخنا اإلمام السّعيد جمال الدين ابو الفت‪33‬وح الخ‪33‬زاعى‪ 3،‬عن وال‪33‬ده عن ج‪ّ 3‬ده عن‪33‬ه‪ ،‬قال‪33‬ه منتجب‬
‫ال ّدين‬

‫كذا فى «امل اآلمل» و الظّاهر أنّ‪3‬ه من فض‪3‬آلء سلس‪3‬لة ّ‬


‫الش‪3‬يخ أبى الفت‪3‬وح الم‪3‬ذكور المتق‪3‬دم ذك‪3‬ره و ترجمت‪3‬ه فى ب‪3‬اب‬
‫الحآء‪ ،‬مع جماعة من أهل بيته المنتجبين االجاّل ء‪ ،‬و كانّه أخو ج ّده الثّانى‪ ،‬أحمد بن الحسين بن احمد الخ‪33‬زاعى‪ ،‬الّ‪33‬ذى‬
‫أن له أيضا كتاب «االمالى» فى أربع مجلّدات‪ ،‬و كتاب «عيون األحاديث» و «الرّوضة» و «المفت‪33‬اح» فى الفق‪33‬ه‬
‫تق ّدم ّ‬
‫و االصول و غير ذلك‪.‬‬

‫و كان قد قرأ على السيّدين‪ ،‬و شيخنا الطّوسى‪ ،‬و يروي عنه ال ّشيخ أبو الفتوح المذكور أيضا بواس‪33‬طة أبي‪33‬ه عن ج‪ّ 3‬ده و‬
‫ان عبد ال ّرحمن بن أحمد بن الحس‪33‬ين‬ ‫عليه فيكون الرّجل ع ّم ج ّده األوّل مح ّمد بن أحمد الخزاعى النّيسابورى‪ ،‬كما تق ّدم ّ‬
‫أن اباه عل ّى بن مح ّمد الخزاعى أيضا هو بعينه الّذى ذكره ال ّشيخ منتجب ال‪ّ 33‬دين‬ ‫كان ع ّم أبيه عل ّى بن مح ّمد‪ ،‬بل ّ‬
‫الظاهر ّ‬
‫القمى‪ ،‬بعنوان ال ّشيخ زين ال ّدين أبى الحسن عل ّى بن مح ّمد الرّازى المتكلّم‪ ،‬استاد علماء الطّايفة فى زمانه‪.‬‬

‫ث ّم قال و له نظم رايق فى مدايح آل الرّسول صلّى هّللا عليه و اله‪ ،‬و مناظرات مشهورة مع‬

‫‪ )*( 50‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،228 3:2‬بحار االنوار ‪ 266 3،105‬تنقيح المقال ‪ ،55 3:2‬الذريعة ‪ ،232 3:3‬المستدرك ‪ ،488 3:3‬النابس« طبقات‪ 3‬اعالم‬
‫الشيعه» ‪.147‬‬
‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،228 3:2‬بحار االنوار ‪ 266 3،105‬تنقيح المقال ‪ ،55 3:2‬الذريعة ‪ ،232 3:3‬المستدرك‬
‫‪ ،488 :3‬النابس «طبقات اعالم الشيعه» ‪.147‬‬

‫ص‪79 :‬‬

‫المخالفين خ و له مسائل فى المعدوم و االحوال‪ ،‬و كتاب «الواضح» و «دقائق الحقايق» شاهدته و ق‪33‬رأت علي‪33‬ه انتهى‬
‫الن دأب السّلف كان فى األغلب السّكوت عن بيان قرابة بعض الرّجال م‪3‬ع بعض‪ ،‬و ذك‪3‬ر كيفيّ‪3‬ة نس‪3‬بة بعض‪3‬هم‬ ‫و ذلك ّ‬
‫إلى بعض‪ ،‬كم‪33‬ا ال يخفى على من تتبّ‪3‬ع مت‪33‬ون فهرس‪33‬تاتهم بخالف المت‪33‬أ ّخرين المالحظين فى االش‪33‬ارة إلى ه‪33‬ذا المع‪33‬نى‬
‫فوائد كثيرة فليتبصر و ال يغفل‪.‬‬

‫‪ 565‬العلم الفاشى و العالم االقراشى موالنا الفاضل الكامل المؤيد المسدد محس‪33‬ن بن الش‪33‬اه مرتض‪33‬ى بن الش‪33‬اه محم‪33‬ود‬
‫‪51‬‬
‫المشتهر بالفيض الكاشى‬

‫اسمه كما يظهر من تقري‪33‬رات نفس‪33‬ه مح ّم‪33‬د‪ ،‬و أم‪33‬ره فى الفض‪33‬ل و الفهم و النبال‪33‬ة فى الف‪33‬روع و األص‪33‬ول‪ ،‬و اإلحاط‪33‬ة‬
‫بمراتب المعقول و المنقول‪ ،‬و كثرة التّأليف و التّصنيف م‪33‬ع ج‪33‬ودة التّعب‪33‬ير و التّرص‪33‬يف‪ ،‬أش‪33‬هر من أن يخفى فى ه‪33‬ذه‬
‫الطّ ائفه على أحد إلى منتهى األبد‪ ،‬و عمره كما استفيد لنا من تتبّع تصانيفه الوافرة‪ ،‬تجاوز حدود الثّمانين‪ ،‬و وفاته بع‪33‬د‬
‫األلف من الهجرة الطّاهرة بنيف يلحق تمام التّسعين و مرقده ال ّشريف مع‪33‬روف بالكرام‪33‬ة و المقام‪3‬ة فى دار المؤم‪33‬نين‪،‬‬
‫موئال لل ّزائرين و العاكفين‪ ،‬و مطافا لمن كان بين الطّوائف من العارفين‪.‬‬

‫و أبوه ال ّشاه مرتضى المذكور أيضا كان من العلماء ال ّ‬


‫صدور‪ ،‬و صاحب خزانة كتب و فضل مشهور‪.‬‬

‫و كذا أخوه مح ّمد المعروف بنور ال ّد ين القاسانى األخباري صاحب كتاب «مصفاة األشباح» فى االخالق‪ ،‬و «عج‪33‬ائب‬
‫أن أكثره مأخوذة من كتب أخيه‪ ،‬و كتاب‬ ‫اآلفاق» و إن قيل ّ‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬آتشكدة آذر ‪ 245‬امل االمل ‪ 305 3:2‬تنقيح المقال ‪ ،54 3:2‬جامع الرواة ‪ 42 3:2‬الذريعة ‪،124 3:2‬‬
‫رياض العارفين ‪ 380‬ريحانة االدب ‪ ،369 3:4‬سالفة العص‪33‬ر ‪ ،499‬الك‪33‬نى و االلق‪33‬اب ‪ ،39 3:3‬لؤل‪33‬ؤة البح‪33‬رين ‪121‬‬
‫مصفى المقال ‪ 387‬نتايج االفكار ‪.541‬‬

‫ص‪80 :‬‬

‫‪ )*( 51‬له ترجمة فى‪ :‬آتشكدة آذر ‪ 245‬امل االمل ‪ 305 3:2‬تنقيح المقال ‪ ،54 3:2‬جامع الرواة ‪ 42 3:2‬الذريعة ‪ ،124 3:2‬رياض الع‪33‬ارفين ‪ 380‬ريحان‪33‬ة‬
‫االدب ‪ ،369 :4‬سالفة العصر ‪ ،499‬الكنى و االلقاب ‪ ،39 :3‬لؤلؤة البحرين ‪ 121‬مصفى المقال ‪ 387‬نتايج االفكار ‪.541‬‬
‫ترجمة حقائق أخيه و هو والده موالنا الفاضل الع‪33‬ارف المح‪ّ 3‬دث‪ ،‬الم‪33‬ولى مح ّم‪33‬د ه‪33‬ادى ّ‬
‫الش‪3‬ارح لكت‪33‬اب «المف‪33‬اتيح» و‬
‫غيره فليالحظ‪.‬‬

‫و كذا أخوه أخوه االخر الفاضل الفقيه المشهور‪ ،‬بالمولى عبد الغفور بن شاه مرتضى المذكور‪ ،‬و ولده الفاضل المولى‬
‫مح ّمد مؤمن بن المولى عبد الغفور‪ ،‬و كان من تالمذة ع ّمه األج ّل األفخم الّذى هو صاحب العنوان‪ ،‬و مدرّسا فى مدينة‬
‫األشرف من بالد مازندران‪ ،‬كما ّ‬
‫أن أباه الم‪33‬ذكور‪ ،‬ك‪33‬ان ق‪33‬د ق‪33‬رأ على بعض مش‪33‬ايخ أخي‪33‬ه الم‪33‬برور‪ ،‬مث‪33‬ل الس‪3‬يّد ماج‪33‬د‬
‫البحرانى‪ ،‬و خالهما المولى نور ال ّدين الكاشى‪.‬‬

‫و بالجملة فقد كان بيته الجليل المرتفع قدره إلى ذروة األفالك من كبار بيوتات العلم و العمل و الفضل و اإلدراك‪:‬‬

‫و له أيضا ولد فاضل س ّماه مح ّم دا‪ ،‬و لقبه علم الهدى‪ ،‬رأيت منه كتابا لطيفا بالفارسيّة جمع فيه بين االصول و الف‪33‬روع‬
‫و االخالق‪ ،‬و ينسب إليه أيضا خطب و رسائل منيفة‪.‬‬

‫و أ ّما نفس ال ّرجل فقد بلغ فضله إلى حيث لم يعرف بين هذه الطّائفة مثله‪ ،‬و خصوصا فى مراتب المعرف‪33‬ة و األخالق‪،‬‬
‫و تطبيق الظّواهر بالبواطن بحسن المذاق‪ ،‬و جودة اإلشراق‪.‬‬

‫و كان يشبه مشربه مشرب أبى حامد الغزالى‪ ،‬و يساوق سياقه ذلك السّياق‪ ،‬بل اقتبس منه شاكلة كثير من مص ‪3‬نّفاته‪ ،‬و‬
‫اختلس منه سابلة غفير من تص ّرفاته و تظرفاته‪ ،‬كما استفيد لنا من التّتّبع لما كتب‪33‬ه م‪33‬ع تش‪3‬تّت موض‪33‬وعاته؛ و إن لم أر‬
‫إلى اآلن من التفت إلى هذه ال ّدقيقة‪ ،‬أو انكشفت عليه مباني‪33‬ة كث‪33‬ير من تحقيقات‪33‬ه الرّش‪33‬يقة‪ ،‬و خطابي‪33‬ات كالم‪33‬ه المالئم‪33‬ة‬
‫لحسن السّليقة سواء الطريقة في حاق الحقيقة‪.‬‬

‫و قد نسب إليه ال ّشيخ على ال ّشهيدى الع‪33‬املى في ذي‪3‬ل رس‪33‬الته فى تح‪3‬ريم الغن‪3‬ا و غيره‪3‬ا كث‪33‬يرا من األقاوي‪3‬ل الفاس‪3‬دة و‬
‫اآلراء الباطلة العاطلة‪ ،‬الّتى تفوح منها رائحة الكفر‪ ،‬و المضارة بضروريّات هذا ال ّدين المبين‪ ،‬و المضادة لما ه‪33‬و من‬
‫قطعيّات علماء‬

‫ص‪81 :‬‬

‫هذا ال ّش رع المتين‪ ،‬و لو أردنا تأويل جملة منها بمحامل وجيهة صحيحة‪ ،‬لما امكننا ذلك بالنّسبة إلى ما تد ّل عليه ألفاظه‬
‫الظّاهرة‪ ،‬بل ال ّ‬
‫صريحة‪ ،‬من منافيات اصول هذه ال ّشريعة‪ ،‬و فروع مذهب ال ّشيعة‪ ،‬مث‪33‬ل قول‪33‬ه بوح‪33‬دة الوج‪33‬ود‪ ،‬و بع‪33‬دم‬
‫خلود الكفّار فى عذاب النّار‪ ،‬و ع‪3‬دم نج‪3‬اة أه‪3‬ل االجته‪3‬اد و إن ك‪3‬انوا من جمل‪3‬ة أجاّل ئن‪3‬ا الكب‪3‬ار‪ ،‬و قول‪3‬ه بع‪3‬دم منجس‪3‬يّة‬
‫المتن ّجس لغيره مثل النّجس‪ ،‬و بعدم انفعال المآء القليل بمحض مالقات‪33‬ه للنّجس‪ ،‬و إن وافق‪33‬ه فى ه‪33‬ذه المس‪33‬ألة من أق‪3‬ادم‬
‫علمآئنا الع ّمانى المتق ّدم ذكره فى أوائل باب الحآء‪.‬‬
‫و بالجملة فقد كان رحمه هّللا تعالى دائما فى طرف النّقيض مع ال ّشيخ عل ّى المذكور‪ ،‬و مفارض‪33‬ا إيّ‪3‬اه بكلم‪33‬ات ّ‬
‫الس‪3‬وء و‬
‫فقرات السّرور‪ ،‬و من جملة تخفيفاته بالنّسبة إليه تسميته إيّ‪33‬اه بالهض‪33‬م الرّاب‪33‬ع‪ ،‬من جه‪33‬ة كون‪33‬ه رابع‪33‬ا بالنّس‪33‬بة إلى ج‪ّ 3‬ده‬
‫ال ّشهيد الثّانى رحمه هّللا ‪.‬‬

‫أن بينه و بين هذا ال ّرجل كانت مصادقة أكيدة‪ ،‬و مساوقة ش‪33‬ديدة‪،‬‬ ‫و قد تق ّدم فى ترجمة سميّنا العاّل مة السّبزوارى أيضا ّ‬
‫فى السّر و العالنية‪ ،‬ق ّل ما يوجد نظيره فى رجلين‪ ،‬و لذا كان قد وقع بينه و بين ال ّشيخ على المعظّم إليه أيضا م‪3‬ا س‪3‬بق‬
‫لك بيانه‪ ،‬من االقوال ال ّش نيعة‪ ،‬و االفحاش الفظيعة‪ ،‬و المنافيات لمراسم ال ّشيعة‪ ،‬و سجيّات علمآء ال ّشريعة‪ .‬هذا‪.‬‬

‫و من جملة من كان ينكر عليه أيضا كثيرا من علماء زمانه‪ ،‬هو الفاضل المح ّدث المق ّدس المولي مح ّمد ط‪33‬اهر الق ّمى و‬
‫الس ‪3‬وء فى حقّ‪33‬ه‪ ،‬فخ‪33‬رج من قم‬
‫صاحب كتاب «ح ّجة االسالم» و غيره؛ و إن قيل أنّه رجع فى اواخر عمره من اعتقاد ّ‬
‫المباركة إلى بلدة كاشان لالعتراف عنده بالخالف و اإلعتذار لديه بحسن االنصاف‪ ،‬ماشيا على قدميه تمام ما وق‪33‬ع من‬
‫البلدين من المسافة إلى أن وصل إلى باب داره و انافه‪ ،‬فنادى‪ :‬يا محسن قد أناك المسىء‪ ،‬فخرج إليه موالنا المحس‪33‬ن‪،‬‬
‫و جعال يتصافحان و يتعانقان‪ ،‬و يستح ّل ك‪ّ 3‬ل منهم‪33‬ا من ص‪33‬احبه‪ ،‬ث ّم رج‪3‬ع من ف‪33‬وره إلى بل‪3‬ده‪ ،‬و ق‪3‬ال‪ :‬لم أرد من ه‪3‬ذه‬
‫الحركة إاّل هضم‬

‫ص‪82 :‬‬

‫الذنب‪ ،‬و طلب رضوان هّللا العزيز الوهّاب‪ ،‬و يقال أيضا ّ‬
‫أن بعض من اعتقد فى حقّه الباطل رجع عنه‬ ‫النّفس و تدارك ّ‬
‫بعد وفاته‪ ،‬لما راه فى المنام على هيئة حسنة‪ ،‬يأمره بال ّرجوع إلى بعض ما كتبه فى أواخر عمره‪ ،‬و هو فى مك‪33‬ان ك‪33‬ذا‬
‫الض‪3‬الل و هّللا‬
‫و كذا‪ ،‬فل ّم ا استيقظ و طلبه وجده كما نسبه‪ ،‬و كان فيه تبرئة نفس‪3‬ه من جمي‪3‬ع م‪33‬ا ينتس‪3‬ب إلي‪3‬ه من اق‪33‬وال ّ‬
‫العالم بسرائر االحوال‪.‬‬

‫و أ ّما سميّنا العاّل مة المجلسى ق ّدس سره الق ّدوسى‪ ،‬فكان ال يرى بال ّرجل بأسا من غاية مالئمة مشربه مع طريق‪33‬ة وال‪33‬ده‬
‫المولى مح ّمد تق ّى‪ ،‬و قد ع ّد ه فى أواخر «البحار» من جملة مشايخ إجازاته الكبار‪ ،‬و إن أمكن أن يكون ما ب‪33‬ه المناس‪33‬بة‬
‫بين هؤالء الجماعة قولهم جميع‪33‬ا بعيني‪33‬ة وج‪33‬وب الجمع‪33‬ة‪ ،‬و إق‪33‬امتهم إياه‪3‬ا فى بالدهم باش‪33‬ارة س‪33‬لطان ّ‬
‫الش‪3‬يعة‪ ،‬و ش‪ّ 3‬دة‬
‫اهتمامهم فى هذا الباب‪ ،‬و إلتزامهم ر ّد المخ‪33‬الفين فى المس‪33‬ألة بايف‪33‬اء الج‪33‬واب و اإلنص‪33‬اف‪ّ ،‬‬
‫أن رس‪33‬الة موالن‪33‬ا ه‪3‬ذا من‬
‫أجود ما كتب فى اثبات الوجود العينى على مذاق االخبارييّن‪ ،‬و ل‪33‬ذا ق‪33‬د تع‪33‬رض لر ّده‪33‬ا موالن‪33‬ا اس‪33‬ماعيل المازن‪33‬درانى‬
‫ال ّشهير بالخاجوئى‪ ،‬الّذى هو من أعاظم علمائنا المحقّقين‪ ،‬صاحب التّعليقات‪ ،‬و الرّسائل الكث‪33‬يرة المتج‪33‬اوزة فى ظ‪33‬اهر‬
‫التّق‪33‬ريب و التّخمين‪ ،‬عن تم‪33‬ام الم‪33‬أة و العش‪33‬رين‪ ،‬فى مس‪33‬ائل ش‪3‬تّى هى من مح‪33‬ال أنظ‪33‬ار المتكلّمين و المجته‪33‬دين‪ ،‬فى‬
‫أصول ال ّدين و فروع هذا ال ّشرع المبين‪ ،‬فلم يترك من تلك الرّسالة قائمة إاّل ه ّدها‪ ،‬و ال شاخصة إاّل ق ّدها و أب ّدها‪.‬‬

‫و من جملة ما زبره فى فواتح شرحه المذكور‪ ،‬و يعجبنى أن ال أخلى كتابى هذا من نمط ذلك المزبور‪ ،‬قوله بعد الحمد‬
‫الذنيب الكئيب الضّعيف ال‪3ّ 3‬ذليل الج‪33‬اني اس‪33‬ماعيل بن الحس‪33‬ين بن مح ّم‪33‬د رض‪33‬ا بن عالء‬
‫و الصلوة‪ :‬أ ّما بعد فيقول العبد ّ‬
‫ال ّدين مح ّمد المازن‪33‬درانى‪ ،‬حوس‪33‬بوا حس‪33‬ابا يس‪33‬يرا‪ ،‬و ص‪3‬يّروا إلى الجنّ‪33‬ة و المغف‪33‬رة مص‪33‬يرا‪ ،‬انّى لم‪33‬ا رأيت اآلي‪33‬ات و‬
‫الرّوايات الّتى استدلّوا بها على عينيّة وجوب الجمعة فى زمن الغيبة‪ ،‬مبالغين فيه حتّى كاد أن يقولوا بحتميتها مع أه‪33‬ل‬
‫ضاللة و الخيبة غير دالّة علي‬‫ال ّ‬

‫ص‪83 :‬‬

‫دعواهم‪ ،‬بل كلّها فضال عن جلّها مربح بخالف م ّدعاهم أردت أن أشير إشارة إجماليّة إلى طري‪33‬ق الح ‪ّ 3‬‬
‫ق و االنص‪33‬اف‪،‬‬
‫ساعيا فى اظهار حقيقة الحال في تلك المسألة من غير اعتساف‪ ،‬لئاّل يغت ّر المقلّد بقول من ي ّدعي شيئا ال يقدر على بيان‬
‫ما ي ّدعيه‪ ،‬و إن بذل فيه كمال جهده و تمام مساعيه‪ ،‬و هّللا يعصمنا من الخطاء و ال ّزلل كائنا ما كان؛ منهما فى القول و‬
‫العمل أنّه ملهم العقل و ملقن ال ّ‬
‫صواب‪ ،‬و منه المبدأ و إليه المآب‪.‬‬

‫فوجدت الرّسالة الّتى ألّفها مح ّمد بن المرتضى المدع ّو بمحسن ق ّدس سرّه‪ ،‬و أحسن إليه فى ك‪ّ 3‬ل م‪33‬وطن أش‪33‬مل و أكم‪33‬ل‬
‫من غيرها‪ ،‬فتعرّضت ال ق‪33‬انيم م‪33‬ا فيه‪33‬ا‪ ،‬و مالك‪33‬ه و أص‪33‬وله من كالم هّللا تع‪33‬الى و تق‪ّ 3‬دس و امنائ‪33‬ه المعص‪33‬ومين عليهم‬
‫السّالم و رسوله صلّى هّللا عليه و اله‪ ،‬مقتصرا عليها غير متجاوز عنها‪ ،‬سوى ما يقتضى ذكره التّقريب‪ ،‬أو يكون م ّما‬
‫ألن باقى كالمه تطويل بال طائل‪ ،‬و مع ذل‪33‬ك ليس ه‪33‬و ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه ب‪33‬ه بقائ‪33‬ل فح‪33‬رى بن‪33‬ا أن‬ ‫يوجب للنّاظر فيه التّعجب‪ّ ،‬‬
‫الن من حس‪33‬ن اس‪33‬الم الم‪33‬رء ت‪33‬رك م‪33‬ا ال يعني‪33‬ه‪ ،‬ف‪33‬أقول و باهّلل الهداي‪33‬ة و الرّش‪33‬اد‪ ،‬و من‪33‬ه‬
‫نتركه جملة واحدة مع ما فيه‪ّ ،‬‬
‫التّوفيق و السّداد‪ ،‬و به تسهل صعاب األمور و ال ّشداد‪.‬‬

‫قال ق ّدس س ّره فى آخر المق ّدم‪33‬ة و نب‪33‬دأ أوّال بكالم هّللا تع‪33‬الى‪ ،‬ث ّم ن‪33‬ورد كالم رس‪33‬ول هّللا ‪ ،‬ث ّم كالم‪33‬ه األئ ّم‪33‬ة المعص‪33‬ومين‬
‫الش ‪3‬رعيّة منحص‪33‬رة عن‪33‬دنا فى ه‪33‬ذه الثّالث‪33‬ة‪ ،‬ث ّم ننق‪33‬ل كالم الفقه‪33‬اء المش‪33‬تهرين من الق‪33‬دماء و‬ ‫الس ‪3‬الم‪ ،‬و األدلّ‪33‬ة ّ‬
‫عليهم ّ‬
‫المتأ ّخ رين‪ ،‬و نثبت به االجماع المعتبر عند القائلين به على الوجوب العينى‪ ،‬ث ّم نأتى بالوجوه العقليّة المعتبرة عند أه‪33‬ل‬
‫ال ّرأى علي ذلك‪ ،‬و األدلّة الشرعيّة منحصرة فى هذه الخمسة‬

‫أقول و باهّلل التوفيق‪ ،‬و بيده أز ّمة التّحقيق و التّدقيق‪ :‬فيه نظر ظاهر ّ‬
‫ألن المراد ب‪3‬الوجوه العقليّ‪3‬ة‪ ،‬ان ك‪3‬ان ه‪3‬و القي‪3‬اس‪،‬‬
‫فيخرج اإلستدالل و إن كان هو االستدالل فيخرج القياس‪ ،‬و إن كان هما معا‪ ،‬فليسا بدليل واحد‪ ،‬لص‪ّ 3‬ح الحص‪33‬ر إذ ك‪ّ 3‬ل‬
‫‪3‬ان األدلّ‪33‬ة الش‪33‬رعيّة عن‪33‬دهم عب‪33‬ارة عن الكت‪33‬اب و الس‪3‬نّة و‬
‫منهما دليل بحياله‪ ،‬فال يص ّح ع ّدهما واحدا على قواع‪33‬دهم‪ ،‬ف‪ّ 3‬‬
‫اإلجماع و القياس و االستدالل‪ ،‬فاخبار ائ ّمتنا المعصومين‬

‫ص‪84 :‬‬

‫صلوات هّللا و سالمه عليهم أجمعين‪ ،‬إ ّما غير معدودة عندهم فى ع‪33‬داد األدلّ‪33‬ة‪ ،‬و إ ّم‪33‬ا مندرج‪33‬ة تحت الس‪3‬نّة‪ ،‬و على أ ّ‬
‫ى‬
‫تقدير فالحصر غير حاصر على ما اعتبره ق ّدس سرّه حيث ع‪ّ 3‬د كالمهم عليهم الس‪33‬الم دليال آخ‪33‬ر من االدلّ‪33‬ة الش‪33‬رعيّة؛‬
‫فان قلت‪ :‬أنّ‪33‬ه أراد باه‪33‬ل ال‪3‬رّأى المجته‪33‬دين من أص‪33‬حابنا االماميّ‪33‬ة‪ ،‬و هم ال يقول‪33‬ون‪ :‬بالقي‪3‬اس؛ و إن ك‪33‬انوا يس‪3‬تنبطون‬
‫األحكام و الوج‪3‬وه العقليّ‪3‬ة المنحص‪3‬رة عن‪3‬دهم فى أح‪3‬د عش‪3‬ر وجه‪3‬ا‪ ،‬و م‪3‬ا أراد بهم الفقه‪3‬اء األربع‪3‬ة و من ش‪3‬ايعهم من‬
‫القائلين بالقياس‪ ،‬فالحصر غير حاصر‪ ،‬إذ األدلّة حينئذ منحصرة فى الثّالثة المختارة عنده و فى االجماع و دليل العق‪33‬ل‬
‫قلت‪ :‬األدلّ‪33‬ة عن‪33‬د فقهائن‪33‬ا المجته‪33‬دين منحص‪33‬رة فى أربع‪33‬ة ال فى خمس‪33‬ة‪ ،‬كم‪33‬ا ص ‪3‬رّح ب‪33‬ه جماع‪33‬ة‪ ،‬منهم‪ّ :‬‬
‫الش ‪3‬هيد فى‬
‫«الذكرى» حيث قال‪ :‬اإلشارة السّادسة فى قول وجيز فى االصول و هى أربعة‪ ،‬ث ّم ف ّ‬
‫صلها بالكتاب و السّنة و االجم‪33‬اع‬ ‫ّ‬
‫و دليل العقل‪ ،‬و قسّمه على قسمين‪ ،‬ما ال يتوقّف على الخطاب و هو خمسة‪ ،‬ث ّم ع ّدها و ما يتوقّف عليه و ه‪33‬و س ‪3‬تّة‪ ،‬ث ّم‬
‫ع ّدها و قال البهائى نوّر هّللا مرقده فى «زبدة االصول»‪ :‬االدلّة الشرعيّة عندنا اربعة‪ :‬الكتاب‪ ،‬و السنّة‪ ،‬و االجم‪33‬اع؛ و‬
‫دليل العقل‪ ،‬و قال‪ :‬في الحاشية و ال خامس لألدلّة عندنا‪ ،‬و أ ّما عندهم و عنى بهم العا ّمة فخمسة‪.‬‬

‫و ق‪33‬ال الفاض‪33‬ل الحلّى ط‪33‬اب مث‪33‬واه يع‪33‬نى ب‪33‬ه موالن‪33‬ا العاّل م‪33‬ة أعلى هّللا مقام‪33‬ه‪ ،‬فى بعض فوائ‪33‬ده‪ :‬أدلّ‪33‬ة األحك‪33‬ام عن‪33‬دنا‬
‫منحصرة فى كتاب هّللا العزيز و سنّة رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و س‪33‬لّم‪ ،‬المت‪33‬واترة المنقول‪33‬ة عن‪33‬ه‪ ،‬أو عن أح‪33‬د من‬
‫األئ ّمة المعصومين عليهم السّالم و باآلحاد مع سالمة السند و االجماع‪ ،‬و دليل العقل كالبراءة االصليّة و االستص‪33‬حاب‬
‫و اإلحتياط‪ ،‬و ل ّما اشترك الكتاب و السنّة و الخ‪3‬بر فى كونه‪3‬ا دالّ‪33‬ة بمنطوقه‪33‬ا ت‪3‬ارة‪ ،‬و بمفهومه‪33‬ا اخ‪3‬رى‪ ،‬انقس‪3‬م األدلّ‪3‬ة‬
‫السّمعيّة إلى هذين القسمين‪ ،‬و المفهوم قسمان‪ :‬مفهوم موافقة‪ ،‬و مفهوم مخالفة‪.‬‬

‫و كانت هذه األدلّ‪33‬ة كافي‪33‬ة فى اس‪33‬تنباط األحك‪33‬ام و د ّل العق‪33‬ل و النّق‪33‬ل على امتن‪33‬اع العم‪33‬ل بالقي‪3‬اس على م‪33‬ا بيّن فى كتب‬
‫االصول‪ ،‬و نعنى بالقياس‪ :‬اثبات حكم في صورة‬

‫ص‪85 :‬‬

‫الجل ثبوته فى صورة اخرى‪ ،‬و يعتمد على أربعة أرك‪33‬ان‪ ،‬إلى أن ق‪33‬ال بع‪33‬د نق‪33‬ل جمل‪33‬ة كالم ل‪33‬ه فى ه‪33‬ذا الم‪33‬رام انتهى‬
‫أن ه‪33‬ذا الكالم من ذل‪33‬ك العاّل م ق‪ّ 3‬دس س‪ّ 3‬ره ال ينطب‪33‬ق على م‪33‬ذهب من م‪33‬ذهبى العا ّم‪33‬ة و‬
‫كالمه طاب ثراه منامه‪ ،‬فظه‪33‬ر ّ‬
‫فان منصب اإلمام عليه السّالم و وظيفت‪33‬ه‬‫ص ة؛ و ال يطابق ما عليه القوم؛ فهو اصطالح جديد‪ ،‬ليس له وجه سديد‪ّ ،‬‬ ‫الخا ّ‬
‫على ما صرّح به األق‪33‬وام أن يحف‪33‬ظ ّ‬
‫الش‪3‬ريعة القويم‪33‬ة‪ ،‬ب‪33‬ترويج الكت‪33‬اب و الس‪3‬نّة على م‪33‬ا كان‪33‬ا علي‪33‬ه فى عه‪33‬د ص‪33‬احب‬
‫ال ّشريعة‪.‬‬

‫ان الاّل زم من م‪33‬ذهب األخب‪3‬اريين‪ ،‬و ه‪33‬و ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه منهم إنحص‪33‬ار األدلّ‪33‬ة فى االث‪33‬نين‪ :‬الكت‪33‬اب‪ ،‬و‬
‫ث ّم إلى أن قال‪ :‬م‪3‬ع ّ‬
‫السنّ ة‪ ،‬فبعد انضمام االجماع و دليل العقل إليهما تصير أربعة‪ ،‬مطابقة لما عليه القوم‪ ،‬و هو ظاهر‪ ،‬و لكن الظّاهر أنّ‪33‬ه‬
‫أراد بالوجوه العقليّة ما يسميّه الق‪33‬وم ب‪33‬دليل العق‪33‬ل‪ ،‬و العا ّم‪33‬ة باإلس‪33‬تدالل‪ ،‬و الم‪33‬راد ب‪33‬ه م‪33‬ا ليس بنصّ و ال إجم‪33‬اع و ال‬
‫قياس‪ ،‬و قد يطلق فى العرف على إقامة ال ّدليل مطلقا من نصّ او اجماع او غيرهما‪ ،‬و لكنّ‪33‬ه اص‪3‬طلح من عن‪3‬ده‪ ،‬و ع‪ّ 3‬د‬
‫كالمهم عليهم السالم دليال آخر من األدلّة‪ ،‬فزاد على كال االصطالحين قسما آخ‪3‬ر‪ ،‬فالحص‪3‬ر على طري‪3‬ق العا ّم‪3‬ة غ‪3‬ير‬
‫حاصر‪.‬‬

‫و أ ّما على قواعد القوم؛ فيلزم منه أن يكون قس‪33‬م الش‪33‬ىء قس‪33‬يمه‪ ،‬النّهم ذك‪33‬روا فى وج‪33‬ه الحص‪33‬ر ّ‬
‫ان ال‪ّ 3‬دليل على الحكم‬
‫الشرعى إ ّما نوع لفظه معجز أم ال االوّل ا ّما وحى أوال‪ ،‬األ ّول الكتاب‪ ،‬و الثّانى السنّة‪ ،‬و غير ال‪33‬وحى ا ّم‪33‬ا كاش‪33‬ف عن‬
‫تحقيق وحى أوال‪ ،‬اال ّول اإلجماع‪ ،‬و الثّانى دلي‪33‬ل العق‪33‬ل‪ ،‬و ق‪33‬ال مخالفون‪33‬ا ال‪33‬وحى ام‪33‬ا متل‪33‬و و ه‪33‬و الكت‪33‬اب‪ ،‬أوال و ه‪33‬و‬
‫السنّة‪ ،‬و غير الوحى إن كان قول الك ّل فاجماع أو مشاركة فرع الصل فقياس و ااّل فاستدالل‪ ،‬فظهر بذلك ما فى كالمه‬
‫رحمه هّللا من الخبط و الخروج عن القانون فلينظر إلى ما فيه انتهى‪.‬‬

‫و قال فى مقام ال‪3‬رّد على المص‪3‬نّف فى اس‪3‬تدالله للعينيّ‪3‬ة فى زمن الغيب‪3‬ة بثالث آي‪33‬ات من الكت‪3‬اب العزي‪3‬ز أح‪3‬دها االي‪3‬ة‬
‫المشهورة الواقعة فى سورة الجمعة‪ ،‬و ثانيها قوله تعالى فى سورة المنافقين‪ :‬يا َأيُّهَ‪33‬ا الَّ ِذينَ آ َمنُ‪33‬وا ال تُ ْل ِه ُك ْم َأ ْم‪33‬والُ ُك ْم َو ال‬
‫َأوْ ال ُد ُك ْم ع َْن ِذ ْك ِر‬

‫ص‪86 :‬‬

‫ت َو َّ‬
‫الص‪3‬ال ِة‬ ‫الص‪3‬لَوا ِ‬ ‫هَّللا ِ َو َم ْن يَ ْف َعلْ ذلِكَ فَُأولِئكَ هُ ُم ْال ِ‬
‫خاسرُونَ و ثالثها قوله ع ّز و جل فى سورة البق‪33‬رة‪ :‬ح‪33‬افِظُوا َعلَى َّ‬
‫ْال ُوسْطى َو قُو ُموا هَّلِل ِ قانِتِينَ بعد ما فص ّل وجوه عدم تماميّة االستدالل باالولى‪ ،‬مع غاي‪33‬ة ظهوره‪33‬ا في ه‪33‬ذا الم‪ّ 3‬دعى‪ ،‬ث ّم‬
‫الس‪3‬ورتين‬‫الذكر هنا أيضا لصالة الجمعة‪ ،‬فسّماها هّللا تعالى ذكرا فى ّ‬ ‫نقل قول المصنّف فى ذيل اآلية الثّانية‪ ،‬و قد فس ّر ّ‬
‫و أمر بها فى احديهما‪ ،‬و نهى عن تركها و االهمال بها و االشتغال عنها فى االخرى‪ ،‬و ندب إلى قراءتهما‪ ،‬ا ّما وجوبا‬
‫او استحبابا‪ ،‬ليتذ ّكر السامعون مواقع االمر و النّهى‪ ،‬و موارد الفضل و الخسران‪ ،‬حثّا عليه‪33‬ا‪ ،‬و تاكي‪33‬دا للتّ‪33‬ذكر به‪33‬ا؛ و‬
‫ف‪3‬ان االوام‪33‬ر‪ ،‬به‪3‬ا مطلق‪33‬ة مجمل‪33‬ة غالب‪3‬ا‪ ،‬خالي‪33‬ة عن ه‪3‬ذا التّاكي‪3‬د و التّص‪3‬ريح‪،‬‬
‫مثل هذا ال يوجد فى غيره من الفروض ّ‬
‫بالخصوص‪.‬‬

‫أقول و باهّلل التّوفيق هذه االية كاختها السّابقة و الاّل حقة‪ ،‬بل ال داللة فيها على ما رامه المستد ّل اص‪33‬ال‪ ،‬و ا ّم‪33‬ا م‪33‬ا ذك‪33‬ره‬
‫فى ذيلها فهو من قبيل الموعظة و النّصيحة اللّتين هما من دأب هؤالء الق‪33‬ائلين ب‪33‬الوجوب العي‪33‬نى و ليس في‪33‬ه م‪33‬ا يص‪ّ 3‬ح‬
‫لالستدالل أو يطمان به البال‪ ،‬بل ال يسمن و ال يغنى من جوع‪ ،‬و ال يأمن من خوف‪ ،‬مع أنّ‪33‬ه كالم قل‪33‬د في‪3‬ه الحس‪33‬ين بن‬
‫عبد الصّمد الحارثى‪ ،‬فانّه قال فى رس‪3‬الة ل‪3‬ه مس‪ّ 3‬ماة‪« :‬العق‪3‬د الطّهماس‪3‬بي» م‪3‬ا أ ّك‪3‬د هّللا و رس‪3‬وله و ال أه‪3‬ل بيت‪3‬ه عليهم‬
‫الص‪3‬الة‪ ،‬و وق‪3‬ع النّص و اإلجم‪3‬اع على أنّه‪3‬ا أفض‪3‬ل األعم‪3‬ال‪ ،‬و ص‪3‬الة الجمع‪3‬ة‬ ‫السالم على أمر أكثر من التّأكيد على ّ‬
‫داخلة فى ذلك‪ ،‬ث ّم قال‪ :‬و ذهب كثير من العلماء إلى أنّها هى الصّالة الّتى أمر هّللا بالمحافظة عليها‪.‬‬

‫و هذا الرّجل الحارثى أيضا قد قلّد فى كالمه هذا أعني فى قوله و ذهب كثير من العلم‪3‬اء زين المحققين رحم‪3‬ه هّللا كم‪33‬ا‬
‫سيأتى مع ما فيه‪.‬‬

‫ث ّم ذكر كالما خطابيا أو شعريّا ال يؤل إلى طائل‪ ،‬و حاصله ما ذكره المستدل مل ّخصا إاّل أنّه قال في آخر كالمه‪ :‬و هل‬
‫شىء أحسن من أن يأمر ال ّشاه بها فى أيام دولته فيكون ثوابها و ثواب من يصلّيها فى صحائفه إلى يوم القيام‪33‬ة‪ ،‬و لع ‪ّ 3‬ل‬
‫توفيقاته اإللهية اقتضت كون هذه السّنة العظيمة مكتوبه فى صحائفه ال زال مس ّددا مؤيّدا إلى يوم‬

‫ص‪87 :‬‬
‫ال ّدين و أمثال هذه الكلمات و التملّقات فى رسالته هذه أك‪3‬ثر من أن يحص‪3‬ى‪ ،‬و الغ‪3‬رض مفه‪3‬وم و الم‪ّ 3‬دعي معل‪3‬وم على‬
‫الفطن العارف انتهى‪.‬‬

‫و رسالته هذه موسومة‪« :‬ال ّشهاب الثّاقب» و له أيضا رسالة أخ‪33‬رى بالفارس‪3‬يّة فى إثب‪33‬ات الوج‪33‬وب على س‪33‬بيل العينيّ‪33‬ة‬
‫ان له ق ّدس سره من المصنّفات المتطرفة في الفن‪33‬ون المتش‪33‬تة و المع‪33‬انى المختلف‪33‬ة م‪33‬ا ي‪33‬نيف‬
‫س ّماها «أبواب الجنان» ث ّم ّ‬
‫على ثمانين كتابا‪ ،‬يشتمل كثير منها على مجلّدات جمة‪ ،‬و إن كان أكثرها م‪33‬ع قبي‪33‬ل التّعليق‪33‬ات و الرّس‪33‬ائل و التّحقيق‪33‬ات‬
‫الش‪3‬ريف أنّ‪3‬ه كتب رس‪3‬الة بالخص‪3‬وص فى تفص‪3‬يل‬ ‫المقصورة على خص‪3‬وص بعض المس‪3‬ائل‪ ،‬و من خص‪3‬ائص نفس‪3‬ه ّ‬
‫جميع ما أفرغه فى قالب التّصنيف و التّأليف‪ ،‬مع بيان مقاصد ك ّل منها‪ ،‬و عدد أبياته‪ ،‬و تاريخ الفراغ منه‪ ،‬و جملة من‬
‫كيفيّاته‪.‬‬

‫و قد ابتدأ فى فهرسته المذكور بذكر كتابه «الوافى» المشهور‪ ،‬و هو جامع الكتب األربعة مع نهاية التّهذيب‪ ،‬و رعاي‪33‬ة‬
‫غاية المزاولة في جزالة التّرتيب‪ ،‬و اعمال كمال المداقّ‪33‬ة فى بي‪33‬ان مش‪33‬كل ك‪ّ 3‬ل ح‪33‬ديث‪ ،‬و إمع‪33‬ان النّظ‪33‬ر فى متش‪33‬ابهات‬
‫االخبار بعد الفراغة من التّحديث‪ ،‬فقال و هو قديم فى اربعة عشر مجلّدا ك ّل منها كتاب برأسه‪ ،‬يقرب مجموعة من مأة‬
‫و خمسين ألف بيت‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬وقع الفراغ من تصنيفه فى سنة سبع و ستّين بعد األلف‪.‬‬

‫ث ّم قال و منها‪ :‬كتاب «معتصم ال ّشيعة فى احك‪3‬ام ّ‬


‫الش‪3‬ريعة» و ه‪3‬و مش‪3‬تمل على أمه‪3‬ات المس‪3‬ائل الفقهيّ‪3‬ة الفرعيّ‪3‬ة‪ ،‬م‪3‬ع‬
‫دالئلها و مآخذها و االختالف الواقعة بين الطّائفة المحقّة فيها يبسط و تفصيل أشبه مصنّف به كتاب «مختلف ال ّشيعة»‬
‫للعاّل مة الحلّى طاب ثراه؛ يقرب من فهرس كتب «الوافى» بحذف االربعة االوّل و ال ّروضة‪ ،‬و مراده باألربعة م‪33‬ا ال‪-‬‬
‫تعلّق له بالفقهيّات‪ ،‬و هى كتاب العقل و العلم‪ ،‬و كتاب فى التّوحيد‪ ،‬و كتاب الح ّجة‪ ،‬و كتاب األيمان و الكفر‪ ،‬قال و ق‪33‬د‬
‫ت ّم منه كتاب الصّالة مع مق ّدماتها التى هى منها أبواب الطّهارة و متعلّقاتها‪ ،‬فى مجلّد يقرب من سبعة عش‪33‬ر أل‪33‬ف بيت‪،‬‬
‫فى سنة تسع و عشرين بعد االلف‪.‬‬

‫ص‪88 :‬‬

‫ث ّم ذكر بعده كتاب «مفاتيح ال ّشرايع» و قال ت ّم جميع مطالبه الّتى هى أبواب الفقه كلّها مع مسائل مه ّمة اخرى فقهيّ‪33‬ة لم‬
‫يذكرها الفقهآء رحمهم هّللا أو أكثرهم‪ ،‬فى اثنى عشر كتابا فهرستاه كفهرس كتاب «المعتصم» يقرب من خمس‪33‬ة عش‪33‬ر‬
‫الف بيت‪ ،‬وقع الفراغ منه فى سنة اثنتين و أربعين بعد االلف‪.‬‬

‫اقول‪ :‬و كتابه هذا من أجمل كتب الفقه بيانا‪ ،‬و أوضحها دليال و برهانا‪ ،‬و أفصحها عن موارد االجماعات‪ ،‬و أرمزه‪33‬ا‬
‫بالموجز من العبارات‪ ،‬و قد نقل فى بعض اجازات اصحاب االش‪33‬ارات عن ّ‬
‫الش‪3‬يخ مه‪33‬دى الفت‪33‬ونى عن اس‪33‬تاده االم‪33‬ير‬
‫مح ّمد صالح الحسينى االصفهانى‪ ،‬الّذى هو ختن موالنا المجلسى الثّاني‪ ،‬أنّه قال رأيت فى الطّيف س‪3‬يّدنا الق‪33‬ائم الح ّج‪33‬ة‬
‫عجّل هّللا تعالى فرجه‪ ،‬فسألته عن «المفاتيح» و «الكفاية» بايّهما نعمل و نأخذ‪ ،‬فقال عليه السّالم‪ :‬عليكم بالمفاتيح‪ .‬ه‪33‬ذا‬
‫ث ّم انّه قال بعد ما ذكر كتابه «النّخبة» و انّه‪33‬ا مش‪33‬تملة على خالص‪3‬ة أب‪33‬واب الفق‪33‬ه فى ثالث‪3‬ة آالف بيت تقريب‪33‬ا؛ و كت‪3‬اب‬
‫ّ‬
‫خاص‪3‬ة و منه‪33‬ا كت‪33‬اب «علم اليقين فى اص‪33‬ول‬ ‫«التّطهير» فى نخب‪33‬ة النّخب‪33‬ة‪ ،‬و أنّ‪33‬ه لبي‪33‬ان علم االخالق و تطه‪33‬ير ّ‬
‫الس‪3‬ر‬
‫ال ّدين» يشتمل على خمسين مطلبا ذوات أب‪33‬واب و فص‪33‬ول فى أربع‪33‬ة مقاص‪33‬د هى العلم باهّلل ‪ ،‬و العلم بالمالئك‪33‬ة؛ و العلم‬
‫بالكتب و ال ّرسل‪ ،‬و العلم باليوم اآلخر‪ ،‬على ما يستفاد من الكت‪3‬اب و الس‪3‬نّة و اخب‪3‬ار اه‪3‬ل ال‪3‬بيت عليهم الس‪3‬الم‪ ،‬إلى أن‬
‫قال‪ :‬و قد ت ّم جميع أبوابه و مقاصده فى ثمانية عشر ألف بيت تقريبا فى سنة اثنتين و أربعين بعد األلف‪.‬‬

‫و منها كتاب «عين اليقين فى اصول ال ّد ين» يشتمل على خمسين مطلبا ذوات فصول فى مقصدين أحدهما اصول العلم‬
‫و اآلخر العلم بالسّموات و االرض و ما بينهما‪ ،‬ببيانات حكميّة‪ ،‬و براهين عقليّة‪ ،‬و أذواق كشفيّة‪ ،‬و شواهد فرقانيّة‪ ،‬و‬
‫تأييدات نبويّة‪ ،‬و تشييدات ولويّة‪ ،‬و هو كتاب مضنون ب‪3‬ه عن غ‪3‬ير أهل‪3‬ه‪ ،‬ليس بمبت‪3‬ذل ق‪3‬ريب‪ ،‬و ال الك‪3‬ثر النّ‪3‬اس في‪3‬ه‬
‫نصيب‪ ،‬إذ هو م ّخ العلم؛ و لبّ الحكمة‪ ،‬و لباب المعرفة‪ ،‬و عين الحق‪ ،‬و زبدة نتايج األفكار‪ ،‬ليس له شبيه فى جامعيّته‬
‫و تماميّت‪3‬ه‪ ،‬م‪3‬ع كم‪3‬ال االختص‪33‬ار‪ ،‬و غاي‪3‬ة الوض‪33‬وع‪ ،‬ذل‪3‬ك من فض‪3‬ل هّللا علين‪3‬ا‪ .‬و على النّ‪3‬اس‪ ،‬و ّ‬
‫لكن أك‪33‬ثر النّ‪33‬اس ال‬
‫يشكرون‬

‫ص‪89 :‬‬

‫و قد ت ّم جميع مطالبه و مقاصده فى اثنى عشر ألف بيت تقريبا‪ ،‬فى سنة ّ‬
‫ست و ثالثين بعد األلف‪.‬‬

‫و منها كتاب «المح ّجة البيضاء فى إحيآء كتاب اإلحيآء و هو ته‪33‬ذيب و تن‪33‬وير الحي‪33‬آء عل‪33‬وم ال‪ّ 3‬دين؛ من مص‪3‬نّفات أبى‬
‫حامد الغزالى‪ ،‬و تجريد له من البدع و األهواء‪ ،‬و تاييد لمطالبه الحقّة باخبار ائ ّمة الهدى‪ ،‬ص‪33‬لوات هّللا عليهم و كلم‪33‬ات‬
‫شيعتهم العلماء كاالحياء على أربعين كتابا فى أربعة أرباع‪ ،‬هى العبادات‪ ،‬و العادات و المهلكات‪ ،‬و المنجي‪3‬ات‪ ،‬و ه‪3‬و‬
‫االحيآء الّذي صار شيعيّا إماميّا‪ ،‬و كتبه ككتبه‪ ،‬إاّل كتابا واحدا فى أواخر ربع العبادات‪ ،‬ب ّدلناه تب‪33‬ديال‪ ،‬و حجم‪33‬ه يق‪33‬رب‬
‫من حجمه‪ ،‬و مجموعه إح‪33‬دى و س‪33‬بعون أل‪33‬ف بيت‪ ،‬تقريب‪33‬ا‪ ،‬و نس‪33‬بة مس‪33‬ائله ّ‬
‫الش‪3‬رعيّة من العب‪33‬ادات و المع‪33‬امالت إلى‬
‫الكتب الفقهيّة‪ ،‬كنسبة علم اليقين الى الكتب الكالميّة‪ ،‬إلى أن قال‪:‬‬

‫وقع الفراغ منه ّ‬


‫ست و أربعين بعد األلف‪.‬‬

‫و منها كتاب «أنوار الحكمة» و هو مختصر من كتاب «علم اليقين» مع فوائد حكميّة‪ ،‬اختصّت ب‪33‬ه‪ ،‬و يش‪33‬تمل كأص‪33‬له‬
‫على المقاصد األربعة‪ ،‬يقرب من ستّة آالف بيت‪ ،‬وقع الفراغ منه سنة ثالث و أربعين بعد األلف‪.‬‬

‫ث ّم أخذ بعد ذلك فى ع ّد كتب‪3‬ه الوج‪3‬يزة‪ ،‬و رس‪3‬ائله العزي‪3‬زة الّ‪3‬تى منه‪3‬ا‪« :‬الكلم‪3‬ات المكنون‪3‬ة» و «الكلم‪3‬ات الطّريف‪3‬ة» و‬
‫صحيفة و كتب تراجمه الخمسة للعبادات الخمس و غير ذلك‪ .‬و ذكر فى ه‪33‬ذا ّ‬
‫الض‪3‬من أيض‪33‬ا كت‪33‬اب «س‪33‬فينة‬ ‫«حواشى ال ّ‬
‫ان مآخذ األحكام ال ّشرعيّة ليست إاّل محكمات الكتاب و السنّة‪ ،‬و أح‪33‬اديث أه‪33‬ل العص‪33‬مة س‪33‬الم‬
‫النّجاة» و أنّه فى تحقيق ّ‬
‫هّللا عليهم‪ ،‬و ّ‬
‫ان االجتهاد فيها و األخذ باتّفاق اآلراء ابتداع فى الدين‪ ،‬و اختراع من المخالفين‪.‬‬
‫هذ‪ .‬و قد ذكره صاحب «امل اآلمل» مع كونه غريبا‪ ،‬و من جملة معاصريه على سبيل تمام التّعظيم و التّبجي‪33‬ل؛ فق‪33‬ال‪:‬‬
‫المولى الجليل مح ّمد بن مرتضى المدع ّو بمحسن الكاشى‪ ،‬كان فاضال عالما ماهرا حكيم‪33‬ا متكلم‪33‬ا مح‪ّ 3‬دثا فقيه‪33‬ا ش‪33‬اعرا‬
‫أديبا حسن‬

‫ص‪90 :‬‬

‫التّصنيف من المعاصرين‪.‬‬

‫له كتب منها كتاب «الوافى» فى جمع الكتب األربعة مع شرح أحاديثها المشكلة حسن إاّل ّ‬
‫أن فيه ميال إلى بعض طريقة‬
‫ّ‬
‫متوس ‪3‬ط‪،‬‬ ‫الصّوفيّة‪ ،‬و كذا جملة من كتبه‪ ،‬و كتاب «سفينة النّجاة» فى طريقة العمل‪ ،‬و تقاسير ثالثة كبير‪ ،‬و صغير‪ ،‬و‬
‫ق اليقين» و كتاب «االصول االصيلة» و «رس‪33‬الة الجمع‪33‬ة»‬ ‫و كتاب «علم اليقين» و كتاب «عين اليقين» و كتاب «ح ّ‬
‫صالة» و «الكلمات الطّريفة» «و رسالة فى التّفقّه» و «رسالة فى نفى التّقليد» و «النخبّة» و «المفاتيح»‬
‫و «ترجمة ال ّ‬
‫و «منهاج النّجاة» و غير ذلك‪ .‬و قد ذكره السيّد عل ّى بن ميرزا أحمد فى «السّالفة» و أثنى عليه ثناء بليغا انتهى‪.52‬‬

‫و مراده بالسيّد هو السيّد عليخان الحسنى الشيرازى المتق ّدم ذكره و ترجمته علي سبيل التّفصيل فليتفطّن‪.‬‬

‫و قال صاحب «لؤلؤة البحرين» بعد ع ّده لهذا الرّجل من جملة مشايخ سميّنا العاّل مة المجلسى ق ّدس سرّه‪ ،‬و هذا ّ‬
‫الش ‪3‬يخ‬
‫كان فاضال مح ّدثا أخباريا صلبا كثير الطّعن على المجتهدين‪ ،‬و ال سيّما في رسالته «سفينة النّجاة» حتّى أنّه يفهم منه‪33‬ا‬
‫ي ارْ كَبْ َم َعنا أى َو ال تَ ُك ْن َم َع ْالكافِ ِرينَ ‪ ،‬و هو‬
‫نسبة جملة من العلمآء إلى الكفر فضال عن الفسق‪ ،‬مثل إيراده اآلية يا بُنَ َّ‬
‫أن له من المقاالت الّتى جرى فيها على مذهب الصوفيّة و الفالسفة‪ ،‬م‪3‬ا يك‪3‬اد ي‪3‬وجب الكف‪3‬ر‪ ،‬و‬
‫تفريط و غل ّو بحت‪ ،‬مع ّ‬
‫العياذ باهّلل مثل ما يد ّل فى كالمه على القول بوحدة الوجود‪ ،‬و قد وقفت له على رسالة قبيحة صريحة فى الق‪33‬ول ب‪33‬ذلك‪،‬‬
‫قد جرى فيها على عقايد ابن عربى ال ّزنديق‪ ،‬و أكثر فيها من النّقل عن‪33‬ه‪ ،‬و إن عبّ‪33‬ر عن‪33‬ه ببعض الع‪33‬ارفين؛ و ق‪33‬د نقلن‪33‬ا‬
‫جملة من كالمه فى تلك الرسالة و غيرها فى رس‪33‬التنا الّ‪33‬تى في ال‪33‬ر ّد على الص‪33‬وفيّة المس‪ّ 3‬ماة ب «النّفح‪33‬ات الملكوتيّ‪33‬ة»‬
‫نعوذ باهّلل من طغيان االفهام و زلل األقدام‪.‬‬

‫و قد تل ّمذ فى الحديث على السيّد ماجد البحرانى االتى ذكره انشاء هّللا فى بالد‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬امل االمل ‪305 :2‬‬

‫ص‪91 :‬‬

‫الش‪3‬يرازى ّ‬
‫الش‪3‬هير بص‪33‬درا‪ ،‬و ك‪33‬ان ص‪33‬هره على‬ ‫شيراز‪ ،‬و فى الحكمة و االصول على صدر ال ّدين مح ّمد بن اب‪33‬راهيم ّ‬
‫ان كتبه فى االصول كلّها على قواعد الصّوفيّة و الفالسفة‪ ،‬و الشتهار مذهب التّص ّوف فى ديار العجم‬
‫ابنته‪ ،‬و لذا ترى ّ‬
‫‪ -)1 ( 52‬امل االمل ‪305 :2‬‬
‫و ميلهم إليه‪ ،‬بل غل ّو هم فيه صارت له المرتبة العليا فى زمانه‪ ،‬و الغاي‪33‬ة القص‪33‬وى فى أوان‪33‬ه‪ ،‬وف‪33‬اق عن‪33‬د النّ‪33‬اس جمل‪33‬ة‬
‫أقرانه‪ ،‬حتّى جاء على أثره شيخنا المجلسى رحمه هّللا ‪ ،‬فسعى غاية السّعى فى س ّد تلك الشقّاشق الفاغرة‪ ،‬و إطفآء نائرة‬
‫تلك البدع البائرة‪.‬‬

‫له تصانيف كثيرة أفرد لها فهرسا عليحدة‪ ،‬و نحن ننقل عنه ذلك مل ّخصا‪:‬‬

‫كتاب «ال ّ‬
‫ص افى فى تفسير القرآن» يقرب من سبعين الف بيت‪ ،‬فرغ من تأليفه فى سنة خمس و سبعين بعد االلف‪.‬‬

‫كتاب «االصفى» منتخب منه أحد و عشرون ألف بيت تقريبا؛ إلى أن قال‪:‬‬

‫بعد ذكر كتابه «الوافى» بصفاته الّتى ق ّدمناها عنه‪ ،‬و كتاب «ال ّشافى» و هو منتخب من «الوافي» و هو جزئان‪ ،‬ج‪3‬زء‬
‫منه فيما هو من قبيل العقائد و األخالق‪ ،‬و جزء فيما هو من قبيل ال ّشرايع و االحكام‪ ،‬فى كل منها اثنا عشر كتابا يقرب‬
‫من ستّة و عشرين الف بيت‪ ،‬وقع الفراغ منه فى سنة اثنتين و ثمانين بعد األلف‪.‬‬

‫كتاب «النّوادر» فى جمع االحاديث المذكور فى الكتب االربعة المشهورة فى سبعة آالف‪.‬‬

‫ث ّم الى أن قال‪ :‬و كتاب «المعارف» و هو ملّ ّخص من كتاب «علم اليقين» و لباب‪33‬ه‪ ،‬فى س‪3‬تّة آالف بيت تقريب‪33‬ا فى س‪33‬نة‬
‫ثالث و ثمانين بعد األلف‪.‬‬

‫و كتاب «اصول المعارف» و هو مل ّخص مه ّمات «عين اليقين» يقرب من أربعة آالف بيت؛ و قد صنّف في سنة تسع‬
‫و ثمانين بعد األلف‪.‬‬

‫كتاب «المح ّجة البيضاء فى احياء االحياء» مجموعه ثالثة و سبعون أل‪33‬ف بيت تقريب‪33‬ا؛ وق‪33‬ع الف‪33‬راق من‪33‬ه س‪33‬نة س‪ّ 3‬‬
‫‪3‬ت و‬
‫أربعين بعد االلف‪.‬‬

‫كتاب «الحقايق» فى أسرار ال ّدين مل ّخص كتاب «المح ّجة البيضاء» و لبابه‪ ،‬فى‬

‫ص‪92 :‬‬

‫سبعة آالف بيت فى سنة تسعين و ألف‪.‬‬

‫كتاب ق ّر ة العيون فى ثالثة آالف و خمسمأة بيت‪ ،‬فى سنة ثمان و ثمانين و ألف‪.‬‬

‫كتاب «الكلمات المكنونة» في علوم أهل المعرف‪33‬ة و أق‪33‬والهم‪ ،‬يق‪3‬رب من أربع‪33‬ة آالف و أربعم‪33‬أة بيت‪ ،‬ص‪3‬نّف فى س‪33‬نة‬
‫سبع و خمسين و ألف‪.‬‬
‫كتاب «الكلمات المخزونة» و هى المنتزعة من «المكنونة»‪.‬‬

‫كتاب «اللّئالى» و هى طائفة من الكلمات «المكنونة»‪.‬‬

‫كتاب «جالء العيون» فى أنواع أذكار القلب فى مأتى بيت‪.‬‬

‫كتاب «تشريح العالم» فى بيان هيئات العالم و أجسامه و أرواح‪33‬ه‪ ،‬و كيفيّت‪33‬ه و حرك‪33‬ات األفالك و العناص‪33‬ر‪ ،‬و أن‪33‬واع‬
‫البسايط و المركبّات؛ فى ثالثة آالف بيت‪.‬‬

‫ث ّم إلى أن قال‪ :‬كتاب «الكلمات الطّريفة» فى ذكر منشاء اختالف اال ّمة المرحومة و هو مأة كلمة يقرب من أل‪33‬ف بيت‪،‬‬
‫فى سنة ستّين بعد األلف‪.‬‬

‫كتاب «بشارة الشيعة» يقرب من ألفى بيت فى سنة إحدى و ثمانين‪.‬‬

‫كتاب «االربعين فى مناقب أمير المؤمنين» عليه السالم يقرب من ثالثة آالف و ثالثمأة‪.‬‬

‫كتاب «االصول االصليّة» يشتمل على عشرة أصول مستفادة من الكتاب و السنّة‪ ،‬يق‪33‬رب من ألفين و ثمانم‪33‬اة بيت‪ ،‬فى‬
‫سنة أربع و أربعين و ألف‪.‬‬

‫كتاب «تسهيل السّبيل» فى الح ّجة فى انتخاب كشف المحجّة للس‪3‬يّد ابن ط‪33‬اوس رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬يق‪33‬رب من تس‪33‬عماة بيت فى‬
‫سنة أربعين بعد األلف‪.‬‬

‫كتاب «نقد االصول الفقهيّة» يشتمل على خالصة علم اصول الفقه‪ ،‬صنّف فى عنفوان ال ّشباب؛ و هو أوّل مصنّفاته فى‬
‫العلم‪ ،‬يقرب من ألفين و ثالثمأة بيت‪.‬‬

‫كتاب «اصول العقائد» فى تحقيق االصول الخمسة الدينيّة‪ ،‬يقرب من ثمانمأة بيت‪ ،‬فى سنة ّ‬
‫ست و ثالثين بعد األلف‪.‬‬

‫ص‪93 :‬‬

‫كتاب «منهاج النّجاة» فى بيان العلم الّذى طلبه فريضة علي ك ّل مسلم‪ ،‬يق‪33‬رب من ألفي بيت‪ ،‬فى س‪33‬نة اثن‪33‬تين و أربعين‬
‫بعد األلف‪.‬‬

‫كتاب «خالصة األذكار» يقرب من ألفى بيت و ثالثمأة بيت‪ ،‬و قد صنّف فى سنة ثالثين بعد األلف‪.‬‬

‫ث ّم ذكر جملة من كتبه المعمولة فى االدعية و الخطب و االوراد و أعمال السنّة و غيرها؛ من كتبه و رس‪33‬ائله الفارس‪3‬يّة‬
‫فى فنون مختلفة‪ ،‬و شئون متف ّرقة‪ ،‬و كتاب «فهرست العلوم» الّذى شرح فيه أنواعها و أصنافها‪ ،‬و رس‪33‬الته فى أجوب‪33‬ة‬
‫مكتوبات و سؤاالت منتزعات من كتب العلمآء و أهل المعرفة و أشعارهم‪ ،‬و رس‪33‬الته الموس‪33‬ومة «بش‪33‬رح ّ‬
‫الص‪3‬در» و‬
‫نقل عنه أنّه قال انّها تشتمل على مجمل ما مضى عل ّى من الحاالت و النّ‪33‬وائب فى أيّ‪33‬ام عم‪33‬رى من ظع‪33‬نى و اق‪33‬امتى و‬
‫استفادتى و افادتى و مطارحى و مقاماتى و خمولى و ش‪33‬هرتى و خب‪33‬ولى و ص‪33‬حبتى و مفارق‪33‬ة اخ‪33‬وانى المحب‪33‬وبين‪ ،‬و‬
‫مخالطة أصحابى المكروهين و هى نفثة من نفيثاتى‪ ،‬و قد صنّفت فى سنة خمس و ستّين و ألف‪.‬‬

‫ث ّم قال رحمه هّللا قد انتقل من بلدة كاشان إلى شيراز للتّحصيل على يدى السيّد ماج‪33‬د البح‪33‬رانى و الم‪33‬ولى ص‪33‬در ال‪ّ 3‬دين‬
‫الشيرازى‪ ،‬قلت‪ :‬و له ال ّرواية أيضا عن ال ّشيخين المذكورين و كذا عن ال ّشيخ مح ّمد بن ال ّشيخ حس‪33‬ن بن ش‪33‬يخنا ّ‬
‫الش‪3‬هيد‬
‫ق روايتهم جميع‪33‬ا عن ش‪33‬يخنا البه‪33‬ائى‬ ‫الثّانى‪ ،‬و عن المولى خليل القزوينى‪ ،‬و الم‪33‬ولى مح ّم‪33‬د ص‪33‬الح المازن‪3‬درانى‪ ،‬بح‪ّ 3‬‬
‫رحمه هّللا ‪.‬‬

‫و حكى السيّد السّعيد السيّد نعمة هّللا الجزائرى التسترى‪ ،‬ق‪33‬ال‪ :‬ك‪33‬ان اس‪33‬تادنا المحقّ‪33‬ق الم‪33‬ولى مح ّم‪33‬د محس‪33‬ن الكاش‪33‬انى‪،‬‬
‫صاحب «الوافى» و غيره‪ ،‬م ّم ا يقارب مأتى كتاب و رسالة‪ ،‬و كان نشوه فى بلدة قم‪ ،‬فسمع بقدوم السيّد األج ّل المحقّ‪33‬ق‬
‫ص ادقى إلى شيراز‪ ،‬فأراد اإلرتحال إليه ألخذ العلوم منه‪ ،‬فتر ّدد والده فى الرّخصة‬ ‫االمام الهمام السيّد ماجد البحرانى ال ّ‬
‫إليه‪ ،‬ث ّم بنوا ال ّرخصة و عدمها على االستخارة؛ فل ّما فتح القرآن جائت اآلية فلوال نفر من ك ّل فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا‬
‫فى‬

‫ص‪94 :‬‬

‫ال ّدين اآلية‪ ،‬ث ّم بعد تفأل بال ّديوان المنسوب إلى موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم‪ ،‬فجائت األبيات هكذا‪:‬‬

‫و سافر ففى األسفار خمس فوائد‬ ‫تغ ّرب عن األوطان فى طلب العلى‬

‫و علم و آداب و صحبة «ماجد»‬ ‫تفرّج ه ّم و اكتساب معيشة‬

‫إلى أن قال‪ :‬فسافر إلى شيراز و أخذ العلوم الشرعيّة عنه‪ ،‬و ق‪33‬رأ العل‪33‬وم العقليّ‪33‬ة على الحكيم الفيلس‪33‬وف الم‪33‬ولى ص‪33‬در‬
‫ال ّدين الشيرازى‪ ،‬و تزوج ابنته إلى آخر ما نقل عنه‪.53‬‬

‫ث ّم ليعلم أنّه ظنّى فى نس‪3‬بة التّص‪3‬وّف الباط‪3‬ل إلي‪3‬ه رحم‪3‬ه هّللا انّه‪3‬ا فري‪3‬ة بال فري‪3‬ة‪ ،‬و الب‪3‬اعث عليه‪3‬ا اقت‪3‬داؤه بأه‪3‬ل ه‪3‬ذه‬
‫الطّ ريقة فى المواالة مع الغالة و الملحدين‪ ،‬و اظهار البراءة من أجاّل ئنا المجتهدين‪ ،‬و ع‪33‬دم اعتنائ‪33‬ه بالمخالف‪33‬ة الجم‪33‬اع‬
‫المسلمين‪ ،‬و اإلنكار لبعض ضروريّات هذا ال ّدين المبين‪ ،‬و إاّل فبين ما يقوله و يقولونه مع قطع النّظ‪33‬ر عن ه‪33‬ذا الق‪33‬در‬
‫المشترك بون بعيد‪ ،‬و انكاره على أطوار هذه الطّائفة فى حدود ذواتها انكار بليغ شديد‪.‬‬

‫‪ -)1 ( 53‬لؤلؤة البحرين ‪131 -121‬‬


‫و قد بالغ فى المقالة الثّانية و الستّين مع مقامتين بعدها من كتاب «كلماته الطّريفة» التى ال يقاس ب‪33‬ه فى الحقيق‪33‬ة كت‪33‬اب‬
‫«مقامات الحريرى» المشهور‪ ،‬فضال عن غيره‪ ،‬فى التّشنيع علي هذه الطائفة الغويّة‪ ،‬و التّح‪33‬ذير عن مراس‪33‬مهم الغ‪33‬ير‬
‫المرضيّة‪ ،‬بكالم هو فى إفادته لهذا المعنى صريح‪ ،‬و هو قوله بعد العنوان لمقامته االولى بقوله تقبيح‪ ،‬و من النّاس من‬
‫يزعم أنّه بلغ فى التّصوف و التألّ‪33‬ه‪ ،‬ح‪ّ 3‬دا يق‪33‬در مع‪33‬ه أن يفع‪33‬ل م‪33‬ا يري‪33‬د بالتو ّج‪33‬ه‪ ،‬و أنّ‪33‬ه يس‪33‬مع دع‪33‬اؤه فى الملك‪33‬وت؛ و‬
‫يستجاب نداؤه فى الجبروت‪ ،‬تس ّمى بال ّشيخ و ال ّدرويش و أوقع النّاس بذلك فى التّشويش‪ ،‬فيفرطون فيه أو يفرّطون‪.‬‬

‫و منهم من يتجاوز به ح ّد البشر‪ ،‬و آخر يقع فيه بالسّوء و ال ّشر؛ يحكى من وقائعه و مناماته ما يوقع النّاس فى ال‪3‬رّيب‪،‬‬
‫و يأتى فى أخباره بما ينزل منزلة الغيب‪ ،‬ربّما‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬لؤلؤة البحرين ‪131 -121‬‬

‫ص‪95 :‬‬

‫تسمعه يقول‪ :‬قتلت البارحة مل‪33‬ك ال‪3‬رّوم‪ ،‬و نص‪33‬رت فئ‪33‬ة الع‪33‬راق‪ ،‬و ه‪33‬زمت س‪33‬لطان الهن‪33‬د‪ ،‬و قلبت عس‪33‬كر النّف‪33‬اق‪ ،‬أو‬
‫صرعت فالفا يعنى به شيخا آخر نظيره أو افنيت بهمانا يريد به من ال يعتقد فيه أنّه لكبيرة‪ ،‬و ربما ت‪33‬راه يقع‪33‬د فى بيت‬
‫مظلم يسرج فيه أربعين يوما‪ ،‬يزعم أنّ ه يصوم صوما‪ ،‬و ال يأكل فيه حيوانا‪ ،‬و ال ينام نوما‪ ،‬و قد يالزم مقاما ير ّدد فيه‬
‫تالوة سورة أيّاما‪ ،‬يحسب أنّه يؤ ّدى بذلك دين أحد من معتقديه‪ ،‬أو يقض‪33‬ى حاج‪3‬ة من ح‪33‬وايج أخي‪3‬ه‪ ،‬و ربّم‪3‬ا ي‪ّ 3‬دعى انّ‪3‬ه‬
‫سخر طائفة من الجنّة؛ و وقى نفسه أو غيره بهذه الجنّة‪ ،‬افترى على هّللا كذبا أم به جنّة‪.‬‬

‫الذكر و التّصوّف؛ ي ّدعون البرآءة من التّصنّع و التكلّف‪ ،‬يلبسون خرقا و يجلسون حلقا‪،‬‬ ‫تبديع و منهم‪ :‬قوم تس ّموا بأهل ّ‬
‫يخترعون االذكار و يتغنّون باألشعار‪ ،‬يعلنون بالتّهليل‪ ،‬و ليس لهم إلى العلم و المعرفة سبيل‪ ،‬ابتدعوا ش‪33‬هيقا و نهيق‪33‬ا‪،‬‬
‫و اخترعوا رقصا و تصنيفا‪ ،‬قد خاضوا الفتن‪ ،‬و أخذوا بالبدع دون السّنن‪ ،‬دفعوا أصواتهم بالنّداء؛ و صاحوا ّ‬
‫الص ‪3‬يحة‬
‫ّ‬
‫بالص ‪3‬ماخ‪ ،‬فاقص‪33‬روا من‬ ‫ان هّللا ال يسمع‬
‫ال ّشنعاء‪ ،‬أمن الضّرب تتألّمون‪ ،‬أم من ال ّرب تتظلون‪ ،‬أم مع أكفّائكم تتكلّمون‪ّ ،‬‬
‫صراخ‪ ،‬اتنادون باعدا أم توقظون راقدا‪ ،‬تعالى هّللا ال تأخ‪33‬ذه الس‪33‬نة‪ ،‬و ال تغلّط‪33‬ه االلس‪33‬نة‪ ،‬س‪3‬بّحوا تس‪33‬بيح الحيت‪33‬ان فى‬
‫ال ّ‬
‫النّهر‪ ،‬و ا ّدعوا ربّكم تض ّرعا و خفية دون الجهر‪ ،‬أنّه ليس منكم ببعيد‪ ،‬بل هو أق‪33‬رب إليكم من حب‪33‬ل الوري‪33‬د‪ ،‬داهي‪33‬ة‪ :‬و‬
‫من النّاس من يدعى علم المعرفة‪ ،‬و مشاهدة المعبود‪ ،‬و مج‪33‬اوزة المق‪33‬ام المحم‪33‬ود‪ ،‬و المالزم‪33‬ة فى عين ّ‬
‫الش ‪3‬هود‪ ،‬و ال‬
‫يعرف من هذه األمور إاّل األسماء‪ ،‬و لكنّه تلقف من الطّامات كلم‪3‬ات ير ّدده‪3‬ا ل‪3‬دى االغني‪3‬آء‪ ،‬كانّ‪3‬ه يتكلّم عن ال‪3‬وحى و‬
‫يخبر عن السّماء‪ ،‬ينظر إلى أصناف العباد و العلمآء بعين األزداء‪ ،‬يقول فى العباد انّهم أج‪33‬راء متعب‪33‬ون‪ ،‬و فى العلم‪33‬آء‬
‫هذب‪.‬‬‫أنّهم بالحديث عن هّللا لمحجوبون‪ ،‬و ي ّدعى لنفسه من الكرامات ما ال ي ّدعيه نبى مق ّرب ال علما أحكم و ال عمال ّ‬

‫يأتي إليه الرّعاع الهمج‪ ،‬من ك ّل ف ّج‪ ،‬أكثر من إتيانهم م ّكة للح ّج‬

‫ص‪96 :‬‬
‫يزدحم‪ ،‬عليه الجمع‪ ،‬و يلقون إليه السّمع‪ ،‬و ربّما يخرّون له سجّدا كأنّهم أتّخذوه معبودا يقبّل‪33‬ون يدي‪33‬ه‪ ،‬و يته‪33‬افتون على‬
‫قدميه‪ ،‬يأذن لهم في ال ّشهوات‪ ،‬و ير ّخص لهم فى ال ّشبهات‪ ،‬يأك‪33‬ل و ي‪33‬أكلون‪ ،‬كم‪33‬ا تأك‪33‬ل االنع‪33‬ام و ال يب‪33‬الون أمن حالل‬
‫أصابوا أم من حرام‪ ،‬و هو لحلوائهم هاضم‪ ،‬و لدينه و اديانهم خاطم؛ ليحملوا أوزارهم كامل‪33‬ة ي‪33‬وم القيام‪33‬ة و من أوزار‬
‫ليحملن أثق‪33‬الهم و أثق‪33‬اال م‪33‬ع أثق‪33‬الهم‪ ،‬و ليس‪ّ 3‬‬
‫‪3‬ئلن ي‪33‬وم القيام‪33‬ة ع ّم‪33‬ا ك‪33‬انوا‬ ‫ّ‬ ‫الّذين يضلّونهم بغير علم أالساء ما ي‪33‬زرون‪ ،‬و‬
‫يفترون‪ ،‬و جعلناهم أئ ّمة يدعون إلى النّار و يوم القيامة ال ينصرون‪ ،‬و اتبعناهم فى هذه ال ّدنيا لعنة و يوم القيامة هم من‬
‫جارتُهُ ْم َو ما كانُوا ُم ْهتَ ِدينَ ‪.‬‬ ‫المقبوحين‪ُ ،‬أولِئكَ الَّ ِذينَ ا ْشتَ َر ُوا الضَّاللَةَ بِ ْالهُدى فَما َربِ َح ْ‬
‫ت تِ َ‬

‫مع أنّه رحمه هّللا يقول فى وصف هذا الكتاب و يخبر عن صدوره عن اعتقاد الصّحيح بالفارسيّة‪:‬‬

‫بشنو و فهم كن بكار آور‬ ‫كلمات طريفه ما را‬

‫ره نماشان بدين ديار آور‬ ‫برسانش بسمع گمشدگان‬

‫در دلش خارها ببار آور‬ ‫آنكه او قابل هدايت نيست‬

‫آب در جوي روزگار آور‬ ‫زين سخنها كه هر يكى بحريست‬

‫چمن علم را بهار آور‬ ‫شد خزان باغ علم از شبهات‬

‫تازه آبى بروى كار آور‬ ‫كار دين شد كساد و بىرونق‬

‫كم كن و بيش در شمار آور‬ ‫زين در مصرع كه آن دو تاريخ است‬

‫و مراده بالمصرعين هم‪3‬ا المص‪3‬رعان المتق‪ّ 3‬دمان على الف‪3‬رد األخ‪3‬ير‪ ،‬و يزي‪3‬د ع‪3‬دد الث‪3‬انى منهم‪3‬ا على االوّل ب‪3‬اربع و‬
‫عشرين‪ ،‬فاذا نقصت منها النّصف و اضفته إلى األ ّول تاويان فى العدد الّذى هو ألف و ستّون‪ ،‬و قد ع‪3‬رفت انّ‪3‬ه ت‪3‬اريخ‬
‫اتمام هذا الكتاب من الهجرة المق ّدسة‪ ،‬و ال يخفى لطفه و اشكاله‪ ،‬هذا‪.‬‬

‫و قد نقل عن رسالته الموسومة ب «االنصاف» الّتى صنّفها فى أواخر عمره الشريف‬

‫ص‪97 :‬‬

‫و اعتذر فيها ع ّما جرى عليه قلمه فى ص‪33‬نوف التّص‪33‬نيف‪ ،‬أنّ‪33‬ه ق‪33‬ال فيه‪33‬ا من بع‪33‬د الخطب‪33‬ة‪ :‬فه‪33‬ذه رس‪33‬الة فى بي‪33‬ان العلم‬
‫باسرار ال‪ّ 3‬دين‪ ،‬المختصّ ب‪33‬الخواص و االش‪33‬راف‪ ،‬تس‪ّ 3‬مى‪« :‬االنص‪33‬اف» لخل‪33‬وه عن الج‪33‬ور و االعتس‪33‬اف‪ ،‬چ‪33‬نين گوي‪33‬د‬
‫مهتدى بشاهراه مصطفى‪ ،‬محسن بن مرتضى ك‪33‬ه در عنف‪33‬وان ش‪33‬باب‪ ،‬چ‪33‬ون از تفق‪33‬ه در دين و تحص‪33‬يل بص‪33‬يرت در‬
‫اعتقادات و بكيفيت عبادات بتعليم ائم‪33‬ة معص‪33‬ومين عليهم الس‪33‬الم آس‪33‬ودم‪ ،‬چنانچ‪33‬ه در هيچ مس‪33‬أله محت‪33‬اج بتقلي‪33‬د غ‪33‬ير‬
‫معصوم نبودم‪ ،‬بخاطر رسيد كه در تحصيل معرفت اسرار دين و علوم راسخين نيز سعى نمايم‪ ،‬ش‪3‬ايد نفس را كم‪3‬ال‬
‫آيد‪ ،‬ليكن چ‪3‬ون عق‪3‬ل را راهى ب‪3‬آن نب‪3‬ود نفس را در ان پاي‪3‬ه ايم‪3‬ان ك‪3‬ه ب‪3‬ود درى نميگش‪3‬ود‪ ،‬و ص‪3‬بر ب‪3‬ر جه‪3‬الت هم‬
‫نداشت‪ ،‬و على ال ّد وام مرا رنجه ميداشت‪ ،‬بنابراين چندى در مطالعه مجادالت متكلّمين خوض نم‪33‬ودم‪ ،‬و ب‪33‬آلت جه‪33‬ل‬
‫در إزالت جهل ساعى بودم‪ ،‬طريق مكالمات متفلس‪3‬فين ن‪3‬يز پيم‪3‬ودم‪ ،‬و يكچن‪3‬د بلن‪3‬دپروازيهاى متص‪ّ 3‬وفه را در اقاوي‪3‬ل‬
‫ايشان ديدم‪ ،‬و يكچند در رعونتهاى من عنديين گرديدم‪ ،‬تا آنكه گاهى در تلخيص سخنان طوائف أربع كتب و رس‪33‬ائل‬
‫مىنوشتم من غير تصديق بكلّها‪ ،‬و ال عزيم‪33‬ة على جلّه‪33‬ا‪ ،‬ب‪33‬ل احطت بم‪33‬ا ل‪33‬ديهم خ‪33‬برا‪ ،‬و كتبت فى ذل‪33‬ك على التّم‪33‬رين‬
‫زبرا‪ ،‬فلم أجد فى شىء من إشاراتهم شفآء غلّتى‪ ،‬و ال فى ادواء عباراتهم دواء عل‪33‬تى حتّى خفت على نفس‪33‬ى إذ رأيته‪33‬ا‬
‫فيها كأنّه‪33‬ا من ذويهم‪ ،‬فتمثّلت بق‪33‬ول من ق‪33‬ال خ‪33‬دعونى بهت‪33‬ونى أخ‪3‬ذونى غلب‪33‬وني و ع‪33‬دونى ك‪33‬ذبونى‪ ،‬ف‪33‬الى من أتظلّم‪،‬‬
‫الس‪3‬الم فى بعض أدعي‪33‬ة‬‫ففررت إلى هّللا من ذلك و عذت باهّلل ان يوفّقنى هنا لك‪ ،‬و استعذت بقول امير المؤم‪33‬نين علي‪33‬ه ّ‬
‫اعذنى اللّهم من ان استعمل ال ّرأى فيما ال يدرك قعره البصر و ال يتغلغل في‪33‬ه الفك‪33‬ر‪ ،‬ث ّم ابنت إلى هّللا و فوّض‪33‬ت أم‪33‬رى‬
‫إلى هّللا ‪ ،‬فهدانى ببركة متابعة ال ّشرع المتين إلى التّعمق فى أسرار القرآن و أحاديث س‪3‬يّد المرس‪33‬لين ص‪33‬لوات هّللا عليهم‬
‫اجمعين‪ ،‬و فهمنى هّللا منهما بمق‪33‬دار حوص‪33‬لتى و درج‪3‬تى من اإليم‪33‬ان‪ ،‬فحص‪33‬ل لى بعض اإلطمين‪33‬ان‪ ،‬و س‪33‬لب هّللا منّى‬
‫ال ّشيطان‪ ،‬و له الحمد على ما هدانى؛ و له ال ّشكر على ما أوالنى‪ ،‬فاخذت انشد‪:‬‬

‫ص‪98 :‬‬

‫والى الرّوح تعلّق‬ ‫ملك ال ّشرق تشرق‬

‫ربض الفكر تهدم‬ ‫غسق النّفس تفرق‬

‫و ذلك فضل هّللا يؤتيه من يشاء ث ّم إنّى جربت االمور و اختبرت الظّلم‪33‬ة و النّ‪33‬ور حتّى اس‪33‬تبان لى طائف‪33‬ة من أص‪33‬حاب‬
‫الفضول المنتحلين بمتابعة الرّسول صلّى هّللا عليه و اله و سلّم‪ ،‬غمضوا العينين‪:‬‬

‫و رفضوا الثقلين‪ ،‬و احدثوا فى العقايد بدعا‪ ،‬و تح ّرفوا فيها شيعيا‪.‬‬

‫ث ّم شنّع عليهم بكالم طويل‪ ،‬و أورد من األحاديث غ‪33‬ير قلي‪33‬ل‪ ،‬إلى أن أع‪33‬اد عليهم المعرك‪33‬ة ثاني‪33‬ة بالفارس‪33‬ية‪ ،‬فق‪33‬ال بع‪33‬د‬
‫اشباعه الكالم المتقن فى تخطئة المالحدة م‪33‬ع ّ‬
‫الص‪3‬وفيّة‪ ،‬اين س‪33‬خن ك‪33‬ه م‪33‬ذكور ش‪33‬د ب‪33‬ا متفلس‪33‬فه و متص‪3‬وّفه و پ‪33‬يروان‬
‫ايشانست‪ .‬و أ ّما مجادالن متكلّمان‪ ،‬و متعسفان من عنديين فهم كما قيل إلى آخ‪33‬ر م‪33‬ا ذك‪33‬ره ممن التّفص‪33‬يل‪ ،‬و زب‪33‬ره من‬
‫الكالم الطّويل‪.‬‬

‫الس‪3‬وء‪ ،‬و بع‪33‬ده عن ه‪3‬ذه الطّريق‪33‬ة ّ‬


‫الس‪3‬قيمة الغ‪33‬ير‬ ‫ان من جملة ما ي‪3‬دلّك أيض‪33‬ا علي ب‪33‬راءة الرّج‪33‬ل من ه‪3‬ذا االعتق‪33‬اد ّ‬
‫ث ّم ّ‬
‫المستقيمة بمراحل شتى‪ ،‬ما ذكره عنه السيّد المح ّدث الجزائرى المتق ّدم إليه اإلشارة فى كتابه «المقامات» الّذى ه‪33‬و فى‬
‫صورة‪ :‬كتب أهل المشهد ال ّرضوى على مشرفه السّالم‪ ،‬إلى‬ ‫شرح اسمأء هّللا الحسنى بمناسبة شرح لفظ ال ّشهيد‪ ،‬بهذه ال ّ‬
‫أن بعض النّ‪33‬اس زعم انّ‪33‬ه يمي‪33‬ل‬ ‫شيخنا العاّل مة المولى مح ّمد محسن القاشانى فى حال استكشاف ح‪33‬ال ّ‬
‫الص ‪3‬وفيّة‪ ،‬حيث ّ‬
‫إلى طريقتهم‪ ،‬و الكتابة بالفارسيّة هكذا‪:‬‬

‫عرضه داشت بنده كمترين مح ّم د مقيم مشهدى بعرض ميرساند كه صالحيت آثار موالنا مح ّم‪33‬د على ص‪33‬وفى مش‪33‬هور‬
‫بمقرى تا ازدار السّلطنه اصفهان بمشهد مق ّدس مراجعت نموده مكرّر در محافل و مجالس اظه‪33‬ار ميكن‪33‬د ك‪33‬ه در ب‪33‬اب‬
‫ذكر جلى كردن و در اثناى تكلّم بكلمه طيّبه أشعار عاشقانه خواندن و وجد نمودن‪ ،‬و رقصيدن و حيوانى نخ‪33‬وردن و‬
‫چلّه داشتن و غير ذل‪33‬ك از اموريك‪33‬ه متص‪33‬وفّه برس‪33‬م عب‪33‬ادت مىآورن‪33‬د از عاليجن‪33‬اب معلّى ألق‪33‬اب آخون‪33‬دى ام دام ظلّ‪3‬ه‬
‫مر ّخص و مأذون شده بلكه مس ّمى مذكور در مجلس رفيع ال ّشان نيز گاهى امثال اينها واقع نمود‪ ،‬استدعا چنانس‪33‬ت از‬
‫حقيقت ماجرا‬

‫ص‪99 :‬‬

‫شيعيان اينجا را اطّالع بخشند‪ ،‬كه آيا آنچه صالحيّت آثار مزبور بخدام گرام ايشان اسناد مىكند وقوع دارد يا نه؟ اگر‬
‫چنانچه واقعى بوده باشد بمكان پيروى آنرا الزم شمرند‪ ،‬و اگر خالف واق‪33‬ع م‪33‬ذكور س‪33‬اخته اس‪33‬ت دس‪33‬ت از اين قس‪33‬م‬
‫حركات بكشند‪.‬‬

‫الجواب‪ :‬بسم هّللا الرحمن الرحيم سبحانك ه‪3‬ذا بهت‪3‬ان عظيم‪ ،‬حاش‪33‬ا ك‪33‬ه بن‪3‬ده تج‪3‬ويز كنم رس‪33‬م تعبّ‪3‬ديرا ك‪3‬ه در ق‪3‬رآن و‬
‫حديث اذنى در آن وارد نشده باشد‪ ،‬و تعبّد رسمى كه از ائ ّمه معصومين صلوات هّللا عليهم خ‪33‬برى در مش‪33‬روعيت آن‬
‫َض‪3‬رُّ عا ً َو ُخ ْفيَ‪3‬ةً ِإنَّهُ ال يُ ِحبُّ ْال ُم ْعتَ‪ِ 3‬دينَ‬
‫نرسيده باشد‪ ،‬بلكه نصّ قرآن بخالف آن نازل باشد‪ ،‬قال هّللا تعالى ا ْد ُع‪33‬وا َربَّ ُك ْم ت َ‬
‫يعنى بخوانيد پروردگار خود را از روى زارى و پنهانى بدرستيكه خداى سبحانه و تعالى دوست نمىدارد آن‪33‬انيرا ك‪33‬ه‬
‫ْ‪3‬ر ِمنَ ْالقَ‪33‬وْ ِل يع‪33‬نى‪:‬‬
‫َض‪3‬رُّ عا ً َو ُخ ْفيَ‪3‬ةً َو ُدونَ ْال َجه ِ‬
‫از ح ّد اعتدال ب‪3‬يرون مىرون‪3‬د‪ ،‬و ج‪3‬اى ديگ‪3‬ر ميفرمايد ا ْدعُ‪3‬وا َربَّ ُك ْم ت َ‬
‫بخوانيد پروردگار خود را از روى زارى و ترس و پستتر از بلند گفتن‪.‬‬

‫و در حديث نيز وارد است كه حضرت پيغمبر صلّى هّللا عليه و اله اصحابرا منع فرمودند از فرياد ب‪33‬رآوردن بتكب‪33‬ير‬
‫و تهليل منع بليغ‪ ،‬و فرمودند كه ندا نميكنيد شما كسيرا كه نشنود يا دور باشد؛ و ساير امور مذكوره نيز يا منع از آن‬
‫بخص‪33‬وص وارد اس‪33‬ت ي‪33‬ا اذن در آن وارد نيست يَ ِعظُ ُك ُم هَّللا ُ َأ ْن تَ ُع‪33‬ودُوا لِ ِم ْثلِ ‪ِ 3‬ه َأبَ‪33‬داً ِإ ْن ُك ْنتُ ْم ُم‪ْ 3‬ؤ ِمنِينَ و كتب محم‪33‬د بن‬
‫مرتضى المدع ّو بمحسن‪.‬‬

‫ث ّم قال السيّد النّاقل‪ ،‬و قال يعني صاحب العنوان فى «الكلمات الطّريفة» و منهم قوم يس ‪ّ 3‬مون بأه‪33‬ل ال‪3ّ 3‬ذكر و التّص ‪3‬وّف‬
‫إلى آخر ما نقلناه عنه من المقامة الوسطى‪ ،‬و قال في آخره انتهي و قد طعن عليهم فى موارد كث‪33‬يرة‪ ،‬فمث‪33‬ل ه‪33‬ذا كي‪33‬ف‬
‫ان ش‪3‬يخه و اس‪3‬تاده و الّ‪3‬ذى‬ ‫ينسب إلى التّص ّو ف أقول و يشهد أيضا‪ ،‬ببرائته من هذا المذهب الفاسد‪ ،‬و المت‪3‬اع الكاس‪3‬د‪ّ ،‬‬
‫كان قد أكثر عليه اعتماده‪ ،‬و هو المولى صدرا ال ّشيرازى صاحب كتاب «االسفار» و غيره كان منكر الطريق‪33‬ة اولئ‪33‬ك‬
‫المالحدة من صميم صدره‬
‫ص‪100 :‬‬

‫بحيث قد كتب فى ر ّدهم كتابا س ّماه «كسر االصنام الجاهليّ‪33‬ة فى كف‪33‬ر جماع‪33‬ة الص‪33‬وفية» لم ن‪33‬ذكره فى ذي‪33‬ل ترجمت‪3‬ه و‬
‫العجب ك ّل العجب من صاحب «اللّؤلؤة» حيث حسب ال ّرجلين جميعا من هذه الجماعة‪ ،‬و كان ذلك من جهة غاية بع‪33‬ده‬
‫عن طريقة أرب‪33‬اب المعق‪33‬ول‪ ،‬و ع‪33‬دم فرق‪33‬ه بين مكاش‪33‬فات أرب‪33‬اب العلم و الفهم المتبعين للرّس‪33‬ول و آل الرّس‪33‬ول‪ ،‬و من‬
‫خرقات أهل الجهل و الحم‪33‬ق المحتملين المك‪33‬ان حص‪33‬ول الوص‪33‬ول بغ‪33‬ير حبلهم الموص‪33‬ول‪ ،‬و ان من ك‪33‬ان من الفرق‪33‬ة‬
‫االولى يدعى بالحكيم الربّانى و الولّى االيمانى‪ ،‬و من كان من الثّانية بالفقير الصّوفى‪ ،‬و الالقي‪33‬د الم‪ّ 3‬دعى و بينهم‪33‬ا من‬
‫البعد و المباينة شيء كثير‪ ،‬اكثر م ّما كان من المباينة بين األعمى و البصير‪ ،‬و الفرق بين أص‪33‬حاب الجنّ‪33‬ة و اص‪33‬حاب‬
‫السّعير‪ ،‬و الفضل بين الطالبين للحقيقة و ارباب التّزوير‪.‬‬

‫و لنعم ما قيل فى بعض كتب الرّج‪33‬ال فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة ه‪33‬ذا المفض‪33‬ال‪ ،‬ك‪33‬ان من جهاب‪33‬ذة المح‪ّ 3‬دثين‪ ،‬رمى بالتّص‪3‬وّف و‬
‫حاشاه‪ ،‬ثم حاشاه‪ ،‬بل هو من العرفاء األماجد‪ ،‬و انّما ص‪3‬نّف فى العل‪33‬وم فى مق‪33‬ام التتّب‪33‬ع و التّف‪33‬تيش جرم‪33‬ا على مس‪33‬الك‬
‫ارباب الفنون‪ ،‬فتوّهم من توهّم ما توهّم و ال عاصم ااّل هّللا انتهى‪.‬‬

‫و قد تق ّدم فى ذيل ترجمة موالنا عبد الرّزاق الاّل هيجى الحكيم انّه كان ص‪33‬هرا للم‪33‬ولى ص‪33‬درا المتق‪ّ 3‬دم ذك‪33‬ره ّ‬
‫الش‪3‬ريف‪،‬‬
‫على ابنته مثل هذا الرّج‪33‬ل و انّهم‪33‬ا كان‪33‬ا ش‪33‬اعرين مجي‪33‬دين‪ ،‬فعيّن الم‪33‬ولى الم‪33‬ذكور لتخلّص أح‪33‬دهما الفيض‪ ،‬و لالخ‪33‬ر‬
‫الفياض‪ ،‬مع حكاية طريفة تتعلّق بهذه الكيفيّة‪ ،‬نقلناها عن صاحب «ال ّرياض» فليراجع‪.‬‬

‫و رأيت ايضا فى بعض المواضع المعتبرة انّه كتب صاحب التّرجمة إلى س‪33‬هيمه الم‪33‬ذكور فى المص‪33‬اهرة نظم‪33‬ا لطيف‪33‬ا‬
‫فارسيّا بهذه الصّورة‪:‬‬

‫تحيّتى بسوى انس بيوفا بنويسم‬ ‫قلم گرفتم و گفتم مگر دعا بنويسم‬

‫بهيچ نامه نگنجي‪ ،‬ترا كجا بنويسم‬ ‫ز شكوه بانك برآمد مرا نويس‪ ،‬دلم گفت‬

‫كدامرا ننويسم كدامرا بنويسم‬ ‫دعا و شكوه بهم در نزاع و من متحيّر‬

‫دگر چها بلب آرم دگر چها بنويسم‬ ‫اگر سر گله و شكوه واكنم ز تو هيهات‬

‫ص‪101 :‬‬
‫گهى كه نامه بسوى تو بيوفا بنويسم‬ ‫مداد بحر و بياض زمين وفا ننمايد‬

‫اگر شكايت دلرا بم ّدعا بنويسم‬ ‫نه بحر ماند و نه بر‪ ،‬نه خشك ماند و نه تر‬

‫ز م ّدعا نزنم دم همين دعا بنويسم‬ ‫چه بر ذكاى تو هست اعتماد هيچ نگويم‬

‫شكايتى بلب آرم ولى دعا بنويسم‬ ‫نميشود كه شكايت ز دست تو نكند فيض‬

‫فأجابه المولى المتق ّدم إلى ذكره اإلشارة بهذه العبارة‪:‬‬

‫كه هر چه تو بنويسى بم ّدعى بنويسى‬ ‫دلم خوش است اگر شكوه گر دعا بنويسى‬

‫چه شكوه ت‪33‬و ب‪33‬ه اس‪33‬ت از دع‪33‬اى ه‪33‬ر ك‪33‬ه بج‪33‬ز‬


‫چه حاجت است كه زحمت كشى دعا بنويسى‬
‫تست‬

‫كنى وفا و مرا نام بيوفا بنويسى‬ ‫هزار ساله وقاقى مرا بس است كه گاهى‬

‫اگر شكايت بيجاى من بجا بنويسى‬ ‫تراست خامه جادو زبان عجيب نباشد‬

‫كه هم كرشمه نگار ّ‬


‫ى و هم ادا بنويسى‬ ‫تو گر شمائل خوبى رقم كنى بتوانى‬

‫اگر تو گوش كنى تا بر او چها بنويسى‬ ‫كتاب درد دلم مشكل است مشكل مشكل‬

‫خدا نخواسته درد مرا دوا بنويسى‬ ‫از او بمن بنويسى تو نكتهاى كه مبادا‬

‫كه خون بريزى وانگاه خونبها بنويسى‬ ‫مر ّوتى كه ندارى عجب ز خويش ندارى‬

‫كند اشاره كه از بهر من شفا بنويسى‬ ‫اميد هست كه تحريك لطف گوشه چشمى‬

‫ص‪102 :‬‬

‫بغير شكوه بيجا بمن چرا بنويسى‬ ‫ترا كه شيوه اخالصم از قديم عيانست‬

‫مگر تو هم خط بطالن ما مضى بنويسى‬ ‫قبول كردهام اى دوست حرفها كه نكردم‬


‫كه در كتابت دشنام او دعا بنويسى‬ ‫عجب ز طالع فيّاض نااميد ندارم‬

‫هذا و له رحمه هّللا ايضا ديوان شعر فارس‪33‬ى كب‪3‬ير مش‪33‬تمل على فن‪33‬ون ّ‬
‫الش‪3‬عر و ان‪33‬واع القص‪33‬ايد و الغ‪33‬زل و الم‪33‬ديح و‬
‫أن الغالب عليه فظاظة الفقه حزازة ال ّزهد و حرازة التّق‪33‬وى و وق‪33‬ار الح‪33‬ديث اك‪3‬ثر م ّم‪3‬ا يوج‪3‬د فى‬ ‫المناجاة و غيرها إاّل ّ‬
‫مناظم شيخنا البهائى رحمه هّللا بالفارسيّة و العربيّة من أمثال هذه المواريث‪ ،‬و هذه القطعة البهيّ‪33‬ة من جمل‪33‬ة م‪33‬ا نظم‪33‬ه‬
‫بالفارسيّة‪:‬‬

‫نور بصيرت از در عترت مصطفى طلب‬ ‫سالك راه حق‪ ،‬بيا نور هدى ز ما طلب‬

‫دست در اين سفينه زن‪ ،‬دامن ناخدا طلب‬ ‫هست سفينه نجات عترت‪ ،‬و ناخدا خدا‬

‫معرفت ار طلب كنى‪ ،‬از بركات ما طلب‬ ‫دم بدمم بگوش هوش‪ ،‬مىفكنندم اين سروش‬

‫از بر ما شفا‪ ،‬بجو‪ ،‬از در ما دوا طلب‬ ‫خسته جهلرا بگو‪ ،‬هرزه مگرد كوبكو‬

‫صاحب م ّدعا بيا‪ ،‬از در ما دعا طلب‬ ‫مفلس بينوا بيا‪ ،‬از بر ما ببر نوا‬

‫و له أيضا بالفارسيّة‪:‬‬

‫به ز كوه حسناتست بميزان بردن‬ ‫ذ ّره در بهمان مايه درمان بردن‬

‫به ز صد سال نماز است بپايان بردن‬ ‫ايستادن نفسى نزد مسيحا نفسى‬

‫به ز صد ح ّج قبولست بديوان بردن‬ ‫يك طواف سر كوى ولي حق كردن‬

‫به ز صد نافه حمر است بقربان بردن‬ ‫تا توانى ز كسى بار گرانى برهان‬

‫به ز صوم رمضانست بشعبان بردن‬ ‫يك گرسنه بطعامى بنوازى روزى‬

‫به ز صد خرمن طاعات بديّان بردن‬ ‫يك جو از دوش مدين ديني اگر برداري‬

‫ص‪103 :‬‬
‫حاجت مؤمن محتاج باحسان بردن‬ ‫به ز آزادى صد بنده فرمانبردار‬

‫به ز شبخيزى و شاباش ز ياران بردن‬ ‫دست افتاده بگيرى ز زمين برخيزد‬

‫به ز اشكستن كفّار و اسيران بردن‬ ‫نفس خود را شكني تا كه اسير تو شود‬

‫طاعتشرا ندهى تن‪ ،‬نتوان جان بردن‬ ‫خواهى ار جان بسالمت ببرى تن در ده‬

‫از خداوند اشارت ز تو فرمان بردن‬ ‫سر تسليم بنه هر چه بگويد بشنو‬

‫بخش كل تن بتوان فيض بجانان بردن‬ ‫دل بدست آر ز صاحب دل و جان از جانان‬

‫و له رحمه هّللا أيضا‪:‬‬

‫نه هر سخن كه بخاطر رسد توان گفتن‬ ‫بهوش باش كه حرف نگفتنى نجهد‬

‫اشارتى بيكى گفتن و دو بشنفتن‬ ‫يكى زبان و دو گوش است اهل معنى را‬

‫كه بهتر است ز بيدارى عبث خفتن‬ ‫سخن چه سود ندارد نگفتنش اوليست‬

‫صافى ما صورته‪ :‬قبض المعتصم بحبل هّللا الم‪33‬ؤمن المهيمن مح ّم‪33‬د بن‬ ‫هذا و رأيت على ظهر نسخة عتيقة من كتاب ال ّ‬
‫مرتضى المدع ّو بمحسن سنة احدى و تسعين و الف و هو ابن اربع و ثمانين و هّللا العالم‪.‬‬

‫ان موالنا محسن االديب النحوى الّذى ينسب إليه شرح العوامل المأة المشهور المتداول على أيدى المبتدين هو‬ ‫ثم ليعلم ّ‬
‫غير هذا ال ّرجل يقينا بل هو متأ ّخر من تالمذة اال ميرزا قوام ال ّدين القزوينى المتق ّدم ذكره فى ذيل ترجمة ّ‬
‫الش‪3‬يخ جعف‪33‬ر‬
‫القاضى و ل‪3‬ه أيض‪3‬ا من المص‪3‬نّفات كت‪3‬اب ش‪3‬رحه على نظم ّ‬
‫الش‪3‬افية الحاجبيّ‪3‬ة الس‪3‬تاده الم‪3‬ذكور و منظوم‪3‬ة لطيف‪3‬ة في‬
‫المعانى و البيان كما في النظر و غير ذلك فليالحظ‪.‬‬

‫ص‪104 :‬‬

‫‪ 566‬البحر الطامى و البحر النامى و مفخ‪3‬ر ك‪3‬ل ش‪3‬يعى ام‪3‬امى الس‪3‬يد اب‪3‬و الفض‪3‬ائل محس‪3‬ن بن الس‪3‬يد حس‪3‬ن الحس‪3‬ينى‬
‫‪54‬‬
‫االعرجى الكاظمى الدار السالمى‬

‫‪ )*( 54‬له ترجمة فى‪ :‬الذريعة ‪ ،151 3:20‬ريحانة االدب ‪ ،236 3:5‬فوائد الرضوية ‪ 373‬لكنى و االلقاب ‪ 156 3:3‬مرآة االحوال خ‪ ،‬مصفى المقال ‪،387‬‬
‫نجوم السماء ‪.325‬‬
‫كان رحمه هّللا تعالى من أفاضل عصره‪ ،‬و أفاخم دهره بأسره‪ ،‬محقّقا فى األصول الحقّة‪ ،‬و معطيا للوص‪33‬ول إلى الفق‪33‬ه‬
‫حقه‪ ،‬مع أنّه اشتغل بالتّحصيل فى زمن كبره و مض ّى أكثر من ثالثين سنة من عمره‪ ،‬و هذا من رفيع منزلت‪33‬ه‪ ،‬و ب‪33‬ديع‬
‫أمره‪.‬‬

‫و كان معظم قرائته على السيّد صدر ال ّدين القم ّى‪ ،‬و شيخ مشايخنا العاّل مة السمى و روى أيض‪33‬ا عن‪33‬ه‪ ،‬كم‪33‬ا عن ّ‬
‫الش‪3‬يخ‬
‫سليمان بن معتوق العاملى‪ ،‬الرّاوى عن ال ّشيخ يوسف البحرانى‪ ،‬و عن المحقّق الميرزا أبى القاسم القمى‪ 3،‬و تل ّمذ عن‪33‬ده‬
‫أيضا كثير من أعاظم فضالء هذه االعصار‪ ،‬مثل سميّنا السيّد األفقه األفخر صاحب «مط‪3‬الع االن‪33‬وار» و س‪3‬يّدنا الس‪3‬يّد‬
‫صدر ال ّدين الع‪3‬املى العالي‪3‬ة منزلت‪3‬ه من اث‪3‬ر ذل‪3‬ك الج‪3‬وار‪ ،‬و ك‪3‬ذلك موالن‪3‬ا االس‪3‬تاد المحقّ‪3‬ق المتق‪ّ 3‬دم ص‪3‬احب الحاش‪3‬ية‬
‫المشهورة المبسوطة على اصول «المعالم»؛ و السيّد عبد هّللا الكاظمى الفاضل المتبحّر ال ّشهير بشبّر كما اشير إلى ك‪ّ 3‬ل‬
‫ذلك أيضا فى ذيل تراجمهم الّذى قد م ّر و قد رأيت فى بعض اجازات األ ّول من هؤالء عند بلوغ‪33‬ه إلى ع‪33‬د الرّج‪33‬ل من‬
‫جملة مشايخه األجاّل ء بالغ فى صفته بالفضل و النّبالة و الفهم و اإلدراك‪ ،‬و مدح جاللة قدره و منزلته‪:‬‬

‫بقدوة العباد و ال ّزهاد و النّساك‪.‬‬

‫ان له من المصنّفات المشهورة المقبول‪3‬ة عن‪3‬د جمي‪3‬ع أه‪3‬ل القب‪3‬ول‪ ،‬كتاب‪3‬ه الكب‪3‬ير الّ‪3‬ذى س‪3‬مه ب «المحص‪3‬ول فى علم‬ ‫ث ّم ّ‬
‫االصول» و كتابه اآلخر الذى هّلل س ّماه «الوافى» فى شرح «وافية» موالنا عبد هّللا التّونى‪ ،‬و كتاب «ساللة اإلجته‪33‬اد»‬
‫فى الفقه‪ ،‬و منظومته فى جمع األشباه و النّظائر من مسائل الفروع على حذو كتاب «نزه‪33‬ة النّ‪33‬اظر» ليح‪33‬يى بن س‪33‬عيد‬
‫الحلّى‪ ،‬ابن ع ّم المحقّق رحمه هّللا ‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬الذريعة ‪ ،151 3:20‬ريحانة االدب ‪ ،236 3:5‬فوائد الرضوية ‪ 373‬لكنى و االلق‪3‬اب ‪ 156 3:3‬م‪3‬رآة‬
‫االحوال خ‪ ،‬مصفى المقال ‪ ،387‬نجوم السماء ‪.325‬‬

‫ص‪105 :‬‬

‫و له ايضا أشعار جيّدة‪ ،‬و مراثى فاخرة كثيرة فى اهل بيت العصمة و الطّهارة‪ -‬عليهم السّالم‪.‬‬

‫و كان رحمه هّللا فى غاية الورع و التّقوى و ال ّزهد و اإلنصاف‪ ،‬قاطنا ببلدة الكاظمين عليهما السّالم‪ .‬و مقيما للجماع‪33‬ة‬
‫هناك‪ ،‬و كان له أيضا ولد صالح فقيه توفّى فى حياة أبيه و نقل عنه أبوه بعض تحقيقاته فى مجمع المباحثة كما افي‪33‬د‪ ،‬و‬
‫كانت وفاته رحمه هّللا فى أوائل حدود العشر ال ّرابع من المأة الثّالثة من االلف الثّانى من الهجرة المباركة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ 567‬الشيخ شمس الملة و الحق و الدين محفوظ بن وشاح بن محمد الحلى‬

‫‪ )*( 55‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،229 :2‬الغدير ‪ ،438 :5‬فوائد الرضوية ‪ ،376‬المستدرك ‪.447 :3‬‬
‫من أجاّل ء تالمذة موالنا المحقّق المرحوم‪ ،‬أشير إلى شىء من منقبته فى ذيل ترجمة المحقّق ق ّدس سرّه فى ب‪33‬اب الجيم‪،‬‬
‫و قد ذكره صاحب «امل اآلمل» مع كمال التّمجي‪33‬د و نهاي‪33‬ة التّعظيم‪ ،‬فق‪33‬ال‪ :‬ك‪33‬ان عالم‪33‬ا فاض‪33‬ال أديب‪33‬ا ش‪3‬اعرا جليال من‬
‫أعيان العلماء فى عصره‪ ،‬و لما توفّى رثاه الحسن بن عل ّى بن داود بقصيدة تق ّدم منها أبيات فى ترجمته‪ ،‬و ج‪33‬رى بين‪33‬ه‬
‫و بين المحقّق نجم ال‪ّ 3‬دين جعف‪3‬ر بن س‪33‬عيد مكاتب‪3‬ات و مراس‪3‬الت فى النّظم و النّ‪3‬ثر‪ ،‬ذك‪3‬ر جمل‪33‬ة منه‪33‬ا ّ‬
‫الش‪3‬يخ حس‪3‬ن فى‬
‫اجازته‪ ،‬يعنى به صاحب «المعالم» رحمه هّللا ‪ -‬فقال عن‪33‬د ذك‪3‬ره‪ :‬و ك‪33‬ان ه‪3‬ذا ّ‬
‫الش‪3‬يخ من أعي‪3‬ان علمائن‪3‬ا فى عص‪33‬ره‪ ،‬و‬
‫رأيت بخط ال ّشهيد اال ّول فى بعض مجاميعه حكاية امور تتعلّق بهذا ال ّشيخ‪ ،‬و فيها تنبيه على م‪33‬ا قلن‪33‬اه‪ ،‬فمنه‪33‬ا أنّ‪33‬ه كتب‬
‫إلى ال ّشيخ المحقّق نجم ال ّدين سعيد أبياتا من جملتها‪:‬‬

‫إلى القائل جذب المغرم العانى‬ ‫اعيب عنك و أشواقى تجاذبنى‬

‫و قدر ماه بأعراض و هجران‬ ‫إلى لقاء حبيب مثل بدردجى‬

‫عند انتباهى و بعد النوم يغشانى‬ ‫و منها قلبى و شخصك مقرونان فى قرن‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،229 :2‬الغدير ‪ ،438 :5‬فوائد الرضوية ‪ ،376‬المستدرك ‪.447 :3‬‬

‫ص‪106 :‬‬

‫فانت ذكرى فى سرّى و اعالنى‬ ‫حللت فيه مح ّل الرّوح فى جسدى‬

‫لطال نحوك تردادى و اتيانى‬ ‫لوال المخافة من كره و من ملل‬

‫يا واحد ال ّدهر يا من الله ثان‬ ‫يا جعفر بن سعيد يا امام هدى‬

‫بمن يلوم و فى حبيّك يلحانى‬ ‫انّى بحبّك مغرى غير مكترث‬

‫لم يختلف ابدا فى فضلك اثنان‬ ‫فانت سيّد اهل الفضل كلّهم‬

‫إلى آخر ما ذكره موالنا ال ّشيخ حسن من شعره الحسن مع ما اجابه المحقّق نظما و نثرا‪ ،‬و نقلهما عن‪33‬ه ص‪33‬احب االم‪33‬ل‬
‫بتفصيل ق ّدمناه لك فى ذيل ترجمة المحقّق فليراجع‪.‬‬
‫الس‪3‬ورانى الحلّى المتق‪ّ 3‬دم الفقي‪33‬ه‪،‬‬
‫وش‪3‬اح ّ‬‫و تق ّدم أيضا اإلشارة إلى نسبة هذا الرّجل مع س‪33‬الم بن محف‪33‬وظ بن عزي‪33‬زة بن ّ‬
‫صاحب المصنفات الكثيرة‪ ،‬و كان عنه رواية ولده القاضي تاج ال ّدين أب‪33‬و على مح ّم‪33‬د بن محف‪33‬وظ بن وش‪3‬اح بن مح ّم‪3‬د‬
‫الّذى يروي عنه مح ّمد بن القاسم بن معية اآلتى ذكره و ترجمته انشاء هّللا ‪ ،‬و ي‪33‬روي عن‪33‬ه أيض‪33‬ا كم‪33‬ال ال‪ّ 3‬دين بن ح ّم‪33‬اد‬
‫الواسطى‪ ،‬و الظّاهر ّ‬
‫أن رواية نفسه عن السيّد ف ّخار بن مع ّد الموسوى‪ -‬المتق ّدم ذكره ال ّشريف فليالحظ‪.‬‬

‫ان جملة من رثاه بعد وفاته بقصيدة ق ّل ما يوجد مثلها فى المراثى هو ال ّشيخ ّ‬
‫مهذب ال ّدين محمود بن يحيى بن مح ّم‪33‬د‬ ‫ث ّم ّ‬
‫صالح االديب النّحوى الّذى يروى عنه ابن معية المذكور أيضا‪ ،‬حيث يقول‪.‬‬ ‫بن سالم ال ّشيبانى الحلّى الفقيه ال ّ‬

‫من بعد فرقة سيّد ال ّشعراء‬ ‫ع ّز العزاء و الت حين عزاء‬

‫علم ال ّشريعة قدوة العلماء‬ ‫العالم الحبر اإلمام المرتضى‬

‫و يفيض منها بحر ك ّل عطاء‬ ‫أ كذا المنون ته ّد أطواد الحجا‬

‫و يبينها بالكشف و اإلمضاء‬ ‫من للفتاوى المشكالت يحلّها‬

‫معنى حقيقة خالق األشياء؟‬ ‫من للكالم يبين من أسراره‬

‫جاءت غرائبها عن الفصحآء؟‬ ‫من ذا لعلم النّحو و اللّغة الّتى‬

‫ص‪107 :‬‬

‫الخافى و من لل ّشعر و ال ّشعراء؟‬ ‫من للعروض يبين من أسراره‬

‫ّ‬
‫إن البدور تغيب فى الغبرآء‬ ‫ما خلت قبل يحط فى قلب الثرى‬

‫غدر لعمرك موته و بقآئى‬ ‫أيموت محفوظ و أبقي بعده؟‬

‫مالى أنادى ال تجيب ندائى؟‬ ‫موالى شمس الدين يا فخر العال‬


‫و منهم السيّد صف ّى الدين مح ّمد بن الحسن بن ابى الرضا العلوي البغدادي الصّالح الفقيه و ال ّشاعر النّبي‪33‬ه الّ‪33‬ذى ي‪33‬روى‬
‫عنه ال ّشهيد و ابن معية أيضا‪ ،‬حيث أنشد فى مرثية ال ّرجل قصيدة منها قوله‪:‬‬

‫و صابت لجفن العين فيه غروب‬ ‫مصاب أصاب القلب منه وجيب‬

‫غدت زهرة األيّام و هى شحوب‬ ‫يع ّز علينا فقد مولى لفقده‬

‫كما طاب منه مشهد و مغيب‬ ‫و طاب له فى النّاس ذكر و محتد‬

‫فيصبح فينا طالعا و يغيب‬ ‫اال ليت شمس الدين بال ّشمس يقتدى‬

‫رمى غرض المعني ال ّدقيق تصيب‬ ‫فمن ذا يح ّل المشكالت و من إذا‬

‫نوال إذا ّ‬
‫ضن الغمام يصوب‬ ‫و من يكشف الغماء عنّا و من له‬

‫و ال صام فى ح ّر الهجير منيب‬ ‫فال قام جنج اللّيل بعدك خاشع‬

‫يراع عن السّمر الطّوال ينوب‬ ‫و لو سال فوق الطّرس من ّ‬


‫كف كاتب‬

‫الحمام و ال هبّت صبا و جنوب‬ ‫و بعدك ال س ّح الغمام و ال شدى‬

‫ص‪108 :‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ 568‬اقدم الجامعين و اعظم البارعين و انور الطالعين ابو جعفرنا االول محمد بن يعقوب بن اسحاق الكلينى الرازى‬

‫صاحب كتاب «الكافى»‪ ،‬و ابن اخت عالن الكلينى؛ ق‪33‬ال ش‪33‬يخنا المح‪33‬دث الح‪ّ 3‬ر الع‪33‬املى فيم‪33‬ا نق‪3‬ل عن مق‪ّ 3‬دمات كتاب‪33‬ه‬
‫التّحرير لوسائل ال ّشيعة‪ ،‬فى ضبط هذه النّسبة‪ :‬قال فى القاموس كلين كأمير قرية بالرّى‪ ،‬منها مح ّمد بن يعقوب الكلينى‬
‫ان هن‪3‬اك قري‪3‬تين كلين ك‪33‬أمير و كلين مص‪ّ 3‬غرا‪ ،‬و‬ ‫من فقهاء ال ّشيعة انتهى‪ .‬و الّذى سمعته من جماعة من فضالء ال‪3‬رّى ّ‬
‫فيها قبر ال ّشيخ يعقوب الكلينى‪ ،‬و ا ّما ولده مح ّمد فقبره ببغداد‪ ،‬و ك‪33‬ان ص‪33‬احب الق‪33‬اموس لم يطل‪33‬ع على المص‪ّ 3‬غر‪ ،‬و ّ‬
‫ان‬
‫مح ّمد بن يعقوب منها فاشتبه عليه‪ ،‬و فى المثل‪ :‬أهل م ّكة أعرف بشعابها انتهى كالم شيخنا الحرّ‪.‬‬

‫‪ )*( 56‬له ترجمة فى‪ :‬تاج العروس ‪ ،322 3:9‬تنقيح المقال ‪ 179 3:3‬جامع الرواة ‪ ،218 3:2‬خالصة االقوال ‪ ،145‬الذريع‪33‬ة ‪ ،245 3:17‬رج‪33‬ال ابن داود‬
‫‪ ،341‬رجال الطوسى ‪ ،495‬رجال النجاشى ‪ ،266‬ريحانة االدب ‪ ،79 3:5‬س‪3‬فينة البح‪3‬ار ‪ ،494 3:2‬الفهرس‪3‬ت ‪ ،161‬الفوائ‪3‬د الرجالي‪3‬ة ‪ ،325 3:3‬الفوائ‪3‬د‬
‫الرضوية ‪...‬‬
‫‪ 657‬الكامل فى التاريخ ‪ ،364 3:8‬الكنى و االلقاب ‪ ،120 3:3‬لسان الميزان ‪ ،433 3:5‬لؤلؤة البحرين ‪ ،386‬مجالس المؤمنين ‪ ،442 3:1‬مجمع الرجال ‪:6‬‬
‫‪ ،73‬مستدرك الوسائل ‪ ،526 :3‬معالم العلماء ‪ 88‬مقابس االنوار ‪ ،6‬منتهى المقال ‪ ،298‬نوابغ الرواة ‪ ،314‬هدية العارفين ‪.35 :2‬‬
‫و فى اجازة ال ّشهيد رحمه هّللا على ما أورده العاّل مة المجلسى فى «بح‪3‬ار االن‪3‬وار» الكلي‪3‬نى بتش‪3‬ديد الاّل م و الظّ‪3‬اهر ّ‬
‫ان‬
‫ذلك في صورة التكبير فليالحظ‪.‬‬

‫و قال صاحب «عوائد االيّام» بعد نقله لكالم الفيروزآبادي فى هذه الما ّدة‪ :‬أقول‪:‬‬

‫القرية موجودة اآلن فى ال ّر ي فى قرب الوادى المشهورة بوادى الكرج‪ ،‬و عبرت عن قربها و هى مشهورة عند أهله‪33‬ا‬
‫و أهل تلك النّواحى جميعا بكلين بض ّم الك‪33‬اف و فتح الاّل م المخففّ‪33‬ة‪ ،‬و فيه‪33‬ا ق‪33‬بر ّ‬
‫الش‪3‬يخ يعق‪33‬وب وال‪33‬د ّ‬
‫الش‪3‬يخ أبى جعف‪33‬ر‬
‫المذكور‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(*) ل‪3‬ه ترجم‪3‬ة فى‪ :‬ت‪3‬اج الع‪3‬روس ‪ ،322 3:9‬تنقيح المق‪3‬ال ‪ 179 3:3‬ج‪3‬امع ال‪3‬رواة ‪ ،218 3:2‬خالص‪3‬ة االق‪3‬وال ‪،145‬‬
‫الذريعة ‪ ،245 3:17‬رجال ابن داود ‪ ،341‬رجال الطوسى ‪ ،495‬رجال النجاشى ‪ ،266‬ريحانة االدب ‪ ،79 3:5‬س‪33‬فينة‬
‫البحار ‪ ،494 :2‬الفهرست ‪ ،161‬الفوائد الرجالية ‪ ،325 :3‬الفوائد الرضوية ‪...‬‬

‫‪ 657‬الكامل فى التاريخ ‪ ،364 3:8‬الكنى و االلقاب ‪ ،120 3:3‬لسان الميزان ‪ ،433 3:5‬لؤل‪33‬ؤة البح‪33‬رين ‪ ،386‬مج‪33‬الس‬
‫المؤمنين ‪ ،442 3:1‬مجمع الرجال ‪ ،73 3:6‬مستدرك الوسائل ‪ ،526 3:3‬مع‪33‬الم العلم‪33‬اء ‪ 88‬مق‪33‬ابس االن‪33‬وار ‪ ،6‬منتهى‬
‫المقال ‪ ،298‬نوابغ الرواة ‪ ،314‬هدية العارفين ‪.35 :2‬‬

‫ص‪109 :‬‬

‫و قال صاحب «توضيح االشتباه» فى ذيل ترجمة أحمد بن ابراهيم المعروف بعالن الكلينى بعد نقله لضبط العاّل مة في‬
‫«الخالصة» ايّاه بض ّم الكاف و تخفيف الاّل م المفتوح‪3‬ة و تغليط‪3‬ه لص‪3‬احب «الق‪3‬اموس»‪ :‬و ّ‬
‫الص‪3‬واب كلين كزب‪3‬ير ق‪3‬ال‬
‫السّمعانى‪ :‬الكلي‪3‬نى بض‪ّ 3‬م الك‪33‬اف و فتح الاّل م نس‪33‬بة إلى كلين و هى قري‪33‬ة من ق‪3‬رى ال‪ّ 3‬رى انتهى‪ .‬نعم كلين ك‪33‬أمير قري‪3‬ة‬
‫بورامين من أعمال ال ّري‪ ،‬و ليس منها محمد بن يعقوب هذا‪.‬‬

‫و فى رجال المح ّدث النّيسابورى بعد التّرجمة له بعنوان محمد بن يعقوب بن اسحاق ابو جعفر األعور الرّازى الكلينى‬
‫نسبة إلى كلين مص ّغرا على ما هو المشهور أو بتشديد الاّل م كما ضبطه ال ّشهيد االوّل فى اجازت‪3‬ه ال مكبّ‪3‬را كم‪33‬ا زعم‪3‬ه‬
‫الفيروزآبادى‪ ،‬فانّها من قرى ورامين‪ ،‬و هذه من قرى فشابويه قريب فرسخ من كبار جرد‪ ،‬و هناك مق‪33‬برة أبي‪33‬ه ّ‬
‫الش‪3‬يخ‬
‫يعقوب مزار معروف‪.‬‬

‫ث ّم نق‪3‬ل عن الج‪3‬زرى فى «ج‪3‬امع االص‪3‬ول» و الطي‪3‬بى فى «ش‪3‬رح مص‪3‬ابيح البغ‪3‬وي» و غ‪3‬ير هم‪3‬ا من أع‪3‬اظم علم‪3‬اء‬
‫المخالفين االعتراف بأنّه رحم‪33‬ه هّللا ك‪33‬ان من المج‪ّ 3‬ددين له‪33‬ذه الش‪33‬ريعه على رأس الم‪33‬أة الثّالث‪33‬ة» إاّل أنّ‪33‬ه ذك‪33‬ر عب‪33‬ارات‬
‫المعترفين بهذا المعنى مقطّ عات غير مبينة المفاد‪ ،‬فاالولي لنا أن نأتيك هنا بما وجدناه من عيون عبارات االوس‪33‬ط منهم‬
‫األضبط فى بيان هذا المقصود الصّحيح‪.‬‬
‫ص ريح و هو قوله فى ذيل ما أورده البغوى من الحديث المشهور النّبوى‬ ‫و بنقله من أصل «شرح المصابيح» و بيانه ال ّ‬
‫ان هّللا ع ّز و ج ّل يبعث لهذه اال ّمة على رأس ك ّل م‪33‬أة س‪3‬نة من يج‪ّ 3‬ددها ق‪3‬د تكلّم العلم‪33‬اء فى‬
‫أنه صلّى هّللا عليه و آله قال ّ‬
‫تأويله‪ ،‬و كل واحد أشار إلى القائم الذى هو من مذهبه‪ ،‬و حمل الحديث عليه‪ ،‬و االولي الحم‪33‬ل على العم‪33‬وم‪ ،‬ف‪ّ 3‬‬
‫‪3‬ان لف‪33‬ظ‬
‫من يقع على الواحد و الجمع و ال يخصّ أيضا بالفقهآء‪ّ ،‬‬
‫فان انتفاع اال ّمة بهم و إن كان كثيرا فان انتفاعهم باولي األم‪33‬ر‬
‫و أصحاب الحديث و القرّاء و الو ّعاظ و ال ّزهاد أيضا كثير‪ ،‬إذ حفظ ال ّدين و قوانين السّياس‪33‬ة و ّ‬
‫بث الع‪33‬دل وظيف‪33‬ة أولى‬
‫فن من هذه الفنّون‪.‬‬
‫االمر‪ ،‬و كذا القراء و أصحاب الحديث ينبغى أن يكون مشارا إليه فى ك ّل ّ‬

‫ص‪110 :‬‬

‫ففى رأس المأة االولى من أولى األمر عمر بن عبد العزيز و من الفقهاء‪ :‬مح ّمد بن على الباقر علي‪33‬ه ّ‬
‫الس ‪3‬الم‪ ،‬و القاس‪33‬م‬
‫صديق‪ ،‬و سالم بن عبد هّللا بن عم‪33‬ر‪ ،‬و الحس‪33‬ن البص‪33‬ري‪ ،‬و غ‪33‬يرهم من طبق‪33‬اتهم و من الق‪3‬رّاء‬
‫بن مح ّمد بن أبى بكر ال ّ‬
‫عبد هّللا بن كثير‪ ،‬و من المح ّدثين ابن شهاب ال ّزهرى و غيره من التّابعين و تابعى التّابعين‪.‬‬

‫و فى رأس المأة الثّانية من أولى االمر المأمون‪ ،‬و من الفقهاء‪ّ :‬‬


‫الش‪3‬افعى‪ 3،‬و أحم‪33‬د بن حنب‪33‬ل‪ ،‬لم يكن مش‪33‬هورا حينئ‪33‬ذ و‬
‫الّلؤلؤى من اصحاب أبى حنيفة‪ ،‬و أشهب من أصحاب مالك‪ ،‬و من اإلماميّة عل ّى بن موسى الرّضا عليه السّالم‪ ،‬و من‬
‫الق ّراء يعقوب الحضرمى‪ ،‬و من المح ّدثين‪ :‬يحيي بن معين‪ ،‬و من ال ّزهاد‪ :‬معروف الكرخى‪.‬‬

‫و فى الثّالثة من أولى األمر‪ :‬المقتدر باهّلل ‪ ،‬و من الفقهاء‪ :‬ابو العبّاس سريح ال ّشافعى‪ ،‬و أبو جعف‪33‬ر الطّح‪33‬اوى الحنفى‪ ،‬و‬
‫ابن حالل الحنبلى‪ ،‬و أبو جعفر ال ّرازى االمامى‪ ،‬و من المتكلّمين أبو الحسن االشعرى‪ ،‬و من الق ّراء‪ :‬أبو بكر أحمد بن‬
‫موسى بن مجاهد‪ ،‬و من المح ّدثين‪ :‬أبو عبد الرّحمان النّسائى‪.‬‬

‫و فى الرابعة من أولى األمر‪ :‬القادر باهّلل ‪ ،‬و من الفقهاء‪ :‬أبو حامد االسفراينى ال ّشافعى‪ ،‬و أبو بكر الخوارزمى الحنفى؛‬
‫و أبو مح ّمد عبد الوهّاب المالكي‪ ،‬و أبو عبد هّللا الحسين الحنبلى‪ ،‬و المرتضى الموسوى أخ‪33‬و الرّض ‪ّ 3‬ى ّ‬
‫الش ‪3‬اعر‪ ،‬و من‬
‫المتكلّمين القاض‪33‬ى اب‪33‬و بك‪33‬ر الب‪33‬اقالنى‪ ،‬و ابن ف‪33‬ورك‪ ،‬و من المح ‪ّ 3‬دثين‪ :‬الح‪33‬اكم بن ال‪33‬بيع‪ ،‬و من الق ‪3‬رّاء‪ :‬أب‪33‬و الحس‪33‬ن‬
‫الحمامى‪ 3،‬و من ال ّزهاد‪ :‬أبو بكر ال ّدينورى‪.‬‬

‫الش‪3‬افعى‪ ،‬و القاض‪33‬ى مح ّم‪33‬د‬‫و فى الخامسة من أولى األم‪33‬ر المس‪33‬تظهر باهّلل ‪ ،‬و من الفقه‪33‬اء‪ :‬اإلم‪33‬ام أب‪33‬و حام‪33‬د الغ‪33‬زالى ّ‬
‫المروزى الحنفى و أبو الحسن ال ّراعوى الحنبلى‪ ،‬و من المح ّدثين و زين العب‪33‬درى‪ ،‬و من الق‪3‬رّاء أب‪33‬و الع‪33‬ز القالنس‪33‬ى‪،‬‬
‫بالذكر ذكر من انقض‪33‬ت الم‪33‬أة و ه‪33‬و ح ّى ع‪33‬الم مش‪33‬هور‬ ‫هؤالء كانوا من المشهورين فى اال ّمة المذكورة‪ ،‬و إنّما المراد ّ‬
‫مشار إليه و هّللا اعلم انتهى كالم الطيّبى‪.‬‬

‫و مراده بأبى جعفر الرّازى الّذى ذكره فى عداد الفقهآء المشهورين دون‬

‫ص‪111 :‬‬
‫المح ّد ثين هو شيخنا الكليني المذكور‪ ،‬كما ذكره الجزرى أيضا فيما نقل عن كتابه «جامع االص‪33‬ول» به‪33‬ذه النّس‪33‬بة‪ :‬أب‪33‬و‬
‫جعفر مح ّمد بن يعقوب ال‪3‬رّازى اإلم‪33‬ام على م‪33‬ذهب أه‪33‬ل ال‪33‬بيت عليهم الس‪33‬الم‪ ،‬ع‪33‬الم فى م‪33‬ذهبهم كب‪33‬ير فاض‪33‬ل عن‪33‬دهم‬
‫مشهور‪ ،‬و له ذكر فيما كان على رأس المأة الثالثة‪.‬‬

‫أن لهم على رأس ك‪ّ 3‬ل‬ ‫الص‪3‬ورة‪ :‬و من خ‪33‬واص ّ‬


‫الش‪3‬يعة ّ‬ ‫و عن كتابه المذكور‪ ،‬أيضا فى وصف هذا الرّجل ما هو به‪33‬ذه ّ‬
‫مأة سنة من يج ّدد مذهبهم‪ ،‬و كان مج ّدده على رأس المأتين على بن موسى الرّضا عليه السّالم‪.‬‬

‫و على المأة الثالثة مح ّمد بن يعقوب‪.‬‬

‫و على المأة الرابعة عل ّى بن الحسين المرتضى‪.‬‬

‫نص‪3‬ه‪ :‬الكلي‪3‬نى بالض‪ّ 3‬م و امال‪3‬ة الاّل م ثم ي‪3‬اء‬ ‫و عن كتاب «تبصير» ابن حجر العسقالني أيض‪3‬ا فى ح‪ّ 3‬‬
‫ق الرّج‪3‬ل م‪3‬ا ه‪3‬و ّ‬
‫ساكنة ث ّم نون أبو جعفر مح ّمد بن يعقوب الكلينى من رؤساء فضالء ال ّشيعة فى أيّ‪33‬ام المقت‪33‬در‪ ،‬و ه‪33‬و منس‪33‬وب إلى كلين‬
‫من قرى العراق انتهى‪.‬‬

‫و قد تق ّدمت اإلشارة منّا أيضا في كثير من العنوانات الماضية إلى حديث الم‪33‬روّجين له‪33‬ذا ال‪ّ 3‬دين على رؤس الم‪33‬ئين‪ ،‬و‬
‫لع ّل اإلعتبار الصّحيح النّاظر إلى قاعدة اللّطف القديم‪ ،‬و نهاية الحسن فى تجدي‪33‬د معاه‪33‬دة ال‪33‬ربّ الك‪33‬ريم؛ الم‪33‬ور بريّت‪33‬ه‬
‫المفتقرة إلى إتقان التّنظيم على رأس ك ّل قرن قويم‪ ،‬يؤيّد ل‪3‬زوم تحقّ‪3‬ق ه‪3‬ذا المع‪33‬نى فى ظ‪3‬رف الخ‪3‬ارج ال محال‪33‬ة‪ ،‬و إن‬
‫صريح‪ ،‬بل األمر قد كان على وفق ه‪33‬ذا الم‪33‬رام‪ ،‬بالنّس‪33‬بة إلى أزمن‪33‬ة‬ ‫فرض عدم وروده فى النّص ال ّ‬
‫صحيح و الحديث ال ّ‬
‫ساير األنبيآء الماضية عليهم السالم‪ ،‬و إن كان طول أعمار أهالى تلك األزمنة الماضية مستدعيا لم‪33‬ا ه‪33‬و أق‪ّ 3‬ل من ه‪33‬ذه‬
‫التجديدات‪ ،‬أو مستكفيا بغير ما هو بهذه المرتبة من التّأكيدات‪.‬‬

‫الس‪3‬الكين» في ذي‪33‬ل ش‪3‬رحه لل‪ّ 3‬دعاء الرّاب‪3‬ع من ّ‬


‫الص‪3‬حيفة‬ ‫و كان إلى هذه ال ّدقيقة ينظر ايضا ما ذكره ص‪3‬احب «ري‪33‬اض ّ‬
‫الكاملة عند مروره على قول اإلمام فى ك ّل دهر و زمان أرسلت فيه رسوال و أقمت الهله دليال‪ ،‬من لدن آدم إلى مح ّمد‬
‫صلّى هّللا عليه و اله فقال‪ :‬قال بعض‬

‫ص‪112 :‬‬

‫ان هّلل تعالى فى ك ّل ألف س‪33‬نة نبيّ‪33‬ا بعث‪33‬ه بمعج‪33‬زات غريب‪33‬ة‪ ،‬و بيّن‪33‬ات عجيب‪33‬ة لوض‪33‬وح دين‪33‬ه الق‪33‬ويم‪ ،‬و ظه‪33‬ور‬
‫العلماء‪ّ :‬‬
‫صراطه المستقيم‪ ،‬و ليس نقول على رأس ك ّل ألف سنة بل نقول فى ك ّل ألف سنة‪ ،‬فجاز أن يكون بين النبيّتين أكثر من‬
‫ألف سنة أو اقّل‪.‬‬

‫فكان فى األلف األ ّول أبو البشر آدم صلوات هّللا عليه‪.‬‬

‫و في الثّانى شيخ المرسلين نوح عليه السّالم؛ و فى الثّالث خليل هّللا ابراهيم عليه السّالم‪.‬‬
‫و فى الرّابع كليم هّللا موسي عليه السّالم‪.‬‬

‫و فى الخامس نب ّى هّللا سليمان بن داود‪.‬‬

‫و فى السّادس روح هّللا عيسى عليه السّالم‪.‬‬

‫و فى السّابع حبيب هّللا المصطفى صلّى هّللا عليه و اله ث ّم ختمت به النب ّوة و انتهت آالف ال ّدنيا‪ ،‬لما روى سعيد بن جبير‬
‫عن ابن عبّاس‪ :‬ال ّد نيا جمعة من جمعات اآلخرة‪ ،‬بمعنى أسبوع من أسابيعها سبعة آالف سنة‪ ،‬و قد مضت س ‪3‬تّة آالف و‬
‫مأة و لياتين عليها مئون هذا‪.‬‬

‫و بالجملة فشأن الرّجل أج ّل و أعظم من أن يختفى على أعيان الفريقين‪ ،‬أو يكتسى ث‪33‬وب اإلجم‪33‬ال ل‪33‬دى ذى عي‪33‬نين‪ ،‬أو‬
‫ينتفى أثر إشراقه يوما من البين‪ ،‬إذ ه‪3‬و فى الحقيق‪33‬ة أمين االس‪33‬الم‪ ،‬و فى الطّريق‪33‬ة دلي‪33‬ل االعالم‪ ،‬و فى ّ‬
‫الش‪3‬ريعة جلي‪3‬ل‬
‫قدام‪ ،‬ليس فى وثاقته ألحد كالم‪ ،‬و ال فى مكانته عند أئ ّم‪33‬ة االن‪33‬ام‪ ،‬و حس‪33‬ب ال ّدالل‪33‬ة على اختصاص‪3‬ه بمزي‪33‬د الفض‪33‬ل‪ ،‬و‬
‫اتقان االمر‪ ،‬اتّفاق الطّائفة على كونه أوثق المح ّمدين الثّالثة الّذين هم أصحاب الكتب االربعة‪ ،‬و رؤس‪33‬اء ه‪33‬ذه ّ‬
‫الش‪3‬رعة‬
‫المتبعة‪.‬‬

‫كما نقل عن شيخنا ال ّشهيد االوّل الّذى عليه من هذه الطّائفة ك ّل المعوّل انّه رحمه هّللا قال فى اجازته ّ‬
‫للش‪3‬يخ الفقي‪33‬ه عل ّى‬
‫بن الخازن الحائرى‪ ،‬و به مصنّفات صاحب كتاب «الكافى» فى الحديث‪ ،‬الّذى لم يعمل فى االماميّة مثله ‪ ،57‬و قال قبله‬
‫العاّل مة‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬راجع بحار االنوار ‪.190 :107‬‬

‫ص‪113 :‬‬

‫رحمه هّللا فى كتابه «الخالصة» تبعا لشيخنا النّجاشي المسلّم كالمه فى أحوال ال ّرجال عند ذك‪33‬ره ل‪33‬ه بع‪33‬د م‪33‬ا ترجم‪33‬ة و‬
‫بجله و كان أوثق النّاس فى الحديث و اثبتهم‪ ،‬صنّف الكتاب الكب‪33‬ير المع‪33‬روف ب‪33‬الكلينى يس‪ّ 3‬مى «الك‪33‬افى» فى عش‪33‬رين‬
‫سنة و قال ال ّشهيد الثانى فى شرح رسالته فى ال ّدراية ما نصّه‪ :‬كان قد اس‪3‬تق ّر على أربعم‪3‬أة مص‪3‬نّف س‪ّ 3‬موها االص‪3‬ول‪،‬‬
‫ّ‬
‫خاص‪3‬ة تقريب‪3‬ا‬ ‫فكان عليها اعتمادهم؛ ث ّم تداعت الحوادث إلى ذهاب معظم تلك األصول‪ ،‬و ل ّخصها جماعة فى فى كتب‬
‫على المتناول‪ ،‬و أحسن ما جمع منها «الكافى» لمح ّمد بن يعقوب الكلينى‪ ،‬و «التّهذيب» لل ّشيخ أبى جعفر الطّوس‪33‬ي‪ ،‬ث ّم‬
‫قال‪ :‬و أ ّما «االستبصار» فانّه اخصر من «التّهذيب» و يمكن االستغنآء به عنه‪ ،‬و كتاب «من ال يحضره الفقيه» حسن‬
‫أيضا‪ ،‬و قال ال ّشيخ عل ّى بن ال ّشيخ مح ّمد سبط شيخنا ال ّشهيد الثّ‪33‬انى رحمهم هّللا تع‪33‬الى فى كتاب‪33‬ه «ال‪33‬د ّر المنظ‪33‬وم» ه‪33‬ذه‬

‫‪ )1 ( 57‬راجع بحار االنوار ‪.190 :107‬‬


‫الص‪3‬افى‪ ،‬للثّق‪33‬ة الجلي‪33‬ل محم‪33‬د بن يعق‪33‬وب الكلي‪33‬نى أن‪33‬ار هّللا‬
‫حواش يسيرة على اصول كتاب «الكافى» و المنهل العذب ّ‬
‫برهانه‪ ،‬و أعلى فى عليّين مكانه‪ ،‬فلعمرى لم ينسج ناسج على منواله‪ ،‬و منه يعلم قدر منزلته و جالل‪33‬ة حال‪33‬ه‪ ،‬معرض‪33‬ا‬
‫عن التّع ّرض الحوال الرّجال‪.‬‬

‫و قال شيخنا المروّج عل ّى بن عبد العالى الكركى الغاملى فيما نقل عن إجازته الكبيرة للقاضى صفى ال ‪ّ 3‬دين عيس‪33‬ى م‪33‬ا‬
‫لفظه‪ :‬و منها جميع مصنّفات و مرويّات ال ّشيخ اإلمام الس‪33‬عيد الحاف‪33‬ظ المح‪ّ 3‬دث الثّق‪33‬ة ج‪33‬امع اح‪33‬اديث أه‪33‬ل ال‪33‬بيت عليهم‬
‫السالم أبى جعفر مح ّمد بن يعقوب الكلينى صاحب الكتاب الكبير فى الح‪33‬ديث المس‪ّ 3‬مى «بالك‪3‬افى» ال‪3‬ذى لم يعم‪33‬ل مثل‪3‬ه‬
‫إلى أن قال‪ :‬و قد جمع هذا الكتاب من األحاديث ال ّشرعيّة و االسرار الدينيّة ما ال يوجد فى غ‪33‬يره و ه‪33‬ذا ّ‬
‫الش ‪3‬يخ ي‪33‬روي‬
‫ع ّم ن ال يتناهى كثرة من علمآء أهل البيت عليهم السالم و رجالهم و مح ّدثيهم مث‪33‬ل عل ّى بن اب‪33‬راهيم‪ ،‬و ه‪33‬و ي‪33‬روي عن‬
‫أبيه‪ ،‬و مثل مح ّمد بن عل ّى بن محبوب و هو يروى عن مح ّمد بن احمد العلوى؛ عن الس ‪3‬يّد االج ‪ّ 3‬ل أبى الحس‪33‬ن عل ّى بن‬
‫اإلمام أبى عبد هّللا المعصوم جعفر بن مح ّمد الصّادق صلوات‬

‫ص‪114 :‬‬

‫هّللا عليه‪ ،‬عن أخيه موسى الكاظم‪ ،‬عن آبائه عليهم السّالم‪.58‬‬

‫و فى اجازة الفقيه الثّقة الجليل السيّد حسين ابن السيّد حيدر الكركى العاملى شيخ اج‪3‬ازة موالن‪3‬ا المحقّ‪33‬ق ّ‬
‫الس‪3‬بزوارى و‬
‫عن ابن قولويه جميع مصنّفات و مرويّات ال ّشيخ االمام ثقة االسالم أبى جعفر مح ّمد بن يعقوب الكلينى الّتى من جملتها‬
‫كتاب «الكافى» و هو خمسون كتابا باألسانيد الّتى فيه لك ّل حديث متصّلة باألئ ّمة عليهم السّالم‪.‬‬

‫أقول و هذا ينافى ما نقل عن شيخنا الطّوسى رحمه هّللا فى فهرسته انّه قال من بعد توثيق‪33‬ه للرّج‪33‬ل ل‪33‬ه كتب منه‪33‬ا كت‪33‬اب‬
‫«الكافى» مشتمل على ثالثين كتابا اخبرنا بجميع رواياته ال ّشيخ أبو عبد هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان رضى هّللا عن‪33‬ه‬
‫عن ابى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عنه‪.59‬‬

‫و قال شيخنا البهائى ق ّدس س ّره فيما نقل عن خاتمة وجيزته ا ّما «الكافى» فهو تأليف ثق‪33‬ة االس‪33‬الم أبى جعف‪33‬ر مح ّم‪33‬د بن‬
‫يعقوب الكلينى الرّازي عطّر هّللا مرقده‪ ،‬الّف‪33‬ه فى م‪ّ 3‬دة عش‪33‬رين س‪33‬نة‪ ،‬و ت‪33‬وفّى ببغ‪33‬داد س‪33‬نة ثم‪33‬ان أو تس‪33‬ع و عش‪33‬رين و‬
‫ثالثمأة‪ ،‬و لجاللة شأنه ع ّده جماعة من علماء العا ّمة ك‪33‬ابن االث‪33‬ير فى كت‪33‬اب «ج‪33‬امع االص‪33‬ول» من المج‪ّ 3‬ددين لم‪33‬ذهب‬
‫ان سيّدنا و إمامنا اب‪3‬ا الحس‪3‬ن على بن موس‪3‬ى الرّض‪3‬ا ه‪3‬و المج‪ّ 3‬دد ل‪3‬ه على‬ ‫االمامية على رأس المأة الثالثة‪ ،‬بعد ما ذكر ّ‬
‫رأس المأة الثّانية‪ ،‬و عن سمينا العالمة المجلسى ق ّدس هّللا تعالى سرّه الق ّدوس‪33‬ى انّ‪33‬ه ق‪33‬ال فى مفتتح ش‪3‬رحه على اص‪33‬ول‬
‫«الكافى» و ابتدأت بكتاب «الكافى» لل ّشيخ ال ّ‬
‫صدوق ثقة االسالم مقبول طوائف األنام‪ ،‬ممدوح الخاص و الع‪33‬ام؛ مح ّم‪33‬د‬
‫بن يعقوب الكلينى‪ ،‬حشره هّللا مع االئ ّمة الكرام عليهم السالم‪ ،‬النّه كان من أضبط األصول و أجمعها‪ ،‬و أحسن مؤلّفات‬
‫الفرقة النّاجية و أعظمها‪ ،‬إلى آخر‪.‬‬

‫‪ )1 ( 58‬بحار االنوار ‪.76 -75 :108‬‬


‫‪ )2 ( 59‬الفهرست ‪.161‬‬
‫و قال والده الفاضل الورع االمين فى مفتتح شرحه العربى على الفقي‪33‬ه الموس‪33‬وم ب «روض‪33‬ة المتّقين» و الّ‪33‬ذي يظه‪33‬ر‬
‫من التتبّع ّ‬
‫ان االعتماد على الكلينى أكثر‪ ،‬و بعده على‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬بحار االنوار ‪.76 -75 :108‬‬

‫(‪ )2‬الفهرست ‪.161‬‬

‫ص‪115 :‬‬

‫الصّدوق‪ ،‬و بعده على ال ّشيخ و إن كان فضل ال ّشيخ غير مخفى‪ 3،‬و ليس الحد فضله‪ ،‬و لكن باعتبار كثرة التّصانيف قد‬
‫نس‪3‬اخ كتاب‪33‬ه باعتب‪33‬ار اإلهم‪33‬ال‪ ،‬بخالف الكلي‪33‬نى‪ ،‬فانّ‪33‬ه ص‪3‬نّف «الك‪33‬افى» فى عش‪33‬رين س‪3‬نة‪ ،‬و‬
‫الس‪3‬هو أو عن ّ‬
‫يق‪3‬ع عن‪33‬ه ّ‬
‫الصدوق وسط بينهما‪ ،‬و قال فى الفائدة الحادية عشر من شرحه الفارسى‪ :‬و همچنين أحاديث مرسله مح ّمد بن يعق‪33‬وب‬
‫الكلينى و مح ّمد بن بابويه قم ّى‪ ،‬بلكه جميع أحاديث إيشان كه در كافى و من ال يحضر اس‪33‬ت هم‪33‬ه را ص‪33‬حيح ميت‪33‬وان‬
‫گفت‪ ،‬چون شهادات اين دو شيخ بزرگوار كمتر از شهادات رجال نيست يقينا‪ ،‬بلكه بهتر است‪ ،‬إلى آخر ما ذكره‪.‬‬

‫و قال موالنا خليل القزوينى المتق ّدم ذكره ّ‬


‫الش‪3‬ريف فى ب‪3‬اب الخ‪3‬آء المعجم‪33‬ة من ه‪3‬ذا الكت‪3‬اب على م‪3‬ا نق‪3‬ل عن ديباج‪3‬ة‬
‫الس‪3‬الم اس‪33‬ت‪ ،‬و مص‪3‬نّف آن أب‪33‬و‬
‫شرحه الفارسى على تمام كتاب «الكافى» فى عمدة كتب أح‪33‬اديث أه‪33‬ل ال‪33‬بيت عليهم ّ‬
‫جعفر مح ّمد بن يعقوب بن اسحاق ال‪3‬رّازى الكلي‪33‬نى‪ ،‬ك‪33‬ه مخالف‪33‬ان ن‪33‬يز اع‪33‬تراف بكم‪33‬ال فض‪33‬يلت او نمودهان‪33‬د از روى‬
‫احتياط تمام آنرا در بيست سال تصنيف كرده‪ ،‬در زمان غيبت صغرى حضرت ص‪33‬احب ال ّزم‪33‬ان‪ ،‬علي‪33‬ه و على آبائ‪33‬ه‬
‫ّ‬
‫بتوس‪3‬ط س‪3‬فرا؛‬ ‫صلوات هّللا الملك المنّان‪ ،‬كه شصت و نه سال بوده‪ ،‬و در آنزمان مؤمنان ع‪3‬رض مط‪3‬الب ميكردهان‪3‬د‬
‫يعنى خبرآورندگان از آنحضرت‪ ،‬و ايشان چه‪33‬ار كس بودهان‪33‬د‪ ،‬ب‪33‬ترتيب و س‪33‬واى ايش‪33‬ان وكالى بس‪33‬يار بودهان‪33‬د ك‪33‬ه‬
‫اموال از شيعه اماميّه مىگرفتهاند و ميرسانيدهاند‪ ،‬و مح ّمد بن يعقوب در بغداد نزديك سفراء بوده؛ و در س‪33‬ال م‪33‬وت‬
‫آخر سفراء أبو الحسن عل ّى بن مح ّمد السّمرى رحمه هّللا ‪ ،‬كه س‪33‬ال سيص‪33‬د و بيس‪33‬ت و ن‪33‬ه هج‪3‬رى باش‪33‬د ف‪33‬وت ش‪33‬د‪ ،‬ي‪3‬ا‬
‫يكسال قبل از آن‪ ،‬پس ميتواند بود كه هر حديثى كه در اين كتاب عنوانش قال العالم باشد و باقي حديث آخر نباشد ي‪33‬ا‬
‫مانند آنها باشد‪ ،‬نقل از صاحب ال ّزمان عج ّل هّللا فرجه باشد‪ ،‬بتوسّط يكى از سفراء‪ ،‬مگ‪33‬ر آنك‪33‬ه قرين‪33‬ه خ‪33‬ارجى ب‪33‬ا آن‬
‫باشد‪ ،‬و مصنّف رحمه هّللا در آنزمان زياده بر اين اظهار نميتوانست كرد‪ ،‬و شايد كه اين كتاب مبارك بنظر اص‪33‬الح‬
‫آن ح ّجت خدا رسيده باشد و هّللا اعلم‪.‬‬

‫ص‪116 :‬‬

‫و قال المح ّدث النّيسابورى فى كتاب الموسوم «بمنية المرتاد فى ذكر نفاة اإلجتهاد» و منهم ثق‪3‬ة االس‪3‬الم ق‪3‬دوة االعالم‬
‫و البدر التمام‪ ،‬جامع السّنن و اآلثار‪ ،‬فى حضور سفراء اإلمام عليه افضل السّالم‪ ،‬ال ّشيخ أبو جعف‪33‬ر مح ّم‪33‬د بن يعق‪33‬وب‬
‫الكلينى الرّازى‪ ،‬مح‪3‬يى طريق‪3‬ة أه‪3‬ل ال‪3‬بيت على رأس الم‪3‬أة الثّالث‪3‬ة‪ ،‬المؤلّ‪3‬ف لج‪3‬امع «الك‪3‬افى» فى م‪ّ 3‬دة عش‪3‬رين س‪3‬نة‬
‫المتوفّى قبل وقوع الغيبة الكبرى رضى هّللا عنه فى اآلخرة و االولى‪ ،‬و كتاب‪33‬ه مس‪33‬تغن عن اإلط‪33‬راء‪ ،‬النّ‪33‬ه رض‪33‬ى هّللا‬
‫عنه كان بمحضر من ن ّوابه عليه السّالم و قد سأله بعض ال ّشيعة من النائية تأليف كت‪33‬اب «الك‪33‬افى» لكون‪33‬ه بحض‪33‬رة من‬
‫يفاوضه و يذاكره م ّمن يثق بعلمه‪ ،‬فالّف و صنّف و شنف‪ ،‬و حكى انّه عرض عليه فقال كاف لشيعتنا انتهى‪.‬‬

‫إن من طريق‪33‬ة الكلي‪33‬نى رحم‪33‬ه هّللا وض‪33‬ع االح‪33‬اديث‬


‫و م ّم‪33‬ا ليعلم فى مث‪33‬ل ه‪33‬ذا المق‪33‬ام نقال عن بعض محقّقين‪33‬ا االعالم ّ‬
‫الص‪3‬حة و الوض‪3‬وح‪ ،‬و ل‪3‬ذلك أح‪3‬اديث أواخ‪3‬ر األب‪3‬واب فى‬ ‫المخرجة الموض‪3‬وعة على االب‪3‬واب على التّ‪3‬رتيب بحس‪3‬ب ّ‬
‫األغلب ال تخلو من إجمال و خفاء‪ ،‬فاغتنم بهذه الفائدة و ال تغفل‪.‬‬

‫ان جمي‪33‬ع أح‪33‬اديث «الك‪33‬افى» حص‪33‬رت فى س‪3‬تّة عش‪33‬ر‬ ‫و نقل صاحب «لؤلؤة البحرين» عن بعض مشايخنا المتأ ّخرين ّ‬
‫صحيح منها باصطالح من تأ ّخر خمسة آالف و اثن‪33‬ان و س‪33‬بعون ح‪33‬ديثا؛ و الموثّ‪33‬ق‬ ‫ألف حديث و مأة و تسعين حديثا‪ ،‬ال ّ‬
‫ي منها إثنان و ثالثمأة‪ ،‬و ال ّ‬
‫ضعيف منها أربعمأة و تس‪33‬عة آالف و خمس‪33‬ة‬ ‫مأة حديث و ألف و ثمانية عشر حديثا‪ ،‬و القو ّ‬
‫و ثمانون حديثا‪ ،‬و جميع األحاديث المسندة من الفقيه ثالث‪3‬ة آالف ح‪3‬ديث و تس‪3‬عمأة و ثالث‪3‬ة عش‪3‬ر ح‪3‬ديثا‪ ،‬و المراس‪3‬يل‬
‫ألفان و خمس‪33‬ون ح‪3‬ديثا‪ ،‬و جمي‪3‬ع أح‪3‬اديث «االستبص‪33‬ار» خمس‪3‬ة آالف و خمس‪3‬مأة و أح‪3‬د عش‪3‬ر ح‪3‬ديثا‪ ،‬ث ّم ق‪3‬ال و أ ّم‪33‬ا‬
‫«التّهذيب» فلم يحضرني عدد م‪33‬ا اش‪33‬تمل علي‪33‬ه من األح‪33‬اديث و إن لم ي‪33‬زد على أح‪33‬اديث «الك‪33‬افى» لم يقص‪33‬ر عنه‪33‬ا و‬
‫اإلشتغال بعدها ليس من المه ّمات و هّللا العالم‪.‬‬

‫و فى رجال سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى نقال عن شيخنا ال ّشهيد رحمه هّللا فى ّ‬


‫«الذكرى» أنّه قال‪ّ :‬‬
‫ان ما فى «الكافى» من‬
‫ّ‬
‫الست‬ ‫األحاديث يزيد على ما فى مجموع الصّحاح‬

‫ص‪117 :‬‬

‫للجمهور‪ ،‬و ع ّدة كتب «الكافى» اثنان و ثالثون كتابا‪ ،‬ث ّم أخذ فى ع ّد تل‪33‬ك الكتب و ب‪33‬دأ بكت‪33‬اب العق‪33‬ل و الجه‪33‬ل‪ ،‬و ختم‬
‫بكتاب الوصايا و كتاب المواريث‪ ،‬و كتاب ال ّروضة‪ ،‬و كان زيادة االثنين هنا على الثّالثين الّذى قد عرفته من تفص‪33‬يل‬
‫فهرس‪3‬ت ّ‬
‫الش‪3‬يخ من جه‪3‬ة ه‪3‬ذا الكت‪3‬اب فليالح‪3‬ظ‪ .‬ث ّم ق‪3‬ال و ه‪3‬و آخ‪3‬ر الكت‪3‬اب‪ ،‬و ل‪3‬ه غ‪3‬ير «الك‪3‬افى» «كت‪3‬اب ال‪3‬رّد على‬
‫القرامطة» و كتاب «تعبير الرّؤيا» و «كتاب ال ّرجال» و «كتاب رسائل االئ ّمة عليهم الس‪33‬الم» «و كت‪33‬اب م‪33‬ا قي‪33‬ل فيهم‬
‫من ال ّشعر» توفّى رضى هّللا عنه فى شهر شعبان من سنة تسع و عشرين و ثالثمأة سنة تناثر النّجوم‪ ،‬و هى السنّة الّتى‬
‫الش ‪3‬يخ فى «كت‪33‬اب الرّج‪33‬ال» و فى‬ ‫توفّى فيها أبو الحسن على بن مح ّمد السمرى آخر السّفراء االربعة‪ ،‬قاله النّجاشي و ّ‬
‫«الفهرست» و كتاب «كشف المحجّة البن طاوس» انّه توفّى س‪33‬نة ثم‪33‬ان و عش‪33‬رين و احتمله‪33‬ا العاّل م‪33‬ة و ابن داود‪ ،‬و‬
‫كانت وفاته فى بغداد و صلّى عليه مح ّم د بن جعفر الحسينى أبو قيراط‪ ،‬و دفن بباب الكوفة فى مقبرتها‪ .‬قال ال ّشيخ ق‪33‬ال‬
‫ابن عبدون و رأيته قبره فى صراط الطّائى و عليه لوح مكتوب عليه اسمه و اسم ابيه و قال النّجاشى ق‪33‬ال ابن عب‪33‬دون‬
‫كنت اعرف قبره و قد درس‪ .‬قلت ث ّم ج ّدد و هو إلى اآلن مزار معروف بب‪33‬اب الجس‪33‬ر و ه‪33‬و ب‪33‬اب الكوف‪33‬ة و علي‪33‬ه قبّ‪33‬ة‬
‫عظيم‪33‬ة إنتهى كالم الس‪3‬يّد العاّل م‪33‬ة اعلى هّللا مقام‪33‬ه و أق‪33‬ول و الق‪33‬بر المطهّ‪33‬ر الموص‪33‬وف مع‪33‬روف فى بغ‪33‬داد ّ‬
‫الش‪3‬رقيّة‬
‫مشهور تزوره الخاصّة و العا ّمة فى تكية المولويّة و علي‪3‬ه ش‪3‬باك من الخ‪3‬ارج الى يس‪3‬ار الع‪3‬ابر من الجس‪3‬ر و نق‪3‬ل عن‬
‫ان بعض ح ّكام بغداد رأى بنآء قبره عطّر هّللا‬
‫كتاب «روضة الواعظين» للسيّد هاشم البحرانى اآلتى ترجمته إنشاء هّللا ّ‬
‫مرقده فسأل عنه فقيل‪ :‬انّه قبر بعض الشيعة‪ ،‬فأمر بهدمه فحفر القبر ف‪3‬رأى في‪3‬ه جس‪3‬دا بكفن‪33‬ه لم يتغيّ‪3‬ر‪ ،‬و م‪3‬دفون مع‪3‬ه‬
‫آخر صغير كأنّه ولده بكفنه أيضا؛ فامر بدفنه و بنى عليه قبّة‪ ،‬فهو إلى االن قبره معروف مزار و مشهد و رايت أيضا‬
‫ان بعض ح ّكام بغداد ل ّما راى افتتان النّاس بزيارة االئ ّمة عليهم السالم حمله النّصب على نبش‬
‫فى بعض كتب اصحابنا ّ‬
‫قبر سيّدنا أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السّالم و قال‪ :‬ان كان كما يزعم الرّافضة من فضله فهو موج‪3‬ود فى ق‪3‬بره‪،‬‬
‫و ااّل نمنع النّاس من زيارة قبورهم‪ ،‬فقيل‬

‫ص‪118 :‬‬

‫ان القائل وزير ذلك الحاكم‪ -‬انّهم يدعون فى علمائهم أيضا ما ي ّدعون فى ائمتهم و ّ‬
‫ان هن‪33‬ا رجال من علم‪33‬ائهم‬ ‫له‪ -‬و قيل ّ‬
‫المشهورين‪ ،‬و اسمه مح ّمد بن يعقوب الكلينى‪ ،‬و هو أعور‪ ،‬و هو من أقطاب علم‪33‬ائهم‪ ،‬فيكفي‪33‬ك اإلعتب‪33‬ار بحف‪33‬ر ق‪33‬بره‪،‬‬
‫فامر بحفر قبره فوجدوه بهيئته كانّه قد دفن فى تلك ّ‬
‫الس‪3‬اعة‪ ،‬ف‪33‬امر ببن‪33‬آء قبّ‪33‬ة عظيم‪33‬ة علي‪33‬ه و تعظيم‪33‬ه و ص‪33‬ار م‪33‬زارا‬
‫ان طبقت‪33‬ه من‬ ‫نص‪3‬ه و ق‪33‬د علم من ت‪33‬اريخ وف‪33‬اة ه‪33‬ذا ّ‬
‫الش‪3‬يخ ّ‬ ‫أن فى رجال السيّد المتق ّدم ذكره ق ّدس س‪3‬رّه م‪33‬ا ّ‬
‫مشهورا؛ ث ّم ّ‬
‫السّادسة و السّابعة‪ ،‬و انّه قد توفّى بعد وفاة العسكرى بتسع و ستّين سنة‪ ،‬فانّه عليه ّ‬
‫الس ‪3‬الم قبض س‪33‬نة م‪33‬أتين و س ‪3‬تّين‪،‬‬
‫فالظاهر انّه ادرك تمام الغيبة ال ّ‬
‫صغرى‪ ،‬بل بعض ايّام العسكرى عليه السّالم انتهى‪.60‬‬

‫و قد تق ّدم بيان اصطالحهم فى الطّبقات فى ذيل ترجمة كميل التّابعى رحمه هّللا تعالى‪.‬‬

‫ضرير ال يعرف ل‪3‬ه إاّل كت‪3‬اب تعب‪3‬ير‬


‫و قال ايضا صاحب كتاب «التوضيح» المتق ّدم ذكره فى ذيل ترجمة أبى العبّاس ال ّ‬
‫ال ّرؤيا و قال قوم انّه البي جعفر الكلينى‪ ،‬و ليس له فليالحظ‪ .‬و قد ينكر ك‪3‬ون كت‪3‬اب «الروض‪3‬ة» أيض‪3‬ا من جمل‪3‬ة كتب‬
‫الكلينى‪ ،‬من جهة عدم اتّصال سندنا إليه او غير ذلك فال تغفل‪.‬‬

‫أن نسبة الكلينى قد يوصف بها جماعة أخرى من المح ّدثين منهم شيخ رواية صاحب العنوان أب‪33‬و الحس‪33‬ن عل ّى‬ ‫ث ّم ليعلم ّ‬
‫الص‪3‬در إلى كون‪3‬ه خ‪3‬اال فى النّس‪3‬ب لص‪3‬احب العن‪3‬وان‪ ،‬و‬ ‫بن مح ّمد بن ابراهيم بن أبان المعروف بعالن‪ ،‬و قد اشير فى ّ‬
‫قال شيخنا النّجاشى فيما نقل عن رجاله له «كتاب اخبار القائم عليه السّالم‪ ،‬اخبرن‪3‬ا مح ّم‪3‬د ق‪3‬ال ح‪ّ 3‬دثنا جعف‪3‬ر بن مح ّم‪3‬د‬
‫قال‪ :‬ح ّدثنا عل ّى بن مح ّم‪33‬د و قت‪33‬ل عالن فى طري‪3‬ق مك‪3‬ة‪ ،‬و ك‪33‬ان اس‪33‬تأذن الص‪3‬احب فخ‪3‬رج توق‪3‬ف عن‪3‬ه فى ه‪3‬ذه ّ‬
‫الس‪3‬نة‬
‫مخالف‪ ،‬و فى بعض أسانيد كتب شيخنا الصّدوق رحمه هّللا ‪:‬‬

‫ح ّدثنا مح ّمد بن مح ّمد بن عاصم الكلي‪33‬نى رض‪33‬ى هّللا عن‪33‬ه‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنى مح ّم‪33‬د بن يعق‪33‬وب الكلي‪33‬نى‪ ،‬عن عل ّى بن مح ّم‪33‬د‬
‫المعروف بعاّل ن؛ و هو بفتح العين المهملة و تشديد الاّل م‬

‫‪ -)1 ( 60‬الفوائد الرجالية ‪336 -325 :3‬‬


‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬الفوائد الرجالية ‪336 -325 :3‬‬

‫ص‪119 :‬‬

‫كما ذكره بعض علمائنا االعالم‪ ،‬و معناه المبالغة فى فعل العالنية‪ ،‬بناء على استعماله الصّحيح متع ّديا أيضا‪ ،‬كما نصّ‬
‫عليه فى «القاموس»‪.‬‬

‫ان من جملة مشاهير من ي‪33‬روي عن الكلي‪33‬نى المرح‪33‬وم مض‪33‬افا إلى الكلي‪33‬ني المرق‪33‬وم‪ ،‬ه‪33‬و جعف‪33‬ر بن قولوي‪33‬ه الق ّمى‪3،‬‬ ‫ث ّم ّ‬
‫المتق ّد م ذكره الحميد‪ ،‬شيخ قرائة شيخنا المفيد و أبو غالب الزرارى المتق ّدم ايضا ذكره الجميل على س‪33‬بيل التّفص‪33‬يل‪ ،‬و‬
‫أبو عبد هّللا الع ّمانى المفسّر اآلتى ذكره و ترجمته عن قريب؛ و ابو المفضّل مح ّمد بن عبد هّللا المطّلب ّ‬
‫الش ‪3‬يبانى و أب‪33‬و‬
‫صيمرى‪ ،‬و أبى الحسين عبد الكريم بن عبد هّللا بن نضر التّيسى‪ ،‬و أب‪33‬و مح ّم‪33‬د ه‪33‬ارون بن‬ ‫عبد هّللا أحمد بن أبى رافع ال ّ‬
‫موسى التلعكبرى الثّقة الوج‪3‬ه المعتم‪33‬د الفقي‪3‬ه‪ ،‬ص‪3‬احب كت‪33‬اب «الجوام‪33‬ع فى عل‪33‬وم ال‪ّ 3‬دين» و ش‪3‬يخ رواي‪3‬ة جماع‪3‬ة من‬
‫العلماء الماجدين‪ ،‬كما وجدت روايته عنه فى «كنز الفوائد» لشيخنا الكراجكى ال‪3‬رّاوى عن‪3‬ه‪ ،‬بواس‪3‬طة ّ‬
‫الش‪3‬يخ أبى عب‪3‬د‬
‫هّللا الواسطى‪.‬‬

‫و ا ّم ا الذين يروى عنهم الكلينى‪ ،‬فهم أيضا جماعة كثيرون يطلب تفصيل أسمائهم ال ّشريفة فى كتاب‪33‬ه «الك‪33‬افى» و منهم‬
‫أحمد بن مح ّمد بن عاصم الذى هو ابن أخى عل ّى بن عاصم المح ّدث‪ ،‬و يقال ل‪3‬ه‪ :‬أب‪33‬و عب‪33‬د هّللا العاص‪3‬مي‪ ،‬و يظه‪3‬ر من‬
‫«فهرست» ال ّشيخ انّه ثقة سليم الجنبة كوفى االصل‪ ،‬بغدادى المسكن‪ ،‬و هو شيخ رواية ابن الجنيد أيضا‪ ،‬و ل‪33‬ه «كت‪33‬اب‬
‫النّجوم» و غيره و عن تعليقات سميّنا المر ّوج نقال عن ابى غالب الزرارى رحم‪33‬ه هّللا انّ‪33‬ه ابن اخت عل ّى بن عاص‪33‬م و‬
‫لقب بالعاصمى من هذه الجهة‪ ،‬قال و وصفه خالى يعنى به العاّل مة المجلسى‪ ،‬و المحقّق البحرانى‪ ،‬بانّه استاد الكلي‪33‬نى‪،‬‬
‫صاحب و وقفوا على معجزته فلعلّه هو فتأ ّمل‪.‬‬ ‫و يأتى فى آخر الكتاب ّ‬
‫ان العاصمي من الوكالء الذين رأوا ال ّ‬

‫ص‪120 :‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ 569‬الشيخ الثقه الفقيه النبيه ابو على محمد بن محمد بن االشعث بن محمد الكوفى الساكن بمصر‬

‫كان من أعاظم ففهاء اإلماميّة‪ ،‬منصوصا علي إماميّته و وثاقته فى «رجال النّجاشى» و «خالص‪33‬ة العاّل م‪33‬ة» و ل‪3‬ه من‬
‫الص‪3‬ادق علي‪3‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬فى‬ ‫المؤلّفات كتاب «الجعفريّات» الّذى تض ّمن ألف ح‪3‬ديث باالس‪3‬ناد المتّص‪3‬ل كلّه‪3‬ا عن موالن‪3‬ا ّ‬
‫كثير من أبواب الفقه‪ ،‬لم يكن عند موالنا المجلسى رحمه هّللا زمن جمعه لكتاب «البحار»‪ ،‬و ال عند صاحبى «الوافى»‬
‫و «الوسائل» فضال عن غيرهم القاصرين فى هذه المراحل‪ ،‬و قد ظفرنا به فى هذه األواخر من العمر الب‪33‬ائر‪ ،‬و كأنّ‪33‬ه‬
‫كان من االصول المعتبرة عند هذه الطّائفة فى ذلك ال ّزمان‪ ،‬و قد ذكر فى مفتتحه اس‪33‬ناد معنعن إلى مؤلّف‪33‬ه الم‪33‬ذكور‪ ،‬و‬

‫‪ )*( 61‬له ترجمة فى‪ :‬تنقيح المقال ‪ ،179 3:3‬جامع الرواة ‪ ،178 3:2‬خالصة االقوال ‪ 161‬الذريعة ‪ ،109 3:2‬رجال الطوسى ‪ 345‬رجال النجاشى ‪،287‬‬
‫ريحانة االدب ‪ ،384 :7‬مجمع الرجال ‪ ،32 :6‬المستدرك ‪.292 :3‬‬
‫انّه رحمه هّللا حدث بجميع ذلك المزبور المنعور‪ ،‬فى حدود سنة عشر و ثالثمأة عن ش‪3‬يخ روايت‪3‬ه موس‪3‬ي بن اس‪3‬ماعيل‬
‫بن سيّدنا موسى بن جعفر اإلمام الكاظم عليه السّالم‪ ،‬عن أبيه عن اإلمام الهمام جعفر بن مح ّمد الصادق عليه السّالم‪.‬‬

‫و قد ذكر فى رجال النّجاشي و الخالصة ان مس‪3‬كنه ك‪3‬ان بمص‪3‬ر المحروس‪3‬ة‪ .‬فى محل‪3‬ة يق‪3‬ال له‪3‬ا س‪3‬قيفة ج‪3‬واد‪ ،‬و انّ‪3‬ه‬
‫يروي نسخة عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه اسماعيل بن موسى عن أبيه موس‪33‬ى بن جعف‪3‬ر علي‪33‬ه‬
‫السّالم‪ ،‬و أنّه قال التّلعكبرى أخذلى والدى منه اجازة فى سنة ثالث عشر و ثالثمأة‪.‬‬

‫و ذكره النّجاشى أيضا فى ذيل ترجمة اس‪33‬ماعيل بن موس‪33‬ى‪ ،‬فق‪33‬ال ل‪33‬ه كت‪33‬اب «جوام‪33‬ع التّفس‪33‬ير» و «كت‪33‬اب الوض‪33‬وء»‬
‫يرويهما عنه مح ّمد بن األشعث‪ ،‬و فى فهرست شيخنا الطوسى‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬تنقيح المق‪3‬ال ‪ ،179 3:3‬ج‪3‬امع ال‪3‬رواة ‪ ،178 3:2‬خالص‪3‬ة االق‪3‬وال ‪ 161‬الذريع‪3‬ة ‪ ،109 3:2‬رج‪3‬ال‬
‫الطوسى ‪ 345‬رجال النجاشى ‪ ،287‬ريحانة االدب ‪ ،384 :7‬مجمع الرجال ‪ ،32 :6‬المستدرك ‪.292 :3‬‬

‫ص‪121 :‬‬

‫صالة» و «كتاب الوضوء» رواه عنه مح ّمد بن االشعث‪ ،‬و له كتاب «جوامع التّفسير»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ان له «كتاب ال ّ‬

‫و الظّاهر من سياق عبارتهما انّها لم يلتفتا إلى كون الرّجل بعينه هو موسى بن اس‪33‬ماعيل الموس‪33‬وى العل‪33‬وى الم‪33‬ذكور‪،‬‬
‫الّذى أخذ عنه صاحب التّرجمة جميع كتابه المزبور؛ مع انّهما ذكرا فى ذيل ترجمة أبيه إسماعيل بن موس‪33‬ى بع‪33‬د ذك‪33‬ر‬
‫سلسلة نسبه إلى موالنا الحسين السّبط ال ّشهيد عليه السّالم‪ ،‬انّه سكن مصر‪ ،‬و ول‪33‬ده به‪33‬ا‪ .‬ل‪33‬ه كتب يرويه‪33‬ا عن أبي‪33‬ه عن‬
‫آبائه مب ّوبة‪ ،‬منها «كتاب الطّهارة» «كتاب الصّالة» «كتاب ال ّزكاة» «كتاب الصّوم» «كتاب الحجّ» «كت‪33‬اب الجن‪33‬ائز»‬
‫الس‪3‬نن و اآلداب» «كت‪33‬اب‬ ‫«كتاب الطّالق» «كتاب النّكاح» «كتاب الحدود» «كتاب ال ّديات» «كتاب ال‪ّ 3‬دعاء» «كت‪33‬اب ّ‬
‫ال ّرؤيا» أخبرنا بها الحسين بن عبيد هّللا ‪ ،‬قال‪ :‬اخبرنا أبو سهل بن أحمد بن سهل‪ ،‬قال ح ‪ّ 3‬دثنا أب‪33‬و عل ّى مح ّم‪33‬د بن مح ّم‪33‬د‬
‫بن األشعث بمصر قرائة عليه من كتابه‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنا موس‪33‬ى بن إس‪33‬ماعيل بن موس‪33‬ى بن جعف‪33‬ر‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنا أبى بكتب‪33‬ه‬
‫انتهى‪.‬‬

‫و هذا التّفصيل للكتب بعين هذا التّرتيب تفصيل كتب كتاب الجعفريّ‪33‬ات الم‪33‬ذكور‪ ،‬و ظنّى أن ت‪3‬رك الطّائف‪33‬ة إلش‪3‬اعته و‬
‫ترويجه من جهة اشتماله على شواذ الفتاوى و غرائب األحكام‪ ،‬و م‪33‬ا ال يوج‪33‬د نظ‪33‬يره فى ش‪33‬ىء من مص‪3‬نّفات علمائن‪33‬ا‬
‫األعالم و هّللا العالم‪.‬‬

‫‪ 570‬الشيخ الثقة الفقيه المفضال محمد بن احمد بن عبد هّللا بن قض‪33‬اعة بن ص‪33‬فوان بن مه‪33‬ران الجم‪33‬ال المش‪33‬تهر ب‪33‬ابى‬
‫‪62‬‬
‫عبد هّللا الصفوانى‬
‫‪ )*( 62‬له ترجمة فى‪ :‬تنقيح المقال ‪ ،71 3:2‬جامع الرواة ‪ 61 3:2‬خالصة االقوال ‪ 132‬الذريعة ‪ ،333 3:2‬رجال النجاشى ‪ ،272‬ريحانة االدب ‪،454 3:3‬‬
‫الفهرست ‪ ،159‬الكنى و االلقاب ‪ ،419 :2‬فوائد الرضوية ‪ 388‬مجمع الرجال ‪ ،136 :5‬المستدرك ‪.521 :3‬‬
‫نزيل بغداد شكر هّللا تعالى مساعيه الجميلة فى تأييد السّداد و تسديد الرّشاد‪،‬‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬تنقيح المقال ‪ ،71 3:2‬جامع الرواة ‪ 61 3:2‬خالصة االقوال ‪ 132‬الذريعة ‪ ،333 3:2‬رجال النجاشى‬
‫‪ ،272‬ريحانة االدب ‪ ،454 3:3‬الفهرست ‪ ،159‬الكنى و االلق‪33‬اب ‪ ،419 3:2‬فوائ‪33‬د الرض‪33‬وية ‪ 388‬مجم‪33‬ع الرج‪33‬ال ‪:5‬‬
‫‪ ،136‬المستدرك ‪.521 :3‬‬

‫ص‪122 :‬‬

‫ّ‬
‫المفس ‪3‬ر القم ّى‪ ،‬و‬ ‫كان من مشاهير علمائنا المعاصرين ألبى جعفر الكلينى‪ ،‬و راويا عن شيخه الجليل عل ّى بن إب‪33‬راهيم‬
‫عنه هارون بن موسى التّلعكبرى‪.‬‬

‫و له كتب كثيرة منها كتاب «الكشف و الح ّجة» و كتاب «انس العالم و تأديب المتعلّم» و كتاب «ي‪33‬وم و ليل‪33‬ة» و كت‪33‬اب‬
‫«تحفة الطّالب و بغية ال ّراغب» و كتاب «تحليل المتعة و الر ّد على من ح ّرمها» و كتاب «صحبة آل الرّسول» و ذكر‬
‫أحن اعدائهم و كتاب «الر ّدعة و النّهي عن ك ّل بدعة» و كتاب «المنازل» كما نسبها ال ّشيخ إليه فى كتابه الفهرست‪.63‬‬

‫ث ّم قال أخبرنا عنه جماعة منهم ال ّشريف أبو مح ّمد الحسن بن القاسم المح ّمدى و ال ّشيخ أبو عب‪33‬د هّللا مح ّم‪33‬د بن النّعم‪33‬ان‪-‬‬
‫يعني به شيخنا المفيد عليه ال ّرضوان و قال أيضا فى حقّه و كان حفظة كثير العلم جيد اللسان و قيل‪ :‬انّه كان أميّا‪ ،‬و له‬
‫كتب أمالها من ظهر قلبه‪.‬‬

‫و قال فى حقّه النّجاشى رحمه هّللا من بعد التّرجمة‪ :‬أبو عبد هّللا ش‪33‬يخ الطّائف‪33‬ة ثق‪33‬ة فقي‪33‬ه فاض‪33‬ل‪ ،‬و ك‪33‬انت ل‪33‬ه منزل‪33‬ة من‬
‫السّلطان كان أصله أنّه ناظر قاضى الموصل فى اإلمامة بين يدى ابن حمدان‪ -‬يريد به السّلطان سيف ال ّدولة بن حمدان‬
‫المتق ّد م ذكره و ترجمته‪ -‬فانتهى القول بينهما إلى أن قال القاضى تباهلنى فوع‪3‬ده إلى غ‪33‬د‪ ،‬ثم حض‪3‬روا فباهل‪33‬ه‪ ،‬و جع‪33‬ل‬
‫كفه فى كفّه ث ّم قاما من المجلس‪ ،‬و كان القاضى يحضر دار االمير ابن حمدان ك ّل يوم‪ ،‬فت‪33‬أ ّخر ذل‪33‬ك الي‪33‬وم و من غ‪33‬ده‪،‬‬
‫فقال االمير اعرفوا خبر القاض‪3‬ى‪ ،‬فع‪3‬اد الرّس‪3‬ول فق‪3‬ال انّ‪3‬ه من‪3‬ذ ق‪3‬ام من موض‪3‬ع المباهل‪3‬ة ح ّم و انتفخ الك‪3‬ف الّ‪3‬ذى م‪ّ 3‬ده‬
‫صفوانى بهذا ذكر عند المل‪33‬وك‪ ،‬و حظى منهم و ك‪33‬انت ل‪33‬ه‬ ‫للمباهلة و قد اسو ّدت‪ ،‬ث ّم مات من الغد‪ ،‬فانتشر ألبيعبد هّللا ال ّ‬
‫منزلة‪.‬‬

‫و له كتب منها‪ :‬كتاب «ثواب القرآن» «كتاب ال‪33‬ر ّد على ابن رب‪33‬اح الممط‪33‬ور» «و كت‪33‬اب ال‪33‬ر ّد على الواقف‪33‬ة» «كت‪33‬اب‬
‫الغيبة و كشف الحيرة» «كتاب االمامة» «كتاب الر ّد على اهل‬

‫‪ -)1 ( 63‬الفهرست ‪159‬‬


‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬الفهرست ‪159‬‬

‫ص‪123 :‬‬

‫االهوآء» «كتاب فى الطّالق الثّالث» «كت‪33‬اب الج‪33‬امع فى الفق‪33‬ه» كت‪33‬اب «انس الع‪33‬الم و آداب المتعلّم» «كت‪33‬اب معرف‪33‬ة‬
‫الفروض من كتاب يوم و ليلة» «كتاب غرر االخبار و نوادر اآلثار» كتاب «التّص ّرف» اخبرنى بجمي‪33‬ع كتب‪33‬ه ش‪33‬يخى‬
‫‪64‬‬
‫ابو العبّاس احمد بن عل ّى بن نوح عنه انتهى‪.‬‬

‫كان ما ذكره من صدور هذه الكرامة الظّاهرة على يديه‪ ،‬من بركات أنفاس ج ّده صفوان بن مه‪3‬ران الجم‪3‬ال االس‪3‬دى‬‫و ّ‬
‫صادق‪ ،‬أو الكاظم‪ ،‬و مك ّرما عندهما فى الغاية‪ ،‬و هو الّذى روى في‬
‫الثّقة الجليل‪ ،‬الّذى كان من خيار أصحاب موالنا ال ّ‬
‫حقّه ش‪33‬يخنا الكش‪33‬ى بأس‪33‬ناده عن الحس‪33‬ين بن عل ّى بن فض‪33‬ال أنّ‪33‬ه ق‪33‬ال دخلت على ابى الحس‪33‬ن االوّل‪ -‬يع‪33‬نى ب‪33‬ه موالن‪33‬ا‬
‫ى ش‪33‬ىء ق‪33‬ال‪ :‬إك‪33‬راءك‬‫الكاظم‪ -‬فقال لى‪ :‬يا صفوان ك ّل شيء منك حسن جميل ما خال شيئا واحدا‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت ف‪33‬داك ا ّ‬
‫للص‪3‬يد و ال للّه‪3‬و‪ ،‬و لكن‬
‫جمالك من هذا الرّج‪3‬ل‪ -‬يع‪3‬نى ه‪3‬ارون الرّش‪3‬يد‪ -‬قلت و هّللا م‪3‬ا اكريت‪3‬ه أش‪3‬را و ال بط‪3‬را‪ ،‬و ال ّ‬
‫أكريته لهذا الطّريق يعنى طريق م ّكة‪ ،‬و ال اتواّل بنفس‪33‬ى‪ ،‬و لكن أبعث مع‪33‬ه غلم‪33‬انى‪ ،‬فق‪33‬ال لى ي‪33‬ا ص‪33‬فوان أيق‪33‬ع ك‪33‬راك‬
‫عليهم‪ ،‬قلت‪ :‬نعم جعلت فداك‪ ،‬قال فقال لى اتحبّ بقائهم حتّى يخرج كراك قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال فمن أحبّ بقائهم فهو منهم‪ ،‬و‬
‫من كان منهم كان ورد النار‪.‬‬

‫قال صفوان فذهبت و بعت جمالى عن آخره‪3‬ا فبل‪33‬غ ذل‪33‬ك إلى ه‪3‬ارون‪ ،‬ف‪3‬دعانى‪ ،‬فق‪3‬ال لي ي‪3‬ا ص‪33‬فوان بلغ‪33‬نى انّ‪33‬ك بعت‬
‫إن الغلمان ال يفون باألعمال‪ ،‬فقال هيهات هيهات انّى ال علم من أش‪33‬ار‬ ‫جمالك قلت نعم‪ ،‬فقال لم؟ قلت‪ :‬أنا شيخ كبير و ّ‬
‫إليك بهذا‪ ،‬أشار عليك بهذا موس‪33‬ى بن جعف‪33‬ر‪ ،‬قلت م‪33‬الى و لموس‪33‬ى بن جعف‪33‬ر‪ ،‬فق‪33‬ال دع ه‪33‬ذا عن‪33‬ك ف‪33‬و هّللا ل‪33‬وال حس‪33‬ن‬
‫صحبتك لقتلتك‪.65‬‬

‫ان هذا الرّجل غير ال ّشيخ أبى عبد هّللا محمد بن أحمد بن عبد هّللا البصرى المفلب بالمفجع على صيغة المفعول‬
‫ث ّم ليعلم ّ‬
‫من التّفصيل‪ -‬و هو الّذى ذكره النّجاشى أيضا فقال‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬مجمع الرجال ‪137 :5‬‬

‫(‪ -)2‬مجمع الرجال ‪215 :3‬‬

‫ص‪124 :‬‬

‫‪ -)1 ( 64‬مجمع الرجال ‪137 :5‬‬


‫‪ -)2 ( 65‬مجمع الرجال ‪215 :3‬‬
‫فيما نقل عن كتاب رجاله‪ :‬جليل من وجوه أهل اللّغة و األدب و األحاديث‪ ،‬فكان صحيح المذهب حسن االعتق‪33‬اد‪ ،‬و ل‪33‬ه‬
‫شعر كثير فى أهل البيت و يذكر فيه اسماء االئ ّم‪3‬ة عليهم الس‪3‬الم و يتفجّ‪ 3‬ع على قتلهم حتّى س‪ّ 3‬مى المفّج‪3‬ع و ق‪3‬د ق‪3‬ال فى‬
‫بعض شعره‪:‬‬

‫فلعمرى أنا المفجّع ه ّما‬ ‫إن يكن قيل لى المفجع نيزا‬

‫له كتب منها «كتاب التّرجمان» فى معانى ال ّشعر لم يعمل مثله فى معناه‪« ،‬كت‪33‬اب المنقّ‪33‬د» قص‪33‬يدته األش‪33‬باه ش‪3‬بّه أم‪33‬ير‬
‫المؤمنين صلوات هّللا عليه بسائر االنبياء عليهم السالم‪ ،‬أخبرن‪33‬ا مح ّم‪33‬د بن عثم‪33‬ان بن الحس‪33‬ن‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنا أب‪33‬و عب‪33‬د هّللا‬
‫الحسين بن خالويه عنه بهما‪.‬‬

‫قلت‪ :‬و منه يظهر أنّه كان من مشايخ ابن خالويه النّحوى االمام ّى المتق ّدم ذكره ال ّشريف‪.‬‬

‫و كتاب سعاة العرب أخبرنا عبد السّالم بن الحسين األديب قال ح ّدثنا أبو القاسم بن الحسن بن بشير بن يحيى قال ح ّدثنا‬
‫المفّجع‪.‬‬

‫و كذلك هو غير ال ّشيخ ابى الحسن محمد بن احمد بن داود بن على شيخ هذه الطّائفة و عالمها و ش‪33‬يخ القميّين فى وقت‪33‬ه‬
‫وفقيههم‪ ،‬كما ذكره النّجاشى أيضا بجملة هذه األوصاف‪ ،‬و نقل أيضا فى حقّه أنّه لم ير أحفظ منه و ال أفقه و ال أعرف‬
‫بالحديث‪ ،‬و قال ا ّمه اخت س‪33‬المة بن مح ّم‪33‬د األرونى ورد بغ‪33‬داد و أق‪33‬ام به‪3‬ا و ح‪ّ 3‬دث و ص‪3‬نّف كتب‪3‬ا‪« ،‬كت‪3‬اب الم‪3‬زار»‬
‫«كت‪33‬اب ال‪3ّ 3‬ذخائر» «كت‪33‬اب البي‪33‬ان» عن حقيق‪33‬ة ّ‬
‫الص ‪3‬يام «كت‪33‬اب ال‪33‬ر ّد» على مظه‪33‬ر الرّخص‪33‬ة فى المس‪33‬كر» «كت‪33‬اب‬
‫الممدوحين و المذمومين» «كتاب ال ّرسالة فى عمل السّلطان» «كتاب العلل» «كتاب فى عمل شهر رمضان» «كت‪33‬اب‬
‫الص ‪3‬يام» ح ‪ّ 3‬دثنا‬
‫صالة الفرج و ادعيتها» «كتاب السبحة «كتاب الحديثين المختلفين» «كتاب الر ّد على ابن قولوي‪33‬ه فى ّ‬
‫جماعة من اصحابنا رحمهم هّللا بكتبه‪.66‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬مجمع الرجال ‪134 :5‬‬

‫ص‪125 :‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ 571‬الشيخ الفقيه النبيه االفخم االقدم محمد بن احمد بن ابراهيم بن سليمان الجعفى الكوفى‬

‫‪ -)1 ( 66‬مجمع الرجال ‪134 :5‬‬


‫‪ )*( 67‬له ترجمة فى‪ :‬تنقيح المقال ‪ ،65 3:2‬جامع الرواة ‪ ،58 3:2‬خالصة االقوال ‪ ،160‬الذريع‪33‬ة رج‪33‬ال ابن داود ‪ ،291‬رج‪33‬ال النجاش‪33‬ى ‪ ،289‬ري‪33‬اض‬
‫العلماء خ‪ ،‬ريحانة االدب ‪ 413 3:1‬فرج المهموم ‪ ،144‬الفهرست ‪ ،224‬فوائد الرجالية ‪ ،199 3:3‬فوائد الرضوية ‪ ،385‬الكنى و االلقاب ‪ 401 3:2‬مجم‪3‬ع‬
‫الرجال ‪ ،142 :7‬المستدرك ‪ ،523 :3‬معالم العلماء ‪135‬‬
‫صابونى‪ ،‬و صاحب «الفاخر»‪ ،‬و الجعفى‪ ،‬على سبيل االطالق‪ ،‬قال سيّدنا العاّل مة‬ ‫ث ّم المصرى المشتهر بأبى الفضل ال ّ‬
‫الطباطب‪3‬ائى فى كت‪3‬اب رجال‪3‬ه‪ :‬ه‪33‬و من ق‪3‬دماء أص‪33‬حابنا و أعالم فقهائن‪33‬ا من أص‪33‬حاب كتب الفت‪3‬وى و من كب‪3‬ار الطّبق‪3‬ة‬
‫صغرى و الكبرى‪ ،‬عالم فاضل فقيه عارف بالسّير و األخبار و النّجوم‪.‬‬
‫السابعة من أدرك الغيبتين ال ّ‬

‫له كتب منها «كتاب الفاخر» و هو كتاب كبير يشتمل على االص‪33‬ول و الف‪33‬روع و الخطب و غيره‪33‬ا‪« ،‬و كت‪3‬اب تفس‪3‬ير‬
‫معاني القرآن» و «كتاب المحبر» «و كتاب التحبير» ذكره ال ّشيخ و السّروى فى باب الكنى‪ ،‬و النّجاشى فى االسمآء و‬
‫العاّل مة و ابن داود فى القسم اال ّول من كتابيهما‪ ،‬و فى رجال النّجاشى و الخالصة‪ :‬أنّه كان زيديا ث ّم ع‪33‬اد إلين‪33‬ا و س‪33‬كن‬
‫مصر‪ ،‬و كان له منزلة بها‪.‬‬

‫و حكى عنه ابن ادريس بعض أقواله فى «السّرائر» إلى أن قال‪ :‬و نقل‪ -‬يعنى صاحب السّرائر‪ -‬فى فصل الم‪33‬زار عن‬
‫أن عل ّى بن الحس‪33‬ين المقت‪33‬ول ب‪33‬الطّف ه‪33‬و عل ّى األص‪33‬غر‪ ،‬و ّ‬
‫ان عليّ‪33‬ا االك‪33‬بر ه‪33‬و زين العاب‪33‬دين علي‪33‬ه‬ ‫المفيد رحمه هّللا ‪ّ ،‬‬
‫الص ‪3‬ناعة‪ ،‬و هم النّس‪33‬ابون و أص‪33‬حاب الس‪33‬ير و االخب‪33‬ار و‬
‫الس ‪3‬الم‪ ،‬ث ّم ق‪33‬ال و األولى الرّج‪33‬وع فى ذل‪33‬ك إلى أه‪33‬ل ه‪33‬ذه ّ‬
‫ّ‬
‫التّواريخ‪ ،‬و ذكر جماعة صرّحوا بانّه عل ّى األكبر و ع ّد منهم صاحب «كتاب الفاخر» قال و هو مصنّف من أص‪33‬حابنا‬
‫االماميّة ذكره شيخنا أبو جعفر فى فهرست من المصنّفين‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬تنقيح المقال ‪ ،65 3 :2‬جامع الرواة ‪ ،58 3:2‬خالصة االقوال ‪ ،160‬الذريع‪33‬ة رج‪33‬ال ابن داود ‪،291‬‬
‫رجال النجاشى ‪ ،289‬رياض العلماء خ‪ ،‬ريحانة االدب ‪ 413 3:1‬فرج المهموم ‪ ،144‬الفهرست ‪ ،224‬فوائ‪3‬د الرجالي‪3‬ة‬
‫‪ ،199 3:3‬فوائد الرضوية ‪ ،385‬الكنى و االلقاب ‪ 401 3:2‬مجمع الرجال ‪ ،142 3:7‬المستدرك ‪ ،523 3:3‬معالم العلماء‬
‫‪135‬‬

‫ص‪126 :‬‬

‫و قال‪ :‬السيّد الجليل ابن طاوس رحمه هّللا فى «كتاب النّجوم» ّ‬


‫ان جماع‪33‬ة من علمائن‪33‬ا ك‪33‬انوا ع‪33‬ارفين به‪3‬ذا العلم‪ ،‬منهم‪:‬‬
‫مح ّمد بن أحمد بن سليم الجعفى مصنّف «كتاب الفاخر» و قد ذكر المتأ ّخرون من فقهائن‪3‬ا أق‪3‬وال ه‪3‬ذا ّ‬
‫الش‪3‬يخ فى أب‪3‬واب‬
‫الفروع‪ ،‬و عنى بذلك‪ :‬شيخنا ال ّشهيد اال ّو ل طاب ثراه‪ ،‬و منه عرفت فتاويه و مذاهبه‪ ،‬و هو أحد القائلين بالمواس‪33‬عة فى‬
‫قضاء الصّلوات اليوميّة من أصحابنا المتق ّدمين‪ ،‬كما هو المشهور بين المتأ ّخرين و له أقوال مخالف‪33‬ة للمش‪33‬هور ك‪33‬القول‬
‫بالتّفصيل فى مآء البئر‪ ،‬و الفرق فيها بين القليل و الكثير‪ ،‬و تحدي‪33‬د الك‪33‬ثرة بال‪3ّ 3‬ذراعين فى االبع‪33‬اد الثّالث‪33‬ة‪ ،‬و االج‪33‬تزآء‬
‫بال ّشهادة الواحدة فى التّشهد االوّل و بالتّسليم األول عن التّسليم الواجب و غير ذلك انتهى كالم السيّد رحمه هّللا ‪.68‬‬

‫ان ع ّدة كتب «الفاخر» كما عن تصريح النّجاشى و غ‪33‬يره س‪33‬بعة‬ ‫و ينسب إليه أيضا القول بحلية بعض أقسام الفقاع؛ ث ّم ّ‬
‫و ستون كتابا أوّلها كتاب التّوحيد و االيمان‪ ،‬ث ّم كتاب مبتدا الخلق‪ ،‬كتاب الطّهارة كت‪33‬اب ف‪3‬رض ّ‬
‫الص‪3‬الة‪ ،‬كت‪3‬اب ص‪3‬الة‬
‫التطّوع‪ ،‬كت‪33‬اب ص‪33‬الة الجمع‪33‬ة‪ ،‬كت‪33‬اب ص‪33‬الة المس‪33‬افر‪ ،‬كت‪33‬اب ص‪33‬الة الخ‪33‬وف‪ ،‬كت‪33‬اب ص‪33‬الة الكس‪33‬وف؛ كت‪33‬اب ص‪33‬الة‬
‫‪ -)1 ( 68‬الفوائد الرجالية ‪199 :3‬‬
‫االستسقآء‪ ،‬كتاب صالة الغدير‪ ،‬كتاب صالة الجنائز‪ ،‬كتاب ال ّزكاة؛ كتاب ّ‬
‫الص ‪3‬يام إلى تم‪33‬ام س‪33‬اير الكتب المق‪3‬رّرة على‬
‫أبواب الفقه األحمدى‪ ،‬مع زيادة كتاب الخطب‪ ،‬و كتاب تعبير الرّؤيا عليها‪.‬‬

‫و يرويها عنه شيخنا الطّوسى رحمه هّللا بواس‪33‬طة احم‪33‬د بن عب‪33‬دوان‪ ،‬و عن كرام‪33‬ة ابن احم‪33‬د ال‪33‬ب ّزاز‪ ،‬و رج‪33‬ل آخ‪33‬ر و‬
‫النّجاشى بواسطة أحمد بن عل ّى بن نوح‪ ،‬عن جعفر بن مح ّمد‪ ،‬و اختلف فى اسم ج‪ّ 3‬ده األعلى ه‪33‬ل ه‪33‬و س‪33‬ليم ام س‪33‬ليمان‬
‫بين «جش» و الخالصة‪ ،‬و نجوم ابن طاوس‪ ،‬و رجال ابن داود‪ ،‬و عن بعض نسخ الفهرست ترك ذكر اس‪33‬مه رأس‪33‬ا و‬
‫يشهد بصحّته انّه عقد الباب الذى يذكره فيه فيمن عرف بكنيته و لم يق‪33‬ف ل‪33‬ه على اس‪33‬م و جعفى على وزن كرس‪33‬ى ابن‬
‫سعد العشيرة ابو حي باليمن و النسبة إليه جعفى أيضا كما فى «القاموس»‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬الفوائد الرجالية ‪199 :3‬‬

‫ص‪127 :‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ 572‬العالم الربانى محمد بن ابراهيم بن جعفر ابو عبد هّللا الكاتب النعمانى‬

‫بض ّم النّون على ما هو المش‪33‬هور نس‪33‬بة إلى النّعمانيّ‪33‬ة الّ‪33‬تى هى بل‪33‬دة بين الواس‪33‬ط و بغ‪33‬داد أو قري‪33‬ة تك‪33‬ون بمص‪33‬ر على‬
‫احتمال بعيد فيها‪ ،‬و فى ك ّل من الموضعين معدن للطّين ال‪3‬رّأس كم‪33‬ا فى «الق‪33‬اموس» ال إلى النّعماني‪3‬ة ب‪33‬الفتح الّ‪33‬تى هى‬
‫ّ‬
‫الض‪3‬رير‪،‬‬ ‫بليدة تكون بين الحمى و الحلب‪ ،‬و هى كثيرة البساتين و ال ّزيتون‪ ،‬ينس‪3‬ب إليه‪33‬ا أب‪33‬و العالء أحم‪33‬د بن عب‪33‬د هّللا‬
‫كما فى «تلخيص اآلثار» و ال إلى إلنّعمان بالفتح الّ‪33‬ذى ه‪33‬و اس‪33‬م واد فى طري‪33‬ق الطّ‪33‬ائف يخ‪33‬رج إلى عرف‪33‬ات و ال إلى‬
‫نعمان بالض ّم الّذى هو اسم لجماعة أعاظم منهم‪ :‬نعمان بن المنذر الّذى هو من ملوك العجم المشهورين‪ ،‬و إلي‪33‬ه ينس‪33‬ب‬
‫الورد المعروف بشقايق النّعمان‪.‬‬

‫قال شيخنا النّجاشى فيما نقل عن رجاله بعد ذكره بالعنوان المذكور‪ ،‬إلى قولنا النّعمانى المعروف بابن أبى زينب‪ ،‬شيخ‬
‫من أصحابنا عظيم القدر‪ ،‬شريف المنزلة‪ ،‬صحيح العقيدة‪ ،‬كثير الحديث قدم بغداد‪ ،‬و خرج إلى ال ّشام‪ ،‬و مات بها‪.‬‬

‫له كتب منه‪33‬ا «كت‪33‬اب الغيب‪33‬ة» «كت‪33‬اب الف‪3‬رائض» «كت‪33‬اب ال‪33‬ر ّد على االس‪33‬ماعيلية» رأيت أب‪33‬ا الحس‪33‬ين مح ّم‪33‬د بن على‬
‫ال ّشجاعي الكاتب‪ ،‬يقرء عليه «كتاب الغيبة» تصنيف مح ّمد بن ابراهيم النعمانى بمشهد العتيقى‪ ،‬ألنّه كان قد قرأه علي‪33‬ه‬
‫صى إلى ابنه أبو عبد هّللا الحسين بن مح ّمد ال ّشجاعى بهذا الكتاب و س‪33‬ائر كتب‪33‬ه‪ ،‬و النس‪33‬خه المق‪33‬رؤة عن‪33‬دى و ك‪33‬ان‬
‫وو ّ‬
‫الوزير المغربى المشهور أبو القاسم الحسين بن عل ّى المتق‪ّ 3‬دم ذك‪33‬ره ابن بنت‪33‬ه المس‪33‬عودة فاطم‪33‬ة‪ ،‬و ق‪33‬ال س‪33‬ميّنا العاّل م‪33‬ة‬
‫المجلسى فى ديباجة «بحار االنوار» كتاب‬

‫‪ )*( 69‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،232 3:2‬تنقيح المقال ‪ ،55 3:2‬جامع الرواة ‪ ،43 3:2‬خالصة االقوال ‪ ،162‬الذريع‪33‬ة ‪ 79 3:16‬رج‪33‬ال النجاش‪33‬ى ‪،271‬‬
‫ريحانة االدب ‪ ،347 :7‬فوائد الرضوية ‪ 377‬الكنى و االلقاب ‪ 195 :1‬مجمع الرجال ‪ ،97 :5‬المستدرك ‪252 :3‬‬
‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،232 3:2‬تنقيح المقال ‪ ،55 3:2‬جامع ال‪3‬رواة ‪ ،43 3:2‬خالص‪3‬ة االق‪3‬وال ‪ ،162‬الذريع‪33‬ة‬
‫‪ 79 3:16‬رجال النجاشى ‪ ،271‬ريحانة االدب ‪ ،347 3:7‬فوائد الرضوية ‪ 377‬الكنى و االلقاب ‪ 195 3:1‬مجمع الرجال‬
‫‪ ،97 :5‬المستدرك ‪252 :3‬‬

‫ص‪128 :‬‬

‫«جامع االخبار» «كتاب الغيبة» لل ّشيخ الفاضل الكامل ال ّزكى مح ّمد بن اب‪33‬راهيم النّعم‪33‬انى تلمي‪33‬ذ الكلي‪33‬نى رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬و‬
‫قال فى موضع آخر منها «كتاب نثر اللّئالى» و كتاب «جامع االخبار» من أج ّل الكتب‪.‬‬

‫و قال ال ّشيخ المفيد رحمه هّللا فى «ارشاده» بعد أن ذكر النّصوص على إمامة الح ّجة عليه السّالم‪ :‬و الرّوايات فى ذل‪33‬ك‬
‫كثيرة قد د ّونها أصحاب الحديث من ه‪3‬ذه العص‪3‬ابة فى كتبه‪3‬ا‪ ،‬فم ّمن أتيته‪3‬ا على ّ‬
‫الش‪3‬رح و التّفص‪3‬يل مح ّم‪3‬د بن اب‪3‬راهيم‬
‫المكنّى أبا عبد هّللا النعمانى‪ ،‬في كتابه الّذى صنّفه فى «الغيبة»‪.‬‬

‫اقول‪ :‬و له ايضا «كتاب التّفسير» ينقل عنه سيّدنا المرتضى رحمه هّللا فى «رسالة المحكم و المتشابه» غالب‪33‬ا‪ ،‬و كأنّه‪3‬ا‬
‫مأخوذة منه‪ ،‬و هو الّذى يوجد عنه النّقل أيضا فى «البح‪33‬ار» أيض‪33‬ا‪ ،‬و قي‪33‬ل‪ّ :‬‬
‫ان وض‪33‬ع ذل‪33‬ك لبي‪33‬ان النّاس‪33‬خ و المنس‪33‬وخ‬
‫أن له ايضا كتابا س‪ّ 3‬ماه ب «التّس‪3‬لى» حيث ذك‪3‬ر فى ب‪3‬اب عق‪3‬اب‬ ‫بالخصوص‪ ،‬و يظهر من بعض ما نقله في «البحار» ّ‬
‫هّللا تعالى فى ال ّدنيا كثيرا من قتلة موالنا الحسين عليه السّالم حديثا طريفا يعجبنى إيرادها فى مثل هذا المقام‪ ،‬ت‪33‬ذكرة و‬
‫ذكرى ألرباب المعارف و األفهام‪ ،‬و صورة عبارته هكذا‪:‬‬

‫أقول روى السّائل عن السيّد المرتضى رضى هّللا عنه‪ ،‬عن خبر روى النّعماني فى كتاب «التسلّى» عن الصادق علي‪33‬ه‬
‫السّالم‪ ،‬أنّه قال إذا احتضر الكافر حضره رسول هّللا صلّى هّللا عليه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم‪ ،‬و عل ّي علي‪33‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬و جبرئي‪33‬ل‪ ،‬و‬
‫ملك الموت‪ ،‬فيدنو إليه عل ّى عليه السّالم‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رسول هّللا ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه ّ‬
‫ان ه‪33‬ذا ك‪33‬ان يبغض‪33‬نا أه‪33‬ل ال‪33‬بيت‬
‫ان ه‪3‬ذا ك‪33‬ان يبغض هّللا و رس‪3‬وله و أه‪3‬ل بيت رس‪3‬وله‬ ‫فابغض‪33‬ه‪ ،‬فيق‪33‬ول رس‪3‬ول هّللا ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪3‬ه‪ :‬ي‪3‬ا جبرئي‪3‬ل ّ‬
‫فابغضه‪ ،‬فيقول جبرئيل عليه السّالم‪ :‬لملك الموت مثل ذلك مع زيادة قوله و اعنف به‪ ،‬فيدنو منه ملك الم‪33‬وت‪ ،‬فيق‪33‬ول‪:‬‬
‫يا عبد هّللا أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت أمان برائتك؟ تمسّكت بالعصمة الكبرى فى دار الحياة ال ّدنيا؟ فيقول يا عب‪33‬د هّللا ‪ :‬و‬
‫ما هى؟ فيقول‪ :‬والية عل ّى بن أبى طالب؛ فيقول ما أعرفها و ال أعتق‪33‬د به‪33‬ا‪ ،‬فيق‪33‬ول ل‪33‬ه جبرئي‪33‬ل ي‪33‬ا ع‪33‬د ّو هّللا و م‪33‬ا كنت‬
‫تعتقد‪ ،‬فيقول له جبرئيل إبشر يا عد ّو هّللا بسخط هّللا و عذاب‪3‬ه فى النّ‪3‬ار أم‪3‬ا م‪3‬ا كنت ترج‪3‬و فق‪3‬د فات‪3‬ك‪ ،‬و أ ّم‪3‬ا الّ‪3‬ذى كنت‬
‫تخاف‬

‫ص‪129 :‬‬

‫يتاذى بريحه‪ ،‬فاذا وضع فى‬ ‫فقد نزل بك‪ ،‬ث ّم يسل نفسه سالغيفا‪ ،‬ث ّم يوك ّل بروحه مأة شيطان‪ ،‬كلّهم يبصق فى وجهه و ّ‬
‫قبره فتح له باب من أبواب النّار يدخل إليه من فوح ريحها و لهبها انّه يؤتى بروحه إلى جب‪33‬ال بره‪33‬وت‪ ،‬ث ّم انّ‪33‬ه يص‪33‬ير‬
‫فى المركبّات بعدان يجرى فى ك ّل سنخ مسخوط عليه حتّى يقوم قائمنا أه‪33‬ل ال‪33‬بيت‪ ،‬فبيعث‪3‬ه هّللا فيض‪3‬رب عنق‪33‬ه‪ ،‬و ذل‪33‬ك‬
‫قوله ربّنا ا ّمتنا اثنتين و احييتنا اثن‪3‬تين فه‪3‬ل إلى خ‪3‬روج من س‪3‬بيل و هّللا لق‪3‬د أتى بعم‪3‬ر بن س‪3‬عد بع‪3‬د م‪3‬ا قت‪3‬ل و أنّ‪3‬ه لفى‬
‫صورة قرد فى عنقه سلسلة‪ ،‬فجعل يعرف أهل ال ّدار و هم ال يعرفونه؛ و هّللا ال يذهب األيّ‪33‬ام حتّى يمس‪33‬خ ع‪33‬دوّنا مس‪33‬خا‬
‫أن ال ّر جل منهم ليمسخ فى حياته قردا او خنزيرا‪ ،‬و من ورائهم عذاب غليظ‪ ،‬و من ورائهم جهنّم و س‪33‬ائت‬
‫ظاهرا حتّى ّ‬
‫مصيرا‪ ،‬ث ّم قال رحمه هّللا هذا خبر غريب و لم ينكره السيّد فى الجواب و اجاب بما حاصله انا ننكر تعلّق الرّوح بجسد‬
‫آخر و ال ننكر تغيّر جسمه إلى صورة اخرى‪.‬‬

‫‪ 573‬الشيخ ابو النضر بالضاد المعجمة محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمى العراقى الكوفى المفس‪33‬ر المح‪33‬دث‬
‫‪70‬‬
‫المعروف بالغياشى‬

‫نسبة إلى ج ّده الثّانى عيّاش بال ّشين المعجمة مع التّضعيف‪ -‬ثقة صدوق عين من عي‪33‬ون ه‪33‬ذه الطائف‪33‬ة و كبيره‪33‬ا‪ ،‬و قي‪33‬ل‬
‫من بني تميم جليل القدر‪ ،‬واسع االخبار‪ ،‬بصير بال ّزواية‪ ،‬مضطلع بها‪.‬‬

‫له كتب كثيرة تزيد على مأتى مصنّف‪ ،‬منها «كتاب التّفسير» المشهور الّذى هو علي م‪33‬ذاق األخب‪33‬ار ب‪33‬ل التنزي‪33‬ل على‬
‫فضايل أهل البيت األطهار أشبه شىء بتفسير عل ّى بن‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،108 3 :2‬تحفة االحباب ‪ ،350‬تنقيح المقال ‪ ،183 3 :2‬جامع الرواة ‪ ،192 3 :2‬خالص‪33‬ة‬
‫االقوال ‪ ،71‬الذريعة ‪ ،295 :4‬رجال النجاشى ‪ ،247‬ريحانة االدب ‪:4‬‬

‫‪ ،220‬الفهرست البن النديم ‪ ،275‬الفهرست للطوسى ‪ ،136‬فوائد الرضوية ‪ 642‬الكنى و االلق‪33‬اب ‪ ،490 3:2‬مج‪33‬الس‬
‫المؤمنين؛‪ ،437 :‬مجمع الرجال ‪ ،41 :6‬المستدرك ‪ ،665 :3‬معالم العلماء ‪.88‬‬

‫ص‪130 :‬‬

‫إبراهيم‪« ،‬و تفسير ف‪3‬رات» المش‪33‬هورين‪ ،‬و لم يكن عن‪3‬د ص‪33‬احب «الوس‪3‬ائل» غ‪33‬ير النّص‪3‬ف االوّل من‪3‬ه‪ ،‬ب‪3‬ل و ال عن‪3‬د‬
‫صاحب «كنز ال ّدقايق» الجامع لسائر تفاسير االخب‪3‬ار أيض‪3‬ا غ‪3‬ير ذل‪3‬ك النّص‪3‬ف‪ ،‬و فى مق‪ّ 3‬دمات «البح‪3‬ار» عن‪3‬د ذك‪3‬ره‬
‫لتفسير العيّاشى‪ ،‬روى عنه الطّبرسى و غ‪33‬يره‪ ،‬و رأين‪33‬ا من‪33‬ه نس‪33‬ختين ق‪3‬ديمتين‪ ،‬و ع‪ّ 3‬د فى كتب الرّج‪33‬ال من كتب‪33‬ه‪ ،‬لكن‬
‫بعض النّاسخين حذف أسانيده لالختصار و ذكر فى أ ّوله عذرا هو اشنع من جرمه انتهى‪.‬‬

‫و عن «معالم العلماء» أنّه كان أكبر أهل المشرق علما و فضال و أدبا و فهما و نبال فى زمان‪33‬ه ص‪3‬نّف اك‪33‬ثر من م‪33‬أتى‬
‫مصنّف ذكرناها فى «الفهرست» و كان له مجلس للخاص و مجلس للعام‪ ،‬نعم فيما نقل عن «رجال النّجاشى» انّه كان‬
‫‪ )*( 70‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،108 3:2‬تحفة االحباب ‪ ،350‬تنقيح المقال ‪ ،183 3:2‬جامع الرواة ‪ ،192 3:2‬خالصة االقوال ‪ ،71‬الذريع‪33‬ة ‪،295 3:4‬‬
‫رجال النجاشى ‪ ،247‬ريحانة االدب ‪:4‬‬
‫‪ ،220‬الفهرست البن النديم ‪ ،275‬الفهرست للطوسى ‪ ،136‬فوائد الرضوية ‪ 642‬الكنى و االلقاب ‪ ،490 3:2‬مجالس المؤمنين؛‪ ،437 :‬مجمع الرج‪33‬ال ‪:6‬‬
‫‪ ،41‬المستدرك ‪ ،665 :3‬معالم العلماء ‪.88‬‬
‫ضعفاء كثيرا‪ ،‬و كان فى أ ّول عمره عامى المذهب‪ ،‬و سمع ح‪33‬ديث العا ّم‪33‬ة و اك‪33‬نر من‪33‬ه‪ ،‬ث ّم تبص‪33‬ر و ع‪33‬اد‬‫يروى عن ال ّ‬
‫إلينا‪ ،‬و فيه أيض‪3‬ا أنّ‪33‬ه اتف‪3‬ق على أه‪33‬ل العلم و الح‪3‬ديث ترك‪3‬ة أبي‪3‬ه س‪3‬ائرها و ك‪3‬انت ثالثم‪3‬أة أل‪3‬ف دين‪33‬ار‪ ،‬و ك‪3‬انت داره‬
‫كالمسجد بين ناسخ أوقار أو مقابل أو معلّق مملوة من النّاس‪ ،‬و صنّف أبو النّضر كتبا منه‪3‬ا «كت‪3‬اب التّفس‪3‬ير» ث ّم س‪3‬اق‬
‫الكالم فى تعدادها إلى تمام ما يزيد علي مأة كتاب‪.‬‬

‫ث ّم قال أخبرنى أبو عبد هّللا بن شاذان القزوينى عن حيدر بن مح ّمد السّمرقندى عنه‪ ،‬و عن «فهرست ال ّشيخ» أنّ‪33‬ه ذك‪33‬ر‬
‫ّ‬
‫المفض‪3‬ل‪ ،‬عن جعف‪33‬ر بن محم‪33‬د بن مس‪33‬عود‬ ‫فهرست كتبه اسحاق بن النّديم‪ ،‬ث ّم قال بعد تعدادها أخبرنى جماعة عن أبى‬
‫العيّاشى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬بجميع كتبه‪.‬‬

‫أقول‪ :‬و من جملة تالميذ هذا ال ّشيخ الجليل و غلمانه فى مصطلح أهل الرّجال ال ّشيخ أبو عمرو بالعين المهملة المفتوحة‬
‫مح ّمد بن عمر بن عبد العزيز الكشى‪ ،‬نسبة إلى كشّ ال‪33‬ذى ه‪33‬و بفتح الك‪33‬اف و تش‪33‬ديد ّ‬
‫الش‪3‬ين المعجم‪33‬ة‪ ،‬قري‪33‬ة بجرج‪33‬ان‬
‫المشرق‪ ،‬كما ذكره صاحب «القاموس» و هو صاحب كتاب ال ّرجال المشهور المشتمل على معظم األح‪33‬اديث المتعلّق‪33‬ة‬
‫بأحوال ال ّرجال‪ ،‬و قد تعرض لتتميمه من هذه الحيثيّة سميّنا العاّل مة العاّل مة المر ّوج فى كتاب تعليقاته فليالحظ‪.‬‬

‫و قد مدحه النّجاشى و العالمة فيما نقل عن كتابيهما فى ال ّرجال بكونه بصيرا باألخبار و ال ّرجال حسن اإلعتقاد‪ ،‬و أنّ‪33‬ه‬
‫كان ثقة عينا‪ ،‬روى عن الضّعفاء و صحب العيّاشى‬

‫ص‪131 :‬‬

‫و أخذ منه و تخرج عليه فى داره التى كانت مرتعا لل ّشيعة‪ ،‬و أهل العلم‪ ،‬له كتاب ال ّرجال كثير العلم إاّل ّ‬
‫أن فيه اغالط‪33‬ا‬
‫كثيرة أخبرنا به جماعة عن أبى مح ّمد هارون بن موسى‪ ،‬عن أبي عمرو الكش ّى‪.‬‬

‫ّ‬
‫الكش ‪3‬ى‬ ‫و قال فى «لؤلؤة البحرين» أقول و كتاب الكشى المذكور لم يصل إلينا‪ ،‬و انّما الموجود المتداول كتاب اختي‪33‬ار‬
‫للشيخ أبى جعفر الطوسى رحمه هّللا ‪ ،‬و قد رتّبه على ح‪3‬روف المعجم داود بن الحس‪3‬ن الجزي‪3‬رى البح‪3‬راني ق‪3‬ال ش‪3‬يخنا‬
‫المح ّدث الصّالح ال ّشيخ عبد هّللا بن صالح البحرانى بعد ذكر ال ّشيخ داود المذكور‪ :‬كان هذا ال ّشيخ ص‪33‬الحا أديب‪33‬ا ص‪33‬حيح‬
‫الكش‪3‬ى و كت‪3‬اب النّجاش‪3‬ى علي ح‪3‬روف‬ ‫ّ‬ ‫الس‪3‬الم‪ ،‬و ق‪3‬د رتّب كت‪3‬اب اختي‪3‬ار‬
‫اإلعتقاد مخلصا فى محبّة أهل ال‪3‬بيت عليهم ّ‬
‫المعجم‪ ،‬و كتاب «معانى االخبار» و له «رسالة فى مسائل ال ّدين» و «رسالة في تحريم التّتن» إلى أن قال‪ :‬و بالجمل‪33‬ة‬
‫فالرّجل خير صالح إاّل أنّه ليس له ق ّوة اإلستدالل و التّصرف فى ترجيح االقوال‪ ،‬و قد كتب كتبا كث‪33‬يرة بي‪33‬ده المبارك‪33‬ة‪-‬‬
‫و وقفها مع كتب كثيرة بخطّه و خطّ غيره فى المدرسة الّتى بناها بالجزيرة انتهي‪.‬‬

‫ّ‬
‫الخاص‪3‬ة‪ ،‬خالط‪3‬ا بعض‪3‬ها ببعض‪،‬‬ ‫و قال صاحب «منتهى المقال» عند ذكره لهذا الكت‪3‬اب‪ :‬ك‪3‬ان جامع‪3‬ا ل‪3‬رواة العا ّم‪3‬ة و‬
‫فعمد إليه شيخ الطائفة طاب مضجعه‪ ،‬فلخصه و أس‪33‬قط من‪33‬ه الفض‪33‬الت و س‪ّ 3‬ماه باختي‪33‬ار الرّج‪33‬ال‪ ،‬و الموج‪33‬ود فى ه‪33‬ذه‬
‫االزمان بل زمان العاّل مة‪ ،‬و ملقار به انّما هو اختيار الك ّشى ال الكشى االصل‪.‬‬
‫ص‪132 :‬‬

‫‪ 574‬الشيخ العلم االمين عماد الملة و الدين رئيس المحدثين ابو جعفر الثانى محمد بن الشيخ المعتم‪33‬د الفقي‪33‬ه النبي‪33‬ه أبى‬
‫‪71‬‬
‫الحسن على بن الحسين بن بابويه القمى المشتهر بالشيخ الصدوق‬

‫امره فى العلم و العدالة و الفهم و النّبالة و الفقه و الجاللة و الثّقة و حسن الحالة و كثرة التّص‪33‬نيف‪ ،‬وج‪33‬ودة التّ‪33‬أليف‪ ،‬و‬
‫غير ذلك‪ .‬من صفات البارعين‪ ،‬و سمات الجامعين‪ ،‬أوضح من أن يحتاج إلى بي‪33‬ان‪ ،‬أو يفتق‪33‬ر إلى تقري‪33‬ر القلم فى مث‪33‬ل‬
‫هذا المكان‪.‬‬

‫قال فى حقّه سميّنا العاّل مة المجلسي رحمه هّللا فيم‪33‬ا نق‪33‬ل عن بعض تحقيقات‪3‬ه‪ :‬وثق‪33‬ة ابن ط‪3‬اوس رحم‪3‬ه هّللا ص‪3‬ريحا فى‬
‫كتاب النّجوم‪ ،‬بل وثّقة جميع األصحاب؛ لما حكموا بص ّحة جميع أخبار كتابه يعنى ص‪3‬حّة جمي‪3‬ع م‪33‬ا ق‪3‬د ص‪ّ 3‬ح عن‪33‬ه من‬
‫غير تأ ّمل‪ ،‬بل هو ركن من أركان ال ّدين‪ ،‬جزاه هّللا عن االسالم و المسلمين أفضل الجزاء‪.‬‬

‫و كان اخوه الحسين بن عل ّى بن بابويه أيضا ثقة‪ ،‬و خلف ولدانا كثيرة من أصحاب الحديث‪.‬‬

‫أن موالنا صاحب ال ّزمان عليه السّالم؛ كتب إليه فى ج‪33‬واب م‪33‬ا‬ ‫أقول‪ :‬و قد م ّر في ترجمة أبيه عل ّى بن بابويه المشهور ّ‬
‫سئل عنه سترزق ولدين خيّرين‪ .‬و فيه أيضا من ال ّداللة على غاية جاللة الرّجلين م‪33‬ا ال يخفى‪ ،‬و لنعم م‪33‬ا أف‪33‬اده ّ‬
‫الش‪3‬هيد‬
‫أن مش‪33‬ايخ اإلج‪33‬ازات ال يحت‪33‬اجون إلى التّنص‪33‬يص على‬ ‫الثّ‪33‬انى رحم‪33‬ه هّللا في مث‪33‬ل ه‪33‬ذا المق‪33‬ام‪ ،‬من ش‪33‬رح درايت‪33‬ه‪ ،‬من ّ‬
‫تزكيتهم‪ ،‬لما اشتهر فى ك ّل عصر من ثقتهم و ورعهم‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ 283 3:2‬تحفة االحباب ‪ ،235‬تنقيح المقال ‪ ،154 3:3‬ج‪33‬امع ال‪33‬رواة ‪ ،154 3:2‬خالص‪33‬ة‬
‫االقوال ‪ ،147‬الذريعة ‪ ،313 3:15‬رج‪33‬ال الطّوس‪33‬ى ‪ ،156‬رج‪33‬ال النجاش‪33‬ى ‪ ،302‬ريحان‪33‬ة االدب ‪ 434 3:3‬الفهرس‪33‬ت‬
‫‪ 184‬فوائد الرجالية ‪ 192 :3‬فوائد الرضوية ‪ ،560‬كشف المحجة ‪ 122‬الكنى و االلقاب ‪ 220 :1‬مجالس المؤمنين ‪:1‬‬
‫‪ ،454‬مجمع الرجال ‪ ،269 :5‬المستدرك ‪.524 :3‬‬

‫ص‪133 :‬‬

‫و من المنقول عن شيخنا العاّل مة البحرانى المتق ّدم ذكره في باب السّين انّه قال فى بعض حواشيه على كتاب‪33‬ه «البلغ‪33‬ة»‬
‫كان بعض مشايخنا يتوقف فى وثاقة شيخنا الصّدوق‪ ،‬عطّر هّللا مرقده و هو غريب‪ ،‬م‪33‬ع أنّ‪33‬ه رئيس المح ‪ّ 3‬دثين؛ المعبّ‪33‬ر‬
‫عنه فى عبارات االصحاب بالصّدوق‪ ،‬و هو المولود بال ّدعوة الموصوف فى التّوقيع المبارك بالمح ّدث الفقيه‪ ،‬و صرّح‬
‫العاّل مة فى «المختلف» بتعديله و توثيقه‪ ،‬و قبله السيّد بن طاوس فى كت‪33‬اب «فالح ّ‬
‫الس‪3‬ائل» و غ‪33‬يره‪ -‬يع‪33‬نى ب‪33‬ه كت‪33‬اب‬

‫‪ )*( 71‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ 283 3:2‬تحفة االحباب ‪ ،235‬تنقيح المقال ‪ ،154 3:3‬جامع الرواة ‪ ،154 3:2‬خالصة االقوال ‪ ،147‬الذريعة ‪،313 3:15‬‬
‫رجال الطّوسى ‪ ،156‬رجال النجاشى ‪ ،302‬ريحانة االدب ‪ 434 3:3‬الفهرست ‪ 184‬فوائد الرجالية ‪ 192 3:3‬فوائد الرض‪3‬وية ‪ ،560‬كش‪3‬ف المحج‪3‬ة ‪122‬‬
‫الكنى و االلقاب ‪ 220 :1‬مجالس المؤمنين ‪ ،454 :1‬مجمع الرجال ‪ ،269 :5‬المستدرك ‪.524 :3‬‬
‫«كشف المح ّج ة»‪ -‬و «كتاب االقبال» و كتابه «الغياث» و لم أقف على أحد من االصحاب يتوقّ‪33‬ف فى رواي‪33‬ات الفقي‪33‬ه‪،‬‬
‫إذا ص ّح طريقها‪.‬‬

‫بالص‪3‬حة‪ ،‬و يقول‪33‬ون انّه‪33‬ا ال تقص‪33‬ر عن مراس‪33‬يل ابن أبى عم‪33‬ير منهم‬
‫ّ‬ ‫بل رأيت جمعا من األصحاب يصفون مراس‪33‬يله‬
‫العاّل مة فى «المختلف» و ال ّشهيد رحمه هّللا فى «شرح االرشاد» و السيد المحقّق الداماد رحمه هّللا انتهى‪.‬‬

‫و قال صاحب «منتهي المقال» بع‪3‬د نقل‪3‬ه ه‪3‬ذه الحاش‪3‬ية عن ص‪3‬احب التّعليق‪3‬ات م‪3‬ع زي‪3‬ادة قول‪3‬ه‪ :‬و ق‪3‬ال ج‪ّ 3‬دى العاّل م‪3‬ة‬
‫المجلسى رحمه هّللا ‪ :‬و ثقة «طس» صريحا فى كتاب «النّجوم» بل وثّق‪33‬ة جمي‪33‬ع األص‪33‬حاب لم‪33‬ا حكم‪33‬وا بص‪3‬حّة اخب‪33‬ار‬
‫كتابه‪ ،‬و ظاهر كالمه عليه السّالم في التّوقيع توثيقهما‪ ،‬فانّهما لو كان‪33‬ا ك‪33‬اذبين المتن‪3‬ع أن يص‪33‬فهما المعص‪33‬وم بالخيريّ‪33‬ة‬
‫انتهى‪.‬‬

‫و ما مر من استغراب ال ّشيخ سليمان من بعض المشايخ المتوقّفين فى وثاقته غ‪3‬ريب‪ ،‬و اغ‪3‬رب من‪3‬ه قول‪3‬ه لم أق‪3‬ف علي‬
‫أحد من األصحاب إلى آخر؛ و اغرب من ذلك كلّه قول المق ّدس المجلسى لو كانا ك‪33‬اذبين‪ .‬أ ّم‪33‬ا االوّل فألنّ‪33‬ك خب‪33‬ير ب‪ّ 3‬‬
‫‪3‬أن‬
‫ضبط و المتوقّف فى وثاقته لعلّه لم يحصل له الجزم به و ال غرابة فى ذلك‬ ‫الوثاقة أمر زائد على العدالة‪ ،‬مأخوذ فيه بال ّ‬
‫فألن الحكم بصحّة ال ّرواية ال يستلزم وثاقة ال ّراوى‪ ،‬كما هو واضح‪ ،‬و أ ّما الثّالث فألنّا لم نر مؤمن‪33‬ا‬
‫أصال‪ ،‬و أ ّما الثّانى ّ‬
‫مو ّحدا ينسب إلى هذا ال ّشخص ال ّربانى الكذب‪ ،‬و كان ه‪3‬ؤالء توهّم‪3‬وا التّوقّ‪3‬ف فى عدالت‪3‬ه ط‪3‬اب مض‪3‬جعه و حاش‪3‬اه أن‬
‫يكون كذلك‪ ،‬و لقد أطال الكالم شيخنا ال ّشيخ سليمان فى «الفوائد النّجفيّة» و جملة م ّمن تأ ّخر عنه‪ ،‬و حاولوا اإلس‪33‬تدالل‬
‫على إثبات عدالته ق ّدس س ّره‪ ،‬و هو كما ترى يضحك الثّكلى‪ ،‬فان عدالة الرّجل من ضروريّات المذهب‪ ،‬و لم يقدح فى‬
‫عدالته‬

‫ص‪134 :‬‬

‫عادل‪ ،‬و انّما الكالم فى الوثاقة و لعلّه ال ينبغى التوقّف فيها أيضا فال تغفل انتهي‪.‬‬

‫و ال يبعد كون توقّف بعضهم في أمر ال ّرجل من جهة افتائه بكثير من مخالفات اجماع الطائفة‪ ،‬ل‪33‬و لم نق‪33‬ل من منافي‪33‬ات‬
‫ق‪ ،‬مثل قوله بجواز سهو النّب ّى و االئ ّمة عليهم ّ‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬لم‪3‬ا اس‪3‬تفيد ل‪3‬ه من ظ‪3‬واهر بعض أحاديثن‪3‬ا‬ ‫ضرورة المذهب الح ّ‬
‫ب‪3‬ان أوّل م‪3‬راتب الغل‪3‬و نفى ّ‬
‫الس‪3‬هو عنهم‬ ‫المحمولة ال محالة على التّقيّة و غيرها‪ ،‬بل التّ‪3‬رقى فى ذل‪3‬ك الخط‪3‬ا إلى قول‪3‬ه ّ‬
‫أن م‪33‬ا ذك‪33‬ره من العجب العج‪33‬اب‪ ،‬و إن لم يكن ق‪33‬دحا فى جاللت‪33‬ه باعتب‪33‬ار ع‪33‬دم تقص‪33‬يرة فى‬‫عليهم السّالم‪ ،‬و االنصاف ّ‬
‫ّ‬
‫«الش‪3‬رايع»‬ ‫االجتهاد‪ ،‬و وجوب عمله بما تبيّن له من المراد و لذا قال بعض افاقه مقاربى عصرنا هذا فى ش‪33‬رحه على‬
‫عند ذكره لفتوى المحقّق رحمه هّللا بعدم اعتبار العدد فى إثب‪33‬ات الهالل‪ ،‬و نس‪3‬بته ذل‪33‬ك الق‪33‬ول إلى بعض الحش‪33‬ويّة‪ ،‬فمن‬
‫الغريب ما عن المفيد فى بعض كتبه من القول بالعدد‪ ،‬اللّه ّم إاّل أن يزيد به عند غم ال ّشهور الّذى ستعرف الحال في‪33‬ه‪ ،‬و‬
‫أغرب منه ما فى «من ال يحضره الفقيه» حيث أنّه بعد ذكر جملة من الرّوايات الدالّة علي ذلك المشتركة فى الضّعف‪،‬‬
‫كما فى «المدارك» قال‪ :‬من خالف هذه االخبار و ذهب إلى األخبار الموافقة للعا ّمة الى أن قال بعد تمام نقل عبارت‪33‬ه و‬
‫كانه إليه أشار المصنّف ببعض الحشويّة لكن ال ينبغى ترك األدب معه النّ‪33‬ه من اجاّل ء الطّائف‪33‬ة و من خ‪33‬زان آل مح ّم‪33‬د‬
‫صلّى هّللا عليه و اله‪ ،‬فهو اعلم بما قال؛ و إن صدر منه ما هو أعظم من ذلك القول بجواز السّهو على المعص‪33‬ومين‪ 3،‬و‬
‫وقوعه الّذى من ضرورة مذهب ال ّشيعة خالفه إلى آخر ما ذكره‪.‬‬

‫و قال صاحب «امل األمل» بعد ذكره بعنوان مح ّم د بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه يكنى أبا جعفر كان جليال‬
‫حافظا لالحاديث بصيرا ناقدا لالخبار‪ ،‬لم ير فى القمييّن مثله فى حفظه و كثرة علمه‪ ،‬له نحو من ثالثمأة مصنّف‪ -‬قال‪33‬ه‬
‫ال ّشيخ‪ ،‬و نحوه العاّل مة و النّجاشي و ذكرا جملة من كتبه يطول بيانها‪.‬‬

‫و أنا أذكر من كتبه ما وصل إل ّى و هو‪ ،‬كتاب «من ال يحضره الفقيه» كتاب «عيون اخبار ال ّرضا عليه السّالم» كتاب‬
‫«معانى االخبار» كتاب «حقوق االخوان» له او ألبيه كتاب‬

‫ص‪135 :‬‬

‫«الخصال» كتاب «ال ّروضة» فى الفضائل ينسب إليه كتاب «اكم‪33‬ال ال‪ّ 3‬دين و اتم‪33‬ام النّعم‪33‬ة» كت‪33‬اب «االم‪33‬الى» يس‪ّ 3‬مى‬
‫الش‪3‬رايع» و األحك‪33‬ام و األس‪3‬باب‪ ،‬كت‪3‬اب «ث‪3‬واب االعم‪33‬ال» كت‪3‬اب «التّوحي‪3‬د» كت‪33‬اب «ص‪3‬فات‬ ‫المجالس‪ ،‬كتاب «علل ّ‬
‫ال ّش يعة» كتاب «فضايل الشيعة» كتاب «االعتقادات» كتاب «فضايل رجب» كتاب «فضايل ش‪33‬عبان» كت‪33‬اب «فض‪33‬ايل‬
‫شهر رمضان» و باقى كتبه لم يصل إلينا؛ و قد ذكرنا ما يد ّل علي توثيقه فى الفوائد الطّوس‪3‬يّة؛ و ق‪33‬د وثّق‪33‬ه ابن ط‪33‬اوس‬
‫‪72‬‬
‫رحمه هّللا فى كتاب كشف المحجّة انتهى‬

‫فان وضعه ال يشبه ش‪33‬يئا من مؤلّفات‪33‬ه و ال اس‪33‬ناده أس‪33‬انيدها‪ ،‬و ارس‪33‬اله‬


‫و فى نسبة كتاب «ال ّروضة» إليه نظر واضح‪ّ ،‬‬
‫أن عن‪33‬ده منه‪33‬ا نس‪33‬ختين مختلف‪33‬تين‪ ،‬زعمهم‪33‬ا كت‪33‬ابين‪ ،‬و رم‪33‬ز‬ ‫مراسيلها‪ ،‬و ل‪33‬ذا لم يس‪33‬ندها إلي‪33‬ه ص‪33‬احب «البح‪33‬ار» م‪33‬ع ّ‬
‫ألحديهما «فض» و لالخرى «يل» و هذا مثل نسبة بعضهم إليه أيضا كتاب «المجموع الرّائق‪ ،‬مع أنّه‪33‬ا مقط‪33‬وع على‬
‫خالفها‪.‬‬

‫و قد قال صاحب «االمل» فى ذيل ترجمة السيّد هبة هّللا بن أبى مح ّمد الحس‪3‬ن الموس‪3‬وى ك‪3‬ان عالم‪3‬ا ص‪3‬الحا عاب‪3‬دا ل‪3‬ه‬
‫كتاب «المجموع ال ّرائق من أزهار الحدائق» فليالحظ‪.‬‬

‫الص‪3‬دق نس‪3‬بة كت‪3‬اب «ج‪3‬امع االخب‪3‬ار» الّ‪3‬ذى ه‪3‬و على أي‪3‬دى ّ‬


‫الش‪3‬يعة فى ه‪3‬ذه‬ ‫و مثل هذه النّسبة أيضا فى ظه‪3‬ور ع‪3‬دم ّ‬
‫األعصار إليه ام إلى شيخنا المفيد رحمه هّللا كما نصّ على ذلك أيض‪3‬ا س‪3‬ميّنا العاّل م‪3‬ة المجلس‪3‬ى رحم‪3‬ه هّللا فى مق‪3‬دمات‬
‫صدوق بخمس وسائط و‬ ‫«البحار» بقوله بعد ذكره المذكور‪ ،‬و أخطأ من نسبه إلي الصدوق رحمه هّللا ‪ ،‬بل يروى عن ال ّ‬
‫يظن كونه تأليف مؤلّف «مكارم االخالق» و يحتمل كونه لعل ّى بن أبى سعد الخياط‪ ،‬ألنّ‪33‬ه ق‪33‬ال ّ‬
‫الش‪3‬يخ منتجب ال‪ّ 3‬دين‬ ‫قد ّ‬
‫فى فهرسته‪ :‬الفقيه ال ّ‬
‫صالح أبو الحسن عل ّى بن أبى سعد بن أبى الفرج الخيّاط‪ ،‬عالم‪ .‬ورع‪ ،‬واع‪33‬ظ‪ ،‬ل‪3‬ه كت‪33‬اب «الج‪33‬امع‬
‫ان اسم مؤلفه مح ّمد بن مح ّمد ال ّشعيرى و من بعضها أنّه يروى‬
‫فى االخبار» و يظهر من بعض مواضع الكتاب ّ‬

‫‪ )1 ( 72‬امل االمل ‪.284 -283 :2‬‬


‫______________________________‬
‫(‪ )1‬امل االمل ‪.284 -283 :2‬‬

‫ص‪136 :‬‬

‫عن ال ّشيخ جعفر بن محمد ال ّدوريستى بواسطّة‪.‬‬

‫الش‪3‬عيرى عن ّ‬
‫الش‪3‬يخ «منتجب‬ ‫الش‪3‬يخ ش‪33‬مس ال‪ّ 3‬دين مح ّم‪33‬د بن مح ّم‪33‬د بن حي‪33‬در ّ‬
‫اقول و فى «االمل» بعد ما نقل ترجمة ّ‬
‫ال ّدين» و انّ ه قال عالم صالح و ينسب إليه كتاب «جامع االخبار» و قد ذكر اسمه فيه فى فضل تقليم االظفار هذا‪.‬‬

‫ان لشيخنا الصّدوق رحمه هّللا أيضا من المصنّفات الموجودة الّ‪3‬تى لم ي‪33‬ذكرها ص‪3‬احب «االم‪33‬ل» كتاب‪3‬ه الموس‪33‬وم ب‬
‫ث ّم ّ‬
‫«الهداية فى االصول و الفقه» على سبيل االختصار و الجمود على الفت‪33‬وى و ش‪33‬عت نس‪33‬بته إلي‪33‬ه فى كتب االس‪33‬تدالل و‬
‫أ ّما كتاب «مدينة العلم» الّذى قد ع ّد ه بعض علمائنا األبرار خامس اصولنا األربعة الّتى عليه‪33‬ا م‪33‬دار ّ‬
‫الش‪3‬يعة فى جمي‪33‬ع‬
‫االعصار؛ فلم ير منه أث‪33‬ر و ال عين بع‪33‬د زمن العاّل م‪33‬ة و ّ‬
‫الش‪3‬هيدين‪ ،‬م‪33‬ع نهاي‪33‬ة إهتم‪33‬ام علمائن‪33‬ا فى تحص‪33‬يله و انف‪33‬اقهم‬
‫المبالغ الخطيرة فى سبيله‪ ،‬نعم قد نقل أنّه كان عند والد شيخنا البهائى رحمهما هّللا و لكن المق ّدمة العادية تابأه كي‪33‬ف ال‪،‬‬
‫و هو لم يوجد عند أحد من المح ّمدين الثّالثة المتأ ّخرة أيضا كما ال يخفى‪ ،‬فكأنّه شبيه العنقاء أو لم يكن بهذه المثاب‪33‬ة من‬
‫العظم و البهاء و هّللا أعلم‪.‬‬

‫و قال صاحب «لؤلؤة البحرين» قال العاّل مة فى «الخالصة» مح ّم‪33‬د بن عل ّى بن الحس‪33‬ين بن بابوي‪33‬ه القمى‪ 3،‬أب‪33‬و جعف‪33‬ر‬
‫نزيل ال ّري شيخنا و فقيهنا وجه الطّ ائفة بخراسان ورد بغداد سنة خمس و خمسين و ثالثمأة‪ ،‬و سمع منه شيوخ الطّائفة‬
‫و هو حديث السن‪ ،‬كان جليال حافظا لالحاديث‪ ،‬بصيرا بال ّرجال‪ ،‬ناقال لألخبار لم ير فى القميّين مثله فى حفظه و كثرة‬
‫علمه‪ ،‬له نحو من ثالثمأة مصنّف ذكرنا أكثرها فى كتابنا الكبير؛ مات رحمه هّللا سنة إحدي و ثمانين و ثالثماة انتهي‪.‬‬

‫ولد ق ّدس س ّره هو و اخوه الحسين بدعوة صاحب االمر على يد السّفير الحسين بن روح‪ ،‬فانّه كان الواسطة بين‪33‬ه و بين‬
‫عل ّى بن الحسين بن بابويه‪ ،‬و سياتى ذكر ذلك فى ترجمة والده المذكور‪.‬‬

‫و قبره اآلن بالرّى موجود و له قبّة‪ ،‬و العجب من بعض القاصرين أنّه كان يتوقّف‬

‫ص‪137 :‬‬

‫فى توثيق ال ّشيخ الصّدوق‪ ،‬و يقول أنّه غير ثقة النّ‪3‬ه لم يص‪3‬رّح بتوثيق‪33‬ه أح‪3‬د من علم‪3‬اء الرّج‪3‬ال و ه‪3‬و أظه‪33‬ر األغالط‬
‫الفاسدة‪ ،‬و أشنع المقاالت الكاسدة‪ ،‬و افظع الخرافات الب‪33‬اردة؛ فانّ‪33‬ه أج‪ّ 3‬ل من أن يحت‪33‬اج إلى التّوثي‪33‬ق كم‪33‬ا ال يخفى علي‬
‫ذوى التّحقيق و التّدقيق و ليت شعرى من صرّح بتوثيق أوّل هؤالء الم‪33‬وثقين الّ‪33‬ذين اتّخ‪33‬ذوا ت‪33‬وثيقهم لغ‪33‬يرهم ح ّج‪33‬ة فى‬
‫ال ّدين‪.‬‬
‫و فى المقام حكاية طريفة وجدت بخطّ شيخنا ال ّشيخ أبى الحسن س‪33‬ليمان بن عب‪33‬د هّللا البح‪33‬رانى‪ -‬المتق‪ّ 3‬دم فى ص‪33‬در ه‪3‬ذه‬
‫الش‪3‬يخ س‪3‬ليمان بن ص‪33‬الح‬ ‫الش‪3‬يخ الفقي‪33‬ه المح‪ّ 3‬دث ّ‬
‫االجازة‪ -‬ما صورته قال أخبرنى جماعة من أص‪33‬حابنا‪ ،‬ق‪33‬الوا أخبرن‪33‬ا ّ‬
‫البحرانى قال أخبرنى العالم الربانى ال ّشيخ عل ّى بن سليمان البحرانى‪ -‬رحمه هّللا ‪ -‬قال اخ‪33‬برنى ّ‬
‫الش ‪3‬يخ العاّل م‪33‬ة البه‪33‬ائى‬
‫ق ّدس س ّره‪ -‬و قد كان سئل عن ابن بابويه فعدله و وثّقه و أثنى عليه‪ -‬و قال سألت ق‪33‬ديما عن زكريّ‪33‬ا بن آدم و ّ‬
‫الص ‪3‬دوق‬
‫مح ّمد بن عل ّى بن بابويه أيّهما أفضل و أج ّل مرتبة‪ ،‬فقلت زكريّا بن آدم لتوافر األخبار بمدحه‪ ،‬فرأيت شيخنا ّ‬
‫الص‪33‬دوق‬
‫عاتبا عل ّى و قال من أين ظهر لك فضل زكريّا بن آدم عل ّى و أعرض عنّى انتهى‪.‬‬

‫قال ال ّشيخ فى «الفهرست» بعد وصفه و الثّناء عليه بنحو ما ذك‪3‬ره العاّل م‪33‬ة‪ ،‬ل‪33‬ه نح‪33‬و من ثالثم‪33‬أة مص‪3‬نّف‪ ،‬و فهرس‪33‬ت‬
‫كتبه معروف‪ ،‬أنا أذكر ما يحضرنى فى الوقت من أسماء كتبه‪ ،‬منها كت‪33‬اب «دع‪33‬ائم االس‪33‬الم» كت‪33‬اب «المقن‪33‬ع» كت‪33‬اب‬
‫«المرشد» كتاب «الفضائل» كتاب «المواعظ و الحكم» الى ان قال كتاب مدينة العلم كب‪33‬ير اك‪33‬بر من الفقي‪33‬ه‪ ،‬ث ّم إلى أن‬
‫المفص‪3‬لة فى غ‪33‬الب كتب الرّج‪33‬ال‪ ،‬أخ‪33‬برنى بجمي‪33‬ع كتب‪33‬ه و‬ ‫ّ‬ ‫قال‪ :‬بعد ع ّده نحوا من ثالثين كتاب‪33‬ا من مش‪33‬اهير مص‪3‬نّفاته‬
‫رواياته جماعة منهم ال ّشيخ ابو عبد هّللا مح ّمد بن مح ّم‪33‬د بن النّعم‪33‬ان‪ -‬يري‪33‬د ب‪33‬ه ش‪33‬يخنا المفي‪33‬د المرح‪33‬وم‪ -‬و أب‪33‬و عب‪33‬د هّللا‬
‫الحسين بن عبيد هّللا ‪ ،‬و أبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة القم ّى‪ ،‬و أبو زكريّا مح ّم‪33‬د بن س‪33‬ليمان الحم‪33‬رانى كلّهم‬
‫عنه‪.‬‬

‫ان صاحب «اللّؤلؤة» ل ّما فرغ من نقل عبارة ال ّشيخ بتمامها‪ ،‬و تفصيله كتب‬
‫ث ّم ّ‬

‫ص‪138 :‬‬

‫صدوق المتداولة فى هذه األزمان أخذ فى نق‪33‬ل عب‪33‬ارة النّجاش‪33‬ى ببس‪33‬طها الكام‪33‬ل‪ ،‬فى تعدي‪33‬د مص‪3‬نّفات الرّج‪33‬ل إلي أن‬
‫ال ّ‬
‫وصل إلى قوله كتاب «تفسير القرآن» جامع كبير كتاب «اخبار عبد العظيم بن عبد هّللا الحسنى» كتاب «تفسير قصيدة‬
‫فى اهل البيت عليهم‪ -‬السّالم أخبرنى بجميع كتبه و قرأت بعضها على وال‪33‬دى احم‪3‬د بن العبّ‪33‬اس النّجاش‪33‬ى رحم‪33‬ه هّللا و‬
‫قال لى اجازنى جميع كتبه لما سمعناها منه ببغداد‪ ،‬و مات رحمه هّللا بال ّرى سنة إحدى و ثمانين و ثالثمأة‪.‬‬

‫ث ّم قال أقول العجب ك ّل العجب من عدم ذكره هنا جمل‪33‬ة م ّم‪33‬ا ق‪ّ 3‬دمنا ذك‪33‬ره من الكتب‪ ،‬س‪3‬يّما «من ال يحض‪3‬ره الفقي‪33‬ه» و‬
‫كيف شذت عن نظره‪ ،‬و بالطّريق المتق ّدم إلى شيخنا الصدوق‪ -‬نروى جميع هذه الكتب ايضا انتهى‪73‬؟‬

‫و من جملة طرق ال ّرواية عن شيخنا الصّدوق رحمه هّللا لهذه الكتب و غيرها و هو غير سبيلهم المشهور‪ ،‬و دون الّذى‬
‫الش‪3‬يخ س‪33‬ديد ال‪ّ 3‬دين يوس‪33‬ف بن المطهّ‪33‬ر الحلّى‪،‬‬
‫يقع عليه معظم المرور و عمدة عبور الجمهور‪ ،‬هو ما وقع فى أس‪33‬انيد ّ‬
‫والد موالنا العاّل مة على األطالق من رواية ذلك كلّه عن شيخه ال ّشيخ برهان ال ّدين مح ّم‪33‬د بن مح ّم‪33‬د بن على الحم‪33‬داني‬
‫القزوينى‪ ،‬عن ال ّشيخ منتجب ال ّدين بن بابويه الق ّمى‪ ،‬صاحب كتاب فهرست رجال المتأ ّخرين المتق ّدم ذكره فى ب‪33‬اب م‪33‬ا‬
‫أ ّوله العين المهملة عن جماعة من الفض‪33‬آلء األجاّل ء‪ ،‬منهم وال‪33‬د الثّق‪33‬ة الجلي‪33‬ل الم‪33‬ؤتمن عبي‪33‬د هّللا بن الحس‪33‬ن عن وال‪33‬ده‬
‫الحسن بن الحسين الملقّب بين العجم حسكا‪ ،‬و قد كان من تالم‪33‬ذة ش‪33‬يخنا الطّوس‪33‬ي المش‪33‬تهر ذك‪33‬ره فى ال‪33‬ورى‪ ،‬و ول‪33‬دا‬
‫‪ -)1 ( 73‬لؤلؤة البحرين ‪381 -372‬‬
‫البى عبد هّللا الحسين الّذى هو اخو المصنّف و هو مولود أيضا بدعوة موالنا صاحب ال ّزمان علي‪33‬ه ص‪33‬لوات هّللا المل‪33‬ك‬
‫المنّان‪.‬‬

‫هذا و قد أشير إلي نبذة من أحوال فضالء هذه السّلسلة العالية فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة ّ‬
‫الش‪3‬يخ منتجب ال‪33‬دين الم‪33‬ذكور فل‪33‬يراجع‬
‫انشاء هّللا ‪.‬‬

‫و فى كتاب «منتهى المقال» عند ذكره للحسين بن بابويه المذكور كثير الرّواية‪،‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬لؤلؤة البحرين ‪381 -372‬‬

‫ص‪139 :‬‬

‫ي‪33‬روي عن جماع‪33‬ة و عن أبي‪33‬ه و عن أخي‪33‬ه مح ّم‪33‬د بن على ثق‪33‬ة «ص‪33‬ه» يع‪33‬نى ذك‪33‬ره العاّل م‪33‬ة المرح‪33‬وم فى كتاب‪33‬ه‬
‫«الخالصة» و شيخنا الطّوسى رحمه هّللا فى باب من لم يرو عن المعص‪33‬ومين من رجال‪33‬ه‪ ،‬و فى «جش» يع‪33‬نى رج‪33‬ال‬
‫النّجاشى أنّه ثقة روى عن أبيه اجازة‪ ،‬له كتب منها كتاب «التّوحيد» و نفى التّشبيه‪.‬‬

‫للش‪3‬يخ رحم‪3‬ه هّللا ق‪33‬ال‪-‬‬


‫أقول تولّد الحسين هذا و أخوه بدعوة القائم عليه السّالم كما يأتى فى أبيه و فى كت‪3‬اب «الغيب‪3‬ة» ّ‬
‫اى ابن ن‪3‬وح‪ -‬ق‪3‬ال لى اب‪3‬و عب‪3‬د هّللا بن س‪3‬ودة حفظ‪3‬ه هّللا ‪ ،‬ألبى الحس‪3‬ن بن بابوي‪3‬ه ثالث‪3‬ة أوالد مح ّم‪3‬د و الحس‪3‬ين فقيه‪3‬ان‬
‫ماهران فى الحفظ يحفظان م‪33‬ا ال يحف‪3‬ظ غيرهم‪33‬ا من أه‪3‬ل قم‪ ،‬و لهم‪3‬ا أخ ث‪3‬الث اس‪3‬مه الحس‪33‬ن و ه‪33‬و األوس‪3‬ط‪ ،‬مش‪3‬تغل‬
‫بالعبادة و ال ّزهد‪ ،‬ال يختلط بالنّاس و ال فقه له‪ ،‬قال ابن سودة كلّما روى أبو جعفر و ابو عب‪33‬د هّللا إبن‪33‬ا عل ّى ابن الحس‪33‬ين‬
‫شيئا يتعجب النّاس من حفظهما و يقولون لهما هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة االمام علي‪33‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم لكم‪33‬ا‪ ،‬و ه‪33‬ذا ام‪33‬ر‬
‫مستفيض فى فى أهل قم و فى «مشكا» الحسين بن على بن الحسين بن موس‪33‬ى بن بابوي‪33‬ه الثّق‪33‬ة عن‪3‬ه الحس‪3‬ين بن عبي‪3‬د‬
‫هّللا ‪ ،‬و هو عن أخيه مح ّمد و عن أبيه عل ّى انتهى كالم المنتهى‪.‬‬

‫و أقول و لم أظفر إلى اآلن برواية هذا ال ّر جل عن غير أبيه و أخيه المذكورين‪ ،‬و ال برواية غير الحس‪33‬ين بن عبي‪33‬د هّللا‬
‫المذكور عنه رحمه هّللا ‪ ،‬و المراد بالحسين هذا هو شيخ إجازة شيخنا الطّوسى‪ ،‬و النّجاشى‪ ،‬أبو عبد هّللا بن عبيد هّللا بن‬
‫ابراهيم الغضائرى الفقيه‪ -‬المتق ّدم الكثير التّأليف‪ -‬والد احمد بن الغضآئرى ال ّرجالى المشهور‪ ،‬المتق ّدم ذك‪33‬ره الش‪33‬ريف‪-‬‬
‫دون أبيعبد هّللا الحسين بن عبيد هّللا عل ّى المعروف بابن الواسطى‪ ،‬الّذى يروي عنه شيخنا الكراجى‪ ،‬ه‪33‬و غ‪33‬ير م‪33‬ذكور‬
‫فى كتب أصحاب ال ّر جال بشىء من المدح و القدح‪ ،‬و ال ترجمة له عن حقيقة األحوال‪ ،‬و أ ّما رواية ص‪33‬احب التّرجم‪33‬ة‬
‫قرائة و اجازة فهى كما يستفاد من تتبّع مؤلّفاته الموجودة بين ظهر انين‪33‬ا مض‪33‬افا إلى مش‪33‬يخة كت‪33‬اب الفقي‪33‬ه عن جماع‪33‬ة‬
‫كثيرة جدا تزيد على سبعين رجال من أفاضل رجال الفريقين منهم والده الفقيه النّبي‪3‬ه المتق‪ّ 3‬دم ذك‪3‬ره و ترجمت‪3‬ه فى ب‪3‬اب‬
‫العين‪.‬‬
‫و منهم‪ :‬ال ّشيخ أبو جعفر مح ّمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ القميّين‪،‬‬

‫ص‪140 :‬‬

‫و فقيهم الوثيق المشهور‪ ،‬الرّاوى عن مح ّمد بن الحسن الصفار‪ ،‬صاحب «بصائر ال ّدرجات»‪.‬‬

‫و منهم‪ :‬أحمد بن عل ّى بن ابراهيم القم ّى‪ ،‬ال ّراوى عن أبيه المشهور‪ ،‬صاحب «كتاب التّفسير» و ال ّشيخ أبى القاسم عل ّى‬
‫بن عبد هّللا بن احمد بن ابيعبد هّللا البرقى ال ّراوى عن أبيه عن جده األج ّل األمجد صاحب كتاب «المحاسن» و غيره‪.‬‬

‫و مح ّمد بن موسى بن المتو ّكل الرّاوى عن عبد هّللا بن جعفر الحميرى‪ ،‬و مح ّم‪33‬د بن عل ّى الملقّب بم‪33‬ا جيلوي‪33‬ة الق ّمى‪ 3،‬و‬
‫الحسين بن ابراهيم بن أحمد بن هشام المكتب‪ ،‬الملقّب بتاتانه‪.‬‬

‫و يروى عنه أيضا جماعة معروفون أجاّل ء متق ّدمون منهم شيخنا المفيد مح ّمد بن مح ّم‪33‬د بن النّعم‪33‬ان‪ ،‬و ش‪33‬يخنا ّ‬
‫الس ‪3‬عيد‬
‫مح ّمد بن احمد بن عل ّى القم ّى‪ ،‬المعروف بابن شاذان‪ ،‬و ال ّشيخ أبو عبد هّللا الحسين بن عبد هّللا الغض‪3‬ائرى المتق‪ّ 3‬دم إلي‪3‬ه‬
‫اإلشارة قريبا‪ ،‬و ال ّشيخ أبو جعف‪33‬ر مح ّم‪33‬د بن ال ّدوريس‪33‬تى‪ -‬المتق‪ّ 3‬دم ذك‪33‬ره‪ -‬فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة ول‪33‬ده الجلي‪33‬ل‪ ،‬و ّ‬
‫الش‪3‬يخ أب‪33‬و‬
‫البركات‪ ،‬عل ّى بن الحسين الخوزى‪ ،‬و غير أولئك من المذكورين فى طرق إجازات األصحاب‪.‬‬

‫و من جملة كراماته الّ‪33‬تى ق‪3‬د ظه‪3‬رت فى ه‪3‬ذه األعص‪3‬ار و بص‪3‬رت به‪3‬ا عي‪3‬ون جم غف‪3‬ير من أولي االبص‪3‬ار و أه‪33‬الى‬
‫االمصار‪ ،‬أنّه قد ظهر فى مرقده ال ّشريف الواقع فى رباع مدينة ال ّرى المخروبة ثلمة و انشقاق من طغيان المطر‪ ،‬فل ّما‬
‫الش‪3‬ريف‪ ،‬فل ّم‪33‬ا دخلوه‪33‬ا وج‪33‬دوا جثّت‪3‬ه‬
‫فتشوها و تتبّعوها بقصد اص‪3‬الح ذل‪3‬ك الموض‪3‬ع‪ ،‬بلغ‪3‬وا إلي س‪3‬ردابة فيه‪33‬ا مدفن‪3‬ه ّ‬
‫ال ّشريفة هناك مس ّج اة عارية غير بادية العورة جسيمة وسيمة‪ ،‬على أظفارها أثر الخضاب‪ ،‬و فى أطرافها اشباه الفتائل‬
‫من أخياط كفنه البالية على وجه التّراب‪ ،‬فشاع هذا الخبر فى مدينة طه‪33‬ران إلى أن وص‪33‬ل إلى س‪33‬مع الخاق‪33‬ان الم‪33‬برور‬
‫السّلطان فتحعلى شاه قاجار‪ ،‬ج ّد والد ملك زماننا هذا النّاصر لدين هّللا ‪ -‬خلّد هّللا ملكه و دولته‪ -‬و ذلك فى ح‪33‬دود ثم‪33‬ان و‬
‫ثالثين بعد المأتين و األلف من الهجرة المطّهرة تقريبا‪ ،‬و أنا اتذكر الواقعة ملتفت‪33‬ا مس‪33‬تريبا‪ ،‬فحض‪33‬ر الخاق‪33‬ان الم‪33‬برور‬
‫هناك بنفسه المجلّلة‪ ،‬لتشخيص هذه المرحلة‪،‬‬

‫ص‪141 :‬‬

‫و أرسل جماعة من أعيان البلدة و علمائهم إلى داخل تلك السّردابة بعد ما لم يروا أمناء دولته العليّة مصلحة ال ّدولة فى‬
‫دخول الحضرة ال ّس لطانية ثمة بنفسه‪ ،‬إلى أن انتهى األمر عنده من كثرة من دخل و اخبر إلي مرحلة عين اليقين؛ فامر‬
‫بس ّد تلك الثّلمة‪ ،‬و تجديد عمارة تلك البقعة؛ و تزيين الرّوضة المنوّرة بأحس‪33‬ن التّ‪33‬زيين‪ ،‬و انّى القيت بعض من حض‪33‬ر‬
‫تلك الواقعة‪ ،‬و كان يحكيها األعاظم أساتيدنا األقدمين من اعاظم رؤساء ال ّدنيا و ال ّدين‪.‬‬

‫ان من جملة فوائده اللّطيفة؛ و نوادره المنيفة هى الّتى نقلها صاحب «مجالس المؤمنين» رحمه هّللا عن ال ّشيخ جعفر‬ ‫ثم ّ‬
‫بن مح ّمد ال ّدوريستى‪ -‬المتق ّدم ذكره من مجلس مكالمته رحمه هّللا مع السّلطان العادل ركن ال ّدوله الب‪33‬ويهي ال ‪ّ 3‬ديلمى‪ 3،‬فى‬
‫أمر االمامة و أجوبته ال ّشافية الكافية ل‪3‬ه‪ ،‬فيم‪33‬ا ك‪33‬ان يع‪3‬رض علي‪3‬ه من المس‪3‬ائل المش‪33‬كلة‪ ،‬و أس‪33‬فاره عن بطالن م‪3‬ذهب‬
‫المخالفين‪ ،‬لنا فى ذلك بما ال مزيد عليه‪ ،‬قال‪ :‬و قد كتب ال ّدوريستى فى تفصيل هذه المق ّدمة رسالة مفردة‪ ،‬و حاصل ما‬
‫ذكره هناك أنّه ل ّما بلغ صيت فضايل شيخنا الصّدوق الم‪33‬برور‪ ،‬إلى س‪33‬مع ّ‬
‫الس‪3‬لطان ركن ال ّدول‪33‬ة الم‪33‬ذكور‪ ،‬أرس‪33‬ل إلي‪33‬ه‬
‫رحمه هّللا يستدعى حضوره ال ّشريف‪ ،‬إلى موكب السّلطان‪ ،‬فل ّما حضر قرب مجلسه إليه و أدن‪33‬اه من نفس‪33‬ه‪ ،‬و ب‪33‬الغ فى‬
‫الص‪3‬دوق رحم‪33‬ه هّللا ‪،‬‬
‫اعمال مراسم التّعظيم و التّكريم بالنّسبة إليه‪ ،‬فل ّما استق ّر المجلس المبارك التفت الملك إلى ش‪33‬يخنا ّ‬
‫الص‪3‬حابة‬ ‫ان فرقة أهل الفضل الحاضرين هنا و الجالسين بحضرتنا لقد اختلف‪3‬وا فى ش‪3‬أن جماع‪33‬ة من ّ‬ ‫و قال له‪ :‬يا شيخ ّ‬
‫الش‪3‬يعة اإلماميّ‪33‬ة‪ ،‬و يظه‪33‬رون منهم البرائ‪33‬ة مث‪33‬ل الطّوائ‪33‬ف الغ‪33‬ير االس‪33‬الميّة‪ :‬فبعض ه‪33‬ؤالء الفض‪33‬الء‬
‫الكب‪33‬ار‪ ،‬تلعنهم ّ‬
‫يوافق‪33‬ونهم فى ذل‪33‬ك‪ ،‬و يقول‪33‬ون بوج‪33‬وب إظه‪33‬ار البرآئ‪33‬ة من أولئ‪33‬ك‪ ،‬و بعض‪33‬هم ال يج‪33‬وزون ذل‪33‬ك فض‪33‬ال أن يوجب‪33‬وه و‬
‫ى المذهبين أقرب إلى رأيك المطاع‪.‬‬ ‫ق باالتّباع‪ ،‬و ا ّ‬
‫ى الفريقين أح ّ‬
‫يراقبوه‪ ،‬فبيّن لنا أ ّ‬

‫صدوق كالم الملك بالتّمام أخذ بزمام خير الكالم‪ ،‬متو ّكال على المل‪33‬ك العزي‪33‬ز العاّل م‪ ،‬و ق‪33‬ال متوجّه‪33‬ا‬
‫فل ّما سمع شيخنا ال ّ‬
‫إلى حضرته السّلطانية‪ :‬اعلم أيّها الملك ال زلت‬

‫ص‪142 :‬‬

‫أن هّللا سبحانه و تعالى ل ّما كان ال يقبل من أح‪33‬د من عب‪33‬اده اإلق‪33‬رار بربوبيت‪33‬ه‪ ،‬حتّى ينفى م‪33‬ا‬
‫مؤيدا بالعنايات السّبحانية‪ّ ،‬‬
‫سواه من المعبودين‪ ،‬و يخلّص العبوديّة إليه بأحسن التّبيين؛ كما ينطق ب‪3‬ذلك كلم‪33‬ة توحي‪33‬د ال‪3ّ 3‬ذات‪ ،‬الجامع‪33‬ة بين النّفي و‬
‫االثبات‪ ،‬و كذلك كما ال يقبل اإلقرار بالنبوّة حتّى ينفيها عن جميع الم‪ّ 3‬دعين بالباط‪3‬ل‪ ،‬و المتنبّين بال دلي‪33‬ل فاص‪3‬ل‪ ،‬مث‪3‬ل‬
‫ق ص‪33‬لّى هّللا‬
‫الكذاب و األسود العنسى‪ ،‬و الس ّجاح الملعونة‪ ،‬و أمثالهم الم ّدعين لل ّرسالة في زمان رسول هّللا بالح ّ‬
‫مسيلمة ّ‬
‫عليه و اله فكذلك ال يقبل القول بامامة عل ّى أمير المؤمنين عليه السّالم و خالفته المسلّمة عن‪33‬د جمي‪33‬ع المس‪33‬لمين إاّل بع‪33‬د‬
‫نفى ذلك عن سائر من ا ّدعاه فى زمان‪33‬ه‪ ،‬و عج‪33‬ز عن إقام‪33‬ة دليل‪33‬ه و برهان‪33‬ه‪ ،‬و بقى على عت‪3‬وّه و عداوت‪33‬ه‪ ،‬فل ّم‪33‬ا التفت‬
‫الملك إلى مضمون هذا الخطاب؛ أخذ في تحسين ما لقفه من الجواب‪ ،‬زائدا على ح ّد الحساب‪.‬‬

‫ث ّم تو ّجه بجميل نظره إلى ذلك الجناب‪ ،‬و ق‪3‬ال اري‪3‬د أن تزي‪3‬د لن‪3‬ا فى البي‪3‬ان‪ ،‬و ت‪3‬بيّن لن‪3‬ا حقيق‪3‬ة أح‪3‬وال المتص‪3‬رّفين فى‬
‫أن ح‪33‬ق الق‪33‬ول فى ذل‪33‬ك ّ‬
‫ان‬ ‫الخالفة و اإلمامة على سبيل الظّلم و الع‪33‬دوان‪ ،‬فق‪33‬ال ّ‬
‫الص‪3‬دوق رحم‪33‬ه هّللا ‪ :‬نعم أيّه‪33‬ا األم‪33‬ير ّ‬
‫صة سورة البرائة‪ ،‬و هى كافية فى إثبات خ‪33‬روج المتغلب األول عن دائ‪33‬رة االس‪33‬الم‪ ،‬و‬ ‫اجماع اال ّمة منعقد على قبول ق ّ‬
‫انّه ليس من هّللا و رسوله فى شىء‪ ،‬و ّ‬
‫ان إمامة عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم منزلته من جانب ّ‬
‫الس ‪3‬ماء‪ ،‬ق‪33‬ال ف‪33‬انبئنى‬
‫عن تفصيل هذه القصّة رحمك هّللا ‪.‬‬

‫ان نقله اآلثار من المخالف و المؤالف‪ ،‬متّفقون على انّه ل ّما نزلت سورة البرائة‪ ،‬دعا رس‪33‬ول هّللا ص‪33‬لّى هّللا‬ ‫فقال ال ّشيخ‪ّ :‬‬
‫عليه و اله و سلّم أبا بكر‪ ،‬و قال له‪ :‬خذ هذه ّ‬
‫الس‪3‬وره‪ ،‬و اخ‪33‬رج إلى جه‪33‬ة م ّك‪33‬ة و اقرأه‪33‬ا عنّى على أه‪33‬ل الموس‪33‬م‪ ،‬فل ّم‪33‬ا‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬و ق‪3‬ال ال ي‪33‬ؤ ّدى عن‪33‬ك إاّل‬ ‫خرج و قطع شيئا من الطّريق نزل جبرئيل و قال‪ :‬يا مح ّمد ّ‬
‫أن ربّ‪33‬ك العاّل م‪ ،‬يق‪3‬رؤك ّ‬
‫أنت‪ ،‬أو رجل كان منك‪ ،‬فأمر رسول هّللا صلّى هّللا علي‪3‬ه و ال‪3‬ه عليّ‪3‬ا علي‪3‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم ب‪3‬أن يخ‪3‬رج من المدين‪3‬ة و يأخ‪3‬ذ من‪3‬ه‬
‫السّورة المذكورة حيثما بلغه‪ ،‬فخرج على أثره حتّى وصل إليه و أخذ منه ّ‬
‫الس‪3‬ورة‪ ،‬و ذهب به‪33‬ا الى الميق‪33‬ات‪ ،‬و قرأه‪33‬ا‬
‫على أهل الموسم بنيابة رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم‪ ،‬فبموجب هذا الحديث ال يكون أبو بك‪33‬ر من النّ‪33‬ب ّى ص‪33‬لّى‬
‫الن هّللا تعالى يقول‪ :‬فمن تبعنى‬
‫هّللا عليه و اله فى شىء و إذا لم يكن منه‪ ،‬فليس بتابع له‪ّ ،‬‬

‫ص‪143 :‬‬

‫فانّه منّى‪ ،‬و متى لم يكن تابعا له فليس بمحبّ له‪ ،‬فهو كما قال سبحانه قل إن كنتم تحبّون هّللا فاتّبعونى يحببكم هّللا و ل ّم‪33‬ا‬
‫ان حبّ النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله اإليمان و بغض‪33‬ه الكف‪33‬ر‪ ،‬و‬ ‫لم يكن محبّا ثبت أنّه كان مبغضا‪ ،‬و من المسلّم عند الك ّل ّ‬
‫بهذا ثبت أيضا ّ‬
‫أن عليّا عليه السّالم كان منه و بمنزلة نفسه‪ ،‬كما يشهد به كثير من ال ّروايات بل اآليات‪.‬‬

‫ان الم‪3‬راد بص‪3‬احب البيّن‪3‬ة‬ ‫مثل ما نقله المخالفون فى تفسير قوله تعالى َأ فَ َم ْن كانَ عَلى بَيِّنَ ٍة ِم ْن َربِّ ِه َو يَ ْتلُوهُ ش‪3‬ا ِه ٌد ِم ْن‪3‬هُ ّ‬
‫هو النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله‪ ،‬و بالشاهد التّالى هو أمير المؤمنين‪ ،‬و ما نقلوه ايضا عن النّبى ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه و‬
‫أن جبرئيل األمين عليه ّ‬
‫الس‪3‬الم‬ ‫سلم انّه قال‪ :‬طاعة عل ّى عليه السّالم كطاعتى‪ ،‬و معصيته كمعصيتى؛ و ما رووه أيضا ّ‬
‫لما نظر فى واقعة أحد الي موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم‪ ،‬و أنّه كيف يجاهد فى سبيل ربّ‪33‬ه س‪33‬بحانه و تع‪33‬الى بتم‪33‬ام‬
‫ان هذا لهو غاية النّصر‪ ،‬و بذل المجهود‪ ،‬فقال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله‪:‬‬‫جهده و ك ّده‪ ،‬قال يا مح ّمد‪ّ :‬‬

‫نعم يا جبرئيل‪ ،‬انّه منّى و أنا منه‪ ،‬فقال جبرئيل‪ :‬و أنا منكما‪.‬‬

‫فانظر أيّها الملك إذا ك‪33‬ان الرّج‪33‬ل ألي‪33‬امن هّللا تع‪33‬الى علي‪33‬ه فى تبلي‪33‬غ س‪33‬ورة من الق‪33‬رآن‪ ،‬إلى جماع‪33‬ة من المس‪33‬لمين‪ ،‬فى‬
‫خصوص من ال ّز مان و المكان‪ ،‬فكيف يصلح لتبليغ جميع اآليات و إمامة جميع اال ّمة بع‪33‬د رس‪33‬ول هّللا و كي‪33‬ف يتص ‪3‬وّر‬
‫كونه أمينا على دين هّللا مع ّ‬
‫أن عزله عن حمل هذه السّوره الواحدة يكون فوق السّموات السّبع‪.‬‬

‫الس‪3‬ماء؛ فاخ‪3‬ذها من‪3‬ه رج‪3‬ل آخ‪3‬ر على س‪3‬بيل الظّلم و الع‪3‬دوان‪،‬‬ ‫و أيض‪3‬ا كي‪3‬ف ال يك‪3‬ون مظلوم‪3‬ا من ن‪3‬زلت واليت‪3‬ه من ّ‬
‫فاستحسنه الملك و ق‪33‬ال نعم‪ ،‬كلّم‪33‬ا ذكرت‪33‬ه ظ‪33‬اهر واض‪33‬ح و غ‪33‬ير خفى على أرب‪33‬اب الق‪33‬رائح‪ ،‬ث ّم اس‪33‬تأذنه فى خالل تل‪33‬ك‬
‫الص ‪3‬دوق‪ ،‬و ه‪33‬و بين ي‪33‬دى ّ‬
‫الس ‪3‬لطان ق‪33‬ائم‪،‬‬ ‫األحوال واحد من رجال ال ّدوله العليّة يدعى أبا القاسم فى الكالم‪ ،‬مع شيخنا ّ‬
‫ان النّبى صلّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم ق‪33‬ال ال‬
‫فل ّما أذن له قال كيف يجوز أن تكون هذه اال ّمة على ضاللة من األمر مع ّ‬
‫ضالل‪ ،‬فاخذ الشيخ فى الجواب عن ا ّدعائ‪33‬ه اإلجم‪33‬اع حاّل و نقض‪33‬ا بجمي‪33‬ع م‪33‬ا ه‪33‬و م‪33‬ذكور فى كتب‬ ‫تجتمع ا ّمتى على ال ّ‬
‫اصول ال ّشيعة‪ ،‬و هو من الظّهور بمنزلة النّور على شاهق الطّور‪ ،‬ث ّم انّه قد طال الكالم على أثر هذا المقام‬

‫ص‪144 :‬‬

‫بين الملك‪ ،‬و الصدوق فى مراتب شتّى و عرض عليه فى ذلك الضّمن أيض‪33‬ا كث‪33‬يرا من أح‪33‬اديث ل‪33‬زوم الح ّج‪33‬ة فى ك‪ّ 3‬ل‬
‫ق فى ذل‪33‬ك النّ‪33‬ادى‪ ،‬و‬‫زمان‪ ،‬فانبسط وجه الملك ج ّدا‪ ،‬و اظهر غاية اللّطف و المرحمة بالنّس‪33‬بة إلي‪33‬ه‪ ،‬و أعلن كلم‪33‬ة الح‪ّ 3‬‬
‫ق ما يذهب إليه الفرقة االماميّة دون غيرهم‪.‬‬ ‫ان اعتقادي فى ال ّدين هو ما ذكره هذا ال ّشيخ االمين‪ ،‬و الح ّ‬
‫نادى ّ‬
‫صدوق عليه من الغد و أخذ المل‪33‬ك فى مدح‪33‬ه و‬ ‫و استدعى أيضا حضوره رحمه هّللا فى مجلس الملك كثيرا‪ ،‬فلما ورد ال ّ‬
‫أن رأس الحسين عليه السّالم كان يق‪3‬رأ على القن‪3‬اة س‪33‬ورة‬ ‫أن هذا هذا ال ّشيخ يرى ّ‬
‫ثنائه أظهر بعضهم بحضرته المق ّدسة ّ‬
‫الكهف‪ ،‬فقال ما عرفنا منه ذلك حتّي أن نسأله‪ ،‬فكتب إلي‪3‬ه رقع‪3‬ة ي‪3‬ذكر في‪3‬ه ه‪3‬ذه النّس‪3‬بة‪ ،‬فكتب فى جواب‪3‬ه نعم بلغن‪3‬ا ّ‬
‫أن‬
‫رأسه ال ّشريف قرأ آيا من تل‪3‬ك ّ‬
‫الس‪3‬ورة المبارك‪3‬ة‪ ،‬و لكنّ‪3‬ه لم يوص‪3‬ل إلين‪3‬ا من ج‪3‬انب االئ ّم‪3‬ة عليهم الس‪3‬الم‪ ،‬و ال ننك‪3‬ره‬
‫أيضا‪ ،‬ألنّ‪3‬ه إذا ك‪3‬ان من األم‪3‬ر الج‪3‬ايز المحقّ‪3‬ق تكلّم أي‪3‬دي المج‪3‬رمين و ش‪3‬هادة أرجلهم الخبيث‪3‬ة ي‪3‬وم القيام‪3‬ة بم‪3‬ا ك‪3‬انوا‬
‫يكسبون‪ ،‬كيف ال يجوز أن يتكلّم رأس ابن رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم و خليفته فى أرضه و أم‪33‬ام االئ ّم‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫سيّد شباب اهل الجنّة‪ ،‬بتالوة القرآن المجيد‪ ،‬و ّ‬
‫الذ كر الحميد‪ ،‬و يظهر منه هذه الكرامة العليا بارادة إلهه القادر على م‪33‬ا‬
‫يريد‪ ،‬فانكاره فى الحقيقة انكار لقدرة هّللا أو جحود لفضيلة رس‪3‬ول هّللا ؛ و العجب م ّمن يفع‪3‬ل ذل‪3‬ك و ه‪3‬و يقب‪3‬ل انّ‪3‬ه بكت‪3‬ه‬
‫الجن بطريق ال ّشيوع‪ ،‬و اقيمت مراسم عزائ‪33‬ه‬
‫ّ‬ ‫مالئكة السّمآء و امطرت على مصيبة من االفالك ال ّدمآء‪ ،‬و ناحت عليه‬
‫فى جميع االصقاع و ال ّربوع‪ ،‬بل من أبى عن قبول أمثال ذل‪33‬ك م‪33‬ع تحقيق‪33‬ه و س‪33‬المة طريق‪33‬ة كي‪33‬ف ال ي‪33‬أبى عن ص‪3‬حّة‬
‫شرايع النّبيّين و معجزاتهم المنقولة بأمثال ه‪33‬ذه الطّ‪33‬رق‪ ،‬عالي‪33‬ا إلى أه‪33‬ل ال‪ّ 3‬دين فبهت الّ‪33‬ذى كف‪33‬ر‪ ،‬و هّللا ال يه‪33‬دى الق‪33‬وم‬
‫الفاسقين‪.‬‬

‫ص‪145 :‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ 575‬العالم الفقيه و المجتهد النبيه ابو على محمد بن احمد بن الجنيد البغدادى الملقب بالكاتب المشتهر باالسكافى‬

‫بكسر الهمزة كما فى «توضيح االشتباه» نسبته إلى اسكاف الّذى نسب إليه أيضا ال ّشيخ أبو جعفر االسكاف‪ ،‬و هو اس‪33‬م‬
‫لرستاق عظيم يقال لها‪ :‬النّهر و انات كما فى «السّرائر» و كانت بين النّهروان و البصرة‪ ،‬و كانت عامرة‪ ،‬فانقرض‪33‬وا‬
‫لما صارت عامرة كما فى «مجمع البحرين» و هى موضعان أعلى و أسفل بن‪3‬واحي النّه‪3‬روان من عم‪3‬ل بغ‪3‬داد‪ ،‬نس‪3‬ب‬
‫إليها علماء كما فى «القاموس» و ناحية ببغداد على صوب النّهروان من سواد العراق‪ ،‬كما عن «انساب السّمعانى»‪.‬‬

‫الظن باصول فقه المخالفين من علماء ال ّشيعة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫كان هذا ال ّشيخ أ ّول من أبدع أساس االجتهاد فى أحكام ال ّشريعة و أحسن‬
‫و تبع فى ذلك ظاهرا الحسن بن أبى عقيل الع ّمانى المتق‪ّ 3‬دم ذك‪33‬ره الس‪33‬نى‪ -‬و المعاص‪33‬ر لش‪33‬يخنا الكلي‪33‬نى‪ ،‬إذ ق‪33‬ل م‪33‬ا تق‪33‬ع‬
‫ال‪3‬ذكر فى كلم‪3‬ات فقهائن‪3‬ا بلف‪3‬ظ‬ ‫المخالفة فى الفتاوى و األحك‪3‬ام بين ذين‪3‬ك الفقيهين‪ ،‬و من ه‪3‬ذه الجه‪3‬ة يجم‪3‬ع بينهم‪3‬ا فى ّ‬
‫القديمين‪ ،‬إاّل ّ‬
‫أن صاحب التّرجمة أفرط فى متابعة هذه اآلراء الفاسدة‪ ،‬و تعدى و زاد فى الطنبور نغم‪33‬ة اخ‪33‬رى‪ ،‬فعم‪33‬ل‬
‫صريحا بالقياسات الحنفية‪ ،‬و اعتمد صبيحا على االستنباطات الظنيّة‪ ،‬بحيث قد غمز في حقّه من ه‪33‬ذه الجه‪33‬ة كث‪3‬ير من‬
‫ق و لم يعتنوا بخالفاته الّتي عليها تطرق‪.‬‬
‫أهل الح ّ‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،236 3:2‬تاسيس الشيعة ‪ ،302‬تحفة االحباب ‪ ،313‬تنقيح المقال ‪ ،67 3:2‬جامع الرواة‬

‫‪ )*( 74‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،236 3:2‬تاسيس الشيعة ‪ ،302‬تحفة االحباب ‪ ،313‬تنقيح المقال ‪ ،67 3:2‬جامع الرواة ‪ ،59 3:2‬خالصة االقوال ‪،145‬‬
‫الذريعة ‪ 510 :4‬رجال النجاشى ‪ ،299‬ريحانة االدب ‪ ،121 :1‬الفوائد الرجالية ‪ ،205 :3‬فوائد الرضوية ‪ ،386‬الفهرست ‪ ،134‬الكنى و االلقاب ‪:2‬‬
‫‪ ،:26‬المستدرك ‪ ،52 :3‬معالم العلماء ‪ ،78‬منتهى‪ 3‬المقال ‪ ،256‬منهج المقال ‪.278‬‬
‫‪ ،59 3:2‬خالصة االقوال ‪ ،145‬الذريعة ‪ 510 3:4‬رجال النجاشى ‪ ،299‬ريحانة االدب ‪ ،121 3:1‬الفوائ‪3‬د الرجالي‪3‬ة ‪:3‬‬
‫‪ ،205‬فوائد الرضوية ‪ ،386‬الفهرست ‪ ،134‬الكنى و االلقاب ‪:2‬‬

‫‪ ،:26‬المستدرك ‪ ،52 :3‬معالم العلماء ‪ ،78‬منتهى المقال ‪ ،256‬منهج المقال ‪.278‬‬

‫ص‪146 :‬‬

‫و اوّل من صرّح بصحّة هذه النّسبة إليه شيخنا الطّوسى رحمة هّللا تعالى عليه‪ ،‬حيث ق‪33‬ال فيم‪33‬ا نق‪33‬ل عن فهرس‪33‬ته الّ‪33‬ذي‬
‫هو غير كتاب رجاله عند بلوغه إلى ذكر هذا ال ّرجل و ترجمة شىء من احوال‪33‬ه‪ :‬ك‪33‬ان جيّ‪33‬د التّص‪33‬نيف‪ ،‬حس‪33‬نة‪ ،‬إاّل أنّ‪33‬ه‬
‫كان يرى القول بالقياس‪ ،‬فترك لذلك كتبه و لم يع ّول عليها‪ ،‬ث ّم أخذ فى بيان مصنّفاته و مؤلّفاته‪ ،‬فقال‪ :‬و له كتب كث‪33‬يرة‬
‫منها كتاب «تهذيب ال ّشيعة الحكام ال ّشريعة» كبير نحوا من عش‪33‬رين مجلّ‪33‬دا يش‪33‬تمل على ع‪ّ 3‬دة كتب الفق‪33‬ه‪ ،‬على طري‪3‬ق‬
‫الفقهاء إلى أن قال بعد ذكر طائفة من المقال‪ ،‬مذكورة بعيون ألفاظها فى اكثر كتب ال ّرجال‪ ،‬أخبرنا عنه ال ّشيخ أبو عب‪33‬د‬
‫هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان‪ -‬يعنى به شيخنا المفيد العظيم ال ّشأن‪ ،‬و احمد بن عب‪33‬دون‪ -‬المقص‪33‬ود ب‪33‬ه اب‪33‬و عب‪33‬د هّللا بن‬
‫عبد الواحد الفراز المعروف بابن الحاشر‪ -‬و هو أيضا من جملة مصنفينا االكابر‪ ،‬و مشايخ اجازات شيخنا النّجاش‪33‬ى و‬
‫الطّوسي‪ ،‬ق ّدس هّللا تعالى سرّهما الق ّدوسى‪.‬‬

‫ق هذا ال ّرجل شيخنا النّجاشى المذكور‪ ،‬فيما نقل عن كتاب رجال‪33‬ه المش‪33‬هور‪ ،‬س‪33‬معنا ش‪33‬يوخنا الثّق‪33‬ات‬
‫و قال أيضا فى ح ّ‬
‫يقولون عنه أنّه كان يقول بالقياس‪ ،‬و أخبرونا جماعة باإلجازة لهم بجميع كتبه و مصنّفاته‪.‬‬

‫و قال موالنا العاّل مة اعلى هّللا مقامه فيما نقل عن كتابه «الخالصة» كان شيخ الطّايفة جيّد التّص‪33‬نيف‪ ،‬حس‪33‬نة وج‪33‬ه فى‬
‫صاحب عليه السّالم و سيف أيضا‪ ،‬و انّه أوص‪33‬ى ب‪33‬ه‬ ‫اصحابنا‪ ،‬ثقة جليل القدر‪ ،‬صنّف فاكثر‪ ،‬قيل‪ :‬انّه كان عنده مال لل ّ‬
‫إلى جاريته فهلك‪ ،‬هذا و لكنّه قال فيما نقل عن كتاب «ايضاحه» أنّ‪33‬ه ك‪33‬ان عن‪33‬ده م‪33‬ال ّ‬
‫للص‪3‬احب علي‪33‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم من دون‬
‫نسبة ذلك إلى لفظ القيل‪.‬‬

‫ث ّم قال وجدت بخطّ السيّد السّعيد مح ّمد بن مع ّد ما صورته وق‪33‬ع إل ّى من ه‪33‬ذا الكت‪33‬اب‪ -‬أى كت‪33‬اب ته‪33‬ذيب ّ‬
‫الش‪3‬يعة‪ -‬مجلّ‪33‬د‬
‫واحد قد ذهب من أ ّوله أوراق‪ ،‬و هو كتاب النّكاح‪ ،‬فتصفحته و لمحت مضمونه فلم ار ألحد من هذه الطائفة كتابا أجود‬
‫منه‪ ،‬و ال أبلغ و ال أحسن عبارة‪ ،‬و ال اد ّ‬
‫ق معنى‪ ،‬و قد استوفى منه الفروع و االصول‪ ،‬و ذكر الخالف فى المسآئل‪ ،‬و‬
‫تحرّر ذلك و استد ّل بطريق االماميّة‪ ،‬و طريق مخالفيهم‪ ،‬و هذا الكتاب‬

‫ص‪147 :‬‬

‫إذا امعن النّ ظر فيه و حصلت معاينه و اديم اإلطالة فيه‪ ،‬علم قدره و مرتبته‪ ،‬و حصل منه شىء كثير‪ ،‬و ال يحصل من‬
‫غيره‪.‬‬
‫و أقول أنا وقع إل ّى من مصنّفات هذا ال ّشيخ المعظّم ال ّشأن كت‪33‬اب «االحم‪33‬دى فى الفق‪33‬ه المح ّم‪33‬دى» و ه‪33‬و مختص‪33‬ر ه‪33‬ذا‬
‫الكتاب‪ ،‬جيّد يد ّل على فضل هذا ال ّر جل‪ ،‬و كماله و بلوغه الغاية القصوى فى الفقه‪ ،‬وجودة نظره‪ ،‬و أنا ذك‪33‬رت خالف‪33‬ه‬
‫و أقواله فى كتاب «مختلف ال ّشيعة فى احكام ال ّشريعة» انتهى‪.‬‬

‫و ناهيك باعتراف مثل موالنا العاّل مة بما ذكره فى ح ّ‬


‫ق الرّجل دالل‪33‬ة على نهاي‪33‬ة فض‪33‬له‪ ،‬و غاي‪33‬ة جالل‪33‬ة ق‪33‬دره‪ ،‬و ع‪33‬دم‬
‫قياسه بكثير من أعاظم علمآء عصره‪ ،‬و عليه فيحتمل أن يكون رميه بالعمل بالقي‪33‬اس من جه‪33‬ة م‪33‬ا س‪33‬بق نقل‪33‬ه من كالم‬
‫ق النّظر فى كالمه‪ ،‬حيث حسب اس‪33‬تدالله‬ ‫مح ّمد بن مع ّد‪ ،‬أنّه كان يستد ّل بكال الطّريقين‪ ،‬فعمى االمر على من لم يعط ح ّ‬
‫بلسان المخالف العامل بالقياس استدالال له على مرامه‪ ،‬كما التفت إلى هذا التّأويل أيضا بعض أهل التّعويل‪.‬‬

‫ث ّم قال و يشير إليه قول ال ّشيخ رحمه هّللا فى «الع ّدة» و إن لم يص ّرح باسمه عند محاولة اإلستدالل بعمل الطّائف‪33‬ة‪ ،‬على‬
‫أخبار اآلحاد‪ ،‬و الّذى يكشف عن ذلك أنّه لما كان العمل بالقياس محظورا فى ال ّشريعة عن‪3‬دهم‪ ،‬لم يعمل‪3‬وا ب‪3‬ه أص‪3‬ال‪ ،‬و‬
‫شذ واحد منهم عمل به فى بعض المسائل على وج‪33‬ه المحا ّج‪33‬ة لخص‪33‬مه؛ و إن لم يكن اعتق‪33‬اده رووا قول‪33‬ه و انك‪33‬روا‬ ‫إذا ّ‬
‫عليه و تبرّاؤا من قوله‪.‬‬

‫و من جملة كتبه كتاب «كشف التّمويه و اإللتباس على أغمار ال ّشيعة فى امر القياس» فتأ ّم‪3‬ل‪ ،‬و إن ص‪ّ 3‬ح م‪3‬ا رم‪3‬وا ب‪3‬ه‬
‫ضرورة‪ ،‬و استغراب ال ّشيخ مح ّم‪33‬د بن‬ ‫فال ينبغى التوقّف فى عدم وصول حرمة القياس فى زمنه‪ ،‬إلى ح ّد الضّرورة بال ّ‬
‫ال ّشيخ حسن من العاّل مة فى توثيقه إيّاه مع قول‪33‬ه بالقي‪33‬اس؛ و ه‪33‬و ي‪33‬وجب دخول‪33‬ه فى ربق‪33‬ة الفس‪33‬ق غ‪33‬ريب ج‪ّ 3‬دا‪ ،‬ي‪33‬وجب‬
‫إدخاله فى ربقة الجهل فال تغفل انتهى‪.‬‬

‫و فى فوائد سيّدنا العاّل مة الطباطبائى ق ّدس س ّره‪ ،‬بعد اعتذاره البالغ عن قول‬

‫ص‪148 :‬‬

‫الرّجل بحجيّة القي‪33‬اس و ال‪3‬رّأى باحتمال‪3‬ه الحم‪3‬ل على القياس‪33‬ات المعت‪3‬برة عن‪3‬د اإلماميّ‪3‬ة‪ ،‬و م‪3‬ع الغمض عن‪3‬ه من جه‪3‬ة‬
‫تصريح شيخينا المقاربين له فى العصر بهذه النّسبة‪ ،‬و تصنيف اوّلهما األج ّل األق‪33‬دم كت‪33‬اب النّقض على ابن الجني‪33‬د فى‬
‫‪3‬ان المس‪33‬ائل ق‪33‬د يختل‪33‬ف وض‪33‬وحا و‬ ‫بأن األمر بالنّسبة إليه فى ذلك ال ّزمان لم يكن بالغا ح‪ّ 3‬د ّ‬
‫الض‪3‬رورة‪ ،‬ف‪ّ 3‬‬ ‫اجتهاد الرّأى‪ّ :‬‬
‫خفاء باختالف األزمنة و األوقات‪ ،‬فكم من أمر جل ّى ظاهر عند القدمآء قد اعتراه الخفآء فى زماننا لبعد العهد و ضياع‬
‫االدلّة‪ ،‬و كم من شىء خف ّى فى ذلك ال ّزمان قد اكتس‪33‬ى ث‪33‬وب الوض‪33‬وح و الجالء باجتم‪33‬اع االدلّ‪33‬ة المنتش‪33‬رة فى ّ‬
‫الص‪3‬در‬
‫االوّل‪ ،‬أو تج ّدد االجماع عليه فى ال ّزمان المتأ ّخر و لع ّل أمر القياس من هذا القبيل؛ فقد ذكر السيّد المرتضى فى مس‪33‬ألة‬
‫له فى أخبار اآلحاد‪ :‬أنّه قد ك‪33‬ان فى رواتن‪3‬ا و نقل‪33‬ه أحاديثن‪33‬ا من يق‪33‬ول بالقي‪3‬اس‪ ،‬كالفض‪33‬ل بن ش‪33‬اذان‪ ،‬و ي‪33‬ونس بن عب‪33‬د‬
‫الرحمان؛ و جماعة معروفين‪ ،‬و فى كالم ال ّ‬
‫صدوق‪ -‬فى «الفقيه» ما يش‪3‬ير إلى ذل‪3‬ك فى ب‪3‬اب م‪33‬يراث االب‪3‬وين م‪3‬ع ول‪3‬د‬
‫الولد قوله‪:‬‬

‫و م ّما يد ّل على ما قلناه من قيام ال ّشبهة التى يعتذر بها ابن الجنيد فى هذه المقالة‪:‬‬
‫مضافا إلى اتّ فاق األصحاب على عدم خروجه من المذهب‪ ،‬و اطباقهم على جاللته و تصريحهم بتوثيقه و عدالت‪33‬ه‪ّ :-‬‬
‫ان‬
‫هذا ال ّشيخ كان فى أيّام مع ّز ال ّدولة من آل بويه وزير الطّايع من الخلفاء العبّاس‪33‬ية‪ ،‬و ك‪33‬ان المع‪ّ 3‬ز إمامي‪33‬ا عالم‪33‬ا‪ ،‬و ك‪33‬ان‬
‫أمر ال ّشيعة فى أيّامه ظاهرا معلنا‪ ،‬حتّى أنّه قد كان الزم أهل بغداد ب‪33‬النّوح و البك‪33‬اء و إقام‪33‬ة الم‪33‬آتم على الحس‪33‬ين علي‪33‬ه‬
‫الس‪3‬رور ي‪3‬وم الغ‪3‬دير‪ ،‬و الخ‪3‬روج إلى ّ‬
‫الص‪3‬حراء بص‪3‬الء‬ ‫السّالم فى يوم عاشوراء فى السّكك و األسواق‪ ،‬و بالتهني‪3‬ة و ّ‬
‫العيد‪ ،‬ث ّم بلغ االمر فى اواخر أيّامه إلى ما هو أعظم من ذلك‪ .‬فكي‪33‬ف يتص‪3‬وّر من ابن الجني‪33‬د فى مث‪33‬ل ذل‪33‬ك أل‪33‬وقت‪ ،‬أن‬
‫ينكر ضروريّا من ضروريّات المذهب و يصنّف فى ذلك كتابا يبطل فيه ما هو معل‪33‬وم عن‪33‬د جمي‪33‬ع الش‪33‬يعة‪ ،‬و ال يكتفى‬
‫بذلك حتى يس ّم ى من خالفه فيه «أغمارا و جهاال» و مع ذلك فسلطانهم مع علمه و فضله‪ ،‬يسأله و يعظم‪33‬ه و يكاتب‪33‬ه؟ و‬
‫لو ال قيام ال ّشبهة و العذر فى مثله المتنع مثله‬

‫ص‪149 :‬‬

‫بحسب العادة‪.‬‬

‫ان مع ّز ال ّدولة أحمد بن بويه توفّى سنة ست و خمسين و ثالثم‪33‬أة‪ ،‬فيك‪33‬ون بين‪33‬ه و بين‬
‫و أيضا فقد ذكر اليافعى و غيره‪ّ :‬‬
‫وفات أبى الحسن عل ّى بن مح ّمد السّمرى آخر السّفرآء نحو من سبع و عشرين سنة‪ ،‬النّه قد توفّى سنة تسع و عش‪33‬رين‬
‫و ثالثمأة و هذا يقتضى أن يكون ابن الجنيد من رجال الغيبة الصّغرى معاصرا للسّفرآء‪.‬‬

‫بل ما ذكره النّجاشى و العاّل م‪3‬ة من أم‪3‬ر ّ‬


‫الس‪3‬يف و الم‪3‬ال ق‪3‬د يش‪3‬عر بكون‪3‬ه وكيال‪ ،‬و لم ي‪3‬رد م‪3‬ع ذل‪3‬ك عن‪3‬ه من النّاحي‪3‬ة‬
‫المق ّدسة ذم و ال قدح‪ ،‬و ال صدر من السّفراء عليه اعتراض و ال طعن‪ ،‬فظهر‪ّ :‬‬
‫أن خط‪33‬أه فى أم‪33‬ر القي‪33‬اس و غ‪33‬يره في‬
‫ذلك الوقت كان كالخطأ فى مسائل الفروع الّتى يعذر فيها المخطىء [و ال يخرج به عن المذهب]‪.‬‬

‫ص واب اعتبار قول ابن الجنيد فى تحقيق الوفاق و الخالف؛ كما علي‪33‬ه معظم األص‪33‬حاب‪ ،‬و ّ‬
‫أن‬ ‫و م ّما ذكرناه يعلم‪ّ :‬‬
‫ان ال ّ‬
‫ما ذهب إليه من أمر القياس و نحوه ال يقتضى إسقاط كتبه‪ ،‬و ال عدم التّعويل عليها على م‪33‬ا قال‪33‬ه ّ‬
‫الش‪3‬يخ‪ ،‬ف‪ّ 3‬‬
‫‪3‬ان اختالف‬
‫الفقهآء فى مبانى األحكام ال يوجب ع‪3‬دم االعتب‪3‬ار بق‪3‬ولهم النّهم ق‪3‬ديما و ح‪3‬ديثا ك‪3‬انوا مختلفين فى االص‪3‬ول الّ‪3‬تى تب‪3‬نى‬
‫عليها الفروع‪ ،‬كاختالفهم فى خبر الواحد‪ ،‬و االستصحاب و المفاهيم‪ ،‬و غيرها من مس‪33‬ائل اص‪33‬ول الفق‪33‬ه؛ حتّى ال تج‪33‬د‬
‫اثنين منهم متوافقين فى جميع مسائله‪ ،‬و مع ذلك فقد اتّفقوا على اعتبار األقوال و المذاهب المبتنية على االص‪33‬ول الّ‪33‬تى‬
‫ابطلوها و لو كان الخالف فيه موجبا لترك الكتب المبتنية عليها ل‪3‬زم س‪3‬قوط اعتب‪3‬ار جمي‪3‬ع الكتب و ع‪3‬دم التّعوي‪3‬ل على‬
‫شىء منهما‪ ،‬و فساده بين‪ .‬و ال يبعد أن يكون الوجه فيما قاله ال ّشيخ و من وافقه على ذل‪3‬ك حس‪3‬م ه‪3‬ذا األص‪3‬ل ال‪3‬رّدى و‬
‫استصالح أمر ال ّشيعة حتّى ال يقع فى مثله أحد منهم‪ ،‬و هذا القصد حسن يوشك أن يكون هو المنشأ و ّ‬
‫الس‪3‬بب على ه‪3‬ذا‬
‫المطلب انتهى‪.75‬‬

‫ان ابا على الكاتب اإلسكافى هذا غير ال ّشيخ ابى عل ّى محمد بن ابى بكر بن‬
‫ث ّم ليعلم ّ‬

‫‪ -)1 ( 75‬الفوائد الرجالية ‪222 -205 :3‬‬


‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬الفوائد الرجالية ‪222 -205 :3‬‬

‫ص‪150 :‬‬

‫همام بن سهيل الكاتب االسكافى أيضا و ان وقع إتّفاقهما فى اإلسم و الكني‪33‬ة و اللّقب و النّس‪33‬بة و الطّبق‪33‬ة لمخالفتهم‪33‬ا فى‬
‫النّسب و المنصب و المدح و القدح و المشايخ و اآلخذين و االشتهار التّام بين الطّائفة و كيفيّة التص‪33‬انيف و غيره‪33‬ا‪ ،‬و‬
‫قد ذكره النّجاشي أيضا بهذه النّسبة فى ترجمة على حدة‪ ،‬و قال فى حق‪33‬ه ش‪33‬يخ أص‪33‬حابنا و متق‪ّ 3‬دمهم ل‪33‬ه منزل‪33‬ة عظيم‪33‬ة‬
‫كثير الحديث‪ ،‬قال أبو مح ّمد هارون بن موسى رحمه هّللا ح ّدثنا مح ّمد بن همام قال ح ّدثنا أحمد بن مابندار قال أس‪33‬لم بى‬
‫ق‪ ،‬و ك‪33‬ان ي‪3‬دعو أخ‪33‬اه س‪3‬هيال إلى مذهب‪3‬ه‪،‬‬ ‫أ ّول من أسلم من أهله و خرج عن دين المجوسيّة و ه‪3‬داه هّللا تع‪3‬الى إلى الح‪ّ 3‬‬
‫ق فيه و لس‪33‬ت اخت‪33‬ار أن أدخ‪33‬ل فى‬‫أن الح ّ‬‫لكن النّاس مختلفون‪ ،‬و ك ّل يدعى ّ‬ ‫فيقول يا اخى إعلم انّك ال تالونى نصحا‪ ،‬و ّ‬
‫شىء إاّل على يقين‪ ،‬فمضت لذلك م ّدة و ح ّج سهيل‪ ،‬فل ّما صدر من الح ّج قال ألخيه الّ‪33‬ذى كنت ت‪33‬دعونى إلي‪33‬ه ه‪33‬و الح‪ّ 3‬‬
‫ق‬
‫قال و كيف علمت ذلك قال لقيت فى حجّى عبد الرّزاق بن همام الصّنعائى و ما رأيت أحدا مثل‪33‬ه‪ ،‬فقلت ل‪33‬ه‪ :‬على خل‪33‬وة‬
‫نحن قوم من أوالد األعاجم‪ ،‬و عهدنا بالدخول فى االسالم قريب‪ ،‬و أرى أهله مختلفين في مذاهبهم‪ ،‬و قد جعلك هّللا من‬
‫العلم بما ال نظير لك فيه فى عصرك مثل‪ ،‬و أريد أن أجعلك ح ّجة فيما بينى و بين هّللا ع ‪ّ 3‬ز و ج ‪3‬لّ‪ ،‬ف‪33‬ان رأيت أن ت‪33‬بين‬
‫لى ما ترضاه لنفسك من ال ّدين‪ ،‬التّبعك فيه؛ و أقلدك‪ ،‬ف‪33‬اظهر لى محبّ‪33‬ة آل رس‪33‬ول هّللا ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم‪ ،‬و‬
‫تعظيمهم و البراءة من عد ّو هم‪ ،‬و القول بامامتهم‪ ،‬قال أبو على أخذ أبى هذا المذهب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ع ّمه‪ ،‬و أخذت‪33‬ه عن‬
‫أبى‪.‬‬

‫قال أبو مح ّمد هارون بن موسى‪ :‬قال أبو عل ّى مح ّمد بن همام‪ :‬قال أبى كتب إل ّى أبى مح ّم‪33‬د الحس‪33‬ن بن عل ّي العس‪33‬كرى‬
‫ان ل‪33‬ه حمال و يس‪33‬اله ان ي‪33‬دعو هّللا فى تص‪33‬حيحه و س‪33‬المته‪ ،‬و أن‬ ‫عليه السّالم يعرفه أنّه ما ص ّح له حمل يولد و يعرّفه ّ‬
‫يجعله ذكرا نجيبا من مواليهم‪ ،‬فوقع على رأس الرّقعة بخطّ يده قد فعل هّللا ذل‪33‬ك‪ ،‬فص‪ّ 3‬ح الحم‪33‬ل ذك‪33‬را‪ ،‬ق‪33‬ال ه‪33‬ارون بن‬
‫موسى أرانى أبو على بن همام الرّقعة و الخطّ‪ ،‬و كان محقّقا‪.‬‬

‫له من الكتب كتاب «االنوار فى تاريخ االئ ّمة عليهم السالم‪ ،‬أخبرن‪33‬ا أب‪33‬و الحس‪33‬ن أحم‪33‬د بن مح ّم‪33‬د بن موس‪33‬ى بن ج‪33‬راح‬
‫الجندى‪ ،‬قال‪ :‬ح ّدثنا أبو عل ّى بن همام به‪ ،‬مات‬

‫ص‪151 :‬‬

‫أبو عل ّى بن همام يوم الخميس‪ ،‬ألحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى اآلخرة سنة ست و ثالثين و ثالثمأة‪.‬‬

‫و كان مولده يوم اإلثنين لست خلون من ذى الحجّة سنة خمس و مأتين انتهى‪.76‬‬

‫‪ -)1 ( 76‬راجع مجمع الرجال ‪103 -102 :5‬‬


‫و عن فهرست ال ّشيخ‪ :‬مح ّمد بن هم‪3‬ام األس‪33‬كافى يكنّى أب‪3‬ا عل ّى جلي‪3‬ل الق‪33‬در ثق‪3‬ة‪ ،‬ل‪3‬ه رواي‪3‬ات كث‪33‬يرة‪ ،‬أخبرن‪3‬ا ع‪ّ 3‬دة من‬
‫أصحابنا عن أبى المفضّل عنه‪.77‬‬

‫و قال العاّل مة المجلسى رحمه هّللا فى مق ّد مات «البحار» كتاب «التمحيص» لبعض قدمائنا‪ ،‬و يظهر من القرائن الجليّة‬
‫أنّه من مؤلّفات ال ّشيخ الثّقة الجليل أبى عل ّى مح ّمد بن همام‪ ،‬و عندنا منتخب من كتاب «األنوار»‪.78‬‬

‫و قال فى موضع آخر و كتاب «التّمحيص» متانته تد ّل على فض‪33‬ل مؤلّف‪33‬ه و إن ك‪33‬ان مؤلّف‪33‬ه أب‪33‬ا على كم‪33‬ا ه‪33‬و الظّ‪33‬اهر‬
‫‪79‬‬
‫ففضله و توثيقه مشهوران‬

‫اقول و كان عندنا كتاب «التّمحيص»‪ ،‬و هو فيما يعدل ألف بيت تقريبا و قد جمع فيه أحاديث ش ّدة بآلء المؤمن‪ 3،‬و أنّ‪33‬ه‬
‫تمحيص لذنوبه‪ ،‬و فى مفتتحه على رسم قدماء األصحاب فى إمالءاتهم نسبة التّحديث إلى هذا الرّجل باسمه و نس‪33‬به و‬
‫عندى أيضا انّه من جملة مصنّفات نفس ال ّرجل دون غيره فليتفطّن‪.‬‬

‫ان فى فوائد سيّدنا العاّل مة المتق ّدم إليه اإلشارة بعد نقله عن كتاب «االنساب» المتق ّدم ذكره الكالم على هذه النّس‪33‬بة و‬
‫ث ّم ّ‬
‫ان المشهور باالنتساب إليها جماعة‪ ،‬منهم‪ -‬مح ّم د [بن محمد بن محمد] أحمد بن مالك اإلسكافى‪ ،‬و أبو جعفر مح ّمد بن‬ ‫ّ‬
‫عبد هّللا اإلسكافى أحد المتكلّمين من معتزلة بغداد‪ ،‬تنسب إليه اإلسكافيّة‪ ،‬و هم طائفة‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬راجع مجمع الرجال ‪103 -102 :5‬‬

‫(‪ -)2‬الفهرست ‪ ،167‬مجمع الرجال ‪68 :6‬‬

‫(‪ -)3‬بحار االنوار ‪17 :1‬‬

‫(‪ -)4‬بحار االنوار ‪34 :1‬‬

‫ص‪152 :‬‬

‫من المعتزلة‪.‬‬

‫و ابو اسحاق مح ّم د بن عبد المؤمن بن أحمد كان خطيب اسكاف بني الجنيد‪ ،‬قال و كان أبو عبد هّللا الجني‪33‬دى األس‪33‬كاف‬
‫يتكلّم بكالم الجنيد بن مح ّمد البغدادى‪ ،‬فلقّب به و من اوالده الّذين يقال له الجنيدى مح ّمد بن احم‪33‬د بن الجني‪33‬د االس‪33‬كافى‬
‫من أهل اصبهان‪ ،‬يروى عن أبى عبد هّللا القاسم بن الفضل الثّقفى‪ ،‬كتبت عنه احاديث يسيرة‪ ،‬و كان صحيح ّ‬
‫الس‪33‬ماع و‬
‫‪ -)2 ( 77‬الفهرست ‪ ،167‬مجمع الرجال ‪68 :6‬‬
‫‪ -)3 ( 78‬بحار االنوار ‪17 :1‬‬
‫‪ -)4 ( 79‬بحار االنوار ‪34 :1‬‬
‫األصول‪ ،‬و قدم علينا بسمرقند سنة ستّين و ثالثمأة رسوال لوالى خراسان ابن منصور بن ن‪33‬وح إلى التّ‪33‬رك‪ ،‬و قت‪33‬ل فى‬
‫بالد التّرك فى تلك السّنة‪.‬‬

‫و من الغريب موافقة ابن الجنيد للجنيدى المذكور في االسم و النّسب و النّسبة و الطّبقة‪ ،‬حتّى كاد يذهب الوهم إلى أنّ‪33‬ه‬
‫أن له رسالة الجني‪33‬دى إلى أه‪33‬ل مص‪33‬ر و‬‫هو هو و ابن الجنيد يقال له الجندى ايضا؛ فقد ذكر النّجاشى فى ترجمة المفيد ّ‬
‫الظّاهر انّها الرّسالة الّتى عملها فى النّقض على ابن الجنيد فى رسالته إلى اهل مصر‪ 80‬إلى آخر ما ذكره‪.‬‬

‫ث ّم ّ‬
‫ان وفاة ابن الجنيد كما نسبه صاحب «الفوائد» إلي القي‪33‬ل‪ :‬ك‪33‬انت فى مدين‪3‬ة ال‪3‬رّى‪ -‬من دي‪33‬ار ع‪3‬راق العجم‪ -‬في س‪3‬نة‬
‫الص‪3‬دوق مع‪33‬ا فى ال‪3‬رّى فى س‪33‬نة واح‪33‬دة‪ ،‬و الظّ‪33‬اهر وق‪33‬وع‬
‫إحدى و ثمانين و ثالثمأة‪ ،‬و على هذا فيكون وفاته و وف‪33‬اة ّ‬
‫الوهم فى هذا التّاريخ من تاريخ الصّدوق رحمه هّللا ‪ ،‬و ّ‬
‫إن وفات ابن الجنيد قبل ذلك كما افيد‪ ،‬و كان تلقّب‪33‬ه بالك‪33‬اتب من‬
‫أن االصطالح ق‪33‬د اس‪33‬تق ّر من الق‪33‬ديم علي التّعب‪33‬ير عن ص‪33‬احب ه‪33‬ذه‬
‫فن االنشاء‪ ،‬حيث ّ‬ ‫جهة مهارته فى حسن االمالء و ّ‬
‫ال ّ‬
‫صناعة بهذه اللفظة فليالحظ‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬الفوائد الرجالية ‪.224 -223 :3‬‬

‫ص‪153 :‬‬

‫‪ 576‬الشيخ المتقدم الوحيد و الحبر المتبحر الفريد ابو عبد هّللا محمد بن محمد بن النعمان بن عب‪33‬د الس‪33‬الم بن ج‪33‬ابر بن‬
‫‪81‬‬
‫نعمان بن سعيد العربى العكبرى البغدادى الملقب بالشيخ المفيد‬

‫كان من أج ّل مشايخ ال ّشيعة و رئيسهم و أستادهم‪ ،‬و ك ّل من تأخر عنه استفاد من‪33‬ه‪ ،‬و فض‪33‬له أش‪33‬هر من أن يوص‪33‬ف فى‬
‫الفقه و الكالم و ال ّرواية‪ ،‬أوثق أهل زمانه و أعلمهم‪ ،‬انتهت رياسة اإلماميّة إليه في وقته‪ ،‬و كان حس‪3‬ن المخ‪3‬اطر دقي‪3‬ق‬
‫اللّفظة حاضر الجواب‪ ،‬ل‪3‬ه ق‪3‬ريب من م‪33‬أتى مص‪3‬نّف كب‪3‬ار و ص‪3‬غار‪ ،‬كم‪3‬ا عن خالص‪33‬ة العاّل م‪3‬ة‪ ،‬م‪3‬أخوذة عن رج‪3‬ال‬
‫النّجاشى الّذى هو من جملة رجال مجلسه البه ّى‪ :‬و عن األصل المذكور ايضا أنّه ق‪33‬ال‪ ،‬بع‪33‬د تع‪33‬داد أح‪33‬د و ثالثين رجال‬
‫صدور‪ ،‬و إيصال سلسلة المزبور إلى أوّل من تكلّم بالعربيّ‪33‬ة و ه‪33‬و يع‪33‬رب بن قحط‪33‬ان المش‪33‬هور‪ ،‬و‬‫من آبائه الكبراء ال ّ‬
‫وصفه بأنّه شيخنا و أستادنا رضى هّللا عنه فضله أشهر من أن يوصف فى الفقه و الكالم و الرّواية و الثّقة و العلم‪.‬‬

‫له كتب «ال ّرسالة المقنعة» «االركان فى دعائم ال ّدين» كتاب «اإليضاح فى االمامة»‬

‫‪ )1 ( 80‬الفوائد الرجالية ‪.224 -223 :3‬‬


‫‪ )*( 81‬له ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة االمتاع و المؤانسة ‪ ،141 3:4‬امل االمل ‪ ،304 3:2‬البداية و النهاية ‪ ،15 3:12‬تاريخ بغداد ‪ ،331 3:3‬تأسيس الش‪33‬يعة‬
‫‪ .331‬تحفة االحباب ‪ ،348‬تنقيح المقال ‪:3‬‬
‫‪ 180‬جامع الرواة ‪ ،189 :2‬خالصة االقوال ‪ ،147‬الذريعة ‪ ،509 :1‬ريحانة االدب ‪ ،361 :7‬سفينة البحار ‪ ،390 :2‬شذرات الذهب ‪ ،199 :4‬العبر ‪:3‬‬
‫‪ 272‬الفهرست البن النديم ‪ 266‬الفهرست للطوسى ‪ ،186‬فوائد الرجالية ‪ ،311 3:3‬فوائد الرض‪33‬وية ‪ ،628‬ق‪33‬اموس االعالم ‪ ،668‬الكام‪33‬ل فى الت‪33‬اريخ ‪:9‬‬
‫‪ ،81‬الكنى و االلقاب ‪ ،198 3:3‬لسان الميزان ‪ ،368 3:5‬لؤلؤة البحرين ‪ ،356‬مجالس المؤمنين ‪ ،467 3:1‬مجم‪33‬ع الرج‪33‬ال ‪ ،33 3:6‬المختص‪33‬ر فى اخب‪33‬ار‬
‫البشر ‪ ،154 :2‬مرآة الجنان ‪ ،28 :3‬المستدرك ‪ ،517 :3‬معالم العلماء ‪ ،112‬المقابس ‪ ،16‬المنتظم ‪ ،11 ،8‬منتهى‪ 3‬المقال ‪ ،287‬ميزان االعتدال ‪.30 :4‬‬
‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة االمتاع و المؤانسة ‪ ،141 3:4‬امل االمل ‪ ،304 3:2‬البداية و النهاية ‪ ،15 3:12‬تاريخ‬
‫بغداد ‪ ،331 :3‬تأسيس الشيعة ‪ .331‬تحفة االحباب ‪ ،348‬تنقيح المقال ‪:3‬‬

‫‪ 180‬جامع الرواة ‪ ،189 :2‬خالصة االقوال ‪ ،147‬الذريعة ‪ ،509 :1‬ريحانة االدب ‪ ،361 :7‬سفينة البحار ‪،390 :2‬‬
‫شذرات الذهب ‪ ،199 :4‬العبر ‪ 272 :3‬الفهرست البن النديم ‪ 266‬الفهرست للطوسى ‪ ،186‬فوائد الرجالية ‪،311 3:3‬‬
‫فوائد الرضوية ‪ ،628‬قاموس االعالم ‪ ،668‬الكامل فى التاريخ ‪ ،81 3:9‬الكنى و االلقاب ‪ ،198 3:3‬لس‪3‬ان الم‪3‬يزان ‪:5‬‬
‫‪ ،368‬لؤلؤة البحرين ‪ ،356‬مجالس المؤمنين ‪ ،467 3:1‬مجمع الرجال ‪ ،33 3:6‬المختصر فى اخبار البش‪33‬ر ‪،154 3:2‬‬
‫مرآة الجنان ‪ ،28 3:3‬المس‪33‬تدرك ‪ ،517 3:3‬مع‪33‬الم العلم‪33‬اء ‪ ،112‬المق‪33‬ابس ‪ ،16‬المنتظم ‪ ،11 3،8‬منتهى المق‪33‬ال ‪،287‬‬
‫ميزان االعتدال ‪.30 :4‬‬

‫ص‪154 :‬‬

‫كتاب «االفصاح» كتاب «االرشاد» كتاب «العيون و المحاسن» كتاب «الفصول من العيون و المحاسن» كتاب «الر ّد‬
‫على الجاحظ و العثمانية» كتاب «نقض المروانية» كتاب «نقض فضيلة المعتزلة» كتاب «المسائل الصّاغانية» كت‪33‬اب‬
‫«مسائل النّظم» كتاب «المسألة الكافي‪33‬ة فى إبط‪33‬ال توب‪33‬ة الخاطئ‪33‬ة» كت‪33‬اب «النّقض على ابن عب‪33‬اد فى االمام‪33‬ة» كت‪33‬اب‬
‫«النّقض على عل ّى بن عيسى الرّمانى» كتاب «النّقض على أبيعبد هّللا البصرى» و هكذا إلى تمام مأة و ثمانين كتاب‪33‬ا و‬
‫رسالة و مسألة تقريبا ذكرها باسمائها إلى أن قال‪« :‬كتاب فى القياس» «شرح كتاب االعالم» كتاب «النّقض على ابن‬
‫الجنيد» فى اجتهاد الرّأى‪ ،‬ث ّم إلى أن قال كتاب النّقض على الجاحظ فى فضيلة المعتزلة‪.‬‬

‫مات رحمه هّللا ليلة الجمعة لثالث خلون من شهر رمضان سنة ثالث عشرة و أربعمأة‪.‬‬

‫ست و ثالثين و ثالثم‪33‬أة‪ ،‬و ص‪3‬لّى علي‪33‬ه س‪3‬يّدنا المرتض‪3‬ى رحم‪3‬ه هّللا‬
‫و كان مولده يوم الحادي عشر من ذى القعدة سنة ّ‬
‫بميدان اإلشنان‪ ،‬و ضاق على النّاس مع كبره‪ ،‬و دفن فى داره سنين‪ ،‬ث ّم نقل إلى مقابر قريش بالقرب من ج‪33‬انب رجلى‬
‫صدوق‪ ،‬أبي القاسم جعفر بن مح ّمد ابن قولويه‪.‬‬‫سيّدنا و إمامنا أبى جعفر الجواد رحمه هّللا إلى جانب قبر شيخنا ال ّ‬

‫و قيل مولده ثمان و ثالثين و ثالثمأة‪.‬‬

‫و عن فهرست شيخنا أبى جعفر الطّوسى الّذى كان هو أيض‪33‬ا من جمل‪33‬ة تالمي‪3‬ذه‪ ،‬الكب‪3‬ار‪ :‬مح ّم‪33‬د بن مح ّم‪3‬د بن النّعم‪33‬ان‬
‫يكنّى ابا عبد هّللا ‪ ،‬المعروف بابن المعلّم من أجلّة متكلّمى اإلمامية‪ ،‬انتهت رياستهم فى وقته إليه فى العلم‪ ،‬و كان مق‪ّ 33‬دما‬
‫فى صناعة الكالم‪ ،‬و كان فقيها متق ّد ما فى حسن الخاطر‪ :‬إلى أن قال‪ :‬و كان يوم وفاته يوما لم ير أعظم من‪33‬ه من ك‪33‬ثرة‬
‫صالة عليه‪ ،‬و كثرة البكآء من المخالف له و من المؤالف‪.‬‬ ‫النّاس لل ّ‬

‫فمن كتبه كتاب «المقنعة» فى الفقه‪ ،‬كتاب «االركان» فى دعائم ال ّدين في الفقه‬
‫ص‪155 :‬‬

‫رسالة فى الفقه إلى ولده لم يت ّمها‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬بعد ع ّده بضعة عشر مصنّفا أخر منه‪ ،‬كتاب «النّصرة» لسيّد العترة فى‬
‫أحكام البغاة عليه بالبصرة‪ ،‬سمعنا منه هذه الكتب كلّها بعضها قرائة عليه‪ ،‬و بعضها يقرء عليه غير مرّة انتهى‪.‬‬

‫و يظهر من مق ّدمات «بحار» موالنا المجلسى رحمه هّللا ؛ ّ‬


‫أن جملة ما كان يوجد عنده من مص‪3‬نّفات الرّج‪3‬ل حين تأليف‪3‬ه‬
‫«البحار» ثمانية عشر كتابا منها كتاب «االرشاد» كتاب «المجالس» كتاب «االختصاص» «الرّسالة الكافي‪33‬ة» رس‪33‬الة‬
‫«مسار ال ّشيعة» كتاب «المقنعة» كتاب «العيون و المحاسن» المشتهر بالفصول كت‪33‬اب «المق‪33‬االت» كت‪33‬اب «الم‪33‬زار»‬
‫كتاب «ايمان أبى طالب» كتاب «ذبائح أهل الكتاب» «رسالة المتعة» «رسالة سهو النّب ّى صلّى هّللا علي‪3‬ه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم‬
‫صالة «تزويج امير المؤمنين عليه السّالم بنته من عمر» «وجوب المسح» «أجوب‪33‬ة المس‪33‬آئل ّ‬
‫الس ‪3‬روية»‬ ‫و نومه عن ال ّ‬
‫«أجوبة المسائل العكبريّة» «أجوبة المسآئل االحدى و خمسين» «شرح عقائد الصّدوق»‪.‬‬

‫اقول و غالب هذه الكتب موجودة فى ه‪3‬ذه األزمن‪3‬ة أيض‪3‬ا كث‪3‬يرا؛ و خصوص‪3‬ا الثّالث‪3‬ة األوّل منه‪3‬ا‪ ،‬و ك‪3‬ذا ش‪3‬رحه على‬
‫صدوق‪ ،‬و مبناه فى هذا ال ّشرح ر ّده على المصنّف مهما أمكن‪ ،‬و إن كان مع تحمل غريب‪،‬‬ ‫مختصر اعتقادات شيخنا ال ّ‬
‫ق معهما جميعا كما ال يخفى‪ 3،‬و كذا كتاب «اجوب‪33‬ة المس‪33‬ائل االح‪33‬دى‬‫و ذلك لكمال البينونة فى مشربيهما‪ ،‬و إن كان الح ّ‬
‫و الخمسين» ّ‬
‫فان المراد به هو كتابه المعروف «المس‪33‬ائل الحاجبي‪33‬ة» و ه‪33‬و فى أجوب‪3‬ة إش‪33‬كاالت و ش‪33‬بهات فى مع‪33‬انى‬
‫بعض اآليات و ال ّروايات المتشابهات‪ ،‬على عدد اإلحدى و الخمسين عرض‪33‬ها علي‪33‬ه و س‪33‬ئله عنه‪33‬ا ح‪33‬اجب خليف‪33‬ة ذل‪33‬ك‬
‫العصر‪ ،‬كما يستفاد من ديباجة ذلك الكتاب‪ ،‬و فيه فوائد ال تحص‪33‬ى‪ ،‬و غل‪33‬ط من نس‪33‬به إلى س‪3‬يّدنا المرتض‪33‬ى رحم‪33‬ه هّللا‬
‫فليتفطّن و ال يغفل‪.‬‬

‫و أ ّما كتابه «المقنعة» فهو الّذي علّق عليه شيخنا الطّوسى رحمه هّللا كتاب «تهذيب الحديث» و جعل‪33‬ه بمنزل‪33‬ة العن‪33‬وان‬
‫لمسائل ذلك الكتاب‪.‬‬

‫أن رواية هذا ال ّشيخ غالبا عن شيخه الجليل‪ ،‬و ضجيعه النّبيل‪ ،‬أبى‬
‫ث ّم ليعلم ّ‬

‫ص‪156 :‬‬

‫القاسم بن قولويه القم ّى المتق ّدم ذكره و ترجمته على التّفصيل‪ ،‬و له ال ّرواية أيضا عن شيخنا الصّدوق الق ّمى رحمه هّللا ‪،‬‬
‫صيمرى‪ ،‬و أحمد بن العبّاس النّجاشى‪ ،‬و أبى الحسن أحمد بن مح ّمد بن الحسن‬ ‫و أبى غالب ال ّزرارى‪ ،‬و أبى عبد هّللا ال ّ‬
‫بن الوليد ال ّراوى عن أبيه و غيره و جماعة اخرى من أكابر رواة الفريقين‪.‬‬

‫و أم‪33‬ا الرّواي‪33‬ة عن‪33‬ه فهي فى االغلب ش‪33‬يخنا الطّوس‪33‬ى‪ ،‬و ابى العبّ‪33‬اس النّجاش‪33‬ى‪ ،‬و س‪3‬اّل ر بن عب‪33‬د العزي‪33‬ز ال‪ّ 3‬ديلمى‪ ،‬و‬
‫الش ‪3‬يخ أبى الفتح الك‪33‬راجكى اآلتى ذك‪33‬ره و ترجمت‪33‬ه عنق‪33‬ريب؛ و جعف‪33‬ر بن مح ّم‪33‬د‬ ‫الس ‪3‬يّدين المرتض‪33‬ى و الرّض‪33‬ى‪ ،‬و ّ‬
‫ال ّدوريستى المتق ّدم ذكره ال ّشريف‪ ،‬و أحمد بن عل ّى المعروف بابن الكوفى‪ ،‬كما فى رجال المح ّدث النّيسابورى‪ ،‬و كأنّه‬
‫الّذى كان من مشايخ المرتضى؛ و له ال ّرواية عن شيخنا الكلينى فليالحظ‪.‬‬

‫و ذكر النّجاشى و العاّل مة فى ذيل ترجمة أبى يعلى مح ّمد بن الحسن بن حمزة الجعفرى‪ :‬انّه ك‪33‬ان خليف‪33‬ة ّ‬
‫الش‪3‬يخ المفي‪33‬د‬
‫الجالس مجلسه‪ ،‬متكلّم فقيه‪ ،‬قايم باالمرين جميع‪33‬ا‪ ،‬و ل‪33‬ه كتب و أجوب‪33‬ة مس‪33‬ائل ش‪33‬رعيّة من بالد ش‪3‬تّى‪ ،‬م‪33‬ات فى ش‪33‬هر‬
‫رمضان سنة ثالث و ستّين و أربعمأة‪ ،‬و دفن فى داره بدار السّالم‪.‬‬

‫هذا و قد ذكر يحيى بن البطريق الحلى أيضا فيما نقل عن رسالته «نهج العلوم إلى نفى المعدوم» و قال ّ‬
‫أن لنا ط‪33‬ريقين‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬بم‪3‬ا ه‪3‬و م‪33‬ذكور فى تص‪3‬انيفه من‬ ‫فى تزكية هذا ال ّشيخ الجليل‪ ،‬أحدهما ص ّحة نقله من األئ ّم‪3‬ة الطّ‪3‬اهرين عليهم ّ‬
‫«المقنعة» و غيرها إلى أن قال‪ :‬و أ ّما الطّريق الثّانى فى تزكيّة ما يرويه كافّة ّ‬
‫الش‪3‬يعة و تتلقّ‪33‬اه ب‪33‬القبول‪ ،‬من ّ‬
‫ان موالن‪33‬ا‬
‫صاحب األمر صلوات هّللا عليه و على آبائه كتب إليه ثالثة كتب‪ ،‬فى ك ّل سنة كتابا‪ ،‬و كان نس‪33‬خة عن‪33‬وان الكت‪33‬اب إلي‪33‬ه‬
‫لألخ السّديد و الول ّى الرشيد‪ ،‬ال ّشيخ المفيد أبى عبد هّللا مح ّمد بن مح ّم‪33‬د بن النعم‪33‬ان أدام هّللا اع‪33‬زازه‪ ،‬ث ّم ذك‪33‬ر بعض م‪33‬ا‬
‫اشتملت عليه الكتب المتق ّدمة‪ ،‬ث ّم قال و هذا أو فى مدح و تزكيّة و أزكي ثنآء و تطرية يقول إمام اال ّمة‪ ،‬و خلف االئ ّم‪33‬ة‬
‫عليهم السّالم‪.‬‬

‫هذا و قال فى حقّه صاحب «منتهى المقال» بعد نقله العباراة الثّالثة األوايل‬

‫ص‪157 :‬‬

‫صناها لك فى هذا المجال‪ ،‬و فى «لم» يع‪3‬نى ب‪3‬ه كت‪3‬اب «المع‪3‬الم» المتق‪ّ 3‬دم‬ ‫من أصحاب ال ّرجال‪ ،‬بعيون ألفاظهم الّتى لخ ّ‬
‫إلى ذكره اإلشارة‪ :‬جليل ثقة‪ ،‬و فى «تعق» يعنى به كتاب تعليقات الرّجال لسميّنا العاّل م‪33‬ة البهبه‪33‬انى ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه‪ :‬ذك‪33‬ر‬
‫فى «االحتجاج» توقيعات من الصاحب عليه السّالم فى جاللته‪ ،‬منها لالخ السّديد و الول ّى الرّش‪33‬يد ّ‬
‫الش‪3‬يخ المفي‪33‬د أبيعب‪33‬د‬
‫هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان أدام هّللا إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العب‪33‬اد‪ :‬بس‪33‬م هّللا ال‪3‬رّحمن ال‪3‬رّحيم س‪33‬الم‬
‫الص‪3‬لواة على س‪3‬يّدنا و موالن‪33‬ا و‬‫عليك أيّها الول ّى المخلص فينا باليقين‪ ،‬فانّا نحمد إليك هّللا الّذى ال إله إاّل ه‪33‬و‪ ،‬و نس‪33‬أله ّ‬
‫ّ‬
‫بالص ‪3‬دق‪،‬‬ ‫ق‪ ،‬و أجزل مثوبتك عن نطق‪33‬ك عنّ‪33‬ا‬ ‫نبيّنا مح ّمد و آله الطّيبيّن الطاهرين‪ ،‬و نعلمك أدام هّللا توفيقك لنصرة الح ّ‬
‫انّه قد أذن لنا فى تشريفك بالمكاتبة إلى آخر‪ .‬قلت و تت ّمة التّوقيع المبارك هو قوله عليه السّالم و تكليفك م‪33‬ا تؤدي‪33‬ه عنّ‪33‬ا‬
‫إلى موالينا قبلك أع ّزهم هّللا بطاعته و كفاه المه ّم برعايته لهم و حراسته‪ ،‬أيّدك هّللا بعونه على أعدائه المارقين من دين‪33‬ه‬
‫على ما نذكره و اعمل فى تأديته إلى ما تسكن إليه بما ترسمه إنشاء هّللا نحن و إن كنّا ناوين بمكاننا النّ‪33‬ائي عن مس‪33‬اكن‬
‫الظّالمين إلى اخر‪ .‬و منها من عبد هّللا المرابط فى سبيله إلى ملهم الح ّ‬
‫ق و دليله‪ :‬بس‪33‬م هّللا ال‪3‬رّحمن ال‪33‬رحيم س‪33‬الم علي‪33‬ك‬
‫بالس‪3‬بب الّ‪33‬ذى وهب‪33‬ه هّللا ل‪33‬ك‬
‫ّ‬ ‫ق‪ ،‬ال ّداعى إليه بكلمة الصّدق‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬كنّا نظرنا مناجاتك عصمك هّللا‬
‫أيّها الناصر للح ّ‬
‫من أوليائه‪ ،‬و حرسك به من كيد أعدائه إلى آخر و حكى انّه وجد مكتوبا على قبره بخطّ القائم عليه السّالم‪:‬‬

‫يوم على آل الرّسول عظيم‬ ‫ال صوّت النّاعى بفقدك انّه‬


‫فالعدل و التّوحيد فيك مقيم‬ ‫إن كان قد غيّبت فى جدث الثّرى‬

‫تليت عليك من ال ّدروس علوم‬ ‫و القائم المهدى يفرح كلّما‬

‫الس‪3‬الم‪ ،‬و هى‬‫و نقل ابن أبى الحديد فى شرحه أنّه رأى فى المنام فاطم‪33‬ة ال ّزه‪33‬راء و معه‪33‬ا الحس‪33‬ن و الحس‪33‬ين عليهم‪33‬ا ّ‬
‫صبح فاطمة أم المرتضى و الرّضى بهم‪33‬ا إلي‪33‬ه و ق‪33‬الت ل‪33‬ه ذل‪33‬ك و‬ ‫تقول يا شيخي علّم ولدي هذين الفقه‪ ،‬ث ّم جائت فى ال ّ‬
‫هى مشهورة و كذا ال ّرؤيا التى راها رحمه هّللا عند منازعته للمرتضى رضى هّللا عنه و هى قوله يا ش‪33‬يخى و معتم‪33‬دى‬
‫ق‬‫ألح ّ‬

‫ص‪158 :‬‬

‫مع ولدى‪.‬‬

‫الص ‪3‬دوق‪ ،‬فى‬ ‫أن له رس‪33‬الة فى ال‪33‬ر ّد علي ّ‬ ‫هذا‪ .‬و فى كتاب «ال ّد ّر المنثور» للمحقّق ال ّشيخ عل ّي بن المدقّق ال ّشيخ مح ّمد ّ‬
‫ان شهر رمضان ال ينقص قال و هي مشحونة بقرائن تد ّل على أنّها له‪ ،‬قلت‪ :‬هى الّتى ربّما نذكر عبارتها فى هذه‬ ‫قوله ّ‬
‫التّعليقة‪ ،‬ث ّم نقل المحقق المذكور عن إبن شهر آشوب رحمه هّللا إنّه ذكر فى فهرس‪33‬ت مص‪3‬نّفاته رحم‪33‬ه هّللا رس‪33‬الة ال‪33‬ر ّد‬
‫الس‪3‬هو على النّ‪33‬ب ّي ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه‪ ،‬محتمل‪33‬ة‬
‫على ابن بابويه‪ ،‬و ذكر عنه رسالة اخرى فى الر ّد عليه فى تجويزه ّ‬
‫ألن تكون له و للسيّد رضى هّللا عنه‪ ،‬و الظّاهر انّها للسيّد رضى هّللا عنه‪.‬‬

‫أقول ذكر ال ّرسالتين بتمامها فى «الفوائد النّجفيّة» و قال عند ذكر الرّسالة الّتي فى الر ّد على أصحاب الع‪33‬دد أنّه‪33‬ا ربم‪33‬ا‬
‫ق األوّل‪ ،‬كما ص ّرح به ابن ادريس رحمه هّللا فى السّرائر انتهى‪.‬‬ ‫نسبت إلى السيّد المرتضى‪ ،‬و الح ّ‬

‫أن الّ‪3‬تى فى ال‪3‬ر ّد على الق‪3‬ائلين بالع‪3‬دد ل‪3‬ه رحم‪3‬ه هّللا انّ‪3‬ه‬
‫و لم ينسب إلى ال ّرسالة األخري خالفا أصال‪ ،‬و م ّما يد ّل على ّ‬
‫ق ّدس سرّه أشار فيها غير م ّرة إلى كتاب له يس ّمى ب «مصابيح النّور» و قد ذكر النجاشي كما م ّرت و كذا «ب» يعنى‬
‫به ابن شهر آشوب رحمه هّللا «مصابيح النّور» فالحظ‪.‬‬

‫ان للمرتضى رض‪33‬ى هّللا عن‪33‬ه رس‪33‬الة كب‪33‬يرة فى نص‪33‬رة الرّؤي‪33‬ة‪ ،‬و إبط‪33‬ال الق‪33‬ول‬
‫و ال ّشيخ رحمه هّللا ذكر فى الفهرست ّ‬
‫بالعدد؛ و كانّها غيرها فتتبّع‪ .‬و أ ّما االخرى فهى و االولى على نمط واحد‪ ،‬و اسلوب واحد‪ ،‬و نقش واح‪33‬د؛ ح‪33‬ذو النّع‪33‬ل‬
‫بالنّعل‪ ،‬هذا و لم نستوف كتبه الّتي ذكر «جش» اختصارا مع انّه رحمه هّللا أيضا لم يستوفها‪.‬‬

‫هذا و ذكره ابن كثير ال ّش امى فى تاريخه على ما ذكره غير واحد من علمائنا قال توفّى فى سنة ثالث عشرة و أربعم‪33‬أة‬
‫عالم ال ّشيعة و إمام ال ّرافضة؛ صاحب التّص‪33‬انيف الكث‪33‬يرة‪ ،‬المع‪33‬روف بالمفي‪33‬د و ب‪33‬ابن المعلّم أيض‪33‬ا الب‪33‬ارع فى الكالم و‬
‫الجدل و الفقه‪ ،‬و كان يناظر ك ّل عقيدة بالجاللة و العظمة فى ال ّدولة البويهيّة‪ ،‬و كان كثير الصّدقات عظيم‬
‫ص‪159 :‬‬

‫الخشوع‪ ،‬كثير الصّالة و الصّوم‪ ،‬خشن اللبّاس و كان عضد ال ّدول‪33‬ة ربّم‪33‬ا زار ّ‬
‫الش‪3‬يخ المفي‪33‬د و ك‪33‬ان ش‪33‬يخا ربع‪33‬ا نحيف‪33‬ا‬
‫أسمر عاش ستّا و سبعين سنة و له أكثر من مأتى مصنّف و كان يوم وفاته مشهورا و شيّعه ثمانون ألفا من الرّافضة و‬
‫ال ّشيعة انتهى‪.‬‬

‫و له ق ّدس س ّره مناظرات لطيفة و حكايات مع القوم جيّدة و ظريفة أفرد له‪33‬ا المرتض‪33‬ى رض‪33‬ى هّللا عن‪33‬ه كتاب‪33‬ا‪ ،‬و ذك‪33‬ر‬
‫اكثرها‪ ،‬من جملتها ما أشار إليه العاّل مة بقوله‪:‬‬

‫و له حكاية إلى آخر‪ .‬و قد ذكرها ابن ادريس في آخر السّرائر مل ّخصها‪ :‬أنّه كان أيّام اشتغاله على أبيعبد هّللا المع‪33‬روف‬
‫بالجعل فى مجلس عل ّى بن عيسى الرّمانى‪ ،‬فسأل رجل بصرى عل ّى بن عيسى عن يوم الغدير و الغار‪ ،‬فقال أ ّم‪33‬ا خ‪33‬بر‬
‫ى فق‪33‬ال المفي‪33‬د رحم‪33‬ه هّللا ‪ :‬م‪33‬ا‬
‫الغار فدراية‪ ،‬و أ ّما خبر الغدير فرواية‪ ،‬و ال ّرواية ما توجبه ال ّدراية‪ ،‬ثم انصرف البص‪33‬ر ّ‬
‫تقول فيمن قاتل االمام العادل؟ قال كافر‪ ،‬ث ّم استدرك‪ ،‬فقال فاسق‪ ،‬ث ّم قال ما تقول فى أمير المؤمنين على عليه ّ‬
‫الس‪33‬الم؟‬
‫قال إمام‪ ،‬قال ما تقول فى طلحة و ال ّزبير؟‬

‫و يوم الجمل؟ قال تابا‪ ،‬قال أ ّم‪33‬ا خ‪3‬بر الجم‪33‬ل فدراي‪33‬ة‪ ،‬و أ ّم‪33‬ا خ‪33‬بر التّوب‪33‬ة فرواي‪3‬ة؟ فق‪33‬ال ل‪33‬ه أكنت حاض‪33‬را حين س‪3‬ألنى‬
‫ى‪ ،‬قال نعم‪ ،‬فدخل منزله و أخرج معه ورقة ق‪33‬د الص‪33‬قها و ق‪33‬ال أوص‪33‬لها إلى ش‪33‬يخك أبيعب‪33‬د هّللا ‪ ،‬فج‪33‬آء به‪33‬ا إلي‪33‬ه‬ ‫البصر ّ‬
‫فقرأها و لم يضحك هو نفسه‪ ،‬و قال قد أخبرنى بما جرى لك فى مجلسه و لقبك المفيد‪.‬‬

‫ألن الس‪33‬ائل فى الموض‪33‬عين ه‪33‬و المفي‪33‬د رحم‪33‬ه هّللا‬


‫و له رحمه هّللا نظير هذه الحكاية مع القاضى عبد الجبار المع‪33‬تزلى‪ّ ،‬‬
‫نفسه‪ ،‬و بدل خبر الغار جلوس الخلفآء‪ ،‬و بعد إسكات القاضى قام القاضى فاجلسه فى مجلسه‪ ،‬و ق‪33‬ال أنت المفي‪33‬د حقّ‪33‬ا‪،‬‬
‫فانقبض فرق المخالفين و همهموا‪ ،‬فقال القاضى هذا ال ّرجل اسكتنى‪ ،‬فان ك‪33‬ان عن‪33‬دكم ج‪33‬واب‪ ،‬فقول‪33‬وا حتّى أجلس‪33‬ه في‬
‫مجلسه األوّل فسكتوا و تف ّرقوا‪ ،‬فوصل خبر المناظرة إلى عضد ال ّدولة‪ ،‬فاحضر المفيد رحم‪3‬ه هّللا و س‪3‬أله ع ّم‪3‬ا ج‪3‬رى‪،‬‬
‫فاخبره و أكرمه غاية اإلكرام و أمر له بجوائز عظام و من طرائقه رحمه هّللا مع أبى بكر الباقالنى‪ ،‬أنّه قال له أبو بكر‬
‫بعد مناظرة جرت بينهما و أفحمه ألك أيّها ال ّشيخ فى ك ّل قدر معرفة‪ ،‬فقال رحمه هّللا نعم ما تمثّلت به أيّها القاض‪3‬ى‪ ،‬من‬
‫أداة أبيك فضحك‬

‫ص‪160 :‬‬

‫الحاضرون و خجل القاضى‪.‬‬

‫اقول و كان ما ذكره من المن‪3‬اظرة م‪33‬ع الب‪3‬اقالنى‪ ،‬ك‪33‬ان على مس‪3‬ألة الج‪3‬بر و ذل‪3‬ك لم‪3‬ا حكى انّ‪3‬ه اجتم‪3‬ع م‪3‬ع ّ‬
‫الش‪3‬يخ فى‬
‫مجلس‪ ،‬فسمعه يقول فى ط ّى ما يعمد إليه من الكالم‪:‬‬
‫الحمد هّلل الّذى يفعل فى ملكه ما يشاء معرضا على ال ّشيخ رحمه هّللا فى قوله بالعدل‪ ،‬فالجم‪33‬ه س‪33‬ريعا بقول‪33‬ه س‪33‬بحان من‬
‫تن ّزه عن اللّغو و الفحشآء‪.‬‬

‫و أ ّما تفصيل ما نقله من الحكاية فى وج‪3‬ه تلقّب الرّج‪33‬ل بالمفي‪3‬د‪ ،‬بن‪33‬اء على م‪33‬ا نقل‪3‬ه بعض‪3‬هم عن ال‪33‬و ّرام بن أبى ف‪3‬راس‬
‫أن ال ّشيخ المفيد‪ ،‬كان من أهل عكبر‪ ،‬ث ّم انحدر و هو صب ّى م‪33‬ع أبي‪33‬ه‬‫المالكى االشترى‪ ،‬صاحب كتاب «المجموع» فهو ّ‬
‫إلى بغداد‪ ،‬و اشتغل بالقرائة على ال ّشيخ أبى عبد هّللا المعروف بجعل‪ ،‬و ك‪33‬ان منزل‪33‬ه فى درب ري‪33‬اح من بغ‪33‬داد‪ ،‬و بع‪33‬د‬
‫ذلك اشتغل بال ّدرس عند أبى ياسر فى باب خراسان من البلدة المذكورة‪.‬‬

‫و ل ّما كان أبو ياسر المذكور ربّما عجز عن البحث معه‪ ،‬و الخروج عن عهدته‪ ،‬أشار إليه بالمض ّى إلى عل ّى بن عيسى‬
‫الرّمانى‪ ،‬الّذى هو من أعاظم علماء الكالم‪ ،‬فقال ال ّشيخ‪ :‬أنّى ال أعرفه و ال أجد أحدا يدلّني عليه‪ ،‬فارسل أبو ياسر مع‪33‬ه‬
‫‪3‬ف النّع‪33‬ال‪ ،‬و‬
‫الش‪3‬يخ فى ص‪ّ 3‬‬‫بعض تالمذته و أصحابه‪ ،‬فل ّما مضى و كان مجلس الرّمانى مش‪33‬حونا من الفض‪33‬الء‪ ،‬جلس ّ‬
‫أن رجال من أه‪33‬ل‬ ‫بقى يتدرّج للقرب كلّما خال المجلس شيئا فشيئا‪ ،‬الستفادة بعض المسائل من صاحب المجلس‪ ،‬ف‪33‬اتّفق ّ‬
‫البصرة دخل و سأل ال ّرمانى و قال له‪ :‬ما تقول فى حديث الغدير و ّ‬
‫قص‪3‬ة الغ‪33‬ار؟ فق‪33‬ال الرّم‪33‬انى خ‪33‬بر الغ‪33‬ار دراي‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫خبر الغدير رواية‪ ،‬و ال ّرواية ال تعارض ال ّدراية‪ ،‬و ل ّما كان ذلك ال ّرجل البصرى ليس له ق ّوة المعارضة سكت و خرج‬
‫و قال ال ّشيخ انّي لم أجد صبرا عن السّكوت عن ذلك؛ فقلت‪ :‬أيّها ال ّشيخ عندى سؤال؟ فق‪33‬ال‪ :‬ق‪33‬ل‪ :‬فقلت‪ :‬م‪33‬ا تق‪33‬ول فيمن‬
‫خرج على اإلمام العادل فحاربه؟ فقال كافر‪ ،‬ث ّم استدرك فق‪33‬ال فاس‪33‬ق‪ ،‬فقلت م‪33‬ا تق‪33‬ول‪ ،‬فى أم‪33‬ير المؤم‪33‬نين عل ّى بن أبى‬
‫طالب عليه السّالم‪ ،‬فقال إمام فقلت‪ :‬ما تقول فى حرب الطّلحة و ال ّزبير له فى حرب الجمل؟ فق‪33‬ال أنّهم‪3‬ا تاب‪33‬ا‪ ،‬فقلت ل‪3‬ه‬
‫خبر الحرب دراية‪ ،‬و التّوبة رواية‪ .‬فقال و كنت حاضرا عند سؤال ال ّرجل البصرى‪ ،‬فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال رواية برواي‪33‬ة و‬
‫سؤالك متّجة وارد‪.‬‬

‫ص‪161 :‬‬

‫ثم أنّه سأله من أنت و عند من تقرأ من علماء هذه البالد؟ فقلت له‪ :‬عند ال ّشيخ أبى عل ّى جعل‪ ،‬ث ّم قال له مكانك‪ ،‬و دخل‬
‫منزله‪ ،‬و بعد لحظة خرج و بيده رقعة ممهورة‪ ،‬فدفعها إل ّى و قال أدفعه‪3‬ا إلى ش‪3‬يخك أبى عب‪3‬د هّللا ‪ ،‬فأخ‪3‬ذت الرّقع‪3‬ة من‬
‫يده و مضيت إلى مجلس ال ّشيخ المذكور‪ ،‬و دفعت إليه ال ّرقعة‪ ،‬ففتحها و بقى مشغوال بقرائتها و هو يضحك‪ ،‬فل ّما ف‪33‬رغ‬
‫أن جميع ما جري بينك و بينه‪ ،‬قد كتب إل ّى به أوصانى بك و لقبك بالمفيد‪.‬‬‫من قرائتها قال ّ‬

‫هذا و قد نسب ص‪33‬احب «مج‪33‬الس المؤم‪33‬نين» م‪33‬ا نقل‪3‬ه ص‪33‬احب التّعليق‪33‬ات عن «ت‪33‬اريخ ابن كث‪33‬ير» ّ‬
‫الش‪3‬امى إلى ت‪33‬اريخ‬
‫اليافعى المشهور نعم إنّما نقل عن ابن كثير المذكور أنّه قال فى ترجمة شيخنا المنظ‪33‬ور‪ :‬ك‪33‬ان ش‪33‬يخ ال‪3‬رّوافض محامي‪33‬ا‬
‫عنهم متعصّبا فى حقّهم‪ ،‬و كانت ملوك األقطار يعتقدون له ّ‬
‫ألن كث‪33‬يرا من أه‪33‬ل ذل‪33‬ك ال ّزم‪33‬ان ك‪33‬انوا م‪33‬ائلين إلى م‪33‬ذهب‬
‫الش‪3‬ريف‬‫اإلماميّة‪ ،‬و ك‪3‬ان يحض‪3‬ر مجلس‪3‬ه خل‪3‬ق كث‪3‬ير من العلم‪3‬اء من جمي‪3‬ع الطّوائ‪3‬ف و المل‪3‬ل‪ ،‬و من جمل‪3‬ة تالمذت‪3‬ه ّ‬
‫المرتضى و قد رثاه بعد وفاته بقصيدة غرّاء إلى أن قال‪ :‬و ل ّما بلغ نعيه إلى ال ّشيخ أبى القاسم الخف‪33‬اف المع‪33‬روف ب‪33‬ابن‬
‫النقيب فرح بموته كثيرا و أمر بتزيين داره و جلس فيها للتّهنية له بهذا األمر‪ ،‬و قال اآلن طاب لى الموت إنتهى‪.‬‬
‫و من جملة من يك ّر ر ذكر شيخنا المفيد فى كتابه و يعتنى بمزيد فضله و شرفه على جميع أقرانه و أتراب‪33‬ه‪ :‬ه‪33‬و تلمي‪33‬ذه‬
‫الفقيه النّبيه المتمهر الذك ّى شيخنا أبو الفتح الكراجكى فى كتابه الموس‪33‬وم «بك‪33‬نز الفوائ‪33‬د و الج‪33‬امع من جمي‪33‬ل الفرائ‪33‬د»‬
‫فمن جملة ما نسبه إليه رحمه هّللا و ال يسعنى أن أدع كتابى هذا صفرا عنه‪ ،‬مع أنّه داع إلى ص‪33‬ميم دع‪33‬اء المطّلعين‪ ،‬و‬
‫هاد إلى حميد جزاء المنتفعين‪ ،‬هو ما ذكره فى معنى اإلرادة الّتى هى من صفات الب‪33‬اري تع‪33‬الى به‪33‬ذه التنض‪33‬يد‪ .‬فص‪33‬ل‬
‫من كالم شيخنا المفيد رضي هّللا عنه فى اإلرادة‪.‬‬

‫ص‪162 :‬‬

‫الض‪3‬مير و أش‪3‬باهه‪ ،‬و م ّم‪3‬ا ال يج‪3‬وز إاّل على ذوى الحاج‪3‬ة و‬ ‫ق‪3‬ال‪ :‬اإلرادة من هّللا ج‪ّ 3‬ل اس‪3‬مه نفس الفع‪3‬ل و من الخل‪3‬ق ّ‬
‫بأن القصد ال يكون إاّل بقلب‪ ،‬كما ال تكون ال ّشهوة و المحبّ‪33‬ة إاّل ل‪33‬ذى قلب‪ ،‬و ال تص‪ّ 3‬ح‬
‫أن العقول شاهدة ّ‬ ‫النّقص‪ ،‬و ذلك ّ‬
‫النيّة و الضّمير و العزم إاّل على ذى خاطر يضطر معها فى الفعل الّذى يقلّب علي‪33‬ه إلى اإلرادة و النّي‪33‬ة في‪33‬ه و الع‪33‬زم و‬
‫ل ّم‪33‬ا ك‪33‬ان هّللا تع‪33‬الى يج ‪ّ 3‬ل عن الحاج‪33‬ات و يس‪33‬تحيل علي‪33‬ه الوص‪33‬ف ب‪33‬الجوارح و اآلالت و ال تج‪33‬وز علي‪33‬ه ال ‪ّ 3‬دواعى و‬
‫الخطرات‪ ،‬بطل أن يكون محتاجا فى األفع‪33‬ال إلى القص‪33‬ود و العزم‪33‬ات‪ ،‬و ثبت ّ‬
‫أن وص‪33‬فه ب‪33‬اإلرادة مخ‪33‬الف فى معن‪33‬اه‬
‫لوصف العباد‪ ،‬و أنّها نفس فعله االشيآء و اطالق الوصف بها عليه مأخوذ من جهة االتّباع دون القياس‪.‬‬

‫و بذلك جآء الخبر عن ائ ّمة الهدى عليهم السالم‪ ،‬قال شيخنا المفيد رضى هّللا عنه‪ :‬أخبرنى أبو القاس‪33‬م جعف‪33‬ر بن مح ّم‪33‬د‬
‫بن قولويه‪ ،‬عن مح ّمد بن يعقوب الكلينى‪ ،‬عن أحمد بن ادريس‪ ،‬عن مح ّمد بن عبد الجبّار‪ ،‬عن صفوان بن يح‪33‬يى‪ ،‬ق‪33‬ال‬
‫قلت ألبى الحسن عليه السّالم‪ :‬أخبرنى عن اإلرادة من هّللا تع‪33‬الى و من الخل‪33‬ق فق‪33‬ال اإلرادة من الخل‪33‬ق ّ‬
‫الض‪3‬مير‪ ،‬و م‪33‬ا‬
‫يبدو لهم قبل الفعل‪ ،‬و اإلرادة من هّللا تعالى إحداثه الفعل ال غير ذلك ألنّه ج ‪ّ 3‬ل اس‪33‬مه اليّهم و ال يتف ّك‪33‬ر‪ ،‬ق‪33‬ال ش‪33‬يخنا‪ :‬و‬
‫هذا نصّ من موالنا عليه السّالم على اختيارى فى وص‪33‬ف هّللا تع‪33‬الى ب‪33‬اإلرادة‪ ،‬قلت‪ :‬و في‪33‬ه نصّ على م‪33‬ذهب ل‪33‬ه آخ‪33‬ر‬
‫أن إرادة العبد يكون قب‪3‬ل فعل‪3‬ه‪ ،‬و إلى ه‪3‬ذا ذهب البلخى‪ ،‬و الق‪3‬ول فى تق‪ّ 3‬دم اإلرادة للم‪3‬راد ك‪3‬القول فى تق‪ّ 3‬دم‬
‫فيها‪ ،‬و هو ّ‬
‫القدرة للفعل إلى آخر ما ذكره‪.‬‬

‫صورة مسألة فقهية ذكرها شيخنا المفيد رضى هّللا عنه‪ ،‬رجل صحيح دخ‪33‬ل على م‪33‬ريض‪ ،‬فق‪33‬ال‬ ‫و منها ما ذكره بهذه ال ّ‬
‫له‪ :‬أوص‪ ،‬فقال بما أوصى و إنّما يرثنى زوجناك و اختاك و ع ّمتاك و خالتاك و ج ّدتاك و فى ذلك يقول ال ّشاعر‪:‬‬

‫و قد خامر القلب منه السّقاما‬ ‫أتيت الوليد ضحى عائدا‬

‫فقال أال قد كفيت الكالما‬ ‫فقلت له‪ :‬أوص فيما تركت‪،‬‬

‫و في خالتيك نركت السّواما‬ ‫ففي عمتيك و فى جدتيك‬


‫ص‪163 :‬‬

‫و اختاك منه تجوز التّماما‬ ‫و زوجاك حقّهما ثابت‬

‫ظفرت بعشر حوين السّهاما‬ ‫هناك ايابن أبى خالد‬

‫الجواب‪ :‬هذا المريض تزوج ج ّدتى الصّحيح؛ أم ا ّمه‪ ،‬و ا ّم ابيه‪ ،‬فاولد ك ّل واحدة منهما ابنتين‪ ،‬فانبت‪33‬اه من ج ّدت‪33‬ه أم أبي‪33‬ه‬
‫صحيح‪ ،‬و انبتاه من ج ّدته أ ّم ا ّمه هما خالتا الصّحيح‪ ،‬و نزوّج الصّحيح ج ّدتى المريض أ ّم ا ّم‪33‬ه و ا ّم ابي‪33‬ه‪ ،‬و‬
‫هما ع ّمتا ال ّ‬
‫ص حيح‪ ،‬فاولدها ابنتين‪ ،‬فقد ترك المريض أربع بنات‪ ،‬و هى ع ّمتا ّ‬
‫الص ‪3‬حيح و خالت‪33‬اه‪ ،‬و ت‪33‬رك‬ ‫تز ّوج أبو المريض أ ّم ال ّ‬
‫صحيح‪ ،‬و ترك امرأتيه و هما ج ّدتا ال ّ‬
‫صحيح‪ ،‬و ترك أختيه ألبي‪33‬ه و هم‪33‬ا اخت‪33‬ا ّ‬
‫الص‪3‬حيح‪ ،‬فلبنات‪33‬ه‬ ‫ج ّديته و هما زوجتا ال ّ‬
‫الثلثان‪ ،‬و لزوجيته الثمن‪ ،‬و لج ّديته السّدس‪ ،‬و ال حنتيه البيه ما بقى هذه القسمة على مذهب العا ّمة دون الخاصّة‪.‬‬

‫و منها أيضا ما ذكره بهذه الطّريقة مسألة فقهيّة ذكرها شيخنا أبو عبد هّللا المفيد رضوان هّللا عليه‪ :‬امرأة ورثت ألربع‪33‬ة‬
‫ازواج واحدا بعد واحد‪ ،‬فصار لها نصف أموالهم جميعا‪ ،‬و للعصبة النّصف الباقى؛ الجواب‪ :‬هذه امرأة تزوّجها أربع‪3‬ة‬
‫اخوة واحد بعد واحد‪ ،‬ورث بعضهم بعضا معها‪ ،‬و كان جميع مالهم ثمانية عشر دينارا‪ ،‬للواحد منهم ثماني‪33‬ة دن‪33‬انير‪ ،‬و‬
‫لآلخر منهم ستّة دنانير‪ ،‬و لآلخر ثالثة دنانير‪ ،‬و لآلخر دينار واحد‪ ،‬فتز ّوجها الذى له الثّمانية‪ ،‬ث ّم مات عنها‪ ،‬فصار له‬
‫الربع م ّما ترك و هو ديناران‪ ،‬و صار ما بقى بين األخوة الثّالثة لك ّل واحد منهم ديناران‪ ،‬فصار لصاحب ال ّستّة ثماني‪33‬ة‬
‫دنانير‪ ،‬و لصاحب الثّالثة خمسة دنانير‪ ،‬و لصاحب ال ّدينار ثالث‪33‬ة‪ ،‬ث ّم تزوّجه‪33‬ا الّ‪33‬ذى ل‪33‬ه ثماني‪33‬ة و م‪33‬ات عنه‪33‬ا‪ ،‬ف‪33‬ورثت‬
‫الرّبع م ّما ترك و هو ديناران‪ ،‬و صار ما بقى و هو ستّة دنانير بين اخويه‪ ،‬لك ّل واحد منهم ثالثة دن‪33‬انير‪ ،‬فص‪33‬ار للّ‪33‬ذى‬
‫له خمسة دنانير ثمانية‪ ،‬و للّذى له ثالثة دنانير ستّة‪ ،‬ث ّم تز ّوجها صاحب الثّمانية و مات عنها‪ ،‬فورثت من‪33‬ه بح‪ّ 3‬‬
‫ق الرّب‪33‬ع‬
‫دينارين‪ ،‬و صار ما بقى ألخيه و هو ستّة دنانير‪ ،‬فحصل له بهذه السّتة مع السّتة االولى اثني عشر دين‪3‬ارا‪ ،‬ث ّم تزوّجه‪3‬ا‬
‫و هو الباقى من األخوة و له اثنى عشر دينارا‪ ،‬و مات عنها‪ ،‬فورثت الرّبع ثالثة دنانير‪ ،‬فص‪33‬ار جمي‪3‬ع م‪33‬ا ورثت عنهم‬
‫تسعة دنانير‪،‬‬

‫ص‪164 :‬‬

‫ألنّها ورثت من األ ّول دينارين و من الثّانى دينارين‪ ،‬و من الثّالث دينارين‪ ،‬و من الرّاب‪33‬ع ثالث‪33‬ة دن‪33‬انير‪ ،‬ف‪33‬ذلك تس‪33‬عة و‬
‫هى نصف ما كانوا يملكون و الباقى للعصبة كما قلنا‪.‬‬

‫و منها ما نقله عنه رحمه هّللا بهذه العبارة‪ :‬مس‪33‬ألة ذكره‪33‬ا ش‪3‬يخنا المفي‪33‬د رض‪33‬ى هّللا عن‪3‬ه فى «كت‪33‬اب االش‪33‬راف» رج‪33‬ل‬
‫اجتمع عليه عشرون غسال فرض و سنّة و مستحبّ ‪ ،‬أجزأه من جميعها غسل واح‪33‬د‪ .‬ج‪33‬واب‪ :‬ه‪33‬ذا رج‪33‬ل احتلم و أجنب‬
‫نفسه بانزال المآء و جامع فى الفرج‪ ،‬و غسل ميّتا‪ ،‬و مسّ آخر بعد برده بالموت قب‪33‬ل تغس‪33‬يله‪ ،‬و دخ‪33‬ل المدين‪33‬ة لزي‪33‬ارة‬
‫رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله‪ ،‬و أراد زيارة االئ ّمة عليهم السالم هناك‪ ،‬و أدرك فجر يوم العيد‪ ،‬و كان ي‪33‬وم جمع‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫أراد قضاء غسل يوم عرفه‪ ،‬و عزم على صالة الحاجة‪ ،‬و أراد أن يقضى صالة الكسوف؛ و كان علي‪33‬ه فى ي‪33‬وم بعين‪33‬ه‬
‫صالة ركعتين بغسل و أراد التّوبة من كب‪33‬يرة‪ ،‬على م‪33‬ا ج‪33‬آء عن النّ‪33‬ب ّى‪ ،‬و أراد ص‪33‬الة اإلس‪33‬تخارة‪ ،‬و حض‪33‬رت ص‪33‬الة‬
‫اإلستسقآء‪ ،‬و نظر إلى مصلوب‪ ،‬و قتل وزغة‪ ،‬و قصد إلى المباهلة‪ ،‬و اهرق عليه مآء غالب النّجاسة‪.‬‬

‫و منها أيضا ما نقله عنه رحمه هّللا فى أواخر كتابه بهذا الوجه‪ :‬فصل قال شيخنا المفيد رضى هّللا عنه اح‪33‬د عش‪33‬ر ش‪33‬يئا‬
‫‪3‬ن‪ ،‬و العظم‪ ،‬و الظّل‪3‬ف‪ ،‬و‬ ‫الص‪3‬وف‪ ،‬و ال‪3‬رّيش‪ ،‬و الس‪ّ 3‬‬ ‫من الميتة الّتى عليه‪33‬ا ال‪3ّ 3‬ذكاة حالل‪ ،‬و هى‪ّ :‬‬
‫الش‪3‬عر‪ ،‬و ال‪33‬وبر‪ ،‬و ّ‬
‫القرن‪ ،‬و البيض‪ ،‬و اللّبن‪ ،‬و األنفخة‪.‬‬

‫و عشرة أشياء من الح ّى الّذي تقع عليه ّ‬


‫الذكاة حرام؛ و هى‪ :‬الفرث‪ ،‬و ال ّدم؛ و القضيب‪ ،‬و االنثيين‪ ،‬و الحيا‪ ،‬و ال‪3‬رّحم‪،‬‬
‫و الطّ حال‪ ،‬و االشاجع و ذات العروق‪ .‬قال و يكره اكل الكليتين لقربهما من مجرى البول‪ ،‬و ليس اكلهما حراما‪.‬‬

‫ث ّم قال‪ :‬فصل أملى عل ّى شيخى رحمه هّللا ّ‬


‫أن فى الرأس و الجسد أربع فرائض و عشر س‪33‬نن‪ ،‬ففريض‪33‬تان فى ال‪3‬رّأس و‬
‫هما‪ :‬غسل الوجه فى الوضوء‪ ،‬و المسح بال ّراس‪ ،‬و فريضتان فى الجسد و هما غسل اليدين؛ و المسح ب‪33‬الرجلين‪ ،‬فأ ّم‪33‬ا‬
‫السّنن و هى سنن‬

‫ص‪165 :‬‬

‫ابراهيم الخليل عليه السّالم و هى الحنيفية‪ ،‬خمس منه‪33‬ا فى ال‪3‬رّأس و هى‪ :‬ف‪33‬رق ّ‬
‫الش‪3‬عر لمن ك‪33‬ان على رأس‪33‬ه ش‪33‬عر‪ ،‬و‬
‫قصّ ال ّش ارب‪ ،‬و السواك؛ و المضمضة‪ ،‬و االستنشاق و خمس منها فى السجد و هى الختان‪ ،‬و قصّ االظافير‪ ،‬و نت‪33‬ف‬
‫االبطين‪ ،‬و حلق العانة‪ ،‬و االستنجاء‪.‬‬

‫و منها كيفية مناظرته رحمه هّللا مع علماء المخالفين‪ ،‬فى مسألة التخطائة و التّصويب بهذا التّركيب‪:‬‬

‫ذكر مجلس جرى لشيخنا المفيد ابى عبد هّللا محمد بن محمد بن النعم‪33‬ان م‪33‬ع بعض الخص‪33‬وم فى ق‪33‬ولهم ّ‬
‫ان ك‪33‬ل مجته‪33‬د‬
‫ان أص‪33‬لكم الّ‪33‬ذي‬
‫مصيب قال شيخنا رض‪33‬ى هّللا عن‪33‬ه كنت اقبلت فى مجلس على جماع‪33‬ة من متفقّه‪33‬ة العا ّم‪33‬ة‪ ،‬فقلت لهم‪ّ :‬‬
‫تعتم‪33‬دون علي‪33‬ه فى تس‪33‬ويغ اإلختالف يخط‪33‬ر عليكم المن‪33‬اظرة و يمنعكم من الفحص و المباحث‪33‬ة‪ ،‬و اجتم‪33‬اعكم على‬
‫المناظرة تناقض اصولكم فى االجتهاد‪ ،‬و تسويغ اإلختالف قال بلى‪ ،‬فما الّذى يلزمنا على هذا القول؟ قال شيخنا‪:‬‬

‫قلت؛ فخبرنى اآلن عن موضع المناظرة أليس إنّما هو إلتماس الموافقة و دعآء الخصم بالح ّج‪33‬ة الواض‪33‬حة إلى اإلنتق‪33‬ال‬
‫إلى موضع الحجّ‪3‬ة‪ ،‬و تنف‪3‬ير ل‪3‬ه عن اإلقام‪3‬ة على ض‪ّ 3‬د م‪3‬ا علي‪3‬ه البره‪3‬ان‪ ،‬ق‪3‬ال ال ليس ه‪3‬ذا موض‪3‬ع المن‪3‬اظرة‪ ،‬و انّم‪3‬ا‬
‫موضوعها اإلقامة للح ّجة‪ ،‬و اإلبانة عن الرجحان‪ ،‬و ما الّذى يج ّر انّه إلى ذلك و المعني الملتمس به أهو تبعيد الخص‪33‬م‬
‫عن موضع الرّجحان و التّنفير له عن المقالة بايضاح ح ّجتها أم ال ّدعوة إليها بذلك‪ ،‬و اللّطف فى االجتذاب إليها به‪ ،‬فان‬
‫ان الغرض للمحتج التبعيد عن قوله بايضاح الحجّة علي‪33‬ه‪ ،‬و التنف‪3‬ير عن‪3‬ه باقام‪3‬ة ال ّدالل‪33‬ة على ص‪33‬وابه‪ ،‬قلت ق‪33‬وال‬
‫قلت‪ّ :‬‬
‫يرغب عنه ك ّل عاقل‪ ،‬و ال يحتاج مع تهافته إلى كسره خ و إن قلت‪ّ :‬‬
‫ان الموضح عن مذهبه بالبرهان داع إليه بذلك‪ ،‬و‬
‫ق الّذى ال ش‪33‬بهة في‪33‬ه إلى م‪33‬ا أردن‪33‬اه‪ ،‬من‬
‫الدا ّل عليه بالحجج البيّنات يجتذب بها إلى اعتقاده صرت بهذا القول و هو الح ّ‬
‫ان موضوع المناظرة انّما هو الموافقة و رفع االختالف و المنازع‪33‬ة‪ ،‬و إذا ك‪33‬ان ذل‪33‬ك ك‪33‬ذلك‪ ،‬فل‪33‬و حص‪33‬ل الغ‪33‬رض فى‬ ‫ّ‬
‫المناظرة و ما أجرى به إليه الرتفعت ال ّرحمة‪ ،‬و سقطت التوسعة و عدم الرّفق من هّللا بعب‪33‬اده و وجب فى ص‪33‬فة العنت‬
‫و التّضييق و ذلك ضالل من قائل‪33‬ه‪ ،‬فال ب‪ّ 3‬د علي اص‪3‬لكم في االختالف من تح‪3‬ريم النّظ‪3‬ر و الحج‪3‬اج‪ .‬و إاّل فم‪3‬تى ص‪ّ 3‬ح‬
‫ذلك‪ ،‬و كان أولى من تركه‪ ،‬فقد بطل قولكم فى االجتهاد‪ ،‬و هذا ما ال شبهة فيه على عاقل‪.‬‬

‫ص‪166 :‬‬

‫فاعترض رجل آخر من ناحية المجلس‪ ،‬فقال ليس الغرض فى المناظرة ال ّدعوة إلي اإلتّفاق‪ ،‬و إنّما الغرض فيها إقام‪33‬ة‬
‫الفرض من اإلجتهاد فقال له الشيخ رضى هّللا عنه هذا الكالم كالم صاحبك هذا بعينه فى معن‪33‬اه و انتم‪33‬ا جميع‪33‬ا حائ‪33‬دان‬
‫عن التّحقيق و الصّواب و ذلك انّ‪33‬ه ال ب‪33‬د فى ف‪33‬رض االجته‪33‬اد من غ‪3‬رض و ال ب‪ّ 3‬د لفع‪33‬ل النّظ‪33‬ر من معق‪33‬ول‪ ،‬ف‪33‬إن ك‪33‬ان‬
‫الغرض فى أداء الفرض باالجتهاد البيان عن موضع ال ّرجحان فهو الدعآء فى المعقول إلى الوفاق‪ ،‬و االين‪33‬اس بالح ّج‪33‬ة‬
‫إلى المقال‪ ،‬و إن كان الغرض فيه التّعمية و االلغاز فذلك محال لوجود المن‪33‬اظر مجته‪33‬دا في البي‪33‬ان‪ ،‬و التّحس‪33‬ين لمقال‪33‬ه‬
‫صواب‪ ،‬و إن كان معقول فعل النّظر و مفهومه غرض صاحبه الّذى هو البيان عن‬ ‫بالتّرجيح له على قول خصمه فى ال ّ‬
‫نحلته و التّنفير عن خالفها‪ ،‬و التّحسين لها‪ ،‬و التّقبيح لض ّدها‪ ،‬و التّرجيح لها على غيرها و كنّا نعلم ضرورة ّ‬
‫ان فاع‪33‬ل‬
‫ذلك ال يفعله للتّبعيد من قوله‪ ،‬و انّما يفعله للتّق‪33‬ريب من‪33‬ه و ال‪ّ 3‬دعاء إلي‪33‬ه فق‪33‬د ثبت م‪33‬ا قلن‪33‬اه‪ ،‬و ل‪33‬و ك‪33‬ان ال‪ّ 3‬دال على قول‪33‬ه‬
‫الموضح بالحجج عن صوابه المجتهد فى تحسينه و تشييده غير قاصد بذلك إلى ال‪ّ 3‬دعاء إلي‪33‬ه‪ ،‬و ال مزي‪33‬د لالتف‪33‬اق علي‪33‬ه‬
‫لكان المقبح للمذهب الكاشف عن عواره الموضح عن ضعفه و وهنه داعيا بذلك إلي اعتقاده و مرغبا ب‪33‬ه إلى المص‪33‬ير‬
‫إليه‪ ،‬و لو كان ذلك كذلك لكان ّ‬
‫الذم لل ّشيء مدحا و المدح له ذ ّما له‪ ،‬و التّرغيب فى ال ّشىء ترهيبا عنه‪ ،‬و التّ‪33‬رهيب عن‬
‫الشىء ترغيبا فيه‪ ،‬و األمر به نهيا عنه‪ ،‬و النّهى عنه أمرا به‪ ،‬و التّحرز منه إيناس‪33‬ا ب‪33‬ه و ه‪33‬ذا م‪33‬ا ال ي‪33‬ذهب إلي‪33‬ه س‪33‬ليم‬
‫العقل‪ ،‬فبطل بذلك ما توهّمتوه؛ و وضع ما ذكرناه فى تناقض نحلتهم على ما بيّناه‪ ،‬و هّللا نسأل التّوفيق‪.‬‬

‫قال شيخنا رضى هّللا عنه ث ّم عدلت إلى صاحب المجلس فقلت له‪ :‬لو سلّم هؤالء القوم من المناقضة الّتى ذكرناه‪33‬ا و لن‬
‫يسلموا أبدا منها بما بيّناه لما سلموا من الخالف على هّللا فيما أمر ب‪33‬ه‪ ،‬و ال‪33‬ر ّد للنّص في كتاب‪33‬ه‪ -‬و الخ‪33‬روج عن مفه‪33‬وم‬
‫أحكامه بما ذهب‪33‬وا إلي‪3‬ه من حس‪33‬ن اإلختالف و ج‪33‬واره فى األحك‪33‬ام‪ ،‬ق‪33‬ال هّللا ع‪ّ 3‬ز و ج‪3‬لّ‪َ :‬و ال تَ ُكونُ‪33‬وا َكالَّ ِذينَ تَفَ َّرقُ‪33‬وا َو‬
‫َظي ٌم فنهي تعالى عن اإلختالف نهيا عا ّما ظاهرا‪ ،‬و ح‪3ّ 3‬ذر من‪33‬ه و‬ ‫ِّنات َو ُأولِئكَ لَهُ ْم عَذابٌ ع ِ‬
‫اختَلَفُوا ِم ْن بَ ْع ِد ما جا َءهُ ُم ْالبَي ُ‬
‫ْ‬
‫زجر منه‪ ،‬و توعد على فعله بالعقاب‪ ،‬و هذا مناف لجواز اإلختالف‪.‬‬

‫ص ُموا بِ َح ْب ِل هَّللا ِ َج ِميعا ً َو ال تَفَ َّرقُوا فنهى عن التفرّق‪ ،‬و أمر‬


‫و قال سبحانه َو ا ْعتَ ِ‬

‫ص‪167 :‬‬
‫الكافّ‪33‬ة باالجتم‪33‬اع‪ ،‬و ه‪33‬ذا في ابط‪33‬ال ق‪33‬ول س‪33‬وغ االختالف‪ ،‬و ق‪33‬ال س‪33‬بحانه‪َ :‬و ال يَزالُ‪33‬ونَ ُم ْختَلِفِينَ ِإاَّل َم ْن َر ِح َم َربُّ َ‬
‫ك‪.‬‬
‫أن المختلفين قد خرجوا باإلختالف عن الرحمة‪ ،‬الختص‪33‬اص من خ‪33‬رج‬ ‫فاستثنى المرحومين من المختلفين‪ ،‬و د ّل على ّ‬
‫عن صفتهم بال ّر حمة و لو ال ذلك لما كان إلستثناء المرحومين من المختلفين معنى يعقل‪ .‬و هذا بيّن لمن تأ ّمله‪.‬‬

‫ق فى‬ ‫قال صاحب المجلس‪ :‬أرى هذا الكالم كلّه يتو ّجه على من قال ان ك ّل مجتهد مصيب‪ ،‬فما تقول فيمن ق‪33‬ال‪ّ :‬‬
‫ان الح‪ّ 3‬‬
‫ق فى واحد‪ ،‬و إن كان مصيبا فيم‪33‬ا ق‪33‬ال‬ ‫واحد‪ ،‬و لم يسوغ االختالف‪ ،‬قال ال ّشيخ رضى هّللا عنه فقلت له‪ :‬القائل ّ‬
‫بأن الح ّ‬
‫ق معف ّو عنه غير مؤاخذ بخطائه فيه‪ ،‬و اعتماده‬ ‫على هذا المعنى خاصّة‪ ،‬فانّه يلزم المناقضة بقوله‪ّ :‬‬
‫أن المخطى فى الح ّ‬
‫فى ذلك على انّه لو أخذ به للحقه العنت و التّضييق‪ ،‬فقد صار بهذا القول إلى معنى قول األولين فيم‪33‬ا عليهم المناقض‪33‬ة‪،‬‬
‫و ألزمهم من أجله ترك المباحثة و المكالمة‪ ،‬و إن كان القائلون باصابة المجته‪33‬د من الح‪ّ 3‬‬
‫ق يزي‪33‬دون علي‪33‬ه فى اإلص‪33‬ابة‬
‫معترف له و مق ّر بأنّ ه مصيب فى خالفه‪ ،‬مأجور على مباينته‪ ،‬و هذه المقالة تدعوا إلى ترك اعتقادها بنفسها‪ ،‬و يكشف‬
‫عن قبح باطنها و ظاهرها و باهّلل التّوفيق‪.‬‬

‫ان هذا الكالم جرى فى مجلس ال ّشيخ أبى الفتح عبيد هّللا بن فارس‪ ،‬قبل أن يتولّى الوزارة‪ ،‬و منها أيضا م‪33‬ا نقل‪33‬ه‬
‫ذكروا ّ‬
‫عنه رحمه هّللا من حكاية تبهيت بعض المو ّحدين واحدا من المالحدة فى مجلس حسن بن س‪33‬هل ال‪33‬وزير‪ ،‬به‪33‬ذا التّقري‪33‬ر‪:‬‬
‫أن أبا الحسن عل ّى بن ميثم رضى هّللا عنه‪ ،‬دخل على الحسن بن سهل‪ ،‬و‬ ‫وجدت فى أمالى شيخنا المفيد رضى هّللا عنه ّ‬
‫إلى جانبه ملحد قد أعظم النّاس حوله‪ ،‬فقال له لقد رأيت عجبا‪ ،‬قال و ما هو؟ ق‪33‬ال رأيت س‪33‬فينة تع‪33‬بر النّ‪33‬اس من ج‪33‬انب‬
‫إلى جانب بغير ماّل ح و ال ناصر‪ ،‬قال فقال له الملحد‪:‬‬

‫أن هذا اصلحك هّللا لمجنون‪ ،‬قال و كيف؟ قال ألنّه يذكر س‪33‬فينة من خش‪33‬ب جم‪33‬اد ال حيل‪33‬ة و ال ق‪3‬وّة و ال حي‪33‬اة في‪33‬ه و ال‬ ‫ّ‬
‫عقل أنّه يعبّر النّاس و يفعل فعل االنسان‪ ،‬كيف يص ّح هذا‪:‬‬

‫فقال له أبو الحسن و أيّما أعجب هذا و هذا المآء الّذى على وجه األرض يمنة و يسرة‬

‫ص‪168 :‬‬

‫بال روح و ال حيلة و ال قوى‪ ،‬و هذا النّبات الّذى يخرج من األرض‪ ،‬المط‪33‬ر الّ‪33‬ذى ي‪33‬نزل من ّ‬
‫الس‪3‬ماء‪ ،‬كي‪33‬ف يص‪33‬ح م‪33‬ا‬
‫أن ال مدبّر له كلّه و أنت تنكر أن تكون سفينة تتحرّك بال مدبّر‪ ،‬و تعبر النّاس بال ماّل ح‪ ،‬قال فبهت الملحد‪.‬‬
‫تزعمه من ّ‬

‫و منها أيضا ما نقله عنه من مناظرة عدلى مع ج‪3‬برى بقول‪33‬ه‪ :‬ح‪ّ 3‬دثنى ش‪3‬يخى رحم‪33‬ه هّللا ان متكلّمين أح‪33‬دهما ع‪33‬دلى‪ ،‬و‬
‫ق عليه الباب؛ فق‪33‬ال الع‪33‬دلى‪:‬‬‫فان الجبرى أتى إلى منزل العدلى‪ ،‬فد ّ‬‫اآلخر جبرى كانا كثيرا ما يتكلّمان في هذه المسألة‪ّ ،‬‬
‫من ذا؟ قال أنا فالن قال له العدلى أدخل قال الجبرى إفتح لى حتّى أدخل؟ قالى العدلى أدخل حتّى افتح ل‪33‬ك‪ ،‬ف‪33‬انكر ه‪33‬ذا‬
‫عليه‪ ،‬و قال ال يص ّح دخولى حتّى يتق ّدمه الفتح‪ ،‬فوافق‪33‬ه على قول‪33‬ه فى الق‪33‬درة و الفع‪33‬ل‪ ،‬و اعلم‪33‬ه ب‪33‬ذلك وج‪33‬وب تق‪ّ 3‬دمها‬
‫عليه‪ ،‬فانتقل المجبر عن مذهبه و صار إلى الح ّ‬
‫ق‪.‬‬
‫و منها أيضا حكاية مناظرته رحمه هّللا مع الخليفة الثّانى في عالم الواقعة‪ ،‬كما نقله‪33‬ا عن‪33‬ه به‪33‬ذا التّفص‪33‬يل من‪33‬ام ذك‪33‬ر أن‬
‫شيخنا المفيد أبا عبد هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان رض‪33‬ى هّللا عن‪33‬ه‪ ،‬رآه و أماله على أص‪33‬حابه بلغن‪33‬ا ّ‬
‫أن ش‪33‬يخنا المفي‪33‬د‬
‫رضى هّللا قال رأيت فى النّوم كأنّى قد اجتزت في بعض الطّرق فرأيت حلقة دائرة فيها ناس كثير‪ ،‬فقلت ما هذا؟‬

‫فقيل لى‪ :‬هذه حلقة فيها رجل يفص‪ ،‬فقلت من هو‪ :‬قالوا عمر بن الخطاب‪ ،‬فتقدمت‪ ،‬ففرقت النّاس و دخلت الحلقة‪ ،‬فاذا‬
‫رجل يتكلّم على النّاس بشىء لم احصله‪ ،‬فقطعت عليه فقلت‪ :‬أيّها ال ّشيخ أتاذن لى في مسألة؛ فق‪33‬ال س‪33‬ل فقلت؟ أخ‪33‬برنى‬
‫ما وجه ال ّداللة على ما ي ّدعى من فضل صاحبك ع‪3‬تيق بن أبى قحاف‪3‬ة من ق‪3‬ول هّللا تع‪3‬الي ث‪3‬انى اث‪3‬نين إذ هم‪3‬ا فى الغ‪3‬ار‬
‫أن له فضال كثيرا فقال وجه ال ّداللة على فضل أبى بكر من هذه اآلية فى س‪33‬تّة‬ ‫اآلية فانّى أرى من ينتحل مو ّدتكما يذكر ّ‬
‫أن هّللا تعالي ذكر نبيّه صلّى هّللا عليه و اله و ذكر ابا بكر معه‪ ،‬فجعله ثانيه فقال ثانى اثنين‪.‬‬
‫مواضع‪ ،‬أوّلها ّ‬

‫الثّانى‪ :‬انّه وصفهما باالجتماع فى مكان واحد تأليفا بينهما‪ ،‬فقال إذ هما فى الغار‪.‬‬

‫ص‪169 :‬‬

‫الثّالث‪ :‬انّه أضافه إليه بذكر ال ّ‬


‫صحبة‪ ،‬فيجمع بينهما فيما يقتضى الرّتبة فقال‪:‬‬

‫إذ يقول لصاحبه‪.‬‬

‫الرّابع أنّه أخبر عن شفقة النّبى صلّى هّللا عليه و اله عليه و رفقه به لموضعه عنده فقال ال تحزن‬

‫الخامس إعالمه أنّه أخبره إن هّللا معهما على سواء ناصرا لهما و دافعا عنهما‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫ان هّللا معنا‪.‬‬


‫ّ‬

‫ألن ال ّرسول لم تفارقه السّكينة قطّ‪ ،‬قال فأنزل هّللا سكينته علي‪33‬ه فه‪33‬ذه‬
‫السّادس أنّه أخبر عن نزول السّكينة على أبى بكر ّ‬
‫ستّة مواضع تد ّل على فضل أبى بكر من آية الغار؛ ال يم ّكنك و ال غيرك الطّعن فيها على وجه من الوجوه و سبب من‬
‫األسباب‪.‬‬

‫قال المفيد رحمه هّللا فقلت له‪ :‬قد حررت كالمك‪ ،‬و استقصيت البيان فيه‪ ،‬و أتيت بما ال يقدر أحد من الخلق أن يزيد فى‬
‫االحتجاج لصاحبك عليه‪ ،‬غير أنّى بعون هّللا و توفيقه سأجعل ما أتيت به كرماد اشت ّدت به الرّيح فى ي‪33‬وم عاص‪33‬ف أ ّم‪33‬ا‬
‫ان هّللا تعالى ذكر النّب ّي صلّى هّللا عليه و اله و سلّم و جعل أبا بكر ثانيه‪ ،‬فليس فى ذلك فض‪3‬يلة‪ ،‬ألنّ‪3‬ه عن‪3‬د تحقي‪3‬ق‬
‫قولك ّ‬
‫النّظر إخبار عن عدد فقط‪ ،‬و لعمرى انّهما كانا اثنين و نحن نعلم ضرورة أن مؤمنا و كافرا إثنان‪ ،‬كم‪33‬ا نعلم ّ‬
‫ان مؤمن‪33‬ا‬
‫و مؤمنات اثنان‪ ،‬فليس لك فى ذكر العدد طائل يعتمد عليه‪.‬‬
‫ألن المك‪33‬ان الواح‪33‬د يجتم‪33‬ع في‪3‬ه المؤمن‪33‬ون و الكفّ‪33‬ار‪ ،‬كم‪33‬ا‬
‫و ا ّما قولك‪ :‬انّه وصفهما باإلجتماع فى المكان‪ 3،‬فانّه ك‪33‬األوّل ّ‬
‫‪3‬ان مس‪33‬جد النّ‪33‬ب ّى ص‪33‬لّى هّللا علي‪3‬ه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم أش‪3‬رف من الغ‪33‬ار؛ و ق‪33‬د جم‪33‬ع‬
‫يجمع العدد للمؤمن و الكفّ‪33‬ار‪ ،‬و أيض‪33‬ا ف‪ّ 3‬‬
‫المؤمنين و المنافقين و الكفّار‪ ،‬و فى ذلك قوله تعالى فما للّذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين و عن ال ّشمال ع‪33‬زين‪ .‬و‬
‫فان سفينة نوح قد جمعت النّب ّى و ال ّشيطان و البهيمة؛ فبان لك ّ‬
‫أن االجتماع فى المكان ال يد ّل علي م‪33‬ا ادعيت من‬ ‫أيضا ّ‬
‫الفضل‪ ،‬فبطل فضالن‪.‬‬

‫و أ ّما قولك انّه اضافه إليه بذكر الصّحبة‪ ،‬فانّه اضعف من الفضلين األولين ّ‬
‫ألن ال ّ‬
‫صحبة أيضا يجمع المؤمن و الك‪33‬افر‪،‬‬
‫صاحبُهُ‬
‫ِ‬ ‫و ال ّدليل على ذلك قول هّللا ع ّز و جلّ‪َ :‬‬
‫قال لَهُ‬

‫ص‪170 :‬‬

‫فان اسم ال ّ‬
‫صحبة يكون من العاقل و‬ ‫ب‪ ،‬ثُ َّم ِم ْن نُ ْ‬
‫طفَ ٍة ثُ َّم َسوَّاكَ َر ُجاًل ‪ ،‬و أيضا ّ‬ ‫ُحاو ُرهُ َأ َكفَرْ تَ بِالَّ ِذي َخلَقَكَ ِم ْن تُرا ٍ‬
‫َو ه َُو ي ِ‬
‫البهيمة‪ ،‬و ال ّدليل عليه من كالم العرب انّهم جعلوا الحمار صاحبا فقالوا‪:‬‬

‫فإذا خلوت به فبئس الصّاحب‬ ‫ّ‬


‫إن الحمار مع الحمار مطيّة‬

‫و قد س ّموا الجماد مع الح ّى أيضا صاحبا‪ ،‬فقالو من ذلك فى السّيف قال ال ّشاعر‪:‬‬

‫و معي صاحب كلؤم اللسان‬ ‫زرت هندا و ذاك بعد اجتناب‬

‫يعنى السّيف فاذا كان اسم الصّحبة يق‪33‬ع بين الم‪33‬ؤمن و الك‪33‬افر‪ ،‬و بين العاق‪33‬ل و البهيم‪33‬ة‪ ،‬و بين الحي‪33‬وان و الجم‪33‬اد‪ ،‬فال‬
‫ح ّجة لصاحبك فيها‪.‬‬

‫فان ذلك وب‪33‬ال علي‪33‬ه‪ ،‬و منقص‪33‬ة ل‪33‬ه‪ ،‬و دلي‪33‬ل على خطائ‪33‬ه‪ّ ،‬‬
‫ألن قول‪33‬ه ال تح‪33‬زن نهى‪ ،‬و‬ ‫و ا ّما قولك أنّه قال له ال تحزن ّ‬
‫ان صورة األمر عندهم قول القائل إفعل فال يخلو الح‪33‬زن الواق‪33‬ع من‬ ‫صورة النّهى عند العرب قول القائل ال تفعل‪ ،‬كما ّ‬
‫أبى بكر من ان يكون طاعة أو معصية‪ ،‬فلو كان طاعة لم ينه النّب ّى ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪3‬ه عنه‪33‬ا‪ ،‬فثبت أنّ‪3‬ه معص‪3‬ية‪ ،‬و‬
‫الن فى اآلية دليال على عصيانه بشهادة النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و س‪33‬لّم‪ ،‬و ليس‬ ‫يجب عليك أن تستد ّل على انّه انتهى ّ‬
‫الطاعات‪ ،‬بل يأمر به‪33‬ا و ي‪33‬دعو اله‪33‬ا؛ و إن‬‫فيها دليل على أنّه انتهى‪ ،‬فلو كان طاعة لم ينه النّب ّى عنها ألنّه ال ينهى عن ّ‬
‫كان معصية فقد ص ّح وقوعها منه‪ ،‬و توجّه النّهى إليه عنها‪ ،‬و شهدت اآليات ب‪33‬ه‪ ،‬و لم ي‪33‬رد دلي‪33‬ل على امتثال‪33‬ه النّهى و‬
‫أن هّللا‬
‫فان النّ‪33‬بى ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم اعلم‪33‬ه ّ‬
‫ان هّللا معنا‪ّ ،‬‬
‫انزجاره‪ ،‬و أما قوله انّه صلّى هّللا عليه و آله قال له ّ‬
‫معه خاصّة‪ ،‬و عبّر عن نفسه بلفظ الجمع و نون العظمة‪ ،‬و ذلك مشهور في كالم العرب؛ قال هّللا تع‪33‬الى ِإنَّا نَحْ نُ نَ َّز ْلنَ‪33‬ا‬
‫وارثُونَ ‪ ،‬و قد قالت ال ّشيعة قوال غير بعيد‪ ،‬و هو انّهم ق‪33‬الوا‬ ‫يت َو نَحْ نُ ْال ِ‬
‫ال ِّذ ْك َر َو ِإنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ‪َ ،‬و ِإنَّا لَنَحْ نُ نُحْ يِي َو نُ ِم ُ‬
‫ان ابا بكر قال يا رسول هّللا حزني على أخيك عل ّى بن ابيطالب عليه السّالم ما كان من‪33‬ه؛ فق‪33‬ال ل‪33‬ه النّ‪33‬بى ص‪33‬لّى هّللا‬
‫قيل ّ‬
‫عليه و اله ال تحزن إن هّللا معنا أى معى؛‪ 3‬و مع اخى عل ّى بن أبي طالب‪.‬‬

‫ص‪171 :‬‬

‫الن الّذى أنزلت السّكينة عليه‪ ،‬هو الّذى أيّده هّللا بالجنود‪ ،‬كذا يشهد‬
‫ان السّكينة نزلت على أبى بكر فانّه كفر ّ‬
‫و ا ّما قولك ّ‬
‫ظاهر القرآن فى قوله فأنزل هّللا سكينته عليه‪ ،‬و أيّده بجنوده لم تروها‪ ،‬فلو كان أبو بكر هو صاحب ّ‬
‫الس ‪3‬كينة لك‪33‬ان ه‪33‬و‬
‫صاحب الجنود‪ ،‬و فى هذا إخراج النّبى صلّى هّللا عليه و اله من النبوّة‪ ،‬على ّ‬
‫أن هذا الموض‪33‬ع ل‪33‬و كتمت‪33‬ه على ص‪33‬احبك‬
‫ألن هّللا تعالى أنزل السّكينة على النّ‪3‬بى ص‪3‬لّى هّللا علي‪3‬ه و ال‪3‬ه فى موض‪3‬عين‪ 3،‬و ك‪3‬ان مع‪3‬ه ق‪3‬وم مؤمن‪3‬ون‪،‬‬
‫لكان خيرا له ّ‬
‫فشركوه فيها‪ ،‬فقال فى أحدهما ث ّم انزل هّللا س‪3‬كينته على رس‪3‬وله و على المؤم‪3‬نين و أن‪3‬زل جن‪3‬ودا لم تروه‪3‬ا؛ و ق‪3‬ال فى‬
‫ّ‬
‫خص‪3‬ه‬ ‫الموضع اآلخر فأنزل هّللا سكنته على رسوله و على المؤمنين‪ ،‬و الزمهم كلمة التّقوى؛ و ل ّما كان فى ي‪3‬وم الغ‪3‬ار‬
‫وحده بالسّكينة‪ ،‬فقال و أنزل هّللا سكينته عليه‪ ،‬فلو كان معه مؤمن لشركه معه فى السّكينة‪ ،‬كما شرك من ك‪33‬ان مع‪33‬ه من‬
‫المؤمنين‪ ،‬فد ّل اخراجه من السّكينة على خروجه من األيمان‪ ،‬و الحمد هّلل ‪.‬‬

‫قال ال ّشيخ المفيد فلم يحر عمر بن الخطّاب جوابا و تفرقّت النّاس و استيقظت انتهى كالم الكراجكى‪.‬‬

‫و قال السيّد نعمة هّللا الجزائرى رحمه هّللا فى كتاب نوادره بعد نقله لهذه الحكاية مع تغاير فى بعض األلفاظ‪ ،‬و لعمرى‬
‫ان ال ّدالئل الّتى استنبطها عمر من اآلية انّما أجراها هّللا على لسانه ألجل أن يقابلها المفيد رحمه هّللا بالر ّد و اإلبطال‪ ،‬و‬
‫ّ‬
‫إاّل فهو بمعزل عن استخراج البديهيّات‪ ،‬فضال عن النّظريات‪ ،‬كي‪3‬ف ال‪ ،‬و ق‪3‬د ق‪3‬ال بين الج ّم الغف‪3‬ير و نقل‪3‬ه المخ‪33‬الف و‬
‫المؤالف‪ ،‬ك ّل النّاس أفقه من عمر حتّى المخ ّدرات تحت الحجال‪ ،‬ث ّم كالمه‪.‬‬

‫و منها أيضا ما أورده عنه صاحب الكتاب المتق ّدم بهذا التّقرير‪ :‬فصل فى ذكر الرّؤيا في المن‪33‬ام وج‪33‬دت لش‪33‬يخنا المفي‪33‬د‬
‫رضى هّللا عنه فى بعض كتبه ّ‬
‫أن الكالم فى باب رؤيا المنام‪33‬ات عزي‪33‬ز و ته‪33‬اون أه‪33‬ل النّظ‪33‬ر ب‪33‬ه ش‪33‬ديد‪ ،‬و البليّ‪33‬ة ب‪33‬ذلك‬
‫عظيمة‪ ،‬و صدق القول فيه أصل جليل‪ ،‬و ال ّرؤيا فى المنام تكون من أربع جهات‪ :‬احديها حديث النّفس‬

‫ص‪172 :‬‬

‫بال ّشىء و الفكر فيه‪ ،‬حتّى يحصل كالمنطبع في النّفس‪ ،‬فيتخيّل إلى النّائم ذلك بعينه و أشكاله و نتايجه‪ ،‬و هذا مع‪33‬روف‬
‫باإلعتبار و الجهة الثّانية من الطّباع و ما يكون من قهر بعضها لبعض‪ ،‬فيض‪3‬طرب ل‪3‬ه الم‪3‬زاج‪ ،‬و يتخيّ‪3‬ل لص‪3‬احبه م‪3‬ا‬
‫يالئم ذلك الطّبع الغالب من مأكول و مشروب و مرئى و منكوح و ملبوس و مبهج و م‪3‬زعج‪ ،‬و ق‪3‬د ت‪3‬رى ت‪33‬أثير الطّب‪3‬ع‬
‫صفرآء‪ ،‬و يصعب عليه ال ّ‬
‫صعود إلى المكان العالى‪ ،‬يتخيّل إليه‬ ‫الغالب فى اليقظة و المشاهد‪ ،‬حتّى ّ‬
‫أن من غلبت عليه ال ّ‬
‫وقوعه منه‪ ،‬و يناله مى الهلع و ال ّرمع ما ال ينال غيره‪ ،‬و من غلبت عليه السّودآء يتخيّل له أنّه ق‪33‬د ص‪33‬عد فى اله‪33‬وآء و‬
‫أن الوحى يأتيه من السّماء و ما أشبه ذلك‪.‬‬ ‫يظن صحّة ذلك‪ ،‬حتّى أنّه ربّما اعتقد فى نفسه النبوّة‪ ،‬و ّ‬
‫ناحية المالئكة و ّ‬
‫و الجهة الثّالثة ألطاف من هّللا ع ّز و ج ّل لبعض خلقه‪ ،‬من تنبيه و تبشير‪ ،‬و إعذار و إنذار‪ ،‬فيلقى فى روعه ما ينتج ل‪33‬ه‬
‫تخييالت أمور تدعوه إلى الطّاعة و ال ّشكر على النّعمة‪ ،‬و تزجره عن المعص‪33‬ية‪ ،‬و تخوف‪33‬ه اآلخ‪33‬رة‪ ،‬و يحص‪33‬ل ل‪33‬ه به‪33‬ا‬
‫مصلحة و زيادة فآئدة و فكر‪ ،‬يحدث له معرفة‪.‬‬

‫و الجهة ال ّرابعة أسباب تأتى من ال ّش يطان و وسومة يفعلها اإلنسان يذكره بها أمورا تحزنه و أسبابا تغ ّمه و تطمعه فيما‬
‫ال يناله‪ ،‬أو تدعوه إلى ارتكاب محظور يكون فيه عطبه أو تخيّل شبهة فى دينه يكون منها هالك‪33‬ه‪ ،‬و ذل‪33‬ك مختصّ بمن‬
‫عدم التّوفيق لعصيانه‪ ،‬و كثرة تفريطه فى طاعات هّللا سبحانه‪ ،‬و لن ينجو من باطل المنامات و أحالمه‪33‬ا إاّل االنبي‪33‬آء و‬
‫أن ك ‪ّ 3‬ل من ك‪33‬ثر‬‫صالحين‪ ،‬و قد كان شيخى رضى هّللا عنه قال لى ّ‬ ‫االئ ّمة صلوات هّللا عليهم‪ ،‬و من رسخ فى العلم من ال ّ‬
‫علمه و اتسع فهمه قلّت مناماته‪ ،‬فان رأى مع ذلك منامات و كان جسمه من العوارض سليما فال يك‪33‬ون منام‪33‬ه إاّل حقّ‪33‬ا‪،‬‬
‫الس‪3‬كران أيض‪33‬ا ال‬ ‫و يريد بسالمة الجسم‪ ،‬عدم األمراض المهيّجة المطّباع‪ ،‬و غلبة بعضها على م‪33‬ا تق‪ّ 3‬دم ب‪33‬ه البي‪33‬ان‪ ،‬و ّ‬
‫أن المنامات قلّما يص ّح فى ليالى شهر رمض‪33‬ان‪.‬‬ ‫يص ّح له منام و كذلك الممتلى من الطّعام‪ ،‬ألنّه كالسّكران‪ ،‬و لذلك قبل ّ‬
‫فا ّما منامات األنبياء‬

‫ص‪173 :‬‬

‫صلوات هّللا عليهم فال يكون إاّل صادقة‪ ،‬و هى وحى فى الحقيقة‪ ،‬و منامات األئ ّمة جارية مجرى ال‪33‬وحى‪ ،‬و إن لم تس ‪ّ 3‬م‬
‫وحيا‪ ،‬و ال تكون قطّ إاّل حقّا و صدقا‪ ،‬و إذا ص ّح منام المؤمن ألنّه من قبل هّللا تعالى كما ذكرناه‪ ،‬و قد جآء فى الح‪33‬ديث‬
‫عن رسول هّللا انّه قال‪ :‬رؤيا المؤمن جزء من سبعة و سبعين جزءا من النّب ّوة‪ ،‬و روى عن‪33‬ه ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و آل‪33‬ه أنّ‪33‬ه‬
‫قال‪ :‬رؤيا المؤمن تجرى مجرى كالم تكلّم به الربّ عنده‪.‬‬

‫واس ْالخَ نَّ ِ‬


‫اس الَّ ِذي يُ َو ْس‪ِ 3‬وسُ فِي‬ ‫الس‪3‬مع ب‪33‬ذكرها‪ ،‬ق‪33‬ال هّللا تع‪33‬الي‪ِ :‬م ْن َش‪3‬رِّ ْال َو ْس‪ِ 3‬‬ ‫الجن‪ ،‬فق‪33‬د ورد ّ‬‫ّ‬ ‫فا ّم‪33‬ا وسوس‪33‬ة ش‪33‬ياطين‬
‫الجن و األنس‬ ‫ّ‬ ‫ياطينَ لَيُوحُونَ ِإلى َأوْ لِياِئ ِه ْم لِيُجا ِدلُو ُك ْم‪ .‬و ق‪33‬ال ش‪33‬ياطين‬ ‫اس‪ِ ،‬منَ ْال ِجنَّ ِة َو النَّ ِ‬
‫اس و قال َو ِإ َّن ال َّش ِ‬ ‫ُور النَّ ِ‬
‫صد ِ‬‫ُ‬
‫يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا و ما ورد تسمع به فال طريق إلى دفعه‪.‬‬

‫الجن أجسام رقاق لطاف‪ ،‬فيص ّح ان يتوصّل أح‪33‬دهم برقّ‪33‬ة جس‪33‬مه؛ و لطافت‪33‬ه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫فا ّما كيفيّة وسوسة الجنّى لالنسى فهو ّ‬
‫ان‬
‫إلى غاية سمع اإلنسان و نهايته‪ ،‬فيوقر فيه كالما يلبس عليه إذا سمعه‪ ،‬و يشبه عليه بخواطره‪ ،‬النّه ال يرد علي‪33‬ه ورود‬
‫المحوسات من ظاهر جوارحه‪ ،‬و يص ّح أن يفعل هذا بالنّائم و اليقظان جميعا‪ ،‬و ليس هو فى العقل مستحيال‪.‬‬

‫و روى جابر بن عبد هّللا انّه قال بينا رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله يخطب إذ ق‪3‬ام إلي‪3‬ه رج‪3‬ل فق‪3‬ال‪ :‬ي‪33‬ا رس‪3‬ول هّللا انّى‬
‫رأيت كان رأسى قد قطع‪ ،‬و هو يتدحرج و أنا اتبعه‪ ،‬فقال له رسول هّللا صلّى هّللا عليه و ال‪33‬ه ال تح‪33‬دث بلعب ّ‬
‫الش ‪3‬يطان‬
‫ّ‬
‫يحدثن به أحدا‪.‬‬ ‫بك‪ ،‬ث ّم قال إذا لعب ال ّشيطان بأحدكم فى منامه فال‬

‫و أ ّما رؤية اإلنسان للنّبى صلّى هّللا عليه و اله أو الحد االئ ّمة فى المنام‪ّ ،‬‬
‫فان ذلك عن‪33‬دى على ثالث‪33‬ة أقس‪33‬ام‪ :‬قس‪33‬م اقط‪33‬ع‬
‫على ص ّحته‪ ،‬و قسم اقطع على بطالنه‪ ،‬و قسم اجوز فيه ال ّ‬
‫صحة و البطالن فال اقطع فيه علي حال‪.‬‬
‫فا ّما الّذى أقطع على صحّته‪ ،‬فهو ك ّل منام رئى فيه النّبى او أحد االئ ّمة‪،‬‬

‫ص‪174 :‬‬

‫و هو فاعل لطاعة أو أمر بها و ناء عن معصية أو مبين لقبحها‪ ،‬و قائل لح ّ‬
‫ق‪ ،‬أو داع إليه‪ ،‬و زاجر على باط‪33‬ل‪ ،‬أو ذام‬
‫لمن هو عليه‪.‬‬

‫ان النّبى صلّى هّللا عليه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم و أإلم‪33‬ام ص‪33‬احب‬


‫و أ ّما الّذى أقطع علي بطالنه‪ ،‬فهو ك ّل ما كان ض ّد ذلك‪ ،‬لعلمنا ّ‬
‫ق‪ ،‬بعيد عن الباطل‪.‬‬‫ق؛ و صاحب ح ّ‬ ‫ح ّ‬

‫و ا ّما الّذى أجوز فيه الصّحة و البطّالن فهو المنام الّذى يرى فيه النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و االم‪33‬ام‪ ،‬و ليس ه‪33‬و آم‪33‬را‬
‫و ال ناهيا‪ ،‬و ال على حال يختصّ بال ّد يانات‪ ،‬مثل أن يراه راكبا أو ماشيئا‪ ،‬أو جالسا‪ .‬و نحو ذلك‪.‬‬

‫فا ّما الخبر الّذى يروى عن النب ّى (ص) من قوله من رآنى فقد رآنى‪ّ ،‬‬
‫فان ال ّشيطان ال يتشبّه بي‪ ،‬فانّه إذا كان الم‪33‬راد ب‪33‬ه‬
‫بالمنام يحمل علي التّخص‪3‬يص دون أن يك‪3‬ون فى ك‪3‬ل ح‪3‬ال‪ ،‬و يك‪3‬ون الم‪3‬راد ب‪3‬ه القس‪3‬م االوّل من الثّالث‪3‬ة األقس‪3‬ام‪ّ ،‬‬
‫الن‬
‫ال ّشيطان ال يتشبّه بالنب ّى (ص) فى شىء من الح ّ‬
‫ق و الطاعات‪.‬‬

‫و ا ّما ما روى عنه صلّى هّللا عليه و اله و سلّم من قوله من رآنى نائما فكانّما رآنى يقظانا‪ ،‬فانّه يحتمل وجهين‪ :‬أحدهما‬
‫أن يكون المراد به رؤيا المنام‪ ،‬و يكون خاصا كالخبر األ ّول على القسم الّذى ق ّدمناه‪ ،‬و الثّانى‪ :‬أن يكون أراد ب‪33‬ه رؤي‪33‬ة‬
‫اليقظة دون المنام‪ ،‬و يكون قوله نائما حاال لمن رآه‪ ،‬فكأنّه قال من رآنى و أنا نائم‪ ،‬فكأنّما رآنى و أنا منتبه و الفائدة في‬
‫هذا المقام أن يعلمهم بأنّه يدرك فى الحالتين إدراكا واحدا فيمنعهم ذلك إذا حضروا عنده و هو ن‪3‬ائم أن يغيض‪3‬وا فيم‪3‬ا ال‬
‫يحسن أن يذكروه بحضرته‪ ،‬و هو منتبه‪.‬‬

‫و قد روى عنه صلّى هّللا عليه و اله و سلّم أنّه غفى‪ 3،‬ث ّم قام يصلّى من غ‪33‬ير تجدي‪3‬د وض‪3‬وء‪ ،‬فس‪3‬ئل عن ذل‪3‬ك‪ ،‬فق‪3‬ال انّى‬
‫لست كأحدكم تنام عيناى‪ ،‬و ال ينام قلبى‪ ،‬و جميع هذه ال ّروايات أخبار آحاد‪ ،‬ف‪33‬ان س‪3‬لّمت فعلى ه‪3‬ذا المنه‪33‬اج و ق‪3‬د ك‪33‬ان‬
‫شيخى رحمه هّللا يقول إذا جاز من بشر أن يدعى في اليتفظة أنّه إله كفرعون‪ ،‬و من جرى مجراه‪ ،‬مع قلّة حيلة البشر؛‬
‫و زوال اللّبس فى اليقظة‪ ،‬فما المانع من أن يدعى إبليس عند النّائم بوسوسة له أنّه ن‪33‬بى‪ ،‬م‪33‬ع تم ّكن إبليس بم‪33‬ا ال يتم ّكن‬
‫عنه البشر‪ ،‬و كثرة اللّبس المعترض فى المنام‪.‬‬

‫ص‪175 :‬‬

‫ان من المنامات الّتى يتخيّل لالنسان أنّه قد رأى فيها رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و االئ ّمة صلوات‬
‫و م ّما يوضح لك ّ‬
‫ق و منها ما هو باطل‪ ،‬أنّك ترى ال ّشيعى يقول رأيت فى المنام رسول هّللا ‪ ،‬و مع‪33‬ه أم‪33‬ير المؤم‪33‬نين عل ّى‬‫عليهم‪ ،‬ما هو ح ّ‬
‫بن ابى طالب يأمرنى باالقتداء به دون غيره‪ ،‬و يعلّمنى أنّه خليفة من بعده‪ ،‬و ّ‬
‫أن أب‪33‬ا بك‪33‬ر و عم‪33‬ر و عثم‪33‬ان ظ‪33‬الموه و‬
‫أعداؤه و ينهانى عن مواالتهم‪ ،‬و يأمرنى بالبراءة منهم و نحو ذلك‪ ،‬م ّما يختصّ بمذهب ال ّشيعة‪ ،‬ث ّم يرى النّاصبى يقول‬
‫رأيت رسول صلّى هّللا عليه و اله و سلّم فى النّوم و معه أبو بكر و عمر و عثم‪33‬ان‪ ،‬و ه‪33‬و ي‪33‬أمرنى بمحبّتهم‪ ،‬و ينه‪33‬انى‬
‫عن بغضهم‪ ،‬و يعلّمنى أنّه أحقاء فى ال ّدنيا و االخرة‪ ،‬و انّهم معهم فى الجنّة و نحو ذلك م ّما يختصّ بم‪33‬ذهب النّاص‪33‬بيّة‪،‬‬
‫ق منهما ما ثبت ال ّدليل فى اليقظ‪33‬ة على‬
‫ق‪ ،‬و اآلخر باطل‪ ،‬فاولى األشياء أن يكون الح ّ‬
‫أن احد المنامين ح ّ‬
‫فتعلم ال محالة ّ‬
‫صحّة ما تض ّمنه‪ ،‬و الباطل ما أوضحت الح ّجة عن فساده و بطالنه‪.‬‬

‫و ليس يمكن ال ّشيعى أن يقول للنّاصبى أنّك كذبت فى قولك انّ‪33‬ك رايت رس‪33‬ول هّللا ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه ألنّ‪33‬ه يق‪33‬در ان‬
‫يقول له مثل هذا بعينه‪ ،‬و قد شاهدنا ناصبيّا تشيّع و أخبرنا فى حال تشيّعه بانّه يرى منامات بالض‪ّ 3‬د م ّم‪33‬ا ك‪33‬ان ي‪33‬راه فى‬
‫أن احد المنامين باطل‪ ،‬و أنّه من ينتجه ح‪33‬ديث النّفس‪ ،‬أو من وسوس‪33‬ة إبليس و نح‪33‬و ذل‪33‬ك‪ ،‬و إن‬ ‫حال نصبه‪ ،‬فبان بذلك ّ‬
‫ان اإلنس‪33‬ان رأى‬ ‫الص ‪3‬حيح ّ‬ ‫المنام الصّحيح هو لطف من هّللا سبحانه بعبده على المعنى المتق ّدم وصفه‪ ،‬و قولنا فى المنام ّ‬
‫فى نومه النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله‪ :‬إنّما معناه أنّه كان قد رآه و ليس المراد به التحقيق فى اتّصال شعاع بص‪33‬ره بجس‪33‬د‬
‫النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و اي بصر يدرك به حال نومه‪ ،‬و انّما هى معان تص ّورت فى نفسه تخيّل له فيها أمر لط‪33‬ف‬
‫هّللا تعالى له به قام مقام العلم‪ ،‬و ليس هذا بمناف للخبر الّذى روى من قوله من رآنى فقدر آنى‪ّ ،‬‬
‫الن معناه فكانّما رآنى‪،‬‬
‫و ليس يغلط فى هذا المكان إاّل من ليس له من عقله اعتبار انتهى‪.‬‬

‫و انّما نقلناه بطوله لكثرة ما فيه من الفوائد الفقهيّة و غيرها‪ ،‬و ال يبعد كون أكثر ما ذك‪33‬ر من كالم نفس النّاف‪33‬ل المعت‪33‬بر‬
‫قوله و المسلم تحقيقة أيضا بان يكون كالم شيخنا المفيد خصوص ما نسبه إليه إلى آخر كالمه المفيد فليتا ّمل‪.‬‬

‫ص‪176 :‬‬

‫و سوف يأتى فى ذيل ترجمة ابن حمزة الطّوسي أيضا نقل حكاية طريفة عنه رحمه هّللا يتض ّمن وصف معجزة غريب‪33‬ة‬
‫لموالنا و سيّدنا أمير المؤمنين عليه السّالم إنشاء هّللا ‪.‬‬

‫و منها أيضا ما نقله عنه رحمه هّللا فى بيان مؤ ّدى كالم موالنا ال ّ‬
‫صادق عليه السّالم‪ :‬وجدت علم النّاس فى أربع‪ :‬أحدها‬
‫أن تعرف ربّك‪ ،‬و الثّانى‪ :‬أن تعرف ما صنع بك‪ ،‬و الثّالث‪:‬‬

‫ان تعرف ما اراد منك‪ ،‬و ال ّرابع‪ :‬أن تعرف ما يخرجك من دينك‪.‬‬

‫فقال قال شيخنا المفيد رحمه هّللا ‪ :‬هذه أقسام تحيط بالمفروض من المعارف‪ ،‬ألنّه أوّل م‪33‬ا يجب على العب‪33‬د معرف‪33‬ة ربّ‪33‬ه‬
‫أن له إلها وجب أن يعرف صنعه إليه‪ ،‬فاذا عرف صنعه عرف به نعمته‪ ،‬فاذا ع‪33‬رف نعمت‪33‬ه وجب‬ ‫ج ّل جالله‪ ،‬فاذا علم ّ‬
‫عليه شكره فاذا أراد تأدية شكره وجب عليه معرفة مراده‪ ،‬ليطيعه بفعله‪ ،‬و إذا وجبت عليه طاعت‪33‬ه وجب علي‪3‬ه معرف‪3‬ة‬
‫ما يخرجه من دينه ليجتنبه‪ ،‬فتخلص له به طاعة ربّه‪ ،‬و شكر إنعامه‪ ،‬أنى بعض أهل هذا العصر لنفسه‪:‬‬

‫فان اكثر دين هّللا تقليد‬


‫ّ‬ ‫و الزم من ال ّدين ما قام ال ّدليل به‬
‫زور و إن كثرت فيه األسانيد‬ ‫فكلّما وافق التقليد مختلف‬

‫مخالف لكتاب هّللا مردود‬ ‫و كلّما نقل اآلحاد من خبر‬

‫هذا و من جملة نقله عنه رحمه هّللا من نوادر أخبار أهل البيت عليهم السالم هو ما أسنده عنه رحمه هّللا بهذه ّ‬
‫الص ‪3‬ورة؛‬
‫أخبرنى شيخنا المفيد رحمه هّللا ق‪33‬ال أخ‪33‬برنى أب‪33‬و الحس‪33‬ن أحم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن الولي‪33‬د‪ ،‬عن أبي‪33‬ه عن مح ّم‪33‬د بن الحس‪33‬ن‬
‫الصفّار‪ ،‬عن على بن مح ّمد القاشانى؛ عن القاسم بن مح ّمد األصبهانى‪ .‬عن س‪33‬ليمان بن خال‪33‬د المنق‪33‬رى‪ ،‬عن س‪33‬فيان بن‬
‫عيينة‪ ،‬عن حميد بن زياد‪ ،‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬عن أمير المؤمنين عل ّى بن ابى طالب عليه السّالم‪ ،‬قال‪:‬‬

‫يوقف العبد بين يدي هّللا تعالى فيقول قيسوا بين نعمى عليه‪ ،‬و بين عمله‪ ،‬فتستغرق النّعم العمل‪ ،‬فيقولون ق‪33‬د اس‪33‬تغرقت‬
‫النّعم العمل‪ ،‬فيقول هبوا له النّعم‪ ،‬و قيسوا بين الخير و الش ّر منه‪ ،‬فان استوى العمالن أذهب هّللا الش ّر بالخير‪ ،‬و أدخل‪33‬ه‬
‫الجنّة‪ ،‬و إن كان له فضل أعطاه هّللا بفضله‪ ،‬و إن كان عليه فضل و هو من أهل التّقوى لم يشرك باهّلل تعالى‪ ،‬و اتقى‬

‫ص‪177 :‬‬

‫ال ّشرك به‪ ،‬فهو من أهل المغفرة يغفر هّللا له برحمته إنشاء و يتف ّ‬
‫ضل عليه بعفوه‪.‬‬

‫هذا و نقل عن شيخنا المفيد أنّه كان يقول بتجرّد النّفس فتاب إلى هّللا سبحانه و تعالى‪ ،‬و قال قد ظه‪33‬ر لن‪33‬ا أنّ‪33‬ه ال مج ‪3‬رّد‬
‫فى الوجود إاّل هّللا ‪.‬‬

‫و قد كان لشيخنا المفيد هذا ولد يدعى بأبى القاسم عل ّى بن مح ّمد المفيد‪ 82‬كما استفيد لنا ذلك من ذي‪33‬ل الفاض‪33‬ل ّ‬
‫الص ‪3‬فدى‬
‫على تاريخ ابن خلّكان‪ ،‬قال عند التّع ّرض لذكره بهذه النّسبة على تقريب هو ابن أبيعبد هّللا المفيد ك‪33‬ان وال‪33‬ده من ش‪33‬يوخ‬
‫ال ّشيعة و رؤسائهم‪ ،‬و تق ّدم ذكره فى المح ّمدين‪ ،‬و كان على ه‪33‬ذا يلعب بالحم‪33‬ام‪ ،‬ت‪33‬وفّى س‪33‬نة إح‪33‬دى و س‪33‬تين و أربعم‪33‬أة‬
‫فاعتبروا يا اولى األبصار‪.‬‬

‫أن لقب المفيد لم يعهد الحد من علماء أصحابنا بعد هذا العلم الفرد المشتهر بابن المعلّم أيض‪33‬ا كم‪33‬ا ق‪33‬د ع‪33‬رفت‪،‬‬
‫ث ّم ليعلم ّ‬
‫إاّل للفاضل الكامل المتق ّد م فى الفقه و األدب و األصوليين محمد بن جهيم االسدى الحلى الملقب بمفيد الدين و هو الّ‪33‬ذى‬
‫قد يعبّر عنه فى كتب اإلجازات و غيرها بالمفيد بن الجهم‪ ،‬و الجهم‪ ،‬الكلح فى الوجه‪ ،‬و لكن المشتهر فى هذه ّ‬
‫الص‪33‬يغة‬
‫التّصغير و قد أشير إلى درجة فضله الباهر‪ ،‬فى ذيل ترجمة استاده المحقق الحلّى ق ّدس سرّه‪ ،‬و ل‪33‬ه الرّواي‪33‬ة عن بعض‬
‫مشايخ شيخه المذكور أيضا مثل فخار بن معد الموسوى‪ ،‬و غيره كما فى «امل اآلمل» و غيره‪ ،‬و يروى عن‪33‬ه موالن‪33‬ا‬
‫ان فى بعض أسانيد شيخنا ال ّشهيد رحمه هّللا أيض‪33‬ا مح ّم‪33‬د بن عل ّي بن مح ّم‪33‬د بن جهيم و ال‬
‫العاّل مة على اإلطالق و قيل ّ‬
‫يبعد كونه من أحفاد هذا الرّجل فليالحظ‪.‬‬

‫‪ ) 1 ( 82‬للشيخ قدس سره‪ -‬ولد عالم من تالمذة المرتضى و الكراجكى و له كتاب فهرس مصنفات الكراجكى‪ ،‬يظهر منه فضله‪ .‬و هذا الكتاب هو الذى نقله‬
‫بتمامه اال الخطبة فى« مستدرك الوسائل» و يظهر منه ان لقبه المستفيد‪ 3‬ان صحت النسخة‪.‬‬
‫و ا ّما الملقّب بهذا اللّقب من المخالفين‪ ،‬فهو اب‪33‬و الحس‪33‬ن على بن ابى البرك‪33‬ات على بن س‪33‬الم البغ‪33‬دادى المع‪33‬روف عن‪33‬د‬
‫المذيل لتاريخ ابن خلّكان من أهل محلّة كرخ‪ ،‬و من ش‪33‬عراء دي‪33‬وانهم‬
‫اولئك بالمفيد و بابن ال ّشيخ أيضا و كان كما ذكره ّ‬
‫الّذين كتب عنهم المقال‬

‫______________________________‬
‫(‪ ) 1‬للشيخ قدس سره‪ -‬ولد عالم من تالمذة المرتضى و الكراجكى و له كتاب فهرس مصنفات الك‪33‬راجكى‪ ،‬يظه‪33‬ر من‪33‬ه‬
‫فضله‪ .‬و هذا الكتاب هو الذى نقله بتمامه اال الخطبة فى «مستدرك الوسائل» و يظهر منه ان لقبه المس‪33‬تفيد ان ص‪33‬حت‬
‫النسخة‪.‬‬

‫ص‪178 :‬‬

‫و كان حسن األخالق توفّى سنة سبع عشرة و ستّمأة‪ ،‬و يوجد فيهم الملقّب بابن المعلّم أيضا كم‪33‬ا فى التّ‪33‬اريخ الم‪33‬ذكور‪،‬‬
‫و هو ابو الغنائم محمد بن على بن فارس الواسطى الملقب بنجم الدين و قد ك‪3‬ان من ش‪3‬عرائهم المش‪3‬هورين‪ ،‬و ص‪3‬احب‬
‫ديوان شعر مشهور‪ ،‬و من جملة حكايات ابن المعلّم هذا أنّه قال‪ :‬كنت ببغداد فاخبرت يوما بالموض‪33‬ع الّ‪33‬ذى يجلس في‪33‬ه‬
‫أبو الفرج بن الجوزى للوعظ‪ ،‬فرأيت الخلق مزدحمين‪ ،‬فس‪33‬ألت بعض‪33‬هم عن ال ّزح‪33‬ام؛ فق‪33‬ال ه‪33‬ذا ابن الج‪33‬وزى الواع‪33‬ظ‬
‫جالس‪ ،‬و لم أكن علمت بجلوسه فزاحمت و تق ّدمت حتّى شاهدته‪ ،‬و سمعت كالمه‪ ،‬و هو يعظ حتّى قال مستش‪33‬هدا على‬
‫بعض إشاراته و لقد أحسن ابن المعلّم حيث يقول‪:‬‬

‫طيبا و يحسن فى عينى مكرّره‬ ‫يزداد في مسمعى‪ 3‬تكرار ذكركم‬

‫فعجبت من حضورى و استشهاده بهذا البيت من شعرى‪ .‬و لم يعلم بحضورى؛ ال هو و ال غيره من الحاض‪3‬رين‪ ،‬و ل‪3‬ه‬
‫فى معنى ما قاله على عليه السّالم فى رسالته إلى ال ّزبير بن العوام‪ ،‬مع عب‪33‬د هّللا بن العب‪33‬اس‪ ،‬في رقع‪3‬ة الجم‪33‬ل؛ ق‪3‬ل ل‪3‬ه‬
‫يقول لك ابن خالك عرفتنى بالحجاز‪ ،‬و انكرتنى بالعراق؛ فما عدا م ّما بدا‪ ،‬و على ا ّول من نطق هذه الكلمة‪.‬‬

‫بالفور عنه فما عدا م ّما بدا‬ ‫منجوه بالجزع السّالم و اعرضوا‬

‫قيل و هذا البيت من جملة قصيدة طويلة‪.‬‬

‫و كانت والدته سنة إحدى و خمسمأة‪ ،‬و وفاته فى سنة إثنين و تسعين و خمسمأة‪.83‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬انظر ترجمته فى الوافى بالوافيات ‪165 :3‬؛ وفيات االعيان ‪ ،29 :2‬النجوم الزاهرة ‪140 :6‬‬

‫‪ )1 ( 83‬انظر ترجمته فى الوافى بالوافيات ‪165 :3‬؛ وفيات االعيان ‪ ،29 :2‬النجوم الزاهرة ‪140 :6‬‬
‫ص‪179 :‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ 577‬الشيخ الفقيه و الركن الوجيه ابو الحسن محمد بن احمد بن على بن الحسن بن شاذان القمى االمامى‬

‫شيخ قراءة شيخنا الكراجكى‪ 3،‬اآلتى ذكره و ترجمته عن ق‪33‬ريب‪ -‬و ابن بنت أخت جعف‪33‬ر بن مح ّم‪33‬د بن قولوي‪33‬ه‪ -‬المتق‪ّ 3‬دم‬
‫الش‪3‬ريف‪ -‬و مؤلّ‪3‬ف كت‪33‬اب «االح‪33‬اديث الم‪33‬أة» فى من‪3‬اقب موالن‪33‬ا أم‪3‬ير المؤم‪33‬نين علي‪3‬ه الس‪33‬الم‪ -،‬ذك‪3‬ره العاّل م‪33‬ة‬
‫ذك‪3‬ره ّ‬
‫المجلسى رحمه هّللا فى مق ّدمات «البحار»‪ -‬فقال‪:‬‬

‫و كتاب «المن‪33‬اقب» ّ‬
‫للش‪3‬يخ الجلي‪33‬ل أبى الحس‪33‬ن مح ّم‪33‬د بن أحم‪33‬د بن عل ّى بن الحس‪33‬ن بن ش‪33‬اذان الق ّمى‪ ،‬اس‪33‬تاد أبى الفتح‬
‫الكراجكى‪.‬‬

‫ذكره أيضا صاحب «االمل» و لكن بعنوان ابن شاذان الكوفي‪ ،‬ثم قال فى صفته‪:‬‬

‫فاضل جليل له كتاب «مناقب أمير المؤمنين عليه السالم» مأة منقبة من طرق العا ّمة و روى عنه الكراجكى‪ ،‬و يروي‬
‫هو عن ابن بابويه‪ ،‬و كتابه المذكور عندنا‪ .‬قلت و هو موج‪33‬ود عن‪33‬دنا أيض‪33‬ا‪ ،‬يق‪33‬ول في أوّل‪33‬ه عقيب البس‪33‬ملة و الحم‪33‬د و‬
‫الصّلوة‪ :‬و أ ّما بعد فقد جمعت لك أيها ال ّشيخ ما التمست و في‪33‬ه رغبت من فض‪33‬ايل أم‪33‬ير المؤم‪33‬نين علي‪33‬ه الس‪33‬الم و إم‪33‬ام‬
‫المتّقين‪ ،‬اسد هّللا الغالب عل ّى بن أبى طالب و االئ ّمة من ولده صلوات هّللا عليهم أجمعين من طري‪33‬ق العا ّم‪33‬ة‪ ،‬و هى م‪33‬أة‬
‫منقبة و فضيلة‪ ،‬فتمسك بها راشد أوعها حافظا و عمدت اإليجاز و قصدت اإلختصار لئاّل تم ّل منه و تضجر‪ ،‬وفّقنا هّللا‬
‫صواب‪ ،‬و ال حرمنا الخير و جزيل الصّواب‪ .‬الح‪33‬ديث األوّل منه‪33‬ا م‪33‬ا ح‪ّ 3‬دثنى الحس‪33‬ين ابن أحم‪33‬د بن‬
‫إلصابة الحق و ال ّ‬
‫سختويه بالكوفة‪ ،‬سنة أربع و سبعين و ثالثم‪3‬أة‪ ،‬بأس‪3‬ناده عن حبّ‪3‬ة الع‪3‬رنى عن أم‪3‬ير المؤم‪3‬نين علي‪3‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم؛ ق‪3‬ال ق‪3‬ال‬
‫رسول هّللا صلّى هّللا عليه و آله‪ :‬أنا سيّد األوّلين‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة في‪ :‬امل االمل ‪241 3:2‬؛ تنقيح المقال ‪ ،73 3:2‬الذريعة ‪ ،494 3:1‬ريحانة االدب ‪ ،42 3:8‬سفينة البحار‬
‫‪ 693 :1‬فوائد الرضوية ‪ ،390‬الكنى و االلقاب ‪ ،323 :1‬المستدرك ‪ ،50 :3‬النابس ‪150‬‬

‫ص‪180 :‬‬

‫و اآلخرين‪ ،‬و أنت يا على سيّد الخالئق بعدى‪ ،‬أ ّولنا كآخرنا و آخرن‪3‬ا كأوّلن‪3‬ا‪ ،‬ث ّم أورد س‪3‬ائر الع‪3‬دد إلى تمامه‪3‬ا من ه‪3‬ذا‬
‫القبيل‪ ،‬و اقتصر على األحاديث المختصرة من غ‪33‬ير زي‪33‬ادة بي‪33‬ان له‪33‬ا و ال تفص‪33‬يل‪ ،‬و ه‪33‬و غ‪33‬ير «فض‪33‬ائل» ش‪33‬اذان بن‬
‫جبرئيل الق ّمى‪ -‬الّذى م ّر ذكره و ترجمته فى بابه‪ -‬و نقل فى «بحار االنوار» و غيره أيضا من كتابه‪.‬‬

‫‪ )*( 84‬له ترجمة في‪ :‬امل االمل ‪241 3:2‬؛ تنقيح المقال ‪ ،73 3:2‬الذريعة ‪ ،494 3:1‬ريحانة االدب ‪ ،42 3:8‬سفينة البحار ‪ 693 3:1‬فوائد الرضوية ‪،390‬‬
‫الكنى و االلقاب ‪ ،323 :1‬المستدرك ‪ ،50 :3‬النابس ‪150‬‬
‫ان ذكر ال ّرجل «فى االمل»‪ ،‬بعنوان الكوفى دون الق ّمى‪ 3،‬لعله لعلّة كون أصله من ع‪33‬رب الكوف‪33‬ة‪ .‬و نزول‪33‬ه بقم‬
‫ث ّم ليعلم ّ‬
‫المألوفة‪ ،‬مثل كثير من أجاّل ء علماء الحديث و اآلداب‪ ،‬الّذين كانوا فى االصل من أجيال العرب‪ ،‬فصاروا نزالء بها أو‬
‫بغيرها من ال ّديار العجمية‪ ،‬إلى أن نسيت النّسبة منهم إلى مواطنهم األصلية‪ ،‬أو تساوت النّسبتان بالنّسبة إليهم كما ترى‬
‫ذلك بالنّسبة الى طائفة االشعرية من القميّة االمامية و إال فكلّما يذكر نسبه و نسبته فى كتاب تلميذه الفاضل الك‪33‬راجكى‪،‬‬
‫ال يكون إاّل بعنوان القمى‪.‬‬

‫هذا‪ .‬و ل ّما بلغ الكالم إلى هذا المقام فب‪3‬الحر ّ‬


‫ى أن نتبع‪33‬ه باإلش‪33‬ارة إلى بعض م‪3‬ا أوص‪3‬ل فى ذل‪33‬ك الكت‪3‬اب س‪3‬نده إلى ه‪3‬ذا‬
‫القمقام‪ ،‬من أحاديث منقبة أمير المؤمنين و األئ ّمة‪ ،‬فنقول‪:‬‬

‫ان ما ورد فى الح‪33‬ديث‬‫و من جملة ما اسنده عنه ث ّمة فى فصل بالخصوص إنّما هى نصوص كثيرة استد ّل فيه بها على ّ‬
‫من أنّه سيأتى على هذه اال ّمة المرحومة زمان تظهر فيهم خصال مذمومة يجب على أهل الح ّ‬
‫ق البرائة عنها‪ ،‬و الف‪33‬رار‬
‫عن أهلها إلى أن ذكر منها و لعن آخر ا ّمتكم اوّله‪33‬ا‪ ،‬انّم‪33‬ا ورد فى ش‪3‬أن المبغض‪33‬ين من ه‪3‬ذه اال ّم‪33‬ة اله‪33‬ل بيت ن‪3‬بيّهم‪ ،‬و‬
‫الس‪3‬الم وليّهم‪ ،‬ال فى ح‪ّ 3‬‬
‫ق ش‪33‬يعة أه‪33‬ل ال‪33‬بيت المعص‪33‬ومين المطهّ‪33‬رين للبرائ‪33‬ة من‬ ‫المجاهرين بسبّ أمير المؤمنين عليه ّ‬
‫أعدائهم‪ ،‬الظّالمين و الاّل عنين على غاصبى حقوقهم‪ ،‬الثّابت عليهم لعنة هّللا و المالئكة و النّاس أجمعين‪.‬‬

‫كما نسب حمله على عذا إلى طائفة النواصب الملعونين‪ ،‬و قد ذكر ه‪3‬ذه المقول‪3‬ة من األخب‪33‬ار المعنعن‪3‬ة بطري‪3‬ق ّ‬
‫الش‪3‬يعة‬
‫الحقّة‪ ،‬بعد روايته من طريق العا ّمة‬

‫ص‪181 :‬‬

‫أحاديث صريحة فى كون المبغضين لعل ّى و أه‪33‬ل بيت‪33‬ه االنج‪33‬بين األطي‪33‬بين ملع‪33‬ونين بلس‪33‬ان هّللا و لس‪3‬ان نبيّ‪33‬ه و اوليائ‪3‬ه‬
‫المق ّربين‪ ،‬و وجبت اللعنة عليهم و البرائة منهم إلى يوم ال ّدين‪ ،‬حيث قال بعد اإلشارة إلى شرذمة من تلك المقولة الغ‪33‬ير‬
‫أن آخ‪33‬ر ه‪33‬ذا االم‪33‬ة لعن أوله‪33‬ا‪ ،‬و ان متأ ّخره‪33‬ا س‪33‬بّ‬‫المحصورة‪ ،‬ما هو بهذه الصّورة‪ :‬فق‪33‬د ب‪33‬ان بم‪33‬ا ذكرن‪33‬اه و روين‪33‬اه ّ‬
‫سابقها‪ ،‬فاللّعن متو ّجه فى الخبر المتقّ ّدم إلى مبغضى أمير المؤمنين عليه السّالم صلوات هّللا عليه و القادحين فيه‪.‬‬

‫و ح ّدثنا ال ّشيخ الفقيه أبو الحسن مح ّمد بن أحمد بن عل ّى بن الحسن بن شاذان الق ّمى بم ّك‪33‬ة‪ ،‬فى المس‪33‬جد الح‪33‬رام مح‪33‬اذى‬
‫المستجار سنة إثنتى عشرة و أربعمأة‪ ،‬قال أخبرنى أبو مح ّمد مح ّمد بن أحمد الحسين ال ّشامى‪ 3،‬من كتاب‪33‬ه‪ ،‬ق‪33‬ال ح ‪ّ 3‬دثنى‪:‬‬
‫أحمد بن زياد القطّان في دكانه بدار القطن‪ ،‬قال ح ّدثنى يحيى بن أبى طالب قال ح ّدثنا عمرو بن عبد الغفّار‪ -‬قال ح ‪ّ 3‬دثنا‬
‫األعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة‪ ،‬قال كنت عند الن‪3‬ب ّى ص‪3‬لّى هّللا علي‪3‬ه و ال‪3‬ه و س‪3‬لّم إذ أقب‪3‬ل عل ّى بن أبى ط‪3‬الب‬
‫عليه السّالم‪ ،‬فقال النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و سلّم تدرى من هذا؟ قلت‪ :‬هذا عل ّى ابن ابى طالب‪ ،‬فقال النّ‪33‬ب ّى ص‪3‬لّى هّللا‬
‫عليه و اله‪ :‬هذا البحر ال ّزاخر‪ ،‬هذا ال ّشمس الطّالعة‪ ،‬أسخى من الفرات كفّا و أوس‪33‬ع من ال‪ّ 3‬دنيا قلب‪33‬ا‪ ،‬فمن أبغض‪33‬ه فعلي‪33‬ه‬
‫لعنة هّللا ‪.‬‬
‫و ح ّدثنا ال ّشيخ الفقيه ابن شاذان رحم‪33‬ه هّللا ‪ :‬ق‪33‬ال‪ :‬ح‪ّ 3‬دثنا س‪33‬هل بن أحم‪33‬د عن عب‪33‬د هّللا ال‪ّ 3‬ديباجى رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنى‬
‫موسى بن جعفر عن أبيه عن مح ّمد بن عل ّي عن أبيه عن الحسين بن عل ّى‪ -‬عليه السّالم ق‪33‬ال ق‪33‬ال رس‪33‬ول هّللا ص‪33‬لّى هّللا‬
‫بالذهب ال اله إاّل هّللا مح ّمد حبيب هّللا ‪ ،‬عل ّي بن أبى ط‪33‬الب ول ّى‬
‫عليه و اله و سلّم‪ :‬دخلت الجنّة فرأيت على بابها مكتوبا ّ‬
‫هّللا ‪ ،‬فاطمة أمة هّللا ‪ ،‬الحسن و الحسين صفوة هّللا ؛ على مبغضيهم لعنة هّللا ‪.‬‬

‫و ح ّدثنا ابن شاذان أيضا قال ح ّد ثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير المقرى المعروف بالكنائى قال‪ :‬ح‪ّ 3‬دثنا‬
‫عبد هّللا بن مح ّمد بن عبد العزيز البغوى‪ ،‬قال ح ّدثنّا عبد هّللا بن عمر‪ ،‬قال ح ّدثنا عبد الملك بن عم‪33‬ير‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنا س‪33‬الم‬
‫الب ّزاز؛ قال ح ّدثنى أبو هريرة‪ ،‬قال قال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم خير هذه األ ّمة من بعدى‪ :‬عل ّى بن أبى‬

‫ص‪182 :‬‬

‫طالب و فاطمة و الحسن و الحسين‪ ،‬فمن قال غير هذا فعليه لعنة هّللا ‪.‬‬

‫و م ّما ح ّدثنا به ال ّشيخ الفقيه أبو الحسن بن ش‪3‬اذان رحم‪3‬ه هّللا ‪ ،‬ق‪3‬ال‪ :‬ح‪ّ 3‬دثنى أبى رض‪3‬ى هّللا عن‪3‬ه‪ ،‬ق‪3‬ال ح‪ّ 3‬دثنا ابن الولي‪3‬د‬
‫مفض‪3‬ل بن عم‪33‬ر‪ ،‬عن ي‪33‬ونس بن‬ ‫ّ‬ ‫مح ّمد بن الحسن‪ ،‬قال ح ّدثنا الصفّار مح ّمد بن الحسن‪ ،‬قال ح ّدثنا مح ّمد بن زي‪33‬اد؛ عن‬
‫يعقوب رضى هّللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت الصّادق جعفر بن مح ّمد عليه السّالم يقول‪ :‬ملعون ملع‪33‬ون ك‪ّ 3‬ل ب‪33‬دن ال يص‪33‬اب فى‬
‫ك ّل أربعين يوما‪ ،‬قلت‪:‬‬

‫ملعون قال‪ :‬ملعون‪ :‬فل ّما رأى عظم ذل‪33‬ك عل ّى ق‪3‬ال لى‪ :‬ي‪3‬ا ي‪33‬ونس ان من البلي‪33‬ة الخدش‪3‬ة و اللّطم‪33‬ة و الع‪33‬ثرة و النكب‪33‬ة و‬
‫إن المؤمن أكرم على هّللا تعالى من أن يم ّر عليه أربعون ال يمحص فيه‪33‬ا‬ ‫الفقرة و انقطاع ال ّشسع و أشباه ذلك‪ ،‬يا يونس ّ‬
‫من ذنوبه و لو بغ ّم يصيبه ال يدرى ما وجهه‪ ،‬و هّللا ان احدكم ليض‪33‬ع ال‪ّ 3‬دراهم بين يدي‪33‬ه‪ ،‬فيزنه‪33‬ا فيج‪33‬دها ناقص‪33‬ة‪ ،‬فيغتم‬
‫بذلك فيجدها سواء‪ ،‬فيكون ذلك حطا لبعض ذنوبه‪ ،‬يا يونس ملعون ملعون من أذي جاره‪ ،‬ملع‪3‬ون ملع‪3‬ون‪ :‬رج‪3‬ل يب‪33‬دأه‬
‫صلح فلم يصالحه‪ ،‬ملعون ملعون حامل القرآن مص ّر على شرب الخمر‪ .‬ملعون عالم يؤم س‪33‬لطانا ج‪33‬ائرا معين‪33‬ا‬ ‫أخوه بال ّ‬
‫له على جوره‪ ،‬ملعون ملعون مبغض عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم؛ فانّه ما أبغضه حتّى أبغض رسول هّللا ص‪33‬لّى هّللا‬
‫عليه و اله و سلّم‪ ،‬و من أبغض رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم لعنه هّللا فى ال‪ّ 3‬دنيا و اآلخ‪3‬رة‪ ،‬ملع‪33‬ون ملع‪33‬ون من‬
‫رمى مؤمنا بكفر‪ ،‬و من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتلته‪ ،‬ملعون‪33‬ة ملعون‪33‬ة ام‪33‬رأة ت‪33‬وذى زوجه‪33‬ا و تغ ّم‪33‬ه‪ ،‬و س‪33‬عيدة س‪33‬عيدة‬
‫امرأة تكرم زوجها و ال تؤذيه و تطيعه فى جميع أحواله‪.‬‬

‫يا يونس قال ج ّدى رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله ملعون ملعون من يظلم بعدى فاطمة ابنتى و يغصبها حقّها و يقتله‪33‬ا‪،‬‬
‫ثم قال يا فاطمة البشرى فلك عند هّللا مقام محمود تشفعين فيه لمحبّيك و شيعتك‪ ،‬فتشفعين يا فاطمة لو أن ك ّل ن‪33‬ب ّى بعث‪33‬ه‬
‫هّللا و ك ّل ملك قربه شفعوا فى ك ّل مبغض لك غاصب لك ما أخرجه هّللا من النار أبدا ملعون ملعون قاطع رحم‪ ،‬ملع‪33‬ون‬
‫ملعون مص ّدق بسحر‪ ،‬ملعون ملعون من قال اإليمان قول بال عمل‪ ،‬ملعون ملع‪3‬ون من وهب هّللا م‪3‬اال فلم يتص‪ّ 3‬دق من‪3‬ه‬
‫بشىء‪ ،‬أما سمعت أن النّب ّى صلّى هّللا علي‪3‬ه و ال‪3‬ه ق‪3‬ال ص‪3‬دقة درهم أفض‪3‬ل من ص‪3‬الة عش‪3‬ر لي‪3‬ال‪ ،‬ملع‪3‬ون ملع‪3‬ون من‬
‫ضرب والده أو والدته ملعون ملعون من عق والديه‪ .‬ملعون‬
‫ص‪183 :‬‬

‫ان المس‪33‬اجد هّلل فال ت‪33‬دعوا م‪33‬ع‬ ‫ق المساجد و أنزل هذه اآلية و ّ‬ ‫ملعون من لم يوقّر المسجد‪ ،‬تدرى يا يونس لم عظم هّللا ح ّ‬
‫هّللا أحدا‪ ،‬كانت اليهود و النّصارى إذا دخل‪33‬وا كنائس‪33‬هم أش‪33‬ركوا باهّلل تع‪33‬الى‪ ،‬ف‪33‬أمر هّللا س‪33‬بحانه نبيّ‪33‬ه أن يوح‪33‬د هّللا في‪33‬ه و‬
‫يعبده‪.‬‬

‫و من جملة ما أسنده عنه أيضا فى كتابه الّ‪3‬ذى م‪3‬رّت إلي‪3‬ه اإلش‪3‬ارة‪ ،‬م‪3‬ا ذك‪3‬ره فى فص‪33‬ل فض‪3‬ائل أم‪33‬ير المؤم‪3‬نين علي‪3‬ه‬
‫السّالم‪ ،‬و النّصوص عليه من رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله بهذه العبارة‪ :‬من جملة ما رواناه ال ّشيخ الفقيه أبو الحس‪33‬ن‬
‫مح ّمد بن أحمد بن شاذان رحمه هّللا بم ّكة‪ ،‬فى المسجد الحرام‪ ،‬قال‪ :‬ح ّدثنى نوح بن أحمد بن أيمن رحمه هّللا ‪ ،‬قال ح ‪ّ 3‬دثنا‬
‫إبراهيم بن أحمد بن أبى حسين‪ ،‬قال ح ّدثنى ج ّدى‪ ،‬قال ح ّدثنى يحيى بن عبد الحميد‪ ،‬ق‪33‬ال ح ‪ّ 3‬دثنى قيس بن الربي‪33‬ع‪ ،‬ق‪33‬ال‬
‫حدثنى سليمان بن األعمش‪ ،‬عن جعفر بن مح ّمد‪ ،‬قال ح ّدثنى أبى‪ ،‬قال ح ّدثنى عل ّى بن الحس‪33‬ين علي‪33‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم عن أبي‪33‬ه‪،‬‬
‫قال ح ّدثنى أبى أمير المؤمنين عليه السّالم‪ ،‬قال‪ :‬قال لي رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله يا عل ّى انت أم‪33‬ير المؤم‪33‬نين‪ ،‬و‬
‫إمام المتّقين‪ ،‬يا على أنت سيّد الوصيين و وارث علم النّبييّن‪ ،‬و خير ال ّ‬
‫ص ّديقين‪ ،‬و أفض‪33‬ل ّ‬
‫الس ‪3‬ابقين‪ ،‬ي‪33‬ا على أنت زوج‬
‫سيّدة نساء العالمين‪ ،‬و خليفة خير المرسلين‪ ،‬يا عل ّى أنت مولى المؤمنين و الح ّجة بعدى على النّاس أجمعين‪ ،‬استوجب‬
‫الجنّة من تواّل ك‪ ،‬و استوجب دخول النّار من عاداك‪ ،‬يا عل ّى و الذى بعثنى بالنّب ّوة و اصطفانى على جميع البريّة لو ّ‬
‫ان‬
‫عبدا عبد هّللا ألف عام‪ ،‬ما قبّل هّللا ذلك منه إاّل بواليتك‪ ،‬و والية األئ ّمة من ولدك‪ ،‬و ّ‬
‫إن واليت‪33‬ك ال تقب‪33‬ل إاّل بالبرائ‪33‬ة من‬
‫أعدائك‪ ،‬و اعداء األئ ّم ة من ولدك‪ ،‬بذلك أخبرنى جبرئيل‪ ،‬فمن شاء فليؤمن‪ ،‬و من شاء فليكفر‪.‬‬

‫و ح ّدثنى ال ّشيخ أبو الحسن بن ش‪33‬اذان؛ ق‪3‬ال ح‪ّ 3‬دثنى أب‪3‬و الحس‪33‬ن عل ّى بن أحم‪33‬د بن متوي‪3‬ه المق‪33‬رىّ‪ ،‬ق‪3‬ال ح‪ّ 3‬دثنا عل ّى بن‬
‫مح ّمد‪ ،‬قال ح ّدثنا أحمد بن مح ّمد؛ قال‪ :‬ح ّدثنا مح ّمد بن عل ّى‪ ،‬قال ح ّدثنا عل ّى بن عثمان قال ح ّدثنا مح ّمد بن ف‪33‬رات‪ ،‬عن‬
‫مح ّمد بن عل ّى عن أبيه عن الحس‪33‬ين بن عل ّى عن أبي‪33‬ه‪ ،‬ق‪33‬ال ق‪33‬ال رس‪33‬ول هّللا ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم عل ّى بن أبى‬
‫طالب خليفة هّللا و خليفتى حجة هّللا و حجّتى؛ و باب هّللا و بابى‪ ،‬و صف ّى هّللا و صفي ّى‪ ،‬وجيب هّللا‬

‫ص‪184 :‬‬

‫و حبي‪33‬بى‪ ،‬و خلي‪33‬ل هّللا و خليلى‪ ،‬و س‪33‬يف هّللا و س‪33‬يفى‪ ،‬و ه‪33‬و أخى و ص‪33‬احبى و وزي‪33‬رى و وص ‪ّ 3‬ى‪ ،‬محبّ‪33‬ه محبّى‪ ،‬و‬
‫مبغضه مبغضى‪ ،‬و وليّه وليّى‪ ،‬و عد ّو ه عدوى و زوجته إبنتى‪ ،‬و ولده ولدى؛ و حربه حربى‪ ،‬و قول‪33‬ه ق‪33‬ولى؛ و أم‪33‬ره‬
‫أمرى‪ ،‬و هو سيّد الوصييّن؛ و خير أمتى‪.‬‬

‫و ح ّدثنى ال ّشيخ أبو الحسن بن شاذان‪ ،‬قال ح ّدثنى خال ا ّمى أبو القاسم جعفر بن مح ّمد بن قولويه رحمه هّللا ‪ ،‬ق‪33‬ال ح ‪ّ 3‬دثنا‬
‫على بن الحسين قال ح ّدثنا عل ّى بن ابراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬ح ّدثنى أحمد بن مح ّم‪3‬د‪ ،‬ق‪3‬ال ح‪ّ 3‬دثنى مح ّم‪3‬د بن فض‪3‬يل‪ ،‬عن‬
‫ثابت بن أبى صفيّة‪ ،‬قال ح ّدثنى عل ّى بن الحسين عن أبيه‪ ،‬قال ح ّدثنى أبى أمير المؤمنين عل ّى بن أبى طالب‪ ،‬قال‪ :‬ق‪33‬ال‬
‫ان هّللا فرض عليكم طاعتى و نهاكم عن معصيتى‪ ،‬و أوجب عليكم اتّباع أم‪33‬رى‬ ‫رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم‪ّ ،‬‬
‫و فرض عليكم من طاعة عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم بعدى‪ ،‬كم‪33‬ا ف‪33‬رض عليكم من ط‪33‬اعتى و نه‪33‬اكم عن معص‪33‬يته‬
‫كما نهاكم عن معصيتى‪ ،‬و جعله أخى و وزيرى و وصيّى و وارثى‪ ،‬و هو منّى و أنا منه‪ ،‬حبّ‪3‬ه إيم‪3‬ان و بغض‪3‬ه كف‪33‬ر‪،‬‬
‫محبّه محبّى‪ ،‬و مبغضه مبغضى‪ ،‬و هو مولى من أنا مواله‪ ،‬و أنا مولى ك ّل مسلم و مسلمة‪ ،‬و أنا و هو أبوا هذه األ ّمة‪.‬‬

‫و منها ما نقله عنه أيضا فى موضع آخر من كتابه المذكور بهذا العنوان‪ :‬فصل من روايات ابن شاذان رحمه هّللا ‪ ،‬ق‪33‬ال‬
‫ح ّدثنا ال ّشيخ الفقيه أبو الحسن مح ّمد بن أحمد بن عل ّي بن الحسن بن شاذان بم ّكة فى المسجد الحرام‪ ،‬قال ح ‪ّ 3‬دثنى مح ّم‪33‬د‬
‫بن سعيد المعروف بال ّدهقان رحمه هّللا ‪ ،‬قال ح ّدثنا أحمد بن مح ّمد بن سعيد‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنا محم‪33‬د بن منص‪33‬ور‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنا‬
‫أحمد بن عيسى العلوى‪ ،‬قال ح ّدثنا حسين بن عل‪33‬وان عن أبى خال‪33‬د‪ ،‬عن زي‪3‬د بن عل ّى عن أبي‪33‬ه‪ ،‬عن ج‪ّ 3‬ده‪ ،‬الحس‪3‬ين بن‬
‫الس‪3‬الم ق‪33‬ال دخلت على النّ‪33‬ب ّى ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم‪ ،‬و ه‪33‬و فى بعض حجرات‪33‬ه‪،‬‬
‫عل ّى عن أمير المؤمنين علي‪33‬ه ّ‬
‫فاستأذنت عليه‪ ،‬فاذن لى‪ ،‬فل ّما دخلت قال لى يا عل ّى أما علمت أن بيتي بيتك‪ ،‬فما لك تستاذن عل ّى؟ قال‪ :‬فقلت يا رسول‬
‫هّللا أحببت أن أفعل ذلك‪ ،‬قال يا عل ّى أحببت ما أحبّ هّللا ‪ ،‬و أخذت بآداب هّللا يا عل ّى أما علمت انّ‪33‬ك أخى أم‪33‬ا علمت أنّ‪33‬ه‬
‫أبى خالقي و رازقى أن يكون لى س ّر دونك يا عل ّى أنت وصيّى من بع‪33‬دى‪ ،‬و أنت المظل‪33‬وم المض‪33‬طهد بع‪33‬دى‪ ،‬ي‪33‬ا عل ّى‬
‫الثّابت عليك‬

‫ص‪185 :‬‬

‫ألن هّللا تع‪33‬الى خلق‪33‬نى و إيّ‪33‬اك من ن‪33‬ور‬


‫كالمقيم معى‪ 3،‬و مفارقك مفارقى‪ ،‬يا عل ّى كذب من زعم انّ‪33‬ه يحبنّي و يبغض‪33‬ك‪ّ ،‬‬
‫واحد‪.‬‬

‫و ح ّدثنا ال ّشيخ أبو الحسن بن شاذان‪ ،‬قال ح ّدثنى احمد بن محمد بن محمد رضى هّللا عن‪33‬ه‪ :‬ق‪33‬ال ح‪33‬دثنا محم‪33‬د بن جعف‪33‬ر‬
‫قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن سنان‪ ،‬قال حدثنا زي‪33‬اد بن المن‪33‬ذر ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنى س‪33‬عيد بن جب‪33‬ير عن ابن‬
‫عبّاس قال قال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ما أظلّت الخضراء و م‪33‬ا اقلّت الغ‪33‬برآء بع‪33‬دى أفض‪33‬ل من عل ّى بن‬
‫أبى طالب عليه السّالم‪ ،‬و انّه إمام ا ّمتى و أميرها‪ ،‬و انّه لوص‪3‬يّى و خليف‪33‬تى عليه‪33‬ا‪ ،‬من اقت‪33‬دى ب‪3‬ه بع‪3‬دى اهت‪33‬دى و من‬
‫اهتدى بغيره ض ّل و غوى‪ ،‬أنّى أنا النّب ّى المصطفي‪ ،‬ما أنطق بفضل عل ّى بن ابى ط‪33‬الب عن اله‪33‬وي‪ ،‬إن ه‪33‬و إاّل وحى‬
‫يوحى‪ ،‬نزل به الرّوح المجتبى‪ ،‬عن الّذى له ما فى السّموات و ما فى االرض و ما بينهما و تحت الثّرى‪.‬‬

‫و ح ّدثنى ال ّشيخ أبو الحسن بن شاذان‪ ،‬قال ح ّدثنا مح ّمد بن مح ّمد بن مرّة رحمه هّللا ‪ ،‬قال ح ّدثنا مح ّم‪3‬د بن عب‪3‬د المل‪3‬ك بن‬
‫الص‪3‬بغى ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنا س‪33‬عد بن طري‪33‬ف عن األص‪33‬بعى‪ ،‬ق‪33‬ال س‪33‬ئل س‪33‬لمان‬ ‫أبي ال ّشوارب‪ ،‬قال ح‪ّ 3‬دثنا‪ ،‬جعف‪33‬ر بن س‪33‬ليمان ّ‬
‫الفارسى رحمه هّللا عن عل ّى بن أبى طالب عليه السّالم‪ ،‬قال سمعت رسول هّللا ص‪3‬لّى هّللا علي‪3‬ه و ال‪3‬ه يق‪3‬ول عليكم بعلى‬
‫بن أبى طالب عليه السّالم‪ ،‬فانه موالكم فأحبّوه و كبيركم فاتّبعوه‪ ،‬و عالمكم فاكرموه‪ ،‬و قائ‪33‬دكم إلى الجنّ‪33‬ة فع ‪ّ 3‬ززوه‪ ،‬و‬
‫إذا دعاكم فاجيبوه‪ ،‬و إذا أمركم فاطيعوه‪ ،‬أحبّوه لحبّى‪ ،‬و أكرموه لكرامتى‪ ،‬ما قلت لكم فى عل ّى إاّل ما أمرنى به ربّى‪.‬‬

‫و منها ما نقله عنه أيضا فى الجواب عن اإليراد الوارد على حديث الجارودبن المنذر العبدى المذكور بتمام‪33‬ه فى ذل‪33‬ك‬
‫الكتاب‪ ،‬و كان عالما نصرانيّا فأسلم عام الحديبيّة‪ ،‬و طال ما وقع بينه و بين رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله من المقالى‬
‫إلى أن قال‪ :‬فاقبلت على رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم و هو يتالءلؤ و يشرق وجه‪33‬ه ن‪33‬ورا و س‪33‬رورا فقلت‪ :‬ي‪33‬ا‬
‫رسول هّللا أن قسّا و هو من جملة أحبارهم الم ّشاهير‪ ،‬كان ينتظر زمانك و يتوكف أيّامك و تهيف باسمك و اسم أبي‪33‬ك و‬
‫أ ّمك و باسماء لست احسها معك و ال أريها فيمن اتّبعك‪ ،‬قال سلمان‪ :‬فاخبرنا فانشأت أحدثهم و رسول صلّى هّللا عليه و‬
‫اله يسمع‪ ،‬و القوم سامعون و أعون قلت‪ :‬يا رسول هّللا لقد‬

‫ص‪186 :‬‬

‫شهدت قسّا و قد خرج من ن‪3‬اد من أندي‪3‬ة أي‪33‬اد إلى صحص‪3‬ح ذى قت‪3‬اد و س‪33‬مر و عت‪33‬اد و ه‪3‬و مش‪3‬تمل بنج‪3‬اد‪ ،‬فوق‪3‬ف فى‬
‫اضحيان ليل كال ّشمس رافعا إلى السّماء وجهه و إصبعه‪ ،‬فدنوت منه فسمعته يقول‪ :‬اللّهم ربّ ه‪33‬ذه ّ‬
‫الس ‪3‬بعة االرفع‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫األرضين الممرعة‪ ،‬بمح ّمد و الثّالثة المحامدة معه‪ ،‬و العلييّن األربعة‪ ،‬و سبطيه النيعة االرفع‪33‬ة‪ ،‬و ّ‬
‫الس‪3‬رى االلمع‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫س ّمى الكليم الضرعة‪ ،‬أولئك النّقباء ال ّشفعة‪ ،‬و الطرائق المهيعة‪ ،‬درسه اإلنجيل و حفظة التّنزيل‪ ،‬على ع‪33‬دد النّقب‪33‬اء من‬
‫الش‪3‬فاعة‪ ،‬و لهم من هّللا‬ ‫بنى إسرائيل محاة ااّل ضاليل‪ ،‬نقاة األباطيل‪ ،‬الصّادقوا القي‪33‬ل‪ ،‬عليهم تق‪33‬وم ّ‬
‫الس‪3‬اعة‪ ،‬و بهم تن‪33‬ال ّ‬
‫ّ‬
‫التحس ‪3‬ر عليهم ثم آب‬ ‫فرض الطّاعة‪ ،‬ث ّم قال اللّه ّم ليتنى مدركهم‪ ،‬و لو بعد الى من عمرى و محياى‪ ،‬و أنش‪33‬أ أبيات‪33‬ا في‬
‫يكفكف و معه رنين كرنين البكرة قد برات ببراءة و هو يقول‪:‬‬

‫لو عاش ألفى عمرى لم يلق منها ساءما‬ ‫اقس قسما ليس به مكتتما‬

‫هم اوصياء احمد اكرم من تحت السماء‬ ‫حتّى يالقى احمدا و النبقاء الحكما‬

‫لست بناس ذكرهم حتّى احل الرّحما‬ ‫يعنى العباد عنهم و هم جالء للعمى‬

‫ث ّم قلت‪ :‬يا رسول هّللا انبئنى أنبأك هّللا ‪ ،‬بخير عن هذه األس‪33‬ماء الّ‪3‬تى لم نش‪33‬هدها و اش‪33‬هدنا قسّ ذكره‪3‬ا‪ ،‬فق‪3‬ال رس‪33‬ول هّللا‬
‫صلّى هّللا عليه و اله و سلّم يا جارود ليلة أسرى بى إلى السّماء أوحى هّللا ع‪ّ 3‬ز و ج‪33‬ل إلى أن س‪33‬ل من أرس‪33‬لنا قبل‪33‬ك من‬
‫رسلنا على ما بعثوا‪ ،‬فقلت‪ :‬على ما بعثتم؟ فقالوا على نبوتك و والية على بن أبى ط‪33‬الب و االئ ّم‪33‬ة منكم‪33‬ا ث ّم أوحي إل ّى‬
‫أن التفت عن يمين العرش‪ ،‬فالتفت فاذا على؛ و الحسن‪ ،‬و الحس‪3‬ين‪ .‬و على بن الحس‪33‬ين و مح ّم‪33‬د بن على‪ ،‬و جعف‪3‬ر بن‬
‫مح ّمد‪ ،‬و موسى بن جعفر‪ ،‬و على بن موسى؛ و مح ّمد بن على؛‪ 3‬و على بن مح ّم‪33‬د؛ و الحس‪33‬ن بن على‪ 3،‬و المه‪33‬دى‪ ،‬فى‬
‫ضحضاح من نور يصلّون‪ ،‬فقال الرّب تعالى هؤال‪ :‬الح ّجة ألوليائى‪ ،‬و هذا المنتقم من أعدائى‪ ،‬قال الج‪33‬ارود‪ :‬فق‪33‬ال لى‬
‫سلمان‪:‬‬

‫يا جارود هؤالء المذكورون فى التّوراة و اإلنجيل و ال ّزبور‪ ،‬فانصرفت بقومي و أنا أقول‪:‬‬

‫لكى بك اهتدى النّهج السّبيال‬ ‫أتيتك يابن آمنة رسوال‬

‫و صدق ما بذالك أن تقوال‬ ‫فقلت فكان قولك قول حق‬


‫ص‪187 :‬‬

‫و ك ّل كان من عمه ضليال‬ ‫و بصرت العمى عن عبد شمس‬

‫مقاال فيك ظلت به جد يال‬ ‫و أنبأك عن قسّ األيادى‬

‫إلى علم و كن به جهوال‬ ‫و اسماء عمت عنّا فآلت‬

‫و بالجملة فقد فرض صاحب الكتاب إيرادات على هذا الخبر منها انّه كيف يصّح أن يكون االئ ّمة اإلثنى عش‪33‬ر فى تل‪33‬ك‬
‫الس‪3‬ماء؛ و نحن نعلم ض‪33‬رورة خالف ه‪33‬ذا‪ ،‬فأج‪33‬اب عن‪33‬ه فى مق‪33‬ام األجوب‪33‬ة عن اإلي‪33‬رادت بم‪33‬ا ّ‬
‫نص‪3‬ة‪ :‬و أ ّم‪33‬ا‬ ‫الح‪33‬ال فى ّ‬
‫الجواب عن السّؤال الثّالث فهو انّه يجوز أن يكون هّللا تعالى أحدث لرسول هّللا صلّى هّللا علي‪33‬ه و آل‪33‬ه فى الح‪33‬ال ص‪33‬ورا‬
‫كصور األئ ّمة عليهم الس‪3‬الم ل‪3‬يراهم أجمعين على كم‪3‬الهم‪ ،‬فيك‪3‬ون كمن ش‪3‬اهد أشخاص‪3‬هم برؤيت‪3‬ه مث‪3‬الهم‪ ،‬و يش‪3‬كر هّللا‬
‫تعالى على ما منحهم من تفضيلهم و إجاللهم‪ ،‬و هذا فى العقول الممكن‪ 3‬المقدور‪.‬‬

‫و يجوز أيضا أن يكون هّللا تعالى حلق على صورهم مالئكة فى س‪33‬مائه يس‪33‬بحونه و يق ّدس‪33‬ونه ل‪33‬يريهم مالئك‪33‬ة الّ‪33‬ذين ق‪3‬د‬
‫أعلمهم بانهم سيكونون فى أرضه حججا له على خلقه‪ ،‬فتتأك‪ّ 3‬د عن‪33‬دهم من‪3‬ازلهم‪ ،‬و يك‪33‬ون رؤيتهم ت‪3‬ذكارا لهم بهم و بم‪3‬ا‬
‫سيكون من أمرهم‪.‬‬

‫ان رسول هّللا صلّى هّللا عليه و آله رأى فى السّماء لما عرج به ملكا على صورة أمير المؤم‪33‬نين‪،‬‬ ‫و قد جاء فى الحديث ّ‬
‫و هذا خبر قد أتّفق أصحاب الحديث على نقله‪ ،‬ح ّدثنى به من طريق العا ّمة ال ّشيخ الفقيه أبو الحس‪33‬ن مح ّم‪33‬د بن أحم‪33‬د بن‬
‫الحسن بن شاذان القمى و نقلت‪3‬ه من كتاب‪3‬ه المع‪3‬روف ب «ايض‪3‬اح دق‪3‬ايق النّواص‪3‬ب» و قرأت‪3‬ه علي‪3‬ه بم ّك‪3‬ة فى المس‪3‬جد‬
‫الحرام سنة إثنتى عشرة و أربعمأة‪ ،‬قال ح ّدثنا أبو القاس‪33‬م جعف‪33‬ر بن مح ّم‪33‬د بن مس‪33‬رور اللّح‪33‬ام‪ ،‬ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنا الحس‪33‬ين بن‬
‫مح ّمد‪ ،‬قال ح ّد ثنا أحمد بن علوية المعروف بابن االسود الكاتب االصبهانى‪ ،‬قال ح ّدثنى إبراهيم بن مح ّمد‪ ،‬ق‪33‬ال ح ‪ّ 3‬دثنى‬
‫عبد هّللا بن صالح‪ ،‬قال ح ّدثنى جدير بن عبد الحميد عن مجاهد عن ابن عبّاس‪ ،‬قال سمعت رسول هّللا صلّى هّللا علي‪3‬ه و‬
‫آله يقول لما أسرى بى إلى الس‪3‬ماء م‪3‬ا م‪3‬ررت بمالء من المالئك‪3‬ة إاّل س‪3‬ألونى عن على بن ابى ط‪3‬الب‪ ،‬حتّى ظننت ّ‬
‫ان‬
‫اسم عل ّى أشهر فى السّمآء من‬

‫ص‪188 :‬‬
‫اسمى‪ ،‬فل ّما بلغت السّماء ال ّرابعة‪ ،‬نظرت إلى ملك الموت فقال لى يا مح ّمد ما خلق هّللا خلقا ال أقبض روح‪33‬ه بي‪33‬دى‪ ،‬م‪33‬ا‬
‫فان هّللا ج ّل جالله يقبض أرواحكما بقدرته‪ ،‬فلما صرت تحت العرش نظرت فادا بعلى بن أبي ط‪33‬الب‬ ‫خال أنت و عل ّى‪ّ ،‬‬
‫واقف تحت عرش ربّى فقلت يا عل ّى سبقتنى؟ فقال لى جبرئيل‪ :‬يا مح ّمد من هذا الّذى يكلّمك؟‬

‫قلت‪ :‬هذا أخى عل ّى أبى طالب قال لى‪ :‬يا مح ّمد ليس هذا عليّا لكنّه ملك من مالئكة الرحمن خلقه هّللا على ص‪33‬ورة على‬
‫بن ابي طالب فنحن المالئكة المقرّبون كلّما إشتقنا إلى وج‪33‬ه عل ّى بن ابى ط‪33‬الب زرن‪33‬ا ه‪33‬ذا المل‪33‬ك لكرام‪33‬ة عل ّى بن ابي‬
‫طالب على هّللا سبحانه‪.‬‬

‫فيص ّح على هذا الوجه أن يكون الذين رآهم رسول هّللا صلّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم مالئك‪33‬ة على ص‪33‬ورة األئ ّم‪33‬ة عليهم‬
‫السّالم جميع ذلك داخل فى باب التّجويز و اإلمكان و الحمد هّلل ‪.‬‬

‫و منها ما نقله عنه رحمه هّللا من حديث الخصال و هو من حميد اآلثار حيث قال ح ّدثنى ال ّشيخ الفقيه ابو الحس‪3‬ن مح ّم‪3‬د‬
‫بن أحمد بن شاذان الق ّمى‪ ،‬قال ح ّدثنا الفقيه مح ّمد بن عل ّى بن بابويه رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬ق‪33‬ال أخ‪33‬برنى إنّى ق‪33‬ال ح‪ّ 3‬دثنى س‪33‬عد بن‬
‫عبد هّللا قال ح ّدثنى أيّوب بن نوح‪ ،‬قال ح ّدثنى الرّضا عليه السّالم‪ :‬عن أبيه عن آبائه عليهم السّالم ق‪33‬ال ق‪33‬ال رس‪33‬ول هّللا‬
‫صلّى هّللا عليه و اله خمسة ال تطفي نيرانهم‪ ،‬و ال تم‪33‬وت أب‪3‬دانهم‪ ،‬رج‪3‬ل أش‪3‬رك‪ ،‬و رج‪3‬ل ع‪3‬ق والدي‪3‬ه‪ ،‬و رج‪3‬ل س‪33‬عى‬
‫بأخيه إلى السلطان فقتله‪ ،‬و رجل قتل نفسا بغير نفس و رجل أذنب و حمل ذنبه على هّللا ع ّز و جل‪.‬‬

‫أن الرّج‪33‬ل ك‪33‬ان ابن اخت‬ ‫أقول و قد استفيد لك أيضا من هذه الجملة الّتى نقلناها من الكتاب المذكور ستّة أمور‪ :‬أح‪33‬دها ّ‬
‫ابن قولويه المح ّدث المشهور؛ كما نقل عنه ص‪3‬احب الكت‪3‬اب أيض‪3‬ا فى موض‪3‬ع آخ‪3‬ر من‪3‬ه تص‪3‬ريحه ب‪3‬ذلك‪ ،‬حيث يق‪33‬ول‬
‫أخبرنى ال ّشيخ الفقيه أبو الحسن مح ّمد بن أحم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن ش‪33‬اذان القم ّى رض‪33‬ى هّللا عن‪33‬ه‪ ،‬ق‪33‬ال أخ‪33‬برنى خ‪33‬الى أب‪33‬و‬
‫القاسم جعفر بن مح ّمد بن قولويه عن مح ّمد بن يعقوب الكلينى‪ ،‬عن عل ّى بن إبراهيم بن هاش‪33‬م؛ عن أبي‪33‬ه عن محم‪33‬د بن‬
‫أبى عمير‪ .‬عن حفص بن البخترى قال سمعت‬

‫ص‪189 :‬‬

‫أبا عبد هّللا عليه السّالم يقول‪ :‬بليّة النّاس عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا‪ ،‬و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا‪.‬‬

‫أن ابن قولويه المذكور يروى عن عل ّى بن الحسين‪ ،‬الّذى هو ظ‪33‬اهر فى كون‪33‬ه وال‪33‬د ش‪33‬يخنا ّ‬
‫الص‪3‬دوق رحمهم‪33‬ا‬ ‫و ثانيها ّ‬
‫هّللا ‪ ،‬و أنّه يروي عل ّى بن بابويه المذكور عن عل ّى بن ابراهيم القم ّى الّذى هو شيخ ال ّشيخ ابى جعفر الكلي‪33‬نى المش‪33‬هور‪،‬‬
‫مع انّها غير مذكورين فى شيء من كتب اإلجازات و الرّجال‪.‬‬

‫و ثالثها ّ‬
‫إن ابن شاذان القم ّى هذا يروي عن شيخنا ال ّ‬
‫صدوق‪ ،‬و هو أيضا غير مذكور فى غير ذلك من األسانيد‪.‬‬

‫إن تلميذ الكراجكى المرحوم‪ ،‬انّما أدرك صحبته بم ّكة المعظّمة فكان ال ّرجل من جملة مجاوريها فى األغلب‪.‬‬
‫و رابعها ّ‬
‫إن والد ال ّرجل أيضا كان من جمل‪3‬ة العلم‪3‬اء و المح‪ّ 3‬دثين‪ ،‬و انّ‪3‬ه ي‪3‬روي عن‪3‬ه‪ ،‬و عن غ‪3‬ير واح‪3‬د من أفاض‪3‬ل‬ ‫و خامسها ّ‬
‫رؤساء هذا ال ّد ين‪ ،‬فكان من بيت العلم و الجاللة‪ ،‬و من جملة ثقاة رواة اإلماميّ‪33‬ة‪ ،‬و كب‪33‬ار أحب‪33‬ار الطّائف‪33‬ة الحقّ‪33‬ة اإلث‪33‬نى‬
‫عشريّة ق ّدس هّللا أرواحهم البهيّة‪.‬‬

‫ان من جملة مصنّفات ال ّرجل كتابا س ّماه «االيضاح لدقايق النّواصب‪ ،‬و الظّاهر أن وضعه للكشف عن قبايح‬ ‫و سادسها ّ‬
‫ان الظّاهر ّ‬
‫أن له مصنّفات أخ‪33‬ر غ‪33‬ير م‪33‬ا ذك‪33‬ر فى المن‪33‬اقب و المث‪33‬الب و‬ ‫مقاالتهم و ال ّشرح لل ّشنايع من اعتقاداتهم‪ ،‬كما ّ‬
‫الفقه و األصولين و غير ذلك من المراتب فليالحظ‪.‬‬

‫ص‪190 :‬‬

‫‪ 578‬العالم العفيف و العلم الغطريف و العلم العريف و العنصر اللطيف و السيد الش‪3‬ريف و االي‪33‬د الم‪33‬نيف اب‪33‬و الحس‪33‬ن‬
‫محمد بن السيد النقيب و النجيب المحترم ابى احم‪33‬د حس‪33‬ين بن موس‪33‬ى بن محم‪33‬د بن موس‪33‬ى بن اب‪33‬راهيم بن موس‪33‬ى بن‬
‫‪85‬‬
‫جعفر الصادق امام االمم صلى هّللا تبارك و تعالى عليهما و سلم‬

‫اخو سيّدنا المرتضي علم الهدى‪ ،‬و الملقّب بالسيّد الرّض ّى عند االحبّة و العدى‪ ،‬لم يبصر بمثل‪33‬ه إلى اآلن عين ال ّزم‪33‬ان‪،‬‬
‫فى جميع ما يطلبه انسان العين من عين االنسان‪ ،‬فسبحان الّذى ورثه غير العصمة و اإلمامة ما أراد‪ ،‬من قب‪33‬ل أج‪33‬داده‬
‫االمجاد‪ ،‬و جعله ح ّجة على قاطبة البشر في يوم الميعاد‪ ،‬و أمره في الثّقة و الجاللة أشهر من أن يذكر كما ذكره االمير‬
‫مصطفى التّفرشى فى كتاب رجاله المعتبر‪ ،‬يروي عنه شيخنا الطوس‪33‬ى و جعف‪33‬ر بن مح ّم‪33‬د ال ّدوريس‪33‬تى؛ و الس‪3‬يّد عب‪33‬د‬
‫ال ّرحمن النيسابورى‪ ،‬و ابن قدامة الّذى‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،261 :2‬انباه الرواة ‪ ،114 :3‬البداية و النهاية ‪:12‬‬

‫‪ ،3‬ت‪3‬اريخ بغ‪3‬داد ‪ ،264 3:2‬تأس‪33‬يس الش‪3‬يعة ‪ 338‬تحف‪3‬ة االحب‪3‬اب ‪ ،326‬تنقيح المق‪33‬ال ‪ 107 3:3‬ج‪3‬امع ال‪3‬رواة ‪،99 3:2‬‬
‫خالص‪33‬ة االق‪33‬وال ‪ ،164‬ال‪33‬درجات الرفيع‪33‬ة ‪ .466‬دمي‪33‬ة القص‪33‬ر ‪ ،73‬الذريع‪33‬ة ‪ ،16 3:7‬رج‪33‬ال ابن داود ‪ ،307‬رج‪33‬ال‬
‫النجاشى ‪ ،283‬ريحانة االدب ‪ ،121 3:3‬سفينة البحار ‪ ،526 3:1‬شذرات الذهب ‪ ،182 3:3‬شرح نهج البالغة البن ميثم‬
‫البحرانى ‪ 89 3:1‬شرح النهج الحديدى ‪ 31 3:1‬العبر ‪ ،95 3:3‬عمدة الط‪33‬الب ‪ ،170‬فوائ‪33‬د الرض‪33‬وية ‪ ،495‬الكام‪33‬ل فى‬

‫‪ )*( 85‬له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،261 :2‬انباه الرواة ‪ ،114 :3‬البداية و النهاية ‪:12‬‬
‫‪ ،3‬تاريخ بغداد ‪ ،264 3:2‬تأسيس الشيعة ‪ 338‬تحفة االحباب ‪ ،326‬تنقيح المقال ‪ 107 3:3‬جامع الرواة ‪ ،99 3:2‬خالصة االقوال ‪ ،164‬الدرجات الرفيعة‬
‫‪ .466‬دمية القصر ‪ ،73‬الذريعة ‪ ،16 :7‬رجال ابن داود ‪ ،307‬رجال النجاشى ‪ ،283‬ريحانة االدب ‪ ،121 :3‬سفينة البحار ‪ ،526 :1‬شذرات الذهب ‪:3‬‬
‫‪ ،182‬شرح نهج البالغة البن ميثم البحرانى ‪ 89 3:1‬شرح النهج الحديدى ‪ 31 3:1‬العبر ‪ ،95 3:3‬عمدة الط‪33‬الب ‪ ،170‬فوائ‪33‬د الرض‪33‬وية ‪ ،495‬الكام‪33‬ل فى‬
‫التاريخ ‪ ،413 3:7‬كشكول البحرانى ‪ ،313 3:1‬الكنى و االلقاب ‪ ،272 3:2‬لسان الميزان ‪ ،141 3:5‬لؤلؤة البحرين ‪ ،322‬مجالس المؤمنين ‪ 503 3:1‬مجمع‬
‫الرجال ‪:5‬‬
‫‪ ،199‬المختصر فى اخبار البشر ‪ ،145 3:2‬مرآة الجنان ‪ ،18 3:3‬المستدرك ‪ ،510 3:3‬المنتظم ‪ ،279 3:8‬ميزان االعتدال ‪ ،523 3:3‬النابس ‪ ،164‬النجوم‬
‫الزاهرة ‪ ،240 :4‬نزهة الجليس ‪ ،359 :1‬نقد الرجال ‪ ،303‬الوافى بالوفيات ‪ ،374 :2‬وفيات االعيان ‪ ،44 :4‬يتيمة الدهر ‪ 136 :3‬و انظر مقدمة حقائق‬
‫التأويل‪ ،‬و عبقرية الشريف الرضى‪.‬‬
‫التاريخ ‪ ،413 :7‬كشكول البحرانى ‪ ،313 :1‬الكنى و االلقاب ‪ ،272 :2‬لسان الميزان ‪ ،141 :5‬لؤلؤة البحرين ‪،322‬‬
‫مجالس المؤمنين ‪ 503 :1‬مجمع الرجال ‪:5‬‬

‫‪ ،199‬المختص‪33‬ر فى اخب‪33‬ار البش‪33‬ر ‪ ،145 3:2‬م‪33‬رآة الجن‪33‬ان ‪ ،18 3:3‬المس‪33‬تدرك ‪ ،510 3:3‬المنتظم ‪ ،279 3:8‬م‪33‬يزان‬
‫االعتدال ‪ ،523 3:3‬النابس ‪ ،164‬النجوم الزاهرة ‪ ،240 3:4‬نزهة الجليس ‪ ،359 3:1‬نقد الرجال ‪ ،303‬الوافى بالوفيات‬
‫‪ ،374 :2‬وفيات االعيان ‪ ،44 :4‬يتيمة الدهر ‪ 136 :3‬و انظر مقدمة حقائق التأويل‪ ،‬و عبقرية الشريف الرضى‪.‬‬

‫ص‪191 :‬‬

‫هو شيخ رواية شاذان بن جبرئيل القم ّى‪ ،‬و جماعة‪.‬‬

‫ى‪ ،‬و فيه أيضا أنّه كان‬ ‫و يروي هو أيضا عن جماعة منهم‪ :‬شيخنا المفيد المتق ّدم عليه التّمجيد‪ ،‬كما فى رجال النّيسابور ّ‬
‫يوما عند الخليفة الطّايع باهّلل العباسى و هو يعبث بلحيته و يرفعه‪33‬ا إلى أنف‪33‬ه‪ ،‬فق‪33‬ال ل‪33‬ه الط‪33‬ايع أظن‪33‬ك تش‪ّ 3‬م منه‪33‬ا رائح‪33‬ة‬
‫الخالفة‪ ،‬فقال بل رائحة النب‪3‬وّة‪ .‬و ك‪3‬ان يلقّب بالرّض‪33‬ي ذى الحس‪3‬بين لقبّ‪33‬ه ب‪3‬ذلك به‪3‬اء الدول‪3‬ة بن بوي‪3‬ه‪ ،‬و ك‪3‬ان يخاطب‪3‬ه‬
‫بالشريف األج ّل كما عن «ال ّدرجات الرّفيعة» لل ّسيّد عليخان ال ّشيرازى و ذكره الفاضل الباخرزى فى «دمية العص‪33‬ر»‬
‫و كذا الثّعالبى فى «يتيمة ال ّد هر» و ابن ابى الحديد في «شرح نهج البالغة» و غيرهم‪ .‬كما فى «امل اآلمل»‪.‬‬

‫و فيه أيضا و ذكر ابن ابى الحديد أنّه كان عفيفا شريف النّفس عالى اله ّمة لم‪ -‬يقبل من أحد صلة و ال جائزة‪ ،‬حتّى أنّ‪33‬ه‬
‫ر ّد صالت أبيه و ناهيك بذلك‪ .‬و كانت تنازعه نفسه إلى أم‪33‬ور عظيم‪33‬ة يجيش به‪33‬ا ص‪33‬دره‪ ،‬و ينظمه‪33‬ا فى ش‪33‬عره‪ ،‬و ال‬
‫يجد عليها من ال ّدهر مساعدا‪ ،‬فيذوب كمدا يعنى وجدا‪ ،‬حتّى توفّى‪ .‬و لم يبلغ غرضا انتهى‪ .‬و ذكر له أشعارا دالّ‪33‬ة على‬
‫ذلك‪.86‬‬

‫و قال ابن خلّكان ذكر ابو الفتح بن جنى فى بعض مجاميعه ّ‬


‫أن ال ّشريف الرّض‪33‬ى احض‪33‬ر إلى ابن ّ‬
‫الس‪3‬يرافى النّح‪33‬وى و‬
‫هو طفل ج ّدا لم يبلغ عشر سنين‪ ،‬فلقّنه النّحو و قعد يوما فى الحلقة فذاكره بشىء من االعراب على عادة التعليم‪ ،‬فق‪33‬ال‪:‬‬
‫إذا قلناه رأيت عمر فما عالمة النصب فى عمر؟ فقال‪ :‬بغض عل ّى‪ ،‬فتعجّب السّيرافى و الحاضرون من ح ّدة خاطره‪.‬‬

‫و قال ابن خلّكان ال ّشافعى ذكره الثّعالبى فى اليتيمة فقال فى ترجمته ابتدأ يقول ال ّشعر بعد أن جاوز عشر س‪33‬نين بقلي‪33‬ل‪،‬‬
‫و هو اليوم أبدع أبناء ال ّزمان‪ ،‬و انجب سادة العراق‪ ،‬يتحلى مع محتده ال ّشريف و مفخره المنيف ب‪33‬أدب ظ‪33‬اهر‪ ،‬و ح‪33‬ظّ‬
‫من جميع المحاسن وافر‪ ،‬ث ّم هو أشعر جميع الطالبييّن‪ ،‬من مضى منهم و من غبر‪ ،‬على كثرة‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬امل االمل ‪-261 :2‬‬

‫ص‪192 :‬‬
‫‪ )1 ( 86‬امل االمل ‪-261 :2‬‬
‫شعرائهم المفلقين؛ و لو قلت أنّ‪3‬ه أش‪3‬عر ق‪3‬ريش لم أبع‪3‬د عن ّ‬
‫الص‪3‬دق‪ ،‬و سيش‪3‬هد بم‪3‬ا أجري‪3‬ه من ذك‪3‬ره‪ ،‬ش‪3‬اهد ع‪3‬دل من‬
‫شعره‪ ،‬العالى القدح‪ ،‬الممتنع عن القدح‪ ،‬الّذى يجمع إلى السّالسة متانة‪ ،‬و إلى ّ‬
‫الس‪3‬هولة رص‪33‬انة‪ ،‬و يش‪33‬تمل على مع‪33‬ان‬
‫يقرب جناها‪ ،‬و يبعد مداها و كان أبوه يتولّى نقابة نقباء الطّالبييّن و يحكم فيهم أجمعين‪ ،‬و كان له النّظ‪33‬ر فى المظ‪33‬الم و‬
‫الحج بالناس‪ ،‬ث ّم ر ّدت هذه األعمال كلّها إلى ولده الرض ّى المذكور‪ ،‬فى سنة ثمانين و ثالثمأة‪ ،‬و أب‪33‬وه ح ّى و من غ‪33‬رر‬
‫شعره ما كتبه إلى االمام القادر باهّلل أبى العبّاس أحمد بن المقتدر من جملة قصيدة‪:‬‬

‫فى دوحة العلياء ال نتفرّق‬ ‫عطفا أمير المؤمنين‪ .‬فانّنا‬

‫أبدا كالنا فى المعالى معرق‬ ‫ما بيننا يوم الفخار تفاوت‬

‫أنا عاطل منها‪ ،‬و أنت مطوّق‬ ‫إاّل الخالفة ميزتك فإنّنى‬

‫أقول و رأيت فى بعض الكتب انّه لما بلغت الخليفة هذه األبيات قال على رغم أنف الرّضى‪.‬‬

‫و أنّه رحمه هّللا إنّما أنشد الخليفة بهذه األبيات‪ ،‬فى مجلس طعام؛ قد حضره عند‪ ،‬ففعل ما تق ّدم من ش ّم اللّحية‪ ،‬و ج‪33‬واب‬
‫سؤال الخليفة فى ذلك المقام‪ ،‬و بعد غسل يده من أكل الطّعام و هّللا العالم قال و من جيّد قوله أيضا‪:‬‬

‫أبدا يمانع عاشقا معشوق‬ ‫رمت المعالى فامتنعن‪ ،‬و لم يزل‬

‫ضجرا‪ ،‬دواء الفارك التّطليق‬ ‫ّ‬


‫نلتهن‪ ،‬و لم أقل‬ ‫و صبرت حتّى‬

‫و ديوان شعره كبير‪ ،‬يدخل فى أربع مجلّ‪33‬دات‪ ،‬و ه‪33‬و كث‪33‬ير الوج‪33‬ود فال حاج‪33‬ة إلى االكث‪33‬ار من ذك‪33‬ره‪ ،‬و ل‪33‬ه من جمل‪33‬ة‬
‫أبيات‪:‬‬

‫و ح ّدثانى عن نجد بأخبار‬ ‫يا صاحب ّى قفالى و اقضيا و طرا‬

‫خميله الطّلح ذات البان و الغار‬ ‫هل ر ّوضت قاعة الوعساء أو مطرت‬

‫دارى‪ ،‬و س ّمار ذاك الح ّى سمارى‬ ‫أو هل أبيت و دار دون كاظمة‬

‫عند القدوم لقرب العهد بال ّدار‬ ‫تضوع أرواح نجد من ثيابهم‬

‫ص‪193 :‬‬
‫أن ال ّشريف الرّضى احضر إلى ابن السّيرافى النّحوى‪ ،‬و هو طفل ج ‪ّ 3‬دا لم‬‫و ذكر أبو الفتح بن جنّى فى بعض مجاميعه ّ‬
‫يبلغ عمره عشر سنين‪ ،‬فلقّنه النّحو‪ ،‬و قعد معه يوما فى الحلقة‪ ،‬فذاكره بشىء من اإلعراب على عادة التّعليم‪ ،‬فق‪33‬ال ل‪33‬ه‬
‫إذا قلنا‪ :‬رأيت عمر فما عالمة النّصب فى عمر فقال بغض عل ّى‪ ،‬فتعجّب السّيرافى و الحاضرون من ح ّدة خاطره‪.‬‬

‫السن فحفظه فى م ّدة يسيرة‪.‬‬


‫ّ‬ ‫و ذكر ايضا انّه تلقن القرآن بعد أن دخل فى‬

‫يتعذر وجود مثله د ّل على توسّعه فى علم النّحو و اللّغة‪ ،‬و صنّف كتاب‪33‬ا فى «مج‪33‬ازات‬
‫و صنّف كتابا فى معانى القرآن ّ‬
‫القرآن» فجاء نادرا فى بابه‪.‬‬

‫و قد عنى بجمع ديوان ال ّرضى جماعة و أجود ما جمع الّذى جمعه أبو حكيم الخيرى و لقد أخبرنى بعض الفضالء انّ‪33‬ه‬
‫ان بعض االدباء اجتاز بدار ال ّشريف الرّضى ببغ‪33‬داد‪ ،‬و ه‪33‬و ال يعرفه‪33‬ا‪ ،‬و ق‪33‬د ج‪33‬نى عليه‪33‬ا ال ّزم‪33‬ان و‬
‫رأى فى مجموع ّ‬
‫ذهبت بهجتها و أخلقت ديباجتها‪ ،‬و بقايا رسومها تشهد لها بالنضّارة و حسن ال ّشارة‪ ،‬توقف عليها متعجّبا من ص‪33‬روف‬
‫ال ّزمان؛ و طوارق الحدثان‪ ،‬و تمثّل بقول ال ّشريف الرّضى المذكور‪:‬‬

‫و طلولها بيد البلى نهب‬ ‫و لقد وقفت على ربوعهم‬

‫نضوى و ل ّج بعذلى الرّكب‬ ‫فبكيت حتّى ضج من لغب‬

‫عنّى ال ّديار تلفت القلب‬ ‫و تلفتت عينى‪ ،‬فمذ خفيت‬

‫فم ّر به شخص و سمعه‪ ،‬و هو ينشد األبي‪3‬ات‪ ،‬فق‪33‬ال ل‪33‬ه‪ :‬ه‪33‬ل تع‪33‬رف ه‪3‬ذه األبي‪33‬ات لمن هى‪ ،‬فق‪33‬ال ال‪ ،‬فق‪33‬ال‪ :‬ه‪33‬ذه ال‪ّ 3‬دار‬
‫لصاحب هذه االبيات‪ ،‬ال ّشريف الرّض‪ّ 3‬ى فتعجّب من حس‪33‬ن اإلتّف‪33‬اق إلى آخ‪3‬ر م‪33‬ا ذك‪33‬ره‪ .87‬و ق‪33‬د نق‪33‬ل عن لس‪33‬ان الج‪33‬امع‬
‫لديوان سيّدنا المرتضى اخى هذا انّه قال‪ :‬س‪3‬معت بعض مش‪3‬ايخنا يق‪3‬ول ليس لش‪3‬عر المرتض‪3‬ى عيب إاّل ك‪3‬ون الرّض‪3‬ى‬
‫أخاه‪ ،‬فانّه إذا أفرد بشعره‪ ،‬كان أشعر أهل عصره‪ ،‬و ناهيك به داللة على كون الرّجل أشعر‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬وفيات االعيان ‪.44 :4‬‬

‫ص‪194 :‬‬

‫جميع العرب فال تعجب‪.‬‬

‫و قال سيّدنا ال ّشريف النّسابة أحمد بن عل ّى بن الحسين الحسني في كتابة الموسوم ب «عمدة الطّالب فى أنس‪33‬اب آل أبى‬
‫طالب» بعد ذكر أبيه أبي أحمد و أخيه األجل المرتضى و أ ّم‪33‬ا مح ّم‪33‬د بن أبى احم‪33‬د الحس‪33‬ين بن موس‪33‬ي االب‪33‬رش‪ ،‬فه‪33‬و‬

‫‪ )1 ( 87‬وفيات االعيان ‪.44 :4‬‬


‫ال ّشريف األج‪ّ 3‬ل الملقب بالرّض‪33‬ى ذى الحس‪33‬بين‪ ،‬يكنّى أب‪33‬ا الحس‪33‬ن نقيب النّقب‪3‬آء ببغ‪33‬داد‪ ،‬و ه‪33‬و ذو الفض‪33‬ائل ّ‬
‫الش‪3‬ايعة‪ ،‬و‬
‫الذايع‪33‬ة ك‪33‬انت ل‪3‬ه هيب‪33‬ة و جالل‪3‬ة‪ ،‬و فق‪33‬ه و ورع؛ و عفّ‪33‬ة‪ ،‬و تقش‪3‬ف‪ ،‬و مراع‪33‬اة لأله‪33‬ل و العش‪33‬يرة‪ ،‬ولّى نقاب‪3‬ة‬
‫المكارم ّ‬
‫الطّالبيين مرارا‪ ،‬و كانت إليه إمارة الحاج و المظالم‪ ،‬كان يت‪33‬ولّى ذل‪33‬ك نياب‪33‬ة عن أبي‪33‬ه ذى المن‪33‬اقب‪ ،‬ث ّم ت‪33‬ولّي ذل‪33‬ك بع‪33‬د‬
‫الس‪3‬واد‪ ،‬و ك‪3‬ان أح‪3‬د علم‪3‬اء عص‪3‬ره ق‪3‬رأ علي أجاّل ء‬ ‫وفاته مستقال‪ ،‬و حج بالنّاس مرّات‪ ،‬و هو أوّل ط‪3‬البى خل‪3‬ع علي‪3‬ه ّ‬
‫األفاضل‪.‬‬

‫و له من التّصانيف كتاب «المتشابه فى القرآن» و كتاب «مجازات اآلث‪33‬ار النّبويّ‪33‬ة» و كت‪33‬اب «نهج البالغ‪33‬ة» و كت‪33‬اب‬
‫«تلخيص البيان عن مجازات القرآن» و كتاب «الخصائص» و «كتاب سيرة والده الطّاهر» و كتاب انتخاب شعر ابن‬
‫الحجاج سماه «الحسن من شعر الحسين» و كتاب «اخبار قضاة بغداد» و كتاب «رسائله إلى ابى اس‪33‬حاق ّ‬
‫الص ‪3‬حابى»‬
‫فى ثالث مجلّدات و كتاب ديوان شعره و هو مشهور‪.‬‬

‫و قال ال ّشيخ ابو الحسن العمرى شاهدت مجلّدة من تفس‪33‬ير منس‪33‬وب إلي‪33‬ه للق‪33‬رآن مليح‪ ،‬حس‪33‬ن‪ ،‬يك‪33‬ون بالقي‪33‬اس فى ك‪33‬بر‬
‫تفسير أبى جعفر الطّبرى‪ ،‬قلت‪ :‬و فى نسخة الطّوسى و عليها يكون المراد به هو كتاب «تبي‪33‬ان» ّ‬
‫الش ‪3‬يخ رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬و‬
‫شعره مشهور‪ ،‬و هو أشعر قريش‪ ،‬و حسبك أن يكون أشعر قبيلة ا ّولها مثل الحرب بن هش‪33‬ام‪ ،‬و هب‪33‬يرة بن أبى وهب‪،‬‬
‫و عمر بن أبى ربيعة‪ ،‬و أبى دهيل‪ ،‬و يزيد بن معاوية‪ ،‬و فى أواخرها مثل مح ّمد بن صالح الحسنى‪ ،‬و عل ّى بن مح ّم‪33‬د‬
‫الجمانى‪ ،‬و ابن طباطبا االصفهانى‪ ،‬و عل ّى بن محمد صاحب ال ّزنج‪ ،‬عند من يصحح نسبه‪ ،‬و إنّم‪33‬ا ك‪33‬ان أش‪33‬عر ق‪33‬ريش‬
‫ّ‬
‫الن المجيد منهم ليس بمكثر‪ ،‬و المكثر غير مجيد‪ ،‬و ال ّرضى جمع بين اإلكثار و اإلجادة‪.‬‬

‫قال ابو الحسن العمرى و كان يقدم على أخيه المرتضى و المرتضى اكبر لمحله‬

‫ص‪195 :‬‬

‫صة‪ ،‬و لم يقبل ال ّرضى من أحد شيئا أصال‪ ،‬و كان حفظ الق‪33‬رآن على الك‪33‬بر‪ ،‬ف‪33‬وهب ل‪33‬ه معلّم‪33‬ه‬ ‫فى نفوس العا ّمة و الخا ّ‬
‫ان حقّى علي‪3‬ك أعظم من‬ ‫الّذى علّمه القرآن دارا يسكنها‪ ،‬فاعتذر إليه و قال انّى ال أقبل برّابى‪ ،‬فكيف اقب‪3‬ل ب‪3‬رّك‪ ،‬فق‪3‬ال ّ‬
‫ق أبيك‪ ،‬و توسّل إليه‪ ،‬فقبل منه ال ّدار‪.‬‬
‫ح ّ‬

‫و حكى أبو اسحاق بن ابراهيم بن هالل الصّابى الك‪33‬اتب‪ ،‬ق‪33‬ال كنت عن‪33‬د ال‪33‬وزير أبى مح ّم‪33‬د المهل‪33‬بى ذات ي‪33‬وم‪ ،‬ف‪33‬دخل‬
‫الحاجب و استأذن لل ّشريف المرتضى‪ ،‬فأذن له‪ ،‬فل ّما دخل قام إليه و أكرمه و أحله مع‪33‬ه فى دس‪33‬ته و اقب‪33‬ل علي‪33‬ه يح ّدث‪33‬ه‬
‫للش‪33‬ريف‬ ‫حتّى فرغ من حكايته و مه ّماته‪ ،‬ث ّم قام فقام إليه و و ّدعه و خرج‪ ،‬فلم تكن ساعة حتّى دخل الحاجب و استأذن ّ‬
‫ال ّر ضى‪ ،‬و كان الوزير قد ابتدأ بكتابة رقعة فالقاها و قام كالمدهش حتّى استقبلته من دهليز ال ّدار‪ ،‬و أخذ بيده و أعظمه‬
‫و أجلسه فى دسته‪ ،‬ث ّم جلس بين يديه متواض‪3‬عا‪ ،‬و أقب‪3‬ل علي‪3‬ه بمجامع‪3‬ه‪ ،‬فل ّم‪3‬ا خ‪3‬رج الرّض‪3‬ى خ‪3‬رج مع‪3‬ه و ش‪3‬يّعه إلى‬
‫خف المجلس‪ ،‬قلت أياذن الوزير أع ّزه هّللا أن اسأله عن شىء؟ قال‪:‬‬
‫الباب‪ ،‬ث ّم رجع فل ّما ّ‬
‫ّ‬
‫أس‪3‬ن و أعلم؟ فقلت‪ :‬نعم أيّ‪3‬د‬ ‫نعم‪ ،‬و كأنى بك تسأل عن زيادتى فى إعظام الرّضى على أخي‪3‬ه المرتض‪3‬ى‪ ،‬و المرتض‪3‬ى‬
‫هّللا الوزير‪ ،‬فقال إعلم إنّا أمرنا بحفر النّهر الفالنى‪ ،‬و لل ّشريف المرتضى على ذلك النّهر ضيعة‪ ،‬فتوجّه علي‪33‬ه من ذل‪33‬ك‬
‫مقدار ستّة عشر درهما او نحو ذلك‪ ،‬فكاتبنى بع‪33‬ده برق‪33‬اع يس‪33‬أله فى تخفي‪3‬ف ذل‪33‬ك المق‪33‬دار عن‪33‬ه‪ ،‬قلت و فى رواي‪33‬ة أبى‬
‫حامد الفقيه فى مآثزه انّه قال فقال لخادمه هات الكتابين اللّذين دفعتهما إليك منذ ايّام‪ .‬فاحضرهما فاذا كت‪33‬اب المرتض‪33‬ى‬
‫فى االستعفآء عن عشرين درهما أص‪33‬ابه من القس‪33‬ط و قرأت‪33‬ه و إذا ه‪33‬و أك‪33‬ثر من م‪33‬أة س‪33‬طر‪ ،‬يتض‪ّ 3‬من من الخض‪33‬وع و‬
‫الخشوع فى إسقاط هذه ال ّدراهم‪ ،‬ما يطول شرحه‪ ،‬و إذا كت‪33‬اب الرّض‪33‬ى فى االعت‪33‬ذار عن ر ّده لم‪33‬ا أرس‪33‬ل إلي‪33‬ه ال‪33‬وزير‬
‫المعهود من النّقود‪ ،‬كما نبّه عليه صاحب ال ّرواية االولى بقوله بعد ما سبق‪ ،‬و أ ّما أخوه لرضى فبلغنى ذات يوم انّه ولد‬
‫له غالم فارسلت إليه بطبق فيه ألف دينار‪ ،‬فر ّده و قال قد علم الوزير انّى ال اقبل من أحد شيئا‪ ،‬فرددته إلي‪33‬ه و قلت انّى‬
‫إنّما ارسلته‬

‫ص‪196 :‬‬

‫للقوابل فر ّده الثانية‪ ،‬و قال قد علم الوزير أنّه ال تقبل نسائنا غريته و انّما عجائزنا يتولين هذا االمر من نس‪33‬ائنا‪ ،‬و لس‪3‬ن‬
‫م ّمن يأخذن اجرة و ال يقبلن صلة فرددته إليه و قلت يفرقه ال ّشريف على مالزميه من طاّل ب العلم‪ ،‬فل ّما جائه الطب‪33‬ق و‬
‫حوله طاّل ب العلم قال ها هم حضور فليأخذ ك ّل أحد ما يريد‪ ،‬فقام رجل منهم و أخذ دين‪33‬ارا فق‪33‬رض من جانب‪33‬ه قطع‪33‬ة و‬
‫الش‪3‬ريف من ذل‪33‬ك فق‪33‬ال انّى احتجت إلى دهن ّ‬
‫الس‪3‬راج ليل‪33‬ة و لم يكن الخ‪33‬ازن‬ ‫أمس‪33‬كها ورد ال‪ّ 3‬دينار إلى الطّب‪33‬ق‪ ،‬فس‪33‬اله ّ‬
‫للس‪3‬راج‪ ،‬فاخ‪33‬ذت ه‪3‬ذه القطع‪33‬ة ألدفعه‪3‬ا إلي‪3‬ه ع‪33‬وض دهن‪3‬ه‪ ،‬و ك‪3‬ان طلب‪3‬ة العلم‬ ‫حاضرا‪ ،‬فاقرضت من فالن البقال دهنا ّ‬
‫المالزمون لل ّشريف ال ّرضى فى عمارة قد اتخذها لهم س ّماها دار العلم و عيّن لهم جميع م‪33‬ا يحت‪33‬اجون إلي‪33‬ه‪ ،‬فل ّم‪33‬ا س‪33‬مع‬
‫ال ّرضى ذلك أمر فى الحال بأن يت ّخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطّلبة‪ ،‬و يدفع إلى ك ّل منهم مفتاح ليأخذ منها ما يحتاج إلي‪33‬ه‪،‬‬
‫و ال ينتظر خازنا يعطيه‪ ،‬و ر ّد الطّبق على هذه ال ّ‬
‫صورة‪ ،‬فكيف ال أعظم من هذا حاله‪.‬‬

‫و كان الرّض ّى ينسب إلى االفراط فى عقاب الجانى و له فى ذلك حكايات منها ان ام‪3‬رأة علويّ‪3‬ة ش‪3‬كت إلي‪3‬ه زوجه‪3‬ا‪ ،‬و‬
‫ان له أطفاال و هو ذو عيلة و حاجة‪ ،‬و ش‪3‬هد له‪3‬ا من‬ ‫أنّه ال يقوم بمؤنتها بما يتح ّ‬
‫صل له من حرفة يعاينها نزرة الفائدة و ّ‬
‫صدق فيما ذكرت‪ ،‬فأستحضره ال ّشريف و أمر به‪ ،‬فبطح و أمر بضربه فض‪33‬رب‪ ،‬و الم‪33‬رأة تنظ‪33‬ر أن يك‪33‬ف و‬ ‫حضر بال ّ‬
‫األمر يزيد حتّى جاوز ضربه مأة خشبة‪ ،‬فصاحت المرأة‪ :‬و أيتم أوالدى كي‪3‬ف يك‪3‬ون ص‪3‬ورتنا إذا م‪3‬ات ه‪3‬ذا؟! فكلّمه‪3‬ا‬
‫ال ّشريف بكالم فظّ و قال ظننت أنّك تشكينه إلى المعلّم‪.‬‬

‫أن طالعة يد ّل على ذلك‪ ،‬و ل‪33‬ه فى ذل‪33‬ك‬‫صابى يطمعه فيها‪ ،‬و يزعم ّ‬‫و كان الرّضى ير ّشح للخالفة‪ ،‬و كان أبو اسحاق ال ّ‬
‫ق قريش باإلمامة‬ ‫أن ال ّرضى كان زيدى المذهب‪ ،‬و أنّه كان يرى أنّه أح ّ‬‫شعر أرسل به إليه‪ ،‬و وجدت فى بعض الكتب ّ‬
‫أظن انّه إنما نسب إلى ذلك لما فى أشعاره من هذا المعنى كقوله يعنى نفسه‪:‬‬
‫و ّ‬

‫طابت ارومته و طاب المحتد‬ ‫هذا أمير المؤمنين مح ّمد‬


‫ص‪197 :‬‬

‫و أبوك حيدرة و ج ّدك أحمد‬ ‫أو ما كفاك ّ‬


‫بان ا ّمك فاطم‬

‫و أشعاره مشحونة بتمنّى الخالفة كقوله‪:‬‬

‫من ولدى ما كان من والدى‬ ‫ما أنا للعليآء إن لم يكن‬

‫سرير هذا االصيد الماجد‬ ‫و مشت بى الخيل إن لم أطأ‬

‫و مدح القادر باهّلل فقال له فى تلك القصيدة‪:‬‬

‫أبدا كالنا فى المفاخر معرق‬ ‫ما بيننا يوم الفخار تفاوت‬

‫أنا عاطل منها و أنت مطوّق‬ ‫إاّل الخالفة ق ّدمتك فانّنى‬

‫فقال له القادر على رغم أنف ال ّشريف‪ ،‬و أشعار ال ّشريف مشهورة ال معنى لإلطالة باإلكثار منه‪33‬ا‪ ،‬و مناقب‪33‬ه عزي‪33‬رة و‬
‫‪3‬ت و أربعم‪33‬أة و دفن فى‬ ‫فضله مذكور‪ ،‬ولد سنة تسع و خمسين و ثالثمأة و توفّى يوم األحد السّادس من المحرّم سنة س‪ّ 3‬‬
‫داره‪.‬‬

‫أن داره المذكورة كانت بخط مسجد االنباريين من محلّة الكرخ‪.‬‬


‫أقول و ذكر ابن خلّكان و غيره ّ‬

‫و انه مضى أخوه المرتضى من جزعه عليه إلى مشهد موالنا الكاظم عليه السّالم النّه لم يستطيع أن ينظ‪33‬ر إلى تابوت‪33‬ه‬
‫و دفنه‪ ،‬و صلّى عليه فخر الملك الوزير أبو غالب و مضى نفسه آخر النّهار إلى أخيه المرتضى إلى المش‪33‬هد ّ‬
‫الش ‪3‬ريف‬
‫الكاظمى فالزمه بالعود إلى داره ث ّم نقل ال ّرضى إلى مشهد الحسين عليه السّالم بكربال‪ ،‬فدفن عند أبيه‪.‬‬

‫و كذا قاله صاحب «العمدة» أيضا بعد قوله و دفن فى داره‪ ،‬ث ّم مع زيادة قوله و قبره ظ‪33‬اهر مع‪33‬روف هن‪33‬اك قريب‪33‬ا من‬
‫الرّوضة المنوّرة‪.‬‬

‫و قال صاحب «مجمع البحرين» نقال عن «جامع االصول» و غيره بعد ذك‪33‬ر س‪3‬يّدنا المرتض‪33‬ى على التّفص‪33‬يل‪ ،‬و أ ّم‪33‬ا‬
‫أخوه السيّد الرّضى‪ ،‬فانّه توفّى فى المح ّرم من سنة أربع و أربعمأة‪ ،‬و حض‪3‬ر ال‪33‬وزير فخ‪3‬ر المل‪33‬ك و جمي‪3‬ع األعي‪3‬ان و‬
‫األشراف و القضاة جنازته و ال ّ‬
‫صلوة عليه‪ ،‬و دفن فى داره بمسجد االنب‪33‬ارييّن ب‪33‬الكرخ‪ ،‬و مض‪33‬ى أخ‪33‬وه المرتض‪33‬ى من‬
‫جزعه عليه إلى مشهد موسى بن جعفر عليه السّالم ألنّه لم يستطيع أن ينظر إلى جنازته و دفنه‪ ،‬و صلى عليه‬

‫ص‪198 :‬‬

‫فخر الملك أبو غالب انتهى‪.‬‬

‫و قال سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى ق ّدس س ّره فى ذيل ترجمة أخي‪33‬ه المرتض‪33‬ى بع‪33‬د نقل‪33‬ه عن كت‪33‬اب «ال‪ّ 3‬درجات الرّفيع‪33‬ه»‬
‫المتق ّدم اليه اإلشارة و كذا عن «زهرة الرّياض» للسيّد حسن ابن عل ّى بن شدقم المدنى قضيّة نقل جسده ال ّشريف أيض‪33‬ا‬
‫إلى مشهد ج ّده الحسين عليه السّالم و دفنه فى جواره األقدس‪ ،‬و حكاية أنّ‪33‬ه نبش عن‪33‬ه فى س‪33‬نة اث‪33‬نين و أربعين و تس‪33‬ع‬
‫مأة باغراء بعض قضاة األروام فوجدكما هو لم تغيّره االرض‪.‬‬

‫قلت و الظّاهر ّ‬
‫ان قبر السيّد و ق‪33‬بر أخي‪33‬ه و أبي‪33‬ه فى المح‪ّ 3‬ل المع‪33‬روف ب‪33‬ابراهيم المج‪33‬اب و ك‪33‬ان إب‪33‬راهيم ه‪33‬ذا ه‪33‬و ج‪ّ 3‬د‬
‫المرتضى‪ ،‬و ابن اإلمام موسى عليه السّالم‪ ،‬و قبر إبراهيم المجاب فى الحائر معروف مشهور انتهى‪.88‬‬

‫و كأنّه القبر الواقع فى أواخر رواق فوق الرّأس من الح‪3‬رم المطهّ‪3‬ر و قي‪33‬ل أنّ‪3‬ه اآلن فى المس‪3‬جد المتّص‪3‬ل بالح‪3‬ائر من‬
‫جهة خلف الحضرة المق ّدسة فليالحظ‪.‬‬

‫ث ّم ليعلم ّ‬
‫ان ال ّس بب في اشتهار نسبة تينك البقعتين الواقعتين فى بلدة الكاظمين عليهما السالم إلى هذين السيّدين السّندين‪،‬‬
‫مع محقّق نقل جسديهما أو عظاميهما إلى مشهد موالنا الحسين عليه السّالم ال يخلوا من أحد أمرين‪ ،‬أح‪33‬دهما اس‪33‬تنادهم‬
‫فى ذلك إلى وضعهما العلمى المسلمى الحقيقى العرفى‪ ،‬و إن كان منبعثا من تكرّر اس‪33‬تعمالها فى المص‪33‬داق اإلض‪33‬افى‪،‬‬
‫متحصّال من تكثّر إيرادهما بطري‪3‬ق االض‪33‬افة إلى مق‪33‬داره الك‪33‬افي‪ ،‬فى أزمن‪33‬ة فق‪33‬د التّن‪33‬افى‪ ،‬و ثانيهم‪33‬ا اكتف‪33‬ائهم اآلن فى‬
‫اضافة المعهودين من المكان إلى المقصودين من األركان بأدنى المالبس‪33‬ة الكائن‪33‬ة فيهم‪33‬ا‪ ،‬بق‪33‬در االمك‪33‬ان‪ ،‬و ال أق‪ّ 3‬ل من‬
‫تسلم تعلّق ذينك الموضعين بهما من قبل‪ ،‬و تخلّف بعض أجزائهما ال ّشريفة ال محالة فى مرقديهما القديمين‪ ،‬عند وق‪3‬وع‬
‫ما ذكر من النّبش و النّقل‪.‬‬

‫بل الظّاهر ّ‬
‫أن كثيرا من هذه السّلسلة العالية و غيرهم و غفير من طوائف أهل العلم و المعرفة و غيرهم دفنوا أم‪33‬واتهم‬
‫ال ّ‬
‫صالحين فى هذا البين‪ ،‬حوالى مرقديهما‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬الفوائد الرجالية ‪.111 :3‬‬

‫ص‪199 :‬‬

‫‪ )1 ( 88‬الفوائد الرجالية ‪.111 :3‬‬


‫ال ّشريفين الواقعين قبل ذلك داخل تينك القبتين‪ ،‬و ل‪33‬ذا بقيت القبت‪33‬ان إلى ه‪33‬ذا ال ّزم‪33‬ان على حالتيهم‪33‬ا‪ ،‬و لم يق‪33‬دم أح‪33‬د من‬
‫النّاس إلى اآلن على محو عمارتيهما فليتفطّن و ال يغفل‪.‬‬

‫ان الكالم لنا فى ثبوت أصل دفن سيّدنا ال ّرضى فى هذه البقعة المعروف‪33‬ة ب‪33‬ه رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬لم‪33‬ا ق‪33‬د عرفت‪33‬ه من‬
‫مضافا إلى ّ‬
‫كلمات من تق ّدم و هو بأمثال هذه األمور أبصر و أعلم من كون دفنه األ ّول فى داره الواقعة بمحلّة الك‪33‬رخ من بغ‪33‬داد‪ ،‬و‬
‫أين هى من مقابر قريش الواقعة فيها البقعة المذكورة حينئذ المحتمل فى ذلك أيضا إ ّما وقوع نقل من داره الم‪33‬ذكورة أو‬
‫الذاكرون من شريف المكان كما تحقّق وقوع مثل ذل‪33‬ك بالنّس‪33‬بة إلى‬‫ال إلى المكان المشتهر به اآلن‪ ،‬ث ّم منه إلى ما ذكره ّ‬
‫أخيه المرتضى رحمه هّللا و أ ّما أن يكون المدفون ثمة غير هذا السيّد ال ّرضى بل أحدا من سلسلة نجل‪3‬ه ال‪ّ 3‬زكى‪ ،‬و علي‪3‬ه‬
‫فال داعي لنا فى اإللتزام بوقوع النّقل منه مطلقا‪ ،‬حتّى نتحمل فى دفع اإلعتراض عليه بما ق ّدمناه‪.‬‬

‫هذا و قد نقل فى سبب موت سيّدنا الرّضى من ّ‬


‫خط السيّد نعمة هّللا الجزائرى فى أواخر بعض إجازاته انّ‪33‬ه ق‪33‬ال‪ :‬روين‪33‬ا‬
‫بأسانيدنا النّحوية المنتهية إلى أبى الحسن العامرى النّح‪33‬وى‪ ،‬و رأيت كت‪33‬اب «مقامات‪33‬ه» أيض‪33‬ا نقال عن ص‪33‬احب كت‪33‬اب‬
‫«التّبيان» عن أبى الحسن النّح‪33‬وى انّ‪3‬ه ق‪3‬ال‪ :‬دخلت على الس‪3‬يّد المرتض‪33‬ى ط‪3‬اب ث‪3‬راه يوم‪3‬ا‪ ،‬و ك‪3‬ان ق‪3‬د نظم أبيات‪3‬ا من‬
‫ال ّشعر‪ ،‬فوقف به بحر ال ّشعر‪ ،‬فقال يا أبا الحسن‪ ،‬خذ هذه األبيات إلى أخى الرّضى و قل له تم ّمها و هى هذه‪:‬‬

‫سحيرا و صحبى فى الفالة رقود‬ ‫سرى طيب سلمى طارقا فاستفزنى‬

‫إذا األرض قفرى و المزار بعيد‬ ‫فل ّما انتهينا للخيال الّذى سرى‬

‫لع ّل خياال طارقا سيعود‬ ‫فقلت لعينى عاودى النّوم و اهجعى‬

‫قال فأخذتها و مضيت إلى السيّد ال ّرضى و أعطيته القرطاسة فل ّما رآها قال عل ّى بالمحبرة فكتب‪:‬‬

‫ّ‬
‫المشت ورود‬ ‫و قد آن لل ّشمل‬ ‫فر ّدت جوابا و ال ّدموع بوادر‬

‫لنا دون لقياه مهامه بيد‬ ‫فهيهات من ذكرى حبيب تعرّضت‬

‫ص‪200 :‬‬

‫فاتيت بها إلى المرتضى‪ ،‬فل ّما قرأ ضرب بعمامته األرض و بكى و قال يع ّز على أخى يقتله الفهم بعد اسبوع‪ ،‬فم‪33‬ا دار‬
‫األسبوع إاّل و قد جآء نعى الرّضى و مضى إلى سبيله‪.‬‬
‫ان السّبب فيه احتراق خلط السّوداء؛ و قد اتّفق مثله البى تمام ال ّشاعر كما تق ّدم ذك‪33‬ره فى أوائ‪33‬ل‬ ‫أقول و فى كتب الطّبّ ّ‬
‫القسم الثّانى فى باب ما أ ّوله الحاء المهملة فليراجع‪.‬‬

‫أن الوجه تو ّجه الحواس الباطنة بكليتها إلى التّا ّمل فيما يكون النّفس بصدده‪ ،‬و سقوط تصرّفاته الاّل زمة فى ق‪33‬وام‬
‫و قيل ّ‬
‫األبدان‪ ،‬و ال يبعد اتّحاد الجهتين فى المعنى فليالحظ‪.‬‬

‫رجعنا الى كالم صاحب «العمدة» قال ورثاه أخوه المرتضى و غيره من شعراء زمانه فولد الرّضى أبو الحسن مح ّم‪33‬د‬
‫أبا أحمد عدنان يلقب الطاهر ذا المناقب لقب ج ّده أبى أحمد الحسين بن موسى تولّى نقاب‪3‬ة الطّ‪3‬البييّن ببغ‪3‬داد على قاع‪3‬دة‬
‫ج ّده و أبيه و ع ّمه و انقرض ال ّرضى بانقراضه و انقراض أخيه عقب أحمد الموسوى‪.‬‬

‫و قال ايضا قبل ذلك فى باب السيّد أبى أحمد الحسين بن موسى األب‪33‬رش وال‪33‬د س‪3‬يّدنا المرتض‪33‬ى و الرّض‪33‬ى رض‪33‬ى هّللا‬
‫تعالى عنهم‪ ،‬فهو النّقيب الطّاهر ذو المناقب‪ ،‬كان نقيب النّقباء الطّالبييّن ببغداد‪ ،‬ث ّم نقل عن ابى الحسن العمرى أنّه ق‪33‬ال‬
‫أسن و اض ّر فى آخر عم‪33‬ره‪ ،‬و ت‪33‬وفّى‬
‫واّل ه بهاء ال ّدولة قضآء القضاة أيضا‪ ،‬و ح ّج بالنّاس م ّرات أميرا على الموسم‪ ،‬و ّ‬
‫سنة أربعمأة ببغداد‪ ،‬و قد أناف على التّسعين‪ ،‬و دفن فى داره ث ّم نقل إلى مشهد الحسين بك‪33‬ربال‪ ،‬ف‪33‬دفن هن‪33‬اك قريب‪33‬ا من‬
‫الضّريح المن ّور‪ ،‬و قبره معروف ظاهر‪ ،‬ورثته ال ّشعراء بم ّرات كثيرة‪ ،‬فولد ال ّشريف المذكور ابنين عليّا و مح ّمدا‪ ،‬أ ّما‬
‫على فهو ال ّشريف األج ّل الطّاهر ذو المجدين الملقّب بالمرتضى علم الهدى يكنى أبا القاسم‪ ،‬تولّي نقابة النّقب‪33‬اء و إم‪33‬ارة‬
‫الحا ّج و ديوان المظالم على قاعدة أبيه ذى المناقب‪ ،‬و أخيه ال ّرضى بعد وفاة أخيه‪.‬‬

‫ص‪201 :‬‬

‫و كانت مرتبته فى العلم عالية فقها و كالما و حديثا و لغة و أدب‪3‬ا و غ‪3‬ير ذل‪3‬ك‪ ،‬و ك‪3‬ان مق‪ّ 3‬دما فى فق‪3‬ه اإلماميّ‪3‬ة ناص‪3‬را‬
‫ألقوالهم‪ ،‬إلى أن قال‪ :‬و رأيت فى بعض التّواريخ ان خزائنه اشتملت على ثمانين أل‪33‬ف مجلّ‪33‬د‪ ،‬و لم اس‪33‬مع بمثل‪33‬ه إاّل م‪33‬ا‬
‫صاحب إسماعيل بن عبّاد كتب إلى فخر ال ّدولة بن بويه و كان قد استدعاه للوزارة إنّى رجل طوي‪33‬ل ال‪3ّ 3‬ذيل‪،‬‬ ‫يحكى ّ‬
‫أن ال ّ‬
‫و ّ‬
‫ان كتبى تحتاج إلى سبعمأة بعير‪.‬‬

‫و حكى ال ّشيخ الرّافعى انّها كانت مأة الف و أربعة عشر ألفا ث ّم الى ان قال و العقب المرتضى من إبنه أبى جعفر مح ّمد‬
‫و هو الّذى من ولده أبو القاسم النّسابة‪ ،‬صاحب كتاب «ديوان النّس‪33‬ب» و غ‪33‬يره عل ّى بن الحس‪33‬ن بن مح ّم‪33‬د بن عل ّى بن‬
‫أبى جعفر مح ّمد بن المرتضى‪ ،‬و كان له ابن اسمه أحمد درج و مات و انقرض عل ّى بن مرتضى النّس‪33‬ابة‪ ،‬و انق‪33‬رض‬
‫به ال ّشريف المرتضى علم الهدى انتهى‪.‬‬

‫ان كتاب «الخصائص» المنسوب إلى سيّدنا الرّضى هو كتاب «خص‪33‬ائص االئ ّم‪33‬ة» الّ‪33‬ذى ينق‪33‬ل عن‪33‬ه فى «البح‪33‬ار»‬ ‫ث ّم ّ‬
‫كثيرا‪ ،‬و هو اآلن موجود أيضا مثل ساير كتبه األربعة المتق ّدمة عليه فى عبارة «العمدة»‪.‬‬
‫و له أيضا تفسيران آخران غير تفسيره الكبير الّذى هو على كبر «تبيان ال ّشيخ» رحمه هّللا ذكرهما النجّاش‪33‬ى و غ‪33‬يره‪،‬‬
‫أحدهما «حقايق التّنزيل و اآلخر «حقايق التأويل» و قال فى كتاب «مجازات الحديث» و القوة أحد المعانى الّتى يعبّ‪33‬ر‬
‫عنها باسم اليد‪ ،‬و قد استقص‪3‬يت ذل‪3‬ك فى كت‪3‬ابى الكب‪3‬ير الموس‪3‬وم ب «حق‪3‬ايق التّأوي‪3‬ل» و كتاب‪3‬ه الموس‪3‬وم ب «متش‪3‬ابه‬
‫القرآن» ايضا كبير ذكره فى «المجازات» فقال في مسألة عص‪33‬مة األنبي‪33‬اء عن المعاص‪33‬ى و فى ّ‬
‫الص ‪3‬غائر خالف ليس‬
‫كتابنا هذا موضع بيانه‪ ،‬و قد بسطنا الكالم على ذلك فى باب مفرد من جمل‪3‬ة كتابن‪3‬ا الكب‪3‬ير فى «متش‪3‬ابه الق‪3‬رآن» و ل‪3‬ه‬
‫أيضا «كتاب ال ّزيادات فى شعر أبى تم‪33‬ام» و «كت‪33‬اب الجيّ‪33‬د» من ش‪33‬عره‪ ،‬و «كت‪33‬اب تعلي‪33‬ق خالف الفقه‪33‬آء» و «كت‪33‬اب‬
‫تعليقه فى اإليضاح» البى عل ّى‪.‬‬

‫و قد أنكر بعض المخالفين كون «نهج البالغة» من جملة مؤلّفاته و نسبه إلى‬

‫ص‪202 :‬‬

‫أن كث‪3‬يرا من‪3‬ه كالم مح‪ّ 3‬دث من علم‪3‬اء‬


‫أخيه المرتضى‪ ،‬و بعضهم أنكر ك‪3‬ون جمي‪3‬ع م‪3‬ا جمع‪3‬ه من كالم اإلم‪33‬ام‪ ،‬و ق‪3‬ال ّ‬
‫ال ّشيعة‪ ،‬و نسبها بعض آخر إلى جامعه الرّض ّى ‪ ،‬و قد بالغ ابن أبى الحديد المعتزلى فى تزييف معتقداتهم جميعا‪ ،‬و أقام‬
‫فى شرحه المشهور على الكتاب المذكور حججا قاطعة للكالم على كونه بتمامه من كلمات اإلمام عليه السّالم‪ ،‬و يكفينا‬
‫فى تصحيح نسبة الجمع إلى سيدنا ال ّرضى شهادة شيخنا النّجاشى المطلّع الخبير‪ ،‬و الثّق‪33‬ة البص‪33‬ير؛ المعاص‪33‬ر لحض‪33‬رة‬
‫المؤلّف بل الحاضر في حلقة إفادته و تدريسه؛ ّ‬
‫بان له الكتاب المذكور من غير إش‪33‬ارة إلى احتم‪33‬ال غ‪33‬ير ذل‪33‬ك فى حقّ‪33‬ه‬
‫ك أح‪33‬د فى‬‫كما ال يخفى‪ 3،‬مضافا إلى تصريح نفس ال ّرجل بذلك فى مواضع من كتاب «مج‪33‬ازات الح‪33‬ديث» الّ‪33‬ذى لم يش‪ّ 3‬‬
‫كونه من جملة مصنّفاته‪ ،‬منها ما ذكره ق ّدس س ّره فى ذيل قوله و من ذلك قوله صلّى هّللا عليه و اله و سلّم فى خطبة له‬
‫إن اآلخرة قد ارتحلت مقبلة‪ ،‬فقال‪ :‬و هذه استعارة ألنّه صلّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه جع‪33‬ل‬
‫إن ال ّدنيا قد ارتحلت مدبرة‪ ،‬و ّ‬
‫أال و ّ‬
‫ال ّدنيا بمنزلة الهارب المولّى و اآلخرة بمنزلة الطّالب المحلّى‪ ،‬و ذلك من أحسن التّمثيالت‪ ،‬و أوق‪33‬ع التّش‪33‬بيهات‪ ،‬إلى أن‬
‫قال‪ :‬و يروى هذا الكالم على تغيير فى ألفاظه ألمير المؤمنين عل ّى ابن أبى طالب عليه السّالم‪ ،‬و قد أوردناه فى كتابن‪3‬ا‬
‫الموسوم ب «نهج البالغة» و هو المشتمل علي مختار كالمه عليه السّالم فى جميع المعانى و االغراض‪ ،‬و االجناس‪،‬‬
‫و االنواع إنتهى‪.‬‬

‫أن من جملة مشايخه المعظمين من علماء الجمهور‪ ،‬هو ال ّشيخ أبو الفتح‬ ‫و يظهر أيضا من كتاب «مجازاته» المذكور‪ّ ،‬‬
‫عثمان بن جنى فى النّحو‪ ،‬و أبو الحسن عل ّى بن عيسى ال ّربعى‪ ،‬و أبو القاسم عيسى بن عل ّى بن عيسى؛ و ابو عبيد هّللا‬
‫مح ّم د بن عمران المرزبانى و غيرهم فى الحديث و القاضى عبد الجبّار البغدادى فى االصول‪ ،‬و ال ّشيخ أبو بكر مح ّمد‬
‫بن موسى الخوارزمى فى الفقه‪ ،‬و عمر بن إبراهيم بن أحمد المقرى أبو حفص الكتانى فى القراءة فليالحظ‪.‬‬

‫و قال صاحب «حدائق المق ّربين» في ذيل ترجمة هذا السيّد الجليل اسمه‪ :‬مح ّم‪33‬د و ك‪33‬ان نقيب العل‪33‬ويين ببغ‪33‬داد‪ ،‬و نق‪33‬ل‬
‫ابن ابى الحديد أنه كان شريف النّفس‪ ،‬صاحب‬

‫ص‪203 :‬‬
‫العفّة رفيع اله ّمة‪ ،‬ال يقبل من أحد صلة و جائزة‪ ،‬حتّى ما كان من جهة أبيه؛ و جاللة قدره بين الطّائفة معروفة‪ ،‬و كان‬
‫رحمه هّللا في غاية ال ّزهد و الورع‪ ،‬صاحب ح‪33‬االت و مق‪33‬االت‪ ،‬و كش‪3‬ف و كرام‪33‬ات‪ ،‬و يحكى انّ‪33‬ه اقت‪33‬دى يوم‪33‬ا بأخي‪33‬ه‬
‫المرتضى فى بعض صالته‪ ،‬فل ّم ا فرغ قال ال اقتدي بك بعد هذا اليوم أبدا؛ قال و كيف ذلك؟ ق‪33‬ال ألنّي وج‪33‬دتك حائض‪33‬ا‬
‫فى صالتك‪ ،‬حائضا فى دماء النّسآء‪ ،‬فص ّدقه المرتضى و أنصف‪ ،‬و التفت إلى أنّه أرس‪3‬ل ذهن‪3‬ه فى أثن‪3‬اء تل‪3‬ك ّ‬
‫الص‪3‬الة‬
‫إلى التف ّكر فى مسألة من مسائل الحيض‪.‬‬

‫أقول و فى بعض المواضع أنّه انصرف من صالته المذكورة بمحض أن انكشف له الحالة المزبورة‪ ،‬و أخ‪33‬ذ فى الوي‪33‬ل‬
‫و العويل و أظهر الفزع الطّويل فى تمام السّبيل‪ ،‬إلى أن بلغ المنزل بهذه الحالة‪ ،‬فل ّم‪33‬ا ف‪33‬رغ المرتض‪33‬ى أتى الم‪33‬نزل من‬
‫فوره و شكى ما صنعه به إلى ا ّمه‪ ،‬فعاتبته على ذلك فأعتذر عن‪33‬دها بم‪3‬ا ذك‪3‬ر‪ ،‬و أنّ‪3‬ه ك‪33‬ان يتف ّك‪33‬ر إذ ذاك فى مس‪3‬ألة من‬
‫الحيض‪ ،‬سألته عنها بعض النسوة فى أثنآء مجيئه إلى الصّالة‪.‬‬

‫هذا‪ .‬و من جملة ما ينبغى اإلشارة إليه على اثر هذا المقام تنبيها للعوام و تنزيها لشاكلة علمائن‪33‬ا األعالم‪ ،‬ه‪33‬و م‪33‬ا ذك‪33‬ره‬
‫السيّد الجزائرى رحمه هّللا فى كتاب «مقاماته» بعد نقله لحكاية معاملة الوزير المهلّبى م‪3‬ع الس‪3‬يّدبن االجليّن المرتض‪3‬ي‬
‫الش‪3‬ريف‬‫كأن الوزير فخر الملك لم يتحقّق معني عل ّو اله ّمة‪ ،‬فلذا عاب األم‪33‬ر على ّ‬
‫و الرضى‪ ،‬بما صورته هكذا‪ :‬أقول‪ّ :‬‬
‫المرتضى‪ -‬رضى هّللا عنه‪ -،‬و إنّما كان عليه غضاضة فى ذلك الكتاب‪ 89‬ل‪33‬و ك‪33‬ان س‪3‬ائال له‪33‬ا من أم‪3‬وال ال‪33‬وزير‪ ،‬و م‪33‬ا‬
‫فعله ال ّشريف عند التّحقيق من جملة عل ّو اله ّمة‪ ،‬و ذلك أنّه دفع عن ملكه بدعة لو لم يتداركها بقيت على ملك‪33‬ه‪ ،‬و ربّم‪33‬ا‬
‫وضعت من قدره لو بقيت عند أهل األمالك و غيرهم‪ ،‬و كما انّه ورد الحديث‪:‬‬

‫المؤمن ينبغى له الحرص على حيازة ماله الحالل‪ ،‬كى ينفقه فى سبيل الطّاعات‪.‬‬

‫كما كانت عادة ج ّده أبى طالب بن عبد المطلّب‪ ،‬فإنّه كان يباشر جبر ما انكسر‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬يعنى الكتاب الذى بعثه المرتضى الى الوزير يسأله تخفيف الضريبة و اسقاطها (انظ‪33‬ر مقدم‪33‬ة دي‪33‬وان المرتض‪33‬ى‬
‫ص ‪54‬‬

‫ص‪204 :‬‬

‫الش‪3‬ريف عطّ‪3‬ر هّللا مرق‪33‬ده أنّ‪3‬ه‬


‫من مواشيه و أنعامه‪ ،‬فاذا جآء الوافد إليه وهبها م‪33‬ع رعاته‪33‬ا ل‪33‬ه كي‪33‬ف ال و ق‪33‬د نق‪33‬ل عن ّ‬
‫اشترى كتبا قيمتها عشرة آالف دينارا و أزيد‪ ،‬فل ّما حملت إليه و تصفحها رأى فى ظهر كتاب منها مكتوبا‪:‬‬

‫إلى بيع أوراق ّ‬


‫بهن ضنين‬ ‫و قد تحوج الحاجات يا ا ّم مالك‬

‫‪ -) 1 ( 89‬يعنى الكتاب الذى بعثه المرتضى الى الوزير يسأله تخفيف الضريبة و اسقاطها( انظر مقدمة ديوان المرتضى ص ‪54‬‬
‫فأمر بارجاعها إلى صاحبها؛ و وهبه الثّمن‪ ،‬فاين ه ّمته ه‪33‬ذه من ه ّم‪33‬ة ال‪33‬وزير الّ‪33‬ذى حم‪33‬ل إلى الرّض‪33‬ى أل‪33‬ف دين‪33‬ار‪ ،‬و‬
‫أن الرّضى كان يتر ّشح للخالف‪3‬ة‪ ،‬ب‪3‬ل ك‪3‬ان منتظ‪3‬را له‪3‬ا ص‪3‬باحا و مس‪3‬اءا؛ حتّى خاطب‪3‬ه ّ‬
‫الش‪3‬عراء‬ ‫استغنم ر ّدها إليه‪ ،‬مع ّ‬
‫بالتّهنية بها‪ ،‬منهم أبو إسحاق األديب الصّابى حيث قال‪:‬‬

‫تعو ّدت منها أن تقول فتص ّدقا‬ ‫أبا حسن لي فى الرّجال فراسة‬

‫ستترقى إلى العلياء أبعد مرتقى‬ ‫و قد خبرتنى عنك أنّك ماجد‬

‫و قلت‪ ،‬أطال هّللا للسيّد البقا‬ ‫فوفيتك التّعظيم قبل أوانه‬

‫إلى أن أرى إظهار هالى مطلقا‬ ‫و أضمرت منه لفظة لم أبح بها‬

‫و أوجب بها حقا عليك محقّقا‬ ‫فان ّ‬


‫مت أو إن عشت فاذكر بشارتى‬

‫اطمأن الجنب فى مضجع النّقا‬


‫ّ‬ ‫إذا ما‬ ‫و كن لى في األوالد و األهل حافظا‬

‫فكتب إليه الرّض ّى طاب ثراه قصيدة أوّلها‪:‬‬

‫و اجريت فى ذا الهندو انّى رونقا‬ ‫سننت لهذا الرّمح غربا مذلّقا‬

‫شرعت له نهجا فخب و اعنقا‬ ‫و سوّمت ذا الطّرف الجواد و انّما‬

‫صابى ببلوغ آماله إن ساعد ال ّدهر‪.‬‬


‫و هى قصيدة طويلة يع ّد فيها نفسه‪ ،‬و يع ّد ال ّ‬

‫و كانت له النقابه و الخالفة على الح‪3‬رمين و الحج‪33‬از‪ ،‬و ك‪33‬ان أم‪33‬ير الحجيج؛ و ك‪33‬ان م‪33‬تى يع‪33‬دد آب‪33‬اءه الك‪33‬رام األربع‪33‬ة‬
‫المطابقة فى العدد مع آباء موالنا صاحب ال ّزمان عج‪ّ 3‬ل هّللا تع‪3‬الى فرج‪3‬ه إلى س‪3‬يّدنا و إمامن‪3‬ا الس‪3‬ابع موس‪3‬ى بن جعف‪3‬ر‬
‫الكاظم عليه السّالم‪ ،‬أو يذكر سلسلة نسبه من جانب أ ّمه المخد ّرة المنتهية إلي ناص‪33‬ر الح‪ّ 3‬‬
‫ق المش‪33‬هور‪ ،‬يع‪33‬نى ب‪33‬ه الس‪3‬يّد‬
‫المعظّم المتق ّدم ذكره و ترجمته‪ ،‬فى مفتتح المجلّد الثّانى من هذا الكتاب يتمثّل‬

‫ص‪205 :‬‬

‫بقول الفرزدق ال ّشاعر فى هجاء معاصره الجرير‪:‬‬

‫إذ اجمعتنا يا جرير المجامع‬ ‫اولئك آبائى فجئنى بمثلهم‬

‫انتهى‪.‬‬
‫و منه ينقدح شبه قدح فى ال ّر جل‪ ،‬فضال عن عدم داللته على المدح بل اشارته إلى عدم إمكان القي‪3‬اس بين‪3‬ه و بين أخي‪3‬ه‬
‫المتقدم ذكره و تزكيته على التّفصيل و المسلم قدره و منزلته فى العلم و العمل و الفقه و التقوى‪ ،‬و النّيابه المطلق‪33‬ة عن‬
‫أئ ّمة الهدى‪ ،‬و المشابهة المحقّة ألنبياء بنى إسرائيل‪.‬‬

‫أن شيخنا النّجاشى الذى هو إمام أئ ّم‪33‬ة الرّج‪33‬ال و أبص‪33‬ر ال‪33‬واقفين‬


‫و كان ذلك كذلك و إن كان خالفة يم ّر ببالك لما ترى ّ‬
‫على ما كان فى أمثال هذا ال ّر جل من االحوال‪ ،‬و أكثرهم رعاية لحرمة من فى طبقته من أهل الفض‪33‬ل و اإلفض‪33‬ال‪ ،‬م‪33‬ا‬
‫زاد فى ترجمة أوصافه الحميدة على أن قال بعد ذكر اسمه ال ّش ريف؛ و اظهار سلسلة نسبه المنيف‪ ،‬أبو الحسن الرض ّى‬
‫نقيب العلويين ببغداد‪ ،‬أخو المرتضى‪ ،‬كان شاعرا مبرّزا‪.‬‬

‫له كتب منها «حقايق التّنزيل» كتاب «مجاز القرآن» كتاب «خصائص األئ ّمة» كتاب «نهج البالغة» كتاب «ال ّزيادات‬
‫فى شعر أبى تمام» كتاب «تعليق خالف الفقهاء» كتاب «مجازات االثار النّبويّ‪33‬ة» كت‪33‬اب «تعليق‪33‬ه فى االيض‪33‬اح» البى‬
‫عل ّى كتاب «الجيّد من شعر أبى تمام» مختار شعر أبى إسحاق ال ّ‬
‫صحابى» ما دار بينه و بين أبى إسحاق من الرّس‪33‬ائل‪،‬‬
‫توفّى سنة ّ‬
‫ست و أربعمأة‪.‬‬

‫ق أخيه السيّد المرتضى المعظّم على جليل شأنه و جميل إحسانه حاز من العلوم م‪33‬ا لم يدان‪33‬ه في‪33‬ه أح‪33‬د‬ ‫مع انّه قال فى ح ّ‬
‫فى زمانه‪ ،‬و سمع من الحديث فأكثر و كان متكلّما شاعرا أديب‪33‬ا‪ ،‬عظيم المنزل‪33‬ة فى العلم و ال‪ّ 3‬دين و ال‪ّ 3‬دنيا إلى آخ‪33‬ر م‪33‬ا‬
‫ذكره‪ ،‬و م ّم ا يحقق لك أيضا جميع ما ذكرناه كثرة ما يوجد فى ديوان هذا ال ّرجل العظيم ال ّشأن من قصائد مديح الخلفآء‬
‫و األعيان‪ ،‬و شواهد الرّكون إلى اهل ال ّديوان‪ ،‬مع عدم محظور له فى ت‪3‬رك ه‪3‬ذا التملّ‪3‬ق‪ ،‬و ظع‪3‬ور المباين‪3‬ة‪ ،‬بين قول‪3‬ه‬
‫هذا و فعله الّذى أفاد فى الظّاهر‪ ،‬ان‬

‫ص‪206 :‬‬

‫ال تقيد له بأهل ال ّدنيا‪ ،‬و ال تعلّق و كذا من أشعار الغزل و التّشبيب‪ ،‬و صفة الخ ّد و الع‪33‬ارض و الع‪33‬ذار من الح‪33‬بيب؛ و‬
‫أشعار المفاخرة باألصل و النّسب و غير ذلك‪ ،‬مثل ما نقله عنه صاحب «يتيمة ال‪ّ 3‬دهر» من قول‪3‬ه فى م‪33‬دح الطّ‪3‬ايع باهّلل‬
‫العبّاسى خليفة ذلك العصر و هو من غرر أشعاره االبكار‪:‬‬

‫و إليك ينتسب العالء األقدم‬ ‫هّلل ث ّم لك المح ّل األعظم‬

‫و البيت و الحجر العظيم و زمزم‬ ‫و لك التّراث من النّب ّى مح ّمد‬

‫ينجاب عنك متوّج و مع ّمم‬ ‫تمضى الملوك و أنت طود ثابت‬

‫و األمر مردود القضيّة مبهم‬ ‫هّلل أ ّ‬


‫ي مقام دين قمته‬

‫بالقول أو بلسانه تتكلّم‬ ‫فكأنّما كنت النّب ّى مناجزا‬


‫مذ زال عن ذا العاب ذاك الضّيغم‬ ‫أيام طلّقها المطيع و اوحشت‬

‫سجاله بؤسى فى الرّجال و أنعم‬ ‫فمضى و أعقب بعده مستيقظا‬

‫‪90‬‬
‫كالنّار يخلفه الرّماد المظلم‬ ‫كالغيث يخلفه ال ّربيع‪ ،‬و بعضهم‬

‫إلى تمام عشرة اخرى من هذا القبيل‪ ،‬و مثل قوله رحمه هّللا في الغزل بنقله أيضا‪:‬‬

‫بنهلة من ريقك البارد‬ ‫يا عذبة المبسم بلى الجوى‬

‫باد فهل للماء بالوارد‬ ‫أرى غديرا شبما‪ 91‬ماؤه‬

‫الجارى خالل البرد الجامد؟‬ ‫من لى بذاك العسل ّ‬


‫الذائب‬

‫و مثل قوله فيما يقارب هذا المعنى و هو من رشيق ما قيل‪:‬‬

‫يض ّمنا ال ّشوق من قرن الى قدم‬ ‫بتناضجيعين فى ثوبى هدى و تقى‬

‫مواضح اللثم فى جنح من الظّلم‬ ‫و بات واضح ذاك الثّغر يكشف لى‬

‫و مثل قوله فى الفخريّات بنقله ايضا‪:‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬يتيمة الدهر ‪.138 :3‬‬

‫(‪ )2‬الشبم‪ -‬بفتح مكسر‪ -‬البارد‪.‬‬

‫ص‪207 :‬‬

‫إلى المجد اغصان الجدود األطائب‬ ‫لنا ال ّدوحة العليا التّى نزعت لها‬

‫فأين عواليها و أين ّ‬


‫الذوائب‬ ‫إذا كان فى ج ّو السّماء عروقها‬

‫‪ )1 ( 90‬يتيمة الدهر ‪.138 :3‬‬


‫‪ )2 ( 91‬الشبم‪ -‬بفتح مكسر‪ -‬البارد‪.‬‬
‫أن صاحب اليتيمة ايضا ذكره قد عمل قصيدة فى بهاء ال ّدول‪33‬ة ال‪33‬ديلمى‪ ،‬و أنف‪33‬ذها إلى حض‪33‬رته‪،‬‬ ‫و كان ق ّدس سرّه‪ -‬كما ّ‬
‫فنسبه بعض الحسّاد الى التّرفع عن إنشادها بلسانه فقال‪:‬‬

‫لسانى إن سيم النّشيد جبان‬ ‫جنانى شجاع إن مدحت و إنّما‬

‫إذا خانه عند الملوك لسان؟‬ ‫و ما ض ّرقو اال أطاع جنانه‬

‫فلينظر اإلنسان أيّة نسبة تكون بين هذه األشعار‪ ،‬و بين ما نقل صاحب «المقامات» من جواهر أفكار سيّدنا المرتضى‪،‬‬
‫أخى هذا فى التعريض على أقوال ال ّشعراء و التّمريض لما صدر منهم الهزل و االغواء‪ ،‬و متابع‪33‬ة اه‪33‬ل االه‪33‬وآء مث‪33‬ل‬
‫قوله رحمه هّللا تعالى شعرا‪:‬‬

‫لباسا جميال ما ترانى أهزل‬ ‫و منذ عرفت الحزم ث ّم ادرعته‬

‫فع ّما قليل يندم‪ -‬المتع ّزل‬ ‫و ال الغزل بالحسان لي شمائال‬

‫ّ‬
‫المعذل‬ ‫تنائيت ع ّما ح ّل فيه‬ ‫ك سمعى ألننّى‬
‫و ال عذل يحت ّ‬

‫بغير الخنايلقى عل ّى و أحمل‬ ‫و ما زال هذا ال ّدهر منذ قطعته‬

‫قبلت الّذى يعطيه ما كان يبذل‬ ‫أبيت قبوال بذله و لو أنّنى‬

‫أعل بأنواع الغرور و انهل‬ ‫لي هّللا قوما ّ‬


‫بت فيهم مضيّعا‬

‫و انّى م ّمن ال يقول و يفعل‬ ‫يقولون ما ال يفعلون تعاطيا‬

‫فيا ليتهم قالوا و لم يتقوّلوا‬ ‫و تخرجني األقوال فيهم ّ‬


‫تكذبا‬

‫و ما أخروا إاّل الّذي هو أكمل‬ ‫هم ق ّدموا من ال فضيلة عنده‬

‫و ال يجتبى إاّل الّذي هو أجمل‬ ‫و قد عشت فيمن ليس ينفق عندهم‬

‫و يعجبنى في المشكالت التّأ ّمل‬ ‫أصبت بفكر في األمور أطيله‬

‫و ما العشق في األقوام إاّل التخيّل‬ ‫و أعشق أبكار المعاني أثيرها‬

‫ص‪208 :‬‬
‫تزور المنى أوطانه و هو مقبل‬ ‫و ما ع ّزتى فى هذه ال ّدار مهمل‬

‫إن ظنّى أن من جهة غاي‪33‬ة المباين‪3‬ة بين درج‪33‬ة ه‪3‬ذا ال‪33‬وزير القاص‪33‬ر عن معرف‪33‬ة ج‪33‬واهر األش‪3‬خاص‪ ،‬و النّ‪33‬اظر إلى‬
‫ث ّم ّ‬
‫ظواهر مربيات االحداس‪ ،‬فى مرئيات اإلخالص‪ ،‬و بين درجة نظيره الوزير األعظم العم‪33‬اد‪ ،‬ك‪33‬افى الكف‪33‬اة‪ ،‬اس‪33‬ماعيل‬
‫بن عبّاد‪ ،‬فى رعايته حق‪33‬وق علمائن‪3‬ا ااّل مج‪3‬اد و زي‪3‬ادة تعظيم ش‪3‬عائر هّللا تع‪33‬الى بحس‪33‬ب زي‪3‬اده القابليّ‪3‬ات فى الم‪33‬وا ّد‪ ،‬و‬
‫التّرقيات فى اإلستعداد‪ ،‬و عدم االنخداع من تصنّعات ال ّزهاد‪ ،‬و تزهدات العاجزين عن التّحمل ال عب‪33‬اء العب‪33‬اد آل أم‪33‬ر‬
‫ذلك ال ّر جل إلى ما آل من كمال حسن العاقبة و المآل‪ ،‬بعد طول مجاله فى الجاه و الجالل‪ ،‬و الع ّز و العافي‪3‬ة و االقب‪3‬ال‪،‬‬
‫مع كونه إلى هذا ال ّزمن مشكوك الحال‪ ،‬فى كونه من ال ّشيعة الحق‪33‬ة أو من أه‪33‬ل ّ‬
‫الض‪3‬الل‪ ،‬و أرب‪33‬اب اإلع‪33‬تزال‪ ،‬و لكنّ‪33‬ه‬
‫صارت عاقبة هذا ال ّشخص ال ّشحيح عن عفو دراهم معدودة من الحوالة على طود محيح على طور غ‪33‬ير ص‪33‬حيح‪ ،‬إلى‬
‫ما ذكره ابن خلكان المؤ ّرخ فى ذيل ترجمت‪33‬ه من س‪33‬وء عاقبت‪3‬ه و س‪33‬واد خاتمت‪33‬ه‪ ،‬حيث ق‪3‬ال بع‪33‬د االش‪33‬ارة إلى جمل‪33‬ة من‬
‫طريف طريقته‪ ،‬لما توفّى مخدومه بهاء ال ّدولة يعنى به السّلطان أب‪33‬ا نص‪33‬ر خس‪33‬رو ف‪33‬يروز بن عض‪33‬د ال‪ّ 3‬ديلمى االم‪33‬امى‬
‫المتق ّدم ذكره فى صدر العنوان‪ -‬وزر لولده سلطان ال ّدولة أبى شجاع بن بويه‪ ،‬فنقم عليه بسبب اقتضى ذلك فحبس‪33‬ه‪ ،‬ث ّم‬
‫قتله بسفح جبل قريب من األه‪3‬واز‪ ،‬فى ث‪3‬الث ش‪3‬هر ربي‪3‬ع األوّل س‪3‬نة س‪3‬بع و أربعم‪3‬أة و دفن هن‪3‬اك و لم يس‪3‬تقص دفن‪3‬ه‬
‫فنبشته الكالب و أكلته برمته إاّل يسيرا‪.‬‬

‫هذا‪ .‬و من جملة غرر اشعار سيّدنا الرّض ّى ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه قول‪3‬ه و هّلل درّه و رحم‪3‬ة هّللا علي‪33‬ه كم‪33‬ا دعى ل‪3‬ه ب‪3‬ذلك ص‪3‬احب‬
‫الكتاب الكتاب المتق ّدم ذكره‪:‬‬

‫و الغضّ من ورق ال ّشباب النّاظر‬ ‫واها على ال ّشباب و طيبه‬

‫قلصت صبانبها كظ ّل الطّائر‬ ‫و اهاله ما كان غير لميحة‬

‫جعلتك مرمى بنلها المتواتر‬ ‫و أرى المنايا إن رأت بك شيبة‬

‫بسواد عينى بل سواد ضمائرى‬ ‫لو نقيدى ذاك السّواد فديته‬

‫ص‪209 :‬‬
‫صبرا على حكم ال ّزمان الجائر‬ ‫أبياض رأس و أسوداد مطالب‬

‫و منها قوله‪:‬‬

‫بالقصار ال ّ‬
‫صفر و البيض أو السّمر العوال‬ ‫إشتر الع ّز بما بيع الع ّز بغال‬

‫إنّما يدخر المال لحاجات الرّجال‬ ‫ليس بالمغبون عقال مشتري ع ّز بمال‬

‫و الفتى من جعل األموال أثمان المعال‬

‫‪92‬‬
‫‪ 579‬الشيخ العالم الثقة ابو الفتح محمد بن على الكراجكى‬

‫فقيه األصحاب قرأ على السيّد المرتضى علم الهدى‪ ،‬و ال ّشيخ الموفّق أبى جعفر رحمهما هّللا ‪.‬‬

‫و له تصانيف منها‪ :‬كتاب «التّع ّجب» كتاب «النّوادر» أخبرن‪33‬ا الوال‪33‬د عن وال‪33‬ده عن‪33‬ه‪ ،‬ك‪33‬ذا ذك‪33‬ره ّ‬
‫الش‪3‬يخ منتجب ال‪ّ 3‬دين‬
‫المتق ّدم ذكره فى باب العليّين‪ ،‬نقال عن كتاب فهرسه لعلماء زمان شيخنا الطّوسى رحمه هّللا إلى زمان نفسه‪.‬‬

‫و ذكره صاحب «امل اآلمل» بعنوان مح ّمد بن على بن عثمان‪ ،‬و قال‪ :‬عالم فاضل متكلّم فقيه مح ّدث ثقة جليل القدر‪.‬‬

‫له كتب منه‪33‬ا «ك‪33‬نز الفواي‪33‬د» و كت‪33‬اب «مع‪33‬دن الج‪33‬واهر و رياض‪33‬ة الخ‪33‬واطر» و «االستنص‪33‬ار فى النصّ على االئ ّم‪33‬ة‬
‫االطهار» و «رسالة فى تفضيل أمير المؤمنين» و «الك ّر و الف ّر» فى االمامة و «اإلبان‪33‬ة» عن المماثل‪33‬ة فى االس‪33‬تدالل‬
‫بين طريق النب ّوة و اإلمامة‪« ،‬و رسالة‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،287 3:2‬بحار االنوار ‪ ،263 3:105‬تحفة االحباب ‪ 339‬تنقيح المقال ‪ ،159 3:3‬ج‪33‬امع‬
‫الرواة ‪ ،156 3:2‬الذريعة ‪ ،210 3:4‬ريحانة االدب ‪ ،39 3:5‬شذرات الذهب ‪ ،283 3:3‬فوائد الرجالية ‪ ،302 3:3‬فوائ‪33‬د‬
‫الرضوية ‪ ،571‬الكنى و االلقاب ‪ 108 3:3‬لسان الميزان ‪ ،300 3،5‬المستدرك ‪ ،497 3:3‬مص‪33‬فى المق‪33‬ال ‪ ،374‬مع‪33‬الم‬
‫العلماء ‪.105‬‬

‫ص‪210 :‬‬

‫‪ )*( 92‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،287 :2‬بحار االنوار ‪ ،263 :105‬تحفة االحباب ‪ 339‬تنقيح المقال ‪ ،159 :3‬جامع الرواة ‪ ،156 :2‬الذريعة ‪،210 :4‬‬
‫ريحانة االدب ‪ ،39 3:5‬شذرات الذهب ‪ ،283 3:3‬فوائ‪3‬د الرجالي‪3‬ة ‪ ،302 3:3‬فوائ‪3‬د الرض‪3‬وية ‪ ،571‬الك‪3‬نى و االلق‪3‬اب ‪ 108 3:3‬لس‪3‬ان الم‪3‬يزان ‪،300 3،5‬‬
‫المستدرك ‪ ،497 :3‬مصفى المقال ‪ ،374‬معالم العلماء ‪.105‬‬
‫ق الوالدين» و «معونة الفارض فى استخراج سهام الفرائض» إلى أن قال‪ :‬و قال ابن شهر آشوب عند ذكره‪ :‬ل‪33‬ه‬ ‫فى ح ّ‬
‫أخبار اآلحاد «التّعجب فى االمامة» «مسألة فى المسح» «مسألة فى كتابة النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله» و «المنه‪33‬اج فى‬
‫معرفة مناسك الحا ّج» المزار مختصر فى زيارة إبراهيم الخليل» «شرح جم‪33‬ل العلم للمرتض‪33‬ى ال‪33‬وزيرى» و «ش‪33‬رح‬
‫االستنصار» فى النّص على األئمة األطهار «المش ّجر» «معارضة األضداد باتّفاق األعداد» «االس‪33‬تطراف» فى ذك‪33‬ر‬
‫ما ورد من الفقه فى اإلنصاف‪ ،‬كتاب «التّلقين ألوالد أمير المؤمنين» «جواب رسالة األخوين» انتهى‪.‬‬

‫و للكراجكى أيضا كتاب فى ال ّدعاء سماه «روضة العاب‪33‬دين» ينق‪33‬ل عن‪33‬ه ش‪33‬يخنا الكفعمى فى كتاب‪33‬ه «الجنّ‪33‬ة الواقي‪33‬ة» و‬
‫غيره‪ ،‬و هو يروي عن ال ّشيخ المفيد و من عاص‪3‬ره‪ ،‬و روايت‪3‬ه عن المفي‪3‬د بطري‪3‬ق اإلج‪3‬ازة‪ ،‬كم‪3‬ا ص‪3‬رّح ب‪3‬ه فى كتاب‪3‬ه‬
‫«كنز الفوائد» و هو من أحسن مصنّفاته الباقي‪33‬ة إلى ه‪33‬ذا ال ّزم‪33‬ان‪ ،‬و الحاوي‪33‬ة لنف‪33‬ايس من العل‪33‬وم و األفن‪33‬ان‪ ،‬و ال س‪3‬يّما‬
‫االصولين و الفضائل و األخالق‪ ،‬و قد اشتمل على سبع رسائل منفردة برؤسها‪ ،‬خارجة عن أبوابه‪33‬ا و فص‪33‬ولها‪ .‬منه‪33‬ا‬
‫«رسالة القول البين عن وجوب المسح على ال ّرجلين» و «رسالة البيان عن اعتقاد اإليمان» و كت‪33‬اب «اإلعالم بحقيق‪33‬ة‬
‫ايمان أمير المؤمنين عليه السّالم و ولده الكرام» و «رسالة فى وجوب اإلمامة» و «مختص‪33‬ر التّ‪33‬ذكرة» باص‪33‬ول الفق‪33‬ه‬
‫للمفيد‪ ،‬و كتاب «البرهان على ص ّحة طول عمر االمام صاحب ال ّزمان» عليه السّالم‪ ،‬و «رسالة فى ج‪33‬واب س‪33‬ؤال فى‬
‫وجوب الح ّج و بعض علله و مناسكه‪.‬‬

‫و له أيضا من المصنّفات كتاب «تهذيب المسترشدين» و هو الّذى ينقل عنه صاحب ّ‬


‫«الذخيرة»‪ :‬القول بعينيّ‪33‬ة وج‪33‬وب‬
‫صالة الجمعة و غيره هذا‪ ،‬و أ ّما روايته‪ 93‬بطريق القرائ‪33‬ة و غيره‪33‬ا أيض‪33‬ا‪ ،‬فهى عن جماع‪33‬ة أخ‪33‬رى منهم‪ّ :‬‬
‫الش‪3‬يخ أب‪33‬و‬
‫الحسن بن شاذان الق ّمى‪ -‬المتق ّد م ذكره قريبا‪ -‬و قد أثنى عليه فى كتاب «الكنز» كثيرا و منهم‪:‬‬

‫السيّد المرتضى علم الهدى‪ ،‬كما يظهر من «البحار» و غيره‪ ،‬و يظهر من «الكنز» أنّه‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬امل االمل ‪.287 :2‬‬

‫ص‪211 :‬‬

‫كان يرجع إليه فى كثير من المشكالت‪ ،‬و يعتقد زيادة بذل‪33‬ه و فض‪33‬له‪ ،‬إاّل إنّى لم ار في‪33‬ه و ال فى غ‪33‬يره ص‪33‬ريح روايت‪33‬ه‬
‫عنه‪ ،‬و ال ذكرا لشيخنا أبى جعفر الطّوسى رحمه هّللا فضال عن روايته عنه‪ ،‬كما وقع ذكرها فى بعض اإلج‪33‬ازات‪ ،‬ب‪33‬ل‬
‫طبقته فوق طبقه ال ّشيخ بقليل‪ ،‬كما يظهر لك ع ّما ق‪33‬ريب‪ ،‬نعم ل‪33‬ه الرّواي‪33‬ة عن كث‪33‬ير من مش‪33‬ايخ ّ‬
‫الش‪3‬يخ و أس‪33‬اتيده‪ ،‬كم‪33‬ا‬
‫يظهر من فواتح أسانيده‪.‬‬

‫و منهم ال ّشيخ أبو يعلى ساّل ربن عبد العزيز ال ّديلمى‪ -‬المتق ّدم ذكره فى أواخر باب الحآء المهمل‪33‬ة من ه‪33‬ذا الكت‪33‬اب‪ ،‬كم‪33‬ا‬
‫ذكره صاحب «مجمع البحرين»‪.‬‬

‫‪ )1 ( 93‬امل االمل ‪.287 :2‬‬


‫الش‪3‬يخ أب‪33‬و عب‪33‬د هّللا الحس‪33‬ين بن عبي‪33‬د هّللا بن علّى الواس‪33‬طي‪ -‬الّ‪33‬ذى ل‪33‬ه الرّواي‪33‬ة غالب‪33‬ا عن ه‪33‬ارون بن موس‪33‬ى‬
‫و منهم‪ّ :‬‬
‫التلعكبرى و ال يبعد كونه بعينه هو أبو عبد هّللا الحسين بن عبيد هّللا الغضائرى‪ ،‬الّذى هو والد ال ّشيخ أحمد الرّج‪33‬الى‪ ،‬و‬
‫من جملة مشايخ شيخنا الطّوسى و النّجاشى‪ ،‬و إن ذك‪3‬راه بعن‪33‬وان ابن عبي‪33‬د هّللا بن إب‪3‬راهيم‪ ،‬م‪33‬ع أنّهم‪33‬ا لم ي‪33‬ذكرا غ‪33‬يره‬
‫مكتنى بأبى عبد هّللا الحسين‪ ،‬و مشاركا لهما فى الطبقة كما ال يخفى‪.‬‬

‫و أ ّما الرّواية عن ال ّرجل بالقراءة و السّماع و اإلجازة و غيرها‪ ،‬فلم نجدها إلى اآلن إاّل للقاضى عبد العزيز بن ال‪33‬براج‬
‫الطّرابلسى ال ّشامى‪ ،‬و ال ّشيخ أبى مح ّم‪33‬د عب‪33‬د‪ -‬الرّحم‪33‬ان بن أحم‪33‬د بن الحس‪33‬ين النّيس‪33‬ابورى الخ‪33‬زاعى‪ ،‬و ق‪33‬د يوج‪33‬د فى‬
‫بعض كتب ال ّرجال رواية الشيخ الفقيه أبى مح ّمد ريحان بن عبد هّللا الحبشى‪ -‬الذى هو شيخ رواية ش‪33‬اذان ابن جبرئي‪33‬ل‬
‫القمى أيضا‪ -‬عنه بال واسطة‪ ،‬و لكن الموجود فى طرق اإلجازات المعروفة روايته عنه‪ ،‬بواسطة شيخه القاض‪33‬ى عب‪33‬د‬
‫العزيز بن البراج و هّللا العالم‪.‬‬

‫و قال صاحب «بحار االنوار» فى مقدماته عند ذكره لهذا الرّجل‪ :‬و أ ّما الكراجكى‪ ،‬فه‪33‬و من أجلّ‪33‬ة العلم‪33‬اء و الفقه‪33‬ا‪ ،‬و‬
‫المتكلّمين‪ ،‬و أسند إليه جميع أرباب اإلجازات‪ ،‬و كتابه «كنز الفوائد» من الكتب المشهورة الّتى أخذ عنها ج‪ّ 33‬ل من أتى‬
‫بعده و قال أيضا فى مقام ع ّد الكتب الّتى ينقل عنها في كتاب «البحار» كتاب «النّصوص»‬

‫ص‪212 :‬‬

‫كتاب «معدن الجواهر» كتاب «كنز الفوائد» «رساله فى تفض‪3‬يل أم‪33‬ير المؤم‪33‬نين علي‪3‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم»؛ «رس‪33‬الة إلى ول‪33‬ده»‬
‫كتاب «التّعجب فى اإلمامة عن اغالط العا ّمة» كتاب «االستنصار» فى النصّ على االئ ّمة االطهار‪ .‬كلّها لل ّشيخ المدقّق‬
‫النّبيل أبى الفتح مح ّمد بن عل ّى بن عثمان الكراجكى‪.‬‬

‫أقول‪ :‬و رسالته المذكورة إلى ولده هى الّتى ينقل عنها السيّد بن طاوس رحمه هّللا فى كتاب‪33‬ه «فالح ّ‬
‫الس ‪3‬ائل» فى فض‪33‬ل‬
‫صالة الظّ هر من يوم الجمعة‪ :‬يا بنى من هذا اليوم شرف عظيم‪ ،‬و هى أ ّول صالة فرضت على سيّدنا رسول هّللا صلّى‬
‫ص الة الوسطى؛ و كتابه الموسومب «معدن الجواهر» يوجد إلى زماننا هذا أيضا‪،‬‬ ‫هّللا عليه و اله و سلّم‪ ،‬و روى أنّها ال ّ‬
‫و قد كان عندى نسخة منه مع ع ّدة رسائل اخرى منه رحمه هّللا ظاهرا و هو كتاب فى الخص‪33‬ال الم‪33‬أثورة‪ ،‬مث‪33‬ل كت‪33‬اب‬
‫الش‪3‬هيد رحم‪33‬ه هّللا‬
‫شيخنا الصّدوق ق ّدس هّللا روحة إاّل انّه مقصور على ذكر اآلحاد إلى العشرات‪ ،‬و قد نقل عنه ش‪33‬يخنا ّ‬
‫ق روايت‪3‬ه ذل‪33‬ك عن ش‪3‬يخنا المفي‪3‬د رحم‪33‬ه هّللا‬
‫فى ضمن اجازته لمح ّمد بن نجده حديث بنى اإلسالم على عشرة أسهم بح‪ّ 3‬‬
‫فليالحظ‪.‬‬

‫و فى رجال سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى رحمه هّللا بعد ذكره ال ّرجل بعنوان مح ّمد بن عل ّى الكراجكى أب‪33‬و الفتح القاض‪33‬ى‪،‬‬
‫شيخ فقيه‪ ،‬متكلّم له كتاب «كنز الفوائد» من تالمذة ال ّشيخ المفيد و قد روى عنه كثيرا و ذك‪33‬ر رس‪33‬الته فى اص‪33‬ول الفق‪33‬ه‬
‫فى الفصل ال ّر ابع من الجزء الثانى و من هذا الكتاب‪ ،‬و قد روى فيه عن ع ّدة من المشايخ غير المفيد منهم‪ :‬أبو عبد هّللا‬
‫الحسين بن عبيد هّللا بن على الواسطى‪ ،‬و هذا ال ّشيخ هو الّذى حكى عنه ابن طاوس القول بالمواسعة فى صالة القضاء‬
‫فى رسالته المعمولة فى تلك المسألة و هو يروى عن ال ّشيخ الثّقة أبى محمد هارون التّلعكبرى‬
‫الش‪3‬ريف أب‪33‬و عب‪33‬د هّللا مح ّم‪33‬د بن عبي‪33‬د هّللا بن الحس‪33‬ين بن ط‪33‬اهر‬
‫و منهم‪ :‬أبو الرّجا مح ّمد بن عل ّى بن طالب البل‪33‬دى‪ ،‬و ّ‬
‫الحسينى إلى أن قال بعد ع ّده لجماعة أخرى من مشايخه رحمه هّللا ‪ ،‬و قال فى الجزء األخير من الكتاب‪ -‬فيما روى أنّه‬
‫صلّى هّللا عليه و اله و سلّم‬

‫ص‪213 :‬‬

‫رأى فى السّماء ملكا علي صورة أمير المؤمنين عليه السّالم هذا الخبر قد اتّفق أصحاب الحديث على نقل‪33‬ه‪ -‬ح‪ّ 3‬دثنى ب‪3‬ه‬
‫من طريق العامة ال ّشيخ الفقي‪33‬ه أب‪33‬و الحس‪33‬ن مح ّم‪33‬د بن أحم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن ش‪33‬اذان القمى؛ و نقلت‪33‬ه من كتاب‪33‬ه المع‪33‬روف‬
‫«بايضاح دقايق النّواصب» و قراءة عليه بم ّكة سنة اثنى عشرة و أربعماة‪.‬‬

‫و قال فى بعض وصول الجزء الثّانى من الكتاب‪ :‬أخبرنى ال ّشريف أبو منصور أحم‪33‬د بن حم‪33‬زة العريض‪33‬ى بالرّمل‪33‬ة و‬
‫أبو العبّاس مح ّمد بن إسماعيل بن عنان بحلب‪ ،‬و أبو الرّجاء مح ّمد بن عل ّى بن ابى ط‪33‬الب بالق‪33‬اهرة‪ -‬رحمهم هّللا ‪ -‬ق‪3‬الوا‬
‫جميعا‪ :‬أخبرنا أبو الفضل مح ّمد بن عبد هّللا بن عب‪33‬د المطلّب الش‪33‬يباني الك‪33‬وفى و س‪33‬اق ح‪3‬ديث أبى ذر فى من‪3‬اقب أم‪33‬ير‬
‫المؤمنين عليه السّالم‪ ،‬و مثالب أعدائه‪ ،‬و قول أبى ذر رض‪33‬ى هّللا عن‪33‬ه‪ :‬م‪33‬ا من أ ّم‪33‬ة ائتمت رجال‪ -‬و فيهم من ه‪33‬و أعلم‬
‫منه إاّل ذهب أمرهم سفاال ث ّم إلى أن قال‪ :‬و قد روى فيه اى في «ك‪33‬نز الفوائ‪33‬د» عن جمل‪33‬ة من العا ّم‪33‬ة منهم الحس‪33‬ين بن‬
‫صيرفى البغدادى و كان مشتهرا بالعناد آلل مح ّمد صلّى هّللا ‪ ،‬و نقل عنه فى اإلمامة ما ه‪33‬و حج‪33‬ة على‬ ‫مح ّمد بن عل ّى ال ّ‬
‫النّواصب و هذا الكتاب يد ّل على فضل مؤلّفه‪ ،‬و بلوغه الغاية القصوى فى التّحقيق و التّدقيق و اإلطّالع على المذاهب‬
‫و االخبار‪ ،‬مع حسن الطّريقة و عذوبة األلفاظ و هو ظاهر لمن تدبّر إنتهى‪.94‬‬

‫و يظهر من طرق رواياته المذكورة فى «كنز الفوائ‪33‬د» و غ‪33‬يره‪ :‬أنّ‪3‬ه ك‪33‬ان س‪33‬ائحا فى البالد‪ ،‬و غالب‪33‬ا فى طلب الفق‪33‬ه و‬
‫ان معظم نزول‪33‬ه و توطّن‪33‬ه ك‪33‬ان بال‪ّ 3‬ديار المص‪33‬رية‪ ،‬من قاع‪33‬دتها الّ‪33‬تى هى اآلن مدين‪33‬ة‬
‫الحديث و األدب و غيرهم‪33‬ا‪ ،‬إاّل ّ‬
‫القاهرة‪ ،‬إلى سائر مواضعها و أمصارها و كان لذا اشتهر وصفه فى اإلجازات بنزيل الرّملة أو الرّمل‪3‬ة البيض‪3‬اء فانّه‪3‬ا‬
‫من جملة مدن تلك ال ّديار‪ ،‬و يظهر من كتابه المذكور‪ :‬انّه كان بها فى حدود العش‪33‬ر الثّ‪33‬انى بع‪33‬د األربعم‪33‬أة و ح ّدث‪33‬ه به‪33‬ا‬
‫ال ّشيخ أبو العباس أحمد بن نوح بن مح ّمد الحنبلى ال ّشافعى‪:‬‬

‫حكاية مالقاته المعمر المشرقى‪ ،‬الّذى كان قد أدرك صحبة إمامنا أمير المؤمنين عليه السّالم‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬الفوائد الرجالية ‪.308 -302 :3‬‬

‫ص‪214 :‬‬
‫‪ )1 ( 94‬الفوائد الرجالية ‪ -.308 3-302 :3‬له ترجمة فى‪ :‬اتقان المقال ‪121‬؛ اعيان الشيعة‪ ،‬البداية و النهاية ‪ ،97 :12‬تأسيس الشيعة ‪ ،313‬تحفة االحباب‬
‫‪ ،325‬تنقيح المقال ‪ ،105 3:3‬جامع الرواة ‪ ،95 3:2‬خالصة االقوال ‪ ،148‬الذريعة ‪ ،73 3:1‬رجال ابن داود ‪ ،306‬رجال النجاشى ‪ :316‬ري‪33‬اض العلم‪33‬اء‬
‫خ‪ ،‬ريحانة االدب ‪ ،325 :3‬سفينة البحار ‪ :،97 :2‬طبقات السبكى ‪ ،126 :4‬الفهرست ‪ 188‬الفوائد الرجالية ‪ ،227 :3‬الفوائد الرضوية ‪ ،470‬الكامل فى‬
‫التاريخ ‪ 58 :10‬الكنى و االلقاب ‪ ،395 :2‬لسان الميزان ‪ 135 :5‬لؤلؤة البحرين ‪ ،292‬مجمع الرجال ‪ 191 :5‬المستدرك ‪ ،505 :3‬مصفى المقال ‪،402‬‬
‫معالم العلماء ‪ ،102‬القابس ‪ ،4‬المنتظم ‪ ،252 :8‬منتهى‪ 3‬المقال ‪ ،270‬منهج المقال ‪ ،215‬النابس ‪ ،160‬النجوم الزاهرة ‪ ،82 :5‬نقد الرجال‪.‬‬
‫و يشهد بذلك أيضا قول صاحب «مجمع البحرين» فى ما ّدة ساّل ر بن عبد العزيز‪ -‬المتق ّدم ذكره و أب‪33‬و الفتح الك‪33‬راجكى‬
‫قرأ عليه‪ ،‬و هو من ديار مصر‪.‬‬

‫صا عليها فى شىء من معاجم اإلماميّة و تواريخهم‪ ،‬و لكن المنقول عن اليافعى‬ ‫هذا و أ ّما وفاة أل ّرجل فلم أر إلى اآلن ن ّ‬
‫المشهور الّذى هو من أعاظم علم‪3‬اء الجمه‪3‬ور فى تاريخ‪3‬ه الموس‪3‬وم ب «م‪3‬رآة الجن‪3‬ان» انّ‪3‬ه تع‪3‬رّض لبي‪3‬ان ذل‪3‬ك به‪3‬ذا‬
‫العنوان‪ ،‬سنة تسع و أربعين و أربعمأة‪ ،‬توفّى فيها أبو الفتح الكراجكى الخيمى رأس ّ‬
‫الش‪3‬يعة؛ ص‪33‬احب التّص‪33‬انيف ك‪33‬ان‬
‫الش‪3‬ريف المرتض‪33‬ى و ك‪33‬ان الخيم أو ذا الخيم‪ ،‬أو ذات الخيم الواق‪33‬ع‬ ‫نحويّا لغويّا منّجما طبيبا متكلّما من كب‪33‬ار أص‪33‬حاب ّ‬
‫إليها النّسبة فى كالمه أيضا من المواضع الواقعة فى تلك ال ّديار فليالحظ‪.‬‬

‫ان من جملة ما يعجبنى نقله في هذه العجالة من كتابه «الكنز» و هو من جي‪33‬اد األخب‪33‬ار و موجب‪33‬ات الف‪33‬وز بنعيم دار‬‫ث ّم ّ‬
‫القرار؛ حديث فضيلة يرويه بأسناده المعنعن‪ 3،‬عن ابن عبّاس‪ ،‬قال كان النّبى صلّى هّللا عليه و اله ليلة بدر قائما يص‪33‬لّى‬
‫و يبكى و يستعبر و يخشع و يخضع كاستعظام المسكين‪ ،‬و يقول أللّه ّم أنجزلى ما وعدتنى و يخ ‪ّ 3‬ر س‪33‬اجدا و يخش‪33‬ع فى‬
‫سجوده‪ ،‬و يكثر التفزع فأوحى هّللا إليه قد أنجزن‪33‬ا وع‪33‬دك و أيّ‪33‬دناك ابن ع ّم‪33‬ك عل ّى و مص‪33‬ارعهم على يدي‪33‬ه‪ ،‬و كفين‪33‬اك‬
‫المستهزئين به‪ ،‬فعلينا فتو ّكل و عليه فاعتمد‪ ،‬فأنا خير من توكلّت عليه‪ ،‬و هو أفضل من اعتمد عليه‪.‬‬

‫و من جملة ذلك أيضا قوله فى مقام نقله لبعض كلمات موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم و لنعم ما قال و من بديع كالم‬
‫أمير المؤمنين عليه السّالم‪ ،‬الّذى حفظ عنه ّ‬
‫ان رجال قطع عليه خطبة‪ ،‬و قال له ص‪3‬ف لن‪3‬ا ال‪ّ 3‬دنيا‪ ،‬فق‪33‬ال أوّله‪3‬ا عن‪3‬اء‪ ،‬و‬
‫آخرها بالء‪ ،‬حاللها حساب‪ ،‬و حرامها عقاب‪ ،‬من ص ّح فيها أمن‪ ،‬و من مرض فيها ندم‪ ،‬و من استغنى فيها فتن‪ ،‬و من‬
‫افتقر فيها حزن؛ و من ساعاها فاتته و من قعد عنها أتته‪ ،‬و من نظر إليه‪33‬ا الهت‪33‬ه و من تهل‪3‬ون به‪33‬ا نص‪3‬رته ث ّم ع‪33‬اد إلى‬
‫مكانه من خطبته صلوات هّللا عليه و هذه أعلى ال ّرتب درجة فى حضور الخاطر‪.‬‬

‫ص‪215 :‬‬

‫صادق عليه السّالم انّه قال‪ :‬قال خرج الحسن بن عل ّى عليه السّالم ذات ي‪33‬وم على‬ ‫و منها ما نقله فيه مسندا عن موالنا ال ّ‬
‫أصحابه‪ ،‬فقال الحمد هّلل ج ّل و ع ّز و الصّالة على مح ّمد رسول صلّى هّللا عليه و اله و سلّم يا أيّها النّاس إن هّللا و هّللا ما‬
‫خلق العباد إاّل ليعرفوه‪ ،‬فاذا عرفوه عبدوه فاذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه‪ ،‬فق‪33‬ال ل‪33‬ه رج‪33‬ل ب‪33‬أبى أنت و‬
‫أ ّمى يابن رسول هّللا ما معرفة هّللا ؟ قال معرفة أهل ك ّل زمان إمامهم الّذى يجب عليهم طاعته‪.‬‬

‫أن المت ّمناة ابنة النّعمان بن المنذر دخلت على بعض مل‪33‬وك ال‪33‬وقت‪ ،‬فق‪33‬الت إنّ‪33‬ا كنّ‪33‬ا مل‪33‬وك ه‪33‬ذه البل‪33‬دة‬
‫و حكى فيه أيضا ّ‬
‫ق عصانا و فرق مألنا‪ ،‬و قد أتيت‪33‬ك فى ه‪33‬ذا الي‪33‬وم أس‪33‬ئلك‬ ‫يحيى إلينا خرجها و يطيعنا أهلها‪ ،‬فصاح بنا صائح ال ّدهر فش ّ‬
‫ما استعين به على صعوبة الوقت‪ ،‬فبكى الملك و أمر لها بجائزة حس‪33‬نة‪ ،‬فل ّم‪33‬ا أخ‪33‬ذتها أقبلت بوجهه‪33‬ا علي‪33‬ه‪ ،‬فق‪33‬الت انّى‬
‫محيئك بتحيّة كنا نحيى بها فاصغى إليها‪ ،‬فقالت ال ش‪33‬كرتك ي‪33‬د افتق‪3‬رت بع‪3‬د غ‪33‬نى و ال ملكت‪33‬ك ي‪3‬د اس‪3‬تغنت بع‪33‬د فق‪3‬ر و‬
‫أصاب هّللا بمعروفك مواضعه‪ ،‬و قلّدك المنن فى أعناق الرّج‪33‬ال‪ ،‬و ال زال هّللا عن عب‪3‬د نعم‪3‬ة إاّل جعل‪3‬ك ّ‬
‫الس‪3‬بب لر ّده‪3‬ا‬
‫عليه و السّالم‪ ،‬فقال اكتبوها فى ديوان الحكمة‪.‬‬
‫هذا و قد تق ّدم من قرب هذه التّرجمة أحاديث فضيلة باهرة غريب‪33‬ة نقله‪33‬ا في الكت‪33‬اب الم‪33‬ذكور أيض‪33‬ا عن ش‪33‬يخه الجلي‪33‬ل‬
‫مح ّمد بن شاذان الق ّمى المتبيّن حاله على التّفصيل‪.‬‬

‫ص‪216 :‬‬

‫‪ 580‬شيخ الطائفه الحق‪33‬ة و رئيس الفرق‪33‬ة المحق‪33‬ة اب‪33‬و جعفرن‪33‬ا الث‪33‬الث محم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن على الطوس‪33‬ى ق‪33‬دس س‪33‬ره‬
‫القدوسى‬

‫و هو كما ذكره العاّل مة‪ -‬من علماء الخا ّ‬


‫ص ة‪ -‬نقال عنه فى كتابه «الخالصة» شيخ الطائفة‪ ،‬جليل القدر‪ ،‬عظيم المنزل‪33‬ة‪،‬‬
‫ثقة عين صدوق‪ ،‬عارف باألخبار و ال ّر جال‪ ،‬و الفقه‪ ،‬و االصول‪ ،‬و الكالم‪ ،‬و األدب‪ ،‬و جميع الفضائل تنسب إلي‪33‬ه‪ ،‬و‬
‫صنّف فى ك ّل فنون االسالم‪ ،‬و هو المهذب للعقائد و االصول و الفروع‪ ،‬الجامع لكماالت النّفس فى العلم و العمل‪.‬‬

‫و كان تلميذا لشيخ المفيد مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان‪.‬‬

‫ولد فى شهر رمضان سنة خمس و ثمانين و ثالثمأة‪.‬‬

‫و قدم العراق فى شهور سنة ثمان و أربعمأة‪.‬‬

‫و توفّى رحمه هّللا ليلة اإلثنين الثّاني و العشرين من المحرّم سنة ستّين و أربعمأة بالمشهد المقدس الغروى‪ -‬على ساكنه‬
‫السّالم‪ ،‬و دفن بداره‪ ،‬و تولّى غسله و دفنه فى‬

‫______________________________‬
‫‪ -‬له ترجمة فى‪ :‬اتقان المقال ‪121‬؛ اعي‪33‬ان الش‪3‬يعة‪ ،‬البداي‪33‬ة و النهاي‪33‬ة ‪ ،97 3:12‬تأس‪3‬يس الش‪3‬يعة ‪ ،313‬تحف‪33‬ة االحب‪33‬اب‬
‫‪ ،325‬تنقيح المقال ‪ ،105 3:3‬جامع ال‪33‬رواة ‪ ،95 3:2‬خالص‪33‬ة االق‪33‬وال ‪ ،148‬الذريع‪33‬ة ‪ ،73 3:1‬رج‪33‬ال ابن داود ‪،306‬‬
‫رجال النجاشى ‪ :316‬رياض العلماء خ‪ ،‬ريحانة االدب ‪ ،325 3:3‬س‪3‬فينة البح‪3‬ار ‪ :،97 3:2‬طبق‪3‬ات الس‪3‬بكى ‪،126 3:4‬‬
‫الفهرست ‪ 188‬الفوائد الرجالية ‪ ،227 3:3‬الفوائ‪33‬د الرض‪33‬وية ‪ ،470‬الكام‪33‬ل فى الت‪33‬اريخ ‪ 58 3:10‬الك‪33‬نى و االلق‪33‬اب ‪:2‬‬
‫‪ ،395‬لسان الميزان ‪ 135 3:5‬لؤلؤة البحرين ‪ ،292‬مجمع الرجال ‪ 191 3:5‬المستدرك ‪ ،505 3:3‬مصفى المقال ‪،402‬‬
‫مع‪33‬الم العلم‪33‬اء ‪ ،102‬الق‪33‬ابس ‪ ،4‬المنتظم ‪ ،252 33:8‬منتهى المق‪33‬ال ‪ ،270‬منهج المق‪33‬ال ‪ ،215‬الن‪33‬ابس ‪ ،160‬النج‪33‬وم‬
‫الزاهرة ‪ ،82 :5‬نقد الرجال‪.‬‬

‫ص‪217 :‬‬

‫عين تلك اللّيلة‪ :‬الحسن بن مهدى السّليقى‪ ،‬و الش‪3‬يخ أب‪3‬و مح ّم‪3‬د الحس‪3‬ن بن عب‪3‬د الواح‪3‬د ال‪ّ 3‬زربي‪ ،‬و ّ‬
‫الش‪3‬يخ أب‪3‬و الحس‪3‬ن‬
‫اللّؤلؤى‪.‬‬
‫و كان يقول أ ّوال بالوعيد‪ -‬يعنى بعدم جواز عفو هّللا تعالى عن الكبائر عقال من غير توبة‪ ،‬كما علي‪33‬ه جماع‪33‬ة الوعيدي‪33‬ة‪.‬‬
‫مثل أبى القاسم البلخى و أتباعه ث ّم رجع‪.‬‬

‫و هاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السّالم خوفا من الفتن الّتى تج ّددت ببغداد‪ ،‬و احرقت كتبه و كرس‪ّ 3‬ى ك‪3‬ان يجلس‬
‫‪95‬‬
‫عليه للكالم‪.‬‬

‫الش‪3‬يخ المفي‪3‬د رحم‪3‬ه هّللا م‪ّ 3‬دة حيات‪3‬ه‪ ،‬ث ّم بع‪3‬د موت‪3‬ه‬
‫و كما ذكره صاحب «لؤلؤة البحرين» تل ّمذ عند وروده العراق على ّ‬
‫على السيّد المرتضى‪ ،‬و كان السيّد يجرى عليه فى ك ّل شهر إثنى عشر دينارا‪ ،‬كم‪33‬ا يج‪33‬رى على (س‪33‬ائر) تالمذت‪33‬ه ك‪ّ 3‬ل‬
‫بنسبته‪.‬‬

‫و له مشايخ أخر كابن الغضائرى و غيره من المذكورين فى كتب األخبار و الفهارس‪.‬‬

‫و له كتب عديدة ذكرها فى «الفهرست»‬

‫و كما نقله عن خطّ بعض من يعتمد عليه كان لما قدم أرض العراق ابن ثالث و عشرين سنة‪ ،‬و ّ‬
‫سن سيّدنا المرتض‪33‬ى‪.‬‬
‫رضى هّللا عنه إذ ذاك ثالث و خمسون سنة‪ ،‬فكانا متعاصرين فى العراق م ّدة ثمان و عشرين سنة‪ .‬و بقى ال ّشيخ رحمه‬
‫هّللا بعد السيّد المرتضى أربعا و عشرين سنة‪ ،‬فعلى هذا يكون عمره خمسا و سبعين سنة‪.‬‬

‫و كما نقله أيضا عن صورة إجازة بعض مشايخه المعاصرين كان هذا الشيخ المطلق رئيس م‪33‬ذهب الح ‪ّ 3‬‬
‫ق و إمام‪33‬ا فى‬
‫الفق‪33‬ه و الح‪33‬ديث‪ ،‬إاّل أنّ‪33‬ه ك‪33‬ان كث‪33‬ير االختالف فى األق‪33‬وال‪ ،‬و ق‪33‬د وق‪33‬ع ل‪33‬ه خب‪33‬ط عظيم فى كت‪33‬ابى االخب‪33‬ار فى تمحل‪33‬ه‬
‫لالحتماالت البعيدة و التّوجيهات الغير السديدة‪ ،‬و كانت له خي‪33‬االت مختلف‪33‬ة فى االص‪33‬ول‪ ،‬ففى «المبس‪33‬وط» و الخالف‬
‫مجتهد صرف و اصولى بحت‪ ،‬بل ربّما سلك مسلك العمل بالقياس و اإلستحسان فى كثير من مس‪33‬ائلهما‪ ،‬كم‪33‬ا ال يخفى‬
‫على من أرخى عنان النّظر فى مجالهما‪،‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬خالصة االقوال ‪148‬‬

‫ص‪218 :‬‬

‫صرف‪ ،‬بحيث أنّه ال يتجاوز فيها مضامين األخب‪33‬ار‪ ،‬و لم يتع‪ّ 3‬د من‪33‬اطيق‬ ‫و فى كتاب «النّهاية» سلك مسالك األخبارى ال ّ‬
‫اآلث‪33‬ار‪ -‬و إن نق‪3‬ل عن ص‪3‬احب اإلج‪3‬ازة أيض‪3‬ا أنّ‪3‬ه ق‪3‬ال بع‪33‬د ذل‪3‬ك‪ -‬و ق‪3‬د اعت‪3‬ذر بعض علمائن‪3‬ا بأنّ‪3‬ه س‪3‬لك فى الكت‪3‬ابين‬
‫المذكورين مسلك العا ّمة تقيّة و استصالحا و مماش‪33‬اة لهم؛ حيث انّهم ش‪3‬نّعوا على علم‪33‬اء ّ‬
‫الش‪3‬يعة ب‪33‬انّهم ليس‪33‬وا من أه‪33‬ل‬
‫االجتهاد و اإلستنباط‪ ،‬و ليس لهم قدرة على التفريع و اإلستدالل‪.‬‬

‫‪ )1 ( 95‬خالصة االقوال ‪148‬‬


‫‪3‬ان ّ‬
‫الش‪3‬يخ فى «النّهاي‪33‬ة» لم يس‪33‬لك مس‪33‬لك‬ ‫و أين هذا اإلعتذار من إعت‪33‬ذار الفاض‪33‬ل مح ّم‪33‬د بن إدريس الحلّى رحم‪33‬ه هّللا ب‪ّ 3‬‬
‫الفتوى‪ ،‬و انّما سلك مسلك ال ّرواية‪ ،‬و كتابه كتاب ال ّرواية‪ ،‬ال كتاب فتوى و دراية؛ ث ّم قال فى مقام تزييف اعت‪33‬ذار ذل‪33‬ك‬
‫البعض‪ :‬و لعمرى انّه ما أصاب و ال انّه عرف حقيقة الجواب‪ ،‬و إن كان ما ذكره (ذلك البعض) غ‪33‬ير مس‪33‬لّم‪ ،‬و الح‪33‬ق‬
‫ان ال ّشيخ صارت له ح‪3‬االت متناقض‪3‬ة‪ -‬و أم‪3‬ور متعارض‪3‬ة‪ ،‬النّ‪3‬ه ك‪3‬ان حدي‪3‬د ّ‬
‫ال‪3‬ذهن‪ ،‬ش‪3‬ديد الفهم‪ ،‬حريص‪3‬ا على ك‪3‬ثرة‬ ‫ّ‬
‫التّصانيف و جمع التّواليف‪.‬‬

‫و كما ذكره رحمه هّللا بعد نقل كالم صاحب اإلجازة إلى هذا المقام‪ -‬قد غف‪33‬ل ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه عن ش‪33‬ىء آخ‪33‬ر ه‪33‬و أش‪ّ 3‬د م ّم‪33‬ا‬
‫الس‪3‬هو و الغفل‪3‬ة و التّحري‪3‬ف و‬ ‫للش‪3‬يخ الم‪3‬ذكور س‪3‬يّما فى «التّه‪3‬ذيب» من ّ‬ ‫ذكره لمن تأ ّمل بحقيقة النّظر‪ ،‬و هو م‪3‬ا وق‪3‬ع ّ‬
‫النّقصان‪ ،‬فى متون االخبار و أسانيدها‪ ،‬و ق‪ّ 3‬ل م‪3‬ا يخل‪33‬و خ‪33‬بر عن علّ‪3‬ة من ذل‪3‬ك كم‪3‬ا ال يخفى على من نظ‪3‬ر فى كت‪3‬اب‬
‫«التنبيهات» الّذى صنّفه السيّد العالم‪33‬ة الس‪3‬يّد هاش‪33‬م البح‪3‬رانى فى رج‪33‬ال «الته‪33‬ذيب» و ق‪3‬د نبهّن‪3‬ا فى كتابن‪3‬ا «الح‪33‬دائق‬
‫النّاضرة‪ ،‬على ما وقع له من النّقصان فى مت‪33‬ون األخب‪33‬ار‪ ،‬حتّى أن كث‪33‬يرا م ّمن يعتم‪33‬د فى المراجع‪33‬ة علي‪33‬ه و ال يراج‪33‬ع‬
‫غيره من كتب االخبار وقعوا فى الغلط؛ و ارتكبوا فى التّفصى منه ال ّشطط‪ ،‬كما وقع لصاحب «المدارك» فى مواض‪33‬ع‬
‫من ذلك‪.‬‬

‫فان ال ّشيخ المذكور و إن كان فضله أعظم من أن تحويه السّطور‪ ،‬إال أنّه لمزيد االس‪33‬تعجال فى التّص‪33‬نيف‪ ،‬و‬‫و بالجملة ّ‬
‫الحرص على كثرة التّأليف‪ ،‬وسعة ال ّدائرة و اإلشتغال بالتّدريس و الفتوى و العلم و العمل و نحو ذلك؛ قد وقع فى ه‪33‬ذه‬
‫األحوال‬

‫ص‪219 :‬‬

‫الظّاهرة لك ّل من أعطى النّظر حقّة فى هذا المجال‪ ،‬جزاه هّللا تعالى عنّا و عن االسالم أفضل الجزاء‪ ،‬و ألحق‪33‬ه بنبيّ‪33‬ه و‬
‫آله صلوات هّللا عليهم فى ال ّدرجه العليا و المرتبة القصوى انتهى‪.96‬‬

‫و يشهد بما ذك‪33‬ره ص‪33‬احب «الّلؤل‪33‬ؤة» مض‪33‬افا إلى م‪33‬ا نقل‪33‬ه عن ك‪33‬اتب ه‪3‬ذه التخطئ‪33‬ة‪ ،‬كالم بعض أع‪33‬اظم المعلّقين على‬
‫ترجمة هذا ال ّشيخ الكبير‪ ،‬و كأنّه سميّنا المحقق ال ّشهير بمير ال ّداماد رحمة هّللا تعالى عليه به‪33‬ذا التّقري‪33‬ر‪ :‬و اعلم ّ‬
‫أن ك ‪ّ 3‬ل‬
‫ما وقع من ال ّشيخ الطّوسى رحمه هّللا من السّهو و الغفلة باعتبار كثرة تص‪33‬انيفه و مش‪33‬اغله العظيم‪33‬ة؛ فانّ‪33‬ه ك‪33‬ان مرج‪33‬ع‬
‫أن فض‪33‬الء تالمذت‪33‬ه الّ‪33‬ذين ك‪33‬انوا من‬ ‫فض‪33‬الء ال ّزم‪33‬ان‪ ،‬و س‪33‬معنا من المش‪33‬ايخ‪ ،‬و حص‪33‬ل لن‪33‬ا الظّ ّن أيض‪33‬ا من التتبّ‪33‬ع ّ‬
‫أن الخلفآء اعط‪33‬وه كرس ‪ّ 3‬ى الكالم‪ ،‬و‬ ‫المجتهدين‪ ،‬يزيدون على ثالثمأة فاضل من الخاصة و من العا ّمة ما ال يحصى؛ و ّ‬
‫أن أكثر التّصانيف كانت فى أزمنة الخلفآء العبّاسيّة‪ ،‬ألنّهم كانوا مب‪33‬الغين‬ ‫كان ذلك لمن كان وحيدا فى ذلك العصر‪ ،‬مع ّ‬
‫فى تعظيم العلماء و الفضالء من العامة و الخاصة و لم يكن إلى زمان شيخ الطّائفة تقيّة كثيرة؛ ب‪3‬ل ك‪3‬انت المباحث‪3‬ة فى‬
‫االصول و الفروع حتّى فى اإلمامة فى المجالس العظيمة‪.‬‬

‫‪ )1 ( 96‬لؤلؤة البحرين ‪298 -293‬‬


‫و ذكر ابن خلكان جماعة كثيرة من فضالء أصحابنا فى تاريخه و كانوا بحيث ال يمكنهم اإلخفاء‪ ،‬و مباحث‪3‬ات القاض‪3‬ي‬
‫عبد الجبّار و الباقالنى و غيرهما مع المفيد و و المرتضى و شيخ الطائفة مشهورة مذكورة فى تواريخ الخلف‪33‬آء‪ ،‬فله‪33‬ذه‬
‫المشاغل العظيمة يقع منه السّهو كثيرا إنتهى‪.‬‬

‫و نقل عن بعض محقّقى المتأ ّخرين و كأنّه المحقّق الخوانسارى ق ّدس سرّه أنّه قال‪ّ :‬‬
‫ان علماء ال ّشيعة قبل ّ‬
‫الش‪33‬يخ لم يكن‬
‫الن م‪33‬دار عملهم بأح‪3‬اديث كت‪33‬اب «الك‪33‬افى» و لم يكن بين أح‪33‬اديث كتاب‪33‬ه اختالف‪ ،‬و ل ّم‪33‬ا ص‪3‬نّف‬
‫بينهم كث‪3‬ير اختالف‪ّ ،‬‬
‫ال ّشيخ رحمه هّللا مص‪3‬نّفات كث‪33‬يرة‪ ،‬و جم‪3‬ع األح‪33‬اديث المختلف‪33‬ة؛ و اختل‪3‬ف فى كتب‪3‬ه فى فتاوي‪33‬ه اج‪3‬ترىء اإلماميّ‪33‬ة على‬
‫اإلختالف‪ ،‬فيكون قول ك ّل فى فتواه موافقا ألحد أقوال ال ّشيخ‪ ،‬و قلّما كان قول‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬لؤلؤة البحرين ‪298 -293‬‬

‫ص‪220 :‬‬

‫خارج عن أحد أقواله لعدم اجترائهم على ذلك‪ .‬ت ّم و هو كالم متين فى ح ّ‬
‫ق الرّجل‪.‬‬

‫و قد ذكره سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى فى «فوائد الرّجاليّة» بهذه الكيفيّة‪ :‬مح ّمد بن الحس‪33‬ن بن عل ّى الطوس‪33‬ى أب‪33‬و جعف‪33‬ر‬
‫شيخ الطّائفة المحقّه‪ ،‬و رافع أعالم ال ّشريعة الحقّه‪ ،‬إمام الفرقة بعد األئ ّمة المعصومين‪ 3،‬و عماد ال ّشيعة اإلماميّة فى ك ‪ّ 3‬ل‬
‫مهذب فنون المعقول و المسموع‪ ،‬شيخ الطّائف‪33‬ة علي اإلطالق‬ ‫ما يتعلّق بالمذهب و ال ّدين‪ ،‬محقّق األصول و الفروع‪ ،‬و ّ‬
‫و رئيسها الّذى تلوى إليه األعناق‪.‬‬

‫صنّف فى جميع علوم االسالم‪ ،‬و كان الق‪33‬دوة فى ذل‪33‬ك و اإلم‪33‬ام‪ :‬أ ّم‪33‬ا التّفس‪33‬ير فل‪33‬ه في‪33‬ه كت‪33‬اب «التّبي‪33‬ان» الج‪3‬امع لعل‪33‬وم‬
‫القرآن‪ ،‬و هو كتاب جليل كبير‪ ،‬عديم النّظير فى التّفاسير؛ و شيخنا الطّبرسى‪ -‬إمام التّفسير فى كتبه إليه يزدلف؛ و من‬
‫الش‪3‬يخ المحقّ‪33‬ق الم‪33‬دقّق مح ّم‪33‬د بن إدريس العجلى م‪33‬ع ك‪33‬ثرة‬ ‫بحره يغترف‪ ،‬و فى صدر كتاب‪33‬ه الكب‪33‬ير ب‪33‬ذلك يع‪33‬ترف‪ ،‬و ّ‬
‫وقائعه مع ال ّش يخ فى أكثر كتبه يقف عند تبيانه و يعترف بعظم شأن هذا الكتاب و استحكام بنيانه‪.‬‬

‫أقول و الكتاب المذكور هو فوق ما يقول و نقول‪ ،‬و حسب ال ّد اللة على اشتماله لجميل كل مدلول‪ ،‬و احتوائه لجليل ك ّل‬
‫مشمول‪ ،‬مع ندور ما يوجد فيه من أحاديث آل ال ّرسول‪ ،‬كالم صاحب تاريخ مصر المنقول عنه فى ذيل ترجم‪33‬ة ش‪33‬يخنا‬
‫المبرور المذكور‪ ،‬بما هو مطابق لعين هذا المقول‪ :‬فقيه اإلماميّة و عالمهم‪ ،‬و هو صاحب التّفسير الكبير الّ‪33‬ذى ه‪33‬و فى‬
‫عشرين مجلّدا‪ ،‬و له تصانيف اخر و كان مجاورا بمشهد النّجف‪ ،‬و توفّى بها‪ ،‬و كان رافضيّا قوى التّشيّع‪.97‬‬

‫‪ )1 ( 97‬النجوم الزاهرة ‪.82 :5‬‬


‫رجعنا إلي كالم صاحب «الفوائد» و أ ّما الحديث فإليه تش ّد الرحال؛ و به يبلغ رجاله منتهى اآلمال‪ ،‬و له في‪33‬ه من الكتب‬
‫األربعة الّتى هى أعظم كتب الحديث منزلة‪ ،‬و أكثرها منفعة‪ ،‬كتاب «التّهذيب» و كتاب «االستبص‪33‬ار» و لهم‪33‬ا المزي‪33‬ة‬
‫الظّاهرة باستقصاء ما يتعلّق بالفروع من األخبار‪ ،‬خصوصا‪« :‬التّهذيب» فانّه كان للفقيه فيما يبتغيه من‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬النجوم الزاهرة ‪.82 :5‬‬

‫ص‪221 :‬‬

‫روايات األحكام مغنيا ع ّما سواه فى الغالب‪ ،‬و ال يغنى عن‪3‬ه غ‪33‬يره غ‪33‬نى فى ه‪3‬ذا الم‪33‬رام‪ ،‬مض‪33‬افا إلى م‪33‬ا اش‪33‬تمل علي‪33‬ه‬
‫الكتابان من الفقه و االستدالل؛ و التّنبيه على األصول و الرّجال‪ ،‬و التّوفيق بين األخبار‪ ،‬و الجمع بينها بش‪33‬اهدى النّق‪33‬ل‬
‫أو االعتبار‪.‬‬

‫صناعة‪ ،‬و الملقى إليه زمام اإلنقياد و الطّاعة‪ ،‬و ك ّل من تأ ّخر عنه من الفقهاء األعيان فقد‬
‫و أ ّما الفقه فهو خرّ يت هذه ال ّ‬
‫تفقّ ه على كتبه‪ ،‬استفاد منها نهاية أربه و منتهى طلبه‪ ،‬و له فى هذا العلم‪ :‬كتاب «النّهاية» الّذى ض‪ّ 3‬منه مت‪33‬ون األخب‪33‬ار‪،‬‬
‫و كتاب «المبسوط» الّذى وسّع فيه التّفاريع و أودع فيه دقايق األنظار‪ ،‬و كتاب «الخالف» الّذى ناظر في‪33‬ه المخ‪33‬الفين‪،‬‬
‫و ذكر فيه ما اجتمعت عليه الفرقة من مسائل ال ّدين‪.‬‬

‫و له‪ :‬كتاب «الجمل و العقود» فى العبادات و االقتصاد فيها و فى العقائد االصول و «اإليج‪33‬از» فى الم‪33‬يراث و كت‪33‬اب‬
‫«يوم و ليلة» فى العبادات اليوميّة‪.‬‬

‫و أ ّما علم األصول و ال ّرجال فله فى األ ّول‪ :‬كتاب «الع ّدة» و هو أحسن كتاب صنف في األص‪33‬ول‪ ،‬و فى الثّ‪33‬انى كت‪33‬اب‬
‫«الفهرست» الّذى ذكر فيه أص‪33‬ول األص‪33‬حاب و مص‪3‬نّفاتهم و كت‪3‬اب «االب‪33‬واب» الم‪33‬رتّب على الطّبق‪33‬ات من أص‪3‬حاب‬
‫رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم إلى العلماء الّذين لم يدركوا أحدا من األئ ّمة عليهم السالم‪ ،‬و كتاب «االختي‪3‬ار» و‬
‫هو تهذيب كتاب معرفة الرّجال للكشى‪.‬‬

‫و له‪ :‬كتاب «تلخيص ال ّشافى» فى اإلمامة‪ ،‬و كتاب «المفص‪33‬ح» فى االمام‪33‬ة؛ و كت‪33‬اب «م‪33‬ا ال يس‪33‬مع المكلّ‪33‬ف اإلخالل‬
‫به»‪.‬‬

‫و كتاب «ما يعلل و ما ال يعلل» و «شرح جمل العلم و العمل» م‪33‬ا يتعلّ‪3‬ق من‪33‬ه باالص‪3‬ول‪ ،‬و كت‪3‬اب فى اص‪3‬ول العقاي‪3‬د‬
‫كبير‪ ،‬خرج منه الكالم فى التّوحي‪33‬د‪ ،‬و ش‪33‬ىء من الع‪33‬دل‪ :‬و مق ّدم‪33‬ة فى ال‪ّ 3‬دخول إلى علم الكالم‪« ،‬و هداي‪3‬ة المسترش‪33‬د و‬
‫بصيرة المتعبّد» و كتاب «مصباح المته ّجد» و كتاب «مختصر المصباح» و «مناسك الحجّ» مجرّد العم‪33‬ل و األدعي‪33‬ة‬
‫و كتاب «المجالس و األخبار» و كتاب «مقتل الحسين عليه السّالم» و كتاب «أخبار المخت‪33‬ار» و كت‪33‬اب «النّقض على‬
‫ابن شاذان فى مسألة الغار» و مسألة فى العمل بخير الواحد‪ ،‬و مسألة فى تحريم‬
‫ص‪222 :‬‬

‫الفقاع» و «المسائل الرجبية» فى آى القرآن و «المسألة ال ّرازية» فى الوعيد و «المسآئل الجنبالئية» أربع و عش‪33‬رون‬
‫مسألة و «المسائل الدمشقيّة» اثنتى عشرة مس‪33‬ألة و «المس‪33‬ائل االلياس‪3‬يّة» م‪33‬أة مس‪33‬ألة‪ ،‬فى فن‪33‬ون مختلف‪33‬ة‪ ،‬و «المس‪33‬ائل‬
‫الحائرية» نحو ثالثمأة مسألة و «المسائل الحلبيّة» و «مسائل فى الفرق بين النّب ّي و اإلمام» و «مسائل ابن ال‪33‬براج» و‬
‫كتاب «انس الوحيد» مجموع‪.‬‬

‫هذه جملة الكتب الّتى ذكرها فى «الفهرست» و له كتاب «الغيبة» كت‪33‬اب حس‪33‬ن مش‪33‬هور‪ -،‬قلت و ه‪33‬و فى إثب‪33‬ات غيب‪33‬ة‬
‫صاحب ال ّزمان عليه السّالم‪ ،‬و بي‪33‬ان ش‪33‬واهدها و أس‪33‬بابها‪ ،‬و س‪33‬ائر م‪33‬ا يتعلّ‪33‬ق ببابه‪33‬ا فيم‪33‬ا يق‪33‬رب من «اكم‪33‬ال» ش‪33‬يخنا‬
‫ال ّ‬
‫صدوق؛ و قد كتب فى هذا المعنى جماعة من علماء تلك األعصار‪ ،‬مذكورة فى ط ّى كتب التراجم و اآلثار‪.‬‬

‫رجعنا إلى تتّمة كالم السيّد المهدي ق ّدس سرّه ال ّزكى النّقى‪ ،‬و عن الحسن بن مهدى السّليقى أحد تالمذة ال ّشيخ‪ -‬يريد ب‪3‬ه‬
‫ان من مصنّفاته الّتى لم يذكرها فى «الفهرست» كتاب «شرح ّ‬
‫الش‪33‬رح» فى‬ ‫من تق ّدمت اإلشارة إليه فى صدر العنوان‪ّ -‬‬
‫االصول‪ ،‬و هو كتاب مبسوط امالء علينا منه شيئا صالحا‪ ،‬و مات رحمه هّللا و لم يتمه‪ ،‬و لم يصنّف مثله انتهى‪.‬‬

‫و أوّل مصنّفات ال ّشيخ فى الفقه كتاب «النّهاية» و آخرها «المبسوط» كما يظهر من كالم‪33‬ه فى خطب‪33‬ة ه‪33‬ذا الكت‪33‬اب‪ ،‬و‬
‫كتاب «الجمل و العقود» و من إحالته فيه فى ع ّد ة مواضع على سائر كتبه‪ ،‬منها ما ذكره فى كتاب الميراث حيث حكى‬
‫اختالف األصحاب فى ذلك‪ ،‬ث ّم قال‪ :‬و منهم من ذهب إلى انّهم يرثون بالنّسب و الس‪33‬بب الص‪33‬حيحين و الفاس‪33‬دين و ه‪33‬و‬
‫الذى اخترته فى سائر كتبى فى «النّهاية» «و الخالف» و «االيجاز» فى الفرائض و «تهذيب األحكام» و غير ذلك‪.‬‬

‫و قد ذكر فى أ ّول «المصباح» ما يد ّل على تأ ّخره عن جميع كتبه الفقهيّة حتّى «المبسوط» و معرفة ترتيب التّص‪33‬انيف‬
‫أمر مه ّم يحتاج إليه الفقيه فى اإلجماع و الخالف‪ ،‬كما نبهّنا عليه سابقا‪ .‬و كتاب «المبسوط» كتاب جليل عظيم النّف‪33‬ع و‬
‫هو كما‬

‫ص‪223 :‬‬

‫قال مصنّفه فيه و فى «الفهرست» أنّه كتاب لم يصنّف مثله و ال نظير له فى كتب األص‪3‬حاب و ال فى كتب المخ‪3‬الفين‪،‬‬
‫و هو أحد و ثمانون كتابا مفصّلة فى «الفهرست»‬

‫و قد ذكر فى مفتتحه أنّه كان على قديم الوقت و حديثه متشوق النّفس إلى عمل مثل هذا الكت‪33‬اب‪ ،‬ق‪33‬ال‪ :‬و ك‪33‬ان يقطع‪33‬نى‬
‫عن ذلك القواطع‪ ،‬و يشغلنى ال ّشواغل‪ ،‬و يضعف نيّتى أيضا فيه‪ ،‬قلّة رغبة هذه الطّائفة فيه‪ ،‬و ترك عن‪33‬ايتهم ب‪33‬ه‪ ،‬ألنهم‬
‫ان مسألة لو غيّر لفظه‪33‬ا و عبّ‪3‬ر عن معناه‪3‬ا بغ‪33‬ير اللّف‪33‬ظ المعت‪33‬اد لهم‪،‬‬
‫القوا األخبار و ما رووه من صريح األلفاظ حتّى ّ‬
‫تع ّجبوا منها و قصر فهمهم عنها‪ ،‬و كنت عملت على قديم الوقت كتاب «النّهاية» و ذكرت فيه جميع ما رواه أص‪33‬حابنا‬
‫فى مصنّفاتهم و أصولها من المسآئل و فرقوه في كتبهم‪ ،‬قال و أوردت جمي‪33‬ع ذل‪33‬ك أو أك‪33‬ثره باأللف‪33‬اظ المنقول‪33‬ة حتّى ال‬
‫يستوحشوا من ذلك و عملت بآخره مختصر جمل العقود فى العبادات سلكت فيه طريق االيجاز و اإلختصار و وع‪33‬دت‬
‫صة ينضاف إلى كتاب «النّهاية» و يجتمع معه يكون كامال فى جميع ما يحتاج إليه‪.‬‬
‫فيه أن أعمل كتابا فى الفروع خا ّ‬

‫ألن الفرع انّما يفهم إذا ضبط األصل معه فعدلت إلى عمل‬
‫أن ذلك يكون مبتورا يصعب فهمه على النّاظر فيه ّ‬ ‫ث ّم رأيت ّ‬
‫كتاب يشتمل على عدد جميع كتب الفقه الّتى فصلّها الفقهآء و هى نحو من ثمانين كتابا على غاية ما يمكن تلخيص‪33‬ه من‬
‫األلفاظ‪ ،‬و اقتصرت فيه على مج ّرد الفقه دون األدعية و اآلداب‪ ،‬و أعقّد فيه األبواب و أقسّم فيه المسائل‪ ،‬و أجم‪33‬ع بين‬
‫النّظائر و استوفيه غاية اإلستيفاء‪ ،‬و أذكر أكثر الفروع الّتى ذك‪3‬ر المخ‪3‬الفون و أق‪3‬ول‪ :‬م‪3‬ا عن‪3‬دى في‪3‬ه على م‪3‬ا تقتض‪3‬يه‬
‫مذاهبنا و توجبه أصولنا بعد أن أذكر جميع أصول المسائل‪ ،‬و إذا كانت المسألة او الفرع ظاهرا اقنع فيه بمجرّد الفتيا؛‬
‫و إن كانت المسألة أو الفرع غريبا أو مشكال أومى إلى تعليلها و وجه دليلها ليكون النّاظر فيها غ‪33‬ير مقلّ‪33‬د و ال منحت؛‬
‫و إذا كانت المسألة أو الفرع م ّما فيه أقوال العلماء ذكرتها و بيّنت عللها و الصّحيح منه‪33‬ا و األق‪33‬وى‪ ،‬و ابنّ‪33‬ه على جه‪33‬ة‬
‫دليلها ال على وجه القياس‪ ،‬و إذا شبهت شيئا بشىء فعلى جهة المثال ال على حمل إحديهما على األخرى أو على وج‪33‬ه‬
‫الحكاية‬

‫ص‪224 :‬‬

‫صحيح‪ ،‬و ال أذكر أسماء المخالفين فى المسألة لئاّل يطول الكتاب‪ ،‬و ق‪33‬د ذك‪33‬رت ذل‪33‬ك فى‬
‫عن المخالفين دون االعتبار ال ّ‬
‫مسائل الخالف مستوفى‪ ،‬و إذا كانت المسألة ال ترجيح فيها لألق‪33‬وال و تك‪33‬ون متكافئ‪33‬ة وقفت فيه‪33‬ا و تك‪33‬ون المس‪33‬ألة من‬
‫باب التخييّر‪ ،‬و هذا الكتاب إذا سهل هّللا إتمامه يكون كتابا ال نظ‪33‬ير ل‪33‬ه فى كتب أص‪33‬حابنا و ال فى كتب المخ‪33‬الفين النى‬
‫إلى اآلن ما عرفت ألحد من الفقهاء كتابا واحدا يشتمل على األص‪33‬ول و الف‪33‬روع مس‪33‬توفا م‪33‬ذهبنا ب‪33‬ل كتبهم و إن ك‪33‬انت‬
‫كثيرة فليس يشتمل عليها كتاب واحد‪ ،‬و أ ّما أصحابنا فليس لهم فى هذا المعنى شىء يش‪3‬ار إلي‪3‬ه ب‪3‬ل لهم مختص‪3‬رات‪ ،‬و‬
‫أوفى ما عمل فى هذا المعنى كتابنا «النّهاية» و هو على ما قلت فيه‪.‬‬

‫هذا كالمه رحمه هّللا نقلناه بطوله لما فيه من الفوائد الكثيرة لمن ت‪3‬دبّر ذل‪33‬ك و تأ ّم‪33‬ل‪ ،‬و من جمل‪3‬ة فوائ‪33‬ده م‪33‬ا أش‪3‬رناه فى‬
‫فان هذا شىء عظيم النّفع عند إعواز األحاديث‪.‬‬ ‫وصف كتاب «النّهاية» من انّه نقل متون األخبار أو مضامينها‪ّ ،‬‬

‫و قد ذكر ال ّشيخ طاب ثراه ك ّل من تأ ّخر عنه من علماء ال ّشيعة وفقائهم‪ ،‬و أكثروا الثّناء و االطراء عليه و على كتبه‪:‬‬

‫و قال النّجاشى و هو من معاصريه‪ :‬مح ّمد بن الحسن بن عل ّى الطّوس‪33‬ى أب‪33‬و جعف‪33‬ر جلي‪33‬ل فى أص‪33‬حابنا‪ ،‬ثق‪33‬ة عين‪ ،‬من‬
‫تالمذة شيخنا أبيعبد هّللا المفيد‪ ،‬له كتب ث ّم ذكر كثيرا مما تق ّدم من مصنّفاته‪.‬‬

‫و قال العاّل مة رحمه هّللا شيخ اإلماميّة و وجههم إلى أن قال بعد نقله تمام عبارة «الخالصة» الّتي ق ‪ّ 3‬دمنا اإلش‪33‬ارة إليه‪33‬ا‬
‫‪98‬‬
‫بالمعنى‪.‬‬

‫‪ -)1 ( 98‬رجال النجاشى ‪ 316‬طبع ايران‬


‫و قال ابن داود‪ :‬شيخنا شيخ الطائفة و عمدتها ق ّدس هّللا روحه «لم» أوضح من أن يوضح حاله‪ ،‬ولد فى شهر رمض‪33‬ان‬
‫سنة خمس و ثمانين و ثالثمأة‪ ،‬و قدم العراق فى سنة ثمان و أربعمأة‪ ،‬و توفى ليلة اإلثنين ثانى عش‪3‬ر المح‪3‬رّم من س‪3‬نة‬
‫ستّين و أربعمأة بالمشهد‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬رجال النجاشى ‪ 316‬طبع ايران‬

‫ص‪225 :‬‬

‫ال ّشريف الغروى‪ ،‬و دفن بداره‪.99‬‬

‫و قال السّروى‪ -‬يعنى به ابن شهر آشوب المازندرانى اآلتى ذكره و ترجمته عن قريب إنش‪33‬اء هّللا فى «معالم‪33‬ه» ت‪33‬وفّى‬
‫‪100‬‬
‫بمشهد أمير المؤمنين عليه السّالم فى آخر المح ّرم سنة ثمان و خمسين و أربعمأة‬

‫الش ‪3‬هر و بين األولين و الثّ‪33‬الث فى ّ‬


‫الس ‪3‬نين أيض‪33‬ا و األثبت وفات‪33‬ه ع‪33‬ام س ‪3‬تّين‪ .‬و فى‬ ‫و بين التّ‪33‬واريخ اختالف فى أيّ‪33‬ام ّ‬
‫«الوجيزة»‪ -‬يعنى بها مختصر سميّنا العاّل مة المجلسى فى الرّجال‪ :-‬مح ّمد بن الحسن الطّوسى فض‪33‬له و جاللت‪33‬ه أش‪33‬هر‬
‫‪101‬‬
‫من أن يحتاج إلى البيان‬

‫و قد ذكر ال ّشيخ رض‪33‬ى هّللا عن‪33‬ه جماع‪33‬ة من المخ‪33‬الفين أيض‪33‬ا فعن ابن الج‪33‬وزى فى تاريخ‪33‬ه فيمن ت‪33‬وفّى س‪33‬نة س‪3‬تّين و‬
‫‪102‬‬
‫أربعمأة من األكابر‪ :‬أبو جعفر الطّوسى فقيه ال ّشيعة توفّى بمشهد أمير المؤمنين عليه السّالم‪.‬‬

‫و حكى القاضى فى «مجالسه» عن ابن كثير ال ّشامى انّه قال فيه انّه كان فقيه ال ّشيعة مشتغال باإلف‪33‬ادة فى بغ‪33‬داد إلى أن‬
‫وقعت الفتنة بين ال ّشيعة و السنّة سنة ثمان و أربعين و أربعمأة و احترقت كتبه و داره فى باب الكرخ فانتق‪33‬ل من بغ‪33‬داد‬
‫إلى النّجف و بقى هناك الى أن توفّى فى شهر المحرّم سنة ستّين و أربعمأة‪ 103‬و عن «تاريخ مصر و الق‪33‬اهرة» لبعض‬
‫ان أبا جعفر الطّوسى فقيه االماميّة و ع‪3‬المهم‪ ،‬و ص‪3‬احب التّص‪3‬انيف منه‪3‬ا تفس‪3‬ير كب‪3‬ير فى عش‪33‬رين مجلّ‪3‬دا‬ ‫األشاعرة‪ّ :‬‬
‫‪104‬‬
‫جاور النّجف و مات فيه و كان رافضيّا قوى التّشيّع‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬رجال ابن داود الحلى ‪ 306‬برقم ‪ 1327‬طبع دانشگاه طهران‬

‫‪ )1 ( 99‬رجال ابن داود الحلى ‪ 306‬برقم ‪ 1327‬طبع دانشگاه طهران‬


‫‪ )2 ( 100‬معالم العلماء ‪114‬‬
‫‪ )3 ( 101‬راجع ص ‪ 163‬من الوجيزة للمجلسى الثانى الملحقة بآخر خالصه االقوال‪.‬‬
‫‪ )4 ( 102‬المنتظم ‪252 :8‬‬
‫‪ )5 ( 103‬البداية و النهاية ‪97 :2‬‬
‫‪ )6 ( 104‬النجوم الزاهرة ‪82 :5‬‬
‫(‪ )2‬معالم العلماء ‪114‬‬

‫(‪ )3‬راجع ص ‪ 163‬من الوجيزة للمجلسى الثانى الملحقة بآخر خالصه االقوال‪.‬‬

‫(‪ )4‬المنتظم ‪252 :8‬‬

‫(‪ )5‬البداية و النهاية ‪97 :2‬‬

‫(‪ )6‬النجوم الزاهرة ‪82 :5‬‬

‫ص‪226 :‬‬

‫صحابة و كتابه «المصباح» يشهد ب‪33‬ذلك‪،‬‬ ‫و حكى جماعة انّه و شى بال ّشيخ إلى الخليفة العبّاسى انّه و أصحابه يسبون ال ّ‬
‫أن من دعاء يوم عاشورا اللّه ّم خصّ أنت أ ّول ظالم باللّعن منّى و أب‪33‬دأ ب‪3‬ه أوّال ث ّم الثّ‪3‬انى ث ّم الث‪3‬الث ث ّم الرّاب‪3‬ع‪،‬‬
‫فانّه ذكر ّ‬
‫ألّله ّم اللعن يزيد بن معاوية خامسا‪ ،‬فدعى الخليفة بال ّشيخ و لكتاب‪ ،‬فل ّما حضر ال ّشيخ و وقف على القص‪33‬ة ألهم‪33‬ه هّللا أن‬
‫قال ليس المراد من هذه الققرات ما ظنّه السعاة بل المراد باألوّل‪:‬‬

‫سن القتل و الظّلم‪ ،‬و بالثّانى قيداز عاقر ناقة صالح‪ ،‬و بالثّ‪33‬الث قات‪33‬ل يح‪33‬يى بن زكريّ‪33‬ا‬
‫قابيل قاتل هابيل‪ ،‬و هو اوّل من ّ‬
‫قتله الجل بغى من بغايا بنى إسرائيل‪ ،‬و ب‪3‬الرّابع عب‪3‬د الرّحم‪3‬ان بن ملجم قات‪3‬ل عل ّي ابن أبي ط‪3‬الب علي‪3‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم؛ فل ّم‪3‬ا‬
‫‪105‬‬
‫سمع الخليفة من ال ّشيخ تأويله و بيانه قبل منه و رفع شأنه و انتقم من السّاعى و أهانه‬

‫و يستفاد من تاريخ تولّد ال ّشيخ رحمه هّللا و وفاته انّ‪33‬ه ق‪33‬د عم‪33‬ر خمس‪33‬ا و س‪33‬بعين س‪33‬نة‪ ،‬و أدرك تم‪33‬ام الطّبق‪33‬ة التّاس‪33‬عة و‬
‫صدوق بأربع سنين‪ ،‬فانّه سنة إح‪33‬دى‬ ‫خمس عشرة سنة من الثّامنة‪ ،‬و عشر سنين من العاشرة‪ ،‬فيكون قد ولد بعد وفاة ال ّ‬
‫و ثمانين و ثالثمأة؛ كما سيجىء فى ترجمته إنشاء هّللا تعالى‪.‬‬

‫و يعلم من تاريخ وروده العراق‪ -‬و هى سنة ثمان و أربعمأة ان مقامه فيها مع ال ّشيخ المفيد‪ ،‬رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬ك‪33‬ان نح‪33‬وا من‬
‫خمسن سنين‪ ،‬فانّه توفّى سنة ثالث عشرة و أربعمأة‪ ،‬و مع السيّد المرتضى رحمه هّللا نحوا من ثم‪33‬ان و عش‪33‬رين س‪33‬نة‪،‬‬
‫ست و ثالثين و أربعمأة‪ ،‬فيكون قد بقى بعده أربعا و عشرين سنة‪ ،‬اثنى عش‪33‬رة س‪33‬نة منه‪33‬ا فى بغ‪33‬داد‪ ،‬و‬ ‫النّه توفّى سنة ّ‬
‫مثلها فى المشهد الغروي‪ ،‬و توفّي فيه و دفن فى داره‪ ،‬و قبره مزار معروف‪ ،‬و داره و مسجده و آثاره باقية إلى اآلن‪،‬‬
‫و قد ج‪ّ 3‬دد مس‪3‬جده فى ح‪3‬دود س‪3‬نة ثم‪3‬ان و تس‪3‬عين من الم‪3‬أة الثّاني‪3‬ة بع‪3‬د االل‪3‬ف‪ ،‬فص‪3‬ار من أعظم المس‪3‬اجد فى الغ‪3‬رّى‬
‫صلحآء من أهل السّعادة رحمه هّللا انتهى‪.106‬‬
‫المشرف‪ ،‬و كان ذلك بترغيبنا بعض ال ّ‬

‫‪ -)1 ( 105‬مجالس المؤمنين ‪481 :1‬‬


‫‪ -)2 ( 106‬الفوائد الرجالية ‪240 -227 :3‬‬
‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬مجالس المؤمنين ‪481 :1‬‬

‫(‪ -)2‬الفوائد الرجالية ‪240 -227 :3‬‬

‫ص‪227 :‬‬

‫و المسجد المذكور هو الواقع فى محلّة خلف الحض‪3‬رة المق ّدس‪33‬ة مش‪33‬هورا بمس‪33‬جد الطّوس‪33‬ى من ه‪3‬ذه الجه‪3‬ة‪ ،‬ب‪3‬ل الب‪33‬اب‬
‫المفتوح إلي تلك المحلّة من ال ّ‬
‫صحن المطهر أيضا يعرف بهذه النّسبة‪ ،‬و ق‪33‬بر ش‪33‬يخنا المرح‪33‬وم ق‪33‬د اتّف‪33‬ق اآلن فى ص‪33‬فة‬
‫قبلة ذلك المسجد‪ ،‬وسط اسطوانتين‪ ،‬و من عجيب ماطرأ بعد ذلك من تصاريف األيّام أن وقع فيما هنا ل‪33‬ك أيض‪33‬ا مرق‪33‬د‬
‫صاحب ما نقلناه من الكالم إلى هذا المقام‪ ،‬و هو سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى ب‪3‬رّد هّللا مض‪33‬جعه البه ّى ال‪ّ 3‬زك ّى‪ ،‬فانّ‪33‬ه واق‪33‬ع‬
‫فيما يلى جهة مغرب ذلك البيت المعمور‪ ،‬على يسار ال ّداخل إلي‪33‬ه من الب‪33‬اب المش‪33‬هور‪ ،‬و كأنّ‪33‬ه ك‪33‬ان بم‪33‬وجب توص‪33‬يته‬
‫بذلك األصحاب و األحباب‪ ،‬من غاية محبّته لمجاورة ذل‪33‬ك الجن‪33‬اب‪ ،‬تحت ظ‪ّ 3‬ل مرحم‪33‬ة موالن‪33‬ا و م‪33‬ولى المؤم‪33‬نين أبى‬
‫تراب‪ ،‬عليه سالم هّللا العزيز الوهّاب‪ ،‬رزقنا هّللا مثل هذه السّعادة العظيمة فى الحياة و عن‪33‬د الوف‪33‬اة‪ ،‬و وقى هّللا عظامن‪33‬ا‬
‫ال ّرميمة بحرمة صاحب تلك البلدة الكريمة‪ ،‬من ال ّدواهى و اآلفات‪ ،‬حتّى نخرج تحت علمه المنشور إلى ميقات النّش‪33‬ور‬
‫و نأمن بيمن حضرته المق ّد سة من صوالت الحضور‪ ،‬و سؤات البشور‪ ،‬منادين عند نسولنا من مكاننا المحفور‪ ،‬بلساننا‬
‫المغفور‪ ،‬و بياننا المزفور‪ ،‬بلدة طيّبة و ربّ غفور‪ ،‬آمين ربّ العالمين برتبة أوليائك المقرّبين‪.‬‬

‫ان لهذا ال ّشيخ المتق ّدم العميد من المشايخ‬


‫ان ينبّه عليهما فى أثر هذا العنوان‪ :‬أحدهما ّ‬
‫ث ّم ليعلم ان هيهنا بقي شيئان ينبغى ّ‬
‫و المح ّدثين و األساتيد ما ال يوجد ألحد من الطّائف‪33‬ة مثل‪33‬ه‪ ،‬و من ك‪33‬ثرة فض‪3‬ايل أولئ‪33‬ك أيض‪3‬ا يظه‪33‬ر ل‪33‬ك فض‪3‬له و نبل‪3‬ه‪،‬‬
‫فليحط علمك فى مثل هذه التّ رجمة بأسمائهم ال محالة‪ ،‬كيال تكون على العمة فى تيهاء جاللة مقداره بعد هذه الحال‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫كذلك له من التّالميذ و رجال الحوزة و طاّل ب الحضره و اآلخذين من بركات ذلك النّفس الّذى قد شرحنا ل‪33‬ك نوال‪33‬ه‪ ،‬و‬
‫حضره جماعة فوق كثير من الجماعات جميعهم من أرباب المراتب و المناعات مع اإلعتقاد الكامل لهم بصحّة طري‪33‬ق‬
‫استنباطاته بحيث قد عدوا من مقلدته فيما وافقوه من مسائل خالفاته‪.‬‬

‫أن تبويب مصنّفاته الموجودة إلى هذا ال ّزمان و ترتيبها و بديع ك ّل‬
‫و ثانيهما ّ‬

‫ص‪228 :‬‬

‫ما اشتملت عليه وحوشها و غريبها ما هى؛ و ما هو الملحوظ له فى كثير من تل‪33‬ك المص‪3‬نّفات و ال‪ّ 3‬داعى ل‪3‬ه إليه‪3‬ا حتّى‬
‫يكون المطالع لها على بصيرة من األمر‪ ،‬غير مس‪33‬ند إلي‪3‬ه م‪33‬ا ليس ل‪33‬ه من الق‪33‬ول‪ ،‬و يش‪33‬كر س‪33‬عيه الجمي‪33‬ل فى تنقيح م‪33‬ا‬
‫صنعه على سبيل التّفصيل‪ ،‬فا ّما الكالم على المرحلة األولى منهما بحسب ما هو المحقّق لدينا أو المنقول إلين‪33‬ا فه‪33‬و إنّ‪33‬ا‬
‫نقول بعد التّو ّكل على إلهن‪3‬ا الغاي‪33‬ة ّ‬
‫للس‪3‬ؤل‪ ،‬ث ّم التّ ّ‬
‫وس‪3‬ل بأذي‪33‬ال الرّس‪33‬ول و آل الرّس‪3‬ول‪ ،‬أ ّم‪33‬ا القبيل‪33‬ة األوّل‪3‬ون و مش‪33‬يخته‬
‫المجلّلون المفضّلون‪ 3،‬فمنهم بعد شيخنا المفيد‪ ،‬و سيّدنا المرتضى‪ ،‬و جماعة أخرى لهم عنوانات عليحدة فيما يجيىء أو‬
‫ما مضى هو‪ :‬أحمد بن إبراهيم القزوينى‪ ،‬و أحمد بن عبدون الفراز‪ ،‬و أحمد بن مح ّمد بن موس‪33‬ى األه‪33‬وازى‪ ،‬و جعف‪33‬ر‬
‫بن الحسين الق ّمى‪ 3،‬و الحسين بن القاسم العلوى‪ ،‬و الحسين بن إبراهيم القزوينى‪ ،‬و الحسين بن عبي‪33‬د هّللا الغض‪33‬ائرى‪ ،‬و‬
‫عل ّى بن أحمد بن أبى جيد‪ ،‬و على بن شبل بن راشد‪ ،‬و مح ّمد بن س‪3‬ليمان الحم‪3‬دانى‪ ،‬و هالل بن مح ّم‪3‬د الحف‪3‬ار‪ ،‬و أب‪3‬و‬
‫ط‪33‬الب بن غ‪33‬رور‪ ،‬و أب‪33‬و عل ّى بن ش‪33‬اذان و جماع‪33‬ة من علم‪33‬آء العا ّم‪33‬ة المش‪33‬ار إلى اس‪33‬مائهم و ص‪33‬فاتهم فى كتاب‪33‬ه‬
‫«المجالس» و غيره مثل أبى مح ّم د الفحام على بن محمد بن خنيس‪ ،‬و أبى القاسم بن الوكيل‪ ،‬و الفجي‪33‬ع العقيلى‪ ،‬و أبى‬
‫عمير بن المهدى‪ ،‬فليالحظ‪.‬‬

‫و أ ّم ا تالمذة مجلسه المنيف فمن جملة مشاهيرهم المستنبطة اسماؤهم من التّضاعيف بع‪3‬د ول‪33‬ده الجلي‪33‬ل الثّق‪3‬ة العين أبى‬
‫عل ّى الحسن بن ال ّش يخ‪ ،‬صاحب كتاب «المجالس» و غيره هو أبو ابراهيم إسماعيل بن مح ّم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن مح ّم‪33‬د بن‬
‫الحسين بن بابويه الق ّمى‪ ،‬و أخوه أبو طالب إسحاق بن مح ّمد‪ ،‬و ال ّشيخ العدل الثّقة آدم بن يونس بن المهاجر النسفى‪ ،‬و‬
‫الص‪3‬الح الحل‪3‬بى‪،‬‬ ‫ال ّشيخ الفقيه ال ّدين أبو الخ‪3‬ير برك‪3‬ة بن محم‪3‬د بن برك‪3‬ه األس‪3‬دى‪ ،‬و ّ‬
‫الش‪3‬يخ العلم العين المش‪3‬هور أب‪3‬و ّ‬
‫المتق ّدم ذكره فى باب التّاء‪ -‬و السيّد الثّقة المح ّدث أبو إبراهيم جعفر بن عل ّى بن جعفر الحسينى‪ ،‬و شيخ االسالم الحسن‬
‫بن بابويه الق ّمى‪ ،‬و الفقيه الثّقة الوجيه الكبير محيى ال ّدين ابو عبد هّللا الحسن بن المظفّر الهمدانى‪ ،‬و ال ّشيخ الثّق‪33‬ة الفقي‪33‬ه‬
‫أبو مح ّمد الحسن بن عبد العزيز الجبهانى‪ ،‬و الفقيه‬

‫ص‪229 :‬‬

‫الثّقة ال ّشيخ اإلمام موفّق ال ّدين و الفقيه الثّقة الحسين بن الفتح الواعظ الجرجانى‪ ،‬و السيّد الفقيه أب‪3‬و مح ّم‪33‬د زي‪3‬د بن عل ّى‬
‫الش ‪3‬يخ س‪33‬لمان بن الحس‪33‬ن بن س‪33‬لمان‬ ‫بن الحس‪33‬ين الحس‪33‬نى‪ ،‬و الس‪33‬يد اب‪33‬و الصّمص‪33‬ام ذو الفق‪33‬ار بن معب‪33‬د الحس‪33‬ينى‪ ،‬و ّ‬
‫الص‪3‬لت مح ّم‪3‬د بن عب‪3‬د الق‪3‬ادر‪ ،‬و ّ‬
‫الش‪3‬يخ الفقي‪3‬ه‬ ‫الصهرشتي‪ ،‬و ال ّشيخ الفقيه الثّقة صاعد بن ربيعان‪ ،‬و ال ّشيخ الفقيه أبو ّ‬
‫المشهور سعد ال ّدين ابن البراج‪ ،‬و ال ّشيخ المفيد المق ّدم عبد ال ّرحمان بن احمد النّيسابورى‪ ،‬و المفيد اآلخ‪33‬ر عب‪33‬د الجبّ‪33‬ار‬
‫بن عل ّى المقرّى الرّازى‪ ،‬و ال ّشيخ عل ّى بن عبد الصّمد التّميمى السّبزوارى‪ ،‬و ال ّشيخ عبيد هّللا بن الحسن بابوي‪33‬ه الق ّمى‪،‬‬
‫الش‪3‬يخ الثّق‪33‬ة الفقي‪33‬ه ك‪33‬ردى بن عك‪33‬برى بن‬
‫الس‪3‬امانى و ّ‬
‫و األمير الفاضل ال ّزاهد الورع غازى بن أحمد بن أبى منصور ّ‬
‫كردى الفارسى‪ ،‬و السيّد المرتضى أبو الحسن المطهّر ابن أبي القاسم ال ّديباجى‪ ،‬و ال ّشيخ الثقة الفقيه أبو عبد هّللا محم‪33‬د‬
‫بن هبة هّللا الورّاق‪ ،‬و ال ّشيخ أبو جعفر مح ّمد بن عل ّى بن محسن الحلبي‪ ،‬و ال ّشيخ أبو سعد منص‪33‬ور بن الحس‪33‬ين اآلبي؛‬
‫و ال ّشيخ اإلمام جمال ال ّدين مح ّمد بن أبى القاسم الطّبرى‪ ،‬و السيّد الفقيه المح ّدث القّقة ناص‪33‬ر ال ‪ّ 3‬دين الرض ‪ّ 3‬ى بن مح ّم‪33‬د‬
‫الحس‪33‬ينى‪ ،‬و مح ّم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن على الفت‪33‬ال‪ -‬اآلتى ذك‪33‬ره و ترجمت‪33‬ه عنق‪33‬ريب ب‪33‬ل الش‪33‬يخ الع‪33‬الم الم‪33‬ؤتمن أب‪33‬و الفتح‬
‫الكراجكى المتق ّدم ذكره على التّفصيل‪ -‬كما عرفته ث ّم ة مع تمام ما فيه من الكالم الطويل؛ و ناهيك بذا شهادة على ك‪33‬ون‬
‫ال ّرجل من أعالم هذا ال ّدين‪ ،‬و فى أعلى درجة من العلم و العقل و الجاللة و التّمكين‪.‬‬

‫و أما الكالم على المرحلة الثّانية الّتى هى بيان أوضاع بعض ما له من المصنّفات فمن جملة ذلك ّ‬
‫ان المس‪33‬تفاد من تتبّ‪33‬ع‬
‫إن وضعه إنّما هو لمطلق جمع األحاديث م‪33‬ا ورد منه‪33‬ا على س‪33‬بيل‬
‫كتابه المعروف الكبير المتّسم ب «تهذيب الحديث» ّ‬
‫الوفاق أو الخالف‪ ،‬بخالف كتاب «االستبصار» فانّه مقصور على جميع المخالفات من األخبار‪ ،‬و ك ّل منهم‪33‬ا فى بي‪33‬ان‬
‫أحاديث أهل بيت العصمة‪ ،‬المتعلّق‪33‬ة بفقههم و ف‪33‬روعهم فى ض‪33‬من ثالثين كتاب‪33‬ا من أب‪33‬واب الفق‪33‬ه كم‪33‬ا ع‪33‬رفت ّ‬
‫ان كتاب‪33‬ه‬
‫المبسوط كان قد اشتمل على ثمانين كتابا‬

‫ص‪230 :‬‬

‫الش‪3‬رح لكت‪3‬اب «مقنع‪3‬ة»‬‫منها إال أن التّهذيب أبسط من االستبصار بكثير‪ ،‬و قد كتب‪3‬ه باش‪3‬ارة اس‪3‬تاده المفي‪3‬د‪ ،‬و بعن‪3‬وان ّ‬
‫الّذى هو فى الفقه كتاب سديد‪ ،‬و ذلك لما سمعه يقول ّ‬
‫ان أبا الحسين الهارونى العلوى كان يعتقد الح ّ‬
‫ق و يدين باإلمام‪33‬ة‪،‬‬
‫فرجع عنها لما التبس عليه األمر فى اختالف األحاديث‪ ،‬و ترك المذهب‪ ،‬و دان بغيره لم‪33‬ا لم يت‪3‬بيّن ل‪3‬ه وج‪33‬وه المع‪33‬انى‬
‫فيها‪ ،‬و انّه اذا كان األمر على هذه الجملة فاإلش‪3‬تغال بش‪3‬رح كت‪3‬اب يحت‪3‬وى علي تأوي‪3‬ل االخب‪3‬ار المختلف‪3‬ة و األح‪3‬اديث‬
‫المتنافية من أعظم المه ّمات فى ال ّدين‪ ،‬و من أقرب القربات إلى هّللا تعالى لما فيه من كثرة النّفع المبت‪33‬دى و ال‪3‬رّيض فى‬
‫العلم‪ ،‬و قد أسقط من الرسالة المذكورة بابها المتق ّدم الّذى هو فى أصول العقايد باشارته أيضا‪.‬‬

‫النّه كان خارجا عن مقصوده‪ ،‬نعم هو مع ذلك كلّه اسم خالف المس ّمى‪ 3،‬و لف‪33‬ظ لم يط‪33‬ابق المع‪33‬ني‪ّ ،‬‬
‫الن أخب‪33‬اره منث‪33‬ورة‬
‫غير منتظمة‪ ،‬و منشورة غير ملتئمة‪ ،‬و ترتيبه مشوش عس‪33‬ير التّن‪33‬اول‪ ،‬و مه‪33‬وش كث‪33‬ير التّس‪33‬اهل؛ تطلب من‪33‬ه أح‪33‬اديث‬
‫المسألة فى غير موضعها كثيرا‪ ،‬فليكن المجتهد عند مراجعته إيّاه بمناسبات هذه المواضع بص‪33‬يرا و إن ك‪33‬ان ص‪33‬احبوا‬
‫«الوسائل» و «البحار» و «الوافى» كفونا بجوامعهم الثّالثة الباهرة النّظ‪33‬ام مؤن‪33‬ة الرّج‪33‬وع إلى الكتب االربع‪33‬ة الخالي‪3‬ة‬
‫تمامها عن التّهذيب التّام‪ ،‬و ال سيّما هذا الكتاب الّذي بلغ إليه منّا الكالم‪ ،‬و هو بعكس ما عرفته منه متّسم عن‪33‬د المؤلّ‪33‬ف‬
‫له ب «تهذيب األحكام» و سوف يأتى فى ذي‪3‬ل ترجم‪33‬ة الس‪3‬يّد هاش‪33‬م البح‪3‬رانى إنش‪3‬اء هّللا تع‪3‬الى أيض‪3‬ا انّ‪33‬ه رتّب كت‪3‬اب‬
‫تهذيب الشيخ أحسن التّرتيب‪ ،‬و لم ينقص و لم يزد فيه على أصل كتاب «التّهذيب» غير أنّه كما قيل س ّماه بعض علماء‬
‫تلك ال ّديار و تلك األعصار بتخريب التّهذيب‪ ،‬و ليس ذلك من البلدى و المعاصر بعجيب‪:‬‬

‫هذا و من جملة ما ذكر أيضا رهو م ّما ينفع المراجعين إلى الكتب األربع‪3‬ة علم‪3‬ه‪ ،‬و يض‪3‬رّبهم ف‪3‬وق ح‪ّ 3‬د ال‪3‬رّقم كتم‪3‬ه و‬
‫أن بناء شيخنا المرحوم‪ ،‬فى كتابى حديثه اللّذين هما من تلك األربعة المتناسبة‪ ،‬نسبة الرواي‪33‬ات إلى مص‪3‬نّفى‬ ‫جهله‪ ،‬هو ّ‬
‫الكتب الّتى وقع فيهما النّقل عنها من االصول األربعمأة المعروفه و غيرها‪ ،‬المؤلّفه زمن الصادقين‬

‫ص‪231 :‬‬

‫و من بعدهما فى أحاديث اإلماميّة الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السّالم ال إلى عيون تلك الكتب و األص‪33‬ول كم‪33‬ا‬
‫هو دأب جماعة من قدمائنا الفحول‪ ،‬و ال إلى مشايخ نفسه المتّصلة األسناد إلى أولئ‪3‬ك المص‪3‬نّفين‪ ،‬كم‪3‬ا هى طريق‪3‬ة ثق‪3‬ة‬
‫االسالم فى كتابه الكافى‪ ،‬و ال إلى رواة األصل الّذين تلق ّوها بدون الواسطة من بيان المعص‪33‬وم‪ ،‬كم‪33‬ا ه‪33‬و عم‪33‬ل ش‪33‬يخنا‬
‫صدوق فى كتاب «من ال يحضره الفقيه» و ل ّما ك‪3‬ان غ‪3‬ير طريق‪3‬ة ص‪3‬احب «الك‪3‬افى» فى أخ‪3‬ذ الرّواي‪3‬ة يلحقه‪3‬ا بب‪3‬اب‬ ‫ال ّ‬
‫المرسل‪ ،‬الذى ليس عليه منّا المع ّول‪ ،‬لصدق عدم اتّصال االسناد بالنّسبة إليه‪ ،‬و عدم حصول العلم لنا بك‪33‬ون النّق‪33‬ل في‪33‬ه‬
‫بطريق الوجادة المعتبرة عند أهل ال ّدراية‪ ،‬من جملة طرقهم السّبع فى تجويز الرواية‪ ،‬و ال أق ّل من ك‪33‬ون ه‪33‬ذه الطّريق‪33‬ة‬
‫مع عدم تمهيد الجابر إلضرارها فى القطع بصدور مرويّاتها عند معتبريه أو معتقدي‪33‬ه‪ ،‬و فى ظه‪33‬ور أدلّ‪33‬ة حجيّ‪33‬ة خ‪33‬بر‬
‫الواحد الظنّى المعتبر بالنّسبة إلى أمثالها عند غيرهم‪ ،‬مع مخالفتنا األصل األصيل األولى المس‪33‬لّم عن‪33‬د الك‪ّ 3‬ل الّ‪33‬ذى ه‪33‬و‬
‫ع‪33‬دم حجّي‪33‬ة الظّن‪33‬ون تدليس‪33‬ا فى نس‪33‬بة التّح‪33‬ديث إلى المش‪33‬ايخ األعالم‪ ،‬و مخالف‪33‬ا لم‪33‬ا اذن لن‪33‬ا فى الرّواي‪33‬ة عن االئ ّم‪33‬ة‬
‫المعصومين عليهم السالم‪ ،‬فال جرم تدارك شيخنا الصدوق‪ ،‬و موالنا ال ّشيخ المرحومات ما كان قد ورد على جوامعهم‬
‫الثّالث من مقولة هذا النقصان‪ ،‬بوضع ك ّل منهما فى خاتمة كتابه األخير جزءا أخيرا ي‪33‬ذكر في‪33‬ه مش‪33‬يخة نفس‪33‬ه‪ ،‬بمع‪33‬نى‬
‫شيوخ روايته من ابتداء من أخذ عنه إلى أن يوصل إلى أحد من رواة األصل‪ ،‬أو أصحاب تلك الكتب و األصول‪ ،‬و إن‬
‫كان ال يتدارك بمشيخة كتاب التّهذيب‪ ،‬ما وقع فيه من المدالسة و التّج‪33‬نيب‪ ،‬من جه‪33‬ة أنّ‪33‬ه أس‪33‬قط المؤلّ‪33‬ف فى جمل‪33‬ة من‬
‫أساتيد أحاديثه راويا أم راويين‪ ،‬ال يتّصل منها السّند إاّل بعد تخلّل أحد منهما فى البين‪ ،‬فص‪33‬ارت تل‪33‬ك األخب‪33‬ار من ه‪33‬ذه‬
‫أن أس‪33‬انيدها فى الظّ‪3‬اهر متّص‪33‬لة على الوج‪33‬ه األتّم‪ ،‬و ك‪33‬ذا من جه‪33‬ة ك‪33‬ون جمل‪33‬ة من‬
‫الجهة مرسلة ب‪3‬المعنى األع ّم‪ ،‬م‪33‬ع ّ‬
‫االخبار الواقعة فيه مأخوذة من بعض الكتب ال‪33‬تى ق‪33‬د أخ‪33‬ذت هى أيض‪33‬ا من كتب جماع‪33‬ة أخ‪33‬رى ال يك‪33‬ون اتّص‪33‬اال بين‬
‫مؤلّفى تلك الكتب و مؤلفي هذه‪ ،‬فترى ال ّشيخ ينقلها عنهم على س‪3‬بيل العنعن‪3‬ة‪ ،‬و إس‪3‬قاط تل‪3‬ك الوس‪3‬ائط المعيّن‪3‬ه‪ ،‬تع‪3‬ويال‬
‫على‬

‫ص‪232 :‬‬

‫ذكرها فى أ ّول كتابه‪ ،‬كما وقع هذا بالنّسبة إلى كثير م ّم‪3‬ا نقل‪3‬ه عن موس‪3‬ى بن القاس‪3‬م العجلى‪ ،‬عن بعض اص‪3‬حاب تل‪3‬ك‬
‫فيظن الغافل عن حقيقة هذا األم‪33‬ر اإلتّص‪33‬ال‪ ،‬م‪33‬ع ّ‬
‫أن‬ ‫ّ‬ ‫الكتب‪ ،‬من غير إشارة إلى ذكر الواسطة الواقعة بينهما ال محالة‪،‬‬
‫الواقع عنهما هو اإلرسال‪ ،‬و مثل ما ترى منه أيضا فى خصوص م‪33‬ا نقل‪33‬ه عن كت‪33‬اب «الك‪33‬افى» لثق‪33‬ة اإلس‪33‬الم الكلي‪33‬نى‬
‫رحمه هّللا أنّه كثيرا ما أسند الحديث الّذى ينقله عن ذلك الكتاب إلى من أورده ه‪33‬و فى أوّل ّ‬
‫الس‪3‬ند من غ‪33‬ير التّف‪33‬اوت إلى‬
‫أنّه إنّما اسقط من أ ّوله ذكر شيخه األ ّول لكونه مذكورا فيم‪3‬ا تق‪ّ 3‬دم علي‪3‬ه؛ فك‪3‬ان إلي‪3‬ه األم‪3‬ر ق‪3‬د ح‪3‬وّل علي‪3‬ه من‪3‬ه المغ‪3‬وّل‬
‫فليتا ّمل و ال يغفل‪.‬‬

‫ان من جملة ما ذكرناه قد ظهر لك أيضا الوجه فى ش ّدة اهتمام الطّائفة و غيرهم فى إبقاء سلس‪33‬له اإلج‪33‬ازات‪ ،‬و‬‫ث ّم ليعلم ّ‬
‫عدم التّجاوز عن الطّرق السّبع المقررّة عندهم فى تح ّم‪33‬ل الرواي‪33‬ات‪ ،‬من ق‪33‬راءة ّ‬
‫الش‪3‬يخ على ّ‬
‫الس‪3‬امع من‪33‬ه مطلق‪33‬ا جمي‪33‬ع‬
‫كتاب الحديث مثال كما ذكروها فى المرتبة أوّال‪ ،‬ث ّم قرائة عليه حديثا من اول الكت‪33‬اب‪ ،‬ح‪33‬ديثا من وس‪33‬طه‪ ،‬و ح‪33‬ديثا من‬
‫صحيح‪ ،‬عن عبد هّللا بن سنان‪ :‬قال قلت‪ :‬ألبى عبد هّللا عليه ّ‬
‫الس‪3‬الم يجيئ‪3‬نى الق‪3‬وم‪ ،‬فيس‪3‬معون منّى‬ ‫آخره كما روى فى ال ّ‬
‫حديثكم‪ ،‬فاضجر و ال أقوى قال فاقرء عليهم من أ ّوله حديثا‪ ،‬و من وسطه حديثا‪ ،‬و من آخره حديثا‪.‬‬

‫ث ّم ما كان بعكس اال ّول و هى قراءة الرّاوى على ال ّشيخ‪ ،‬كما ذكروه‪33‬ا تالي‪33‬ة االولى فى اإلعتالء و االعت‪33‬داد و األكتف‪33‬اء‬
‫به فى ال ّرواية عن االستاد‪ ،‬و قد نقل اإلجماع على جواز ال ّرواية بهذا الوجه‪ ،‬و كذا بالطّريق‪33‬ة األولى‪ ،‬و في‪33‬ه أيض‪33‬ا من‬
‫ال ّداللة على عدم حجيّة خبر الواحد المعتبر مطلقا ما ال يخفى‪.‬‬
‫ث ّم سماع ال ّراوى حين قراءة غيره على ال ّشيخ‪ ،‬ث ّم المناولة‪ ،‬ث ّم اإلجازة بالمعنى األخصّ ‪ ،‬و هى تصريح ال ّشيخ بلفظه أو‬
‫بكتابته ألحد بالرّخص‪3‬ة فى الرّواي‪3‬ة عن‪3‬ه‪ ،‬لم‪3‬ا عيّن‪3‬ه من مؤلّفات‪3‬ه و مرويّات‪3‬ه‪ ،‬ث ّم الوج‪3‬ادة بالكس‪3‬ر ألّ‪3‬تى هى من اللّغ‪3‬ات‬
‫المولدة ألصحاب ال ّد راية‪ ،‬تمييزا عن سائر مصادر وجد يجد‪ ،‬و هى انزل وجوه التّجمل‬

‫ص‪233 :‬‬

‫أن قيل و الّذى جعل‪33‬وه من الق‪33‬دح فى مح ّم‪33‬د بن س‪33‬نان المش‪33‬هور‪ ،‬انّ‪33‬ه روى بعض‬
‫بمعناها الّذى سوف تظفر عليه‪ ،‬حتّى ّ‬
‫األخبار بالوجادة‪ ،‬فاألخبار الّتى نقلوها جلّها بالوجادة انتهى‪.‬‬

‫و قد ع ّد بعض محقى أرباب ال ّدراية المناولة مع اإلجازة من أعلى أنواع اإلجازة على اإلطالق‪ ،‬و مق ‪ّ 3‬دما على ّ‬
‫الس‪3‬ماع‬
‫الّذى قد عرف لك منه السّياق‪ ،‬و المراد بالمناولة هو أن ين‪33‬اول ّ‬
‫الش‪3‬يخ كتاب‪33‬ا إلى ال‪3‬رّاوى‪ ،‬و يق‪33‬ول ل‪33‬ه ه‪33‬ذا الكت‪33‬اب من‬
‫مروّياتى عن اإلمام أو عن ال ّشيخ إلى اإلمام عليه السّالم‪ ،‬فاروه عنّى مثال‪ ،‬أو لم يقل لكن علم الرّاوي انّه من مرويّاته‪،‬‬
‫فان الظّاهر اإلكتف‪3‬اء ب‪3‬ه أيض‪3‬ا‪ ،‬ب‪3‬ل‬
‫أو يرسل إليه ما أذن له فى روايته و إن لم يص ّرح باإلذن فى ال ّرواية للمرسل إليه‪ّ ،‬‬
‫بأن هذا الكتاب مثال من جملة روايته أو سماعه‪ ،‬و إن س‪33‬كت عن اإلذن ل‪33‬ه فى‬ ‫الظّاهر اإلكتفاء بمحض اعالمه الطّالب ّ‬
‫ال ّرواية‪ ،‬و إن جعلوه و الكتابة إلى الطّالب بعضهم قسمين للمناولة بمعنييها المتق ّدمين كما روى فى الكافى بأس‪33‬ناده عن‬
‫أحمد بن عمر الحاّل ل‪ ،‬قال قلت ألبى الحسن الرّضا عليه السّالم ال ّرجل من أصحابنا يعطي‪33‬نى الكت‪33‬اب‪ ،‬و ال يق‪33‬ول أروه‬
‫عنّى‪ ،‬يجوز لى أن أرويه عنه‪ ،‬قال‪ :‬فقال إذا علمت ّ‬
‫ان الكتاب له فاروه عنه‪.‬‬

‫ان المشهور بين العلمآء انّه يشترط اإلجازة بأح‪33‬د الط‪33‬رق‬ ‫و كان من هذه الجهة قيّد بعض أعاظم المح ّدثين قوله و اعلم ّ‬
‫الستّة أو السبعة‪ ،‬فى نقل الخبر بقوله و الظّاهر اإلحتياج إليه‪33‬ا فى الكتب الغ‪33‬ير المت‪33‬واترة‪ ،‬ك‪33‬الكتب االربع‪33‬ة للمح ّم‪33‬دين‬
‫الثّالثة رضى هّللا عنهم‪ ،‬كالكتب المشهورة عند االئمة الثّالثة‪ ،‬فال يكون ذكرهم الطّرق إليها حينئذ إاّل لمج ‪3‬رّد ال‪33‬تيّمن و‬
‫ظن انحصار فائدة اإلجازة فى تصحيح النّسبة‪ ،‬أو محض‬ ‫ان فى كالم هذا البعض أيضا النّظر من جهة أنّه ّ‬ ‫التبرّك‪ ،‬مع ّ‬
‫فان الظّاهر من كلم‪33‬ات الق‪33‬وم و فح‪33‬اوى األخب‪33‬ار ال‪33‬واردة فى ه‪33‬ذا المق‪33‬ام‪ ،‬ع‪33‬دم‬
‫التيّمن و التبرّك‪ ،‬و هو فى حيّز المنع‪ّ ،‬‬
‫الش‪3‬ريعة المطهّ‪3‬رة إاّل بع‪3‬د حص‪33‬ول الرّخص‪3‬ة فيه‪3‬ا من المش‪3‬ايخ بأح‪33‬د من الوج‪33‬وه‬ ‫جواز الرّواية تعبّدا‪ ،‬أو س‪ّ 3‬دا لثغ‪3‬ور ّ‬
‫المق ّررة‪ ،‬كما ال يجوز الفتوى إاّل‬

‫ص‪234 :‬‬

‫بعد حصول درجة اإلجتهاد‪ ،‬و إن كان م ّما يطابق الواقع مضافا إلى عدم انطباق لفظة ج‪33‬اءكم الم‪33‬ذكورة فى آي‪33‬ة النّب‪33‬أ‪،‬‬
‫على غير ما كان من الخبر منقوال بهذه النّسبة‪ ،‬فيبقى العمل بما القاه ال ّرجل من غير هذه الطّرق تحت أصالة المنع عن‬
‫العمل بمطلق الظّنون فليتا ّمل‪.‬‬

‫قال موالنا الفقيه المتبّحر ال ّشيخ ابراهيم القطيفى‪ -‬المتق ّدم ذكره ق ّدس سرّه‪ -‬فى ذيل اجازته الطّويلة‪ ،‬لل ّشيخ شمس ال‪ّ 33‬دين‬
‫مح ّمد بن الحسن اإلسترآبادى‪ ،‬عند جرّ ه الكالم إلى ذكر غاية اهتمام علماء االسالم بامور اإلجازاة‪ ،‬و كونها أع ّم طرق‬
‫فان الكتاب تص ّح نسبته إلى قائله و مؤلّفه‪ ،‬و كذا الحديث ألنّ‪33‬ه‬ ‫الرواية منفعة‪ ،‬و أسهلها تناوال ال يقال ما فائدة اإلجازة‪ّ ،‬‬
‫مستفيض أو متواتر‪ ،‬و أيضا فاإلجازة ال ب ّد فيها من معرفة ذلك‪ ،‬و إاّل لم يجز النّق‪33‬ل‪ ،‬إذ ليس ك‪ّ 3‬ل مج‪33‬يز تعيّن الكتب و‬
‫أن ما ص ّح أنّه من كتب اإلماميّة و نحو هذه العبارة‪ ،‬ألنّا نقول نس‪33‬بة الكت‪33‬اب إلى مؤلّف‪33‬ه ال إش‪33‬كال فى‬
‫ينسبها‪ ،‬بل يذكر ّ‬
‫جوازها‪ ،‬لكن ليس من أقسام الرّواية و العمل و النّقل للمذاهب توقّف على ال ّرواية‪ ،‬و أدناها اإلجازة‪ ،‬فم‪33‬ا لم تحص‪33‬ل لم‬
‫تكن مرويّة‪ ،‬فال يص ّح نقلها و ال العمل بها‪ ،‬كما لو وجد كتابا كتبه آخر فانّه و إن عرف انّ‪33‬ه كتب‪33‬ه؛ لم يص ‪ّ 3‬ح أن يروي‪33‬ه‬
‫عنه‪ ،‬فقد ظهرتا الفائدة انتهى‪.‬‬

‫أن المناولة بالمعنى المذكور‪ ،‬كما انّها من أقسام اإلجازة بالمعني االعم الشاملة لجميع الطرق المذكورة‪ ،‬كذلك‬ ‫فالظّاهر ّ‬
‫هى من جملة افراد االجازة بالمعنى األخصّ ‪ ،‬الّتى جعلوه‪33‬ا قس‪33‬يما للقرائ‪33‬ة و ّ‬
‫الس‪3‬ماع و المناول‪33‬ة و غيره‪33‬ا‪ ،‬و ذل‪33‬ك ّ‬
‫ان‬
‫اإلجازة به‪3‬ذا المع‪3‬ني أيض‪3‬ا عن‪3‬دهم أع ّم من أن يك‪3‬ون متعلّقه‪3‬ا جمي‪3‬ع مرويّ‪3‬ات الرّج‪3‬ل و مص‪3‬نّفاته‪ ،‬أو كت‪3‬اب من كتب‬
‫الحديث و غيره بالخصوص يشير إليه بالمكاتبة و غيرها فى مقام إعطاء الرّخصة فى الرّواي‪3‬ة‪ ،‬ب‪3‬أن يق‪3‬ول ّ‬
‫الش‪3‬يخ مثال‬
‫أجزت لك أن تروي عنّى هذا الكتاب‪ ،‬أو جميع كتبى فى رواياتى‪ ،‬أو جميع ما ص ّح عندك‪ ،‬انّه من روايتى‪.‬‬

‫و أما المراد بالوجادة‪ :‬فهو أن يجد ال ّراوى كتابا يعلم أنّه من خطّ شيخه أو من روايت‪33‬ه‪ ،‬كم‪33‬ا إنّ‪33‬ا نعلم ّ‬
‫ان الكتب األربع‪33‬ة‬
‫من مصنّفات و مرويّات األئ ّمة الثّالثة‬

‫ص‪235 :‬‬

‫رضى هّللا عنهم‪ ،‬و قد استد ّل على جواز اإلكتفاء بها فى مقام ال ّرواية‪ :‬أوال بعموم الجواب الواقع فى الرّضوى السّابق‪،‬‬
‫و استقرار عمل األصحاب على النّقل من الكتب المعلومة اإلنتساب إلى مؤلّفيها‪ ،‬من غ‪33‬ير نظ‪33‬ر منهم فى رج‪33‬ال ّ‬
‫الس‪3‬ند‬
‫إليها و ال تمهيد لبيان المشيخة الواقعة بين النّاقل و بينها‪ ،‬و ثانيا بخصوص الخ‪3‬بر الّ‪3‬ذى رواه ثق‪33‬ة اإلس‪3‬الم الكلي‪3‬نى فى‬
‫الصّحيح عن مح ّمد بن الحسن بن أبى خالد قال قلت البى جعفر الثّانى عليه السّالم‪ :‬جعلت فداك ّ‬
‫ان مش‪33‬ايخنا رووا عن‬
‫أبى جعفر و أبى عبد هّللا عليه السّالم‪ ،‬و كانت التّقيّ‪3‬ة ش‪3‬ديدة‪ ،‬فكتب‪3‬وا كتبهم‪ ،‬قل ّم‪3‬ا ن‪3‬رو عنهم قل ّم‪3‬ا م‪3‬انوا ص‪3‬ارت الكتب‬
‫إلينا‪ ،‬فقال ح ّدثوا بها‪ ،‬فانّها ح ّ‬
‫ق‪.‬‬

‫صحيح عن عبيد بن زرارة قال قال أبو عبد هّللا عليه السّالم‪ :‬اكتب و ّ‬
‫بث علمك فى إخوان‪33‬ك‪ ،‬ف‪33‬ان ّ‬
‫مت‬ ‫و فى الموثّق كال ّ‬
‫فأورث كتبك بنينك‪ ،‬فانّه يأتى على النّاس زمان هرج ال يأمنون فيه إاّل بكتبهم‪ ،‬بل قال بعضهم ّ‬
‫ان هذا الخبر كما يظهر‬
‫من عمومه العمل بالوجادة يد ّل على رجحان الكتابة و النّقل أ ّما على الوجوب كما هو ظاهر األمر أو على اإلس‪33‬تحباب‬
‫على احتمال‪.‬‬

‫صحيح عن أبى بصير قال سمعت أبا عبد هّللا عليه السّالم يقول اكتبوا فانّكم ال تحفظون‬ ‫و يد ّل عليه أيضا ما رواه فى ال ّ‬
‫صحيح أيضا عن أبى عبد هّللا عليه السّالم‪ ،‬قال‪ :‬القلب يتّكل على الكتابة‪.‬‬‫حتّى تكتبوا‪ ،‬و رواه فى ال ّ‬
‫و الّذى يد ّل على مرجوحيّة اإلرسال ما رواه مرفوعا قال‪ :‬قال أبو عبد هّللا عليه السّالم‪ ،‬إيّ‪33‬اكم و الك‪33‬ذب المف‪33‬ترع‪ ،‬قي‪33‬ل‬
‫له‪ :‬و ما الكذب المفترع؟ قال‪ :‬ان يح ّدثك ال ّرجل بالحديث فتتركه و ترويه عن الّذى ح ّدثك عنه‪ ،‬و باسناده عن السّكونى‬
‫عن أبى عبد هّللا عليه السّالم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السّالم‪ :‬إذا ح ّدثتم بحديث فاسندوه إلى الّ‪33‬ذى ح ‪ّ 3‬دثكم ب‪33‬ه‪ ،‬ف‪33‬ان‬
‫كان حقّا فلكم‪ ،‬و إن كان كذبا فعليه‪.‬‬

‫و قال أيضا المولى اسماعيل الخاجوئ ّى‪ -‬المتق‪ّ 3‬دم ذك‪3‬ره ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه‪ -‬فى ديباج‪3‬ة كتاب‪33‬ه «األربعين» و ه‪33‬و أنف‪3‬ع خ‪3‬زائن‬
‫المجتهدين و المتتبّعين‪ ،‬انّى لم أطوّل الكالم‬

‫ص‪236 :‬‬

‫ان أمث‪3‬ال ه‪3‬ذه الط‪3‬رق ليس‪3‬ت ل‪3‬ذكرها‬ ‫كغيرى فى اتّصال طرقى إلى الكتب األربعة‪ ،‬ألن من الواضح بل األوضح من‪3‬ه ّ‬
‫فائدة تعت ّد بها إذ ال حاجة فى زماننا و ما يشبهه من األزمنة الّتى اشتهر فيها «الكافى» و «التّهذيب» و ما ش‪33‬اكلهما من‬
‫الكتب المشهورة اشتهار ال ّشمس فى وسط السّماء إلى اإلسناد ببعض المشايخ إلى تل‪3‬ك الكتب‪ ،‬ألنّه‪3‬ا مش‪3‬هورة معروف‪3‬ة‬
‫ان «التّهذيب» مثال من ال ّشيخ الطّوسى‪ ،‬و انّه راض بالنّقل عنه‪ ،‬فال ثمرة للمشيخة إاّل‬
‫بين عا ّمة العلمآء‪ ،‬و معلوم يقينا ّ‬
‫تشبّها بالسّلف‪ ،‬و تي ّمنا و اتّصاال للسّند‪ ،‬فجهالة بعض هؤالء و هم من مشايخ اإلجازة و الحافظين لألخبار غير ض‪33‬ارّة‬
‫صحة إن لم يكن فيه قادح من غ‪3‬ير جهتهم‪.‬‬‫إذا كان ما فى أصل السّند معتبرا‪ ،‬و لهذا ال يوصف الطّريق الّذى هم فيه بال ّ‬
‫ت ّم كالمه رفع مقامه‪.‬‬

‫و لكن مجال النّظر باق بعد فيما ذكره من ال ّدليل على كفاية الوجادة مطلقا فى جواز العم‪3‬ل بالرّواي‪3‬ة‪ ،‬و من نفى الفائ‪3‬دة‬
‫فى ترتيب الطّرق إلى األصول المعتبرة‪ ،‬و المصنّفات المشتهرة‪ ،‬سوى محض التيّمن بتعديدها فى ض‪33‬من المش‪33‬يخات‪،‬‬
‫و التب ّرك بتفصيلها فى ذيل اإلجازات‪ ،‬و ذلك لما ق ّدمناه لك عن التّقريب و التّقرير و ع‪33‬دم اإلتّف‪33‬اق على ج‪33‬واز الرّواي‪33‬ة‬
‫على النّحو األخير‪ ،‬بل غير األوليين مع السّبع المعتبرة عند األكثر كما ص ّرح بهذه المرحلة بعض من تأ ّخر‪.‬‬

‫و من جملة ما يحقّق المحصول لك أيضا من هذا المرام و يب ّ‬


‫صرك فى مضمار المس‪33‬ابقه إلى إتم‪33‬ام ه‪33‬ذا اإلك‪33‬رام‪ ،‬كالم‬
‫سيّدنا العاّل مة الطّباطبائى ق ّدس س ّره بما يكون ه‪3‬ذا لفظ‪3‬ه و هّلل درّه‪ :‬فائ‪3‬دة ق‪3‬د س‪3‬لك ك‪ّ 3‬ل من مش‪3‬ايخنا الثالث‪3‬ة‪ -‬أص‪3‬حاب‬
‫الكتب األربعة رضوان هّللا عليهم‪ -‬فى أسانيد كتابه مسلكا غير ما سلكه اآلخر فال ّشيخ اإلمام ثقة األسالم الكلينى‪ -‬رحمه‬
‫هّللا ‪ -‬جرى فى «الكافى» على طريقة القدماء‪ :‬من ذك‪33‬ر جمي‪33‬ع ّ‬
‫الس‪3‬ند‪ ،‬غالب‪33‬ا و ت‪33‬رك أوائ‪33‬ل األس‪33‬ناد على س‪33‬بيل النّ‪33‬درة‪،‬‬
‫اعتمادا على ذكره فى األخبار المتق ّدمة عليه فى الباب؛ و قد يتّفق له التبّرك بدون ذلك أيضا‪ ،‬ف‪33‬ان ك‪33‬ان للمبت‪33‬دء ب‪33‬ذكره‬
‫فى السّند طريق معهود متك ّرر في الكتاب كأحمد بن مح ّمد بن عيسى أو أحمد بن مح ّمد بن‬

‫ص‪237 :‬‬

‫خالد أو سهل بن زياد فالظّاهر البناه عليه‪ ،‬و أاّل كان الحديث مرسال‪ ،‬و يس ّمى مثله فى اصطالح المح ّدثين (معلّقا)‪.‬‬
‫الس ‪3‬ند‪ ،‬و وض‪33‬ع فى‬‫صدوق رئيس المح ّدثين بنى فى «الفقيه» من أ ّول األمر على اختصار األسانيد و حذف أوائ‪33‬ل ّ‬ ‫و ال ّ‬
‫آخره مشيخة يعرف بها طريقه إلى من روى عنه‪ ،‬فهى المرجع فى اتّصال سنده فى أخب‪33‬ار ه‪33‬ذا الكت‪3‬اب‪ ،‬و ربّم‪33‬ا اخ‪ّ 3‬ل‬
‫فيها بذكر الطّريق إلى البعض نادرا‪ ،‬فيكون السّند باعتباره (معلّقا)‪.‬‬

‫و أ ّما شيخ الطائفة ق ّدس س ّره فاختلفت طريقته فى ذلك‪ ،‬فانّه قد يذكر فى «التّهذيب و االستبص‪33‬ار جمي‪33‬ع ّ‬
‫الس ‪3‬ند كم‪33‬ا فى‬
‫صدور‪ ،‬كما فى «الفقيه» و استدرك المتروك فى آخر الكتابين فوض‪33‬ع ل‪33‬ه‬ ‫«الكافي» و قد يقتصر على البعض بحذف ال ّ‬
‫مشيخته المعروفة‪ ،‬و هى فيهما واحدة غير مختلفة‪ ،‬و قد ذكر فيها جملة من الطّ‪33‬رق إلى أص‪33‬حاب الح‪33‬ديث األص‪33‬ول و‬
‫الكتب م ّم ن صدر الحديث بذكرهم و ابتدأ باسمائهم و لم يستوف الطّرق كلّها‪ ،‬و ال ذكر الطّريق إلى ك ّل من روى عن‪33‬ه‬
‫بصورة التّعليق‪ ،‬بل ترك األكثر لقلّة روايته عنهم‪ ،‬و أحال التّفصيل على فهارس‪3‬ت ّ‬
‫الش‪3‬يوخ المص‪3‬نّفة فى ه‪3‬ذا الب‪3‬اب و‬
‫زاد فى «التّهذيب» الحوالة على كتاب «الفهرست» الّذى صنّفه فى هذا المع‪33‬نى و ق‪33‬د ذهبت فهارس‪33‬ت ّ‬
‫الش‪3‬يوخ ب‪33‬ذهاب‬
‫صدوق‪ ،‬و فهرست ال ّشيخ الجلي‪33‬ل أبى غ‪33‬الب ال‪ّ 3‬زرارى‪ ،‬و يعلم طري‪33‬ق‬‫كتبهم‪ ،‬و لم يبق منها اآلن إاّل القليل‪ ،‬كمشيخة ال ّ‬
‫ال ّشيخ منهما بوصل طريقه اليهما بطريقهما الى المصنّفين‪.‬‬

‫إلى أن قال‪ -‬رحمه هّللا ‪ -‬و ذهب جماع‪33‬ة من المت‪33‬أ ّخرين إلى ع‪33‬دم الحاج‪33‬ة إلى الطّري‪33‬ق فيم‪33‬ا روى بص‪33‬ورة التّعلي‪33‬ق من‬
‫أحاديث الكتب الثّالثة‪ ،‬لما قاله الصّدوق فى اوّل كتابه‪:‬‬

‫أن جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المع ّول و إليها المرجع» و ما صرّح به ال ّشيخ فى «المشيخة» ّ‬
‫أن ما‬ ‫ّ‬
‫أورده بحذف األسناد إلى اص‪33‬حاب االص‪33‬ول و الكتب ق‪33‬د أخ‪33‬ذه من اص‪33‬ولهم و كتبهم‪ :‬ففى «الته‪33‬ذيب» و اقتص‪33‬رنا من‬
‫إيراد الخبر على اإلبتداء بذكر المصنف الّذى أخذنا الخبر من كتابه و صاحب األصل الّذى أخذنا الحديث من‬

‫ص‪238 :‬‬

‫من أصله و فى «االستبصار» نحو ذلك‪.‬‬

‫و على هذا فال يض ّر الجهل ب‪33‬الطّريق‪ ،‬و ال اش‪33‬تماله على مجه‪33‬ول أو ض‪33‬عيف‪ّ ،‬‬
‫الن االعتم‪33‬اد على نق‪33‬ل ّ‬
‫الش‪3‬يخين له‪33‬ذه‬
‫االخبار من تلك االص‪3‬ول و الكتب‪ ،‬و ق‪3‬د ك‪33‬انت مش‪3‬هورة معروف‪3‬ة فى تل‪3‬ك األعص‪3‬ار مت‪33‬واترة النّس‪3‬بة إلى أص‪33‬حابهما‬
‫عندهما كاشتهار كتبهما و تواتره‪33‬ا عن‪33‬دنا‪ ،‬و الوس‪33‬ائط بينهم‪33‬ا و بينهم كالوس‪33‬ائط بينن‪33‬ا و بينهم‪33‬ا‪ ،‬و الجمي‪33‬ع من مش‪33‬ايخ‬
‫اإلجازة‪ ،‬و ال يتوقف عليهم صحّة الح‪33‬ديث‪ ،‬و ألنّهم م‪33‬ع ال‪3ّ 3‬ذكر ال يق‪33‬دح جه‪33‬التهم و ض‪33‬عفهم‪ ،‬فم‪33‬ع التّ‪33‬رك و التّص‪33‬ريح‬
‫بالمأخذ اولى‪ .‬و لذا لم يتعرّض ال ّشيخ فى مقام الطّعن فى السّند لرجال الواسطة‪ ،‬و لو كانوا من الرّواة لتع ‪3‬رّض لهم فى‬
‫بعض األحيان‪.‬‬

‫و يضعف هذا القول إطباق المحققين من أصحابنا و المح ّ‬


‫صلين منهم على اعتبار الواس‪33‬طة و االعتن‪33‬آء به‪33‬ا‪ ،‬و ض‪33‬بطه‬
‫المشيخة و تحقيق الحال فيها و البحث ع ّما يص ّح و ع ّما ال يص ّح منها‪ ،‬و ق‪33‬دحهم فى ّ‬
‫الس‪3‬ند باإلش‪33‬تمال على ض‪33‬عيف أو‬
‫مجه‪33‬ول و ق‪33‬د أوردهم‪33‬ا‪ -‬العاّل م‪33‬ة‪ -‬و ابن داود‪ -‬فى كتابيهم‪33‬ا منو ّع‪33‬ة إلى ان‪33‬واع الح‪33‬ديث‪ :‬من ّ‬
‫الص ‪3‬حيح‪ ،‬و الحس‪33‬ن‪ ،‬و‬
‫الموثّق‪ ،‬و الضعيف‪ ،‬مع بناء السّند على هذا التّنويع‪ .‬و وافقهما على ذلك سائر علم‪3‬اء الرّج‪3‬ال و الح‪3‬ديث و اإلس‪3‬تدالل‬
‫ان الباعث على ح‪33‬ذف الوس‪33‬ائط قص‪33‬د اإلختص‪33‬ار م‪33‬ع حص‪33‬ول‬ ‫شذ‪ ،‬و مقتضى كالم ال ّشيخين فى الكتب الثّالثة‪ّ :‬‬
‫إاّل من ّ‬
‫الغرض بوضع المشيخة‪ ،‬ال عدم الحاجه إليها‪ -‬كما قيل‪ -‬و إاّل لما احتيج إلى اإلعت‪33‬ذار من التّ‪33‬رك‪ ،‬ب‪33‬ل ك‪33‬ان ال‪3ّ 3‬ذكر ه‪33‬و‬
‫المحتاج إلى العذر‪ ،‬فانّه تكلّف امر مستغن عنه على هذا التّقدير‪.‬‬

‫و قد صرّح ال ّشيخ فى مشيخة التهذيب ّ‬


‫بان إيراد الطرق إلخراج األخبار بها عن ح ّد المراسيل و الحاقها بالمس‪33‬ندات‪ ،‬و‬
‫صل بها الى رواية األصول و المصنّفات‪.‬‬ ‫نصّ فيها و فى مشيخة االستبصار على ّ‬
‫ان الوسائط المذكورة طرق يتو ّ‬

‫و فى كالم الصدوق ما يشير إلى ذلك كلّه‪ ،‬فال يستغنى عن الوسائط فى أخبار تلك الكتب؛ و دعوى تواترها عند ال ّشيخ‬
‫ّ‬
‫الظن بتواترها مع‬ ‫ص دوق كتواتر كتبهما عندنا ممنوعة‪ ،‬بل غير مسموعة كما يشهد به تتبّع ال ّرجال و الفهارست و‬
‫و ال ّ‬
‫عدم ثبوته‪ -‬ال يدخلها‬

‫ص‪239 :‬‬

‫فى المتواتر‪ ،‬فانّه مش‪3‬روط ب‪3‬القطع‪ ،‬و القط‪3‬ع بتواتره‪3‬ا البعض ال يج‪3‬دى م‪3‬ع فق‪3‬د التّم‪3‬يز‪ ،‬و ك‪3‬ون الوس‪3‬ائط من ش‪3‬يوخ‬
‫اإلجازة فرع تواتر الكتب‪ ،‬و لم يثبت‪:‬‬

‫و عدم تعرّض ال ّشيخ لها فى مقام التّضعيف‪ ،‬ربّما كان لالكتفاء بضعف غيرها و لثبوت اإلعتماد عليها لغ‪33‬ير التّوثي‪33‬ق‪،‬‬
‫فان ال ّشيخ قد يضعف ال ّرجل فى موضع و يوثقه‬ ‫أو لعدوله ع ّما قاله فى «الفهرست» و «ال ّرجال» من الحكم بالضّعف‪ّ ،‬‬
‫فى آخر و آراؤه فى هذا و غيره ال تكاد تنضبط على انّا لو سلّمنا تواتر جميع الكتب فذلك ال يقتضى القطع ما تض‪33‬منته‬
‫من األخبار ف‪3‬ردا ف‪33‬ردا‪ ،‬لم‪33‬ا يش‪3‬اهد من اختالف الكتب المت‪33‬واترة فى زي‪3‬ادة األخب‪33‬ار و نقص‪33‬انها‪ ،‬و اختالف الرّواي‪33‬ات‬
‫الموردة فيها بال ّزيادة و النّقيص‪33‬ة و التّغي‪33‬يرات الكث‪33‬يرة فى اللّف‪33‬ظ و المع‪33‬نى فالحاج‪33‬ة إلى الواس‪33‬طة ثابت‪33‬ة فى خص‪33‬وص‬
‫األخبار المنقولة بألفاظها المعيّنة‪ ،‬و إن كان أصل الكتاب متواترا و أيضا فاإلحتياج إلى الطّريق إنّما يرتفع لو علم أخذ‬
‫الحديث من كتاب من صدر الحديث باسمه إلى أن قال‪:‬‬

‫و من الجايز أن يكون أخذ الحديث من كت‪33‬اب من ت‪33‬أ ّخر عن‪33‬ه و نس‪33‬به إلي‪33‬ه‪ ،‬اعتم‪33‬ادا على نقل‪33‬ه ل‪33‬ه من كتاب‪33‬ه‪ ،‬ث ّم وض‪33‬ع‬
‫المشيخة ليدخل النّاقل فى الطّريق و يخرج عن عهدة النّقل عن األصل‪ ،‬و األعتماد على الغير شايع معروف‪.‬‬

‫ث ّم إلى أن قال‪ :‬و ال اق ّل من اإلحتمال النّاشى من اختالف عبارات ال ّشيخ فال يسقط اعتبار الطّريق الّذى وصفه ألخب‪33‬ار‬
‫الكتابين‪ ،‬بل يجب اعتباره‪ ،‬عمال باألصل‪ ،‬و ظاهر الوضع المقتضى لإلحتياج‪ ،‬مع انتف‪33‬اء القط‪33‬ع بخالف‪33‬ه إلى آخ‪33‬ر م‪33‬ا‬
‫ذكره رحمه هّللا ‪.107‬‬

‫‪ )1 ( 107‬راجع الفوائد الرجالية ‪.80 -72 :4‬‬


‫و قال موالنا المجلسى األوّل ق ّدس سرّه األج ّل األبجل فى ذيل ترجمته ألحوال مح ّم‪3‬د بن عيس‪33‬ى العبي‪33‬دى الّ‪3‬ذى ض‪3‬عفه‬
‫أن تض‪33‬عيف ّ‬
‫الش‪3‬يخ‬ ‫ال ّشيخ و الصدوق و استثناء الثّانى منهما من رجال كتاب «نوادر الحكم‪33‬ة» و الّ‪33‬ذى يخط‪33‬ر بب‪33‬الى‪ّ ،‬‬
‫باعتبار تضعيف ابن‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬راجع الفوائد الرجالية ‪.80 -72 :4‬‬

‫ص‪240 :‬‬

‫بابويه‪ ،‬و تضعيفه باعتبار ابن الوليد‪ ،‬كما ص ّرح به مرارا‪ ،‬و تضعيفا ابن الوليد لكون اعتقاده انّه يعتبر فى اإلجازة أن‬
‫يقرأ على ال ّشيخ أو يقرأه الشيخ و يكون السّامع فاهما لما يرويه‪ ،‬و كان ال يعتبر اإلجازه المشهورة ب‪33‬أن يق‪33‬ول‪ :‬أج‪33‬زت‬
‫السن ال يعتمدون على فهمه عند القراءة؛ و ال على إجازة ي‪33‬ونس ل‪33‬ه‬ ‫ّ‬ ‫لك أن تروى عنّى‪ ،‬و كان مح ّمد بن عيسى صغير‬
‫و لهذا ض‪3‬عّفه و أنت خب‪3‬ير بأنّ‪33‬ه ال يش‪33‬ترط ذل‪33‬ك‪ ،‬ب‪33‬ل يكفى اإلج‪33‬ازة فى الكتب‪ ،‬ب‪3‬ل ال يحت‪33‬اج فى الكتب المت‪33‬واترة إلى‬
‫ق باالتّباع انتهى‪.‬‬ ‫اإلجازة فلهذا اإلشتراط ضيّق على نفسه بعض من عاصرناه رحمه هّللا فى أمثاله‪ ،‬و الح ّ‬
‫ق أح ّ‬

‫الش‪3‬يخ فى‬‫و لما بل‪33‬غ الكالم إلى ه‪33‬ذا المق‪33‬ام فال جن‪33‬اح علين‪33‬ا أن نعط‪33‬ف ل‪33‬ك أيض‪33‬ا عن‪33‬ان العزيم‪33‬ة إلى نق‪33‬ل عين عب‪33‬ارة ّ‬
‫«مشيخة التّهذيب» قبل شروعه فى ذكر المشيخة لما فى بين ذلك من المنافع المديحة فنق‪3‬ول‪ :‬ق‪3‬ال ابت‪3‬دأ من‪3‬ه رحم‪3‬ه هّللا‬
‫تعالى فى تقرير الخطاب كنا شرطنا فى أ ّول هذا الكتاب أن نقتصر على إيراد شرح ما تض‪ّ 3‬منته الرّس‪33‬الة «المقنع‪33‬ة» و‬
‫إن نذكر مسأله مس‪3‬ألة؛ و ن‪3‬ورد فيه‪3‬ا اإلحتج‪3‬اج من الظّ‪3‬واهر و األدلّ‪3‬ة المقض‪3‬ية إلى العلم و ن‪3‬ذكر م‪3‬ع ذل‪3‬ك طرف‪3‬ا من‬
‫األخبار الّتى رواها مخالفونا‪ ،‬ث ّم نذكر بعد ذلك ما يتعلّق بأحاديث أصحابنا رحمهم هّللا و نورد المختل‪33‬ف فى ك‪ّ 3‬ل مس‪33‬ألة‬
‫منها و المتّفق عليها؛ و وفيّنا بهذا ال ّشرط فى أكثر ما يحتوي عليه كتاب الطّهارة‪ ،‬ث ّم انّا رأينا أن نخرج بهذا البسط عن‬
‫الغرض‪ ،‬و يكون مع هذا الكتاب مبتورا غير مستوفى‪ ،‬فعدلنا عن هذه الطّريقة إلى إي‪33‬راد أح‪33‬اديث أص‪33‬حابنا رحم‪33‬ه هّللا‬
‫ان اس‪33‬تيفاء م‪33‬ا يتعلّ‪33‬ق به‪33‬ذا المنه‪33‬اج أولى من اإلطن‪33‬اب فى غ‪33‬يره‪ ،‬فرجعن‪33‬ا و‬
‫المختلف فيه و المتفق‪ .‬ث ّم رأينا بع‪33‬د ذل‪33‬ك ّ‬
‫أوردنا من ال ّزيادات ما كنّا أخللنا به‪ ،‬و اقتصرنا من إيراد الخ‪33‬بر على اإلبت‪33‬داء ب‪33‬ذكر المص‪3‬نّف الّ‪33‬ذى أخ‪33‬ذنا الخ‪33‬بر من‬
‫كتابه أو صاحب األصل الّذى أخذنا الحديث من أصله‪ ،‬و استوفينا غاية جهدنا م‪33‬ا يتعلّ‪3‬ق بأح‪3‬اديث أص‪3‬حابنا رحم‪3‬ه هّللا‬
‫المختلف فيه و المتّفق؛ و بيّنا عن وجه التّأويل فيما اختلف فيه على ما ش‪33‬رطناه فى أوّل الكت‪33‬اب‪ ،‬و أس‪33‬ندنا التّأوي‪33‬ل إلى‬
‫خبر يقضى على الخبرين‪ ،‬و أوردنا المتّفق منها ليكون ذخرا و ملجأ لمن يريد طلب الفتيا من الحديث‬

‫ص‪241 :‬‬

‫نتوص‪3‬ل به‪3‬ا إلى رواي‪3‬ة ه‪3‬ذه األص‪3‬ول و‬‫ّ‬ ‫و اآلن فحيث وفّق هّللا تعالى الفراغ من هذا الكتاب‪ ،‬نحن ن‪3‬ذكر الط‪3‬رق الّ‪3‬تى‬
‫المص ‪3‬نّفات‪ ،‬و ن‪33‬ذكرها على غاي‪33‬ة م‪33‬ا يمكن من اإلختص‪33‬ار ليخ‪33‬رج االخب‪33‬ار ب‪33‬ذلك عن ح ‪ّ 3‬د المراس‪33‬يل و تلح‪33‬ق بب‪33‬اب‬
‫المسندات‪ ،‬و لع ّل هّللا تعالى أن يسهّل لنا الفراغ أن نقصد بشرح ما كنّا بدأنا به على المنهاج الّذى سلكناه و ن‪33‬ذكره على‬
‫االستيفاء و األستقصاء بمشيّة هّللا و عونه‪.‬‬
‫فما ذكرناه فى هذا الكتاب عن مح ّمد بن يعقوب الكلينى رحمه هّللا فقد أخبرنا به الشيخ أب‪33‬و عب‪33‬د هّللا مح ّم‪3‬د بن مح ّم‪3‬د بن‬
‫النّعمان رحمه هّللا عن أبى القاسم جعفر بن مح ّمد بن قولويه‪ ،‬عن مح ّمد بن يعقوب‪.‬‬

‫و اخبرن‪33‬ا ب‪33‬ه أيض‪33‬ا الحس‪33‬ين بن عبي‪33‬د هّللا عن أبى غ‪33‬الب أحم‪33‬د بن مح ّم‪33‬د ال‪ّ 3‬زرارى‪ ،‬و أبى مح ّم‪33‬د ه‪33‬ارون بن موس‪33‬ي‬
‫التلعكبرى و أبى القاسم جعفر بن مح ّمد بن قولويه و أبى عبد هّللا احمد بن ابى رافع الصيمرى و ابى المفضل ال ّشيبانى‬
‫و غيرهم كلّهم عن مح ّمد بن يعقوب الكلينى و أخبرنا به أيضا أحمد بن عب‪33‬دون المع‪33‬روف ب‪33‬ابن الحاش‪33‬ر عن أحم‪33‬د بن‬
‫أبى رافع و أبى الحسين عبد الكريم بن عبد هّللا بن نصر الب ّزاز بتنيس و بغداد عن أبى جعفر مح ّمد بن يعق‪3‬وب الكلي‪33‬نى‬
‫جميع مصنّفاته و أحاديثه سماعا و إجازة ببغداد بباب الكوفة بدرب السّلسلة سنة سبع و عشرين و ثالثمأة‪.‬‬

‫و ما ذكرت‪33‬ه عن عل ّى بن إب‪3‬راهيم بن هاش‪33‬م‪ ،‬فق‪3‬د رويت‪3‬ه به‪33‬ذه األس‪33‬انيد عن مح ّم‪3‬د بن يعق‪3‬وب عن عل ّى بن اب‪3‬راهيم‪ ،‬و‬
‫أخبرني أيضا برواياته ال ّشيخ أبو عبد هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان؛ و الحسين بن عبيد هّللا ‪ ،‬و أحمد بن عب‪33‬دون‪ ،‬كلّهم‬
‫ى الطّبرى عن عل ّى بن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬إلى أن قال بعد إيراد سائر سبله الجي‪33‬اد‬ ‫عن أبى مح ّمد الحسن بن حمزة العلو ّ‬
‫إلى المشايخ األمجاد و الواقعة أسماؤهم ال ّشريفة على أوائل االسناد قد أوردت جمال من الطّرق إلى هذه المص ‪3‬نّفات‪ ،‬و‬
‫األصول و لتفصيل ذلك شرح يطول هو مذكور فى الفهارس المصنّفة فى هذا الباب لل ّشيوخ رحمهم هّللا ‪ ،‬من أراده‬

‫ص‪242 :‬‬

‫الش‪3‬يعة» و الحم‪33‬د هّلل ربّ الع‪33‬المين و‬


‫أخذه من هن‪33‬اك إنش‪33‬اء هّللا ‪ .‬و ق‪33‬د ذكرن‪33‬ا نحن مس‪33‬توفى فى كت‪33‬اب «فهرس‪33‬ت كتب ّ‬
‫الصّالة على خير خلقه مح ّمد و آله الطّاهرين انتهى‪.108‬‬

‫و قد يستفيد المتأ ّمل فيما نقلناه من المشيخة مراد شيخنا المبرور أيض‪33‬ا من ب‪33‬اب ال ّزي‪33‬ادات المتك‪3‬رّر وقوع‪33‬ه فى أب‪33‬واب‬
‫العبادات من «التّهذيب»‪ ،‬و ال يبعد إتّحاد مع ما ذكره بعض أعاظم ش ّراح الكتاب المذكور فى تحقي‪33‬ق م‪33‬راده من اللّف‪33‬ظ‬
‫المزبور بقوله رحمه هّللا ‪ -‬فى ذيل ترجمة حديث منه‪ :‬و قد كان األولى ذكر هذا الحديث مع حديث فارس و ذكره هنا ال‬
‫مناسبة تقتضيه‪ ،‬و لكن مثل هذا فى هذا الكتاب كثير‪ ،‬و كنت كثيرا ما أبحث عن السّبب فيه حتّى ع‪33‬ثرت ب‪33‬ه‪ ،‬و ه‪33‬و ّ‬
‫أن‬
‫ال ّشيخ‪ -‬ق ّدس هّللا روحه‪ -‬كان قد رزق الحظّ األوفر فى مصنّفاته و اشتهارها بين العلمآء‪ ،‬و اقبال الطّلبة على نس‪33‬خها و‬
‫كان ك ّل ك ّراس يكتبه يبادر النّاس إلى نسخه و قرائته عليه‪ ،‬و تكثّر النّسخ من ذلك الكرّاس‪ .‬ث ّم يطّلع بعد ذلك الكرّاس و‬
‫كتابته على أخبار تناسب األبواب السّابقة‪ ،‬و لكنّه لم يتم ّكن من الحاقها بها لسبق الطّلبة إلى كتابته و قرائته‪ ،‬فه‪3‬و ط‪3‬اب‬
‫ثراه تارة يذكر هذا الخبر فى أبواب غير مناسبة له‪ ،‬و تارة اخرى يجعل له بابا و يس ‪ّ 3‬ميه ب‪33‬اب ال ّزي‪33‬ادات و النّ‪33‬وادر‪ ،‬و‬
‫ينقل فيه األخبار المناسبة لألبواب السّابقة‪ ،‬و قد وقع مثل هذا لشيخنا و أستادنا صاحب «بحار األن‪3‬وار» أدام هّللا تع‪3‬الى‬
‫فان مؤلّفاته م ّما رزقت من اإلشتهار حظّ ال تدانى فيه‪ ،‬و ك‪33‬ان ك‪ّ 3‬ل ك‪33‬راس يص‪33‬نفه تس‪33‬ارع الطّلب‪33‬ة إلى أخ‪33‬ذه من‪33‬ه‬
‫أيّامه ّ‬
‫للنّسخ و القراءة و هو اآلن بعون هّللا و حمده موجود فى دار السّلطنة اصفهان يملى على العلم‪33‬آء من فوائ‪33‬ده تدريس‪33‬ا و‬
‫وعظا‪ ،‬و ق‪3‬د كنت مالزم‪3‬ا لحض‪3‬رته ليال و نه‪3‬ارا تقريب‪3‬ا من عش‪3‬ر س‪3‬نين‪ ،‬و نقلت من‪3‬ه قرائ‪3‬ة علي‪3‬ه و س‪3‬ماعا من في‪3‬ه‬

‫‪ )1 ( 108‬راجع تهذيب االحكام ‪88 -4 :10‬‬


‫األصول األربعة و غيرها من كتب الحديث؛ و كتب الفقه و التّفسير و العربيّة و الرّياضى و المنط‪33‬ق و س‪33‬ائر مؤلّفات‪33‬ه‬
‫ّ‬
‫خاص ‪3‬ة و‬ ‫خصوصا كتابه البديع الموسوم ب «بحار األنوار» المشتمل على أربعة و عشرين مجلّدا‪ ،‬و أجاز لى إج‪33‬ازة‬
‫عا ّمة جميع ما ص ّح له روايته و درايته و الحمد هّلل‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬راجع تهذيب االحكام ‪88 -4 :10‬‬

‫ص‪243 :‬‬

‫على منّنا بهذا التّوفيق‪ .‬و نرجو منه سبحانه أن ّ‬


‫يمن علينا بالوصول إلى زيارته هذا‪.‬‬

‫و من جملة ما يؤ ّكد هذا المطلب أيضا مع زيادة فائدة فيه متعلّق بأصل كتاب «التّهذيب» هو ما ذكره ال ّشارح الم‪33‬ذكور‬
‫فى ذيل شرح قول المصنّف فى أوّل خطب‪33‬ة الكت‪33‬اب المس‪33‬طور الحم‪33‬د هّلل ولّى الحم‪33‬د و مس‪33‬تحقّه بقول‪33‬ه‪ :‬و فى كث‪33‬ير من‬
‫النّسخ الحمد لولّى الحمد و مستحقّه‪ ،‬و المعنى واحد‪ ،‬و اعتمادنا على نسختنا للتّهذيب أكثر من غيرها و ذلك انّا كتبناها‬
‫فى اص‪33‬فهان ح‪33‬ال قرائته‪33‬ا و قابلناه‪33‬ا تص‪33‬حيحا و توض‪33‬يحا على نس‪33‬خة الم‪33‬ولى التّقى مح ّم‪33‬د تقى المجلس‪33‬ى تغم‪ّ 3‬ده هّللا‬
‫برحمته‪ ،‬و هو قد قابل نسخته على نسخ متع ّددة من نسخ المح ّدثين و المجتهدين‪ ،‬و بعض «التّه‪33‬ذيب» قوب‪33‬ل من نس‪33‬خة‬
‫شيخنا الطّوسى رضوان هّللا عليه‪ ،‬و تلك النّسخة كانت موجودة فى خزان‪3‬ة ّ‬
‫الش‪3‬هيد الثّ‪3‬انى‪ -‬ن‪3‬وّر هّللا مض‪3‬جعه‪ -‬ف‪3‬انتقلت‬
‫الش‪3‬يخ مح ّم‪33‬د بن ّ‬
‫الش‪3‬يخ حس‪33‬ن بن ش‪33‬يخنا‬ ‫الش‪3‬يخ عل ّى بن ّ‬
‫بعده إلى أوالده و هى اآلن عند ولده الفاضل شيخنا و استادنا ّ‬
‫ى اإلعتم‪3‬اد على‬‫الشيخ زين الدين فى اصفهان أدام هّللا أيّام سالمته‪ -‬و ضاعف عليه بركات سعادته‪ ،‬فمن أج‪3‬ل ه‪3‬ذا ق‪33‬و ّ‬
‫ألن كتب الحديث سيّما كتاب «التّهذيب» قد وقع فيه من التّصحيف و التّحريف و ال ّزي‪33‬ادة و النّقص‪33‬ان‪ ،‬م‪33‬ا‬ ‫هذه النّسخة‪ّ ،‬‬
‫لم يقع فى غيره من كتب األصول‪ ،‬و أقوى األسباب فيه ما أشار إليه المحقّق صاحب «المنتقى» فى مواضع كث‪33‬يرة‪ ،‬و‬
‫أن النّسخة الّتى كتبها ال ّشيخ الطّوسى الّ‪3‬تى هى أص‪3‬ل النّس‪33‬خ كلّه‪3‬ا ق‪3‬د ك‪33‬انت كتابته‪33‬ا مض‪33‬طربة و مشوّش‪3‬ة‪ ،‬و فيه‪3‬ا‬
‫هو ّ‬
‫التباس بعض الكلمات ببعض اخر‪ ،‬و كثير من الحروف بعضها ببعض‪ ،‬و من هذا وق‪3‬ع فى األس‪3‬انيد إقام‪3‬ة ال‪3‬واو مق‪3‬ام‬
‫عن‪ ،‬و لفظ «ان» مكان «عن» أيضا‪ ،‬و قد وقع فى نسخة األص‪33‬ل بعض ال ّزي‪33‬ادة‪ ،‬فت‪33‬داركها بالخ‪33‬طّ عليه‪33‬ا‪ ،‬لكنّه‪33‬ا خ‪33‬طّ‬
‫غير بيّن‪ ،‬فلم يت ّ‬
‫ض ح الحال‪ ،‬و كان فى األسانيد يكتب فالن عن فالن و فالن؛ و يكون الواو غلطا‪ ،‬و الصّواب لفظ عن‪،‬‬
‫فيتداركه بأن يضيف إلى رأس الواو حلقة حتّى يصير عينا‪ ،‬فال تصير عينا ظاهرة فيشتبه الحال على النّاسخين‪ ،‬فمنهم‬
‫من يكتبه واوا‪ ،‬و منهم من يكتبه عينا إلى غير ذلك من اإلشتباه‪ ،‬فسرى اإلشتباه فى أكثر الكتب و نشى التحريف‬

‫ص‪244 :‬‬

‫و ال ّزيادة و النّقصان؛ و أ ّما ال ّشيخ طاب ثراه فانّه لم يرجع النّظر م ّرة اخرى على ذلك‪ ،‬و ذلك انّه كان ك ّل كرّاس يؤلّفه‬
‫يأخذه منه طلبة العلم‪ ،‬و يبادرون إلى كتابته و قرائته‪ ،‬و من هنا ل ّم ا عثر على بعض األخبار المناسبة لألبواب لم يمكنه‬
‫الحاقها معها‪ ،‬فوضع لها باب النّوادر‪ ،‬فجاء كتابا مش ّوشا قد تداخل بعض‪33‬ه ببعض‪ ،‬بخالف كت‪33‬اب «الك‪33‬افي» فانّ‪33‬ه جيّ‪33‬د‬
‫التّرتيب لم تداخل أخباره كالتّهذيب و كذلك «اإلستبصار» أيضا انتهى‪.‬‬
‫و ما ذكره ق ّدس س ّره في المقصود من ب‪3‬اب النّ‪3‬وادر الواق‪3‬ع فى كت‪3‬اب «التّه‪33‬ذيب» و «الك‪33‬افى» كث‪3‬يرا ين‪33‬افى م‪33‬ا ذك‪3‬ره‬
‫صاحب «السّرائر» فى ب‪3‬اب النّ‪3‬وادر من كت‪3‬اب القض‪3‬اء من‪3‬ه فى ذي‪3‬ل رواي‪3‬ة جعف‪3‬ر بن عيس‪3‬ى أنّ‪3‬ه ق‪3‬ال كتبت إلى أبي‬
‫الحسن عليه السّالم‪ :‬جعلت فداك المرأة تموت في ّدعي أبوها أنّ‪33‬ه أعاره‪33‬ا بعض م‪33‬ا ك‪33‬ان عن‪33‬دها من مت‪33‬اع و خ‪33‬دم اتقب‪33‬ل‬
‫دعواه بال بيّنة؟‬

‫فكتب إليه يجوز بال بيّنة‪ ،‬حيث قال‪ :‬قال مح ّمد بن ادريس أ ّول ما أقول فى هذا الحديث انّه خبر واحد ال يوجب علم‪33‬ا و‬
‫ال عمال‪ ،‬إلى أن ق‪33‬ال ث ّم لم ي‪33‬ورد ه‪33‬ذا الح‪33‬ديث إاّل القلي‪33‬ل من أص‪33‬حابنا؛ و من أورده فى كتاب‪33‬ه م‪33‬ا أورده إاّل فى أب‪33‬واب‬
‫النّوادر‪ ،‬و شيخنا المفيد و السيّد المرتضى لم يتع ّرضا له‪ ،‬و ال أورداه‪[ ،‬فى كتبهما] و شيخنا أب‪33‬و جعف‪33‬ر رحم‪33‬ه هّللا م‪33‬ا‬
‫أورده فى جميع كتبه بل فى كتابين منها فحسب‪ ،‬إيرادا ال اعتقادا كما أورد أمثاله من غير اعتقاد بص ّحته على ما بيّن‪33‬اه‬
‫و أوضحناه فى كثير م ّما تق ّدم فى كتابنا هذا؛ ث ّم شيخنا أب‪33‬و جعف‪33‬ر الطّوس‪33‬ى رحم‪33‬ه هّللا رج‪33‬ع عن‪33‬ه و ض‪3‬عّفه فى ج‪33‬واب‬
‫المسائل الحائريّات المشهورة عنه المعروفة‪ ،‬و قد ذكر ش‪33‬يخنا المفي‪33‬د مح ّم‪33‬د بن مح ّم‪33‬د بن النّعم‪33‬ان رحم‪33‬ه هّللا فى ال‪33‬ر ّد‬
‫أن ش‪33‬هر رمض‪33‬ان‬ ‫ان شهر رمضان ال ينقص‪ ،‬قال فا ّما ما تعلّق به أصحاب العدد من ّ‬ ‫على أصحاب العدد ّ‬
‫الذاهبين إلى ّ‬
‫ال يكون أق ّل من ثالثين يوما‪ ،‬فهى أحاديث ّ‬
‫شاذة؛ و ق‪33‬د طعن نقّ‪33‬اد االث‪33‬ار من ّ‬
‫الش‪3‬يعة فى س‪33‬ندها و هى مثبت‪33‬ة فى كت‪33‬اب‬
‫الصّيام فى أبواب النّوادر‪ ،‬و النّوادر هى الّتى ال عمل عليها هذا آخر كالمه‪ .‬و هذا الحديث من رواه فى كتابه ما يثبت‪33‬ه‬
‫إاّل فى باب‬

‫ص‪245 :‬‬

‫‪109‬‬
‫النّوادر إنتهى‬

‫ق كتاب «التّهذيب» صدق ما نسب إلى مص ‪3‬نّفه الم‪33‬نيف‪،‬‬ ‫ث ّم انّه قد ظهر أيضا م ّما قد ذكره ال ّشارح المتق ّدم اللّبيب فى ح ّ‬
‫من عدم التّهذيب له فى أمر التّأليف و التّصنيف‪ ،‬و كثرة ما يقع ل‪3‬ه فى ذل‪33‬ك من الغل‪3‬ط و التّحري‪3‬ف‪ ،‬إ ّم‪3‬ا لش‪ّ 3‬دة حرص‪33‬ه‬
‫على محض الجمع و الجباية‪ ،‬أو لسعة دائرت‪3‬ه فى مي‪3‬دان الفت‪3‬وى و الرّواي‪3‬ة‪ ،‬مض‪3‬افا إلى م‪3‬ا نمى إلي‪3‬ه من اإلهم‪3‬ال فى‬
‫أن الظّاهر كون علم الرّجال من جملة مس‪33‬لّماته‪ ،‬و آل معظم رج‪33‬وع الطّائف‪33‬ة إلى توثيقات‪33‬ه؛‬
‫مرحلة تعريف الرّجال؛ مع ّ‬
‫الش‪3‬يخ فى معرف‪33‬ة أح‪33‬وال‬ ‫قال موالنا اسماعيل الخاجوئى المحقّق فى هذا المجال ب‪33‬ل فى س‪33‬ائر ّ‬
‫الس‪3‬جال ال يس‪33‬وغ تقلي‪3‬د ّ‬
‫الرّج‪33‬ال و ال يفي‪33‬د أخب‪3‬اره به‪33‬ا ظنّ‪33‬ا ب‪33‬ل و ال ش‪ّ 3‬كا فى ح‪33‬ال من األح‪33‬وال‪ّ ،‬‬
‫الن كالم‪33‬ه فى ه‪3‬ذا الب‪33‬اب مض‪33‬طرب‪ ،‬و من‬
‫أن ال ّرجل ثقة‪ ،‬و فى آخر أنّه ضعيف‪ ،‬كما فى سالم بن مكرم الجّم‪3‬ال‪ ،‬و س‪3‬هل بن زي‪3‬اد‬ ‫اضطرابه أنّه يقول فى موضع ّ‬
‫من رجال عل ّى بن مح ّمد الهادى عليه السّالم‪ ،‬و قال فى الرّجال‪ :‬مح ّمد بن عل ّى بن بالل ثقة‪ ،‬و فى كتاب «الغيبة»‪ :‬انّه‬
‫من الم‪333‬ذمومين و فى عب‪333‬د هّللا بن بك‪333‬ير‪ :‬أنّ‪333‬ه م ّمن عملت الطّائف‪333‬ة بخ‪333‬بره بال خالف‪ ،‬و ك‪333‬ذا فى «الع‪ّ 333‬دة» و «فى‬
‫االستبصار» فى أواخر الباب األ ّول من أبواب الطّالق منه صرّح بما يد ّل على فسقه و كذبه؛ و انّه يق‪3‬ول برأي‪3‬ه‪ ،‬و فى‬
‫ان الطّائف‪33‬ة لم ت‪33‬زل تعم‪33‬ل بم‪33‬ا‬
‫ع ّمار السّاباطى أنّه ضعيف ال يعمل بروايت‪33‬ه‪ ،‬و ك‪33‬ذا فى «االستبص‪33‬ار» و «فى الع‪ّ 3‬دة» ّ‬
‫الش‪3‬يخ فى ه‪33‬ذا الكت‪33‬اب يوثّ‪3‬ق عل ّى بن‬‫يرويه و أمثال ذلك منه كثير ج ّدا‪ ،‬و انا إلى االن لم أجد أحدا من األصحاب غير ّ‬

‫‪ -)1 ( 109‬السرائر ‪200 -199‬‬


‫كذاب مذموم‪ ،‬قال سيّدنا الرّضا علي‪33‬ه ّ‬
‫الس ‪3‬الم بع‪33‬د‬ ‫أبي حمزة البطائنى‪ ،‬أو يعمل بروايته إذا أنفرد بها ألنّه خبيث واقفى ّ‬
‫موته أنّه أقعد فى قبره فسئل عن األئ ّمة فاخبر بأسمائهم حتّى انتهى إلى فوقف‪ ،‬فض‪33‬رب على رأس‪33‬ه ض‪33‬ربة امتأل ق‪33‬بره‬
‫ى على بن ابى حم‪33‬زة لعن‪3‬ه هّللا أص‪33‬ل الوق‪33‬ف و أش‪ّ 3‬د النّ‪33‬اس ع‪33‬داوة‬
‫نارا‪ ،‬و قال أحمد بن الحسين بن عبي‪33‬د هّللا الغض‪33‬ائر ّ‬
‫للولّى من بعد أبى ابراهيم عليه السّالم و قال مح ّمد بن مسعود سمعت عل ّى بن الحسن يقول‬

‫______________________________‬
‫(‪ -)1‬السرائر ‪200 -199‬‬

‫ص‪246 :‬‬

‫ان ابن أبى حمزة ّ‬


‫كذاب ملعون‪ 3،‬قد رويت عنه أحاديث كثيرة إاّل إنّى ال أستح ّل أن أروي عنه حديثا واحدا‪ ،‬و ما أحسن‬ ‫ّ‬
‫ما قيل ويل لمن كفّره نمرود‪ .‬عليه فقس من قرنه الشيخ به فى كالمه المنقول عنه آنفا‪.‬‬

‫و من اضطرابه أنّه رحمه هّللا تارة يشترط فى قبول ال ّرواية اإليمان و العدالة‪ ،‬كما قطع به فى كتب‪33‬ه األص‪33‬ولية‪ ،‬و ه‪33‬ذا‬
‫يقتضى أن ال يعمل باالخبار الموثّق‪33‬ة و الحس‪33‬نة‪ ،‬اخ‪33‬رى يكتفى فى العدال‪33‬ة بظ‪33‬اهر اإلس‪33‬الم‪ ،‬و لم يش‪33‬ترط ظهوره‪33‬ا؛ و‬
‫صحيح‪ ،‬وقع له فى الحديث و كتب الفروع غرائب‪ ،‬فت‪33‬ارة يعم‪33‬ل ب‪33‬الخبر الض‪33‬عيف‪ ،‬حتّى‬ ‫مقتضاه العمل بهما مطلقا كال ّ‬
‫صص به أخبار كثيرة صحيحة حيث يعارض‪33‬ه بإطالقه‪33‬ا؛ و ت‪33‬ارة يص‪3‬رّح ب‪33‬ر ّد الح‪33‬ديث لض‪33‬عفه‪ ،‬و اخ‪3‬رى ي‪3‬ر ّد‬ ‫أنّه يخ ّ‬
‫الصّحيح معلّال أنّه خبر واحد ال يوجب علما و ال عمال كما علي‪3‬ه المرتض‪3‬ى علم اله‪3‬دى و أك‪3‬ثر المتق‪ّ 3‬دمين؛ و من ه‪3‬ذا‬
‫اضطرابه فكيف يفيد إخباره باتّف‪33‬اقهم على العم‪33‬ل بخ‪3‬بره ظنّ‪33‬ا ب‪3‬ذلك‪ ،‬و العجب من ص‪33‬احب «ال‪3ّ 3‬ذخيرة» أنّ‪33‬ه كي‪33‬ف ّ‬
‫ظن‬
‫باخباره هذا إتّفاق األصحاب على العمل بأخبار عثمان بن عيسى‪ ،‬و هو معم‪33‬ول فى ع‪33‬داد من ال يعمل‪33‬ون باخب‪33‬اره‪ ،‬إاّل‬
‫للظن باتّف‪33‬اقهم على العم‪33‬ل بأخب‪33‬اره‬
‫ّ‬ ‫أن تكون محفوفة بالقرائن‪ ،‬فاإلعتماد إذن عليها ال عليها‪ ،‬و لو كان اخبار هذا مفيدا‬
‫للظن باتّفاقهم على العمل بأخبار من قرنهم به‪ ،‬و قد علم أنّهم ال يعلمون بأخبار ابن أبى حمزة إذا انفرد به‪3‬ا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لكان مفيدا‬
‫الظن المذكور‪ ،‬و أغلب أصحابنا ال يعملون باخبار الموثّقين من المخ‪33‬الفين كالفطحيّ‪33‬ة‪ ،‬و الواقفيّ‪33‬ة‪،‬‬‫ّ‬ ‫و كيف يفيد ما أفاده‬
‫و النّاوسيّة؛ و غيرهم‪ .‬كما ص ّرح به شيخنا ال ّشهيد الثّانى فى دراي‪3‬ة الح‪33‬ديث‪ ،‬فم‪3‬ا ظنّ‪3‬ه بعملهم باخب‪3‬ار الغ‪33‬ير الم‪33‬وثّقين‬
‫منهم كابن عيسى و ابن أبى حمزة و من شاكلهم‪ ،‬و انّما نقلناه بطوله مع اشتماله على غير ما هو مح ّل الكالم‪ ،‬لم‪33‬ا في‪33‬ه‬
‫من الحالوة و الطراوة و الفيض التّا ّم‪ ،‬و النّفع العا ّم‪ ،‬فاغتنم بذلك من لطائف فوائد كتابنا هذا فى غير المقام‪.‬‬

‫و أ ّما الكالم على كتاب فقهه المش‪3‬هور الموس‪3‬وم ب «نهاي‪3‬ة االحك‪3‬ام» فق‪3‬د تق‪ّ 3‬دمت اإلش‪3‬ارة إلي‪3‬ه فى ص‪3‬در العن‪3‬وان‪ ،‬و‬
‫نزيدك هنا بيانا بنقل ما أورده الفاضل األمير مح ّمد صالح‬

‫ص‪247 :‬‬

‫ق كتابه المزبور‪ ،‬و هو أنّه قال‪ :‬رأيت‬‫الحسينى الخواتونآبادى رحمه هّللا فى كتابه الموسومب «حدائق المقرّبين» فى ح ّ‬
‫على ظهر كتاب عتيق من نهاية ال ّشيخ‪ :‬ح ّدثنى جماعة من الثّقات ّ‬
‫أن جمعا من أجاّل ال ّشيعة‪ ،‬مثل الحمدانى القزوينى‪ .‬و‬
‫الش‪3‬هير بحس‪3‬كا المت‪3‬وطّن ب‪3‬الرّى‪ ،‬تكلّم‪3‬وا فى بغ‪3‬داد على‬ ‫عبد الجبّار بن عبد هّللا المقر ّ‬
‫ى ال‪3‬رّازى‪ ،‬و الحس‪3‬ن بن بابوي‪3‬ه ّ‬
‫«نهاية» ال ّشيخ و ترتيب أبوابه و فصوله و اعترض ك ّل منهم على ال ّشيخ فى مسائل ذلك الكتاب‪ ،‬و ق‪33‬الوا ال يخل‪33‬و ه‪33‬ذا‬
‫الكتاب عن خلل و قصور‪ ،‬فانتقلوا جميعا إلى النّجف االش‪3‬رف ألج‪3‬ل ال ّزي‪3‬ارة‪ ،‬و ك‪3‬ان ه‪3‬ذا فى حي‪3‬اة ّ‬
‫الش‪3‬يخ‪ ،‬فت‪3‬ذاكروا‬
‫هناك لما جرى بينهم‪ ،‬فتعاهدوا أن يصوموا ثالثة أيّام و يغتسلوا ليلة الجمعة‪ ،‬و يدخلوا الحرم المطهّ‪33‬ر و يص‪33‬لّوا هن‪33‬اك‬
‫لع ّل أمر الكتاب ينكشف عليهم‪ ،‬ففعلوا ذلك فرأوا أمير المؤمنين عليه السّالم فى منامهم أنّه قال‪ :‬ما صنّف فى فق‪33‬ه أه‪33‬ل‬
‫ق لإلعتماد عليه و االقتداء به و الرجوع إليه مثل «النّهاية» الّتى أنتم تتنازعون فيها و ذلك ّ‬
‫ألن مص ‪3‬نّفه‬ ‫البيت كتاب يح ّ‬
‫قد أخلص النيّة فيه هّلل سبحانه‪ ،‬فال ترتابوا فى ص ّحة ما ذكر فيه و اعملوا به و أفتوا بمسائله فانّ‪33‬ه مغن من جه‪33‬ة حس‪33‬ن‬
‫صحيحة‪ ،‬و تكلّم فيه على أطرافها فل ّما ق‪33‬اموا ق‪33‬ال ك‪33‬ل واح‪33‬د‬
‫ترتيبه و تهذيبه عن ساير الكتب و مشتمل على المسائل ال ّ‬
‫منهم لآلخر أنا رأيت رؤيا تد ّل على صحّة كتاب «النّهاية» و اإلعتم‪33‬اد على مص‪33‬نفه‪ ،‬فاس‪33‬تق ّرت آراؤهم على أن يكتب‬
‫ك ّل منهم واقعته قبل أن يحكيها‪ ،‬ث ّم يوازنها مع ما رآه االخر‪ ،‬فل ّما كتبوا و قابلوها ما وجدوا فيها اختالف‪33‬ا بمق‪33‬دار كلم‪33‬ة‪.‬‬
‫فاظهروا السّرور من أجل ذلك و دخلوا جميعا على ال ّشيخ المصنّف بالتحيّة و اإلكرام‪ ،‬فل ّما رآهم ال ّشيخ قال أم‪33‬ا كف‪33‬اكم‬
‫الّذى كنت اقول لكم فى فضل كتاب «النهاية» حتّى سمعتم من لفظ أمير المؤمنين عليه السّالم فى المنام‪ ،‬مثل م‪33‬ا ظه‪33‬ر‬
‫ان جماع‪33‬ة من‬ ‫لكم‪ ،‬و حكى لهم ما رآه‪ ،‬فاوجب ذل‪33‬ك علم‪33‬اء الش‪33‬يعة بفت‪33‬اوى «النهاي‪33‬ة» فى األعص‪33‬ار المتمادي‪33‬ة‪ ،‬حتّى ّ‬
‫أن الشيعة لم يكن فيهم مجتهد بعد زمن ال ّشيخ إلى ثمانين سنة‪ ،‬و كان علماء ال ّشيعة يعملون بنهاية ال ّشيخ‬ ‫العلمآء ذكروا ّ‬
‫فى تمام هذه الم ّدة‪ ،‬و يعت ّدون على فتاويه‪.‬‬

‫ص‪248 :‬‬

‫و دفن ال ّش يخ فى داره بالنجف األشرف‪ ،‬و جعل داره مسجدا و هو فى حجرة وقعت فى ناحية المسجد انتهى‪.110‬‬

‫و قد عرفت م ّما سبق كيفيّة مدفنه و مسجده فليراجع و ظهر أيضا من مطاوى ما ذكر وجه تسميته رجال مجلس ال ّشيخ‬
‫المرحوم و تالميذ حضرته المق ّدسة باتّباعه و مقلّدته لندرة ما يتّفق بينهم و بينه من المخالفة فى الفتاوى و االحكام‪.‬‬

‫و أ ّما حكاية ح‪33‬دوث طريق‪33‬ة االجته‪33‬اد فى األحك‪33‬ام بين االماميّ‪3‬ة؛ و مب‪33‬دء إعم‪33‬الهم ايّ‪3‬اه فى المس‪33‬ائل الفقهيّ‪33‬ة فق‪33‬د م‪3‬رّت‬
‫اإلشارة إليها فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬تى الحس‪33‬ن بن ابى عقي‪33‬ل الع ّم‪33‬انى‪ ،‬و محم‪33‬د بن الجني‪33‬د اإلس‪33‬كافى رض‪33‬وان هّللا عليهم‪33‬ا‪ ،‬و‬
‫نزيدك هنا تبيينا لذلك بما ذكره أيضا الفاضل ال ّشارح لكتاب «التّهذيب» فى مق ّدمات كت‪33‬اب ش‪33‬رحه الم‪33‬ذكور حيث ق‪33‬ال‬
‫رحمه هّللا فى مقام بيان اختالف المجتهدين و المحدثين فى تقرير مدارك األحكام‪ ،‬قال المجته‪33‬دون رض‪33‬وان هّللا عليهم‪،‬‬
‫مستند االحكام خمسة‪ :‬الكتاب‪ ،‬و السّنة‪ ،‬و االجماع‪ ،‬و دليل العق‪33‬ل؛ و االستص‪33‬حاب‪ ،‬الى أن ق‪33‬ال بع‪33‬د بي‪33‬ان اقس‪33‬ام ه‪33‬ذه‬
‫ان اكتفاء المجتهدين بمجرّد‬ ‫الخمسة و انكار جماعة االخبارئين فى االصل هذه الطريقة عليهم و قال االخباريون أيضا ّ‬
‫العقل فى كثير من المواض‪3‬ع خالف الرّواي‪3‬ات للت‪3‬واتره فى كث‪3‬ير من المب‪3‬احث الكالميّ‪33‬ة و األص‪33‬وليّة‪ ،‬و تف‪3‬رّعت على‬
‫المخالفة فى االصول المخالفة فى المسائل الفقهيّة‪ ،‬و لو التزموا عند تدوين الفنون الثّالثة تصدير األبواب و الفصول و‬
‫المسائل مثال بكالم العترة الطاهرة‪ ،‬ث ّم توضيحها و تأييدها باعتبارات عقليّة لكان خ‪33‬يرا لهم‪ ،‬ث ّم ق‪33‬الوا أن أوّل من غف‪33‬ل‬

‫‪ )1 ( 110‬حدائق المقربين خ‪.‬‬


‫عن طريقة أصحاب االئ ّمة عليهم الس‪33‬الم‪ ،‬و اعتم‪33‬د على ّ‬
‫فن الكالم و على أص‪33‬ول الفق‪33‬ه المبت‪33‬نين علي االفك‪33‬ار العقليّ‪33‬ة‬
‫المتعارفة بين العا ّمة‪ ،‬مح ّمد بن أحمد بن الجني‪33‬د العام‪33‬ل بالقي‪33‬اس‪ ،‬و حس‪33‬ن بن أبى عقي‪33‬ل العم‪33‬انى المتكلّم‪ ،‬و ل ّم‪33‬ا ظه‪33‬ر‬
‫الظن بتصانيفهما بين يدى أصحابه و منهم‪ :‬السيّد المرتضى‪ ،‬و ال ّشيخ الطّوسى‪ ،‬شاعت طريقتهما‬ ‫ّ‬ ‫ال ّشيخ المفيد و حسن‬
‫بين متأ ّخرى أصحابنا قرنا فقرنا‪ ،‬حتّي وصلت النّوبة إلى العاّل مة الحلّى رحمه هّللا ‪ ،‬و التزم فى تصانيفه أك‪33‬ثر القواع‪33‬د‬
‫االصوليّة للعا ّمة‪ ،‬ث ّم تبعه الشهيدان؛ و شيخنا ال ّشيخ عل ّى‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬حدائق المقربين خ‪.‬‬

‫ص‪249 :‬‬

‫ان أكثر أحاديث أصحابنا المأخوذة من األصول الّتى ألقوه‪33‬ا ب‪33‬أمر أص‪33‬حاب العص‪33‬مة عليهم الس‪33‬الم‪ ،‬و‬
‫و اوّل من زعم ّ‬
‫كانت متداولة بينهم‪ ،‬و كانوا م‪33‬أمورين بحفظه‪33‬ا و نش‪33‬رها بين أص‪33‬حابنا‪ ،‬لتعم‪33‬ل به‪33‬ا الطائف‪33‬ة‪ ،‬ال س‪3‬يما فى زمن الغيب‪33‬ة‬
‫الكبرى‪ ،‬أخبار آحاد خالية عن القرائن الموجبة للقطع بورودها عن أصحاب الع‪33‬ترة عليهم الس‪33‬الم‪ ،‬مح ّم‪33‬د‪ -‬ابن إدريس‬
‫الحلّى‪ ،‬و ألجل ذلك تكلّم على أكثر فتاوى رئيس الطّائفة المأخوذة من تلك األصول‪ ،‬و قد واف‪33‬ق رئيس الطّائف‪33‬ة‪ ،‬و علم‬
‫الهدى‪ ،‬و من تق ّدم عليها فى أنّه ال يجوز العمل بخبر الواحد الخالى عن القرينة الموجبة للقطع‪ ،‬و غفل عن ّ‬
‫ان أح‪33‬اديث‬
‫أصحابنا ليست من ذلك القبيل‪ .‬إلى آخر ما ذكره من الكالم الطّويل‪ ،‬أو نقله عن القال و القيل‪.‬‬

‫و قد أس‪3‬لفنا الكالم على ط‪3‬وس المنس‪3‬وب إلي‪3‬ه جن‪3‬اب ه‪3‬ذا ّ‬


‫الش‪3‬يخ الق ّدوس‪3‬ى‪ ،‬فى ذي‪3‬ل ترجم‪3‬ة أحم‪3‬د بن مح ّم‪3‬د الغ‪ّ 3‬زالى‬
‫الطّوسى‪ ،‬كم‪33‬ا ق‪ّ 3‬دمنا اإلش‪33‬ارة إلى جلي‪33‬ل من أح‪33‬وال الرّج‪33‬ل أيض‪33‬ا فى أذي‪33‬ال ت‪3‬راجم المرتض‪33‬ى‪ ،‬و المفي‪33‬د‪ ،‬و أبى الفتح‬
‫الكراجكى فليراجع‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ 581‬الشيخ االمام عماد الدين ابو جعفر محمد بن ابى القاسم بن محمد بن على الطبرى اآلملى الكجى‬

‫الش‪3‬يخ أبى جعف‪3‬ر الطّوس‪3‬ى‪ -‬رحم‪3‬ه هّللا ‪ -‬و ل‪3‬ه تص‪3‬انيف منه‪3‬ا‪ :‬كت‪3‬اب «الف‪3‬رج فى‬ ‫فقيه ثقة قرأ على ال ّشيخ أبى على بن ّ‬
‫االوقات و المخرج بالبيّنات» «شرح مسائل الذريعة» ق‪33‬رأ علي‪33‬ه ّ‬
‫الش‪3‬يخ اإلم‪33‬ام قطب ال‪ّ 3‬دين أب‪33‬و الحس‪33‬ين الراون‪33‬دى‪ ،‬و‬
‫روى لنا عنه‪ -‬قاله‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،234 3:2‬بحار االنوار ‪ ،270 3:105‬ج‪3‬امع ال‪3‬رواة ‪ 57 3:2‬الذريع‪3‬ة ‪ ،117 3:3‬ريحان‪3‬ة‬
‫االدب ‪ ،202 :4‬فوائد الرضوية ‪ ،484‬الكنى و االلقاب ‪:2‬‬

‫‪ )*( 111‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،234 3:2‬بحار االنوار ‪ ،270 3:105‬جامع الرواة ‪ 57 3:2‬الذريعة ‪ ،117 3:3‬ريحانة االدب ‪ ،202 3:4‬فوائد الرضوية‬
‫‪ ،484‬الكنى و االلقاب ‪:2‬‬
‫‪ ،443‬لؤلؤة البحرين ‪ ،303‬المستدرك ‪ ،476 :3‬معالم العلماء ‪ ،106‬مقابس االنوار ‪13‬‬
‫‪ ،443‬لؤلؤة البحرين ‪ ،303‬المستدرك ‪ ،476 :3‬معالم العلماء ‪ ،106‬مقابس االنوار ‪13‬‬

‫ص‪250 :‬‬

‫منتجب ال ّدين‪.‬‬

‫و اسم أبى القاسم عل ّى‪ ،‬و هو ثقة جليل القدر مح ّدث‪ ،‬و له أيض‪33‬ا كت‪33‬اب «بش‪33‬ارة المص‪33‬طفى لش‪33‬يعة المرتض‪33‬ى» س‪33‬بعة‬
‫عشر جزءا‪ ،‬و له كتاب «ال ّزهد و التّقوى» و غير ذلك‪.‬‬

‫و قال ابن شهر آشوب مح ّمد بن أبى القاسم الطّبرى له «البشارات» كذا فى «امل اآلمل»‪.112‬‬

‫و قال صاحب «اللّؤلؤء» بعد ع ّد ه من جملة مشايخ صاحب «الفضائل» شاذان بن جبرئيل‪ -‬المتق ّدم ذك‪33‬ره‪ -‬على الوج‪33‬ه‬
‫الكامل‪ ،‬قرأ على اإلمام قطب ال ّدين أبى الحسين ال ّراوندى‪ ،‬و روى عنه كما قاله منتجب ال ّدين‪ ،‬إلى أن قال أقول‪ :‬و ا ّما‬
‫ال ّشيخ قطب ال ّدين الرّاوندى الّذى ذكر منتجب ال ّدين أنّه قرأ عليه اإلمام الطّبرى‪ ،‬فهو ّ‬
‫الش‪3‬يخ الثّق‪3‬ة الجلي‪3‬ل أب‪3‬و الحس‪3‬ين‬
‫سعيد بن هبة هّللا بن الحسن‪ 113‬إلى آخر ما ذكره‪.‬‬

‫و قد خبط خبطة غشواء فى نقله عن فهرست ال ّشيخ منتجب ال ّدين ق‪3‬راءة القطب الرّاون‪3‬دى على عم‪33‬اد ال‪ّ 3‬دين الم‪3‬ذكور‪،‬‬
‫الفن‪ ،‬كما أوضحنا ذلك فى ذيل ترجمة القطب بما ال مزي‪3‬د علي‪3‬ه‪،‬‬ ‫ان األمر بالعكس‪ ،‬بشهادة الطّبقة و نصوص أهل ّ‬‫مع ّ‬
‫فكان فى نسخته من «الفهرست» تصحيفا لقول المصنّف قرأ عليه الشيخ اإلمام قطب ال‪ّ 3‬دين بق‪33‬ول ق‪33‬رأ على ّ‬
‫الش‪3‬يخ إلى‬
‫آخر‪ ،‬أم وقع ذلك التّصحيف من صاحب «األمل» الّذى نقل عن كتابه عبارة صاحب «الفهرست» كما هو الظّاهر‪.‬‬

‫و العجب ّ‬
‫أن ال ّرجلين مع كثرة اعتنائهما بهذه المراحل كيف لم يلتفت‪33‬ا إلى وق‪33‬وع ذك‪33‬ر الق‪33‬راءة في عب‪33‬ارة «الفهرس‪33‬ت»‬
‫م ّر تين من غير عاطف‪ ،‬مع ذكره لهذه القرائة أخيرا‪ ،‬و لم يعرفا من الخارج أيض‪33‬ا ع‪33‬دم إدراك ص‪33‬احب «الفهرس‪33‬ت»‬
‫صحبة الطّبرى المذكور يقينا‪ ،‬حتّى يصدق فى حقّه أن يقول و روى لنا عنه‪ ،‬و لو كانا يأمنان الغلط فى نسختيهما‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬امل اآلمل ‪234 :2‬‬

‫(‪ )2‬لؤلؤة البحرين ‪304 -303‬‬

‫ص‪251 :‬‬

‫‪ )1 ( 112‬امل اآلمل ‪234 :2‬‬


‫‪ )2 ( 113‬لؤلؤة البحرين ‪304 -303‬‬
‫من الكت‪33‬اب‪ ،‬فكي‪33‬ف لم يعترض‪33‬ا على مص‪3‬نّف الكت‪33‬اب بمث‪33‬ل م‪33‬ا ق‪33‬د ورد على أمث‪33‬ال النس‪33‬ختين‪ ،‬ب‪33‬ل لم يكت‪33‬ف ص‪33‬احب‬
‫«اللّؤلؤة» الّتى هى كتاب فى صورة اإلجازة حتّى أن ذكر من هذه الجهة ترجمة أحوال قطبنا ال ّراوندى‪ ،‬عقيب ترجمة‬
‫عماد ال ّدين الطّبرى‪ ،‬كما هو المتّبع فى اإلجازات من ابتداء مصدديها بذكر مش‪33‬ايخ أنفس‪33‬هم المتّص‪33‬لين بهم؛ ث ّم المش‪33‬ايخ‬
‫إلى أن ينتهى إلى أصحاب األصول المعتمدة أم رواة األصل فليتفطّن و ال يغفل‪.‬‬

‫و قال سميّنا العاّل مة المجلسى رحمه هّللا فى مق ّدمات «بحار االنوار» كتاب «بشارة المصفى» من الكتب المش‪33‬هورة‪ ،‬و‬
‫قد روي عنه كثير من علمائنا‪ ،‬و مؤلّفه من أفاخم المح ّدثين‪ ،‬و هو داخل فى أكثر أس‪33‬انيد ش‪33‬يخ الطّائفة‪ 114‬و ه‪33‬و ي‪33‬روي‬
‫‪115‬‬
‫عن أبى عل ّى ابن ال ّشيخ جميع كتبه‪ ،‬و رواياته انتهى‬

‫و من جملة من يروي عن ال ّرجل أيضا هو ال ّشيخ عرب ّى بن مسافر العبادىّ‪ ،‬الّذى هو من مشاهير مشايخ اإلجارات‪ ،‬و‬
‫ىو‬‫فى «امل اآلمل» انّه فاضل جليل فقيه عالم‪ ،‬يروي عن تالمذة ال ّشيخ أبى عل ّى الطّوسى‪ ،‬كإلي‪33‬اس بن هش‪33‬ام الح‪33‬ائر ّ‬
‫صحيفة الكاملة» عن بهاء ال ّشرف بالسّند المذكور فى أوّلها‪.116‬‬
‫غيره‪ ،‬و يروى «ال ّ‬

‫الش ‪3‬يخ الحاف‪33‬ظ المح ‪ّ 3‬دث يح‪33‬يى بن بطري‪33‬ق األس‪33‬دى الحلّى ص‪33‬احب «العم‪33‬دة» و «المن‪33‬اقب» المش‪33‬هورين و‬ ‫و منهم‪ّ :‬‬
‫ان من جملة من قرأ عنده و أربى لديه بنصّ ال ّشيخ منتجب ال ّدين الق ّمى‪ 3،‬هو السيّد أبو الفضائل الرّضا بن‬ ‫غيرهما‪ ،‬كما ّ‬
‫أبى طاهر بن الحسن الحسنى النّقيب الفاضل المتبّحر المتمهّر فى النّظم و النّثر‪ ،‬و سميّه السيّد جم‪3‬ال ال‪ّ 3‬دين الرّض‪3‬ا بن‬
‫ى المتكلّم الفقيه‪ ،‬و مما غير السيّد أبى الفضائل الرّض‪33‬ى ابن ال‪ّ 3‬داعى بن أحم‪33‬د الحس‪33‬ينى العقيقى‬‫أحمد بن خليفة الجعفر ّ‬
‫المش‪33‬هدىّ‪ ،‬الّ‪33‬ذى ه‪33‬و من تالم‪33‬ذة ج ‪ّ 3‬د ش‪33‬يخنا منتجب ال‪33‬دين عل ّى‪ ،‬و غ‪33‬ير س‪33‬ميّه الس‪33‬يّد الرّض‪33‬ى بن أحم‪33‬د الحس‪33‬ينى‬
‫النّيسابورى؛ و السيّد‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬فى البحار‪ :‬و هو داخل فى اكثر أسانيدنا الى شيخ الطائفة‬

‫(‪ )2‬بحار االنوار ‪33 :1‬‬

‫(‪ )3‬امل االمل ‪169 :2‬‬

‫ص‪252 :‬‬

‫رض ّى بن عبد هّللا بن عل ّى الجعفرى القاسانى؛ و إن كانوا جميعا علماء صلحاء رضوان هّللا تعالى عليهم أجمعين‪.‬‬

‫‪ )1 ( 114‬فى البحار‪ :‬و هو داخل فى اكثر أسانيدنا الى شيخ الطائفة‬


‫‪ )2 ( 115‬بحار االنوار ‪33 :1‬‬
‫‪ )3 ( 116‬امل االمل ‪169 :2‬‬
‫ان رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم دخ‪33‬ل يوم‪33‬ا‬
‫ان من المنقول عن كتابه «البشارة» فى كتب األصحاب حديث ّ‬ ‫ث ّم ّ‬
‫على عل ّى عليه السّالم مسرورا مستبشرا فسلّم عليه فر ّد عليه السّالم‪ ،‬فقال عل ّى عليه السّالم‪ ،‬ما رأيت أقبلت على مث‪33‬ل‬
‫ق يق‪33‬رأك ّ‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬و ق‪33‬ال‬ ‫أن فى هذه السّاعة نزل عل ّى جبرئيل عليه السالم‪ ،‬و قال الح ّ‬ ‫هذا اليوم؛ قال جئت ابشرك إعلم ّ‬
‫ان شيعته الطّائع و العاصى من أهل الجنة‪ ،‬فل ّم‪33‬ا س‪33‬مع على علي‪33‬ه الس‪33‬الم مقالت‪33‬ه خ‪ّ 3‬ر س‪33‬اجدا و رف‪3‬ع ي‪33‬ده إلى‬
‫ب ّشر عليّا ّ‬
‫السّمآء ث ّم قال يشهد هّللا على أنّى قد وهبت نصف حسناتى لشيعتى‪ ،‬فق‪33‬ال الحس‪33‬ن مثله‪33‬ا‪ ،‬و ق‪33‬ال الحس‪33‬ين ك‪33‬ذلك‪ ،‬و ق‪33‬ال‬
‫النّب ّى ما أنتم باكرم منّى أنّى وهبت لشيعة عل ّى نصف حسناتى‪ ،‬و قال هّللا ع ّز و ج ّل ما أنتم ب‪33‬أكرم منّى إنّى ق‪33‬د غف‪33‬رت‬
‫لشيعة عل ّى و محبيّه ذنوبهم جميعا‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬و قد م ّر الكالم على حقيقة نسبة الطّبرى فى مواضع من هذا الكتاب‪ ،‬منها ذيل ترجمة ال ّشيخ الجليل أحم‪33‬د بن أبى‬
‫طالب الطّبرسى رحمه هّللا ‪ ،‬و سوف يأتى الكالم أيضا على ترجمة أحوال أبى جعفر الطّبرسى الم‪33‬ؤرّخ المش‪33‬هور‪ ،‬من‬
‫أعاظم علماء الجمهور‪ ،‬فى أواسط القسم األخير من باب المحامد إنشاء هّللا ‪.‬‬

‫ص‪253 :‬‬

‫‪ 582‬الشيخ الثقة الجليل المفض‪33‬ال اب‪33‬و على محم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن على بن احم‪33‬د بن على الحاف‪33‬ظ الواع‪33‬ظ النيس‪33‬ابورى‬
‫‪117‬‬
‫الملقب بالفتال‬

‫صاحب كتاب «روضة ال‪3‬واعظين» المش‪33‬تهر اس‪33‬مه الكب‪3‬ير بين أرب‪3‬اب الموعظ‪33‬ة و التّ‪33‬ذكير‪ ،‬و كت‪3‬اب آخ‪3‬ر يس‪ّ 3‬مى ب‬
‫«التّنوير فى معانى التّفسير» ذكره ال ّشيخ منتجب ال‪ّ 3‬دين القم ّى فيم‪3‬ا نق‪3‬ل عن كت‪3‬اب فهرس‪3‬ته المش‪3‬هور ألس‪3‬مآء علمائن‪3‬ا‬
‫المتأ ّخرين‪ ،‬عن زمان ال ّشيخ رحمه هّللا مرّة بعن‪33‬وان ّ‬
‫الش‪3‬يخ ّ‬
‫الش‪3‬هيد محم‪33‬د بن أحم‪33‬د الفارس‪33‬ى مص‪3‬نّف كت‪33‬اب «روض‪33‬ة‬
‫الواعظين» و اخرى بعنوان ال ّشيخ مح ّمد بن على الفتّال النّيسابورى صاحب التّفسير ثقة و أى ثقة‪ ،‬أخبرنا جماع‪33‬ة من‬
‫الثّقات عنه بتفسيره‪.‬‬

‫و من الظّاهر ّ‬
‫أن نسبة ال ّرجل فى ترجمة األولي إلى ج ّد أبيه و فى الثّانية إلى ج ‪ّ 3‬د نفس‪33‬ه‪ ،‬و أنّ‪33‬ه اكتفى بوص‪33‬فه ّ‬
‫بالش‪3‬هيد‬
‫الفارسى‪ ،‬و بكونه صاحب كتاب «روضة الواعظين» فى إحديهما عن إع‪3‬ادة األش‪3‬ارة إليه‪3‬ا فى األخ‪3‬رى‪ ،‬كم‪3‬ا انّ‪3‬ه ق‪3‬د‬
‫اكتفى بوصفه فى األخرى بالفتّال النّيسابورى‪ ،‬مع كونه ص‪33‬احب التّفس‪33‬ير و فى ال ّدرج‪33‬ة العلي‪33‬ا من الوثاق‪33‬ة و فى طبق‪33‬ة‬
‫مشايخ شيوخه الّذين هم فى طبقة شيخنا الطّوسى‪ ،‬أو أبى عل ّى بن ال ّشيخ عن اإلتي‪3‬ان بك‪ّ 3‬ل ه‪3‬ذه األربع‪3‬ة أيض‪33‬ا فى ذي‪33‬ل‬
‫أن هذا هو طري‪33‬ق الجم‪33‬ع بين التّرجم‪33‬تين المختلف‪33‬تين‪ ،‬و اولى من الطّ‪33‬رح ألح‪33‬دى ه‪33‬اتين ب‪33‬دون‬ ‫ترجمة األولى‪ ،‬و ذلك ّ‬
‫استدعاء ضرورة له فى البين‪ ،‬أو الخرق لظاهر اتّفاق المح ّدثين و المترجمين بسبب ال‪33‬تزام الق‪33‬ول بتع‪ّ 3‬دد مح ّم‪33‬د الفتّ‪33‬ال‬
‫المعاصر لشيخ الطائفة فى ظاهر التّخمين‪ ،‬بمحض م‪33‬ا ي‪3‬ترائى من اختالف التّرجم‪33‬ة عن‪3‬ه نس‪3‬بة و نس‪33‬با فى خص‪33‬وص‬
‫فهرست ال ّشيخ منتجب ال ّدين‪.‬‬

‫‪ )*( 117‬له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،260 3:2‬بحار االنوار ‪ ،272 3:105‬تحفة االحباب ‪ ،582‬تنقيح المقال ‪ ،73 3:2‬جامع ال‪33‬رواة ‪ ،555 3:2‬الذريع‪33‬ة ‪:11‬‬
‫‪ ،305‬رجال ابن داود ‪ ،278‬ريحانة االدب ‪:4‬‬
‫‪ 291‬شهداء الفضيلة ‪ ،37‬فوائد الرضوية ‪ ،574‬الكنى و االلقاب ‪.12 :3‬‬
‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،260 3:2‬بحار االنوار ‪ ،272 3:105‬تحفة االحباب ‪ ،582‬تنقيح المق‪33‬ال ‪ ،73 3:2‬ج‪3‬امع‬
‫الرواة ‪ ،555 :2‬الذريعة ‪ ،305 :11‬رجال ابن داود ‪ ،278‬ريحانة االدب ‪:4‬‬

‫‪ 291‬شهداء الفضيلة ‪ ،37‬فوائد الرضوية ‪ ،574‬الكنى و االلقاب ‪.12 :3‬‬

‫ص‪254 :‬‬

‫و شاهد م‪33‬ا ذكرن‪33‬اه من الجم‪33‬ع بين تين‪33‬ك الكلم‪33‬تين المختلفين‪ ،‬و المن‪33‬ع من ال‪ّ 3‬زعم لتع‪ّ 3‬دد مص‪3‬نّف الكت‪33‬ابين الم‪33‬ذكورين‪،‬‬
‫بمالحظة ذكره فى «الفهرست» بنسبين و نسبتين هو ما ذكره تلميذه الناقد الناقب و الك‪3‬وكب الثّ‪3‬اقب‪ ،‬ابن ش‪3‬هر آش‪3‬وب‬
‫المازندرانى‪ ،‬فيما نقل عن كتابه «المناقب» حيث فى فواتح كتابه الموسوم عند تفصيله لطرق المتصلة من‪33‬ه إلى جن‪33‬اب‬
‫المعصوم‪ :‬و سائر أرباب الفضائل و العلوم‪:‬‬

‫الش‪3‬يخ أبى جعف‪3‬ر الطوس‪33‬ى رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬ح‪ّ 3‬دثنا أب‪3‬و الفض‪3‬ل ال‪ّ 3‬داعى ابن عل ّى‬
‫و أ ّم‪33‬ا أس‪33‬انيد كتب أص‪3‬حابنا فاكثره‪33‬ا عن ّ‬
‫الحسينى الس‪33‬روى؛ إلى أن ق‪33‬ال رحم‪33‬ه هّللا بع‪33‬د اإلش‪33‬ارة إلى جماع‪33‬ة أخ‪33‬رى من ش‪33‬يوخ روايت‪33‬ه منهم‪ّ :‬‬
‫الش‪3‬يخ أب‪33‬و عل ّى‬
‫الطّبرسى المفسّر المشهور رحمه هّللا ‪ ،‬كلّهم عن ال ّشيخين المفي‪33‬دين أبى عل ّى الحس‪33‬ن بن مح ّم‪33‬د بن الحس‪33‬ن الطّوس‪33‬ى‪ ،‬و‬
‫أبى الوفاء عبد الجبار بن على المقرى عنه‪ ،‬و ح ّدثنا أيضا المنتهى بن أبى زيد كي‪33‬ابكى الحس‪33‬ينى الجرج‪33‬انى‪ ،‬و مح ّم‪33‬د‬
‫بن الحسن الفتّال النّيس‪3‬ابورى‪ ،‬و ج‪ّ 3‬دى ش‪33‬هر آش‪3‬وب عن‪3‬ه أيض‪33‬ا س‪33‬ماعا و قرائ‪3‬ة‪ ،‬و مناول‪3‬ة‪ ،‬و إج‪33‬ازة‪ ،‬ب‪3‬أكثر كتب‪33‬ه و‬
‫رواياته‪.‬‬

‫و أ ّما أسانيد كتب ال ّشريفين المرتضى و ال ّرضى و رواياتهما‪ ،‬فعن السيّد أبى الصّمص‪33‬ام ذى الفق‪33‬ار بن معب‪33‬د الحس‪33‬ينى‬
‫ق روايتى عن السيّد المنتهى عن أبيه أبى زي‪33‬د‪ ،‬و عن‬ ‫المروزى‪ ،‬عن أبى عبد هّللا مح ّمد بن على الحلوانى عنهما‪ ،‬و بح ّ‬
‫مح ّمد بن عل ّى الفتّال الفارسى عن أبيه الحسن كليهما عن المرتضى‪ ،‬و قد سمع المنتهى و الفتّ‪33‬ال بقرائ‪33‬ة أبويهم‪33‬ا علي‪33‬ه‬
‫أيض‪33‬ا‪ ،‬ث ّم إلى أن ق‪33‬ال‪ :‬و ح ‪ّ 3‬دثنى الفتّ‪33‬ال ب «التّن‪33‬وير فى مع‪33‬انى التفس‪33‬ير» و بكت‪33‬اب «روض‪33‬ة ال‪33‬واعظين و تبص‪33‬رة‬
‫المتعظين» انتهى‪.‬‬

‫أن أبصر النّاس بحقيقة أحوال ال ّرجل بعد ربّه ث ّم نفسه هو أكثرهم صحبة له و مراودة عنده و اختالطا معه‬
‫و أنت تعلم ّ‬
‫و اختالفا إليه و عكوفا عليه‪ ،‬مثل صاحب هذه المقاالت بالنّسبة إلى صاحب هذا العن‪3‬وان؛ حيث أنّ‪3‬ه ق‪3‬د ك‪3‬ان من جمل‪3‬ة‬
‫تالمذته األركان و جهابذة مجلسه ال ّرفيع البنيان‪ ،‬و كان مثل كلمات غيره فى جنب ما أفاده هو فى ح ّ‬
‫ق شيخه العماد‪ ،‬و‬
‫ركنه األستاد‪ ،‬كمثل اإلجتهاد بال ّرأى فى مقابل النصّ القاطع للعناد‪.‬‬

‫ص‪255 :‬‬
‫إذا عرفت ذلك فنقول و باهّلل اإلستعانة فى ح ّل جميع العقد و العسور‪ ،‬ان المستفاد من مجم‪33‬وع م‪3‬ا نقلن‪33‬اه ل‪3‬ك من تقري‪3‬ر‬
‫أن والد شيخنا الفتّال المنسوب إلي‪33‬ه الكتاب‪33‬ان الموس‪33‬ومان فى بعض كتب الرّج‪33‬ال‬ ‫ابن شهر آشوب المبرور أمور أحدها ّ‬
‫اسمه الحسن دون عل ّى و ال أحمد فال يبقى حينئذ إاّل أن يكون المناس‪33‬ب ل‪33‬ه إلى أح‪33‬د ه‪33‬ذين اإلس‪33‬مين ن‪33‬اظرا الى ش‪33‬يوخ‬
‫نسبة الولد فى كثير من المواضع الى الج ّد بل والد الج ّد بل الجد االبعد حيثما كان الح‪33‬د منهم خصوص‪3‬ية و تم‪3‬يز يح‪ّ 3‬‬
‫ق‬
‫ان يعرف بهما الولد و ولد الولد إلى طول األبد كما ترى ظهور ذلك بالنّسبة إلى بنى طاوس و سعيد و زه‪33‬رة و نم‪33‬ا و‬
‫حمزة و معبد و معد و قد ذكر المترجمون من ه‪33‬ذه الجه‪33‬ة ترجم‪33‬ه أحم‪33‬د بن المت‪3‬وّج البح‪33‬رانى‪ ،‬فى مواض‪33‬ع من كتبهم‬
‫اجماال و تفصيال بحسب اختالف نسبة إلى األب و الج ّد و ج ّد الج ّد مثال فليالحظ ج ّدا‪.‬‬

‫ان الرّجل كما يتّصف بالنّيسابورى‪ ،‬يتصف ايضا بالفارسى‪ ،‬و ال منافاة بينهما أيضا أصال ضرورة ك‪33‬ون ك ‪ّ 3‬ل‬ ‫و ثانيها ّ‬
‫نيسابورى باعتبار لغتة فارسيّا‪ ،‬فص‪33‬ح أنّ‪33‬ه فارس‪33‬ى‪ ،‬حيث ص‪33‬دق كون‪33‬ه نيس‪33‬ابوريّا‪ ،‬ب‪33‬ل ال مناف‪33‬اة بين ص‪33‬فته فى بعض‬
‫المواضع كما هنا بالفارسى و فى بعضها بابن الفارس ّى كما سوف تعرفه من عبارة ابن داود الحلّى‪ ،‬لص‪33‬دق ك‪33‬ون أح‪33‬د‬
‫من آبائه المذكورين‪ ،‬و ال أق ّل من أبيه الحسن فارسيّا‪ ،‬فص ّح من هذه الجهة انّه ابن الفارس‪ّ 3‬ى ايض‪33‬ا‪ ،‬ب‪33‬ل ق‪33‬د يتعيّن مث‪33‬ل‬
‫هذا فى عرف اإلستعمال‪ ،‬حيث فرض كون سلف من كان مشتهرا بابنية صاحب النّسبة من جملة معاريف الرّجال كما‬
‫هو المفروض بالنّسبة إلى سلف هذا الفتّال فى ظاهر األحوال‪.‬‬

‫و قد تق ّدم نظير هذه المعاملة بالنّظر الى أحمد بن الحسين بن عبيد هّللا الغضآئرى لكون أبيه متّصفا بنفس هذه النسبة‪ ،‬و‬
‫الش‪3‬يخ منتجب‬‫سيجئى عن بعض كتب ال ّرجال ذكر ال ّرجل بعنوان ابن الفارس بحذف الياء‪ ،‬بل نقل ذلك عن «فهرس‪33‬ت ّ‬
‫ال ّدين» أيضا؛ و عليه فلفظ الف‪33‬ارس يك‪33‬ون علم‪3‬ا شخص‪3‬يّا لبعض أج‪3‬داد الرّج‪33‬ل ظ‪3‬اهرا‪ ،‬ال نس‪3‬بة ل‪33‬ه إلى البل‪33‬د و غ‪3‬يره‬
‫فليالحظ‪.‬‬

‫ان لهذا الرّجل الرّواية عن ال ّشيخ أبى عل ّى بن شيخنا الطّوسى غالبا‪،‬‬


‫و ثالثها ّ‬

‫ص‪256 :‬‬

‫و بطريق أعلى منها‪ ،‬عن أبي‪33‬ه ش‪33‬يخ الطّائف‪33‬ة ب‪33‬ل و عن ش‪33‬يخى الش‪33‬يخ و هم‪33‬ا المرتض‪33‬ى و الرّض‪33‬ى‪ ،‬رض‪33‬ى هّللا عنهم‬
‫الش‪3‬يخ أيض‪3‬ا ش‪3‬يخنا أس‪3‬د هّللا الك‪3‬اظمى رحم‪3‬ه هّللا حيث ق‪3‬ال‪ :‬فى «المق‪3‬ابس» و من‬‫اجمعين‪ ،‬و ق‪3‬د نصّ على أخ‪3‬ذه من ّ‬
‫تالمذة شيخنا الطّوسى الشيخ الفقيه النّبيه أبو الخير بركة بن مح ّمد بن بركة األسدى؛ قرأ عليه و صنّف كتاب «حق‪33‬ايق‬
‫اإليمان» فى األصول و «كتاب الحجج» فى األمامة و كتاب «عمل األديان و األبدان» و من جمل‪33‬ة تالمذت‪33‬ه مح ّم‪33‬د بن‬
‫الحسن بن على الفتّال الفارسى‪ ،‬صاحب «روضة الواعظين» و كتاب «التّنوير فى معانى التّفسر»‪.‬‬

‫أن التّص‪33‬ريح ب‪33‬ه أيض‪33‬ا‬‫ان صاحب كتاب «روضة الواعظين» المشهور هو هذا ال ّرجل الجليل المشكور‪ ،‬كما ّ‬ ‫و رابعها ّ‬
‫فى كلمات الطّائفة غير محصور‪ ،‬و أصرح ما ذكروه فى هذا الباب كالم سميّنا المنبّه علي‪33‬ه فى مق ‪ّ 3‬دمات الكت‪33‬اب بمث‪33‬ل‬
‫هذا الخطاب‪:‬‬
‫و كتاب «روضة الواعظين» و تبصره المتّعظين لل ّشيخ مح ّمد بن عل ّى بن احمد الفارسى و أخطأ جماع‪33‬ة و نس‪33‬بوه إلى‬
‫الش‪3‬يخ المفي‪33‬د‪ ،‬و ق‪33‬د ص‪3‬رّح بم‪33‬ا ذكرن‪33‬اه ابن ش‪33‬هر آش‪33‬وب فى «المن‪33‬اقب» و ّ‬
‫الش‪3‬يخ منتجب ال‪ّ 3‬دين فى «الفهرس‪33‬ت» و‬ ‫ّ‬
‫«العاّل مة» فى رسالة االجازة و غيرهم‪ ،‬و ذكر العاّل مة سنده إلى هذا الكتاب كما سنذكره فى المجلّد اآلخر من الكت‪33‬اب‬
‫إنشاء هّللا ‪.‬‬

‫و ذكره أيضا المولى مح ّمد أمين الكاظمى صاحب «مشتركات ال ّرجال» مثل ما ذكره هذا المولى‪ ،‬فقال مح ّم‪33‬د بن عل ّى‬
‫بن أحمد الفارسى؛ له كتاب «روضة الواعظين و تبصرة المتّعظين» و أخطأ جماعة و نسبوه إلى المفي‪33‬د‪ ،‬إلى أن ق‪33‬ال‪:‬‬
‫و العاّل مة فى رسالة األخبار و غيرهم‪ ،‬و ذكر العاّل مة سنده إلى هذا الكتاب‪.‬‬

‫و ذكره أيضا صاحب «الوسائل» فى كتاب «امل اآلمل» حيث قال عند ما ترجم ال ّرجل بعنوان ال ّشيخ ال ّشهيد مح ّمد بن‬
‫أحمد الفارسى الفتّال ثقة جليل له كتاب «روضة الواعظين‪ ،‬انتهى‪.‬‬

‫و يلزم هذا أيضا من ترجمة األخرى لل ّرجل بعنوان ال ّشيخ مح ّمد بن عل ّى‬

‫ص‪257 :‬‬

‫ى ثقة أخبرنا جماعة من الثّقات عنه بتفسيره قاله منتجب ال ّدين‪ ،‬و ذل‪33‬ك لم‪33‬ا‬ ‫الفتّال النّيسابورى‪ ،‬صاحب التّفسير ثقة و أ ّ‬
‫يصفه فى كلتا الترجمتين بالفتّال‪ ،‬و يسند ذلك إلى ال ّشيخ منتجب ال ّدين مع انّ‪33‬ه ب‪33‬العنوان االوّل لم يوص‪33‬ف ب‪33‬ه فى كتاب‪33‬ه‬
‫«الفهرست» و ال قول أيضا ألحد من أهل التّراجم و الرّجال بتع ّدد المتّصف بالفتّال‪ ،‬كما ال خالف ألحد منهم فى ك‪33‬ون‬
‫صاحب «روضة الواعظين» هو الفتّال‪ ،‬هذا و يلزم ذلك ايضا من كالم صاحب «االمل فى خ‪3‬واتيم كت‪3‬اب «الوس‪33‬ائل»‬
‫حيث أورد الرّجل فى مبحث ال ّرجال منه بعنوان مح ّمد ابن احمد بن على الفتّال النيسابورى‪ ،‬المعروف ب‪33‬ابن الفارس ‪ّ 3‬ى‬
‫أبو على متكلّم جليل القدر فقيه زاهد ورع قال ابن داود نقال عن ال ّشيخ و وثّق‪33‬ه ّ‬
‫الش‪3‬يخ منتجب ال‪ّ 3‬دين بن بابوي‪33‬ه و أث‪33‬ني‬
‫عليه‪.‬‬

‫ث ّم قال فى مقام ع ّده للكتب المعتمد على النّقل عنها فى كتابه «الوسائل» كت‪33‬اب «روض‪33‬ة ال‪33‬واعظين» ّ‬
‫للش‪3‬يخ مح ّم‪33‬د بن‬
‫أحمد بن عل ّى الفتّال الفارس ّى‪ ،‬و قال أيضا فى مقام تفص‪33‬يله الطّ‪33‬رق المعت‪33‬برة من‪33‬ه رحم‪33‬ه هّللا إلى ه‪33‬ذه الكتب و ن‪33‬روى‬
‫الش‪3‬يخ منتجب ال‪ّ 3‬دين عن جماع‪33‬ة من‬ ‫الس‪3‬ابق عن ّ‬ ‫كتاب «روضة الواعظين» لمح ّم‪33‬د بن عل ّى الفتّ‪33‬ال الفارس‪ّ 3‬ى‪ّ ،‬‬
‫بالس‪3‬ند ّ‬
‫الثّقات‪ ،‬عن مح ّمد بن على الفتّال الفارسى‪ ،‬و ذلك لما قد عرفت من عبارة ال ّشيخ منتجب ال ّدين السّابقة أنّه يروي كت‪33‬اب‬
‫مح ّمد بن على الفتّال النّيسابورى بهذا الطّريق‪ ،‬دون كتاب محمد بن أحمد الفارسى ال ّشهيد‪.‬‬

‫أن كتاب «الرّوضة» كان لمح ّمد بن على الفتّال المذكور‪ ،‬باعتقاد صاحب هذه األقوال لما ص ّح ل‪33‬ه أن يروي‪33‬ه عن‬ ‫فلوال ّ‬
‫منتجب ال ّدين‪ ،‬باسناده الّذى ذك‪3‬ره بالنّس‪3‬بة إلي‪33‬ه ف‪33‬ان أمكن المناقش‪3‬ة مع‪33‬ه فى ه‪33‬ذه الرّواي‪33‬ة و ل‪33‬و س‪33‬لّمنا ك‪33‬ون «روض‪33‬ة‬
‫الواعظين» لمح ّمد بن عل ّى الفتّال النّيسابورى‪ ،‬الّذى أخبر جماعة عنه بخصوص تفسيره المذكور فليتامل و ال تغفل‪.‬‬
‫أن صاحب الكتابين المذكورين إنّما هو رجل واحد و شخص متّحد‬
‫و خامسها ّ‬

‫ص‪258 :‬‬

‫قد عرفت تكثر صفاته و سماته و تع ّدد نسبه و تأليفاته و تالميذ حض‪33‬رته و مش‪33‬ايخ روايات‪33‬ه كم‪33‬ا ق‪33‬د س‪33‬معت التص‪33‬ريح‬
‫بذلك أيضا من صاحب «المق‪33‬ابس» و ه‪33‬و فى ه‪33‬ذا المض‪33‬مارا ج‪ّ 3‬د ف‪33‬ارس و أج‪33‬ود مم‪33‬ارس‪ ،‬و ك‪33‬ذلك التّل‪33‬ويح الظّ‪33‬اهر‬
‫الحاصل من جملة تقريرات صاحب «الوسائل» و «امل آمل» أنّه أيضا فى أمثال هذه المراحل بصير كام‪33‬ل‪ ،‬و مش‪33‬ير‬
‫بال مشاكل‪ ،‬مضافا إلى أنّه مع قطع النّظر أيضا عن كالم ابن شهر آشوب‪ .‬و وجود مثل ذلك النّصّ القاطع على إثب‪33‬ات‬
‫هذا المطلوب ك‪33‬ان يمكن أن يق‪33‬ال بطري‪33‬ق اإلس‪3‬تدالل و ت‪33‬رتيب القي‪33‬اس‪ ،‬و تأس‪3‬يس أس‪33‬اس اإلجته‪33‬اد‪ ،‬فى توض‪33‬يح ه‪3‬ذه‬
‫إن كت‪33‬اب التّفس‪3‬ير الم‪3‬ذكور إنّم‪3‬ا ه‪3‬و‬
‫إن من المتّفق عليه بين أص‪33‬حاب التّ‪3‬راجم و أرب‪33‬اب الرّج‪3‬ال ّ‬
‫المرحلة من األلباس ّ‬
‫لمح ّمد الفتّال الفارس ّى أو ابن الفارس ّى النيسابورى‪ ،‬الواقع فى طبقة تالميذ شيخنا الطوس‪33‬ى‪ 3،‬و المف‪33‬روض أنّ‪33‬ه ليس فى‬
‫صفات سوى صاحب «روضة ال‪33‬واعظين» المش‪33‬هور‪ ،‬فليكن ه‪33‬و بعين‪33‬ه ص‪33‬احب‬ ‫علماء تلك الطّبقة مح ّمد يدعى بهذه ال ّ‬
‫الش‪3‬يخ منتجب‬‫التفسير المنسوب فى كلمات الجميع إلى مح ّم‪33‬د بن عل ّى بن الفتّ‪33‬ال النّيس‪33‬ابورى الّ‪33‬ذى ه‪33‬و فى «فهرس‪33‬ت ّ‬
‫ال ّدين» المزبور أيضا مذكور‪ ،‬و ليتأ ّول حينئذ جمعه بين التّرجمتين و إثباته بذكر هذا الرّجل على نس‪33‬بين و نس‪33‬بتين‪ ،‬و‬
‫ّ‬
‫مظان ذكره و بيانه و‬ ‫توزيعه عليهما النّسبة لذينك الكتابين على رعايته فى ذلك قرب التناول ألحوال ال ّرجال من جميع‬
‫سهولته التداول له بجمي‪33‬ع ال‪ّ 3‬داعيات ألرب‪33‬اب طلب‪33‬ه إلى طري‪33‬ق وجدان‪33‬ه على حس‪33‬ب اختالف ش‪33‬هرته بين اه‪33‬ل الع‪33‬رف‬
‫باإلضافة إلى الكتابين و بالنّسبة إلى أوصافه و أوضاعه المو ّزعة على هذا البين أو يحم‪33‬ل ذل‪33‬ك على إرادت‪33‬ه من ذك‪33‬ره‬
‫الثّانى محض اإلشارة إلى مافاته من أوصاف ال ّرجل عند ذكره األوّل من ال ّشهادة و النّب‪33‬وة للمس‪ّ 3‬مى بأحم‪33‬د الفارس‪ّ 3‬ى و‬
‫كونه صاحب كتاب «روضه الواعظين» أو على كونه من جمل‪33‬ة عجالت الم‪33‬ؤلفين أو اهم‪33‬االت المستنس‪33‬خين أو غ‪33‬ير‬
‫ذلك من األمور الّتى ال تخفى على أهل الفطانة و ال ّشعور و لذا لم يختلف أح‪33‬د المح‪33‬دثين و أص‪33‬حاب الرّج‪33‬ال فى ك‪33‬ون‬
‫صاحب «روضة الواعظين» هو محمد الملقّب بالفتّال‪ ،‬و ّ‬
‫ان الفتّال منحص‪33‬ر فى ف‪33‬رده و إن ك‪33‬ان فى تعب‪33‬ير ه‪33‬ذا الف‪3‬رد‬
‫نوع من اإلجمال‪.‬‬

‫ص‪259 :‬‬

‫نعم أفاد المجلسى ق ّدس سرّه فى مق ّدمات «بحاره» بع‪33‬د م‪33‬ا نقلن‪33‬اه عن‪33‬ه المرحل‪33‬ة الرابع‪33‬ة ب‪33‬دون ش‪33‬ىء من الفاص‪33‬لة بم‪33‬ا‬
‫أن العاّل مة رحم‪3‬ه هّللا ذك‪3‬ر اس‪3‬م المؤلّ‪3‬ف كم‪3‬ا ذكرن‪3‬اه‪ ،‬و س‪3‬يظهر من كالم ابن ش‪3‬هر آش‪3‬وب ّ‬
‫ان‬ ‫صورته هكذا‪ :‬ث ّم إعلم ّ‬
‫أن ص‪3‬احب التّفس‪3‬ير و ص‪3‬احب «الروض‪3‬ة» واح‪3‬د‪ ،‬و يظه‪3‬ر من‬ ‫المؤلّف محمد بن الحسن بن عل ّى الفتّال الفارس‪3‬ى‪ ،‬و ّ‬
‫كاّل م ال ّشيخ منتجب ال ّدين فى فهرسته انّهما اثنان‪ ،‬حيث قال‪ :‬مح ّمد بن على الفتّال النيس‪33‬ابورى ص‪33‬احب التفس‪33‬ير ثق‪33‬ة و‬
‫ى ثقة‪ ،‬و قال بعد فاصلة كثيرة ال ّشيخ الشهيد مح ّمد بن أحمد الفارس ّى مصنّف كتاب «روضة الواعظين»‪.‬‬ ‫أ ّ‬
‫‪118‬‬
‫و قال ابن داود فى كتاب الرّجال مح ّمد بن احمد بن على الفتّال النيس‪33‬ابورى المع‪33‬روف ب‪33‬ابن الفارس‪33‬ى «لم» «خج»‬
‫متكلم جليل القدر فقيه عالم زاهد ورع قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور‪ ،‬الملقّب بش‪33‬هاب اإلس‪33‬الم لعن‪33‬ه هّللا‬
‫انتهى‪.‬‬

‫أن اسم أبيه أحمد و أ ّما ما نسبه إلى رجال ال ّشيخ فال يخفى سهوه فيه! إذ ليس فى رجال الش‪33‬يخ من‪33‬ه‬
‫و يظهر من كالمه ّ‬
‫ان هذا ال ّرجل زمانه مت‪33‬أخر من زم‪33‬ان الش‪33‬يخ بكث‪33‬ير‪ ،‬كم‪33‬ا يظه‪33‬ر من «فهرس‪33‬ت الش‪33‬يخ منتجب ال‪ّ 3‬دين» و من‬
‫أثر‪ ،‬مع ّ‬
‫ى حال يظهر م ّما نقلنا جاللة المؤلّف‪ ،‬و ّ‬
‫أن كتاب‪33‬ه ك‪33‬ان من الكتب‬ ‫اجازة العاّل مة‪ ،‬و من كالم ابن شهر آشوب‪ ،‬و على ا ّ‬
‫المشهورة عند الشيعة‪.‬‬

‫ث ّم كالم صاحب «البحار» يظهر منه التّوقف فى القول باتّحاد صاحب الكتابين‪ ،‬و هو ناش من قلّة تأ ّمله ق ّدس س‪33‬رّه فى‬
‫الزم هذه التّعبيرات المختلفة ألصحاب ال ّرجال بالنسبة إلى شيخنا المح ّدث المتكلّم الفارس ّى النّيسابورى الملقّب بالفتّ‪33‬ال‪،‬‬
‫أن ذل‪33‬ك من‪33‬اف‬ ‫ان استنباطه ظه‪33‬ور ع‪33‬دم االتّح‪33‬اد من ترجم‪33‬تى ّ‬
‫الش‪3‬يخ منتجب ال‪33‬دين ل‪33‬ه ن‪33‬اش من ع‪33‬دم إلتفات‪33‬ه إلى ّ‬ ‫كما ّ‬
‫لتصريحه بكون‬

‫______________________________‬
‫(‪« ) 1‬لم» رمز لمن لم يرو عن النبى و االئمة عليهم السالم «خج» رمز لكتاب رجال الشيخ الطوسى رحمه هّللا ‪.‬‬

‫ص‪260 :‬‬

‫أن هذا ال ّشهيد المقت‪33‬ول ي‪33‬ذكره ابن داود الرّج‪33‬ال ّى الحلّى رحم‪33‬ه هّللا من‬
‫صاحب «روضة الواعظين» شهيدا مقتوال‪ ،‬مع ّ‬
‫غير إشارة إلى المخالف‪ ،‬و احتمال لوجود المناقض و المعارض بعن‪33‬وان مح ّم‪33‬د بن احم‪33‬د بن عل ّى الفتّ‪33‬ال النّيس‪33‬ابورى‬
‫المعروف بابن الفارسى‪ ،‬و يز ّكيه أحسن الت ّزكية مثل ما يز ّكيه ال ّشيخ منتجب ال ّدين عن‪33‬د ترجمت‪33‬ه ل‪33‬ه بعن‪33‬وان مح ّم‪33‬د بن‬
‫عل ّى الفتّال النّيسابورى صاحب التّفسير‪ ،‬ث ّم يذكر علّة شهادته كما قد عرفت‪.‬‬

‫الس‪3‬هو إلى ابن داود الحلّى‪ -‬رحم‪3‬ه‬


‫و يشهد بما ذكرناه من عدم تع ّمق جنابه ق ّدس سره فى أمثال هذه المراحل أنّه نس‪3‬ب ّ‬
‫هّللا ‪ -‬فى نقله ذكر ال ّرجل هكذا عن رجال ال ّشيخ‪ ،‬مع ّ‬
‫أن نسبة النّقص إلى نسخة نفسه من ذلك الكتاب و إسقاط مث‪33‬ل ه‪33‬ذه‬
‫التّرجمة منها إلى النّاسخين بعد تسليم كون النّاقل ناقدا بصيرا و أجدر بمعرفة علماء زمن ّ‬
‫الش ‪3‬يخ من‪33‬ا كث‪33‬يرا‪ ،‬أولى من‬
‫صحيح يشهد بج ّد و ركون رجال ال ّشيخ رحمه‬ ‫نسبة السّهو فى هذه النّسبة إلى فعل المصنّف كما ال يخفى بل اإلعتبار ال ّ‬
‫هّللا حاويا لترجمة مثل هذا العالم الورع الجليل المدرك زمنه يقينا‪ ،‬بل فيض صحبته أيضا و لو كان قليال كما قد عرفته‬
‫من عبارة ابن شهر آشوب الّتى هى نصّ فى إفادة ه‪33‬ذا المطل‪33‬وب‪ ،‬و العجب انّ‪33‬ه رحم‪33‬ه هّللا استش‪33‬هد على ت‪33‬أخر زم‪33‬ان‬
‫ال ّرجل عن زمان ال ّشيخ‪ -‬رحمه هّللا ‪ -‬بكالم ابن شهر آشوب أيضا م‪33‬ع انّ‪33‬ه كم‪33‬ا ق‪33‬د ع‪33‬رفت ص‪33‬ريح فى خالف مقص‪33‬وده‬
‫فليتأ ّمل و ال يغفل‪.‬‬

‫‪ «)1 ( 118‬لم» رمز لمن لم يرو عن النبى و االئمة عليهم السالم« خج» رمز لكتاب رجال الشيخ الطوسى رحمه هّللا ‪.‬‬
‫ى بعد التّرجم‪3‬ة ل‪3‬ه بعن‪33‬وان مح ّم‪3‬د بن عل ّى بن أحم‪3‬د بن الفارس‪3‬ى المع‪33‬روف بمح ّم‪3‬د بن أحم‪33‬د‬
‫و قال المح ّدث النّيسابور ّ‬
‫الفارس ّى قتله حاكم النّيسابور؛ له كتاب «روضة الواعظين» قال ابن شهر آشوب فى كتاب «معالم العلماء» باتّحاده مع‬
‫ابن الفارسى مح ّمد بن الحسن بن عل ّى الفتّال الّذى ذكره ال ّشيخ منتجب الدين فى فهرسته؛ و العاّل مة فى اجازت‪33‬ه‪ ،‬و ابن‬
‫الش‪3‬يخ منتجب‬‫داود فى رجاله و لكنّه أخلط فى العنوان‪ ،‬و بالجملة فالرّج‪33‬ل من مش‪33‬ايخ األص‪3‬حاب ك‪33‬ان ثق‪33‬ه جليال ق‪3‬ال ّ‬
‫ال ّدين‪ :‬ال ّشيخ مح ّمد بن على الفتّال النّيسابورى‪ ،‬صاحب التّفسير ثقة و أ ّ‬
‫ى ثقة أخبرن‪3‬ا جماع‪3‬ة من الثق‪3‬ات عن‪33‬ه بتفس‪3‬يره‬
‫إنتهى‪.‬‬

‫ص‪261 :‬‬

‫أن فى بعض إج‪33‬ازات زمن‬ ‫و قال ال ّشيخ ال ّشهيد مح ّمد بن أحمد بن الفارس صاحب كتاب «روضة الواعظين» ث ّم ليعلم ّ‬
‫موالنا العاّل مة أعلى هّللا تعالى مقامه اكتناء مح ّمد بن أحمد الفتال الفارسى النيسابورى ب‪33‬أبى جعف‪33‬ر دون ابى على‪ ،‬م‪33‬ع‬
‫وقوع التّصريح فيه أيضا بأنّه يروي عن أبيه عن السيّد المرتضى و أنّه سمع قرائة أبيه أيضا على السيّد كما عرفتهم‪33‬ا‬
‫عن ابن شهر آشوب و هو غريب‪.‬‬

‫و أ ّما وجه تلقّب الرّجل بالفتّال‪ ،‬فلم أره فى ش‪33‬ىء من التّ‪3‬راجم و كتب الرّج‪33‬ال‪ ،‬و كأنّ‪33‬ه طالق‪33‬ة لس‪33‬انه فى مق‪33‬ام التّ‪33‬ذكير‬
‫ألن هذه الصّيغة الّ‪3‬تى هى بهيئ‪3‬ة المبالغ‪3‬ة من الفت‪3‬ل من جمل‪3‬ة أس‪3‬ماء البلب‪3‬ل‪ ،‬و‬ ‫ورشاقة بيانه فى مجال التّقرير‪ ،‬و ذلك ّ‬
‫الفتل بالفتح ص‪3‬ياحه كم‪3‬ا فى «الق‪3‬اموس» و العجم إلى زمانن‪3‬ا ه‪3‬ذا أيض‪3‬ا يش‪3‬بهون الواع‪3‬ظ المنطي‪3‬ق و الخطيب البلي‪3‬غ‬
‫بالبلبل‪ ،‬بل يلقّبونه ببلبل كذا و كذا من ال ّديار و اآلفاق‪ ،‬و منه فى صفة الواعظ القزوينى بلبل ع‪33‬راق‪ ،‬ه‪33‬ذا و من جمل‪33‬ة‬
‫من يدعى بهذا اللّقب أيضا من متأ ّخرى علماء الطائفة‪ ،‬هو شيخنا جمال ال ّدين حسن بن عبد الكريم الفتّ‪33‬ال الّ‪33‬ذى ي‪33‬روي‬
‫بواسطة لقيبه االمام المحقّق جمال ال ّد ين الحسن بن الحسين بن المطر الجزايرى عن لقيبه األفضل األفقه األفخر جمال‬
‫ال ّدين أحمد بن فهدا الحلّى‪ -‬المتق ّدم ذكره الشريف‪ -‬و قد ذكره تلميذه الفاضل الكام‪3‬ل مح ّم‪3‬د بن أبى جمه‪33‬ور األحس‪3‬ائى‪-‬‬
‫اآلتى ذكره و ترجمته قريبا إنشاء هّللا ‪ -‬بصفة عاّل مة المحقّقين و خاتمة االئ ّمة المجتهدين فليالحظ‪.‬‬

‫و ال استبعد كون السيّد رحمة هّللا النّجفى المعروف بآل فتّال و هو القدرة االمام الّذى يروي عن ال ّشهيد الثّانى و ي‪33‬روى‬
‫عنه السيّد حسين بن السيّد حيدر الكركى العاملى باسناده العالى منسوبا إلى هذا الفتّال و هّللا أعلم بحقايق األحوأل‪.‬‬

‫تكملة‪ -‬و من جملة ماتهم معرفته فى مثل هذا الموضع أيضا هو ّ‬


‫أن المذكور فى كتاب «امل اآلم‪33‬ل» رج‪33‬ل جلي‪33‬ل آخ‪33‬ر‬
‫ترجمه بعنوان ال ّشيخ مح ّمد بن عل ّى بن عبد الصّمد النّيسابورى فاضل من مشايخ ابن شهر آشوب و هو غ‪33‬ير ص‪33‬احب‬
‫العنوان يقينا‪ ،‬و كذلك الشيخ االمام قطب الدين ابو جعفر محمد بن على بن الحسن المقرى النيس‪33‬ابورى الم‪33‬ذكور بمث‪33‬ل‬
‫هذه التّرجمة فى فهرست ال ّشيخ منتجب ال ّدين‪ ،‬مع قوله‬

‫ص‪262 :‬‬
‫الش‪3‬يخ اإلم‪33‬ام أبى الحس‪33‬ين رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬ل‪33‬ه تص‪33‬انيف منه‪33‬ا‬
‫بعد ذلك فى صفته‪ :‬ثقة عين استاد السيّد اإلمام أبى الرّضا و ّ‬
‫التّعليق الحدود الموجز فى النّحو أخبرنا األمام أبو الرّضا فضل هّللا الحسينى عنه انتهى‪.‬‬

‫و ان كان ال ّرجالن من جملة أهل بل‪3‬ده و معاص‪3‬ريه‪ ،‬و ال يبع‪3‬د ك‪3‬ون أح‪3‬د الم‪3‬ذكورين ه‪3‬و الّ‪3‬ذى ذك‪3‬ره ص‪3‬احب كت‪3‬اب‬
‫«الثّاقب فى المناقب» فى باب معجزات موالنا الرّضا عليه السّالم‪ ،‬فقال بعد ذكره لما س‪33‬وف ن‪33‬ورده فى ترجم‪33‬ة نفس‪33‬ه‬
‫ان مح ّمد بن عل ّى النّيسابورى‪ ،‬قد ّ‬
‫كف بصره منذ س‪33‬بع عش‪33‬رة س‪33‬نة ال يبص‪33‬ر‬ ‫من ابرائه األبرص‪ ،‬و م ّما شهدناه أيضا ّ‬
‫عينا و ال اثرا فورد حضرته عليه السّالم من نيسابور زائرا‪ ،‬و دخله متض ّرعا‪ ،‬فزار فوضع وجهه على قبره ال ّشريف‬
‫باكيا‪ ،‬فرفع رأسه بصيرا‪ ،‬و س ّمى بالمعجزى و بقى بعد ذلك م ّدة مديدة و أقام بالمشهد ال ّشريف بقيّة عمره‪ ،‬و قد تزوّج‬
‫به و رزق أوالدا و لم توجعه عينه بعد ذلك و لم يعرف إاّل بالمعجز ّ‬
‫ى‪ ،‬و قد عرفه بذلك السّلطان و الرعيّ‪33‬ة‪ ،‬فياله‪33‬ا من‬
‫فضيلة قد فاق فضلها و راق خيرها‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ 583‬الشيخ الفقيه المتكلم االمين ابو جعفر الرابع عماد الدين محمد بن على بن محمد الطوسى المشهدى‬

‫المشتهر بالعماد الطّوسى المشهدى و المكتنى عند فقهائنا االجلّة بابن حمزة‪ ،‬صاحب «الوسيلة و الواسطة» من المتون‬
‫الفقهيّة المشهورة‪ ،‬الباقية إلى هذا ال ّزمان‪ ،‬و المشار إلى فتاويه و خالفاته النّادرة فى كتب علمائنا األعيان‪ ،‬ذكره ال ّشيخ‬
‫الفاضل الفقيه المتبحّر حسن بن عل ّى بن مح ّمد الطّبرسي المتق ّدم ذكره فى باب الحسن على‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة ‪ ،65 :6‬امل اآلمل ‪ ،285 :2‬بحار االنوار ‪:105‬‬

‫‪ ،271‬تأسيس الشيعة ‪ ،304‬تنقيح المقال ‪ ،65 3:2‬جامع الرواة ‪ ،154 3:2‬الذريعة ‪ 5 3:5‬ريحانة االدب ‪ ،202 3:4‬فوائد‬
‫الرضوية ‪ ،564‬الكنى و االلقاب ‪267 :1‬‬

‫ص‪263 :‬‬

‫سبيل التّفضيل فى كتابيه «مناقب الطّاهرين» و «الكامل البهائي» بعنوان ال ّشيخ اإلمام العاّل م‪33‬ة الفقي‪33‬ه ناص‪33‬ر ّ‬
‫الش‪3‬ريعة‬
‫حجة اإلس‪33‬الم عم‪33‬اد ال‪ّ 3‬دين أب‪33‬و جعف‪33‬ر مح ّم‪33‬د بن عل ّى بن مح ّم‪33‬د الطّوس‪33‬ى المش‪33‬هدى‪ ،‬و نس‪33‬ب إلي‪33‬ه كت‪33‬اب «الثّ‪33‬اقب فى‬
‫المناقب»‪.‬‬

‫ث ّم نقل أكثر أحاديثه فى المعجزات الغريبة و اآليات العجيبة أله‪33‬ل بيت العص‪33‬مة عليهم الس‪33‬الم فى كتابي‪33‬ه الم‪33‬ذكورين‪،‬‬
‫بعد التّرجمة لها بالفارسيّة‪ ،‬و يظهر منهما و من سائر م‪33‬ا يوج‪33‬د من النّق‪33‬ل عن‪33‬ه فى كتب الفت‪33‬اوى و اإلس‪33‬تدالل بعن‪33‬وان‬
‫العماد الطّوسى انّه كان فى طبقة تالميذ شيخ الطائفة‪ -‬أو تالميذ ولده ال ّشيخ أبى عل ّى‪.‬‬

‫‪ )*( 119‬له ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة ‪ ،65 :6‬امل اآلمل ‪ ،285 :2‬بحار االنوار ‪:105‬‬
‫‪ ،271‬تأسيس الشيعة ‪ ،304‬تنقيح المقال ‪ ،65 :2‬جامع الرواة ‪ ،154 :2‬الذريعة ‪ 5 :5‬ريحانة االدب ‪ ،202 :4‬فوائد الرضوية ‪ ،564‬الكنى و االلقاب ‪:1‬‬
‫‪267‬‬
‫و قد ذكره ال ّشيخ منتجب ال ّدين القم ّى فيما نقله صاحب «األمل» عن كتابه «الفهرست» لعلمائنا المتأ ّخرين‪ ،‬عن ّ‬
‫الش‪33‬يخ‬
‫بعنوان ال ّشيخ اإلمام عماد ال ّدين أبو جعفر مح ّمد بن عل ّى بن حمزة الطّوسى المشهدى‪ ،‬مع قوله على أث‪3‬ر م‪3‬ا ذك‪3‬ر فقي‪3‬ه‬
‫ع‪33‬الم واع‪33‬ظ ل‪33‬ه تص‪33‬انيف منه‪33‬ا «الوس‪33‬يلة الواس‪33‬طة» كت‪33‬اب «الراب‪33‬ع فى ش‪33‬رايع» مس‪33‬ائل فى الفق‪33‬ه و من‪33‬ه يظه‪33‬ر ّ‬
‫ان‬
‫ألن عادة هذا «الفهرست» مث‪33‬ل غ‪33‬الب كتب الرّج‪33‬ال عط‪33‬ف الش‪33‬طرين من اإلس‪33‬م الواح‪33‬د‬ ‫«الواسطة» غير «الوسيلة» ّ‬
‫للكتاب بالحرف و جمل األسم المفرد أو المر ّكب منه على مثل‪33‬ه بح‪33‬ذف ح‪3‬رف العط‪3‬ف‪ ،‬ب‪33‬ل المس‪33‬تفاد من ديباج‪33‬ة نفس‬
‫كتاب «الوسيلة» أيضا ذلك‪ ،‬و أنّه موسوم عند مصنّفه المرحوم المرقوم ب «الوس‪3‬يلة الى ني‪3‬ل الفض‪3‬يلة» و ق‪3‬د ض‪ّ 3‬منه‬
‫جميع أبواب الفقه مع أثواب لها من تحقيقاته الجميلة‪ ،‬و هو فى ثمانية آالف بيت تقريبا‪ ،‬و من أحسن متون الفقه ترتيب‪33‬ا‬
‫و تهذيبا‪.‬‬

‫و ا ّم ا لفظة حمزة الموجود فى هذا الكتاب دون غيره من مواضع ترجمة هذا الجناب فالظّاهر ّ‬
‫أن المس‪ّ 3‬مى به‪33‬ا ق‪33‬د ك‪33‬ان‬
‫الس‪3‬ابق و علي‪33‬ه فال يبع‪33‬د أن‬‫من جملة أجداده العالية الّتى قد يسند إليها تمام سلسلة الرّجل‪ ،‬كما تق ّدم نظ‪3‬يره فى العن‪33‬وان ّ‬
‫الش‪3‬يخ نص‪33‬ير الملّ‪33‬ة و ال‪ّ 3‬دين عل ّى بن حم‪33‬زة بن الحس‪33‬ن الطوس‪ّ 3‬ى الّ‪33‬ذى ذك‪3‬ره فى‬
‫يكون من هذه السّلس‪33‬لة العلي‪33‬ة أيض‪33‬ا ّ‬
‫«األمل» بهذا العنوان‪ ،‬و قال فى صفته‪ :‬فاضل جليل له مصنّفات يرويها عل ّى بن يحيى الحنّاط‪.‬‬

‫ص‪264 :‬‬

‫بل قد تق ّدم فى ذيل ترجمة هذا ال ّر جل من كتابنا هذا عن صاحب كتاب «رياض العلماء» المتك ّرر ذكره فى هذا الكت‪33‬اب‬
‫أنّه قال ث ّم أقول سيجىء ترجمة ال ّشيخ األج ّل الفقيه عماد ال‪ّ 3‬دين أبى جعف‪33‬ر محم‪33‬د بن على بن حم‪33‬زة بن محم‪33‬د بن عل ّى‬
‫الطوس‪33‬ى المش‪33‬هدى المش‪33‬هور ب‪33‬ابن حم‪33‬زة‪ ،‬و المع‪33‬روف ب‪33‬ابى جعف‪33‬ر الث‪33‬انى‪ ،‬و ت‪33‬ارة ب‪33‬أبى جعف‪33‬ر المت‪33‬أ ّخر ص‪33‬احب‬
‫«الوسيلة» فى الفقه‪ ،‬فال يبعد كون نصير ال ّد ين هذا والد ابن حمزة المشار إليه فالحظ إلى آخر ما ذكره‪.‬‬

‫و تق ّد م أيضا فى ذيل ترجمته اإلشارة إلى ترجمة رجل آخر يكون هو أيضا من كبار هذه السّلسلة ظاهرا‪ ،‬و ه‪3‬و ّ‬
‫الش‪3‬يخ‬
‫نصير ال ّدين أبو طالب عب‪33‬د هّللا بن حم‪33‬زة الطوس‪33‬ى المش‪33‬هدى ص‪33‬احب التّص‪33‬نيفات و التّأليف‪33‬ات و ال‪33‬درجات المنيف‪33‬ات‪،‬‬
‫الش‪3‬يخ المنتجب كم‪33‬ا فى «األم‪33‬ل» أيض‪33‬ا‬‫مذكورا فى «االمل» و غيره أيضا بهذا العنوان‪ ،‬و إن كان ذكره فى فهرست ّ‬
‫بعنوان ال ّشيخ اإلمام نصير ال ّدين أبى ط‪3‬الب عب‪3‬د الرّحم‪3‬ان بن حم‪3‬زة‪ ،‬و ه‪3‬و إش‪3‬تباه من‪3‬ه بال كالم كم‪3‬ا تق‪ّ 3‬دم على ذل‪3‬ك‬
‫الكالم‪ ،‬و العجب ك ّل العجب من شيخنا المحقّق الكركى رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬حيث زعم فى بعض إجازات‪33‬ه المبس‪33‬وطة ال‪33‬تى هى‬
‫ان ابن حمزتنا الموص‪33‬وف اس‪33‬مه‬‫موجودة عندنا و نقلنا عين عبارته فيها‪ ،‬فى ذيل ترجمة تقى ال ّدين الحلبى المعروف‪ّ ،‬‬
‫هبة هّللا بن حمزة‪ ،‬و انّه من جملة فقهاء حلب المعهودين‪ ،‬مع ّ‬
‫ان كال األمرين غريب لم يذكره أحد غ‪33‬يره‪ ،‬و لم أدر من‬
‫أين أخذه إاّل من اجتهاد نفسه‪ ،‬و متف ّردات وهمه و حدسه‪.‬‬

‫و كانّه حسبه أوّال أنّه هذا الّذى لقبه نصير الدين بن حمزة الطّوسى المشهدى‪ ،‬ث ّم وقع منه لغاية المسامحة ل‪33‬ه فى أمث‪33‬ال‬
‫هذه األمور تصحيف فى اسم هذا ال ّرجل بما ضبطه على زعمه أو من النّاسخين لما أخذه منه أو لص‪33‬ورة ه‪3‬ذه األج‪3‬ازة‬
‫تحريف فى كتابة لفظ عبد هّللا و رسمه‪.‬‬
‫ان من جمل‪3‬ة فقهائن‪3‬ا الحل‪3‬بيّين من يس‪ّ 3‬مى بهب‪3‬ة هّللا بن حم‪3‬زة‪ ،‬أو بمث‪3‬ل ه‪3‬ذه التّس‪3‬مية‪،‬‬
‫ث ّم لعلّه وجد فى بعض المواض‪3‬ع ّ‬
‫فزعمه إيّاه و رسمه كما ألّفاه و إن كان يمكن صحّة‬

‫ص‪265 :‬‬

‫ما انبأه من كون ابن حمزة المشهور أحد الفقهاء المنسوبين الى الحلب فى تلك العصور‪ ،‬بمعنى انّ‪33‬ه ك‪33‬ان من ال‪3‬رّاحلين‬
‫إلى ال ّديار الحلبيّة‪ ،‬لتعليم شيعتهم اإلماميّة إ ّما بارادة نفسه إو باشارة غ‪33‬يره كم‪33‬ا ق‪33‬د ع‪ّ 3‬د من جمل‪33‬ة أولئ‪33‬ك الفقه‪33‬اء أيض‪33‬ا‬
‫ال ّشيخ أبا الفتح الكراجكى‪ ،‬و أبا على الفضل بن الحسن الطّبرسى‪ ،‬مع انّهما أيضا من غير أهالى تلك ال ّديار‪ ،‬فانّه يكفى‬
‫فى حجيّة أمثال هذه األخبار كونها غير مقابلة بشىء من اإلنكار‪.‬‬

‫هذا و قد يوجد فى بعض الفهارس نسبة كتاب «الوسيلة و الواسطة» و كتاب «التّعميم و التّنبيه» إلى أبى مح ّمد الحسن‬
‫بن حمزة الحسينى‪ ،‬و كأنّه الّذى وصفه فى «أمل اآلمل» بالحلبّى‪ ،‬و قال فى وصفه كان عالما فاضال فقيها جليل الق‪33‬در‬
‫من غير نسبة كتاب إليه و ال شىء آخر‪ ،‬و عليه فال يبعد كون هبة هّللا الموجود فى اجازة ال ّشيخ عل ّى لقبا لهذا الرّجل و‬
‫كون الحسينى فى نسبه تصحيفا للحلب ّى كما ال يبع‪33‬د ك‪33‬ون الرج‪33‬ل من أحف‪33‬اد ابن حم‪33‬زة الّ‪33‬ذى ه‪33‬و ص‪33‬احب «الوس‪33‬يلة»‬
‫الش‪3‬يخ مح ّم‪33‬د ّ‬
‫الش‪3‬هيدى مثال ه‪33‬و عل ّي بن مح ّم‪33‬د بن‬ ‫فيكون سبيل هذه النّسبة إليه سبيل قولهم فى ترجمة الشيخ على ابن ّ‬
‫ال ّشيخ حسن صاحب «المعالم» و «المنتقى» و غيرهما فليتأ ّمل و ال يغفل‪.‬‬

‫الش‪3‬يخ أبى جعف‪33‬ر مح ّم‪33‬د بن عل ّى الطّوس‪33‬ى الم‪33‬ذكور‪ ،‬و‬


‫ث ّم أن من جملة من ص ّرح بكون «الوسيلة» المش‪33‬هورة ت‪33‬أليف ّ‬
‫كالمه من جهات شتّى فى مقام إثبات هذه المرحل‪33‬ة كالم مقب‪33‬ول‪ ،‬ال يمكن عن‪33‬ه إلى غ‪33‬يره الع‪33‬دول‪ ،‬ه‪33‬و الفقي‪33‬ه الفاض‪33‬ل‬
‫المتب ّحر الماهر فى المعقول و المنقول‪ ،‬يحيى بن سعيد الهذل ّى الحلّى‪ ،‬صاحب كتاب «الج‪3‬امع» فى الفق‪3‬ه و «الم‪33‬دخل»‬
‫فى االصول‪ ،‬حيث يقول فى مق ّدمة كتابه اآلخر الفاخر الموسوم ب «نزهة النّ‪33‬اظر فى الجم‪33‬ع بين األش‪33‬باه و النظ‪33‬ائر»‬
‫الص‪3‬الة‪ ،‬و ال ّزك‪33‬وة‪ ،‬و‬
‫الش‪3‬رع خمس‪ّ :‬‬ ‫قال شيخنا السّعيد أبو جعفر مح ّمد بن الحسن الطّوسى ق ّدس هّللا روح‪33‬ه‪ :‬عب‪33‬ادات ّ‬
‫الصّوم‪ ،‬و الحجّ‪ ،‬و الجهاد‪ ،‬و قال ال ّشيخ أبو جعف‪33‬ر مح ّم‪33‬د بن عل ّى الطوس‪33‬ى المت‪33‬أخر رض‪33‬ى هّللا عن‪33‬ه فى «الوس‪33‬يلة»‪:‬‬
‫عبادات ال ّش رع عشر أصناف إلى هذا العشر غسل الجنابة‪ ،‬و الخمس‪ ،‬و اإلعتكاف‪ ،‬و العمرة‪،‬‬

‫ص‪266 :‬‬

‫و الرّباط‪.‬‬

‫و قال ال ّشيخ أبو يعلى ساّل ر‪ :‬العبادات ستّة اسقط الجهاد من الخمس األ ّول‪ ،‬و أضاف إليها الطّهارة‪ ،‬و االعتكاف‪.‬‬

‫و قال ال ّشيخ أبو ال ّ‬


‫صالح‪ :‬العبادات عشر أسقط الجهاد أيضا من الخمس األ ّول‪ ،‬و أضاف إليها الوف‪33‬آء بالنّ‪33‬ذر و العه‪33‬ود‬
‫و الوعود و براهين األيمان و تأدية األمانة أو الخروج عن الحقوق و الوصايا إنتهى‪.‬‬
‫الص‪3‬الح الحلبّى اللّ‪33‬ذين كان‪33‬ا من كب‪33‬ار‬
‫و قد ظهر أيضا من هذه العبارة تق ّدم منزلة ال ّرجل على منزلة مثل س‪3‬اّل ر و أبى ّ‬
‫فقهاء زمن شيخنا الطّوسى‪ -‬رحمه هّللا ‪ -‬بل قد يلوح منها مشارفته إيّاهم فى الطّبقة‪ ،‬مع انّه خالف ما يظهر من اإلج‪33‬ازة‬
‫الش ‪3‬يخ أبى جعف‪33‬ر ّ‬
‫الش ‪3‬وهانّي‬ ‫أن له الرّواي‪33‬ة عن ّ‬
‫الن غاية ما ظفرنا به من الرّواية له ّ‬
‫و كتب ال ّرجال و األخبار‪ ،‬و ذلك ّ‬
‫الش‪3‬يخ العفي‪3‬ف أب‪3‬و جعف‪3‬ر مح ّم‪3‬د بن الحس‪3‬ن ّ‬
‫الش‪3‬وهاني نزي‪3‬ل مش‪3‬هد‬ ‫الّذى ذكره ال ّشيخ المنتجب فى «فهرسته» بعنوان ّ‬
‫ال ّرضا عليه السّالم‪ ،‬فقيه صالح ثقة‪.‬‬

‫و ذكره أيضا صاحب «األمل» و لكن بعنوان ال ّشيخ مح ّمد بن الحسن بص‪3‬يغة التكب‪33‬ير‪ ،‬و ق‪33‬ال‪ :‬ك‪33‬ان عالم‪33‬ا ورع‪33‬ا‪ ،‬من‬
‫مشايخ ابن شهر آشوب‪ ،‬مع انّه ذكره أيضا فى مرتبة من اسم أبيه الحسين‪ ،‬نقال عن فهرست منتجب ال ّدين المذكور‪ ،‬و‬
‫أن مرتبة مشايخ ابن شهر آشوب المذكور مرتبة تالميذ الشيخ الطّائفة‪ -‬ق ّدس سرّه‪ -‬فليالحظ‬‫ظاهر ّ‬

‫و قال السيّد رض ّى ال ّدين بن طاوس الحسنى رضى هّللا عنه فيما نقل عن كتابه الموسوم ب «غياث سلطان الورى» فى‬
‫الص ‪3‬الة‪ ،‬عن ّ‬
‫الش ‪3‬يخ أبى جعف‪33‬ر مح ّم‪33‬د بن‬ ‫صالة عن األموات‪ ،‬و قد حكى ابن حمزة فى كتابه فى قضاء ّ‬ ‫مسألة قضاء ال ّ‬
‫حسين ال ّشوهانى‪ ،‬أنّه ك‪3‬ان يج‪3‬وّز اإلس‪3‬تيجار عن الميّت‪ ،‬و في‪3‬ه أيض‪3‬ا من ال ّدالل‪3‬ة على اتّح‪3‬اد ص‪3‬احب «الوس‪3‬يلة» م‪3‬ع‬
‫صاحب كتاب «الثاقب» و ّ‬
‫ان له أيضا كتابا فى قضاء ال ّ‬
‫صالة‪ ،‬بل رسائل و كتب اخرى فى الفقه و غيره ما ال يخفى‪.‬‬

‫ص‪267 :‬‬

‫الش ‪3‬يخ عل ّى‪ -‬رحم‪33‬ه هّللا ‪-‬‬


‫صالح المشهور‪ ،‬نقال عن المحقّق ّ‬
‫و أ ّما ال ّرواية عنه فهى كما ق ّدمناه لك فى ذيل ترجمة أبى ال ّ‬
‫للسيّد عبد الحميد بن ف ّخار الموسوىّ‪ ،‬فيكون ال ّرجل نفسه فى درجة الفخار نفسه‪ ،‬و هو من تالمذة ابن إدريس الحلّى‪.‬‬

‫هذا و قد ذكره المح ّدث النّيسابور ّ‬


‫ى فى كتاب رجال‪33‬ه بعن‪33‬وان مح ّم‪33‬د بن عل ّى بن حم‪33‬زة اإلم‪33‬ام جم‪33‬ال ال‪ّ 3‬دين أب‪33‬و جعف‪33‬ر‬
‫الطّوسى المشهدىّ؛ و قال فى ص‪3‬فة حال‪3‬ه‪ :‬ش‪3‬يخ ام‪3‬ام فقي‪3‬ه واع‪3‬ظ ع‪3‬الم ل‪3‬ه تص‪3‬انيف منه‪3‬ا كت‪3‬اب «الوس‪3‬يلة» و كت‪3‬اب‬
‫«الواسطة» و كتاب «الرّاب‪33‬ع فى ّ‬
‫الش‪3‬رايع» و مس‪33‬ائل الفق‪33‬ه ذك‪33‬ره منتجب ال‪ّ 3‬دين و عن‪33‬ه ص‪33‬احب «األم‪33‬ل» قلت‪ :‬و ق‪33‬د‬
‫ان صاحب «األمل» إنّما أورده بعنوان ال ّشيخ اإلمام عماد ال‪ّ 3‬دين أب‪3‬و جعف‪3‬ر مح ّم‪3‬د بن عل ّى بن حم‪3‬زة‪ ،‬نقال عن‬‫عرفت ّ‬
‫ال ّشيخ منتجب ال ّدين‪ ،‬و عليه فال يبعد كون جمال ال ّدين المنقول عنه تصحيفا من عماد ال ّدين الموجود فيه‪.‬‬

‫ان ابن حمزة المطلق اسمه الحسن‪ ،‬مع انّ‪33‬ه لم ي‪3‬ذكر فى‬
‫أن صاحب «األمل» يذكر في باب الكنى منه ّ‬ ‫ان من العجب ّ‬
‫ث ّم ّ‬
‫باب الحسن غير الحسن بن حمزة الحلبّى‪ -‬المتق ّدم ذكره‪ -‬قريبا‪ ،‬و متى ظهر كونه غ‪33‬ير ص‪3‬احب «الوس‪33‬يلة» فال مع‪33‬نى‬
‫لكونه متبادرا من إطالق هذه الكنية كما ال يخفى‪.‬‬

‫أن كتابه المس ّمى ب «الثّاقب فى المن‪33‬اقب» كت‪33‬اب طري‪33‬ف فى باب‪33‬ه‬ ‫ق لك أيضا أن تعرفه هنا هو ّ‬ ‫هذا‪ .‬و من جملة ما يح ّ‬
‫ممتاز بين نظائره و أترابه‪ ،‬جامع لفضائل ج ّمة‪ ،‬و معجزات كثيرة غريب‪33‬ة للنّ‪33‬ب ّى و فاطم‪33‬ة و األئ ّم‪33‬ة عليهم س‪33‬الم هّللا و‬
‫سالم جميع األ ّمة‪ ،‬و ل ّما لم يكن موجودا عند مح ّمدين الثالثة المتأ ّخرين حتّى ينقلوا عنه فى كتبهم الثالثة المشهورة بين‬
‫ى إذن أن ال نخلّى كتابنا هذا من اإلشارة إلى شىء من طرائ‪33‬ف تل‪33‬ك األخب‪33‬ار و اإلج‪33‬اءة لنب‪33‬ذ‬
‫أهل ال ّدين؛ كان لنا بالحر ّ‬
‫من لطائف تلك اآلثار‪ ،‬و لكى تق ّر بها عيون اولى األفئدة و األبصار‪ ،‬فتذكرنا بالخير ألسنتم األخي‪33‬ار‪ ،‬و يبقى خ‪33‬ير ه‪33‬ذه‬
‫العطيّة فى جميع األدوار‪ ،‬و يكون لنا ذخرا و أجرا باقيا إلى عرصات عقبى ال ّدار‪.‬‬

‫ص‪268 :‬‬

‫فنق‪33‬ول‪ :‬ق‪33‬ال ص‪33‬احب كت‪33‬اب الم‪33‬ذكور‪ ،‬و ه‪33‬و ابن حمزتن‪33‬ا األم‪33‬ام المش‪33‬هور‪ ،‬فى ب‪33‬اب إثب‪33‬ات جمي‪33‬ع معج‪33‬زات األنبي‪33‬اء‬
‫الماضين‪ ،‬ألشرف األنبياء مح ّمد و أهل بيته الطاهرين المعصومين صلوات هّللا عليهم و على أولئك إلى ي‪33‬وم ال ‪ّ 3‬دين‪ ،‬و‬
‫أ ّما النّاقة و ما أظهر هّللا سبحانه و تعالى بها من اآلية فقد نال هّللا تبارك و تعالى أه‪33‬ل ال‪33‬بيت عليهم ّ‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬م‪33‬ا يق‪33‬ارب‬
‫ذلك و يدانيه و يجانسه و يحاكيه‪ ،‬و هو ما ح ّد ثنى به شيخى أبو جعفر محمد بن الحسين ابن جعفر ال ّشوهانى رحمه هّللا‬
‫فى داره بمشهد ال ّرضا‪ ،‬باسناده يرفعه إلى عطاء عن ابن عبّاس‪ ،‬قال قدم أبو الصّمصام العبس‪33‬ى إلى رس‪33‬ول هّللا ص‪33‬لّى‬
‫ى الّ‪3‬ذى‬
‫هّللا عليه و اله و سلّم‪ ،‬و أناخ ناقته على باب المس‪3‬جد‪ ،‬و دخ‪3‬ل و س‪3‬لّم و أحس‪3‬ن التّس‪3‬ليم ث ّم ق‪3‬ال أيّكم الف‪3‬تى الق‪3‬و ّ‬
‫يزعم انّه نب ّى فوثب إليه سلمان الفارس ّى‪ -‬رضى هّللا عنه‪ -‬فقال‪ :‬يا أخا العرب أما ترى صاحب الوجه األقمر و الج‪33‬بين‬
‫األزهر و الحوض و ال ّشفاعة و القرآن و القبلة و التّاج‪ ،‬و الهراوة‪ ،‬و الجمع‪33‬ة و الجماع‪33‬ة‪ ،‬و التّواض‪33‬ع‪ ،‬و ّ‬
‫الس ‪3‬كينة‪ ،‬و‬
‫الس‪3‬يف‪ ،‬و القض‪33‬يب‪ ،‬و التّكب‪33‬ير‪ ،‬و التّهلي‪33‬ل‪ ،‬و األقث‪33‬ام القض‪33‬ية‪ ،‬و األحك‪33‬ام الحنفيّ‪33‬ة‪ ،‬و النّ‪33‬ور و‬
‫المسألة‪ ،‬و اإلجاب‪33‬ة‪ ،‬و ّ‬
‫الس‪3‬خاء‪ ،‬و الش‪33‬جاعه‪ ،‬و النّج‪33‬دة‪ ،‬و ّ‬
‫الص‪3‬الة المفروض‪33‬ة‪ ،‬و الزك‪33‬اة المكتوب‪33‬ة‪ ،‬و الح ّج و‬ ‫الش‪33‬رف و العل‪ّ 3‬و و الرّفع‪33‬ة؛ و ّ‬
‫اإلحرام‪ ،‬و زمزم و المقام‪ ،‬و المشعر الحرام‪ ،‬و اليوم المش‪33‬هود‪ ،‬و المق‪33‬ام المحم‪33‬ود‪ ،‬و الح‪33‬وض الم‪33‬ورود‪ ،‬و الش‪33‬فاعة‬
‫الكبرى‪ ،‬ذلك سيّدنا و موالنا محمد صلّى هّللا عليه و اله فقال األع‪33‬رابى‪ :‬إن كنت نبيّ‪33‬ا فق‪33‬ل م‪33‬تى تق‪33‬وم ّ‬
‫الس‪3‬اعة؟ و م‪33‬تى‬
‫ى شئ اكتسب غدا؟ و م‪33‬تى أم‪33‬وت؟ فبقى النّ‪33‬بى ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه‬ ‫ى شئ فى بطن ناقتى هذه؟ و ا ّ‬ ‫يجئى المطر؟ و أ ّ‬
‫إن هّللا عنده علم السّاعة و ي‪33‬ن ّزل الغيث‬ ‫ساكتا ال ينطق بشىء‪ ،‬فهبط جبرئيل عليه السّالم و قال‪ :‬يا محمد إقرء هذه اآلية ّ‬
‫إن هّللا عليهم خب‪33‬ير ق‪33‬ال‬‫ى أرض تم‪33‬وت ّ‬ ‫و يعلم ما فى األرحام و ما ت‪3‬درى نفس م‪33‬اذا تكس‪3‬ب غ‪33‬دا و م‪33‬ا ت‪3‬درى نفس ب‪3‬أ ّ‬
‫ى شىء لى عندك إن أتيتكم ب‪33‬أهلى و ب‪33‬ني‬ ‫األعرابى‪ :‬م ّديدك و انّى أشهد أن ال إله إاّل هّللا و أق ّر انّك مح ّمد رسول هّللا ‪ ،‬فأ ّ‬
‫ع ّمى مسلمين‪ ،‬فقال له النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله و سلّم‪ :‬لك عن‪33‬دى ثم‪33‬انون ناق‪33‬ة حم‪33‬ر الظّه‪33‬ور‪ ،‬بيض البط‪33‬ون‪ ،‬س‪33‬ود‬
‫الحدق عليها من طرائف اليمن و نقط الحجاز‪ ،‬و أشهد عليه جميع‬

‫ص‪269 :‬‬

‫صمصام‪ ،‬و قد أسلم بنو العبس كلّها‪ ،‬فقال أبو‬‫صمصام إلى أهله‪ ،‬فقبض رسول هّللا ‪ ،‬و قدم أبو ال ّ‬ ‫أصحابه‪ ،‬و خرج أبو ال ّ‬
‫صى بعده؟ قالوا‪ :‬ما خلف فينا أح‪33‬دا‪،‬‬‫صمصام‪ :‬يا قوم ما فعل رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله قالوا قبض‪ ،‬قال فمن الو ّ‬
‫ال ّ‬
‫صمصام المسجد‪ ،‬فقال يا خليفة رسول هّللا ‪ ،‬إن لى على رس‪33‬ول هّللا‬ ‫قال فمن الخليفة من بعده‪ ،‬قالوا أبو بكر‪ ،‬فدخل أبو ال ّ‬
‫صفة‪ ،‬فقال أبو بكر يا أخا العرب سألت ما فوق العقل‪ ،‬و هّللا ما خالف فينا رسول هّللا ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه‬‫ثمانين ناقة بهذه ال ّ‬
‫و اله ال صفراء و ال بيضاء‪ ،‬و خلف فينا بغلت‪33‬ه ال ّدل‪33‬دل‪ ،‬و درع‪33‬ه الفاض‪33‬ل و أخ‪3‬ذهما عل ّى بن أبى ط‪33‬الب و خل‪33‬ف فين‪33‬ا‬
‫ق م‪33‬يره‬‫ق‪ ،‬و نبيّنا مح ّمد صلّى هّللا عليه و اله ال يورث فصاح سلمان الفارسى‪ :‬كردى و نكردى‪ ،‬و ح ّ‬ ‫فدكا‪ ،‬فاخذتها بح ّ‬
‫ببردى‪ ،‬يا أبا بكر ر ّد العمل إلى أهله؛ ث ّم ضرب بيده على يد أبى ال ّ‬
‫صمصام‪ ،‬فأقامه إلى منزل عل ّى بن أبى طالب عليه‬
‫السّالم و هو يتوضّأ وضوء ال ّ‬
‫صالة‪ ،‬فقرع سلمان الباب‪ ،‬فنادى عل ّى عليه السّالم أدخل أنت و أبو الصّمص‪33‬ام العبس‪ّ 3‬ى‪،‬‬
‫فقال أبو الصّمصام أعجوبة و ربّ الكعبة‪ ،‬من هذا الّذى س ّمانى باسمى و لم يعرفنى؟ فقال س‪33‬لمان‪ :‬ه‪33‬ذا وص‪ّ 3‬ى رس‪33‬ول‬
‫هّللا صلّى هّللا عليه و اله هذا الّذى قال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم‪:‬‬

‫أنا مدينة العلم و عل ّى بابها فمن أراد العلم فليأت الباب هذا الّذى قال رس‪33‬ول هّللا ص‪33‬لّى هّللا علي‪33‬ه و ال‪33‬ه و س‪33‬لّم أنت منّى‬
‫بمنزلة هارون من موسى‪ ،‬إاّل أنّه ال نب ّى بعدى‪:‬‬

‫هذا الّذى قال له رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله‪ :‬على خير البشر فمن رضى‪ -‬شكر و من أبى فقد كفر هذا الّذى قال هّللا‬
‫ق َعلِيًّا هذا الّذى قال هّللا ع ّز و ج ّل َأ فَ َم ْن كانَ ُمْؤ ِمن‪3‬ا ً َك َم ْن ك‪33‬انَ ِ‬
‫فاس‪3‬قا ً ال يَ ْس‪3‬تَوُونَ‬ ‫ع ّز و ج ّل فيه‪َ :‬و َج َع ْلنا لَهُ ْم لِسانَ ِ‬
‫ص ْد ٍ‬
‫رام َك َم ْن آ َمنَ بِاهَّلل ِ َو ْاليَ‪33‬وْ ِم اآْل ِخ‪ِ 3‬ر ال يس‪33‬توون‬
‫ْج ِد ْال َح ِ‬ ‫مارةَ ْال َمس ِ‬
‫هذا الّذى قال هّللا ع ّز و جل فيه َأ َج َع ْلتُ ْم ِسقايَةَ ْالحاجِّ َو ِع َ‬
‫ك‬‫عند هّللا هذا الّذى قال هّللا ع ّز و ج ّل فيه‪ :‬يا َأيُّهَا ال َّرسُو ُل بَلِّ ْغ ما ُأ ْن ِز َل ِإلَ ْيكَ ِم ْن َربِّ َ‬

‫هذا الّذي قال هّللا عز و جل فيه‪:‬‬

‫ع َأبْنا َءن‪33‬ا َو َأبْن‪33‬ا َء ُك ْم َو نِس‪33‬ا َءنا َو نِس‪33‬ا َء ُك ْم َو َأ ْنفُ َس‪3‬نا َو َأ ْنفُ َس‪ُ 3‬ك ْم ثُ َّم‬
‫فَ َم ْن َحاجَّكَ فِي ِه ِم ْن بَ ْع ِد ما جا َءكَ ِمنَ ْال ِع ْل ِم فَقُلْ تَعالَوْ ا نَ‪ْ 3‬د ُ‬
‫نَ ْبتَ ِهلْ فَنَجْ َعلْ لَ ْعنَتَ هَّللا ِ َعلَى ْالكا ِذبِينَ هذا الّذى‬

‫ص‪270 :‬‬

‫ت َو يُطَه َِّر ُك ْم ت ْ‬
‫َط ِهيراً هذا الّذى قال هّللا ع ّز و ج ّل فيه‪:‬‬ ‫س َأ ْه َل ْالبَ ْي ِ‬ ‫قال هّللا ع ّز و ج ّل فيه‪ِ :‬إنَّما ي ُِري ُد هَّللا ُ لِي ُْذ ِه َ‬
‫ب َع ْن ُك ُم ال ِّرجْ َ‬
‫إن لى على‬ ‫ِإنَّما َولِيُّ ُك ُم هَّللا ُ َو َرسُولُهُ َو الَّ ِذينَ آ َمنُوا اآلية أدخل يا أبا الصّمصام و سلّم علي‪3‬ه‪ ،‬ف‪3‬دخل و س‪3‬لّم علي‪3‬ه‪ ،‬ث ّم ق‪3‬ال ّ‬
‫الس‪3‬الم أمع‪33‬ك ح ّج‪33‬ة؟ ق‪3‬ال نعم و دف‪33‬ع‬‫الص‪3‬فة‪ ،‬فق‪33‬ال على علي‪3‬ه ّ‬ ‫رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ثمانين ناق‪33‬ة به‪3‬ذه ّ‬
‫الس‪3‬الم ن‪33‬اد فى النّ‪33‬اس أال من أراد أن ينظ‪33‬ر إلى قض‪33‬اء وص‪ّ 3‬ى دين رس‪33‬ول هّللا‬
‫الوثيقه إليه‪ ،‬فقال أم‪33‬ير المؤم‪33‬نين علي‪33‬ه ّ‬
‫فليخرج غدا إلى خارج المدينة‪ ،‬فل ّما كان الغداة خرج النّاس و خرج‪ ،‬فقال المن‪33‬افقون‪ :‬كي‪33‬ف يقض‪33‬ى ال‪ّ 3‬دين و ليس مع‪33‬ه‬
‫شىء غدا يفتضح و من أين له ثمانون ناقة بهذه الصّفة‪ ،‬فل ّما كان الغداة اجتمع النّاس و خرج عل ّى عليه السّالم فى أهله‬
‫و محبيه و جماعة أصحاب رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و أس ّر إلي ابنه الحسن س ّرا ما يدرى أحد ما هو‪ ،‬ث ّم قال أب‪33‬ا‬
‫صمصام إمض مع ابنى الحسن إلى كثيب ال ّرمل‪ ،‬فخرج الحسن و معه أبو الصّمص‪33‬ام‪ ،‬فص‪33‬لّى ركع‪33‬تين عن‪33‬د الك‪33‬ثيب‬
‫ال ّ‬
‫ى ض‪3‬رب بقض‪3‬يب رس‪3‬ول هّللا ‪ ،‬ف‪3‬انفجر الك‪33‬ثيب عن ص‪3‬خرة‬ ‫فكلّم األرض بكلمات ال ندرى ما هى‪ ،‬و ضرب األرض أ ّ‬
‫ملمة مكتوب عليه سطران من نور‪ ،‬السّطر األوّل بسم هّللا الرحمن الرحيم ال إله إاّل هّللا مح ّمد رسول هّللا صلّى هّللا عليه‬
‫صخرة بالقضيب‪ ،‬فانفجرت عن خطام ناقة‬ ‫و اله و سلّم و على اآلخر ال اله إاّل هّللا على ولى هّللا ‪ ،‬فضرب الحسن تلك ال ّ‬
‫صمصام‪ ،‬فقال فخرج منها ثمانون ناقة حم‪33‬ر الظّه‪33‬ور‪ ،‬بيض البط‪33‬ون‪ ،‬س‪33‬ود الح‪33‬دق‪ ،‬عليه‪33‬ا من‬ ‫فقال الحسن قد يا أبا ال ّ‬
‫صمصام قال نعم؛ فقال س‪33‬لّم‬‫طرائف اليمن و نقط الحجاز‪ ،‬و رجع إلى عل ّى عليه السّالم‪ ،‬فقال له استوفيت حقّك يا أبا ال ّ‬
‫الوثيقة‪ ،‬فسلّمها إليه‪ ،‬فخرقها‪.‬‬
‫صخرة قبل أن يخلق هّللا تعالى ناقة ص‪33‬الح‬
‫ان هّللا تعالى خلق هذا النّوق فى هذه ال ّ‬
‫ث ّم قال هكذا أخبرنى أخى و أبن ع ّمى ّ‬
‫بالفى عام‪ ،‬فقال المنافقون هذا من سحر عل ّي قليل‪.‬‬

‫و من جملة ما نقله أيضا فى كتابه المرق‪33‬وم هى الحكاي‪33‬ة الغريب‪33‬ة المنبئ‪33‬ة عن أعجب كرام‪33‬ة لب‪33‬اب مدين‪33‬ة العل‪33‬وم‪ .‬و ق‪33‬د‬
‫أسندها فيه عن ال ّشيخ الثّقة الفاضل الغطريف أبى‪ -‬عبد هّللا جعفر بن مح ّمد ال ّدوريستى‪ -‬المتق ّدم ذكره ال ّشريف‪ -‬أنّه ق‪33‬ال‬
‫حضرت بغداد فى‬

‫ص‪271 :‬‬

‫سنة إح‪3‬دى و أربعم‪33‬أة فى مجلس المفي‪33‬د أبى عب‪3‬د هّللا ‪ -‬رض‪3‬ى هّللا عن‪3‬ه‪ -‬فج‪3‬اءه عل‪3‬وّى و س‪3‬أله عن تأوي‪3‬ل رؤي‪33‬ا رآه‪3‬ا‪،‬‬
‫فاجابها‪ ،‬فقال أطال هّللا بقاء سيّدنا أقرأت علم التّاويل؟ قال أنّى قد بقيت فى هذا العلم م ّدة‪ ،‬و لى كتب ج ّمة فى هذا العلم‪،‬‬
‫ث ّم قال خذ القرطاس و اكتب ما أملى عليك فقال‪ :‬كان ببغداد رجل عالم من أصحاب ال ّشافعى‪ ،‬و كان له كتب كث‪33‬يرة‪ ،‬و‬
‫لم يكن له ولد‪ ،‬فل ّما حضرته الوفاة دعى رجال يقال له جعفر ال ّدقاق و أوصى إليه‪ ،‬و ق‪33‬ال إذا ف‪33‬رغت من دف‪33‬نى ف‪33‬اذهب‬
‫بكتبى إلى سوق الفروش و بعها‪ ،‬و اصرف ما حصل من ثمنها فى وجوه المصالح الّتى فصّلتها‪ ،‬و سلّم إليه التّفصيل‪.‬‬

‫ث ّم نودى فى البلد من أراد أن يشترى الكتب فليحضر المكان الفالنّى؛ فانّه يباع فيه الكتب من ترك‪33‬ة فالن‪ ،‬ف‪33‬ذهبت إلي‪33‬ه‬
‫ال بتاع كتبا و قد اجتمع هن‪3‬اك خل‪3‬ق كث‪33‬ير‪ ،‬و من اش‪3‬ترى ش‪33‬يئا من كتب‪33‬ه كتب علي‪3‬ه جعف‪33‬ر ال‪ّ 3‬دقاق للوص‪ّ 3‬ى ثمن‪33‬ه و ق‪33‬د‬
‫اشتريت منها أربعة كتب فى علم التّعبير و كتبت ثمنها على نفسى و هو يشترط عل ّى و على من يبت‪33‬اع توفي‪33‬ة الثمن فى‬
‫األسبوع‪ ،‬فل ّما هممت بالقيام قال لى جعفر مكانك؛ يا ش‪33‬يخ‪ ،‬فانّ‪33‬ه ج‪33‬رى على ي‪33‬دى أم‪33‬ر ال أذك‪33‬ره إاّل ل‪33‬ك؛ فانّ‪33‬ه لنص‪33‬رة‬
‫مذهبك‪.‬‬

‫ث ّم قال لى أنّه كان لى رفيق يتعلّم معى‪ ،‬و كان فى محلة باب البصرة رجل يروي األحاديث و النّاس يسمعون منه يقال‬
‫له‪ :‬أبو عبد هّللا المح ّدث‪ ،‬و كنت و رفيقى نذهب إليه برهة من ال ّزمان‪ ،‬و نكتب عنه األح‪3‬اديث‪ ،‬و كلّم‪3‬ا أملي ح‪3‬ديثا من‬
‫فضائل أهل البيت عليهم السّالم‪ ،‬طعن فيه و فى راويه‪ ،‬حتّى كان يوما من األيّ‪33‬ام‪ ،‬ف‪33‬املى فى فض‪33‬ائل البت‪33‬ول ال ّزه‪33‬راء‬
‫عليها السّالم‪.‬‬

‫ث ّم قال و ما تنفع هذه الفضائل علّيا و فاطمة‪ّ ،‬‬


‫فان عليّا كان يقتل المسلمين و طعن فى فاطمة عليها ّ‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬و ق‪33‬ال فيه‪33‬ا‬
‫كلمات منكرة‪ ،‬قال جعفر‪ :‬فقلت لرفيقى‪:‬‬

‫ال ينبغى لنا أن نأتى هذا الرّجل؛ فانّه رجل ال دين له و ال ديانة‪ ،‬و انه ال يزال يط‪33‬ول لس‪33‬انه فى عل ّى و فاطم‪33‬ة عليهم‪33‬ا‬
‫السّالم‪ ،‬و هذا ليس بمذهب المسلمين‪ ،‬فقال رفيقى أنك‬

‫ص‪272 :‬‬
‫لصادق؛ فمن حقّنا أن نذهب إلى غيره و ال نعود إليه‪ ،‬فرأيت من اللّيلة كانّى أمشى إلى المسجد الجامع‪ ،‬ف‪33‬التفت ف‪3‬رأيت‬
‫أبا عبد هّللا المح ّدث و رأيت أمير المؤمنين (ع) راكبا حمارا مصريّا يمشى إلى المسجد الجامع فقلت فى نفس‪33‬ى واوياله‬
‫أخاف أن يضرب عنقه بسيفه‪.‬‬

‫فل ّما قرب منه ضرب بقضيبه عينه اليمنى؛ و ق‪33‬ال ل‪33‬ه ي‪33‬ا ملع‪33‬ون لم تس‪3‬بّنى و فاطم‪33‬ة‪ ،‬فوض‪33‬ع المح‪ّ 3‬دث ي‪33‬ده على عين‪33‬ه‬
‫اليمنى‪ ،‬و قال ا ّو ه أعميتنى‪ ،‬فقال جعفر‪ ،‬فانتبهت و هممت أن أذهب إلى رفيقى‪ ،‬و أحكى له ما رأيت فاذا هو قد جاءنى‬
‫متغيّر اللّون‪ ،‬فقال أال تدرى ما وقع؟ فقلت له قل فقال‪ :‬رأيت البارحة رؤيا فى أبى عبد هّللا المح ّدث ف‪33‬ذكر‪ ،‬و ك‪33‬ان كم‪33‬ا‬
‫ذكرته من غير زيادة و ال نقصان‪ ،‬فقلت له و أنا رأيت مثل ذلك‪ ،‬فكنت هممت باتيانك ألذك‪33‬ر ل‪33‬ك ف‪33‬اذهب بن‪33‬ا اآلن م‪33‬ع‬
‫المصحف نحلف له إنّا رأينا ذلك و لم نتواطاء عليه‪ ،‬و ننصح له ليرجع عن هذا اإلعتقاد‪ ،‬فقمنا و مش‪33‬ينا إلى ب‪33‬اب داره‬
‫فاذا الباب مغلق‪ ،‬فقر عنا‪ ،‬فجائت جارية و ق‪3‬الت‪ :‬ال يمكن أن ي‪3‬رى االن و رجعت‪ ،‬ث ّم قرعن‪3‬ا الب‪3‬اب ثاني‪3‬ة‪ ،‬فج‪3‬ائت‪ ،‬و‬
‫قالت‪ :‬ال يمكن ذلك؛ فقلنا ما وقع له؟ فقالت أنّه قد وضع يده على عينه و يص‪33‬يح من نص‪33‬ف اللّي‪33‬ل و يق‪33‬ول‪ّ :‬‬
‫ان عل ّى بن‬
‫أبى طالب قد أعمانى‪ ،‬و يستغيث من وجع العين‪ ،‬فقلنا لها إفتحى الباب‪ ،‬فانّا قد جئناه لهذا األمر‪ ،‬ففتحت فدخلنا فرأين‪33‬اه‬
‫على اقبح هيئة‪ ،‬و يس‪33‬تغيث و يق‪33‬ول م‪33‬ا لى و لعلى بن أبى ط‪33‬الب‪ ،‬م‪33‬ا فعلت ب‪33‬ه‪ ،‬فانّ‪33‬ه ق‪33‬د ض‪33‬رب بقض‪33‬يب على عي‪33‬نى‬
‫البارحة و أعمانى‪ ،‬قال جعفر فذكر ناله ما رأينا فى المنام‪ ،‬و قلنا له إرج‪33‬ع عن اعتق‪33‬ادك الّ‪33‬ذى أنت علي‪33‬ه‪ ،‬و ال تط‪33‬ول‬
‫لسانك فيه‪ ،‬قال ال جزاكم هّللا خيرا لو كان عل ّى بن أبى طالب أعمى عي‪33‬نى األخ‪3‬رى لم‪33‬ا قدمت‪33‬ه على أبى بك‪3‬ر و عم‪33‬ر‪،‬‬
‫فقمنا من عنده و قلنا ليس فى هذا الرجل خير‪ ،‬ثم رجعنا اليه بعد ثالثة أيّام لنعلم حاله‪ ،‬فل ّم‪33‬ا دخلن‪33‬ا علي‪33‬ه وج‪33‬دناه أعمى‬
‫بالعين االخرى فقلنا له أما تتغيّر‪ ،‬فقال ال و هّللا ال أرجع عن هذا اإلعتقاد فليفعل عل ّى‪ -‬بن أبى ط‪33‬الب م‪33‬ا أراد‪ ،‬فقمن‪33‬ا و‬
‫رجعنا‪.‬‬

‫ّ‬
‫تعص ‪3‬با على عل ّى بن أبى‬ ‫ث ّم عدنا إليه بعد أسبوع لنعلم إلى ما وصل حاله‪ ،‬فقيل لنا‪ :‬قد دفنّاه‪ ،‬و ارت ّد ابنه و لحق بالرّوم‬
‫طالب‪ ،‬فرجعنا و قرأنا‪ :‬فقطع دابر القوم الذين‬

‫ص‪273 :‬‬

‫ظلموا و الحمد هّلل ربّ العالمين و قد نقلت ذلك من النسخة الّتى انتس‪33‬خها ال ّدوريس‪33‬تى بخطّ‪33‬ه‪ ،‬و نقله‪33‬ا إلى الفارس‪3‬يّة فى‬
‫سنة ثالث و سبعين و أربعمأة‪ ،‬و نحن نقلناها إلى العربيّة من الفارسيّة ثانية ببل‪33‬دة كاش‪33‬ان‪ ،‬و هّللا الموفّ‪33‬ق فى مث‪33‬ل ه‪33‬ذه‬
‫السنّة سنة ستّين و خمسمأة إنتهى كالمه‪.‬‬

‫و ل ّم ا كان من المشهور المحتمل كونه من كلمات شفاء المبعث‪ ،‬قولهم م‪33‬ا من أم‪33‬ر تث‪33‬نى إاّل و ق‪33‬د تثلّت‪ ،‬حتّى علين‪33‬ا ان‬
‫نتّ بع ما اسمعناك من الحديث الحكاية بحكاية أخرى‪ ،‬توجب لك سرورا بال نهاية‪ ،‬من عظم ما فيها من الكرامة‪ ،‬و االية‬
‫الهل بيت العصمة و الهداية؛ و هى ما ذكره أيضا صاحب التّرجم‪33‬ة فى كتاب‪33‬ه «الث‪33‬اقب فى المن‪33‬اقب» عن‪33‬د بلوغ‪33‬ه إلى‬
‫شرح مناقب موالنا الرّضا سالم هّللا الملك العزيز الغالب‪ ،‬و بيان ما أصدره من األمور الغرائب‪ ،‬و أظهره من الرّموز‬
‫العجائب فقال و أعجب من جميع ما ذكرنا ما شهدناه فى زماننا؛ و هو أن أنوشروان المجوس ّى األصفهانى كان بمنزلة‬
‫عند خوارزمشاه فارسله رسوال إلى حضرة السلطان سنجر بن ملكشاه‪ ،‬و كان به برص فاحش‪ ،‬و كان يهاب أن ي‪33‬دخل‬
‫على السّلطان‪ ،‬ل ّما عرف من نفور الطّبايع منه‪ ،‬فل ّم‪33‬ا وص‪33‬ل إلى حض‪33‬رة الرّض‪33‬ا علي‪33‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم بط‪33‬وس‪ ،‬ق‪33‬ال ل‪33‬ه بعض‬
‫النّاس‪ :‬لو دخلت قبّته و زرته و تض ّرعت حول قبره و تشفعّت إلى هّللا سبحانه به أجابك إليه و أزال ذل‪33‬ك عن‪33‬ك‪ ،‬فق‪33‬ال‪:‬‬
‫إنّى رجل ذم ّى‪ ،‬و لع ّل خدم المشهد يمنعوبى من ال ّدخول فى حضرته‪ ،‬فقيل ل‪33‬ه غيّ‪33‬ر زيّ‪33‬ك و أدخله‪33‬ا من حيث ال يطلّ‪33‬ع‬
‫على حالك أحد‪ ،‬ففعل و استجار بقبره‪ ،‬و تض ّرع فى ال ّدعاء‪ ،‬و ابتهل و جعله وسيلة إلى هّللا تعالي‪ ،‬فل ّما خرج نظر إلى‬
‫يده فلم ير فيها أثر البرص‪ ،‬ثم نزع ثوبه و تفقّد بدنه‪ ،‬فلم يجد به أثرا‪ ،‬فغشى عليه و أسلم و حسن إس‪33‬المه‪ ،‬و ق‪33‬د جع‪33‬ل‬
‫للقبر شبه صندوق من الف ّ‬
‫ض ة‪ ،‬و أنفق عليه ماال و هذا مشهور شايع رآه خلق كثير من أهل خراسان‪.‬‬

‫هذا و انّى مع ما ظهر منّى من التّحقيق فى ح ّ‬


‫ق هذا الرجل بما ال مزيد عليه لم اعرف إلى االن تاريخ مولده و وفاته و‬
‫ال غير ما ذكر من مصنّفاته و مؤلفاته‪ ،‬ال شيئا غير ما ز بر من‬

‫ص‪274 :‬‬

‫مآثره و مستطرفاته‪ ،‬و إن ظهر بعد ما ز بر لك من التفصيل و التّفسير‪ ،‬انّ‪3‬ه رج‪33‬ل جلي‪33‬ل كب‪33‬ير من بيت جلي‪3‬ل‪ ،‬و ليس‬
‫يمكن عن ج ّل محامده التحبير و التّعبير‪ ،‬و ال ينبّئك إنشاء هّللا مثل خبير‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ 584‬الحبر الكامل المحقق العالمة فخر الملة و الدين ابو عبد هّللا محمد بن احمد بن ادريس الحلى العجلى‬

‫صاحب كتاب «السّرائر الحاوى لتحرير الفتاوى» و ذكره ال ّشيخ منتجب ال ّدين القم ّى فيما نق‪33‬ل ص‪33‬احب «ام‪33‬ل االم‪33‬ل»‬
‫عن كتاب فهرسته بعنوان‪ :‬ال ّشيخ مح ّمد بن إدريس العجلّى شاهدته بحلّة ناسبا إيّاه إلى الج ّددون األب‪ ،‬كم‪33‬ا فعل‪33‬ه بعض‬
‫األجلّة مع زيادة قوله بعد التّرجمة‪ :‬له تصانيف منها كتاب «السّرائر» شاهدته بحلّة‪.‬‬

‫و قال شيخنا سديد ال ّدين الحمص ّى‪ ،‬هو مخلط ال يعتمد على تصنيفه‪.‬‬

‫و زاد على ما ذكره شيخنا المنتجب صاحب «األمل» فقال‪ :‬و قد أثنى عليه علماؤنا المتأ ّخرون‪ ،‬و اعتم‪3‬دوا على كتاب‪3‬ه‬
‫و على ما رواه فى آخره من كتب المتق ّدمين و أصولهم يروي عن خاله أبى عل ّى الطّوسى بواس‪3‬طة و غ‪3‬ير واس‪33‬طة‪ ،‬و‬
‫عن ج ّده أل ّمه أبي جعفر الطوسى و ا ّم ا ّمه بنت المسعود و ّرام‪ ،‬و كانت فاضلة صالحة‪.‬‬

‫و نقل السيّد مصطفى عن ابن داود‪ :‬أنّه كان شيخ الفقهاء بالحلّة‪ ،‬متقنا للعلوم‪ ،‬كثير التّصانيف‪ ،‬لكنّه أعرض عن أخبار‬
‫أهل البيت عليهم السّالم بالكليّة‪ ،‬و أنّه ذكره فى‬

‫‪ )*( 120‬له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،243 :2‬بحار االنوار ‪ ،278 :105‬تأسيس الشيعة ‪.305‬‬
‫تنقيح المقال ‪ ،77 :2‬تهذيب‪ 3‬التهذيب ‪ 31 :9‬جامع الرواة ‪ ،65 .2‬الذريعة ‪ ،15512‬رجال ابن داود ‪ ،498‬ريحانة االدب ‪ ،377 :3‬فوائد الرضوية ‪،385‬‬
‫الكنى و االلقاب ‪ ،210 3:1‬لسان الميزان ‪ ،65 3:5‬لؤلؤة البحرين ‪ ،276‬مجالس المؤمنين ‪ ،569 3:1‬المستدرك ‪ ،481 3:3‬معجم االلقاب ‪ ،308 3:4‬المقابس‬
‫‪ 19‬منتهى المقال ‪ 260‬نامه دانشوران ‪ ،395 :1‬نقد الرجال ‪ 291‬الوافى بالوفيات ‪.183 :2‬‬
‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،243 :2‬بحار االنوار ‪ ،278 :105‬تأسيس الشيعة ‪.305‬‬

‫تنقيح المقال ‪ ،77 3:2‬تهذيب التهذيب ‪ 31 3:9‬جامع ال‪33‬رواة ‪ ،65 3.2‬الذريع‪33‬ة ‪ ،15512‬رج‪33‬ال ابن داود ‪ ،498‬ريحان‪33‬ة‬
‫االدب ‪ ،377 3:3‬فوائد الرضوية ‪ ،385‬الكنى و االلقاب ‪ ،210 3:1‬لسان الميزان ‪ ،65 3:5‬لؤلؤة البحرين ‪ ،276‬مجالس‬
‫المؤمنين ‪ ،569 3 :1‬المستدرك ‪ ،481 3 :3‬معجم االلقاب ‪ ،308 3 :4‬المقابس ‪ 19‬منتهى المقال ‪ 260‬نامه دانش‪33‬وران ‪:1‬‬
‫‪ ،395‬نقد الرجال ‪ 291‬الوافى بالوفيات ‪.183 :2‬‬

‫ص‪275 :‬‬

‫قسم الضعفآء‪.‬‬

‫ألن المشهور أنّه ال يعمل بخ‪33‬بر الواح‪33‬د‪ ،‬و ه‪33‬ذا ال يس‪33‬تلزم‬


‫ث ّم قال السيّد مصطفي‪ :‬و لع ّل ذكره فى باب الموثقين أولى‪ّ ،‬‬
‫اإلعراض بالكليّة‪ ،‬و إاّل النتقض بغيره مثل السيّد المرتضى إنتهى‪.‬‬

‫و لم أجده فى كتاب ابن داود فى الممدوحين و ال المذمومين فى النّسخة الّتى عندى‪.‬‬

‫و من مؤلّفاته «السّرائر الحاوى لتحرير الفتاوى» و هو الّذى تق ّدم ذكره و له أيضا كتاب «التعليقات» و ه‪33‬و ح‪33‬واش و‬
‫إيرادات على التبيان لشيخنا الطّوسى رحمه هّللا ‪ ،‬شاهدته بخطه فى فارس‪ ،‬و قد ذكر أقواله العاّل مة و غيره من علمائن‪33‬ا‬
‫فى كتب اإلستدالل‪ ،‬و قبلوا أكثرها‪.121‬‬

‫ث ّم زاد على ما ذكره صاحب «األمل» صاحب «اللّؤلؤة» فقال عن‪33‬د بل‪33‬وغ كالم‪33‬ه إلى ذك‪33‬ر ّ‬
‫الش‪3‬يخ نجيب ال‪ّ 3‬دين بن نم‪33‬ا‬
‫الحلى؛ شيخ رواية موالنا المحقّق على اإلطالق‪ ،‬و هذا ال ّشيخ أعنى مح ّمد بن نم‪33‬ا ي‪33‬روى عن ّ‬
‫الش‪3‬يخ مح ّم‪33‬د بن إدريس‬
‫العجلّى الحلّى‪.‬‬

‫و هذا ال ّشيخ كان فقيها أصوليّا بحتا و مجتهدا صرفا‪ ،‬و هو أ ّول من فتح باب الطّعن على ال ّشيخ‪ ،‬و إاّل فك ّل من كان فى‬
‫ان المحقّق و العاّل مة بعده أكثرا من ال‪ّ 33‬ر ّد‬
‫عصر ال ّشيخ أو من بعده إنّما كان يحذو حذوه غالبا إلى انتهت النّوبة إليه‪ ،‬ث ّم ّ‬
‫عليه و الطعن فيه‪ ،‬و فى أقواله‪ ،‬و التّشنيع علي‪3‬ه غاي‪3‬ة التّش‪3‬نيع‪ ،‬و ق‪3‬د طعن في‪3‬ه أيض‪3‬ا الفاض‪3‬ل الكام‪3‬ل العاّل م‪3‬ة ّ‬
‫الش‪3‬يخ‬
‫محمود المحصّى‪ ،‬و قال‪ :‬إنّه مخلط‪ :‬قال فى كتاب «امل اآلمل»‪.‬‬

‫ث ّم انّه نقل عبارة صاحب «األمل» بطولها‪ ،‬إلى آخر ما نقلناها عنه رحمه هّللا ؛ فقال إلى هن‪33‬ا م‪33‬ا ذك‪33‬ره فى كت‪33‬اب «ام‪33‬ل‬
‫إن فضل الرّجل المذكور‪ ،‬و عل ّو منزلته فى هذه الطّائفة‪ ،‬م ّما ال ينكر‪ ،‬و غلطه فى مس‪33‬ألة من‬ ‫اآلمل» أقول‪ :‬و التّحقيق ّ‬
‫الفن ال يستلزم الطّعن عليه بما ذكره المحقّق‪ -‬المتق ّدم ذكره‪ -‬و كم لمثله من األغالط الواضحة‪،‬‬
‫مسائل ّ‬

‫‪ )1 ( 121‬امل اآلمل ‪.244 -243 :2‬‬


‫______________________________‬
‫(‪ )1‬امل اآلمل ‪.244 -243 :2‬‬

‫ص‪276 :‬‬

‫و ال سيّما فى مث‪3‬ل ه‪3‬ذه المس‪3‬ألة‪ ،‬و هى مس‪3‬ألة العم‪3‬ل بخ‪3‬بر الواح‪3‬د‪ ،‬و جمل‪3‬ة من ت‪3‬أ ّخر عن‪3‬ه من الفض‪3‬الء‪ ،‬حتّى مث‪3‬ل‬
‫المحقّق و العاّل مة‪ ،‬اللّذين هما أصل الطّعن عليه قد اختار و العمل بكثير من أقواله‪.‬‬

‫و قد ذكره شيخنا ال ّشهيد الثّانى فى إجازته فقال‪ :‬و مرويّات ال ّشيخ اإلمام العاّل مة المحقق فخر ال ّدين أبى عب‪33‬د هّللا مح ّم‪33‬د‬
‫بن إدريس العجلّى‪.‬‬

‫و قال الشهيد األ ّول فى إجازته‪ ،‬و عن ابن نما‪ ،‬و السيّد فخار مصنّفات اإلم‪33‬ام العاّل م‪33‬ة ش‪33‬يخ العلم‪33‬اء‪ ،‬رئيس الم‪33‬ذهب‪،‬‬
‫فخر ال ّدين أبو عبد هّللا مح ّمد بن إدريس‪ -‬رضى هّللا عنه انتهى‪.‬‬

‫و له كتاب يشتمل على جملة من أجوبة مسائل قد سئل عنه‪3‬ا؛ و ه‪3‬و عن‪3‬دى اع‪33‬ارة من بعض اإلخ‪3‬وان‪ ،‬و ك‪33‬ذلك كت‪33‬اب‬
‫«السّرائر» بتمامه‪ ،‬و بالجملة ففضل ال ّرجل المذكور‪ ،‬و نبله فى هذه الطّائف‪33‬ة أش‪33‬هر من أن ينك‪33‬ر المنص‪33‬ف و إن تف‪33‬رد‬
‫ببعض األق‪33‬وال الظّ‪33‬اهرة البطالن ل‪33‬ذوى األفه‪33‬ام و األذه‪33‬ان‪ ،‬و مثل‪33‬ه فى ذل‪33‬ك غ‪33‬ير عزي‪33‬ز كم‪33‬ا ال يخفى على النّ‪33‬اظر‬
‫المنصف‪.‬‬

‫ضعفا‪ ،‬مع نقله عنه أوّال‪ :‬انّه‬‫إن ما نقله فى كتاب «امل اآلمل» عن السيّد مصطفى‪ ،‬من أنّه ذكره ابن داود في قسم ال ّ‬ ‫ث ّم ّ‬
‫قال فى كتابه انّه كان شيخ الفقهاء فى الحلّة‪ ،‬متقن‪33‬ا للعل‪33‬وم كث‪33‬ير التّص‪33‬انيف‪ ،‬ال يخل‪33‬و من ت‪33‬دافع‪ ،‬ف‪ّ 3‬‬
‫‪3‬ان وص‪33‬فه بم‪33‬ا ذك‪33‬ر‬
‫ي‪33‬وجب دخول‪33‬ه فى قس‪33‬م المم‪33‬دوحين ال ّ‬
‫الض ‪3‬عفآء‪ ،‬و أغ‪33‬رب من ذل‪33‬ك قول‪33‬ه بع‪33‬د‪ :‬و لم أج‪33‬ده فى كت‪33‬اب ابن داود ال فى‬
‫الممدوحين و ال فى المذمومين إلى اآلخر‪ ،‬مع ّ‬
‫ان الميرزا مح ّم‪33‬د ص‪33‬احب الرّج‪33‬ال ق‪33‬د نق‪33‬ل عن ابن داود عب‪33‬ارة الم‪33‬دح‬
‫المذكورة‪ ،‬و هى قوله‪ :‬كان شيخ الفقهاء إلى آخرها فليتأ ّمل‪ 122‬انتهى كالم صاحب «اللّؤلؤة»‪.‬‬

‫و قال رحمه هّللا أيضا عند ع ّده لسيّدينا السندين الحسنين رض ّى ال ّدين عل ّى‪ ،‬و جمال ال ‪ّ 3‬دين أحم‪33‬د إب‪33‬نى ط‪33‬اوس الحليّيّن‬
‫من جملة مشايخ موالنا العاّل مة أعلى هّللا مقامه‪ ،‬و هما أخوان من أ ّم و أب‪ ،‬و أ ّمهما على م‪33‬ا ذك‪33‬ره بعض علمائن‪33‬ا بنت‬
‫ال ّشيخ مسعود الورّام‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬لؤلؤة البحرين ‪:279‬‬

‫ص‪277 :‬‬

‫‪ )1 ( 122‬لؤلؤة البحرين ‪:279‬‬


‫ابن أبى فراس بن فراس بن حمدان‪ ،‬و أ ّم أ ّمهما بنت ال ّشيخ الطّوسى رحمه هّللا و أجاز لها و ألختها أ ّم ّ‬
‫الش‪3‬يخ مح ّم‪3‬د بن‬
‫إدريس جميع مصنّفاته‪ ،‬و مصنّفات األصحاب‪.‬‬

‫أقول‪ :‬و يؤيّده تصريح السيّد رض ّى ال ّدين‪ -‬رضى هّللا عنه عند ذكر ال ّشيخ الطّوس ّى بلفظ «ج ّدى» و كذا عند ذكر ال ّشيخ‬
‫ورّام بلفظ «ج ّدى» و هو أكثر كثير فى كالمه كما ال يخفى على من وقف عليه‪.‬‬

‫صفا فى ذكر أهل اإلجتباء و األصطفاء» بعد التّرجمة له بعنوان مح ّمد بن إدريس‪ ،‬فخر‬ ‫هذا و قال صاحب «صحيفة ال ّ‬
‫ال ّدين أبو عبد هّللا العجلى الحلّى نسب إلى ج ّده ألنه ابن أحمد بن إدريس‪ ،‬كان شيخ الفقهآء بالحلّة متقنا فى العل‪33‬وم كث‪33‬ير‬
‫التّصانيف له كتب أشهرها كتاب «السّرائر الحاوى لتحرير الفتاوى» يروي عن خاله ال ّشيخ أبى عل ّى الطّوس‪33‬ى‪ ،‬و عن‬
‫ج ّده ألمه ال ّشيخ الطوسى‪ ،‬و عن أ ّم أ ّمه بنت ال ّشيخ مسعود بن ورّام‪ ،‬و عرب ّى بن مسافر العب‪33‬ادىّ‪ ،‬و الحس‪33‬ن بن رطب‪33‬ة‬
‫السّوداوى؛ و أبى المكارم حمزة الحسينى‪.‬‬

‫و يروي عنه ال ّشيخ جعفر بن نما‪ ،‬و ابن ابنه مح ّمد بن نما؛ و السيّد ف ّخار بن معد إلى أن قال بعد نقل‪33‬ه بعض العب‪33‬ارات‬
‫المتق ّدمة أقول‪ :‬هو أ ّول من خالف قدماء األصحاب و قال بكون أخبار الطّائفة جلّها آح‪33‬ادا‪ ،‬و م‪33‬ع ذل‪33‬ك لم يج‪33‬وز العم‪33‬ل‬
‫بالظن و اكر الطّعن على ج ّده شيخ الطّائفة‪ ،‬و أكثر عليه العاّل مة الحلّى فى الطّعن‪ ،‬و عبّر عن‪33‬ه ّ‬
‫بالش ‪3‬ابّ الم‪33‬ترف عفى‬ ‫ّ‬
‫هّللا عنه‪.‬‬

‫و ق‪33‬ال ص‪33‬احب «منتهى المق‪33‬ال» مح ّم‪33‬د بن إدريس العجلّى الحلى‪ ،‬ك‪33‬ان ش‪33‬يخ الفقه‪33‬اء بالحلّ‪33‬ة‪ ،‬متقن‪33‬ا فى العل‪33‬وم كث‪33‬ير‬
‫التّصانيف‪« ،‬د» يعنى كذا فى «رجال ابن داود» إلى ان قال و فيه بعد م‪33‬ا ذك‪33‬ر‪ :‬لكنّ‪33‬ه أع‪33‬رض عن أخب‪33‬ار أه‪33‬ل ال‪33‬بيت‬
‫فان الطّعن فى هذا الفاضل الجلي‪33‬ل‬ ‫عليهم السّالم بالكليّة‪ ،‬و ال يخفى ما فيه من الجزاف‪ ،‬و عدم سلوك سبيل اإلنصاف‪ّ ،‬‬
‫سيّما و اإلعتذار بهذا التّعليل فيه ما فيه‪.‬‬

‫أ ّما أوّال ّ‬
‫فألن عمله بأكثر كثير من األخبار م ّما ال يقبل اإلستتار سيّما ما‬

‫ص‪278 :‬‬

‫استطرفه فى أواخر «السّرائر» من أصول القدماء رضوان هّللا عليهم‪.‬‬

‫فألن عدم العمل بأخبار اآلحاد ليس من متف ّرداته‪ ،‬بل ذهب إليه جملة من جلة األصحاب كعلم اله‪33‬دى؛ و ابن‬ ‫و أ ّما ثانيا ّ‬
‫زهرة؛ و ابن قبّة‪ ،‬و غيرهم‪ ،‬فلو كان ذلك موجبا للتّضعيف لوجب تضعيفهم أجمع‪ ،‬و فيه ما في‪33‬ه إلى أن ق‪33‬ال بع‪33‬د نقل‪33‬ه‬
‫أيضا بعض العبارات المتق ّدمة ث ّم أنّه م ّما اشتهر فى هذه األزمنة أنّ‪33‬ه ق‪33‬دس س‪3‬رّه ت‪33‬وفّى ش‪33‬ابا لم يبل‪33‬غ خمس‪33‬ا و عش‪33‬رين‬
‫سنة‪ ،‬و ربّما يقولون أنّه طاب ثراه إلساءة األدب فى عبائره بالنّسبة إلى شيخ الطّائفة‪ -‬ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه ب‪3‬تر عم‪33‬رة‪ ،‬و الّ‪33‬ذى‬
‫الش‪3‬يخ اإلم‪33‬ام اب‪33‬و عب‪33‬د هّللا مح ّم‪33‬د بن إدريس األم‪33‬ام ّى العجل ّى‬ ‫رأيته فى «البحار» من ّ‬
‫خط ال ّشهيد رحمه هّللا هكذا‪ :‬ق‪33‬ال ّ‬
‫بلغت الحلم سنه ثمان و خمسين و خمسمأة و توفّى إلى رحمة هّللا و رضوانه‪ ،‬سنة ثمان و سبعين و خمسمأة انتهى‪.‬‬
‫و على هذا يكون عمره خمسا و ثالثين سنة‪ ،‬بل فى ال ّرسالة المشهورة للكفعمى رحمه هّللا فى وفيات العلماء رض‪3‬ى هّللا‬
‫عنه بعد ذكر تاريخ بلوغه كما ذكر‪ ،‬قال؟ وجد بخطّ ولده صالح توفّى والدى مح ّم‪33‬د بن إدريس رحم‪33‬ه هّللا ي‪33‬وم الجمع‪33‬ة‬
‫وقت الظهر ثامن عشر ش ّو ال سنة ثمان و تسعين و خمسمأة‪ ،‬فيكون عمره تقريبا خمسة و خمسين سنة انتهى فتتّبع‪.‬‬

‫أقول و فى تاريخ وفاة شيخنا الطّوسى رحمه هّللا تدافع كلّى مع تاريخ وفاة هذا ال ّشيخ؛ فضال إذا كانت فى أيّ‪33‬ام ش‪33‬بابه و‬
‫خصوصا بعد فرض سبطيّته لل ّشيخ كما عرفتها من كالم صاحب «اللّؤل‪33‬ؤة» و ال س‪3‬يّما بع‪33‬د مالحظ‪33‬ة روايت‪33‬ه عن‪33‬ه بال‬
‫الش‪3‬يخ الّ‪33‬تى هى فى مرتب‪33‬ة‬‫واسطة بل معها أيضا‪ ،‬كما قد عرفتهما من كلمات بعض آخر و كذلك الكالم فى ك‪33‬ون بنت ّ‬
‫األموته لهذا الرّجل فى بيت ال‪33‬ورّام ابن أبى ف‪3‬راس‪ ،‬المتق‪ّ 3‬دم إلي‪33‬ه اإلش‪3‬ارة من كالم ص‪3‬احب «اللؤل‪3‬ؤة» م‪3‬ع ّ‬
‫أن ال‪33‬ورّام‬
‫المذكور كان من تالمذة ال ّشيخ محمود الحمصى الواق‪3‬ع فى درج‪33‬ة المقابل‪3‬ة له‪3‬ذا الرّج‪3‬ل و المت‪3‬أ ّخر عن‪33‬ه قليال‪ ،‬كم‪3‬ا ق‪3‬د‬
‫عرفته أيضا‪ ،‬و عليه فليحمل أحد هذه النّسب الخالية عن العلم المطبوع أو المكتسب على خلط فى بعض م‪33‬ا ذك‪33‬ر فيه‪33‬ا‬
‫من‬

‫ص‪279 :‬‬

‫الدرجات و الرتب او خبط بالنّسبة الى ما وقع فيها من أس‪33‬ماء الج‪ّ 3‬د و األب أو غ‪33‬ير ذل‪33‬ك من األم‪33‬ر المحتم‪33‬ل فى مق‪33‬ام‬
‫الجمع بين منافيات هذه الجم‪3‬ل فليتا ّم‪3‬ل و ال يغف‪3‬ل حتّى يس‪3‬هل إنش‪3‬اء هّللا تع‪3‬الى ني‪3‬ل الرّج‪3‬آء و األم‪3‬ل لمن أراد العلم و‬
‫العمل‪.‬‬

‫إن فى جملة من ذكر هذا ال ّشيخ الجليل‪ ،‬على سبيل التّوثي‪33‬ق و التّبجي‪33‬ل‪ ،‬ه‪33‬و س‪ّ 3‬مينا العاّل م‪33‬ة المجلس‪33‬ى رحم‪33‬ه هّللا فى‬
‫ث ّم ّ‬
‫للش‪3‬يخ الفاض‪33‬ل الثّق‪33‬ة العاّل م‪33‬ة مح ّم‪33‬د بن‬
‫«الس‪3‬رائر» ّ‬
‫ّ‬ ‫مق ّدمات «البحار» فانّه قال عند ع ّده للكتب المأخوذ منها و كت‪33‬اب‬
‫إدريس الحلى فانّ‪33‬ه أورد فى آخ‪33‬ر ذل‪33‬ك الكت‪33‬اب باب‪33‬ا مش‪33‬تمال على األخب‪33‬ار و ذك‪33‬ر انّى أس‪33‬تطرفته من كتب المش‪33‬يخة‬
‫المصنّفين؛ و الرّواة المح ّ‬
‫ص لين‪ ،‬و يذكر اسم صاحب الكتاب‪ ،‬و يورد بعده األخبار المنتزعة من كتابه‪.‬‬

‫و قال أيضا فى مقام آخر و كتاب «السّرائر» ال يخفى الوثوق عليه و على مؤلّفه و على أصحاب البصائر‪.‬‬

‫و قال صاحب الوسائل أيضا فى مقام عد الكتب المنتزعة منها كتاب «السرائر» تأليف ال ّشيخ الجلي‪3‬ل محم‪3‬د بن إدريس‬
‫الحل ّى ‪ ،‬فانه ذكر فى آخره أحاديث كثيرة من أصول القدمآء و قال فى مقام ذكر أس‪33‬ناده إلى الكتب الم‪33‬ذكورة‪ ،‬و ن‪33‬روي‬
‫كتاب «السرائر» إلبن إدريس باألسناد السّابق عن السيّد فخار بن معد الموسوى‪ ،‬عن ال ّشيخ محمد بن إدريس الحل ّى‪.‬‬

‫أقول و الفرق بين هذا الرّجل فى قوله تبعا لسيّدنا المرتضى و ابنى زهرة و قبة‪ ،‬كما مضي ّ‬
‫بأن العلم معت‪33‬بر فى ط‪3‬رق‬
‫أحاديث ائمة الهدى‪ ،‬و لو فى زمن الغيبة الك‪33‬برى‪ ،‬و ّ‬
‫إن خ‪33‬بر الواح‪33‬د و إن ك‪33‬ان من مقول‪33‬ة ص‪33‬حيحا األعلى ال ي‪33‬وجب‬
‫ق شيئا و بين جماعة الظّاهريّة األخباريّة الم‪33‬دعين لقط‪33‬ع‬
‫الظن ال يغنى من الح ّ‬
‫ّ‬ ‫علما و عمال‪ ،‬لكون بنائه على الظن‪ ،‬و‬
‫بصدور جميع األحاديث المرويّة فى كتب اإلماميّة‪ ،‬أنه رحمه هّللا ال يعمل بما نعم‪33‬ل ب‪33‬ه من المعت‪33‬برات‪ ،‬و هم يعمل‪33‬ون‬
‫بما ال نعمل به من الضعاف الغير المنجبرات‪.‬‬
‫ص‪280 :‬‬

‫و نزاعن‪33‬ا م‪33‬ع الط‪33‬ائفتين فى أم‪33‬ر كل ّى و مطلب علم ّى عقل ّى معن‪33‬وى أص‪33‬ولى بخالف ن‪33‬زاع إح‪33‬ديهما م‪33‬ع األخ‪33‬رى‪ ،‬و‬
‫نزاعهم‪3‬ا معن‪3‬ا فى ص‪3‬غرى مق‪ّ 3‬دميتهما دون الك‪3‬برى‪ ،‬فأنّ‪3‬ه فى أم‪3‬ر ج‪3‬زئ ّى‪ ،‬و موض‪3‬وع حس‪ّ 3‬ي ب‪3‬ديهى‪ ،‬ه‪3‬و على أه‪3‬ل‬
‫اإلنصاف غير خف ّى‪ ،‬و لقد أشبعنا الكالم مع الطّ‪33‬ائفتين‪ ،‬و خصوص‪33‬ا الثّاني‪33‬ة منه‪33‬ا فى مقام‪33‬ات ش‪33‬تى من كتابن‪3‬ا ه‪3‬ذا‪ ،‬و‬
‫سوف تأتى اإلشارة إنشاء هّللا إلى ما بقى من اإلنكار على سبكهم و سياقهم و األس‪3‬فار عن وج‪3‬وه كث‪3‬يرة الع ّى و الغ ّى و‬
‫المدالسة فى أسواقهم فى ذيل تراجم من بقى من أعاظم مؤلّفيهم‪.‬‬

‫و ل ّما تبلغ النّوبة إلى تفصيل المقالة فيهم و تجويل العمالة ال ّشديدة على أذيال فيا فيهم و إن كفان‪3‬ا مؤن‪3‬ة التّعب فى أمث‪3‬ال‬
‫هذه المعانى‪ ،‬موالنا المر ّوج البهبهانى‪ ،‬بلغه هّللا غاية االمانى؛ فى كتاب فوائده العتيق و الجدي‪33‬د بم‪33‬ا ال مزي‪33‬د علي‪33‬ه من‬
‫التّشيي ّد و التّشديد و د ّ‬
‫ق مفارق ك ّل مفارق لطريقة االجتهاد الصّحيح السّديد‪ ،‬بمقامع من حديد و ّ‬
‫إن فى ذلك لذكرى لمن‬
‫كان له قلب أو ألقي السمع و هو شهيد‪.‬‬

‫فان قيل‪ :‬من أين تقول ّ‬


‫أن ال ّرجل المذكور يشترط العلم بالصّدور فى ب‪33‬اب حجيّ‪3‬ة الخ‪3‬بر الم‪33‬أثور‪ ،‬و إن ك‪33‬ان ذل‪33‬ك العلم‬
‫حاصال بمعونة القرائن و ال ّشواهد‪ ،‬حتّى ال يخرج الحديث أيض‪33‬ا بس‪33‬ببه عن ح‪33‬يز الخ‪33‬بر الواح‪33‬د‪ ،‬إاّل فى اص‪33‬طالح من‬
‫يطلقه على خصوص الخبر الظنّى فى مقابل عموم الخبر القطعى‪ ،‬سواء كان من قبي‪33‬ل المت‪33‬واتر باألص‪33‬طالح أيض‪33‬ا أم‬
‫ال‪.‬‬

‫قلت‪ :‬ما أقول ذلك إاّل من جهة تواتر هذه النّسبة إليه فى مصنّفات األوائل و األواخر مضافا إلى ما وق‪33‬ع علي‪33‬ه تص‪33‬ريح‬
‫نفسه فى مفتتح كتاب «السّرائر» فانّه رحمه هّللا قال فيما قد نقل عنه بعد ذكره لألدلّة الشرعيّة‪ :‬هذه الطّرق توص‪33‬ل إلى‬
‫العلم بجميع األحكام ال ّشرعيّة فى جميع مسائل الفقه‪ ،‬فيجب اإلعتم‪33‬اد عليه‪33‬ا و التّمس‪33‬ك به‪33‬ا‪ ،‬فمن تنك‪33‬ر عنه‪33‬ا عس‪33‬ف و‬
‫خبط خبط عشواء و فارق قوله من المذهب‪.‬‬

‫ص‪281 :‬‬

‫إلى أن قال‪ :‬فقد قال السيّد المرتضى‪ -‬رضي هّللا عنه‪ -‬و ذكر فى جواب المسائل الموص‪33‬ليّات الثّاني‪33‬ة الفقهيّ‪33‬ة فق‪33‬ال إعلم‬
‫أنّه ال ب ّد فى أحكام الشرعية من طريق يوص‪3‬ل إلى العلم به‪3‬ا إلنّ‪3‬ا م‪3‬تى لم نعلم الحكم و نقط‪3‬ع ب‪3‬العلم على أنّ‪3‬ه مص‪3‬لحة‬
‫ألن اإلقدام على ما ال نأمن من كونه فسادا أو قبيحا كاإلقدام على ما ال نقطع‬ ‫ج ّوزنا كونه مفسدة فيقبح اإلقدام منّا عليه‪ّ ،‬‬
‫على كونه فسادا‪ ،‬و لهذه الجملة أبطلنا أن يكون القياس فى الش‪33‬ريعة الّ‪33‬تى ال ي‪33‬ذهب مخالفون‪33‬ا إلي‪33‬ه طريق‪33‬ا إلى األحك‪33‬ام‬
‫تظن بحم‪33‬ل الف‪33‬رع فى التّح‪3‬ريم على أص‪33‬ل‬ ‫الظن و ال يفض‪33‬ى إلى العلم‪ ،‬األت‪33‬رى ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ّشرعيّة من حيث كان القياس يوجب‬
‫مح ّرم بنسبته تجمع بينهما انّه محرم مثل أصله‪ ،‬و ال نعلم من حيث ظننّ‪33‬ا أنّ‪33‬ه يش‪33‬به المح‪3‬رّم أنّ‪33‬ه مح‪3‬رّم و ل‪33‬ذلك أبطلن‪33‬ا‬
‫العمل فى ال ّش ريعة بأخبار االحاد‪ ،‬ألنها ال توجب و علما عمال و أوجبنا أن يكون العمل تابعا للعلم ّ‬
‫ألن خبر الواح‪33‬د إذا‬
‫ف‪33‬ان الظّن ال‬
‫كان عدال فغاية ما يقتضيه الظن بصدقه‪ ،‬و من ظننت صدقه يجوز أن يكون كاذبا و إن ظنت به الصّدق‪ّ ،‬‬
‫يمنع من التّجويز‪ ،‬فعاد األمر فى العمل بأخبار االحاد إلى أنّه إقدام على ما ال نأمن كونه فسادا و غير ص‪33‬الح‪ ،‬ق‪33‬ال‪ :‬و‬
‫قد تجاوز قوم من شيوخنا رحمهم هّللا فى إبطال القي‪33‬اس فى ّ‬
‫الش‪3‬ريعة و العم‪33‬ل فيه‪33‬ا بأخب‪33‬ار اآلح‪33‬اد» إلى أن ق‪33‬الوا‪ :‬انّ‪33‬ه‬
‫يستحيل من طريق العقول العبادة بالقياس فى األحكام و أحالو أيضا من طريق العقول العبادة بالعمل بأخبار اآلح‪33‬اد‪ ،‬و‬
‫أن العمل يجب أن يكون تابعا للعلم و إذا كان غير متيقّن فى القياس و أخبار اآلحاد لم تجزه العب‪33‬ادة بهم‪33‬ا و‬ ‫عوّلوا على ّ‬
‫ص حيح هو غير هذا ألن العقل ال يمنع من العبادة بالقياس و العم‪33‬ل بخ‪33‬بر الواح‪3‬د و ل‪33‬و تعبّ‪33‬د هّللا تع‪33‬الى ب‪3‬ذلك‬
‫المذهب ال ّ‬
‫ألن عبادته تعالى بذلك يوجب العلم الّذى ال ب ّد أن يكون العمل تابعا له؛ فانّه ال ف‪33‬رق بين‬
‫لساغ و لدخل فى باب الصّحة ّ‬
‫أن يقول صلّى هّللا عليه و اله و سلّم قد ح ّر م عليكم كذا و كذا فاجتنبوه و بين أن يقول إذا أخ‪33‬بركم عنّى مخ‪33‬بر ل‪33‬ه ص‪33‬فة‬
‫العدالة‪ -‬بتحريمه فحرّموه‪ ،‬فى صحّة الطّريق‬

‫ص‪282 :‬‬

‫إلى العلم بتحريمه و كذلك إذا ق‪3‬ال ل‪3‬و غلب فى ظنّكم ش‪3‬به لبعض الف‪3‬روع ببعض االص‪3‬ول فى ص‪3‬فة يقتض‪3‬ى التح‪3‬ريم‬
‫فحرموه فقد حرمته عليكم لكان هذا ايضا طريقا إلى العلم بتحريمه و ارتفاع ال ّشك و التّج‪33‬ويز‪ ،‬فليس متن‪33‬اول العلم هن‪33‬ا‬
‫ّ‬
‫الظن هيهنا هو صدق ال ّراوى إذا كان واحدا‪ ،‬و متناول العلم‬ ‫ّ‬
‫الظن على ما يعتضده قوم ال يتأ ّملون‪ ،‬ألن متناول‬ ‫متناول‬
‫هو تحريم الفعل المخصوص الّذى تض ّمنه الخبر و ما علمناه غير ما ظننّاه‪.‬‬

‫و كذلك فى القياس متناول الظّن شبه الفرع باألصل فى علّة التحريم و متناول العلم كون الفرع محرّما و إنّما منعنا من‬
‫ألن هّللا تعالى ما تعبّد بهما و ال نصب دليال‬
‫القياس فى ال ّش ريعة و أخبار اآلحاد مع تجويز العبادة بها من طريق العقول ّ‬
‫عليهما و من هذا الوجه أطرحنا العمل بهما و نفينا كونهما طريقين إلى التّحريم و التّحليل‬

‫إن أص‪33‬حابنا كلّهم س‪33‬لفهم و خلفهم متق‪ّ 3‬دمهم و مت‪33‬أ ّخرهم‬


‫قال المرتض‪33‬ى‪ -‬ق‪ّ 3‬دس هّللا روح‪33‬ه‪ -‬و انّم‪33‬ا أردن‪3‬ا به‪33‬ذه اإلش‪3‬ارة ّ‬
‫الش‪3‬ريعة‪ ،‬و يعيب‪33‬ون أش‪ّ 3‬د عيب على ال‪3‬رّاغب إليهم‪33‬ا‪ ،‬و‬ ‫يمنع‪33‬ون من العم‪33‬ل بأخب‪33‬ار االح‪33‬اد‪ ،‬و من العم‪33‬ل بالقي‪33‬اس فى ّ‬
‫المتعلّق فى ال ّشريعة بهما‪ ،‬حتّى صار هذا المذهب لظهوره‪ .‬و انتشاره معلوم‪33‬ا ض‪3‬رورة منهم و غ‪33‬ير مش‪33‬كوك في‪33‬ه من‬
‫أقوالهم‪.‬‬

‫إلى أن قال بعد نقل كالم طويل من السيّد رحمه هّللا هنا آخر كالم المرتضى رحمه هّللا حرفا حرفا قال مح ّمد بن إدريس‬
‫فعلى األدلة المتق ّدمة أعمل و بها أخذ و أفتى و بها أدين هّللا تعالى و ال ألتفت إلى سواد مسطور و ق‪33‬ول بعي‪33‬د عن الح‪ّ 3‬‬
‫ق‬
‫مهجور‪ ،‬و ال أقلّد إاّل ال ّدليل الواضح‪ -‬و البرهان الاّل ئح‪ ،‬و ال أعرج إلى اخبار اآلحاد فهل ه‪33‬دم إإلس‪33‬الم إاّل هى و ه‪33‬ذه‬
‫المتق ّد مة أيضا من جملة بواعثى على وضع كتابى هذا ليكون قائما بنفسه؛ و مقدما فى جنس‪33‬ه‪ ،‬و ليغ‪33‬نى النّ‪33‬اظر في‪33‬ه إذا‬
‫كان له أدنى طبع عن أن يقرء على مرقومه‪ 123‬و إن كان ألفواه ال ّرجال معنى ال يوصل إليه من اكثر الكت‪33‬اب فى أك‪33‬ثر‬
‫األحوال انتهى‪.124‬‬

‫‪ )1 ( 123‬فى السرائر‪ :‬اذا كان له ادنى طبع عن ان يقرء على من فوقه ‪...‬‬
‫‪ )2 ( 124‬راجع السرائر الحاوى لتحرير الفتاوى ‪4 -3‬‬
‫______________________________‬
‫(‪ )1‬فى السرائر‪ :‬اذا كان له ادنى طبع عن ان يقرء على من فوقه ‪...‬‬

‫(‪ )2‬راجع السرائر الحاوى لتحرير الفتاوى ‪4 -3‬‬

‫ص‪283 :‬‬

‫و يحتمل أن يكون نزاع الرّجل و من تق ّدماه فى هذه الطّريقة؛ مع سائر المجتهدين العاملين بالظّنون المخصوصة الّ‪33‬تى‬
‫الظن الّذى ينكر ه‪33‬ذه الثّالث‪33‬ة إنم‪33‬ا ه‪33‬و الحاص‪33‬ل من‬
‫ّ‬ ‫قامت على حجّية ك ّل منها الدليل القاطع صغرويّا لفظيّا‪ ،‬بمعنى أن‬
‫جهة خبر الواحد بالنّسبة إلى نفس الحكم ال ّشرعى؛ دون الكائن فيما جعله ال ّشارع المق ّدس طريق‪33‬ا للحكم من حيث دالل‪33‬ة‬
‫نفسه إليه‪ ،‬مع قطع النّظر عن ورود اإلذن فى التّعبّد به‪ ،‬كما يشهد بذلك تمثيالت سيّدنا األج ّل المرتض‪33‬ى‪ -‬رحم‪33‬ه هّللا و‬
‫تنظيراته بما ذكر‪ ،‬و هذا هو الّذى يعترف به سائر المجتهدين منّ‪33‬ا أيض‪33‬ا و إلي‪33‬ه ينظ‪33‬ر ق‪33‬ولهم‪ :‬ظنيّ‪33‬ة الطّري‪33‬ق ال تن‪33‬افي‬
‫أن خبر الواح‪33‬د الّ‪33‬ذى ه‪33‬و مح‪ّ 3‬ل الكالم ه‪33‬ل ه‪33‬و من جمل‪33‬ة م‪33‬ا ق‪33‬ام‬‫قطعيّة الحكم‪ ،‬و عليه قبول النّزاع بين الطّائفتين إلى ّ‬
‫ال ّدليل القاطع على عدم حجيّته‪ ،‬حتّى ينتهى أمره إلى العلم ب‪33‬الحكم‪ ،‬او ه‪33‬و من قبي‪33‬ل القياس‪33‬ات الظنيّ‪33‬ة الّ‪33‬تى لم يقم على‬
‫حجيّتها الدليل العلمى‪ ،‬بل قام ال ّدليل على عدم حجيّتها فى مقام إثبات الحكم ال ّشرع ّى‪،‬‬

‫و لكنّه لما كانت أمثال هذه الثّالثة‪ ،‬لم يقدروا على إثبات حجيّ‪33‬ة ش‪33‬ىء من األخب‪33‬ار الظنيّ‪33‬ة بال‪ّ 3‬دليل الق‪33‬اطع‪ ،‬مث‪33‬ل س‪33‬ائر‬
‫المجتهدين‪ ،‬عدلوا على اشتراط العلم فى نفس الخبر ال‪3‬ذى ه‪3‬و طري‪3‬ق إلى الحكم لع‪3‬دم انفك‪3‬اك العلم ب‪3‬الطّريق عن العلم‬
‫بالحكم ال محالة‪ ،‬بخالف العكس كما قد عرفته‪.‬‬

‫و عليه فال مانع إرادة المشترطين لعلم‪ ،‬العلم اليقينى الواقعى أيضا دون العادى الّذى يمكن اجتماعه م‪33‬ع النّقيض عقال‪،‬‬
‫تطمئن النفس به من األخبار المو ّدعة فى الكتب األربعة مثال‪ ،‬كما التج‪33‬أ إلى الق‪33‬ول‬
‫ّ‬ ‫حتّى تشمل الح ّجة عندهم لجميع ما‬
‫به بعض األخبارييّن الم‪ّ 3‬دعين للعم‪33‬ل ب‪33‬العلم فى نفس الطّري‪33‬ق‪ ،‬م‪33‬ع انّهم يعمل‪33‬ون بم‪33‬ا ه‪33‬و من أوهن الظن‪33‬ون‪ ،‬و بمثاب‪33‬ة‬
‫القياسات الباطلة و ما دون‪ ،‬و ذلك ألن متعلّقى العلم و الظن إذا اختلفا ال تكون ضرورة تدعو إلى التّج ّوز فى لفظ العلم‬
‫ّ‬
‫الظن‬ ‫أو التّمحل فى المنع عن مطلق‬

‫ص‪284 :‬‬

‫ق‪ ،‬إاّل ّ‬
‫أن هذا اإلعتذار باالحتمال‪.‬‬ ‫صبا على غير الح ّ‬
‫تع ّ‬

‫كما انّه يمكن بالنسبة إلى مقالة هذه الثالثة من المجتهدين ال معنى له ب‪33‬النّظر إلى اعتق‪33‬اد جماع‪33‬ة االخب‪33‬ارييّن‪ّ ،‬‬
‫ألن لف‪3‬ظ‬
‫ّ‬
‫الظن‪.‬‬ ‫اليقين لو حمل فى كلماتهم على‬
‫كما نقل عن تصريح بعض المتأ ّخرين منهم بذلك‪ ،‬لم يبق بعد ذلك فرق بين المجته‪33‬د و األخب‪33‬ارى‪ ،‬من جه‪33‬ة ّ‬
‫أن الف‪33‬رق‬
‫بالظن فمن اعترف بالعمل به‪ ،‬فهو مجتهد‪،‬‬‫ّ‬ ‫بينهما كما ذكره صاحب «الفوائد» هو نفس اإلجتهاد الّذى هو بمعني العمل‬
‫و من ا ّدعى عدمه بل كون عمله على العلم و اليقين فهو أخبارىّ‪.‬‬

‫ى تقليد غير المعصوم‪ ،‬فه‪3‬و فى الحقيق‪3‬ة م‪3‬انع عن التّقلي‪3‬د رأس‪3‬ا ّ‬


‫الن متابع‪3‬ة المعص‪3‬وم ال يس‪ّ 3‬مى‬ ‫و لذا ال يج ّوز األخبار ّ‬
‫تقليدا مضافا إلى إنكار متصلّبيهم الّذين هم االخباريّة فى الحقيقة على من يحمل اليقين فى كلم‪33‬اتهم على غ‪33‬ير الحقيق‪33‬ة‪،‬‬
‫كما ترى أمينهم الّذى هو مخرّب ال ّشريعة‪ ،‬و مرّتب أس‪33‬اس الفرق‪33‬ة و الخالف بين جماع‪33‬ة الش‪33‬يعة‪ ،‬يق‪33‬ول‪ :‬فى «فوائ‪33‬ده‬
‫إن األخباريّة من االماميّة لم يعوّلوا فى اصول ال ّدين و فروع‪33‬ه إاّل‬
‫المدنيّة» بعد نقله لما يقوله العاّل مة فى «النّهاية» من ّ‬
‫على أخبار اآلحاد المرويّة عن األئ ّمة عليهم السالم و األصوليّون منهم كأبى جعفر الطّوسى و غيره وافق‪3‬وا على قب‪3‬ول‬
‫خبر الواحد و لم ينكره سوى المرتضى و أتباعه‪ ،‬لشبهة حصلت لهم‪.‬‬

‫و أقول‪ :‬قدماء أصحابنا األخبارييّن بريئون ع ّما نسبه الفاضل العاّل مة إليهم‪ ،‬من إنّهم كانوا يعتمدون فى أصول دينهم و‬
‫الش‪3‬يخ الّ‪33‬تى حكاه‪33‬ا المحقّ‪33‬ق‪ ،‬و‬
‫فروعه على مج ّرد خبر الواحد المظنون العدالة‪ ،‬و كأنّه وقع فى هذا التّوهم من عب‪33‬ارة ّ‬
‫الس‪3‬الم و تمكنّ‪3‬و من أخ‪3‬ذ االحك‪3‬ام منهم بطري‪3‬ق القط‪3‬ع و‬ ‫يظن بهؤالء األجاّل ء الّذين أدركوا صحبة األئ ّم‪33‬ة عليهم ّ‬
‫كيف ّ‬
‫اليقين و من استعالم أحوال تلك األحاديث الّتى عملّوا بها و و اعتمدوا عليها فى عقائدهم و أعمالهم‪ ،‬مثل هذه المساهلة‬
‫ال ّشديدة فى دينهم‪ ،‬و كثيرا ما يقع عن هذا الفاضل و أتباع‪33‬ه م‪33‬ا ال ينبغي من ال‪ّ 3‬دعاوى من ب‪3‬اب الغفل‪33‬ة و العجل‪3‬ة و قلّ‪3‬ة‬
‫التّأمل فى أسرار المسألة إلى أن قال‪:‬‬

‫ص‪285 :‬‬

‫و من تتبّع أحاديث أصحابنا المتعلّقة باصول ال ّدين و أصول الفقه‪ ،‬و تتبّع ما فى كتب ال ّرجال من سيرة قدماء أص‪33‬حابنا‬
‫‪3‬أن األخب‪33‬ارييّن من أص‪33‬حابنا لم يعوّل‪33‬وا فى أص‪33‬ول ال‪ّ 3‬دين و فروع‪33‬ه‪ ،‬إاّل على األخب‪33‬ار‬
‫بنظر األخبار و اإلعتبار قطع ب‪ّ 3‬‬
‫المرويّ‪33‬ة عن االئ ّم‪33‬ة عليهم الس‪33‬الم‪ ،‬البالغ‪33‬ة ح ‪ّ 3‬د الت‪33‬واتر المعن‪33‬وى؛ أو المحفوف‪33‬ة بق‪33‬رائن ت‪33‬وجب العلم بوروده‪33‬ا عن‬
‫المعصوم‪ ،‬و خبر الواح‪3‬د الخ‪3‬الى عن الق‪3‬رائن ي‪3‬وجب اإلحتي‪3‬اط عن‪3‬دهم‪ ،‬و ال ي‪3‬وجب اإلفت‪3‬اء و القض‪3‬اء ألنّ‪3‬ه من ب‪3‬اب‬
‫ال ّشبهات‪ ،‬و سنذكر وجوه القرائن الموجودة فى زماننا ليعلم ّ‬
‫أن زماتهم أولى بذلك من جملتها خبر رج‪33‬ل نقط‪33‬ع بقرين‪33‬ة‬
‫المعاشرة أو بدونها انّه ثقة فى ال ّرواية‪ ،‬و إن كان فاسد المذهب انتهى كالمه‪.‬‬

‫و بالجملة فجماعة األخباريّة المنكرة فى الحقيق‪33‬ة لألم‪33‬ور العاديّ‪33‬ة‪ ،‬و المولع‪33‬ة فى العص‪33‬بيّات الجاهليّ‪3‬ه‪ ،‬و إن ك‪33‬انوا فى‬
‫ظاهر ما ي ّدعونه موافقين مع هؤالء الثّالثة األعاظم من علماء االماميّة‪ ،‬فى المنع من العمل بالمظنّ‪33‬ة فى نفس األحك‪33‬ام‬
‫ال ّشرعية الفرعيّة مثل األصوليه‪ ،‬أاّل أنهم فى مقام الفت‪33‬وى غ‪33‬ير ع‪33‬املين بم‪33‬ا ق‪33‬الوه‪ ،‬و فى م‪33‬راتب األخ‪33‬ذ ب‪3‬األقوى على‬
‫خالف من وافقوه فيما أحالوه‪ ،‬حيث انّهم يعملون فى أمثال هذه األزمنة البعيدة عن أنوار العلم و اليقين بك ّل ما يجدون‪33‬ه‬
‫ضعيفة الواهية‪ ،‬باصطالح المتقدمين منّا و المتأ ّخرين‪.‬‬
‫من األخبار ال ّ‬
‫و لكن هؤالء النّقدة األثبات‪ ،‬ال يعلمون إاّل بالمتواترات أو القطعيّات مع كون ذلك فى حقّهم لقرب العهد و قلّة الوس‪33‬ائط‬
‫ّ‬
‫التمس‪3‬ك بأخب‪33‬ار‬ ‫صديقيات‪ ،‬و اآلخرون منّا أيضا يشترطون وجود اإلعتبار باإلصطالح فى إمك‪33‬ان‬ ‫من المتيسرات و التّ ّ‬
‫صراح‪ ،‬فهم و إن خالفوا األ ّولين فى تسمية ما يعملون به من الخبر بالظّنون‪ ،‬إاّل أنّهم قد وافقوا أولئك غالبا فى‬‫اآلحاد ال ّ‬
‫مصاديق ما كانوا به يعملون‪ ،‬و عملهم طابق متن الواقع‪ ،‬و الطّريق الواسع‪ ،‬فيما اعتقده المتق ّدمون منّ‪33‬ا و المت‪33‬أ ّخرون‪،‬‬
‫بخالف هذه الجماعة الجماء الجاهلة المغرورة الغير المعذورة‪ ،‬و المس ّمين لطيب أنفسهم الفخار بالقارورة‪ ،‬و الم ‪ّ 3‬دعين‬
‫لذوق حالوة السّكر من طبايخ المارورة‪ ،‬و المسندين إلى أمثال جراب النّورة‬

‫ص‪286 :‬‬

‫طراوة الباكورة‪.‬‬

‫فان عملهم على خالف ما يقولون و ما يقوله المتق‪ّ 3‬دمون المؤمن‪33‬ون و المت‪33‬أ ّخرون فك‪33‬أنّهم خ‪33‬الفوا جمي‪33‬ع علم‪33‬آء ّ‬
‫الش‪3‬يعة‬ ‫ّ‬
‫ألن أنفس‪33‬هم البائس‪33‬ة يمنع‪33‬ون أوّال من العم‪33‬ل ب‪33‬الظّنون‪ ،‬ث ّم يتش‪3‬بّثون فى طري‪33‬ق‬
‫اإلماميّة؛ فيما كانوا يقولون و يفعل‪33‬ون‪ّ ،‬‬
‫المسألة بك ّل نقل موهوم موهون غير معل‪3‬وم و ال مظن‪3‬ون‪ ،‬و ح‪3‬ديث ض‪3‬عيف مطع‪33‬ون‪ ،‬يح‪ّ 3‬‬
‫ق أن يلح‪3‬ق القائ‪3‬ل بقطعيّ‪3‬ة‬
‫صدوره بقس‪3‬م المجن‪3‬ون‪ ،‬و ال يفرّق‪3‬ون بين اآلح‪3‬اد و المت‪3‬واترات‪ ،‬و ال بين أح‪3‬اديث الثّق‪3‬ات يض‪3‬عون على العلي‪3‬ل اس‪3‬م‬
‫الصّحيح‪ ،‬و يقعون على القبيح بقصد الصّبيح يقطعون بقطعيّة ص‪33‬دور مث‪33‬ل المقط‪33‬وع و المرف‪33‬وع‪ ،‬بمحض أن ي‪ّ 3‬دعيها‬
‫ناقل الخبر فى كتابه المجموع‪ ،‬من ك ّل نكر مسموع‪.‬‬

‫الش‪3‬خص ال يك‪33‬ون من‬ ‫ق ّ‬ ‫أن قط‪33‬ع الغ‪33‬ير فى ح‪ّ 3‬‬‫لكنّهم ال يقبلون قول الم ّدعى بالنّسبة‪ ،‬إلى اإلجماع المنقول‪ ،‬بل يقول‪33‬ون ّ‬
‫ق مقلّ‪33‬ده المتعبّ‪33‬د بالعم‪33‬ل‬
‫األمر المعقول‪ ،‬و ال يكون من النّقل المقبول‪ ،‬كما ال يقبل قول القاطع بفتواه فيما أفتاه إاّل فى ح ّ‬
‫بما ألقاه‪ ،‬فهم يالزم إعترافهم هذا مأخوذون‪ ،‬و من اللّجأ إلى األخ‪33‬ذ بغ‪33‬ير العلم و ل‪33‬و فى نفس الحكم ال يخلص‪33‬ون‪ ،‬و ال‬
‫هم ينقذون‪.‬‬

‫كما انّهم بحسب اعتقاد المانعين عن العمل بأخبار اآلحاد مث‪33‬ل ه‪33‬ؤالء الثّالث‪33‬ة األمج‪33‬اد‪ ،‬خ‪33‬ارجون عن دائ‪33‬رة الرّش‪33‬اد و‬
‫السّداد‪ ،‬و المازجون ال ّد ّر با السبج فى مقام اإلستنباط و اإلجتهاد‪ ،‬و كذا باعتقاد سائر المجته‪33‬دين الع‪33‬املين بالمظن‪33‬ة فى‬
‫زمن انسداد باب العلوم سواء كانوا مطلّعين أو مقيّدين‪ ،‬بما قام على حجيتّه دليل معلوم ألن العبرة عندهما جميع‪33‬ا ّ‬
‫بظن‬
‫المجتهد فى مقام التّرجيع دون رأى من ال يعتمد على قواعد ق‪3‬دمآء علمائن‪3‬ا المجته‪3‬دين و ال مت‪3‬أ ّخريهم فى تمي‪3‬يز س‪3‬قيم‬
‫صحيح‪ ،‬و تبريز الجميل من ال ّرواة من الجريح‪ ،‬و كان نقل‪3‬ه كمث‪3‬ل بقل‪3‬ة ال يس‪3‬من و ال يغ‪3‬نى من ج‪3‬وع و‬
‫األخبار من ال ّ‬
‫نشجه أيضا كمثل نشجه يلبّس على العوام الّذين هم كاألنعام أمر األصول و الفروع‪.‬‬

‫و حيث قد ظهر ّ‬
‫أن الحال بهذا المنوال‪ ،‬فليظهر أيضا على أهل الرّجال و‬

‫ص‪287 :‬‬
‫أصحاب الفقه و اإلستدالل ّ‬
‫إن الخبر بقدر ما يزداد برواية هؤالء الجهالء‪ ،‬و عن‪33‬ايتهم به‪33‬ا نح‪33‬وال و س‪33‬قوطا عن درج‪33‬ة‬
‫اإلعتناء و االعتداد يزداد برواية مثل صاحب التّرجمة و صاحبيه المنكرين لحجية أخب‪33‬ار اآلح‪33‬اد س‪33‬المة من الفس‪33‬اد و‬
‫وصوال إلى درجة اإلعتبار و األعتماد‪ ،‬فضال إذا كان من قبيل مستطرفات «السّرائر» م‪33‬أخوذا من االص‪33‬ول المعتم‪33‬دة‬
‫و المواضع المستوثقة‪ ،‬و حاذيا حذو مراس‪33‬يل مث‪3‬ل ابن أبي عم‪33‬ير المقبول‪33‬ة عن‪33‬دنا بعلّ‪3‬ة انّ‪3‬ه ال يرس‪33‬ل إاّل عن ثق‪33‬ة‪ ،‬ب‪3‬ل‬
‫روايات سائر أصحاب اإلجماع الثّمانية عشر‪ ،‬أعنى الّذين نقل فيهم عن شيخنا الك ّشى إجماع العصابة على تصحيح ما‬
‫ألن رواية مثل أولئك مع كون معتقدهم ذلك الّذى أجريناه ببال‪33‬ك عن غ‪33‬ير من يقطع‪33‬ون بص‪3‬حّة حديث‪33‬ه‪ ،‬و‬
‫يص ّح عنهم‪ّ ،‬‬
‫يحكمون بصدقه فى تحديثه تدليس عظيم‪ ،‬و إغراء بالجهل ينافى شأنهم الفخيم‪.‬‬

‫ّ‬
‫يتحص‪3‬ل ب‪3‬ه ن‪3‬وع ت‪3‬بيّن‬ ‫و عليه فكما ينجبر ضعف السّند عندهم بدخول أح‪3‬د من أص‪3‬حاب اإلجم‪3‬اع فى التّض‪3‬اعيف‪ ،‬أو‬
‫للخبر الواحد الضعيف‪ ،‬فكذا يكتسب الخبر برواية أحد من أولئك النّبالء إيّاه ق ّوة ترتفع بها قصور التزييف‪.‬‬

‫و لنعم ما قال بعض أهل النصفة من األخباريّة المتأ ّخرة و هو من تالمذة موالنا المجلس ّى رحمه هّللا ‪ ،‬و صاحب رسائل‬
‫متف ّرقة فى مسائل متكثّرة‪ ،‬عند نقله لما ذكره أمينهم اإلسترآبادى فى «فوائده المدنيّة» بهذه العبارة‪ :‬الفص‪33‬ل األولى‪ :‬فى‬
‫إبطال التمسّك باإلستنباطات الظّنيّة فى نفس أحكامه تعالى‪ ،‬و فيه وجوه‪:‬‬

‫الظن المتعلّ‪33‬ق بنفس أحكام‪33‬ه تع‪33‬الى‪ ،‬و التّمس‪33‬ك في‪33‬ه ب‪ّ 3‬‬
‫‪3‬الظن‬ ‫ّ‬ ‫األ ّول عدم ظهور دالل‪33‬ة قطعيّ‪33‬ة على ج‪33‬واز اإلعتم‪33‬اد على‬
‫الص‪3‬ريحة فى النّهى عن العم‪33‬ل ب‪33‬الظّن المتعلّ‪33‬ق بنفس‬ ‫يشتمل على دون ظاهر مع أنّه معارض ب‪33‬أقوى من‪33‬ه من اآلي‪33‬ات ّ‬
‫الظن المتعلّ‪33‬ق ب‪33‬االمور العاديّ‪33‬ة‪ ،‬و األم‪33‬ور الوجدانيّ‪33‬ة‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫صحيحة فى ذلك‪ ،‬و قياسه على‬ ‫أحكامه تعالى‪ ،‬و الروايات ال ّ‬
‫األفعال الصّادرة عنّا أو غيرها من األمور الّ‪33‬تى ليس‪33‬ت من ب‪33‬اب أحكام‪33‬ه تع‪33‬الى كقيم المتلف‪33‬ات؛ و اروش الجناي‪33‬ات‪ ،‬و‬
‫إضرار ال ّ‬
‫صوم بالمريض‪ ،‬و عدد‬

‫ص‪288 :‬‬

‫الرّكعات الصّادرة عنّا و تعيين جهة القبلة غير معقول مع ظهور الفارق‪ ،‬فانّه ل‪33‬وال اعتب‪33‬ار الظّ ّن فى أمث‪33‬ال م‪33‬ا ذكرن‪33‬اه‬
‫الظن فى أحكام هّللا تعالى ال ّدى إلى الحروب و الفتن‪ ،‬كما هو المشاهد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫للزم الحرج البيّن‪ ،‬و لو اعتبرنا‬

‫أقول ال يخفى اتّفاق ك ّل من األخبارييّن و المجته‪3‬دين على العم‪3‬ل باخب‪33‬ار اآلح‪33‬اد الم‪3‬أخوذة من األص‪33‬ول المعت‪3‬برة كم‪33‬ا‬
‫يستفاد من كالم صاحب «الفوائد» المذكور مرارا و هو م ّدع كون تلك األخبار مفيدة للعلم اليقينّى‪ ،‬و ما ذكره فى إثباته‬
‫الظن ‪ ،‬فكيف بالقطع‪ ،‬إذ عمدة إستدالله هى شهادة صاحب الكتاب بصحة تلك األحاديث و ال نسلّم ك‪33‬ون ّ‬
‫الص‪3‬حة‬ ‫ّ‬ ‫ال يفيد‬
‫الظن و م‪33‬ا زاد على الظن غ‪33‬ير ث‪33‬ابت‪ ،‬م‪33‬ع ّ‬
‫ان‬ ‫ّ‬ ‫بمعنى القطع بكونه من المعصوم‪ ،‬كما م ّر م‪33‬رارا‪ ،‬فم‪33‬ا ب‪33‬ه اإلتّف‪33‬اق ه‪33‬و‬
‫ّ‬
‫الظن قطعا‪،‬‬ ‫بالظن إتّفاق ّى‪ ،‬لكن هو يس ّمى‬
‫ّ‬ ‫حجيّة خبر الواحد قطع ّي‪ ،‬فال دور و ال تمسّك إاّل بما هو مفيد للقطع‪ ،‬فالعمل‬
‫الظن المس‪33‬تند إلى اآلراء ال ّزائف‪33‬ة الفاس‪33‬دة فى مقابل‪33‬ة‬
‫ّ‬ ‫و اآلي‪33‬ات و األخب‪33‬ار الدالّ‪33‬ة على النّهى عن العم‪33‬ل ب‪33‬الظّنون ه‪33‬و‬
‫إن بعض‬ ‫البراهين العقليّة و النّقليّة‪ ،‬ال الظّ ّن المستند إلى الحجّ‪3‬ة ّ‬
‫الش‪3‬رعيّة‪ ،‬و يؤيّ‪3‬ده التّقيي‪3‬د ب‪3‬البعض عن‪3‬د قول‪3‬ه تع‪3‬الى‪ّ :‬‬
‫الظن إثم‪ ،‬و على التّ سليم محمول على ما يعتبر فيه القطع من العقايد ال األعمال‪ ،‬و لزوم الحرج القائل به فى العاديّ‪33‬ات‬ ‫ّ‬
‫جار فى األحكام العمليّة أيضا إذا التّكليف باليقين فيها مع انتشارها و كثرتها و عدم وجدان دليل القط‪3‬ع على ك‪ّ 3‬ل منه‪3‬ا‪،‬‬
‫ى الوقوع منها‪ ،‬يوجب الجرح و العسر أيضا‪ ،‬و اختالف العلماء كائن ال محالة؛‬ ‫و عدم جواز التّوقّف أيضا فى ضرور ّ‬
‫على تقدير العمل باألخبار المحض ايض‪33‬ا ال محيص عن‪33‬ه‪ ،‬ألم ت‪33‬ر الم تس‪33‬مع ذك‪33‬ر اختالف الثّق‪33‬ات من األخب‪33‬ارييّن‪ ،‬فى‬
‫ان الخبر لو يفسد القطع لم يجز وقوع االختالف بين االخباريين‪ ،‬كما صرّح ّ‬
‫الش ‪3‬يخ رحم‪33‬ه‬ ‫مقبولة عمر بن حنظلة‪ ،‬مع ّ‬
‫هّللا بأن ال يقع التّضا ّدبين الخبرين المتواترة‪ ،‬و اختالف العلماء فى المس‪3‬ائل م‪3‬ع ع‪3‬دالتهم ال يص‪3‬لح ألن يك‪3‬ون بمج‪3‬رّده‬
‫سببا للحروب و الفتن‪ ،‬إاّل باعتبار ثوران أهل الفساد من بينهم‪ .‬و ذلك مستند إلى تمكن اهل الفس‪33‬اد و ّ‬
‫الش ‪3‬رور‪ ،‬و ع‪33‬دم‬
‫جريان ضابطة العدل بينهم انتهى‪.‬‬

‫ص‪289 :‬‬

‫و قد تق ّدمت اإلشارة أيضا إلى بعض مذاهب األخباريّة و خصائصهم الغير المرضيّة و فروقهم المعيّن‪33‬ه المتكثّ‪33‬رة؛ م‪33‬ع‬
‫الس‪3‬ماهيجى‬ ‫جماعة المجتهدين فى المسائل الفروعيّة و األصوليّة فى ذيل ترجمة أمينهم اإلسترآبادى‪ ،‬و ال ّشيخ عب‪33‬د هّللا ّ‬
‫البحرانى‪ ،‬صاحب «الصّحيفة العلويّة» و غيرها فليراجع‪.‬‬

‫الشاذ ة المنسوبة إلى ابن ادريس المذكور فهى أيضا كثيرة؛ منها قوله بنجاسة مطلق من‬ ‫ّ‬ ‫و أ ّما الفتاوى النّادرة و االقوال‬
‫ق و ال يدين هّللا بمذهب ال ّشيعة اإلماميّة‪ ،‬و إن وافقه سيّدنا المرتضى أيضا فى الجملة‪ ،‬و منها قوله بنجاس‪33‬ة‬
‫ال يعتقد الح ّ‬
‫ولد ال ّزنا و إن كان من ال ّشيعة اإلماميّة ظاهرا‪ ،‬و منها قوله بجواز اإلبت‪33‬داء باألس‪33‬فل فى مواض‪33‬ع الغس‪33‬ل من الوض‪33‬وء‬
‫تبعا للسيّد المرتضى رحمه هّللا أيضا‪ ،‬و منه‪3‬ا قول‪3‬ه بوج‪33‬وب إخ‪3‬راج ّ‬
‫الض‪3‬يف زك‪33‬وة فط‪3‬رة نفس‪33‬ه‪ ،‬و إخ‪3‬راج المض‪33‬يف‬
‫زكوته أيضا‪ ،‬و قوله بعدم اشتراط الفقر فى استحقاق يتامى أوالد هاشم الخمس عمال بظاهر اآلية‪ ،‬و قوله بعدم إيج‪33‬اب‬
‫صيام القضاء؛ فضال عن الكفّارة‪ ،‬و قوله بوجوب النّفقة على ال ّ‬
‫صغيرة مع عدم ج‪33‬واز وطيه‪33‬ا‪ ،‬و بع‪33‬دم‬ ‫تع ّمد القى فى ال ّ‬
‫إيجاب وطى الصّغيرة تحريمها المؤبّد‪ ،‬و قوله بعدم جواز إمتناع المعقود عليه‪33‬ا الغ‪33‬ير الم‪33‬دخول به‪33‬ا من تس‪33‬ليم نفس‪33‬ها‬
‫حتّى تقبض مهرها مع إعسار زوجها‪ ،‬و قوله بالقرعة مع اشتباه المطّلقة من األربع و تزوّج ال ّزوج بالخامسة‪ ،‬ث ّم موته‬
‫قبل تعيين المطلّقة‪ ،‬إلى غير ذلك من أقواله الضّعيفة و آرائه السّخيفة‪.‬‬

‫ث ّم ليعلم أنّه كلّما أطلق لفظ الحلّى فى كلمات فقهائنا األمجاد و ال سيّما المت‪33‬أ ّخرين منهم فه‪33‬و الم‪33‬راد ب‪33‬ه؛ كم‪33‬ا ق‪33‬د م‪3‬رّت‬
‫اإلشارة إليه و إلى سائر مصطلحاتهم فى أعالم علمائنا األعالم‪ ،‬فى ذيل ترجمة تقى ال ّدين الحلبى‪.‬‬

‫و أ ّما الحلّى فهى نسبة إلى حلّة بكسر الحاء المهملة‪ ،‬على وزن ملّة‪ ،‬فهى بليدة طيّبة جدي‪33‬دة البن‪33‬اء جميل‪33‬ة اله‪33‬واء‪ ،‬جيّ‪33‬د‬
‫الفضاء‪ ،‬بأرض عراق العرب‪ ،‬واقعة على شاطئ الفرات يقول فى وصفها المولى عبد الرحمان الجامى‪:‬‬

‫حلّة جنّة عدن و عليها غرفات‬


‫ص‪290 :‬‬

‫إلى آخر ملمعانته المعروفات‪ ،‬و قد يقال لها الحلة السيفيّة و الحلّ‪3‬ة المزيديّ‪3‬ة ايض‪3‬ا من جه‪3‬ة م‪3‬ا ذكرن‪3‬اه ل‪3‬ك فى مب‪3‬ادى‬
‫ترجمة الحسن بن يوسف بن المطّهّر الملقّب بالعاّل مة الحلّى‪ -‬على سبيل التّفص‪3‬يل‪ ،‬م‪3‬ع س‪3‬ائر م‪3‬ا يتعلّ‪3‬ق به‪3‬ذه البلي‪3‬دة و‬
‫أهلها من األمر الجميل‪.‬‬

‫‪ 585‬الشيخ رشيد الدين شمس االسالم ابو عبد هّللا محمد بن على بن شهر آشوب بن ابى نصر بن ابى الجيش السروى‬
‫‪125‬‬
‫المازندرانى‬

‫كان عالما فاضال ثقة مح ّدثا محقّقا عارفا بال ّرجال و األخبار أديبا شاعرا جامعا للمحاسن ل‪33‬ه كتب منه‪33‬ا كت‪33‬اب «من‪33‬اقب‬
‫آل أبى طالب» كتاب «مث‪33‬الب النّواص‪33‬ب» كت‪33‬اب «المخ‪33‬زون المكن‪33‬ون فى عي‪33‬ون الفن‪33‬ون» كت‪33‬اب «اعالم الطّري‪33‬ق فى‬
‫الح‪33‬دود و الحق‪33‬ايق» كت‪33‬اب «مائ‪33‬دة الفائ‪33‬دة» كت‪33‬اب «المث‪33‬ال فى األمث‪33‬ال» كت‪33‬اب «األس‪33‬باب و النّ‪33‬زول على م‪33‬ذهب آل‬
‫ال ّرسول» كتاب «الحاوى» كت‪33‬اب «األوص‪33‬اف» كت‪3‬اب «المنه‪33‬اج» و غ‪33‬ير ذل‪33‬ك‪ ،‬و ق‪3‬د ذك‪3‬ر مؤلّفات‪33‬ه ه‪33‬ذه فى «مع‪33‬الم‬
‫الش‪3‬يخ و النّجاش‪33‬ى إاّل قلي‪33‬ل‪ ،‬و ذك‪33‬ر أنّ‪33‬ه زاد فى‬
‫العلماء» و قد نقلن‪33‬ا من‪33‬ه هن‪33‬ا م‪33‬ا في‪33‬ه و ليس في‪33‬ه زي‪33‬ادة على فهرس‪33‬ت ّ‬
‫ست مأة كتاب‪ ،‬الظّاهر ّ‬
‫ان اكثرها من مؤلّفات المتق ّدمين‪.‬‬ ‫المؤلّفات على ما جمعه ال ّشيخ ّ‬

‫و ذكر السيّد مصطفى فقال‪ :‬شيخ هذه الطّائفة و فقيهها‪ ،‬شاعرا بليغا منش‪33‬يا روى عن‪33‬ه مح ّم‪33‬د بن عب‪33‬د هّللا بن زه‪33‬رة‪ ،‬و‬
‫روى عن مح ّمد و على ابنى عبد ال ّ‬
‫ص مد‪ ،‬له كتب منها كتاب «الرجال» كتاب «انساب آل أبى طالب» انتهى‪.‬‬

‫و هو يروى أيضا عن ج ّده شهر آشوب عن ال ّشيخ الطّوسى‪ ،‬و قد رأيت له أيضا‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،285 3:2‬بغية الوعاة ‪ 181 3:1‬تنقيح المقال ‪ 157 3:3‬جامع الرواة ‪ 155 3:2‬الذريعة ‪:2‬‬
‫‪ 239‬ريحانة االدب ‪ 58 :8‬الكنى و االلقاب ‪ 332 :1‬لسان الميزان ‪ ،301 :5‬لؤلؤة البحرين ‪ 340‬المستدرك ‪،484 :3‬‬
‫مصفى المقال ‪ ،414‬معالم العلماء ‪ ،106‬المقابس ‪ ،5‬منتهى المقال نامه دانش‪33‬وران ‪ 45 3:3‬نق‪33‬د الرج‪33‬ال ‪ .323‬ال‪33‬وافى‬
‫بالوفيات ‪164 :4‬‬

‫ص‪291 :‬‬

‫كتاب «متشابه القرآن» كذا قاله صاحب «امل اآلمل»‪.‬‬

‫‪ )*( 125‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،285 :2‬بغية الوعاة ‪ 181 :1‬تنقيح المقال ‪ 157 :3‬جامع الرواة ‪ 155 :2‬الذريعة ‪ 239 :2‬ريحانة االدب ‪ 58 :8‬الكنى‬
‫و االلقاب ‪ 332 3:1‬لسان الميزان ‪ ،301 3:5‬لؤلؤة البحرين ‪ 340‬المستدرك ‪ ،484 3:3‬مصفى المقال ‪ ،414‬معالم العلماء ‪ ،106‬المقابس ‪ ،5‬منتهى‪ 3‬المقال‬
‫نامه دانشوران ‪ 45 :3‬نقد الرجال ‪ .323‬الوافى بالوفيات ‪164 :4‬‬
‫و قد ذكر أباه أيضا فى باب العين المهملة بقوله‪ :‬ال ّشيخ عل ّى بن شهر آشوب فاضل عالم يروي عنه ولده مح ّمد‪ ،‬و كان‬
‫فقيها مح ّدثا‪ ،‬و ذكر أيضا ج ّده فى باب ال ّشين المعجمة فقال شهر آش‪33‬وب المازن‪33‬درانى فاض‪33‬ل مح‪ّ 3‬دث‪ ،‬روى عن‪33‬ه ابن‪33‬ه‬
‫عل ّى‪ ،‬و ابن ابنه مح ّمد بن عل ّى‪ ،‬كما ذكره فى مناقبه‪.‬‬

‫قلت‪ :‬و يروي ج ّده المذكور عن ال ّشيخ أبى المظفّ‪33‬ر عب‪33‬د المل‪3‬ك ّ‬
‫الس‪3‬معانى‪ ،‬ص‪3‬احب كت‪33‬اب «الفض‪3‬ائل» المش‪33‬هور كم‪33‬ا‬
‫يستفاد من كتابه «المناقب» أيضا‪.‬‬

‫هذا‪ .‬و قد ذكره صاحب «األمل» أيضا فى خاتمة كتاب «الوسائل» عند شرحه سلس‪33‬لة أس‪33‬انيده المتّص‪33‬لة إلى أص‪33‬حاب‬
‫المصنّفات المنقول عنها المعتمد عليها فى ذلك الكتاب‪ ،‬فقال و باألسناد السّابق عن ال ّشهيد مح ّمد بن مك ّى الع‪33‬امل ّى‪ ،‬عن‬
‫ال ّشيخ شمس الدين مح ّمد بن أبى المعالى‪ ،‬عن ال ّشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد‪ ،‬عن السيّد محيى ال ّدين مح ّم‪3‬د بن عب‪3‬د‬
‫هّللا بن عل ّى بن زهرة الحسينى الحلبّى‪ ،‬عن ال ّشيخ السّعيد رشيد ال ّدين مح ّمد بن عل ّى بن شهر آش‪33‬وب المازن‪33‬درانى‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬و ال ّداعى بن عل ّى الحسينى‪ ،‬و فضل هّللا بن على الحسينى ال ّراوندى‪ ،‬و عبد الجليل بن عيسى الرّازى‪ ،‬و مح ّمد و‬
‫الش‪3‬وهانى‪ ،‬و أبى على الفض‪33‬ل بن‬ ‫عل ّى ابنى عبد الصّمد النيس‪33‬ابورى‪ ،‬و أحم‪33‬د بن عل ّى ال‪3‬رّازى‪ ،‬و مح ّم‪33‬د بن الحس‪33‬ن ّ‬
‫الحسن الطّبرسى‪ ،‬و مح ّم‪33‬د بن عل ّى بن الحس‪33‬ن الحل‪3‬بى‪ ،‬و مس‪3‬عود بن عل ّى ّ‬
‫الص‪3‬واب ّى‪ ،‬و الحس‪3‬ين بن أحم‪33‬د بن ط ّح‪33‬ال‬
‫الش‪3‬يخين أبى على ابن مح ّم‪33‬د الحس‪33‬ن الطّوس‪33‬ى‪ ،‬و أبى الوف‪33‬اء عب‪33‬د الجبّ‪33‬ار بن على المق‪33‬رى‪ ،‬عن‬
‫المق‪33‬دادىّ‪ ،‬كلّهم عن ّ‬
‫ال ّشيخ ابى جعفر مح ّمد بن الحسن الطّوسى‪ -‬ق ّدس هّللا أرواحهم بأسانيده المذكورة سابقا إلى ك ّل من روى عنه انتهى‪.‬‬

‫و نقل أيضا صاحب «بحار االن‪33‬وار» فى مق‪ّ 3‬دمات كتاب‪33‬ه البح‪33‬ار» عن ه‪33‬ذا الرّج‪33‬ل الجلي‪33‬ل المق‪33‬دار أنّ‪33‬ه ق‪33‬ال فى كتاب‪33‬ه‬
‫«المناقب»‪ :‬و ح ّدثنى الفتّال ب «التّنوير فى معانى‬

‫ص‪292 :‬‬

‫و بكتاب «روضة الواعظين» و بصيرة المتعظين و أنبأنى الطّبرسى ب «مجمع البيان لعلوم القرآن» و بكتاب «أعالم‬
‫الورى بأعالم الهدى» و أجاز لى أبو الفتوح رواية «روض الجن‪3‬ان و روح الجن‪33‬ان» فى تفس‪3‬ير الق‪3‬رآن و ن‪3‬اولنى أب‪33‬و‬
‫الحسن البيهقى «حليّة االشراف» و قد أذن لى اآلمدى فى «غ‪33‬رر الحكم» و وج‪33‬دت بخ‪33‬طّ أبى ط‪33‬الب الطّبرس‪ّ 3‬ى كتاب‪33‬ه‬
‫«االحتجاج» و ذلك مما يكثر تعداده‪ ،‬و ال يحتاج إلى ذكره إلجتماعهم عليه و ما هذا إاّل ج‪33‬زؤ من ك‪ّ 3‬ل و ال أن‪33‬ا علم هّللا‬
‫تعالى إاّل معترف بالعجز و التّفسير كما قال أبو الجوائز‪.‬‬

‫و كيف و ما انتهيت إلى نهاية‬ ‫رويت و ما رويت من الرّواية‬

‫و إن طالت و ما للعلم غاية‬ ‫و لألعمال غايات تناهى‬

‫هذا و رأيت فى بعض المواضع المعتبرة صورة إجازة منه رحم‪33‬ه هّللا ّ‬
‫للش‪3‬يخ جم‪33‬ال ال‪ّ 3‬دين أبى الحس‪33‬ن عل ّى بن ش‪33‬عرة‬
‫الحلّى الجامعانى و كان من أجلّة فقهاء األصحاب كما يستفاد من ثناء شيخنا الم‪33‬ذكور علي‪33‬ه‪ ،‬و فيه‪33‬ا أيض‪33‬ا بنصّ نفس‪33‬ه‬
‫نسبة جميع مص‪3‬نّفاته الموس‪33‬ومة فى كتاب‪33‬ه «المع‪33‬الم» إلي‪33‬ه مبت‪33‬دئا فيه‪33‬ا بالثّالث‪33‬ة األوّل‪ ،‬ث ّم بكت‪33‬اب «متش‪33‬ابه الق‪33‬رآن» و‬
‫المختلف فيه‪ ،‬ث ّم «بمعالم العلماء» و غيره من الكتب ما عد الثّالثة األخيرة إلى أن قال استخرت هّللا و أجزت له بجميع‬
‫ما كتبنا من كتب المشايخ‪ ،‬و بجميع مسموعاتى و ق‪3‬راءاتى و مص‪3‬نّفاتى و أش‪33‬عارى‪ ،‬ث ّم إلى أن رقم فى آخ‪3‬ر م‪33‬ا ذك‪33‬ره‬
‫كتب ذل‪33‬ك مح ّم‪33‬د بن عل ّى بن ش‪33‬هر آش‪33‬وب المازن‪33‬درانى بخطّ‪33‬ه فى منتص‪33‬ف جم‪33‬ادى اآلخ‪33‬رة س‪33‬نة إح‪33‬دى و ثم‪33‬انين و‬
‫خمسمأة‪.‬‬

‫و قال صاحب «منتهى المقال» بعد نقله العبارة المير مصطفى فى كتاب «نقد ال ّرجال» و فى «تعق» يعنى به تعليقات‬
‫سميّنا المروج على ال ّرجال الكبير‪ ،‬مض‪33‬ى فى ترجم‪33‬ة أحم‪33‬د بن عب‪33‬د هّللا اإلص‪33‬فهانى عن «ص‪33‬ه» ع‪ّ 3‬ده من مش‪33‬ايخه و‬
‫استناده إلى قوله أقول لم يرد بقوله شيخنا الحقيقة‪ ،‬فانّه لم يدرك زمانه بل هو من معاصرى ابن ادريس‪ -‬قدس سرّه‪ -‬و‬
‫يروي عن ال ّشيخ بواسطّتين‪ ،‬و ربّما يروى عنه بواسطة واحدة‪ ،‬كما ذكره العاّل م‪33‬ة فى إجازت‪33‬ه الكب‪33‬ير الوالد زه‪33‬رة و‬
‫غيره فى غيره‪33‬ا‪ ،‬و كي‪3‬ف ك‪3‬ان فه‪33‬و ش‪33‬يخ الطّائف‪33‬ة ال يطعن فى فض‪3‬له ص‪3‬رّح ب‪3‬ذلك جمل‪3‬ة من المش‪33‬ايخ‪ ،‬و ص‪3‬رّح فى‬
‫«الرّواشح» بوثاقته‬

‫ص‪293 :‬‬

‫و له كتاب «معالم العلماء» فى ال ّرجال‪ ،‬حذى فيه حذو «فهرست ال ّشيخ» رحمه هّللا ‪ ،‬و لم يزد عليه إاّل قليال؛ و زاد فى‬
‫آخره بعض ال ّشعراء‪ ،‬ربّما نقلنا عنه فى هذا الكتاب إنتهى‪.‬‬

‫و ينسب إلى هذا ال ّرجل الجليل أيضا كتاب «نخب األخيار» و يروي عنه ص‪33‬احب «مع‪33‬الم ال‪ّ 3‬زلفى» أح‪33‬اديث منه‪33‬ا م‪33‬ا‬
‫نقله‪ :‬فيه عن محمد بن الصباح ال ّزعفرانى عن المزنى النّحوىّ‪ ،‬عن اإلمام ال ّشافع ّى‪ ،‬عن المالكى‪ ،‬عن حميد بن مس‪33‬لم‪،‬‬
‫ان فوق الصّراط عقبة ك‪33‬ؤد طوله‪33‬ا ثالث‪33‬ة‬ ‫عن أنس بن مالك‪ ،‬قال قال رسول هّللا (ص) فى قوله تعالى فال اقتحم العقبة‪ّ ،‬‬
‫آالف عام ألف عام هبوط‪ ،‬و الف عام ش‪33‬وك حس‪3‬ك و عق‪33‬ارب و حيّ‪33‬ات و ال‪3‬ف ع‪3‬ام ص‪3‬عود و أن‪3‬ا أوّل من يقط‪3‬ع تل‪3‬ك‬
‫العقبة‪ ،‬و ثاني من يقطع تلك العقبة عل ّى بن ابي طالب‪ ،‬و قال بعد كالم ال يقطعها فى غ‪33‬ير ش‪33‬قة إاّل مح ّم‪33‬د و أه‪33‬ل بيت‪33‬ه‬
‫عليهم السّالم‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬و توفّى رحمه هّللا ليلة الجمعة الثّانى و العشرين من شعبان المعظّم سنة ثمان و ثمانين و خمس‪33‬مأة‪ ،‬و دفن بظ‪33‬اهر‬
‫حلب فى سفح جبل هناك يقال له حوش‪ ،‬و كان انتقاله إلى حلب من جهة كونه‪33‬ا فى ذل‪33‬ك ال ّزم‪33‬ان مح‪33‬طّ رح‪33‬ال علمائن‪33‬ا‬
‫األعيان‪ ،‬بل كون الغالب على عا ّمتها المماشاة مع اإلمامية الحقّه‪ ،‬فى طريقتهم و سلوكهم‪ ،‬لكون مملكتهم إذ ذاك بأيدى‬
‫إن النّاس على دين ملوكهم‪ ،‬و يش‪33‬هد بم‪33‬ا ذكرن‪33‬اه م‪33‬ا ذك‪33‬ره الم‪33‬ولى مح ّم‪33‬د ط‪33‬اهر‬‫آل حمدان اإلمامييّن‪ ،‬و من المشهور ّ‬
‫ان من البالد القديمة التّش‪3‬يّع مدين‪33‬ة حلب‪ ،‬و من‬ ‫الق ّمى الفاضل الثّقة النّقة فيما نقل عن كتابه الموسوم «بالفوائد المدنيّة» ّ‬
‫الش ‪3‬يخ المقت‪33‬ول الّ‪33‬ذى‬
‫جمودهم على هذا المذهب و مباينته الكليّة مع مذاهب الفالسفة و الصوفيّة‪ ،‬لم يركنوا إلى طريقة ّ‬
‫هو صاحب «حكمة اإلشراق» لما ورد عليهم لترويج ما ك‪33‬ان ل‪33‬ه من ّ‬
‫الس‪3‬ياق‪ ،‬و لم يلتفت‪33‬وا إلى رأي‪33‬ه و قول‪33‬ه ب‪33‬ل قتل‪33‬وه‬
‫الس‪3‬ابق إلى بعض‬ ‫هناك بسعاية الّذين من حوله و مراده من الشيخ المقتول ه‪33‬و الش‪33‬يخ يح‪33‬يى بن حبش الحكيم الع‪33‬ارف ّ‬
‫الس‪3‬هروردىّ‪ -‬المتق‪ّ 3‬دم ذك‪3‬ره‪ -‬على س‪3‬بيل‬
‫مراتبه االيم‪3‬اء فى ذي‪3‬ل ترجم‪3‬ة أح‪3‬وال خال‪3‬ه االج‪3‬ل االع‪3‬رف ش‪3‬هاب ال‪3‬دين ّ‬
‫االستيفاء‪.‬‬

‫ص‪294 :‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ 586‬الشيخ نجيب الدين ابو ابراهيم محمد بن جعفر بن محمد بن نما الحلى‬

‫عالم محقق فقيه جليل من مشايخ المحقّق‪ ،‬له كتب‪ .‬كذا قاله صاحب «األمل» ث ّم ذكر بفاص‪33‬لة ترجم‪33‬ة ّ‬
‫الش‪3‬يخ مح ّم‪33‬د بن‬
‫ى و تعقيبه ذلك بأنّه كان فاضال مح ّدثا صدوقا له كتب يروى عن شاذان بن جبرئيل الق ّمى و ك‪33‬ان الم‪33‬راد‬
‫جعفر المشهد ّ‬
‫ى المتك ّرر ذكره فى كتب المزار‪ ،‬و النّقل عن كتاب زياراته المشهور‪ -‬ترجم‪33‬ة أخ‪33‬رى بعن‪33‬وان‬‫به هو مح ّمد بن المشهد ّ‬
‫ال ّشيخ مح ّمد بن جعفر بن هبة هّللا بن نما‪ ،‬فاضل يروي عن أبيه‪ ،‬و هو ج ّد سابقه انتهى‪.‬‬

‫و قد استوفينا الكالم على سلسلة بنى نما العلماء الماجدين فى ب‪33‬اب الجيم‪ ،‬فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة ّ‬
‫الش‪3‬يخ نجم ال‪ّ 3‬دين جعف‪33‬ر بن‬
‫ال ّشيخ نجيب الدين المذكور‪ ،‬كما قد اشبعنا التّحقيق عن ترجمة ال ّشيخ أبى جعف‪3‬ر مح ّم‪3‬د بن موس‪3‬ى بن جعف‪3‬ر بن مح ّم‪3‬د‬
‫ال ّدوريستى‪ ،‬المقارب لعصر هذا ال ّرجل‪ ،‬مع ترجمة أحوال سائر ال ّدوريستين األفاضل الكابرين أيض‪33‬ا فى ذل‪33‬ك الب‪33‬اب‪،‬‬
‫فى ذيل ترجمة ولده أو ج ّده ال ّشيخ أبى عبد هّللا جعف‪3‬ر بن مح ّم‪33‬د بن أحم‪33‬د ال ّدوريس‪33‬تى الفقي‪33‬ه ص‪33‬احب للمص‪3‬نّفات‪ ،‬فمن‬
‫أراد التّفصيل لبيان أحوال ذينك البيتين الجليلين‪ ،‬فليراجع إلى ذلك البيان‪ ،‬ث ّم ليكت‪33‬ف بم‪33‬ا بيّن‪33‬اه هن‪33‬ا ل‪33‬ك عن اإلع‪33‬ادة ل‪33‬ه‬
‫على أثر هذا العنوان‪.‬‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،253 3:2‬تنقيح المقال ‪ ،96 3:2‬ريحانة االدب ‪ ،258 3:8‬فوائد الرضوية ‪ ،450‬الكنى و‬
‫االلقاب ‪ ،441 :1‬المستدرك ‪.477 :3‬‬

‫ص‪295 :‬‬

‫‪ 587‬الح‪33‬بر االديب الم‪33‬اهر و البح‪33‬ر المحي‪33‬ط ال‪33‬ذاخر اب‪33‬و الحس‪33‬ن محم‪33‬د بن الحس‪33‬ين بن الحس‪33‬ن ال‪33‬بيهقى النيس‪33‬ابورى‬
‫‪127‬‬
‫المشتهر بقطب الدين الكيدرى‬

‫صاحب كتاب «اإلصباح» فى الفقه اإلثنا عش‪33‬رى‪ ،‬و ش‪3‬رح نهج البالغ‪33‬ة الموس‪33‬وم؛ «ح‪33‬دائق الحق‪33‬ايق فى فس‪3‬ر دق‪33‬ايق‬
‫أحسن الخالي‪3‬ق» ك‪33‬ان من أكم‪33‬ل علم‪33‬اء زمان‪3‬ه فى أك‪3‬ثر األفن‪3‬ان‪ ،‬و أك‪33‬ثرهم إف‪33‬ادة ل‪33‬دقائق العربي‪33‬ة فى جموع‪33‬ه المالح‬
‫الحسان‪ ،‬كتب هذا ال ّشرح لم‪3‬رح األنف‪3‬ع األروج األبهج‪ ،‬بع‪33‬د كت‪33‬اب «المع‪3‬ارج» و «المنه‪33‬اج» الّ‪33‬ذى كتب‪3‬ه قطب ال‪ّ 3‬دين‬

‫‪ )*( 126‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،253 :2‬تنقيح المقال ‪ ،96 3:2‬ريحانة االدب ‪ ،258 :8‬فوائد الرضوية ‪ ،450‬الكنى و االلقاب ‪ ،441 :1‬المستدرك ‪:3‬‬
‫‪.477‬‬
‫‪ )*( 127‬له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،220 3:2‬بحار االنوار ‪ 105‬تحفة االحب‪3‬اب ‪ ،325‬الذريع‪3‬ة ريحان‪3‬ة االدب ‪ ،473 3:4‬فوائ‪3‬د الرجالي‪3‬ة ‪ ،240 3:3‬فوائ‪3‬د‬
‫الرضويه ‪ ،493‬الكنى و االلقاب ‪ ،74 :3‬المستدرك ‪487 :3‬‬
‫ال ّراوندى فى شرح النهج و ذكر فى ديباجته انّه كامل بايراد فوائد على ما فيهما زوائد ال كزيادة األديم‪ ،‬بل كما زيد فى‬
‫العقل من ال ّدر اليتيم‪ ،‬و مت ّمم ما تضمنّاه بتتمة ال تقصر فى الفضل دونهما إن لم ترب عليهما‪ ،‬و انّه ق‪33‬د ان‪33‬درج في‪33‬ه من‬
‫علوم نوادر اللّغة و األمثال‪ ،‬و دقايق النّحو و علم البالغة‪ ،‬و ملح التّواريخ‪ ،‬و الوق‪33‬ايع‪ ،‬و من غ‪33‬وامض الكالم لمتكلّمى‬
‫اإلسالم و علوم األوائل‪ ،‬و أص‪33‬ول الفق‪33‬ه و األخب‪33‬ار‪ ،‬و آداب ّ‬
‫الش‪3‬ريعة و علم األخالق‪ ،‬و مقام‪33‬ات األولي‪33‬اء‪ ،‬و من علم‬
‫الطبّ ‪ ،‬و الهيئة‪ ،‬و الحساب‪ ،‬على ما اشتمل عليه المعارج ك ّل ذلك ال على وجه التّقليد‪ ،‬و التّلقين‪ ،‬بل على وجه يج‪33‬دى‬
‫بل ّج اليقين إلى آخر ما ذكره‪.‬‬

‫و قد اشتبه من زعم أنّه صاحب شروح ثالثة على هذا الكتاب‪ ،‬و كأنّه توهّم ّ‬
‫ان كت‪33‬ابى القطب الراون‪33‬دى المس ‪ّ 3‬ميين ل‪33‬ك‬
‫أيضا من تصنيفات هذا الجناب و يدخل شرحه المذكور فى إثنى عشر ألف بيت تخمينا‪ ،‬و هو على المذاق الّذى عرفته‬
‫من كالم نفس‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،220 3:2‬بح‪3‬ار االن‪3‬وار ‪ 105‬تحف‪3‬ة االحب‪3‬اب ‪ ،325‬الذريع‪33‬ة ريحان‪3‬ة االدب ‪،473 3:4‬‬
‫فوائد الرجالية ‪ ،240 :3‬فوائد الرضويه ‪ ،493‬الكنى و االلقاب ‪ ،74 :3‬المستدرك ‪487 :3‬‬

‫ص‪296 :‬‬

‫ال ّرجل مستبينا و إن كان الغالب عليه تحقيق مراتب اللّغ‪33‬ة و العربيّ‪33‬ة‪ ،‬بخالف ش‪33‬رح الميثم‪ ،‬بن‪33‬اء على م‪33‬ا ذك‪33‬ره بعض‬
‫أن ش‪33‬رح ابن أبى الحدي‪33‬د على م‪33‬ذاق‬ ‫المت‪33‬أ ّخرين األعالم فيم‪33‬ا رقم‪ ،‬فانّ‪33‬ه على مش‪33‬رب الحكم‪33‬اء و أه‪33‬ل العرف‪33‬ان‪ ،‬كم‪33‬ا ّ‬
‫المتكلّمين؛ م‪33‬ع ض‪33‬غث من التّص ‪3‬وّف و ض‪33‬غث من الحكم‪33‬ة‪ ،‬و ش‪33‬رح الم‪33‬يرزا عالء ال‪33‬دين مح ّم‪33‬د العل‪33‬وى الف‪33‬اطمى‬
‫اإلصفهانى ال ّشهير بگلستانه على مذاق األخبارييّن‪ ،‬و ابن أبى الحديد متكلّم كتب على ط‪33‬رز الكالم و الميثم حكيم كتب‬
‫على قانون الحكمة‪ ،‬و كثيرا ما يسلّط يد التّأويل على الظّواهر‪ ،‬حتّى فيما ال مجال للتّأويل‪ ،‬و ابن أبى الحديد مع تسنّنه‪،‬‬
‫ى ق ّدس سرّه البه ّى فى «فوائ‪33‬ده الرجاليّ‪33‬ة و لع‪33‬ل ّ‬
‫الش ‪3‬يخ‬ ‫قد يتوهّم من شرحه تشيّعه‪ ،‬و الميثم بالعكس و قال سيّدنا المهد ّ‬
‫الش‪3‬يخ منتجب ال‪ّ 3‬دين ه‪33‬و ّ‬
‫الش‪3‬يخ قطب ال‪ّ 3‬دين الكي‪33‬درى‬ ‫قطب ال ّدين مح ّمد بن الحسين القزوي‪33‬نى الم‪33‬ذكور‪ ،‬فى فهرس‪33‬ت ّ‬
‫المشهور‪ ،‬أحد الفضالء األعالم و الفقهاء المنقول عنهم فروع األحكام‬

‫قيل هو تلميذ أبى حمزة الطّ وسى صاحب «الوسيلة و الواسطة» له كتاب «اإلصباح» فى الفقه و «شرح نهج البالغة»‬
‫و أقواله فى الفقه مشهورة منقولة فى «المختلف» و «غاية المراد» و «المسالك» و «كش‪33‬ف اللّث‪33‬ام» و غيره‪33‬ا‪ ،‬إلى أن‬
‫قال السيّد رحمه هّللا ‪ :‬و احتمال اتّحاده مع القزوينى مبنّى على ما قاله ابن حجر العسقالنى فى كتاب «تبص‪33‬ير المنتب‪33‬ه»‬
‫ى‪ -‬بالكاف المضمومة و النّون الساكنة بعدها المهملتان نسبته إلى كندر‪ ،‬و هى قرية بقرب قزوين منها عميد‬ ‫ّ‬
‫ان الكندر ّ‬
‫الملك أبو نصر منصور بن مح ّمد الكندر ّ‬
‫ى وزير السلطان طغرل بيك‪.‬‬

‫ث ّم إلى أن قال و المض‪3‬بوط فى أك‪3‬ثر الكتب كتابت‪3‬ه بالي‪3‬اء المثنّ‪3‬اة من تحت و ه‪3‬و ال‪ّ 3‬دائر على األلس‪3‬نة‪ ،‬و المس‪3‬موع من‬
‫ان الفاضل فى «كشف اللّثام» عدل عن ذلك و ضبطه ب‪33‬النّون و أعرب‪33‬ه فى بعض المواض‪33‬ع بض‪ّ 3‬م الك‪33‬اف‬ ‫المشايخ‪ ،‬إاّل ّ‬
‫كما ذكر بل حكى عنه أيضا أنّه قال‪ :‬تتبّعت اللّغة و التواريخ فلم أجد للكيدر ّ‬
‫ى بالياء ذكرا فى أسماء البلدان؛ و هو كم‪33‬ا‬
‫قال‪ ،‬لكن مع إهمال الدال‪.‬‬

‫ص‪297 :‬‬

‫و أ ّما مع اإلعجام فهو موجود متحقّق قد أثبته صاحب «طراز اللّغة» و هو السيّد عل ّى خان بن أحمد ال ّشيرازى ش‪33‬ارح‬
‫بالذال المعجم‪3‬ة كحي‪3‬در قري‪3‬ة ب‪3‬بيهق‬ ‫صحيفة الكاملة» و كذلك الحافظ ابن الحجر المتق ّدم ذكره ففى «الطّراز» كيذر ّ‬ ‫«ال ّ‬
‫منها قطب ال ّدين مح ّمد بن الحسن الكيذرى األديب ال ّشاعر‪ ،‬و فى «التّبصير» بعد ذكر الكندر ّ‬
‫ى بالنّون ق‪33‬ال و ب‪33‬الفتح و‬
‫ى ال ّشاعر‪ ،‬و ه‪33‬ذا‬‫الياء و إعجام ال ّد ال نسبته إلى كيدر من قرى بيهق‪ ،‬منها األديب قطب الدين مح ّمد بن الحسين الكيدر ّ‬
‫ى المش‪33‬هور‪ .‬و الظّ‪33‬اهر‪ :‬أن إب‪33‬دال‬
‫كالتّنصيص على الم ّدعى فى اإلسم و النّسبة و اللّقب‪ ،‬فيكون هذا ه‪33‬و القطب الكي‪33‬در ّ‬
‫بالذال قد جاء من التّعريب‪ ،‬و يؤيّد ذلك انّى وجدت فى الخزانة الرضويّة نسخة من «شرح نهج البالغة» منسوبة‬ ‫ال ّدال ّ‬
‫إلى البيهقى و هى النّسخة الّتى حكى عنها العاّل مة المجلسى إاّل إنّى لم أتحقّق ذلك اآلن‪.‬‬

‫و بيهق هى ناحي‪3‬ة معروف‪3‬ة فى خراس‪3‬ان بين نيس‪3‬ابور و بالد ق‪3‬ومس و قاع‪3‬دتها بل‪3‬دة س‪3‬بزوار‪ ،‬و هى من بالد ّ‬
‫الش‪3‬يعة‬
‫اإلماميّة قديما و حديثا و أهلها فى التّشيّع أشهر من أهل خاف و باخرز فى التّسنّن‪.‬‬

‫ى هو مح ّم‪33‬د بن الحس‪3‬ين القزوي‪3‬نى على أن يك‪33‬ون أص‪3‬له من كي‪3‬در ث ّم‬ ‫و مع ذلك كلّه فال استبعد أن يكون القطب الكيدر ّ‬
‫‪128‬‬
‫انتقل هو و أبوه إلى قزوين فنسبوا إلى الموضعين انتهى‬

‫و اقول أ ّما نسبة ال ّرجل إلى كيدر الّذى هو على وزن حيدر‪ ،‬و من جملة قرى بيهق‪ ،‬فهو من األمر الّذى ال يش ّ‬
‫ك في‪33‬ه و‬
‫ال شبهة تعتريه‪ ،‬و كالم الفاضل الهندى ناش عن قلّة ممارسته رحمه هّللا له‪3‬ذا ّ‬
‫الفن المليح‪ ،‬و ال ينف‪3‬ع اجته‪3‬اده الم‪3‬ذكور‬
‫صريح‪ ،‬و قد ظهر م ّما ذكر‪ّ :‬‬
‫أن عدم وجدانه لذلك اإلسم بما ثبت له من الرّس‪3‬م و الوس‪3‬م لم ي‪3‬د ّل على‬ ‫فى مقابلة النصّ ال ّ‬
‫عدم وجوده من الرّأس‪.‬‬

‫مع انّى قد وجدت مضافا إلى ما ذكرت فى آخر نسخة عتيقة من ال ّشرح المذكور‬

‫______________________________‬
‫(‪ )1‬الفوائد الرجالية ‪248 -240 :3‬‬

‫ص‪298 :‬‬

‫صورة خطّ لبعض أعاظم فضالء عصر ال ّشارح المعظّم بهذه الصورة‪ :‬وافق الفراغ من تصنيف اإلم‪33‬ام الع‪33‬الم الكام‪33‬ل‬
‫المتب ّحر الفاضل قطب ال ّدين نص‪33‬ير اإلس‪33‬الم مفخ‪33‬ر العلم‪33‬اء مرج‪3‬ع األفاض‪33‬ل‪ ،‬مح ّم‪33‬د بن الحس‪33‬ين بن الحس‪33‬ن الكي‪33‬در ّ‬
‫ى‬
‫ست و سبعين و خمسمأة‪.‬‬‫البيهقى‪ -‬تغم ّده هّللا تعالى برضوانه‪ -‬فى أواخر ال ّشهر ال ّشريف شعبان سنة ّ‬
‫‪ )1 ( 128‬الفوائد الرجالية ‪248 -240 :3‬‬
‫ان له الرّواية عن ال ّشيخ اإلمام االج ّل نصير ال ّدين ظه‪33‬ير األس‪33‬الم عم‪33‬دة الح‪ّ 3‬‬
‫ق‬ ‫هذا‪ .‬و قد استفيد لنا من شرحه المذكور ّ‬
‫ثمال األفاضل عبد هّللا بن حم‪33‬زة بن عب‪33‬د هّللا الطّوس‪33‬ى ق‪33‬راءة علي‪33‬ه بس‪33‬بزوار بيه‪33‬ق فى ش‪33‬هور س‪33‬نة ثالث و س‪33‬بعين و‬
‫سبعمأة‪ ،‬عن ال ّشيخ اإلمام عفيف ال ّدين مح ّمد بن الحسين ال ّشوهانى‪ ،‬سماعا عن شيخه الفقي‪33‬ه عل ّى بن مح ّم‪33‬د القم ّى‪ ،‬عن‬
‫شيخه المفيد عبد الجبّار بن عل ّى المقرى الرّازى‪ ،‬عن ال ّشيخ أبى جعفر الطّوسى‪.‬‬

‫و عنه عن ال ّشيخ االمام جمال ال ّدين ابى الفتوح الرّازى‪ ،‬ص‪33‬احب التفس‪33‬ير‪ ،‬عن المفي‪33‬د عب‪33‬د الجب‪33‬ار‪ ،‬و عن‪33‬ه عن الس‪3‬يّد‬
‫اإلمام ال ّشريف أبى ال ّرضا الراوندى‪ ،‬عن الحلبى‪ ،‬عن أبى جعفر‪ ،‬و عنه عن ّ‬
‫الش‪3‬يخ االم‪3‬ام عم‪3‬اد ال‪ّ 3‬دين مح ّم‪3‬د بن أبى‬
‫القاسم الطّبرى‪ ،‬عن ال ّشيخ اإلمام أبى عل ّى بن أبى جعفر الطّوسى‪ ،‬عن أبيه‪.‬‬

‫الش‪3‬يخ الّ‪33‬ذى‬
‫قال ح ّدثنى ال ّشيخ المفيد أبو عبد هّللا مح ّمد بن مح ّمد بن النّعمان الحارثى‪ ،‬و كان من جهة رواية ش‪33‬يخ ه‪33‬ذا ّ‬
‫هو عب‪33‬د هّللا بن حم‪3‬زة الطّوس‪33‬ى‪ -‬المتق‪ّ 3‬دم ذك‪33‬ره فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة عل ّى بن حم‪33‬زة عن ّ‬
‫الش‪3‬وهانى‪ ،‬الّ‪33‬ذى ه‪3‬و من مش‪33‬ايخ‬
‫صاحب «الوسيلة» إشتبه األمر على من زعم انّه تلميذ ابن حمزة المطلق‪ ،‬الّذى هو صاحب «الوسيلة»‪.‬‬

‫ان صاحب «الوسيلة» هو عماد ال ّدين أبو جعف‪33‬ر الطّوس‪33‬ى الثّ‪33‬انى‪ ،‬و ال عجب من‬ ‫مع انّك قد عرفت قبيل هذا الموضع ّ‬
‫أمثال هذه اإلشتباهات و التّخليطات‪ ،‬بعد اتّفاق اتّحاد رجلين فى النسبة و الطبقة‪ ،‬و شيخ الرواي‪33‬ة؛ و ك‪33‬ثرة التّأليف‪33‬ات ث ّم‬
‫ان لصاحب التّرجمة من المؤلّفات الجمة؛ سوى شرحه المذكور؛ كتاب «كفاية البرايا فى معرفة‬ ‫ّ‬

‫ص‪299 :‬‬

‫األنبياء و األولياء» و كتاب آخر كبير س‪ّ 3‬ماه «مب‪33‬اهج المنهج فى من‪33‬اهج الحجج» و ه‪33‬و الّ‪33‬ذى اختص‪33‬ره الم‪33‬ولى حس‪33‬ن‬
‫الكاش‪3‬فى ص‪3‬احب «مص‪3‬ابيح القل‪3‬وب» و س‪ّ 3‬ماه «بهج‪3‬ة المب‪3‬اهج» و كت‪3‬اب «لبّ األلب‪3‬اب» فى بعض مس‪3‬ائل الكالم‪ ،‬و‬
‫الرسالة الموسومه ب «البراهين الجلية فى إبطال ّ‬
‫الذوات األزليّة» و كتاب «ال ّدرر فى دقايق علم النّحو» و كتاب جمع‬
‫أشعار موالنا أمير المؤمنين عليه السّالم س ّماه «انوار العقول» و ال يبعد كونه بعينه هو ال‪ّ 3‬ديوان المرتض‪33‬وى الموج‪33‬ود‬
‫فن العروض و الطّبع الم‪33‬وزون‪ ،‬و المه‪33‬ارة‬ ‫فى هذا ال ّزمان‪ ،‬المنسوب إليه عليه السّالم‪ ،‬و له األيدى الباسطة أيضا فى ّ‬
‫الكاملة فى إنشاء ال ّشعر و إجادة النّظم‪ ،‬و النّثر‪ ،‬و لذا ترى الفريقين يصفونه باألديب ّ‬
‫الش‪3‬اعر‪ ،‬و من جمل‪33‬ة م‪33‬ا وج‪33‬دناه‬
‫من شعره ال ّرائق فى كتابه «الحقائق» ما قد وقعت اإلشارة إلي‪33‬ه فى قول‪33‬ه بع‪33‬د نقل‪33‬ه لحكاي‪33‬ة مجلس معاوي‪33‬ة م‪33‬ع وزي‪33‬ره‬
‫عمرو بن الع‪33‬اص و انّ‪3‬ه ل ّم‪33‬ا دخ‪33‬ل علي‪33‬ه استض‪33‬حك معاوي‪33‬ة‪ ،‬فق‪3‬ال ل‪3‬ه عم‪33‬رو م‪33‬ا أض‪33‬حكك ي‪33‬ا أم‪33‬ير المؤم‪33‬نين أدام هّللا‬
‫سرورك؟ فقال ذكرت ابن أبى طالب و قد غشيك بسيفه فاتقيّته و وليت‪ ،‬فقال أتشمت بى يا معاوية فاعجب من هذا يوم‬
‫اطت اض‪3‬العك و انتفح س‪3‬حرك و هّللا ل‪3‬و بارزت‪3‬ه األوج‪3‬ع ف‪3‬ذلك و أيتم عيال‪3‬ك و ب‪ّ 3‬ز‬
‫ّ‬ ‫دعاك إلى ال‪3‬براز ف‪3‬التمع لون‪3‬ك و‬
‫سلطانك و إنشأ يقول‪:‬‬

‫لقى فارسا ال تفتليه الفوارس‬ ‫معاوى ال تشتمت بفارس بهمه‬

‫أبا حسن تهوى إليك الوساوس‬ ‫معاوى لو أبصرت فى الحرب مقبال‬


‫لنفسك إن لم تمعن الركض خالص‬ ‫ق و انّه‬
‫إن الموت ح ّ‬
‫و أيقنت ّ‬

‫إلى تمام ثمانية أبيات‪ ،‬فقال معاوية مهال يا أبا عبد هّللا و ال كل هذا قال انت استدعيته و ه‪33‬و انّ‪33‬ه ق‪33‬ال قلت و حين ق‪33‬رع‬
‫هذا الكالم سمعى و تم ّكن مفهومه فى سويداء قلبى سمح خاطرى بيتين بديهة‪:‬‬

‫هذا و أعظم من هذا أعاديه‬ ‫نفسى فداء إمام قد روى فيه‬

‫فذاك مثل سالح الكلب فى فيه‬ ‫فمن يرم بخيار الخلق منقصة‬

‫و قال رحمه هّللا أيضا فى ذيل ترجمة قول أمير المؤمنين عليه السّالم من أبطأ به عمله‬

‫ص‪300 :‬‬

‫لم يسرع به نسبه إى من كان عاريا عن صفات الكمال لم ينفع‪33‬ه كالم أس‪33‬الفه‪ ،‬و ق‪33‬د قلت فى من يفتخ‪33‬ر بفض‪33‬ل أبي‪33‬ه و‬
‫ليس هو بالفاضل النّبيه‪:‬‬

‫و أنت بحمد هّللا أجهل جاهل‬ ‫اغ ّرك يوما أن يقال ابن فاضل‬

‫فقد شأنه إن لست تخطي بطائل‬ ‫فان ذانك الفضل الّذى قد بدابه‬

‫إليك فذاك الفضل ليس بزابل‬ ‫و إن لم يكن ذا الجهل عنك بزائل‬

‫‪ 588‬الملك الرشيد و الملك النشيد و الفلك المشيد سلطان المحققين و برهان الموحدين موالنا الخواج‪33‬ه نص‪33‬ير المل‪33‬ة و‬
‫‪129‬‬
‫الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسى قدس سره القدوسى‬

‫هو المحقّ‪3‬ق المتكلّم الحكيم المتبحّ‪ 3‬ر الجلي‪33‬ل ص‪33‬احب كت‪3‬اب «تجري‪3‬د العقائ‪3‬د» و التّعليم الكام‪3‬ل ال ّزائ‪3‬د‪ ،‬ك‪33‬ان أص‪3‬له من‬
‫ّ‬
‫بالطوس‪33‬ى‪ -‬النّ‪33‬ه ول‪33‬د بط‪33‬وس المح‪33‬روس‪ ،‬و نش‪33‬أ فى ربع‪33‬ه‬ ‫جه‪3‬رود س‪33‬اوه أح‪33‬د اعم‪33‬ال قم ذات النق‪33‬اوة‪ ،‬و انّم‪33‬ا اش‪33‬تهر‬
‫المأنوس‪ ،‬و تمتع هناك بسمع مجالس ال ّد روس؛ و من جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكاية استيزاره ّ‬
‫للس ‪3‬لطان‬
‫المحتشم فى محروسة ايران هالكو خان بن تولى خان بن چنگيز خان من عظماء سالطين التّاتاريّة و أت‪33‬رك المغ‪33‬ول‪،‬‬

‫‪ )*( 129‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،299 3:2‬البداية و النهاية ‪ ،267 3:13‬البستانى ‪ ،359 3:11‬تاريخ ابن الوردى ‪ ،318 3:2‬تاريخ گزي‪33‬ده ‪ ،705‬تأس‪33‬يس‬
‫الشيعة ‪ ،395‬تحفة االحباب ‪ ،348‬تنقيح المقال ‪ ،179 3:3‬جامع الرواة ‪ ،188 3:2‬ريحانة االدب ‪ ،171 3:2‬الذريع‪33‬ة ‪ ،352 3:3‬ش‪33‬ذرات ال‪33‬ذهب ‪339 3:5‬‬
‫العبر ‪ ،300 :5‬فوات الوفيات ‪ ،149 :2‬فوائد الرضوية ‪ ،603‬الكنى و االلقاب ‪ 250 :3‬لؤلؤة البحرين ‪ ،245‬مجالس المؤمنين ‪ ،201 :2‬مجمل التواريخ‬
‫‪ ،342 :2‬محبوب القلوب« خ» المستدرك ‪ 464 :3‬مفتاح‪ 3‬السعادة ‪ ،261 :1‬نقد الرجال ‪ ،245‬الوافى بالوفيات ‪.179 :1‬‬
‫و مجيئه فى موكب السّلطان المؤيّد مع كمال االستعداد إلى دار ّ‬
‫الس‪3‬الم بغ‪33‬داد إلرش‪33‬اد العب‪33‬اد و إص‪33‬الح البالد‪ ،‬و قط‪33‬ع‬
‫دابر سلسلة البغى و‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،299 :2‬البداية و النهاية ‪ ،267 3:13‬البستانى ‪ ،359 :11‬تاريخ ابن الوردى ‪،318 :2‬‬
‫تاريخ گزيده ‪ ،705‬تأسيس الشيعة ‪ ،395‬تحفة االحباب ‪ ،348‬تنقيح المقال ‪ ،179 3:3‬جامع ال‪33‬رواة ‪ ،188 3:2‬ريحان‪33‬ة‬
‫االدب ‪ ،171 3:2‬الذريعة ‪ ،352 3:3‬شذرات الذهب ‪ 339 3:5‬العبر ‪ ،300 3:5‬فوات الوفيات ‪ ،149 3:2‬فوائد الرضوية‬
‫‪ ،603‬الكنى و االلقاب ‪ 250 3:3‬لؤلؤة البحرين ‪ ،245‬مجالس المؤمنين ‪ ،201 3:2‬مجمل التواريخ ‪ ،342 3:2‬محب‪33‬وب‬
‫القلوب «خ» المستدرك ‪ 464 :3‬مفتاح السعادة ‪ ،261 :1‬نقد الرجال ‪ ،245‬الوافى بالوفيات ‪.179 :1‬‬

‫ص‪301 :‬‬

‫الفساد‪ ،‬و إخماد نائرة الجور و األلباس بأبداد دائرة ملك بنى العبّاس‪ ،‬و ايقاع القتل الع‪3‬ام من أتب‪3‬اع أولئ‪3‬ك الطّغ‪3‬ام‪ ،‬إلى‬
‫أن أسال من دمائهم األقذار كامثال األنهار فانهار بها فى ماء دجلة و منها إلي نار جهنّم دار البوار‪ ،‬و مح ّل األشقياء و‬
‫األشرار‪.‬‬

‫و قد كفينا مؤن‪33‬ة تفص‪33‬يل ه‪33‬ذه الواقع‪33‬ة المش‪33‬تهر بم‪33‬ا رس‪33‬مه أرب‪33‬اب التّ‪33‬واريخ المعت‪33‬برة فى أح‪33‬وال ّ‬
‫الس‪3‬الطين المغوليّ‪33‬ة‬
‫بالذات‪ ،‬و ندخلنا فى مصاديق المشتغلين بم‪33‬ا ال يع‪33‬نيهم‬ ‫المستبطرة مع أنّه كان فى الحقيقة يخرجنا عن طريق المقصود ّ‬
‫من العمل باللّذات‪ ،‬و ال يغنيهم من ال ّدخل فى الزاّل ت‪.‬‬

‫خص‪3‬نى ب‪33‬التكلّم معى في‪33‬ه ربّ النّ‪33‬وع و ص‪33‬احب السّلس‪3‬لة‪ ،‬و‬


‫ّ‬ ‫فاألولى لنا التّجاوز عن ه‪3‬ذه المرحل‪3‬ة و اإلكتف‪33‬اء بم‪33‬ا ق‪3‬د‬
‫المستوجب بعظيم حقّه علينا من ربّه صواب المغفرة‪ ،‬و من عبده صوب الرّحمة و هو ش‪33‬يخنا األعظم و س ‪ّ 3‬مينا األج‪ّ 3‬ل‬
‫األفخم و سيّدنا الفقيه األعلم و الحبر المسلّم صاحب كتاب «مطالع االنوار» حيث دخلت على حضرته المق ّدسة يوم‪33‬ا و‬
‫هو فى مقام خلوته ال ينتظر ّلذة و ال نوما‪ ،‬فأخذ ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه الجلي‪33‬ل فى توجي‪33‬ه الكالم معى من ك‪ّ 3‬ل قبي‪33‬ل إلى أن انتهت‬
‫النّوبة إلى ذكر مقبولة‪ :‬علماء ا ّمتى كأنبياء بنى أسرائيل فأطال الكالم فى بيان هذا المرام‪ ،‬و جعل يجول ف‪33‬رس تحقيق‪33‬ة‬
‫فى ميادين النّقض و اإلبرام‪ ،‬من لطائف معانى هذا الكالم‪ ،‬بل يج ّرد ذيل صحبته المتفرّقة نح‪33‬و ك‪ّ 3‬ل مح‪33‬ال إلى أن ق‪33‬ال‬
‫فى جملة ما أطال لنا من المقال و كثيرا ما كنت أتف ّكر فى وج‪33‬ه تو ّج‪33‬ه المرح‪33‬وم الخواج‪33‬ه نص‪33‬ير ال‪ّ 3‬دين الم‪33‬ذكور‪ ،‬إلى‬
‫جهة البلدا المزبور‪ ،‬فى موكب ملك الجور و ال ّزور‪ ،‬و قبوله الوزارة و الوالي‪33‬ة من قب‪33‬ل ذل‪33‬ك المغ‪33‬رور‪ ،‬فت‪33‬ذ ّكرت انّ‪33‬ه‬
‫ش ّكر هّللا سعيه و منّه لم يرد بين هّللا تعالى و بينه من رفع لواء هذه الهمة‪ ،‬و تحل اعباء هذه الملّة‪ ،‬إاّل دخوال فى زم‪33‬رة‬
‫ق عن‪33‬د‬‫علماء األ ّمة‪ ،‬و مشيا على طريقة األنبياء بعد األئ ّمة عليهم من هّللا آالف التّحيّ‪33‬ة و الرّحم‪33‬ة‪ ،‬فى إعالء كلم‪33‬ة الح‪ّ 3‬‬
‫انتشار الظّلمة و اشتداد غياهب الجهل كالغ ّم‪3‬ة‪ ،‬و ت‪3‬رك التّقيّ‪3‬ة و الح‪3‬ذر من الح‪3‬رب الج‪3‬ائرين فى األم‪3‬ر ب‪3‬المعروف و‬
‫النّهى عن المنكر‪ ،‬و اجراء حدود هّللا تعالى عن القوم الفاجرين‪ ،‬و إقامة الجمعة و الجماع‪3‬ة بين الجماع‪3‬ات متج‪3‬اهرين‬
‫ال متد ابرين‬
‫ص‪302 :‬‬

‫أن ائ ّمتنا التّسعة المصطفين‪ ،‬لم يكن تكليفهم كذلك بعد شهادة أبى عبد هّللا الحسين إلى أن يظهر إمامنا الح ّج‪33‬ة الق‪33‬ائم‬ ‫مع ّ‬
‫عليه و عليهم من هّللا السّالم السالم ال ّدائم‪.‬‬

‫ث ّم قال ق ّدس س ّره المفضال و كذلك الحال بالنس‪33‬بة إلى س‪33‬ائر علمائن‪33‬ا الع ّم‪33‬ال‪ ،‬فمن ك‪33‬ان منهم يري‪33‬د أن ي‪33‬دخل فى جمل‪33‬ة‬
‫مصاديق هذا الحديث‪ ،‬فليكن حثيئا فى نصر ال ّشريعة‪.‬‬

‫المطهّرة غير رثيث‪ ،‬و جسور فى نشر القوانين المقر ّرة ألكفئة أصحاب التّأنيث‪ ،‬هذا و قد تق ّدم فى ذيل ترجم‪33‬ة ّ‬
‫الش ‪3‬يخ‬
‫أبى القاسم المحقّق رحمه هّللا ذكر ما وقع بينه و بين هذا ال ّرجل من المحاورات و المباحثات‪.‬‬

‫و كان من جملة معاصريه أيضا السيّد عل ّى بن طاوس الحسنّى الحلّى‪ ،‬و ال ّشيخ ميثم بن عل ّى البح‪33‬ران ّى‪ -‬اآلتى ذك‪33‬ره و‬
‫ترجمته إنشاء هّللا ‪ -‬و هما شريكاه فى التّل ّمذ عند ال ّشيخ أبى السّعادات األصفهانى‪ -‬المتق ّدم ذكره ال ّشريف‪.‬‬

‫أن موالنا الخواجه تل ّمذ عن‪33‬د ّ‬


‫الش‪3‬يخ كم‪33‬ال ال‪ّ 3‬دين ميثم الم‪33‬ذكور فى الفق‪33‬ه‪ ،‬و الميثم تل ّم‪33‬ذ‬ ‫و عن بعض أفاضل المعتمدين ّ‬
‫عنده فى الكالم و الحكمة‪ ،‬و إن تنظّر صاحب «اللّؤلؤة» فى هذه الحكاي‪33‬ة من جه‪33‬ة ّ‬
‫أن موالن‪33‬ا العاّل م‪33‬ة أعلى هّللا مقام‪33‬ه‬
‫يقول عند ذكر اسم موالنا الخواجه فى نسخة إجازته الكبيرة لسادات بنى زهرة‪ ،‬و كان هذا ال ّشيخ أفض‪33‬ل أه‪33‬ل عص‪33‬ره‬
‫الش‪3‬رعية‪ ،‬على م‪3‬ذهب االماميّ‪3‬ة‪ ،‬و ك‪3‬ان اش‪3‬رف من‬ ‫فى العلوم العقليّ‪3‬ة‪ ،‬و ل‪3‬ه مص‪3‬نّفات كث‪3‬يرة‪ ،‬فى العل‪3‬وم الحكميّ‪3‬ة و ّ‬
‫شاهدناه فى األخالق‪ -‬نوّر هّللا ضريحه‪ -‬قرأت عليه «إلهيّات الش‪33‬فاء» ألبى عل ّى بن س‪33‬يناء و بعض التّ‪33‬ذكرة فى الهيئ‪33‬ة‬
‫تصنيفه‪ ،‬ث ّم أدركه األجل المحتوم انتهى‪.‬‬

‫و فى نظ‪33‬ره نظ‪33‬ر‪ ،‬لع‪33‬دم مناف‪33‬ات أفض‪33‬لية الرّج‪33‬ل فى العقليّ‪33‬ات حص‪33‬ولها في‪33‬ه من جه‪33‬ة تل ّم‪33‬ذها على ابن ميثم الم‪33‬ذكور‬
‫فليتفطن‪.‬‬

‫ى‪ ،‬و قد قرأ عليه بنصّ نفس‪33‬ه جمي‪33‬ع الج‪33‬زء الثّ‪33‬الث‬


‫و من جملة مشايخه أيضا ال ّشيخ معين ال ّدين سالم بن بدران المصر ّ‬
‫من كتاب «الغنية» للسيّد بن زهرة‪ ،‬و ذكر اسمه ال ّشريف فى إجازته له كما ذكره أيض‪33‬ا فى «اللؤل‪33‬ؤة» بعن‪33‬وان اإلم‪33‬ام‬
‫الفاضل العالم األكمل‬

‫ص‪303 :‬‬

‫األورع المتقن المحقّق نصير الملة و ال ّدين وجيه اإلسالم و المسلمين سيد األئ ّمة و األفاضل مفخر العلماء و االك‪33‬ابر و‬
‫أفضل أهل خراسان مح ّمد بن محمد بن الحسن الطوسى زاد هّللا فى أعالئه و أحسن ال ّدفاع من حوبائه‪.‬‬

‫الش‪3‬يخ منتجب ال‪ّ 3‬دين القم ّى ص‪33‬احب‬ ‫و من جملة شيوخ روايته أيضا الش‪33‬يخ بره‪33‬ان ال‪ّ 3‬دين الهم‪33‬دانى‪ ،‬الّ‪33‬ذى ي‪33‬روي عن ّ‬
‫«الفهرست» و أ ّما ال ّرواية عنه رحمه هّللا فهى أيضا لجماعة أجاّل منهم شيخنا العاّل مة الحلى ق‪ّ 3‬دس س‪3‬رّه البه ّى كم‪33‬ا ق‪33‬د‬
‫عرفت‪ ،‬و منهم السيد غياث ال ّدين عبد الكريم بن طاوس المتق ّدم ذكره صاحب كتاب «فرح‪33‬ة الغ‪33‬رى» و غ‪33‬يره مض‪33‬افا‬
‫إلى سائر تالميذ حضرته المتعقّب إلى أسمائهم ال ّشريفة اإلشارة من كالم صاحب «مجالس المؤمنين»‪.‬‬

‫و أ ّما مصنّفاته الفائقة و مؤلّفاته ال ّرائقة و هى أيضا كثيرة فى أفانين شتّى منه‪33‬ا‪ :‬كت‪33‬اب «تجري‪33‬ده» الجري‪33‬د المتق ‪ّ 3‬دم إلى‬
‫ذكره التّمجيد‪ ،‬فى مراتب المعرفة و التّوحيد‪ ،‬و هو فى الحقيقة كتاب كامل فى شأنه كافل لجميع ما يحت‪33‬اج الطّ‪33‬الب إلى‬
‫الس‪3‬حر الحالل و الفازع‪3‬ة ع ّم‪3‬ا ي‪3‬وجب ّ‬
‫الض‪3‬الل و الكالل و إن ك‪3‬ان في‪3‬ه نهاي‪3‬ة‬ ‫بيانه‪ ،‬مع غاية إيج‪3‬ازه البالغ‪3‬ة إلى ح‪ّ 3‬د ّ‬
‫اإلشكال و اإلعضال‪ ،‬و هو أ ّول ما كتب فى العقائد الحقّة اإلماميّة بهذا المنوال‪.‬‬

‫و شرحه جماعة من األعاظم منهم‪ :‬العاّل مة الحلّى من علماء ال ّشيعة‪ ،‬و ال ّشيخ شمس ال ّدين اإلصفهانى‪ ،‬و الم‪33‬ولى على‬
‫القوشج ّى ال ّشافعى من غيرهم‪.‬‬

‫و منها كتاب «التّذكرة النّصيريّه» فى علم الهيئ‪33‬ة‪ ،‬و ه‪3‬و الّ‪3‬ذى ش‪3‬رحه نظ‪3‬ام ال‪ّ 3‬دين حس‪33‬ن النّيس‪3‬ابور ّ‬
‫ى ص‪3‬احب كت‪3‬اب‬
‫التّفسير الكبير‪.‬‬

‫و منه‪33‬ا كت‪33‬اب «تحري‪33‬ر اقلي‪33‬دس» و كت‪33‬اب «تحري‪33‬ر المجس‪33‬طي» و «ش‪33‬رح اإلش‪33‬ارات» و «الفص‪33‬ول النّص‪33‬يريّة» و‬
‫«الف‪33‬رائض النّص‪33‬يرية» و «االخالق النّاص‪33‬ريّة» و ق‪33‬د استخلص‪33‬ه من كت‪33‬اب الطّه‪33‬ارة ألبى عل ّى بن مس‪33‬كويه‪ -‬المتق‪ّ 3‬دم‬
‫ذكره‪ -‬كما أخذه أبو على المذكور من حكماء الهند و غيرهم‪ ،‬و لذا كان يوجد فيه ال ّرخصة فى شرب الخمر على وج‪33‬ه‬
‫مخصوص منحوس نعوذ باهّلل تعالى من أهواء النّفوس‪ ،‬و أرواء الرّؤس‪ .‬و كتاب‬

‫ص‪304 :‬‬

‫«آداب المتعلّمين» و رسالة األسطرالب المشهورة «بسى فصل» و «رسالة فى صفات الجواهر و خواصّ األحج‪33‬ار»‬
‫صل» و كتاب «نقد التّنزيل» و كتاب «ال ّزبدة» و كت‪33‬اب «خالفتنام‪33‬ه» و «الرّس‪33‬الة» المعينيّ‪33‬ة» م‪33‬ع‬
‫و كتاب «نقد المح ّ‬
‫شرحها جميعا بالفارسيّة فى علم الهيئة‪ ،‬و رسالة «خل‪33‬ق األعم‪33‬ال» و رس‪33‬الة «اوص‪33‬اف األش‪33‬راف» و كت‪33‬اب «قواع‪33‬د‬
‫العقايد» و «شرح رسالة العلم» لل ّشيخ جمال ال ّدين عل ّى بن س‪33‬ليمان البح‪33‬رانى اس‪33‬تاد كم‪33‬ال ال‪ّ 3‬دين بن ميثم الم‪33‬ذكور‪ ،‬و‬
‫كان قد أرسلها إليه المصنّف ليشرحها كما فى «اللّؤلؤة» و كتاب «اساس األقتباس»‬

‫و قد وجدت فى بعض المواضع المعتبرة نقل الفروق السّبعة بين الك ّل و الكلّى عنه رحمه هّللا فى ذلك الكتاب‪ ،‬و كت‪33‬اب‬
‫«معيار االشعار» «رسالة الجبر و األختيار» و له أيضا انشاء الصّلوات و التّحيات المشهورات على أشرف البريّ‪33‬ات‬
‫و عترت‪33‬ه الطّ‪33‬اهرين ّ‬
‫الس‪3‬ادات؛ س‪33‬ريعة األث‪33‬ر فى انج‪33‬اح المقاص‪33‬د و كش‪33‬ف المل ّم‪33‬ات‪ ،‬الى غ‪33‬ير ذل‪33‬ك من الحواش‪33‬ى و‬
‫ال ّرسائل‪ ،‬و أجوبة األرقام و المسائل‪ ،‬و األش‪33‬عار و القص‪33‬ائد الفارس‪3‬يّة و العربيّ‪33‬ة‪ ،‬فى كث‪33‬ير من المط‪33‬الب و المش‪33‬اكل‪،‬‬
‫منها قصيدته الاّل ميّة المشهورة فى اختيارات البروج االثنى عشر‪ ،‬لك ّل م‪33‬ا ك‪33‬ان فى النّظ‪33‬ر بالنّس‪33‬بة إلى انتق‪33‬االت ج‪33‬رم‬
‫القمر‪ ،‬يقول فى أوّلها‪:‬‬
‫جرم مه در خانه م ّريخ يعنى در حمل‬ ‫هر مه ّمى كآيد بتأييد خداى لم يزل‬

‫جامه پوشيدن حرير و صيد أفكندن بتير‬ ‫نيك باشد هم سفر هم ديدن روى دبير‬

‫و ينسب إليه أيضا هذه الرّباعيّة فى نظير هذه المعنى مختصرا‬

‫تا تو و كار تو نيكو باشدت تن بىمرض‬ ‫اختيار هر چه خواهى هفت چيز آور بجاى‬

‫ح‪333‬ال ط‪333‬الع ص‪333‬احبش ص‪333‬احب غ‪333‬رض بيت‬


‫حال مه مسعود بايد حال بيت و صاحبش‬
‫الغرض‬

‫و من شعره العربى فيما نسبه إليه صاحب «امل اآلمل» قوله‪:‬‬

‫ص‪305 :‬‬

‫و األمر بحاله إذا ما متنا‬ ‫كنّا عدما و لم يكن من خلل‬

‫ال ال ّرسم بقى لنا و ال اسم المعنى‬ ‫يا طول فنائها و تبقى ال ّدنيا‬

‫و منه أيضا قوله‪:‬‬

‫للمنطقيين فى ال ّشرطى تسديد‬ ‫ما للمثال الّذى ما زال مشتهرا‬

‫ال ّشمس طالعة و اللّيل موجود‬ ‫أما راوأوجه من أهوى و طرّته‬

‫و منه أيضا برواية غيره‪:‬‬

‫و و ّد ك ّل نب ّى مرسل و ولى‬ ‫لو ّ‬


‫أن عبدا أتى بالصّالحات غدا‬

‫و قام ما قام قوام بال كسل‬ ‫و صام ما صام صوام بال ملل‬

‫و طاف بالبيت طاف غير منتعل‬ ‫و ح ّج كم حجة هّلل واحبة‬

‫و غاص فى البحر مأمونا من البلل‬ ‫و طار فى الج ّو ال يأوى إلى أحد‬


‫و أطعمهم من لذيذ البّر و العسل‬ ‫و اكسى اليتامى من ال ّديباج كلّهم‬

‫عار من ّ‬
‫الذنب معصوما من الزلل‬ ‫و عاش فى النّاس آالفا مؤلّفة‬

‫إاّل بحبّ أمير المؤمنين عل ّى‬ ‫ما كان فى الحشر يوم البعث منتفعا‬

‫قلت‪ :‬و هذا المعنى ال ّشريف مضمون كث‪3‬ير من األح‪3‬اديث األماميّ‪3‬ة و غيره‪3‬ا‪ ،‬و من جمل‪3‬ة م‪3‬ا ينس‪33‬ب إلي‪3‬ه أيض‪33‬ا قول‪3‬ه‬
‫بالفارسيّة و هو كما افيد أرفع كالم له فى التّوحيد‪:‬‬

‫حكمى كه ز حكم حق فزون آيد نيست‬ ‫جز حق حكمى كه ملك را شايد نيست‬

‫وان چيز كه آنچنان نميبايد نيست‬ ‫هر چيز كه هست آنچنان مىبايد‬

‫و منها أيضا‪:‬‬

‫روز تا شب شراب نوشيدن‬ ‫نبود مهترى چو دست رسد‬

‫يا لباس لطيف پوشيدن‬ ‫يا غذاى لذيذ را خوردن‬

‫گر توانى ز من نيوشيدن‬ ‫من بگويم كه مهترى چه بود‬

‫در مراعات خلق كوشيدن‬ ‫غم غمكنان را ز غم رهانيدن‬

‫ص‪306 :‬‬

‫و له أيضا فى علم القرائة كما هو المشهور‪:‬‬

‫حكمش بدان اى هوشيار‬ ‫تنوين و نون ساكنه‬

‫أندر كالم كردگار‬ ‫كز حكم وى زينت بود‬

‫إدغام كن در يرملون‬ ‫اظهار كن در حرف حلق‬

‫در ما بقى إخفا بيار‬ ‫مقلوب كن در حرف با‬


‫و له أيضا بالفارسيّة هذه الرباعيّة‪:‬‬

‫باقى همه موجود مخيّل باشد‬ ‫موجود بحق واحد أوّل باشد‬

‫نقش دومين چشم أحول باشد‬ ‫هر چيز جز او كه آيد أندر نظرت‬

‫و له أيضا فى جواب ما أنشده الخيّام الملحد فى إثبات الجبر بقوله‪:‬‬

‫گر مى نخورم علم خدا جهل بود‬ ‫مى خوردن من حق ز أزل ميدانست‬

‫قوله كما فى «مقامع الفضل» و غيره‪:‬‬

‫نزد عقال ز غايت جهل بود‬ ‫علم أزلى علّت عصيان كردن‬

‫ق و التّحقي‪33‬ق‪ ،‬فى تع‪33‬يين الفرق‪33‬ة النّاجي‪33‬ة‪ ،‬من الف‪33‬رق‬


‫هذا‪ ،‬و من جملة كالمه الحقيق الرّشيق‪ ،‬و الصّادر عن معدن الح‪ّ 3‬‬
‫الثّالث و السبعين؛ كما وقع فى حديث سيّد المرسلين صلّى هّللا عليه و على أهل بيته الطاهرين المعصومين‪ 3،‬بنقل فخر‬
‫ال ّدين العاّل مة فى شرح ديباجة «القواعد» عن والده القمقام أعلى هّللا مقامه قوله شكر نوله و طوله‪ :‬الفرق‪33‬ة الناجي‪33‬ة هى‬
‫اإلماميّة و ذلك إنّى اعتبرت جميع المذاهب و وقفت على أصولها و فروعها؛ فوجدت من ع‪33‬دا اإلماميّ‪33‬ة مش‪33‬تركين فى‬
‫األصول المعتبرة فى اإليمان و إن اختلفوا فى أشياء‪ ،‬يساوى اثباتها و نفيها بالنس‪33‬ته إلى االيم‪33‬ان ث ّم وج‪33‬دت ّ‬
‫أن الطائف‪33‬ة‬
‫ان النّ‪3‬اجى ه‪3‬و‬
‫اإلماميّة هم يخالفون الك ّل فى أصولهم‪ ،‬فلو كانت فرقة م ّمن عداهم ناجية لك‪3‬ان الك‪ّ 3‬ل ن‪3‬اجين‪ ،‬ف‪3‬د ّل على ّ‬
‫اإلماميّة ال غير‪.‬‬

‫أن جميع الف‪33‬رق مطبق‪33‬ون على‬ ‫و قال السيّد نعمة هّللا الموسوى الجزائرى أجزل هّللا ب ّره بعد نقله لهذه العبارة و تحريره ّ‬
‫ان ال ّشهادتين وحدهما مناط النّجاة تعويال على قوله صلّى هّللا عليه و اله و سلّم من قال ال إله إاّل هّللا دخل الجنّة‪.‬‬
‫ّ‬

‫ص‪307 :‬‬

‫أن النّجاة ال يكون إاّل بوالية أهل البيت عليهم السالم إلى اإلمام الثّ‪3‬انى عش‪3‬ر‬
‫أ ّما هذه الفرقة اإلماميّة فهم مجمعون على ّ‬
‫عليه السّالم‪ ،‬و البرائة من أعدائهم فهى مباينة لجميع الفرق فى هذا االعتقاد الّذى تدور علي‪3‬ه النّج‪3‬اة‪ ،‬و من ه‪3‬ذا يظه‪3‬ر‬
‫لك س ّر ما حقّقناه فى تأويل تلك األخبار المطلقة‪ ،‬من انّها مقيّدة بشروط‪ ،‬كما قال الرّضا عليه السّالم‪:‬‬

‫و أنا من شروطها‪ ،‬إذ لو كانت النّجاة بال ّشهادتين لكانت حاصلة فى جميع الفرق لالشتراك فى ال ّشهادتين انتهى‪.‬‬
‫ق علين‪3‬ا أن نثلّث م‪33‬ا حكين‪3‬اه من الكالم‪ ،‬بنق‪3‬ل كالم آخ‪3‬ر عن بعض علمائن‪3‬ا األعالم‪،‬‬ ‫و ل ّما بلغ الكالم إلى هذا المقام‪ ،‬ح‪ّ 3‬‬
‫فيكون قد ع ّززنا هما بثالث ينتفع به المطالعون الكرام‪ ،‬م ّدة بقاء هذه األرقام‪ ،‬إنشاء هّللا المتفضّل المنع‪33‬ام‪ ،‬و ه‪33‬و قول‪33‬ه‪:‬‬
‫أقول‪ :‬ال ّروايات فى المذاهب كلّها فى جميع األبواب متعارضة‪ ،‬كما صرّح به العاّل مة التّفتازانى فى أدلّة اإلمامة؛ فليس‬
‫ب ّد من ال ّرجوع إلى ما هو المتّفق عليه بين الجمع‪ ،‬و هو تركه عليه السّالم فين‪33‬ا الثّقلين‪ :‬كت‪33‬اب هّللا و عترت‪33‬ه‪ ،‬و ال يمكن‬
‫الظن بهم أص‪33‬ال باتّف‪33‬اق‬
‫ّ‬ ‫أن العترة ماذا مع كونهم أولياء هّللا و أصحاب الكرامات الّ‪33‬ذين ال يج‪33‬وز س‪33‬وء‬‫ألحد النّزاع فى ّ‬
‫جميع المذاهب و على لسان ك ّل أحد‪ ،‬فيكون الح ّ‬
‫ق من المذهب ماذا م ّما يلجأ إليه هذا البرهان القائم‪.‬‬

‫ّ‬
‫بالخاص‪3‬ة الخلص‪33‬اء‪ ،‬و مخ‪33‬الفيهم األغوي‪33‬اء‬ ‫و ذكر أيضا بعض آخر من علمائن‪33‬ا األجاّل ء فى وج‪33‬ه تس‪33‬مية ه‪33‬ذه الطائف‪33‬ة‬
‫بالعامة العمياء‪ ،‬ثالثة وج‪33‬وه‪ :‬من اللّم‪ ،‬كأنّه‪33‬ا أيض‪33‬ا تنظ‪33‬ر إلى ه‪33‬ذه الثّالث‪33‬ة من الكلم‪ ،‬اح‪33‬دها‪ّ :‬‬
‫أن من ع‪33‬داهم عا ّم‪33‬ة إ ّم‪33‬ا‬
‫لكثرتهم‪ ،‬و ا ّما لتمسّكهم بك ّل شبهة و عملهم بك ّل عموم‪ ،‬من غير التفات إلى مخصّصة‪.‬‬

‫خاص‪3‬ة النّ‪33‬ب ّى‬


‫ّ‬ ‫ك ّ‬
‫أن أه‪3‬ل ال‪3‬بيت‬ ‫‪3‬زههم هّللا فى كتاب‪3‬ه و ال ش‪ّ 3‬‬
‫و الثانى انّهم أهل الخاصّة ألنّهم متّبعون أهل البيت الّ‪33‬ذين ن‪ّ 3‬‬
‫صلّى هّللا عليه و اله و سلّم و خالصته‪ ،‬فالمتّبع لهم أخصّ من المتّبع لغيرهم‪ ،‬بل هو خاصّتهم‪.‬‬

‫الثّالث جميع الفرق اإلسالميّة يشتركون فى اصول العقايد‪ ،‬و يختلفون فى‬

‫ص‪308 :‬‬

‫االص‪33‬ول و الف‪33‬روع إاّل اإلماميّ‪33‬ة‪ ،‬ف‪33‬انّهم متّفق‪33‬ون في الجمي‪33‬ع و إن ك‪33‬انوا مختلفين فى بعض الف‪33‬روع‪ ،‬و ال يمكن الحكم‬
‫بالنّجاة على سائر الفرق لقوله صلّى هّللا عليه و اله و سلّم‪ :‬فرقة ناجية‪ ،‬يعنى بصيغة االفراد‪ -‬فوجب اختصاص النّج‪33‬اة‬
‫بهذه الفرقة خاصّة‪.‬‬

‫أن الفرقة النّاجية هم اإلماميّة‪ ،‬ث ّم ما ذكره هذا الفاضل اآلخر إاّل ّ‬
‫أن فى مجم‪33‬وع م‪33‬ا ذك‪33‬ر‬ ‫و قد ورد فى األخبار الكثيرة ّ‬
‫أن هذه التّقيد محض اصطالح نشأ من مالحظة اختص‪33‬اص ك ‪ّ 3‬ل‬ ‫من الوجوه وجوها من النّظر و حينئذ فاألص ّح األظهر ّ‬
‫إن غير اإلماميّة إن لم يشاركوهم فى خصوص اإليمان بجميع ائ ّمة‬ ‫أحد بفريقه‪ ،‬و كون غير الفريق عا ّما بالنسبة إليه و ّ‬
‫األن‪33‬ام عليهم آالف التحيّ‪33‬ة و الثّن‪33‬اء‪ ،‬فق‪33‬د ش‪33‬اركوهم فى التّص‪33‬ديق الظّ‪33‬اهرى بعم‪33‬وم ش‪33‬ريعة اإلس‪33‬الم إذ من الظّ‪33‬اهر ّ‬
‫أن‬
‫اإلسالم أع ّم من اإليمان و اإليمان إسالم خاصّ كما د ّل عليه صريح آية قُ‪3‬لْ لَ ْم تُْؤ ِمنُ‪3‬وا َو ل ِك ْن قُولُ‪3‬وا َأ ْس‪3‬لَ ْمنا الواقع‪3‬ة فى‬
‫فصيح القرآن‪.‬‬

‫نعم يمكن أن يستفاد من تضاعيف األخبار أن يكون ذلك إصطالحا بالخصوص من األئمة األطهار‪ ،‬عليهم صلوات هّللا‬
‫العزي‪33‬ز الغفّ‪33‬ار‪ ،‬حيث ت‪33‬رى انّهم يطلق‪33‬ون كث‪33‬يرا العا ّم‪33‬ة و النّ‪33‬اس على أع‪33‬دآئهم و مخ‪33‬الفيهم‪ ،‬و الزم ذل‪33‬ك أن يك‪33‬ون‬
‫الخاص‪3‬ة لزم‪33‬رة ش‪33‬يعتهم و مت‪33‬ابعيهم‪ ،‬ب‪33‬ل الظّ‪33‬اهر انّهم ال يطلق‪33‬ون ه‪33‬ذه اللّفظ‪33‬ة إاّل على‬
‫ّ‬ ‫إص‪33‬طالحهم المس‪33‬تباح تع‪33‬يين‬
‫خصوص اإلماميّة اإلثنا عشريّة‪ ،‬فى مقابلة سائر الفرق من ال ّشيعة و أهل السنّة الغويّة‪ ،‬و عليه ي‪3‬نزل ق‪33‬ول موالن‪33‬ا أبى‬
‫جعفر الثّانى‪ ،‬فى جواب من سأل عن الفضل بين زيارة أبيه الرّضا و ج ّده الحسين عليه ّ‬
‫الس ‪3‬الم‪ ،‬زي‪33‬ارة أبى أفض‪33‬ل‪ ،‬و‬
‫أن الظّ‪33‬اهر من لفظ‪33‬ة من هن‪33‬ا‬ ‫ان أبا عبد هّللا الحسين يزوره النّاس‪ ،‬و أبى ال يزوره إاّل الخواصّ ال ّشيعة‪ ،‬بناء على ّ‬ ‫ذلك ّ‬
‫التّبعيضيّة دون البيانيّة؛ و الوجه حينئذ فيما ذكره األمام عليه السالم من حصر زوّار أبيه ال ّرضا عليه السالم حقيقة فى‬
‫هذه الطّائفة الخاصّة من األن‪33‬ام ّ‬
‫أن ك‪ّ 3‬ل من ق‪33‬ال بإمامت‪33‬ه من ه‪33‬ذه اال ّم‪33‬ة لم ينف‪ّ 3‬‬
‫ك عن الق‪33‬ول بإمام‪33‬ة س‪33‬ائر األئ ّم‪33‬ة عليهم‬
‫أن زواره الحقيقيّة محصورة فى ال ّشيعة الخاصّة الحقّة المحقّة الّذين هم اإلمامية‬
‫السّالم‪ ،‬فص ّح ّ‬

‫ص‪309 :‬‬

‫إن سائر النّاس من هذه األ ّمة هم العا ّمة الّذين ال يعتقدون زيارة موالنا الرّضا عليه السّالم و التت ّمة‪.‬‬
‫اإلثنى عشريّة‪ ،‬و ّ‬

‫و من جمل‪3‬ة م‪33‬ا يش‪33‬هد بم‪33‬ا ذكرن‪33‬اه من اختص‪33‬اص لف‪3‬ظ العا ّم‪3‬ة عن‪3‬دهم بمن خالفن‪33‬اه‪ ،‬ص‪33‬حيحة ابى المق‪3‬دام المرويّ‪33‬ة فى‬
‫أن بيعة أبى بكر حيث اجتمع النّاس‬ ‫«روضة الكافى» أنّه قال‪ :‬قلت‪ :‬ألبى جعفر الباقر عليه السّالم‪ّ ،‬‬
‫أن العا ّمة يزعمون ّ‬
‫كانت رضا هّلل ع ّز ذكره‪ ،‬و ما كان هّللا ليفتن ا ّمة مح ّمد صلّى هّللا عليه و اله من بعده‪ ،‬فقال أبو جعف‪33‬ر علي‪33‬ه ّ‬
‫الس‪3‬الم أم‪33‬ا‬
‫يقرؤن كتاب هّللا ؟ أو ليس هّللا يقول‪ :‬و ما مح ّمد إال رسول اآلية إلى أن قال عليه السّالم‪:‬‬

‫أو ليس قد اخبر هّللا ع ّز و ج ّل عن الّذين مع قبلهم من األمم قد اختلف‪33‬وا من بع‪33‬د م‪33‬ا ج‪33‬ائتهم البيّن‪33‬ات‪ ،‬حيث ق‪33‬ال‪ :‬و آتين‪33‬ا‬
‫ان اصحاب مح ّمد صلّى هّللا عليه و اله قد اختلف‪33‬وا من‬ ‫عيسى بن مريم البيّنات‪ ،‬إلى آخر اآلية‪ .‬و فى هذا يستد ّل به على ّ‬
‫بعده‪ ،‬فمنهم من آمن‪ ،‬و منهم من كفر‪.‬‬

‫ه‪3‬ذا و العجب من عمى العا ّم‪33‬ة الم‪33‬ذكورة المغ‪3‬رورة المغم‪3‬ورة في لجج اللّج‪3‬اح و النّف‪33‬اق‪ ،‬كي‪3‬ف غفل‪3‬وا عن التّفك‪3‬ر فى‬
‫م‪33‬دلول ح‪33‬ديث اإلف‪33‬تراق المت‪33‬واتر عن س‪33‬يّد اآلف‪33‬اق‪ ،‬و ص‪33‬راحته فى ال ب ّديّ‪33‬ة وق‪33‬وع الفتن العظيم‪33‬ة فى ه‪33‬ذا ال‪ّ 33‬دين؛‬
‫فاإلختالفات الكثيرة بين المسلمين‪ ،‬بمحض خروج حضرته المق ّدس‪33‬ة من ه‪33‬ذه ال‪ّ 3‬دنيا‪ ،‬ب‪33‬ل فى ك‪33‬ون اختالف ه‪33‬ذه اال ّم‪33‬ة‬
‫أكثر من اختالف اليهود و النصارى‪ ،‬عند ارتحال بيّنهم المنتجبين بدرجة واحدة أم درجتين‪ ،‬كم‪33‬ا ظه‪33‬ر ذل‪33‬ك على ك ‪ّ 3‬ل‬
‫ذى عين و أحسّ بأبصار ك ّل من كان فى البين زمن رحلة رسول الثقلين‪ ،‬بحيث ق‪33‬د بقى أث‪33‬ر إختالفهم ّ‬
‫الش‪3‬ديد إلى ه‪33‬ذه‬
‫االخالف؛ و خفى الح ّ‬
‫ق من أجل ذلك على جماعة األجالف و جنود أهل الخالف فليتا ّمل و ال يغفل من طيّبات ما بذلناه‬
‫لك فليؤكل و ال يؤكل‪.‬‬

‫ث ّم ليعلم و ليعقل أنّ‪33‬ه ل ّم‪33‬ا بل‪33‬غ ثاني‪33‬ا النّظم من الكالم إلى ه‪33‬ذا المق‪33‬ام‪ ،‬من النّقض و اإلب‪33‬رام‪ ،‬ح‪ّ 3‬‬
‫ق علين‪33‬ا أن نختم ص‪33‬حفة‬
‫اإلكرام و صحيفة األفضال و اإلنعام‪ ،‬على شيعة أئ ّمة اإلسالم عليهم السّالم‪ ،‬بنق‪33‬ل ح‪33‬ديث اف‪33‬تراق الم‪33‬ذكور المش‪33‬هور‪،‬‬
‫عن بعض‬

‫ص‪310 :‬‬

‫تفاسير أنفس هؤالء العا ّمة العمياء الملقّبة أيضا بالجمهور‪ ،‬ليكون أد ّل على ضالتهم ال ّدائمة فى ي‪3‬وم الطا ّم‪33‬ة الك‪3‬برى‪ ،‬و‬
‫أق ّر لعيون ال ّشيعة الحقّة من كحل الجواهر المرسل من جهتنا إليهم تترى‪.‬‬
‫و هو ما أورده بعض أعاظم مح ّدثينا البررة‪ ،‬نقال عن كتاب الحافظ مح ّمد بن موسى ال ّشيرازى غفر ل‪33‬ه فى الجم‪33‬ع بين‬
‫صحابى‪ ،‬و أحد الخ ّدام العش‪33‬رة ألب‪33‬واب‬ ‫األساطير العشرة‪ ،‬من تفاسيرهم المعتبرة‪ ،‬بأسناده المعنعن عن أنس بن مالك ال ّ‬
‫النّب ّى صلّى هّللا عليه و اله انّه قال‪ :‬كنّا جلوسا عند رسول هّللا صلّى هّللا علي‪3‬ه و ال‪3‬ه‪ ،‬فت‪3‬ذاكرنا رجال يص‪33‬لّى و يص‪33‬وم و‬
‫يتص ّدق و يز ّكى‪ ،‬فقال رسول هّللا صلّى هّللا عليه و ال‪33‬ه ال أعرف‪33‬ه‪ ،‬فبين‪33‬ا نحن فى ذك‪33‬ر الرّج‪33‬ل إذ طل‪33‬ع علين‪33‬ا‪ ،‬فق‪33‬ال ه‪33‬ا‬
‫هوذا‪ ،‬فنظر إليه رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله‪ ،‬و قال ألبى بكر خذسيفي و امض إلى هذا و اضرب عنق‪33‬ه‪ ،‬فانّ‪33‬ه أوّل‬
‫من يأتى من حزب ال ّشيطان‪.‬‬

‫فان رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم نهانا عن قت‪33‬ل المص‪33‬لّين‪،‬‬
‫فدخل أبو بكر المسجد فرآه راكعا‪ ،‬فقال هّللا ال أقتله ّ‬
‫فرجع إلى رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هّللا رأيت ال ّرجل راكعا‪ ،‬فقال رسول هّللا إجلس فلس‪33‬ت‬
‫بصاحبه‪ -‬قم يا عمرو خذ سيفى من يد أبى بكر و أدخل المسجد و اضرب عنقه‪ ،‬فق‪33‬ام عم‪33‬ر فأخ‪33‬ذ ّ‬
‫الس‪3‬يف من أبي بك‪33‬ر‬
‫فدخل المسجد فرأى ال ّرجل ساجدا فقال و هّللا ال أقتله‪ ،‬فرجع إلى رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم‪ ،‬فقال يا رس‪33‬ول‬
‫هّللا صلّى هّللا عليه و اله وجدت ال ّرجل ساجدا‪ ،‬فقال‪ :‬يا عم‪33‬ر إجلس فلس‪3‬ت بص‪33‬احبه‪ ،‬قم ي‪3‬ا عل ّى فانّ‪33‬ك قاتل‪3‬ه ان وجدت‪3‬ه‬
‫الس‪3‬الم فأخ‪3‬ذت الس‪3‬يف و دخلت المس‪3‬جد فلم أره‪،‬‬ ‫فاقتله فإنّ‪3‬ك إن قتلت‪3‬ه لم يق‪3‬ع بين أ ّم‪3‬تى اختالف أب‪3‬دا‪ ،‬ق‪3‬ال عل ّى علي‪3‬ه ّ‬
‫ان أ ّم‪33‬ة موس‪33‬ى اف‪33‬ترقت على إح‪33‬دى و‬ ‫فرجعت إلى رسول هّللا صلّى هّللا عليه و اله‪ ،‬فقلت ما وجدته؛ فقال يا أبا الحسن ّ‬
‫ان ا ّمة عيسى افترقت على اثنتين و سبعين فرقة؛ فرق‪33‬ة ناجي‪33‬ة و الب‪33‬اقون‬ ‫سبعين فرقة‪ ،‬فرقة ناجية و الباقية فى النّار و ّ‬
‫ان أ ّمتى ستفرق على ثالث و سبعين فرقة فرقة ناجية و الب‪33‬اقون فى النّ‪33‬ار‪ ،‬فقلت ي‪33‬ا رس‪33‬ول هّللا فمن الفرق‪33‬ة‬ ‫فى النّار و ّ‬
‫النّاجية‪ :‬فقال المتمسّك بما أنت و أصحابك عليه‪.‬‬

‫رجعت إلى ما كنت فيه ترجمة أحوال شيخنا المحقّق الطّوسى‪ ،‬ق ّدس سرّه الق ّدوسى‬

‫ص‪311 :‬‬

‫و ق‪33‬ال ّ‬
‫الش ‪3‬يخ أب‪33‬و القاس‪33‬م بن نص‪33‬ر البي‪33‬ان الفارس‪33‬ى األنص‪33‬ارى‪ ،‬من تالم‪33‬ذة األم‪33‬ير غي‪33‬اث ال‪ّ 3‬دين منص‪33‬ور الدش‪33‬تكى‬
‫ال ّشيرازى‪ ،‬فى كتابه الموسوم ب «سلّم السّموات» عن‪33‬د ذك‪33‬ره له‪33‬ذا الرّج‪33‬ل فى جمل‪33‬ة من ذك‪33‬ره في‪33‬ه من الحكم‪33‬اء أولى‬
‫المقامات و بعد ع ّده لجملة من مناقبه المسفورة‪ ،‬و معظم آثاره و مصنّفاته المشهورة‪ .‬كتاب «تذكرته» فى علم الهيئة و‬
‫شرحه الجديد على إشارات ال ّشيخ ال ّرئيس فى المنطق و الحكم‪33‬تين‪ ،‬و كت‪33‬اب متن «التّجري‪33‬د» فى علم الكالم و أص‪33‬ول‬
‫العقايد و لم يتع ّر ض فى شرحه على اإلشارات للقدح و الجرح فى كلمات المصنف‪ ،‬كما أنّه يقول و أنا هيهنا ش‪33‬ارح ال‬
‫جارح‪ ،‬بل هو بقدر اإلمكان فى مقام استحكام مطالبه و دف‪3‬ع اعتراض‪3‬ات ّ‬
‫الش‪3‬ارح الق‪3‬ديم علي‪3‬ه‪ ،‬و ق‪3‬د واف‪3‬ق فى تجري‪3‬د‬
‫الحكماء األقدمين فى القول بتر ّكب الجسم من أجزاء ال يتج ّزى‪ :‬و خ‪3‬الفهم في وج‪33‬ود الهي‪33‬والء إلى أن ق‪3‬ال‪ :‬و أورد فى‬
‫كتابه هذا برهانا على حدوث عالم األجسام به‪3‬ذه العب‪3‬ارة‪ :‬و األجس‪33‬ام كلّه‪3‬ا حادث‪33‬ة لع‪33‬دم انفكاكه‪3‬ا من جزئيّ‪33‬ات متناهي‪3‬ة‬
‫حادثة‪ ،‬فأنّها ال تخلو عن الحركة و السّكون‪ 3،‬و ك ّل منهما حادث‪ ،‬و هذا ظاهر‪.‬‬
‫و توقّف فى ه‪3‬ذا الكت‪33‬اب فى وج‪33‬ود العق‪33‬ل الفع‪33‬ال حيث ق‪3‬ال‪ :‬و أ ّم‪33‬ا العق‪33‬ل‪ ،‬فلم نج‪33‬د دليال على انتفائ‪33‬ه‪ ،‬و أدلّ‪33‬ة وج‪33‬وده‬
‫مدخولة‪ ،‬و قد ع ّد العقل فى مقام تقسيم الجوهر من جملة أنواع‪33‬ه و ق‪33‬د رأيت فى رس‪33‬الة غ‪33‬ير مش‪33‬هورة من‪33‬ه رحم‪33‬ه هّللا‬
‫أن الواح‪33‬د ال يص‪33‬در عن‪33‬ه إاّل الواح‪33‬د‪ ،‬و ر ّد علي‪33‬ه الفاض‪33‬ل‬
‫يثبت فيها وجود العقل قد أقام على ذلك برهانا مرجع‪33‬ه إلى ّ‬
‫ال ّدوانى فى بعض تعليقاته الّتى كتبها فى اواخر ال ّشريف انتهى‪.‬‬

‫صفا» فى ذكر أهل األجتباء و اإلصطفاء من بع‪33‬د التّرجم‪33‬ة ل‪33‬ه بم‪33‬ا ترجمن‪33‬اه ك‪33‬ان من حمل‪33‬ة‬
‫و قال صاحب «صحيفة ال ّ‬
‫عرش التّحقيق‪ ،‬فى الفلسفة و ال ّرياضى و الكالم‪ ،‬ولد سنة سبع و تسعين و خمسمأة‪ ،‬و ك‪33‬ان محبوس‪33‬ا فى حص‪33‬ن ال‪ّ 3‬ديلم‬
‫بأمر خورشيد شاه القرمطى‪ ،‬فل ّما غلبت التّرك عليه و قتلوه و أخذوا حصن ال ّديلم اطلق‪33‬وا الفيلس‪33‬وف اإللهى من الحبس‬
‫ص ة مع ابن الحاجب مجعولة لبعد بعيد بين زمانيهما‪.‬‬ ‫و أكرموه لعلمه بالنّجوم‪ ،‬و كان فى عداد و زرائهم‪ ،‬و ق ّ‬

‫ص‪312 :‬‬

‫توفّى فى الثّامن عشر من ذى الح ّجة سنة اثنين و سبعين و ستّمأة‪ ،‬و دفن بمقابر قريش‪.‬‬

‫له كتب معروفة فى العقليّات أشهرها رسالة «تجريد العقائد» إلى أن قال بعد تفصيله لس‪33‬اير مص‪3‬نّفات الرّج‪33‬ل‪ ،‬و ك‪33‬ان‬
‫جامعا بين مسلكى اإلستدالل و العرفان‪ ،‬و لل ّشيخ صدر ال ّدين القونوى مسائالت إليه‪ ،‬و له جواباتها قال فى فصوله بعد‬
‫اإلعتقاد األجمال ّى ما لفظه‪ :‬و هذا القدر فى معرفة هّللا و صفاته التى هى أعظم أصل من أص‪33‬ول ال‪ّ 3‬دين‪ ،‬ب‪33‬ل ه‪33‬و أص‪33‬ل‬
‫ال ّدين كاف إذ ال يعرف بالعقل أكثر منه‪ ،‬و ال يتيسّر فى علم الكالم التّجاوز عن‪3‬ه‪ ،‬إذ معرف‪3‬ة حقيق‪33‬ة ذات‪3‬ه المق ّدس‪33‬ة غ‪33‬ير‬
‫مقدورة لألنام و كمال اإللهيّة أعلى من أن تناله أي‪33‬دى الظّن‪33‬ون و األفه‪3‬ام‪ ،‬و ربوبيّت‪3‬ه أعظم من أن تتل‪3‬وّث ب‪3‬الخواطر و‬
‫األفهام‪ ،‬و الّذى تع ّرفه العقول ليس إاّل إنّه موجود إذ لو أضفناه إلى بعض ما عداه أو سلبنا عندنا ناف‪33‬اه خش‪33‬ينا أن يوج‪33‬د‬
‫له بسببه وصف ثبوتّى أو سلبى او يحصل له به نعت ذاتّى معنوى تعالى هّللا عن ذل‪33‬ك عل‪3‬وّا كب‪33‬يرا و من أراد اإلرتق‪33‬اء‬
‫أن ورائه شيئا هو أعلى من هذا المرام‪ ،‬فال يقص‪33‬ر ه ّمت‪33‬ه على م‪33‬ا أدرك‪33‬ه‪ ،‬و ال يش‪33‬غل‬‫عن هذا المقام‪ ،‬ينبغى أن يتحقّق ّ‬
‫عقله الّذى ملكه‪ ،‬بمعرفة الكثرة الّتي هى إمارة العدم‪ ،‬و ال يقف عند زخارفها الّتى هى زلّة الق‪33‬دم‪ ،‬ب‪33‬ل يقط‪3‬ع عن نفس‪33‬ه‬
‫العالئق البدنيّة‪ ،‬و يزيل عن خاطره الموانع الدنيويّة‪ ،‬و يضعف حواسّه و قواه الّتى بها ي‪33‬درك االم‪33‬ور الفاني‪33‬ة و يحبس‬
‫بالرياضة نفسه االمارة التى تشير إلى التّخيّالت الواهية‪ ،‬و يوجّه ه ّمته بكلّيتها إلى ع‪33‬الم الق‪33‬دس‪ ،‬و يقص‪33‬ر أمنيّت‪33‬ه على‬
‫نيل مح ّل ال‪3‬رّوح و األنس‪ ،‬و يس‪33‬أل بالخض‪33‬وع و اإلبته‪33‬ال من حض‪33‬رة ذى الج‪33‬ود و اإلفض‪33‬ال أن يفتح على قلب‪33‬ه ب‪33‬اب‬
‫خزائن رحمته‪ ،‬و ين ّور بنور الهداية الّذى وعده بعد مجاهدته‪ ،‬ليشاهد األسرار الملكوتيّة و اآلثار الجبروتيّة‪ ،‬و يكش‪33‬ف‬
‫فى باطنه الحقايق الغيبيّة و ال ّدقايق الفيضيّة إاّل ّ‬
‫أن ذلك قباء لم يخط على ق ّد ك ّل ذى ق ّد و نتايج ال يعلم مق ّدماتها ك‪ّ 33‬ل ذى‬
‫الس‪3‬الكين لطريق‪33‬ة المس‪33‬تحقين لتوفيق‪3‬ه‪ ،‬المس‪33‬تعذين ألله‪33‬ام‬‫ج ّد بل ذلك فض‪33‬ل هّللا يؤتي‪3‬ه من يش‪3‬اء جعلن‪33‬ا هّللا و إيّ‪3‬اكم من ّ‬
‫تحقيقه؛ المستبصرين بتجلّى هدايته و تدقيقه‪ ،‬إلى أن قال بعد نقله عبارة اجازة العاّل مة رحمه هّللا في حقّه‪ ،‬و بيان جملة‬
‫من أشعاره العربيّة الّتى ذكرناها‬

‫ص‪313 :‬‬
‫يروي عن ع ّدة من المشايخ‪ ،‬منهم ال ّشيخ بن ميثم البحران ّى‪ ،‬و ال ّشيخ معين ال ّدين المصرى‪ ،‬و الشيخ فري‪33‬د ال ‪ّ 3‬دين دام‪33‬اد‬
‫النيسابورىّ‪.‬‬

‫و يروى عنه جماعة منهم‪ :‬العاّل مة الحلّى‪ ،‬و السيّد عبد الكريم بن طاوس‪ ،‬و قطب ال ّدين مح ّمد بن مس‪33‬عود ّ‬
‫الش ‪3‬يرازى‪،‬‬
‫و شهاب ال ّدين ابو بكر الكازرونى «صحّ» بمعنى أنّه ثقة صحيح الحديث‪.‬‬

‫اقول و أنّما خصّ كتابه «الفصول» بالنّقل عنه لما فيه من الدالل‪33‬ة على م‪33‬ا ا ّدع‪33‬اه من ك‪33‬ون الرّج‪33‬ل جامع‪33‬ا بين مس‪33‬لكى‬
‫ان كتابه المذكور أحس‪3‬ن م‪3‬ا كتب فى ه‪3‬ذا الش‪3‬أن‪ ،‬و أتقن م‪3‬ا أثبت ب‪3‬ه األص‪3‬ول‬ ‫ان اإلنصاف ّ‬‫االستدالل و العرفان‪ ،‬مع ّ‬
‫الخمسة على أتّم نظم و أقوم برهان و لكن المصنّف المرح‪33‬وم كتب‪3‬ه فارس‪3‬يّا مث‪3‬ل أك‪33‬ثر مص‪3‬نّفاته‪ ،‬النّ‪3‬ه ك‪3‬ان س‪33‬اكنا فى‬
‫الديار العجمية اغلب زمانه و أوقاته‪ ،‬و انّما نقله إلى العربيّة قريبا من عصر المصنّف شيخنا المحقّق المتقن المنص‪33‬ف‬
‫ى المنشأ و المولد‪ ،‬كم‪33‬ا اس‪33‬تفيد لن‪33‬ا‬ ‫ركن الملّة و ال ّد ين محمد بن على الفارسى الجرجانى األصل و المحتد و األسترآباد ّ‬
‫ى الحلّى االتى ذك‪33‬ره و‬ ‫الش‪3‬يخ مق‪33‬داد بن عب‪33‬د هّللا الس‪33‬يور ّ‬
‫من شرحه الرّشيق الّذى كتبه على سبيل التّحرير و التحقي‪33‬ق‪ّ ،‬‬
‫ترجمته انشاء هّللا ‪ -‬فيما وجدنا النّسبة إليه رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬على ظه‪33‬ر بعض نس‪33‬خة الّ‪33‬ذى ش‪33‬اهدناه‪ ،‬و في‪33‬ه أيض‪33‬ا ّ‬
‫أن قلم ه‪33‬ذا‬
‫ال ّشارح المؤيّد المسدد خدم بشرحه ذلك حباب صاحب البلد و الملك األوح‪33‬د األمج‪33‬د و ال‪3‬رّئيس األج‪ّ 3‬ل األنجب األرش‪33‬د‬
‫األسعد األمير جالل الدين أبى المعالى عل ّى بن شرف ال ّدين المرتضى العلو ّ‬
‫ى الحسينى اآلوى‪ ،‬و س ّماه من ه‪33‬ذه الجه‪33‬ة‬
‫و العلّة الغائية ب «األنوار الجالليّة للفصول النصيريّة»‪.‬‬

‫هذا و من جملة من ذكر أحوال ال ّرجل أيضا هو ال ّشيخ قطب الدين مح ّمد االشكور ّ‬
‫ى فيما نقل عن كتابه الكبير الفارس ّى‬
‫المتّسم ب «محبوب القلوب» و المشتمل كما حكى عن وضعه المرغوب‪ ،‬على ك ّل غضّ مطل‪33‬وب‪ ،‬و كأنّ‪33‬ه ه‪33‬و ّ‬
‫الش‪3‬يخ‬
‫قطب ال‪33‬دين مح ّم‪33‬د بن مح ّم‪33‬د الب‪33‬ويه ّى ال ‪3‬رّازى‪ -‬اآلتى ذك‪33‬ره و ترجمت‪33‬ه إنش‪33‬اء هّللا فى القس‪33‬م الثّ‪33‬انى‪ -‬ص‪33‬احب كت‪33‬اب‬
‫«المحاكمات» و غيره‪.‬‬

‫ص‪314 :‬‬

‫أو المولي قطب ال ّدين مح ّمد بن عل ّى الشريف الاّل هيج ّى المنتسب إليه فى «األم‪33‬ل» مص‪3‬نّفات منه‪33‬ا «رس‪33‬الة فى الع‪33‬الم‬
‫المثالى» كما استظهره بعض أفاضل إخوانى األهالى حفظه هّللا من نوائب األيّام و الليالى إلى أن اعثر إنشاء هّللا تع‪33‬الى‬
‫على كتابه المحبوب المذكور‪ ،‬فأعرف باكثر من اسمه و لقبه و نس‪33‬بته إلى اش‪33‬كور‪ ،‬و بالجمل‪33‬ة فتلخيص م‪33‬ا ذك‪33‬ره ه‪33‬ذا‬
‫ال ّشيخ األمين و ق ّر ره أيضا صاحب «مجالس المؤمنين» بناء على ما أخبره صاحب «لؤلؤة البح‪33‬رين» ّ‬
‫ان ه‪33‬ذا الرّج‪33‬ل‬
‫صة جنابه فى البين‪ ،‬كان فاضال محقّقا رانت له رقاب األفاضل من المخالف و المؤالف‪ ،‬فى خدمته لدرك‬ ‫اإلمام الّذى ق ّ‬
‫المطالب المعقولة و المنقولة‪ ،‬و خضعت جباه الفحول فى عتبت‪3‬ه ألخ‪3‬ذ المس‪3‬ائل الفروعيّ‪3‬ة و األص‪3‬وليّة‪ ،‬و ق‪3‬د تل ّم‪3‬ذ فى‬
‫المعقوالت على استاده فريد ال ّدين داماد النّيسابورى‪ ،‬عن السيّد صدر ال ّدين السّرخسى‪ -‬نسبة إلى بلدة يقال لها س‪3‬رخس‬
‫و هو أخذ عن أفضل ال ّدين الغيالنّى‪ ،‬من أهل غيالن و هو تلميذ أبى العبّاس اللوكوى نسبته إلى بالد يق‪33‬ال له‪33‬ا‪ :‬لوك‪33‬وو‬
‫ى من تالمذة بهمنيار؛ و هو من تالمذة الشيخ أبى عل ّى ال ّرئيس‪ ،‬و قد قرأه ّ‬
‫الش ‪3‬يخ الم‪33‬ذكور كت‪33‬اب «اإلش‪33‬ارات»‬ ‫اللوكو ّ‬
‫على استاده فريد الدين المتق ّدم بالسّند المتّصل بمصنّفه المذكور‪ ،‬و قد شرحه المحقّق بعد ذلك‪ ،‬و كان فراغه من شرحه‬
‫فى أواسط شهر صفر سنة أربعين و ّ‬
‫ست مأة‪.‬‬

‫و أ ّما فى المنقول فانّه تل ّمذ على أبيه مح ّمد بن الحسن‪ ،‬و أبوه تلميذ فضل هّللا الراوندى‪ ،‬و هو تلميذ السيّد المرتضى‪ ،‬و‬
‫ال ّشيخ الطّوس ّي‪.‬‬

‫الس‪3‬بت ح‪3‬ادى عش‪3‬ر جم‪3‬ادى األولى وقت طل‪3‬وع ّ‬


‫الش‪3‬مس س‪3‬نة س‪3‬بع و تس‪3‬عين و‬ ‫و كان مول‪3‬ده بمش‪3‬هد ط‪3‬وس فى ي‪3‬وم ّ‬
‫خمسمأة‪ ،‬و نشأ بها‪ ،‬و اشتغل بالتّحصيل؛ و قرء على المشايخ‪ -‬المتق ّدم ذك‪33‬رهم‪ ،‬ث ّم اختلج فى خ‪33‬اطره ّ‬
‫الش‪3‬ريف ت‪33‬رويج‬
‫مذهب اهل البيت عليهم‪ -‬السالم؛ إاّل أنّ‪33‬ه بس‪33‬بب خ‪33‬روج المخ‪33‬الفين فى بالد خراس‪33‬ان و الع‪33‬راق م‪33‬ع اش‪33‬تهار مذهب‪33‬ه‪ ،‬و‬
‫انتشار صيت فضله و كماالته‪ ،‬قد توارى فى زاوية التقيّة و اإلختفاء فى األط‪33‬راف‪ ،‬حتّى علم بأحوال‪3‬ه ال‪3‬رّئيس ناص‪3‬ر‬
‫ال ّدين محتشم حاكم قوهستان‪ ،‬من أفاضل ال ّزمان‪ ،‬و‬

‫ص‪315 :‬‬

‫و أعاظم وزراء عالء ال ّدين مح ّمد بن جالل ال ّدين حسن ملك اإلسماعيليّة؛ فو ّجه بلطايف الحي‪3‬ل إلى المحقّ‪3‬ق المزب‪3‬ور‪،‬‬
‫ليتش ّرف بصحبته‪ ،‬و اغتنم المحتشم صحبته‪ ،‬و استفاد منه ع ّدة فوائد‪.‬‬

‫و صنّف المحقّق «األخالق الناصريّة»‪ ،‬و س ّماه باسمه‪ ،‬و مكث عنده زمانا‪ ،‬و ل ّما ك‪33‬ان مؤيّ‪33‬د ال‪ّ 3‬دين العلقمى الّ‪33‬ذى ه‪33‬و‬
‫من أكابر الشيعة فى ذلك ال ّزمان وزير المستعصم الخليفة العبّاسى فى بغداد‪ ،‬أراد المحقّق دخول بغداد و معارضته بما‬
‫اختلج بخاطره من ترويج المذهب الح ّ‬
‫ق بمعاونة الوزير المذكور‪ ،‬و أنشأ قصيدة عربيّة فى مدع المستعصم الخليف‪33‬ة‪ ،‬و‬
‫كتب كتابا؛ إلى العلقمى الوزير ليعرض القصيدة على الخليفة‪ ،‬و ل ّما علم ابن العلقمى فضله و نبله و رش‪33‬ده‪ ،‬خ‪33‬اف من‬
‫أن نص‪33‬ير ال‪ّ 3‬دين الطّوس‪33‬ى ق‪33‬د ابت‪33‬دأ بإرس‪33‬ال‬
‫قربه للخليف‪33‬ة أن تس‪33‬قط منزلت‪33‬ه عن‪33‬د المستعص‪33‬م فكتب س‪3‬رّا إلى المحتش‪33‬م ّ‬
‫المراسالت و المكاتبات عند الخليفة‪ ،‬و أنشأ قصيدة فى مدحه فارسلها حتّى أعرضها عليه و أراد الخ‪33‬روج من عن‪33‬دك؛‬
‫و هذا ال يوافق ال ّرأى فال تغفل عن هذا‪.‬‬

‫فل ّما ق‪3‬رأ المحتش‪3‬م كتاب‪3‬ه حبس المحقّ‪3‬ق‪ ،‬فل ّم‪3‬ا أراد الخ‪3‬روج إلى عالء ال‪ّ 3‬دين مل‪3‬ك اإلس‪3‬ماعيليّة حص‪3‬ن الم‪3‬وت ص‪3‬حب‬
‫المحقّق معه محبوسا‪ ،‬فمكث المحقّ‪33‬ق عن‪33‬د المل‪33‬ك و ك‪33‬ان اك‪33‬ثر أه‪33‬ل ذل‪33‬ك الحص‪33‬ن من المالح‪33‬دة و اق‪33‬ام الخواج‪3‬ة معهم‬
‫ضرورة م ّدة‪ ،‬و كتب هناك ع ّدة من الكتب منها «تحرير المجسط ّى» و فيه ح ّل ع ّدة من المسائل الهندسيّة‪.‬‬

‫ث ّم ل ّم ا قرب إيلخان المشهور بهالكو خان‪ ،‬من أوالد چنگيز بقالع اإلسماعيليّة لفتح تل‪33‬ك البالد‪ ،‬خ‪3‬رج ول‪33‬د المل‪33‬ك عالء‬
‫ال ّدولة من القلعة باشارة المحقّق سرّا‪ .‬و اتّصل بخدمة هالكو خان‪ ،‬فل ّما استش‪3‬عر هالك‪33‬و خ‪3‬ان كون‪3‬ه لج‪33‬أ عن‪33‬ده باش‪33‬ارة‬
‫المحقّق و مشورته‪ ،‬و افتتح القلعة‪ ،‬و دخلها أكرم المحقّق غاية اإلكرام و اإلع‪33‬زاز‪ ،‬و ص‪33‬حبه و ارتكب األم‪33‬ور الكليّ‪33‬ة‬
‫حسب رأيه و إجازته‪ ،‬فرغبه المحقّق‪ -‬ق ّدس س ّره‪ -‬فى تسخير عراق العرب فعزم هالكو خان على فتح بغداد‪ ،‬و س‪ّ 33‬خر‬
‫البالد و النّواحى‪ ،‬و‬
‫ص‪316 :‬‬

‫استأصل الخليفة المستعصم العبّاسى‪ ،‬ث ّم أمر هالكو خ‪3‬ان بالرّص‪3‬د و اخت‪3‬ار محروس‪3‬ة مراغ‪33‬ة من اعم‪33‬ال ت‪3‬بريز لبن‪33‬اء‬
‫ال ّرصد‪ ،‬فرصد فيه و استنبط ع ّدة من اآلالت الرصديّة‪،‬‬

‫و كان من أعوانه على ال ّرصد من العلماء و تالميذه جماعة ارسل اليهم الملك هالكو خ‪3‬ان‪ ،‬منهم الع‪33‬الم األعلم العاّل م‪33‬ة‬
‫قطب ال ّدين محمود ال ّشيرازى‪ ،‬صاحب «شرف األشراف» و «الكليّات» و هو فاضل حسن الخلق و السّيرة‪ ،‬مبرّز فى‬
‫جميع أجزاء الحكمة‪ ،‬محقّق مدقّق مفيدا و مستفيدا فى صحبة المحقّق الطّوسى‪ 3،‬و مؤيّد ال‪33‬دين العروض‪33‬ى ال ّدمش‪33‬قى‪ ،‬و‬
‫كان متبح ّرا فى الهندسة و آالت الرّصد‪ ،‬توفّى بمراغة فجأة فى سنة أرب‪33‬ع و س‪3‬تّمأة‪ ،‬و فخ‪33‬ر ال‪ّ 3‬دين ك‪33‬ان طبيب‪33‬ا فاض‪33‬ال‬
‫حاذقا‪ ،‬و نجم ال ّدين الكاتب القزوينى المتق ّدم إلى ذكره اإلشارة‪ -‬فى باب المعمرين من ه‪33‬ذا الكت‪33‬اب‪ ،‬و ك‪33‬ان فاض‪33‬ال فى‬
‫الحكمة و الكالم‪ ،‬و محيى ال ّدين األخالطى و كان فاضال مهندسا متبحرا فى العلوم الرياضية و مح‪33‬يى ال‪33‬دين المغ‪33‬ربي‬
‫و كان مهندسا فاضال فى العلوم الرياضيّة‪ ،‬و اعمال ال ّرصد‪ .‬و نجم ال ّدين الكاتب البغ‪33‬دادىّ‪ ،‬و ك‪33‬ان فاض‪33‬ال فى أج‪33‬زاء‬
‫ال ّرياضى و الهندسة و علم ال ّرصد‪ ،‬كاتبا مص ّو را‪ ،‬و كان من احسن الخالئق خلقا و ضبطوا حركات الكواكب‪ ،‬و مات‬
‫المحقّق الخواجة‪ ،‬و بان النّقص فى كتاب ال ّزيج‪ ،‬و لنقصهم عن ذلك لم يت ّمموه انتهى‪.‬‬

‫و كان من قلّة وفاء المل‪3‬وك الجب‪3‬ابرة‪ ،‬و ش‪ّ 3‬دة جف‪3‬ائهم ب‪3‬الراكنين إلى م‪3‬و ّدتهم الب‪3‬ائرة‪ ،‬و س‪3‬رعة قب‪3‬ولهم لس‪3‬عاية ّ‬
‫الس‪3‬عاة‬
‫األراذل‪ ،‬و لو فى حق األفاضل‪ ،‬و السّلوك مع أهالى اإلحس‪3‬ان إليهم على خالف م‪3‬ا يخيّل‪3‬ه اإلنس‪3‬ان الغاف‪3‬ل‪ ،‬ص‪3‬در م‪3‬ا‬
‫صدر من النّاصر المحتشم‪ ،‬بالنسبة إلى جنابه المحترم‪ ،‬حسبما عرفته من هذه العب‪33‬ارة على التّفص‪33‬يل‪ ،‬و من جمل‪33‬ة م‪33‬ا‬
‫يشهد بما ذكرناه من التّوجيه و التّعليل‪ ،‬مضافا إلى قيام التجربة عليه فى ك ّل جيل‪ ،‬بحيث جعل‪33‬ه بعض أه‪33‬ل المعرف‪33‬ة و‬
‫ال ّديان‪33‬ة من‪33‬اط الف‪33‬رق بين الحبّ فى هّللا و الحب من جه‪33‬ة غ‪33‬يره س‪33‬بحانه‪ ،‬ف‪33‬اثبت ّ‬
‫أن األوّل من قبي‪33‬ل ت‪33‬رفيالت األنبي‪33‬اء‬
‫لالولياء ال انفصام لها‪ ،‬و الثّانى من قبيل تشريفات ملوك ال ّدنيا لم يوافق آخرها ا ّولها‪ ،‬هو ما ذكره بعض أرب‪33‬اب ّ‬
‫الس‪3‬ير‬
‫المعتبر من ّ‬
‫إن السّلطان هالكو خان المذكور أيضا لم يبق مع حضرة الخواجة على ما كان‪ ،‬بل تغيّر عليه قلبه و وجهه‬
‫فى عين زمن اشتغاله بأمر‬

‫ص‪317 :‬‬

‫ان الملك كان ذات يوم فى صف السالم و الصّالء العا ّم‪ ،‬يذكر جنابه المق‪ّ 33‬دس‬ ‫الرّصد‪ ،‬و انحطّت مرتبته من لديه فاتّفق ّ‬
‫ببعض المساوى‪ ،‬و يظهر عنه ال ّش كاية مع رجال الدولة و يعدد خياناته معه مع إذ حضر ذل‪33‬ك الجن‪33‬اب عن‪33‬ده‪ ،‬فل ّم‪33‬ا رآه‬
‫الملك صرف عنه وجهه‪ ،‬و أظهر الكراهة من لقائه‪ ،‬ث ّم التفت إليه بعد طويل من ال ّزمان‪ ،‬و قال له هونا عليك يا رج‪33‬ل‬
‫إن أمر ال ّرصد يبقى بفقدك بائرا لرأيت انى كنت بقتل‪3‬ك آم‪3‬را و لهتك‪3‬ك ش‪3‬اهرا‪ ،‬و‬ ‫مهال يا فالن‪ ،‬و حذرا و سكونا فلوال ّ‬
‫أن قطب ال ّدين ال ّشيرازى كان ث ّمة حاضرا ناظرا‪ ،‬فل ّما سمع بعتابات الملك مع حضرة الخواج‪33‬ة‪ ،‬اغتنم الفرص‪33‬ة و‬‫قيل ّ‬
‫قال من ش ّدة عداوته الباطنيّة معه أنا إلتمام أمر ال ّزيج إن كان ال‪3‬رّاى المب‪33‬ارك يقتض‪33‬ى ش‪33‬يئا فى ح‪33‬ق الرّج‪33‬ل فلم يجب‪33‬ه‬
‫الملك بشىء‪ ،‬و قام و تف ّرق المجلس‪ ،‬فل ّما خرجوا و تالقى الخواجة المرحوم مع القطب ال ّشيرازى فى الطّريق‪ ،‬قال له‬
‫على سبيل التّجاهل عن سوء قصده و مكنون حسده و حق‪33‬ده‪ ،‬أم‪33‬ا اتّقيت هّللا فى س‪33‬فك دمى بي‪33‬دى ه‪33‬ذا المغ‪33‬ولى المتقلّب‬
‫القتّال‪ ،‬حتّى واجهته بمثل ما جئت من المقال‪ ،‬و هو ال يدرى بانّك أردت به الهزل و المفاكه‪33‬ة‪ ،‬دون الج‪ّ 3‬د و المباده‪33‬ة‪،‬‬
‫ى ح ّد لى فى المبادرة إلى غ‪33‬ير الج ‪ّ 3‬د بمحض‪33‬رك أو غياب‪33‬ك‪،‬‬
‫فقال القطب‪ :‬و كيف لى بالهزل و المفاكهة مع جنابك‪ ،‬و أ ّ‬
‫مع ّرضا عليه رحمه هّللا بأنّه ما فعل ذلك إاّل عن قصد و عداوة و بغض شديد‪ ،‬و ال يبالى من أن يفعل ب‪33‬ه الخواج‪33‬ة بع‪33‬د‬
‫ذلك ما يريد‪.‬‬

‫أقول و هذه الحكاية ينافى بظاهر ما يقتضيه التّوافى كون قطب ال ّدين الشيرازى المعهود الّ‪33‬ذى ه‪33‬و يس‪ّ 3‬مى بمحم‪33‬ود بن‬
‫ّ‬
‫التعص‪3‬ب‬ ‫مسعود تلميذا لموالنا الخواجة و أخذا منه سيره و منهاجه‪ ،‬إاّل أنه ليس ب‪33‬أوّل ق‪33‬ارورة كس‪33‬رت فى اإلس‪33‬الم و‬
‫على المذهب مذهبه للوفاء من األيّام كم‪3‬ا ق‪3‬د نق‪3‬ل مث‪33‬ل ه‪3‬ذه الخيان‪33‬ة أيض‪3‬ا عن تلمي‪33‬ذه اآلخ‪3‬ر نجم ال‪ّ 3‬دين عل ّى بن عم‪33‬ر‬
‫المعروف بدبيران صاحب متن «الشمسيّة» و كتابى «حكم‪33‬ة العين» و «ج‪33‬امع ال‪ّ 3‬دقائق» و غيره‪33‬ا‪ ،‬و أنّ‪33‬ه س‪33‬أل يوم‪33‬ا‬
‫حضرة الخواجة و هو فى معركة القت‪33‬ال‪ ،‬واض‪33‬عا إح‪33‬دى رجلي‪33‬ه على الرّك‪33‬اب و األخ‪33‬رى على األرض‪ ،‬عن أربعم‪33‬أة‬
‫مسألة من المعضالت المشكالت الكالميّة العلميّة‬

‫ص‪318 :‬‬

‫ق بعد ما كان من المائلين إلي‪33‬ه‪،‬‬‫فأجابها جميعا فى مقدار نصف ساعة تقريبا؛ فصار هذا سببا النحرافه عن المذهب الح ّ‬
‫بل الثّابتين عليه‪ ،‬و وسوس إليه ال ّشيطان بأن يقول فى نفسه إذا كان الرّجل به‪33‬ذه المثاب‪3‬ة من الفهم و ال‪3ّ 3‬ذكاء و الحف‪3‬ظ و‬
‫اإلحتواء فلعلّه ليس عل ّى أيضا أمر المذهب بأمثال هذه األمور نعوذ باهّلل من سوء المنقلب و تقلبات ال ّدهر الغرور‪.‬‬

‫ان من جملة حكايات صاحب التّرجمة‪ ،‬برواية صاحب «المقامع» انّه رحمه هّللا كان فى سفر من األسفار‪ ،‬ق‪33‬د ركب‬ ‫ث ّم ّ‬
‫سفينة فيها ثالثون رجال‪ ،‬نصفهم من المسلمين‪ ،‬و نص‪33‬فهم من اليه‪33‬ود‪ ،‬ف‪33‬اتّقو أن تالطمت األم‪33‬واج‪ ،‬و اش‪33‬رفت الس‪33‬فينة‬
‫علي الغرق‪ ،‬و اتّفقت آراء أهل الس‪33‬فينة على أن يس‪33‬اهموا فمن اخرجت‪33‬ه القرع‪33‬ة ألق‪33‬وه فى البح‪33‬ر إلى أن يبل‪33‬غ آخ‪33‬رهم‪،‬‬
‫فاحتال موالنا الخواجة فى ذلك‪ ،‬و أجلس الساكنين بها فى حوزة م‪33‬دوّرة ك‪33‬ان بع‪33‬د ك‪ّ 3‬ل أربع‪33‬ة من مس‪33‬لميهم خمس‪33‬ة من‬
‫ى واحد‪ ،‬فل ّما أخذوا فى المساهمة جعلوا يع ّدون تسعة تس‪33‬عة‪ ،‬و يلق‪33‬ون التّاس‪33‬ع منهم فى‬
‫اليهود‪ ،‬ث ّم بعد ك ّل مسلمين يهود ّ‬
‫اليم ّم ‪ ،‬فهلك بهذه الحيلة جميع يهود السفينة‪ ،‬و بقى المسلمون سالمين‪ ،‬و قد ذكر ه‪33‬ذه الحكاي‪33‬ة فى ج‪33‬واب من س‪33‬أله عن‬
‫ترجمة هذه األبيات‪.‬‬

‫دو رومي أبا يك عراقى بسنج‬ ‫ز تركان چهاروز هندوى پنج‬

‫دو باز و سه زاغ و يكى چون سهيل‬ ‫سه روز و سه شب يك نهار و دو ليل‬

‫ز نه نه شمردن برافتد يهود‬ ‫دو ميغ و دو ماه و يكى همچو دود‬

‫ث ّم قال رحمه هّللا ‪ :‬و هذه من جملة كرامات الخواجة رحمه هّللا ‪.‬‬
‫و بعضهم أشار إلى هذه المتق ّدمة بقوله شعرا‪:‬‬

‫ازلت فما خفت من شامت‬ ‫فل ّما فتنت بلحظ له‬

‫و قال بعضهم أيضا‪:‬‬

‫و يحفظ ال ّ‬
‫ضيف حيث كانا‬ ‫و هّللا يقضى بك ّل يسر‬

‫و مرادهم من الحروف الخالية من النقط‪ :‬المسلمون‪ ،‬و من ذوات النقط منها‬

‫ص‪319 :‬‬

‫اليهود انتهى كالم المقامع‪.‬‬

‫و منها أيضا برواية صاحب «الكشكول» أنّه ق ّدس س ّره كتب بعد فتح بغداد إلى أمير حلب‪ :‬أ ّما بعد فقد نزلنا بغداد س‪33‬نة‬
‫ق عليه القول فأخذناه أخ‪33‬ذا وبيال‪،‬‬ ‫المنذرين‪ ،‬فدعونا مالكها إلى طاعتنا‪ ،‬فأبى فح ّ‬
‫ّ‬ ‫خمس و خمسين و ستّمأة‪ ،‬فسآء صباح‬
‫و قد دعوناك إلى طاعتنا‪ ،‬فان أتيت فروح و ريحان و جنّة نعيم‪ ،‬فان أبيت فال سلّطّن منك عليك؛ فال تكن كالباعث عن‬
‫حتفه بظلفه‪ ،‬و الجاذع مارن أنفه بكفّه و السّالم‪.‬‬

‫و توفّى رحمه هّللا فى دار السّالم بغداد آخر نهار اإلثنين المطابق لي‪33‬وم عي‪33‬د الغ‪33‬دير المب‪33‬ارك من ش‪33‬هور س‪33‬نة إثن‪33‬تين و‬
‫ست مأة‪ ،‬عن سبعة أشهر و خمس و سبعين سنة‪.‬‬ ‫سبعين و ّ‬

‫و دفن بالمشهد الكاظمى على مشرّفيه السّالم فى سرداب‪ ،‬و وجدوه هناك مرتّبا معيّن‪3‬ا‪ ،‬و بالغض‪3‬ارات الملبن‪3‬ة المنقش‪3‬ة‬
‫باأللوان مزيّنا‪ ،‬مكتوبا عليه هذا قبر قد ا ّدخره النّاصر باهّلل العبّاسى لنفسه‪ ،‬فلم يجعل‪33‬ه هّللا ل‪33‬ه ألنّ‪33‬ه دفن فى الرّص‪33‬افة‪ ،‬و‬
‫نقشوا على لوح ذلك المرقد المنوّر الّذى ما له فى ال ّشرف و الكرام‪33‬ة من مزي‪33‬د‪ ،‬حين دفن في‪33‬ه‪ :‬ه‪33‬ذا الم‪33‬ولى العمي‪33‬د‪ ،‬و‬
‫الملك ال ّر شيد‪ ،‬بتقدير إلهنا العزيز الحميد‪ ،‬و كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد‪.‬‬

‫و نقل انّه قيل لسره فى مرض موت‪3‬ه أال توص‪3‬ى على حم‪3‬ل جس‪3‬دك إلى مش‪3‬هد النّج‪3‬ف األش‪3‬رف األطه‪3‬ر؛ فق‪3‬ال ال ب‪3‬ل‬
‫استحيى من وجه سيّدى اإلمام الهمام موسى بن جعفر عليهم‪33‬ا الس‪33‬الم‪ ،‬إن ام‪33‬ر بنق‪33‬ل جس‪33‬دى من أرض‪33‬ه المق ّدس‪33‬ة‪ ،‬إلى‬
‫موضع آخر‪ .‬و قد م ّر نظير وقوع هذه الكيفيّة لشيخنا المفيد‪ ،‬و ما نك ّرر ذكر ذل‪33‬ك و ال نعي‪33‬د‪ ،‬ألنّ‪33‬ه من النّ‪33‬اظرين غ‪33‬ير‬
‫أن لقب نصير ال ّدين لجماعة من علمائنا المج‪ّ 3‬دين اش‪33‬ير إلى أس‪33‬مائهم الف‪33‬اخرة‪ ،‬فى ذي‪33‬ل ترجم‪33‬ة عل ّى بن‬
‫بعيد‪ ،‬ث ّم ليعلم ّ‬
‫الطوسى مع زيادة بسط فيها بالنّسبة إلى نصير ال ّدين القاشى المعاصر‪ ،‬لصاحب العن‪33‬وان علي‪33‬ه و عليهم الرّحم‪33‬ة‬ ‫حمزة ّ‬
‫و الرضوان‪ ،‬من هّللا الملك المنّان‪.‬‬
‫ص‪320 :‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ 589‬السيد السند الفاضل الجليل رضى الدين محمد بن محمد بن زين الدين بن الداعى العلوى الحسينى االوى‬

‫الراوى عن السيّد بن طاوس الحسنى‪ ،‬و والد السيّد كمال ال ّدين المرتضى حسن ابن مح ّم‪33‬د بن مح ّم‪33‬د الحس‪33‬ينى اآلوى‪،‬‬
‫ى عن المحقّق الحلّى‪ ،‬و الخواجه نصير ال ّدين مح ّمد الطّوسى‪ -‬ق ّدس سرّهما الق ّدوسى‪ -‬و اآلتى ذكره متّصال به‪33‬ذه‬
‫الراو ّ‬
‫التّرجمة‪ ،‬فى ذيل مشايخ السيّد بن معية الحسنى الديباجى‪.‬‬

‫كان من أجاّل ء العلماء و السّادات‪ ،‬و أفاضل المح ّدثين الثّقاة‪ ،‬و أعاظم مشايخ اإلجازات‪ ،‬و كذلك ولده العظيم ال ّشأن‪ ،‬و‬
‫والده و ج ّده المح ّمدان المتق ّدمان‪ ،‬بل ج ّد أبيه الملقّب بزين الفريد‪ ،‬و المصحّف فى بعض المواض‪3‬ع بمزي‪3‬د‪ ،‬و ج‪ّ 3‬د ج‪33‬ده‬
‫المشتهر بالسيّد ال ّداعى الحسنى‪ ،‬و كأنّه المترجم فى فهرست ال ّشيخ منتجب ال ّدين القم ّى بعنوان الس ‪3‬يّد أبى الخ‪33‬ير داعى‬
‫بن الرّضا بن مح ّمد بن العلو ّ‬
‫ى الحسينى مع قوله فى وصفه فاضل‪ ،‬مح‪33‬دث‪ ،‬واع‪33‬ظ ل‪33‬ه كت‪33‬اب «آث‪33‬ار االب‪33‬رار و أن‪33‬وار‬
‫االخيار» فى االحاديث اخبرنا به السيد االصيل المرتضى بن المجتبى بن العلوى العمرى عنه‪ ،‬و ه‪33‬و غ‪33‬ير الس ‪3‬يّد أبى‬
‫الفضل ال ّداعى بن عل ّى الحسينى السيّدى‪ ،‬الّذى هو من مشايخ ابن شهر‪ -‬آشوب المازندرانى‪.‬‬

‫الص‪3‬ورة‪ :‬الس‪3‬يّد رض‪3‬ى ال‪ّ 3‬دين مح ّم‪3‬د بن مح ّم‪3‬د اآلوى‬


‫هذا و قد ذكر صاحب العنوان فى كتاب «امل اآلمل» مرّة بهذه ّ‬
‫ى الحسينى‪ ،‬فاضل جليل فقيه يروي عن أبيه مح ّمد عن ج ّده مزيد عن ج ّد أبيه الفقيه ال ّداعى‪ ،‬عن أبى الصّالح‪ ،‬و‬
‫العلو ّ‬
‫ابن البراج‪ ،‬و الشيخ الطوسى‪ ،‬كلّهم‪ ،‬و يروي عن ابن طاوس‪.‬‬

‫و م ّرة أخرى بعنوان السيّد رضى ال ّدين مح ّمد بن مح ّمد بن مح ّمد بن زين الدين بن‬

‫______________________________‬
‫(*) ل‪33‬ه ترجم‪33‬ة فى‪ :‬ام‪33‬ل االم‪33‬ل ‪ ،303 3 :2‬ريحان‪33‬ة االدب ‪ ،65 3 :1‬فوائ‪33‬د الرض‪33‬وية ‪ ،622‬الك‪33‬نى و االلق‪33‬اب ‪،9 3 :2‬‬
‫المستدرك ‪444 :3‬‬

‫ص‪321 :‬‬

‫الش‪3‬يخ الطّوس‪33‬ى‪ .‬و الس‪3‬يّد‬


‫ال ّداعى الحس‪33‬ينى؛ ملحوق‪33‬ا بجمل‪33‬ة قول‪33‬ه ي‪3‬روي عن آبائ‪33‬ه األربع‪33‬ة ب‪3‬التّرتيب أب عن أب عن ّ‬
‫المرتضى‪ ،‬و ساّل ر‪ ،‬و ابن البرّاج‪ ،‬و أبى الصّالح‪ ،‬و تق ّدم ابن مح ّمد اآلوى فتا ّمل‪.‬‬

‫و فيه أيضا فى باب ال ّزاى مع النّون السيّد زين بن ال ّداعى الحسينى‪ ،‬فاضل عالم يروي عن ال ّشيخ و المرتض‪33‬ى‪ ،‬و من‬
‫عاصرهما‪.‬‬

‫‪ )*( 130‬له ترجمة فى‪ :‬امل االمل ‪ ،303 :2‬ريحانة االدب ‪ ،65 :1‬فوائد الرضوية ‪ ،622‬الكنى و االلقاب ‪ ،9 :2‬المستدرك ‪444 :3‬‬
‫و قال صاحب «لؤلؤة البحرين» عند ع ّده لمشايخ الشيخ شمس ال ّدين مح ّم‪33‬د بن أحم‪33‬د بن ص‪33‬الح البس‪33‬تى العي‪33‬نى‪ ،‬الّ‪33‬ذى‬
‫الش‪3‬يخ رض‪33‬ى ال‪ّ 3‬دين عل ّى بن أحم‪33‬د المزي‪33‬دى‪ ،‬و عن ابن ص‪33‬الح‪ ،‬عن الس‪3‬يّد‬ ‫يروي عنه شيخنا ال ّشهيد األوّل‪ ،‬بواس‪33‬طة ّ‬
‫الفقيه ال ّزاهد محمد بن مح ّمد بن مح ّمد بن زيد ال ّداعى الحسينى‪ ،‬عن أبيه عن أبيه عن أبيه؛ أربع مرّات؛ عن ال ّشيخ أبى‬
‫جعفر الطوسى‪ ،‬و عن المرتضى‪ ،‬و عن ساّل ر‪ ،‬و القاضى عبد العزيز بن البرّاج و ال ّشيخ أبى الصّالح‪ ،‬و تق ّى بن نجم‬
‫أن ال ّشيخ شمس ال‪ّ 3‬دين بن ص‪33‬الح الم‪33‬ذكور‪ ،‬فى‬ ‫الحلبّى‪ ،‬جميع ما صنّفوه و رووه و اجيز لهم روايته و سمعوه‪ ،‬و أقول ّ‬
‫سند هذه ال ّرواية‪ ،‬هو الذى يكون له الرواية أيضا عن السيّد ف ّخار بن معد الموس‪33‬وىّ‪ ،‬م‪33‬ع أنّ‪33‬ه أعلى طبق‪33‬ة من ص‪33‬احب‬
‫العنوان بدرجتين‪ ،‬و الوجه فى ذلك ما نقله عنه شيخنا ال ّشهيد الثانى رحمه هّللا ‪ .‬فقال‪:‬‬

‫قال ال ّشيخ مح ّمد بن صالح‪ :‬روى لى السيّد ف ّخار فى السّنة الّتى توفّى‪ -‬رضى هّللا عنه فيها و هى س‪33‬نة ثالثين و س‪3‬تّمأة‪،‬‬
‫و سبب ذلك أنّه جاء إلى بالدنا و خدمته‪ ،‬و كنت أنا صبيا أتولّى خدمته فأجاز لى‪ ،‬و ق‪3‬ال لى س‪3‬تعرف فيم‪3‬ا بع‪3‬د حالوة‬
‫ما خصّصتك به‪.‬‬

‫فن من فنون الرّواية بلس‪33‬ان أرب‪33‬اب‬‫ان رواية ال ّرجل عن آبائه األربعة بهذا التّرتيب قسم من أقسام المسلسل الّذى هو ّ‬
‫ث ّم ّ‬
‫فن الحديث‪ ،‬و من هذا القبيل أيضا رواية الحسن بن أحمد بن مح ّمد بن جعف‪33‬ر بن هب‪3‬ة هّللا بن نم‪33‬ا الحلّى‪ ،‬عن‬ ‫ال ّدراية و ّ‬
‫أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه هبة هّللا بن نما‪ ،‬عن إلياس بن هشام الحائرى‪ ،‬عن أبى عل ّى بن الشيخ‪.‬‬

‫ان من جملة المسلسل باتّفاق اآلباء الخمسة رواية ال ّشيخ الجليل بابويه‬
‫كما ّ‬

‫ص‪322 :‬‬

‫ابن سعد بن مح ّمد بن الحسن بن الحسين بن على بن الحسين ابن بابويه األ ّول عن أبيه عن أبي‪33‬ه عن أبي‪33‬ه عن أبي‪33‬ه عن‬
‫أبيه عل ّى بن بابويه الّذى هو والد شيخنا الصّدوق‪.‬‬

‫و من المتسلسل باتّف‪33‬اق اآلب‪33‬اء الس‪3‬تّة رواي‪33‬ة الش‪33‬يخ منتجب ال‪ّ 3‬دين عل ّى بن عبي‪33‬د هّللا بن الحس‪33‬ن بن الحس‪33‬ين بن الحس‪33‬ن‬
‫الحس‪33‬ين بن عل ّى بن الحس‪33‬ين بن بابوي‪33‬ه الق ّمى‪ ،‬فى كتاب‪33‬ه «األربعين عن األربين من األربعين فى فض‪33‬ايل عل ّى أم‪33‬ير‬
‫صدوق المذكور‪ ،‬و سوف ي‪33‬أتى فى ترجم‪33‬ة الس ‪3‬يّد‬‫ست مرّات‪ ،‬إلى أن يتّصل بشيخنا ال ّ‬ ‫المؤمنين عليه السالم» عن أبيه ّ‬
‫صدر ال ّدين مح ّمد بن االمير غياث ال ّدين منصور بن األمير صدر الشيرازى الحكيم المتألّه المشهور روايت‪3‬ه‪ -‬عن أبي‪3‬ه‬
‫عن ج ّده األمير صدر المزبور‪ ،‬عن أبيه إب‪33‬راهيم بن مح ّم‪33‬د بن إس‪33‬حاق بن عل ّى بن عربش‪33‬اه بن أم‪33‬يران بن أم‪33‬يرى بن‬
‫الحسن بن الحسين بن عل ّى بن زيد بن عل ّى بن مح ّمد بن على بن جعفر بن مح ّمد بن زي‪33‬د بن عل ّى بن الحس‪33‬ين بن عل ّى‬
‫بن أبي طالب على االئ ّمة منهم السّالم إلى ي‪33‬وم القي‪33‬ام‪ ،‬عن أبي‪33‬ه عن أبي‪33‬ه عن أبي‪33‬ه تس‪33‬ع عش‪33‬ر م‪3‬رّة إلى أن إلى موالن‪33‬ا‬
‫اإلمام الهمام‪ ،‬زين العابدين و سيّد السّاجدين و هذا غريب لم أر مثل‪33‬ه بالنّس‪33‬بة إلى أح‪33‬د من المتق‪ّ 3‬دمين و المت‪33‬أخرّين‪ ،‬ال‬
‫فى الشيعة و ال فى المخالفين كثيرا ما ايضا يوجد رواية آحاد سلسلة األئ ّمة المعصومين‪ 3،‬على وجه التّرتيب و السّلسلة‬
‫عن أبيهم العلّى األعلى أمير المؤمنين‪ -‬صلوات هّللا و سالمه عليهم أجمعين‪ -‬و ّ‬
‫لكن السّند ال يزيد بهذه الصّفة ق‪33‬وّة و ال‬
‫ضعفا‪ ،‬و ال يكون ذلك ااّل زنية فيه و تي ّمنا و لطفا كما ال يخفى‪.‬‬
‫و نظير هذه ال ّروايات أيضا رواية شيخنا ال ّشهيد «الصّحيفة الكاملة» عن الس‪3‬يّد الجلي‪33‬ل ّ‬
‫النس‪3‬ابة الواقع‪33‬ة أوص‪33‬افه‪ ،‬بع‪33‬د‬
‫هذه التّرجمة‪ ،‬و هو السيّد تاج ال ّدين بن معيّة الحسنى ال ّديباجى‪ ،‬عن أبيه السيّد أبى جعفر القاسم عن خاله تاج ال ّدين أبى‬
‫عب‪33‬د هّللا جعف‪33‬ر بن مح ّم‪33‬د بن معيّ‪33‬ة‪ ،‬عن وال‪33‬ده الس ‪3‬يّد مج‪33‬د ال ‪ّ 3‬دين مح ّم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن معيّ‪33‬ة عن ابن ش‪33‬هر آش‪33‬وب‬
‫المازندرانى‪ ،‬المتق ّدم ذكره ال ّشريف‪.‬‬

‫بقى الكالم على نسبة الرّجل و هى اآلوى على وزن ال ّراوى‪ ،‬فنقول هى نسبة إلى آوه و هى على وزن ساوه‪ ،‬بليدة فى‬
‫عراق العجم من توابع رديفها المذكور‪ ،‬كما ّ‬
‫ان‬

‫ص‪323 :‬‬

‫البلدتين جميعا فى هذه األزمنة من توابع دار اإليمان قم المباركة‪ ،‬و فى «القاموس» و آوه بلد ق‪33‬رب ال‪3‬رّى‪ ،‬و يق‪33‬ال ل‪33‬ه‬
‫آبة يعنى بالباء المو ّحدة‪ ،‬و منه يظه‪33‬ر ع‪33‬دم التّع‪ّ 3‬دد بينهم‪33‬ا فى المع‪33‬نى‪ ،‬و ع‪33‬دم اش‪33‬تهار ه‪33‬ذه التّس‪33‬مية بين أه‪33‬ل اللّغ‪33‬ة و‬
‫التّواريخ إاّل بالباء‪ ،‬و لذا جعلت النّسبة إليها بهذا الوجه الذى عرفته مخصوصة بأهل بيت ه‪3‬ذا الرّج‪33‬ل بخالفه‪33‬ا بالب‪33‬اء‪،‬‬
‫فانّها واقعة فى الكتب الفقهيّة و غيرها‪ ،‬بالنّسبة إلي جماعة منهم الحسن بن أبى طالب اليوسف ّى اآلبى‪ ،‬صاحب «كش‪33‬ف‬
‫الرّموز» المتق ّدم ذكره فى ذيل ترجمة المحقّق الحلّى رحمه هّللا ‪.‬‬

‫و منهم القاضى شرف ال ّدين صاعد بن مح ّمد البريدى اآلبى‪ -‬المتق ّدم ذكره فى باب ال ّ‬
‫صاد مع اإلشارة إلى حقيقة ه‪33‬اتين‬
‫النّسبتين‪.‬‬

‫و منهم ال ّشيخ الفقيه الصالح الثّقة موفّق ال ّدين الحسن بن مح ّمد بن الحسن اآلبى المدع ّو بخواجه السّاكن بقري‪33‬ة الراش‪33‬دة‬
‫من ال ّرى‪ ،‬تلميذ المفيد امير كابن أبى اللّحيم‪.‬‬

‫و كان من هذه الجهة لم يذكرها ص‪33‬احب «تلخيص اآلث‪33‬ار» الّ‪33‬ذى ه‪33‬و فى ترجم‪33‬ة بالد األقط‪33‬ار إاّل بالب‪33‬اء‪ ،‬و ق‪33‬ال بع‪33‬د‬
‫تذكرتها بهذا العنوان بليدة بقرب ساوة طيّبة إاّل انّها شيعة غالية جدا‪ ،‬و بينهم و بين أه‪33‬ل س‪33‬اوه من‪33‬افرة ّ‬
‫ألن أه‪33‬ل س‪33‬اوه‬
‫سنيّة و هم شيعة‪ ،‬بينها و بين ساوة نهر عظيم‪ ،‬سي ّما وقت ال ّر بيع بنى عليه إتابك شيرگير قنظرة عجيبة‪ ،‬و هى سبعون‬
‫طاقا‪ ،‬ليس على وجه االرض مثلها‪ ،‬قيل و من هذه القنطرة إلى ساوه أرض طينها االزب‪ ،‬اذا وقع عليها المط‪33‬ر امتن‪33‬ع‬
‫السلوك فيها‪ ،‬و لذا اتّخذوا لها جا ّدة من الحجر المفروش مقدار فرسخين و لبعض‪33‬هم فى األش‪33‬ارة إلى ش‪ّ 3‬دة المع‪33‬اداة بين‬
‫القريتين‪.‬‬

‫و هم أعالم نظم و الكتابة‬ ‫و قائلة أتبغص اهل آبه‬

‫يعادى ك ّل من عادى الصّحابة‬ ‫فقلت إليك عنى ّ‬


‫إن مثلى‬
‫ص‪324 :‬‬

‫‪ 590‬السيد النسيب و االيد النقيب تاج الملة و الدين ابو عبد هّللا محمد بن السيد ابى جعف‪33‬ر القاس‪33‬م بن الحس‪33‬ين بن معي‪33‬ة‬
‫‪131‬‬
‫الحلى الحسنى الديباجى‬

‫نسبة إلى بيع الديباج مثل الزجاج ّى‪ -‬بالنسبة إلى ال ّزجاج ق ّل من اشتهر اسمه و بهر رسمه فى طريق اإلج‪33‬ازات بمثاب‪33‬ة‬
‫هذا الرّكن ال ّر كين و البلد األمين؛ بل لم يعهد مثله فى كثرة األساتيد و المشايخ‪ ،‬و جباية العلم ال ّراسخ الباذخ‪ ،‬فى جمي‪33‬ع‬
‫علمائنا المتق ّدمين و المتأخرين‪.‬‬

‫و هو من جملة سادات بنى الحسن المجتبى عليه السّالم‪ ،‬من شعبة الحسن المثنّى من دوحة اب‪33‬راهيم بن الحس‪33‬ن الملقّب‬
‫بابراهيم القمر‪ ،‬من شجرة اإلمامزاده إسماعيل المشتهر باسماعيل ال ّديباج‪ ،‬من سلسلة ولده الحسن ال ّشهيد ب‪33‬الف ّخ الملقّب‬
‫بالحسن التّج أخى إبراهيم المدع ّو بطباطب‪3‬اء اآلتى إلى ذك‪3‬ره اإلش‪3‬ارة إنش‪3‬اء هّللا ‪ ،‬فى ذي‪3‬ل ترجم‪3‬ة موالن‪3‬ا الس‪3‬يّد مح ّم‪3‬د‬
‫ى النجفى الطّباطب‪33‬ائى رحم‪33‬ه هّللا ‪ ،‬من س‪33‬اللة ول‪33‬ده الحس‪33‬ن بن الحس‪33‬ن‪ ،‬من جرثوم‪33‬ة ول‪33‬ده الس‪3‬يّد أبى القاس‪33‬م عل ّى‬
‫مه‪33‬د ّ‬
‫المعروف بابن معيّة‪ ،‬و هى أ ّمة و بها يعرف عقبها و هى معيّة بنت مح ّمد بن جارية بن معاوية بن اسحاق بن زي‪33‬د بن‬
‫حارثة الكوفيّة األنصاريّة‪.‬‬

‫و قد ذكره تلميذ الرّشيد المتبّحر النسابة و السيّد العاّل مة احمد بن عل ّى بن الحسين الحسنّى‪ ،‬فى كتاب‪33‬ه المتق‪ّ 3‬دم الموس‪33‬وم‬
‫ب «عمدة الطالب فى أنس‪33‬اب آل أبى ط‪33‬الب» و ق‪33‬ال عن‪33‬د ع‪ّ 3‬ده ألعق‪33‬اب الس‪3‬يّد أبى القاس‪33‬م عل ّى بن الحس‪33‬ن بن الحس‪33‬ن‬
‫ال ّشهير بابن معية‪ ،‬ث ّم انتهى كلمه إلى ذكر السيّد جالل ال ّدين أبى جعفر الّذى هو والد صاحب‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة ‪ ،196 3:46‬امل االم‪33‬ل ‪ ،294 3:2‬ريحان‪33‬ة االدب ‪ 216 3:8 3:3‬عم‪33‬دة الط‪33‬الب ‪،258‬‬
‫فوائد الرضوية ‪ ،591‬الكنى و االلقاب ‪ ،415 :1‬لؤلؤة البحرين ‪ ،185‬المستدرك ‪439 :3‬‬

‫ص‪325 :‬‬

‫التّرجمة‪.‬‬

‫و كان له‪ -‬ق ّدس س ّره‪ -‬إبنان أحدهما زك ّى ال ّدين‪ ،‬مات عن بنت و انقرض‪ .‬و اآلخر شيخى المولى السيّد الع‪33‬الم الفاض‪33‬ل‬
‫الس‪3‬ماعات ّ‬
‫الش‪3‬ريفة‪ ،‬أدركت‪33‬ه‪،‬‬ ‫الفقيه الحاسب النّسابة المصنّف إليه إنتهى علم النّسب فى زمانه‪ ،‬و له األسناد العالية؛ و ّ‬
‫ق ّدس هّللا روحه‪ -‬شيخا و خدمته قريبا من إثنتى عشرة سنة‪ ،‬قرأت عليه ما أمكن حديثا و نسبا و فقها و حس‪33‬ابا و أدب‪33‬ا و‬
‫تاريخا و شعرا إلى غير ذلك‪ ،‬و صاهرته رحمه هّللا على ابنة له ماتت طفلة‪ ،‬فاج‪33‬از لى أن االزم‪33‬ه ليال‪ ،‬فكنت االزم‪33‬ه‬
‫ليالى من األسبوع أقرأ فيها ماال يمعنى فيه النّوم‪ ،‬فمن تصانيفه كتاب فى معرفة الرّجال خرج فى مجلّدين ض‪33‬خمين‪ ،‬و‬
‫‪ )*( 131‬له ترجمة فى‪ :‬اعيان الشيعة ‪ ،196 3:46‬امل االمل ‪ ،294 3:2‬ريحانة االدب ‪ 216 3:8 3:3‬عمدة الط‪33‬الب ‪ ،258‬فوائ‪33‬د الرض‪33‬وية ‪ ،591‬الك‪33‬نى و‬
‫االلقاب ‪ ،415 :1‬لؤلؤة البحرين ‪ ،185‬المستدرك ‪439 :3‬‬
‫كتاب «نهاية الطّالب فى نسب آل أبى طالب» خرج فى إثنا عشر مجلّدا ضخمة؛ قرأت علي‪33‬ه أك‪33‬ثره‪ ،‬و كت‪33‬اب «الثم‪33‬رة‬
‫الظّاهرة من ال ّشجرة الطّاهرة» أربع مجلّدات فى أنساب الطّالبين مش ّجرا قرأته عليه بتمامه‪.‬‬

‫و منها كتاب «الفلك المشحون فى انساب القبائل و البطون» إلى أن قال‪ :‬و منها كتاب «اخبار األمم» خرج منه أح‪33‬د و‬
‫عشرون مجلّدا‪ ،‬و كان يقدر إتمامه فى مأة مجلّد ك ّل مجلّد أربعمأة ورقة‪ ،‬و منها كتاب «سبك ّ‬
‫الذهب فى شبك النّس‪33‬ب»‬
‫مختصرا مفيدا قرأته عليه بتمامه‪ ،‬و منها كتاب «الحدوة الزينيّة» و كتاب «تذييل األعقاب» و كت‪33‬اب «كش‪33‬ف األلب‪3‬اس‬
‫فى نسب بنى العبّاس» و منها رسالة «اإلبتهاج فى الحساب» و كت‪33‬اب «منه‪33‬اج الع ّم‪33‬ال فى ض‪33‬بط األعم‪33‬ال» إلى غ‪33‬ير‬
‫ذلك من كتبه فى الفقه و الحساب و العروض و الحديث‪.‬‬

‫و كان يتولّى للنّاس لب‪3‬اس الفت‪3‬وة و يع‪3‬ترى إلي‪3‬ه أهل‪3‬ه و يحكم في‪3‬ه بم‪3‬ا رآه فيطيع‪3‬ون أم‪3‬ره و يمتثل‪3‬ون مرس‪3‬ومه و ه‪3‬ذا‬
‫المنصب ميراث آلل معيّة‪ ،‬منذ عهد النّاصر لدين هّللا ؛ و قد كان بعض آل معيّه يعارض النّقيب تاج ال ّدين فى ذلك‪.‬‬

‫ث ّم إلى أن قال‪ :‬و كان إليه البأس خرقه التّص ّوف غير منازع فى ذلك ال يلبس غيره أو من يعترى إليه؛ و أ ّما النّسب فلم‬
‫يمت حتّى أجمع نسّاب العرب على تلّمذه و‬

‫ص‪326 :‬‬

‫الفن قريبا من خمسين سنة يشار اليه فيه إليه باألص‪33‬ابع فأ ّم‪33‬ا روايت‪33‬ه و اتّس‪33‬اعها و‬
‫اإلستفادة منه‪ ،‬و كان متق ّدما فى هذا ّ‬
‫معرفته لغوامض الحديث و الحاقه األحفاد باألجداد‪ ،‬فامر لم يخالف فيه أحد و من أشعاره‪:‬‬

‫ملكت عنان الفضل حتّى اطاعنى‬

‫إلى تمام عشرة مصاريع تاتى إليها اإلشارة فى أواخر هذا الباب انشاء هّللا ‪.‬‬

‫و كان رحمه هّللا من أعاظم تالمذة العاّل مة‪ ،‬و ولده فخر المحقّقين؛ و ابن أخته السيّد عميد ال ّدين و اإلم‪3‬ام األعلم نص‪3‬ير‬
‫ال ّدين القاشانى‪ ،‬و من أفاخم مشايخ شيخنا ال ّشهيد األ ّول‪ ،‬و ولديه الجليلين مح ّمد و عل ّى؛ و له الرّواية عن ج ّم غف‪3‬ير من‬
‫ّ‬
‫بخطه فى إجازته لل ّشهيد‪.‬‬ ‫العلماء المرضييّن؛ أكثرهم من السّادات العلويّين‪ ،‬و أسماؤهم مسطورة‬

‫كما نقل عنه صاحب «المعالم» فى إجازته الكبيرة المشهورة‪ ،‬فقال و هى عن‪33‬دى فأنّ‪33‬ا أورد كالم‪33‬ه فيه‪33‬ا بعين‪33‬ه‪ ،‬و ه‪33‬ذه‬
‫صورته‪ :‬فمن مشايخى الّذي يروي عنّى عنهم موالنا ال ّشيخ اإلمام الربّانى السّعيد‪ ،‬جمال ال ّدين‪ ،‬أبو منصور الحسن بن‬
‫المطهّر‪ -‬ق ّدس هّللا روحه‪ -‬و ال ّشيخ السّعيد صف ّى ال ّدين مح ّمد بن سعيد‪ ،‬و ال ّشيخ السّعيد المرحوم نجم ال ‪ّ 3‬دين أب‪33‬و القاس‪33‬م‬
‫عبد هّللا بن حمالن‪ ،‬و السيّد الجليل‪ .‬السّعيد جمال ال ّدين يوس‪33‬ف بن ناص‪33‬ر بن ح ّم‪33‬اد الحس‪33‬ينى‪ ،‬و الس‪3‬يّد الجلي‪33‬ل ّ‬
‫الس‪3‬عيد‬
‫الس‪3‬عيد المرح‪3‬وم علم ال‪ّ 3‬دين المرتض‪3‬ى عل ّى بن‬ ‫صخر الحسينى‪ ،‬و شيخى ّ‬ ‫جالل ال ّدين جعفر بن عل ّى بن صاحب دار ال ّ‬
‫عبد الحميد بن ف ّخار الموسوى‪ ،‬و السيّد الجليل السّعيد المرحوم رض ّى ال‪ّ 3‬دين أب‪33‬و القاس‪33‬م عل ّى بن ّ‬
‫الس‪3‬عيد غي‪33‬اث ال‪ّ 3‬دين‬
‫عبد الكريم بن طاوس الحسنّى‪ ،‬و والدى السيّد السّعيد ابو جعفر القاس‪33‬م بن معي‪33‬ة الحس‪33‬نى و القاض‪33‬ى الس‪33‬عيد المرح‪33‬وم‬
‫تاج الدين ابو على محمد بن محفوظ بن وشاح و السيد السعيد المرحوم ص‪33‬فى ال‪ّ 3‬دين مح ّم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن ابى الرّض‪33‬ا‬
‫العلوىّ‪ ،‬و السيّد السّعيد المرحوم صفى ال ّدين مح ّمد بن مح ّم د بن أبى الحسن الموسوى‪ ،‬و العدل األمين المرحوم جالل‬
‫ال ّدين مح ّمد بن السّعيد المرحوم جالل ال ّدين مح ّمد بن السعيد المرحوم شمس ال ّدين مح ّمد بن احمد بن الكوف ّى الهاشم ّى‪،‬‬
‫و السيّد السّعيد المرحوم كمال ال ّدين الرّضى الحسن‬

‫ص‪327 :‬‬

‫الش‪3‬يخ ّ‬
‫الس‪3‬عيد‬ ‫ابن مح ّمد بن اآلوى الحسينى‪ ،‬و ال ّشيخ األمين زين ال ّدين جعفر بن عل ّى بن يوس‪33‬ف بن ع‪33‬روة الحلّى‪ ،‬و ّ‬
‫مهذب ال ّدين محمود بن يحيى بن محمود بن سالم ال ّشيبانى الحلّى‪ ،‬و السيّد السّعيد المرح‪33‬وم ناص‪33‬ر ال ‪ّ 3‬دين عب‪33‬د المطلّب‬
‫ّ‬
‫بن پادشاه الحسينى الخرزى‪ ،‬صاحب التّصانيف ال ّشائرة‪ ،‬و ال ّشيخ ال ّزاهد السعيد المرحوم كمال ال ّدين عل ّى بن الحسين‬
‫الس‪3‬عيد المرح‪3‬وم فخ‪3‬ر ال‪ّ 3‬دين أحم‪33‬د بن عل ّى بن عرف‪33‬ة الحس‪3‬ن ّى‪ ،‬و الس‪3‬يّد اإلم‪33‬ام ّ‬
‫الس‪3‬عيد‬ ‫بن ح ّم‪33‬اد الواس‪3‬طى‪ ،‬و الس‪3‬يّد ّ‬
‫المرحوم مجد ال ّدين أبو الفوارس مح ّمد بن أعرج الحس‪33‬ينى و الس‪33‬يد اإلم‪33‬ام الس‪33‬عيد المرح‪33‬وم ض‪33‬ياء ال‪33‬دين عب‪33‬د هّللا بن‬
‫الس‪3‬يد الس‪3‬عيد مج‪3‬د ال‪3‬دين ابى الف‪3‬وارس محم‪3‬د بن األع‪3‬رج الحس‪3‬ينى‪ ،‬و ّ‬
‫الش‪3‬يخ الع‪3‬الم ش‪3‬مس ال‪ّ 3‬دين مح ّم‪3‬د بن الغ‪3‬زال‬
‫المضرى الكوف ّى‪.‬‬

‫ث ّم قال و من مشايخ الّ ذين استفدت منهم من اراش جناحى و ازكى مصباحى و حبانى نفايس العلوم‪ ،‬و ابرأ رداء نفسى‬
‫ق و ال‪ّ 3‬دين‪ ،‬أب‪33‬و عب‪33‬د هّللا بن عب‪33‬د‬
‫من الكلوم‪ ،‬و هو درة الفخر‪ ،‬و فريدة ال ّدهر‪ ،‬موالنا اإلمام الربّانى‪ ،‬عميد الملّة و الح‪ّ 3‬‬
‫يس‪3‬ر هّللا‬
‫المطلّب بن األعرج أدام هّللا شرفه‪ ،‬و خصّ بالصّالة و السّالم س‪3‬لفه‪ ،‬فه‪3‬و الّ‪3‬ذى خرج‪3‬نى و درج‪3‬نى و الى م‪3‬ا ّ‬
‫ق و ال‪ّ 3‬دين‪،‬‬ ‫تعالى من العلوم أرشدنى‪ ،‬و منهم ال ّشيخ اإلمام العاّل مة بقيّ‪33‬ة الفض‪33‬الء أنم‪33‬وزج العلم‪33‬اء؛ فخ‪33‬ر الملّ‪33‬ة و الح‪ّ 3‬‬
‫قو‬ ‫مح ّمد بن المطّهر حرس هّللا نفسه‪ ،‬و أنمى غرسه‪ ،‬و منهم ال ّشيخ اإلمام العاّل مة أوحد عص‪33‬ره‪ ،‬نص‪33‬ير الملّ‪33‬ة و الح‪ّ 3‬‬
‫ال ّدين عل ّى بن مح ّمد بن عل ّى القاشى‪ ،‬و ال ّشيخ اإلمام الفقيه الفاضل رضى ال ّدين عل ّى بن أحمد المزيدىّ‪ -‬حرس‪33‬هما هّللا ‪-‬‬
‫و م ّمن صاحبته و استفدت منه‪ ،‬فرويت عنه‪.‬‬

‫و روى عنّى السيّد الجليل الفقيه العالم ع ّز ال ّدين الحسن بن أبى الفتح ابن ال‪ّ 3‬دهان الحس‪33‬ينى؛ و ّ‬
‫الش‪3‬يخ ّ‬
‫الس‪3‬عيد المرح‪33‬وم‬
‫جمال ال ّدين أحمد بن مح ّم‪3‬د بن الح‪ّ 3‬داد و ّ‬
‫الش‪3‬يخ الع‪3‬الم الفاض‪3‬ل ش‪3‬مس ال‪ّ 3‬دين مح ّم‪3‬د بن عل ّى بن غنّى‪ ،‬و الفقي‪3‬د الس‪3‬عيد‬
‫المرحوم قوام ال ّدين مح ّمد بن الفقيه رضى ال ّدين عل ّى بن مطهّر‪ ،‬و م ّمن رويت عن‪33‬ه من المش‪33‬ايخ أيض‪33‬ا الفقي‪33‬ه ّ‬
‫الس‪3‬عيد‬
‫المرحوم ظهير ال ّدين مح ّمد بن مح ّمد بن مطهّر انتهى و المراد بهذا ال ّرجل األخير هو ظه‪33‬ير ال‪33‬دين ابن فخ‪33‬ر المحققين‬
‫ابن العاّل مة المس ّمى‬

‫ص‪328 :‬‬
‫باسم أبيه‪ ،‬و المتوفّى فى حياته حسبما نصّ عليه صاحب «المعالم» فى حاشية اجازته المذكورة‪ ،‬و أشير إليه أيضا فى‬
‫صورة‪ :‬و فيه أيضا من ال ّداللة على طول عمر ال ّرجل فى صحبته العلم‪33‬اء األب‪3‬رار‪ ،‬و‬
‫ضمن ما نقله من اإلجازة بهذه ال ّ‬
‫إلقائه الكبر و الحشمة فى خدمة ال ّشرفاء و األخيار ما ال يخفى‪.‬‬

‫و قد ذكره صاحب «امل اآلمل» بعنوان السيّد تاج ال ّدين أبو عبد هّللا مح ّمد بن القاسم بن معيّة الحسنى ال ّديباجى‪ ،‬ث ّم قال‬
‫الش‪3‬هيد‪ ،‬و ذك‪3‬ره فى بعض إجازات‪3‬ه انّ‪3‬ه أعجوب‪3‬ة ال ّزم‪3‬ان فى‬ ‫فى صفته فاضل عالم جليل القدر شاعر أديب يروي عنه ّ‬
‫جميع الفضائل و المآثر‪.‬‬

‫و قال ال ّشهيد الثّانى فى اجازته لل ّشيخ حسين بن عبد الصّمد‪ ،‬و رأيت خطّ هذا ال ّسيّد المعظّم باإلجازة لش‪33‬يخنا مح ّم‪33‬د بن‬
‫بست المشايخ انتهى‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫م ّكى‪ ،‬و ولديه مح ّمد و على‪ ،‬و ألختهما أ ّم الحسن فاطمة المدعوّة‬

‫قلت و فى اإلجازة المذكورة هنا زيادة‪ ،‬و لجميع المسلمين م ّمن أدرك جزء من حياته و هى من خصائص ه‪33‬ذا الرّج‪33‬ل‬
‫إن لم تخالف سيرة العلماء األثبات فى تدوين اإلجازات فليتا ّمل و ال يغفل‪.‬‬

‫و من شعره ل ّما وقف على بعض أنساب العلوييّن و رأى قبح أفعالهم فكتب إليه‪:‬‬

‫اذا نال من اعراضكم شتم شاتم‬ ‫يعز على اسالفكم يا بنى العال‬

‫اسأتم الى تلك العظام الرّمائم‬ ‫بنوا لكم مجد الحيوة فما لكم‬

‫فكيف بيان خلفه الف هادم‬ ‫ارى الف بان ال يقوم لهادم‬

‫و قوله‪:‬‬

‫و ذلّلت منها الخامع المتصّعبا‬ ‫ملكت عنان الفضل حتّى اطاعنى‬

‫بسيفى ابطال ال ّرجال فما بنا‬ ‫و ضاربت عن نيل المعالى و حوزها‬

‫جوادى فحاذ السّبق فيهم و ماكبا‬ ‫و اجريت فى مضمار ك ّل بالغة‬

‫و نجمى فى برج السّعادة قدجنا‬ ‫و ّ‬


‫لكن دهرى جامح عن مأربى‬

‫ص‪329 :‬‬
‫ان ال ّدهر يمسى مغلّبا‬
‫تيقّن ّ‬ ‫و من غلب األيّام فيما يرومه‬

‫رأيت هذه األبيات و الّتى قبلها بخطّ ال ّشيخ حسن بن ال ّشهيد الثّانى ق ّدس سرّهما‬

‫أقول‪ :‬و له أيضا هذه الرّباعيّة السنّية الباهية فى اللّفظ و المعنى‪:‬‬

‫ّ‬
‫أن بالفعل خسته األصل توسى‬ ‫أحسن الفعل ال ت ّمت بأصل‬

‫ّ‬
‫ان قارون كان من قوم موسى‬ ‫نسب المرء وحده ليس يجدى‬

‫هذا و من جملة من ذكره أيضا صاحب «األمل» من أهل بيت هذا الرّج‪33‬ل أب‪33‬وه الفاض‪33‬ل المتق‪ّ 3‬دم فق‪33‬ال فى ب‪33‬اب الق‪33‬اف‬
‫السيّد أبو جعفر القاسم بن الحسين بن معيّة الحسنّى فاضل صدوق يروي عنه ابنه مح ّم‪33‬د و منهم الس‪3‬يّد ت‪33‬اج ال‪ّ 3‬دين أب‪33‬و‬
‫عبد هّللا جعفر بن مح ّمد بن معيّة الحسنّى‪ ،‬فقال فى ترجمته عالم جليل روى عنه إبن أخيه القاس‪33‬م بن معيّ‪33‬ة‪ ،‬و تق ‪ّ 3‬دم فى‬
‫أن ج ّده األ ّم ى أيضا كان من أعاظم مشايخ اإلجازة و يروي عن ابن شهر آشوب المازندرانى‪ -‬المتق ّدم‬ ‫التّرجمة السّابقة ّ‬
‫ى الحلّى‪ ،‬و اإلشارة إلى أشعاره الف‪33‬اخرة فى مص ‪3‬نّفات المنص‪33‬فين‬ ‫ذكره ال ّشريف‪ -‬و كثيرا ما يوجد ذكر ابن معيّة العلو ّ‬
‫من المخالفين‪ ،‬و كان له ال ّرواية أيضا عنهم كم‪33‬ا هى طريق‪33‬ة علمائن‪33‬ا فى ذل‪33‬ك ال ّزم‪33‬ان أف‪33‬اض هّللا تع‪33‬الى عليهم ش‪33‬آبيب‬
‫الغفران‪.‬‬

‫و قال صاحب «اللّؤلؤة» عند ذكره لصاحب التّرجمة‪ ،‬فكان هذا ال ّسيّد عاّل مة نسّابة فاضال عظيما‪ ،‬ي‪33‬روى عن‪33‬ه ش‪33‬يخنا‬
‫ال ّشهيد إلى آخر ما ذكره‪ ،‬و ليس لنا أن تكرّره‪.‬‬

‫نعم بقى الكالم فى ضبط لفظة معيّة الّتى هى بعض آباء ال ّرجل أو لقبه فنقول هى كما ذكره أيضا صاحب «اللّؤل‪33‬ؤة» و‬
‫غيره بض ّم الميم و فتح المهملة و تشديد الياء المثنّاة التّحتانيّة و الهاء أخيرا‪ ،‬و على هذا فهى فى األصل تص‪33‬غير مع‪33‬اء‬
‫مثل سميّة فى تصغير سماء و كان ذلك الملقّب بها كان مع ّوجة القامة منحولة األط‪3‬راف مفق‪33‬ودة اإلس‪3‬تقامة و هّللا الع‪3‬الم‬
‫بحقايق األمور‪.‬‬

‫ص‪330 :‬‬

‫‪ 591‬زين المجتهدين و سيف المجتلدين شيخنا الغالب ابو طالب محمد بن العالمة المطلق جمال الدين حسن بن يوسف‬
‫‪132‬‬
‫بن المطهر الحلى‬

‫‪ )*( 132‬له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،260 3:2‬تنقيح المقال ‪ ،106 3:3‬جامع الرواة ‪ ،96 3:2‬ريحانة االدب ‪ 306 3:4‬الذريعة ‪ ،496 3:2‬فوائد الرضويه ‪،486‬‬
‫الكنى و االلقاب ‪ 16 :13‬مجالس المؤمنين ‪ 576 :1‬المستدرك ‪.459 :3‬‬
‫الملقّب عند والده بفخر ال ّدين‪ ،‬و فى سائر مراصده و موارده بفخر المحقّقين‪ ،‬و رأس المدقّقين حسب الداللة على غاية‬
‫نباهته فى العلوم الحقّة‪ ،‬و نهاية جاللته فى هذه الطّائفة المحقّة ش ّدة عناية والده المسلّم عند جميع علماء أهل اإلسالم‪ ،‬و‬
‫صميم له فى كثير من مؤلّفاته و مصنّفاته و التماسه ال ّدعا‬ ‫قيامه مع انّه أبوه و قوامه بح ّ‬
‫ق احترامه و ثناؤه به و دعاؤه ال ّ‬
‫منه و القرآن له فى حياته و بعد مماته‪ ،‬و سرعة األجابة له باجاءة ما كان يلتمسه من التّأليف و التّصنيف‪ ،‬و توشيح ما‬
‫رقمه له بصريح اسمه ال ّشريف على رسمه المنيف‪ ،‬و اهداء تحفة ال ّدعاء و التّحيّة إليه‪ ،‬فى كثير م ّما ق‪33‬د حقّ‪33‬ق ب‪33‬ه من‪33‬اه‬
‫بمثل قوله جعلنى هّللا فداه‪ ،‬و من ك ّل سوء و قاه‪ ،‬مضافا إلى م‪33‬ا رف‪33‬ع فى وص‪33‬فه ش‪33‬يخنا ّ‬
‫الش‪3‬هيد‪ ،‬و تلمي‪33‬ذه الرّش‪33‬يد‪ ،‬من‬
‫القصر المشيد‪ ،‬و القول السّديد‪ ،‬مع عدم معهوديّة المبالغة منه و التّأكيد فى مقام التّزكية و التّمجيد‪ ،‬فمن جملة ما ذك‪33‬ره‬
‫من قبيل ألفاظ التّرقية و التّبجيل‪ ،‬بالنّسبة إليه فى ذيل إجازته لل ّشيخ شمس الملّة و ال ّدين ابن نج‪33‬دة المتلّم‪33‬ذ فى كث‪33‬ير من‬
‫المراتب لديه قوله‪ :‬و أ ّما مصنّفات األمام ابن المطهّر رضى هّللا عنه فانّى أرويها عن ع ّدة من أصحابنا إلى أن ق‪33‬ال‪ :‬و‬
‫منهم ال ّش يخ اإلمام سلطان العلماء‪ ،‬و منتهى الفضالء و النبالء‪ ،‬خاتمة المجتهدين فخر الملّة و ال ّدين‪ ،‬أب‪33‬و ط‪33‬الب مح ّم‪33‬د‬
‫بن ال ّشيخ اإلمام السّعيد‪ ،‬جمال ال ّدين بن المطهّر‪ -‬م ّد هّللا فى عمره م ّدا‪ ،‬و جعل بينه و بين الحادثات س ّدا‪ ،‬هذا‪.‬‬

‫و من جملة ما رسمه باسمه ال ّشريف والده اإلمام العاّل مة أعلى هّللا مقامهما فى‬

‫______________________________‬
‫(*) له ترجمة فى‪ :‬امل اآلمل ‪ ،260 3:2‬تنقيح المقال ‪ ،106 3:3‬جامع الرواة ‪ ،96 3:2‬ريحانة االدب ‪ 306 3:4‬الذريعة‬
‫‪ ،496 :2‬فوائد الرضويه ‪ ،486‬الكنى و االلقاب ‪ 16 :13‬مجالس المؤمنين ‪ 576 :1‬المستدرك ‪.459 :3‬‬

‫ص‪331 :‬‬

‫‪3‬ان اض‪33‬عف عب‪33‬اد هّللا تع‪33‬الى‬ ‫دار المقامة كتابه المتّسم باأللفين‪ ،‬و هذه عبارته هن‪3‬اك عقيب الحم‪33‬د و ّ‬
‫الص‪3‬الة‪ :‬أ ّم‪33‬ا بع‪33‬د ف‪ّ 3‬‬
‫الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّى‪ ،‬يقول أجبت سؤال ولدى العزي‪33‬ز عل ّى مح ّم‪33‬د أص‪33‬لح هّللا أم‪33‬ر داري‪33‬ه كم‪33‬ا ه‪33‬و ب‪33‬ا ّر‬
‫بوالديه‪ ،‬و رزقه أسباب السّعادات الدنيويّة و األخرويّة‪ ،‬كما اطأعنى فى استعمال قواه العقليّة و الحسيّة و اسعفه ببل‪33‬وغ‬
‫آماله كما أرضانى بأقواله و أفعاله‪ ،‬و جمع له بين ال ّر ياستين كما لم يعصنى طرفة عين من امالء هذا الكتاب الموس‪33‬وم‬
‫صدق و المين‪ :‬فأوردت فيه من األدلّة اليقينيّة‪ ،‬و ال‪33‬براهين العقليّ‪33‬ة أو النّقليّ‪33‬ة أل‪33‬ف دلي‪33‬ل‬
‫بكتاب «األلفين» الفارق بين ال ّ‬
‫الس‪3‬الم‪ ،‬و أل‪3‬ف دلي‪3‬ل على إبط‪3‬ال ش‪3‬به الطّ‪3‬اغين و أوردت في‪3‬ه من‬ ‫على إمامه سيّد الوصييّن؛ عل ّى بن أبى طالب عليه ّ‬
‫األدلّة على باقى األئ ّمة عليهم السّالم‪ ،‬ما فيه كفاية للمسترشدين‪ ،‬و جعلت ثوابه لولدى مح ّم‪33‬د وق‪33‬اه هّللا تع‪33‬الى علي‪33‬ه ك‪ّ 3‬ل‬
‫محذور‪ ،‬و صرف عنه جميع الشرور‪ ،‬و بلغه جميع أمانية و كفاه هّللا أمر معادي‪33‬ه‪ ،‬و ش‪33‬انيه و ق‪33‬د رتّبت‪33‬ه على مق ّدم‪33‬ة و‬
‫مقالتين و خاتمة‪ ،‬أ ّما المق ّدمة ففيها مباحث البحث األوّل أ ّما اإلمام هو األنسان الّذى له الرّياسة العا ّمة فى أمور ال‪ّ 3‬دنيا و‬
‫اآلخرة إلى آخر ما ذكره و قررّه‪.‬‬

‫ان إمامن‪33‬ا العاّل م‪3‬ة الم‪33‬برور ق‪3‬د أت ّم كتاب‪33‬ه الم‪33‬ذكور‪ ،‬و أس‪3‬بغ تم‪33‬ام األلفين من األدلّ‪3‬ة فى‬
‫و يظهر من هذه العبارة أيض‪3‬ا ّ‬
‫إجزاء ما عمله من ال ّزبور و عليه فما يلقف فى نسخة الموجودة فى هذا األعص‪33‬ار من النّقص‪33‬ان الم‪33‬بين‪ ،‬و اإلنحص‪33‬ار‬
‫فيم‪33‬ا ي‪33‬نيف على ال‪33‬ف من تل‪33‬ك االدلّ‪33‬ة المحكم‪33‬ة و ال‪33‬براهين‪ ،‬م‪33‬ع زي‪33‬ادة ني‪33‬ف و عش‪33‬رين مب‪33‬نى على ك‪33‬ون ه‪33‬ذه الع‪33‬دة‬
‫بالخصوص خارجة عن المس ّودات‪ ،‬و ناتجة لمآثراه من النّسخ المنبثّات‪ ،‬و ّ‬
‫إن البقيّة واقع‪33‬ة من جه‪33‬ة ع‪33‬دم تبيض‪3‬ها إلى‬
‫الحال‪ ،‬فى مكمن الضّياع و ّ‬
‫الض‪3‬الل‪ ،‬و بواس‪3‬طة ع‪3‬دم تعريض‪3‬ها على أنظ‪3‬ار أه‪3‬ل المعرف‪3‬ة و اإلفض‪3‬ال‪ ،‬فى مع‪3‬رض‬
‫ال ّزوال و اإلضمحالل‪.‬‬

‫كما يشهد لك بحقّية هذه الفتوى‪ ،‬و عليّة محض ذا المعنى وقوع تبييض مجلدته األولى بيد ولده المك ّمل لج ّل ما إلى ب‪33‬ل‬
‫المنول لكل ما أدلى و المذيل لك ّل ما أملى‬

‫ص‪332 :‬‬

‫و هو صاحب عنواننا الخلف الصّالح األولى‪.‬‬

‫و كما يرشدك إلى بناء هذا الوقوع‪ ،‬و تحقّق هذا الموضوع‪ ،‬و علّة طلوع هذه الجملة من مجموع ما أهمل من الجم‪33‬وع‬
‫وقوع رقم جناب المؤلّف بعد جفاف قلمه من هذه النّسخة المنقولة مع إنهاء ولده المذكور أيضا بعد رقمه على مثل ه‪33‬ذه‬
‫المقولة‪ ،‬و فرغ من تسويده الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّى‪ ،‬فى العشرين من شهر ربيع اال ّول لسنة تسع و سبعمأة‬
‫ّ‬
‫س‪3‬ت و عش‪33‬رين و‬ ‫ببلدة دينور‪ ،‬و فرغ من تبيضه ولده مح ّم‪3‬د بن الحس‪33‬ن بن المطهّ‪3‬ر فى س‪33‬ادس جم‪3‬ادى االولى لس‪33‬نة‬
‫سبعمأه بعد وفاة المصنّف‪ -‬ق ّدس هّللا روحه و ن ّور ضريحه‪ -‬انتهى‪.‬‬

‫و قد يحقّق ذلك أيضا ما رأيناه فى حاشية نسخة كت‪3‬اب «األلفين» الموج‪33‬ودة عن‪33‬دنا من التّعلي‪3‬ق الرّش‪3‬يق‪ ،‬المتعلّ‪3‬ق به‪3‬ذا‬
‫الولد الب ّر ال ّشفيق‪ ،‬و المتّض ّمن لفوائ‪3‬د كث‪3‬يرة يلي‪3‬ق أن يس‪3‬تمتع به‪3‬ا إخوانن‪3‬ا األوفي‪3‬اء ب‪3‬المواثيق‪ ،‬فى مث‪3‬ل ه‪3‬ذا الموض‪3‬ع‬
‫الحقيق‪ ،‬و هو على موضع ذكر إمامنا العاّل مة‪ -‬اعلى هّللا تعالى مقامه و مقامه‪ -‬دليله الحادى و الخمسين بعد الم‪3‬أة على‬
‫وجوب كون األئ ّم‪3‬ة من أه‪33‬ل بيت العص‪3‬مة بمث‪3‬ل ه‪3‬ذه الرّس‪3‬مة‪ ،‬بال هس‪33‬مة‪ ،‬يق‪3‬ول مح ّم‪3‬د بن الحس‪3‬ن بن المطّهّ‪3‬ر حيث‬
‫س‪3‬ت و عش‪3‬رين و س‪3‬بعمأة بح‪3‬دود‬ ‫ّ‬ ‫وصلت فى ترتيب هذا الكتاب إلى هذا ال ّدليل‪ ،‬فى حادى عشر جم‪3‬ادى االخ‪3‬رة س‪3‬نة‬
‫إن هذا خطاب ّى ال يصلح فى المسائل البرهانيّة فتوقّفت فى كتابت‪33‬ه‪ ،‬ف‪33‬رأيت وال‪33‬دى علي‪33‬ه الرحم‪33‬ة‪-‬‬
‫آذربايجان‪ ،‬خطر لى ّ‬
‫تلك اللّيلة‪ ،‬و قد سالنى السّلوان‪ ،‬و صالحتنى األخوان‪ ،‬فبكيت بكاء شديدا و شكوت إليه قلة المساعد و ك‪33‬ثرة المعان‪33‬د و‬
‫هجر األخوان‪ ،‬و كثرة العدوان؛ و تواتر الكذب و البهتان‪ ،‬حتّى أوجب لى ذلك جالء األوطان‪ ،‬و اله‪33‬رب إلى أراض‪33‬ى‬
‫آذربايجان‪ ،‬فقال لى أقطع خطابك‪ ،‬فقد قطعت نياط قلبى‪ ،‬قد سلّمتك إلى هّللا فهو سند من ال س‪33‬ند ل‪33‬ه‪ ،‬و ج‪33‬ازى المس‪33‬ىء‬
‫إلى اإلحسان‪ .‬ذلك ملك عالم عادل قادر ال يهمل مثقال ذ ّرة و عوض االخرة احب اليك من عوض ال ّدنيا‪ ،‬و من اخرت‪33‬ه‬
‫االخرة فهو أخسر و أنت أكسب‪ ،‬أألترض‪3‬ي بوص‪33‬ول إع‪33‬واض لم تتعب في‪3‬ه اعض‪3‬اك‪ ،‬و تك‪3‬ل به‪3‬ا ق‪3‬واك و هّللا ل‪33‬و علم‬
‫الظّالم و المظلوم بخسارة التّجارة و ربحها لكان الظّلم عند المظل‪33‬وم م‪33‬ترجّى و عن‪33‬د الظّ‪33‬الم مت‪33‬وفّى‪ ،‬و دع المبالغ‪33‬ة فى‬
‫الحزن عل ّى فانّى قد بلغت من المنن أقصاها‪ ،‬و من‬

‫ص‪333 :‬‬
‫ال ّد رجات أعالها‪ ،‬و من الغرفات ذراها‪ ،‬فاقلل من البكاء‪ ،‬فانا مبالغ لك فى ال ّدعاء‪.‬‬

‫فقلت يا سيّدى‪ :‬ال ّدليل الحادى و الخمسون بعد المأة من كتاب «األلفين» على عصمة األ ّمة عليهم ّ‬
‫الس ‪3‬الم يعتري‪33‬نى في‪33‬ه‬
‫ك‪ ،‬فقال لم قلت ألنّه خطابى‪ ،‬فقال بل برهانى‪ ،‬ث ّم نقل جميع ما ذكره أبوه العاّل مة فى توجيه برهانيّة ذلك ال ‪ّ 3‬دليل‪ ،‬إلى‬
‫ش ّ‬
‫أن وصل إلى قوله‪ :‬و مع حصول المشاهدات المذكورة تحصل له المواظبة على الطّاعات و الصّارف عن المعاص‪33‬ى‪،‬‬
‫فيمتنع منه المعاصى‪ ،‬و هذا هو العصمة و العلم بعصمته و حاله يحصل من ال ّرابع و طاعته أيضا به‪ ،‬فيفعل الثّ‪33‬الث و‬
‫ان وجود النّبى لطف عظيم و رحمة تا ّم‪33‬ة‪ ،‬ال يعرفه‪33‬ا أه‪33‬ل‬
‫هو الكمال و التّكميل‪ ،‬و عند ذلك تتّم اإلمامة إعلم يا ولدى‪ّ ،‬‬
‫ى للبش‪33‬ر‬ ‫ال ّدنيا‪ ،‬و رحمة هّللا واسعة ال تختصّ بزمان دون زمان‪ ،‬و ال بأهل عصر دون آخر و ال يحصل البقاء السّرمد ّ‬
‫فى دار ال ّدنيا‪ ،‬فال ب ّد من وجود شخص قائم مقامه فى ك ّل عصر‪ ،‬و لهذا قوله تع‪3‬الى‪ :‬ي‪3‬ا َأيُّهَ‪3‬ا الَّ ِذينَ آ َمنُ‪3‬وا َأ ِطيعُ‪3‬وا هَّللا َ َو‬
‫َّس‪ُ َ 3‬أ‬
‫الص‪3‬راط‬ ‫ول َو ولِي اَأْل ْم‪ِ 3‬‬
‫‪3‬ر ِم ْن ُك ْم‪ ،‬فطاعت‪33‬ه بطاعت‪33‬ه‪ ،‬فعلي‪33‬ك بالتّمس‪33‬ك بوالي‪33‬ة االئ ّم‪33‬ة االث‪3‬نى عش‪33‬ر‪ ،‬فانّه‪33‬ا ّ‬ ‫َأ ِطيعُوا الر ُ‬
‫المستقيم‪ ،‬و ال ّدين القويم‪ ،‬هذه وصيّتى إليك‪ ،‬و هّللا خليفتى عليك‪ ،‬ث ّم ت‪33‬ولّى عنّى ماش‪33‬يا‪ ،‬ف‪33‬وددت ل‪33‬و قبض‪33‬ت نفس‪33‬ى و لم‬
‫لكن الحكم هّلل الواحد القهّار‪.‬‬‫تفارقه‪ّ ،‬‬

‫أقول و مراده بال ّدليل‪ -‬الحادى و الخمسين‪ -‬الّذى سئل عنه أب‪3‬اه فى الواقع‪3‬ة‪ ،‬ه‪3‬و قول‪3‬ه فى الكت‪3‬اب الم‪3‬ذكور‪ -‬الح‪3‬ادى و‬
‫الخمسون‪ -‬اإلمام الّذى له الرّياسة العا ّمة؛ و حكم العالم بيده‪ ،‬ال ب ّد و أن يجتمع فيه أربعة أش‪33‬ياء‪ :‬األوّل أن يك‪33‬ون نفس‪33‬ه‬
‫كاملة و إن كانت فى الظّ‪33‬اهر ملتحف‪33‬ة بجالبيب األب‪33‬دان‪ ،‬لكنّه‪33‬ا فى نفس األم‪33‬ر ق‪33‬د خلعته‪33‬ا و تج‪33‬ردت عن ّ‬
‫الش‪3‬وائب‪ ،‬و‬
‫خلصت إلى العالم القدس ّى‪.‬‬

‫الثّانى أن يكون لهم أمور خفيّة هى مشاهدتهم لما تعجز عن إدراكه األوهام‪ ،‬و عن ثنائه األلسن و ابته‪33‬اجهم بم‪33‬ا العين‬
‫رأت و ال أذن سمعت‪ ،‬كما قال ع ّز و ج ّل‪ ،‬فال تعلم نفس ما أخفى لهم من قرّة أعين‪.‬‬

‫ص‪334 :‬‬

‫الثّالث أمور ظاهرة عنهم هى آثار كمال و إكمال كما يظهر من اقوالهم و أفعالهم‬

‫ال ّرابع آيات يختصّ بها من جملتها ما يعرف بالمعجزات و الكرامات كقلع باب خيبر‪ ،‬و م‪33‬ا يظه‪3‬ر من اآلي‪33‬ات على ي‪3‬د‬
‫أمير المؤمنين عليه السّالم و إخباره بالمغيب‪33‬ات؛ و ك‪33‬ذا اخب‪33‬ار ص‪33‬احب ال ّزم‪33‬ان ب‪33‬ذلك‪ ،‬ل‪33‬دليل اجم‪33‬ال ّى و تفص‪33‬يل ّى‪ ،‬أ ّم‪33‬ا‬
‫اإلجمال ّى فألنّه مكمل للنّفوس و مر فيها إلى ه‪33‬ذه الم‪33‬راتب‪ ،‬فال ب‪ّ 3‬د و أن يك‪33‬ون منه‪33‬ا‪ ،‬و أ ّم‪33‬ا التّفص‪33‬يل ّى أ ّم‪33‬ا االوّل فلئال‬
‫يغمر باللّذات الجسمانية‪ ،‬و القوى ال ّشهويّة و الغضبيّة‪ ،‬و ال يلتفت إليها فى ح‪33‬ال ليتم ّكن من اعتم‪33‬اد الع‪33‬دل المطل‪33‬ق فى‬
‫جميع أحواله‪ ،‬و انّما احتاج إلى الثّانى ليكون علومه من قبي‪3‬ل فطريّ‪3‬ة القي‪3‬اس و المنتس‪3‬قة المنتظم‪3‬ة لثب‪3‬وت حكم هّللا فى‬
‫الوقايع جزما‪ ،‬و ليعلم الثّواب و العقاب و المجازات‪ ،‬و يتنفّر خاطره ع ّما يبعده عن أمور اآلخرة بالكليّة‪ ،‬ليكون مقرّب‪33‬ا‬
‫إليها‪ ،‬و إنّما احتاج إلى الثّالث ّ‬
‫ألن اإلمام هو المك ّمل الكامل‪ ،‬و إنّما احتيج إلى ال ّرابع للعلم بصدقه و بعص‪33‬مته و طاع‪33‬ة‬
‫العالم له‪ ،‬فانّهم لهذا اطوع إذا تقرّر ذلك‪ ،‬فنقول متى تحقّقت هذه األمور كان اإلمام معصوما قطعا‪ّ ،‬‬
‫ألن ع‪33‬دم العص‪33‬مة‬
‫الذنب و الخطاء‪ ،‬إنّما هو لترجيح القوى ال ّشهوانيّة‪ ،‬و اللّذات الحسيّة‪ ،‬على األمور العقليّ‪33‬ة‪ ،‬فال يك‪33‬ون ق‪33‬د‬
‫أعنى صدور ّ‬
‫حصل له األ ّو ل فعدم العصمة مع عدم هذه االشياء‪ ،‬فاذا ثبت هذه االشياء ثبتت العصمة انتهى‪.‬‬

‫و إنّما ذكرناه بطوله ألن ال يكون فى أحد من أبواب كتابنا هذا مهم‪3‬ا أمكن حال‪33‬ة انتظاريّ‪3‬ة للمالح‪3‬ظ المح‪33‬اول لألنتف‪3‬اع‬
‫منه و لو كان من جهة انجرار الكالم من الكالم‪ ،‬و اقتضاء المقام تفصيال بعد اإلجمال و اإلبهام‪ ،‬و على ذل‪33‬ك فنق‪33‬ول و‬
‫ان فخر المحقّقين رأى والده‬‫ان من جملة مناسبات المقام أيضا هى حكاية ما قد يوجد فى بعض المواضع المعتبرة‪ ،‬من ّ‬ ‫ّ‬
‫العاّل مة أعلى هّللا مقامه فى منامه‪ ،‬فسأله عن أحواله فى اآلخرة‪ ،‬فقال فى جوابه يا بن ّى لو ال كت‪33‬اب «األلفين» و زي‪33‬ارة‬
‫الحسين عليه السّالم‪ ،‬الحترقتنى الفتاوى‪ ،‬فالويل ث ّم الويل‪ ،‬للقضاة و أصحاب الفتيا غير العالمين منهم العاملين‪.‬‬

‫ص‪335 :‬‬

‫هذا‪ .‬و من جملة فوائده المنقولة عنه فى مق ّدمات شرح كتاب «القواعد» بيان‪33‬ه م‪33‬راد وال‪33‬ده العاّل م‪33‬ة من قول‪33‬ه على رأى‬
‫المك ّرر وقوعه فى «القواعد» و «اإلرشاد» و هو انّه قال انّه إذا قال على رأى يكون إختياره ما قبله‪ ،‬و نبّه بقوله على‬
‫أن فيه خالفا لبعض األصحاب قلت‪ :‬ال يبعد على هذا كونه تصحيف عبارة على رأيى باليائين أو كون رس‪33‬م‬ ‫رأى على ّ‬
‫خطّه ال ّشريف فى مثل ذلك ك‪33‬ذلك‪ ،‬إاّل ّ‬
‫أن ص‪33‬احب «مق‪33‬امع الفض‪33‬ل» تنظ‪33‬ر فى ثب‪33‬وت ه‪33‬ذا اإلص‪33‬طالح من جه‪33‬ة ع‪33‬دم‬
‫اطّراده بالنّسبة إلى مواضع منها قوله فى خيار العيب لو باع الج‪33‬انى خط‪33‬أ ض‪33‬من أق‪ّ 3‬ل األخ‪33‬يرين على راى‪ ،‬و األرش‬
‫على راى‪ ،‬و قوله فى القبض أيضا مثل ذلك؛ ث ّم قال رحمه هّللا و الّذى يختلج بالبال فى ح ّل ه‪33‬ذا اإلش‪33‬كال ّ‬
‫إن ذل‪33‬ك إنّم‪33‬ا‬
‫الش‪3‬يخ و المحقّ‪33‬ق و العاّل م‪33‬ة ه‪33‬ذا كث‪33‬يرا م‪33‬ا ك‪33‬ان يتغيّ‪33‬ر رأيهم حتّى فى‬
‫كان من تغيّر ال ّرأى‪ ،‬و قد كان المصنّفون سيّما ّ‬
‫كتاب واحد كما ال يخفى على من له أدنى ممارسة و اذا تغيّر رأيهم لم يرجعوا فيضربوا على الرّأى األوّل؛ ب‪33‬ل إكتف‪33‬وا‬
‫فى إعالم المكلّفين بظهور تأ ّخر ال ّرأى الجديد‪.‬‬

‫و من المشهور انّ‪3‬ه ق‪3‬دس س‪3‬ره ق‪3‬د ص‪3‬نّف «القواع‪3‬د» فى عش‪3‬رين س‪3‬نة‪ ،‬و إن ك‪3‬ان مش‪3‬تغال فى ض‪3‬من تل‪3‬ك العش‪3‬رين‬
‫بتصانيف أخر‪ ،‬فلعلّه رج ّح ضمان أق ّل األمرين مثال و كتبه و انتسخ منه البلد م ّدة؛ ث ّم رجّح بع‪33‬د ذل‪33‬ك بش‪33‬هر أو أق‪ّ 3‬ل أو‬
‫أكثر ضمان األرش فكتبه و لم يضرب على األ ّول إلى آخر ما ذكره‪.‬‬

‫الص‪3‬حيح‪ ،‬فى مث‪3‬ل‬ ‫و قد يؤيّد ذلك أيضا ما ذكره من وجود تكوّن الرّأى الّذى هو من لوازم الحرب‪3‬زة المنافي‪3‬ة لإلجته‪3‬اد ّ‬
‫ى الجزائ‪33‬رى‬ ‫موالنا العاّل مة أعلى هّللا مقامه‪ ،‬بعد شيوع هذه النّسبة إليه بين الطائفة‪ ،‬م‪33‬ا أورده س‪3‬يّدنا المح‪ّ 3‬دث الموس‪33‬و ّ‬
‫رحمه هّللا فى شرحه على «تهذيب الحديث» من الحكاية الطّريفة المناسبة لهذه التّرجمة أيضا كث‪33‬يرا كالمفرح‪33‬ة األفئ‪33‬دة‬
‫من كان بمحاسن الكالم عارفا و بصيرا و هى كما أورده ث ّمة فى ذيل مسألة جواز الوضوء قبل دخ‪33‬ول وقت الفريض‪33‬ة‬
‫بنية الوجوب بهذه الصورة و قد‬

‫ص‪336 :‬‬
‫إن شيخنا العاّل مة و ولده فحر المحقّقين‪ ،‬كانا مع السّلطان خدابنده مصاحبين له فى األسفار و‬‫حكى بعض أهل ال ّشروح ّ‬
‫ضأ للصالة قبل وقتها‪ ،‬و مضى عليه زمان على ه‪33‬ذه الحال‪33‬ة‪ ،‬ف‪33‬دخل علي‪33‬ه العاّل م‪33‬ة‬
‫األحضار‪ ،‬و كان ذلك السّلطان يتو ّ‬
‫يوما فسأله‪ ،‬فقال‪ :‬أعد ك ّل صالة صليّتها على ذلك المنوال‪ ،‬فل ّما خرج من عنده دخل علي‪33‬ه فخ‪33‬ر المحقّقين فس‪33‬أله أيض‪33‬ا‬
‫عن تلك المسألة‪ ،‬فقال له‪ :‬أعد صالة واحدة و هى أ ّول صالتك على ذلك الحال و ذلك انّك ل ّما توضّأت لها قب‪33‬ل دخ‪33‬ول‬
‫توض‪3‬أت بع‪33‬د تل‪33‬ك ّ‬
‫الص‪3‬الة ك‪33‬انت‬ ‫ّ‬ ‫وقتها و صليّتها بعد دخوله كانت فاسدة؛ فصارت ذ ّمتك مشغولة بتلك الصّالة‪ ،‬فكلّم‪33‬ا‬
‫الس‪3‬لطان ف‪33‬اخبر العاّل م‪33‬ة‬
‫ألن ذ ّمتك مشغولة بحسب نفس األمر‪ ،‬فف‪33‬رح ب‪33‬ذلك ّ‬‫وضوئك صحيحا بقصد استباحة الصّالة‪ّ ،‬‬
‫رحمه هّللا بقول ولده‪ ،‬فاستحسنه و رجع عن قوله إلى قول فخر المحقّقين‬

‫ألن الوض‪33‬وء الّ‪33‬ذى وق‪33‬ع من‬


‫فل ّما وصلت النّوبة إلى من بع‪33‬ده من المحقّقين ع‪33‬اب علي‪33‬ه فى رجوع‪33‬ه عن قول‪33‬ه؛ و ذل‪33‬ك ّ‬
‫صالة المستقبلة‪ ،‬ال الفائتة‪ ،‬و إنّما األعمال بالنّيات‪ ،‬فال يكون ذلك‬
‫السلطان قبل دخول الوقت‪ ،‬إنّما وقع بقصد استباحة ال ّ‬
‫الوضوء منصرفا إلى ما فى ذ ّمته‪ ،‬بل إلى ما سيفعله من الصّلوات‪.‬‬

‫أقول‪ :‬و فى بعض األخبار داللة على صحّة ما قال‪33‬ه فخ‪33‬ر المحقّقين‪ ،‬و رج‪33‬وع وال‪33‬ده إلي‪33‬ه‪ ،‬كم‪33‬ا روى فى ناس‪33‬ى غس‪33‬ل‬
‫ان الح‪33‬دث الّ‪33‬ذى لم يقص‪33‬د رفع‪33‬ه‬
‫الجنابة‪ ،‬انّه يعيد ك ّل صالة ص‪3‬اّل ها‪ ،‬إلى وقت اغتس‪33‬له غس‪33‬ل الجمع‪33‬ة‪ ،‬فانّ‪33‬ه دا ّل على ّ‬
‫الذمة بحسب الواقع‪ ،‬و نفس األمر‪ ،‬و كانصراف ال ّ‬
‫صالة المعادة إلى م‪33‬ا‬ ‫يرتفع بالقصد إلى غيره‪ ،‬و ليس ذلك إاّل لشغل ّ‬
‫ص لوات الفائتة‪ ،‬و إن لم يقصده‪ ،‬و له نظائر كثيرة و حينئذ فيكون ذلك الوضوء الّذى أوقع‪33‬ه قب‪33‬ل ال‪33‬وقت‬ ‫فى ذ ّمته من ال ّ‬
‫صالة‪ ،‬منصرفا إلى ما فى ذ ّمته من الصّالة‪ ،‬و أ ّما علي ما ق ّدمناه من جوازه قبل دخ‪33‬ول ال‪33‬وقت‪ ،‬فال يحت‪33‬اج‬‫باستباحة ال ّ‬
‫إلى كلفة الجواب عن هذا انتهى‪ ،‬و إنّما نقلناه بطوله أيضا لما فيه من الفوائد الّتى ال تحصى‪.‬‬

‫ان من جملة من تعرّض لترجمة هذا ال ّشيخ الجليل األصيل األثيل الفاقد‬
‫ث ّم ّ‬

‫ص‪337 :‬‬

‫ق ما هو أهله من التّفص‪33‬يل‪ ،‬ش‪33‬يخنا الح‪ّ 3‬ر الع‪33‬املى‪ -‬عامل‪33‬ه هّللا بلطف‪33‬ه الكام‪33‬ل فى كت‪33‬اب «ام‪33‬ل‬
‫للمئيل‪ ،‬و لكن لم يف بح ّ‬
‫اآلمل» حيث قال من بعد أن ذكره بعنوان ال ّشيخ فخ‪33‬ر ال‪ّ 3‬دين مح ّم‪33‬د بن الحس‪33‬ن بن يوس‪33‬ف بن عل ّي بن المطهّ‪33‬ر الحلّى‪،‬‬
‫كان فاضال محقّقا فقيها ثقة جليال يروي عن أبيه العاّل مة و غيره‪ ،‬له كتب منها شرح القواعد س ّماه «إيضاح الفوائ‪33‬د فى‬
‫ح ّل مشكالت القواعد» و له «شرح خطبة القواعد» «و الفخريّة فى النيّة» و «حاشية اإلرشاد» «و الكافي‪33‬ة الوافي‪33‬ة فى‬
‫الكالم» و غير ذلك يروي عنه ال ّشهيد‪ ،‬و أثنى عليه فى بعض إجازاته ثناء بليغا‪.‬‬

‫و ذكره السيّد مصطفى فقال‪ :‬وجه من وجوه هذه الطائفة و ثقاتها و فقهائها‪ ،‬جليل القدر‪ ،‬عظيم المنزل‪33‬ة‪ ،‬رفي‪33‬ع الش‪33‬أن؛‬
‫حاله في عل ّو قدره و س ّم و مرتبته و كثرة علومه أشهر من أن يذكر‪ ،‬روى عن أبيه؛ و روى عنه شيخنا ال ّشهيد له كتب‬
‫جيّدة منها «اإليضاح»‪.‬‬
‫أقول‪ :‬و روى عنه أيضا السيّد الفاضل المح ّدث بدر ال ّدين حس‪33‬ن بن نجم ال‪ّ 3‬دين الم‪33‬دن ّى و المحقّ‪33‬ق العاّل م‪33‬ة فخ‪33‬ر ال‪ّ 3‬دين‬
‫أحمد بن عبد هّللا المتوج البحرانى‪ -‬المتق ّدم ذكره‪ -‬و السيّد تاج ال ّدين بن معيّة السابق تفصيل بن‪33‬اء على ه‪33‬ذا العن‪33‬وان‪ -‬و‬
‫ال ّشيخ ظهير ال ّدين ولده الفقيه الّذى تق ّدمت إليه اإلشارة فى ذيل ترجمة ابن معيّة المذكور‪ ،‬و ال ّشيخ نظام ال ‪ّ 3‬دين عل ّى بن‬
‫عبد الحميد النّيلى‪ ،‬الّذى هو من مشايخ ابن فهد الحل ّى‪.‬‬

‫و له أيضا من المصنّفات «شرح كتاب نهج المسترشدين» لوالده العاّل مة‪ ،‬و كتاب «شرح مبادى األصول» ل‪33‬ه أيض‪33‬ا‪،‬‬
‫و شرح كتاب تهذيب األصول له أيضا س ّماه «غاية السّؤل فى شرح تهذيب األصول» يوج‪33‬د عن‪33‬دنا من‪33‬ه نس‪33‬خة‪ ،‬و من‬
‫جملة ما ذهب فيه إليه من ال ّرأى الغريب قوله باقتضاء النّهى فى العبادات ال ّ‬
‫صحة مضافا إلى ع‪33‬دم اقتض‪33‬ائه الفس‪33‬اد‪ ،‬و‬
‫فقد المصلحة كما هو المنسوب إلى أبى حنيفة‪ ،‬و الزم رأيه هذا هو القول بك‪33‬ون األلف‪33‬اظ المجعول‪33‬ة المهيّ‪33‬ات العب‪33‬ارات‬
‫موضوعة للصّحيحة‪ ،‬كما‬

‫ص‪338 :‬‬

‫أوضحنا فى كتاب «منتظم األصول» ترجيحه إلى غير ذلك من شروح كتب أبيه الغائبة عن النّظ‪33‬ر فى ه‪33‬ذا ال‪33‬وقت‪ ،‬و‬
‫تعليقاته ال ّرفيعة عليها‪ ،‬و على غيرها‪ ،‬و أجوب‪3‬ة مس‪3‬ائله الكث‪3‬يرة الّ‪3‬تى منه‪3‬ا م‪3‬ا أج‪3‬اب ب‪3‬ه أس‪3‬ؤلة الس‪3‬يّد مهن‪3‬ا بن س‪3‬نان‬
‫الحسينى المدن ّى فى الفروغ الفقهيّة النّادرة و قليل من غيرها من العلوم‪ ،‬و هى من قبيل مس‪33‬ائله المعروف‪3‬ة عن العاّل م‪33‬ة‬
‫المرحوم‪.‬‬

‫أن جملة من المشايخ أثنوا على فخر ال ّدين الم‪3‬ذكور‪ ،‬ب‪3‬أبلغ الم‪3‬دح و الثّن‪3‬اء‪ ،‬ث ّم نقل‪3‬ه‬
‫و قال صاحب «اللّؤلؤة» بعد ذكره ّ‬
‫ق ال ّرجل عبارة شيخنا ال ّشهيد األوّل إلى آخر ال‪ّ 3‬دعاء‪ ،‬و ك‪33‬ذا عب‪33‬ارة ص‪33‬احب «األم‪33‬ل» إلى قول‪33‬ه‪ :‬و ي‪33‬روي عن‪33‬ه‬
‫فى ح ّ‬
‫ال ّشهيد‪.‬‬

‫و قال فى كتاب «مجالس المؤمنين» ما هذه ترجمته‪ :‬هو إفتخار آل المطهّ‪33‬ر‪ ،‬و ش‪33‬ا ّمة الب‪33‬در األن‪33‬ور‪ ،‬و ه‪3‬و فى العل‪33‬وم‬
‫الذكاء مدقّق ليس له نظير‪ ،‬نقل الحافظ من ال ّشافعيّة فى مدحه أنّ‪33‬ه رآه‬ ‫العقليّة و النّقليّة محقّق تحرير‪ ،‬و في عل ّو الفهم و ّ‬
‫‪3‬تعذا للعل‪33‬وم‪ ،‬ذا أخالق رض ‪3‬يّة‪ ،‬ربى فى‬ ‫مع أبيه فى مجلس السلطان محمد ال ّشهير بخدابنده‪ ،‬فوجده شابّا عالما فطنا مس‪ّ 3‬‬
‫حجر تربية أبيه العاّل مة‪ ،‬و فى السّنة العاشرة‪ ،‬من عمره ال ّشريف فاز بدرجة اإلجتهاد‪ ،‬كما يشعر به كالمه‪ -‬قدس سره‬
‫أيضا في شرح خطبة كتاب «القواع‪33‬د» فانّ‪33‬ه كتب م‪33‬ا مل ّخص‪33‬ه أنّى اش‪33‬تغلت عن‪33‬د أبى بتحص‪33‬يل العل‪33‬وم من المعق‪33‬ول و‬
‫المنقول‪ ،‬و قرأت عليه كتبا كثيرة من كتب أصحابنا‪ ،‬و التمست منه تص‪3‬نيف كت‪3‬اب «القواع‪3‬د» اذ بع‪3‬د مالحظ‪3‬ة تولّ‪3‬ده‬
‫ق ّدس س ّره و تاريخ تصنيف كتاب «القواعد» يعلم ّ‬
‫ان عمره فى ذلك الوقت أق ّل من عشر سنين‪.‬‬

‫و تعجّب ال ّشهيد الثّانى من هذا‪ ،‬كما كتبه فى حاشيته على القواعد ال وجه له‪ ،‬بل العجب من تعجّبة‪ -‬ق ّدس س‪3‬رّه‪ -‬إذ ه‪33‬و‬
‫رحمه هّللا ذكر أسامى جمع من العلماء رزقهم هّللا العلم فى أق ّل من هذا الس ّّن‪ ،‬منه ما نقله عن ال ّشيخ الفاضل تقى ال‪ّ 33‬دين‬
‫ان السيّد غياث ال ّدين بن طاوس كان ص ّديقا و صاحبا له‪ ،‬و أنّه اشتغل بالكتابة فى أربعين يوما‬
‫حسن بن داود‪ ،‬أنّه ذكر ّ‬
‫و استغنى عن المعلّم؛ و له أربع سنين‪ ،‬و روى عن إبراهيم بن سعيد الجوهرىّ‪ ،‬أنّه قال‪:‬‬
‫رأيت صبيّا له أربع سنين حملوه إلى المأمون العبّاسى‪ ،‬و كان قارئا للق‪33‬رآن‪ ،‬ن‪33‬اظرا إلى ال ‪3‬رّأى و اإلجته‪33‬اد؛ لكن يبكى‬
‫كلّما يجوع‪.‬‬

‫ص‪339 :‬‬

‫و يؤيّده ما نقل عن ابن سيناء علي ما ذكره أهل التّواريخ و سنقله بعد و يظهر من الوصيّة الّتى كتبها أبوه ل‪33‬ه فى اخ‪33‬ر‬
‫كتاب «القواعد» اعتناؤه به‪ ،‬و اعتقاده كمال فضله فى زمانه ث ّم ذكر الوصيّة انتهى‪.‬‬

‫اقول ما استند إليه‪ -‬ق ّدس س ّره‪ -‬فيما نقله عن ابن داود فى شأن غياث ال ّدين عبد‪ -‬الكريم بن طاوس ليس ل‪3‬ه مزي‪3‬د دالل‪3‬ة‬
‫فان ظاهر الكالم انّه حفظ القرآن و الكتابة‪ ،‬و تعلّمها‪ ،‬و كمل فيه‪33‬ا فى أربعين يوم‪33‬ا و اس‪33‬تغنى عن معلّم‪33‬ه‬
‫علي م ّدعاه‪ّ ،‬‬
‫فى ذلك و هو ابن أربع س‪33‬نين‪ ،‬و ال دالل‪3‬ة على حفظ‪3‬ه العلم فى ه‪33‬ذا الس‪ّ 3‬‬
‫‪3‬ن ي‪3‬د ّل على ذل‪33‬ك م‪33‬ا ذك‪3‬ره ابن داود قب‪33‬ل ه‪33‬ذا‬
‫الكالم‪ ،‬فى كما سيأتى انشاء هّللا بتمامه فى محلّه‪ ،‬حيث قال حفظ القرآن فى م ّدة يسيرة‪ ،‬و له إحدى عشر س‪3‬نة‪ ،‬فانّ‪3‬ه إذا‬
‫السن‪ ،‬فكيف يمكن القول بم‪33‬ا ذك‪33‬ره من انّ‪33‬ه رزق العلم أو‬ ‫ّ‬ ‫كان القرآن الّذى هو معظم أدلّة األحكام لم يحفظه إاّل فى هذا‬
‫الش ‪3‬هيد الثّ‪33‬انى هن‪33‬ا ليس فى‬
‫سن أربع سنين‪ ،‬كما يفهم من كالمه‪ -‬رحمه هّللا فتعجّبه من تعجّب ّ‬ ‫بلوغ مرتبة اإلجتهاد فى ّ‬
‫محلّه و أ ّما اإلستناد إلى تاريخ والدته و تاريخ تصنيف كت‪33‬اب القواع‪33‬د فانّ‪3‬ه ال يحض‪3‬رنى اآلن ت‪33‬اريخ تص‪33‬نيف الكت‪33‬اب‬
‫المذكور‪ ،‬و أ ّما تاريخ والدته فانّ ه ولد فى ليلة اإلثنين نصف الليل تقريبا ليلة العشرين من جمادى األولى سنة األثنين و‬
‫الثّمانين بعد الستمأة‪ ،‬و توفّى ليلة الجمعة خامس عشر شهر جمادى سنة إحدى و س‪33‬بعين بع‪33‬د ّ‬
‫الس‪3‬بعمأة‪ ،‬فيك‪33‬ون عم‪33‬ره‬
‫على هذا تسعا و ثمانين سنة تقريبا‪.‬‬

‫ص‪341 :‬‬

‫فهرس الجزء السادس من روضات الجنات فى احوال العلماء و السادات‬

‫ص‪342 :‬‬

‫‪ -1‬فهرست اصحاب التراجم‬

‫الرقم الصفحة ‪ -550‬غيالن بن عقبة بن مسعود بن حارثة الملقب بذى الرمة ‪2‬‬

‫‪ -551‬فرزدق بن غالب بن صعصعة بن ناجية التميمى ‪5‬‬

‫‪ -552‬الفضل بن محمد بن على بن الفضل القصبانى النحوى البصرى ‪15‬‬

‫‪ -553‬فضل هّللا بن روزبهان بن فضل هّللا الخنجى االصفهانى ‪17‬‬

‫‪ -554‬الفضيل بن عياض الكوفى ‪19‬‬


‫‪ -555‬القاسم بن سالم‪ -‬ابو عميد اللغوى ‪23‬‬

‫‪ -556‬القاسم بن محمد بن بشار االنبارى النحوى ‪25‬‬

‫‪ -557‬القاسم بن على بن محمد بن عثمان الحرامى الحريرى ‪27‬‬

‫‪ -558‬القاسم بن فيرة بن ابى القاسم بن خلف بن احمد ‪33‬‬

‫‪ -559‬قطب الدين الرازى‪ -‬محمد بن محمد البويهى ‪38‬‬

‫‪ -560‬كثير بن عبد الرحمان بن االسود بن عامر بن عويم ‪49‬‬

‫‪ -561‬كميت بن زيد بن خنيس االسدى ‪55‬‬

‫‪ -562‬كميل بن زياد بن نهيك النخعى اليمانى ‪61‬‬

‫ص‪343 :‬‬

‫الرقم الصفحة ‪ -563‬ماجد بن هاشم بن على بن مرتضى بن على بن ماجد البحرانى ‪72‬‬

‫‪ -564‬المحسن بن الحسين بن احمد النيشابورى ‪78‬‬

‫‪ -565‬محسن بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود المشتهر بالفيض الكاشانى ‪79‬‬

‫‪ -566‬محسن بن السيد حسن الحسينى االعرجى الكاظمى ‪104‬‬

‫‪ -567‬محفوظ بن وشاح بن محمد الحلى ‪105‬‬

‫‪ -568‬محمد بن يعقوب بن اسحاق الكلينى الرازي ‪108‬‬

‫‪ -569‬محمد بن محمد بن االشعث بن محمد المصرى ‪120‬‬

‫‪ -570‬محمد بن احمد بن عبد هّللا بن قضاعة بن صفوان بن مهران ‪121‬‬

‫‪ -571‬محمد بن احمد بن ابراهيم بن سليمان الجعفى الكوفى ‪125‬‬

‫‪ -572‬محمد بن ابراهيم بن جعفر‪ -‬ابو عبد هّللا الكاتب النعمانى ‪127‬‬


‫‪ -573‬محمد بن مسعود بن محمد بن عياش الكوفى العياشى ‪129‬‬

‫‪ -574‬محمد بن على بن الحسين بن بابويه الصدوق القمى‪ -‬ابو جعفر الثانى ‪132‬‬

‫‪ -575‬محمد بن احمد بن الجنيد البغدادى الكاتب االسكافى ‪145‬‬

‫‪ - 576‬محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السالم بن جابر‪ -‬المفيد البغدادى ‪153‬‬

‫‪ -577‬محمد بن احمد بن على بن الحسن بن شاذان القمى ‪179‬‬

‫‪ -578‬محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى‪ -‬الشريف الرضى ‪190‬‬

‫‪ -579‬محمد بن على‪ -‬ابو الفتح الكراجكى ‪209‬‬

‫‪ -580‬محمد بن الحسن بن على الطوسي‪ -‬شيخ الطائفة ‪216‬‬

‫‪ -581‬محمد بن ابى القاسم بن محمد بن على الطبرى االملى الكجى ‪249‬‬

‫‪ -582‬محمد بن الحسن بن على بن احمد بن على الواعظ النيسابورى الفتال ‪253‬‬

‫ص‪344 :‬‬

‫الرقم الصفحه‬

‫‪ -583‬محمد بن على بن محمد الطوسي‪ -‬عماد الدين المشهدى ‪262‬‬

‫‪ -584‬محمد بن احمد بن ادريس العجلى ‪274‬‬

‫‪ -585‬محمد بن على بن شهر آشوب بن ابي نصر بن ابي الجيش المازندرانى ‪290‬‬

‫‪ -586‬محمد بن جعفر بن محمد بن نما الحلى ‪294‬‬

‫‪ -587‬محمد بن الحسين بن الحسن البيهقى النيسابورى‪ -‬قطب الدين الكيدرى ‪295‬‬

‫‪ -588‬محمد بن محمد بن الحسن‪ -‬الخواجه نصير الدين الطوسى ‪300‬‬

‫‪ -589‬محمد بن محمد بن زين الدين بن الداعى العلوى اآلوى ‪320‬‬


‫‪ -590‬محمد بن القاسم بن الحسين بن معية الحلى الحسنى الديباجى ‪324‬‬

‫‪ -591‬محمد بن حسن بن يوسف بن المطهر الحلى‪ -‬فخر المحققين ‪330‬‬

‫ص‪345 :‬‬

‫‪ -2‬فهرس االعالم‬

‫الف آدم عليه السّالم ‪112‬‬

‫آدم بن يونس ‪228‬‬

‫اآلمدى ‪292 ،12‬‬

‫ابراهيم بن احمد بن ابى حسين ‪183‬‬

‫ابراهيم بن الحسن ‪324‬‬

‫ابراهيم الخليل ‪165 ،112 ،70‬‬

‫ابراهيم بن سعيد الجوهرى ‪338‬‬

‫ابراهيم القطيفي ‪234‬‬

‫ابراهيم الكفعمى‪210 3‬‬

‫ابراهيم المجاب ‪198‬‬

‫ابراهيم بن محمد ‪187‬‬

‫ابراهيم بن محمد بن اسحاق ‪322‬‬

‫ابراهيم بن منويه االصفهانى ‪26‬‬

‫ابراهيم بن نافع ‪13‬‬

‫ابن ابى الحديد ‪296 ،202 ،191 ،157‬‬


‫ابن ابى ليلى ‪50‬‬

‫ابن االثير ‪114‬‬

‫ابن االعرابى ‪24 ،23 ،12‬‬

‫اتابك شيرگير ‪323‬‬

‫اثير الدين االبهرى ‪48‬‬

‫ابن االحضر ‪34‬‬

‫احمد بن ابراهيم العالن الكلينى ‪109‬‬

‫احمد بن ابراهيم القزوينى ‪228‬‬

‫احمد بن رافع الصميرى ‪119‬‬

‫احمد بن ابى طالب الطبرسى ‪252‬‬

‫احمد بن ادريس ‪162 ،65‬‬

‫احمد بن بويه ‪149‬‬

‫احمد بن الحسن بن الوليد ‪176‬‬

‫احمد بن الحسين الخزاعى ‪87‬‬

‫احمد بن الحسين بن عبيد هّللا الغضائرى ‪255 ،245 ،211‬‬

‫ص‪346 :‬‬

‫احمد بن حمزة العريضى ‪213‬‬

‫احمد بن حنبل ‪110 ،64‬‬

‫احمد بن خالد الضرير ‪24‬‬


‫احمد بن زياد القطان ‪181‬‬

‫احمد بن طاوس ‪276‬‬

‫احمد بن العباس النجاشى ‪156 ،138‬‬

‫احمد بن عبد هّللا ‪127‬‬

‫احمد بن عبد هّللا االصفهانى ‪292‬‬

‫احمد بن عبد هّللا المتوج البحرانى ‪337‬‬

‫احمد بن عبد المؤمن ‪31‬‬

‫احمد بن عبدوان ‪121‬‬

‫احمد بن عبدون‪ -‬ابن الحاشر ‪241‬‬

‫احمد بن عبدون ‪146‬‬

‫احمد بن الفراز ‪228‬‬

‫احمد بن عبيد هّللا الغضائرى ‪139‬‬

‫احمد ابن علويه ‪187‬‬

‫احمد بن على ‪201‬‬

‫احمد بن على بن ابراهيم القمى ‪140‬‬

‫احمد بن على‪ -‬ابن الكوفى ‪156‬‬

‫احمد بن على الحسينى ‪324 ،194‬‬

‫احمد بن على الرازى ‪291‬‬

‫احمد بن على بن عرفة ‪327‬‬


‫احمد بن على بن نوح ‪126 ،123‬‬

‫احمد بن عمر الحالل ‪233‬‬

‫احمد بن عيسى العلوى ‪184‬‬

‫احمد بن فهد الحلى‪ -‬ابن فهد ‪261‬‬

‫احمد بن مابندار ‪150‬‬

‫احمد بن المتوج البحرانى ‪255‬‬

‫احمد بن محمد ‪184 ،183‬‬

‫احمد بن محمد‪ -‬ابو غالب الرازى ‪241‬‬

‫احمد بن محمد بن الحسن الوليد ‪156‬‬

‫احمد بن محمد بن خالد ‪327 ،65‬‬

‫احمد بن محمد بن خالد ‪327‬‬

‫احمد بن محمد بن سعيد ‪184‬‬

‫احمد بن محمد بن عاصم ‪119‬‬

‫احمد بن محمد بن عيسى ‪236 ،65 ،64‬‬

‫احمد بن محمد الغزالى ‪249‬‬

‫احمد بن محمد بن محمد ‪185‬‬

‫احمد بن محمد بن موسى ‪150‬‬

‫احمد بن محمد بن موسى االهوازى ‪228‬‬

‫احمد بن محمد يحيى ‪64‬‬


‫احمد بن المقتدر (القادر باهّلل ) ‪192‬‬

‫احمد بن موسى (شاه چراغ) ‪73‬‬

‫احمد بن موسى بن مجاهد ‪110‬‬

‫احمد الميدانى ‪27‬‬

‫احمد بن نوح الشافعى ‪213‬‬

‫ص‪347 :‬‬

‫االخطل‪ -‬غيالن ‪13 ،12‬‬

‫ابن ادريس‪ -‬محمد بن احمد ‪292 ،267 159 ،125‬‬

‫ابن اسحاق ‪52‬‬

‫ابو اسحان‪ -‬ابراهيم بن هالل الصابى ‪205 ،204 ،195‬‬

‫اسحاق بن سيار ‪2‬‬

‫اسحاق بن محمد ‪228‬‬

‫اسحاق بن النديم ‪130‬‬

‫اسد هّللا الكاظمى ‪56‬‬

‫اسماعيل بن الحسين الخاجوئى ‪245 235 ،82‬‬

‫اسماعيل الديباج ‪324‬‬

‫اسماعيل بن عباد ‪208 ،201‬‬

‫اسماعيل بن محمد بن الحسن ‪228‬‬

‫اسماعيل بن موسى ‪121‬‬


‫االسود العنسى ‪142‬‬

‫اشعث بن عبد الملك ‪10‬‬

‫اشهث «‪110‬‬

‫االصمعى ‪55 ،24 ،23 ،13 ،4 ،2‬؛ ‪185‬‬

‫ابن االعرابى ‪61‬‬

‫اعشى الهمدانى ‪13‬‬

‫االعمش ‪181 ،63‬‬

‫اعين بن لبطة ‪10‬‬

‫افضل الدين الغيالني ‪314‬‬

‫االمام الشافعى‪ -‬محمد بن ادريس ‪293‬‬

‫امرؤ القيس ‪13 ،3‬‬

‫امير كابن ابي اللجيم ‪323‬‬

‫امين االسترآبادى ‪287 ،284‬؛ ‪289‬‬

‫انس بن مالك ‪310 ،283‬‬

‫انوشروان المجوسي ‪273‬‬

‫انوشروان الوزير ‪28‬‬

‫ايوب بن نوح ‪188‬‬

‫ب بابويه بن سعد ‪321‬‬

‫بابويه القمى ‪38‬‬


‫ابن بابويه ‪240 ،179‬‬

‫الباخرزى ‪191‬‬

‫الباقر‪ -‬محمد بن على (ع) ‪309 ،59 ،57 ،56‬‬

‫الباقالنى ‪219 ،160‬‬

‫بثينة ‪54 ،49‬‬

‫بحير بن ابى سلمى ‪13‬‬

‫البخارى ‪36‬؛ ‪64‬‬

‫ابن البراج ‪320‬‬

‫بركة بن محمد بن بركة االسدى ‪256 ،228‬‬

‫ص‪348 :‬‬

‫برهان الدين الهمداني ‪303‬‬

‫بشار االسدى ‪13‬‬

‫بشر بن ابى حازم ‪13‬‬

‫ابو بصير الراوى ‪235‬‬

‫البغوى ‪109‬‬

‫ابو البقاء العكبرى ‪34‬‬

‫ابو بكر بن ابى قحافة ‪175 ،171 -168 ،142‬؛ ‪310 ،309 ،272 ،269‬‬

‫ابو بكر بن االنبارى ‪26‬‬

‫ابو بكر الباقالني‪ -‬الباقالنى ‪110‬‬


‫ابو بكر الخوارزمى ‪110‬‬

‫ابو بكر الدينورى ‪110‬‬

‫ابو بكر الكازرونى ‪313‬‬

‫البلخى ‪162‬‬

‫البندهي (ابو سعيد) ‪31 ،28‬‬

‫بهاء الدولة بن بويه ‪207 ،200 ،191‬‬

‫بهاء الشرف ‪251‬‬

‫البهائى‪ -‬محمد بن الحسين ‪137 ،136 ،114 ،102 ،93 ،84 50 ،21 ،18‬‬

‫البهبهاني ‪280‬‬

‫بهمنيار ‪314‬‬

‫البيضاوى ‪47‬‬

‫ت التاج الكندى ‪34‬‬

‫تاج الدين بن معية‪ -‬محمد بن القاسم ‪337 ،322‬‬

‫الترمذى ‪64‬‬

‫التفتازاني ‪45‬‬

‫تقي الدين السبكى ‪44‬‬

‫تقي بن نجم الحلبى ‪321 ،264‬‬

‫ابو تمام الشاعر ‪200‬‬

‫ث ثابت ابى صفية ‪184‬‬


‫الثعالبى ‪191‬‬

‫ثعلب النحوى ‪12‬‬

‫الثورى ‪63‬‬

‫ج جابر بن عبد هّللا ‪173‬‬

‫الجاحظ ‪60 ،51 ،11‬‬

‫جار هّللا الزمخشرى ‪9‬‬

‫الجارود بن المنذر ‪186 ،185‬‬

‫جبرئيل ‪268 252 ،188 ،143 ،142 ،128‬‬

‫جدير بن عبد الحميد ‪187‬‬

‫جرير ‪،204 ،14 ،13 ،11 ،10 ،4 ،3‬‬

‫الجزرى ‪111 ،109‬‬

‫جعفر بن ابى طالب ‪8‬‬

‫ص‪349 :‬‬

‫ابو جعفر بن بابويه ‪45‬‬

‫ابو جعفر الباقر‪ -‬محمد بن على ‪654‬‬

‫ابو جعفر الثانى ‪308 ،235‬‬

‫ابو جعفر الجواد ‪154‬‬

‫جعفر بن الحسين بن حسكه ‪228 ،137‬‬

‫جعفر الدقاق ‪271‬‬


‫جعفر بن سعيد ‪106 ،105‬‬

‫جعفر بن سليمان ‪185‬‬

‫ابو جعفر الطبرسي ‪252‬‬

‫ابو جعفر الطحاوى الحنفى ‪110‬‬

‫ابو جعفر الطوسي‪ -‬محمد بن الحسن ‪298 ،274 254 ،234 ،211 ،154 ،125 ،113‬‬

‫جعفر بن على الحسينى ‪228‬‬

‫جعفر بن على بن صاحب دار الصحر ‪326‬‬

‫جعفر بن على بن يوسف بن عروة ‪327‬‬

‫جعفر بن عيسى ‪244‬‬

‫جعفر القاضي ‪103‬‬

‫جعفر بن قولويه ‪119‬‬

‫ابو جعفر الكلينى‪ -‬محمد بن يعقوب ‪122‬‬

‫جعفر بن محمد ‪126‬‬

‫جعفر بن محمد الدوريستى ‪294 ،270 ،190 ،156 141 ،136‬‬

‫جعفر بن محمد‪ -‬الصادق عليه السّالم ‪183 ،182 ،182 ،120 ،36‬؛ ‪186‬‬

‫جعفر بن محمد بن قولويه‪ -‬ابن قولويه ‪114‬؛ ‪188 ،184 ،179 ،162 ،154‬‬

‫جعفر بن محمد بن محمد ‪294‬‬

‫جعفر بن محمد بن مسرور اللّحام ‪187‬‬

‫جعفر بن محمد بن مسعود‪ -‬العياشى ‪130‬‬


‫جعفر بن محمد بن معية ‪322‬‬

‫جعفر بن نما ‪277‬‬

‫جالل الدين السيوطي‪ -‬السيوطى ‪58 ،51‬‬

‫الجمحى ‪52 ،11 ،2‬‬

‫ابن جنى ‪26‬‬

‫ابن الجنيد ‪149 ،148 ،119‬‬

‫ابو الجوائز ‪292‬‬

‫ابن الجوزى ‪225 ،28‬‬

‫الجوهرى ‪5‬‬

‫ابو حاتم السجستاني ‪53‬‬

‫ابن الحاجب ‪311‬‬

‫الحارث بن همام ‪30 ،27‬‬

‫الحاكم البيع ‪110‬‬

‫ص‪350 :‬‬

‫ابو حامد االسفرائيني ‪110‬‬

‫ابو حامد الغزالى ‪110 ،89 ،80‬‬

‫ابو حامد الفقيه ‪195‬‬

‫حبة العرني ‪179‬‬

‫ابن حبيب النحوى ‪10‬‬


‫حجاج بن يوسف ‪63 ،61‬‬

‫ابن حجر العسقالني ‪297 ،296 ،111 ،63‬‬

‫الحر العاملى‪ -‬محمد بن الحسن ‪337 ،108 ،45 42 ،40‬‬

‫الحرب بن هشام ‪184‬‬

‫الحريرى‪ -‬القاسم بن على ‪32 30 -28 ،15‬‬

‫ابو الحسن (ع) ‪244 ،162‬‬

‫الحسن بن ابى طالب اليوسفى اآلبى ‪323‬‬

‫الحسن بن ابى عقيل ‪248 ،145‬‬

‫الحسن بن احمد بن محمد بن نما ‪321‬‬

‫ابو الحسن االشعرى ‪110‬‬

‫الحسن بن بابويه القمى ‪247 ،228‬‬

‫الحسن البصرى ‪110 ،63‬‬

‫ابو الحسن البيهقى ‪292‬‬

‫الحسن بن الحسن ‪324‬‬

‫الحسن بن الحسين (حسكا) ‪138‬‬

‫الحسن بن الحسين بن المطر ‪261‬‬

‫ابو الحسن الحمامى ‪110‬‬

‫الحسن بن حمزة الحسينى ‪265‬‬

‫الحسن بن حمزة العلوى ‪241‬‬


‫حسن بن داود ‪338‬‬

‫الحسن بن الدهان ‪328‬‬

‫ابو الحسن الراعوى الحنبلى ‪110‬‬

‫ابو الحسن الرضا‪ -‬على بن موسى ‪233‬‬

‫الحسن بن رطبة السوداوى ‪277‬‬

‫حسن بن زين الدين الشهيد ‪329 ،106 ،105 ،43‬‬

‫حسن بن سهل الوزير ‪167‬‬

‫ابو الحسن بن الشريك ‪34‬‬

‫ابو الحسن العامرى ‪199‬‬

‫الحسن بن عبد العزيز الجبهاني ‪228‬‬

‫حسن بن عبد الكريم الفتال ‪261‬‬

‫الحسن بن عبد الواحد الزربي ‪217‬‬

‫الحسن بن على عليه السّالم ‪270 ،252 ،215 ،186 ،182 ،181 ،157 ،61‬‬

‫الحسن بن على بن ابى عقيل‪ -‬الحسن بن ابى عقيل ‪81‬‬

‫الحسن بن على بن الحسين بن بابويه ‪139‬‬

‫الحسن بن على بن داود ‪105‬‬

‫ص‪351 :‬‬

‫حسن بن على بن شدقم ‪198‬‬

‫الحسن بن على العسكرى عليه السّالم ‪186 150‬‬


‫ابو الحسن العمرى ‪200 ،194‬‬

‫حسن بن على الفتال ‪254‬‬

‫حسن بن على بن محمد الطبرسي ‪262‬‬

‫حسن بن على الوشاء ‪69‬‬

‫الحسن بن القاسم المحمدى ‪122‬‬

‫حسن الكاشفى ‪299‬‬

‫ابو الحسن اللؤلؤى ‪217‬‬

‫الحسن بن محمد بن الحسن اآلبي ‪323‬‬

‫الحسن بن محمو الحسينى االوى ‪326 ،320‬‬

‫الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ‪254 228‬‬

‫حسن بن المطهر الحلى ‪326 ،43‬‬

‫الحسن بن المظفر الهمدانى ‪228‬‬

‫الحسن بن مهدى السليقى ‪227 ،217‬‬

‫حسن بن نجم الدين المدني ‪337‬‬

‫حسن النيسابورى ‪30‬‬

‫حسن بن يوسف بن المطهر‪ -‬العاّل مة الحلى ‪332 ،290 ،42‬‬

‫حسين بن ابراهيم القزوينى ‪228‬‬

‫الحسين بن ابراهيم المكتب ‪140‬‬

‫الحسين بن احمد بن سختحويه ‪179‬‬


‫الحسين بن احمد بن طحال ‪291‬‬

‫حسين البحريني ‪75‬‬

‫الحسين الحنبلى ‪110‬‬

‫حسين بن حيدر الكركى ‪261 ،114‬‬

‫الحسين بن خالويه ‪124‬‬

‫الحسين بن سعيد ‪65‬‬

‫الحسين بن عبد هّللا ‪139‬‬

‫حسين بن عبد هّللا الواسطى ‪211‬‬

‫حسين بن عبد الصمد ‪328‬‬

‫الحسين بن عبيد هّللا الغضائرى ‪241 ،228 ،140 ،139 137 ،121‬‬

‫حسين بن عبيد هّللا الواسطى ‪212 ،139‬‬

‫الحسين بن على بن ابى طالب عليه السّالم ‪،186 3-181 3،157 3،148 3،144 3،128 3،121 3،73 3،36 3،10 3،6 3،5‬‬
‫‪252‬؛ ‪334 ،308 ،301‬‬

‫الحسين بن على بن بابويه ‪139 ،138 ،136 ،132‬‬

‫الحسين بن على بن الحسين ‪139‬‬

‫حسين بن علوان ‪184‬‬

‫الحسين بن الفتح الواعظ ‪229‬‬

‫ص‪352 :‬‬

‫الحسين بن القاسم العلوى ‪228‬‬


‫الحسين بن محمد ‪187‬‬

‫حسين بن محمد الصيرفى ‪213‬‬

‫الحسين بن موسى االبرش ‪200‬‬

‫ابو الحسين الهاروني العلوى ‪230‬‬

‫ابو الحسين ‪262‬‬

‫حفص بن البخترى ‪188‬‬

‫حفص بن سليمان ‪59‬‬

‫ابو الحكم بن مرجان اللغوى ‪25‬‬

‫ابو حكيم الخيرى ‪193‬‬

‫ابن حالل الحنبلى ‪110‬‬

‫حماد الراوية ‪52 ،4‬‬

‫ابن حمدان ‪122‬‬

‫الحمداني القزوينى ‪247‬‬

‫حمزة بن حبيب الكوفى ‪36 ،35‬‬

‫حمزة الحسينى ‪277‬‬

‫ابن حمزة الطوسي‪ -‬عماد الطوسي ‪297 ،176‬‬

‫حمزة بن عبد المطلب ‪8‬‬

‫حميد بن زياد ‪176‬‬

‫حميد بن مسلم ‪293‬‬


‫ابو حنيفة ‪337 ،110‬‬

‫ابو حيان االندلسي ‪37‬‬

‫حيدر اآلملى ‪63‬‬

‫حيدر بن محمد السمرقندى ‪130‬‬

‫ابو خالد ‪184‬‬

‫خالد الحذاء ‪10‬‬

‫خسرو فيروز بن عضد الدولة ‪208‬‬

‫ابو الخطاب ‪25‬‬

‫الخطيب التبريزى ‪15‬‬

‫ابن خلكان ‪219 ،208 ،197 ،191 ،34‬‬

‫خليل بن احمد النحوى ‪16‬‬

‫خليل القزوينى ‪115 ،93‬‬

‫الخنساء ‪13‬‬

‫خواجة غياث الدين ‪44‬‬

‫خوارزمشاه ‪273‬‬

‫خيام ‪306‬‬

‫الدار قطنى ‪53‬‬

‫الداعى بن على الحسينى ‪254‬؛ ‪291‬‬

‫الداماد ‪219‬‬
‫ابن داود ‪339 ،276 ،275 ،274 ،260 ،259 ،257 ،255 ،238 ،224 ،125 ،117‬‬

‫داود بن الحسن الجزائرى ‪131‬‬

‫ابو داود الطيالسى ‪63‬‬

‫الدجال ‪52‬‬

‫ص‪353 :‬‬

‫ابن دريد ‪53 ،11‬‬

‫دوست بن ابى منصور ‪57‬‬

‫ابن ابى الدنيا ‪12‬‬

‫ابن دهيل ‪194‬‬

‫ابو ذر الغفارى ‪213‬‬

‫ذو الرمة غيالن بن عقبة ‪61 ،13 ،4 ،3‬‬

‫ذو الفقار بن معبد الحسينى ‪254 ،229‬‬

‫الذهبى ‪34 ،11‬‬

‫الذهلى ‪64‬‬

‫الرافعى ‪201‬‬

‫ربيعة بن رياح ‪12‬‬

‫رحمة هّللا النجفى ‪261‬‬

‫ابو الرستمى ‪27‬‬

‫الرشيد‪ -‬هارون ‪21 ،20‬‬


‫الرضا بن احمد الجعفرى ‪251‬‬

‫الرضا‪ -‬علي بن موسى ‪245 ،188‬؛ ‪309 ،308 ،307 ،273 262‬‬

‫ابو الرضا فضل هّللا الحسينى ‪262‬‬

‫ابو الرضا الراوندى ‪298‬‬

‫الرضي بن احمد الحسينى ‪251‬‬

‫الرضى بن الداعى ‪251‬‬

‫رضى الدين بن طاوس ‪266‬‬

‫رضى بن عبد هّللا بن على الجعفرى ‪252‬‬

‫الرضى‪ -‬محمد بن الحسين ‪110‬؛‪197 3،196 3،195 3،193 3،157 156 3‬؛‪202 3،201 200 3،199 3‬؛‪،254 3،204 3‬‬
‫‪256‬‬

‫رفيع الدين الجيالنى ‪40‬‬

‫ركن الدولة البويهى ‪141‬‬

‫ابن رمانة ‪151‬‬

‫روبة بن العجاج ‪11‬‬

‫ريحان هّللا بن عبد هّللا الحبشى ‪211‬‬

‫الزبيدى ‪25 ،24‬‬

‫الزبير ‪159‬؛ ‪160‬‬

‫الزبير بن بكار ‪52‬‬

‫الزبير بن العوام ‪178‬‬


‫ابن الزبير المؤرخ ‪25‬‬

‫زكريا بن آدم ‪137‬‬

‫الزكى الركشاوى ‪46‬‬

‫الزمخشرى ‪29‬؛ ‪40‬‬

‫الزهراء ‪15‬‬

‫ابن زهرة ‪289 ،278 ،76‬‬

‫الزهرى ‪64‬‬

‫زهير بن ابي سلمى ‪13 -11‬‬

‫زياد االعجم ‪14‬‬

‫زياد بن المنذر ‪185‬‬

‫الزيادى ‪59‬‬

‫ص‪354 :‬‬

‫زيد بن على ‪184‬‬

‫زيد بن على بن الحسين الحسني ‪229‬‬

‫ابو زيد السروجى ‪28‬‬

‫زيد بن هارون ‪63‬‬

‫ابو زيد ‪24 ،23‬‬

‫زينب ‪49‬‬

‫زينب بنت جحش ‪59‬‬


‫زين الدين بن الداعى الحسنى ‪321‬‬

‫زين العابدين‪ -‬على بن الحسين ‪322‬‬

‫سالم بن بدران البصرى ‪302‬‬

‫سالم البزاز ‪181‬‬

‫سالم بن عبّد هّللا بن عمر ‪110‬‬

‫سالم بن محفوظ ‪106‬‬

‫سالم بن مكرم الجمال ‪245‬‬

‫السبكى ‪42‬‬

‫السجاح ‪142‬‬

‫السخاوى ‪35 -33‬‬

‫سديد الدين الحمصى ‪274‬‬

‫سراج بن احمد المرادى ‪32‬‬

‫السروى‪ -‬ابن شهر آشوب ‪125‬‬

‫سريح الشافعى ‪110‬‬

‫ابو السعادات االصفهانى ‪302‬‬

‫ابن سعد ‪63‬‬

‫سعد بن طريف ‪185‬‬

‫سعد بن عبد هّللا ‪188‬‬

‫سعد بن عبد هّللا االشعرى ‪189‬‬


‫ابن سعد العشيرة ‪126‬‬

‫سعد الدين بن البراج ‪129‬‬

‫سعد الدين‪ -‬البتتازانى ‪15‬‬

‫السعدى الشيرازى ‪48 ،47 ،40‬‬

‫سعيد بن جبير ‪185 ،112‬‬

‫ابو سعيد الخدرى ‪10‬‬

‫سعيد بن هبة هّللا الراوندى ‪250‬‬

‫سفيان بن عينية ‪176‬‬

‫السكونى ‪235‬‬

‫سالر بن عبد العزيز الديلمى ‪312 ،266 ،214 ،211 ،156‬‬

‫سالمة بن عبد الباقى ‪31‬‬

‫سالمة بن عياض الكفر طائى ‪31‬‬

‫سالمة بن محمد ‪124‬‬

‫السلطان ابو سعيد ‪43‬‬

‫السلطان خدابنده ‪336‬‬

‫سلطان الروم ‪18‬‬

‫سلطان العجم ‪18‬‬

‫سلطان الهند ‪95‬‬

‫ص‪355 :‬‬
‫سلعم ‪36‬‬

‫السلفى ‪34‬‬

‫سلمان بن الحسن الصهرشتى ‪229‬‬

‫سلمان الفارسى ‪185‬؛ ‪269 ،268 ،186‬‬

‫سلمى بنت ابي سلمى ‪13‬‬

‫سلمة بن عاصم ‪25‬‬

‫سلّمة بن عياش ‪4‬‬

‫سليمان بن االعمش ‪183‬‬

‫سليمان بن خالد المقرى ‪176‬‬

‫سليمان بن داود ‪112‬‬

‫سليمان بن صالح البحرانى ‪137‬‬

‫سليمان بن عبد هّللا البحرانى ‪137 ،133‬‬

‫سليمان بن عبد الملك ‪14 ،11‬‬

‫سليمان بن معتوق ‪104‬‬

‫السمعاني ‪109 ،27‬‬

‫سنجر بن ملكشاه ‪273‬‬

‫ابو سهل بن احمد ‪121‬‬

‫سهل بن احمد ‪181‬‬

‫سهل بن زياد ‪245 ،237‬‬


‫سيبويه ‪10‬‬

‫السيد الداماد ‪133‬‬

‫السيد الشريف الجرجانى ‪46 ،45 ،17‬‬

‫السيد بن طاوس ‪320 ،212‬‬

‫ابن السيرافي ‪193 ،191‬‬

‫ابن سيرين ‪63‬‬

‫سيف الدولة بن حمدان ‪122‬‬

‫السيوطي ‪41 ،26 ،23 ،10 ،3 ،2‬‬

‫شاذان بن جبرئيل ‪294 ،250 211 ،191 ،180‬‬

‫الشاطبى ‪37 ،34‬‬

‫الشافعى ‪110 ،63 ،3‬‬

‫الشاه سلطان حسين ‪75‬‬

‫الشاه مرتضى بن محمود ‪79‬‬

‫ابن شبرمة ‪11‬‬

‫الشبسترى ‪40‬‬

‫ابو شجاع بن بابويه ‪208‬‬

‫ابن الشجرى ‪10‬‬

‫الشريف الرضى‪ -‬الرضى ‪192 ،191‬‬

‫الشمس الكاتبى ‪46‬‬


‫شمس الدين االصفهاني ‪303‬‬

‫شمس الدين بن نجدة ‪330‬‬

‫الشمنى ‪49‬‬

‫ابن شهاب الزهرى ‪110‬‬

‫شهاب الدين السهروردى ‪293 ،48‬‬

‫ابن شهر آشوب ‪158‬؛ ‪329 322 ،320 ،291 ،266 ،261 -254 250 ،225 ،210‬‬

‫ص‪356 :‬‬

‫الشهيد االول‪ -‬محمد بن مكى العاملى ‪،212 3،133 3،126 3،116 3،112 109 3،108 3،107 3،105 3،84 3،77 3،45‬‬
‫‪277 ،276‬؛ ‪338 ،337 ،330 ،329 ،328 ،326 ،322 ،321‬‬

‫الشهيد الثاني (زين الدين بن على) ‪،328 3،321 3،276 3،261 3،246 243 3،132 3،113 3،81 3،45 3-42 3،39 3،38‬‬
‫‪339‬‬

‫شيخ الطائفة‪ -‬محمد بن الحسن الطوسى ‪278 ،263 ،256‬‬

‫شيخ الطوسى‪ -‬شيخ الطائفه ‪149 ،146 ،139 ،138 ،114 ،78 ،64‬؛ ‪236 ،219 ،209 ،190 ،158 ،156‬؛ ‪243‬‬
‫‪321 ،320 ،314 ،290 ،277 ،275 ،266 ،258 ،248‬‬

‫الشيطان ‪174 ،172 ،97 ،37‬‬

‫صاحب الزمان عليه السّالم ‪222 ،204 ،146 ،115‬‬

‫الصادق‪ -‬جعفر بن محمد (ع) ‪215 ،176 ،123 ،120 ،76 57 ،56‬‬

‫صاعد بن ربيعان ‪229‬‬

‫صاعد بن محمد البريدى اآلبي ‪323‬‬

‫صالح ‪226‬‬
‫ابو صالح ‪181‬‬

‫صالح بن محمد بن ادريس ‪278‬‬

‫صدر الشيرازى ‪99‬‬

‫صدر الدين السرخسى ‪314‬‬

‫صدر الدين الشيرازى ‪94 ،93‬‬

‫صدر الدين العاملى ‪104‬‬

‫صدر الدين القمى ‪104‬‬

‫الصدر القونوى ‪312 ،46‬‬

‫الصدوق‪ -‬محمد بن على ‪38‬؛‪،212 3،189 3،158 3،156 3،154 152 3،148 3،145 3،141 3،138 3،137 136 3،132 3‬‬
‫‪237 ،320 ،226 ،222‬؛ ‪322 ،238‬‬

‫صعصعة ‪12‬‬

‫الصفدى ‪177 ،26‬‬

‫صفوان بن مهران الجمال ‪123‬‬

‫صفوان بن يحيى ‪162 ،65‬‬

‫ابو الصالح الحلبى ‪321 ،320 ،298 267 ،266 ،228‬‬

‫ابو الصمصام العبسى ‪،270 ،269 ،268‬‬

‫ابو طالب الطبرسى ‪292‬‬

‫ابو طالب بن عبد المطلب ‪203‬‬

‫ابو طالب بن غرور ‪228‬‬


‫ص‪357 :‬‬

‫ابن طاوس ‪126‬؛ ‪320 ،135 ،133 ،132‬‬

‫الطائع باهّلل العباسى ‪206 ،191 ،148‬‬

‫ابن طباطبا االصفهاني ‪194‬‬

‫الطبرسي ‪220 ،192 ،130‬‬

‫طرفة بن العبد ‪13‬‬

‫الطرماح بن عدى ‪61 ،10‬‬

‫طغرل بيك ‪296‬‬

‫طلحة بن عبد هّللا بن عوف ‪52‬‬

‫طلحة ‪159‬؛ ‪160‬‬

‫الطوسي ‪126 ،57‬‬

‫ابو الطيب ‪23‬‬

‫الطيبى ‪110 ،109‬‬

‫ظهير الدين بن معية ‪337‬‬

‫ع عاتكة ‪50‬‬

‫ابن عباس ‪268 ،214 ،187 ،185 ،112 ،19 ،2‬‬

‫ابو العباس الكولوى ‪314‬‬

‫ابو العباس بن مقدام ‪26‬‬

‫عبد هّللا بن بكير ‪245‬‬


‫عبد هّللا التوني ‪104‬‬

‫عبد هّللا بن جعفر الراوى ‪140‬‬

‫ابو عبد هّللا جعل ‪160‬‬

‫عبد هّللا بن حمزة الطوسي ‪298 ،264‬‬

‫عبد هّللا بن حمالن ‪326‬‬

‫عبد هّللا الديباجي ‪181‬‬

‫عبد هّللا السماهيجى ‪289‬‬

‫عبد هّللا بن سنان ‪232‬‬

‫ابو عبد هّللا بن سوده ‪139‬‬

‫ابو عبد هّللا بن شاذان ‪130‬‬

‫ابو عبد هّللا ‪ -‬الصادق ‪235 ،232 ،189 ،65‬‬

‫عبد هّللا بن صالح البحراني ‪187 ،131‬‬

‫ابو عبد هّللا الصفواني ‪122‬‬

‫ابو عبد هّللا الصيمرى ‪156‬‬

‫ابو عبد هّللا العاصمى ‪119‬‬

‫عبد هّللا بن العباس ‪178‬‬

‫ابو عبد هّللا بن عبد المطلب ‪327‬‬

‫ابو عبد هّللا بن عبد الواحد ‪146‬‬

‫ابو عبد هّللا بن عبيد هّللا الغضائرى ‪139‬‬


‫ابو عبد هّللا العماني ‪191‬‬

‫عبد هّللا بن عمر ‪181‬‬

‫عبد هّللا بن القاسم ‪27‬‬

‫ابو عبد هّللا القاشي ‪35‬‬

‫عبد هّللا الكاظمى الشبر ‪104‬‬

‫عبد هّللا بن كثير ‪110‬‬

‫ص‪358 :‬‬

‫عبد هّللا بن المبارك ‪20‬‬

‫ابو عبد هّللا المحدث ‪272 ،271‬‬

‫عبد هّللا بن محمد االعرج ‪327‬‬

‫عبد هّللا بن محمد بن عبد العزيز البغوى ‪181‬‬

‫عبد هّللا بن مروان البحراني ‪57‬‬

‫ابو عبد هّللا الواسطى ‪119‬‬

‫عبد الجبار بن احمد المعتزلى ‪219 ،202 ،159‬‬

‫عبد الجبار بن على المقرى ‪298 ،291 ،254 ،247 ،229‬‬

‫عبد الجليل بن عيسى الرازى ‪391‬‬

‫ابن عبد الحكيم ‪3‬‬

‫عبد الحميد بن فخار الموسوى ‪267‬‬

‫عبد الرحمان بن احمد الخ ّزاعى ‪78‬‬


‫عبد الرحمان بن احمد النيسابورى ‪229 ،211 ،190‬‬

‫عبد الرحمان الجامى ‪289 ،40 ،5‬‬

‫عبد الرحمان بن حمزة ‪264‬‬

‫عبد الرحمان الدمشقي ‪35‬‬

‫عبد الرحمان بن ملجم ‪226‬‬

‫ابو عبد الرحمان النسائى ‪110‬‬

‫عبد الرزاق ‪63‬‬

‫عبد الرزاق رئيس النيسابور ‪259‬‬

‫عبد الرزاق الالهيجي ‪100‬‬

‫عبد الرزاق بن همام الصغانى ‪150‬‬

‫عبّد الرؤف بن ماجد بن هاشم ‪77‬‬

‫عبد السالم بن الحسين االديب ‪124‬‬

‫عبد العزيز بن البراج الطرابلسي ‪321 211‬‬

‫عبد العزيز بن مروان ‪53 ،52 ،51 ،49‬‬

‫عبد الغفور بن الشاه مرتضى ‪80‬‬

‫عبد الكريم بن طاوس ‪338 ،313 ،302‬‬

‫عبد الكريم بن عبد هّللا ‪119‬؛ ‪241‬‬

‫عبد اللطيف بن ابى بكر ‪32‬‬

‫عبد المطلب بن پادشاه الحسينى ‪327‬‬


‫عبد الملك السمعانى ‪291‬‬

‫عبد الملك بن عمير ‪181‬‬

‫عبد الملك بن مروان ‪55 ،50 ،6‬‬

‫عبد المنعم بن الفرس ‪26‬‬

‫ابن عبد الملك‬

‫ابن عبدون ‪117‬‬

‫عبد الوهاب المالكى ‪110‬‬

‫عبيد بن زرارة ‪235‬‬

‫ابو عبيد اللغوى ‪53 ،24 ،16‬‬

‫عبيد هّللا بن الحسن ‪138‬‬

‫عبيد هّللا بن الحسن القمي ‪229‬‬

‫ص‪359 :‬‬

‫عبيد هّللا بن فارس ‪167‬‬

‫عبيد هّللا بن محمد بن عايشة ‪6‬‬

‫ابو عبيدة ‪59 ،24 ،23 ،3‬‬

‫عتيق بن ابي قحافه ‪168‬‬

‫العتبى ‪53‬‬

‫عثمان‪ -‬ابو الفتح بن جنى ‪202‬‬

‫عثمان بن عفان ‪175‬‬


‫عثمان بن عيسى ‪246‬‬

‫العجيز بن عبد هّللا السلولى ‪12‬‬

‫عدنان بن محمد بن الحسين ‪200‬‬

‫عربى بن مسافر ‪277 ،251‬‬

‫ابن عربي ‪90‬‬

‫عروة ‪54‬‬

‫عز الدين االخالطي‪ -‬يوسف بن اسد ‪37‬‬

‫ابو العز القالنسي ‪110‬‬

‫عزة بنت جميل ‪49‬؛ ‪54 ،50‬‬

‫ابن عساكر ‪61 -59 ،53 ،52 ،13 -11 ،3 ،2‬‬

‫العسكرى عليه السّالم ‪118‬‬

‫عضد الدولة ‪159‬‬

‫عضد الدين االيجي ‪41‬‬

‫عطاء بن يسار ‪268 ،176‬‬

‫العطار النيشابورى ‪40‬‬

‫عفراء ‪54‬‬

‫عقبة بن بشير االسدى ‪56‬‬

‫عكرمة بن جرير ‪12‬‬

‫ابو عكرمة الضبى ‪60 ،25‬‬


‫عكرمة مولى ابن عباس ‪53‬‬

‫العالء بن محمد بن زكريا ‪6‬‬

‫العالمة البحرانى ‪132‬‬

‫العالمة البهبهانى ‪157‬‬

‫العالمة الحلى‪ -‬الحسن بن يوسف ‪134 3،133 3،125 3،112 3،109 3،87 3،84 3،77 3،56 3،45 3،43 3،42 3،39‬؛‪،136 3‬‬
‫‪149 3،147 3،146 3،138‬؛‪،312 3،303 3،302 3،292 3،284 3،277 3-275 3،261 259 3،256 3،248 3،224 3،216 3‬‬
‫‪313‬؛ ‪336 ،326‬‬

‫العالمة الطباطبائى‪ -‬محمد مهدى بحر العلوم ‪236 ،227 ،220 ،198 ،125 ،116‬‬

‫العالمة المجلسي ‪127‬؛ ‪251 225 ،179 ،151‬‬

‫عالن الكليني ‪108‬‬

‫علم الهدى‪ -‬المرتضى‪ -‬على بن الحسين ‪278 ،249‬‬

‫على بن ابراهيم ‪189 ،122 ،184 ،113 ،65‬‬

‫على بن ابراهيم بن هاشم ‪241 ،188‬‬

‫ص‪360 :‬‬

‫على بن ابى حمزة البطائينى ‪246 ،245‬‬

‫على بن ابى سعد الخياط ‪135‬‬

‫على بن ابي طالب ‪56 ،51 ،36 ،10 ،5‬؛ ‪-188 ،178 ،176 ،175 ،170 ،160 ،143 ،142 ،128 ،63 ،61 57‬‬
‫‪331 310 ،305 ،293 ،272 ،269 ،252 ،226 224 ،202 ،193 ،188‬‬

‫على بن احمد بن ابى جيد ‪228‬‬

‫على بن احمد بن متويه ‪183‬‬


‫على بن احمد المدني ‪90‬‬

‫على بن احمد المزيدى ‪327 ،321‬‬

‫علي االكبر ‪125‬‬

‫على بن الحسين (ع) ‪186 ،184 ،183 ،65 ،36 ،9 -5‬‬

‫على بن الحسين‪ -‬المرتضى‪ -‬علم الهدى ‪200‬‬

‫على بن الحسين المسعودى ‪31‬‬

‫على بن حمزة بن الحسن ‪263‬‬

‫علي بن حمزة الشوهانى ‪298‬‬

‫علي بن حمزة الطوسى ‪319‬‬

‫على بن الخازن الحائرى ‪112‬‬

‫على خان بن احمد الشيرازى ‪297 ،191‬‬

‫ابو علي الرازى ‪30‬‬

‫على بن سليمان البحرانى ‪304 ،137‬‬

‫ابو على سيناء ‪314 ،302‬‬

‫ابو على بن شاذان ‪228‬‬

‫على بن شبل بن راشد ‪228‬‬

‫على بن شعرة الحلى ‪292‬‬

‫على بن شهر آشوب‪ -‬ابن شهر آشوب ‪291‬‬

‫على الشهيدى العاملى ‪80‬‬


‫على بن طاوس ‪302 ،276‬‬

‫ابو علي الطبرسى ‪254‬‬

‫على بن عاصم المحدث ‪119‬‬

‫على بن عبد هّللا بن احمد البزقى ‪140‬‬

‫علي بن عبد الحميد بن فخار ‪326‬‬

‫على بن عبد الصمد النيلي ‪337‬‬

‫على بن عبد الصمد التميمى ‪291 ،290 ،229‬‬

‫على بن عبد العالى ‪267 ،265 ،264 ،258 ،113 ،81 ،75 ،45 ،43 ،40 -38‬‬

‫على بن عبد الكريم بن طاوس ‪326‬‬

‫على بن عبيد هّللا بن الحسن القمى‪ -‬منتجب الدين ‪322‬‬

‫على بن عثمان ‪183‬‬

‫على بن على بن سالم البغدادى ‪177‬‬

‫على بن عيسى االربلى ‪5‬‬

‫على بن عيسى الربعى ‪202‬‬

‫ص‪361 :‬‬

‫على بن عيسى الرمانى ‪160 ،159‬‬

‫على بن الفضل القصبانى ‪15‬‬

‫على بن الفضيل ‪22 ،20‬‬

‫على القوشجى ‪303‬‬


‫علي بن محمد بن ابراهيم عالن ‪118‬‬

‫على بن محمد بن الحسن بن الشهيد ‪265 ،243‬‬

‫ابو على بن محمد بن الحسن الطوسى ‪321 298 ،291 ،277 ،274 ،263 ،255 ،251 249‬‬

‫على بن محمد الخزاعي الرازى ‪78‬‬

‫على بن محمد بن خنيس ‪228‬‬

‫على بن محمد الراوى ‪183‬‬

‫على بن محمد سبط الشهيد ‪113‬‬

‫على بن محمد السمرى ‪149 ،117 ،115‬‬

‫على بن محمد صاحب الدر المنثور ‪158‬‬

‫على بن محمد صاحب الزنج ‪194‬‬

‫على بن محمد الطبرى ‪250‬‬

‫على بن محمد القاشانى ‪176‬‬

‫على بن محمد بن على القاشى ‪327‬‬

‫على بن محمد القمى ‪297‬‬

‫ابو على بن مسكويه ‪303‬‬

‫على بن محمد المفيد ‪177‬‬

‫على بن محمد بن مكى ‪328 ،326‬‬

‫على بن محمد النقى عليه السّالم ‪186‬‬

‫على بن محمد الهادى ‪245‬‬


‫على بن المرتضى العلوى ‪313‬‬

‫على بن المرتضى النسابة ‪201‬‬

‫على بن موسى‪ -‬الرضا (ع) ‪186 ،112 ،111 110‬‬

‫على بن ميثم ‪167‬‬

‫على بن يحيى الحناض ‪263‬‬

‫العماد البالسى ‪34‬‬

‫عماد الدين الطبرى‪ -‬محمد بن ابى القاسم ‪251‬‬

‫عمار الساباطى ‪245‬‬

‫عمر بن ابراهيم بن احمد بن كثير ‪202 ،181‬‬

‫عمر بن الخطاب ‪310 ،272 ،175 ،171 ،168 ،12‬‬

‫عمر بن سعد ‪129‬‬

‫ابن عمر عبد هّللا ‪10‬‬

‫عمر بن عبد العزيز ‪110 ،52‬‬

‫عمر بن المظفر الحلبى ‪32‬‬

‫عمرو بن ابى ربيعة ‪194‬‬

‫ابو عمرو بن خليل ‪25‬‬

‫عمرو بن العاص ‪299‬‬

‫ص‪362 :‬‬

‫عمرو بن عبد الغفار ‪181‬‬


‫ابو عمرو بن العالء ‪16 ،11 ،4 ،3 ،2‬‬

‫عميد الدين ‪326‬‬

‫ابن ابى عمير ‪287 ،132 ،64‬‬

‫ابو عمير بن المهدى ‪228‬‬

‫ابن عنبسة ‪63‬‬

‫عيسى بن مريم ‪309 ،112‬‬

‫عيسى بن على بن عيسى ‪302‬‬

‫ابن عيسى ‪246‬‬

‫العينائى ‪19‬‬

‫ابن عيينة ‪63‬‬

‫غازى بن احمد السامانى ‪229‬‬

‫ابو غالب الرازى ‪237 ،156 ،119‬‬

‫الغزالى ‪32‬‬

‫ابن الغضائرى ‪217 ،54‬‬

‫غياث بن غوث‪ -‬االخطل ‪4 ،3‬‬

‫الفاضل الهندى‪ -‬محمد بن الحسن ‪297‬‬

‫فاطمة ام المرتضى ‪157‬‬

‫فاطمة الزهراء ‪267 !196 182 ،181 ،157 ،127 ،8‬؛ ‪272 ،271‬‬

‫فاطمة ست المشايخ بنت محمد بن مكى ‪328‬‬


‫ابو الفتح بن جنى ‪193 ،191‬‬

‫ابو الفتح الكراجكى ‪265 ،249 229 ،161 ،156‬‬

‫فتحعليشاه قاجار ‪140‬‬

‫ابو الفتوح الرازى ‪298 ،292 ،78‬‬

‫الفجيع العقيلي ‪228‬‬

‫فخار بن معد الموسوى ‪321 ،279 ،277 276 ،177 ،106‬‬

‫فخر الدولة بن بابويه ‪201‬‬

‫فخر الدين ‪316‬‬

‫فخر الدين الرازى ‪48‬‬

‫فخر الدين الطريحى ‪5‬‬

‫فخر المحققين الحلى ‪336 ،326‬‬

‫فخر الملك ‪198‬‬

‫فخر الملك ‪197‬‬

‫فخر الملك الوزير ‪203 ،197‬‬

‫الفراء ‪24 ،23‬‬

‫ابو الفرج االصفهانى ‪40 ،11‬‬

‫ابو الفرج بن الجوزى ‪178‬‬

‫الفرزدق ‪204 ،60 -58 ،54 ،52 ،14 -4‬‬

‫فريد الدين الداماد ‪314 ،313‬‬


‫ابو الفضائل الرضا بن ابى طاهر الحسنى ‪251‬‬

‫فضل هّللا دست غيب ‪75‬‬

‫فضل هّللا الراوندى ‪314‬‬

‫ص‪363 :‬‬

‫فضل هّللا بن روزبهان ‪17‬‬

‫فضل هّللا بن على الحسينى ‪291‬‬

‫الفضل بن الحسن الطبرسى ‪291 ،265‬‬

‫الفضل بن الربيع ‪20‬‬

‫الفضل بن شاذان ‪148‬‬

‫الفضل القصبانى ‪28‬‬

‫الفضل بن محمد بن يحيى اليزيدى ‪16‬‬

‫الفضيل بن عياض الكوفى ‪22 -19‬‬

‫ابن فورك ‪110‬‬

‫ابن فهد الحلى ‪337‬‬

‫الفيروزآبادى ‪109 ،108‬‬

‫فيض الكاشاني ‪103 ،100‬‬

‫ق قابيل ‪226‬‬

‫القادر باهّلل ‪197 ،192 ،110‬‬

‫ابو القاسم ‪143‬‬


‫القاسم بن احمد بن الموفق ‪34‬‬

‫ابو القاسم البلخى ‪217‬‬

‫ابو القاسم بن الحسن ‪124‬‬

‫القاسم بن الحسين الخوارزمى ‪31‬‬

‫ابو القاسم الحسين بن على ‪127‬‬

‫القاسم بن الحسين بن معية ‪329‬‬

‫ابو القاسم الخفاف ‪161‬‬

‫ابو القاسم بن سمحون ‪26‬‬

‫القاسم بن سالم ‪23‬‬

‫القاسم بن على الحريرى ‪28 ،27‬‬

‫ابو القاسم بن غالب ‪26‬‬

‫القاسم بن الفضل الثقفي ‪152‬‬

‫القاسم بن فيرة ‪33‬‬

‫القاسم بن القاسم الواسطي ‪30‬‬

‫ابو القاسم القمى ‪104‬‬

‫ابو القاسم بن قولويه ‪156‬‬

‫ابو القاسم الكازروني ‪47‬‬

‫القاسم بن محمد بن ابى بكر ‪110‬‬

‫القاسم بن محمد االصبهانى ‪176‬‬


‫القاسم بن محمد اآلوسي ‪26‬‬

‫القاسم بن محمد بن بشار االنبارى ‪25‬‬

‫القاسم بن محمد الديمرتى ‪26‬‬

‫القاسم بن محمد بن رمضان ‪26‬‬

‫القاسم بن معية ‪329 ،326‬‬

‫ابو القاسم بن الموصل ‪27‬‬

‫ابو القاسم النسابة ‪201‬‬

‫ابو القاسم بن نصر البيان ‪311‬‬

‫ابو القاسم بن الوكيل ‪228‬‬

‫القاضى صفى الدين عيسى ‪113‬‬

‫القائم عليه السّالم ‪302 ،157 ،139 ،88‬‬

‫ص‪364 :‬‬

‫ابن قبة ‪279 ،278‬‬

‫قتادة ‪63‬‬

‫ابن قدامة ‪190‬‬

‫القشيرى ‪19‬‬

‫قطب الدين الرازى محمد بن محمد ‪38 ،45 ،43 ،41 38‬‬

‫قطب الدين الراوندى ‪295 ،251 -249‬‬

‫قطب الدين محمد بن محمد البويهى‪ -‬قطب الدين الرازى ‪43‬‬


‫قطب الدين محمد الشيرازى ‪317 ،316 ،45‬‬

‫قوام الدين القزوينى ‪103‬‬

‫ابن قولويه ‪114‬‬

‫قيس بن الربيع ‪183‬‬

‫ابن قيس العنبرى ‪12‬‬

‫قيس المجنون ‪49‬‬

‫ك الكاتبى القزوينى ‪47 ،4‬‬

‫كافجى ‪42‬‬

‫كثير بن عبد الرحمان الشاعر ‪61 54 ،49 ،12‬‬

‫ابن كثير الشامى ‪225 ،161 ،158‬‬

‫الكراجكى‪ -‬ابو الفتح‪ -‬محمد بن على ‪،214 ،211 ،210 ،189 ،180 ،179 ،171 ،139 ،119‬‬

‫كرامة بن احمد البزاز ‪126‬‬

‫كردى بن عكبرى ‪229‬‬

‫الكسائى ‪24 ،23‬‬

‫الكشى ‪287 ،5‬‬

‫كعب بن ابي سلمى ‪13‬‬

‫كعب بن جعل ‪4‬‬

‫كعب بن زهير ‪12‬‬

‫الكفعمى ‪278‬‬
‫الكلبى ‪11‬‬

‫الكلينى‪ -‬محمد بن يعقوب ‪235 ،232 ،145 ،128 ،111 ،64‬‬

‫كمال الدين االنبارى ‪27‬‬

‫كمال الدين بن حماد ‪106‬‬

‫كمال الدين بن ميثم ‪302‬‬

‫الكميت بن ثعلبة ‪61‬‬

‫كميت بن زيد بن خنيس االسدى‪-551 .‬‬

‫‪61‬‬

‫كميت بن المعروف ‪61‬‬

‫كميل بن زياد النخعى ‪118 ،66 -61‬‬

‫ص‪365 :‬‬

‫ل لبطة بن الفرزدق ‪10‬‬

‫اللؤلؤى ‪110‬‬

‫ليلى ‪51‬‬

‫ليلى االخيلية ‪49‬‬

‫ماجد بن على البحراني ‪76 -74‬‬

‫ماجد بن هاشم بن على البحرانى ‪90 80 ،72‬؛ ‪93‬‬

‫مالك بن انس ‪110 ،63‬‬

‫مأمون الرشيد ‪338 ،110 ،16‬‬


‫المبرد ‪9‬؛ ‪60‬‬

‫الممتناة بنت النعمان ‪215‬‬

‫مجاهد ‪187‬‬

‫المجلسى ‪287 ،279 ،159 ،154 ،135 ،133 ،132 ،120 ،119 114 ،91 ،90 ،88 ،82 ،40‬‬

‫المجلسى االول ‪239‬‬

‫المحدث الجزائرى ‪335‬‬

‫المحدث النيسابورى ‪267 ،260 ،156 ،116 ،109 ،48 ،45‬‬

‫محسن االديب النحوى ‪103‬‬

‫محسن بن الحسن االعرجى ‪104‬‬

‫محسن بن الحسين النيسابورى ‪87‬‬

‫محسن بن المرتضى‪ -‬الفيض ‪103‬‬

‫محسن الفيض ‪99 -97 ،93 ،89 ،83 ،81 ،79 ،75 ،72‬‬

‫المحقق البحراني ‪119‬‬

‫المحقق الحلى ‪323 ،320 ،302 ،276 ،275 ،177‬‬

‫المحقق الخوانسارى ‪219‬‬

‫المحقق الطوسى ‪316 ،310 ،48 ،47‬‬

‫محمد بن ابراهيم الشيرازى‪ -‬صدرا ‪91‬‬

‫محمد بن ابراهيم النعمانى ‪128 ،127‬‬

‫محمد بن ابى بكر بن همام ‪149‬‬


‫محمد بن ابى جمهور االحسائى ‪261‬‬

‫محمد بن ابى رافع الصيمرى ‪241‬‬

‫محمد بن ابي عمير ‪188 ،65‬‬

‫محمد بن القاسم الطبرى ‪298 250 ،249 ،229‬‬

‫محمد بن ابى المعالي ‪291‬‬

‫محمد بن احمد بن ادريس الحلي ‪289 ،282 ،279 -274‬‬

‫محمد بن احمد االسكافى ‪152 ،149‬‬

‫محمد بن احمد البصرى المفجع ‪123‬‬

‫محمد بن احمد الجعفى ‪125‬‬

‫ص‪366 :‬‬

‫محمد بن احمد بن الجنيد‪ -‬محمد بن احمد االسكافى ‪145‬؛ ‪248‬‬

‫محمد بن احمد بن الحسين الشامى ‪181‬‬

‫محمد بن احمد الحنفي ‪46 ،45‬‬

‫محمد بن احمد الخزاعى ‪78‬‬

‫محمد بن احمد بن داود ‪124‬‬

‫محمد بن احمد بن زكريا ‪37‬‬

‫محمد بن احمد بن سليم الجعفى ‪126‬‬

‫محمد بن احمد بن شاذان ‪188 ،187 185 ،180 ،179‬؛ ‪213 ،210‬؛ ‪215‬‬

‫محمد بن احمد بن صالح البستى ‪321‬‬


‫محمد بن احمد بن على الفتال ‪260 ،259‬‬

‫محمد بن احمد بن على القمى ‪140‬‬

‫محمد بن احمد العلوى ‪113‬‬

‫محمد بن احمد الفارسى ‪261‬‬

‫محمد بن احمد بن مجاهد ‪6‬‬

‫محمد بن احمد بن نعمة هّللا بن خاتون ‪75‬‬

‫محمد بن ادريس الشافعى ‪41‬‬

‫محمد بن ادريس الحلى ‪249 ،244 220 ،218 ،158‬‬

‫محمد بن اسحاق الوشا ‪12‬‬

‫محمد بن اسماعيل بن عنان ‪213‬‬

‫محمد بن االشعث ‪121‬‬

‫محمد االشكورى ‪313‬‬

‫محمد بن االعرج الحسينى ‪327‬‬

‫محمد امين الكاظمى ‪256‬‬

‫محمد بن بابويه القمى ‪115‬‬

‫محمد باقر البهبهانى ‪61‬‬

‫محمد باقر السبزوارى ‪71‬؛ ‪114‬‬

‫محمد تقي المجلسى ‪243 ،82 ،64‬‬

‫محمد بن جعفر ‪185 ،6‬‬


‫محمد بن جعفر الحسينى ‪117‬‬

‫محمد بن جعفر بن محمد بن نما ‪294‬‬

‫محمد جعفر المشهدى ‪294‬‬

‫محمد بن جعفر بن هبة هّللا بن نما ‪294‬‬

‫محمد بن الجنيد االسكافى ‪248‬‬

‫محمد بن جهيم االسدى الحلى ‪177‬‬

‫محمد بن الحسن ‪147‬‬

‫محمد بن الحسن ‪314‬‬

‫محمد بن الحسن بن ابى خالد ‪235‬‬

‫محمد بن الحسن بن ابى الرضا ‪326 ،107‬‬

‫محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ‪139‬‬

‫محمد بن الحسن االسترآبادى ‪234‬‬

‫محمد بن حسن رحب المقابى ‪75 -73‬‬

‫محمد بن الحسن الحسينى االعرجى ‪104‬‬

‫محمد بن الحسن بن الحمزة ‪156‬‬

‫محمد بن الحسن الصفار ‪182 ،176 ،140‬‬

‫ص‪367 :‬‬

‫محمد بن الحسن الشوهانى‪ -‬ابو جعفر ‪291 ،266‬‬

‫محمد بن الحسن بن الشهيد الثانى ‪93‬‬


‫محمد بن الحسن بن على الطوسى ابو جعفر ‪110‬؛ ‪224 ،220 ،216 ،131‬؛ ‪291 265 ،225‬‬

‫محمد بن الحسن عالء الدين ملك االسماعيلية ‪315‬‬

‫محمد بن الحسن الفتال ‪260 ،256 254 ،253 ،229‬‬

‫محمد بن الحسن الكيدرى ‪297‬‬

‫محمد بن الحسن بن معية ‪322‬‬

‫محمد بن الحسن المقرى ‪27‬‬

‫محمد بن الحسن بن الواليد ‪182‬‬

‫محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر‪337 ،332 ،331 ،330 -‬‬

‫محمد بن الحسين بن الحسن البيهقى‪ -‬الكيدرى ‪295‬‬

‫محمد بن الحسين الراوى ‪185‬‬

‫محمد بن الحسين‪ -‬الرضى ‪200 ،196 ،194 ،190‬‬

‫محمد بن الحسين الشوهانى ‪298 ،268 ،266‬‬

‫محمد بن الحسين القزويني الكيدرى ‪297 ،296‬‬

‫محمد بن الحسين بن الحسن الكيدرى ‪298‬‬

‫محمد خدابنده ‪338 ،39‬‬

‫محمد الدوريستى ‪140‬‬

‫محمد بن رضوان بن محمد النميرى ‪24‬‬

‫محمد بن زياد ‪182‬‬

‫محمد بن سعيد الدهقان ‪184‬‬


‫محمد بن صفى الدين ‪326‬‬

‫محمد بن سفيان ‪12‬‬

‫محمد بن سالم‪ -‬الجمحى ‪25‬‬

‫محمد بن سليمان الحمدانى ‪222‬‬

‫محمد بن سليمان الحمدانى ‪137‬‬

‫محمد بن سنان ‪233 ،185‬‬

‫محمد بن سهل ‪60‬‬

‫محمد بن سهل الصباح ‪26‬‬

‫محمد بن صالح ‪321‬‬

‫محمد بن صالح الحسني ‪194‬‬

‫محمد بن صالح الحسينى االصفهانى‪247 ،88 -‬‬

‫محمد صالح المازندراني ‪93‬‬

‫محمد بن الصباح الزعفرانى ‪293‬‬

‫محمد طاهر القمي ‪293 ،81‬‬

‫ص‪368 :‬‬

‫محمد العاملى البهائي‪ -‬محمد بن الحسين ‪75 ،74‬‬

‫محمد بن عباس اليزيدى ‪16‬‬

‫محمد بن عبد هّللا صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ‪142 ،111‬؛ ‪309 293 ،270 -268 ،242 ،215 ،188 ،181 157‬‬

‫محمد بن عبد هّللا االسكافى ‪151‬‬


‫محمد بن عبد هّللا بن زهرة ‪291 ،290‬‬

‫محمد بن عبد هّللا الشيبانى ‪119‬‬

‫محمد بن عبد هّللا الكوفى ‪213‬‬

‫محمد بن عبد الجبار ‪162 ،65‬‬

‫ابو محمد بن عبد الحق الخزرجى ‪26‬‬

‫محمد بن عبد الرحمان بن محمد ‪32‬‬

‫محمد بن عبد الصمد ‪291 ،290‬‬

‫محمد بن عبد القادر ‪229‬‬

‫محمد بن عبد الملك ابى الشوارب ‪185‬‬

‫محمد بن عبد المؤمن ‪152‬‬

‫محمد بن عبيد هّللا الحسيني ‪212‬‬

‫محمد بن عثمان بن الحسن ‪124‬‬

‫ابو محمد العسكرى ‪64‬‬

‫محمد بن عقبة ‪60‬‬

‫محمد العلوى الفاطى گلستانه ‪296‬‬

‫محمد بن على بن ابى بكر اللخمى ‪25‬‬

‫محمد بن على بن ابى طالب ‪213‬‬

‫محمد بن علي بن احمد الفارسى ‪256‬‬

‫محمد بن علي بن االربلى ‪32‬‬


‫محمد بن على الباقر عليه السّالم ‪36‬؛ ‪186 ،183 ،181 ،110 ،53 ،49‬‬

‫محمد بن على بن بالل ‪245‬‬

‫محمد بن علي بن بابويه ‪188 ،139 ،134‬‬

‫محمد بن الحسن الحلبي ‪291‬‬

‫محمد بن علي بن الحسن المقرى ‪261‬‬

‫محمد بن على الحلبى ‪229‬‬

‫محمد بن علي الحلوانى ‪254‬‬

‫محمد بن على بن حمزة ‪267 ،264‬‬

‫محمد بن على الراوى ‪183‬‬

‫محمد بن على الشجاعى ‪127‬‬

‫محمد بن على بن شهر آشوب‪ -‬ابن‪ -‬شهر آشوب ‪292 ،291 ،290‬‬

‫محمد على صوفى ‪98‬‬

‫محمد بن على بن طالب المقرى ‪212‬‬

‫محمد بن علي الطبرى ‪249‬‬

‫محمد بن على الطوسى‪ -‬العماد ‪265 ،262‬‬

‫محمد بن على بن عثمان الكراجكى ‪209‬‬

‫ص‪369 :‬‬

‫محمد بن على بن عبد الصمد النيسابورى ‪161‬‬

‫محمد بن على بن غنى ‪327‬‬


‫محمد بن على بن فارس الواسطى ‪178‬‬

‫محمد بن على الفارسى الجرجانى ‪313‬‬

‫محمد بن على بن الفتال ‪254‬؛ ‪260 -258‬‬

‫محمد بن على الالهيجى ‪314‬‬

‫محمد بن على ماجيلويه القمى ‪140‬‬

‫محمد بن على بن محبوب ‪113‬‬

‫محمد بن على بن محمد بن جهم ‪177‬‬

‫محمد بن على بن محمد الطوسى ‪263‬‬

‫محمد بن على بن المطهر ‪327‬‬

‫محمد بن على المقشاعى ‪75‬‬

‫محمد بن على بن موسى الرضا ‪186‬‬

‫محمد بن على النيسابورى ‪262‬‬

‫محمد بن عمران المرزبانى ‪202‬‬

‫محمد بن عمر بن عبد العزيز‪ -‬الكشى ‪131 ،130 ،6‬‬

‫محمد بن عيسى العبيدى ‪239‬‬

‫محمد بن الغزال ‪327‬‬

‫محمد بن فرات ‪183‬‬

‫محمد بن فضيل ‪184‬‬

‫محمد بن القاسانى االخبارى ‪79‬‬


‫محمد بن القاسم بن الحسين بن معية ‪329 ،328 ،324 106‬‬

‫محمد بن مالك الطائى ‪32‬‬

‫محمد بن محسن الفيض ‪80‬‬

‫محمد بن محفوظ ‪326 ،106‬‬

‫محمد بن محمد اآلوى ‪320‬‬

‫محمد بن محمد بن ابى الحسن الموسوى ‪326‬‬

‫محمد بن محمد بن االشعث ‪121 ،120‬‬

‫محمد بن محمد البويهى الرازى ‪313‬‬

‫محمد بن محمد بن الحسن‪ -‬الخواجة‪ -‬نصير الدين الطوسى ‪320 ،303 ،300‬‬

‫محمد بن محمد بن حيدر الشعيرى ‪136 135‬‬

‫محمد بن محمد بن زين الدين ‪320‬‬

‫محمد بن محمد بن عاصم ‪118‬‬

‫محمد بن محمد بن على الحمدانى ‪138‬‬

‫محمد بن محمد بن احمد الكوفى ‪326‬‬

‫محمد بن محمد بن محمد بن زيد الداعى ‪321‬‬

‫محمد بن محمد بن محمد بن زين الدين ‪320‬‬

‫ص‪370 :‬‬

‫محمد بن محمد بن مرة ‪185‬‬

‫محمد بن محمد بن المطهر ‪327‬‬


‫محمد بن محمد بن مكى ‪328 ،327‬‬

‫محمد بن محمد بن النعمان‪ -‬المفيد ‪160 3-157 156 3،154 3،153 3،146 3،140 3،137 3،122 114‬؛‪،168 3،165 3‬‬
‫‪298 ،244 ،241 ،216‬‬

‫محمد بن المرتضى ‪201‬‬

‫محمد المروزى الحنفي ‪110‬‬

‫محمد بن مسعود «الراوى» ‪245‬‬

‫محمد بن مسعود الشيرازى ‪313‬‬

‫محمد بن مسعود العياشى ‪129 ،6‬‬

‫محمد بن المشهدى ‪294‬‬

‫محمد بن المطهر ‪327‬‬

‫محمد بن معد ‪147 ،146‬‬

‫محمد مقيم المشهدى ‪98‬‬

‫محمد بن مكى العاملى ‪328 ،291‬‬

‫محمد بن منصور «الراوى» ‪184‬‬

‫محمد بن منصور الشيرازى ‪322‬‬

‫محمد مهدى الطباطبائى‪ -‬العالمة الطباطبائى‪324 .‬‬

‫ابو محمد المهلبى ‪195‬‬

‫محمد بن موسى الخوارزمى ‪202‬‬

‫محمد بن موسى الدوريستى ‪294‬‬


‫محمد بن موسى الشيرازى ‪310‬‬

‫محمد بن موسى المتوكل ‪140‬‬

‫محمد الموصلى ‪35‬‬

‫محمد مؤمن بن عبد الغفور ‪80‬‬

‫محمد بن ميمون القرطبى ‪32‬‬

‫محمد بن نجدة ‪212‬‬

‫محمد بن نما ‪277‬‬

‫محمد بن نوح الغافقى ‪34‬‬

‫محمد النوربخش ‪63‬‬

‫محمد هادى ‪80‬‬

‫محمد بن هبة هّللا الوراق ‪229‬‬

‫محمد بن همام ‪152 -150‬‬

‫محمد بن يحيى ‪65‬‬

‫محمد بن يحيى بن المبارك ‪16‬‬

‫ابو محمد اليزيدى ‪23‬؛ ‪24‬‬

‫محمد بن يعقوب الكلينى ‪241 ،189 ،188 ،162 ،118 ،116 -113 111 ،109 ،108‬‬

‫محمود الحمصى ‪278 ،275‬‬

‫محمود بن يحيى الحلى ‪327 ،106‬‬

‫محيي الدين االخالطى ‪316‬‬


‫محيى الدين بن العربى ‪48‬‬

‫ص‪371 :‬‬

‫محيى الدين المغربي ‪316‬‬

‫المرتضى‪ -‬علم الهدى‪ -‬على بن الحسين ‪،161 3،159 3،158 3،157 156 3،155 3،154 3،148 3،128 3،110 3،76‬‬
‫‪،219 3،217 3،214 3،210 3،209 3،207 3،205 3،203 3،202 3،200 3،199 3،198 3،197 3،195 3،194 3،193 3،190‬‬
‫‪275 ،261 ،256 254 ،248 ،246 ،244 ،228 ،226‬؛ ‪321 ،314 ،289 ،283 282 ،282 ،280 ،279‬‬

‫المرتضى بن المجتبى ‪320‬‬

‫ابن المرخى ‪25‬‬

‫مروان االصغر ‪10‬‬

‫المروج البهبهانى ‪5‬‬

‫المزني ‪293‬‬

‫المستظهر باهّلل ‪110‬‬

‫المستعصم ‪316 ،315‬‬

‫مسعود بن علي الصوابى ‪291‬‬

‫مسعود بن ورام ‪277 ،276 ،274‬‬

‫مسلم بن الحجاج ‪36‬‬

‫ابن المسيب ‪63‬‬

‫مسيلمة الكذاب ‪142‬‬

‫مصطفى التفريشى ‪292 ،290 ،276 ،274 ،190 ،42‬؛ ‪337‬‬

‫مصلح الدين الفارسي ‪47‬‬


‫المطهر بن ابى القاسم الديباجى ‪229‬‬

‫معاوية بن ابى سفيان ‪299 ،11‬‬

‫معروف الكرخى ‪110‬‬

‫معز الدولة ‪148‬‬

‫معمر بن المثنى ‪24‬‬

‫معية بنت محمد بن جارية ‪324‬‬

‫ابن معية‪ -‬محمد ‪320 ،107‬‬

‫معين الدين المصرى ‪313‬‬

‫المفضل ‪61‬‬

‫ابو المفضل ‪151 ،130‬‬

‫مفضل بن عمر ‪182‬‬

‫ابو المفضل الشيبانى ‪241‬‬

‫المفيد‪ -‬محمد بن محمد بن النعمان ‪،176 3،171 3،169 3،164 3،162 3،161 3،156 3،152 3،135 3،125 3،119 3،64‬‬
‫‪217 ،212 ،210 ،191 ،177‬؛ ‪224 ،219‬؛ ‪226‬؛ ‪244 ،230 ،228‬؛ ‪248‬؛ ‪319 ،271 ،256 ،249‬‬

‫المقتدر باهّلل ‪111 ،110‬‬

‫مقداد بن عبد هّللا السيورى ‪313‬‬

‫ابو المقدام «الراوى» ‪309‬‬

‫ص‪372 :‬‬

‫ملك الروم ‪95‬‬


‫ملك الموت ‪128‬‬

‫المنتجب بن رشيد الهمداني ‪34‬‬

‫منتجب الدين القمى ‪،263 3،261 3،260 3،259 3،257 3،256 3،253 3،251 3،250 3،209 3،138 3،136 3،135 3،78‬‬
‫‪320 ،303 ،274 ،267 ،266 264‬‬

‫منصور بن حازم ‪76‬‬

‫منصور بن الحسين اآلبى ‪229‬‬

‫منصور الدشتكى ‪311‬‬

‫منصور بن محمد الكندرى ‪296‬‬

‫ابن مندة ‪12‬‬

‫موسى بن اسماعيل ‪121 ،120‬‬

‫موسى بن اسماعيل الموسوى ‪121‬‬

‫موسى بن جعفر عليه السّالم ‪65 ،57 ،19‬؛ ‪319 ،204 198 ،186 ،181 ،123 ،120 ،117 ،114‬‬

‫موسى بن عمران ‪310 ،269 ،12 ،10‬‬

‫موسى بن القاسم العجلى ‪232‬‬

‫مولوى الرومي ‪40‬‬

‫مؤيد الدين العلقمى ‪315‬‬

‫مؤيد الدين العروضى الدمشى ‪316‬‬

‫المهدى ‪186‬‬

‫المهدى الطباطبائى‪ -‬العالمة‪ -‬محمد المهدى ‪296‬‬


‫مهدى الفتونى ‪88‬‬

‫المهلبى الوزير ‪203‬‬

‫مهنا بن سنان ‪338‬‬

‫ميثم البحراني ‪296‬‬

‫ميثم بن على البحرانى ‪302‬‬

‫ابن ميثم البحرانى ‪313‬‬

‫ميثم التمار ‪66‬‬

‫ميرزا محمد الرجالى ‪276‬‬

‫ميرزا مخدوم ‪40‬‬

‫النابغة ‪13‬‬

‫ناصر الحق ‪204‬‬

‫الناصر باهّلل العباسي ‪319‬‬

‫ناصر الدين الرضى بن محمد الحسينى ‪229‬‬

‫ناصر الدين شاه ‪140‬‬

‫ناصر الدين محتشم ‪316 ،315 ،314‬‬

‫الناصر لدين هّللا ‪325‬‬

‫النجاشى ‪125 3،124 3،123 122 3،118 3،117 3،113 3،66 3،64‬؛‪،150 3،149 3،146 3،134 130 3،127 3،126 3‬‬
‫‪205 ،201 ،158 153 ،152‬؛ ‪290 ،224 ،211‬‬

‫نجم الدين الكاتب القزوينى ‪316‬؛ ‪317‬‬


‫ص‪373 :‬‬

‫نجيب الدين بن نما الحلي ‪676 ،275‬‬

‫نصيب الشاعر ‪55 ،49‬‬

‫نصير الدين بن حمزة الطوسي ‪264‬‬

‫نصير الدين الطوسى‪ -‬محمد بن محمد بن الحسن ‪315 ،301‬‬

‫النصير الطوسي ‪46‬‬

‫نصير الدين القّاشاني ‪319‬‬

‫نصير الدين الكاشانى ‪326‬‬

‫النضر بن سويد ‪65‬‬

‫النظامى ‪40‬‬

‫نعمان بن المنذر ‪127‬‬

‫نعمة هّللا الجزائرى الموسوى ‪54 ،51 ،17‬؛ ‪306 ،203 ،191 ،171 ،93 ،75‬‬

‫نوح عليه السّالم ‪169 ،112‬‬

‫نوح بن احمد بن ايمن ‪183‬‬

‫ابن نوح ‪139‬‬

‫نور الدين محمد القاسانى ‪80 ،79‬‬

‫نور هّللا التسترى ‪45 ،42 ،17‬‬

‫والبة بن الحباب ‪59‬‬

‫وردان الجنى ‪26‬‬


‫ورام بن ابي فراس ‪160 ،21‬‬

‫الورد بن زيد ‪56‬‬

‫وزين العبدرى ‪110‬‬

‫الوليد ‪6‬‬

‫الوليد بن عبد الملك ‪13 ،10‬‬

‫ابن الوليد ‪240‬‬

‫هابيل ‪226‬‬

‫هارون الرشيد ‪269 ،123‬‬

‫هارون بن موسى التلعكبرى ‪150 ،130 ،122 ،119‬؛ ‪241 ،213 ،211‬‬

‫هاشم بن البحراني ‪230 ،218 ،117‬‬

‫هبة هّللا بن الحسن الموسوى ‪135‬‬

‫هبة هّللا بن حمزة بن حمزة ‪264‬‬

‫هبة هّللا بن الخليل القزوينى ‪27‬‬

‫هبة هّللا بن نما ‪321‬‬

‫هبيرة بن ابى وهب ‪194‬‬

‫ابن هذيل ‪33‬‬

‫ابو هريرة ‪181 ،10‬‬

‫هشام بن عبد الملك ‪59 ،55 ،9 ،8 ،6 ،5‬‬

‫ابن هشام النحوى ‪12‬‬


‫هالكو خان بن تولو خان ‪316 ،315 ،300‬‬

‫هالل بن محمد الحفار ‪228‬‬

‫همام بن غالب‪ -‬الفرزدق ‪10 ،5‬‬

‫ابو الهيثم الغنوى ‪11‬‬

‫ابو ياسر ‪160‬‬

‫اليافعى ‪214 ،161 ،149‬‬

‫ص‪374 :‬‬

‫ياقوت الحموى ‪28‬‬

‫يحيى بن ابي طالب ‪181‬‬

‫يحيى بن البطريق الحلى ‪251 ،156‬‬

‫يحيى بن حبش ‪293‬‬

‫يحيى بن زكريا ‪226‬‬

‫يحيي بن سعيد الحلى ‪265 ،104‬؛ ‪291‬‬

‫يحيى الصنعانى ‪54‬‬

‫يحيى بن عبد الحميد ‪183‬‬

‫يحيى بن المبارك بن المغير ‪160‬‬

‫يحيى بن معين ‪110 ،23 ،4‬‬

‫يزيد بن عبد الملك ‪59‬‬

‫يزيد بن معاويه ‪194 ،4‬‬


‫يزيد بن منصور الحميرى ‪16‬‬

‫ابن يسعون ‪61‬‬

‫يعرب بن قحطان ‪153‬‬

‫يعقوب الحضرمى ‪153‬‬

‫يعقوب الكلينى ‪109‬‬

‫يعقوب الهذيانى ‪46‬‬

‫يوسف بن االسد االخالطى ‪35‬‬

‫يوسف البحرانى ‪104‬‬

‫يوسف بن المطهر ‪138‬‬

‫يوسف بن ناصر بن حماد ‪326‬‬

‫يونس ‪240‬‬

‫يونس بن عبد الرحمان ‪148‬‬

‫يونس النحوى ‪4‬؛ ‪11 ،5‬‬

‫يونس بن يعقوب ‪183 ،182 ،56‬‬

‫ص‪375 :‬‬

‫‪ -3‬فهرست االمم و القبائل و الفرق‬

‫آل ابراهيم عليه السّالم ‪70‬‬

‫آل ابى طالب ‪49‬‬

‫آل احمد ‪58‬‬


‫آل بويه ‪148 ،45 ،43‬‬

‫آل حمدان ‪293‬‬

‫آل فتال ‪261‬‬

‫آل محمد صلّى هّللا عليه و اله و سلّم ‪59‬؛ ‪213 ،134 ،60‬‬

‫آل مروان ‪53‬‬

‫آل المطهر ‪338‬‬

‫آل معية ‪325‬‬

‫بنو االسكافية ‪151‬‬

‫االسالم ‪47 ،40 ،13 ،11 ،7‬؛ ‪330 ،308 ،295 ،246 ،220 ،219 ،212 ،150 ،142 ،66 ،56 ،52 ،48‬‬

‫االشعرية ‪180‬‬

‫اصحاب الكهف ‪71‬‬

‫االكراد ‪18‬‬

‫االمامية ‪148 3،144 3،112 3،110 3،84 3،17‬؛‪،265 3،248 3،234 3،231 3،225 3،224 3،219 3،214 3،154 3،153 3‬‬
‫‪308 -305 ،303 ،293 ،289 ،286 -284 ،279‬‬

‫االنصار ‪4‬‬

‫اهل البيت ‪124 3،115 3،113 3،111 3،88 3،58 3،44 3،40 3،19‬؛‪،268 3،263 3،247 3،230 3،180 3،176 3،131 3-129 3‬‬
‫‪314 ،307 ،277 ،274 ،273 ،271 ،270‬‬

‫اهل السنة ‪46 ،45 ،18 ،17‬‬

‫بنو اسد ‪60 ،59‬‬

‫بنو اسرائيل ‪301 ،226 ،205 ،186‬‬


‫بنو امية ‪160 ،16‬‬

‫بنو الجنيد ‪152‬‬

‫بنو الحسن ‪324‬‬

‫ص‪376 :‬‬

‫بنو زهرة ‪302‬‬

‫بنو العباس ‪301‬‬

‫بنو العبس ‪269‬‬

‫بنو عدى ‪16 ،13‬‬

‫بنو عقيل ‪13‬‬

‫بنو مضر ‪52‬‬

‫بنو نما ‪294‬‬

‫بنو هاشم ‪58 ،56 ،52 ،23‬‬

‫بنو هالل ‪12‬‬

‫التاتارية ‪300‬‬

‫الترك ‪152‬‬

‫التصوف ‪95 ،94 ،91‬؛ ‪100‬‬

‫الحشوية ‪134‬‬

‫خلفاء بنى امية ‪3‬‬

‫الخلفاء العباسية ‪148‬‬


‫الدولة البويهية ‪158‬‬

‫الدولة الصفوية ‪75‬‬

‫الديالمة ‪38‬‬

‫الرافضة ‪159 ،18‬‬

‫الزهاد ‪110‬‬

‫الشيعة ‪148 ،111‬؛ ‪.322 ،259 ،247 ،244 ،225 177 ،159 ،156‬‬

‫الشيعة االمامية ‪297 ،220 ،141 ،40 ،39‬‬

‫الصوفية ‪293 ،98 ،91 ،90 ،46 ،19‬‬

‫العجم ‪261‬‬

‫العرب ‪269 ،268 ،180 ،170 ،60 ،16 ،12 ،11 ،10‬‬

‫الفرنج ‪26‬‬

‫الفقهاء ‪149 ،110 ،88‬‬

‫الفقهاء االربعة ‪84‬‬

‫فقهاء الشافعية ‪44‬‬

‫فقهاء الشيعة ‪108‬‬

‫الفالسفة ‪393 ،91 ،90‬‬

‫القراء ‪110‬‬

‫قريش ‪196 ،194 ،192 ،52 ،7‬‬

‫المتكلمون ‪296 ،171 ،151 ،110 ،82‬‬


‫المجتهدين ‪90 ،84 ،82‬‬

‫المحدثين ‪110‬‬

‫مذهب االمامية ‪302 ،161 ،114‬‬

‫مذهب السنة ‪44‬‬

‫مذهب الشيعة ‪81‬؛ ‪175 ،134‬‬

‫المسلمون ‪318 ،143 ،142‬‬

‫ص‪377 :‬‬

‫المعتزلة ‪151‬‬

‫المغولية ‪301‬‬

‫الناوسية ‪246‬‬

‫النصارى ‪309 ،183 ،4‬‬

‫الواقفية ‪246‬‬

‫اليهود ‪319 ،318 ،183‬‬

‫ص‪378 :‬‬

‫‪ -4‬فهرس االماكن و البلدان‬

‫آبه ‪323‬‬

‫آذربايجان ‪332‬‬

‫آوه ‪323 ،322‬‬

‫ابيورد ‪20 ،19‬‬


‫اسكاف ‪145‬‬

‫االشرف ‪80‬‬

‫اشكور ‪314‬‬

‫اصفهان ‪74 ،3‬؛ ‪243 ،242 ،152 ،98‬‬

‫انبار ‪27‬‬

‫االندلس ‪37‬‬

‫االهواز ‪208‬‬

‫ايران ‪300‬‬

‫ب باب الجسر ‪117‬‬

‫باب الكوفة ‪117‬‬

‫البحرين ‪75‬‬

‫البصرة ‪160 ،145 ،52 ،29 -27 ،13 ،6‬‬

‫بغداد ‪148 3،145 3،138 3،136 3،127 3،124 3،121 3،117 3،114 3،108 3،29 3،28 3،16‬؛‪،193 3،178 3،160 3،151 3‬‬
‫‪200 ،199 ،194‬؛ ‪202‬؛ ‪247 ،231 ،225 ،217 ،205‬؛ ‪270‬؛ ‪319 ،315 ،300 ،271‬‬

‫بلخ ‪19‬‬

‫بيهق‬

‫تبريز ‪48 -46‬؛ ‪316‬‬

‫تكية المولوية ‪117‬‬

‫تنيس ‪241‬‬
‫جامع مصر ‪36 ،33‬‬

‫جد حفص ‪72‬‬

‫جرجان ‪130‬‬

‫ص‪379 :‬‬

‫الجزيرة ‪131‬‬

‫جهرود ‪300‬‬

‫چرنداب ‪47‬‬

‫الحجاز ‪268 ،204 ،178 ،13‬‬

‫الحديبية ‪185‬‬

‫الحلب ‪319 ،293 ،265 ،264 ،213 ،127‬‬

‫حلة ‪274‬؛ ‪290 ،289 ،277 ،276‬‬

‫حلوان ‪36‬‬

‫الحمى ‪127‬‬

‫حنين ‪8‬‬

‫خراسان ‪136 ،20 ،16‬؛ ‪314 ،303 ،297 ،273 ،160 ،152‬‬

‫الخزانة الرضوية ‪297‬‬

‫خيبر ‪8‬‬

‫دار القطن ‪181‬‬

‫دجلة ‪301‬‬
‫دمشق ‪54 ،45 ،44 ،41 ،39 ،38 ،34‬‬

‫دوتنك كازرون ‪47‬‬

‫دياز العجم ‪91‬‬

‫ديار المصرية ‪213‬‬

‫الراشدة ‪323‬‬

‫الرملة ‪213‬‬

‫الروم ‪46 ،28‬؛ ‪272‬‬

‫الرى ‪323 ،247 152 ،140 ،138 ،136 ،109 ،43‬‬

‫ساوه ‪323 ،322 ،300‬‬

‫سبزوار ‪297‬‬

‫سرخس ‪314 ،19‬‬

‫سقيفة جواد ‪120‬‬

‫سمرقند ‪19 ،27‬؛ ‪152‬‬

‫السودان ‪55‬‬

‫سيواس ‪46‬‬

‫شاطبية ‪37‬‬

‫الشام ‪127 ،54 ،46 ،44 ،43 ،6‬‬

‫شيراز ‪94 ،93 ،75 -73 ،46‬‬

‫صنعاء ‪54‬‬
‫الطائف ‪127‬‬

‫طالقان ‪20‬‬

‫طوس ‪314 ،300 ،273 ،249‬‬

‫العراق ‪.315 ،314 ،226 ،224 ،217 ،216 ،191 ،178 ،145 ،111 ،95‬‬

‫عراق العجم ‪322 ،152‬‬

‫ص‪380 :‬‬

‫عراق العرب ‪289‬‬

‫عرفات ‪127‬‬

‫عسفان ‪7‬‬

‫عكبر ‪160‬‬

‫غيالن ‪314‬‬

‫فارس ‪275‬‬

‫الفخ ‪324‬‬

‫الفرات ‪289 ،181‬‬

‫فشابويه ‪109‬‬

‫فندين ‪20‬‬

‫القاهرة ‪213 ،34‬‬

‫القرافة ‪37‬‬

‫قرطبة ‪26‬‬
‫قزوين ‪297 ،296 ،47‬‬

‫قم ‪323 ،300 ،180 ،139 ،93 ،81‬‬

‫قومس ‪297‬‬

‫قوهستان ‪314‬‬

‫كاشان ‪273 ،93 ،81‬‬

‫الكاظمين ‪198 ،105‬‬

‫كبارجرد ‪108‬‬

‫كربال ‪197‬؛ ‪200‬‬

‫الكرخ ‪197‬‬

‫كش ‪130‬‬

‫الكعبة ‪10‬‬

‫كلين ‪109 ،108‬؛ ‪111‬‬

‫كندر ‪296‬‬

‫الكوفة ‪6‬؛ ‪241 180 ،179 ،60 ،36 ،13‬‬

‫كيدر ‪297‬‬

‫ماء زمزم ‪22‬‬

‫مازندران ‪80‬‬

‫مالقة ‪26‬‬

‫محلة باب البصرة ‪271‬‬


‫محلة كرخ ‪197 ،177‬؛ ‪199‬‬

‫المدرسة الشريفية ‪75‬‬

‫المدرسة الظاهرية ‪41‬‬

‫المدينة ‪142 ،49 ،9 ،8‬‬

‫مراغة ‪316‬‬

‫مرو ‪20 ،19‬‬

‫مسجد االنباريين ‪197‬‬

‫مسجد بنى حرام ‪28‬‬

‫مسجد الحرام ‪22‬‬

‫مسجد الطوسي ‪227‬‬

‫مسجد الكوفة ‪66‬‬

‫المشان ‪29‬‬

‫ص‪381 :‬‬

‫المشهد (مشهد الرضا) ‪268 ،266 ،262 ،98‬‬

‫مشهد امير المؤمنين (مشهد الغروى) مشهد النجف‪ -‬النجف ‪226 224 ،220 ،217 ،216‬‬

‫مشهد الحسين‪ -‬كربال ‪198 ،197‬‬

‫المشهد الكاظمى‪ -‬كاظمين ‪319 ،197‬‬

‫مصر ‪214 ،152 ،127 ،121 ،120 ،50 ،49‬‬

‫مقابر قريش ‪312 ،198 ،154‬‬


‫مكه ‪213 ،189 ،187 ،184 ،183 ،180 ،142 118 ،108 ،95 ،54 ،24 ،19 ،17 ،8‬‬

‫مليطه ‪46‬‬

‫الموت ‪315‬‬

‫ميدان االشنان ‪154‬‬

‫ن النجف االشرف ‪319 ،248 ،247 ،225 ،66‬‬

‫النعمانية ‪127‬‬

‫النهروان ‪145‬‬

‫نيسابور ‪297 ،262‬‬

‫و ورامين ‪109 ،45 ،43 ،42 ،38‬‬

‫هجر ‪72‬‬

‫الهند ‪303‬‬

‫اليمامة ‪11‬‬

‫اليمن ‪268 ،126 ،3‬‬

‫ص‪382 :‬‬

‫‪ -5‬فهرس الكتب‬

‫آثار االبرار و انوار االخيار ‪320‬‬

‫آداب المتعلمين ‪304‬‬

‫االبانة ‪209 ،26‬‬

‫االبتهاج فى الحساب ‪325‬‬


‫ابطال الباطل ‪17‬‬

‫االبواب ‪221‬‬

‫ابواب الجنان ‪87‬‬

‫اجوبة المسائل االحدى و الخمسين ‪155‬‬

‫اجوبة المسائل السروية ‪155‬‬

‫اجوبة المسائل العكبرية ‪155‬‬

‫االحاديث المأة ‪179‬‬

‫االحتجاج ‪292 ،157‬‬

‫احقاق الحق ‪17‬‬

‫االحمدى فى الفقه المحمدى ‪147‬‬

‫احوال الخيل ‪24‬‬

‫احياء علوم الدين ‪89‬‬

‫اخبار االمم ‪325‬‬

‫اخبار صلحاء االندلس ‪26‬‬

‫اخبار عبد العظيم الحسنى ‪138‬‬

‫اخبار قضاة بغداد ‪194‬‬

‫اخبار المختار ‪221‬‬

‫االختصاص ‪155‬‬

‫االختيار ‪221‬‬
‫االخالق الناصريه ‪315 ،303‬‬

‫االربعون حديثا للخاجوئى ‪235‬‬

‫االربعين عن االربعين ‪322‬‬

‫االربعين في مناقب امير المؤمنين ‪92‬‬

‫االرشاد ‪155 ،154 ،128 ،77‬‬

‫ارشاد االذهان ‪335‬‬

‫االركان فى دعائم الدين ‪154 ،153‬‬

‫اساس االقتباس ‪304‬‬

‫األسباب و النزول ‪291‬‬

‫ص‪383 :‬‬

‫االستبصار ‪245 ،244 ،238 ،237 ،229 ،220 ،116 ،113‬‬

‫االستطراف ‪210‬‬

‫االستنصار ‪212 ،209‬‬

‫االسفار ‪99‬‬

‫االشارات ‪314‬‬

‫االصباح ‪296 ،395‬‬

‫االصفى فى تفسير القرآن ‪91‬‬

‫االصول االصلية ‪91‬؛ ‪92‬‬

‫اصول العقائد ‪92‬‬


‫اصول المعارف ‪91‬‬

‫االعتقادات ‪135‬‬

‫اعجاز القرآن ‪78‬‬

‫اعراب القرآن ‪34‬‬

‫اعالم الطريق فى الحدود و الحقائق ‪290‬‬

‫اعالم الورى ‪291‬‬

‫االغانى ‪13‬‬

‫االفصاح ‪154‬‬

‫االقبال ‪133‬‬

‫اكمال الدين ‪222 ،135‬‬

‫الفية ابن مالك ‪27‬‬

‫االلفين ‪334 ،331‬‬

‫الهيات الشفاء ‪302‬‬

‫االمالى ‪78 ،15‬‬

‫االمالى البن دريد ‪53‬‬

‫االمالى البن الشجرى ‪10‬‬

‫االمالى للصدوق ‪135‬‬

‫االمالى للمفيد ‪167‬‬

‫االمثال ‪25‬‬
‫االمثال السائرة ‪24‬‬

‫امل االمل ‪134 3،105 3،89 3،78 3،74 3،73 3،45 3،43 3،42‬؛‪،250 3،209 3،191 180 3،179 3،177 3،136 3،135 3‬‬
‫‪338 ،337 ،329 ،328 ،314 304 ،294 ،291 ،276 ،274 ،267 ،263 261 ،258 -256 ،251‬‬

‫االنجيل ‪186‬‬

‫االنساب ‪151‬‬

‫انساب آل ابى طالب ‪290‬‬

‫انساب السمعانى ‪145‬‬

‫انس العالم و آداب المتعلم ‪123‬‬

‫انس العالم و تأديب المتعلم ‪122‬‬

‫انس الوحيد ‪222‬‬

‫االنصاف ‪97 ،96‬‬

‫االنوار ‪151 ،150‬‬

‫االنوار الجاللية ‪313‬‬

‫انوار الحكمة ‪89‬‬

‫ص‪384 :‬‬

‫انوار العقول ‪299‬‬

‫االنوار النعمانية ‪51‬‬

‫االوصاف ‪290‬‬

‫اوصاف االشراف ‪304‬‬


‫االيجاز ‪222 ،221‬‬

‫االيضاح ‪146‬‬

‫االيضاح فى االمامة ‪153‬‬

‫ايضاح دقائق النواصب ‪213 ،189 ،187‬‬

‫ايضاح الفوائد ‪337‬‬

‫االيمان ‪126‬‬

‫ايمان ابي طالب ‪155‬‬

‫ب بحار االنوار ‪201 3،179 154 3،151 3،135 3،130 3،128 3،127 120 3،108 3،82 3،74 3،18 3،5‬؛‪،211 3،210 3‬‬
‫‪279 ،278 ،259 ،251 242 ،230‬؛ ‪291‬‬

‫البراهين الجليلة ‪299‬‬

‫بشارة المصطفى ‪251 ،250 ،92‬‬

‫بصائر الدرجات ‪140‬‬

‫بغية الوعاة ‪132 ،48 ،46 ،41 ،37 ،33 32 ،30 ،28 ،26 ،25 ،16 ،15‬‬

‫بهجة المباهج ‪299‬‬

‫البيان ‪124‬‬

‫البيان و التبيين ‪51‬‬

‫البيان لشرح الكلمات ‪33‬‬

‫بيان من كنت مواله ‪78‬‬

‫بيان المنن ‪26‬‬


‫ت تاريخ ابن خلكان ‪117 ،20‬‬

‫تاريخ ابن كثير ‪161‬‬

‫تاريخ ابن المستوفى ‪32‬‬

‫تاريخ ابن النجار ‪31‬‬

‫تاريخ الصعيد ‪32‬‬

‫تاريخ مصر ‪220‬‬

‫تاريخ مصر و القاهرة ‪225‬‬

‫تاريخ اليافعى ‪20‬‬

‫تبصير المنتبه ‪296 ،111‬‬

‫التبيان في تفسير القرآن ‪220 201 ،199 ،194‬‬

‫تجر العقائد ‪303 ،300‬؛ ‪312 ،311‬‬

‫التحبير ‪125‬‬

‫تحرير اقليدس ‪303‬‬

‫تحرير المجسطى ‪311 ،303‬‬

‫تحفة الطالب ‪122‬‬

‫ص‪385 :‬‬

‫تحليل المتعة ‪122‬‬

‫التذكرة ‪31‬‬

‫تذكرة ابن مكتوم ‪32‬‬


‫التذكرة النصيرية ‪311 ،303‬‬

‫تذييل االعقاب ‪325‬‬

‫الترجمان ‪124‬‬

‫ترجمة الصالة ‪90‬‬

‫تزويج امير المؤمنين بنته من عمر ‪155‬‬

‫التسلى ‪128‬‬

‫تسهيل السبيل ‪92‬‬

‫تشريح العالم ‪92‬‬

‫التصرف ‪123‬‬

‫التطهير ‪88‬‬

‫تعبير الرؤيا ‪126 ،117‬‬

‫التعجب ‪209‬‬

‫التعجب فى االمامة ‪212 ،210‬‬

‫التعليقات على التبيان ‪275‬‬

‫تعليق خالف الفقهاء ‪205 ،201‬‬

‫تعليقة االيضاح ‪205 ،201‬‬

‫التعميم و التنبيه ‪265‬‬

‫التفسير ‪128‬‬

‫تفسير الحماسة ‪26‬‬


‫تفسير الطبرى ‪194‬‬

‫تفسير الطوسي ‪194‬‬

‫تفسير على بن ابراهيم ‪140 ،129‬‬

‫تفسير العياشى ‪130 ،120‬‬

‫تفسير فرات ‪130‬‬

‫تفسير القرآن ‪138‬‬

‫تفسير قصيدة فى اهل البيت ‪138‬‬

‫تفسير معانى القرآن ‪125‬‬

‫تقريب التهذيب ‪66 ،63 ،34‬‬

‫تقويم االلسنة ‪26‬‬

‫تلخيص اآلثار ‪323 ،271‬‬

‫تلخيص البيان ‪194‬‬

‫تلخيص الشافى ‪221‬‬

‫التلقين ‪210‬‬

‫التمحيص ‪151‬‬

‫التنبيهات ‪218‬‬

‫التنوير فى معانى التفسير ‪291 ،256 ،254 ،253‬‬

‫تهذيب االحكام ‪245 ،243 ،242 ،237 ،236 ،230 ،229 ،222 ،220 ،218 ،116 ،113‬؛ ‪248‬‬

‫تهذيب الحديث‪ -‬تهذيب االحكام ‪.155‬‬


‫ص‪386 :‬‬

‫تهذيب الشيعة ‪146‬‬

‫تهذيب الطبع ‪26‬‬

‫تهذيب المسترشدين ‪210‬‬

‫التوحيد ‪126‬‬

‫التوحيد للصدوق ‪135 ،139‬‬

‫التوضيح ‪118‬‬

‫توضيح االشتباه ‪145 ،109‬‬

‫التوراة ‪186‬‬

‫ث الثاقب فى المناقب ‪262‬؛ ‪273 267 ،466 ،263‬‬

‫الثمرة الظّاهرة ‪325‬‬

‫ثواب االعمال ‪135‬‬

‫ثواب القرآن ‪122‬‬

‫ج جامع االخبار ‪136 ،135 ،128‬‬

‫جامع االسرار ‪63‬‬

‫جامع االصول ‪197 ،111 ،09‬‬

‫جامع الدقائق ‪317‬‬

‫الجامع فى الفقه ‪265 ،123‬‬

‫الجعفريات ‪121 ،120‬‬


‫جالء العيون ‪92‬‬

‫الجمل ‪32‬‬

‫الجمل و العقود ‪222 ،221‬‬

‫الجنائر (كتاب‪121 -‬‬

‫الجنة الوافية ‪210‬‬

‫جواب رسالة االخوين ‪210‬‬

‫جوامع التفسير ‪121 ،120‬‬

‫الجوامع فى علوم الدين ‪119‬‬

‫الجواهر المفصالت ‪26‬‬

‫الجيد من شعرابى تمام ‪201‬؛ ‪205‬‬

‫ح حاشية االرشاد ‪337‬‬

‫حاشية القواعد ‪44‬‬

‫حاشية الكشاف ‪43 ،41‬‬

‫الحاوى ‪290‬‬

‫حبيب السير ‪22‬‬

‫حجة االسالم ‪71‬‬

‫حدائق الحقائن ‪295‬‬

‫حدائق المقربين ‪247 ،202‬‬

‫الحدائق الناضرة ‪218‬‬


‫الحدوة الزينية ‪325‬‬

‫الحديثين المختلفين ‪124‬‬

‫ص‪387 :‬‬

‫حرز االمانى ‪37 ،34‬‬

‫الحسن من شعر الحسين ‪194‬‬

‫الحقائق ‪299 ،91 ،80‬‬

‫حقائق االيمان ‪256‬‬

‫حقائق التأويل ‪201‬‬

‫حقائق التنزيل ‪205 ،201‬‬

‫حق اليقين ‪90‬‬

‫حقوق االخوان ‪134‬‬

‫حكمة االشراق ‪293‬‬

‫حكمة العين ‪317‬‬

‫حلية االديب ‪25‬‬

‫حلية االشراف ‪292‬‬

‫الحواشى القطبية ‪44‬‬

‫خ خزانة الخيال ‪21‬‬

‫الخصال ‪135‬‬

‫خصائص االئمة ‪205 ،201‬‬


‫الخطب ‪126‬‬

‫خالصة االذكار ‪93‬‬

‫خالصة االقوال ‪146 ،139 ،136 126 ،120 ،113 ،109‬؛ ‪224 ،216 ،153‬‬

‫الخالف ‪222 ،221‬‬

‫خالفتنامه ‪304‬‬

‫خلق االعمال ‪304‬‬

‫خلق االنسان ‪25‬‬

‫خلق الفرس ‪25‬‬

‫د الدر المنثور ‪158‬‬

‫الدر المنظوم ‪113‬‬

‫درة التاج ‪48‬‬

‫درة الغواص ‪27‬‬

‫درة الملتقط فى خلق الخيل ‪25‬‬

‫الدرجات الرفيعة ‪198 ،191‬‬

‫الدرر فى دقائق علم النحو ‪299‬‬

‫دعائم االسالم‪137 .‬‬

‫دقائق الحقائق ‪79‬‬

‫دمية القصر ‪191‬‬

‫ديوان الحريرى ‪27‬‬


‫ديوان الرضى ‪193‬‬

‫ديوان النسب ‪201‬‬

‫ذ ذبائح اهل الكتاب ‪155‬‬

‫الذخائر ‪124‬‬

‫الذخيرة ‪246 ،210‬‬

‫ص‪388 :‬‬

‫الذخيرة الهل البصيرة ‪32‬‬

‫الذكرى ‪116 ،84‬‬

‫الرائع فى الشرايع ‪267 ،263‬‬

‫رجال ابن داود ‪277‬‬

‫رجال بحر العلوم ‪212‬‬

‫رجال الشيخ عبد اللطيف العاملى ‪64‬‬

‫رجال الطوسي ‪239‬‬

‫رجال الكشى ‪57 ،56 ،8‬‬

‫رجال النجاشى ‪130 ،126 ،120‬؛ ‪139‬‬

‫رجال النيسابورى ‪191 ،62‬‬

‫الرد على الجاحظ و العثمانية ‪154‬‬

‫الرد على القرامطة ‪117‬‬

‫الرد على ابن قولويه فى الصيام ‪124‬‬


‫الردعة و النهى عن كل بدعة ‪122‬‬

‫رسائل الى ابي اسحاق الصابي ‪194‬‬

‫الرسائل االنشائية ‪27‬‬

‫رسائل االئمة ‪117‬‬

‫رسالة االسطرالب ‪24‬‬

‫رسالة فى تحريم التتن ‪131‬‬

‫رسالة في تحريم الغنا ‪80‬‬

‫رسالة في تحقيق التصور و التصديق ‪44 ،43‬‬

‫رسالة فى تحقيق الكليات ‪43‬‬

‫رسالة في تفضيل امير المؤمنين ‪209‬‬

‫رسالة فى التفقه ‪90‬‬

‫رسالة الجبر و االختيار ‪304‬‬

‫رسالة الجمعة ‪90‬‬

‫رسالة فى حق الوالدين ‪210‬‬

‫رسالة الرد علي ابن بابويه ‪158‬‬

‫رسالة سهو النبى ‪155‬‬

‫الرسالة الشمسية ‪45‬‬

‫رسالة فى صفات الجواهر ‪304‬‬

‫رسالة فى العالم المثالى ‪314‬‬


‫الرسالة فى عمل السلطان ‪124‬‬

‫رسالة القشيرى ‪19‬‬

‫الرسالة الكافية ‪155‬‬

‫رسالة المتعة ‪155‬‬

‫رسالة المحكم و المتشابه ‪128‬‬

‫رسالة فى مسائل الدين ‪138‬‬

‫الرسالة المعينية ‪304‬‬

‫رسالة فى مقدمة الواجب ‪73‬‬

‫الرسالة المقنعة ‪153‬‬

‫رسالة فى نفى التقليد ‪90‬‬

‫رسالة الوجيزة ‪48‬‬

‫الرسالة اليوسفية ‪73‬‬

‫ص‪389 :‬‬

‫الرواشح ‪292‬‬

‫روضات الجنات ‪70‬‬

‫روض الجنان و روح الجنان ‪292‬‬

‫الروضة ‪135 ،118 ،78‬‬

‫روضة العابدين ‪210‬‬

‫روضة الكافى ‪309‬‬


‫روضة المتين ‪114‬‬

‫روضة الواعظين ‪292 ،261 256 ،254 ،253 ،117‬‬

‫الرياض ‪100‬‬

‫رياض السالكين ‪111‬‬

‫رياض العلماء ‪264‬‬

‫ز الزبدة ‪304‬‬

‫زبدة االصول ‪84‬‬

‫الزبور ‪186‬‬

‫الزهد و التقوى ‪250‬‬

‫زهرة الرياض ‪198‬‬

‫الزوايا و الخبايا ‪31‬‬

‫الزيادات فى شعر ابي تمام ‪205 ،201‬‬

‫السبحة ‪124‬‬

‫سبك الذهب فى شبك النسب ‪325‬‬

‫السرائر الحاوى ‪159 ،158 ،145 ،125‬؛ ‪280 -274 ،244‬؛ ‪287‬‬

‫السر فى علم االعراب ‪31‬‬

‫سعاة العرب ‪124‬‬

‫سفينة النجاة ‪90 ،89‬‬

‫سالفة العصر ‪74‬‬


‫ساللة االجتهاد ‪104‬‬

‫سالسل الحديد ‪73‬‬

‫سلم السماوات ‪311 ،47‬‬

‫السير ‪78‬‬

‫سي فصل ‪304‬‬

‫الشاطبية ‪37 ،33‬‬

‫الشافى ‪91‬‬

‫الشافية ‪103‬‬

‫شجرة االنساب ‪24‬‬

‫شرح ابن ابى الحديد ‪296‬‬

‫شرح االبنية ‪31‬‬

‫شرح االرشاد ‪133‬‬

‫شرح االستنصار ‪210‬‬

‫شرح االشارات ‪41‬؛ ‪303‬‬

‫شرح اصول ابن الحاجب ‪48‬‬

‫شرح الهيات االشارات ‪311‬‬

‫شرح االنموزج ‪31‬‬

‫ص‪390 :‬‬

‫شرح باب الحادى عشر ‪75‬‬


‫شرح تصريف الملوكى ‪30‬‬

‫شرح تهذيب الحديث ‪335‬‬

‫شرح الجزولية ‪34‬‬

‫شرح جمل العلم و العمل ‪221 ،210‬‬

‫شرح الحاوى ‪41‬‬

‫شرح حكمة االشراق ‪48‬‬

‫شرح خطبة القواعد ‪337‬‬

‫شرح الدراية ‪113‬‬

‫شرح ديوان زهير ‪12‬‬

‫شرح رسالة العلم ‪304‬‬

‫شرح السبع الطوال ‪25‬‬

‫شرح سقط الزند ‪31‬‬

‫شرح الشاطبية ‪34‬‬

‫شرح لشرائع ‪134‬‬

‫شرح الشرح ‪222‬‬

‫شرح الشمسية ‪45 -42 ،39‬‬

‫شرح شواهد السيوطى ‪9 ،2‬؛ ‪51‬؛ ‪58‬‬

‫شرح الصدر ‪93‬‬

‫شرح عقائد الصدوق ‪155‬‬


‫شرح قانون الطب ‪48‬‬

‫شرح القواعد ‪338 ،335 ،43‬‬

‫شرح كتاب االعالم ‪154‬‬

‫شرح كليات ابن سيناء ‪47‬‬

‫شرح لمع ‪30‬‬

‫شرح مبادى االصول ‪337‬‬

‫شرح مختصر ابن الحاجب ‪47‬‬

‫شرح مسائل الذريعة ‪249‬‬

‫شرح مصابيح البغوى ‪109‬‬

‫شرح المطالع ‪44 ،43 ،41 ،39‬‬

‫شرح المفتاح ‪48 ،47 ،43‬‬

‫شرح المفصل ‪34 ،31‬‬

‫شرح المقامات ‪31‬‬

‫شرح مقدمة ابن بابشاذ ‪32‬‬

‫شرح ملحة االعراب ‪32‬‬

‫شرح نهج البالغة ‪191 ،74‬‬

‫شرح نهج البالغة البن ميثم ‪296‬‬

‫شرح نهج البالغة للبيهقى ‪297‬‬

‫شرح نهج البالغة للكيدرى ‪296‬‬


‫شرح نهج المسترشدين ‪337‬‬

‫شرح الوافية ‪104‬‬

‫شرف االشراف ‪316‬‬

‫الشمسية ‪317‬‬

‫الشهاب الثاقب ‪87‬‬

‫ص‪391 :‬‬

‫ص الصافى ‪103‬‬

‫الصافى تفسير القرآن ‪91‬‬

‫صحاح اللغة ‪15‬‬

‫صحبة آل الرسول ‪122‬‬

‫صحيفة الصفا ‪311 ،277‬‬

‫الصحيفة العلوية ‪289‬‬

‫الصحيفة الكاملة ‪322 ،297 ،251 ،111‬‬

‫صفات الشيعة ‪135‬‬

‫الصفوة فى اشعار العرب ‪15‬‬

‫الصالة (كتاب‪121 .‬‬

‫صالة الفرج ‪124‬‬

‫طبقات االدباء ‪31‬‬

‫طبقات النحاة ‪44 ،24‬‬


‫طراز اللغة ‪297‬‬

‫عجائب االفاق ‪79‬‬

‫العدة ‪245 ،221 ،147‬‬

‫العقد الطهماسبى ‪86‬‬

‫عقد اللئالى ‪37‬‬

‫العلل ‪124‬‬

‫علل الشرائع ‪135‬‬

‫علم اليقين فى اصول الدين ‪89 ،88‬؛ ‪90‬‬

‫عمدة الطالب ‪324 ،251 ،201 ،200 ،197 ،194‬‬

‫عمل االديان و االبدان ‪256‬‬

‫عمل شهر رمضان ‪124‬‬

‫عوائد االيام ‪108‬‬

‫عين اليقين ‪90 ،88‬‬

‫عيون االحاديث ‪78‬‬

‫عيون اخبار الرضا ‪134‬‬

‫عيون الشعر ‪32‬‬

‫العيون و المحاسن ‪155 ،154‬‬

‫غاية السؤل ‪337‬‬

‫غاية المراد ‪296‬‬


‫غرائب اخبار المسندين ‪26‬‬

‫غرر االخبار‪123 .‬‬

‫غرر الحكم ‪292‬‬

‫غريب الحديث ‪26 ،25 ،23‬‬

‫غريب القرآن ‪25 ،23‬‬

‫الغريب المصنف ‪24 ،23‬‬

‫الغنية ‪302‬‬

‫غياث الورى ‪266 ،133‬‬

‫الغيبة ‪245 ،222 ،139 ،127‬‬

‫الفاخر ‪126 ،125‬‬

‫الفخرية فى النية ‪337‬‬

‫ص‪392 :‬‬

‫الفرائض ‪127‬‬

‫الفرائض النصيرية ‪303‬‬

‫الفرج فى االوقات ‪249‬‬

‫فرحة العزى ‪303‬‬

‫الفرق ‪26‬‬

‫الفرق بين الراء و الغين ‪32‬‬

‫الفصول ‪313 ،154‬‬


‫الفصول النصيرية ‪303‬‬

‫الفضائل ‪291 ،250 ،180 ،137‬‬

‫فضائل رجب ‪135‬‬

‫فضائل شعبان ‪135‬‬

‫فضائل شهر رمضان ‪135‬‬

‫فضائل الشيعة ‪135‬‬

‫فالح السائل ‪212 ،133‬‬

‫الفلك المشحون ‪325‬‬

‫الفوائد الرجالية ‪296 220 ،152 ،151 ،147‬‬

‫الفوائد الطوسية ‪135‬‬

‫الفوائد المدنية ‪288 ،287 ،284‬‬

‫الفوائد المدنية للقمى ‪293‬‬

‫الفوائد النجفية ‪158 ،133‬‬

‫الفهرست للطوسى ‪،237 3،223 3،222 3،221 3،217 3،158 3،154 3،151 3،130 3،126 3،122 3--،120 3،119 3،117‬‬
‫‪293 ،242 ،239‬‬

‫فهرست العلوم ‪93‬‬

‫الفهرست للمنتجب الدين ‪303 ،296 ،266 ،263 ،257 253 ،250 ،138‬‬

‫القاموس ‪323 ،261 ،145 ،130 ،127 ،126 ،119 ،109 ،108 ،37 ،2‬‬

‫القراءات ‪23‬‬
‫القرآن ‪48 3،36 3،35 3،23 3،9‬؛‪171 3،144 3،142 3،99 3،93 3،76 3،75 3،60 3‬؛‪195 3،194 3،193 3،182 3‬؛‪،308 3،268 3‬‬
‫‪330‬؛ ‪338‬‬

‫قرة العيون ‪92‬‬

‫قواعد االحكام ‪306 ،44 ،42 ،39‬‬

‫قواعد العقائد ‪304‬‬

‫الكافى ‪108‬؛ ‪244 ،236 ،232 ،230 ،219 119 ،117 -114 ،113 ،112‬‬

‫الكافية الوافية ‪337‬‬

‫الكامل البهائى ‪263‬‬

‫الكامل للمبرد ‪9‬‬

‫كتاب اخبار القائم ‪118‬‬

‫كتاب اختيار الكشي ‪131‬‬

‫كتاب االشراف ‪164‬‬

‫ص‪393 :‬‬

‫كتاب االمامة ‪122‬‬

‫كتاب الحج ‪121‬‬

‫كتاب الحجج ‪256‬‬

‫كتاب الحدود ‪121‬‬

‫كتاب الدعاء ‪121‬‬

‫كتاب الديات ‪121‬‬


‫كتاب الرجال ‪117‬‬

‫كتاب الرد على ابن رباح ‪122‬‬

‫كتاب الرد على االسماعيلية ‪127‬‬

‫كتاب الرد على اهل االهواء ‪122‬‬

‫كتاب الرد على مظهر الرخصة فى المسكر ‪124‬‬

‫كتاب الرد على الواقفة ‪122‬‬

‫كتاب الرويا ‪121‬‬

‫كتاب الزكاة ‪121‬‬

‫كتاب السنن و اآلداب ‪121‬‬

‫كتاب الصالة ‪121‬‬

‫كتاب صالة االستسقاء ‪126‬‬

‫كتاب صالة التطوع ‪126‬‬

‫كتاب صالة الجمعة ‪136‬‬

‫كتاب صالة الجنائز ‪126‬‬

‫كتاب صالة الخوف ‪126‬‬

‫كتاب صالة الغدير ‪126‬‬

‫كتاب صالة الكسوف ‪126‬‬

‫كتاب صالة المسافر ‪126‬‬

‫كتاب الصوم ‪121‬‬


‫كتاب الصيام ‪126‬‬

‫كتاب الطالق ‪121‬‬

‫كتاب فى الطالق الثالث ‪123‬‬

‫كتاب الطهارة ‪126 ،121‬‬

‫كتاب الغيبة ‪128‬‬

‫كتاب الغيبة و كشف الحيرة ‪122‬‬

‫كتاب في القياس ‪154‬‬

‫كتاب النجوم ‪132 ،126 ،119‬‬

‫كتاب النكاح ‪121‬‬

‫كتاب الوضوء ‪121 ،120‬‬

‫كتاب يوم و ليلة ‪221‬‬

‫الكر و الفر ‪209‬‬

‫كسر االصنام الجاهلية ‪100‬‬

‫الكشاف ‪19‬‬

‫كشف االلباس ‪325‬‬

‫كشف التصوية و االلتباس ‪147‬‬

‫كشف الحق ‪17‬‬

‫كشف الرّموز ‪323‬‬

‫كشف الغمة ‪5‬‬


‫ص‪394 :‬‬

‫كشف اللثام ‪296‬‬

‫كشف المحجة ‪135 ،133 ،117 ،92‬‬

‫كشف المعاني فى شرح حرز االمانى ‪35‬‬

‫الكشف و الحجة ‪122‬‬

‫الكشكول ‪319 ،14‬‬

‫الكفاية ‪88 ،77‬‬

‫كفاية البرايا ‪299‬‬

‫الكلمات الطريقة ‪89‬؛ ‪99 ،94 ،92 ،90‬‬

‫الكلمات المخزونة ‪92‬‬

‫الكلمات المكنونة ‪92 ،89‬‬

‫الكليات ‪316‬‬

‫كنز الدقائق ‪130‬‬

‫كنز الفوائد ‪219 ،213 ،209 ،161‬‬

‫اللئالي ‪92‬‬

‫لب االلباب ‪299‬‬

‫لؤلؤة البحرين ‪،275 3،251 3،250 3،219 3،217 3-137 3،136 3،131 3،116 3،100 90 3،74 3،72 3،45 3،44 3،43‬‬
‫‪338 ،329 ،321 ،314 ،304 302 ،278 ،276‬‬

‫ما قيل فى االئمة من الشعر ‪117‬‬


‫ما ال يسمع المكلف االخالل به ‪221‬‬

‫ما ورد من االمر فى شربة الخمر ‪26‬‬

‫مائدة الفائدة ‪291‬‬

‫ما يعلل و ما ال يعلل ‪221‬‬

‫مباهج المنهج فى مناهج الحجج ‪299‬‬

‫مبتدأ الخلق ‪126‬‬

‫المبسوط ‪222 ،221 ،217‬‬

‫متشابه القرآن ‪292 ،291 ،202 ،201‬‬

‫المتشابه فى القرآن ‪194‬‬

‫المثال فى االمثال ‪290‬‬

‫مثالب النواصب ‪290‬‬

‫مجازات اآلثار النبوية ‪205‬‬

‫مجازات الحديث ‪202 ،201‬‬

‫مجازات القرآن ‪205 ،193‬‬

‫مجازات النبويه ‪194‬‬

‫المجالس (للمفيد) ‪155‬‬

‫المجالس و االخبار ‪221‬‬

‫مجالس المؤمنين ‪161 ،141 45 ،43 ،42 ،40 ،39‬؛ ‪338 ،314 ،303 ،228 ،225‬‬

‫مجمع البحرين ‪214 ،211 ،197 ،145 ،61 ،57 ،5‬‬


‫مجمع البيان ‪292‬‬

‫المجموع الرائق ‪135‬‬

‫ص‪395 :‬‬

‫مجموعة الورام ‪160‬‬

‫المحاسن ‪140‬‬

‫المحاكمات ‪313 ،45 -43‬‬

‫المحبر ‪125‬‬

‫محبوب القلوب ‪314 ،313‬‬

‫المجحة البيضاء ‪91 ،89‬‬

‫المحصل فى البيان ‪31‬‬

‫المحصول فى علم االصول ‪104‬‬

‫مختار شعر ابى اسحاق الصابي ‪205‬‬

‫المختصر البي الجود ‪26‬‬

‫مختصر فى شرح عويص المقامات ‪32‬‬

‫مختصر المصباح ‪221‬‬

‫مختلف الشيعة ‪296 ،147 ،133 ،87‬‬

‫المخزون المكنون فى عيون الفنون ‪290‬‬

‫المدارك ‪218 ،134 ،77‬‬

‫المدخل فى االصول ‪265‬‬


‫مدية العلم ‪136‬‬

‫المذكر و المؤنث ‪26 -24‬‬

‫مرآة الجنان ‪214‬‬

‫المرشد ‪137‬‬

‫المزار ‪210 ،155 ،124‬‬

‫مسائل ابن البراج ‪222‬‬

‫المسائل االلياسية ‪222‬‬

‫مسائل االمتحان ‪32‬‬

‫المسائل الجليته ‪222‬‬

‫المسائل الجنبالئية ‪222‬‬

‫المسائل الحاجبية ‪155‬‬

‫المسائل الحائرية ‪222‬‬

‫المسائل الدمشقية ‪222‬‬

‫المسائل الرجبية ‪222‬‬

‫المسائل الصاغانية ‪154‬‬

‫مسائل فى الفرق بين النبي و االمام ‪222‬‬

‫مسائل النظم ‪154‬‬

‫مسار الشيعة ‪155‬‬

‫المسالك ‪296‬‬
‫مسألة فى تحريم الفقاع ‪222‬‬

‫المسألة الرازية ‪222‬‬

‫مسألة فى العمل بخبر الواحد ‪221‬‬

‫المسألة الكافية ‪154‬‬

‫مسألة فى كتابة النبى ‪210‬‬

‫مسألة فى المسح ‪210‬‬

‫مشتركات الرجال ‪256‬‬

‫المشجر ‪210‬‬

‫مصابيح القلوب ‪299‬‬

‫ص‪396 :‬‬

‫مصابيح النور ‪158‬‬

‫المصباح ‪226‬‬

‫مصباح المتهجد ‪222 ،221‬‬

‫مصفاة االشباح ‪79‬‬

‫مطالع االنوار ‪301 ،104‬‬

‫المطول ‪15‬‬

‫المعارج ‪295‬‬

‫معارضة االضداد ‪210‬‬

‫المعارف ‪91‬‬
‫معالم الدين فى االصول ‪328 ،326 ،265‬‬

‫معالم الزلفى ‪293‬‬

‫معالم العلماء ‪290 ،260 ،225 ،157 ،130 ،105 ،104‬‬

‫معانى االخبار ‪134 ،131‬‬

‫معانى القرآن ‪23‬‬

‫معتصم الشيعه ‪88 ،87‬‬

‫معجم االدباء ‪26‬‬

‫معدن الجواهر ‪212 ،209‬‬

‫معرفة الفروض ‪123‬‬

‫معونة الفارض ‪210‬‬

‫معيار االشعار ‪304‬‬

‫المغرب فى حلى المغرب ‪32‬‬

‫مفاتيح الشرائع ‪90 ،88 ،72‬‬

‫المفتاح ‪78‬‬

‫المفصح ‪221‬‬

‫المقابس ‪258 ،256‬‬

‫المقاصد ‪17‬‬

‫المقاالت ‪155‬‬

‫مقامات الحريرى ‪94 ،29 ،28 ،27‬‬


‫مقامات النجاة ‪75 ،54 ،32 ،31 ،17‬؛ ‪207 ،203 ،199 ،98‬‬

‫مقامع الفضل ‪335 ،318 ،306‬‬

‫مقتل الحسين ‪221‬‬

‫المقصور و الممدود ‪25 ،23‬؛ ‪26‬‬

‫المقنع ‪137‬‬

‫المقنعة ‪154‬؛ ‪240 ،230 ،156 ،155‬‬

‫مكارم االخالق ‪135‬‬

‫ملحة االعراب ‪32 ،27‬‬

‫الممدوحين و المذمومين ‪124‬‬

‫المنازل ‪122‬‬

‫مناسك الحج ‪221‬‬

‫المناقب ‪291 290 ،256 ،254 ،251 ،179‬‬

‫مناقب الطاهرين ‪263‬‬

‫ص‪397 :‬‬

‫المنتظم ‪32‬‬

‫منتظم االصول ‪338‬‬

‫المنتقي ‪243‬؛ ‪265‬‬

‫منتهى المقال ‪277 156 ،138 ،133 ،131 ،5‬‬

‫منتهى اآلمال ‪292‬‬


‫المنقد ‪124‬‬

‫المنهاج ‪295 ،290‬‬

‫منهاج العمال ‪325‬‬

‫المنهاج فى معرفة مناسك الحج ‪210‬‬

‫منهاج النجاة ‪93 ،90‬‬

‫من ال يحضره الفقيه ‪113‬؛ ‪148 138 ،134 ،115‬؛ ‪237 ،230‬‬

‫منية المرتاد ‪116‬‬

‫المواعظ و الحكم ‪137‬‬

‫المؤتلف و المختلف ‪12‬‬

‫الموطأ ‪36‬‬

‫نثر اللئالى ‪128‬‬

‫النخبة ‪90 ،88‬‬

‫نخب االخيار ‪293‬‬

‫نزهة الناظر ‪265 ،104‬‬

‫النصرة ‪155‬‬

‫النصوص ‪211‬‬

‫النفحات الملكوتية ‪90‬‬

‫نقد االصول الفقهية ‪92‬‬

‫نقد االقوال ‪45‬‬


‫نقد التنزيل ‪304‬‬

‫نقد الرجال ‪292‬‬

‫نقد المحصل ‪304‬‬

‫النقض على ابي عبد هّللا البصرى ‪154‬‬

‫النقض على ابن الجنيد ‪154 ،152 ،148‬‬

‫النقض على بن شاذان ‪221‬‬

‫النقض على ابن عباد ‪154‬‬

‫النقض على على بن عيسى الرمانى ‪154‬‬

‫نقض فضيلة المعتزلة ‪154‬‬

‫نقض المروانية ‪154‬‬

‫النهاية للطوسي ‪247 ،246 224 -221 ،218 ،217‬‬

‫نهاية الطالب ‪325‬‬

‫النهاية للعالمة ‪284‬‬

‫نهج البالغة ‪194‬؛ ‪205 ،202 ،201‬‬

‫نهج العلوم الى نفى المعدوم ‪156‬‬

‫النوادر ‪209‬‬

‫النوادر للفيض ‪91‬‬

‫ص‪398 :‬‬

‫نوادر الحكمة ‪239‬‬


‫الواسطة ‪267 ،127‬‬

‫الواضح ‪79‬‬

‫الوافى ‪230 120 ،104 ،93 ،91 ،90 ،87 ،72‬‬

‫وجوب المسح ‪155‬‬

‫الوجيزة ‪225‬‬

‫وسائل الشيعة ‪291 ،279 ،258 ،257 ،256 ،230 ،130 ،120 ،108‬‬

‫الوسيلة ‪298 ،267‬‬

‫الوسيلة و الواسطة ‪296 ،265 -262‬‬

‫الهداية فى االصول و الفقه ‪136‬‬

‫هداية المسترشد ‪221‬‬

‫يتيمة الدهر ‪206 ،191‬؛ ‪207‬‬

‫يوم و ليلة ‪122‬‬

You might also like