You are on page 1of 300

‫تقريب الزكاة يف سؤال وجواب‬

‫‪‬‬
‫‪1443‬ـه‬
‫تقريب الزكاة يف سؤال وجواب‬

‫تضمن اجلواب عن أكثر من (‪ )400‬مسألة عن الزكاة‬

‫تأليف‬

‫أبي عمرو نور الدين بن علي السدعي‬


‫‪5‬‬ ‫املقدمة‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫احلمد هلل‪ ،‬وأشهد أن ال هلإ إال اهلل وحده ال رشيك هل‪ ،‬وأشهد أن حممدا عبده‬
‫َّ‬
‫ورسوهل‪ ،‬صىل اهلل عليه وىلع آهل وصحبه وسلم‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فهذه إجابات خمترصة عن كثري من مسائل الزاكة اليت يه الركن اثلالث من أراكن‬
‫اإلسالم ومبانيه العظام‪ ،‬اليت من تهاون بها فسق‪ ،‬ومن جحدـها كفر‪ ،‬ومن قام بها‬
‫كما أراد اهلل طهر اهلل قلبه‪ ،‬وزىك بها ماهل‪ ،‬ورشح بها صدره‪ ،‬ووسع عليه يف دنياه‬
‫وآخرته‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ ْ ْ ْ َ ْ َ َ ً ُ َ ِّ ُ ُ ْ َ ُ َ ْ َ َ ِّ َ ْ ْ‬
‫يهم بِها َوصل علي ِهم}‬
‫قال تعاىل‪{ :‬خذ مِن أموال ِِهم صدقة تطهرهم وتزك ِ‬
‫َّ َ َ َ َ ُ َّ َ َ َ َ ُّ َ َ ُ ْ َّ َّ َ‬
‫اَّلل َغ ُف ٌ‬ ‫َ ْ َ ُ ََ ُ‬
‫ور‬ ‫وقال تعاىل‪{ :‬فإِن تابوا َوأقاموا الصَلة وآتوا الزَكة فخلوا سبِيلهم إ ِن‬
‫َرح ٌ‬
‫يم}‬ ‫ِ‬
‫أن انليب ‪ ‬قال‪« :‬أمرت أن أقاتل‬ ‫ويف الصحيحني عن ابن عمر‬
‫انلاس حىت يشهدوا أن ال هلإ إال اهلل‪ ،‬وأن حممدا رسول اهلل‪ ،‬ويقيموا الصَلة‪ ،‬ويؤتوا‬
‫الزاكة‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك عصموا مين دماءهم وأمواهلم إال حبق اإلسَلم‪ ،‬وحسابهم ىلع‬
‫اهلل تعاىل»‪.‬‬
‫يرس اهلل يل استخراج ـهذه األجوبة من الكم أـهل العلم السابقني والالحقني‪ ،‬عن‬
‫َّ‬
‫طريق كثري من الكتب والرسائل املؤلفة يف الزاكة‪ ،‬وعن طريق الكتب الفقهية الشاملة‬
‫نيل األوطار و‬ ‫كـ‪ :‬املغين و املجموع و اتلمهيد و فتح ابلاري و‬
‫‪6‬‬
‫املوسوعة الفقهية الكويتية و الرشح املمتع و ذخرية العقىب وكتب الفتاوى‬
‫من حيث العموم للعلماء السابقني واملعارصين‪ ،‬جزى اهلل اجلميع خريا‪.‬‬
‫وقد جعلتها ىلع ثالثة عرش بابا‪ ،‬ذاكرا حتت لك باب ما يرسه اهلل من املسائل املتعلقة‬
‫به‪)1( ،‬وـهذه األبواب يه‪:‬‬
‫‪ -1‬واجبات الزاكة ورشوطها‪.‬‬
‫‪ -2‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‪.‬‬
‫‪ -3‬زاكة املعدن والراكز‪.‬‬
‫‪ -4‬أحاكم زاكة َّ‬
‫ادلين‪.‬‬
‫‪ -5‬زاكة عروض اتلجارة‪.‬‬
‫‪ -6‬زاكة األموال املدخرة واملستفادة والرواتب والوقف وما أشبه ذلك‪.‬‬
‫‪ -7‬زاكة العقارات‪.‬‬
‫‪ -8‬زاكة احلبوب واثلمار‪.‬‬
‫‪ -9‬زاكة بهيمة األنعام‪.‬‬
‫‪ -10‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‪.‬‬
‫‪ -11‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‪.‬‬
‫‪ -12‬زاكة الفطر‪.‬‬
‫‪ -13‬مسائل متفرقة عن الزاكة‪.‬‬

‫(‪ )1‬وقد بلغ عدد ـهذه املسائل (‪ )445‬مسألة‪ ،‬وال أديع ولم أشرتط االستيعاب‪ ،‬لكين قد‬
‫ُّ‬ ‫درك لكُّه ال يُ َ‬
‫رتك جله‪ ،‬واحلمد هلل اذلي بنعمته تتم‬ ‫أتيت ىلع األغلب األـهم فيما يظهر‪ ،‬وما ال يُ َ‬

‫الصاحلات‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫املقدمة‬

‫وقد حاولت فيها االختصار يف السؤال واجلواب‪ )1(،‬وربما خرجت عن ـهذا يف بعض‬
‫املسائل وربما خرجت عن ـهذا يف بعض املسائل نظرا ألـهميتها‪ ،‬ومن أحب اتلوسع‬
‫فلريجع إىل الكتب املذكورة آنفا‪ ،‬وإىل غريـها من كتب الفقه‪ .‬وباهلل اتلوفيق‪.‬‬

‫(‪ )1‬مقترصا يف انلقل ىلع أشمل فتوى أو أصوب الكم ألـهل العلم يف تلك املسألة‪ ،‬حسب ما‬
‫أعلم‪ ،‬وما لم يتبني يل فيه يشء أعقبته بقويل‪ :‬واهلل أعلم بالصواب‪ ،‬وإيله املرجع واملآب‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫ج‪ :1‬قال ابن األثري ‪« :‬أصل الزاكة يف اللغة‪ :‬الطهارة وانلماء والربكة واملدح‪،‬‬
‫ولك ذلك قد استعمل يف القرآن واحلديث» انلهاية (‪.)307/2‬‬
‫وقال ابن دقيق العيد ‪« :‬الزاكة يف اللغة ملعنيني‪ :‬أحدـهما انلماء واثلاين‪ :‬الطهارة‪،‬‬
‫ُ َ ِّ ْ َ‬
‫يهم بِها}» إحاكم‬ ‫فمن األول قوهلم‪ :‬زاكة الزرع‪ .‬ومن اثلاين قوهل تعاىل‪{ :‬وََتزك ِ‬
‫األحاكم (ص‪.)255 :‬‬
‫حق واجب يف مال خمصوص‪ ،‬لطائفة‬ ‫احلجاوي ‪‬بأنها‪ٌّ « :‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ورشع َّ‬
‫عرفها‬
‫خمصوصة‪ ،‬يف وقت خمصوص» اإلقناع (‪.)242/1‬‬

‫ج‪ :2‬قال اإلمام الشواكين ‪« :‬آية الزاكة مدنية يف السنة اثلانية بعد اهلجرة‪ ،‬وإىل‬
‫ـهذا ذـهب مجهور أـهل العلم من السلف واخللف» فتح القدير (‪.)192/2‬‬
‫وقال العالمة العثيمني ‪« :‬الزاكة فرضت يف أصح أقوال أـهل العلم بمكة‪،‬‬
‫ولكن تقدير األنصبة واألموال الزكوية وأـهل الزاكة اكن باملدينة» فتاوى العثيمني‬
‫(‪.)15/18‬‬
‫‪9‬‬ ‫ابلاب األول‪ :‬تعريف الزاكة وواجباتها ورشوطها‬

‫ج‪ :3‬قال الاكساين ‪« :‬تطهر نفس املؤدي من أجناس اذلنوب‪ ،‬وتزيك أخالقه‬
‫ُّ‬
‫الشح‪ ،‬فتتعود َّ‬
‫السماحة‪ ،‬وترتاض ألداء األمانات‪ ،‬وإيصال‬ ‫خبلق اجلود والكرم‪ ،‬وترك‬
‫ُ ْ ْ ْ ْ َ َ ًَ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫احلقوق إىل مستحقيها‪ ،‬وقد تضمن ذلك لكه قوهل تعاىل‪{ :‬خذ مِن أم َوال ِِهم صدقة‬
‫ُ َ ِّ ُ ُ ْ َ ُ َ ِّ ْ َ َ ِّ َ َ ْ ْ‬
‫يهم بِها َوصل علي ِهم}» بدائع الصنائع (‪.)7/2‬‬ ‫تطهرهم وتزك ِ‬

‫ج‪ :4‬قال انلووي ‪« :‬الزاكة فرض وركن بإمجاع املسلمني‪ ،‬وتظاـهرت دالئل‬
‫الكتاب والسنة وإمجاع األمة ىلع ذلك‪ ،‬واهلل أعلم» املجموع (‪.)326/5‬‬
‫وقال ابن دقيق العيد ‪« :‬حديث معاذ يدل ىلع فريضة الزاكة‪ ،‬وـهو أمر مقطوع‬
‫به من الرشيعة‪ ،‬ومن جحده كفر» إحاكم األحاكم (ص‪.)255 :‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر ‪« :‬الزاكة أمر مقطوع به يف الرشع‪ ،‬ي ُ َ‬
‫ستغىن عن تكلف‬
‫االحتجاج هل‪ ،‬وإنما وقع االختالف يف بعض فروعه‪ ،‬وأما أصل فرضية الزاكة فمن‬
‫جحدـها كفر» فتح ابلاري (‪.)262/3‬‬

‫ج‪ :5‬قال انلووي ‪« :‬من أنكر فرض الزاكة يف ـهذه األزمان اكن اكفرا بإمجاع‬
‫املسلمني» رشح مسلم (‪.)205/1‬‬
‫‪10‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬من أنكر وجوبها فقد كفر‪ ،‬إال أن يكون حديث عهد‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫بإسالم‪ ،‬أو ناىشء يف بادية بعيدة عن العلم وأـهله فيعذر‪ ،‬ولكنه يُعلم‪ ،‬وإن أرص بعد‬
‫ًّ‬
‫علمه فقد كفر مرتدا» فتاوى العثيمني (‪.)14/18‬‬

‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ج‪ :6‬قال الشريازي ‪« :‬من جحد وجوبها فقد كذب اهلل تعاىل وكذب رسول‬
‫ً‬ ‫اهلل ُ‬
‫فحكم بكفره‪ )1( ،‬وإن منعها خبال بها أخذت منه وعزر» املهذب (‪.)459 /1‬‬
‫ُ‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬ال يكفر‪ ،‬ولكنه قد أىت كبرية عظيمة‪ ،‬وادليلل ىلع أنه ال‬
‫يكفر حديث أيب ـهريرة ‪ ‬أن انليب ‪ ‬ذكر عقوبة مانع زاكة‬
‫ُ‬
‫اذلـهب والفضة‪ ،‬ثم قال‪« :‬حىت يقىض بني العباد فريى سبيله‪ :‬إما إىل اجلنة وإما إىل‬
‫انلار» فتاوى العثيمني (‪.)14/18‬‬

‫ج‪ :7‬قال ابن قدامة ‪« :‬الزاكة ال جتب إال ىلع حر مسلم تام امللك‪ ،‬وـهو قول‬
‫أكرث أـهل العلم» املغين (‪.)464/2‬‬

‫(‪ )1‬ولو أداـها مع ذلك‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫ابلاب األول‪ :‬تعريف الزاكة وواجباتها ورشوطها‬

‫وقال ابن رشد ‪« :‬اتفقوا أنها ىلع لك مسلم (‪ )1‬حر (‪ )2‬بالغ عقل مالك انلصاب‬
‫ملاك تاما‪ .‬واختلفوا يف وجوبها ىلع ايلتيم واملجنون والعبيد وأـهل اذلمة وانلاقص‬
‫َّ‬
‫امللك‪ ،‬مثل اذلي عليه دين أو هل ادلين‪ ،‬ومثل املال املحبس األصل» بداية املجتهد‬
‫(‪.)5/2‬‬

‫ج‪ :8‬املراد بامللكية اتلامة ـهنا أن يكون املال بيد املالك‪ ،‬حبيث ال يتعلق به حق‬
‫لغريه من البرش‪ ،‬وأن يترصف فيه باختياره‪ ،‬وأن تكون فوائده حاصلة هل‪ ،‬وادليلل‬
‫ُ ْ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ً ُ َ ِّ ُ ُ ْ َ ُ َ ِّ ْ َ‬
‫يهم بِها} فأضاف‬‫ىلع ـهذا الرشط قوهل تعاىل‪{ :‬خذ مِن أموال ِِهم صدقة تطهرهم وتزك ِ‬
‫اهلل أموال املزكني إيلهم‪ ،‬وـهذه اإلضافة تقتيض امللكية اتلامة يف أمواهلم‪.‬‬
‫وقد خرج بهذا الرشط صنفان من األموال‪ ،‬أحدهما‪ :‬املال اذلي ليس هل مالك معني‪،‬‬
‫كأموال ادلولة اليت جتمعها من الزكوات أو غريـها من املوارد‪ ،‬فال زاكة فيها ألنها ملك‬
‫مجيع األمة‪ ،‬ومنها الفقراء‪.‬‬

‫ْ‬ ‫َّ‬
‫(‪ )1‬أخرج بذلك الاكفر‪ ،‬قال ابن حزم ‪« :‬يه واجبة عليه‪ ،‬وـهو معذب ىلع منعها‪ ،‬إال أنها‬
‫ْ‬
‫ال جتزئ عنه إال أن يُسلم» املحىل (‪ )209-208/5‬وـهذا بناء ىلع القول الصحيح أن الكفار‬
‫خماطبون بفروع الرشيعة‪ ،‬وحماسبون عليها‪ ،‬لكنها ال تقبل منهم حىت يسلموا‪.‬‬
‫ًّ‬
‫(‪ )2‬فال زاكة ىلع رقيق قنا أو مدبَّرا أو ماكتبا‪ ،‬أو أم ودل؛ ألن ماهل ملك لسيده‪ ،‬وزاكته عليه‪ .‬وأما‬
‫املبعض فتجب الزاكة عليه بقدر ما صار فيه من احلرية‪ .‬تسهيل االنتفاع ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪12‬‬
‫ثانيهما‪ :‬األموال املوقوفة ىلع جهة عمة‪ ،‬اكلفقراء يف املساجد أو املجاـهدين أو ايلتاىم‬
‫أو املدارس أو غري ذلك من أبواب اخلري‪ ،‬فالصحيح أنه ال زاكة فيها‪ .‬وكذا ثلث امليت‬
‫أو ما دونه‪ .‬انتىه باختصار وترصف من رسالة‪ :‬الزاكة للطيار‪.‬‬

‫ج‪ :9‬قال املاوردي ‪« :‬إخراج الزاكة ال يصح إال بنية‪ ،‬فإن أخرجها بغري نية لم‬
‫جيزه‪ ،‬وبه قال اكفة العلماء‪ ،‬إال ما حيك عن األوزايع‪ :‬أن إخراجها ال يفتقر إىل نية»‬
‫احلاوي الكبري (‪.)178/3‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬لو تصدق جبميع ماهل ولم ينو الزاكة لم تسقط عنه الزاكة بال‬
‫خالف‪ ... ،‬وكما لو اكن عليه صالة فرض فصىل مائة صالة نافلة ال جيزئه بال خالف‪،‬‬
‫ـهذا مذـهبنا» املجموع (‪.)185/6‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪« :‬الزاكة حق اهلل ال جتوز املحاباة بها ملن ال يستحقها‪ ،‬وال‬
‫أن جيلب اإلنسان بها نلفسه ً‬
‫نفعا أو يدفع رضا‪ ،‬وال أن ييق بها ماهل أو يدفع بها عنه‬
‫مذمة‪ ،‬بل جيب ىلع املسلم رصف زاكته ملستحقيها؛ لكونهم من أـهلها‪ ،‬ال لغرض آخر‪،‬‬
‫مع طيب انلفس بها‪ ،‬واإلخالص هلل يف ذلك‪ ،‬حىت تربأ ذمته‪ ،‬ويستحق جزيل املثوبة‬
‫واخللف» فتاوى ابن باز (‪.)235/14‬‬

‫ج‪ :10‬قال شيخنا الواديع ‪« :‬انلية أمر البد منه يف مجيع العبادات‪ ،‬إال ما خصه‬
‫ادليلل‪ ،‬كأخذ الزاكة إذا منعها صاحبها فإنها تسقط عنه» إجابة السائل (ص‪.)175 :‬‬
‫‪13‬‬ ‫ابلاب األول‪ :‬تعريف الزاكة وواجباتها ورشوطها‬

‫واستثىن اجلمهور أيضا زاكة مال الصيب‪ ،‬واملجنون‪ ،‬فيه اكليت يأخذـها اإلمام قرسا‪ ،‬ال‬
‫يشرتط إلجزائها انلية‪.‬‬

‫ً‬
‫ج‪ :11‬اتفق الفقهاء ىلع أن الزاكة جتب يف لك حر مسلم بالغ‪ ،‬عقل‪ ،‬ملك انلصاب ملاك‬
‫ًّ‬
‫تاما‪ ،‬واختلفوا يف مال من لم يكن بالغا عقال اكلصيب واملجنون؛ فقال انلووي‬
‫َ‬
‫وجوبها يف مال‬ ‫‪« :‬مذـهبنا وجوبها يف ماهلما وبه قال اجلمهور‪ ،‬وحىك ابن املنذر‬
‫الصيب عن عمر بن اخلطاب ويلع وابن عمر وجابر واحلسن بن يلع وعئشة ومالك‬
‫وأمحد وإسحق ‪ »‬املجموع (‪.)331/5‬‬
‫ُ َّ‬
‫وقال الصنعاين ‪« :‬وجوب الزاكة يف مال الصيب اكلمكف‪ ،‬وجيب ىلع ويله‬
‫اإلخراج‪ ،‬وـهو رأي اجلمهور» سبل السالم (‪.)525/1‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪ « :‬أموال ايلتاىم واملجانني جتب فيها الزاكة عند مجهور‬
‫العلماء‪ ،‬إذا بلغت انلصاب وحال عليها احلول‪ ،‬وجيب ىلع أويلائهم إخراجها بانلية‬
‫عنهم عند تمام احلول؛ لعموم األدلة» فتاوى ابن باز (‪.)235/14‬‬
‫ُ ْ ْ ْ ْ َ َ ًَ‬‫َ‬
‫واستدل اجلمهور ىلع وجوبها يف ماهلما بعموم قوهل تعاىل‪{ :‬خذ مِن أم َوال ِِهم صدقة‬
‫ُ َ ِّ ُ ُ ْ َ ُ َ ِّ ْ َ‬
‫يهم بِها} وعموم قوهل ‪« :‬أعلمهم أن اهلل افرتض عليهم‬ ‫تطهرهم وتزك ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫صدقة تؤخذ من أغنيائهم فرتد ىلع فقرائهم»‪.‬‬

‫(‪ )1‬وخالف أبو حنيفة فقال‪ :‬ال جتب الزاكة يف مال الصيب واملجنون إال يف الزروع واثلمار‪،‬‬
‫والراجح قول اجلمهور‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫َ‬
‫ج‪ :12‬قال انلووي ‪« :‬إن لم خيرج الويل الزاكة وجب ىلع الصيب واملجنون بعد‬
‫ابللوغ واإلفاقة إخراج زاكة ما مىض؛ ألن احلق توجه إىل ماهلما‪ ،‬لكن الويل عىص‬
‫باتلأخري‪ ،‬فال يسقط ما توجه إيلهما» املجموع (‪.)330/5‬‬

‫ج‪ :13‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬وجتب الزاكة يف مال ايلتاىم؛ عند مالك‬
‫مروي عن عمر وعئشة ّ‬
‫ويلع وابن عمر وجابر‬ ‫ّ‬ ‫والليث والشافيع وأمحد وأيب ثور‪ ،‬وـهو‬
‫‪ »‬جمموع الفتاوى (‪.)17/25‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬الظاـهر أن فيها زاكة إذا بلغت انلصاب‪ ،‬وأما ما جاء‬
‫أن انليب ‪ ‬أمر بالعمل بمال ايلتيم قبل أن تأكله الصدقة فهو حديث‬
‫ضعيف‪ )1( ،‬إال أنه تشمله عموم األدلة» من فقه اإلمام الواديع (‪.)8/2‬‬

‫ج‪ :14‬قال العثيمني ‪« :‬ال؛ ألن الصدقة حمض تربع‪ ،‬ال تنشغل اذلمة برتكها‪،‬‬
‫والزاكة فريضة تنشغل اذلمة برتكها» الرشح املمتع (‪.)24/6‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي (‪ )641‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثم قال‪« :‬يف إسناده مقال؛‬
‫ألن املثىن بن الصباح يضعف يف احلديث»‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫ابلاب األول‪ :‬تعريف الزاكة وواجباتها ورشوطها‬

‫ج‪ :15‬قال انلووي ‪« :‬مذـهبنا أنها إذا وجبت الزاكة وتمكن من إخراجها وجب‬
‫اإلخراج ىلع الفور‪ ،‬فإن أخرـها أثم‪ ،‬وبه قال مالك وأمحد ومجهور العلماء» املجموع‬
‫(‪.)335/5‬‬

‫ج‪ :16‬األدلة العامة ادلالة ىلع أن األصل امتثال األمر أن يكون ىلع الفور‪ ،‬وفيما‬
‫خيص الزاكة ما يف ابلخاري (‪ )1430‬عن عقبة بن احلارث ‪ ‬قال‪ :‬صليت وراء‬
‫انليب ‪ ‬باملدينة العرص‪ ،‬فسلم ثم قام مرسع‪ ،‬فتخطى رقاب انلاس إىل‬
‫بعض حجر نسائه‪ ،‬ففزع انلاس من رسعته‪ ،‬فخرج عليهم‪ ،‬فرأى أنهم قد عجبوا من‬
‫رسعته‪ ،‬قال‪« :‬ذكرت شيئا من ت ِرب (‪ )1‬عندنا فكرهت أن حيبسين فأمرت بقسمته»‪.‬‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫واملوانع‬ ‫قال ابن َب َّطال ‪« :‬فيه أن اخلري ينبيغ أن يبَادر به‪ ،‬فإن اآلفات تعرض‪،‬‬
‫ْ‬
‫تمنع‪ ،‬واملوت ال يُؤمن‪ ،‬والتسويف غري حممود‪ .‬زاد غريه‪ :‬وـهو أخلص لذلمة‪ ،‬وأنىف‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫الم ْطل املذموم‪ ،‬وأرىض للرب‪ ،‬وأمىح لذلنب» فتح ابلاري‬ ‫وأبعد عن َ‬ ‫للحاجة‪،‬‬
‫(‪.)229/3‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن األثري ‪« :‬اتلرب‪ :‬ـهو اذلـهب والفضة قبل أن يُرضبا دنانري ودراـهم‪ ،‬فإذا ُرضبا‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫املعدنيات؛ اكنلحاس واحلديد والرصاص وأكرث‬ ‫اكنا عينا‪ ،‬وقد يطلق اتلرب ىلع غريـهما من‬
‫اختصاصه اذلـهب ‪ »...‬انلهاية (‪.)179/1‬‬
‫‪16‬‬

‫ج‪ :17‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)336/8‬ال جيوز تأخري إخراج الزاكة بعد تمام‬
‫احلول إال لعذر رشيع؛ كعدم وجود الفقراء حني تمام احلول‪ ،‬أو عدم القدرة ىلع‬
‫إيصاهلا إيلهم‪ ،‬أو لغيبة املال‪ ،‬وحنو ذلك»‪.‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪« :‬إذا اكنت املدة يسرية غري طويلة فال بأس أن حيتفظ‬
‫بالزاكة حىت يعطيها بعض الفقراء من أقاربه‪ ،‬أو من ـهم أشد منهم ً‬
‫فقرا وحاجة‪ ،‬وذلك‬
‫يف زاكة األموال‪ ،‬لكن زاكة ابلدن ‪-‬يعين الفطر‪ -‬جيب تقديمها ىلع العيد‪ ،‬كما أمر‬
‫الرسول ‪ »‬فتاوى نور ىلع ادلرب (‪.)299/15‬‬
‫وقال العالمة العثيمني ‪« :‬جيوز اتلأخري يف احلاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عند تعذر اإلخراج‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عند حصول الرضر عليه باإلخراج‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ عند وجود حاجة‪ ،‬أو مصلحة يف اتلأخري» الرشح املمتع (‪.)190/6‬‬

‫ج‪ :18‬قال ابن قدامة ‪« :‬إن أخرـها يلدفعها إىل من ـهو أحق بها‪ ،‬من ذي قرابة‪،‬‬
‫أو ذي حاجة شديدة‪ ،‬فإن اكن شيئا يسريا‪ ،‬فال بأس‪ ،‬وإن اكن كثريا‪ ،‬لم جيز‪ .‬قال أمحد‪:‬‬
‫ال جيزئ ىلع أقاربه من الزاكة يف لك شهر‪ .‬يعين ال يؤخر إخراجها حىت يدفعها إيلهم‬
‫متفرقة‪ ،‬يف لك شهر شيئا» املغين (‪.)510/2‬‬
‫‪17‬‬ ‫ابلاب األول‪ :‬تعريف الزاكة وواجباتها ورشوطها‬

‫ج‪ :19‬قال العثيمني ‪« :‬إذا اكن هل والية ىلع ـهذا القريب فال بأس‪ ،‬وإن لم‬
‫يكن هل والية فيعطيه ما حيتاجه ملدة قليلة‪ ،‬ويرصف ابلايق إىل غريه من الفقراء»‬
‫لقاء ابلاب املفتوح‬

‫ج‪ :20‬قال شيخنا الواديع ‪« :‬إذا وافق رمضان رصفها‪ ،‬وإال فمرصفها إذا حال‬
‫عليها احلول» االختيارات الفقهية ملحدث ادليار ايلمنية ‪.‬‬

‫ج‪ :21‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)398/9‬ال جيوز تأخري إخراج الزاكة بعد تمام‬
‫احلول إال لعذر رشيع‪ ،‬كعدم وجود الفقراء حني تمام احلول وعدم القدرة ىلع إيصاهلا‬
‫إيلهم ولغيبة املال وحنو ذلك‪ .‬أما تأخريـها من أجل رمضان فال جيوز إال إذا اكنت‬
‫املدة يسرية‪ ،‬كأن يكون تمام احلول يف انلصف اثلاين من شعبان فال بأس بتأخريـها‬
‫إىل رمضان»‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬الزاكة كغريـها من أعمال اخلري تكون يف الزمن الفاضل‬
‫أفضل‪ ،‬لكن مىت وجبت الزاكة وتم احلول وجب ىلع اإلنسان أن خيرجها وال يؤخرـها‬
‫إىل رمضان‪ ،‬فلو اكن حول ماهل يف رجب فإنه ال يؤخرـها إىل رمضان‪ ،‬بل يؤديها يف‬
‫‪18‬‬
‫رجب‪ ،‬ولو اكن يتم حوهلا يف حمرم فإنه يؤديها يف حمرم‪ ،‬وال يؤخرـها إىل رمضان‪ ،‬أما‬
‫إذا اكن حول الزاكة يتم يف رمضان فإنه خيرجها يف رمضان‪ ،‬وكذلك لو طرأت فاقة ىلع‬
‫املسلمني وأراد تقديمها قبل تمام احلول فال بأس بذلك» فتاوى العثيمني‬
‫(‪.)295/18‬‬

‫ج‪ :22‬جيوز تعجيل زاكة املال اذلي بلغ انلصاب عند احلاجة إىل ذلك ىلع قول أكرث‬
‫أـهل العلم؛ (‪ )1‬ملا أخرجه الرتمذي (‪ )678‬وحسنه انلووي واألبلاين عن يلع بن أيب‬
‫طالب ‪ :‬أن العباس سأل رسول اهلل ‪ ،‬يف تعجيل صدقته قبل أن‬
‫َّ‬
‫حتل‪ ،‬فرخص هل يف ذلك‪.‬‬
‫قال انلووي ‪« :‬وقد جاء يف حديث آخر يف غري مسلم‪« :‬إنا تعجلنا منه صدقة‬
‫اعمني» رشح مسلم (‪.)49/3‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬وألنه تعجيل ملال وجد سبب وجوبه قبل وجوبه‪ ،‬فجاز‪،‬‬
‫كتعجيل قضاء ادلين قبل حلول أجله‪ ،‬وأداء كفارة ايلمني بعد احللف وقبل احلنث»‬
‫املغين (‪.)471/2‬‬
‫تتمة‪ :‬قال العثيمني ‪« :‬تعجيل الزاكة قبل حلوهلا ألكرث من سنة الصحيح أنه‬
‫جائز ملدة سنتني فقط‪ ،‬وال جيوز أكرث من ذلك‪ ،‬ومع ـهذا ال ينبيغ أن ي ّ‬
‫عجل الزاكة قبل‬

‫(‪ )1‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ّ « :‬‬


‫وأما تعجيل الزاكة قبل وجوبها بعد سبب الوجوب؛‬
‫فيجوز عند مجهور العلماء‪ ،‬كأيب حنيفة والشافيع وأمحد» جمموع الفتاوى (‪.)85/25‬‬
‫‪19‬‬ ‫ابلاب األول‪ :‬تعريف الزاكة وواجباتها ورشوطها‬
‫ّ ْ‬
‫مهلل إال أن تطرأ حاجة كمسغبة شديدة‪ ،‬أو ما أشبه ذلك‪ ،‬فحينئذ نقول‪:‬‬
‫حلول وقتها‪ ،‬ا ّ‬
‫ّ‬ ‫يُعجل؛ ألنه قد يعرض للمفضول ما جيعله أفضل‪ ،‬وىلع لك حال‪ :‬ينبيغ ُّ‬
‫اتلنبه إىل أنه‪:‬‬
‫ّ‬ ‫لو زاد َّ‬
‫عما ـهو عليه حني اتلعجيل؛ فإن ـهذه الزيادة جيب دفع زاكتها» فتاوى‬
‫العثيمني (‪.)328/18‬‬

‫ج‪ :23‬قال ابن قدامة ‪« :‬ال جيوز تعجيل الزاكة قبل ملك انلصاب‪ ،‬بغري خالف‬
‫علمناه‪ .‬ولو ملك بعض نصاب‪ ،‬فعجل زاكته‪ ،‬أو زاكة نصاب‪ ،‬لم جيز؛ ألنه تعجل‬
‫احلكم قبل سببه» املغين (‪.)471/2‬‬
‫وقال الشريازي ‪« :‬لك مال وجبت فيه الزاكة باحلول وانلصاب لم جيز تقديم‬
‫زاكته قبل أن يملك انلصاب‪ ،‬ألنه لم يوجب سبب وجوبها فلم جيز تقديمها‪ ،‬وإن ملك‬
‫انلصاب جاز تقديم زاكته قبل احلول» املهذب (‪.)547/1‬‬

‫ج‪ :24‬جتب الزاكة يف مخسة أصناف ويه‪ :‬بهيمة األنعام‪ ،‬واخلارج من األرض‪ ،‬وعروض‬
‫اتلجارة‪ ،‬واألثمان ويه اذلـهب‪ ،‬والفضة‪ ،‬وما يقوم مقامهما من األوراق انلقدية‪.‬‬
‫برشوطها املذكورة يف ـهذه الرسالة‪.‬‬

‫ج‪ :25‬يشرتط لوجوب الزاكة يف األصناف الزكوية رشطان وـهما‪:‬‬


‫‪20‬‬
‫األول‪ :‬بلوغ انلصاب املقدر رشع‪.‬‬
‫اثلاين‪ :‬تمام احلول يف اذلـهب والفضة‪ ،‬وعروض اتلجارة‪ ،‬والسائمة من بهيمة األنعام‪.‬‬
‫واشتداد احلب يف احلبوب‪ ،‬وبدو الصالح يف اثلمرة‪.‬‬

‫ج‪ :26‬قال انلووي ‪« :‬اتفقوا ىلع اشرتاط احلول يف زاكة املاشية واذلـهب والفضة‪،‬‬
‫دون املعرشات» رشح مسلم (‪.)53/7‬‬
‫وقال ابن امللقن ‪« :‬أمجع العلماء ىلع اشرتاط احلول يف املاشية واذلـهب‬
‫والفضة دون املعرشات» اإلعالم بفوائد عمدة األحاكم (‪.)51/5‬‬
‫ونقل ابن قدامة يف املغين (‪ )467/2‬أيضا يف ذلك عدم اخلالف‪.‬‬

‫ج‪ :27‬قال أبو عبيد ‪« :‬تواترت اآلثار عن عليَة أصحاب رسول‬


‫اهلل ‪ ‬بهذا» كتاب األموال (ص‪.)505 :‬‬
‫وقال ابليهيق ‪« :‬االعتماد يف ذلك ىلع اآلثار الصحيحة فيه عن أىب بكر‬
‫الصديق ‪ ‬وعثمان بن عفان وعبد اهلل بن عمر وغريـهم‪ » ،‬السنن‬
‫الكربى (‪.)95/4‬‬
‫وقال ابن رشد ‪« :‬ثلبوت ذلك عن اخللفاء األربعة؛ والنتشاره يف الصحابة‬
‫‪‬؛ والنتشار العمل به؛ والعتقادـهم أن مثل ـهذا االنتشار من غري خالف ال‬
‫جيوز أن يكون إال عن توقيف» بداية املجتهد (‪.)32/2‬‬
‫‪21‬‬ ‫ابلاب األول‪ :‬تعريف الزاكة وواجباتها ورشوطها‬

‫ونقل انلووي يف روضة الطابلني (‪ )267/2‬وابن قدامة يف املغين (‪ )249/4‬عدم‬


‫اخلالف يف اشرتاط احلول لوجوب الزاكة‪.‬‬

‫ج‪ :28‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)318/9‬يبدأ احلول من يوم َّ‬
‫تم انلصاب‪ ،‬ال من‬
‫َّ‬
‫ايلوم اذلي ملك فيه املسلم نقدا أو عروض جتارة أقل من انلصاب»‪.‬‬

‫َ ْ َ ِّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ َّ ُ ْ َ َ‬
‫اْلج} قال‬ ‫ِه م َواقِيت ل ِلن ِ‬
‫اس و‬ ‫ج‪ :29‬قال تبارك وتعاىل‪{ :‬يسألونك ع ِن األهِل ِة قل ِ‬
‫القرطيب ‪« :‬ـهذه اآلية تدل ىلع أن الواجب تعليق األحاكم من العبادات‬
‫وغريـها‪ ،‬إنما يكون بالشهور والسنني اليت تعرفها العرب دون الشهور اليت تعتربـها‬
‫َ َ ِّ ُ ْ َ ِّ‬
‫ين القي ُم}‪ .‬أي‪ :‬احلساب الصحيح والعدد املستويف»‬ ‫العجم‪ .‬إىل قوهل‪{ :‬ذل ِك ادل‬
‫تفسري القرطيب (‪.)134-133/8‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أشهر وأعرف عند األمم‪،‬‬ ‫وقال ابن القيم ‪« :‬وذللك اكن احلساب القمري‬
‫وأبعد عن الغلط‪ ،‬وأصح للضبط من احلساب الشميس‪ ،‬ويشرتك فيه انلاس دون‬
‫احلساب الشميس» مفتاح دار السعادة (‪ .)272/2‬وبهذا أفىت علماء اللجنة ادلائمة‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫ج‪ :30‬يؤدي إىل تأخر دفع الزاكة قرابة أحد عرش يوما لك عم‪ ،‬مما يرتتب عليه ترك‬
‫املسلم لزاكة سنة اكملة لك ثالثني سنة تقريبًا‪ ،‬كما قدره بعض ابلاحثني‪ ،‬إضافة إىل‬
‫األرضار اليت تلحق الفقراء بسبب ذلك‪.‬‬

‫ج‪ :31‬إن شق عمل جرد يف نهاية لك سنة قمرية واكنت الرشكة تمسك حساباتها ىلع‬
‫ً‬
‫أساس السنة الشمسية جيوز تيرسا ىلع انلاس أن تكتيف باجلرد السنوي املعتاد‬
‫وتضيف عليه نسبة األيام اليت تزيدـها السنة الشمسية ىلع السنة القمرية‪ ،‬فتكون‬
‫ً‬
‫النسبة يه ‪575‬ر‪ %2‬بدال من ‪5‬ر‪ »%2‬فتاوى قطاع اإلفتاء بالكويت (‪)77 /3‬‬

‫ج‪ :32‬قال انلووي ‪« :‬إذا مضت عليه سنون ولم يؤد زاكتها لزمه إخراج الزاكة‬
‫عن مجيعها‪ ،‬سواء علم وجوب الزاكة أم ال‪ ،‬وسواء اكن يف دار اإلسالم أم دار احلرب»‬
‫املجموع (‪.)33/5‬‬
‫‪23‬‬ ‫ابلاب اثلاين‪ :‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ ُ َ َّ َ َ َ ْ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ‬
‫يل اَّللِ‬
‫ج‪ :1‬ادليلل قوهل َتعاىل‪{ :‬واَّلِين يك ِِنون اَّلهب وال ِفضة وال ين ِفقون ِ ِ ِ‬
‫ب‬‫س‬ ‫ِف‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ َ ِّ ْ ُ ْ َ َ‬
‫اب أ ِِل ٍم} [اتلوبة‪]34 :‬‬
‫فبِّشهم بِع ٍ‬
‫ذ‬
‫ويف صحيح مسلم (‪ )987‬عن أيب ـهريرة ‪ ‬قال قال رسول اهلل‬
‫‪« :‬ما من صاحب ذهب وال فضة‪ ،‬ال يؤدي منها حقها‪ ،‬إال إذا َكن يوم‬
‫القيامة صفحت هل صفائح من نار‪ ،‬فأحيم عليها ِف نار جهنم‪ ،‬فيكوى بها جنبه‪،‬‬
‫وجبينه‪ ،‬وظهره‪ ،‬لكما بردت أعيدت هل ِف يوم َكن مقداره مخسني ألف سنة‪ ،‬حىت‬
‫يقىض بني العباد فريى سبيله‪ ،‬إما إىل اجلنة‪ ،‬وإما إىل انلار» وانعقد اإلمجاع ىلع ذلك‪.‬‬

‫ج‪ :2‬أخرج ابن أيب حاتم يف اتلفسري (‪ )1788/6‬والطربي يف اتلفسري‬


‫(‪ )426/11‬وعبد الرزاق يف املصنف (‪ )106/4‬عن ابن عمر أنه قال‪« :‬ما أدي زاكته‬
‫َّ‬
‫فليس بكزن وإن اكن حتت سبع أرضني‪ ،‬وما لم تؤد زاكته فهو كزن وإن اكن ظاـهرا»‬
‫وـهو أثر صحيح‪.‬‬
‫ُ‬
‫قال الطربي ‪« :‬وأوىل األقوال يف ذلك بالصحة القول اذلي ذكر عن ابن‬
‫حيرم ىلع صاحبه اكتنازه وإن كرث‪،‬‬‫عمر‪ :‬من أن لك مال أديت زاكته فليس بكزن ُ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ُ‬ ‫َّ‬
‫مال لم تؤد زاكته فصاحبه معاقب مستحق وعيد اهلل‪ ،‬إال أن يتفضل اهلل عليه‬
‫وأن لك ٍ‬
‫َّ‬
‫بعفوه‪ ،‬وإن قل إذا اكن مما جيب فيه الزاكة» تفسري الطربي (‪.)430/11‬‬
‫‪24‬‬
‫وقال الزرقاين‪« :‬وىلع ـهذا اتلفسري مجهور العلماء وفقهاء األمصار»‬
‫رشح الزرقاين ىلع املوطأ (‪.)162/2‬‬

‫ج‪ :3‬يشرتط هل رشطان باإلمجاع‪ ،‬وـهما‪ ،‬بلوغ انلصاب‪ ،‬وحوالن احلول‪.‬‬


‫ومر معنا بفضل اهلل ادليلل ىلع اشرتاط احلول‪.‬‬

‫ً‬
‫ج‪ :4‬وقال القايض عياض ‪ « :‬وأما نصاب اذلـهب فهو عرشون دينارا‪ ،‬واملعول‬
‫يف حتديده ىلع اإلمجاع‪ ،‬وقد حيك فيه خالف شاذ» إكمال املعلم (‪.)459/3‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬لم يأت يف الصحيح بيان نصاب اذلـهب‪ ،‬وقد جاءت فيه‬
‫أحاديث بتحديد نصابه بعرشين مثقاال ويه ضعاف‪ ،‬ولكن أمجع من يعتد به يف‬
‫االمجاع ىلع ذلك» رشح مسلم (‪.)53/7‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪« :‬فقهاء األمصار والصحابة واألئمة األربعة وأصحابهم‬
‫واكفة العلماء املعروفني لم خيالف أحد منهم يف أن نصاب اذلـهب عرشون دينارا‪،‬‬
‫وأن الواجب فيه ربع العرش اكلفضة» العذب انلمري (‪.)462/5‬‬
‫فائدة‪ :‬ادلينار باجلرامات أربعة جرامات وربع (‪.)4.25‬‬
‫‪25‬‬ ‫ابلاب اثلاين‪ :‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‬

‫ج‪ :5‬نصابها مائتا درـهم بانلص واإلمجاع؛ فيف ابلخاري (‪ )1405‬عن أيب سعيد اخلدري‬
‫أن انليب ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫‪ ،‬وـهو يف مسلم (‪ )980‬من حديث جابر‬
‫«ليس فيما دون مخس أواق من َ‬
‫الو ِرق صدقة»‪.‬‬
‫واألوقية أربعون درـهما‪ ،‬قال انلووي ‪ « :‬أمجع أـهل احلديث والفقه وأئمة أـهل‬
‫اللغة ىلع أن األوقية الرشعية أربعون درـهما‪ ،‬ويه أوقية احلجاز» رشح مسلم‬
‫(‪.)52/7‬‬
‫وأما اإلمجاع‪ ،‬فقال ابن الفرس ‪« :‬نصاب الفضة اليت أوجب اهلل تعاىل فيها‬
‫الزاكة أيضا مائتا درـهم بال خالف؛ ملا جاء عن انليب ‪ ‬يف ذلك من‬
‫انلصوص» أحاكم القرآن (‪.)149/3‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬نصاب الفضة مائتا درـهم‪ ،‬ال خالف يف ذلك بني علماء‬
‫اإلسالم» املغين (‪.)35/3‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪« :‬ال خالف بني املسلمني يف وجوب الزاكة يف الفضة‪ )1( ،‬وال‬
‫خالف بينهم يف أن نصابَها مائتا درـهم رشيع‪ ،‬وال خالف بينهم يف أن الالزم فيها‬
‫ربع العرش» أضواء ابليان (‪.)120/2‬‬

‫(‪ )1‬قال املاوردي ‪« :‬أما زاكة الورق ويه الفضة فواجبة بالكتاب والسنة وإمجاع األمة»‬
‫احلاوي الكبري (‪.)256/3‬‬
‫‪26‬‬

‫ج‪ :6‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬إذا كنت تملكني مخسة وثمانني جراما فهو يف‬
‫األصح أقل من انلصاب قليال‪ ،‬فإن أديت الزاكة عنه احتياطا فحسن» فتاوى ابن‬
‫باز (‪.)80/14‬‬
‫ً‬
‫غراما من اذلـهب فال زاكة فيه‪ ،‬وما‬ ‫وقال العثيمني ‪« :‬ما دون مخسة وثمانون‬
‫ً‬
‫غراما من الفضة فال زاكة فيه» فتاوى العثيمني‬ ‫دون مخسمائة ومخسة وتسعون‬
‫(‪.)141/18‬‬

‫ج‪ :7‬قال انلووي ‪« :‬أما إذا اكنت الفضة تنقص عن مائيت درـهم واذلـهب ينقص‬
‫عن عرشين مثقاال نقصا يسريا جدا حبيث يروج رواج الوازنة‪ ،‬فقد ذكرنا أن مذـهبنا‬
‫أنه ال زاكة‪ ،‬وبه قال إسحاق وابن املنذر واجلمهور‪ ،‬وقال مالك جتب» املجموع‬
‫(‪.)18/6‬‬
‫وقال ابن دقيق العيد ‪« :‬استدل باحلديث (‪ )1‬من يرى أن انلقصان اليسري يف‬
‫الوزن يمنع وجوب الزاكة وـهو ظاـهر احلديث‪ ،‬ومالك يسامح بانلقص اليسري جدا‬
‫اذلي تروج معه ادلراـهم وادلنانري رواج الاكمل» إحاكم األحاكم (ص‪.)285 :‬‬

‫(‪ )1‬ـهو قول انليب ‪« :‬ليس فيما دون مخس أواق صدقة ‪.»...‬‬
‫‪27‬‬ ‫ابلاب اثلاين‪ :‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‬

‫ج‪ :8‬قال انلووي ‪« :‬مذـهبنا ومذـهب مالك وأمحد واجلمهور أنه يشرتط يف املال‬
‫اذلي جتب الزاكة يف عينه ويعترب فيه احلول ‪-‬اكذلـهب والفضة واملاشية‪ -‬وجود انلصاب‬
‫يف مجيع احلول‪ ،‬فإن نقص انلصاب يف حلظة من احلول انقطع احلول‪ ،‬فإن كمل بعد‬
‫ذلك استؤنف احلول من حني يكمل انلصاب‪ ،‬وقال أبو حنيفة املعترب وجود انلصاب‬
‫يف أول احلول وآخره‪ ،‬وال يرض نقصه بينهما» املجموع (‪.)20-19/6‬‬

‫ج‪ :9‬قال انلووي ‪« :‬مذـهبنا أنه ال يكمل نصاب ادلراـهم باذلـهب وال عكسه‪،‬‬
‫حىت ل و ملك مائتني إال درـهما وعرشين مثقاال إال نصفا أو غريه فال زاكة يف واحد‬
‫منهما‪ ،‬وبه قال مجهور العلماء ‪ )1( ...‬قال ابن املنذر‪ :‬وقال احلسن وقتادة واألوزايع‬
‫واثلوري ومالك وأبو حنيفة وسائر أصحاب الرأي‪ :‬يضم أحدـهما إىل اآلخر‪ .‬واختلفوا‬
‫يف كيفية الضم» املجموع (‪.)18/6‬‬
‫قال العثيمني ‪« :‬ألن اذلـهب جنس والفضة جنس آخر‪ .‬ـهذا ـهو القول الراجح؛‬
‫دلاللة السنة‪ ،‬والقياس الصحيح عليه» الرشح املمتع (‪.)102-101/6‬‬

‫(‪ )1‬واختاره ابن حزم واألبلاين‪.‬‬


‫‪28‬‬
‫تتمة‪ :‬قال العالمة العثيمني ‪« :‬يستثىن من ـهذه املسألة أموال الصيارف فإنه‬
‫يضم فيها اذلـهب إىل الفضة؛ ألن املراد بهما اتلجارة‪ ،‬فهما عروض جتارة» الرشح‬
‫املمتع (‪.)103/6‬‬

‫ج‪ :10‬قال الشيخ الواديع ‪« :‬إن كن مشرتاكت فنصابهن واحد‪ ،‬وأما إذا اكنت‬
‫لك واحدة تملك ذـهبها فال جيب فيه الزاكة‪ ،‬إال إذا بلغ انلصاب» االختيارات‬
‫الفقهية ‪.‬‬

‫ج‪ :11‬قال العثيمني ‪« :‬إذا أعطاـهن احليل ىلع سبيل العارية فاحليل ملكه وجيب‬
‫ً‬
‫مجيعا فإذا بلغ انلصاب أدى زاكته‪ ،‬وإن اكن أعطى بناته ـهذا احليل‬ ‫عليه أن جيمعه‬
‫ىلع أنه ملك هلن فإنه ال جيب أن جيمع حيل لك واحدة إىل حيل األخرى؛ ألن لك‬
‫واحدة ملكها منفرد عن األخرى» فتاوى أراكن اإلسالم (ص‪.)430 :‬‬

‫ج‪ :12‬جتب زاكة احليل باإلمجاع يف حاتلني‪:‬‬


‫‪29‬‬ ‫ابلاب اثلاين‪ :‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‬

‫األوىل‪ :‬إذا اكن معدا للتجارة‪ )1( .‬قال ابن جزي ‪« :‬إذا اختذ احليل للتجارة‪ ،‬ففيه‬
‫الزاكة إمجاع» القوانني الفقهية (ص‪.)124 :‬‬
‫ويف فتاوى اللجنة ادلائمة ‪« :‬أمجع أـهل العلم ىلع وجوب الزاكة يف حيل اذلـهب‬
‫ًّ‬ ‫والفضة إذا اكن ًّ‬
‫حليا حمرم االستعمال‪ ،‬أو اكن معدا للتجارة أو حنوـها»‪.‬‬
‫اثلانية‪ :‬إذا اكن لبسه حمرما ىلع صاحبه‪ ،‬اكلرجل يتخذ خاتما من ذـهب‪ ،‬أو املرأة تتخذ‬
‫َّ‬
‫خذ من اذلـهب‬ ‫حليا ىلع صورة حيوان وما أشبه ذلك‪ ،‬قال انلووي ‪« :‬لك مت ٍ‬
‫والفضة من حيل وغريه إذا ُحكم بتحريم استعماهل أو كراـهته وجبت فيه الزاكة بال‬
‫خالف‪ ،‬ونقلوا فيه إمجاع املسلمني» املجموع (‪.)35/6‬‬
‫وقال ‪« :‬أما احليل املحرم فتجب الزاكة فيه باإلمجاع» روضة الطابلني‬
‫(‪.)260/2‬‬

‫ج‪ :13‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬فيه الزاكة عند مجهور العلماء»‬
‫املستدرك ىلع جمموع الفتاوى (‪.)158/3‬‬

‫ًّ‬
‫(‪ )1‬ويلحق بها ما اكن معدا لالدخار واالكتناز لوقت احلاجة‪ .‬راجع املجموع (‪ )36/6‬و‬
‫روضة الطابلني (‪ )260/2‬و إمجاعت العبادات (ص‪.)228 :‬‬
‫‪30‬‬
‫ما اختاره شيخ اإلسالم ـهو قول احلنابلة والشافعية خالفا للمالكية واألحناف‪ ،‬قال‬
‫صاحب املمتع يف رشح املقنع (‪« :)166/2‬ألن الكراء إنما حصل يف مقابلة‬
‫االنتفاع‪ ،‬فاكن فيه الزاكة كمال اتلجارة»‪.‬‬

‫ج‪ :14‬قال ابن حزم ‪« :‬صح عن انليب ‪ ‬إجياب الزاكة يف اذلـهب‬


‫عموما‪ ،‬ولم خيص احليل منه بسقوط الزاكة فيه‪ ،‬ال بنص وال بإمجاع‪ ،‬فوجبت الزاكة‬
‫بانلص يف لك ذـهب وفضة‪ ،‬فال جيوز أن يقال إال احليل بغري نص يف ذلك وال إمجاع‪،‬‬
‫وباهلل تعاىل اتلوفيق» املحىل (‪.)191/4‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)265/9‬األرجح من القولني قول من قال بوجوب الزاكة‬
‫فيها‪ ،‬إذا بلغت انلصاب‪ ،‬أو اكن دلى مالكيها‪ :‬من اذلـهب‪ ،‬والفضة‪ ،‬أو عروض‬
‫اتلجارة‪ ،‬ما يكمل انلصاب؛ لعموم األحاديث يف وجوب الزاكة يف اذلـهب والفضة‪،‬‬
‫وليس ـهناك خمصص صحيح فيما نعلم؛ وألحاديث‪ :‬عبد اهلل بن عمرو بن العاص‪،‬‬
‫وعئشة‪ ،‬وأم سلمة‪ ،‬ويه أحاديث جيدة األسانيد‪ ،‬ال مطعن فيها مؤثر‪ ،‬فوجب العمل‬
‫بها»‬
‫قلت‪ :‬ـهذا القول ورد عن عمر وابن مسعود وعبد اهلل بن عمرو ورواية عن عئشة‬
‫‪ .‬وـهو مذـهب احلنفية ورواية عن أمحد‪ .‬وصح عن مجع من اتلابعني ومن‬
‫بعدـهم‪ ،‬واختاره من العلماء املعارصين علماء اللجنة والعثيمني والواديع‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫ابلاب اثلاين‪ :‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‬

‫ج‪ :15‬قال اخلطايب ‪« :‬الظاـهر من الكتاب يشهد لقول من أوجبها‪ ،‬واألثر يؤيده‪،‬‬
‫ومن أسقطها ذـهب إىل انلظر ومعه طرف من األثر‪ ،‬واالحتياط أداؤـها‪ ،‬واهلل أعلم»‬
‫معالم السنن (‪.)17/2‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪« :‬ال ينبيغ لإلنسان إال أن يزيك حيل امرأته وبناته للخروج‬
‫من عهدة اتلكيف؛ ألن من زاكه ليق اهلل ساملا منه بال نزاع‪ ،‬ومن لم يزكه اكن يف قيل‬
‫وقال‪ ،‬مجاعة يقولون‪ :‬ال عليك‪ ،‬ومجاعة يقولون‪ :‬إن زاكة احليل واجب؟» العذب‬
‫انلمري (‪.)472/5‬‬
‫وقال ‪« :‬وإخراج زاكة احليل أحوط ؛ ألن «من اتىق الشبهات فقد استربأ دلينه‬
‫وعرضه» ‪« -‬دع ما يريبك إىل ما ال يريبك» ‪ ،‬والعلم عند اهلل تعاىل» أضواء ابليان‬
‫(‪.)134/2‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬احلمد هلل‪ ،‬زاكة احليل ربع العرش‪ ،‬أي‪ )%2.5( :‬وـهذه ال ترض‬
‫اإلنسان‪ ،‬إن اكنت واجبة يف دين اهلل فقد أدى ما عليه وأبرأ ذمته‪ ،‬وإن لم تكن‬
‫واجبة فيه تطوع‪« :‬ولك امرئ ِف ظل صدقته يوم القيامة» واهلل يلتمنني لك واحد منا‬
‫بعد املوت أنه تصدق بدرـهم واحد؛ ألن لك األموات يتمنون أن يف حسناتهم زيادة‬
‫حسنة واحدة‪ ،‬والصدقة من أفضل األعمال» اللقاء الشهري ‪.‬‬
‫‪32‬‬

‫ج‪ :16‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬ال يلزمه الزاكة عنها‪ ،‬لكن إذا ساعدـها بذلك‬
‫ورضيت فال بأس‪ ،‬وإال فالزاكة عليها حلليها؛ ألن األحاديث الواردة يف ذلك تدل ىلع‬
‫أن الزاكة عليها ال ىلع زوجها» فتاوى ابن باز (‪.)242/14‬‬

‫ج‪ :17‬قال العثيمني ‪« :‬تبيع من ـهذا احليل وتزيك‪ ،‬وقد يقول بعض انلاس‪ :‬تبيع‬
‫من احليل وتزيك فإنه ال يميض سنوات إال وقد انتىه عليها وليس عندـها يشء؟‬
‫واجلواب ىلع ـهذا نقول‪ :‬إذا وصل إىل حد ينقص فيه عن انلصاب لم يكن عليها‬
‫ً‬
‫جراما» فتاوى‬ ‫زاكة‪ ،‬وحينئذ ال خيلص حليها‪ ،‬وسيبىق هلا حيل زنته أربعة وثمانون‬
‫العثيمني (‪.)310/18‬‬

‫ج‪ :18‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)266/9‬عليك إخراج زاكة ما دليك من حيل‬
‫اذلـهب حسب سعره يوم حال عليه احلول ووجبت فيه الزاكة‪ ،‬ال ىلع ثمنه يوم الرشاء»‪.‬‬
‫وما اختاره علماء اللجنة ادلائمة ـهو قول اجلمهور‪ ،‬بما فيهم األئمة األربعة‪ .‬كما يف‬
‫رسالة الزاكة يف العقار (ص‪.)100 :‬‬
‫‪33‬‬ ‫ابلاب اثلاين‪ :‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‬

‫ج‪ :19‬قال شيخنا الواديع ‪« :‬عليها أن تزيك ىلع السنوات املاضية؛ ألنه حق‬
‫للفقراء‪ ،‬وإذا اكن خيتلف سعر اذلـهب كما ـهو الواقع فيقدر لك سنة بسعرـها‪ ،‬حبسب‬
‫اجتهاد من هل معرفة بهذا‪ ،‬واهلل املستعان» من فقه الواديع (‪.)16-15/2‬‬

‫ج‪ :20‬قال الشيخ األبلاين ‪« :‬من احتال ـهذه احليلة ‪ -‬اليت يسميها بعضهم حيلة‬
‫رشعية ‪ -‬فإين أرى أن يؤخذ منه الزاكة وشطر ماهل ىلع حديث بهز بن حكيم؛ فإن‬
‫املحتال أوىل بهذا اجلزاء من املمتنع دون حيلة‪ ،‬فتأمل» تمام املنة (ص‪.)359 :‬‬

‫ج‪ :21‬قال انلووي ‪« :‬مذـهبنا أنه ال زاكة يف املغشوش من ذـهب وال فضة حىت‬
‫ُ‬
‫خالصه نصابا‪ )1( ،‬وبه قال مجهور العلماء» املجموع (‪.)19/6‬‬ ‫يبلغ‬

‫(‪ )1‬واذلـهب اخلالص ـهو عيار (‪ )24‬وإذا أردت معرفة قدر اخلالص من غريه فترضب ‪ 24‬يف ‪85‬‬
‫ثم تقسمه ىلع العيار وانلاتج ـهو نصابه‪ .‬مثال ‪ 24‬يف ‪ 85‬يساوي ‪ 2040‬فيكون نصاب عيار ‪:22‬‬
‫(‪92.7‬جم) ونصاب عيار ‪ )97.14( :21‬ونصاب عيار ‪ )113.33( :18‬انتىه من تسهيل االنتفاع ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫وقال ابن دقيق العيد ‪« :‬ادلرـهم ينطلق ىلع اخلالص حقيقة‪ ،‬فإن اكن مغشوشا‬
‫ال جتب الزاكة حىت يبلغ من اخلالص مائيت درـهم» إحاكم األحاكم (ص‪.)257 :‬‬
‫وقال الشواكين ‪« :‬غش اذلـهب والفضة بما ليس بذـهب وال فضة ال تتعلق به‬
‫الزاكة وال جيب فيها‪ ،‬فيسقط قدر الغش ويزيك اخلالص من اذلـهب والفضة» السيل‬
‫اجلرار (ص‪.)234 :‬‬

‫ج‪ :22‬أفىت علماء اللجنة ادلائمة وـهيئة كبار العلماء أن األوراق انلقدية نقد مستقل‬
‫قائم بذاته‪ ،‬جيري عليه ما جيري ىلع اذلـهب والفضة من زاكة وغريـها من األحاكم‪.‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬الصحيح أن فيها زاكة؛ ألنها عبارة عن أسانيد نقدية‪،‬‬
‫وال يتأىت للناس يف ـهذا الزمن أن يتعاملوا بأوراق ليس (هلا) رصيد‪ ،‬واذلي يظهر أنهم‬
‫يضعون ذـهبا» من فقه اإلمام الواديع (‪.)13/2‬‬
‫وقال الشيخ عطية سالم ‪« :‬مهما يكن من نظريات يف ماـهيتها‪ ،‬فإنها باتفاق‬
‫َْ ْ‬
‫اجلميع تعترب ماال‪ ،‬ويه داخلة يف عموم قوهل تعاىل‪َ { :‬و ِِف أم َوال ِِهم} ألنها أصبحت‬
‫(‪)1‬‬
‫ثمن املبيعات وعوض السلع» تتمة أضواء ابليان (‪.)293-292/8‬‬

‫ً‬
‫(‪ )1‬سبق إىل ـهذا اتلقعيد شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ‬بقوهل‪« :‬إذا صارت الفلوس أثمانا‪ ،‬وصار‬
‫فيها املعىن‪ ،‬فال يباع ثمن بثمن إىل أجل» جمموع الفتاوى (‪.)472/29‬‬
‫وأكد أن اثلمنية غري حمصورة أو مقصورة ىلع اذلـهب والفضة‪ ،‬وأن املرجع يف ـهذا إىل ُ‬
‫العرف‬
‫واالصطالح فقال‪« :‬وأما ادلرـهم وادلينار فما يُعرف هل حد طبييع وال رشيع‪ ،‬بل مرجعه إىل العادة‬
‫ً‬
‫معيارا ملا يتعاملون‬ ‫واالصطالح‪ ،‬وذلك ألنه يف األصل ال يتعلق املقصود به‪ ،‬بل الغرض أن يكون‬
‫‪35‬‬ ‫ابلاب اثلاين‪ :‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‬

‫ج‪ :23‬قال الشنقيطي ‪« :‬يرتتب عليه باطل خطري‪ ،‬وـهو تعطيل ركن الزاكة‪،‬‬
‫وحرمان املسكني من حقه املعلوم يف أموال األغنياء‪ ،‬وما ترتب عليه باطل فهو باطل»‬
‫أضواء ابليان (‪.)293/8‬‬

‫ج‪ :24‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)399/13‬إذا بلغت قيمتها أدىن انلصابني من ذـهب‬
‫أو فضة‪ ،‬أو اكنت تكمل انلصاب مع غريـها من األثمان والعروض املعدة للتجارة‪،‬‬
‫إذا اكنت مملوكة ألـهل وجوبها»‪.‬‬

‫ج‪ :25‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)257/9‬مقدار نصاب الزاكة يكون باألحظ‬
‫للفقراء من أحد انلصابَني‪ ،‬وذلك نظرا إىل اختالف سعرـها باختالف األوقات‬
‫وابلالد»‪.‬‬
‫قلت‪ :‬األحظ للفقراء حايلا ـهو إخراج املال ىلع نصاب الفضة؛ فمن اكن عنده‬
‫عروض جتارة حال عليها احلول ويريد أن يعرف ـهل بلغت انلصاب أم ال‪ ،‬فلينظر‬

‫به» جمموع الفتاوى (‪.)251/19‬‬


‫‪36‬‬
‫ـهل يبلغ ثمنها قيمة (‪ )595‬جراما من الفضة؛ فإن بلغت ـهذه القيمة‪ ،‬أخرج زاكتها‬
‫ربع العرش‪ ،‬وباهلل اتلوفيق‪.‬‬
‫واتلقدير باألحظ للفقري ـهو مذـهب احلنابلة كما يف رشح منتىه اإلرادات‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪ )407/1‬واحلنفية كما يف بدائع الصنائع (‪.)850/2‬‬

‫ج‪ :26‬قال العثيمني ‪« :‬إذا َّ‬


‫تم احلول أحىص اإلنسان ما دليه وأخرج زاكته‪ ،‬إذا‬
‫اكن من عروض اتلجارة أو اكن من انلقد فإنه خيرج عنه ربع العرش‪ ،‬يعين اثنني‬
‫ونصف باملائة؛ فيقسم ما عنده ىلع أربعني‪ ،‬واحلاصل بالقسمة ـهو الواجب يف الزاكة»‬
‫فتاوى نور ىلع ادلرب ‪.‬‬

‫ج‪ :27‬قال ابن عبد الرب ‪ « :‬أمجعوا أن ال زاكة يف احليل إذا اكن جوـهرا أو ياقوتا‬
‫ال ذـهب فيه وال فضة‪ ،‬إال أن يكون للتجارة ‪ »...‬االستذاكر (‪.)157/9‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬ال زاكة فيها عند أحد من أـهل العلم» املغين (‪.)44/3‬‬

‫(‪ )1‬ويرى الشافعية أن السلع َّ‬


‫تقوم إذا حال احلول بما اشرتيت به؛ فإذا اشرتيت بذـهب قومت‬
‫باذلـهب‪ ،‬وإن اشرتيت بفضة قومت بالفضة؛ ألن نصاب َ‬
‫العرض مبين ىلع ما اشرتاه به‪ ،‬فيجب أن‬
‫جتب الزاكة فيه‪ .‬انظر‪ :‬املجموع (‪.)63/6‬‬
‫‪37‬‬ ‫ابلاب اثلاين‪ :‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‬
‫ٌّ‬
‫وقال ابن مفلح ‪« :‬ال زاكة يف اجلوـهر‪ ،‬واللؤلؤ؛ ألنه معد لالستعمال‪ ،‬كثياب‬
‫مجيعه ً‬
‫تبعا» الفروع‬ ‫ُ‬ ‫ابلذلة‪ ،‬ولو اكن يف حيل‪ ،‬إال أن يكون للتجارة‪ ،‬فَ َّ‬
‫يقوم‬
‫(‪.)161/4‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬ال زاكة فيما سوى اذلـهب والفضة من اجلواـهر‪ ،‬اكيلاقوت‬
‫واللؤلؤ واملرجان والصفر وسائر انلحاس والزجاج‪ ،‬وإن حسنت صنعتُها وكرثت‬
‫ُ‬
‫قيمتها‪ ،‬وبه قال مجاـهري العلماء من السلف وغريـهم» املجموع (‪.)6/6‬‬

‫ج‪ :28‬أن اذلـهب والفضة جتب فيهما الزاكة مطلقا إذا حال عليهما احلول وبلغا‬
‫انلصاب بمفردـهما أو بضمهما إىل عروض جتارة‪ ،‬أما غريـهما من اجلواـهر فال جتب‬
‫فيها الزاكة إال إذا نوى بها اتلجارة‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪38‬‬

‫ج‪ :1‬املعدن ـهو‪ :‬لك متودل من األرض ال من جنسها وال نبات مما هل قيمة‪ :‬كذـهب‬
‫وفضة وعقيق وصفر ورصاص وحديد وكحل وكربيت وزفت وملح وزئبق وقار ونفط‬
‫وحنو ذلك‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫وادليلل ىلع وجوب الزاكة فيه انلص واإلمجاع‪ ،‬أما انلص فقوهل تعاىل‪{ :‬يَا أ ُّي َها اَّل َ‬
‫ِين‬
‫َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ َ ِّ َ‬ ‫َُ َْ ُ‬
‫ات ما كسبتم ومِما أخرجنا لكم مِن األر ِض} قال القرطيب‬ ‫آمنوا أن ِفقوا مِن طيب ِ‬
‫‪« :‬يعين انلبات واملعادن والراكز» تفسري القرطيب (‪.)321/3‬‬
‫وأما اإلمجاع فقال انلووي ‪« :‬قال أصحابنا أمجعت األمة ىلع وجوب الزاكة يف‬
‫املعدن» املجموع (‪.)75/6‬‬

‫ج‪ :2‬قال العثيمني ‪« :‬العلماء يقولون‪ :‬إن اكن املعدن ذـهبًا أو فضة وجبت فيه‬
‫الزاكة بكل حال؛ وإن اكن غري ذـهب‪ ،‬وال فضة‪ ،‬اكنلحاس‪ ،‬والرصاص‪ ،‬وما أشبههما‬
‫ففيه الزاكة إن أعده للتجارة؛ ألن ـهذه املعادن ال جتب الزاكة فيها بعينها؛ إنما جتب‬
‫الزاكة فيها إذا نواـها للتجارة» تفسري العثيمني (‪.)344/3‬‬
‫اتلفصيل اذلي ذكره العالمة العثيمني ـهو مذـهب مالك يف رواية والشافيع يف قوهل‬
‫اثلاين‪ ،‬بينما يرى احلنابلة أن الزاكة جتب يف املعدن مطلقا سواء اكن ذـهبا وفضة أو‬
‫‪39‬‬ ‫ابلاب اثلالث‪ :‬زاكة املعدن والراكز‬
‫ْ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ين آمنوا أن ِفقوا مِن‬ ‫غري ذلك‪ ،‬وإن لم ينو به اتلجارة؛ لعموم قوهل تعاىل‪{ :‬يا أيها ِ‬
‫اَّل‬
‫َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َ ِّ َ‬
‫ات ما كسبتم ومِما أخرجنا لكم مِن األر ِض} راجع‪ :‬املغين (‪.)53/3‬‬ ‫طيب ِ‬
‫وـهذا لكه فيما يستخرجه حر مسلم من معدن يف موات أو يف أرض يملكها‪ ،‬كما يف‬
‫املهذب (‪ )298/1‬للشريازي‪.‬‬

‫ج‪ :3‬زاكته يه زاكة انلقدين ربع العرش‪ ،‬عند أمحد وعمر بن عبد العزيز والشافيع يف‬
‫قول‪ ،‬خالفا أليب حنيفة اذلي أوجب فيه اخلمس‪.‬‬
‫وـهذا لكه أيضا إذا بلغ املعدن انلصاب عند أمحد والشافيع‪ ،‬خالفا أليب حنيفة اذلي‬
‫أوجبه يف قليل املعدن وكثريه‪ .‬راجع املغين (‪ )54-53/3‬و جمموع الفتاوى‬
‫(‪.)18/25‬‬

‫ج‪ :4‬قال انلووي ‪ ‬عن اشرتاط احلول لزاكة املعدن‪« :‬املنصوص يف معظم كتب‬
‫الشافيع أنه ال يشرتط بل جيب يف احلال‪ ،‬وبه قال مالك وأبو حنيفة‪ ،‬وعمة العلماء‬
‫من السلف واخللف» املجموع (‪.)81/6‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬جتب الزاكة فيه حني يتناوهل ويكمل نصابه‪ ،‬وال يعترب هل‬
‫حول‪ ،‬وـهذا قول مالك‪ ،‬والشافيع‪ ،‬وأصحاب الرأي‪ ،‬وقال إسحاق وابن املنذر‪ :‬ال يشء‬
‫يف املعدن حىت حيول عليه احلول» املغين (‪.)55/3‬‬
‫‪40‬‬
‫قلت‪ :‬القول بأنه يشرتط لوجوب الزاكة يف املعدن حوالن احلول قول وجيه؛ لعدم ادليلل‬
‫املخرج هل عن اشرتاط احلول يف األموال‪ ،‬وأما قياسه ىلع الراكز فهو قياس مع الفارق‪،‬‬
‫قال ابن دقيق العيد ‪« :‬والفرق‪ :‬أن الراكز حيصل مجلة من غري كد وال تعب‬
‫وانلماء فيه متاكمل‪ ،‬وما تكامل فيه انلماء ال يعترب فيه احلول؛ فإن احلول مدة‬
‫شيئا فشيئًا فيشبه أرباح‬
‫مرضوبة تلحصيل انلماء‪ .‬وفائدة املعدن حتصل بكد وتعب ً‬

‫اتلجارة‪ ،‬فيعترب فيها احلول» إحاكم األحاكم (ص‪.)260 :‬‬

‫ج‪ :6‬قال ابن قدامة ‪« :‬الراكز اذلي يتعلق به وجوب اخلمس ما اكن من دفن‬
‫ُ ُ‬
‫وصلبهم‪،‬‬ ‫اجلاـهلية‪ ،‬ويعترب ذلك بأن ترى عليه عالماتهم‪ ،‬كأسماء ملوكهم وصورـهم‪،‬‬
‫وحنو ذلك» املغين (‪.)48/3‬‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬ليس لك مدفون يكون راكزا‪ ،‬بل لك ما اكن من دفن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اجلاـهلية‪ ،‬ومعىن اجلاـهلية‪ :‬ما قبل اإلسالم‪ ،‬وذلك بأن جند يف األرض كزنا مدفونا‪،‬‬
‫ً‬
‫فإذا استخرجناه ووجدنا عالمات اجلاـهلية فيه‪ ،‬مثل أن يكون نقودا قد علم أنها‬
‫قبل اإلسالم‪ ،‬أو يكون عليها تاريخ قبل اإلسالم‪ ،‬أو ما أشبه ذلك» الرشح املمتع‬
‫(‪.)88/6‬‬
‫‪41‬‬ ‫ابلاب اثلالث‪ :‬زاكة املعدن والراكز‬

‫ج‪ :7‬قال الشنقيطي ‪« :‬فيه اخلمس بال نزاع؛ لقوهل ‪« :‬وِف الراكز‬
‫اخلمس» أخرجه الشيخان‪ ،‬وأصحاب السنن‪ ،‬واإلمام أمحد‪ ،‬من حديث أيب ـهريرة‬
‫‪ »‬أضواء ابليان (‪.)144/2‬‬

‫ج‪ :8‬قال انلووي ‪« :‬وأما احلول فال يشرتط فيه بال خالف‪ ،‬ونقل املاوردي فيه‬
‫اإلمجاع» املجموع (‪.)99/6‬‬
‫وكذلك ال يشرتط فيه بلوغ انلصاب‪ ،‬عند مجهور العلماء؛ لعموم قوهل‪:‬‬
‫«وِف الراكز اخلمس»‪ .‬قال األبلاين ‪« :‬والظاـهر من إطالق احلديث‪« :‬وِف الراكز‬
‫اخلمس» عدم اشرتاط انلصاب‪ ،‬وـهو مذـهب اجلمهور واختاره ابن املنذر والصنعاين‬
‫(‪)1‬‬
‫تمام املنة (ص‪.)377 :‬‬ ‫والشواكين وغريـهم»‬

‫ج‪ :9‬يفرتقان يف أن املعدن فيه ربع العرش إذا بلغ انلصاب‪ ،‬وحال عليه احلول‪ ،‬خبالف‬
‫الراكز ففيه اخلمس‪ ،‬وال يشرتط فيه احلول وال بلوغ انلصاب عند اجلمهور؛ ملا يف‬

‫(‪ )1‬قال أبو زرعة العرايق ‪« :‬وقال الشافيع يف اجلديد‪ :‬يعترب فيه انلصاب‪ ،‬فال جتب الزاكة‬
‫فيما دونه‪ ،‬إال إذا اكن يف ملكه ما يكمله من جنس انلقد املوجود‪ ،‬قال ابن املنذر‪ :‬القول األول‬
‫ُّ‬
‫أوىل بظاـهر احلديث‪ ،‬وبه قال ُجل أـهل العلم» طرح اتلرثيب (‪.)23/4‬‬
‫‪42‬‬
‫قال‪« :‬العجماء جرحها جبار‪ ،‬وابلرئ‬ ‫الصحيحني عن أيب ـهريرة ‪ ‬أن انليب‬
‫ُ‬
‫جبار‪ ،‬واملعدن جبار‪ ،‬وِف الراكز اخلمس»‪.‬‬
‫قال القرطيب ‪« :‬فلما قال‪« :‬وِف الراكز اخلمس» ُعلم أن حكم الراكز غري‬
‫حكم املعدن فيما يؤخذ منه‪ ،‬واهلل أعلم» تفسري القرطيب (‪.)322/3‬‬
‫وقال الشيخ األبلاين ‪« :‬الظاـهر من إطالق احلديث‪« :‬وِف الراكز اخلمس» عدم‬
‫اشرتاط انلصاب‪ ،‬وـهو مذـهب اجلمهور‪ ،‬واختاره ابن املنذر والصنعاين والشواكين‬
‫وغريـهم» تمام املنة (‪.)322/3‬‬

‫ج‪ :10‬قال ابن قدامة ‪« :‬املعدن مفارق للراكز من حيث إن الراكز مال اكفر أخذ‬
‫ً‬
‫يف اإلسالم فأشبه الغنيمة‪ ،‬وـهذا ‪-‬يعين املعدن‪ -‬وجب مواساة وشكرا نلعمة الغىن؛‬
‫فاعترب هل انلصاب كسائر الزكوات‪ ،‬وإنما لم يعترب هل احلول حلصوهل دفعه واحدة‪،‬‬
‫فأشبه الزروع واثلمار» املغين (‪.)54/3‬‬

‫ج‪ :11‬قال الشيخ األبلاين ‪« :‬فيه قوالن مشهوران‪ :‬أحدـهما‪ :‬أن مرصفه مرصف‬
‫الزاكة واآلخر‪ :‬مرصفه مرصف اليفء‪ .‬وليس يف السنة ما يشهد رصاحة ألحد القولني‬
‫ىلع اآلخر‪ ،‬وذللك اخرتت أن مرصفه يرجع إىل رأي إمام املسلمني يضعه حيثما‬
‫تقتضيه مصلحة ادلولة‪ ،‬وـهو اذلي اختاره أبو عبيد يف األموال‪ ،‬وكأن ـهذا ـهو مذـهب‬
‫‪43‬‬ ‫ابلاب اثلالث‪ :‬زاكة املعدن والراكز‬

‫احلنابلة حيث قالوا يف مرصف الراكز‪ :‬يرصف مرصف اليفء املطلق للمصالح لكها»‬
‫تمام املنة (ص‪.)378-377 :‬‬

‫ج‪ :12‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬أما ما اكن من رضب اإلسالم فحكمه عندـهم‬
‫حكم اللقطة ألنه ملك مسلم ال خالف بينهم يف ذلك»‪ .‬اتلمهيد (‪.)31/7‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬إن اكن عليه عالمات اإلسالم وحنو ذلك فهو لقطة؛ ألنه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ملك مسلم لم يُعلم زواهل عنه‪ ،‬وـهذا قول مالك‪ ،‬والشافيع‪ ،‬وأمحد‪ ،‬وإن اكن ىلع بعضه‬
‫عالمات الكفر‪ ،‬وىلع بعضه عالمات اإلسالم فكذلك‪ ،‬نص عليه أمحد يف رواية‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ابن منصور؛ ألن الظاـهر أنه صار إىل مسلم‪ ،‬ولم يُعلم زواهل عن ملك املسلمني‪ ،‬فأشبه‬
‫ما ىلع مجيعه عالمات املسلمني» املغين (‪.)49-48/3‬‬

‫ج‪ :13‬قال العثيمني ‪« :‬ـهذا العمل ليس جبائز فإن ـهذه الطالسم اليت حيرضون‬
‫بها اجلن ويستخدمونهم بها ال ختلو من رشك يف الغالب والرشك أمره خطري قال اهلل‬
‫َ ْ‬ ‫َّ ُ َ ْ ُ ْ ْ َّ َ َ ْ َ َّ َ َّ ُ َ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َّ ُ َ َ َّ‬
‫ِّشك بِاَّللِ فقد حرم اَّلل علي ِه اجلنة ومأواه انلار وما ل ِلظال ِ ِمني مِن‬
‫َ‪-‬تعاىل‪{ :‬إِنه من ي ِ‬
‫ْ َ‬
‫ار} واذلي يذـهب يغريهم بأنفسهم وأنهم ىلع حق‪ ،‬ويغرـهم بما يعطيهم من‬ ‫أنص ٍ‬
‫األموال‪ ،‬فالواجب مقاطعة ـهؤالء‪ ،‬وأن يدع اإلنسان اذلـهاب إيلهم‪ ،‬وأن حيذر إخوانه‬
‫‪44‬‬
‫املسلمني من اذلـهاب إيلهم‪ ،‬والغالب يف أمثال ـهؤالء أنهم حيتالون ىلع انلاس ويبزتون‬
‫رصا ثم إن وافق القدر أخذوا ينرشونه بني انلاس‬ ‫أمواهلم بغري حق‪ ،‬ويقولون القول خت ً‬

‫ويقولون‪ :‬حنن قلنا وصار كذا وحنن قلنا وصار كذا‪ ،‬وإن لم يوافق ادعوا دعوى باطلة‬
‫أنها يه اليت منعت ـهذا اليشء» فتاوى العثيمني (‪.)293-292/1‬‬

‫ج‪ :141‬ذـهب احلنفية واملالكية والشافعية واحلنابلة يف رواية إىل أن الراكز املوجود يف‬
‫دار أو أرض مملوكة يكون لصاحب ادلار‪ ،‬ويف رواية أخرى عن أمحد أنه لواجده‪ ،‬قال‬
‫القايض‪ :‬ـهو الصحيح‪ ،‬وـهو قول أيب ثور‪ ،‬واستحسنه أبو يوسف‪ ،‬وذلك ألن الكزن ال‬
‫َّ‬
‫يملك بملك ادلار‪ ،‬فيكون ملن وجده‪ ،‬لكن إن ادعه املالك فالقول قوهل‪ ،‬وإن لم يدعه‬
‫فهو لواجده‪ .‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪.)107/23‬‬

‫ج‪ :15‬قال ابن حزم ‪« :‬من وجد كزنا ‪ ...‬فأربعة أمخاسه هل حالل‪ ،‬ويقسم‬
‫اخلمس حيث يقسم مخس الغنيمة‪ ،‬وال يعطى للسلطان من لك ذلك شيئا‪ ،‬إال إن اكن‬
‫إمام عدل فيعطيه اخلمس فقط» املحىل (‪.)324/7‬‬
‫‪45‬‬ ‫ابلاب اثلالث‪ :‬زاكة املعدن والراكز‬

‫ج‪ :16‬قال انلووي ‪« :‬قال الشافيع ‪ ‬يف املخترص‪ :‬وال يف حلية حبر‪ .‬قال‬
‫أصحابنا معناه‪ :‬لك ما يستخرج منه فال زاكة فيه‪ ،‬وبه قال مجاـهري العلماء من السلف‬
‫وغريـهم» املجموع (‪ )6/6‬ونسبه أيضا إىل اجلمهور شيخ اإلسالم كما يف جمموع‬
‫الفتاوى (‪.)19/25‬‬
‫‪46‬‬

‫ّ‬
‫ج‪ :1‬قال الشيخ األبلاين ‪« :‬ما دام املال يف َح ْو َزته‪ ،‬وحال عليه احلول فال بُد من‬
‫ّ‬ ‫إخراج الزاكة‪ ،‬ولو اكن عليه من َّ‬
‫ادلين ما يستغرق انلصاب لكه‪ ،‬فإذا اكن ينوي عدم‬
‫إخراج الزاكة؛ فعليه أن َ‬
‫ييف انلاس حقوقهم وديونهم» املوسوعة الفقهية (‪)29/3‬‬
‫للعوايشة‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬اذلي أرجحه‪ :‬أن الزاكة واجبة مطلقا‪ ،‬ولو اكن عليه دين‬
‫ينقص انلصاب‪ ،‬إال دينا وجب قبل حلول الزاكة فيجب أداؤه ثم يزيك ما بيق بعده‪،‬‬
‫وبذلك تربأ اذلمة‪ ،‬وحنن إذا قلنا بهذا القول حنث املدينني ىلع الوفاء‪.‬‬
‫فإذا قلنا ملن عليه مائة ألف دينًا‪ ،‬ودليه مائة ومخسون ألفا‪َّ ،‬‬
‫وادلين حال‪ :‬أد ادلين‪،‬‬
‫وإال أوجبنا عليك الزاكة بمائة األلف‪ ،‬فهنا يقول‪ :‬أؤدي ادلين‪ ،‬ألن ادلين لن أؤديه‬
‫مرتني‪ .‬وـهذا اذلي اخرتناه ـهو اختيار شيخنا عبد العزيز بن باز‪ .‬وـهو أبرأ لذلمة‪،‬‬
‫وأحوط‪ ،‬واحلمد هلل‪« :‬ما نقصت صدقة من مال» كما يقوهل املعصوم عليه الصالة‬
‫والسالم» الرشح املمتع (‪.)36-35/6‬‬
‫قلت‪ :‬املسألة فيها خالف كثري‪ ،‬وما اختاره األبلاين والعثيمني أحوط وأبرأ لذلمة‪،‬‬
‫وـهو قول ربيعة‪ ،‬ومحاد بن أيب سليمان‪ ،‬والشافيع يف اجلديد‪ ،‬وعليه فتوى اللجنة‬
‫ادلائمة والواديع‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫ابلاب الرابع‪ :‬أحاكم زاكة ادلين‬

‫ج‪ :2‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)191/9‬إذا اكن َ‬


‫المدين معرسا أو اكن مليئا لكنه‬
‫مماطل؛ فال جتب الزاكة ىلع ادلائن حىت يقبض دينه ويستقبل به حوال‪ .‬وأما إذا اكن‬
‫َ‬
‫المدين مليئا ويمكن استخالص ادلين منه‪ ،‬فالزاكة واجبة ىلع ادلائن»‪.‬‬
‫ً‬
‫وقال الشيخ األبلاين ‪« :‬إذا لم يستعمل املدين املال لسبب أو آخر وبيق مكنوزا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عنده حوال اكمال؛ فإنه جيب عليه وىلع صاحب املال إخراج الزاكة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫يل‪ ،‬وأما املدين؛ فألنه َ‬ ‫ّ‬
‫كزن ـهذا املال حوال اكمال»‬ ‫أما ادلائن‪ ،‬فاألمر واضح وج ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫املوسوعة الفقهية (‪ )142-141/3‬للعوايشة‪.‬‬

‫ج‪ :3‬قال أبو عبيد ‪« :‬اذلي أختاره من ـهذا األخذ باألحاديث العايلة اليت‬
‫ذكرناـها عن عمر‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وجابر‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬ثم قول اتلابعني بعد ذلك احلسن‪،‬‬
‫وإبراـهيم‪ ،‬وجابر بن زيد‪ ،‬وجماـهد‪ ،‬وميمون بن مهران أنه يزكيه يف لك عم مع ماهل‬
‫احلارض‪ ،‬إذا اكن ادلين ىلع األملياء املأمونني؛ ألن ـهذا حينئذ بمزنلة ما بيده ويف بيته»‬
‫األموال (‪.)531/1‬‬

‫(‪ )1‬وـهو اختيار شيخنا الواديع رمحه اهلل‪.‬‬


‫‪48‬‬
‫قلت‪ :‬وـهذا قول الشافيع وإسحاق كما يف املغين (‪ .)70/3‬واختاره الشيخ ابن باز‬
‫‪.‬‬

‫ج‪ :4‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬أقرب األقوال‪ :‬قول من ال يوجب فيه شيئًا‬
‫حبال‪ ،‬حىت حيول احلول‪ ،‬أو يوجب فيه زاكة واحدة عند القبض‪ ،‬فهذا القول هل وجه‪،‬‬
‫وـهذا وجه» جمموع الفتاوى (‪.)48/25‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)125/8‬إذا اكن ادلين ىلع معرس وال يدري صاحبه ـهل‬
‫حيصل عليه أو ال‪ ،‬فإنه ال جتب الزاكة فيه إال بعد قبضه‪ُ ،‬‬
‫وميض سنة عليه بعد قبضه‪،‬‬
‫أما إذا اكن ادلين ىلع ميلء حيصل صاحبه عليه إذا طلبه‪ ،‬فإنها جتب الزاكة فيه لكما‬
‫حال عليه احلول وـهو يف ذمة املدين»‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ما اختاره علماء اللجنة ادلائمة ـهو قول قتادة وإسحاق‪ ،‬وأيب ثور‪ ،‬وأـهل العراق‪،‬‬
‫وأحد القولني للشافيع ورواية عن أمحد‪.‬‬
‫ومن أـهل العلم من قال‪ :‬يزكيه إذا قبضه ملا مىض من السنني‪ ،‬ومنهم من قال يزكيه‬
‫إذا قبضه لعام واحد‪ ،‬وـهو قول األوزايع ومالك‪ ،‬ورجحه العثيمني‪ ،‬ولعله أعدل‬
‫األقوال يف ـهذه املسألة‪ ،‬وأبرؤـها لذلمة‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫ابلاب الرابع‪ :‬أحاكم زاكة ادلين‬

‫ً‬
‫ج‪ :5‬قال العثيمني ‪« :‬إذا ماطل الغين‪ ،‬فإن اكن ال يمكن مطابلته اكألب مثال‪،‬‬
‫واكلسلطان واألمري املتسلط وما أشبه ذلك‪ ،‬فهو اكملعرس ليس فيه زاكة إال سنة قبضه‪.‬‬
‫وأما إذا ماطل وـهو يمكن مطابلته تشكوه ىلع األمري ويسلمك‪ ،‬فهذا عليك الزاكة‬
‫فيه؛ ألن األمر باختيارك» فتاوى العثيمني (‪.)36-35/18‬‬

‫ً‬
‫مورسا‬ ‫ً‬
‫معرسا‪ ،‬أما إذا اكن‬ ‫ج‪ :6‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬ليس عليها زاكة إذا اكن‬
‫ّ‬
‫فإن عليها الزاكة‪ ،‬وأن تزيك املهر املؤجل؛ ألنها مىت طلبته فلها أخذه‪ ،‬وتأجيله برضاـها‪،‬‬
‫معرسا فال زاكة عليها» فتاوى نور ىلع‬‫ً‬ ‫ً‬
‫مورسا‪ ،‬أما إذا اكن‬ ‫فعليها ّ‬
‫الزاكة إذا اكن‬
‫ادلرب (‪.)45/15‬‬
‫ّ‬
‫أن ـهذا املهر َّ‬ ‫ّ‬
‫اكدلين‬ ‫وقال الشيخ األبلاين ‪« :‬إذا اكن يف ذمة الزوج؛ واكنت ترى‬
‫الح‪ ،‬أي‪ :‬يمكنها احلصول عليه مىت أرادت‪ ،‬أو حسب اتفاقها مع زوجها‪ ،‬فيجب‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫تعد ـهذا املهر َّ‬ ‫ّ‬
‫اكدلين امليت اذلي ال‬ ‫عليها إخراج الزاكة يف ـهذه احلالة‪ .‬أما إذا اكنت‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫يرجو صاحبه قبضه‪ ،‬فإنه ال جتب عليها الزاكة يف ـهذه احلالة» املوسوعة الفقهية‬
‫(‪ )44/3‬للعوايشة‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫ج‪ : 7‬ليس لك ذلك عند مجهور أـهل العلم‪ ،‬قال ابن قدامة ‪« :‬ال جيوز أن‬
‫حيتسب ادلين اذلي هل من الزاكة قبل قبضه‪ ،‬ألنه مأمور بأدائها وإيتائها‪ ،‬وـهذا إسقاط‪،‬‬
‫واهلل أعلم» املغين (‪.)487/2‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬لو اكن ىلع رجل معرس دين‪ ،‬فأراد أن جيعله عن زاكته وقال هل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ْ‬
‫جعلته عن زاكيت فوجهان‪ :‬أصحهما‪ ،‬ال جيزئه‪ ،‬وـهو مذـهب أمحد‪ ،‬وأيب حنيفة‪ ،‬ألن‬
‫ّ‬
‫الزاكة يف ذمته‪ ،‬فال يربأ إال بإقباضها» املجموع (‪.)210/6‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪« :‬ال جيوز ذلك؛ ألن الواجب إنظار املعرس حىت يسهل اهلل‬
‫َّ َ َ َ ُ‬ ‫ََ ُ‬
‫هل الوفاء‪ ،‬وألن الزاكة إيتاء وإعطاء‪ ،‬كما قال اهلل سبحانه‪{ :‬وأقِيموا الصَلة وآتوا‬
‫َّ َ َ‬
‫الزَكة} وإسقاط ادلين عن املعرس ليس إيتاء وال إعطاء‪ ،‬وإنما ـهو إبراء‪ ،‬وألنه يقصد‬
‫من ذلك وقاية املال ال مواساة الفقري» فتاوى ابن باز (‪.)281-280/14‬‬

‫ج‪ :8‬قال انلووي ‪« :‬إذا دفع الزاكة إيله برشط أن يردـها إيله عن دينه فال يصح‬
‫ادلفع وال تسقط الزاكة باالتفاق‪ ،‬وال يصح قضاء ادلين بذلك باالتفاق ‪-‬يعين اتفاق‬
‫الشافعية‪ -‬ولو نويا ذلك ولم يرشطاه جاز باالتفاق وأجزأه عن الزاكة‪ ،‬وإذا رده إيله عن‬
‫ادلين برئ منه‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫ابلاب الرابع‪ :‬أحاكم زاكة ادلين‬

‫قال ابلغوي‪ :‬ولو قال املدين ادفع إيل عن زاكتك حىت أقضيك دينك ففعل أجزأه عن‬
‫الزاكة وملكه القابض‪ ،‬وال يلزمه دفعه إيله عن دينه‪ ،‬فإن دفعه أجزأه» املجموع‬
‫(‪.)210/6‬‬
‫ونقل ابن قدامة الكما عن اإلمام أمحد ‪ ‬يف ـهذه املسألة ثم قال‪َ « :‬‬
‫فحصل من‬
‫ّ‬
‫حقه ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ ْ‬
‫ثم دفع ما‬ ‫ابتداء أو استوىف‬ ‫الكمه أن دفع الزاكة إىل الغريم جائز؛ سواء دفعها‬
‫ّ‬
‫استوفاه إيله‪ .‬إال أنه مىت قصد بادلفع إحياء ماهل أو استيفاء دينه لم جيُز؛ ألن الزاكة‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫حلق اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬فال جيوز ْ‬
‫رصفها إىل نفعه» املغين (‪.)487/2‬‬
‫‪52‬‬

‫ج‪ :1‬قال األزـهري ‪« :‬العروض مجع َع ْرض‪ ،‬بتسكني الراء‪ ،‬وـهو ما اكن من‬
‫صنوف املال من غري اذلـهب والفضة» الزاـهر (‪.)108/1‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬العروض إذا لك ما أعد للتجارة من أي نوع ومن أي صنف‬
‫اكن‪ .‬وـهو أعم أموال الزاكة وأشملها؛ إذ إنه يدخل يف العقارات‪ ،‬ويف األقمشة‪ ،‬ويف‬
‫األواين‪ ،‬ويف احليوان‪ ،‬ويف لك يشء» الرشح املمتع (‪.)138/6‬‬
‫وأما اتلجارة فيه‪ :‬تقليب املال لغرض الربح‪ ،‬أو مزاولة ابليع والرشاء‪.‬‬

‫ج‪ :2‬ثبت وجوب زاكة عروض اتلجارة بانلص وعمل الصحابة وإمجاع عمة أـهل العلم‪،‬‬
‫أما انلص فقال ابلخاري يف صحيحه (‪ :)115/2‬باب صدقة الكسب واتلجارة؛‬
‫ْ َ ِّ َ َ َ َ ْ ُ ْ َّ َ ْ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ات ما كسبتم َومِما أخ َرجنا لكم م َِن‬
‫لقوهل تعاىل‪{ :‬يا أيها اَّلِين آمنوا أن ِفقوا مِن طيب ِ‬
‫َْْ‬
‫األر ِض} قال ابن حجر يف فتح ابلاري (‪ :)307/3‬ـهكذا أورد ـهذه الرتمجة مقترصا‬
‫ىلع اآلية بغري حديث‪ .‬وكأنه أشار إىل ما رواه شعبة‪ ،‬عن احلكم‪ ،‬عن جماـهد يف ـهذه‬
‫‪53‬‬ ‫ابلاب اخلامس‪ :‬زاكة عروض اتلجارة‬
‫َ َ َ ُْْ‬ ‫ْ َ ِّ َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ات ما كسبتم} قال‪ :‬من اتلجارة احلالل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫وا‬‫ق‬ ‫اآلية‪{ :‬يا أيها اَّلِين آمنوا أن ِف‬
‫أخرجه الطربي‪ ،‬وابن أيب حاتم» (‪.)1‬‬
‫وقال املفرس الطربي ‪« :‬يعين جل ثناؤه‪ ،‬زكوا من طيب ما كسبتم بترصفكم‪،‬‬
‫إما بتجارة‪ ،‬أو صناعة»‪.‬‬
‫وأما عمل الصحابة فأخرج أبو عبيد يف األموال (‪ )1658‬بسند صحيح عن زياد‬
‫بن حدير‪ ،‬قال‪« :‬استعملين عمر ىلع العرش‪ ،‬فأمرين أن آخذ من جتار املسلمني ربع‬
‫( )‬
‫العرش» ‪2‬‬
‫وأخرج أمحد كما يف مسائل ودله (‪- )612‬واللفظ هل‪ -‬ومن طريقه ابليهيق (‪)147/4‬‬
‫وصححه‪ )3( ،‬عن ابن عمر ‪ ‬أنه قال‪« :‬ليس يف العروض زاكة‪ ،‬إال أن تكون‬
‫( )‬
‫للتجارة»‪4 .‬‬

‫(‪ )1‬قال الشنقيطي يف أضواء ابليان (‪« :)139/2‬وال شك أن ما ذكره جماـهد داخل يف عموم‬
‫اآلية»‪.‬‬
‫(‪ )2‬وأرصح منه ما أخرجه أبو عبيد أيضا يف األموال (‪ )1178‬عن عبد الرمحن بن عبد‬
‫القاري‪ ،‬قال‪« :‬كنت ىلع بيت املال زمن عمر بن اخلطاب‪ ،‬فاكن إذا خرج العطاء مجع أموال اتلجار‪،‬‬
‫ثم حسبها شاـهدـها واغئبها‪ ،‬ثم أخذ الزاكة من شاـهد املال ىلع الشاـهد والغائب» وصححه ابن حزم‬
‫إال أن يف سنده عنعنة ابن إسحاق‪.‬‬
‫وصحح ابن حزم أيضا يف املحىل (‪ )234/5‬أثر ابن عباس ‪ ‬أنه قال‪« :‬ال بأس بالرتبص‬
‫حىت يبيع‪ ،‬والزاكة واجبة فيه»‪.‬‬
‫(‪ )3‬وصححه انلووي يف املجموع (‪ )48/6‬واألبلاين‪.‬‬
‫(‪ )4‬وأخرج عبد الرزاق (‪ )97/4‬بإسناد صحيح عن ابن عمر ‪ ‬أنه قال‪« :‬ما اكن من مال‬
‫يف رقيق‪ ،‬أو يف دواب‪ ،‬أو بز‪ ،‬يدار تلجارة‪ :‬الزاكة لك عم»‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫قال الطحاوي ‪ ‬يف املخترص (‪« :)432/1‬روي عن عمر وابن عمر زاكة عروض‬
‫اتلجارة من غري خالف»‪.‬‬
‫وقال ابن عبد الرب ‪« :‬وممن رأى الزاكة يف اخليل والرقيق وسائر العروض لكها‬
‫إذا أريد بها اتلجارة عمر وابن عمر‪ ،‬وال خمالف هلما من الصحابة»‪ .‬اتلمهيد‬
‫(‪.)125/17‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪ ‬يف األضواء (‪« :)137/2‬فقد رأيت ثبوت أخذ الزاكة من‬
‫عروض اتلجارة عن عمر‪ ،‬ولم يعلم هل خمالف من الصحابة‪ ،‬وـهذا انلوع يسىم إمجاع‬
‫سكوتيا‪ ،‬وـهو حجة عند أكرث العلماء»‪.‬‬
‫وأما إمجاع عمة أـهل العلم فقال ابن املنذر ‪« :‬أمجعوا ىلع أن يف العروض اليت‬
‫تدار للتجارة الزاكة إذا حال عليها احلول» اإلمجاع (ص‪.)48 :‬‬
‫وقال أبو عبيد ‪« :‬أموال اتلجار عندنا‪ ،‬وعليه أمجع املسلمون‪ :‬أن الزاكة فرض‬
‫واجب فيها‪ .‬وأما القول اآلخر فليس من مذاـهب أـهل العلم عندنا» األموال (ص‪:‬‬
‫‪.)522‬‬
‫وقال ابلغوي ‪« :‬ذـهب عمة أـهل العلم إىل أن اتلجارة جتب الزاكة يف قيمتها إذا‬
‫اكنت نصابا عند تمام احلول‪ ،‬فيخرج منها ربع العرش‪ .‬وقال داود‪ :‬زاكة اتلجارة غري‬
‫واجبة‪ ،‬وـهو مسبوق باإلمجاع» رشح السنة (‪.)53/6‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬األئمة األربعة وسائر األمة ‪ -‬إال من شذ ‪-‬‬
‫متفقون ىلع وجوبها يف عرض اتلجارة» جمموع الفتاوى (‪.)45/25‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪« :‬عمة الصحابة‪ ،‬وفقهاء األمصار‪ ،‬ومنهم األئمة األربعة‪،‬‬
‫وأتباعهم‪ ،‬ىلع وجوب الزاكة يف عروض اتلجارة» العذب انلمري (‪.)473/5‬‬
‫‪55‬‬ ‫ابلاب اخلامس‪ :‬زاكة عروض اتلجارة‬

‫ج‪ :3‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)312/9‬إنما نىف ابن حزم وجوب الزاكة يف عروض‬
‫اتلجارة؛ ألنه ال يقول بتعليل األحاكم‪ ،‬والقول بعدم تعليل األحاكم‪ ،‬وأنها لم ت ُ َ‬
‫رشع‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حلكم قول باطل‪ ،‬والصحيح أنها معللة‪ ،‬وأنها نزلت حلكم‪ ،‬لكنها قد يعلمها العلماء‬
‫فيبنون عليها‪ ،‬ويتوسعون يف األحاكم‪ ،‬وقد ال يعلمها العلماء فيقفون عند انلص‪،‬‬
‫وـهذا ـهو مسلك األئمة األربعة‪ ،‬واألكرث من أـهل العلم»‪.‬‬

‫ج‪ :4‬يشرتط الفقهاء لوجوب الزاكة يف عروض اتلجارة رشوطا ويه‪:‬‬


‫األول‪ :‬تملك السلعة بنية اتلجارة‪ )1( ،‬وـهذا رشط حمل اتفاق بني الفقهاء‪ ،‬نص عليه‬
‫غري واحد منهم‪ .‬فإذا نوى عند تملكها أنها لالستعمال‪ ،‬أو لم ينو شيئا‪ ،‬فال زاكة فيها‬
‫مهما بقيت عنده‪.‬‬
‫قال ابن املنذر ‪« :‬ال جتب الزاكة يف العروض إال أن يشرتيها بنية اتلجارة»‬
‫اإلرشاف (‪ )177/1‬ونص عليه ابن قدامة يف املغين (‪ )251/4‬وابن امللقن يف‬
‫اإلعالم (‪.)54/5‬‬

‫(‪ )1‬قال املرداوي ‪« :‬معىن نية اتلجارة‪ :‬أن يقصد اتلكسب به باالعتياض عنه»‬
‫اإلنصاف (‪.)154/3‬‬
‫‪56‬‬
‫ونقل ابن رشد عليه االتفاق فقال ‪« :‬اتفقوا ىلع أن ال زاكة يف العروض اليت‬
‫لم يقصد بها اتلجارة» بداية املجتهد (‪.)15/2‬‬
‫اثلاين‪ :‬بلوغ انلصاب‪ ،‬ويكون تقويمه بأدىن انلصابني اذلي ـهو الفضة حايلا‪ ،‬فإذا‬
‫بلغت عروض اتلجارة قيمة نصاب الفضة اذلي ـهو (‪ )595‬جرام وجبت فيها الزاكة‬
‫برشوطها‪.‬‬
‫اثلالث‪ :‬حوالن احلول‪ ،‬ويكون انعقاده من حني بلوغها انلصاب‪ .‬قال انلووي‬
‫‪« :‬احلول معترب يف زاكة اتلجارة بال خالف» روضة الطابلني (‪.)267/2‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬وال نعلم خالفا يف اعتبار احلول» املغين (‪.)249/4‬‬
‫فتلخص نلا ثالثة رشوط ويه‪:‬‬
‫‪ .)1‬نية اتلجارة‪.‬‬
‫‪ .)2‬أن حيول عليها احلول من وقت بلوغها انلصاب‪.‬‬
‫( )‬
‫‪ .)3‬أن يبلغ ثمنها انلصاب‪1 .‬‬

‫(‪ )1‬ومنهم من يضيف رشطا رابعا وـهو‪ :‬أن يملك املال بعقد فيه عوض‪ ،‬اكبليع‪ ،‬واإلجارة‪،‬‬
‫وانلاكح‪ .‬قاهل صاحب املهذب قال املرداوي ‪« :‬ومال اتلجارة‪ :‬لك ما قصد االجتار فيه‬
‫عند اكتساب امللك بمعاوضة حمضة‪ .‬وتفصيل ـهذه القيود أن جمرد نية اتلجارة ال تصري املال مال‬
‫جتارة‪ ،‬فلو اكن هل عرض قنية ملكه برشاء أو غريه فجعله للتجارة‪ ،‬لم يرص ىلع الصحيح اذلي قطع‬
‫به اجلماـهري‪ ،‬وقال الكرابييس من أصحابنا‪ :‬يصري‪ .‬وأما إذا اقرتنت نية اتلجارة بالرشاء‪ ،‬فإن‬
‫املشرتى يصري مال جتارة‪ ،‬ويدخل يف احلول‪ ،‬سواء اشرتي بعرض أو نقد‪ ،‬أو دين حال‪ ،‬أو مؤجل»‬
‫روضة الطابلني (‪.)266/2‬‬
‫‪57‬‬ ‫ابلاب اخلامس‪ :‬زاكة عروض اتلجارة‬

‫ج‪ :5‬قال ابن ـهبرية ‪« :‬أمجعوا ىلع أن يف العروض إذا اكنت للتجارة اكئنة ما‬
‫اكنت إذا بلغت قيمتها نصابا من العروض واذلـهب ففيه ربع العرش» إمجاع األئمة‬
‫األربعة (‪.)253/1‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬ال خالف أن قدر زاكة اتلجارة ربع العرش اكنلقد» روضة‬
‫الطابلني (‪.)273/2‬‬

‫ج‪ :6‬قال ابن قدامة ‪« :‬ربح مال اتلجارة ونتاج السائمة‪ ،‬جيب ضمه إىل ما‬
‫عنده من أصله‪ ،‬فيعترب حوهل حبوهل‪ ،‬ال نعلم فيه خالفا» املغين (‪.)468/2‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)183/9‬نتاج السائمة وربح اتلجارة حوهلما حول‬
‫أصلهما إذا بلغ نصابًا‪ ،‬وإن لم يكن نصابًا فحوهل يبتدئ من حيت يتم نصابًا»‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬ربح اتلجارة ال يشرتط فيه تمام احلول‪ ،‬فلو اشرتى عقارا‬
‫بعرشة آالف ريال للتجارة‪ ،‬ثم بقيت قيمته ىلع ـهذا الوضع فلما تم أحد عرش شهرا‬

‫عقد فيه عوض‬


‫قلت‪ :‬وخرج بهذا القيد أيضا املال اذلي يدخل يف ملك الشخص قهرا من غري ٍ‬
‫اكإلرث‪ ،‬واذلي اختاره بعض أـهل العلم أنه لو حصل ىلع ـهذا املال ونوى به اتلجارة أنه جتب فيه‬
‫الزاكة إذا بلغ انلصاب وحال عليه احلول؛ لعموم قول انليب ‪« :‬إنما األعمال بانليات‪،‬‬
‫وإنما للك امرئ ما نوى»‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫ارتفعت قيمته حىت بلغت مخسة عرش ألفا؛ فإنه جيب عليه أن خيرج زاكة مخسة عرش‬
‫ألف ريال وإن لم يتم ىلع ـهذا الربح إال شهر واحد‪ ،‬وكذلك أيضا يف نتاج السائمة إذا‬
‫اكنت عنده سائمة وأنتجت إنتاجا يتغري به الفرض فإنه أيضا ال يشرتط هلا تمام‬
‫احلول» فتاوى نور ىلع ادلرب ‪.‬‬

‫ج‪ :7‬قال العثيمني ‪« :‬إذا اكن اتلاجر من أصحاب ابليع باجلملة فيعتربـها‬
‫باجلملة‪ ،‬وإذا اكن من أصحاب ابليع باإلفراد فيعتربـها باإلفراد» الرشح املمتع‬
‫(‪.)144/6‬‬

‫ج‪ :8‬قال ابن قدامة ‪« :‬عروض اتلجارة ُّ‬


‫تضم إىل لك واحد من اذلـهب والفضة‪،‬‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫ويكمل به نصابُه‪ ،‬ال نعلم فيه اختالفا‪ .‬قال اخلطايب‪ :‬ال أعلم عمتهم اختلفوا فيه‪،‬‬
‫بعض يف تكميل انلصاب؛‬ ‫ولو اكن هل ذـهب وفضة وعروض وجب ضم اجلميع إىل ٍ‬
‫َْ‬
‫ألن العرض مضموم إىل لك واحد منهما‪ ،‬فيجب ضمهما إيله‪ ،‬ومجع اثلالثة» املغين‬
‫(‪.)36/3‬‬
‫‪59‬‬ ‫ابلاب اخلامس‪ :‬زاكة عروض اتلجارة‬

‫وقال أيضا‪« :‬وال خالف بينهم أيضا يف أن العروض تضم إىل األثمان‪ ،‬وتضم األثمان‬
‫إيلها‪ ،‬إال أن الشافيع ال يضمها إال إىل جنس ما اشرتيت به؛ ألن نصابها معترب به»‬
‫املغين (‪.)32/3‬‬
‫ويف املوسوعة الفقهية (‪ « :)268/23‬أما العروض فتضم قيمتُها إىل اذلـهب أو الفضة‬
‫ُ‬
‫نصاب لك منهما‪ .‬قال ابن قدامة‪ :‬ال نعلم يف ذلك خالفا‪ .‬ويف ـهذا املعىن‬ ‫وي َّ‬
‫كمل بها‬ ‫ُ‬

‫العملة انلقدية املتداولة»‪.‬‬


‫تنبيه مهم‪ :‬سبق معنا أنه ال يضم اذلـهب إىل الفضة إذا لم يبلغا أو أحدـهما انلصاب‪،‬‬
‫وـهذا إذا لم يكن معهما عروض جتارة‪ .‬أما لو اكن مع اذلـهب والفضة عروض جتارة‬
‫فيضمان إيلها بغري خالف كما نقله ابن قدامة‪ .‬ومن باب أوىل إذا اكنا ـهما عروض‬
‫جتارة‪ ،‬فيضم أحدـهما إىل اآلخر‪.‬‬

‫ج‪ :9‬قال ابلغوي ‪« :‬حول عروض اتلجارة ال ينقطع باملبادلة؛ ألن زاكة اتلجارة‬
‫جتب يف القيمة‪ ،‬والقيمة باقية يف ملكه وقت املبادلة؛ ألن ملكه ال يزول عن أحدـهما‬
‫إال ويملك اآلخر» الزاكة (ص‪.)195 :‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬إذا اشرتى عرضا للتجارة بنصاب من األثمان‪ ،‬أو باع‬
‫عرضا بنصاب‪ ،‬لم ينقطع احلول؛ ألن الزاكة جتب يف قيمة العروض‪ ،‬ال يف نفسها‪،‬‬
‫والقيمة يه األثمان‪ ،‬فاكنا جنسا واحدا» املغين (‪.)504/2‬‬
‫‪60‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬ال ينقطع احلول إذا أبدل عروض اتلجارة بذـهب أو فضة‪،‬‬
‫وكذلك إذا أبدل ذـهبا أو فضة بعروض جتارة؛ ألن العروض جتب الزاكة يف قيمتها ال يف‬
‫عينها‪ ،‬فكأنه أبدل دراـهم بدراـهم‪ ،‬فاذلـهب والفضة والعروض تعترب شيئا واحدا‪،‬‬
‫وكذا إذا أبدل ذـهبا بفضة إذا قصد بهما اتلجارة‪ ،‬فيكونان اكجلنس الواحد» الرشح‬
‫املمتع (‪.)40/6‬‬

‫ج‪ :10‬قال ابن قدامة ‪« :‬إذا باع نصابا للزاكة‪ ،‬مما يعترب فيه احلول جبنسه‪ ،‬اكإلبل‬
‫باإلبل‪ ،‬أو ابلقر بابلقر‪ ،‬أو الغنم بالغنم‪ ،‬أو اذلـهب باذلـهب‪ ،‬أو الفضة بالفضة‪ ،‬لم‬
‫ينقطع احلول‪ ،‬وبىن حول اثلاين ىلع حول األول‪ .‬وبهذا قال مالك‪ .‬وقال الشافيع‪ :‬ال‬
‫ينبين حول نصاب ىلع حول غريه حبال» املغين (‪.)503/2‬‬

‫ج‪ :11‬ذـهب مجهور العلماء إىل أنه ال جتب فيه الزاكة؛ ألن القنية يه األصل‪ ،‬واتلجارة‬
‫فرع عنها‪ ،‬فال ينرصف إىل الفرع بمجرد انلية‪ ،‬اكملقيم ينوي السفر‪.‬‬
‫قال ابن جزي ‪« :‬وال خيرج من القنية إىل اتلجارة بمجرد انلية‪ ،‬بل بالفعل‬
‫خالفا أليب ثور» القوانني الفقهية (ص‪.)70 :‬‬
‫‪61‬‬ ‫ابلاب اخلامس‪ :‬زاكة عروض اتلجارة‬

‫وذـهب بعض الشافعية‪ ،‬وبعض احلنابلة‪ ،‬إىل أنه يصري للتجارة وجتب فيه الزاكة‪،‬‬
‫ورجحه العثيمني ‪ ‬قائال‪« :‬لعموم قول انليب ‪« :‬إنما األعمال‬
‫بانليات‪ ،‬وإنما للك امرئ ما نوى»‪ ،‬وـهذا الرجل نوى اتلجارة‪ ،‬فتكون هلا» الرشح‬
‫املمتع (‪.)143/6‬‬

‫ج‪ :12‬قال ابن قدامة ‪« :‬ال خيتلف املذـهب يف أنه إذا نوى بعرض اتلجارة‬
‫القنية‪ ،‬أنه يصري للقنية‪ ،‬وتسقط الزاكة منه‪ .‬وبهذا قال الشافيع‪ ،‬وأصحاب الرأي(‪.)1‬‬
‫وقال مالك يف إحدى الروايتني عنه‪ :‬ال يسقط حكم اتلجارة بمجرد انلية ‪ ...‬ونلا‪،‬‬
‫أن القنية األصل‪ ،‬ويكيف يف الرد إىل األصل جمرد انلية‪ ،‬كما لو نوى باحليل اتلجارة‪،‬‬
‫أو نوى املسافر اإلقامة‪ ،‬وألن نية اتلجارة رشط لوجوب الزاكة يف العروض‪ ،‬فإذا نوى‬
‫رشط الوجوب» املغين (‪.)62/3‬‬‫القنية زالت نية اتلجارة‪ ،‬ففات ُ‬

‫َّ‬
‫ج‪ :13‬قال السيويط ‪« :‬ويف ابلحر واحلاوي‪ :‬املسلم فيه للتجارة ال جتب زاكته‬
‫قوال واحدا‪ ،‬فإذا قبضه استأنف احلول» األشباه وانلظائر (ص‪.)332 :‬‬

‫(‪ )1‬قال انلووي ‪« :‬لو قصد القنية بمال اتلجارة اذلي عنده فإنه يصري قنية باالتفاق‪ ،‬فلو‬
‫نوى بعد ذلك جعله للتجارة ال يؤثر حىت تقرتن انلية بتجارة جديدة» املجموع (‪.)49/6‬‬
‫‪62‬‬

‫ج‪ :14‬قال العثيمني ‪« :‬ما فيها زاكة؛ ألن انليب ‪ ‬قال‪« :‬ليس ىلع‬
‫ُ‬
‫املسلم ِف عبده‪ ،‬وال فرسه صدقة» فليس فيها زاكة‪ .‬وأجرتها إن تمت احلول عنده‬
‫يزكيها؛ وإن اكنت األجرة يرصفها ىلع السيارة وىلع أوالده فال زاكة فيها؛ ألن من رشط‬
‫الزاكة تمام احلول‪ ،‬وـهذا الرجل ال يبىق عنده املال إىل سنة‪ ،‬فهو يرصفه يف مصالح‬
‫السيارة‪ ،‬وكذلك يف أـهله فليس عليه زاكة» اللقاء الشهري ‪.‬‬

‫ج‪ :15‬القنية كما يف املوسوعة الفقهية (‪« :)68/34‬يه‪ :‬حبس املال لالنتفاع ال‬
‫للتجارة»‪.‬‬
‫ُّ َّ‬
‫الصناع‬ ‫وأما وجوب الزاكة فيها فقال ابلهويت ‪« :‬ال جتب الزاكة يف سائر آالت‬
‫للسكىن‬ ‫وأثاث ابليوت واألشجار وانلبات واألواين والعقار من ادلور واألرضني ُّ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ٌَ‬ ‫َْ َ ََ ُْ ْ‬
‫والكراء؛ حلديث رسول اهلل ‪« :‬ليس ىلع المسلِ ِم صدقة ِِف عب ِده ِ َوال ِِف‬
‫َ‬
‫ف َر ِس ِه» وألن األصل عدم الوجوب إال بديلل وال ديلل فيها» كشاف القناع‬
‫(‪.)285 ،193/2‬‬
‫وقال ابن عبد الرب ‪« :‬أجرى العلماء ‪-‬من الصحابة واتلابعني ومن بعدـهم من‬
‫َ‬
‫سائر العروض لكها ىلع اختالف أنواعها جمرى الفرس والعبد إذا اقتىن‬ ‫اخلالفني‪-‬‬
‫ذلك لغري اتلجارة» اتلمهيد (‪.)135/17‬‬
‫‪63‬‬ ‫ابلاب اخلامس‪ :‬زاكة عروض اتلجارة‬

‫وقال انلووي ‪« :‬قوهل ‪« :‬ليس ىلع املسلم ِف عبده وال فرسه‬


‫صدقة» (‪ )1‬ـهذا احلديث أصل يف أن أموال القنية ال زاكة فيها‪ ،‬وأنه ال زاكة يف اخليل‬
‫والرقيق إذا لم تكن للتجارة‪ ،‬وبهذا قال العلماء اكفة من السلف واخللف إال أن أبا‬
‫حنيفة وشيخه محاد بن أيب سليمان ونفرا أوجبوا يف اخليل إذا اكنت إناثا أو ذكورا‬
‫وإناثا يف لك فرس دينارا» رشح مسلم (‪.)55/7‬‬
‫ً‬
‫خالصا فال زاكة‬ ‫وقال ابن جزي ‪« :‬وتنقسم العروض إىل أربعة أقسام‪ ،‬للقنية‬
‫فيه إمجاع» القوانني الفقهية (ص‪.)70 :‬‬

‫ج‪ :16‬يستثىن من أموال القنية صنفان جتب فيهما الزاكة وـهما‪:‬‬


‫األول‪ :‬اذلـهب والفضة؛ فتجب الزاكة فيهما عند بلوغ انلصاب وحوالن احلول‪ ،‬ىلع‬
‫َّ‬
‫الراجح من أقوال أـهل العلم‪ ،‬ولو لم يكونا معدين للتجارة‪.‬‬
‫اثلاين‪ :‬من أكرث من رشاء القنية قبل حوالن احلول فرارا من الزاكة؛ فال تسقط عنه‬
‫الزاكة يف ـهذه احلال‪ ،‬بل يعاقب بنقيض قصده‪ ،‬عند كثري من أـهل العلم‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن رشيد‪« :‬أراد بذلك اجلنس يف الفرس والعبد ال الفرد الواحد‪ ،‬إذ ال خالف‬
‫يف ذلك يف العبد املترصف‪ ،‬والفرس املعد للركوب» فتح ابلاري (‪.)327/3‬‬
‫‪64‬‬

‫ج‪ : 17‬ذـهب مجهور العلماء إىل أنه جتب الزاكة يف لك ما حبوزة اتلاجر من السلع اليت‬
‫بلغت انلصاب وحال عليها احلول‪ ،‬سواء اكنت نافقة أو اكسدة‪.‬‬
‫ُ‬
‫وذـهب بعض فقهاء املالكية ونسب إىل اإلمام مالك ‪ ‬إىل أن الزاكة ال جتب يف‬
‫ُ‬
‫صاحبها عن سنة واحدة‪.‬‬ ‫السلع الاكسدة إال إذا بيعت‪ ،‬فزيكيها‬
‫قال العثيمني ‪« :‬وـهذا يف احلقيقة فيه تيسري ىلع األمة‪ ،‬وفيه موافقة للقواعد؛‬
‫ألن ـهذا الرجل يقول‪ :‬أنا ال أنتظر الزيادة‪ ،‬أنا أنتظر من يقول بع مين» الرشح املمتع‬
‫(‪.)29/6‬‬

‫ْ ً‬
‫عرضا من نفس العروض‬ ‫ج‪ :18‬اختلف العلماء يف زاكة العروض‪ ،‬ـهل جيوز إخراجها‬
‫أم ال بد أن تكون من القيمة؟ ىلع ثالثة أقوال‪ ،‬املنع مطلقا‪ ،‬واإلجياب مطلقا‪،‬‬
‫واتلخيري بني األمرين‪ ،‬وـهو قول للشافيع وأيب حنيفة كما يف املغين (‪)250/4‬‬
‫وابلخاري يف صحيحه (‪ )312/3‬مع الفتح‪ )1( ،‬واختاره شيخ اإلسالم عند احلاجة‪،‬‬
‫فقال بعد أن ذكر ـهذا القول‪« :‬وـهذا أعدل األقوال‪ ،‬فإن اكن آخذ الزاكة يريد أن يشرتي‬

‫(‪ )1‬قال ابن رشيد‪« :‬وافق ابلخاري يف ـهذه املسألة احلنفية مع كرثة خمالفته هلم‪ ،‬لكن‬
‫قاده إىل ذلك ادليلل» فتح ابلاري (‪.)312/3‬‬
‫‪65‬‬ ‫ابلاب اخلامس‪ :‬زاكة عروض اتلجارة‬

‫بها كسوة‪ ،‬فاشرتى رب املال بها كسوة وأعطاه فقد أحسن إيله» الفتاوى الكربى‬
‫(‪ )299/1‬وـهو ما اختاره السعدي كما يف املختارات اجللية (ص‪ )77 :‬والشيخ ابن‬
‫باز يف جمموع الفتاوى (‪ )253/14‬وشيخنا الواديع قائال‪« :‬ومن الزاكة ما جاء‬
‫ختصيصه كصدقة الفطر بصاع من كذا وكذا‪ ،‬فال جيوز»‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬ـهناك عروض جتارية ال يصلح إخراج أعيانها يف الزاكة لعدم حاجة الفقري إيلها؛‬
‫فالواجب ـهو إخراج زاكتها من قيمتها ال منها‪.‬‬

‫ج‪ :19‬املضاربة يه‪« :‬عقد رشكة يف الربح بمال من جانب رب املال‪ ،‬وعمل من جانب‬
‫املضارب» ادلر املختار (‪.)645/6‬‬
‫وقد نقل ابن املنذر وغريه اإلمجاع ىلع مرشوعيتها‪ .‬ويشرتط جلوازـها أـهلية‬
‫ً‬
‫معلوما‪ ،‬وأن يكون نصيب لك منهما من الربح‬ ‫املتعاقدين‪ ،‬وأن يكون رأس املال‬
‫ً‬
‫شائعا‪.‬‬ ‫معلوما‬
‫فإن بلغ مال املضاربة انلصاب وحال عليه احلول فيجب ىلع صاحبه أن يزيك عنه‬
‫أصال ورحبا ال إشاكل يف ذلك‪ ،‬ونقل بعضهم االتفاق ىلع ذلك‪.‬‬
‫‪66‬‬

‫ج‪ :20‬الصحيح أن زاكة ربح العامل تكون عليه؛ ألنه يملك نصيبه من الربح‪ ،‬لكن‬
‫ـهذه الزاكة ال تكون إال بعد استحقاقه نلصيبه‪ ،‬واستالمه هل‪ ،‬وبلوغه انلصاب‪،‬‬
‫وحوالن احلول عليه‪ .‬راجع‪ :‬نوازل الزاكة (ص‪ )232-231 :‬للغفييل‪.‬‬

‫ج‪ :21‬السهم ـهو‪ :‬احلصة اليت يقدمها الرشيك يف رشاكت املساـهمة‪ ،‬وـهو يمثل ً‬
‫جزءا‬
‫ً‬
‫معينا من رأس مال الرشكة‪.‬‬
‫وأما عن كيفية زاكتها فقال الشيخ ابن باز ‪« :‬إذا اكنت األسهم لالستثمار ال‬
‫للبيع فالواجب تزكية أرباحها من انلقود‪ ،‬إذا حال عليها احلول وبلغت انلصاب‪ .‬أما‬
‫إذا اكنت األسهم للبيع فإنها تزىك مع أرباحها لكما حال احلول ىلع األصل‪ ،‬حسب‬
‫قيمتها حني تمام احلول» فتاوى ابن باز (‪.)191/14‬‬
‫وقال العثيمني ‪ « :‬إن اكنت ادلولة حتيص ذلك وتأخذ زاكتها فإن اذلمة تربأ‬
‫بذلك‪ ،‬وإال وجبت الزاكة فيها ىلع انلحو اتلايل‪ :‬بأن يقومها لك عم بما تساوي‪ ،‬وخيرج‬
‫ربع العرش إن اكن قصد بها االجتار‪ ،‬أما إن قصد بها االستثمار فال زاكة عليه إال يف‬
‫مغلها إن اكن دراـهم وتم عليها احلول» فتاوى العثيمني (‪.)170-169/18‬‬
‫‪67‬‬ ‫ابلاب اخلامس‪ :‬زاكة عروض اتلجارة‬

‫ج‪ :22‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)354/9‬جتب الزاكة يف األسهم والسندات إذا اكنت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫معرسا‪،‬‬ ‫تمثل نقودا‪ ،‬أو عروضا للتجارة‪ ،‬برشط أن يكون َمن يف ذمته انلقود ليس‬
‫ً‬
‫وال مماطال»‪.‬‬

‫ج‪ :23‬جتب الزاكة ىلع املساـهم بعد بلوغ ماهل نصابا وحوالن احلول عليه‪ ،‬حيسب‬
‫نصيبه من الرشكة وما حتقق هل من ربح يف املحل اتلجاري‪ ،‬ويضمه إىل ما دليه من‬
‫أموال أخرى‪ ،‬وـهو ما صدر به قرار جممع الفقه اإلساليم‪ ،‬واستثىن من ذلك أربع‬
‫ّ‬
‫حاالت خترج الرشكة زاكة األسهم نيابة عن املساـهم ذكرـها بقوهل‪« :‬جتب زاكة األسهم‬
‫ىلع أصحابها‪ ،‬وخترجها الرشكة نيابة عنهم‪ :‬إذا نص يف نظامها األسايس ىلع ذلك‪ ،‬أو‬
‫صدر به قرار من اجلمعية العمومية‪ ،‬أو اكن قانون ادلولة يلزم الرشاكت بإخراج الزاكة‪،‬‬
‫أو حصل تفويض من صاحب األسهم إلخراج إدارة الرشكة زاكة أسهمه» قرار املجمع‬
‫الفقيه (‪ )4/3‬رقم (‪ )28‬نوازل الزاكة (ص‪.)188-187 :‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ج‪ :24‬جاء يف جممع الفقه اإلساليم (عدد ‪ ،4‬ج‪« :)882 – 881/1‬خترج إدارة‬
‫الرشكة زاكة األسهم كما خيرج الشخص الطبييع زاكة أمواهل‪ ،‬بمعىن أن تعترب مجيع‬
‫ً‬
‫أموال املساـهمني بمثابة أموال شخص واحد‪ ،‬وذلك أخذا بمبدأ اخللطة عند من عممه‬
‫‪68‬‬
‫من الفقهاء يف مجيع األموال‪ )1( ،‬ويطرح نصيب األسهم اليت ال جتب فيها الزاكة ومنها‪:‬‬
‫أسهم اخلزانة العامة‪ ،‬وأسهم الوقف اخلريي‪ ،‬وأسهم اجلهات اخلريية‪ ،‬وكذلك أسهم‬
‫غري املسلمني»‪.‬‬

‫ج‪ :25‬قال العثيمني ‪« :‬الزاكة ىلع األسهم وغريـها من عروض اتلجارة تكون‬
‫ىلع القيمة السوقية‪ ،‬فإذا اكنت حني الرشاء بألف ثم صارت بألفني عند وجوب الزاكة‬
‫فإنها تقدر بألفني؛ ألن العربة بقيمة اليشء عند وجوب الزاكة ال برشائه» فتاوى‬
‫العثيمني (‪.)197/18‬‬

‫ج‪ :26‬إذا باع املساـهم أسهمه يف أثناء احلول َّ‬


‫ضم ثمنها إىل ماهل‪ ،‬وزاكه معه عند ما‬
‫ييجء حول زاكته‪ .‬جممع الفقه اإلساليم (‪.)882-881/1‬‬

‫(‪ )1‬اذلين عمموا اخللطة من الفقهاء حىت يف انلقدين وعروض اتلجارة ـهم الشافعية يف اجلديد‬
‫كما يف روضة الطابلني (‪ )30/2‬للنووي ‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫ابلاب السادس‪ :‬زاكة األموال املدخرة واملستفادة والرواتب والوقف وما‬
‫أشبه ذلك‬

‫ج‪ :1‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬لك من استفاد ماال عينا‪ ،‬أو عرضا‪ ..‬أو غلة مسكن‬
‫فال زاكة يف ذلك حىت يقبض املستفيد ما استفاده منه‪ ،‬وحيول عليه احلول وـهو يف يده‬
‫كذلك» الاكيف (‪.)289/1‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪ « :‬إن استفاد ماال مما يعترب هل احلول‪ ،‬وال مال هل سواه‪ ،‬واكن‬
‫نصابا‪ ،‬أو اكن هل مال من جنسه ال يبلغ نصابا‪ ،‬فبلغ باملستفاد نصابا‪ ،‬انعقد عليه‬
‫تم حول وجبت الزاكة فيه» املغين (‪.)468-467/2‬‬ ‫حول الزاكة من حينئذ‪ ،‬فإذا َّ‬

‫ج‪ :2‬ينقسم املال املستفاد خالل احلول إىل ثالثة أقسام‪:‬‬


‫القسم األول ‪ :‬أن يكون املال املستفاد متودلا من املال األصيل اذلي بلغ انلصاب‪،‬‬
‫كنتاج السائمة وربح اتلجارة‪ ،‬فهذا حوهل حول أصله بال خالف‪ ،‬قال ابن قدامة‬
‫‪« :‬إن اكن عنده نصاب‪ ،‬واكن املستفاد من نمائه‪ ،‬كربح مال اتلجارة‪ ،‬ونتاج‬
‫السائمة‪ ،‬فهذا جيب ضمه إىل ما عنده من أصله‪ ،‬فيعترب حوهل حبوهل‪ ،‬ال نعلم فيه‬
‫خالفا» املغين (‪.)468/2‬‬
‫‪70‬‬
‫القسم اثلاين‪ :‬أن يكون املال املستفاد من غري جنس املال اذلي عنده‪ ،‬كأن يكون‬
‫ماهل ثمرا‪ ،‬فيستفيد إبال من إرث أو حنوه‪ ،‬فهذا كما قال ابن قدامة ‪« :‬هل حكم‬
‫نفسه‪ ،‬ال يضم إىل ما عنده يف حول وال نصاب‪ ،‬بل إن اكن نصابا استقبل به حوال‬
‫َّ‬
‫وزاكه‪ ،‬وإال فال يشء فيه‪ .‬وـهذا قول مجهور العلماء» املغين (‪.)468/2‬‬
‫القسم اثلالث‪ :‬أن يكون املال املستفاد من جنس املال اذلي عنده ‪-‬اذلي بلغ‬
‫انلصاب‪ -‬لكنه ليس مستفادا من نماء املال األول‪ ،‬كأن يكون عنده أربعون من‬
‫الغنم مىض عليها بعض احلول‪ ،‬فيشرتي أو يوـهب هل مائة أخرى‪ ،‬فهنا يستأنف للمال‬
‫املستفاد حوال‪ ،‬وال يزكيه مع حول املال األول‪ ،‬عند الشافعية واحلنابلة‪ )1( ،‬وقال‬
‫األحناف‪ :‬بل يضمه إىل املال األصيل ويزكيهما عند تمام حول األول‪ .‬راجع‪ :‬صحيح‬
‫فقه السنة (‪.)16-15/2‬‬

‫ج‪ :3‬قال ابن املنذر ‪« :‬ليس يف وجوب صدقة العسل خرب ثابت عن‬
‫انليب ‪ ،‬وال إمجاع‪ ،‬فال زاكة فيه» اإلرشاف (‪.)34/3‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬قال ابليهيق ‪ :‬لم يثبت يف زاكة العسل إسناد تقوم به‬
‫احلجة‪ ،‬واألصل عدم الوجوب‪ ،‬فال زاكة فيما لم يرد فيه حديث صحيح‪ ،‬أو اكن يف‬
‫معىن ما ورد به حديث صحيح» املجموع (‪.)413/5‬‬

‫(‪ )1‬واختاره شيخنا الواديع رمحه اهلل تعاىل‪ ،‬حيث أفىت فيمن عنده نصاب من اذلـهب وملك‬
‫نصابا آخر أن يستأنف للنصاب اآلخر حوال جديدا‪ .‬من فقه الواديع (‪.)16/2‬‬
‫‪71‬‬ ‫ابلاب السادس‪ :‬زاكة األموال املدخرة واملستفادة والرواتب والوقف وما‬
‫أشبه ذلك‬
‫الشنقيطي ‪« :‬قال ابلخاري وغري واحد من املحدثني‪ :‬إن زاكة العسل لم‬ ‫وقال‬
‫يثبت فيها حديث واحد قائم‪ ،‬ولم يصح فيها يشء عن انليب ‪ »‬العذب‬
‫انلمري (‪.)318-317/2‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪« :‬والعسل ليس مما ينضح وال يسىق وإنما ـهو من انلحل‪،‬‬
‫والراجح أنه ليس فيه زاكة إال إذا اكن للتجارة ففيه الزاكة‪ :‬زاكة عروض اتلجارة» الزاكة‬
‫يف اإلسالم (ص‪ )120 :‬للقحطاين‪ ،‬نقال عن الشيخ ابن باز‪.‬‬

‫ج‪ :4‬لك ما أوقف يف سبيل اهلل فال زاكة فيه؛ لقول الرسول ‪ ‬حينما أرسل‬
‫ُ‬
‫وخادل بن الويلد والعباس‪« :‬وأما‬ ‫عمر بن اخلطاب ‪ ‬ىلع الصدقة فمنع ُ‬
‫ابن مجيل‬
‫ً‬
‫خادلا‪ ،‬وقد احتبس أدراعه وأعتده ِف سبيل اهلل»‪ .‬متفق عليه‬ ‫خادل‪ ،‬فإنكم تظلمون‬
‫عن أيب ـهريرة ‪.‬‬
‫َ‬
‫وإنما جتب الزاكة ىلع املوقف عليه إذا بلغ ما حصل عليه من أموال الوقف نصابا‬
‫وحال عليه احلول‪ ،‬قال ابن مفلح ‪« :‬إذا وقف ىلع معتَق أرضا أو شجرا فحصل‬
‫هل من غلته نصاب وجبت الزاكة؛ ألن الزرع واثلمر ليس وقفا‪ ،‬بديلل بيعه» املبدع‬
‫يف رشح املقنع (‪ )297-296/2‬وباهلل اتلوفيق‪.‬‬

‫ج‪ :5‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬املال املدخر للزواج أو بلناء مسكن أو غري ذلك‬
‫جتب فيه الزاكة إذا بلغ انلصاب وحال عليه احلول‪ ،‬سواء اكن ذـهبا أو فضة أو عملة‬
‫‪72‬‬
‫ورقية؛ لعموم األدلة ادلالة ىلع وجوب الزاكة فيما بلغ نصابا وحال عليه احلول من غري‬
‫استثناء» فتاوى ابن باز (‪.)130/14‬‬

‫ج‪ :6‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬ليس عليه زاكة مطلقا؛ ألن أـهله قد أنفقوه يف سبيل‬
‫اهلل‪ ،‬وعليك املبادرة باتلنفيذ‪ ،‬واهلل املوفق» فتاوى ابن باز (‪.)71/14‬‬

‫َّ‬
‫ج‪ :7‬وقال العثيمني ‪« :‬ليس فيها زاكة؛ ألنها خرجت عن ُمالكها‪ ،‬وهلذا لو أراد‬
‫اإلنسان أن يسرتدـها ما أمكنه ذلك‪ ،‬ولو مات لم تورث عنه» لقاء ابلاب املفتوح ‪.‬‬

‫ج‪ :8‬قال انلووي ‪« :‬لو رـهن ماشية أو غريـها من أموال الزاكة وحال احلول‪،‬‬
‫فاملذـهب وبه قطع اجلمهور وجوب الزاكة؛ تلمام امللك» املجموع (‪.)343/5‬‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫زكويا‪ ،‬لكن‬ ‫وقال العثيمني ‪« :‬املال املرـهون جتب الزاكة فيه إذا اكن ماال‬
‫خيرجها الراـهن منها إذا وافق املرتهن‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬رجل رـهن ماشية من الغنم واملاشية‬
‫مال زكوي رـهنها عند إنسان‪ ،‬فالزاكة فيها واجبة البد منها؛ ألن الرـهن ال يسقط الزاكة‪،‬‬
‫وخيرج الزاكة منها‪ ،‬لكن بإذن املرتهن» فتاوى العثيمني (‪.)34/18‬‬
‫‪73‬‬ ‫ابلاب السادس‪ :‬زاكة األموال املدخرة واملستفادة والرواتب والوقف وما‬
‫أشبه ذلك‬

‫ج‪ :9‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)282/9‬يزيك ما حال عليه احلول من املتوفر دليه‬
‫إذا بلغ نصابا بنفسه أو بضمه إىل أية نقد أو عروض جتارة دليه جتب فيها الزاكة‪ ،‬وإذا‬
‫أخرج زاكة ما لم حيل عليه احلول من املتوفر دليه ناويا بذلك تعجيل زاكته فذلك‬
‫حسن إن شاء اهلل»‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬أحسن يشء يف ـهذا أنه إذا تم حول أول راتب استلمه فإنه‬
‫يؤدي زاكة ما عنده فما تم حوهل فقد أخرجت زاكته‪ ،‬وما لم يتم حوهل فقد عجلت زاكته‬
‫وتعجيل الزاكة ال يشء فيه‪ ،‬وـهذا أسهل عليه من كونه يرايع لك شهر ىلع حدة لكن‬
‫إن اكن ينفق راتب لك شهر قبل أن يأيت راتب الشهر اثلاين فال زاكة عليه ألن من‬
‫رشوط وجوب الزاكة يف املال أن يتم عليه احلول» فتاوى العثيمني (‪.)22/18‬‬
‫تتمة‪ :‬ـهذا فيمن اكن عنده مال غري الراتب قد بلغ انلصاب‪ ،‬أما من لم يكن كذلك‬
‫َّ‬
‫فال زاكة عليه إال إذا وفر من الراتب ماال وبلغ ـهذا املال انلصاب بمفرده أو بضمه إىل‬
‫ماهل اآلخر‪ ،‬فهنا يزكيه بالطريقة املذكورة ـهنا‪ ،‬وباهلل اتلوفيق‪.‬‬

‫ج‪ :10‬ودائع احلساب اجلاري يه‪ :‬املبالغ انلقدية اليت يودعها صاحبها دلى املرصف‬
‫أو ابلنك‪ ،‬ويلزتم األخري بدفعها لصاحبها مىت طابله بها‪ .‬إذا تبني ذلك فحكمها‬
‫حكم ادلين ىلع ميلء باذل‪ ،‬فإن بلغت انلصاب وحال عليها احلول وجبت فيها الزاكة‪،‬‬
‫‪74‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإال فال‪.‬‬

‫ج‪ : 11‬السندات يه‪ :‬قرض طويل األجل تتعهد الرشكة املقرتضة بموجبه أن تسدد‬
‫قيمته يف تواريخ حمددة‪ ،‬وبفائدة ثابتة‪ .‬نوازل الزاكة (ص‪ )199 :‬للغفييل‪.‬‬
‫والالكم يف زاكة السندات من جهتني‪:‬‬
‫ً‬
‫األوىل‪ :‬من جهة حكم أخذ الفائدة اثلابتة عليها‪ ،‬فيه حمرمة؛ لكونها قروضا ربوية‪.‬‬
‫كما يف فتاوى اللجنة ادلائمة (‪.)345 /13‬‬
‫اثلانية‪ :‬من جهة زاكتها‪ ،‬الصحيح أن الزاكة واجبة يف أصل السند فقط‪ ،‬وزاكتها كزاكة‬
‫انلقدين ربع العرش إذا بلغت انلصاب‪ ،‬أما الفوائد الربوية فال زاكة فيها‪ ،‬بل جيب‬
‫إنفاقها يف املصالح العامة بنية اتلخلص منها ال بنية الصدقة‪ .‬راجع نوازل الزاكة‬
‫(ص‪.)218-216 :‬‬

‫(‪ )1‬قال الغفييل يف نوازل الزاكة (ص‪« :)172-171 :‬فإن تعرس ضبط ـهذا لكرثة حركة املال‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫فإن املزيك يعني ً‬
‫يوما يف السنة ويزيك فيه املال املودع يف احلساب‬ ‫يف احلساب اجلاري ىلع مدى العام‪،‬‬
‫اجلاري‪ ،‬وال يؤثر ىلع ذلك زيادة املال بعد يوم الزاكة؛ ألنه سزيكيه بعد حول من الزاكة األوىل‪ ،‬فإن‬
‫بقيت الزيادة زاكـها‪ ،‬وإن نقص املال لم جتب زاكته لعدم حوالن احلول عليه»‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫ابلاب السادس‪ :‬زاكة األموال املدخرة واملستفادة والرواتب والوقف وما‬
‫أشبه ذلك‬

‫ج‪ :12‬ماكفأة نهاية اخلدمة يه‪ :‬عبارة عن حق مايل يفرضه ويل األمر ىلع أرباب‬
‫األموال للعمال‪ ،‬يستلمونه بعد انتهاء خدمتهم‪.‬‬
‫وأما عن كيفية زاكتها؛ فيف فتاوى اللجنة ادلائمة ‪« :‬ال زاكة عليك يف تلك املاكفأة‬
‫(‪)1‬‬ ‫ُّ‬
‫حىت تتسلمها‪ ،‬وحيول عليها احلول من تاريخ تسلمها»‬

‫(‪ )1‬وـهذا برشط بلوغها انلصاب بمفردـها أو بضمها إىل غريـها من نقود أو عروض جتارة‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ِين آمنوا أن ِفقوا‬
‫ج‪ :1‬عموم األدلة يف زاكة عروض اتلجارة‪ ،‬ومنها قوهل تعاىل‪{ :‬يا أيها اَّل‬
‫َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ َ ِّ َ‬
‫ات ما كسبتم ومِما أخرجنا لكم مِن األر ِض} (ابلقرة‪ .)267 :‬قال‬ ‫مِن طيب ِ‬
‫الطربي‪« :‬يعين جل ثناؤه‪ ،‬زكوا من طيب ما كسبتم بترصفكم‪ ،‬إما بتجارة‪،‬‬
‫أو صناعة»‪.‬‬
‫قال الشيخ ابن باز ‪« :‬ويدخل يف ذلك ‪-‬يعين عروض اتلجارة‪ -‬األرايض املعدة‬
‫للبيع‪ ،‬والعمائر‪ ،‬والسيارات‪ ،‬واملاكئن الرافعة للماء‪ ،‬وغري ذلك من أصناف السلع‬
‫املعدة للبيع» فتاوى ابن باز (‪.)234/14‬‬

‫ج‪ :2‬قال الشيخ بكر أبو زيد ‪« :‬املساـهمة اتلجارية يف العقار اليت يطلب بها‬
‫الربح أو تباع وتشرتى‪ ،‬فإن الزاكة جتب فيها ويف رحبها بعد ُميض احلول وبلوغها نصابًا‬
‫َْ‬
‫بنفسها أو بضمها إىل غريـها من ماهل الزكوي من نق ٍد أو عروض جتارة‪ .‬وأما املساـهمة‬
‫اثلابتة‪( :‬األسهم االستثمارية) اليت يقصد بيعها‪ ،‬فالزاكة يف غلتها من حني حصوهلا‬
‫إذا بلغت نصابا» فتوى جامعة يف العقار ‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫ج‪ :3‬قال العثيمني ‪« :‬ال زاكة عليه يف ـهذه العقارات؛ لقول انليب ‪:‬‬
‫«ليس ىلع املسلم ِف عبده وال فرسه صدقة» وإنما الزاكة يف أجرتها إذا تم عليها حول‬
‫من حني العقد» فتاوى العثيمني (‪.)209-208/18‬‬

‫ج‪ :4‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)94-93/8‬الزاكة جتب يف األرض املعدة للتجارة لك‬
‫َّ‬
‫سنة إذا حال عليها احلول‪ ،‬وبلغت قيمتها نصابا بنفسها‪ ،‬أو بضمها إىل غريـها مما يُزىك‬
‫من اذلـهب أو الفضة أو عروض اتلجارة»‪.‬‬
‫ُ‬
‫شرتط فيهما بلوغ انلصاب إذا ُض َّما إىل‬
‫تتمة‪ :‬سبق معنا أن اذلـهب والفضة ال ي ُ َ‬

‫عروض اتلجارة؛ فمثال رجل عنده عقار ال يبلغ انلصاب‪ ،‬ومخسون جراما من اذلـهب‬
‫لم يبلغ انلصاب‪ ،‬و‪ 200‬جرام من الفضة لم يبلغ انلصاب؛ فالواجب عليه يف ـهذه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫احلال أن يضم بعضها إىل بعض‪ ،‬فإن بلغت انلصاب بمجموعها‪ ،‬أخرج زاكتها ربع‬
‫العرش من قيمتها‪ ،‬عند تمام احلول‪.‬‬
‫‪78‬‬

‫ج‪ :5‬قال اإلمام الشواكين ‪« :‬ـهذه مسألة لم َّ‬


‫تطن ىلع آذان الزمن‪ ،‬وال سمع بها‬
‫أـهل القرن األول‪ ،‬اذلين ـهم خري القرون‪ ،‬وال القرن اذلي يليه‪ ،‬وإنما يه من احلوادث‬
‫ايلمنية‪ ،‬واملسائل اليت لم يسمع أـهل املذاـهب اإلسالمية‪ ،‬ىلع اختالف أقواهلم‪،‬‬
‫وتباعد أقطارـهم‪ ،‬وال توجد عليها آثار من علم‪ ،‬ال من كتاب وال سنة وال قياس‪،‬‬
‫وقد َّ‬
‫عرفناك أن أموال املسلمني معصومة بعصمة اإلسالم‪ ،‬ال حيل أخذـها إال حبقها‪،‬‬
‫وإال اكن ذلك من أكل أموال َّ‬
‫انلاس بابلاطل» السيل اجلرار (‪.)27/2‬‬

‫ج‪ :6‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)325/9‬األرايض املشرتاة للتجارة يه من مجلة‬
‫عروض اتلجارة‪ ،‬والقاعدة العامة يف الرشيعة اإلسالمية أن عروض اتلجارة تُ َّ‬
‫قو ُم عند‬
‫تمام احلول باثلمن اذلي تساويه‪ ،‬برصف انلظر عن اثلمن اذلي اشرتيت به‪ ،‬سواء اكن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫زائدا عن اثلمن اذلي تساويه وقت وجوب الزاكة أو أقل‪ ،‬وخت َرج زاكتها من قيمتها‪،‬‬
‫وم ُ‬
‫قدار الواجب فيها من الزاكة ربع العرش»‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫ج‪ :7‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)117/8‬يبدأ حول وجوب الزاكة يف األرض املذكورة‬
‫تم حول منذ نيتك بيعها فإنك تزكيها إن اكنت موجودة‪ ،‬وذلك‬ ‫منذ نويت بيعها‪ ،‬فإذ َّ‬

‫بتقويمها بما تساوي عند تمام احلول‪ ،‬وإخراج ربع عرش القيمة املقدرة»‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ما اختاره علماء اللجنة ادلائمة ـهو ما ذـهب إيله بعض الشافعية‪ ،‬وبعض‬
‫احلنابلة‪- ،‬أن املال املقتىن إذا نواه صاحبه للتجارة صار من عروض اتلجار‪،‬ة وجتب‬
‫فيه الزاكة إذا استوىف الرشوط‪-‬‬
‫ورجحه العثيمني ‪ ‬قائال‪« :‬لعموم قول انليب ‪« :‬إنما األعمال‬
‫بانليات‪ ،‬وإنما للك امرئ ما نوى»‪ ،‬وـهذا الرجل نوى اتلجارة‪ ،‬فتكون هلا» الرشح‬
‫املمتع (‪.)143/6‬‬
‫وذـهب مجهور العلماء إىل أنه ال جتب الزاكة يف املال املقتىن بمجرد نية اتلجارة‪.‬‬
‫قال ابن جزي ‪« :‬وال خيرج من القنية إىل اتلجارة بمجرد انلية‪ ،‬بل بالفعل‬
‫خالفا أليب ثور» القوانني الفقهية (ص‪.)70 :‬‬

‫ج‪ :8‬قال انلووي ‪« :‬إن اكن نصابا جعل ابتداء احلول من حني ملك انلصاب‬
‫من انلقد؛ ويبىن حول العرض اذلي اشرتاه عليه؛ ألن انلصاب ـهو اثلمن واكن ظاـهرا‪،‬‬
‫فصار يف ثمن السلعة اكمنا فبىن حوهل عليه» املهذب مع املجموع (‪.)54/6‬‬
‫‪80‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬اعلم أيخ السائل أن عروض اتلجارة ليس حوهلا أن تأيت‬
‫سنة بعد رشائها‪ ،‬بل إن حوهلا حول املال األصيل‪ ،‬ألنها عبارة عن دراـهم من رأس‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫مالك َّ‬
‫حو َتلها إىل عروض‪ ،‬فيكون حوهلا حول مالك األول‪ .‬واهلل املوفق» فتاوى‬
‫العثيمني (‪.)234/18‬‬

‫َّ‬
‫ج‪ :9‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)103/8‬العقار إذا أعد للبيع‪ ،‬أو اكن يف نية مالكه‬
‫قو ُم عند رأس لك حول‪،‬‬ ‫يبيعه إذا جاءه سعر مناسب؛ فإنه يُعتَرب عروض جتارة‪ ،‬يُ َّ‬
‫أن َ‬
‫َ‬
‫وخيرج زاكته ربع عرش قيمته احلارضة‪.‬‬
‫أما ما أخذ منه من أجرة فزيكيه إذا مىض عليه احلول من حني عقد اإلجيار‪ ،‬وكذلك‬
‫ثمن العقار إذا باعه يزكيه إذا حال عليه احلول‪ ،‬فيخرج زاكته ربع عرشه‪ ،‬سواء اكن‬
‫العقار هل أو اكن وصيا عليه»‪.‬‬
‫وقال الشيخ بكر أبو زيد ‪« :‬العقار اذلي جتب الزاكة يف أصله وغلته‪ :‬ـهو‬
‫َّ‬
‫العقار املؤجر ينويه للبيع‪ ،‬فيف رقبة امللك زاكة من تاريخ نية ابليع‪ ،‬ويف غلته زاكة من‬
‫تاريخ عقد اإلجيار» فتوى جامعة يف العقار ‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫ج‪ :10‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)115/8‬ـهذه األرض اليت اشرتيتها ويف نيتك أن‬
‫تبيعها إذا عزمت ىلع الزواج يه من عروض اتلجارة؛ لعزمك ىلع بيعها مىت تيرست‬
‫ُ‬
‫لك أمور الزواج‪ ،‬وىلع ذلك جيب عليك أن تقو َمها إذا تم هلا حول من رشائك هلا‬
‫ونيتك بيعها‪ ،‬فما بلغت وقت اتلقويم أخرج ربع عرش قيمتها احلارضة»‪.‬‬

‫ج‪ :11‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)105-104/8‬ال جتب الزاكة فيها أثناء ابلناء ولو‬
‫بيعها قبل إتمام ابلناء لعارض طرأ لك من‬ ‫استمر ابلناء سنتني أو أكرث‪ ،‬إال إذا نويت َ‬
‫حاجة وحنوـها‪ ،‬فإن الزاكة جتب فيها إذا تم هلا حول من حني نية بيعها ولم يتيرس َ‬
‫بيعها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فتُ َّ‬
‫قوم عند تمام احلول بقيمتها احلارضة‪ ،‬وخت َرج زاكتها ربع عرش قيمتها»‪.‬‬
‫وقالوا أيضا (‪« :)110-109/8‬ما دام يف حال اإلعداد وابلناء ىلع األرض املذكورة فإنها‬
‫ال جتب الزاكة حىت يستتم ابلناء وتصبح جاـهزة للبيع‪ ،‬وحينئذ جتب فيها الزاكة عن لك‬
‫سنة تمر عليها‪ ،‬ويه معروضة للبيع‪ ،‬فيقو َمها بما تساوي لك سنة‪ ،‬وخيرج ربع العرش‬
‫من قيمتها املقدرة»‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يرى بيت الزاكة الكوييت (ص‪ :)46 :‬أنه جتب الزاكة لك سنة يف ـهذه العقارات‬
‫باعتبارـها من عروض اتلجارة‪ ،‬سواء اكنت حتت اإلنشاء أم منتهية ابلناء‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫قال صاحب كتاب‪ :‬قضايا معارصة يف الزاكة (ص‪« :)105-104 :‬وـهذا مقتىض مذـهب‬
‫ُ ْ‬
‫احلنفية والشافعية واحلنابلة‪ ،‬واستدلوا ىلع ذلك بعموم قول احلق تبارك وتعاىل‪{ :‬خذ‬
‫ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ً ُ َ ِّ ُ ُ ْ َ ُ َ ِّ ْ َ‬
‫يهم بِها}»‬
‫مِن أموال ِِهم صدقة تطهرهم وتزك ِ‬
‫قلت‪ :‬وـهو ظاـهر ترجيح العالمة ابن عثيمني ‪ ‬معلال ذلك بقوهل‪« :‬ألنه اشرتاـها‬
‫ً‬
‫لريبح فيها‪ ،‬وال فرق بني أن ينوي بيعها قبل تعمريـها أو بعده‪ ،‬كمن اشرتى قماشا لريبح‬
‫فيه بعد خياطته ثيابًا» فتاوى العثيمني (‪.)227/18‬‬
‫وـهذا القول أحوط‪ ،‬وأبرأ لذلمة‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫عقارا هل فإن حول زاكة اثلمن‬ ‫ج‪ :12‬قال الشيخ بكر أبو زيد ‪« :‬إذا باع املالك‬
‫باعتبار حول أصله‪ ،‬فلو مىض ىلع العقار عرشة شهور من نيته للبيع‪ ،‬ثم باعه وبيق‬
‫ً‬
‫عقارا آخر بنية اتلجارة‪ ،‬فإنه يزكيه بعد ميض شهرين من‬ ‫اثلمن دليه‪ ،‬أو اشرتى به‬
‫ابليع» فتوى جامعة يف العقار ‪.‬‬

‫ج‪ :13‬قال العثيمني ‪« :‬ما دام نواـها للتجارة فإن حوهلا ينعقد من نيته‪ ،‬فإذا‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أتمت حوال من نيته وجب عليه إخراج زاكتها؛ فيقو َمها عند تمام احلول‪ ،‬ويؤدي ربع‬
‫‪83‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫عرش قيمتها؛ لقول انليب ‪« :‬إنما األعمال بانليات» فتاوى العثيمني‬


‫(‪.)231/18‬‬
‫قلت‪ :‬سبق اتلنبيه ىلع اخلالف يف ـهذه املسألة عند الالكم عن املسألة السابعة‪ ،‬وباهلل‬
‫اتلوفيق‪.‬‬

‫ج‪ :14‬ذـهب احلنفية‪ ،‬واملالكية يف قول‪ ،‬وـهو اذلي يظهر من قول الشافعية‪ ،‬واحلنابلة‪،‬‬
‫أنه ال زاكة عليه؛ ألن انلية لم تتمحض للتجارة‪ ،‬واألصل يف العروض القنية‪ ،‬فوجب‬
‫تغليب ـهذا اجلانب‪ ،‬إذ احلكم يتبع األغلب‪ .‬انتىه من رسالة‪ :‬الزاكة يف العقار‬
‫(ص‪ )57 :‬لالحم‪.‬‬
‫ناويا أنه إن وجد ً‬
‫رحبا باعه ال زاكة‬ ‫وقال احلصكيف ‪« :‬لو اشرتى شيئًا للقنية ً‬

‫عليه» ادلر املختار (‪.)274/2‬‬


‫وقال الشيخ بكر أبو زيد ‪« :‬من اكن هل عقار يؤجره‪ ،‬لكن لو حصل هل قيمة‬
‫يرضاـها باعه‪ ،‬فالزاكة يف األجرة دون قيمة العقار؛ ألنه ليس من ُع ُروض اتلجارة؛ لعدم‬
‫انلية اجلازمة للبيع» فتوى جامعة يف العقار ‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫ج‪ :15‬قال انلووي ‪« :‬لو قصد القنية بمال اتلجارة اذلي عنده فإنه يصري قنية‬
‫باالتفاق» املجموع (‪.)49/6‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬ال خيتلف املذـهب يف أنه إذا نوى بعرض اتلجارة القنية‪،‬‬
‫أنه يصري للقنية‪ ،‬وتسقط الزاكة منه‪ .‬وبهذا قال الشافيع‪ ،‬وأصحاب الرأي‪»... ،‬‬
‫املغين (‪.)62/3‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)121/8‬إذا غريت نيتك عن بيعها وأردت أن تبين عليها‬
‫سكنا فال زاكة فيها؛ ألنها ليست من عروض اتلجارة يف ـهذه احلالة»‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬لو أراد الربح وبعد ميض سنتني أو ثالث عدل عنها وأراد‬
‫أن تبىق هل؛ فإن الزاكة جتب عليه يف السنوات اليت اكن قد نواـها للربح‪ ،‬وتسقط عنه‬
‫من حني عدل عن ـهذه انلية» اللقاء الشهري ‪.‬‬

‫ج‪ :16‬ـهذا يعرف عند الفقهاء باملرتبص وعرفه شيخ اإلسالم بأنه‪ :‬اذلي يشرتي‬
‫َّ‬
‫اتلجارة وقت ُرخصها ويدخرـها إىل وقت ارتفاع السعر‪ .‬جمموع الفتاوى (‪.)45/25‬‬
‫واذلي عليه اجلمهور‪ ،‬وعليه فتوى اللجنة ادلائمة‪ ،‬أن الزاكة جتب عليه لك عم ما‬
‫دامت السلعة معروضة للبيع‪ ،‬ولو تأخرت عنده عدة سنني‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫بينما ذـهب مالك إىل أنه ال يزيك إال إذا باعه‪ ،‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪:‬‬
‫«وأما مالك فمذـهبه أن اتلجار ىلع قسمني‪ :‬مرتبص ومدير‪ .‬فاملرتبص‪ :‬وـهو اذلي‬
‫يشرتي السلع وينتظر بها األسواق فربما أقامت السلع عنده سنني‪ ،‬فهذا عنده ال زاكة‬
‫عليه إال أن يبيع السلعة فزيكيها لعام واحد‪ ،‬وحجته أن الزاكة رشعت يف األموال‬
‫انلامية فإذا زىك السلعة لك عم ‪ -‬وقد تكون اكسدة ‪ -‬نقصت عن رشائها فيترضر‪،‬‬
‫فإذا زكيت عند ابليع فإن اكنت رحبت فالربح اكن اكمنا فيها فيخرج زاكته‪ ،‬وال يزيك‬
‫حىت يبيع بنصاب ثم يزيك بعد ذلك ما يبيعه من كثري وقليل‪ .‬وأما املدير‪ :‬وـهو اذلي‬
‫يبيع السلع يف أثناء احلول فال يستقر بيده سلعة فهذا يزيك يف السنة اجلميع» جمموع‬
‫الفتاوى (‪.)16/25‬‬
‫وقال ابن جزي ‪« :‬وأما غري املدير وـهو اذلي يشرتي السلع وينتظر بها الغالء‬
‫فال زاكة عليه فيها حىت يبيعها‪ ،‬فإن باعها بعد حول أو أحوال زىك اثلمن لسنة واحدة‪،‬‬
‫وقال الشافيع وأبو حنيفة يزيك لك عم وإن لم يبع‪ ،‬وـهو عندـهما خمري بني إخراج الزاكة‬
‫من العروض أو قيمتها» القوانني الفقهية (ص‪.)70 :‬‬
‫واهلل أعلم بالصواب‪ ،‬وإيله املرجع واملآب‪.‬‬

‫ج‪ :17‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)103-102/8‬األرض املعروضة للبيع جتب فيها‬
‫الزاكة لكما تم عليها احلول؛ ألنها من عروض اتلجارة‪ ،‬وتقدر قيمتها بما تساوي ىلع‬
‫‪86‬‬
‫رأس السنة‪ ،‬وخيرج منها ربع العرش‪ ،‬سواء اكنت راجئة أو اكسدة؛ لعموم األدلة يف‬
‫وجوب الزاكة فيما أعد للبيع واتلجارة»‪.‬‬
‫ورجح العثيمني أن عليه زاكتها لك عم ثم قال‪« :‬ويمكن أن يقال يف ـهذه األرايض‬
‫اليت كسدت ولم جيد من يشرتيها ممكن أن يقال‪ :‬إنه ال يزكيها إال سنة واحدة سنة‬
‫ابليع‪ ،‬ولكن األحوط إذا باعها أن يزكيها للك ما مىض من السنوات» فتاوى‬
‫العثيمني (‪.)207-205/18‬‬
‫قلت‪ :‬ما ذكره العثيمني يف آخر جوابه بقوهل‪« :‬ممكن أن يقال إنه ال يزكيها إال سنة‬
‫واحدة سنة ابليع» ـهو قول املالكية يف مجيع عروض اتلجارة الاكسدة‪ ،‬واجلمهور ىلع‬
‫خالفه‪.‬‬

‫ج‪ :18‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)96/8‬إذا اكن ال جيد مبلغ الزاكة عند وجوبها؛‬
‫فإنه يبىق دينا يف ذمته حىت يستطيع تسديده»‪.‬‬
‫ً‬
‫مشرتيا‪ ،‬فيقدر‬ ‫وقال العثيمني ‪« :‬إن لم يكن عنده مال خيرج زاكتها وال جيد‬
‫ثمنها عند وجوب الزاكة‪ ،‬ويقيد زاكتها‪ ،‬ويف السنة اثلانية يقدر زاكة قيمتها‪ ،‬ثم اثلاثلة‬
‫َّ‬
‫كذلك‪ ،‬فإذا باعها يف أي وقت خيرج مجلة الزاكة اليت قدرـها» فتاوى العثيمني‬
‫(‪.)225/18‬‬
‫‪87‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫ج‪ :19‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)122/8‬ال زاكة فيها وقت الرتدد حىت جيزم‬
‫بإعدادـها للبيع‪ ،‬وإن نواـها لإلجيار فإنه ال زاكة يف أصلها‪ ،‬وإنما الزاكة يف األجرة إذا‬
‫بلغت نصابا وحال عليها احلول من حني العقد»‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪ « :‬إذا اكن عند اإلنسان عقار يستغله وال يدري ـهل يبقيه‬
‫للسكىن‪ ،‬أو لالستغالل‪ ،‬أو للتجارة‪ ،‬فإنه ال زاكة عليه فيه؛ ألن من رشط الزاكة يف‬
‫العقار أن يكون قد عزم ىلع أنه للتجارة‪ ،‬فأما إذا لم يعزم فال زاكة عليه فيه» فتاوى‬
‫العثيمني (‪.)240/18‬‬
‫وقال أيضا ‪ « :‬ما دام ليس عنده عزم أكيد ىلع أنها جتارة‪ ،‬فليس فيها زاكة؛‬
‫ً‬
‫ألنه مرتدد‪ ،‬ومع الرتدد لو واحدا يف املائة فال زاكة عليه» فتاوى العثيمني‬
‫(‪.)232/18‬‬

‫ً‬
‫ج‪« :20‬نظرا إىل أن رشاء األرض لم يكن بنية اتلجارة بها‪ ،‬إنما للبناء ىلع بعضها‬
‫بقيمة ابلعض اآلخر اذلي يراد بيعه يف املستقبل‪ ،‬فتعترب ـهذه من احلاجات األساسية‬
‫املعفو عن زاكتها‪ .‬واهلل أعلم» فتاوى قطاع اإلفتاء بالكويت (‪.)63/3‬‬
‫‪88‬‬

‫ج‪ :21‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬ليس عليك زاكة يف ـهذه األرض؛ ألن العروض إنما‬
‫جتب الزاكة يف قيمتها إذا أعدت للتجارة‪ ،‬واألرض والعقارات والسيارات والفرش‬
‫وحنوـها عروض ال جتب الزاكة يف عينها‪ ،‬فإن قصد بها املال أعين ادلراـهم حبيث تعد‬
‫ُ َّ‬
‫للبيع والرشاء واالجتار‪ ،‬وجبت الزاكة يف قيمتها‪ .‬وإن لم تعد كمثل سؤالك‪ ،‬فإن ـهذه‬
‫ليست فيها زاكة‪ .‬واهلل ويل اتلوفيق» فتاوى ابن باز (‪.)164/14‬‬

‫ً‬
‫ج‪ :22‬قال العثيمني ‪« :‬اإلنسان اذلي عنده أرض نسأهل أوال‪ :‬ماذا تريد بهذه‬
‫ً‬
‫األرض؟ ـهل تريد أن تبقيها تلبين عليها مسكنا‪ ،‬أو تبين عليها مبىن للتأجري‪ ،‬أو تريد‬
‫أن حتفظها وتقول‪ :‬إن احتجت بعتها وإال أبقيتها‪ ،‬أو تقول‪ :‬اشرتيت األرض ألحفظ‬
‫دراـهيم؛ ألنين رجل أخرق لو بقيت ادلراـهم يف يدي لضاعت‪ ،‬ولكين أحفظ دراـهيم‬
‫بهذه األرض‪ ،‬وال أقصد الفرار من الزاكة‪ ،‬فإذا اكن يريد ـهذه األمور فاألرض ال زاكة‬
‫فيها» فتاوى العثيمني (‪.)229-228/18‬‬
‫‪89‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫ج‪ :23‬قال القرطيب ‪« :‬أمجع العلماء ىلع أنه جيوز للرجل اتلرصف يف ماهل قبل‬
‫حلول احلول بابليع أو اهلبة‪ ،‬إذا لم ينو الفرار من الزاكة» تفسري القرطيب (‪.)302/1‬‬

‫ج‪ :24‬قال اإلمام ابن قدامة ‪« :‬إبدال انلصاب بغري جنسه يقطع احلول‪،‬‬
‫َُ‬
‫ويستأنف حوال آخر‪ .‬فإن فعل ـهذا فرارا من الزاكة‪ ،‬لم تسقط عنه‪ ،‬سواء اكن املبدل‬
‫ً‬
‫ماشية أو غريـها من انلصب‪ ،‬وكذلك لو أتلف جزءا من انلصاب‪ ،‬قصدا للتنقيص‪،‬‬
‫لتسقط عنه الزاكة‪ ،‬لم تسقط‪ ،‬وتؤخذ الزاكة منه يف آخر احلول‪ ،‬إذا اكن إبداهل وإتالفه‬
‫عند قرب الوجوب‪ .‬ولو فعل ذلك يف أول احلول‪ ،‬لم جتب الزاكة؛ ألن ذلك ليس بمظنة‬
‫للفرار‪.‬‬
‫وبما ذكرناه قال مالك واألوزايع وابن املاجشون وإسحاق وأبو عبيد وقال أبو حنيفة‪،‬‬
‫والشافيع‪ :‬تسقط عنه الزاكة؛ ألنه نقص قبل تمام حوهل‪ ،‬فلم جتب فيه الزاكة‪ ،‬كما لو‬
‫أتلفه حلاجته‪.‬‬
‫َ‬
‫َ ُ َ ْ ُ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َّ‬
‫ْصمنها‬ ‫ونلا قول اهلل تعاىل‪{ :‬إِنا بلوناهم كما بلونا أصحاب اجلن ِة إِذ أقسموا ِلَ ِ‬
‫ْ ِّ َ ُ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َ َْ َُْ َ َ َ َ َ َْ َ َ ٌ‬ ‫ُم ْصبح َ‬
‫ني * َوال يستثنون * فطاف عليها طائ ِف مِن َربك َوهم نائ ِمون * فأصبحت‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َّ‬
‫يم} [القلم‪ ]20 - 17 :‬فعاقبهم اهلل تعاىل بذلك‪ ،‬لفرارـهم من الصدقة‪ ،‬وألنه‬ ‫لْص ِ‬
‫َك ِ‬
‫‪90‬‬
‫قصد إسقاط نصيب من انعقد سبب استحقاقه‪ ،‬فلم يسقط‪ ،‬كما لو طلق امرأته يف‬
‫مرض موته‪ ،‬وألنه ملا قصد قصدا فاسدا‪ ،‬اقتضت احلكمة معاقبته بنقيض قصده‪،‬‬
‫كمن قتل موروثه الستعجال مرياثه‪ ،‬عقبه الرشع باحلرمان‪ ،‬وإذا أتلفه حلاجته‪ ،‬لم‬
‫يقصد قصدا فاسدا» أعالم املوقعني (‪.)504/2‬‬
‫وقال اإلمام ابن القيم ‪« :‬استقرت سنة اهلل يف خلقه رشع وقدرا ىلع معاقبة‬
‫العبد بنقيض قصده‪ ،‬كما حرم القاتل املرياث‪َّ ،‬‬
‫وورث املطلقة يف مرض املوت‪ ،‬وكذلك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فراره‪ ،‬وال يُعان ىلع قصده ابلاطل؛ فيتم مقصوده‬
‫ُ‬ ‫الفار من الزاكة ال يُسق ُطها عنه‬
‫ويسقط مقصود الرب تعاىل‪ ،‬وكذلك عمة احليل إنما ي ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ساعد فيها املتحيل ىلع بلوغ‬
‫غرضه ويبطل غرض الشارع» أعالم املوقعني (‪.)193/3‬‬

‫ج‪ :25‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬إذا وضع اإلنسان دراـهم مساـهمة يف أرايض أو‬
‫حنوـها للبيع‪ ،‬فإنه يزكيها لك سنة حسب قيمتها‪ ،‬حسب قيمة األرض أو غريـها من‬
‫ٌّ‬ ‫السلع‪ ،‬لك سنة تُ َّ‬
‫قوم ويزيك ـهو وأصحابه الرشاكء‪ ،‬لك يزيك حصته‪ ،‬فإذا بيعت زىك‬
‫السنوات املاضية‪ ،‬حبيث حيسب زاكتها وخيرجها بعد ذلك‪.‬‬
‫ولكن ال يلزمه أن يزكيها حسب السنة األخرية‪ ،‬وإنما لك سنة حبسابها‪ ،‬السنة األوىل‬
‫ىلع قدر قيمتها‪ ،‬والسنة اثلانية ىلع قدر قيمتها وـهكذا؛ ألن القيمة ختتلف‪ ،‬حبيث‬
‫تكون يف أول األمر رخيصة‪ ،‬ثم تزيد قيمتها أو العكس‪ ،‬فيلزمه أن يزيك القيمة يف‬
‫‪91‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫لك سنة حبسبها‪ ،‬ويه ربع العرش من القيمة‪ .‬واهلل ويل اتلوفيق» فتاوى ابن باز‬
‫(‪.)190/14‬‬
‫َ‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬جيب عليهم أن يزكوـها لك سنة حبيث يُقو ُمونها بما تساوي‪،‬‬
‫ُ‬
‫ثم يؤدون الزاكة‪ ،‬فيخرج للك سنة مقدار زاكتها‪ ،‬ولكن إذا اكنت ـهذه األسهم لم ت َبع‬
‫حىت اآلن فإنها إذا بيعت خيرج زاكتها‪ ،‬ولكن ال ينبيغ لإلنسان أن يتهاون‪ ،‬بل يبيعها‬
‫بما قدر اهلل ثم خيرج زاكتها» فتاوى العثيمني (‪.)226/18‬‬

‫ج‪ :26‬قال الشيخ بكر أبو زيد ‪« :‬الرشاكء يف عقار يشرتط يف وجوب الزاكة ىلع‬
‫لك واحد منهم‪ ،‬أن تبلغ قيمة نصيبه من العقار نصابًا يف نفسه‪ ،‬أو بضمه إىل مال هل‬
‫زكوي آخر من نقد ُع ُر ْوض جتارة» فتوى جامعة يف العقار ‪.‬‬

‫َّ‬
‫ج‪ :27‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)92/8‬الزاكة جتب عليك يف األرايض املعدة‬
‫للتجارة‪ ،‬وما دليك من انلقود‪ ،‬إذا بلغت نصابا وحال عليها احلول‪ ،‬وال يمنع وجوب‬
‫الزاكة ما عليك من ادلين قيمة للشقة»‪.‬‬
‫َ َ‬
‫وقال الشيخ بكر أبو زيد ‪« :‬الزاكة متعلقة بذات العقار املنوي للبيع‪ ،‬فال‬
‫ي ُ ْسق ُط وجوبها كونها مشرتاة باتلقسيط‪ ،‬أو أن مالكها َمدين بدين آخر؛ ألن ادلين ال‬
‫يمنع من وجوب الزاكة ىلع القول الصحيح» فتوى جامعة يف العقار ‪.‬‬
‫‪92‬‬

‫ج‪ :28‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)117-116/8‬إذا اكن الواقع كما ذكر فإن الزاكة‬
‫واجبة يف ـهذا املخطط إذا تم احلول عليه من ابتداء نية بيعه‪ ،‬فما بيع منه خترج الزاكة‬
‫ُ‬
‫من اثلمن‪ ،‬وما لم يبَع تقدر قيمته باتلعاون مع أـهل اخلربة بالقيمة اليت تساويها الق َطع‬
‫وقت وجوب الزاكة‪ ،‬وـهو تمام احلول عند إتمام لك حول‪ ،‬وخترج الزاكة من قيمته»‪.‬‬

‫َ‬
‫ج‪ :29‬قال الشيخ بكر أبو زيد ‪« :‬إذا ُحولت األرض الزراعية إىل نية ابليع هلا‪،‬‬
‫أو ختطيطها‪ ،‬وجبت الزاكة يف األرض عند تمام احلول من تاريخ ذلك» فتوى جامعة‬
‫يف العقار ‪.‬‬

‫ج‪ :30‬قال العثيمني ‪« :‬حني تبيعها خترج زاكة أول سنة عن سبعة ماليني‪ ،‬وعن‬
‫السنوات اليت نزلت فيها مقدار زاكتها‪ ،‬وذلك أن عروض اتلجارة تُ َّ‬
‫قو ُم عند تمام‬
‫ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫احلول‪ ،‬وال يُعترب ما اشرتيت‪ ،‬فإذا قو َمت عند تمام احلول فإنها تزىك بما يساوي وقت‬
‫وجوب الزاكة» فتاوى العثيمني (‪.)235/18‬‬
‫‪93‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫ج‪ :31‬قال العثيمني ‪« :‬اإلنسان لو رغب عن يشء من ملكه من أرض أو سيارة‬


‫أو غريه وعرضها للبيع وبقيت لم يشرتـها أحد ملدة سنة‪ ،‬أو سنتني‪ ،‬أو أكرث‪ ،‬فليس‬
‫عليه يف ذلك زاكة؛ ألن ـهذا ليس جتارة‪ .‬والزاكة إنما جتب يف اتلجارة يف الرجل اذلي‬
‫يبادل السلع لطلب الربح‪ ،‬أما ـهذا فلم يطلب ً‬
‫رحبا ولكنه زالت رغبته عن ـهذا‬
‫األرض فأراد بيعها‪ ،‬فليس عليه زاكة ولو بقيت عدة سنوات‪ ،‬لكن إذا باعها وبقيت‬
‫ادلراـهم عنده حىت أتمت السنة ففيها زاكة ادلراـهم» فتاوى العثيمني (‪-238/18‬‬
‫‪.)239‬‬
‫ُ ُّ ُ‬
‫الم َعد للقنية‪ ،‬كسكن‪ ،‬إذا باعه ليشرتي‬ ‫وقال الشيخ بكر أبو زيد ‪« :‬العقار‬
‫ً‬
‫عقارا أفضل منه للسكن‪ ،‬فال زاكة فيه؛ ألن بيعه لغرض غري اتلجارة‪ ،‬لكن لو حال‬
‫احلول ىلع اثلمن ولم يشرت ابلدل للسكىن لو جبت الزاكة يف اثلمن» فتوى جامعة يف‬
‫العقار ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬جتب الزاكة عليه من حني نوى ابليع إذا اكنت نيته أن يبيع داره ليشرتي دارا‬
‫أخرى للربح واملتاجرة ال للقنية والسكىن‪.‬‬

‫ُ ُّ‬
‫الم َعد للبيع‪ ،‬لكن حصل عليه مانع‬ ‫ج‪ :32‬قال الشيخ بكر أبو زيد ‪« :‬العقار‬
‫َ َ‬
‫ومىض احلول ولم‬ ‫كغصب هل‪ ،‬أو دعوى فيه‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫قهري يمنع مالكه من اتلرصف فيه‪،‬‬
‫‪94‬‬
‫يرتفع املانع‪ ،‬فإن احلول يبدأ من تاريخ ارتفاع املانع؛ (‪ )1‬وذلك ألن املالك غري متمكن‬
‫من اتلرصف فيه‪ ،‬فامللك يعترب غري تام‪ ،‬إذ امللك اتلام ـهو ما اكن امللك فيه حتت يد‬
‫مالكه وترصفه‪ ،‬فإذا اكن حتت يده وترصفه فهو ملك تام جتب فيه الزاكة» فتوى‬
‫جامعة يف العقار ‪.‬‬

‫ج‪ :33‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)111/8‬إذا كنت ال تريد بيعها وإنما تريد بناءـها‬
‫فليس عليها زاكة‪ ،‬وـهكذا إن كنت مرتددا يف بيعها أو بقائها‪ ،‬أما إن كنت جازما ىلع‬
‫بيعها فتحسب حول الزاكة من وقت نيتك بيعها‪ ،‬وخترج زاكتها حسب القيمة اليت‬
‫تساوي عند تمام احلول»‪.‬‬

‫ج‪ :34‬قال العثيمني ‪« :‬نعم عليه الزاكة يف ـهذه األرض‪ ،‬ولو لم يستلم الصك‪،‬‬
‫َ‬
‫مادام ابليع قد ثبت ولزم‪ ،‬فزيكيها زاكة عروض جتارة‪ ،‬فيقو َمها حني وجوب الزاكة بما‬
‫تساوي‪ ،‬وخيرج ربع عرش قيمتها» فتاوى العثيمني (‪.)234/18‬‬

‫(‪ )1‬يف آخر ـهذه الرسالة الكم أـهل العلم يف مسألة املال اذلي ال يقدر صاحبه إىل الوصول إيله‬
‫ـهل فيه زاكة أم ال؟ وهلل احلمد واملنة‪.‬‬
‫‪95‬‬ ‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات‬

‫ج‪ :35‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)128/8‬ما اكن من العقارات معروض للبيع فإنها‬
‫جتب الزاكة فيه‪ ،‬إذا تم عليه حول‪ ،‬بأن تقدر قيمته حني الوجوب وخيرج منها ربع‬
‫العرش‪ ،‬ولو لم يكن دلى املاكتب العقارية»‪.‬‬
‫‪96‬‬

‫ج‪ :1‬قال ابن قدامة ‪« :‬األصل فيها الكتاب‪ ،‬والسنة؛ أما الكتاب فقول اهلل‬
‫َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ُ‬
‫ك ْم مِنَ‬ ‫ْ َ ِّ َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫ات ما كسبتم ومِما أخرجنا ل‬ ‫تعاىل‪{ :‬يا أيها اَّلِين آمنوا أن ِفقوا مِن طيب ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ ُ َ َّ ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫َْْ‬
‫األر ِض} وقال اهلل تعاىل‪{ :‬وآتوا حقه يوم حصادِهِ}‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬حقه الزاكة‬
‫املفروضة‪ .‬وقال مرة‪ :‬العرش‪ ،‬ونصف العرش‪.‬‬
‫ومن السنة قول انليب ‪« :‬ليس فيما دون مخسة أوسق صدقة»‪ .‬متفق‬
‫عليه‪.‬‬
‫وعن ابن عمر عن انليب ‪ ‬قال‪« :‬فيما سقت السماء والعيون واكن عرثيا‬
‫(‪ )1‬العِّش‪ ،‬وفيما سيق بانلضح نصف العِّش» أخرجه ابلخاري‪.‬‬
‫وأمجع أـهل العلم ىلع أن الصدقة واجبة يف احلنطة‪ ،‬والشعري‪ ،‬واتلمر‪ ،‬والزبيب»‬
‫املغين (‪.)3/3‬‬

‫قال‪« :‬إنما َّ‬


‫سن رسول اهلل‬ ‫ج‪ :2‬أخرج ادلارقطين عن عبد اهلل بن عمرو‬
‫‪ ‬الزاكة يف احلنطة‪ ،‬والشعري‪ ،‬واتلمر‪ ،‬والزبيب»‪.‬‬

‫(‪ )1‬ـهو من انلخيل اذلي يرشب بعروقه من ماء املطر جيتمع يف حفرية‪ .‬انلهاية البن األثري‬
‫(‪.)182/3‬‬
‫‪97‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫‪« :‬أن رسول اهلل ‪ ‬بعثهما إىل‬ ‫وأخرج أيضا عن أيب موىس ومعاذ‬
‫ايلمن يعلمان انلاس أمر دينهم‪ ،‬فأمرـهم أن ال يأخذوا الصدقة إال من ـهذه األربعة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫احلنطة‪ ،‬والشعري‪ ،‬واتلمر‪ ،‬والزبيب»‬
‫(‪)2‬‬
‫قال ابن املنذر ‪ « :‬أمجع أـهل العلم ىلع أن الزاكة جتب يف الرب‪ ،‬والشعري‪،‬‬
‫ّ‬
‫صنف منها ما جتب فيه الزاكة» اإلمجاع (ص‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫واتلمر‪ ،‬والزبيب‪ ،‬إذا بلغ من لك‬
‫‪.)51‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬أمجع أـهل العلم ىلع أن الصدقة واجبة يف احلنطة‪ ،‬والشعري‪،‬‬
‫واتلمر‪ ،‬والزبيب‪ ،‬قاهل ابن املنذر‪ ،‬وابن عبد الرب» املغين (‪.)3/3‬‬
‫والم َ‬
‫جمع عليها عزاه ابن قدامة إىل ابن‬ ‫قلت‪ :‬االقتصار ىلع ـهذه األربعة املنصوص ُ‬

‫عمر‪ ،‬واحلسن‪ ،‬وابن سريين‪ ،‬والشعيب‪ ،‬وابن املبارك‪ ،‬وأيب عبيد‪ .‬وـهو رواية عن أمحد‪،‬‬
‫واختاره ابن حزم‪ ،‬ومن املتأخرين الشواكين والصنعاين واألبلاين والواديع رمحهم اهلل‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫بناء ىلع أن غري ـهذه األربعة األصناف‪ ،‬ال نص فيه وال إمجاع‪ ،‬وال ـهو يف معناـها يف‬
‫غلبة االفتيات بها‪ ،‬وكرثة نفعها ووجودـها‪ ،‬فلم يصح قياسه عليها‪ ،‬وال إحلاقه بها‪،‬‬
‫فيبىق ىلع األصل(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬قال الشواكين ‪« :‬وـهذا احلرص يف األربعة ـهو بالنسبة إىل ما تنبته األرض‪ ،‬وإال فقد‬
‫وجبت يف اذلـهب والفضة والسوائم باألدلة الصحيحة‪ ،‬وبإمجاع املسلمني» الفتح الرباين من‬
‫فتاوى الشواكين (‪.)3297/7‬‬
‫(‪ )2‬تمام املنة (ص‪.)370 :‬‬
‫(‪ )3‬صحيح فقه السنة (‪.)41/2‬‬
‫‪98‬‬
‫خص ـهذه األصناف األربعة للصدقة‪ ،‬وأعرض عما‬ ‫وألن انليب ‪ ‬حني َّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سواـها‪ ،‬قد اكن يعلم أن للناس أقواتا وأمواال‪ ،‬مما خترج األرض سواـها‪ ،‬فاكن تركه ذلك‬
‫عفوا منه كعفوه عن صدقة اخليل والرقيق‪.‬‬ ‫وإعراضه عنه ً‬

‫فعىل ـهذا تكون األصناف الزكوية عند أصحاب ـهذا القول تسعة فقط‪ ،‬بينها شيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية ‪ ‬بقوهل‪« :‬عند ابن املنذر‪ :‬تسعة أشياء فقط‪ :‬اتلمر والزبيب‬
‫واحلنطة والشعري‪ ،‬والفضة واذلـهب‪ ،‬واإلبل وابلقر والغنم» جمموع الفتاوى‬
‫(‪.)22/25‬‬

‫ج‪ :3‬أما اثلمار فال جتب الزاكة إال يف اتلمر والزبيب فقط‪ ،‬وأما احلبوب فعىل القول‬
‫بعدم صحة احلديث الوارد يف حرص الزاكة يف األربعة األصناف‪ ،‬فيقاس عليها‬
‫غريـها‪ ،‬وقد اختلف القائلون بذلك ىلع أقوال أقربها واهلل أعلم ـهو وجوب زاكة‬
‫ُ َّ (‪َّ )1‬‬
‫ويدخر‪ُ ،‬‬
‫ويقتات(‪)2‬؛ ألن األربعة املنصوص واليت عليها‬ ‫احلبوب يف لك ما ييبس‬

‫(‪ )1‬خرج بذلك ما ال ييبس وال يدخر فال جتب فيه الزاكة‪ ،‬بل وال جيري فيه الربا‪ ،‬قال ابن عبد‬
‫َّ‬
‫والكمرثى والرمان واخلوخ واملوز‬ ‫الرب ‪« :‬وأما ما ال ييبس وال يدخر؛ مثل اتلفاح واألجاص‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫وابلطيخ وما أشبه ذلك مما قد اختلفت أسماؤه‪ ،‬فال بأس باتلفاضل فيه ً‬
‫واحدا اكن‬ ‫جنسا‬ ‫يدا بيد‪،‬‬
‫أو جنسني» االستذاكر (‪.)181/19‬‬
‫ً‬
‫(‪ )2‬املقتات ـهو‪ :‬ما يتخذه انلاس قوتا يعيشون به يف حال االختيار‪ ،‬ال يف الرضورة‪ ،‬اكلقمح‬
‫والشعري واذلرة واألرز وحنوـها‪ ،‬وال جتب يف اجلوز واللوز والفستق وحنوـها‪ ،‬فيه وإن اكنت مما يدخر‪،‬‬
‫‪99‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫األكرث مما توفرت فيه ـهذه اثلالثة األوصاف‪ ،‬فيقاس عليها غريـها‪ ،‬جبامع العلة‬
‫بينهما‪ ،‬وـهذا قول مالك (‪ )1‬والشافيع‪ ،‬قال الشنقيطي ‪« :‬فهو إحلاق منهما ‪-‬‬
‫رمحهما اهلل ‪ -‬للمسكوت باملنطوق؛ جبامع العلة اليت يه عندـهما االقتيات‬
‫واالدخار؛ ألن كونه مقتاتا مدخرا مناسب لوجوب الصدقة فيه؛ الحتياج املساكني‬
‫إىل قوت يأكلون منه ويدخرون» أضواء ابليان (‪.)504/1‬‬

‫قال املاوردي ‪‬موضحا مذـهب الشافعية يف ـهذا‪« :‬وجوبها معترب بأربعة‬


‫رشوط‪:‬‬

‫أحدـها‪ :‬أن يزرعه اآلدميون‪.‬‬

‫واثلاين‪ :‬أن يكون مما ييبس بعد حصاده‪.‬‬

‫واثلالث‪ :‬أن يكون مما يدخر بعد يبسه‪.‬‬

‫فليست مما يقتات انلاس به‪ .‬صحيح فقه السنة (‪ .)41 /2‬ومما ال يقتات بذور ابلقول‪.‬‬
‫َّ‬
‫واملدخر ـهو‪ :‬ما اكن مدخرا لالقتيات‪ ،‬حبيث لو ادخر لالقتيات لم يفسد‪.‬‬
‫(‪ )1‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬قال مالك وأصحابه يف املشهور من قوهلم‪ :‬جتب الزاكة‬
‫يف احلنطة والشعري والسلت واذلرة وادلخن واألرز واحلمص والعدس واجللبان والرش والبسلة‬
‫والسمسم واملاش وحب الفجل وما أشبه ـهذه احلبوب املأكولة املدخرة» جمموع الفتاوى‬
‫(‪.)22/25‬‬
‫‪100‬‬
‫والرابع‪ :‬أن يكون مما يقتات حال ادخاره وإن اختلف وجه اقتنائه خبزب أو طبيخ‪،‬‬
‫فإذا اجتمعت ـهذه الرشائط األربع يف زرع وجبت الزاكة فيه‪ ،‬ويه جتتمع يف الرب‬
‫والشعري والعلس والسلت (‪ )1‬واذلرة واألرز وادلخن واجلاورس وابلاقيل واللوبياء‬
‫واحلمص والعدس واملاش واجللبان وـهو اكملاش‪ ،‬فهذه األصناف اليت جتب فيها‬
‫الزاكة دون سواـها الجتماع الرشائط فيها» احلاوي الكبري (‪)241/3‬‬
‫(‪َّ ُ )2‬‬ ‫ُ‬
‫ويدخر (‪ )3‬ولو اكن‬ ‫تتمة‪ :‬قال الشواكين ‪« :‬وعن أمحد أنها خت َرج مما يُكال‬
‫ال يقتات به» نيل األوطار (‪.)170/4‬‬

‫وأوضح مذـهب أمحد شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ ‬فقال‪« :‬قال أمحد‪ :‬جيب العرش‬
‫فيما ييبس ويبىق مما يكال ويبلغ مخسة أوسق فصاعدا‪ .‬وسواء عنده أن يكون‬
‫قوتا اكحلنطة والشعري واألرز واذلرة أو من القطنيات(‪ )4‬اكبلاقالء والعدس‪ ،‬أو من‬
‫األبازير اكلكسفرة والكمون والكراويا والزبر كزبر الكتان والسمسم وسائر‬

‫(‪ )1‬قال ابن قدامة ‪« :‬ال خالف فيما نعلمه يف ضم احلنطة إىل العلس؛ ألنه نوع منها‪.‬‬
‫وىلع قياسه السلت يضم إىل الشعري؛ ألنه منه» املغين (‪.)33/3‬‬
‫(‪ )2‬جاء يف املستوعب (‪« :)404/1‬وال زاكة فيما ال يكال سواء أكان مما يدخر اكجلوز‪ ،‬أو ال‬
‫يدخر كبقية الفواكه»‪.‬‬
‫(‪ )3‬أي أن الزاكة جتب يف احلبوب لكها‪ ،‬ويف لك ثمر يكال ويدخر اكتلمر‪ ،‬والزبيب‪ ،‬واللوز‪،‬‬
‫والفستق‪ .‬صحيح فقه السنة (‪.)42/2‬‬
‫(‪ )4‬القطنية اسم جامع للحبوب اليت تطبخ‪ ،‬وذلك مثل العدس وابلاقالء واللوبياء واحلمص‬
‫واألرز والسمسم‪ ،‬وليس القمح والشعري من القطاين‪ .‬املصباح املنري (‪.)509/2‬‬
‫‪101‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫احلبوب‪ .‬وجتب أيضا عنده فيما مجع ـهذه األوصاف اكتلمر والزبيب واللوز وابلندق‬
‫والفستق‪ ،‬وال جتب يف الفواكه وال يف اخلرض‪ ،‬وـهذا قول أيب يوسف وحممد» جمموع‬
‫الفتاوى (‪ )21-20/25‬واختار قول أمحد من املعارصين ابن باز والعثيمني‪.‬‬

‫ج‪ :4‬ليس يف الفواكه واخلرضوات زاكة؛ ملا رواه الرتمذي (‪ )638‬وصححه األبلاين عن‬
‫معاذ بن جبل ‪ ‬أنه كتب إىل انليب ‪ ‬يسأهل عن اخلرضاوات ويه‬
‫ابلقول‪ ،‬فقال‪« :‬ليس فيها يشء» (‪ )1‬قال الرتمذي‪« :‬والعمل ىلع ـهذا عند أـهل العلم‬
‫أن ليس يف اخلرضوات صدقة»‪.‬‬
‫وديلل آخر ذكره اإلمام الشنقيطي ‪ ‬بقوهل‪« :‬أما ديلل اجلمهور ىلع أن الفواكه‬
‫واخلرضاوات ال زاكة فيها فظاـهر؛ ألن اخلرضاوات اكنت كثرية باملدينة جدا‪ ،‬والفواكه‬
‫ُ َ‬
‫أحد من أصحابه أنه‬
‫اكنت كثرية بالطائف‪ ،‬ولم ينقل عنه ‪ ‬وال عن ٍ‬
‫أخذ الزاكة من يش ٍء من ذلك» أضواء ابليان (‪.)505/1‬‬
‫َّ‬
‫قال مالك يف املوطأ (‪« :)276/1‬السنة اليت ال اختالف فيها عندنا‪ ،‬واذلي سمعته‬
‫من أـهل العلم‪ :‬أنه ليس يف يشء من الفواكه لكها صدقة»‪.‬‬

‫(‪ )1‬منهم من قدح يف صحة احلديث‪ ،‬وىلع التسليم بأنه معل فيكون العمدة ىلع غريه من األدلة‬
‫يف ـهذه املسألة‪ ،‬وباهلل اتلوفيق‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫فائدة‪ :‬قال الشواكين ‪« :‬ويدخل يف اخلرضوات اليشء اذلي ال ينتفع إال بما‬
‫(‪)1‬‬
‫الفتح الرباين من فتاوى الشواكين‬ ‫يستخرج من أصوهل املستورة بالرتاب»‬
‫(‪.)3298/7‬‬

‫ج‪ :5‬قال اإلمام أبو عبيد ‪« :‬العلماء ايلوم جممعون من أـهل العراق‪ ،‬واحلجاز‪،‬‬
‫والشام‪ ،‬ىلع أن ال صدقة يف قليل اخلرض وال يف كثريـها‪ ،‬إال أن بعض املاضني اكن يرى‬
‫يف أثمانها الصدقة إذا بيعت» األموال (ص‪.)604 :‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪« :‬ليس يف الفواكه وحنوـها من اخلرضوات اليت ال‬
‫تكال وال تدخر اكبلطيخ والرمان وحنوـهما زاكة إال إذا اكنت للتجارة؛ فإنه يزيك ما‬
‫حال عليه احلول من قيمتها إذا بلغت انلصاب‪ ،‬كسائر عروض اتلجارة» فتاوى‬
‫ابن باز (‪.)67/14‬‬

‫ج‪ :6‬اختلف القائلون بوجوب الزاكة فيما يدخر ويقتات ـهل يف اتلني زاكة؟ بناء ىلع‬
‫اختالفهم فيه ـهل ـهو مما يقتات ويدخر أم ال؟‬

‫ً‬
‫(‪ )1‬اكبلطاط وابلصل واجلزر وحنوـها مما ينبت حتت الرتاب‪ ،‬ما لم تكن معدة للتجارة‪ ،‬ففيها‬
‫زاكة اتلجارة‪ ،‬إذا استوفت الرشوط‪ ،‬وباهلل اتلوفيق‪.‬‬
‫‪103‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫قال الشنقيطي ‪« :‬قال مجاعة من أصحاب مالك بوجوبها يف اتلني ىلع أصول‬
‫مذـهب مالك؛ ألنه اكلزبيب يف االقتيات واالدخار» أضواء ابليان (‪.)505-504/1‬‬
‫ومنع منه الشافعية كما يف املجموع (‪ )452/5‬ألنه عندـهم ليس مما يقتات‪.‬‬
‫واختار شيخ اإلسالم كما يف االختيارات الفقهية (ص‪ )149 :‬والعثيمني يف‬
‫الرشح املمتع (‪ )71/6‬وجوب الزاكة فيه ألنه مما يدخر‪.‬‬

‫ج‪ :7‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬اتلني والزيتون ال جتب فيهما زاكة يف أصح قويل‬
‫العلماء؛ ألنهما من اخلرضوات والفواكه» فتاوى ابن باز (‪.)70/14‬‬
‫وعدم الزاكة يف الزيتون نقله ابن قدامة عن ابن أيب يلىل‪ ،‬واحلسن بن صالح‪ ،‬وأيب‬
‫عبيد‪ ،‬ورواية عن أمحد‪ ،‬وأحد قويل الشافيع؛ ألنه ال يدخر ً‬
‫يابسا فهو اكخلرضاوات‪.‬‬
‫املغين (‪.)7/3‬‬

‫ج‪ :8‬قال أصحاب املوسوعة الفقهية (‪« :)281/23‬ال يشرتط احلول يف زاكة الزروع‬
‫ُ َ َّ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫واثلمار اتفاقا؛ لقوهل تعاىل‪َ { :‬وآتوا حقه يوم حصا ِده ِ} وألن اخلارج نماء يف ذاته‬
‫فوجبت فيه الزاكة ً‬
‫فورا اكملعدن‪ ،‬خبالف سائر األموال الزكوية‪ ،‬فإنما اشرتط فيها احلول‬
‫يلمكن فيه االستثمار»‪.‬‬
‫‪104‬‬

‫ْ‬
‫ج‪ :9‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬ويعترب عندـهم ايلُبس واتلصفية يف‬
‫احلبوب‪ ،‬واجلفاف يف اثلمار» جمموع الفتاوى (‪.)22/25‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪« :‬ال جيوز إخراج زاكة اثلمار إال من اتلمر ايلابس‪ ،‬والزبيب‬
‫ايلابس‪ ،‬وكذلك زاكة احلبوب ال جيوز إخراجها إال من احلب ايلابس بعد اتلصفية‪،‬‬
‫ُ َّ‬ ‫ُ َّ‬
‫وـهذا ال خالف فيه بني العلماء‪ ،‬وأجرة القيام ىلع اثلمار واحلبوب حىت تيبس وتصىف‬
‫من خالص مال رب اثلمرة والزرع» أضواء ابليان (‪.)514/1‬‬

‫ج‪ :10‬قال الشنقيطي ‪« :‬إن دفع زاكة اتلمر برسا أو رطبا‪ ،‬أو دفع زاكة الزبيب‬
‫ُ‬
‫عنبا‪ ،‬لم جيزه ذلك؛ ألنه دفع غري الواجب؛ ألن الواجب تمر وزبيب يابسان إمجاع‪.‬‬
‫ُ‬
‫وقد قال ابن قدامة يف «املغين»‪ :‬فإن اكن املخرج للرطب رب املال لم جيزه‪ ،‬ولزمه‬
‫ُ‬
‫إخراج الفضل بعد اتلجفيف؛ ألنه أخرج غري الفرض فلم جيزه‪.‬‬
‫وقال انلووي يف «رشح املهذب»‪ :‬فلو أخرج الرطب والعنب يف احلال لم جيزئه‪.‬‬
‫الرطب والعنب عما يبس من رطب وعنب لم يقل به أحد من‬ ‫واحلاصل أن إخراج ُّ‬
‫َّ‬
‫العلماء‪ ،‬وال دل عليه ديلل من كتاب وال سنة وال قياس» أضواء ابليان (‪-514/1‬‬
‫‪.)515‬‬
‫‪105‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫زبب من العنب وال يُ َّ‬


‫تمر من‬ ‫ج‪ :11‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬وما ال يُ َّ‬
‫ُ‬
‫الرطب خت َرج الزاكة من ثمنه أو من حبه‪ .‬قال مالك إذا بلغ منه مخسة أوسق فبيع‬
‫أخرج الزاكة من ثمنه» جمموع الفتاوى (‪.)22/25‬‬
‫َ‬ ‫وقال الشنقيطي ‪« :‬ابللح اذلي ال يتتمر والعنب اذلي ال َّ‬
‫يزتبب كبلح مرص‬
‫ُ َ‬
‫وعنبها‪ ،‬ال جيوز اإلخراج منه‪ ،‬بل تدفع الزاكة من ثمنه أو قيمته» أضواء ابليان‬
‫(‪.)515-514/1‬‬
‫أما العالمة ابن عثيمني ‪ ‬فقال بعد أن ذكر اخلالف يف املسألة‪« :‬والصحيح‬
‫أن هل أن خيرج من نفس العنب‪ ،‬ومثله انلخل اذلي يأكله أـهله ُر َطبًا‪ ،‬فيجوز أن‬
‫خيرج زاكته منه ُر َطبًا» الرشح املمتع (‪.)71/6‬‬

‫ج‪ :12‬قال ابن قدامة ‪« :‬تعترب مخسة األوسق بعد اتلصفية يف احلبوب‪،‬‬
‫واجلفاف يف اثلمار‪ ،‬فلو اكن هل عرشة أوسق عنبا ال ييجء منه مخسة أوسق زبيبا‪ ،‬لم‬
‫جيب عليه يشء‪ ،‬ألنه حال وجوب اإلخراج منه‪ ،‬فاعترب انلصاب حباهل» املغين‬
‫(‪.)8-7/3‬‬
‫‪106‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪« :‬من اكن عنده مخسة أوسق من الرطب أو العنب‪ ،‬ولكنها‬
‫إذا جفت نقصت عن مخسة أوسق‪ ،‬فال زاكة عليه؛ ألن انلصاب معترب من اتلمر‬
‫َ‬
‫ايلابسني» أضواء ابليان (‪.)517 /1‬‬ ‫والزبيب‬

‫ج‪ :13‬قال الشنقيطي ‪« :‬اختلف يف وقت وجوب الزاكة فيما تنبته األرض من‬
‫ثمر وحب‪ ،‬فقال مجهور العلماء‪ :‬جتب يف احلب إذا اشتد‪ ،‬ويف اثلمر إذا بدا صالحه‪،‬‬
‫فتعلق الوجوب عند طيب اثلمر‪ ،‬ووجوب اإلخراج بعد اجلذاذ» أضواء ابليان‬
‫(‪.)519/1‬‬

‫قويا ال ينضغط إذا ُضغ َط‪ ،‬وجبت الزاكة فيه‪ .‬وإذا بدا‬ ‫ُّ‬
‫احلب فصار ًّ‬ ‫ج‪« :14‬إذا اشتد‬
‫ً‬ ‫يموه ً‬ ‫اصفر يف ثمر انلخيل‪ ،‬ويف العنب‪ :‬أن ّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫حلوا‪ :‬أي بدال من‬ ‫فامحر أو‬ ‫صالح اثلمر‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حامضا يكون ً‬
‫حلوا‪ .‬فإذا‬ ‫أن يكون قاسيًا يكون يلنا متموـها‪ ،‬وبدال من أن يكون‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫احلب وبدا صالح اثلمر وجبت الزاكة‪ ،‬وقد ثبت تفسري بدو الصالح عن انليب‬ ‫اشتد‬
‫َ َ‬
‫‪ ‬من حديث أنس بن مالك ‪ ‬عن انليب ‪ ‬أنه‪ :‬نىه‬
‫ُّ‬
‫وتصفار» متفق عليه‪ .‬وعنه‬ ‫عن بيع اثلمار حىت تُزيه‪ .‬قيل‪ :‬وما َز ْـه َوـها؟ قال‪ََ « :‬تْ َم ُّ‬
‫ار‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫‪ :‬أن انليب ‪ ‬نىه عن بيع العنب حىت يسود‪ ،‬وعن بيع احلب حىت‬
‫‪107‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬
‫َّ‬
‫يشتد‪ .‬رواه أبو داود‪ )3371( ،‬وصححه األبلاين ‪ »‬انتىه من كتاب‪ :‬الزاكة يف‬
‫اإلسالم (ص‪ )109 :‬للقحطاين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫اشتد ّ‬
‫احلب وصار فريكا؛ وجتب يف اثلمار إذا بدا صالحها‪،‬‬ ‫جتب الزاكة يف الزروع إذا‬
‫ويعرف ذلك بامحرار ابللح‪ ،‬وجريان احلالوة يف العنب‪ .‬فقه السنة (‪.)361/1‬‬

‫ج‪ :15‬قال ابن قاسم ‪« :‬إذا ظهر ولو يف شجرة‪ ،‬إذا احتد البستان‪ ،‬والعقد‪،‬‬
‫ُ‬
‫صالحه؛ (‪ )1‬ألن اهلل جعل اثلمار ال تطيب‬ ‫ُ‬
‫صالحه ما بدا‬ ‫واجلنس‪ ،‬فيتبع ما لم يبد‬
‫ُّ‬
‫دفعة واحدة‪ ،‬إطالة لزمن اتلفكه‪ ،‬ولو اعترب يف طيب اجلميع‪ ،‬ألدى إىل أن ال يباع‬
‫يشء قبل كمال صالحه‪ ،‬أو احلبة بعد احلبة‪ ،‬ويف لك منهما رضر» حاشية الروض‬
‫املربع (‪.)544 /4‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬السنة وردت يف انليه عن بيع اثلمار حىت يبدو صالحها‪ ،‬فإذا‬
‫بدا صالح أوهلا جاز بيع مجيعها بطيب أوهلا‪ ،‬ولوال طيب أوهلا لم جيز بيعها» االستذاكر‬
‫(‪.)108/19‬‬
‫‪108‬‬

‫ج‪ :16‬قال الشنقيطي ‪« :‬فائدة اخلالف أنه لو ترصف يف اثلمر واحلب قبل‬
‫الوجوب لم يكن عليه يشء‪ ،‬وإن ترصف يف ذلك بعد وجوب الزاكة لم تسقط الزاكة‬
‫عنه‪.‬‬
‫ومن فوائده أيضا‪ :‬أنه إذا مات بعد وقت الوجوب ُزك َيت ىلع ملكه‪ ،‬وإن مات قبل‬
‫الوجوب ُزكيَت ىلع ملك الورثة» أضواء ابليان (‪.)519/1‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬يتفرع ىلع ـهذا‪ :‬أنه لو انتقل امللك قبل وجوب الزاكة‪ ،‬فإنه ال‬
‫جتب عليه بل جتب ىلع من انتقلت إيله‪.‬‬
‫ويتفرع ىلع ـهذا أيضا‪ :‬أنه لو تلفت ولو بفعله بأن حصد الزرع قبل اشتداده‪ ،‬أو‬
‫قطع اثلمر قبل بدو صالحه؛ فإنه ال زاكة عليه؛ ألن ذلك قبل وجوب الزاكة‪ ،‬إال أنهم‬
‫قالوا‪ :‬إن فعل ذلك فرارا من الزاكة وجبت عليه عقوبة هل بنقيض قصده؛ وألن لك‬
‫من حتيل إلسقاط واجب فإنه يلزم به» الرشح املمتع (‪.)80/6‬‬

‫ج‪ :17‬قال ابن قاسم ‪« :‬جيوز تعجيل العرشيات قبل وجوبها‪ ،‬إذا اكن قد طالع‬
‫اثلمر‪ ،‬قبل بدو صالحه‪ ،‬ونبت الزرع‪ ،‬قبل اشتداد حبه‪ ،‬فإذا اشتد حبه‪ ،‬وبدا‬
‫صالح اثلمر‪ ،‬وجبت الزاكة» حاشية الروض املربع (‪.)305 /3‬‬
‫‪109‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫ج‪ :18‬قال انلووي ‪« :‬قال ‪-‬يعين ابن املنذر‪ -‬وأمجعوا ىلع أنه ال تضم اإلبل إىل‬
‫ابلقر وال إىل الغنم‪ ،‬وال ابلقر إىل الغنم‪ ،‬وال اتلمر إىل الزبيب» املجموع (‪.)514/5‬‬

‫ج‪ :19‬ال يضم جنس من احلبوب إىل غريه‪ ،‬فال يضم الرب إىل الشعري مثال يف تكميل‬
‫انلصاب‪ ،‬بل يعترب انلصاب يف لك جنس منها منفردا‪ ،‬قال انلووي ‪« :‬مذـهبنا‬
‫أنه يضم األنواع من اجلنس بعضها إىل بعض‪ ،‬وال تضم األجناس‪ ،‬فال تضم حنطة‬
‫إىل شعري وحنو ذلك‪ ،‬وال يضم أجناس القطنية بعضها إىل بعض‪ ،‬فال يضم احلمص إىل‬
‫ابلاقالء والعدس وحنو ذلك» املجموع (‪.)512-511/5‬‬
‫قال ابن قدامة ‪« :‬ـهذا قول عطاء‪ ،‬ومكحول‪ ،‬والشافيع‪ ،‬وأصحاب الرأي؛ ألنها‬
‫أجناس‪ ،‬فاعترب انلصاب يف لك جنس منها منفردا‪ ،‬اكثلمار أيضا واملوايش» املغين‬
‫(‪.)33-32/3‬‬

‫ج‪ :20‬قال ابن قدامة ‪« :‬ال خالف بينهم يف أن أنواع األجناس يضم بعضها‬
‫إىل بعض يف إكمال انلصاب» املغين (‪.)23/3‬‬
‫قلت‪ :‬فعىل ـهذا يضم اتلمر بأنواعه‪ ،‬واذلرة بأنواعها‪ ،‬واألرز بأنواعه‪ ،‬والزبيب بأنواعه‪،‬‬
‫يف الزاكة‪.‬‬
‫‪110‬‬

‫ج‪ :21‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬يضم زرع العام بعضه إىل بعض ولو اكن‬
‫بعضه صيفيا وبعضه شتويا‪ ،‬وكذلك اثلمرة‪ )1( ،‬ولو اكن يف بدلان شىت‪ ،‬إذا اكن لرجل‬
‫(‪)2‬‬
‫جمموع‬ ‫واحد‪ .‬وأما الرشاكء فال بد أن يكون يف حصة لك واحد منهم نصاب»‬
‫الفتاوى (‪.)23/25‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬يضم زرع العام الواحد بعضه إىل بعض يف تكميل‬
‫انلصاب‪ ،‬سواء اتفق وقت زرعه وإدراكه‪ ،‬أو اختلف‪ .‬ولو اكن منه صييف وربييع‪ ،‬ضم‬
‫الصييف إىل الربييع ‪ ...‬ألن اجلميع زرع عم واحد‪ ،‬فضم بعضه إىل بعض‪ ،‬كما لو تقارب‬
‫زرعه وإدراكه» املغين (‪.)34/3‬‬

‫ج‪ :22‬قال ابن الرفعة ‪« :‬قال ابن الصباغ‪ :‬وقد أمجع املسلمون ىلع ضم ما‬
‫يدرك إىل ما تأخر» كفاية انلبيه (‪.)373/5‬‬

‫(‪ )1‬وـهذا بقيد أن تكون اثلمرة من جنس واحد‪ ،‬ىلع القول الصحيح‪.‬‬
‫(‪ )2‬ىلع قول اجلمهور‪ ،‬خالفا للشافعية يف اجلديد أن اخللطة تشمل الزروع واثلمار ولك أصناف‬
‫الزاكة‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫وقال ابن قدامة ‪« :‬تضم ثمرة العام الواحد بعضها إىل بعض‪ ،‬سواء اتفق وقت‬
‫إطالعها وإدراكها‪ ،‬أو اختلف‪ ،‬فيقدم بعضها ىلع بعض يف ذلك‪ .‬ولو أن اثلمرة جذت‬
‫ثم أطلعت األخرى وجذت‪ ،‬ضمت إحداـهما إىل األخرى‪ .‬فإن اكن هل خنل حيمل يف‬
‫السنة محلني‪ ،‬ضم أحدـهما إىل اآلخر‪ .‬وقال القايض‪ :‬ال يضم‪ .‬وـهو قول الشافيع؛ ألنه‬
‫محل ينفصل عن األول‪ ،‬فاكن حكمه حكم محل عم آخر ‪ ...‬والصحيح أن أحد‬
‫احلملني يضم إىل اآلخر‪ .‬ذكره أبو اخلطاب وابن عقيل؛ ألنهما ثمرة عم واحد‪ ،‬فيضم‬
‫بعضها إىل بعض‪ ،‬كزرع العام الواحد‪ ،‬واكذلرة اليت تنبت مرتني» املغين (‪.)34/3‬‬

‫ج‪ :23‬جاء يف الصحيحني عن أيب سعيد اخلدري ‪ ،‬أن انليب ‪‬‬


‫قال‪« :‬ليس فيما دون مخسة أوسق من تمر وال حب صدقة»‪.‬‬
‫قال انلووي ‪« :‬يف ـهذا احلديث فائدتان‪ :‬إحداـهما‪ :‬وجوب الزاكة يف ـهذه‬
‫املحدودات‪ ،‬اثلانية‪ :‬أنه ال زاكة فيما دون ذلك‪ ،‬وال خالف بني املسلمني يف ـهاتني‪ ،‬إال‬
‫ما قال أبو حنيفة وبعض السلف أنه جتب الزاكة يف قليل احلب وكثريه‪ ،‬وـهذا مذـهب‬
‫(‪)1‬‬
‫رشح مسلم (‪.)49/7‬‬ ‫باطل منابذ لرصيح األحاديث الصحيحة»‬

‫(‪ )1‬وقد خالف أبا حنيفة يف ـهذا صاحباه أبو يوسف وحممد بن احلسن فأخذا بقول اجلمهور‪.‬‬
‫وقد فند أدتلهم اإلمام ابن القيم يف إعالم املوقعني (‪ )167/4‬وما بعد‪ ،‬والقاري يف مرعة‬
‫املفاتيح (‪ )78/6‬وما بعدـها‪.‬‬
‫‪112‬‬

‫ج‪ :24‬قال ابن امللقن ‪« :‬أمجع العلماء ىلع وجوب الزاكة فيما زاد ىلع مخسة‬
‫أوسق من احلب واتلمر حبسابه‪ ،‬وأنه ال أوقاص فيها» اإلعالم بفوائد عمدة األحاكم‬
‫(‪.)49/5‬‬

‫ج‪ :25‬قال انلووي ‪« :‬نقل ابن املنذر وغريه اإلمجاع ىلع أن الوسق ستون صاع»‬
‫املجموع (‪.)457/5‬‬
‫وقال أيضا ‪« :‬أمجعوا ىلع أن الصاع أربعة أمداد» رشح مسلم (‪.)122/8‬‬
‫وقال أيضا ‪« :‬الصاع املجزئ يف الفطرة عندنا مخسة أرطال وثلث‬
‫بابلغدادي‪ ،‬وبه قال مجهور العلماء من املتقدمني واملتأخرين» املجموع‬
‫(‪.)143/6‬‬

‫ج‪ :26‬اختلف العلماء املعارصون يف تقدير الصاع باجلرام؛ فاختار العثيمني أنه‬
‫َّ‬
‫كيلوين و (‪ )40‬جراما‪ ،‬وقدره علماء اللجنة ادلائمة بثالثة كيلوا تقريبا؛ فعىل‬
‫تقديرـهم فالوسق ستون صاع‪ ،‬والصاع ثالثة كيلو جرام تقريبا‪ ،‬فيكون املجموع‬
‫(‪ )900‬كيلو جرام من احلبوب‪ ،‬وىلع تقدير العثيمني يكون املجموع (‪ )612‬كيلو‬
‫‪113‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫تقريبا‪- ،‬وـهو األحوط‪ -‬من اكنت عنده وجب عليه أن خيرج العرش إن اكن سقيها‬
‫بماء السماء‪ ،‬ونصف العرش إن اكن بالسواين واملاكئن وما أشبه ذلك‪.‬‬

‫ج‪ :27‬قال ابن قدامة‪« :‬انلصاب معترب بالكيل‪ ،‬فإن األوساق مكيلة‪ ،‬وإنما‬
‫نقلت إىل الوزن تلضبط وحتفظ وتنقل‪ ،‬وذللك تعلق وجوب الزاكة باملكيالت دون‬
‫املوزونات‪ ،‬واملكيالت ختتلف يف الوزن‪ ،‬فمنها اثلقيل‪ ،‬اكحلنطة والعدس‪ .‬ومنها‬
‫اخلفيف‪ ،‬اكلشعري واذلرة‪ ،‬ومنها املتوسط» املغين (‪.)11/3‬‬

‫ج‪ :28‬قال ابن دقيق العيد ‪« :‬وأما األوسق فاختلف أصحاب الشافيع يف أن‬
‫املقدار فيها تقريب أو حتديد ومن قال‪ :‬إنه تقريب يسامح باليسري وظاـهر احلديث‪:‬‬
‫يقتيض أن انلقصان ال يؤثر واألظهر‪ :‬أن انلقصان اليسري جدا ال يمنع إطالق االسم‬
‫يف العرف وال يعبأ به أـهل العرف‪ :‬أنه يغتفر» إحاكم األحاكم (ص‪.)285 :‬‬
‫‪114‬‬

‫أن انليب‪ ‬قال‪« :‬فيما سقت‬ ‫ج‪ :29‬أخرج ابلخاري عن ابن عمر‬
‫(‪)1‬‬
‫السماء العِّش‪ ،‬وفيما سيق بالسواين أو انلضح نصف العِّش»‪.‬‬
‫وأمجع العلماء ىلع األخذ بهذا احلديث‪ ،‬قال ابلغوي ‪« :‬اتفق أـهل العلم ىلع‬
‫إجياب العرش يف انلخيل والكروم‪ ،‬وفيما يقتات من احلبوب‪ ،‬إن اكن مسقيا بماء‬
‫السماء‪ ،‬أو من نهر جيري املاء إيله من غري مؤنة‪ ،‬وإن اكن مسقيا بساقية أو بنضح‬
‫ففيه نصف العرش» تفسري ابلغوي (‪.)331/1‬‬
‫ً‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬ال نعلم يف ـهذا خالفا‪ ،‬وـهو قول مالك والشافيع‪ ،‬واثلوري‪،‬‬
‫وأصحاب الرأي» املغين (‪.)9/3‬‬

‫ج‪ :30‬قال العثيمني ‪« :‬اذلي يسىق بال مؤونة يشمل ثالثة أشياء‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ما يرشب بعروقه‪ ،‬أي‪ :‬ال حيتاج إىل ماء‪.‬‬
‫اثلاين‪ :‬ما يكون من األنهار والعيون‪.‬‬
‫اثلالث‪ :‬ما يكون من األمطار‪.‬‬
‫فإذا قال قائل‪ :‬إذا اكن من األنهار‪ ،‬وشققت الساقية أو اخلليج ليسيق األرض‪ ،‬ـهل‬
‫يكون سيق بمؤونة أو بغري مؤونة؟‬

‫(‪ )1‬السانية‪ :‬ابلعري اذلي يستىق به املاء من ابلرئ‪ ،‬ويقال هل ّ‬


‫انلاضح‪ .‬عون املعبود (‪.)340/4‬‬
‫‪115‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫فاجلواب‪ :‬أنه سيق بغري مؤونة‪ ،‬ونظري ذلك إذا حفرت برئا وخرج املاء نبعا‪ ،‬فإنه بال‬
‫مؤونة؛ ألن إيصال املاء إىل املاكن ليس مؤونة‪ ،‬فاملؤونة تكون يف نفس السيق‪.‬‬
‫أي‪ :‬حيتاج إىل إخراجه عند السيق بماكئن أو بسوان‪ ،‬أما جمرد إيصاهل إىل املاكن‪،‬‬
‫وليس فيه إال مؤونة احلفر أو مؤونة شق اخلليج من انلهر أو ما أشبه ذلك‪ ،‬فهذا يعترب‬
‫بال مؤونة» الرشح املمتع (‪.)77/6‬‬

‫ج‪ :31‬قال ابن قدامة ‪« :‬إن سيق نصف السنة بكلفة‪ ،‬ونصفها بغري لكفة‪،‬‬
‫ففيه ثالثة أرباع العرش‪ .‬وـهذا قول مالك‪ ،‬والشافيع‪ ،‬وأصحاب الرأي‪ ،‬وال نعلم فيه‬
‫خمالفا؛ ألن لك واحد منهما لو وجد يف مجيع السنة ألوجب مقتضاه‪ ،‬فإذا وجد يف‬
‫نصفها أوجب نصفه» املغين (‪.)10/3‬‬

‫ج‪ :32‬قال ابن قدامة ‪« :‬إن سيق بأحدـهما أكرث من اآلخر اعترب أكرثـهما‪،‬‬
‫فوجب مقتضاه‪ ،‬وسقط حكم اآلخر‪ ،‬نص عليه ‪-‬يعين أمحد‪ -‬وـهو قول عطاء‪،‬‬
‫واثلوري‪ ،‬وأيب حنيفة‪ ،‬وأحد قويل الشافيع‪ .‬وقال ابن حامد‪ :‬يؤخذ بالقسط‪ .‬وـهو‬
‫القول اثلاين للشافيع‪.‬‬
‫‪116‬‬
‫َّ‬
‫وإن جهل املقدار‪ ،‬غلبنا إجياب العرش احتياطا‪ .‬نص عليه أمحد يف رواية عبد اهلل؛‬
‫ألن األصل وجوب العرش‪ ،‬وإنما يسقط بوجود الكفة‪ ،‬فما لم يتحقق املسقط يبىق‬
‫ىلع األصل‪ ،‬وألن األصل عدم الكفة يف األكرث‪ ،‬فال يثبت وجودـها مع الشك فيه»‬
‫املغين (‪.)10/3‬‬
‫قلت‪ :‬قول الشافيع باملحاصة بينهما واألخذ بالقسط قول وجيه إذا أمكن ذلك‪،‬‬
‫وـهو أقرب إىل العدل‪ ،‬وـهو اختيار شيخنا الواديع كما يف كتاب من فقه الواديع‬
‫(‪ )21/2‬إال أن يف األخذ به مشقة فيقال كما قال احلافظ ابن حجر ‪« :‬وحيتمل‬
‫أن يقال إن أمكن فصل لك واحد منهما أخذ حبسابه» فتح ابلاري (‪)349 /3‬‬
‫فقيده احلافظ باإلماكن‪.‬‬

‫ج‪ :33‬اختلف العلماء يف ذلك ىلع أقوال ثاثلها‪ :‬أنه يزيك اثلمرة زاكة اخلارج من‬
‫األرض العرش أو نصفه‪ ،‬ويزيك األصل اليت يه األرض زاكة اتلجارة‪ ،‬ربع العرش‪ ،‬وـهذا‬
‫ما ذـهب إيله املالكية‪ ،‬والشافعية يف اجلديد‪ ،‬واحلنابلة يف املذـهب‪.‬‬
‫َّ‬
‫ألنهما حقان خيتلف سبب وجوبهما فوجب أال يسقط أحدـهما باآلخر‪ ،‬اكحلدين‬
‫املختلفني‪.‬‬
‫وأما ادليلل ىلع تزكية اخلارج زاكة العرش‪ ،‬دون زاكة اتلجارة‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫‪ - 1‬ألن زاكة العني تتعلق باثلمرة والزرع‪ ،‬دون أصل انلخل واألرض‪.‬‬
‫‪ - 2‬وألن ُ‬
‫العرش أحظ للفقراء من ربع العرش‪ ،‬فوجب تقديم ما فيه احلظ‪.‬‬
‫‪117‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬
‫ُ‬
‫سبب وجوبها فتجب‪ .‬انتىه ملخصا من‬ ‫‪ - 3‬وألن الزيادة ىلع ربع العرش قد وجد‬
‫(‪)1‬‬
‫رسالة‪ :‬الزاكة يف العقار (ص‪ )87-85 :‬لالحم‪.‬‬
‫ُّ‬
‫قلت‪ :‬وـهذا القول أحوط وأبرأ لذلمة‪ ،‬وأحظ للفقراء واملساكني‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫َّ‬
‫تتمة‪ :‬إن بلغت إحدى الزاكتني نصابًا دون األخرى‪ ،‬فإنه جيب إخراج الزاكة مما بلغ‬
‫ً‬
‫سواء اكنت زاكة جتارة‪ ،‬أو زاكة زروع وثمار‪ ،‬لوجود مقتضيها من غري معارض‪.‬‬ ‫نصابًا‪،‬‬

‫ج‪ :34‬قال ابن رشد ‪« :‬أمجعوا ىلع أن الصنف الواحد من احلبوب واثلمر‬
‫ُجي َمع ُ‬
‫جيده إىل رديئه‪ ،‬وتؤخذ الزاكة عن مجيعه حبسب قدر لك واحد منهما ‪ -‬أعين‪:‬‬
‫من اجليد والرديء ‪ ،-‬فإن اكن اثلمر أصنافا أخذ من وسطه» بداية املجتهد‬
‫(‪.)28/2‬‬

‫ج‪ :35‬قال انلووي ‪« :‬إن اكن لكه رديئا كفاه اإلخراج من نفسه أو من رديء‬
‫مثله وـهذا ال خالف فيه‪ ،‬وإن تربع فأخرج أجود منه أجزأه‪ ،‬واكن ً‬
‫خريا وأفضل»‬
‫املجموع (‪.)9/6‬‬

‫(‪ )1‬ويف كتاب املجموع (‪ )52-51/6‬لإلمام انلووي الكم نفيس يف ـهذه املسألة‪.‬‬
‫‪118‬‬

‫ج‪ :36‬األصل أن إخراج الزاكة ‪-‬يف غري عروض اتلجارة‪ -‬يكون من نفس املال‪،‬‬
‫لكن أجاز بعض العلماء إخراج القيمة يف الزاكة بدال عن إخراجها من نفس املال‪،‬‬
‫إذا اقتضت املصلحة ذلك‪ ،‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬إخراج القيمة لغري‬
‫حاجة وال مصلحة راجحة ممنوع منه؛ وألنه مىت جوز إخراج القيمة مطلقا فقد‬
‫يعدل املالك إىل أنواع رديئة‪ ،‬وقد يقع يف اتلقويم رضر‪ ،‬وألن الزاكة مبناـها ىلع املواساة‪،‬‬
‫وـهذا معترب يف قدر املال وجنسه‪ .‬وأما إخراج القيمة للحاجة أو املصلحة‪ ،‬أو العدل‬
‫فال بأس به‪ ،‬مثل أن يبيع ثمر بستانَه أو َ‬
‫زرعه بدراـهم‪ ،‬فهاـهنا إخراج عرش ادلراـهم‬
‫جيزئه‪ ،‬وال يكلف أن يشرتي ً‬
‫ثمرا أو حنطة‪ ،‬إذ اكن قد ساوى الفقراء بنفسه‪ ،‬وقد‬
‫نص أمحد ىلع جواز ذلك» جمموع الفتاوى (‪.)83-82/25‬‬

‫َ‬ ‫ُ ّ‬
‫ج‪ :37‬قال ابن حزم ‪« :‬ال جيوز أن ي َعد ىلع صاحب الزرع يف الزاكة ما أكل ـهو‬
‫ُ‬ ‫ً ّ‬ ‫ً‬
‫وأـهله فريكا أو سويقا ‪-‬قل أو كرث‪ -‬وال السنبل اذلي يسقط فيأكله الطري أو املاشية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫أو يأخذه الضعفاء‪ ،‬وال ما تصدق به حني احلصاد؛ لكن ما ُصيف فزاكته عليه‪.‬‬
‫خرج عن يده قبل ذلك؛‬ ‫برـهان ذلك‪ ... :‬أن الزاكة ال جتب إال حني إماكن الكيل‪ ،‬فما َ‬

‫فقد خرج قبل وجوب الصدقة فيه‪ .‬وقال الشافيع والليث كذلك‪.‬‬
‫ُ ّ‬
‫وقال مالك وأبو حنيفة‪ :‬ي َعد عليه لك ذلك‪.‬‬
‫‪119‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫ألتم مخسة‬‫قال ابن حزم‪ :‬ـهذا تكليف ما ال يطاق‪ ،‬وقد يسقط من السنبل ما لو بيق ّ‬
‫َ ُ َ ِّ ُ‬ ‫ً‬
‫أوسق‪ ،‬وـهذا ال يُمكن ضبطه‪ ،‬وال املنع منه أصال‪ .‬واهلل تعاىل يقول‪{ :‬ال يكلف‬
‫َّ ُ َ ْ ً َّ ْ َ َ‬
‫اَّلل نفسا إِال ُوسعها}» املحىل (‪.)295/5‬‬
‫قلت‪ :‬األقرب ـهو قول الشافيع والليث‪ ،‬وـهو قول مجهور العلماء‪ ،‬وأما اإلمام مالك‬
‫فقال القرطيب املاليك ‪« :‬أكرث الفقهاء خيالفونه يف ذلك‪ ،‬وال يوجبون الزاكة إال‬
‫فيما حصل يف يده بعد ادلرس» تفسري القرطيب (‪.)108/7‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪« :‬ومجهور العلماء خيالفونه ‪ -  -‬يف ذلك‪ ،‬واحتجوا‬
‫ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ ْ َ‬ ‫ُُ‬
‫ألن ما يأكله ال حيسب عليه‪ ،‬بقوهل تعاىل‪{ :‬لكوا مِن ثم ِره ِ إِذا أثمر وآتوا حقه يوم‬
‫َ َ‬
‫حصا ِده ِ}» أضواء ابليان (‪.)519/1‬‬

‫ج‪ :38‬قال العثيمني ‪« :‬تللف اثلمار والزرع ثالث أحوال‪:‬‬

‫اْلال األوىل‪ :‬أن يتلفا قبل وجوب الزاكة‪ ،‬أي‪ :‬قبل اشتداد احلب وقبل صالح اثلمر‪،‬‬
‫فهذا ال يشء ىلع املالك مطلقا‪ ،‬سواء تلف بتعد أو تفريط‪ ،‬أو غري ذلك‪ ،‬والعلة‬
‫عدم الوجوب‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫اْلال اثلانية‪ :‬أن يتلفا بعد وجوب الزاكة‪ ،‬وقبل جعله يف ابليدر‪ )1( ،‬فيف ذلك تفصيل‪:‬‬
‫إن اكن بتعد منه أو تفريط ضمن الزاكة‪ ،‬وإن اكن بال تعد وال تفريط لم يضمن‪.‬‬

‫اْلال اثلاثلة‪ :‬أن يتلفا بعد جعله يف ابليدر‪ ،‬أي‪ :‬بعد جذه ووضعه يف ابليدر‪ ،‬أو بعد‬
‫حصاده ووضعه يف ابليدر‪ ،‬والصحيح أنها ال جتب الزاكة عليه ما لم يتعد أو يفرط؛‬
‫فإن تعدى أو فرط‪ ،‬بأن أخر رصف الزاكة حىت رسق املال‪ ،‬أو ما أشبه ذلك فهو ضامن‪،‬‬
‫َّ‬
‫وإن لم يتعد ولم يفرط واكن جمتهدا يف أن يبادر بتخليصه‪ ،‬ولكنه تلف‪ ،‬فال يضمن»‬
‫الرشح املمتع (‪.)82-81/6‬‬

‫ج‪ :39‬ـهذه املسألة تعرف باملساقاة‪ ،‬ويه عقد صحيح رشع عند مجهور أـهل العلم‪،‬‬
‫ورشط جوازـها أن يكون نصيب لك من املتعاقدين شائعا اكنلصف أو اثللث أو‬
‫الربع مثال‪.‬‬
‫ً‬
‫وأما عن كيفية زاكتها فقال ابن قدامة ‪« :‬إن زارع رجال مزارعة فاسدة فالعرش‬
‫ىلع من جيب الزرع هل‪ ،‬وإن اكنت صحيحة فعىل لك واحد منهما عرش حصته‪ ،‬إن‬
‫بلغت مخسة أوسق‪ ،‬أو اكن هل من الزرع ما يبلغ بضمه إيلها مخسة أوسق‪ ،‬وإال فال‬
‫عرش عليه‪ ،‬وإن بلغت حصة أحدـهما دون صاحبه انلصاب فعىل من بلغت حصته‬

‫(‪ )1‬ابليدر ـهو املحل اذلي جتمع فيه اثلمار والزروع‪ ،‬ويسىم اجلرين‪ .‬الرشح املمتع (‪.)81/6‬‬
‫‪121‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫انلصاب عرشـها وال يشء ىلع اآلخر؛ ألن اخللطة ال تؤثر يف غري السائمة يف الصحيح»‬
‫املغين (‪.)31-30/3‬‬
‫وسئل شيخنا الواديع‪ ‬عن رجل استأجر آخر ىلع األرض ىلع أن هل اثللث مما‬
‫خيرج بعد احلصاد‪ ،‬فأجاب‪« :‬خترج الزاكة من رأس املال‪ ،‬ثم يُ َ‬
‫قسم ابلايق بينهما أثالثا‪،‬‬
‫ثلثان لصاحب األرض‪ ،‬وثلث للزارع» من فقه الواديع (‪.)25-24/2‬‬

‫ج‪ :40‬قال ابن قدامة ‪« :‬من استأجر أرضا فزرعها‪ ،‬فالعرش عليه دون مالك‬
‫األرض‪ .‬وبهذا قال مالك‪ ،‬واثلوري‪ ،‬ورشيك‪ ،‬وابن املبارك‪ ،‬والشافيع‪ ،‬وابن املنذر»‬
‫املغين (‪.)30/3‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬وإذا أجر أرضه فمذـهبنا أن عرش زرعها ىلع املستأجر الزارع‪،‬‬
‫وبه قال مالك وأبو يوسف وحممد وأمحد وداود‪ ،‬وقال أبو حنيفة جيب ىلع صاحب‬
‫األرض» املجموع (‪.)30/3‬‬

‫ج‪ :41‬قال ابن قدامة ‪« :‬إذا وجب عليه عرش مرة‪ ،‬لم جيب عليه عرش آخر‪،‬‬
‫وإن حال عنده أحواال؛ ألن ـهذه األموال غري مرصدة للنماء يف املستقبل‪ ،‬بل يه إىل‬
‫انلقص أقرب‪ ،‬والزاكة إنما جتب يف األشياء انلامية» املغين (‪.)12/3‬‬
‫‪122‬‬
‫وقال ابن حزم ‪« :‬الزاكة تتكرر يف لك سنة‪ ،‬يف اإلبل‪ ،‬وابلقر‪ ،‬والغنم‪ ،‬واذلـهب‬
‫والفضة‪ ،‬خبالف الرب‪ ،‬والشعري‪ ،‬واتلمر‪ ،‬فان ـهذه األصناف إذا زكيت فال زاكة فيها‬
‫بعد ذلك أبدا‪ ،‬وإنما تزىك عند تصفيتها وكيلها‪ ،‬ويبس اتلمر وكيله‪ ،‬وـهذا ال خالف‬
‫فيه من أحد‪ ،‬إال يف احليل والعوامل» املحىل (‪.)44/6‬‬

‫ج‪ :42‬قال احلافظ ابن حجر ‪« :‬حىك الرتمذي عن بعض أـهل العلم أن تفسريه‬
‫أن اثلمار إذا أدركت من الرطب والعنب مما جتب فيه الزاكة بعث السلطان خارصا‬
‫ينظر فيقول‪ :‬خيرج من ـهذا كذا وكذا زبيبا وكذا وكذا تمرا‪ ،‬فيحصيه وينظر مبلغ‬
‫العرش فيثبته عليهم وخييل بينهم وبني اثلمار‪ ،‬فإذا جاء وقت اجلذاذ أخذ منهم العرش‬
‫انتىه‪.‬‬
‫وفائدة اخلرص اتلوسعة ىلع أرباب اثلمار يف اتلناول منها‪ ،‬وابليع من زـهوـها‪ ،‬وإيثار‬
‫األـهل واجلريان والفقراء؛ ألن يف منعهم منها تضييقا ال خيىف» فتح ابلاري‬
‫(‪.)344/3‬‬
‫وادليلل ىلع مرشوعيته ما أخرجه ابلخاري (‪ )1481‬عن أيب محيد الساعدي ‪‬‬
‫قال‪ :‬غزونا مع انليب ‪ ‬غزوة تبوك‪ ،‬فلما جاء وادي القرى إذا امرأة يف‬
‫حديقة هلا‪ ،‬فقال انليب ‪ ‬ألصحابه‪« :‬اخرصوا»‪ ،‬وخرص رسول اهلل‬
‫‪ ‬عرشة أوسق‪ ،‬فقال هلا‪« :‬أحيص ما خيرج منها»‪.‬‬
‫‪123‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬
‫َ‬
‫قال احلافظ ابن حجر ‪« :‬قال اخلطايب ‪ :‬واخلرص ُعمل به يف حياة انليب‬
‫‪ ،‬حىت مات‪ ،‬ثم أبو بكر وعمر فمن بعدـهم‪ ،‬ولم ينقل عن أحد منهم‬
‫َ‬
‫وال من اتلابعني تركه إال عن الشعيب» فتح ابلاري (‪.)344/3‬‬

‫ج‪ :43‬قال ابن قدامة ‪« :‬خيرص انلخل والكرم؛ ملا روينا من األثر فيهما‪ )1( ،‬ولم‬
‫يسمع باخلرص يف غريـهما‪ ،‬فال خيرص الزرع يف سنبله‪ .‬وبهذا قال عطاء‪ ،‬والزـهري‪،‬‬
‫ومالك؛ ألن الرشع لم يرد باخلرص فيه‪ ،‬وال ـهو يف معىن املنصوص عليه‪ ...،‬وما‬
‫عداـهما فال خيرص‪ ،‬وإنما ىلع أـهله فيه األمانة إذا صار مصىف ً‬
‫يابسا‪ ،‬وال بأس أن‬
‫يأكلوا منه ما جرت العادة بأكله‪ ،‬وال حيتسب عليه» املغين (‪.)17/3‬‬

‫ج‪ :44‬قال ابن قدامة ‪« :‬جيزئ خارص واحد؛ ألن انليب ‪ ‬اكن‬
‫يبعث ابن رواحة‪ ،‬فيخرص‪ ،‬ولم يذكر معه غريه؛ وألن اخلارص يفعل ما يؤديه اجتهاده‬
‫إيله‪ ،‬فهو اكحلاكم والقائف‪ ،‬ويعترب يف اخلارص أن يكون أمينا غري متهم» املغين‬
‫(‪.)15/3‬‬

‫ُ‬
‫سيد ‪‬‬
‫(‪ )1‬ورد رصحيا فيهما عند أيب داود (‪ )1605‬والرتمذي (‪ )644‬عن عتاب بن أ ٍ‬
‫وضعفه األبلاين‪ .‬لكن ورد يف املسألة أحاديث وآثار تغين عن ـهذا احلديث‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪124‬‬

‫ج‪ :45‬قال انلووي ‪« :‬ال جيوز للمالك أن يترصف يف اثلمار قبل اخلرص ال ببيع‬
‫وال أكل وال إتالف حىت خيرص‪ ،‬فلو ترصف قبل اخلرص وبعد وجوب الزاكة غرم ما‬
‫ترصف فيه بال خالف‪ ،‬فإن اكن عملا حتريمه عزر‪ ،‬وإن اكن جاـهال لم يعزر ألنه‬
‫معذور» املجموع (‪.)471/5‬‬

‫ج‪ :46‬قال انلووي ‪« :‬وإذا خرص وجب أن يرتك ألرباب األموال اثللث أو‬
‫الربع‪ ،‬ألن يف املال العرية واألكلة والوطية‪ .‬فإن لم يفعل جاز لرب املال أن يأخذ بقدر‬
‫ذلك وال حيسب عليه‪ .‬وقال ابن عقيل‪ :‬يرتك هلم قدر ما يأكلون ويهدون باملعروف‬
‫من غري حتديد‪ ،‬ثم ينظر فيما يبىق‪ ،‬فإن لم يبلغ نصابًا فال زاكة فيه‪ ،‬وإن بلغ نصابًا‬
‫ضمن رب املال نصيب الفقراء ثم ترصف يف اثلمرة» املستوعب (‪.)360/1‬‬
‫قلت‪ :‬احلديث الوارد يف اتلحديد باثللث أو الربع ضعيف؛ فقول ابن عقيل أن مرد‬
‫ـهذا إىل العرف أقرب إىل الصواب‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫بينما يرى مالك وأبو حنيفة أنه ال يرتك ألرباب الزرع واثلمار يشء وحيسب عليهم‬
‫ما يأكلونه قبل احلصاد واجلين‪.‬‬
‫‪125‬‬ ‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار‬

‫ج‪ :47‬قال ابن قدامة ‪« :‬قال ابن املنذر‪ :‬أمجع أـهل العلم ىلع أن اخلارص إذا‬
‫خرص اثلمرة‪ ،‬ثم أصابته جاحئة‪ ،‬فال يشء عليه إذا اكن قبل اجلذاذ‪.‬‬
‫فأما إن أتلفها‪ ،‬أو تلفت بتفريطه أو عدوانه بعد الوجوب‪ ،‬لم تسقط عنه الزاكة‪ ،‬وإن‬
‫اكن قبل الوجوب سقطت‪- ،‬إال أن يقصد بذلك الفرار من الزاكة‪ ،‬فيضمنها‪ ،‬وال تسقط‬
‫عنه‪ -‬ومىت ادىع رب املال تلفها بغري تفريطه‪ ،‬قبل قوهل من غري يمني‪ ،‬سواء اكن ذلك‬
‫قبل اخلرص أو بعده‪ ،‬ويقبل قوهل أيضا يف قدرـها بغري يمني‪ ،‬وكذلك يف سائر ادلعوى»‬
‫املغين (‪.)13-12/3‬‬

‫ج‪ :48‬قال انلووي ‪« :‬قال ابلغوي‪ :‬إن لم يبعث احلاكم خارصا‪ ،‬أو لم يكن‬
‫حاكم‪ ،‬حتاكم إىل عدلني خيرصان عليه» املجموع (‪.)471/5‬‬

‫ج‪ :49‬قال الشنقيطي ‪« :‬ينبيغ لصاحب احلائط إذا أراد اجلذاذ أال يمنع‬
‫املساكني من ادلخول‪ ،‬وأن يتصدق عليهم؛ لقوهل تعاىل يف ذم أصحاب اجلنة املذكورة‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ َّ َ ُ ْ‬
‫حني} اآليات‪ ،‬والعلم عند اهلل تعاىل»‬‫ْصمنها مصبِ ِ‬ ‫يف سورة القلم‪{ :‬إِذ أقسموا ِل ِ‬
‫أضواء ابليان (‪.)520/1‬‬
‫‪126‬‬

‫ج‪ :1‬بهيمة األنعام اليت جتب فيها الزاكة يه اإلبل‪ ،‬وابلقر‪ ،‬والغنم‪ ،‬باإلمجاع‪ ،‬وابلقر‬
‫يشمل ابلقر األـهيل واجلواميس‪ ،‬والغنم اسم يشمل املعز والضأن‪.‬‬
‫قال ابن املنذر ‪ ‬يف اإلمجاع (ص‪« :)45 :‬أمجعوا ىلع أن حكم اجلواميس‬
‫(‪)1‬‬
‫حكم ابلقر»‬
‫وقال ابن رشد ‪« :‬واتفقوا ىلع أن املعز تضم مع الغنم» بداية املجتهد‬
‫(‪.)24/2‬‬

‫ج‪ :2‬يشرتط لوجوب الزاكة يف بهيمة األنعام رشوطا يه‪:‬‬


‫األول‪ :‬حوالن احلول‪.‬‬
‫قال انلووي ‪« :‬اتفقوا ىلع اشرتاط احلول يف زاكة املاشية واذلـهب والفضة دون‬
‫املعرشات» رشح مسلم (‪.)53/7‬‬
‫اثلاين‪ :‬بلوغ انلصاب املحدد رشع‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن قدامة ‪« :‬وال زاكة يف الوحيش‪ ،‬وعنه يف بقر الوحش الزاكة دلخوهلا يف اسم‬
‫ابلقر‪ ،‬واألوىل أوىل‪ ،‬ألنها ال تدخل يف إطالق اسم ابلقر‪ ،‬وال جتوز اتلضحية بها‪ ،‬وال تقتين نلماء‬
‫وال در‪ ،‬فأشبهت الظباء» الاكيف (‪.)283/1‬‬
‫‪127‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬

‫وأحسن حديث استوىف ذلك ـهو حديث أنس يف ابلخاري يف كتابة أيب بكر ‪‬‬
‫يف الصدقة‪ .‬وـهذا الرشط أيضا باالتفاق‪.‬‬
‫َّ‬
‫اثلالث‪ :‬أن تكون معدة لدلر والنسل والتسمني‪ ،‬ال للمتاجرة بها؛ فإن اكنت معدة‬
‫للمتاجرة بها ففيها زاكة عروض اتلجارة إذا استوفت رشوطها‪.‬‬
‫ً‬
‫الرابع‪ :‬أن تكون سائمة احلول أو أكرثه‪ ،‬بمعىن أن تتغذى احلول أو أكرثه ىلع السوم‬
‫‪-‬وـهو الريع املباح اذلي نبت بفعل اهلل تعاىل دون أن يزرعه أحد‪.-‬‬
‫وـهذا الرشط عند اجلمهور‪ ،‬خالفا ملالك؛ ملا يف ابلخاري (‪ )1455‬من حديث أيب بكر‬
‫‪ ‬أن انليب ‪ ‬قال‪« :‬وِف صدقة الغنم ِف سائمتها إذا َكنت أربعني‬
‫فيها شاة»‪.‬‬
‫قال‪ِ« :‬ف لك إبل سائمة ِف لك‬ ‫وحلديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن انليب‬
‫أربعني ابنة بلون» رواه أمحد وأبو داود والنسايئ‪.‬‬

‫ج‪ :3‬قال العثيمني ‪« :‬اعلم أن بهيمة األنعام تتخذ ىلع أقسام‪:‬‬


‫القسم األول‪ :‬أن تكون عروض جتارة‪ ،‬فهذه تزىك زاكة العروض‪.‬‬
‫فقد جتب الزاكة يف شاة واحدة‪ ،‬أو يف بعري واحد‪ ،‬أو يف بقرة واحدة؛ ألن املعترب يف‬
‫ً‬
‫عروض اتلجارة القيمة‪ ،‬فإذا اكن ـهذا ـهو املعترب فما بلغ نصابا بالقيمة ففيه الزاكة‪،‬‬
‫سواء اكنت سائمة أو معلوفة‪ ،‬مؤجرة اكنت‪ ،‬أو مركوبة لالنتفاع‪.‬‬
‫ُْ‬
‫القسم اثلاين‪ :‬السائمة‪ ،‬املعدة لدلر والنسل‪ ،‬ويه اليت ترىع‪ ،‬كما قال اهلل تعاىل‪َ { :‬ومِنه‬
‫َ ْ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫وسمنها‪،‬‬ ‫شج ٌر فِي ِه ت ِسيمون} [انلحل‪ .]10 :‬اختذـها صاحبها دلرـها‪ ،‬أي‪ :‬حلليبها‪،‬‬
‫‪128‬‬
‫والنسل‪ ،‬وال يمنع كونها معدة ذللك أن يبيع ما زاد ىلع حاجته من أوالدـها‪ ،‬ألن‬
‫ـهؤالء األوالد كثمر انلخل‪.‬‬
‫القسم اثلالث ‪ :‬املعلوفة املتخذة لدلر والنسل‪ ،‬ويه اليت يشرتي هلا صاحبها العلف‪،‬‬
‫ً‬
‫أو حيصده‪ ،‬أو حيشه هلا‪ ،‬فهذه ليس فيها زاكة إطالقا‪ ،‬ولو بلغت ما بلغت؛ ألنها ليست‬
‫من عروض اتلجارة‪ ،‬وال من السوائم‪.‬‬
‫القسم الرابع ‪ :‬العوامل‪ ،‬ويه‪ :‬اإلبل اليت عند شخص يؤجرـها للحمل فهذه ليس فيها‬
‫زاكة‪ ،‬وإنما الزاكة فيما حيصل من أجرتها إذا تم عليها احلول» الرشح املمتع (‪)53/7‬‬
‫(‪.)1‬‬

‫ج‪ :4‬قال انلووي ‪« :‬السائمة إذا اكنت عملة اكإلبل اليت حيمل عليها أو اكنت‬
‫(‪)2‬‬
‫ففيها وجهان (الصحيح) وبه قطع املصنف‬ ‫نواضح وابلقر اليت حيرث عليها‬
‫واجلمهور ال زاكة فيها» املجموع (‪.)358/5‬‬
‫ُ‬ ‫وقال اإلتيويب ‪« :‬املراد بالسوم لقصد ّ‬
‫ادلر والنسل‪ ،‬فلو أسيمت اإلبل‪ ،‬أو‬
‫ُ‬
‫ابلقر‪ ،‬أو الغنم‪ :‬للحمل‪ ،‬أو الركوب‪ ،‬أو اللحم‪ ،‬فال زاكة فيها‪ ،‬وإن أسيمت للتجارة‬

‫(‪ )1‬القسمان اثلالث والرابع ال جتب فيهما الزاكة عند اجلمهور‪ ،‬خالفا ملالك ومكحول‪ .‬كما يف‬
‫حلية العلماء (‪ )19/3‬للقفال‪.‬‬
‫(‪ )2‬وال فرق أن تعمل ملالكها أو لغريه باألجرة‪ .‬تسهيل االنتفاع بمنت أيب شجاع‬
‫‪129‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬
‫َّ‬
‫ففيها زاكة اتلجارة وإن اكنت أقل من انلصاب‪ ،‬إذا ساوت مائيت درـهم» ذخرية‬
‫العقىب (‪.)63/22‬‬

‫ج‪ :5‬قال اإلتيويب ‪« :‬ما ذـهب إيله اجلمهور من عدم وجوب الزاكة يف الرسل‪،‬‬
‫ُ‬
‫صاحبها‪ ،‬وقد ثبت‬ ‫والعوامل‪ ،‬واحلوامل ـهو األرجح؛ ألن ـهذه األشياء ما َ‬
‫است َ‬
‫غىن عنها‬
‫انليب ‪ ‬أنه قال‪« :‬ال صدقة إال عن ظهر غىن» رواه أمحد بإسناد‬ ‫ّ‬ ‫عن‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ابلخاري بصيغة اجلزم‪ ،‬ولقوهل ‪« :‬فأخربهم أن اَّلل‬ ‫صحيح‪ ،‬وعلقه‬
‫ّ‬
‫افرتض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم‪ ،‬وترد ىلع فقرائهم» متفق عليه‪ .‬وروي‪:‬‬
‫َّ‬
‫«ليس ِف العوامل يشء» والصحيح أنه موقوف‪ ،‬لكن يقويه ما قبله‪ .‬واَّلل تعاىل أعلم‬
‫بالصواب‪ ،‬وإيله املرجع واملآب» ذخرية العقىب (‪.)106/22‬‬

‫ً‬
‫ج‪ :6‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬إذا اكنت راعية أكرث العام؛ مثل أن يشرتي‬
‫ّ‬
‫هلا ثالثة أشهر أو أربعة‪ ،‬فإنه يُزكيها‪ ،‬ـهذا أظهر قويل العلماء» جمموع الفتاوى‬
‫(‪.)48/25‬‬
‫وقال اإلتيويب ‪« :‬املعترب عند أمحد وأيب حنيفة‪ ،‬السوم يف أكرث احلول؛ ألن اسم‬
‫ّ‬
‫اتلحرز عنه‪ ،‬فاعتباره‬ ‫السوم ال يزول بالعلف اليسري؛ وألن العلف اليسري ال يمكن‬
‫ّ‬
‫بالكية‪ ،‬سيما عند من يسوغ هل الفرار من الزاكة‪ ،‬فإنه إذا‬ ‫يف مجيع السنة يُسقط الزاكة‬
‫‪130‬‬
‫أراد إسقاط الزاكة أسامها ً‬
‫يوما فأسقطها باإلسامة؛ وألن الرضورة تدعو إيله يف بعض‬
‫ّ‬
‫الشافيع‬ ‫األحيان‪ ،‬وألن ـهذا وصف معترب يف رفع الكفة يف الزرع واثلمار‪ .‬واعترب‬
‫السوم يف مجيع احلول‪ ،‬فال جتب الزاكة فيها إذا لم تكن سائمة يف مجيع السنة» ذخرية‬
‫العقىب (‪.)63/22‬‬

‫ج‪ :7‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬قال اخلطايب‪ :‬اتفق عمة أـهل العلم يف‬
‫انلتاج أنه يعد مع األمهات إذا اكن األصل نصابا تاما‪ ،‬وال يستأنف هل احلول؛ (‪ )1‬وذلك‬
‫ألن انلتاج يتعذر تمزيه وضبط أوائل أوقات كونه‪ ،‬فحمل ىلع حكم األصل‪ ،‬والودل‬
‫يتبع األم يف عمة األحاكم» جمموع الفتاوى (‪.)31/2‬‬
‫ونقل ابن قدامة ‪ ‬يف املغين (‪ )468/2‬عدم اخلالف يف ـهذا‪.‬‬

‫ج‪ :8‬ذـهب اجلمهور إىل أن انلصاب إذا اكتمل بالسخال‪ ،‬فإن احلول يبدأ من ذلك‬
‫الوقت؛ ألنه لم حيل احلول ىلع نصاب اكمل فلم جتب الزاكة فيها‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن قدامة ‪« :‬واحلكم يف فصالن اإلبل‪ ،‬وعجول ابلقر‪ ،‬اكحلكم يف السخال»‬
‫املغين (‪.)451/2‬‬
‫‪131‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬

‫وقال مالك كما يف املدونة (‪ :)356/1‬حيسب احلول من يوم أن ملك األمهات‪ ،‬وال‬
‫يستأنف حوال جديدا من حني اكتمل انلصاب بالسخال‪.‬‬

‫ج‪ :9‬قال انلووي ‪« :‬قال ابن املنذر‪ :‬أمجعوا ىلع أن يف مخس وعرشين بنت‬
‫خماض‪ ،‬وأمجعوا ىلع أن مقدار الواجب فيها إىل مائة وعرشين ىلع ما يف حديث أنس»‬
‫املجموع (‪.)400/5‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬أمجع فقهاء اإلسالم ىلع أن ما دون مخس من اإلبل ال زاكة‬
‫فيه» املغين (‪.)439/2‬‬

‫ج‪ :10‬قال الشيخ حممد بن عبد الوـهاب ‪« :‬إذا بلغت مخسا وعرشين ففيها بنت‬
‫خماض ويه اليت هلا سنة‪ .‬فإن عدمها أجزأه ابن بلون وـهو ما هل سنتان‪ .‬ويف ست‬
‫وثالثني بنت بلون‪ ،‬ويف ست وأربعني حقة هلا ثالث سنني‪ ،‬ويف إحدى وستني جذعة‬
‫هلا أربع سنني‪ ،‬ويف ست وسبعني بنتا بلون‪ ،‬ويف إحدى وتسعني حقتان‪ ،‬ويف مائة‬
‫وإحدى وعرشين ثالث بنات بلون‪ .‬ثم تستقر الفريضة يف لك أربعني بنت بلون ويف‬
‫لك مخسني حقة‪ .‬فإذا بلغت مائتني اتفق الفرضان فإن شاء أخرج أربع حقائق‪ ،‬وإن‬
‫شاء مخس بنات بلون» مؤلفات حممد بن عبد الوـهاب (‪.)43/3‬‬
‫‪132‬‬

‫ج‪ :11‬قال ابن قدامة ‪« :‬واجبة بالسنة واإلمجاع؛ أما السنة فما روى أبو ذر‬
‫‪ ‬عن انليب‪ ‬أنه قال‪« :‬ما من صاحب إبل وال بقر وال غنم ال‬
‫يؤدي زاكتها‪ ،‬إال جاءت يوم القيامة أعظم ما َكنت وأسمن‪ ،‬تن ِطحه (‪ )1‬بقرونها‪ ،‬وتطؤه‬
‫بأخفافها‪ ،‬لكما نفدت أخراها اعدت عليه أوالها‪ ،‬حىت يقىض بني انلاس» متفق‬
‫عليه‪ )2(،‬وأما اإلمجاع ف ال أعلم اختالفا يف وجوب الزاكة يف ابلقر‪ .‬وقال أبو عبيد‪ :‬ال‬
‫أعلم انلاس خيتلفون فيه ايلوم‪ .‬وألنها أحد أصناف بهيمة األنعام‪ ،‬فوجبت الزاكة يف‬
‫سائمتها‪ ،‬اكإلبل والغنم» املغين (‪.)442/2‬‬

‫ج‪ :11‬ثبت انلص بمقدار زاكة ابلقر‪ ،‬وذلك فيما أخرجه أبو داود (‪ )1578‬وصححه‬
‫األبلاين‪ ،‬عن معاذ بن جبل ‪ ‬قال‪« :‬بعثين انليب ‪ ‬إىل ايلمن‪ ،‬فأمره‬
‫أن يأخذ من لك ثالثني بقرة تبيعا أو تبيعة‪ ،‬ومن لك أربعني مسنة»‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال انلووي ‪«« :‬تنطحه» بكرس الطاء وفتحها لغتان حاكـهما اجلوـهري وغريه‪،‬‬
‫والكرس أفصح‪ ،‬وـهو املعروف يف الرواية» رشح مسلم (‪.)65/7‬‬
‫(‪ )2‬قال انلووي ‪« :‬قوهل ‪« :‬وال صاحب بقر» إىل آخره‪ ،‬فيه ديلل ىلع وجوب‬
‫الزاكة يف ابلقر‪ ،‬وـهذا أصح األحاديث الواردة يف زاكة ابلقر» رشح مسلم (‪.)65/7‬‬
‫‪133‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬
‫قال ابن عبد الرب ‪« :‬ال خالف بني العلماء أن ُّ‬
‫السنة يف زاكة ابلقر ما يف حديث‬
‫جتمع عليه فيها‪ .‬واحلديث عن معاذ ثابت متصل»‬ ‫الم َ‬
‫معاذ ـهذا‪ ،‬وأنه انلصاب ُ‬
‫(‪)1‬‬
‫االستذاكر (‪.)157/9‬‬

‫ج‪ :12‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬ذـهب مالك والشافيع واثلوري وأمحد‪ ،‬وإسحاق وأبو‬
‫ثور وداود والطربي ومجاعة أـهل الفقه من أـهل الرأي واحلديث إىل أن ال يشء فيما‬
‫زاد ىلع األربعني من ابلقر حىت تبلغ ستني ففيها تبيعان إىل سبعني‪ ،‬فإذا بلغت سبعني‬
‫ففيها تبيع ومسنة إىل ثمانني فيكون فيها مسنتان إىل تسعني فيكون فيها ثالث تبائع‬
‫إىل مائة فيكون فيها تبيعان ومسنة‪ ،‬ثم ـهكذا أبدا يف لك ثالثني تبيع ويف لك أربعني‬
‫مسنة ‪ ...‬وقال أبو حنيفة‪ :‬ما زاد ىلع األربعني من ابلقر فبحساب ذلك(‪» )2‬‬
‫االستذاكر (‪.)160/9‬‬

‫(‪ )1‬احلديث متصل ىلع رشط مسلم‪ ،‬من االكتفاء باملعارصة وإماكن اللقاء‪ ،‬أما ىلع مذـهب من‬
‫اشرتط ثبوت اللقاء فال‪ ،‬لكن قال شيخنا الواديع ‪« :‬هل طرق يرتيق بها إىل احلجية‪ ،‬حىت‬
‫ىلع قول من يشرتط الليق» من فقه الواديع (‪.)10/2‬‬
‫(‪ )2‬ىلع تفاصيل عندـهم يف ذلك‪ .‬راجع‪ :‬املبسوط (‪.)187/2‬‬
‫‪134‬‬

‫ج‪ :13‬قال أصحاب املوسوعة الفقهية (‪« :)257/23‬اتلبيع عند اجلمهور ما تم هل سنة‬
‫وطعن يف اثلانية‪ ،‬واملسنة ما تم هلا سنتان وطعنت يف اثلاثلة‪ ،‬وعند املالكية اتلبيع ما‬
‫تم هل سنتان ودخل يف اثلاثلة‪ ،‬واملسنة ما تم هلا ثالث سنني ودخلت يف الرابعة»‪.‬‬

‫ج‪ :14‬قال أصحاب املوسوعة الفقهية الكويتية (‪« :)257/23‬أما اتلبيع اذلكر فيؤخذ‬
‫اتفاقا‪ ،‬فهو بمزنلة اتلبيعة‪ ،‬للنص عليه يف حديث أنس‪ ،‬وأما املسن اذلكر فمذـهب‬
‫احلنفية أنه جيوز أخذه‪ .‬ومذـهب املالكية والشافعية واحلنابلة ال يؤخذ إال املسنة‬
‫األنىث؛ ألن انلص ورد فيها»‪.‬‬

‫ج‪ :15‬قال ابن قدامة ‪« :‬صدقة الغنم واجبة بالسنة‪ ،‬واإلمجاع؛ أما السنة فما‬
‫روى أنس يف كتاب أيب بكر‪ ،‬قال‪« :‬وِف صدقة الغنم ِف سائمتها‪ ،‬إذا َكنت أربعني‬
‫إىل عِّشين ومائة‪ ،‬شاة‪ ،‬فإذا زادت ىلع عِّشين ومائة إىل مائتني‪ ،‬ففيها شاتان‪ ،‬فإذا‬
‫زادت ىلع مائتني إىل ثَلثمائة‪ ،‬ففيها ثَلث شياه‪ ،‬فإذا زادت ىلع ثَلثمائة‪ ،‬فيف لك مائة‬
‫شاة‪ ،‬وإذا َكنت سائمة الرجل ناقصة من أربعني شاة واحدة‪ ،‬فليس فيها صدقة إال‬
‫أن يشاء ربها‪ ،‬وال خيرج ِف الصدقة هرمة‪ ،‬وال ذات عوار‪ ،‬وال تيسا‪ ،‬إال ما شاء‬
‫املصدق» واختار سوى ـهذا كثري‪ ،‬وأمجع العلماء ىلع وجوب الزاكة فيها» املغين‬
‫(‪.)447//2‬‬
‫‪135‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬

‫ج‪ :16‬قال ابن رشد ‪« :‬أمجعوا من ـهذا ابلاب ىلع أن يف سائمة الغنم إذا بلغت‬
‫ً‬
‫أربعني شاة شاة إىل عرشين ومائة‪ ،‬فإذا زادت ىلع العرشين ومائة ففيها شاتان إىل‬
‫مائتني‪ ،‬فإذا زادت ىلع املائتني فثالث شياه إىل ثالثمائة‪ ،‬فإذا زادت ىلع اثلالثمائة‬
‫فيف لك مائة شاة‪ ،‬وذلك عند اجلمهور إال احلسن بن صالح‪ »..‬بداية املجتهد (‪.)24/2‬‬

‫ج‪ :17‬قال ابن قدامة ‪« :‬يف كتاب الصدقات اذلي اكن عند آل عمر بن‬
‫اخلطاب‪ « :‬فإذا زادت ىلع ثَلثمائة واحدة فليس فيها يشء حىت تبلغ أربعمائة شاة‬
‫ففيها أربع شيا ٍه»‪ .‬وـهذا نص ال جيوز خالفه إال بمثله أو أقوى منه‪ ،‬وحتديد انلصاب‬
‫الستقرار الفريضة ال لغاية‪ ،‬واهلل أعلم» املغين (‪.)448-447/2‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر ‪« :‬قوهل‪« :‬فإذا زادت ىلع ثَلثمائة فيف لك مائة شاة»‬
‫مقتضاه أنه ال جتب الشاة الرابعة حىت تويف أربعمائة‪ ،‬وـهو قول اجلمهور‪ ،‬قالوا‪ :‬فائدة‬
‫ْ‬
‫ذكر اثلالثمائة بليان انلصاب اذلي بعده لكون ما قبله خمتلفا‪ ،‬وعن بعض الكوفيني‬
‫اكحلسن بن صالح ورواية عن أمحد إذا زادت ىلع اثلالثمائة واحدة وجب األربع»‬
‫فتح ابلاري (‪.)320/3‬‬
‫وقال القرطيب ‪« :‬قال اجلمهور‪ :‬يف مائيت شاة وشاه ثالث شياه‪ ،‬ثم ال يش فيها‬
‫إىل أربعمائة فيكون فيها أربع شياه‪ ،‬ثم لكما زادت مائة ففيها شاة‪ ،‬إمجاع واتفاقا»‬
‫تفسري القرطيب (‪.)248/8‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫‪136‬‬
‫قال ادلكتور سعيد القحطاين ‪« :‬بنت خماض‪ :‬بنت سنة‪ ،‬وسميت بذلك؛ ألن‬
‫أمها حامل‪.‬‬
‫‪ -‬بنت بلون‪ :‬ما هلا سنتان‪ ،‬وسميت بذلك؛ ألن أمها ذات لنب‪.‬‬
‫‪ -‬حقة‪ :‬ما هلا ثالث سنني‪ ،‬وسميت بذلك؛ ألنها استحقت الركوب‪.‬‬
‫‪ -‬جذعة‪ :‬ما هلا أربع سنني» الزاكة يف اإلسالم (ص‪.)87 :‬‬

‫ُ‬
‫ج‪ :18‬قال ابن املنذر ‪« :‬أمجعوا ىلع أن الضأن واملعز جيمعان يف الصدقة»‬
‫اإلمجاع (ص‪.)45 :‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬ال خالف بني الفقهاء أن الضأن واملعز‬
‫جيمعان يف الزاكة‪ ،‬وكذلك اإلبل ىلع اختالف أصنافها‪ ،‬وكذلك ابلقر واجلواميس»‬
‫جمموع الفتاوى (‪.)35/25‬‬
‫وقال القرطيب ‪« :‬أمجعوا ىلع أنه ال يضاف اتلمر إىل الرب‪ ،‬وال الرب إىل الزبيب‪،‬‬
‫وال اإلبل إىل ابلقر‪ ،‬وال ابلقر إىل الغنم‪ .‬ويضاف الضأن إىل املعز بإمجاع» تفسري‬
‫القرطيب (‪.)107/7‬‬
‫‪137‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬

‫ج‪ :19‬قال ابن قدامة ‪« :‬ال خالف بني أـهل العلم‪ ،‬يف غري احلبوب واثلمار‪ ،‬أنه‬
‫ال يضم جنس إىل جنس آخر يف تكميل انلصاب‪ .‬فاملاشية ثالثة أجناس‪ :‬اإلبل‪،‬‬
‫وابلقر‪ ،‬والغنم‪ ،‬ال يضم جنس منها إىل آخر» املغين (‪.)32/3‬‬

‫ج‪ :20‬قال ابن قدامة ‪« :‬قال األثرم‪ :‬قلت أليب عبد اهلل ‪ :‬تفسري‬
‫األوقاص‪ .‬قال‪ :‬األوقاص ما بني الفريضتني» املغين (‪.)440/2‬‬
‫مثال األوقاص أن يف مخس من اإلبل شاة‪ ،‬وليس فيها يشء حىت تبلغ عرشا ففيها‬
‫شاتان‪ .‬فما بني اخلمس والعرش يسىم أوقاصا‪.‬‬
‫وأوقاص املاشية ال جتب فيه الزاكة‪ ،‬قال ابن املنذر ‪« :‬قال أكرث العلماء‪ :‬ال‬
‫يشء يف األوقاص» املجموع (‪.)393/5‬‬
‫قلت‪ :‬وعليه حيمل حديث معاذ ‪ ،‬أن انليب ‪ ‬قال‪« :‬ليس ِف‬
‫األوقاص يشء» أخرجه الطرباين وصححه األبلاين‪.‬‬

‫ج‪ :21‬قال الشيخ سعيد القحطاين ‪« :‬اخللطة نوعن‪:‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫مشاع‪ ،‬يرثانه‪ ،‬أو‬ ‫انلوع األول‪ :‬خلطة أعيان‪ :‬بأن يملك شخصان أو أكرث ماال‬
‫ً‬
‫مشاع بينهما‪ ،‬ولكن ال يتمزي مال لك واحد منهما‪.‬‬ ‫يشرتيانه‪ ،‬أو غري ذلك‪ ،‬ويكون‬
‫‪138‬‬
‫ُ‬
‫مال لك واحد منهما ً‬ ‫ُ‬
‫ممزيا ولكن اشرتاك يف‬ ‫انلوع اثلاين‪ :‬خلطة أوصاف‪ :‬بأن يكون‬
‫ُ‬
‫المراح‪ ،‬واملرسح‪ ،‬واملرشب‪ ،‬واملحلب‪ ،‬والرايع‪ ،‬والفحل‪.‬‬
‫والك انلوعني املذكورين يف اخللطة يؤثر يف جعل ماهلما اكملال الواحد يف أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬الواجب فيهما اكلواجب يف مال واحد‪.‬‬
‫اثلاين‪ :‬أن للسايع أخذ الفرض من مال أيهما شاء؛ ألن ماهلما صار اكملال الواحد يف‬
‫اإلجياب‪ ،‬فكذلك يف اإلخراج» الزاكة يف اإلسالم (ص‪.)97 :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قلت‪ :‬اخل ُلطة كما عرفها انلووي يف املجموع (‪ :)432/5‬أن جي َعل مال الرجلني أو‬
‫اجلماعة كمال الرجل الواحد‪.‬‬
‫فلو اكن للك واحد منهما أربعون من الغنم فيف حال اخللطة جيب عليهما شاة‬
‫واحدة‪ ،‬ويف حال االنفراد جيب ىلع لك واحد شاة‪ ،‬وىلع العكس من ذلك‪ ،‬لو اكن للك‬
‫واحد منهما عرشون من الغنم‪ ،‬فيف حال اخللطة جيب عليهما شاة‪ ،‬ويف حال االنفراد‬
‫ال جيب عليهما يشء‪ .‬وىلع ـهذا فقس‪ .‬لك ـهذا عند مجاـهري أـهل العلم؛ (‪.)1‬‬

‫ج‪ :22‬قال ابن قدامة ‪« :‬يعترب يف اخللطة رشوط مخس‪:‬‬

‫(‪ )1‬خالفا لألحناف واثلوري اذلين فرسوا اخلليطني بالرشيكني‪ ،‬قال ابن حزم موضحا‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫خليطا‪ ،‬وال فرق‪ ،‬فإن اكن ثالثة خلطاء للك‬ ‫مذـهبهم‪ :‬لك خليط يزيك ما معه كما لو لم يكن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫واحد أربعون شاة‪ ،‬فعليهم ثالث شياه‪ ،‬ىلع لك واحد منهم شاة‪ ،‬وإن اكن مخسة للك واحد منهم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مخس من اإلبل‪ ،‬وـهم خلطاء‪ ،‬فعىل لك واحد شاة‪ ،‬وـهكذا القول يف لك يشء‪ .‬املحىل (‪)53/6‬‬
‫واختاره ابن حزم‪ ،‬واإلتيويب يف ذخرية العقىب (‪.)92/22‬‬
‫‪139‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬

‫أحدها‪ :‬أن تكون يف السائمة وال تؤثر اخللطة يف غريـها‪.‬‬


‫اثلاين‪ :‬أن يكون اخلليطان من أـهل الزاكة‪ ،‬فإن اكن أحدـهما ماكتبًا أو ذميًا فال أثر‬
‫خللطته؛ ألنه ال زاكة يف ماهل‪.‬‬
‫اثلالث‪ :‬أن خيتلطا يف نصاب‪ ،‬فإن اختلطا فيما دونه‪ ،‬مثل أن خيتلطا يف ثالثني شاة لم‬
‫تؤثر اخللطة‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أن خيتلطا يف ستة أشياء ال يتمزي أحدـهما عن صاحبه فيها ويه‪ :‬املرسح‪،‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫واملرشب‪ ،‬والمحلَب‪ُ )1(،‬‬
‫والمراح‪ ،‬والرايع‪ ،‬والفحل‪.‬‬
‫اخلامس‪ :‬أن خيتلطا يف مجيع احلول‪ ،‬فإن ثبت هلما حكم االنفراد يف بعضه زكيا زاكة‬
‫املنفردين فيه» الاكيف (‪.)395/1‬‬

‫ج‪ :23‬قال الشيخ عطية سالم ‪« :‬اختلف القائلون بتأثريـها يف الزاكة ىلع من‬
‫تؤثر‪:‬‬
‫فقال أمحد‪ ،‬والشافيع‪ :‬تؤثر ىلع مجيع اخللطاء‪ ،‬من يملكون نصابا‪ ،‬ومن ال يملك‪.‬‬

‫(‪ )1‬ـهو اإلناء اذلي حيلب فيه‪ .‬واألصح عند الشافعية عدم اشرتاطه‪.‬‬
‫(‪ُ )2‬‬
‫المراح بضم امليم مأوى املاشية يلال‪ .‬واملرسح ـهو‪ :‬املوضع اذلي جتمع فيه املاشية لتساق إىل‬
‫املرىع‪ .‬واملرشب أي‪ :‬اذلي ترشب منه املاشية كعني أو نهر أو غريـهما‪ .‬راجع هلذا واذلي قبله‪:‬‬
‫تسهيل االنتفاع بمنت أيب شجاع ‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫وقال مالك‪ :‬ال تؤثر إال ىلع من ملك نصابا فأكرث‪ ،‬ومن ال يملك نصابا فال تأثري هلا‬
‫عليه» تتمة أضواء ابليان (‪.)278/8‬‬

‫ج‪ :24‬قال ابن قدامة ‪« :‬يعترب اختالطهم يف مجيع احلول‪ ،‬فإن ثبت هلم حكم‬
‫االنفراد يف بعضه زكوا زاكة املنفردين‪ .‬وبهذا قال الشافيع يف اجلديد‪ .‬وقال مالك ال‬
‫ُ َ‬
‫يعترب اختالطهم يف أول احلول؛ لقول انليب ‪« :‬ال ُيمع بني متفرق‪ ،‬وال‬
‫يُ َّ‬
‫فرق بني جمتمع»‪ .‬يعين يف وقت أخذ الزاكة‪ .‬ونلا‪ :‬أن ـهذا مال ثبت هل حكم االنفراد‪،‬‬
‫فاكنت زاكته زاكة املنفرد‪ ،‬كما لو انفرد يف آخر احلول‪ ،‬واحلديث حممول ىلع املجتمع يف‬
‫مجيع احلول» املغين (‪.)456-454/2‬‬

‫ج‪ :25‬قال الشيخ عطية سالم ‪« :‬عند أمحد والشافيع لك حبصته‪ ،‬فلو اكنت‬
‫الشاة بستني درـهما‪ ،‬لاكن ىلع األول عرشة دراـهم بنسبة غنمه من املجموع‪ ،‬وىلع‬
‫اثلاين عرشون‪ ،‬وىلع اثلالث ثالثون‪ ،‬لك بنسبة غنمه من املجموع‪.‬‬
‫وعند مالك‪ :‬ال يشء ىلع األول؛ ألنه لم يملك نصابا‪ ،‬والشاة ىلع اثلاين واثلالث فقط‪،‬‬
‫وبنسبة غنمهما من املجموع» تتمة أضواء ابليان (‪.)278/8‬‬
‫‪141‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬

‫قلت‪ :‬يتأيد قول أمحد والشافيع ‪ -‬أن اخللطة تؤثر حىت يف حق من ال يملك نصابا‪،‬‬
‫ويرتاجعون بينهم بالسوية‪ -‬بقول انليب ‪« :‬وما َكن من خليطني فإنهما‬
‫يرتاجعان بينهما بالسوية»‪.‬‬

‫ج‪ :26‬ـهذه املسألة هلا صورتان‪:‬‬


‫األوىل ‪ :‬أن ال يكون بينهما مسافة قرص‪ ،‬فهذه خيرج زاكتها قال ابن قدامة‪ :‬بغري‬
‫خالف نعلمه‪.‬‬
‫اثلانية ‪ :‬أن يكون بينهما مسافة قرص‪ ،‬فذـهب احلنابلة أنه ال جيمع بينهما وال زاكة‬
‫عليه يف ـهذه احلال‪ )1( ،‬وذـهب اجلمهور وأمحد يف الرواية األخرى إىل أنه خيرج زاكتها‪،‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ « :‬وـهذا ـهو الصحيح إن شاء اهلل تعاىل؛ لقوهل عليه الصالة‬
‫والسالم‪« :‬وِف صدقة الغنم ِف سائمتها إذا َكنت أربعني إىل عِّشين ومائة شاة» وألنه‬
‫ملك واحد أشبه ما لو اكن يف بدلان متقاربة‪ .‬وـهذا اختيار أيب اخلطاب ومذـهب سائر‬
‫الفقهاء» املغين (‪.)462/2‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن املنذر‪ :‬ال أعلم ـهذا القول عن غري أمحد‪ .‬املغين (‪.)462/2‬‬
‫‪142‬‬

‫ُ‬
‫ج‪ :27‬قال العثيمني ‪« :‬مثال قوهل ‪« :‬ال يفرق بني جمتمع خشية‬
‫ً‬
‫الصدقة»‪ :‬أن يكون عندي أربعون شاة‪ ،‬والعامل سيأيت غدا‪ ،‬فأجعل عرشين منها‬
‫يف ماكن‪ ،‬وعرشين يف ماكن آخر‪ ،‬فإذا جاء العامل وجد ـهذه الغنم عرشين‪ ،‬والغنم‬
‫األخرى عرشين فال يأخذ عليها زاكة؛ ألنها لم تبلغ انلصاب‪.‬‬
‫ُ‬
‫ومثال قوهل ‪« :‬ال ُيمع بني متفرق خشية الصدقة»‪ :‬أنا أملك أربعني‪،‬‬
‫وأنت تملك أربعني‪ ،‬واثلالث يملك أربعني‪ ،‬فاجلميع مائة وعرشون‪ ،‬فلو اعتربنا لك‬
‫واحد وحده لوجب ثالث شياه‪ ،‬لكن إذا مجعنا الغنم لكها وعددـها مائة وعرشون‪،‬‬
‫ً‬
‫فال يكون فيها إال شاة واحدة كما سلف‪ .‬إذا مجعنا بني متفرق‪ ،‬ئلال جيب ىلع ـهذا‬
‫املجموع ثالث شياه‪ ،‬بل شاة واحدة» الرشح املمتع (‪.)65/6‬‬

‫ج‪ :28‬ذـهب احلنابلة‪ ،‬والشافعية يف القديم أن اخللطة ال تؤثر يف غري بهيمة‬


‫األنعام ‪ ،‬فلو أن رشيكني اكن عند لك واحد منهما من اذلـهب أو الفضة أو احلبوب‬
‫أو اثلمار ما ال يبلغ انلصاب بمفرده وإنما بمجموعه فال جيب عليهما فيه الزاكة‪.‬‬
‫وذـهب الشافيع يف اجلديد إىل أن اخللطة تؤثر يف لك يشء‪.‬‬
‫‪143‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬

‫ج‪ : 29‬بهيمة األنعام اليت جتب فيها الزاكة بانلص واإلمجاع يه اإلبل وابلقر والغنم‪،‬‬
‫ُ‬
‫واحلمر وغريـهما فال زاكة فيها إال إذا اكنت قد‬ ‫وأما ما عداـها من احليوانات اكخليل‬
‫ُ َّ‬
‫أعدت للتجارة‪ ،‬ففيها زاكة عروض اتلجارة إذا استوفت رشوطها‪.‬‬
‫قال ابن عبد الرب ‪« :‬اخليل ال زاكة فيها‪ ،‬والعبيد ال زاكة فيهم‪ ،‬وـهذا عند العلماء‬
‫ما لم يُ َرد بذلك أو بيشء منه جتارة؛ فإن أريد بيشء من ذلك اتلجارة فالزاكة واجبة‬
‫فيه عند أكرث العلماء» اتلمهيد (‪.)125/17‬‬
‫وقال ابن دقيق العيد ‪« :‬اجلمهور ىلع عدم وجوب الزاكة يف عني اخليل واحرتزنا‬
‫بقونلا يف عني اخليل عن وجوبها يف قيمتها إذا اكنت للتجارة» إحاكم األحاكم (ص‪:‬‬
‫‪.)258‬‬

‫ج‪ :30‬ال تؤخذ من أنفس األموال وال من أردئها‪ ،‬وإنما من أوسطها؛ ملا يف الصحيحني‬
‫عن معاذ ‪ ‬أن انليب ‪ ‬قال هل حني بعثه إىل ايلمن وفيه‪« :‬وإياك‬
‫وكرائم أمواهلم‪ ،‬واتق دعوة املظلوم‪ ،‬فإنه ليس بينها وبني اهلل حجاب»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫قال الزـهري ‪« :‬إذا جاء ُ‬
‫المصدق ‪-‬يعين اذلي يأخذ الزاكة‪ -‬قسمت الشاء أثالثا‪:‬‬
‫المصدق من الوسط» رواه أبو داود (‪)1568‬‬ ‫خيارا‪ ،‬وثلثًا ً‬
‫وسطا‪ ،‬فأخذ ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رشارا‪ ،‬وثلثا‬
‫ً‬
‫ثلثا‬
‫وصححه األبلاين‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫ُّ َّ‬
‫والرّب‬ ‫قال ابن دقيق العيد ‪« :‬كرائم األموال ال تؤخذ من الصدقة‪ ،‬اكألكولة‬
‫ويه‪ :‬اليت تريب ودلـها‪ ،‬واملاخض ويه احلامل‪ ،‬وفحل الغنم‪ ،‬وحزرات املال ويه‪ :‬اليت‬
‫حترز بالعني وترمق لرشفها عند أـهلها‪.‬‬
‫واحلكمة فيه أن الزاكة وجبت مواساة للفقراء من مال األغنياء وال يناسب ذلك‬
‫اإلجحاف بأرباب األموال فسامح الرشع أرباب األموال بما يضنون به ونىه‬
‫املصدقني عن أخذه» إحاكم األحاكم (ص‪.)257 :‬‬

‫ج‪« :31‬يشرتط يف ذلك رشوط‪:‬‬


‫األول‪ :‬السن املعترب ً‬
‫رشع‪.‬‬
‫اثلاين‪ :‬األنوثة‪ ،‬إال يف حاالت مستثناة‪.‬‬
‫اثلالث‪ :‬أال تكون معيبة عيبًا يمنع من اإلجزاء يف األضحية‪ ،‬إال إذا اكن اجلميع‬
‫معيبًا‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن تكون ً‬
‫وسطا‪ :‬فال يؤخذ اجليد وال الرديء» تعليق جمموعة من طلبة العلم‬
‫ىلع الروض بإرشاف الطيار (‪.)64/4‬‬

‫ُ‬ ‫ج‪َّ :32‬‬


‫مر معنا يف اجلواب السابق أنه البد من السن املعترب رشع فيما خي َرج من بهيمة‬
‫األنعام‪ ،‬وقد أوضح ابن قدامة السن املعترب يف ذلك فقال ‪« :‬ال جيزي يف الغنم‬
‫‪145‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬
‫َ‬
‫املخرجة يف الزاكة إال اجلذع من الضأن‪ ،‬واثلين(‪ )1‬من املعز‪ ،‬وكذلك شاة اجلربان‪ ،‬وأيهما‬
‫أخرج أجزأه‪ ،‬وال يعترب كونها من جنس غنمه‪ ،‬وال جنس غنم ابلدل؛ ألن الشاة‬
‫َ‬
‫مطلقة يف اخلرب اذلي ثبت به وجوبها» املغين (‪.)444-443/2‬‬
‫تتمة‪ :‬قال ابن قدامة ‪« :‬اجلذع من الضأن‪ ،‬وـهو ما هل ستة أشهر‪ ،‬واثلين من‬
‫املعز‪ ،‬وـهو ما هل سنة‪ .‬فإن تطوع املالك بأفضل منهما يف السن جاز» املغين (‪.)452/2‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ج‪ :33‬جيزئه ذلك؛ ملا أخرجه أبو داود (‪ )1583‬وحسنه األبلاين من حديث أيب بن‬
‫ً‬
‫كعب ‪ ‬وفيه‪ :‬أن رجال وجبت عليه يف زاكة إبله ابنة خماض فأعطى ناقة‬
‫ً‬
‫عظيمة‪ ،‬بدال من ابنة خماض‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪« :‬ذاك اَّلي عليك‪ ،‬فإن‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫تطوعت ِِبري آجرك اهلل فيه‪ ،‬وقبلناه منك»‪.‬‬

‫(‪ )1‬اثلين اذلي يليق ثنيته‪ .‬واجلذع بفتحتني ما قبل اثلين‪ .‬املصباح املنري (‪ 85/1‬و‪.)94‬‬
‫(‪ )2‬وعند الشافعية رواية توافق مذـهب احلنابلة يف حتديد سن اجلذع واثلين‪ ،‬ورواية أخرى أن‬
‫اجلذع ما تم هل سنة ودخل يف اثلانية‪ ،‬واثلين ما تم هل سنتان ودخل يف اثلاثلة‪ ،‬ويه الرواية األصح‬
‫عند مجهورـهم كما يف املهذب واملجموع (‪.)397/5‬‬
‫‪146‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ « :‬إن أخرج عن الواجب سنا أىلع من جنسه‪ ،‬مثل أن خيرج‬
‫بنت بلون عن بنت خماض‪ ،‬وحقة عن بنت بلون أو بنت خماض‪ ،‬أو أخرج عن اجلذعة‬
‫ابنيت بلون أو حقتني‪ ،‬جاز‪ .‬ال نعلم فيه خالفا» املغين (‪.)1( )434/2‬‬

‫ج‪ :34‬األصل أنها ال تؤخذ من اذلكور؛ ملا أخرجه ابلخاري (‪ )1455‬من حديث أنس‬
‫‪ ‬أن أبا بكر ‪ ،‬كتب هل الصدقة اليت أمر اهلل رسوهل ‪:‬‬
‫«وال خيرج ِف الصدقة تيس‪ ،‬إال ما شاء املصدق»‪.‬‬
‫قال الشنقيطي ‪« :‬اتفقوا ىلع أنه ال تؤخذ اذلكور يف الزاكة‪ ،‬امهلل إال ابن بلون‬
‫ملن لم تكن عنده بنت خماض‪ .‬واختلف فيما لو اكن انلصاب لكه ذكورا‪ ،‬والواقع أن‬
‫ـهذا نادر» أضواء ابليان (‪.)281/8‬‬

‫ج‪« :35‬جيزئ اذلكر يف الزاكة يف مواضع‪:‬‬


‫األول‪ :‬اتلبيع يف اثلالثني من ابلقر‪.‬‬
‫اثلاين‪ :‬ابن اللبون عن بنت املخاض إذا لم توجد بنت املخاض‪.‬‬
‫ً‬
‫ذكورا‪.‬‬ ‫اثلالث‪ :‬إذا اكن املال لكه‬

‫(‪ )1‬وـهكذا عند اجلمهور ‪-‬خالفا للحنابلة‪ -‬أنه جيزئه أيضا ولو أخرج من غري جنسه أىلع من‬
‫املقدار الواجب عليه‪ ،‬كأن جتب عليه شاة فيخرج بدال عنها ناقة‪ .‬صحيح فقه السنة (‪.)34/2‬‬
‫‪147‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬

‫الرابع‪ :‬اتليس إذا شاء املصدق‪ ،‬بأن اكنت ـهناك مصلحة يف أخذه» انتىه من كتاب‪:‬‬
‫الزاكة يف اإلسالم (ص‪ )81 :‬للقحطاين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ذكورا‬ ‫قال ابن ـهبرية ‪« :‬قال مالك والشافيع وأمحد‪ :‬إذا اكنت إناثا لكها‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ذكورا أجزأ فيها اذلكر» اإلفصاح‬ ‫وإناثا لم جيز فيها إال األنىث‪ ،‬وإن اكنت لكها‬
‫(‪.)203/1‬‬

‫ج‪ :36‬قال ابن قدامة ‪« :‬السخلة ال تؤخذ يف الزاكة‪ ،‬ملا قدمنا من قول عمر‪ ،‬وال‬
‫نعلم فيه خالفا‪ ،‬إال أن يكون انلصاب لكه صغارا‪ ،‬فيجوز أخذ الصغرية يف الصحيح‬
‫من املذـهب» املغين (‪.)451/2‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪« :‬اتفقوا ىلع أنه ال تؤخذ السخال مع وجوب االعتداد بها ىلع‬
‫صاحبها» أضواء ابليان (‪.)281/8‬‬
‫قلت‪ :‬قول عمر ‪ ‬اذلي أشار إيله ابن قدامة ـهو أنه قال لساعيه ىلع الزاكة‪:‬‬
‫َّ‬
‫«اعتد عليهم بالسخلة‪ ،‬وال تأخذـها منهم»‪.‬‬

‫ج‪ :37‬روى ابلخاري (‪ )1455‬من حديث أنس ‪ ‬أن أبا بكر ‪ ،‬كتب‬
‫َ‬
‫هل الصدقة اليت أمر اهلل رسوهل ‪« :‬وال خيرج ِف الصدقة هرمة‪ ،‬وال ذات‬
‫عوار‪ ،‬وال تيس‪ ،‬إال ما شاء املصدق»‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫قال احلافظ ابن حجر ‪« :‬قوهل‪( :‬هرمة) الكبرية اليت سقطت أسنانها‪ .‬قوهل‪:‬‬
‫(ذات عوار) أي معيبة‪ ،‬واختلف يف ضبطها فاألكرث ىلع أنه ما يثبت به الرد يف ابليع‪،‬‬
‫وقيل ما يمنع اإلجزاء يف األضحية‪ ،‬ويدخل يف املعيب املريض‪ ،‬واذلكورة بالنسبة إىل‬
‫األنوثة‪ ،‬والصغري سنا بالنسبة إىل سن أكرب منه» فتح ابلاري (‪.)321/3‬‬
‫وأخرج أبو داود (‪ )1582‬وصححه األبلاين يف الصحيحة (‪ )1406‬عن عبد اهلل بن‬
‫َ‬
‫معاوية الغارضي ‪ ‬قال‪ :‬قال انليب ‪« :‬ثَلث من فعلهن فقد ط ِعم‬
‫ْ‬
‫طعم اإليمان‪ :‬من عبد اهلل وحده وأنه ال هلإ إال اهلل‪ ،‬وأعطى زاكة ماهل طيبة بها نفسه‪،‬‬
‫رافدة عليه لك اعم‪ ،‬وال يعطي اهلرمة‪ ،‬وال ادلرنة‪ ،‬وال املريضة‪ ،‬وال الِّشط اللئيمة‪،‬‬
‫ولكن من وسط أموالكم‪ ،‬فإن اهلل لم يسألكم خريه‪ ،‬ولم يأمركم بِّشه»‪.‬‬
‫قال ابلهويت ‪« :‬ال تؤخذ ـهرمة‪ ،‬وال معيبة ال يضىح بها‪ ،‬إال إن اكن اللك كذلك‪،‬‬
‫وال حامل‪ ،‬وال ُّ‬
‫الرّب اليت تريب ودلـها‪ ،‬وال طروقة الفحل‪ ،‬وال كريمة‪- ،‬يعين نفيسة‪-‬‬
‫ربها» الروض املربع (‪.)205-204/3‬‬ ‫وال أَكولة‪ .‬إال أن يشاء ُّ‬

‫ج‪ :36‬قال السعدي ‪« :‬الفرق بني بهيمة األنعام وغريـها‪ :‬أن غريـها مىت زاد ولو‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫قليال ىلع انلصاب ففيه الزاكة حبسابه‪ )1(،‬وأن بهيمة األنعام قدر الشارع فيها أول‬

‫(‪ )1‬قال اإلمام انلووي ‪« :‬قال ابن املنذر‪ :‬أمجع أـهل العلم ىلع أن نصاب الفضة مائتا‬
‫درـهم‪ ،‬وأن فيه مخسة دراـهم‪ ،‬واختلفوا فيما زاد ىلع املائتني‪ ،‬فقال اجلمهور‪ :‬خيرج مما زاد حبسابه‬
‫ربع العرش قلت الزيادة أم كرثت ‪ ...‬وديلل الوجوب يف القليل والكثري‪ ،‬قوهل ‪ِ« :‬ف‬
‫‪149‬‬ ‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام‬

‫انلصاب‪ ،‬وأوسطه‪ ،‬وآخره‪ ،‬وغريـها من األموال قدر أول انلصاب فقط‪ .‬فدل ىلع أنه‬
‫لكما زاد عنه زاد الواجب‪ ،‬واهلل أعلم‪ .‬ثم من تسهيل اهلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬أنه لم يوجب‬
‫َّ‬
‫الزاكة يف ـهذا انلوع حىت تتغذى باملباح وتسوم احلول أو أكرثه‪ ،‬فإذا اكن صاحبها‬
‫ُ‬
‫يعلفها فال جيمع عليه بني مؤونة العلف وإجياب الزاكة عليه» إرشاد أويل األبصار‬
‫واألبلاب (ص‪.)130 :‬‬

‫ج‪ :39‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬إذا ملك املسلم أقل من انلصاب من اإلبل‪ ،‬أو‬
‫أقل من نصاب ابلقر‪ ،‬أو أقل من نصاب الغنم‪ ،‬واكنت للتجارة؛ فإنه يضم بعضها إىل‬
‫ُ َّ‬
‫بعض يف تكميل نصاب عروض اتلجارة وتزىك زاكة انلقدين‪ ،‬أما يف غري عروض‬
‫َ‬
‫اتلجارة فال يُض ُّم بعضها إىل بعض» فتاوى ابن باز (‪.)58/14‬‬

‫ج‪ :40‬اختلف أـهل العلم يف ذلك؛ فمنهم من قال يزكيها زاكة السوائم‪ ،‬ال زاكة اتلجارة‪،‬‬
‫وـهذا ما ذـهب إيله املالكية والشافعية يف اجلديد‪.‬‬

‫َّ‬
‫الرقة ربع العِّش» وـهو صحيح‪ .. ،‬وأما اذلـهب جيب فيما ما زاد حبسابه ربع العرش‪ ،‬قلت الزيادة أم‬
‫كرثت‪ ،‬وبه قال اجلمهور من السلف واخللف» املجموع (‪.)17-16/6‬‬
‫‪150‬‬
‫ومنهم من قال يزكيها زاكة اتلجارة ربع العرش‪ ،‬ال زاكة السوائم‪ .‬وـهذا مذـهب احلنفية‬
‫واحلنابلة‪ .‬انتىه من رسالة‪ :‬حبوث خمترصة يف الزاكة (ص‪.)1 :‬‬
‫‪151‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫َّ َ َّ َ َ ُ‬
‫ج‪ : 1‬مصارف الزاكة ثمانية‪ ،‬بينها اهلل تعاىل يف كتابه اكلكريم بقوهل‪{ :‬إِنما الصدقات‬
‫الرقَاب َوالْ َغارم َ‬
‫ِني َو ِِف‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َّ َ ُ ُ ُ‬
‫وب ُه ْم َوِف ِّ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ا‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ني‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ا‬
‫َ َْ‬
‫ع‬ ‫ال‬‫و‬ ‫ِني‬ ‫ك‬‫ا‬
‫َُْ َ َ َْ َ‬
‫س‬ ‫ل ِلفقراءِ والم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم َحك ٌ‬ ‫اَّلل َعل ٌ‬
‫َ َّ َ َّ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِيم} [اتلوبة‪]60 :‬‬ ‫ِ‬ ‫يل ف ِريضة مِن اَّللِ و‬ ‫يل اَّللِ واب ِن السبِ ِ‬
‫سبِ ِ‬
‫َّ َ َّ َ َ ُ ْ ُ َ‬
‫قال اخلازن ‪« :‬اتفق العلماء ىلع أن املراد بقوهل‪{ :‬إِنما الصدقات ل ِلفق َراءِ} يه‬
‫الزاكة املفروضة» تفسري اخلازن (‪.)376/2‬‬

‫ج‪ :2‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬اتفق املسلمون ىلع أنه ال جيوز أن خيرج‬
‫بالصدقات عن األصناف اثلمانية املذكورين يف ـهذه اآلية‪ ،‬كما دل ىلع ذلك القرآن»‬
‫جمموع الفتاوى (‪.)568/28‬‬
‫َّ َ‬
‫وقال الشنقيطي ‪{« :‬إِنما}‪ :‬أداة حرص وإثبات‪ ،‬يعين‪ :‬ال يثبت استحقاق‬
‫الزاكة ليشء غري واحد من ـهذه املصارف اثلمانية‪ ،‬بإمجاع العلماء» العذب انلمري‬
‫(‪.)587/5‬‬
‫‪152‬‬

‫ج‪ :3‬قال العالمة السعدي ‪« :‬املدفوع هل نوعن‪:‬‬


‫نوع يُ َ‬
‫عطى حلاجته‪ :‬اكلفقراء واملساكني‪ ،‬وابن السبيل‪ ،‬والغارم نلفسه‪.‬‬
‫ونوع يُعطى حلاجة املسلمني إيله وعموم نفعه‪ :‬اكلعامل عليها‪ ،‬واملؤلفة قلوبهم‪،‬‬
‫والغارم إلصالح ذات ابلني‪ ،‬واإلخراج يف سبيل اهلل» إرشاد أويل ابلصائر (ص‪:‬‬
‫‪.)128‬‬

‫ج‪ :4‬قال القريواين ‪« :‬اختلف يف املساكني والفقراء‪ :‬فذـهب بعضهم إىل أنهما‬
‫َّ َ َّ َ َ ُ‬ ‫بمعىن‪ ،‬وليس كذلك؛ ألن اهلل تعاىل َّ‬
‫فرق بينهما يف آية الصدقة فقال‪{ :‬إِنما الصدقات‬
‫َُْ َ َ َْ َ‬
‫ِني}‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫س‬ ‫ل ِلفقراءِ والم‬
‫وفرق بينهما أكرث أـهل العلم‪ ،‬واختلفوا يف أيهما أشد حاجة‪:‬‬
‫ََّ‬
‫فذـهب مجهور الفقهاء إىل أن املسكني اذلي هل بلغة‪ ،‬واحتجوا بهذه اآلية‪{ :‬أما‬
‫ْ ْ‬ ‫َ ََْ ُ َ‬ ‫َّ َ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ِني يعملون ِِف ابلَح ِر} ألن اهلل تعاىل جعل هلم سفينة‪.‬‬ ‫الس ِفينة فَكنت ل ِمساك‬
‫وذـهب مجهور أـهل اللغة إىل أن املسكني اذلي ال يشء هل‪ ،‬وأن الفقري ـهو اذلي هل‬
‫بلغة» انلكت يف القرآن الكريم (ص‪.)307 :‬‬
‫قلت‪ :‬ذـهب أمحد والشافيع خالفا أليب حنيفة إىل أن الفقري أشد حاجة من املسكني‪،‬‬
‫َ‬
‫قال ابن قدامة ‪« :‬ونلا أن اهلل تعاىل بدأ بالفقراء‪ ،‬فيدل ىلع أنهم أـه ُّم‪ ،‬وقال‬
‫‪153‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬
‫ْ ْ‬ ‫َ ََْ ُ َ‬ ‫َ َّ َّ َ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ِني يعملون ِِف ابلَح ِر} فأخرب أن املساكني هلم‬ ‫تعاىل‪{ :‬أما الس ِفينة فَكنت ل ِمساك‬
‫سفينة يعملون بها» املغين (‪.)469/6‬‬

‫ج‪ :5‬قال ابن قدامة ‪« :‬الفقراء واملساكني صنفان يف الزاكة‪ ،‬وصنف واحد يف‬
‫سائر األحاكم؛ ألن لك واحد من االسمني ينطلق عليهما‪ ،‬فأما إذا مجع بني االسمني‪،‬‬
‫ومزي بني املسميني تمزيا‪ ،‬والكـهما يشعر باحلاجة والفاقة وعدم الغىن» املغين‬
‫(‪.)469/6‬‬
‫وقال الشنقيطي ‪« :‬القاعدة املقررة عند علماء اتلفسري كما قاهلا غري واحد‬
‫من املتأخرين ويكادون يطبقون عليها‪ :‬أن الفقري واملسكني إذا اجتمعا افرتقا‪ ،‬وإذا‬
‫افرتقا اجتمعا» العذب انلمري (‪.)588/5‬‬

‫ج‪ :6‬قال اخلطايب ‪« :‬قال مالك والشافيع‪ :‬ال حد للغىن معلوم‪ ،‬وإنما يعترب حال‬
‫اإلنسان بوسعه وطاقته‪ ،‬فإذا اكتىف بما عنده حرمت عليه الصدقة‪ ،‬وإذا احتاج حلت‬
‫هل» معالم السنن (‪.)227/2‬‬
‫وقال القحطاين ‪« :‬اختلف العلماء رمحهم اهلل تعاىل يف حد الغىن املانع من‬
‫أخذ الزاكة ىلع أقوال‪ ،‬أرجحها قول اجلمهور‪ :‬من املالكية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬ورواية عن‬
‫ً‬
‫حمتاجا حرمت عليه‬ ‫اإلمام أمحد‪ :‬أن الغىن ما حتصل به الكفاية‪ ،‬فإذا لم يكن‬
‫ً َّ‬
‫حمتاجا حلت هل الصدقة‪ ،‬وإن اكن يملك نصابًا؛‬ ‫الصدقة‪ ،‬وإن لم يملك شيئًا‪ ،‬وإن اكن‬
‫‪154‬‬
‫لقول انليب ‪ ‬لقبيصة‪« :‬ال َتل املسألة إال ألحد ثَلثة‪ :‬رجل أصابته فاقة‬
‫ً‬
‫حىت يقول ثَلثة من ذوي اْلجا من قومه‪ :‬قد أصابت فَلنا فاقة‪ ،‬فحلت هل املسألة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حىت يصيب قواما من عيش أو سدادا من عيش» رواه مسلم (‪ )1044‬فمد إباحة‬
‫املسألة إىل وجود إصابة القوام أو السداد؛ ألن احلاجة يه الفقر‪ ،‬والغىن ضدـها»‬
‫الزاكة يف اإلسالم (ص‪.)243 :‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ج‪ :7‬قال اإلتيويب ‪« :‬يقدر فقر لك أحد ىلع حسب حاهل‪ ،‬فيجوز هل أخذ الزاكة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بقدر ما يسد حاجته‪ ،‬فرب شخص يكون عنده ألف أو أكرث‪ ،‬وال يكفيه؛ لكرثة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عياهل‪ ،‬فتحل هل الزاكة‪ ،‬وآخر عنده عرشة دراـهم‪ ،‬وال حيتاج إىل غريـها‪ ،‬فال حتل هل‪.‬‬
‫وأما انلصوص اليت اعتمدوا عليها من تقدير الغىن باخلمسني‪ ،‬أو أربعني‪ ،‬أو بما‬
‫ّ‬
‫يغديه‪ ،‬ويعشيه‪ ،‬فإنما يه للنيه عن السؤال‪ ،‬ال ألخذ الصدقة من غري سؤال‪ ،‬ىلع أن‬
‫يصح كحديث اخلمسني» ذخرية العقىب (‪.)195/23‬‬ ‫ّ‬ ‫بعضها ال‬

‫{‬
‫}‬
‫ُ‬
‫ج‪ :8‬قال الطربي ‪« :‬ـهم السعاة يف قبضها من أـهلها‪ ،‬ووضعها يف مستحقيها‪،‬‬
‫يعطون ذلك بالسعاية‪ ،‬أغنياء اكنوا أو فقراء‪ .‬وبمثل اذلي قلنا يف ذلك قال أـهل‬
‫اتلأويل» تفسري الطربي (‪.)516/11‬‬
‫‪155‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫وقال ابن قدامة ‪« :‬ـهم السعاة اذلين يبعثهم اإلمام؛ ألخذـها من أربابها‪،‬‬
‫ومجعها‪ ،‬وحفظها‪ ،‬ونقلها‪ ،‬ومن يعينهم ممن يسوقها ويرعـها‪ ،‬وحيملها‪ ،‬وكذلك‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫والوزان‪ ،‬والعداد‪ ،‬ولك من حيتاج إيله فيها؛ فإنه يُعطى‬ ‫والكيال‪،‬‬ ‫احلاسب‪ ،‬والاكتب‪،‬‬
‫َ‬
‫أجرته منها؛ ألن ذلك من مؤنتها» املغين (‪.)473/6‬‬
‫وقال ابن بطال ‪ « :‬اتفق العلماء أن العاملني عليها ـهم السعاة املتولون لقبض‬
‫الصدقة» رشح ابلخاري (‪.)556/3‬‬

‫ج‪ :9‬قال ابن قدامة ‪« :‬يُعطى منها‪ :‬أجر احلاسب‪ ،‬والاكتب‪ ،‬واحلارش‪ ،‬واخلازن‪،‬‬
‫واحلافظ‪ ،‬والرايع‪ ،‬وحنوـهم‪ ،‬فكهم معدودون من العاملني‪ ،‬ويدفع إيلهم من حصة‬
‫َّ‬
‫والكيال؛ يلقبض السايع الزاكة فعىل رب املال؛ وألنه‬ ‫العاملني عليها‪ ،‬فأما أجر َّ‬
‫الوزان‬
‫(‪)1‬‬
‫من مؤنة دفع الزاكة» املغين (‪.)488/2‬‬

‫ج‪ :10‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬أمجع العلماء أن العامل عليها ال يستحق ثمنها‪،‬‬
‫وإنما هل بقدر عماتله؛ فدل ذلك ىلع أنها ليست مقسومة ىلع األصناف بالسوية»‬
‫االستذاكر (‪.)204/9‬‬

‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫والوزان وعد الغنم‪ .‬ينظر‪ :‬روضة‬ ‫الكيال‬ ‫(‪ )1‬كما استثىن الشافعية يف الوجه األصح عندـهم‬
‫الطابلني (‪.)313/2‬‬
‫‪156‬‬
‫عطون بقدر عماتلهم‪،‬‬ ‫وقال اجلصاص ‪« :‬روي عن عبد اهلل بن عمر أنهم يُ َ‬

‫وعن عمر بن عبد العزيز مثله‪ .‬وال نعلم خالفا بني الفقهاء أنهم ال يعطون اثلُّ ُمن‪،‬‬
‫وأنهم يستحقون منها بقدر عملهم» أحاكم القرآن (‪.)159/3‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بداية‬ ‫وقال ابن رشد ‪« :‬ال خالف عند الفقهاء أنه إنما يأخذ بقدر عمله»‬
‫املجتهد (‪.)39/2‬‬

‫ج‪ :11‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬أمجع العلماء ىلع أن الصدقة حتل ملن عمل عليها‬
‫ُ‬
‫وإن اكن غنيا‪ ،‬وكذلك املشرتي هلا بماهل‪ ،‬اذلي تهدى إيله‪ .‬وإن اكنوا أغنياء»‬
‫االستذاكر (‪.)203/9‬‬
‫وقال ابلهويت ‪« :‬ال ي ُ ْش َ َ‬
‫رتط فقره إمجاع؛ حلديث أيب سعيد يرفعه‪« :‬ال َتل‬
‫اغز ِف سبيل اهلل‪،‬‬
‫الصدقة لغين‪ ،‬إال خلمسة‪ :‬لعامل‪ ،‬أو رجل اشرتاها بماهل‪ ،‬أو اغرم أو ٍ‬
‫ُ ُ ِّ‬
‫أو مسكني تصدق عليه منها‪ ،‬فأهدى منها لغين» رواه أمحد وأبو داود وابن ماجه»‬
‫كشاف القناع (‪.)275/2‬‬

‫(‪ )1‬زاد ىلع اثلمن أو نقص عنه‪ ،‬ونقل صاحب اهلداية (‪ )110/1‬عن الشافيع أن العامل ىلع‬
‫الزاكة يعطى اثلُّمن‪ .‬ومنهم من قال‪ :‬مراد الشافيع أنه يستحق نصيبه من اثلمن يف حال وجود بايق‬
‫األصناف‪ ،‬فال يزيد ىلع ذلك‪.‬‬
‫‪157‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫قال ابن عبد الرب‪« :‬أمجع العلماء أن الصدقة املفروضة ال حتل ألحد من‬
‫ُ‬
‫األغنياء‪ ،‬غري من ذكر يف ـهذا احلديث من اخلمسة املوصوفني فيه» اتلمهيد‬
‫(‪.)97/5‬‬

‫ج‪ :12‬قال انلووي ‪« :‬قال الشافيع واألصحاب رمحهم اهلل‪ :‬إن اكن مفرق الزاكة‬
‫ـهو املالك أو وكيله سقط نصيب العامل‪ ،‬ووجب رصفها إىل األصناف السبعة ابلاقني»‬
‫املجموع (‪.)165/6‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬العاملون عليها ـهم اذلين ترسلهم احلكومة جلمع الزاكة من‬
‫أـهلها‪ ،‬ورصفها ملستحقيها‪ ،‬فهم والة وليسوا أجراء‪ ،‬وإنما قلت ـهذا ألجل أن يفهم‬
‫أن من أعطي زاكة يلوزعها فليس من العاملني عليها‪ ،‬بل ـهو وكيل عليها أو بأجرة؛‬
‫وهلذا فإن الزاكة إذا تلفت عند العاملني عليها فإن ذمة املزيك بريئة منها‪ ،‬وأما إذا‬
‫تلفت عند املولك يف اتلوزيع فال تربأ ذمة ادلافع» الرشح املمتع (‪.)225-224/6‬‬
‫وقال أيضا ‪ « :‬ليس ـهذا الوكيل من العاملني عليها‪ ،‬وال يستحق منها؛ ألن‬
‫ـهذا وكيل خاص لشخص خاص‪ ،‬وـهذا ـهو الرس ‪-‬واهلل أعلم‪ -‬يف اتلعبري القرآين حيث‬
‫َ َ َْ َ‬ ‫َْ‬
‫ني عليها} ألن (ىلع)‪ .‬تفيد نوع من الوالية‪ ،‬كأن العاملني ضمنت‬ ‫قال‪َ { :‬والعا ِملِ‬
‫معىن القائمني‪ ،‬وهلذا صار اذلي يتوىل رصف الزاكة نيابة عن شخص معني ال يعد من‬
‫العاملني عليها‪ ،‬واهلل أعلم» فتاوى العثيمني (‪.)369/18‬‬
‫‪158‬‬

‫ً‬
‫ج‪ :13‬قال ابن حزم ‪« :‬اتفقت األمة ىلع أنه ليس لك من قال أنا عمل عمال‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫وقد قال عليه السالم‪« :‬من عمل عمَل ليس عليه أمرنا فهو رد» فلك من عمل من‬
‫غري أن يويله اإلمام الواجبة طاعته فليس من العاملني عليها‪ ،‬وال جيزئ دفع الصدقة‬
‫إيله» املحىل (‪.)149/6‬‬

‫ج‪ :14‬ما دام ـهذا القائم جبمع الزاكة وتوزيعها غري موىل من جهة رسمية‪ ،‬فإنه وكيل‬
‫عن املزيك‪ ،‬فليس هل أن يرصف نفقات سفره من بند العاملني عليها‪ ،‬ولكنه وكيل‬
‫عن املزكني‪ ،‬ومن حقه أن يطابلهم بنفقات تنفيذ الواكلة‪ ،‬كما هل أن يطابلهم بأجر‬
‫معني إن شاء؛ ألن الواكلة تصح بعوض وبغري عوض‪ ،‬واهلل سبحانه وتعاىل أعلم‪.‬‬
‫فتاوى قطاع اإلفتاء بالكويت (‪.)73/3‬‬

‫ج‪ :15‬ال يعطون منها؛ ملا أخرجه أبو داود (‪ .)1650‬عن أيب رافع‪ ،‬أن انليب ‪‬‬
‫بعث رجال ىلع الصدقة من بين خمزوم‪ ،‬فقال أليب رافع‪ :‬اصحبين فإنك تصيب منها‪،‬‬
‫‪159‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫قال‪ :‬حىت آيت انليب ‪ ‬فأسأهل‪ ،‬فأتاه فسأهل‪ ،‬فقال‪« :‬موىل القوم من أنفسهم‪،‬‬
‫وإنا ال َتل نلا الصدقة»‪.‬‬
‫قال أبو العباس القرطيب ‪« :‬مساق احلديث واتلعليل يقتيض أنها ال حتل ألحد‬
‫من آل انليب ‪ ‬ىلع ما قدمناه‪ ،‬وإن اكنوا عملني عليها‪ ،‬وـهو رأي اجلمهور‬
‫وقد ذـهب إىل جوازـها هلم إذا اكنوا عملني عليها؛ أبو يوسف‪ ،‬والطحاوي‪ ،‬واحلديث‬
‫ٌّ‬
‫رد عليهم» املفهم (‪.)98/9‬‬

‫}‬ ‫{‬

‫ج‪ :16‬قال ابن قدامة ‪« :‬املؤلفة قلوبهم ـهم‪ :‬السادة املطاعون يف عشائرـهم ممن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫إسالمه‪ ،‬أو خيىش رشه‪ ،‬أو يُرج بعطيته قوة ايمانه‪ ،‬أو إسالم نظريه‪ ،‬أو جباية‬ ‫يُرج‬
‫الزاكة ممن ال يعطيها‪ ،‬أو ادلفع عن املسلمني» الرشح الكبري (‪.)696/2‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬املؤلفة قلوبهم نوعن‪ :‬اكفر ومسلم‪ ،‬فالاكفر‬
‫إما أن يرج بعطيته منفعة‪ ،‬كإسالمه أو دفع مرضته إذا لم يندفع إال بذلك‪ ،‬واملسلم‬
‫املطاع يرج بعطيته املنفعة أيضا‪ ،‬كحسن إسالمه أو إسالم نظريه‪ ،‬أو جباية املال ممن‬
‫ال يعطيه إال خلوف‪ ،‬أو انلاكية يف العدو‪ ،‬أو كف رضه عن املسلمني‪ ،‬إذا لم ينكف إال‬
‫بذلك» جمموع الفتاوى (‪.)190/28‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬ما أكرث املؤلفة قلوبهم‪ ،‬تستطيع مثال أن ترى رجال‬
‫شاردا عن السنة وحماربا للسنة وتعطيه‪ ،‬وما تدري خصوصا إذا اكن من أـهل ادلنيا‬
‫إال وـهو حيث ىلع السنة» الفواكه اجلنية (ص‪.)45 :‬‬
‫‪160‬‬

‫ج‪ :17‬قال ابن قدامة ‪« :‬وقال الشعيب ومالك والشافيع وأصحاب الرأي‪ :‬انقطع‬
‫سهم املؤلفة بعد رسول اهلل ‪ ،‬وقد أعز اهلل تعاىل اإلسالم وأغناه عن أن‬
‫ً‬
‫يتألف عليه رجال‪ ،‬فال يعطى مرشك تألفا حبال‪.‬‬
‫ونلا كتاب اهلل وسنة رسوهل؛ فإن اهلل تعاىل سىم املؤلفة يف األصناف اذلين سىم‬
‫الصدقة هلم‪ ،‬وانليب ‪ ‬اكن يعطي املؤلفة كثريا‪ ،‬يف أخبار مشهورة‪ ،‬ولم‬
‫يزل كذلك حىت مات» املغين (‪.)497/2‬‬
‫قلت‪ :‬ما اختاره ابن قدامة ـهو قول للمالكية‪ ،‬واملذـهب عند احلنابلة‪ ،‬وـهو قول أيب‬
‫عبيد‪ ،‬واختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحهم اهلل تعاىل‪.‬‬

‫ج‪ :18‬قال العثيمني ‪« :‬الراجح‪ :‬أنه ال بأس أن يعطى تلأيلفه ىلع اإلسالم‬
‫ً‬
‫بتقوية إيمانه‪ ،‬وإن اكن يعطى بصفة شخصية وليس سيدا يف قومه؛ لعموم قوهل تعاىل‪:‬‬
‫السب َ َ ً ّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ َ َْ‬ ‫َ ْ ُ َ َّ َ ُ ُ ُ‬
‫وب ُه ْم َ‬
‫يل ف ِريضة ِمن اهللِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫اب‬‫و‬ ‫ِ‬ ‫هلل‬ ‫ا‬ ‫يل‬
‫ِ ِ‬ ‫ب‬‫س‬ ‫ِف‬‫و‬ ‫ِني‬
‫م‬ ‫ار‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ال‬‫و‬ ‫اب‬
‫ِ ِ‬‫ق‬‫الر‬ ‫ِف‬‫و‬ ‫{والمؤلف ِة قل‬
‫ِيم} وألنه إذا جاز أن نعطي الفقري حلاجته ابلدنية واجلسمية‪،‬‬ ‫يم َحك ٌ‬ ‫اهلل َعل ٌ‬
‫َو ُ‬
‫ِ‬
‫فإعطاؤنا ـهذا الضعيف اإليمان تلقوية إيمانه من باب أوىل؛ ألن تقوية اإليمان‬
‫بالنسبة للشخص أـهم من غذاء اجلسد» فتاوى العثيمني (‪ )333/18‬وبنحوه يف‬
‫الرشح املمتع (‪.)228-227/6‬‬
‫‪161‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫}‬ ‫{‬

‫الرقاب املنصوص عليه يف آية الصدقات؛‬ ‫ج‪ :19‬اختلف الفقهاء يف املراد بمرصف ّ‬
‫َ‬
‫فمنهم من قال املاكتبون فقط‪)1( ،‬فيرصف هلم دون غريـهم يلُعتَقوا منه‪ ،‬ونقله الطربي‬
‫(‪ )523/11‬عن اجلمهور‪ ،‬ونقله احلافظ يف الفتح (‪ )332/3‬عن أكرث أـهل العلم‪.‬‬
‫ومنهم من قال‪ :‬املراد به إعتاق رقاب األرقاء من املسلمني‪ ،‬وـهو مذـهب املالكية‪.‬‬
‫َ‬
‫ومنهم من قال‪ :‬اآلية أشمل من ذلك‪ ،‬فيه تشمل املاكتب وإعتاق الرقاب من‬
‫املسلمني‪ ،‬روي عن الزـهري وابن عباس‪ ،‬ورواية عند احلنابلة‪ ،‬ورجحه أبو عبيد؛ قال‬
‫ِّ َ‬ ‫َ‬
‫اب} [ابلقرة‪ ]177 :‬وـهو متناول‬ ‫ابن قدامة ‪« :‬لعموم قول اهلل تعاىل‪{ :‬و ِِف الرق ِ‬
‫للقن‪ ،‬بل ـهو ظاـهر فيه‪ ،‬فإن الرقبة إذا أطلقت انرصفت إيله‪ ،‬كقوهل تعاىل‪َ { :‬ف َت ْحر ُ‬
‫ير‬ ‫ِ‬
‫ََ‬
‫َرقبةٍِ} [النساء‪ ]92 :‬وتقدير اآلية‪ ،‬ويف إعتاق الرقاب؛ وألنه إعتاق للرقبة‪ ،‬فجاز‬
‫رصف الزاكة فيه‪ ،‬كدفعه يف الكتابة» املغين (‪.)478/6‬‬

‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫َ‬


‫اب} يدخل فيه إعنة املاكتبني‪،‬‬
‫ج‪ :20‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪{« :‬و ِِف الرق ِ‬
‫وافتداء األرسى‪ ،‬وعتق الرقاب‪ .‬ـهذا أقوى األقوال فيها» جمموع الفتاوى‬
‫(‪.)274/28‬‬
‫قلت‪ :‬ما اختاره شيخ اإلسالم ـهو قول عند املالكية‪ ،‬واملذـهب عند احلنابلة‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن األثري ‪« :‬الكتابة‪ :‬أن يكاتب الرجل عبده ىلع مال يؤديه إيله َّ‬
‫منج ًما ‪-‬يعين‬
‫َّ‬
‫مقسطا‪ -‬فإذا أداه صار ًّ‬
‫حرا» انلهاية (‪.)148/4‬‬
‫‪162‬‬
‫قال ابن العريب ‪« :‬إذا اكن فك رقبة املسلم عن رق املسلم عبادة وجائزا من‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الصدقة‪ ،‬فأوىل وأحرى أن يكون ذلك يف فك املسلم عن رق الاكفر وذهل» أحاكم‬
‫القرآن (‪.)532/2‬‬
‫ُ‬
‫كما أنه خياف ىلع األسري املسلم من القتل أو الردة عن اإلسالم‪.‬‬

‫}‬ ‫{‬

‫ج‪ :21‬قال الطربي ‪« :‬اذلين استدانوا يف غري معصية اهلل‪ ،‬ثم لم جيدوا قضاء يف‬
‫عني وال َ‬
‫عرض‪ .‬وباذلي قلنا يف ذلك قال أـهل اتلأويل» تفسري الطربي (‪.)525/11‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬الغارمون‪ :‬ـهم املدينون العاجزون عن وفاء ديونهم‪ .‬وال‬
‫خالف يف استحقاقهم‪ ،‬وثبوت سهمهم» املغين (‪.)480/6‬‬
‫وقال ابن ضويان ‪« :‬الغارم‪ :‬وـهو من تدين لإلصالح بني انلاس‪ )1( ،‬أو تدين‬
‫ِني}» منار السبيل (‪.)209/1‬‬ ‫نلفسه وأعرس؛ دلخوهل يف قوهل تعاىل‪َ { :‬والْ َغارم َ‬
‫ِ‬
‫قلت‪ :‬اتلعريف اثلالث أشمل؛ ألنه ذكر الصنفني من الغارمني‪.‬‬

‫ج‪ :22‬يشرتط إلعطاء الغارم نلفسه ما يقيض به دينه رشوطا‪:‬‬

‫(‪ )1‬مفهومه أنه إن دفع الغرامة من ماهل ابتداء فال يعطى من الزاكة‪ ،‬وإنما يعطى من الزاكة ثققما‬
‫دام ادلين باقيا عليه‪.‬‬
‫‪163‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫األول‪ :‬أن يكون فقريا‪ ،‬قال الشنقيطي ‪« :‬يقىض عنه ادلين‪ ،‬إال إذا اكن مليا‬
‫يقدر ىلع قضاء ادلين‪ ،‬ويبىق عنده ما يكفيه» العذب انلمري (‪.)594/5‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬ا لغارم نلفسه‪ ،‬اذلي استدان نلفسه يلدفعه يف حاجته‪ ،‬أو‬
‫برشاء يشء حيتاجه يشرتيه يف ذمته‪ ،‬وليس عنده مال‪ ،‬فهذا يوىف دينه من الزاكة برشط‬
‫أن يكون ً‬
‫فقريا‪ ،‬ولو لم يعلم بذلك» فتاوى العثيمني (‪.)335/18‬‬
‫اثلاين‪ :‬أن يكون قد استدان يف طاعة أو يف أمر مباح‪ .‬قال الشواكين ‪« :‬وأما‬
‫اشرتاط كونه يف غري معصية فصحيح؛ ألن الزاكة ال ترصف يف معايص اهلل سبحانه‪،‬‬
‫وال فيمن يتقوى بها ىلع انتهاك حمارم اهلل عز وجل» السيل اجلرار (ص‪.)253 :‬‬
‫أضاف صاحب رسالة‪ :‬مصارف الزاكة (ص‪:)69-67 :‬‬
‫اثلالث‪ :‬أن يكون ادلين حاال فإن اكن مؤجال فقد اختلف فيه‪ :‬قيل‪ :‬يعطى ألنه‬
‫يسىم اغرما فيدخل يف عموم انلص‪ .‬وقيل ال يعطى ألنه غري حمتاج إيله اآلن‪.‬‬
‫قال انلووي يف املجموع ‪ :‬وـهو األصح‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن اكن األجل حيل تلك السنة أعطي وإال فال يعطى من صدقات تلك السنة‪.‬‬
‫وـهذا القول أنسب األقوال‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬أن يكون ادلين مما ـهو آلديم‪ ،‬فخرج بذلك دين الكفارات والزاكة فيه هلل‪.‬‬
‫ً‬
‫مسلما‪ .‬انتىه‪.‬‬ ‫اخلامس‪ :‬أن يكون الغارم‬
‫‪164‬‬

‫ج‪ :23‬قال ابن رشد ‪« :‬أما قدر ما يُ َ‬


‫عطى من ذلك‪ :‬أما الغارم فبقدر ما عليه‪،‬‬
‫َ‬
‫إذا اكن دينه يف طاعة ويف غري رسف‪ ،‬بل يف أمر رضوري» بداية املجتهد (‪.)39/2‬‬
‫وقال ادلسويق ‪« :‬إن استدان (ألخذـها) كأن يكون عنده ما يكفيه وتوسع‬
‫يف اإلنفاق بادلين ألجل أن يأخذ منها فال يعطى منها؛ ألنه قصد مذموم‪ ،‬خبالف‬
‫فقري تداين للرضورة ناويا األخذ منها فإنه يعطى منها حلسن قصده (إال أن يتوب)‬
‫(‪)1‬‬
‫عما ذكر من الفساد والقصد اذلميم فإنه يعطى» حاشية ادلسويق (‪)497-496/1‬‬

‫(‪ )1‬ويف كتاب‪ :‬تمويل املساكن من أموال الزاكة (ص‪« :)77 :‬قال جماـهد‪ :‬الغارمون ـهم قوم‬
‫ركبتهم ادليون من غري فساد وال تبذير‪.‬‬
‫َّ‬
‫وعنه قال‪ :‬من احرتق بيته‪ ،‬وذـهب السيل بماهل‪ ،‬وادان ىلع عياهل‪.‬‬
‫رسف‪ ،‬ينبيغ لإلمام أن يقيض عنهم من بيت املال‪.‬‬ ‫وعن أيب جعفر قال‪ :‬الغارمون املستدين يف غري َ َ‬
‫وعن قتادة‪ :‬أما الغارمون فقوم َّ‬
‫غرقتهم ادليون يف غري إمالق‪ ،‬وال تبذير‪ ،‬وال فساد‪.‬‬
‫فمن خالل ـهذه انلصوص تبني أن الغارم اذلي يستحق أن يأخذ لسداد دينه ـهو اذلي يأخذ‬
‫ملصلحة نفسه اليت ـهو حباجة إيلها أو اضطرار إيلها بغري فساد وال تبذير‪ ،‬وأنه ليس لك من استدان‬
‫حتل هل الزاكة‪ ،‬فمن استدان ألمر كمايل ال يدخل يف ـهذا الصنف»‪.‬‬
‫‪165‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫ج‪ :24‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬ال حرج يف أن تقوم بتسديد ادلين عن املعرسين‬
‫بدون إذنهم يف أصح قويل العلماء‪ ،‬وإن أخذت إذنهم فهو حسن» فتاوى ابن باز‬
‫(‪.)277/14‬‬
‫قلت‪ :‬ـهذا القول نقله ابن قدامة رواية عن أمحد‪ ،‬والرواية األخرى أنه البد من توكيله‬
‫من قبل صاحب ادلين‪ ،‬قال ابن قدامة ‪« :‬وحيتمل أن حيمل ـهذا ىلع‬
‫االستحباب‪ ،‬ويكون قضاؤه عنه جائزا‪ .‬وإن اكن دافع الزاكة اإلمام‪ ،‬جاز أن يقيض‬
‫بها دينه من غري توكيله؛ ألن لإلمام والية عليه يف إيفاء ادلين‪ ،‬وهلذا جيربه عليه إذا‬
‫امتنع منه» املغين (‪.)482/6‬‬

‫ج‪ :25‬قال العثيمني ‪« :‬إذا علمت أن الفقري اذلي تريد القضاء عنه رجل دين‬
‫ُّ‬
‫حيب إبراء ذمته‪ ،‬وأنك إذا أعطيته سوف يذـهب إىل صاحبه ويوفيه فأعطه ـهو؛ ألن‬
‫ذلك أجرب خلاطره‪ ،‬وأبعد من اخلجل‪ ،‬وأسلم من الرياء اذلي قد يصيب اإلنسان‪،‬‬
‫فكونك تعطي املدين يف ـهذه احلال أوىل‪.‬‬
‫أما إذا خفت أن يكون املدين متالعبًا تعطيه يلويف‪ ،‬لكن يذـهب فيلعب بها أو‬
‫يشرتي كمايلات أو غريـها فال تعطها إياه‪ ،‬بل اذـهب إىل صاحبه اذلي يطلبه وأوفه»‬
‫فتاوى العثيمني (‪.)35/18‬‬
‫‪166‬‬

‫ج‪ :26‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)436/9‬ال جيوز لك األخذ من املال اذلي ُسلم لك‬
‫تلوزيعه ىلع مستحيق الزاكة‪ ،‬فيجب عليك رد بدل املال اذلي أخذت‪ ،‬أو دفعه‬
‫ملستحقيه‪ ،‬مع اتلوبة واالستغفار مما حصل منك»‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬ـهذا حمرم عليه‪ ،‬وـهو خالف األمانة؛ ألن صاحبه يعطيه ىلع‬
‫أنه وكيل يدفعه لغريه‪ ،‬وـهو يأخذه نلفسه‪ ،‬وقد ذكر أـهل العلم أن الوكيل ال جيوز أن‬
‫يترصف فيما ولك فيه نلفسه‪ ،‬وىلع ـهذا فإن الواجب ىلع ـهذا الشخص أن يبني‬
‫لصاحبه أن ما اكن يأخذه من قبل اكن يرصفه نلفسه‪ ،‬فإن أجازه فذاك‪ ،‬وإن لم جيزه‬
‫فإن عليه الضمان أي يضمن ما أخذ نلفسه يلؤدي به الزاكة عن صاحبه» فتاوى‬
‫العثيمني (‪.)311/18‬‬

‫ج‪ :27‬نقل أبو عبيد يف كتاب األموال (ص‪ )725 :‬وابن عبد الرب يف االستذاكر‬
‫(‪ )223/9‬اإلمجاع ىلع أنه ال جيوز تسديد دين امليت من الزاكة‪.‬‬
‫والصحيح أنه ليس يف املسألة إمجاع‪ ،‬بل ـهذا وجه يف املذـهب الشافيع‪ ،‬وـهو مذـهب‬
‫انلخيع وأيب حنيفة وأمحد‪ .‬واختاره ابن باز‪ ،‬والعثيمني‪ ،‬ونسبه إىل مجهور أـهل العلم‬
‫قائال‪« :‬حيث لم يثبت أن انليب ‪ ‬قىض ديون الغرماء من الزاكة‪ ،‬مع أنهم‬
‫قد يكونون يف حاجة إىل ذلك‪ ،‬واكن رسول اهلل ‪ ‬إذا قدم إيله امليت‬
‫سأل‪« :‬هل عليه دين» ؟ فإن قيل‪ :‬نعم‪ .‬لم يصل عليه وإال صىل عليه‪ ،‬وملا فتح اهلل‬
‫‪167‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫عليه وكرث املال اكن يقيض ادلين من بيت املال‪ ،‬ولو اكن قضاء ـهذا ادلين من الزاكة‬
‫لفعله رسول اهلل ‪‬؛ ألن الزاكة اكنت قد فرضت قبل أن تفتح الفتوح‪.‬‬
‫وامليت إن اكن أخذ املال يريد أداءه فإن اهلل سبحانه يؤدي عنه‪ ،‬كما جاء يف احلديث‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫«من أخذ أموال انلاس يريد أداءها أدى اهلل عنه‪ ،‬ومن أخذها يريد إتَلفها أتلفه‬
‫اهلل» ومن قىض دين ميت من صدقة اتلطوع فهذا طيب ويشكر عليه» فتاوى‬
‫العثيمني (‪.)377-376/18‬‬
‫قلت‪ :‬والقول جبواز قضاء دين امليت من الزاكة ـهو قول مالك وأمحد يف رواية وـهو‬
‫اختيار القرطيب يف تفسريه (‪ )185/8‬وابن العريب يف أحاكم القرآن (‪)968/2‬‬
‫ألنه اغرم‪ ،‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬وأما ادلين اذلي ىلع امليت فيجوز‬
‫أن يويف من الزاكة يف أحد قويل العلماء وـهو إحدى الروايتني عن أمحد؛ ألن اهلل تعاىل‬
‫قال‪َ { :‬والْ َغارم َ‬
‫ِني} ولم يقل‪( :‬وللغارمني)‪ .‬فالغارم ال يشرتط تمليكه‪ ،‬وىلع ـهذا جيوز‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫الوفاء عنه‪ ،‬وأن يملك لوارثه ولغريه» جمموع الفتاوى (‪.)80/25‬‬
‫واهلل أعلم بالصواب‪ ،‬وإيله املرجع واملآب‪.‬‬

‫}‬ ‫{‬

‫ج‪ :28‬قال ابن قدامة ‪« :‬ال خالف يف استحقاقهم‪ ،‬وال خالف يف أنهم الغزاة‬
‫يف سبيل اهلل؛ ألن سبيل اهلل عند اإلطالق ـهو الغزو» املغين (‪.)482/6‬‬
‫‪168‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫اَّلل} قال مالك‪ُ :‬سبُل اهلل كثرية‪ ،‬ولكين‬
‫وقال ابن العريب ‪« :‬قوهل‪َ { :‬و ِِف سبِي ِل ِ‬
‫ً‬
‫ال أعلم خالفا يف أن املراد بسبيل اهلل ـههنا‪ :‬الغزو من مجلة سبيل اهلل» أحاكم‬
‫القرآن (‪.)533/2‬‬

‫ج‪ :29‬قال انلووي ‪« :‬قال املصنف واألصحاب رمحهم اهلل تعاىل‪ :‬وأما الغزاة‬
‫َّ‬
‫املرتبون يف ديوان السلطان وهلم فيه حق فال يعطون من الزاكة بسبب الغزو بال‬
‫عطوا به» املجموع (‪.)213/6‬‬ ‫خالف‪ ،‬وإن اكن فيهم وصف آخر يستحقون به أُ ُ‬

‫وقال الشنقيطي ‪« :‬قال العلماء‪ :‬ليسوا ـهم املراد ـهنا؛ ألن هلم أرزاقا من بيت‬
‫مدونون معروفون‪ ،‬وأن املراد بهؤالء الغزاة‪ :‬ـهم اذلين يتطوعون‬ ‫مال املسلمني وـهم َّ‬

‫يلقاتلوا ويسدوا اثلغور مع املسلمني‪ ،‬مع أنهم لم تكن هلم أرزاق مكتوبة‪ ،‬ولم‬
‫يكونوا مكتوبني يف ادليوان‪ ،‬فهؤالء يُ َ‬
‫عطون من زاكة املسلمني وإن اكنوا أغنياء‪،‬‬
‫وي َ‬
‫عطون ما يشرتون به السالح واملراكب ليسدوا ثغور املسلمني فيجاـهدوا يف سبيل‬ ‫ُ‬

‫اهلل» العذب انلمري (‪.)595/5‬‬

‫ج‪ :30‬قال القرطيب ‪« :‬قال أبو حنيفة وصاحباه‪ :‬ال يعطى الغازي إال إذا اكن‬
‫ً‬
‫منقطعا به‪ .‬وـهذه زيادة ىلع انلص‪ ،‬بل يف صحيح السنة خالف ذلك‪ ،‬من قوهل‬ ‫ً‬
‫فقريا‬
‫عليه السالم‪« :‬ال َتل الصدقة لغين إال خلمسة‪ :‬لغاز ِف سبيل اهلل‪ »...‬احلديث‪ ،‬فاكن‬
‫‪169‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬
‫ً‬
‫مفرسا ملعىن اآلية‪ ،‬وأنه جيوز بلعض األغنياء أخذـها» تفسري القرطيب‬ ‫ـهذا احلديث‬
‫(‪.)186/8‬‬
‫وقال الشواكين ‪« :‬الغزاة واملرابطون‪ ،‬يُ َ‬
‫عطون من الصدقة ما ينفقون يف غزوـهم‬
‫ومرابطتهم‪ ،‬وإن اكنوا أغنياء‪ ،‬وـهذا قول أكرث العلماء» فتح القدير (‪.)426/2‬‬

‫}‬ ‫{‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫يل اَّللِ}‬
‫ج‪ :31‬اختلف العلماء ـهل احلج داخل يف قوهل تعاىل يف آية الصدقة‪{ :‬و ِِف س ِب ِ‬
‫فيجوز دفع الزاكة فيه‪ ،‬أم أن اآلية خاصة باجلهاد والغزو يف سبيل اهلل؟ فذـهب إسحاق‬
‫وأمحد يف رواية أن احلج داخل يف اآلية‪ ،‬قال ابن قدامة ‪« :‬ويروى ـهذا عن ابن‬
‫عباس‪ ،‬وعن ابن عمر‪ )1( ،‬أن احلج من سبيل اهلل»‪.‬‬
‫واستدلوا أيضا بعدة أحاديث فيها إطالق سبيل اهلل ىلع فريضة احلج‪ .‬منها ما أخرجه‬
‫أن زوجها أبا معقل ‪‬‬ ‫أبو داود (‪ )1989‬وحسنه األبلاين لغريه عن ّ‬
‫أم معقل‬
‫خرجت عليه‪- ،‬يعين‬
‫ِ‬ ‫جعل مجال يف احلج ثم مات‪ ،‬فقال هلا انليب ‪« :‬هَل‬
‫َّ‬
‫اجلمل‪ -‬فإن اْلج ِف سبيل اهلل»‪.‬‬

‫ً‬
‫(‪ )1‬أثر ابن عباس ‪ ‬يف ابلخاري معلقا‪ ،‬قال األبلاين‪« :‬وصله أبو عبيد يف األموال‬
‫بسند جيد عنه» وأخرج ابلخاري عن احلسن أنه قال‪ :‬ويعطي يف املجاـهدين‪ ،‬واذلي لم حيج أي‬
‫َ َّ‬
‫أما إن احلج من‬ ‫من الزاكة‪ -‬وصححه احلافظ يف الفتح (‪ )331/3‬قال احلافظ‪« :‬وقال ابن عمر‪:‬‬
‫سبيل اهلل‪ .‬أخرجه أبو عبيد بإسناد صحيح عنه» الفتح (‪.)332/3‬‬
‫‪170‬‬
‫قال الشواكين عن ـهذه األحاديث‪« :‬تدل ىلع أن احلج والعمرة من سبيل اهلل‪ ،‬وأن من‬
‫جعل شيئا من ماهل يف سبيل اهلل جاز هل رصفه يف جتهزي احلجاج واملعتمرين‪ ،‬وإذا اكن‬
‫شيئا مركوبا جاز محل احلاج واملعتمر عليه‪ .‬وتدل أيضا ىلع أنه جيوز رصف يشء من‬
‫سهم سبيل اهلل من الزاكة إىل قاصدين احلج والعمرة» نيل األوطار (‪.)203/4‬‬
‫وـهذا ما اختاره شيخ اإلسالم ابن تيمية كما يف االختيارات الفقهية (ص‪)156 :‬‬
‫وعليه فتوى علماء اللجنة ادلائمة؛ ففيها (‪« :)38/10‬جيوز رصف الزاكة يف إراكب فقراء‬
‫َ َ‬
‫يل‬
‫املسلمني حلج فريضة اإلسالم‪ ،‬ونفقتهم فيه؛ دلخوهل يف عموم قوهل تعاىل‪{ :‬و ِِف سبِ ِ‬
‫َّ‬
‫اَّلل} من آية مصارف الزاكة»‪.‬‬
‫ِ‬
‫وذـهب مالك والشافيع وأبو حنيفة وأمحد يف رواية وابن حزم يف املحىل (‪)151/6‬‬
‫أن اآلية خاصة باجلهاد يف سبيل اهلل‪ ،‬وأنه ال يرصف من الزاكة يف أداء فريضة احلج‪.‬‬
‫قال ابن قدامة ‪« :‬وـهذا أصح؛ ألن سبيل اهلل عند اإلطالق إنما ينرصف إىل‬
‫اجلهاد‪ ،‬فإن لك ما يف القرآن من ذكر سبيل اهلل إنما أريد به اجلهاد‪ ،‬إال اليسري‪ ،‬فيجب‬
‫أن حيمل ما يف ـهذه اآلية ىلع ذلك؛ ألن الظاـهر إرادته به» املغين (‪.)484/6‬‬
‫واهلل أعلم بالصواب‪ ،‬وإيله املرجع واملآب‪.‬‬

‫ج‪ :32‬قال ابن قدامة ‪« :‬إن قلنا‪ :‬يدفع يف احلج منها‪ .‬فال يعطى إال برشطني؛‬
‫أحدـهما‪ ،‬أن يكون ممن ليس هل ما حيج به سواـها‪ .‬واثلاين‪ :‬أن يأخذه حلجة الفرض‪.‬‬
‫ذكره أبو اخلطاب؛ ألنه حيتاج إىل إسقاط فرضه وإبراء ذمته‪ ،‬أما اتلطوع فله مندوحة‬
‫‪171‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫عنه‪ .‬وقال القايض‪ :‬ظاـهر الكم أمحد جواز ذلك يف الفرض واتلطوع معا» املغين‬
‫(‪.)484/6‬‬

‫ّ‬
‫ج‪ :33‬قال أبو عبيد‪« :‬أما بنيان املساجد‪ ،‬واحتفار األنهار‪ ،‬وما أشبه ذلك من‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ّ‬
‫الرب‪ ،‬فإن سفيان وأـهل العراق وغريـهم من العلماء؛ جممعون ىلع أن ذلك ال‬ ‫أنواع‬
‫ّ‬
‫جيزي من الزاكة‪ ،‬ألنه ليس من األصناف اثلمانية» األموال (ص‪.)723 :‬‬
‫َ َ‬
‫وقال ابن قدامة‪« :‬ال جيوز رصف الزاكة إىل غري َمن ذكر اهلل ‪-‬تعاىل‪ -‬من بناء‬
‫املساجد والقناطر والسقايات وإصالح الطرقات‪ ،‬وتكفني املوىت‪ ،‬واتلوسعة ىلع‬
‫ُ‬
‫األضياف‪ ،‬وأشباه ذلك من القرب اليت لم يذكرـها اهلل تعاىل» املغين (‪.)497/2‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪« :‬املعروف عند العلماء اكفة‪ ،‬وـهو رأي اجلمهور‬
‫واألكرثين‪ ،‬وـهو اكإلمجاع من علماء السلف الصالح األولني أن الزاكة ال ترصف يف‬
‫عمارة املساجد ورشاء الكتب وحنو ذلك‪ ،‬وإنما ترصف يف األصناف اثلمانية اذلين‬
‫ورد ذكرـهم يف اآلية يف سورة اتلوبة‪ .‬ويف سبيل اهلل ختتص باجلهاد‪ .‬ـهذا ـهو املعروف‬
‫عند أـهل العلم» فتاوى ابن باز (‪.)294/14‬‬
‫ويف قرار ـهيئة كبار العلماء رقم (‪ )24‬بتاريخ (‪« :)1394/8/21‬رأى أكرثية أعضاء‬
‫املجلس األخذ بقول مجهور العلماء من مفرسين وحمدثني وفقهاء من أن املراد بقوهل‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫يل اَّللِ}‪ :‬الغزاة املتطوعون بغزوـهم‪ ،‬وما يلزم هلم من استعداد‪ ،‬وال‬
‫تعاىل {و ِِف سبِ ِ‬
‫‪172‬‬
‫جيوز رصفها يف يشء من املرافق العامة‪ ،‬إال إذا لم يوجد هلا مستحق من الفقراء‬
‫واملساكني‪ ،‬وبقية األصناف املنصوص عليهم يف اآلية الكريمة»‪.‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬سبيل اهلل يف اللغة ويف الرشع واسع‪ ،‬يشمل مجيع‬
‫األعمال اخلريية‪ ،‬لكن جاء تقييده يف الزاكة بالغازي يف سبيل اهلل‪ ،‬وادليلل حديث‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أيب سعيد اخلدري ‪ ‬عن ّ‬
‫انل ّ‬
‫لغين إِال‬ ‫يب ‪ ‬قال‪« :‬ال َتل الصدقة‬
‫خلمسة‪ ،‬وذكر منهم الغازي ِف سبيل اهلل» من فقه الواديع (‪.)27/2‬‬

‫}‬ ‫{‬

‫ج‪ :34‬قال ابن قدامة ‪« :‬ال خالف يف استحقاقه وبقاء سهمه‪ ،‬وابن السبيل‬
‫ـهو‪ :‬املسافر اذلي ليس هل ما يرجع به إىل بدله‪ ،‬وهل اليسار يف بدله‪ ،‬فيعطى ما يرجع به»‬
‫املغين (‪.)484/6‬‬

‫ابن السبيل من يقرضه كفايتَه وهل يف بدله وفادة‪،‬‬


‫ج‪ :35‬قال انلووي ‪« :‬لو وجد ُ‬

‫لم يلزمه أن يقرتض منه‪ ،‬بل جيوز رصف الزاكة إيله‪ ،‬رصح به ابن كج يف كتابه‬
‫اتلجريد» املجموع (‪.)216/6‬‬
‫وقال القرطيب ‪« :‬ال يلزمه أن يشغل ذمته بالسلف‪ .‬فإنه ال يلزمه أن يدخل‬
‫َّ‬
‫حتت منة أحد‪ ،‬وقد وجد منة اهلل تعاىل» تفسري القرطيب (‪.)187/8‬‬
‫‪173‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫وقال العثيمني ‪« :‬ابن السبيل نعطيه‪ ،‬ولو اكن يف بدله من أغىن انلاس إذا انقطع‬
‫به السفر؛ ألنه يف ـهذه احلال حمتاج‪ ،‬وال يقال‪ :‬أنت غين فاقرتض‪ ،‬فيعطى ما يوصله‬
‫إىل بدله» الرشح املمتع (‪.)244-243/6‬‬

‫ج‪ :36‬قال الشنقيطي ‪« :‬أمجع العلماء ىلع أن ابن السبيل إذا اكن مسافرا يف‬
‫معصية ال جيوز أن يعطى من الزاكة شيئا؛ ألنه إعنة هل ىلع معصيته‪ ،‬واهلل يقول‪َ { :‬وال‬
‫َ َُ ََ ْ ْ ُْ ْ‬
‫اإلث ِم َوالعدوان}» العذب انلمري (‪.)597/5‬‬ ‫تعاونوا ىلع ِ‬

‫ج‪ :37‬قال ابن قدامة ‪« :‬إنما ورد الرشع بادلفع إيله للرجوع إىل بدله؛ ألنه أمر‬
‫تدعو حاجته إيله وال غىن به عنه‪ ،‬فال جيوز إحلاق غريه به؛ ألنه ليس يف معناه‪ ،‬فال‬
‫جيوز قياسه عليه‪ ،‬وال نص فيه‪ ،‬فال يثبت جوازه؛ لعدم انلص والقياس» املغين‬
‫(‪.)485/6‬‬

‫ج‪ : 38‬ال يدخل يف ذلك عند مجهور العلماء وـهو الصحيح‪ ،‬خالفا للشافيع؛ ألن ابن‬
‫السبيل‪ :‬ـهو املالزم للطريق الاكئن فيها‪ .‬راجع رسالة‪ :‬مصارف الزاكة (ص‪.)91-90 :‬‬
‫‪174‬‬

‫}‬ ‫{‬

‫ج‪ :39‬قال انليسابوري ‪« :‬قال املفرسون‪ :‬إنما عدل عن الالم إىل «يف» ألن‬
‫األصناف األربعة األول يرصف املال إيلهم حىت يترصفوا فيه كما شاؤوا‪ ،‬ويف األربعة‬
‫األخرية ال يرصف املال إيلهم‪ ،‬بل يرصف إىل جهات احلاجات املعتربة يف الصفات اليت‬
‫ألجلها استحقوا سهم الزاكة‪ .‬فيف الرقاب يوضع نصيبهم يف ختليص رقابهم عن الرق‬
‫أو األرس وال يدفع إيلهم‪ ،‬ويف الغارمني يرصف املال إىل قضاء ديونهم‪ ،‬ويف الغزاة‬
‫يرصف املال إىل إعداد ما حيتاج إيله يف الغزو‪ ،‬ويف ابن السبيل كذلك يرصف إىل ما‬
‫يبلغه املقصد» تفسري انليسابوري (‪.)491/3‬‬
‫وقال اخلطيب الرشبيين ‪« :‬أضاف يف اآلية الكريمة الصدقات إىل األصناف‬
‫األربعة األوىل بالم امللك واألربعة األخرية بيف الظرفية؛ لإلشعار بإطالق امللك يف‬
‫األربعة األوىل‪ ،‬وتقييده يف األربعة األخرية‪ ،‬حىت إذا لم حيصل الرصف يف مصارفها‬
‫ُ‬
‫اسرتجع خبالفه يف األوىل» مغين املحتاج (‪.)173/4‬‬
‫ً‬ ‫َ ُ‬
‫قلت‪ :‬فعىل ـهذا من أعطي من الزاكة ماال ىلع أن يسدد به دينه أو يغزو به أو يعتق به‬
‫رقبته أو يتوصل به إىل بدله‪ ،‬فال جيوز هل أن يرصفه يف غري ما أعطي هل؛ فإن رصفه يف‬
‫غري ما أعطي هل فهو ضامن‪ ،‬وعليه إرجاعه إىل صاحبه‪ ،‬ولو اكن فقريا يف األصل‪.‬‬

‫ج‪ :40‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬قال الطربي ‪ :‬عمة أـهل العلم‬
‫يقولون‪ :‬للمتويل قسمتها ووضعها يف أي األصناف اثلمانية شاء‪ ،‬وإنما سىم اهلل‬
‫‪175‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫األصناف اثلمانية إعالما منه أن الصدقة ال خترج من ـهذه األصناف إىل غريـها‪ ،‬ال‬
‫إجيابا لقسمتها بني األصناف اثلمانية» جمموع الفتاوى (‪.)40/25‬‬
‫قال أبو عبيد ‪« :‬اإلمام خمري يف الصدقة يف اتلفريق فيهم مجيعا ويف أن خيص‬
‫بها بعضهم دون بعض‪ ،‬إذا اكن ذلك ىلع وجه االجتهاد‪ ،‬وجمانبة اهلوى‪ ،‬وامليل عن‬
‫احلق‪ ،‬وكذلك من سوى اإلمام‪ ،‬بل ـهو لغريه أوسع إن شاء اهلل» األموال (ص‪.)693 :‬‬
‫وقال احلافظ ابن كثري ‪« :‬اختلف العلماء يف ـهذه األصناف اثلمانية‪ :‬ـهل‬
‫جيب استيعاب ادلفع إيلها أو إىل ما أمكن منها؟ ىلع قولني‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أحدهما‪ :‬أنه جيب ذلك‪ ،‬وـهو قول الشافيع ومجاعة‪.‬‬
‫واثلاين‪ :‬أنه ال جيب استيعابها‪ ،‬بل جيوز ادلفع إىل واحد منها‪ ،‬ويعطى مجيع الصدقة‬
‫مع وجود ابلاقني‪ .‬وـهو قول مالك ومجاعة من السلف واخللف‪ ،‬منهم‪ :‬عمر‪ ،‬وحذيفة‪،‬‬
‫وابن عباس‪ ،‬وأبو العايلة‪ ،‬وسعيد بن جبري‪ ،‬وميمون بن مهران‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬وـهو‬
‫قول عمة أـهل العلم‪ .‬وىلع ـهذا فإنما ذكرت األصناف ـهاـهنا بليان املرصف ال لوجوب‬
‫استيعاب اإلعطاء» تفسري ابن كثري (‪.)165/4‬‬
‫وقال شيخنا الواديع‪« :‬إن استطعت أن تستوعب اثلمانية فذاك‪ ،‬وإال فرسول‬
‫اهلل ‪ ‬يأمر معاذا أن يأخذ منهم صدقة من أغنيائهم فرتد ىلع فقرائهم»‬
‫الفواكه اجلنية (ص‪.)45 :‬‬

‫(‪ )1‬قال ابليجوري ‪« :‬واختار بعضهم جواز رصفها إىل واحد‪ ،‬وال بأس بتقليده يف زماننا‬
‫ـهذا‪ ،‬قال بعضهم‪ :‬ولو اكن الشافيع حيا ألفىت به» حاشية ابليجوري (‪.)397/2‬‬
‫‪176‬‬
‫قلت‪ :‬القول بعدم وجوب اتلعميم ـهو قول اجلمهور‪ ،‬ملا يف صحيح مسلم (‪ )1044‬أن‬
‫انليب ‪ ‬قال لقبيصة وقد حتمل محالة‪« :‬أقم حىت تأتينا الصدقة فنأمر لك‬
‫بها» وـهو صنف واحد من األصناف اثلمانية‪ .‬وللحديث اذلي ذكره شيخنا الواديع‪.‬‬
‫ُ‬
‫حب َرصفها إىل مجيع األصناف أو إىل من‬
‫ومع ذلك قال ابن قدامة ‪« :‬املستَ ُّ‬

‫أمكن منهم؛ ألنه خيرج بذلك عن اخلالف‪ ،‬وحيصل اإلجزاء يقينا» املغين‬
‫(‪.)499/2‬‬

‫ج‪ :41‬أصدرت اهليئة الرشعية يف بيت الزاكة الكوييت فتوى بهذا اخلصوص قالت فيه‪:‬‬
‫«املاء يف مثل ـهذه احلالة يشرتك فيه انلاس غنيهم وفقريـهم‪ ،‬وال يمكن منع أو امتناع‬
‫الغين من ذلك‪ ،‬وـهذا أشبه بالصدقة اجلارية‪ ،‬أو الوقف‪ ،‬لكن ترى اهليئة أنه جيوز‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫رشع تمليك مال الزاكة ألـهل املنطقة الفقراء‪ ،‬ثم يوجهون إىل وضعه يف حفر برئ‬
‫يبيحون االنتفاع بها هلم ولغريـهم» نوازل الزاكة (ص‪.)364-363 :‬‬

‫ج‪ :42‬قال الشيخ حممد بن إبراـهيم ‪« :‬أما ادلية اليت حيكم بها ىلع اجلاين لكون‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫القتل عمدا فتجب عليه يف ماهل حالة‪ ،‬وتكون من ضمن ادليون اليت يف ذمته‪ ،‬إن‬
‫معرسا فنظرة إىل ميرسة‪ ،‬وإن أيرس ببعض قسطت‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مورسا لزمه الوفاء‪ ،‬وإن اكن‬ ‫اكن‬
‫َ‬
‫عليه حسب حاهل‪ ،‬ويسوغ أن يُدفع هل يف حالة إعساره من الزاكة ما يويف به ـهذه ادلية؛‬
‫‪177‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫ألنه من الغارمني‪ ،‬اذلي ـهم أحد أصناف أـهل الزاكة اثلمانية» فتاوى حممد بن‬
‫إبراـهيم (‪.)361/11‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬إن اكنت ادلية عليه وـهو فقري فنعم‪ ،‬وإن اكن ًّ‬
‫غنيا فال‪ ،‬وإن‬
‫اكنت ىلع عقلته وـهم فقراء فنعم‪ ،‬وإن اكنوا أغنياء فال» فتاوى العثيمني‬
‫(‪.)357/18‬‬

‫ج‪ :43‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)17/10‬جيوز ذلك إذا اكن ال جيد نفقات الزواج‬
‫العرفية اليت ال إرساف بها»‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬احلاجة إىل الزواج اكحلاجة لألكل والرشب‪ ،‬ألن الزواج من‬
‫رضوريات احلياة‪ ،‬وانليب ‪ ‬أمر به الشباب؛ فاملحتاج للزواج يعطى ما‬
‫يزوج به‪ ،‬ألن الزواج كما تقدم من أشد حاجات اإلنسان ورضوراته‪ ،‬حىت إن اكن‬
‫ً‬
‫موظفا وعنده ما يأكل وينفق‪ ،‬ولكنه ال جيد ما يزتوج به‪ ،‬فإنه يُ َ‬
‫عطى من الزاكة قدر‬
‫املهر حسب العرف» فتاوى العثيمني (‪.)526/18‬‬

‫َّ‬
‫يتحرى بها‬ ‫ج‪ :44‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬أما الزاكة فينبيغ لإلنسان أن‬
‫املستحقني‪ :‬من الفقراء‪ ،‬واملساكني‪ ،‬والغارمني‪ ،‬وغريـهم من أـهل ادلين‪ ،‬املتبعني‬
‫للرشيعة» جمموع الفتاوى (‪.)87/25‬‬
‫‪178‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪« :‬جيوز دفع الزاكة إىل الفقري املسلم‪ ،‬وإن اكن دليه بعض‬
‫املعايص‪ ،‬ولكن اتلماس الفقراء املعروفني باخلري واالستقامة أوىل وأفضل» فتاوى‬
‫ابن باز (‪.)273/14‬‬

‫ج‪ :45‬قال ابن قدامة ‪« :‬ينبيغ أن تعترب الكفاية به يف حول اكمل؛ ألن احلول‬
‫يتكرر وجوب الزاكة بتكرره‪ ،‬فيأخذ منها ‪ -‬أي الزاكة ‪ -‬لك حول‪ :‬ما يكفيه إىل مثله‬
‫‪ -‬أي إىل احلول اثلاين ‪ -‬ويعترب وجود الكفاية هل‪ ،‬ولعائلته‪ ،‬ومن يمونه؛ ألن لك واحد‬
‫منهم مقصود دفع حاجاته‪ ،‬فيعترب هل ما يعترب للمنفرد» املغين (‪.)469/2‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬الفقري يعطى كفايته إىل نهاية العام؛ ألن الزاكة تتجدد لك‬
‫ً‬
‫قوال ً‬
‫قويا‪،‬‬ ‫سنة‪ ،‬ولو قيل‪ :‬إنه يعطى إىل أن يصبح غنيًا ويزول عنه وصف الفقر لاكن‬
‫وكذلك القول يف املسكني» الرشح املمتع (‪.)221/6‬‬
‫قلت‪ :‬ما ذكره ابن قدامة أن الفقري يعطى ما يكفيه ملدة سنة ـهو قول احلنابلة‪،‬‬
‫واملالكية‪ ،‬وأحد قويل الشافيع‪ ،‬واختاره ابن باز‪ ،‬والعثيمني‪.‬‬
‫والقول اآلخر ـهو أن الفقري واملسكني يعطيان ما خيرجهما من الفاقة إىل الغىن‪ ،‬وـهو‬
‫ما حتصل به الكفاية ىلع ادلوام‪ ،‬وال يقدر حبد‪ .‬ـهو قول يف مذـهب مالك‪ ،‬واألصح عند‬
‫الشافعية‪ ،‬واحلنابلة يف رواية‪ ،‬واختاره ابن سالم‪ ،‬وابن حزم‪ ،‬وشيخ اإلسالم‪ ،‬وـهو قول‬
‫وجيه؛ لعدم ادليلل ىلع اتلحديد‪ ،‬ولورود عدة آثار عن السلف تبيح ذلك‪ ،‬ويكون‬
‫برشط أن ال يؤدي إعطاء الفقري ىلع ادلوام إىل اإلرضار بالفقراء اآلخرين‪ .‬راجع‬
‫الزاكة يف اإلسالم (ص‪ )241 :‬و تمويل املساكن من أموال الزاكة (ص‪.)24-19 :‬‬
‫‪179‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫ج‪ :46‬قال ابن املنذر ‪« :‬أمجع أكرث من حنفظ عنه من أـهل العلم ىلع من هل دار‬
‫أو خادم ال يستغين عنهما أن هل أن يأخذ من الزاكة‪ ،‬وللمعطي أن يعطيه» اإلمجاع‬
‫(ص‪.)56 :‬‬
‫وقال ابن عبد الرب ‪« :‬قال اثلوري وأبو حنيفة والشافيع وأبو ثور وأبو عبيد‬
‫وأمحد بن حنبل والطربي فيمن هل ادلار واخلادم وـهو ال يستغين عنهما‪ ،‬أنه يأخذ من‬
‫الزاكة وحتل هل» اتلمهيد (‪.)99-98/4‬‬
‫وقال انلووي‪« :‬إذا اكن هل عقار‪ ،‬ينقص دخله عن كفايته؛ فهو فقري يُعطى‬
‫من الزاكة تمام كفاية‪ ،‬وال يُكلف بيعه» املجموع (‪.)192/6‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬نص اإلمام أمحد ‪ ‬ىلع أن من عنده عقار يترضر لو‬
‫باعه ويستغل منه أدىن من كفايته‪ ،‬فإنه يُ َ‬
‫عطى كفايته‪ ،‬وال يلزم ببيعه؛ ألن زاكة انلاس‬
‫لن تدوم هل لك سنة» الرشح املمتع (‪.)222-221/6‬‬

‫ج‪ :47‬قال الشيخ زكريا األنصاري ‪« :‬قال الشافيع‪ :‬وال وقت فيما يعطى الفقري‬
‫َّ‬
‫إال ما خيرجه من حد الفقر إىل الغىن قل ذلك أو كرث‪ .‬قال القايض أبو الطيب‪ :‬يريد‬
‫به أن الغىن ـهو الكفاية ىلع ادلوام‪ ،‬فيدفع إىل لك واحد منهم ما جيعله رأس مال‬
‫ويكفيه فضله ملؤنة‪ ،‬ومن اكن من أـهل العلم اذلين ال حيسنون اتلجارة اشرتى هلم‬
‫‪180‬‬
‫ما يغلهم كفايتهم ىلع ادلوام‪ ،‬ومن اكن من أـهل احلرفة اشرتى هلم آالتهم» أسىن‬
‫املطالب (‪.)100/1‬‬
‫اغلب‪ ،‬فيشرتيان بما‬ ‫مر‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ٍ‬ ‫وقال احلجاوي ‪« :‬ويعطى فقري ومسكني كفاية ع ٍ‬
‫يعطيانه عقارا يستغالنه‪ ،‬ولإلمام أن يشرتي هل ذلك كما يف الغازي‪ ،‬ـهذا فيمن ال‬
‫حيسن الكسب حبرفة وال جتارة» اإلقناع (‪.)213/1‬‬

‫ج‪ :48‬قال أبو عبيد ‪« :‬رجل رأى أـهل بيت من صالح املسلمني أـهل فقر‬
‫ومسكنة وـهو ذو مال كثري‪ ،‬وال مزنل هلؤالء يُئويهم ويسرت خلتهم‪ ،‬فاشرتى من زاكة‬
‫َ‬
‫ماهل مسكنا يُكنهم من لكب الشتاء وحر الشمس‪ ،‬أو اكنوا عراة ال كسوة هلم‪،‬‬
‫فكساـهم ما يسرت عوراتهم يف صالتهم‪ ،‬ويقيهم من احلر والربد‪... ،‬‬
‫ُ‬
‫ـهذه اخلالل وما أشبهها اليت ال تنال إال باألموال الكثرية‪ ،‬فلم تسمح نفس الفاعل أن‬
‫جيعلها نافلة‪ ،‬فجعلها من زاكة ماهل‪ ،‬أما يكون ـهذا مؤديا للفرض؟ بىل‪ ،‬وإين خلائف‬
‫ّ‬
‫ىلع من َصد مثله عن فعله؛ ألنه ال جيود باتلطوع‪ ،‬وـهذا يمنعه بفتياه من الفريضة‪،‬‬
‫فتضيع احلقوق ويعطب أـهلها» األموال (‪.)678‬‬
‫ويف فتاوى اللجنة ادلائمة (‪« :)413/8‬إذا اكن األمر كما ذكر‪ ،‬جاز للرجل أن يساعد‬
‫(‪)1‬‬
‫املذكورين إذا اكنوا فقراء من الزاكة يف رشاء مسكن هلم»‬

‫(‪ )1‬وـهو اختيار شيخنا الواديع ‪.‬‬


‫‪181‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫أما العالمة ابن عثيمني ‪ ‬فقال‪« :‬يعطيه ما يقتات به؛ ألن يف ادلنيا فقراء كرث‬
‫حيتاجون إىل القوت‪ ،‬لكن لو انهدم بيته وأراد أن يعمره قلنا‪ :‬ال حرج أن تعطيه من‬
‫(‪)1‬‬
‫الزاكة؛ ألن ـهذا اليشء قائم حيتاج إىل إصالح» ابلاب املفتوح ‪.‬‬

‫ج‪ :49‬قال انلووي ‪« :‬قال أصحابنا‪ :‬املعترب يف قونلا يقع موقعا من كفايته‪:‬‬
‫املطعم وامللبس واملسكن وسائر ما البد هل منه‪ ،‬ىلع ما يليق حباهل‪ ،‬بغري إرساف‪ ،‬وال‬
‫إقتار نلفس الشخص‪ ،‬وملن ـهو يف نفقته» املجموع (‪.)191/6‬‬

‫ج‪ :50‬قال ابن قدامة ‪« :‬وإن اجتمع يف واحد أسباب تقتيض األخذ بها؛ جاز أن‬
‫يعطى بها‪ ،‬فالعامل الفقري هل أن يأخذ ُعماتله‪ ،‬فإن لم تُغنه فله أن يأخذ ما يُ ّ‬
‫تم به‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫غناه‪ ،‬فإن اكن اغزيا فله أخذ ما يكفيه لغزوه‪ ،‬وإن اكن اغرما أخذ ما يقيض به‬
‫ْ‬ ‫َّ َّ‬
‫غرمه؛ ألن لك واحد من ـهذه األسباب؛ يُثبت ُحكمه بانفراده‪ ،‬فوجود غريه ال يمنع‬
‫ثبوت ُحكمه؛ كما لم يمنع وجوده» املغين (‪.)489/2‬‬

‫(‪ )1‬قال الغفييل يف كتابه نوازل الزاكة (ص‪« :)365 :‬يتخرج احلكم دلى الفقهاء يف ـهذه‬
‫املسألة ىلع ما تقدم ذكره يف مقدار ما يُعطاه الفقري واملسكني‪ ،‬فبناء ىلع رأي اجلمهور املانعني من‬
‫بيت للفقراء واملساكني‪ ،‬وأما‬
‫إعطائه أكرث من كفاية السنة فإنه ال جيوز رصف الزاكة بلنا ٍء أو رشاء ٍ‬
‫العمر؛ فيجوز رصف الزاكة بلناء أو رشاء بيت للفقراء واملساكني»‪.‬‬‫ىلع القول جبواز إعطائه كفاية ُ‬
‫‪182‬‬
‫وقال أيضا‪« :‬إذا اجتمع يف واحد من أـهل الزاكة سببان جاز أن يأخذ بكل واحد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مجيعا‪ ،‬فيعطى ما يقيض دينه‪ ،‬ثم يُعطى ما‬ ‫منهما منفردا‪ :‬اكلفقري الغارم‪ ،‬يُعطى بهما‬
‫يغنيه ويسد حاجته» املغين (‪.)488/6‬‬

‫ج‪ :51‬قال ابن قدامة ‪« :‬وإذا دفع الزاكة إىل من يظنه فقريا‪ ،‬لم حيتج إىل إعالمه‬
‫أنها زاكة‪ .‬قال احلسن‪ :‬أتريد أن تقرعه‪ ،‬ال ختربه؟ وقال أمحد بن احلسني‪ :‬قلت ألمحد‪:‬‬
‫يدفع الرجل الزاكة إىل الرجل‪ ،‬فيقول‪ :‬ـهذا من الزاكة‪ .‬أو يسكت؟ قال‪ :‬ول َم يبكته بهذا‬
‫القول؟ يعطيه ويسكت‪ ،‬وما حاجته إىل أن يقرعه؟» املغين (‪.)482/2‬‬
‫قال العثيمني ‪« :‬ال بأس أن يعطى الزاكة ملستحقها بدون أن يعلم أنها زاكة‪ ،‬إذا‬
‫اكن األخذ هل عدة بأخذـها وقبوهلا‪ ،‬فإن اكن ممن ال يقبلها فإنه جيب إعالمه حىت‬
‫يكون ىلع بصرية‪ ،‬فيقبل أو يرد» فتاوى العثيمني (‪.)312/18‬‬

‫ج‪ :52‬قال ابن قدامة ‪« :‬إذا ادىع الرجل أن عليه دينا‪ ،‬فإن اكن يدعيه من جهة‬
‫إصالح ذات ابلني‪ ،‬فاألمر فيه ظاـهر ال يكاد خيىف‪ ،‬فإن خيف ذلك‪ ،‬لم يقبل منه إال‬
‫ببينة‪ ،‬وإن غرم ملصلحة نفسه لم يدفع إيله إال ببينة أيضا؛ ألن األصل عدم الغرم‪،‬‬
‫وبراءة اذلمة» املغين (‪.)482/6‬‬
‫‪183‬‬ ‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‬

‫وقال ابن العريب ‪« :‬إذا جاء الرجل وقال‪ :‬أنا فقري‪ ،‬أو مسكني‪ ،‬أو اغرم‪ ،‬أو يف‬
‫سبيل اهلل‪ ،‬أو ابن ّ‬
‫السبيل‪ ،‬ـهل يقبل قوهل‪ ،‬أم يقال هل‪ :‬أثبت ما تقول؟ فأما ادلين فال‬
‫بد من أن يثبت‪ ،‬وأما سائر الصفات فظاـهر احلال يشهد هلا‪ ،‬ويكتىف به فيها» أحاكم‬
‫القرآن (‪.)535/2‬‬
‫‪184‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ج‪« :1‬الكفار‪ ،‬وآل انليب حممد ‪- ‬وـهم بنو ـهاشم وموايلهم‪ -‬واملمايلك‪،‬‬
‫ومن تلزم نفقتهم‪ :‬من األصول وإن‬ ‫واألغنياء‪ )2( ،‬واملرأة الفقرية اليت حتت غين منفق‪َ ،‬‬

‫علوا‪ ،‬والفروع وإن نزلوا‪ ،‬والزوجة‪ ،‬وأصحاب املعايص اذلين يستخدمونها يف معصية‬
‫اهلل‪ ،‬واجلهات اخلريية‪ .‬ينظر كتاب‪ :‬الزاكة يف اإلسالم (ص‪ )381-380 :‬للقحطاين‬
‫‪.‬‬
‫ً‬
‫قال ابن قدامة ‪« :‬ال نعلم بني أـهل العلم خالفا يف أن زاكة األموال ال تعطى‬
‫لاكفر‪ ،‬وال ململوك» املغين (‪.)487/2‬‬

‫ج‪ :2‬وردت السنة باعتبار رشوط هلذا املرصف‪:‬‬

‫(‪ )1‬غري املاكتب‪ ،‬فال جيوز رصف الزاكة إيله؛ ألنه ال يملك؛ وألنه غين بنفقة سيده‪ .‬تسهيل‬
‫االنتفاع‬
‫(‪ )2‬بمال أو بكسب يقدر عليه يليق حباهل‪.‬‬
‫‪185‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫‪ - 1‬أن يكون من يُعطى الزاكة مسلما‪ ،‬فال جيوز دفع يشء من زكوات األموال إىل‬
‫ّ ّ‬
‫اكفر؛ قال ابن املنذر ‪« :‬أمجع لك من حنفظ عنه من أـهل العلم‪ ،‬أن اذل ّيم ال‬
‫يب ‪ ‬قال ملعاذ‪:‬‬ ‫يعطى من زاكة األموال شيئاً‪ )1( ،‬قال ابن قدامة‪ :‬وألن ّ‬
‫انل ّ‬
‫َّ‬
‫فخصهم برصفها إىل‬ ‫«أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد ِف فقرائهم»‬
‫فقرائهم‪ ،‬كما َّ‬
‫خصهم بوجوبها ىلع أغنيائهم» املغين (‪.)487/2‬‬
‫‪ - 2‬أال يكونوا من بين ـهاشم وموايلهم‪.‬‬
‫‪ - 3‬أال يكونوا ممن تلزم املزيك انلفقة عليهم اكلوادلين واألوالد والزوجات واملمايلك‪.‬‬
‫ىلع تفصيل سيأيت إن شاء اهلل‪.‬‬
‫قويا مكتسبًا؛ لقوهل ‪« :‬ال حظ فيها لغين وال‬
‫‪ - 4‬أال يكون الفقري ًّ‬

‫لقوي مكتسب» رواه أمحد وأبو داود والنسايئ‪.‬‬


‫وقال الشيخ ابن باز ‪ « :‬أموال ايلتاىم واملجانني جتب فيها الزاكة عند مجهور‬
‫العلماء‪ ،‬إذا بلغت انلصاب وحال عليها احلول‪ ،‬وجيب ىلع أويلائهم إخراجها بانلية‬
‫عنهم عند تمام احلول؛ لعموم األدلة» فتاوى ابن باز (‪.)235/14‬‬

‫ج‪ :3‬األقارب اذلين ال جيوز دفع الزاكة إيلهم أصناف وـهم‪.‬‬


‫أوال‪ :‬الوادلان‪ ،‬وآباؤـهما وأمهاتهما وإن علوا‪ ،‬كأبوي األب‪ ،‬وأبوي األم‪ ،‬وأبوي لك‬
‫واحد منهم‪ ،‬وإن علت درجتهم‪ :‬من يرث منهم ومن ال يرث‪.‬‬

‫ّ‬
‫(‪ )1‬ويستثىن من ذلك املؤلفة قلوبهم كما تقدم‪ ،‬وهلل احلمد‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫قال ابن املنذر ‪« :‬أمجعوا ىلع أن الزاكة ال جيوز دفعها إىل‪ :‬الوادلين يف احلال اليت‬
‫جيرب ادلافع إيلهم ىلع انلفقة عليهم» اإلمجاع (ص‪.)56 :‬‬
‫قال ابن قدامة ‪« :‬وألن دفع زاكته إيلهم تغنيهم عن نفقته وتسقطها عنه ويعود‬
‫نفعها إيله‪ ،‬فكأنه دفعها إىل نفسه فلم جتز‪ ،‬كما لو قىض بها دينه» املغين (‪.)482/2‬‬
‫ثانيا‪ :‬األوالد ذكورا وإناثا‪ .‬وإن نزلوا‪ :‬وـهم‪ :‬األوالد‪ :‬من ابلنني وابلنات‪ ،‬وأوالد ابلنني‬
‫وأوالد ابلنات‪ ،‬وإن نزلت درجتهم‪ ،‬الوارث وغري الوارث‪.‬‬
‫قال اجلصاص ‪« :‬فحصل من اتفاقهم أن الودل والوادل والزوجة ال يعطون من‬
‫الزاكة‪ ،‬ويدل عليه أيضا قوهل ‪« :‬أنت ومالك ألبيك» وقال‪« :‬إن أطيب ما‬
‫أكل الرجل من كسبه‪ ،‬وإن ودله من كسبه» فإذا اكن مال الرجل مضافا إىل أبيه‬
‫وموصوفا بأنه من كسبه‪ ،‬فهو مىت أعطى ابنه فكأنه باق يف ملكه؛ ألن ملك ابنه‬
‫منسوب إيله‪ ،‬فلم حتصل صدقة صحيحة‪ ،‬وإذا صح ذلك يف االبن فاألب مثله؛ إذ لك‬
‫واحد منهما منسوب إىل اآلخر من طريق الوالدة» أحاكم القرآن (‪.)173/3‬‬
‫ثاثلا‪ :‬الزوجة‪ .‬قال ابن املنذر ‪« :‬أمجع أـهل العلم ىلع أن الرجل ال يعطي زوجته‬
‫من الزاكة؛ ألن نفقتها جتب عليه‪ ،‬ويه غنية بغناه» اإلرشاف (‪.)104/3‬‬
‫رابعا‪ :‬األقارب اذلين جتب نفقتهم ىلع املزيك‪.‬‬
‫قال ابلهويت ‪« :‬وكذلك ال تدفع إىل فقري ينفق عليه من وجبت عليه نفقته‪ ،‬من‬
‫أقاربه؛ الستغنائه بذلك» الروض املربع (‪.)332/3‬‬
‫‪187‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫فقريا أو مسكينا وقلنا يف بعض‬ ‫ج‪ :4‬قال انلووي ‪« :‬إذا اكن الودل أو الوادل‬
‫األحوال‪ :‬ال جتب نفقته‪ ،‬فيجوز لوادله وودله دفع الزاكة إيله من سهم الفقراء واملساكني‬
‫بال خالف؛ ألنه حينئذ اكألجنيب» املجموع (‪.)148/6‬‬
‫وقال الشيخ األبلاين ‪« :‬نرى جواز إعطاء الفرع لألصل‪ ،‬والعكس إذا اكنوا ال‬
‫يعيشون مع بعض‪ ،‬وال يُنفق أحدـهما ىلع اآلخر‪.‬‬
‫ّ‬
‫أما إذا اكن ـهو املسؤول عنهم يف اإلنفاق؛ فهنا يُقال‪ :‬نفقة وزاكة ال جيتمعان‪ ،‬فال جيوز‬
‫َ‬
‫أن تعطى الزاكة ملن يُنفق عليه» املوسوعة الفقهية (‪ )131/3‬للعوايشة‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬القاعدة يف ذلك أن لك قريب جتب نفقته ىلع املزيك فإنه ال‬
‫جيوز أن يدفع إيله من الزاكة ما يكون ً‬
‫سببا لرفع انلفقة عنه‪ .‬أما إذا اكن القريب ال‬
‫جتب نفقته اكألخ إذا اكن هل أبناء‪ ،‬يف ـهذه احلال جيوز دفع الزاكة إىل األخ‪ ،‬إذا اكن من‬
‫أـهل الزاكة» فتاوى العثيمني (‪.)414/18‬‬

‫ج‪ :5‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬أما دفعها إىل الوادلين‪ :‬إن اكنوا فقراء وـهو‬
‫عجز عن نفقتهم‪ ،‬فاألقوى جواز دفعها إيلهم يف ـهذه احلال؛ ألن املقتيض موجود‬
‫واملانع مفقود؛ فوجب العمل باملقتيض السالم عن املعارض املقاوم» جمموع الفتاوى‬
‫(‪.)90/25‬‬
‫‪188‬‬
‫ْ َ‬
‫وقال أيضا‪« :‬جيوز رصف الزاكة إىل الوادليْن وإن عل ْوا‪ ،‬وإىل الودل وإن َسفل‪ ،‬إذا‬
‫اكنوا فقراء وـهو عجز عن نفقتهم؛ لوجود املقتيض السالم عن املعارض املقاوم؛ وـهو‬
‫ْ‬
‫أحد القولني يف مذـهب أمحد‪ ،‬وكذا إن اكنوا اغرمني أو ُماكتبني‪ ،‬أو أبناء سبيل؛ وـهو‬
‫ً‬
‫أحد القولني أيضا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وإذا اكنت ّ‬
‫األم فقرية؛ وهلا أوالد صغار هلم مال ونفقتها ُّ‬
‫ترض بهم؛ أعطيت من زاكتهم‪.‬‬
‫واذلي خيدمه إذا لم تكفه أجرته؛ أعطاه من زاكته؛ إذا لم يستعمله بدل زاكته‪ ،‬ومن‬
‫اكن يف عياهل من ال جتب عليه نفقتهم‪ ،‬فله أن يعطيهم من الزاكة ما حيتاجون إيله؛‬
‫َْ‬ ‫ّ‬
‫مما لم جتر عدته بإنفاقه من ماهل» االختيارات الفقهية (ص‪.)104 :‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬القول الراجح الصحيح‪ :‬أنه جيوز أن يدفع الزاكة ألصله‬
‫ً‬
‫واجبا عليه» الرشح املمتع (‪.)63/6‬‬ ‫وفرعه‪ ،‬ما لم يدفع بها‬

‫ج‪ :‬قال العثيمني ‪« :‬ال نقول‪ :‬ال‪ ،‬وال نقول‪ :‬نعم‪ .‬ولكن ينظر إذا اكن مال‬
‫ً‬
‫واسعا يمكن أن ينفق منه ىلع ودله اذلي خرج عنه‪ ،‬فهنا ال جيوز أن يعطيه‬ ‫األب‬
‫الزاكة‪ ،‬وإنما ينفق عليه من ماهل ً‬
‫رغما عن أنفه‪ ،‬حىت إن العلماء رمحهم اهلل قالوا‪ :‬جيوز‬
‫يف ـهذه احلالة أن يطالب الودل أباه عند القايض حىت يلزمه القايض بانلفقة؛ ألن ـهذا‬
‫حق واجب هلل عز وجل‪.‬‬
‫ً‬
‫أما إذا اكن مال األب قليال؛ فيف ـهذه احلال جيوز أن يعطي ودله من الزاكة» اللقاء‬
‫الشهري‬
‫‪189‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫تتمة‪ :‬فتوى العالمة ابن عثيمني ‪ ‬بناء ىلع القول بوجوب انلفقة ىلع األوالد‬
‫املعرسين ولو اكنوا بالغني‪ ،‬ويه مسألة خالفية بني أـهل العلم‪ ،‬وقد بني مذاـهب‬
‫العلماء فيها ابن املنذر ‪ ‬فقال‪« :‬اختُلف يف نفقة من بلغ من األوالد‪ )1( ،‬وال‬
‫ً‬
‫مال هل‪ ،‬وال كسب‪ ،‬فأوجبت طائفة انلفقة جلميع األوالد‪ ،‬أطفاال اكنوا‪ ،‬أو بالغني‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إناثا‪ ،‬وذكرانا‪ ،‬إذا لم يكن هلم أموال‪ ،‬يستغنون بها‪ .‬وذـهب اجلمهور إىل أن الواجب‬
‫أن ينفق عليهم حىت يبلغ اذلكر‪ ،‬أو ّ‬
‫تزتوج األنىث‪ ،‬ثم ال نفقة ىلع األب إال إن اكنوا‬
‫ّ‬
‫الشافيع ودل الودل‪ ،‬وإن‬ ‫زمىن‪ )2( ،‬فإن اكنت هلم أموال‪ ،‬فال وجوب ىلع األب‪ .‬وأحلق‬
‫سفل بالودل يف ذلك» فتح ابلاري (‪.)501-500/9‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫معرسا زمنا من‬ ‫وقال ابلغوي ‪« :‬إنما جيب ىلع املورس أن يُنفق ىلع من اكن‬
‫مورسا‪ ،‬أو ًّ‬
‫قويا يمكنه حتصيل نفقته‪،‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫الوادلين واملولودين‪ ،‬وال جتب نفقة من اكن منهم‬
‫ـهذا مذـهب الشافيع‪ .‬وأوجب سائر الفقهاء نفقتَهم عند اإلعسار‪ ،‬ولم يشرتطوا‬
‫الزمانة» رشح السنة (‪.)236/9‬‬

‫(‪ )1‬األقارب اذلين يلزم الشخص أن ينفق عليهم ـهم الفروع واألصول والزوجات‪ .‬فهؤالء يلزم‬
‫املرء بانلفقة عليهم‪ ،‬إذا اكنوا حمتاجني‪ ،‬سواء يف ذلك اكن املنفق ممن سريثهم بعد موتهم أو ال‪.‬‬
‫األناة يف قواعد فقه الزاكة (ص‪ )69 :‬أليمن إسماعيل‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الوادلين‬ ‫قلت‪ :‬وأما غري الزوجات واألصول والفروع فقال ابلغوي ‪« :‬وال جيب نفقة غري‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أصحاب الرأي نفقة لك ذي رحم حمرم من اإلخوة‪ ،‬وأوالد اإلخوة‬ ‫واملولودين من األقارب‪ .‬وأوجب‬
‫واألعمام‪ ،‬واألخوال» رشح السنة (‪.)236/9‬‬
‫(‪ )2‬زمىن بمعىن‪ :‬بهم مرض مزمن ال يقدرون معه ىلع الكسب‪.‬‬
‫‪190‬‬

‫ج‪ :8‬قال الشيخ األبلاين ‪« :‬ال؛ جيب عليها انلفقة» املوسوعة الفقهية‬
‫(‪ )130/3‬للعوايشة‪.‬‬

‫ج‪ :8‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬جيوز أن تقيض دين أبيك من زاكتك‪ ،‬وجيوز أن‬
‫تقيض دين ودلك من زاكتك‪ ،‬برشط أن ال يكون سبب ـهذا ادلين حتصيل نفقة واجبة‬
‫عليك‪ ،‬فإن اكن سببه حتصيل نفقة واجبة عليك؛ فإنه ال حيل لك أن تقيض ادلين‬
‫من زاكتك؛ ئلال يتخذ ذلك حيلة ىلع منع اإلنفاق ىلع من جتب نفقتهم عليه؛ ألجل‬
‫أن يستدين ثم يقيض ديونهم من زاكته» فتاوى ابن باز (‪.)311/14‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬جيوز أن يقيض َّ‬
‫ادلين عن أبيه‪ ،‬أو أمه‪ ،‬أو ابنه‪ ،‬أو ابنته‪،‬‬
‫برشط أال يكون ـهذا ادلين استدانه نلفقة ىلع االبن‪ ،‬فإن اكن نلفقة واجبة فال جيوز»‬
‫الرشح املمتع (‪.)264/6‬‬
‫ًّ‬ ‫وقال أيضا ‪« :‬جيوز قضاء ديونهم‪ ،‬ولو اكن القريب أبًا‪ ،‬أو ابنًا‪ ،‬أو ً‬
‫بنتا‪ ،‬أو أما‪،‬‬
‫ادلين اذلي وجب عليهم ليس سببه اتلقصري يف انلفقة» فتاوى العثيمني‬ ‫مادام ـهذا َّ‬

‫(‪.)414/18‬‬
‫‪191‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫ً‬
‫اغزيا جاز للودل أن يدفع إيله من سهم‬ ‫ج‪ :9‬قال اخلطايب ‪« :‬إذا اكن الوادل‬
‫السبيل» معالم السنن (‪.)77/2‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬قال أصحابنا‪ :‬جيوز أن يدفع إىل ودله ووادله من سهم العاملني‬
‫واملاكتبني والغارمني والغزاة‪ ،‬إذا اكن بهذه الصفة» املجموع (‪.)229/6‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬جيوز رصف الزاكة إىل الوادلين وإن علوا‪ ،‬وإىل‬
‫ُ‬
‫الودل وإن سفل‪ ،‬اكنوا فقراء وـهو عجز عن نفقتهم؛ لوجود املقتىض السالم عن املعارض‬
‫املقاوم‪ ،‬وـهو أحد القولني يف مذـهب أمحد‪.‬‬
‫ً‬
‫وكذا إن اكنوا اغرمني أو ماكتبني أو أبناء سبيل وـهو أحد القولني أيضا» االختيارات‬
‫الفقهية (ص‪.)457-456 :‬‬

‫ج‪ :10‬قال العثيمني ‪« :‬جيوز لألب أن يدفع الغرم اذلي ىلع االبن من زاكته‪ ،‬أي‬
‫من زاكة األب؛ ألن ـهذا الغرم ليس سببه انلفقة‪ ،‬بل إنما وجب ألمر ال يتعلق‬
‫باإلنفاق‪ ،‬وـهكذا لك من دفع زاكة إىل قريب ال جيب عليه أن يدفعه بدون سبب الزاكة‪،‬‬
‫فإن ذلك جائز من الزاكة» فتاوى العثيمني (‪.)415-414/18‬‬
‫‪192‬‬

‫َ‬ ‫ٌّ‬
‫ج‪ :9‬قال الشيخ األبلاين ‪« :‬إذا لم يكن للنفس حظ يف املوضوع‪ ،‬فيه أ ْوىل»‬
‫املوسوعة الفقهية (‪ )132-131/3‬للعوايشة‪.‬‬
‫ً‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬القول الراجح جيوز برشط أال يسقط به حقا واجبًا عليه؛‬
‫ً‬
‫طعاما‪ ،‬فإن ذلك ال جيزئ‪ ،‬وإن أعطاـها‬ ‫فإذا أعطاـها من زاكته للنفقة لتشرتي ً‬
‫ثوبا أو‬
‫لقضاء دين عليها فإن ذلك جيزئ؛ ألن قضاء ادلين عن زوجته ال يلزمه» الرشح‬
‫املمتع (‪.)263/6‬‬

‫ج‪ :12‬قال ابن بطال ‪« :‬اتفق العلماء ىلع أنه ال جيوز دفع الزاكة إىل االبن‪ ،‬وال‬
‫إىل األب‪ ،‬إذا اكنا ممن تلزم املزىك نفقتهما؛ ألنها وقاية ملاهل‪ ،‬ولم خيتلفوا أنه جيوز هل أن‬
‫يعطيهما ما شاء من صدقة تطوع أو غريـها» رشح ابلخاري (‪.)424-423/3‬‬

‫الفتاوى اهلندية (‪« :)190/1‬األفضل يف الزاكة والفطر وانلذور‬ ‫ج‪ :13‬جاء يف‬
‫ً‬
‫والرصف أوال إىل اإلخوة واألخوات‪ ،‬ثم إىل أوالدـهم‪ ،‬ثم إىل األعمام والعمات‪ ،‬ثم إىل‬
‫أوالدـهم‪ ،‬ثم إىل األخوال واخلاالت‪ ،‬ثم إىل أوالدـهم‪ ،‬ثم إىل ذوي األرحام‪ ،‬ثم إىل‬
‫اجلريان‪ ،‬ثم إىل أـهل حرفته‪ ،‬ثم إىل أـهل مرصه‪ ،‬أو قريته»‪.‬‬
‫‪193‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫ج‪ :14‬قال ابن قدامة ‪« :‬أما سائر األقارب‪ ،‬فمن ال َّ‬


‫يورث منهم جيوز دفع الزاكة‬
‫إيله؛ ألنه ال قرابة جزئية بينهما وال مرياث‪ ،‬فأشبها األجانب‪.‬‬
‫وإن اكن بينهما مرياث اكألخوين الذلين يرث لك واحد منهما اآلخر‪ ،‬قال ‪-‬يعين أمحد‪-‬‬
‫يف رواية إسحاق بن إبراـهيم‪ ،‬وإسحاق بن منصور‪ ،‬وقد سأهل‪ :‬يعطي األخ واألخت‬
‫واخلالة من الزاكة؟ قال‪ :‬يعطي لك القرابة إال األبوين والودل‪ .‬وـهذا قول أكرث أـهل العلم‪.‬‬
‫قال أبو عبيد‪ :‬ـهو القول عندي؛ لقول انليب ‪« :‬الصدقة ىلع املسكني‬
‫صدقة‪ ،‬وِه َّلي الرحم اثنان‪ ،‬صدقة وصلة» فلم يشرتط نافلة وال فريضة‪ ،‬ولم يفرق‬
‫بني الوارث وغريه‪ .‬وألنه ليس من عمودي نسبه‪ ،‬فأشبه األجنيب» املغين (‪.)483/2‬‬

‫ج‪ :15‬قال العثيمني ‪« :‬نعم تعطى األم من الرضاعة من الزاكة‪ ،‬واألخت من‬
‫الرضاعة‪ ،‬إذا كن مستحقات للزاكة؛ وذلك ألن األم من الرضاعة واألخت من‬
‫الرضاعة ال جيب انلفقة عليهن‪ ،‬فهن يُ َ‬
‫عطني من الزاكة برشط أن تثبت فيهما صفة‬
‫االستحقاق» فتاوى العثيمني (‪.)417/18‬‬
‫‪194‬‬

‫ج‪ :16‬قال الشيخ الواديع ‪« :‬إذا اكن ال تلزم الشخص نفقتهم وقد استقلوا‬
‫بنفقتهم فال بأس‪ ،‬فيه صدقة وصلة» االختيارات الفقهية ملحدث ادليار ايلمنية ‪.‬‬

‫ج‪ :17‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)57/10‬إذا لم يكن هلا ما يكفيها من ادلخل‬
‫وكذا ابنتها‪ ،‬فأعطهما من الزاكة ما يسد حاجتهما»‪.‬‬

‫ج‪ :18‬قال العثيمني ‪« :‬إن اكن عندـها مال واسع يمكنها أن تنفق ىلع أوالدـها‪،‬‬
‫فإنه ال حيل هلا أن تعطي أوالدـها شيئًا‪ ،‬جيب عليها أن تنفق عليهم من ماهلا‪ ،‬أو اكن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هلم أب يقوم بالكفاية فال حيل هلا ‪-‬أيضا؛ ألنهم مستغنون بأبيهم‪ ،‬وإن اكن ماهلا قليال‬
‫ال يتسع لإلنفاق عليهم‪ ،‬وليس عندـهم مال جيب إنفاقه عليهم فال بأس أن تعطيهم»‬
‫لقاء ابلاب املفتوح ‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫تصدقت‬
‫ِ‬ ‫‪« :‬زوجك وودلك أحق من‬ ‫لزينب امرأة ابن مسعود‬ ‫ج‪ :19‬قال انليب‬
‫به عليهم» وقد أخذ الشافيع وأمحد يف رواية (‪ )1‬من ـهذا احلديث أنه جيوز للزوجة أن‬
‫تعطي زاكة ماهلا لزوجها‪.‬‬
‫قال الشواكين ‪« :‬جيوز للزوجة رصف زاكتها إىل زوجها‪ ،‬أما أوال‪ :‬فلعدم املانع‬
‫من ذلك ومن قال إنه ال جيوز فعليه ادليلل‪ ،‬وأما ثانيا‪ :‬فألن ترك استفصاهل‬
‫‪ ‬هلا يزنل مزنلة العموم‪ ،‬فلما لم يستفصلها عن الصدقة ـهل يه تطوع‬
‫أو واجب‪ ،‬فكأنه قال‪ :‬جيزي عنك فرضا اكن أو تطوع» نيل األوطار (‪.)199/4‬‬
‫قال ابن قدامة ‪ « :‬وألنه ال جتب نفقته‪ ،‬فال يمنع دفع الزاكة إيله اكألجنيب‪،‬‬
‫ويفارق الزوجة؛ فإن نفقتها واجبة عليه؛ وألن األصل جواز ادلفع؛ دلخول الزوج يف‬
‫نص وال إمجاع» املغين (‪)485/2‬‬‫عموم األصناف املسمني يف الزاكة‪ ،‬وليس يف املنع ٌّ‬

‫وقال انلووي ‪« :‬ولو اكنت الزوجة ذات مال فلها رصف زاكتها إىل الزوج إذا‬
‫اكن بصفة االستحقاق؛‪ ...‬ألنه ال يلزمها نفقته فهو اكألجنيب‪ ،‬واكألخ وغريه من‬
‫األقارب اذلين ال جتب نفقتهم‪ ،‬ودفعها إىل الزوج أفضل من األجنيب» املجموع‬
‫(‪.)192/6‬‬

‫(‪ )1‬خالفا أليب حنيفة ومالك‪.‬‬


‫‪196‬‬

‫ج‪ :20‬قال ابن قدامة ‪« :‬فإن اكن يف عئلته من ال جيب عليه اإلنفاق عليه‬
‫كيتيم أجنيب‪ ،‬فظاـهر الكم أمحد أنه ال جيوز هل دفع زاكته إيله؛ ألنه ينتفع بدفعها إيله‪،‬‬
‫إلغنائه بها عن مؤنته‪ .‬والصحيح إن شاء اهلل‪ ،‬جواز دفعها إيله؛ ألنه داخل يف أصناف‬
‫امل ستحقني للزاكة‪ ،‬ولم يرد يف منعه نص وال إمجاع وال قياس صحيح‪ ،‬فال جيوز‬
‫إخراجه من عموم انلص بغري ديلل» املغين (‪.)485/2‬‬

‫ج‪ :21‬قال ابن قدامة ‪« :‬قال أبو داود‪ :‬قلت ألمحد‪ :‬يعطي أخاه وأخته من الزاكة؟‬
‫قال‪ :‬نعم؛ إذا لم يق به ماهل‪ ،‬أو يدفع به مذمة‪ .‬قيل ألمحد‪ :‬فإذا استوى فقراء قرابايت‬
‫واملساكني؟ قال‪ :‬فهم كذلك أوىل‪ ،‬فأما إن اكن غريـهم أحوج‪ ،‬فإنما يريد يغنيهم ويدع‬
‫غريـهم‪ ،‬فال» املغين (‪.)513/2‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬إن اكن القريب اذلي جيوز دفعها إيله حاجته‬
‫مثل حاجة األجنيب إيلها فالقريب أوىل‪ .‬وإن اكن ابلعيد أحوج لم حياب بها القريب‪.‬‬
‫قال أمحد عن سفيان بن عيينة اكنوا يقولون‪ :‬ال حيايب بها قريبا‪ ،‬وال يدفع بها مذمة‪،‬‬
‫وال ييق بها ماهل» جمموع الفتاوى (‪.)89/25‬‬
‫ْ‬
‫وقال أيضا ‪« :‬إن اكن مال اإلنسان ال يتسع لألقارب واألباعد‪ ،‬فإن نفقة‬
‫القريب واجبة عليه‪ ،‬فال يُعطي ابلعيد ما يرض بالقريب‪.‬‬
‫‪197‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫والقريب أوىل‬ ‫وأما الزاكة والكفارة؛ فيجوز أن يعطي منها القريب اذلي ال ينفق عليه‪،‬‬
‫إذا استوت احلاجة» جمموع الفتاوى (‪.)93/25‬‬

‫ج‪ :22‬قال ابن بطال ‪« :‬ذكر ابن املواز عن مالك‪ :‬أنه كره أن خيص قرابته بزاكته‪،‬‬
‫وإن لم تلزمه نفقتهم» رشح ابلخاري (‪.)424/3‬‬

‫ج‪ :23‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬اذلي خيدمه إذا لم تكفه أجرته أعطاه‬
‫من زاكته‪ ،‬إذا لم يستعمله بدل زاكته» املستدرك ىلع جمموع الفتاوى (‪.)164/3‬‬

‫ج‪ :24‬قال ابن قدامة ‪« :‬إذا اكن للمرأة زوج مورس ينفق عليها لم جيز دفع الزاكة‬
‫إيلها؛ ألن الكفاية حاصلة هلا بما يصلها من انلفقة الواجبة‪ ،‬فأشبهت من هل عقار‬
‫يستغين بأجرته» املغين (‪.)496/2‬‬
‫وأما إذا اكن زوجها املورس يقرت عليها وال يعطيها حقها من انلفقة؛ فقال ابن قدامة‬
‫‪« :‬وإن لم ينفق عليها‪ ،‬وتعذر ذلك جاز ادلفع إيلها‪ ،‬كما لو تعطلت منفعة‬
‫العقار‪ ،‬وقد نص أمحد ىلع ـهذا» املغين (‪.)496/2‬‬
‫‪198‬‬
‫وسئل سماحة الشيخ ابن باز ‪ ‬عن امرأة ال يهتم بها زوجها‪ ،‬وقد تعبوا يف‬
‫إصالح حاهل فأجاب‪« :‬إن اكنت فقرية‪ ،‬وزوجها ال ينفق عليها‪ ،‬وعجزتم عن إصالح‬
‫حاهل‪ ،‬ولم يتيرس من يلزمه بذلك‪ ،‬فإنه جيوز إعطاؤـها من الزاكة قدر حاجتها» فتاوى‬
‫ابن باز (‪.)1( )270/14‬‬

‫وفيه‪ :‬أن رجلني أتيا رسول‬ ‫ج‪ :25‬أخرج أمحد وأبو داود عن عبيد اهلل بن عدي‬
‫اهلل ‪ ‬وـهو يقسم الصدقة‪ ،‬فسأاله منها‪ ،‬فرفع فيهما ابلرص وخفضه‪،‬‬
‫َ َّ‬ ‫ْ‬
‫فرآـهما َج َدليْن‪ ،‬فقال‪« :‬إن شئتما أعطيتكما‪ ،‬وال حظ فيها لغين وال لقوي‬
‫(‪)2‬‬
‫مكتسب»‬
‫قال ابلغوي ‪« :‬فيه ديلل ىلع أن القوي املكتسب اذلي يغنيه كسبه ال حيل هل‬
‫الزاكة‪ ،‬ولم يعترب انليب ‪ ‬ظاـهر القوة دون أن يضم إيله الكسب؛ ألن‬
‫الرجل قد يكون ظاـهر القوة غري أنه أخرق ال كسب هل‪ ،‬فتحل هل الزاكة» رشح‬
‫السنة (‪.)82-81/6‬‬

‫(‪ )1‬وخالف أبو حنيفة ‪ ‬فأجاز دفع الزاكة إىل املرأة الفقرية حتت رجل غين دون تفصيل‪.‬‬
‫كما يف بدائع الصنائع (‪.)47/2‬‬
‫(‪ )2‬قال الطييب‪ :‬أي أعطيكما؛ ألن يف الصدقة ذال وـهوانا‪ ،‬فإن رضيتما بذلك أعطيتكما أو ال‬
‫أعطيكما؛ ألنها حرام ىلع القوي املكتسب‪ ،‬فإن رضيتما بأكل احلرام أعطيكما‪ ،‬قال توبيخا‪.‬‬
‫مرقاة املفاتيح (‪.)1305/4‬‬
‫‪199‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫ج‪« :26‬م ن اكن من الفقراء واملساكني قادرا ىلع كسب كفايته وكفاية من يمونه‪ ،‬أو‬
‫تمام الكفاية‪ ،‬لم حيل هل األخذ من الزاكة‪ ،‬وال حيل للمزيك إعطاؤه منها‪ ،‬وال جتزئه لو‬
‫أعطاه وـهو يعلم حباهل‪ ،‬لقول انليب يف الصدقة‪« :‬ال حظ فيها لغين وال لقوي مكتسب»‬
‫ويف لفظ‪« :‬ال َتل الصدقة لغين وال َّلي مرة سوي» وـهذا مذـهب الشافعية واحلنابلة‪.‬‬
‫وقال احلنفية‪ :‬جيوز دفع الزاكة إىل من يملك أقل من نصاب‪ ،‬وإن اكن صحيحا‬
‫مكتسبا‪ ،‬ألنه فقري أو مسكني‪ ،‬وـهما من مصارف الزاكة‪ .‬مثله قول املالكية املعتمد‬
‫عندـهم‪ ،‬إال أن احلد األدىن اذلي يمنع االستحقاق عندـهم ـهو ملك الكفاية ال ملك‬
‫انلصاب‪ ،‬كما عند احلنفية» املوسوعة الفقهية الكويتية (‪.)316-315/23‬‬

‫ج‪ :27‬قال انلووي ‪« :‬قال أصحابنا‪ :‬املعترب كسب يليق حباهل ومروءته‪ ،‬وأما ما‬
‫ال يليق به فهو اكملعدوم» املجموع (‪.)171/6‬‬
‫وقال الرشبيين ‪« :‬ال يمنع األخذ منها أيضا (كسب) حرام‪ ،‬أو (ال يليق به)‬
‫أي حباهل ومروءته؛ ألنه خيل بمروءته فاكن اكلعدم‪ ،‬وإطالق الكسب يف احلديث املار‬
‫حممول ىلع الكسب احلالل الالئق‪ .‬وأفىت الغزايل بأن أرباب ابليوت اذلين لم جتر‬
‫عدتهم بالكسب هلم أخذ الزاكة» مغين املحتاج (‪.)174/4‬‬
‫‪200‬‬

‫ج‪ :28‬قال انلووي ‪« :‬قال أصحابنا‪ :‬وإذا لم جيد الكسوب من يستعمله حلت‬
‫هل الزاكة؛ ألنه عجز» املجموع (‪.)191/6‬‬

‫ج‪ :29‬إن اكن طالب العلم فقريا عجزا عن الكسب فال إشاكل يف إعطائه من الزاكة‪.‬‬
‫وأما إن اكن قادرا ىلع الكسب؛ فقال ابلهويت ‪« :‬وإن تفرغ قادر ىلع اتلكسب‬
‫للعلم الرشيع ‪ -‬وإن لم يكن الزما هل ‪ -‬وتعذر اجلمع بني العلم واتلكسب أعطي‬
‫من الزاكة حلاجته» كشاف القناع (‪.)273/2‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬قال أصحابنا‪ :‬لو قدر ىلع كسب يليق حباهل إال أنه مشتغل‬
‫بتحصيل بعض العلوم الرشعية‪ ،‬حبيث لو أقبل ىلع الكسب النقطع عن اتلحصيل‪،‬‬
‫حلت هل الزاكة؛ ألن حتصيل العلم فرض كفاية ‪( ...‬وأما) من ال يتأىت منه اتلحصيل‬
‫فال حتل هل الزاكة إذا قدر ىلع الكسب‪ ،‬وإن اكن مقيما باملدرسة (‪ »)1‬املجموع‬
‫(‪.)191-190/6‬‬

‫(‪ )1‬قال‪« :‬وأما من أقبل ىلع نوافل العبادات والكسب يمنعه منها أو من استغراق الوقت‬
‫بها فال حتل هل الزاكة باالتفاق؛ ألن مصلحة عبادته قارصة عليه‪ ،‬خبالف املشتغل بالعلم»‬
‫املجموع (‪.)191/6‬‬
‫‪201‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫وقال الشيخ صديق حسن خان ‪« :‬ومن مجلة سبيل اهلل‪ :‬الرصف يف العلماء‬
‫اذلين يقومون بمصالح املسلمني ادلينية‪ ،‬فإن هلم يف مال اهلل نصيبا سواء أكانوا أغنياء‬
‫أو فقراء‪ ،‬بل الرصف يف ـهذه اجلهة من أـهم األمور؛ ألن العلماء ورثة األنبياء‪ ،‬ومحلة‬
‫ادلين‪ ،‬وبهم حتفظ بيضة اإلسالم‪ ،‬ورشيعة سيد األنام‪ ،‬وقد اكن علماء الصحابة‬
‫يأخذون من العطاء ما يقوم بما حيتاجون إيله‪ ،‬مع زيادات كثرية يتفوضون بها يف‬
‫قضاء حوائج َمن يرد عليهم من الفقراء وغريـهم‪ ،‬واألمر يف ذلك مشهور‪ ،‬ومنهم من‬
‫اكن يأخذ زيادة ىلع مئة ألف درـهم» الروضة انلدية (‪.)534-533/1‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬قال الفقهاء‪ :‬إذا تفرغ قادر ىلع اتلكسب للعلم فإنه يعطى؛‬
‫ألن طلب العلم نوع من اجلهاد يف سبيل اهلل» الرشح املمتع (‪.)222/6‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬إذا وجد طالب علم منقطع للعلم واتلعليم فاتلعاون‬
‫معه من أفضل القربات‪ ،‬والرسول ‪ ‬يقول‪« :‬من جهز اغزيا فقد غزا» فأنا‬
‫أخرب عن نفيس‪ :‬ال أرى أحق من طالب علم يرج أن ينفع اهلل به اإلسالم‬
‫واملسلمني» إجابة السائل (ص‪.)635-634 :‬‬
‫قويا سليم األعضاء‪ ،‬ولكن ليس هل كسب‪ ،‬أو اكن‬‫وقال اإلتيويب ‪« :‬لو اكن ّ‬
‫هل كسب‪ ،‬ولكن ُشغل عنه‪ ،‬بأن اكن ً‬
‫علما حيتاج انلاس إىل علمه‪ ،‬لو اكتسب ملا‬
‫انتفع بعلمه انلاس‪ ،‬أو اكن طالب علم‪ ،‬لو اشتغل بالكسب النقطع عن العلم‪ ،‬وحنو‬
‫ذلك جاز هل أخذـها‪.‬‬
‫َّ‬
‫واحلجة يف ذلك أن فقراء املهاجرين اكنوا منقطعني للعلم‪ ،‬وللجهاد‪ ،‬فاكن رسول اَّلل‬
‫ّ‬
‫‪ ‬يُعطيهم من الصدقة‪ ،‬ولم يكلفهم باالكتساب‪ ،‬مع أن أكرثـهم‬
‫‪202‬‬
‫ّ‬
‫فدل ىلع أن من امتنع عن االكتساب ّ‬
‫ملهمة دينية جاز هل أخذـها‪ ،‬وإن‬ ‫قادرون عليه‪،‬‬
‫اكن ً‬
‫قادرا ىلع الكسب» ذخرية العقىب (‪.)63/23‬‬

‫كتب‬
‫ج‪ :30‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬جيوز للفقري األخذ من الزاكة لرشاء ٍ‬
‫حيتاجها» املستدرك ىلع جمموع الفتاوى (‪.)163/3‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬إذا اكن رجل عنده ما يكفيه‪ ،‬ألكله‪ ،‬ورشبه‪ ،‬وسكنه‪،‬‬
‫وكسوته‪ ،‬ولكنه طالب علم حيتاج إىل كتب تشرتى هل‪ ،‬فإننا نعطيه ما حيتاج إيله فقط‬
‫ً‬
‫من الكتب؛ ألنه إذا اكن يعطى لغذائه ابلدين‪ ،‬فيعطى أيضا لغذائه الرويح والقليب‪،‬‬
‫ولكن ال يعطى يلؤثث مكتبة كبرية‪ ،‬بل لسد حاجته يف طلب العلم فقط» الرشح‬
‫املمتع (‪.)221/6‬‬

‫َ ْ‬
‫اإلمام السائل َج ًدلا قويا شك يف أمره وأنذره‬
‫ُ‬ ‫ج‪ :31‬قال ابلغوي ‪« :‬إذا رأى‬
‫وأخربه باألمر كما فعل انليب ‪ ،‬فإن زعم أنه ال كسب هل أو هل عيال ال‬
‫يقوم كسبه بكفايتهم‪ ،‬قبل منه وأعطاه» رشح السنة (‪.)82-81/6‬‬
‫وقال الشواكين ‪« :‬يستحب لإلمام‪ ،‬أو املالك‪ :‬الوعظ‪ ،‬واتلحذير‪ ،‬وتعريف‬
‫ُّ‬
‫انلاس بأن الصدقة ال حتل لغين‪ ،‬وال ذلي قوة ىلع الكسب‪ ،‬كما فعل رسول اهلل‬
‫برفق» نيل األوطار (‪.)190/4‬‬
‫‪ ‬ذلك ٍ‬
‫‪203‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫ج‪ :32‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬أما الزاكة‪ :‬فينبيغ لإلنسان أن يتحرى بها‬
‫املستحقني من الفقراء‪ .‬واملساكني والغارمني وغريـهم من أـهل ادلين املتبعني‬
‫للرشيعة‪َ ،‬‬
‫فمن أظهر بدعة أو فجورا فإنه يستحق العقوبة باهلجر وغريه واالستتابة‪،‬‬
‫فكيف يعان ىلع ذلك؟» جمموع الفتاوى (‪.)87/25‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬ابلدع تنقسم إىل قسمني‪ :‬القسم األول‪ :‬بدع مكفرة خيرج‬
‫ً‬
‫بها اإلنسان من اإلسالم‪ ،‬فهذه ال جيوز أن تدفع الزاكة ملن اكن متصفا بها‪ ،‬مثل من‬
‫يعتقد أن انليب ‪ ‬جييب دعء من دعه‪ ،‬أو يستغيث بانليب ‪،‬‬
‫أو يعتقد بأن اهلل بذاته يف لك ماكن‪ ،‬أو ينيف علو اهلل عز وجل ىلع خلقه‪ ،‬وما أشبه‬
‫ذلك من ابلدع‪.‬‬
‫القسم اثلاين‪ :‬ابلدع اليت دون ذلك‪ ،‬واليت ال توصل صاحبها إىل الكفر؛ فإن صاحبها‬
‫من املسلمني‪ ،‬وجيوز أن يعطى من الزاكة إذا اكن من األصناف اذلين ذكرـهم اهلل يف‬
‫كتابه» فتاوى العثيمني (‪.)432-431/18‬‬

‫ج‪ :33‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬ال ينبيغ أن يعطي الزاكة ملن ال يستعني‬
‫َّ‬
‫بها ىلع طاعة اهلل؛ فإن اهلل تعاىل فرضها معونة ىلع طاعته كمن حيتاج إيلها من‬
‫املؤمنني اكلفقراء والغارمني أو ملن يعاون املؤمنني» االختيارات الفقهية لشيخ‬
‫اإلسالم (ص‪.)456 :‬‬
‫‪204‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬ال ينبيغ أن ترصف الزاكة ملن يستعني بها ىلع معايص اهلل‬
‫عز وجل‪ ،‬مثل أن نعطي ـهذا الشخص زاكة فيشرتي بها آالت حمرمة يستعني بها ىلع‬
‫ً‬
‫املحرم‪ ،‬أو يشرتي بها دخانا يدخن به وما أشبه ذلك‪ ،‬فهذا ال ينبيغ أن ترصف إيله؛‬
‫َ ََ َُ ْ ََ‬
‫اونوا ىلع‬ ‫ألننا بذلك قد نكون أعناه ىلع اإلثم والعدوان واهلل تعاىل يقول‪{ :‬وال تع‬
‫ْ َ ْ ُ ْ َ َ َّ ُ ْ َ َّ َ َ ُ ْ َ‬
‫اب}‪ .‬فإن علمنا أو غلب ىلع ظننا أنه‬ ‫ان واتقوا اهلل إِن اهلل ش ِديد ال ِعق ِ‬
‫اإلث ِم والعدو ِ‬
‫ِ‬
‫سيرصفها يف املحرم فإنه حيرم إعطاؤه لآلية السابقة» فتاوى العثيمني (‪-432/18‬‬
‫‪.)433‬‬

‫ّ‬
‫ج‪ :34‬قال الشيخ األبلاين ‪« :‬أما املسلم الفاسق؛ فيجوز إعطاؤه الزاكة إذا اكن‬
‫َّ‬
‫فيه تأيلف لقلبه‪ ،‬وإال فال» املوسوعة الفقهية (‪ )136/3‬للعوايشة‪.‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬الفقري ال بأس أن ترصف الزاكة فيه‪ ،‬لكن إذا اكن‬
‫يرصف الزاكة يف حمرمات فال جيوز‪ ،‬إال أن تقصد تأيلفه» إجابة السائل (ص‪.)634 :‬‬

‫ُ‬
‫ج‪ :35‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪َ « :‬من لم يكن مصليًا أمر بالصالة‪ ،‬فإن‬
‫قال أنا أصيل أعطي» جمموع الفتاوى (‪.)89-87/25‬‬
‫‪205‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬
‫وقال أيضا ‪َ « :‬من ال يصيل من أـهل احلاجات ال يُعطى ً‬
‫شيئا من الزاكة‪ ،‬حىت‬
‫يتوب ويلزتم بأداء الصالة» االختيارات الفقهية (ص‪.)456 :‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)31/10‬ال جيوز لك أن تعطيه من الزاكة‪ ،‬ولك أن تربه‬
‫وتساعده بغريـها مما ينفق منه أو يعالج منه نفسه‪ ،‬عىس أن يرق قلبه ويهتدي إىل‬
‫العمل برشع اهلل‪ ،‬وحيافظ ىلع أراكن اإلسالم وشعائره»‪.‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪َ « :‬من اكن ال يُصيل ال يعطى من الزاكة؛ ألن ترك الصالة‬
‫كفر أكرب وإن لم جيحد وجوبها‪ ،‬يف أصح قويل العلماء» فتاوى ابن باز (‪.)273/14‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬تارك الصالة اكفر مرتد ال جيوز أن ترصف هل الزاكة؛ ألن‬
‫ً‬
‫ترك الصالة كفر خمرج عن امللة‪ ،‬وعليه فإنه ليس أـهال للزاكة‪ ،‬إال أن يتوب ويرجع‬
‫إىل اهلل عز وجل ويصيل فإنه ترصف إيله الزاكة» فتاوى العثيمني (‪.)432/18‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬اذلي ال يُصيل يُ َ‬
‫عطى من الزاكة؛ إن كنت تتألفه لعل‬
‫عناده فال جيوز أن تُ َ‬
‫رصف إيله» إجابة السائل (ص‪:‬‬
‫ُ‬
‫اهلل أن يهديه‪ ،‬أما وقد عرف‬
‫‪.)118‬‬

‫ج‪ :36‬قال العثيمني ‪« :‬من انلاس من يأخذـها ويأكلها‪ ،‬ويقول‪ :‬أنا ما سألت‬
‫انلاس‪ ،‬وـهذا رزق ساقه اهلل إيل‪ ،‬وـهذا حمرم؛ ألن من أغناه اهلل تعاىل حرم عليه أن‬
‫يأخذ شيئًا من الزاكة‪ .‬ومن انلاس من يأخذـها ثم يعطيها غريه بدون أن يولكه صاحب‬
‫ً‬
‫الزاكة‪ ،‬وـهذا أيضا حمرم‪ ،‬وال حيل هل أن يترصف ـهذا اتلرصف وإن اكن دون األول‪،‬‬
‫‪206‬‬
‫لكنه حمرم عليه أن يفعل ـهذا‪ ،‬وجيب عليه ضمان الزاكة لصاحبه إذا لم يأذن هل ولم‬
‫جيز ترصفه‪ .‬واهلل املوفق» فتاوى العثيمني (‪.)312-311/18‬‬

‫ج‪ :37‬قال اللخيم ‪« :‬ومن أخذ زاكة لفقره لم يردـها إن استغىن قبل إنفاقها‪،‬‬
‫ثم ذكر الغازي وابن السبيل كما قال املصنف‪ ،‬وقال فيه‪ :‬إال أن يكون ذلك القدر‬
‫يسوغ هل لفقره‪ ،‬وإن لم يكن ابن سبيل‪ ،‬قال‪ :‬ويف الغازي ‪ -‬يأخذ ما يقيض به دينه‬
‫ثم يستغين قبل أدائه ‪ -‬إشاكل‪ ،‬ولو قيل‪ :‬يزنع منه‪ .‬لاكن وجها» مواـهب اجلليل‬
‫(‪.)352/2‬‬

‫ج‪ :38‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬أما حتريم الصدقة املفرتضة عليه وىلع أـهله ‪-‬يعين‬
‫انليب‪- ‬فأشهر عند أـهل العلم من أن حيتاج فيها إىل إكثار» اتلمهيد‬
‫(‪.)89/3‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬ال نعلم خالفا يف أن بين ـهاشم ال حتل هلم الصدقة‬
‫املفروضة‪)1( ،‬وقد قال انليب ‪« :‬إن الصدقة ال تنبيغ آلل حممد‪ ،‬إنما ِه‬
‫أوساخ انلاس» أخرجه مسلم‪ .‬وعن أيب ـهريرة‪ ،‬قال‪« :‬أخذ احلسن تمرة من تمر‬

‫(‪ )1‬يشمل الزاكة املفروضة‪ ،‬ولك صدقة واجبة اكلكفارات‪.‬‬


‫‪207‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫الصدقة‪ ،‬فقال انليب ‪ :‬كخ كخ‪ .‬يلطرحها‪ ،‬وقال‪ :‬أما شعرت أنا ال نأكل‬
‫الصدقة» متفق عليه» املغين (‪.)489/2‬‬
‫وقال الشواكين ‪« :‬وردت السنة املطهرة املتواترة تواترا معنويا جيب ىلع لك‬
‫مسلم العمل به‪ ،‬وحيرم عليه خمالفته‪ :‬أن الصدقة ال حتل ملحمد وآل حممد‪ ،‬فاكن ـهذا‬
‫ً‬
‫انلص املتواتر مقيدا لآلية الكريمة املرصحة بمصارف الزاكة‪ ،‬فتكون الصدقات‬
‫الواجبة مرصوفة يف الفقري اذلي ليس من آل حممد» الفتح الرباين من فتاوى‬
‫الشواكين (‪.)3284/7‬‬

‫ج‪ :39‬موايل بين ـهاشم ـهم األرقاء اذلين أعتقهم بنو ـهاشم‪ ،‬والصحيح أن الزاكة ال حتل‬
‫أن انليب ‪ ‬قال‪« :‬موىل‬ ‫هلم؛ ملا أخرجه أبو داود (‪ )1650‬عن أيب رافع‬
‫القوم من أنفسهم‪ ،‬وإنا ال َتل نلا الصدقة»‪.‬‬
‫ّ‬
‫قال الشيخ األبلاين ‪« :‬وما دل عليه احلديث من حتريم الصدقة ىلع موايل أـهل‬
‫ً‬
‫بيت انليب ‪ ،‬ـهو املشهور يف مذـهب احلنفية؛ خالفا لقول ابن امللك‬
‫منهم» الصحيحة (‪.)150/4‬‬

‫ج‪ :40‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬بنو ـهاشم إذا ُمنعوا من مخس اخلمس‬
‫جاز هلم األخذ من الزاكة ‪-‬وـهو قول القايض يعقوب وغريه من أصحابنا‪ ،‬وقاهل أبو‬
‫‪208‬‬
‫يوسف واإلصطخري من الشافعية‪ -‬حمل حاجة ورضورة» االختيارات الفقهية لشيخ‬
‫اإلسالم (ص‪.)456 :‬‬
‫وجد ُ ُ‬
‫مخس‪- ،‬كما ـهو الشأن يف وقتنا ـهذا‪-‬‬ ‫وقال العثيمني ‪« :‬إذا ُمنعوا أو لم يُ َ‬

‫دفعا لرضورتهم إذا اكنوا فقراء‪ ،‬وليس عندـهم عمل‪ ،‬وـهذا‬ ‫عطون من الزاكة‪ً ،‬‬
‫فإنهم يُ َ‬

‫اختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ،‬وـهو الصحيح» الرشح املمتع (‪.)254/6‬‬

‫ج‪ :41‬قال اإلمام الشواكين ‪« :‬ال شك أنه يصدق عليها اسم الصدقة‪ ،‬وقد قال‬
‫صىل اهلل عليه وآهل وسلم يف احلديث اثلابت يف الصحيح‪ ،‬بل املتواتر‪« :‬إنا أهل بيت‬
‫ال َتل نلا الصدقة» ويف لفظ‪« :‬إن الصدقة ال تنبيغ ملحمد وال آلل حممد» ويف لفظ‪:‬‬
‫ً‬
‫«إنا ال نأكل الصدقة» ولكها ثابتة يف الصحيح‪ .‬وال شك أيضا أن بين ـهاشم من انلاس‪.‬‬
‫وقد علل انليب صىل اهلل عليه وآهل وسلم حتريمه الصدقة عليهم بأنها أوساخ انلاس‪،‬‬
‫فال حتل صدقة ـهاشيم هلاشيم؛ ألن العلة موجودة‪ ،‬ويه كون تلك الصدقة من أوساخ‬
‫انلاس» الفتح الرباين من فتاوى الشواكين (‪.)3292/7‬‬
‫وقال ‪ « :‬احلاصل أن حتريم الزاكة ىلع بين ـهاشم معلوم‪ ،‬من غري فرق بني أن‬
‫ًّ‬
‫ـهاشميا أو غريه‪ ،‬فال يتفق من املعاذير عن ـهذا املحرم إال ما صح عن‬ ‫يكون املزيك‬
‫َّ‬
‫الشارع‪ ،‬ال ما لفقه الواقعون يف ـهذه الورطة من األعذار الواـهية» نيل األوطار‬
‫(‪.)87/3‬‬
‫‪209‬‬ ‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة‬

‫وقال العثيمني ‪« :‬اختلف العلماء ـ رمحهم اهلل ـ ـهل يصح دفع زاكة ـهاشيم‬
‫هلاشيم‪ ،‬قال بعض العلماء(‪ :)1‬إنه يصح أن تدفع زاكة اهلاشيم هلاشيم مثله؛ ألنهما يف‬
‫الرشف سواء‪ ،‬فإذا اكنا سواء فإنه ال يعد مثلبة‪ ،‬إذا أعطى زاكته نظريه‪.‬‬
‫ولكن إذا نظرنا إىل عموم األحاديث‪ ،‬وجدنا أنه ال فرق بني أن تكون زاكة ـهاشيم‬
‫أو غريه؛ لقوهل ‪« :‬أوساخ انلاس» واهلاشميون من انلاس فال حتل هلم‪.‬‬
‫لكن لو فرض أنه ال يوجد إلنقاذ حياة ـهؤالء من اجلوع إال زاكة اهلاشميني‪ ،‬فزاكة‬
‫اهلاشميني أوىل من زاكة غري اهلاشميني» الرشح املمتع (‪.)253/6‬‬

‫ج‪ :42‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬اختلف العلماء يف جواز صدقة اتلطوع بلين ـهاشم‪،‬‬
‫واذلي عليه مجهور أـهل العلم وـهو الصحيح عندنا‪ :‬أن صدقة اتلطوع ال بأس بها‬
‫بلين ـهاشم وموايلهم» اتلمهيد (‪.)92/3‬‬
‫وقال الشواكين ‪« :‬املحرم ىلع اآلل إنما ـهو الصدقة الواجبة اليت حيصل بها‬
‫تطهري املال‪ .‬وأما صدقة اتلطوع فتحل لآلل ىلع قول األكرث‪ ،‬وللشافيع قول باتلحريم»‬
‫نيل األوطار (‪.)196/4‬‬
‫َُ‬
‫تتمة‪ :‬خي ُّص من بين ـهاشم نبينا عليه الصالة والسالم فإنه ال حتل هل حىت صدقة‬
‫اتلطوع‪ ،‬قال ابن قدامة ‪« :‬أما انليب ‪ ‬فالظاـهر أن الصدقة مجيعها‬

‫(‪ )1‬ـهو شيخ اإلسالم ابن تيمية وـهو مروي عن أيب حنيفة وأيب يوسف‪.‬‬
‫‪210‬‬
‫اكنت حمرمة عليه فرضها ونفلها؛ ألن اجتنابها اكن من دالئل نبوته وعالماتها‪ ،‬فلم‬
‫يكن يلخل بذلك» املغين (‪.)492/2‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬بهذا نعرف أن بين ـهاشم ينقسمون إىل قسمني‪ :‬األول‪ :‬من‬
‫ال حتل هل صدقة اتلطوع‪ ،‬وـهو شخص واحد‪ ،‬وـهو حممد بن عبد اهلل ‪،‬‬
‫فهو ال يأكل الصدقة الواجبة‪ ،‬وال اتلطوع‪.‬‬
‫اثلاين‪ :‬ابلقية من بين ـهاشم‪ ،‬يأكلون من صدقة اتلطوع‪ ،‬وال يأكلون من الزاكة‬
‫الواجبة» الرشح املمتع (‪.)255/6‬‬

‫ج‪ :43‬قال شيخنا الواديع ‪« :‬ال حتل هلا؛ ولكن تكون لزوجها صدقة وهلا‬
‫ـهدية» االختيارات الفقهية ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬يدل ىلع اجلواز ما أخرجه الشيخان عن أم املؤمنني عئشة ‪ ‬أن‬


‫ُ‬
‫انليب‪ ‬أيت بلحم تصدق به ىلع بريرة فقال ‪« :‬هو هلا‬
‫صدقة ونلا هدية»‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫ج‪« :1‬زاكة الفطر يف االصطالح‪ :‬يه الصدقة جتب بالفطر من رمضان‪ ،‬طهرة للصائم‪:‬‬
‫من اللغو‪ ،‬والرفث» الزاكة يف اإلسالم (ص‪ )208 :‬للقحطاين‪.‬‬

‫خرج فطرة‬ ‫ج‪ :2‬قال انلووي ‪« :‬يقال زاكة الفطر وصدقة الفطر‪ ،‬ويقال ُ‬
‫للم َ‬
‫َّ‬
‫بكرس الفاء ال غري‪ ،‬ويه لفظة مودلة‪ ،‬ال عربية وال معربة‪ ،‬بل اصطالحية للفقهاء»‬
‫املجموع (‪.)103/6‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ‬
‫وقال ابن قاسم ‪« :‬الفطرة يه اخللقة‪ ،‬لقوهل‪{ :‬ف ِط َرة اهللِ ال ِِت فط َر انلَّاس‬
‫َ َْ َ‬
‫عليها} قال يف املبدع‪ :‬وزعم بعضهم أنه مما يلحن فيها العامة‪ ،‬وليس كذلك؛‬
‫الستعمال الفقهاء هلا» حاشية الروض املربع (‪.)269/3‬‬

‫ج‪ :3‬قال ابن قاسم ‪« :‬األصل يف وجوبها عموم الكتاب والسنة واإلمجاع‪ ،‬قال‬
‫َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ‬
‫تعاىل‪{ :‬قد أفلح من تزّك} قال بعض السلف‪ :‬زاكة الفطر‪ .‬واملعىن أنها وجبت ىلع‬
‫َّ َ َ‬ ‫ُ‬
‫الزَكة} ويف الصحيحني‬ ‫اخللقة‪ ،‬تزكية للنفس‪ ،‬وتنمية لعملها‪ ،‬ولعموم { َوآتوا‬
‫وغريـهما من غري وجه‪ :‬فرض رسول اهلل ‪ ‬زاكة الفطر‪ .‬وحىك ابن املنذر‬
‫‪212‬‬
‫وغريه إمجاع أـهل العلم ىلع وجوبها‪ ،‬وقال إسحاق‪ :‬ـهو اكإلمجاع» (‪ )1‬حاشية الروض‬
‫املربع (‪.)269/3‬‬

‫ج‪ :4‬لوجوب زاكة الفطر ثالثة رشوط ويه‪:‬‬


‫يف الصحيحني قال‪« :‬فرض رسول اهلل‬ ‫األول‪ :‬اإلسالم‪ ،‬حلديث ابن عمر‬
‫‪ ‬زاكة الفطر من رمضان‪ ،‬ىلع لك نفس من املسلمني» قال احلافظ ابن‬
‫حجر ‪« :‬واستدل بهذه الزيادة ‪-‬يعين من املسلمني‪ -‬ىلع اشرتاط اإلسالم يف‬
‫وجوب زاكة الفطر‪ ،‬وـهو أمر متفق عليه» فتح ابلاري (‪.)370/3‬‬
‫اثلاين ‪ :‬أن يكون قادرا‪ .‬وضابط القدرة يف ـهذا ابلاب أن يكون عنده يوم العيد‬
‫ويللته‪ ،‬قوت زائد عن قوته وقوت عياهل‪ ،‬وحواجئه األصلية‪ .‬قال ابن امللقن ‪:‬‬

‫(‪ (1‬نقل احلافظ يف فتح ابلاري (‪ )368/3‬اخلالف عن بعضهم يف وجوبها وأنها سنة مؤكدة فقط‪،‬‬
‫قال ابن عبد الرب ‪« :‬القول بأنها غري واجبة شذوذ أو رضب من الشذوذ» اتلمهيد‬
‫(‪ .)324/14‬وقال ابن دقيق العيد ‪« :‬ذـهب بعضهم إىل عدم الوجوب ومحلوا‪( :‬فرض) ىلع‬
‫ُ‬
‫معىن قدر‪ .‬وـهو أصله يف اللغة‪ ،‬لكنه نقل يف عرف االستعمال إىل الوجوب فاحلمل عليه أوىل؛ ألنه‬
‫ما اشتهر يف االستعمال فالقصد عليه ـهو الغالب» إحاكم األحاكم (ص‪.)264:‬‬
‫‪213‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫«ال جتب الفطرة عند الشافيع واجلمهور إال ىلع َمن ملك فاضال عن قوته وقوت عياهل‬
‫يوم العيد» (‪ )1‬اإلعالم بفوائد عمدة األحاكم (‪.)143/5‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬قال ابن املنذر‪ :‬وأمجعوا ىلع أن من ال يشء هل فال فطرة عليه»‬
‫املجموع (‪.)113/6‬‬
‫اثلالث ‪ :‬دخول وقت الوجوب‪ ،‬وـهو غروب شمس آخر يوم من رمضان؛ لقول ابن عمر‬
‫‪« :‬فرض رسول اهلل‪ ‬زاكة الفطر من رمضان»‬
‫قال أبو زرعة العرايق ‪« :‬استدل به ىلع أن وقت وجوبها غروب الشمس يللة‬
‫العيد؛ لكونه أضافها إىل الفطر وذلك ـهو وقت الفطر‪ ،‬وإضافتها إىل الفطر؛ ألنه وقت‬
‫الوجوب‪ ،‬وبهذا قال الشافيع يف قوهل اجلديد وأمحد بن حنبل وـهو إحدى الروايتني عن‬
‫مالك‪ ،‬وحاكه ابن املنذر عن إسحاق بن راـهويه» طرح اتلرثيب (‪.)47/4‬‬

‫ج‪ :5‬قال ابن قدامة ‪« :‬أن َمن أسلم‪ ،‬أو تزوج‪ ،‬أو ُو َدل هل ودل‪ ،‬أو مات قبل‬
‫الغروب‪ ،‬لم تلزم فطرتهم‪ ،‬وإن غربت فعليه فطرتهم» الاكيف (‪.)414/1‬‬

‫(‪ )1‬خالفا لألحناف اذلين يرون أن زاكة الفطر ال جتب إال ىلع من يملك نصابا من اذلـهب أو‬
‫ً‬
‫الفضة‪ ،‬أو ما قيمته نصابا فاضال عن مسكنه وأثاثه اذلي البد منه‪ .‬كما يف فتح القدير (‪-282/2‬‬
‫‪.)283‬‬
‫‪214‬‬

‫ج‪ :6‬قال املرداوي ‪« :‬ال يسقط وجوب الفطرة بعد وجوبها بموت وال غريه‪ ،‬بال‬
‫ُ‬
‫أعلمه» اإلنصاف (‪.)115/7‬‬ ‫نزاع‬

‫ج‪ :7‬أخرج أبو داود (‪ )1609‬عن ابن عباس ‪ ‬قال‪« :‬فرض رسول اهلل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ‬زاكة الفطر‪ ،‬طهرة للصائم من اللغو والرفث‪ ،‬وطعمة للمساكني»‬
‫وقال وكيع بن اجلراح ‪« :‬زاكة الفطر لشهر رمضان كسجديت السهو للصالة‪،‬‬
‫جترب نقصان الصوم‪ ،‬كما جيرب السجود نقصان الصالة» تاريخ بغداد (‪.)282/10‬‬
‫َ‬
‫وقال العالمة السعدي ‪« :‬هلا عدة حكم‪:‬‬
‫منها‪ :‬أنها زاكة للبدن‪ ،‬حيث أبقاه اهلل تعاىل عما من األعوام وأنعم عليه بابلقاء؛ ألجله‬
‫وجبت للصغري اذلي ال صوم عليه‪ ،‬واملجنون ومن عليه قضاء قبل قضائه‪.‬‬
‫أنها‪ :‬فيها مواساة للمسلمني ذلك ايلوم؛ فيتفرغ اجلميع لعبادة اهلل تعاىل‪ ،‬والرسور‬
‫بنعمه‪.‬‬
‫َ‬
‫ومن أعظم حكمها‪ :‬أنها من شكر نعم اهلل ىلع الصائمني بالصيام‪ ،‬كما أن من حكم‬
‫اهلدايا شكر نعمة اهلل باتلوفيق حلج بيته احلرام‪ ،‬فصدقة الفطر كذلك‪.‬‬
‫ومن فوائدـها‪ :‬أن بها تمام الرسور للمسلمني يوم العيد‪ ،‬وترفع خلل الصوم‪ ،‬وهلل يف‬
‫رشعه أحاكم وأرسار ال تصل إيلها عقول العاملني» إرشاد أوىل ابلصائر (ص‪-134 :‬‬
‫‪ )135‬باختصار‪.‬‬
‫‪215‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫ج‪ :8‬قال ابن امللقن ‪« :‬اتلعليل باتلطهري لغالب انلاس‪ ،‬كما أن القرص يف‬
‫السفر ُجوز للمشقة‪ ،‬فلو وجد من ال مشقة عليه فله القرص‪ .‬وهلا حكمة أخرى ويه‪:‬‬
‫إغناء الفقراء عن السؤال يوم العيد» اإلعالم بفوائد عمدة األحاكم (‪.)127 /5‬‬

‫‪ :‬أن رسول اهلل ‪ ‬فرض زاكة‬ ‫ج‪ :9‬أخرج الشيخان عن ابن عمر‬
‫عبد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شعري‪ ،‬ىلع لك حر أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫صاع من‬ ‫مر‪ ،‬أو‬
‫الفطر من رمضان ىلع انلاس صاع من ت ٍ‬
‫ذكر أو أنىث من املسلمني‪.‬‬
‫ٍ‬

‫ج‪ :10‬ذـهب مجهور الفقهاء ‪-‬احلنفية‪ ،‬واملالكية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬واحلنابلة‪ ،‬ومن وافقهم ‪-‬‬
‫إىل أن زاكة الفطر جتب ىلع الصيب‪ ،‬وايلتيم‪ ،‬واملجنون‪ ،‬يف ماهلم؛ ألن ابللوغ والعقل‬
‫ليسا من رشوط الوجوب‪ ،‬فإن اكن هلم مال أخرجها ويلهم عنهم‪ ،‬شأنها يف ذلك شأن‬
‫زاكة األموال‪ ،‬وإن لم يكن هلم مال فإن فطرتهم تكون واجبة ىلع من تلزمه نفقتهم‪.‬‬
‫‪216‬‬
‫واستدل اجلمهور ىلع ما ذـهب إيله باألحاديث السابق ذكرـها حيث ورد بها‪« :‬ىلع لك‬
‫(‪)1‬‬
‫صغري أو كبري» انتىه من كتاب‪ :‬زاكة الفطر وآثارـها االجتماعية للبنهاوي‪.‬‬

‫ج‪ :11‬قال ابن املنذر ‪« :‬أمجعوا ىلع أن صدقة الفطر جتب ىلع املرء إذا أمكنه‬
‫أداءـها عن نفسه‪ ،‬وأوالده األطفال اذلين ال أموال هلم» اإلمجاع (ص‪.)47 :‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬إذا لم يكن للطفل مال‪ ،‬ففطرته ىلع أبيه باإلمجاع‪ ،‬نقله ابن‬
‫املنذر وغريه؛ وإن اكن للطفل مال ففطرته فيه‪ ،‬وبه قال أبو حنيفة وأمحد وإسحاق‬
‫وأبو ثور» املجموع (‪.)141/6‬‬

‫ج‪ :12‬قال انلووي ‪« :‬ىلع األب وسائر الوادلين فطرة ودله وإن سفل‪ ،‬وىلع الودل‬
‫فطرة وادله وإن عال برشط أن تكون نفقته واجبة عليه‪ ،‬فإن لم تكن واجبة عليه‬
‫لم يلزمه فطرته» املجموع (‪.)120/6‬‬

‫(‪ (1‬سبق معنا وهلل احلمد يف ابلاب األول من ـهذا الكتاب ديلل اجلمهور ىلع وجوب الزاكة يف مال‬
‫الصيب واملجنون عند استيفاء رشوط الزاكة‪ ،‬وباهلل اتلوفيق‪.‬‬
‫‪217‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫ج‪ :13‬قال ابن املنذر ‪« :‬أمجعوا ىلع أن ال زاكة ىلع اجلنني يف بطن أمه‪ ،‬وانفرد‬
‫ابن حنبل‪ :‬فاكن حيبه وال يوجبه» اإلمجاع (ص‪.)55-45 :‬‬

‫ج‪ :14‬أخرجه ابن أىب شيبة يف املصنف (‪ )432/2‬وأمحد يف املسائل رواية ابنه‬
‫عبد اهلل (‪ )644‬وضعفه األبلاين يف إرواء الغليل (‪ )841‬ألنه من طريق بكر املزين‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬والكـهما لم يسمع منه‪.‬‬ ‫وقتادة عن عثمان‬
‫لكن أخرج عبد الرزاق يف املصنف (‪ )319/3‬بإسناد صحيح عن أيب قالبة‬
‫اجلريم ‪-‬وـهو من اتلابعني‪ -‬أنه قال‪« :‬اكن يعجبهم أن يعطوا زاكة الفطر عن الصغري‬
‫‪،‬‬ ‫والكبري‪ ،‬حىت ىلع احلبل يف بطن أمه» وـهذا مما يقوي األثر الوارد عن عثمان‬
‫(‪)2‬‬
‫واهلل أعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬وال يقال ـهنا أن املنقطعني يقوي أحدـهما اآلخر؛ ألن من رشط تقوية املنقطع بمثله أن ال‬
‫يكون االنقطاع يف طبقة واحدة؛ حىت يغلب ىلع الظن أن الساقط يف املوضع األول غري الساقط‬
‫يف املوضع اثلاين‪.‬‬
‫(‪ )2‬اغية ما يف األمر ىلع قول ـهؤالء العلماء ـهو االستحباب‪ ،‬أما الوجوب فال نعلم ً‬
‫أحدا قال به‪،‬‬
‫وحكم عليه ابن بزيزة يف اتلوضيح (‪ )633/10‬بأنه من شواذ األقوال‪.‬‬
‫‪218‬‬

‫ج‪ :15‬قال انلووي ‪« :‬قال أصحابنا‪ :‬وإنما جتب فطرة من جتب نفقتها‪ ،‬فإن اكنت‬
‫نازشة لم جتب فطرتها بال خالف‪ ،‬كما ال جتب نفقتها» املجموع (‪.)116/6‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬ال يلزم زوجها أن ينفق عليها‪ ،‬فعىل ـهذا فزاكة الفطر‬
‫عليها تابعة ملن ينفق عليها» االختيارات الفقهية ملحدث ادليار ايلمنية ‪.‬‬
‫تتمة ‪ :‬أضاف بعض املؤلفني حاتلني ال يلزم الرجل فيهما إخراج الزاكة عن زوجه‪،‬‬
‫وـهما‪ :‬إذا اكن لم يدخل بها‪ ،‬أو اكنت الزوجة كتابية‪ ،‬فال خيرج عنها زاكة الفطر‪.‬‬

‫ج‪ :16‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)367/9‬زاكة الفطر تلزم اإلنسان عن نفسه‪ ،‬وعن‬
‫لك من جتب عليه نفقته‪ ،‬ومنهم الزوجة؛ لوجوب نفقتها عليه»‪.‬‬
‫القول بأنها جتب ىلع الزوج ـهو قول اجلمهور‪ ،‬خالفا أليب حنيفة واثلوري‪ ،‬كما يف‬
‫املجموع (‪ )118/6‬و انلاسخ واملنسوخ (ص‪ )768 :‬للنحاس‪ .‬ويستدل ذللك بما‬
‫أخرجه ابليهيق (‪ )140/4‬وحسنه األبلاين أن انليب ‪ ‬قال‪« :‬أدوا صدقة‬
‫الفطر عمن تمونون»‪.‬‬

‫أن رسول اهلل‬ ‫ج‪ :17‬ىلع سيده؛ ملا أخرجه مسلم (‪ )982‬عن أيب ـهريرة‬
‫‪ ‬قال‪« :‬ليس ِف العبد صدقة إال صدقة الفطر»‪.‬‬
‫‪219‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫قال انلووي ‪« :‬رصيح يف وجوب صدقة الفطر ىلع السيد عن عبده‪ ،‬سواء اكن‬
‫للقنية أم للتجارة‪ ،‬وـهو مذـهب مالك والشافيع واجلمهور‪ ...‬ومذـهب الشافيع ومجهور‬
‫العلماء أن املاكتب (‪ )1‬ال فطرة عليه وال ىلع سيده» رشح مسلم (‪.)55/7‬‬

‫ج‪ :18‬قال العثيمني ‪« :‬جتب ىلع لك إنسان من املسلمني‪ ،‬ذكرا اكن أو أنىث‪،‬‬
‫صغريا اكن أم كبريا‪ ،‬سواء اكن صائما أم لم يصم‪ ،‬كما لو اكن مسافرا ولم يصم‪ ،‬فإن‬
‫صدقة الفطر تلزمه» فتاوى العثيمني (‪.)258/18‬‬

‫ج‪ :19‬قال انلووي ‪« :‬قال أصحابنا‪ :‬لو أخرج إنسان الفطرة عن أجنيب بغري‬
‫إذنه‪ ،‬ال جيزئه بال خالف‪ ،‬ألنها عبادة فال تسقط عن املكف بها بغري إذنه‪ ،‬وإن أذن‬
‫فأخرج عنه أجزأه» املجموع (‪.)136/6‬‬
‫َّ‬
‫اشرتاط اإلذن؛ ألن من رشوط الزاكة انلية من املزيك‪ )2( ،‬وذلك إنما يكون بفعله‪ ،‬أو‬
‫بعلمه وإذنه بإخراجها‪ .‬واستثىن بعضهم ما لو اكن معتادا أنه خيرجها عنهم فإنه يقوم‬
‫مقام اإلذن‪ .‬راجع نوازل الزاكة (ص‪ )541 :‬للغفييل‪.‬‬

‫(‪ )1‬املاكتب‪ :‬ـهو العبد اذلي اكتب سيده ىلع مبلغ من املال إذا دفعه أصبح ًّ‬
‫حرا‪.‬‬
‫(‪ )2‬إال يف حاالت يسرية مرت معنا بفضل اهلل يف أول ـهذه الرسالة‪ ،‬وباهلل اتلوفيق‪.‬‬
‫‪220‬‬

‫ج‪ :20‬هلا ثالثة أوقات‪:‬‬


‫األول‪ :‬وقت وجوب‪ ،‬وـهو غروب شمس آخر يوم من رمضان‪.‬‬
‫اثلاين ‪ :‬وقت فضيلة‪ ،‬وـهو أن تؤدى صباح يوم العيد قبل الصالة؛ ملا يف الصحيحني‬
‫ُ َّ‬
‫‪ :‬أن رسول اهلل ‪ ‬أمر بزاكة الفطر أن تؤدى قبل خروج‬ ‫عن ابن عمر‬
‫انلاس إىل الصالة‪.‬‬
‫قال انلووي ‪« :‬قال العبدري‪ :‬أمجعوا ىلع أن األفضل أن خيرجها يوم الفطر‬
‫قبل صالة العيد» املجموع (‪.)142/6‬‬
‫اثلالث ‪ :‬وقت جواز‪ ،‬وـهو إخراجها قبل العيد بيوم أو يومني فقط‪ ،‬ملا يف ابلخاري‬
‫قال‪« :‬اكنوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومني»‪.‬‬ ‫(‪ )1511‬معلقا عن ابن عمر‬
‫قال ابن قدامة ‪« :‬وـهذا إشارة إىل مجيعهم‪ ،‬فيكون إمجاع‪ ،‬وألن تعجيلها بهذا‬
‫القدر ال خيل باملقصود منها‪ ،‬فإن الظاـهر أنها تبىق أو بعضها إىل يوم العيد‪ ،‬فيستغىن‬
‫بها عن الطواف والطلب فيه‪ .‬واهلل أعلم» املغين (‪.)90/3‬‬
‫وقال أبو زرعة العرايق ‪(« :‬فإن قلت) ال حجة فيما ذكره ابن عمر؛ ألنه‬
‫موقوف (قلت) بل ـهو مرفوع حكما؛ ملا تقرر يف َ‬
‫عليم احلديث واألصول أن قول‬
‫الصحايب كنا نفعل كذا وكذا حكمه الرفع‪ ،‬وإن لم يقيد ذلك بعرص‬
‫انليب‪ ‬ىلع املرجح املختار‪ ،‬واهلل أعلم» طرح اتلرثيب (‪.)65/4‬‬
‫قلت‪ :‬القول جبواز إخراج زاكة الفطر قبل العيد بيوم أو يومني‪ ،‬وأنه ال جيوز تعجيلها‬
‫أكرث من ذلك‪ ،‬ـهو مذـهب املالكية‪ ،‬واحلنابلة‪ .‬راجع نوازل الزاكة (ص‪ )542 :‬وـهو‬
‫األسعد بادليلل‪.‬‬
‫‪221‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫ج‪ :21‬قال العثيمني ‪« :‬ـهؤالء القوم اذلين دفعوا فطرتهم يف السادس والعرشين‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫نظري ذلك لو أن أحدا ظن أن وقت‬ ‫قضاء‪.‬‬ ‫نقول هلم‪ :‬يعيدونها اآلن‪ ،‬يدفعونها اآلن‬
‫الظهر قد دخل؛ فصىل الظهر قبل الوقت‪ ،‬ثم تبني األمر؛ فإنه يصيل الظهر يف وقتها‪،‬‬
‫وتكون صالته األوىل نافلة يثاب عليها» لقاء ابلاب املفتوح ‪.‬‬

‫ج‪ :22‬قال العثيمني ‪« :‬أما إخراجها يوم سبع وعرشين‪ ،‬فإنه ال جيزئ‪ ،‬وأما‬
‫إخراجها يف ايلوم اثلامن والعرشين فعىل خطر‪ ،‬فإن اكن الشهر ثالثني لم جتزئ‪ ،‬وإن‬
‫اكن الشهر تسعة وعرشين أجزأ‪ ،‬وىلع ـهذا فال ينبيغ لإلنسان أن خيرجها قبل ايلوم‬
‫اتلاسع والعرشين؛ ئلال يقع يف اخلطر» فتاوى العثيمني (‪.)559/18‬‬

‫ج‪ :23‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬إذا سافر من عليه زاكة الفطر قبل العيد بيومني أو‬
‫أكرث أخرجها يف ابلالد اإلسالمية اليت يسافر إيلها‪( ،‬وإن) (‪ )1‬اكنت غري إسالمية‬

‫(‪ )1‬أضفناـها ألن املعىن يستقيم بها‪ ،‬ولعلها سقطت من املطبوع‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫اتلمس بعض فقراء املسلمني وسلمها هلم‪ .‬وإن اكن سفره بعد جواز إخراجها‬
‫فاملرشوع هل توزيعها بني فقراء بدله؛ ألن املقصود منها مواساتهم‪ ،‬واإلحسان إيلهم‪،‬‬
‫وإغناؤـهم عن سؤال انلاس أيام العيد» فتاوى ابن باز (‪.)214/14‬‬

‫كمن يف السفر وليس عنده ما خيرجه أو‬ ‫ج‪ :24‬قال العثيمني ‪« :‬إن اكن بعذر َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫من خيرج إيله‪ ،‬أو من اعتمد ىلع أـهله أن خيرجوـها واعتمدوا ـهم عليه‪ ،‬فذلك خيرجها‬
‫مىت تيرس هل ذلك وإن اكن بعد الصالة وال إثم عليه؛ ألنه معذور» فتاوى العثيمني‬
‫(‪.)220/16‬‬
‫وقال شيخنا الواديع‪« :‬من لم يتمكن من إخراجها إال بعد صالة العيد‪ ،‬إما‬
‫ألنه لم جيد فقريا‪ ،‬أو مسكينا‪ ،‬وإما أنه اكن ىلع سفر‪ ،‬فتجزئ‪ ،‬وتكون صدقة من‬
‫الصدقات» من فقه الواديع (‪.)44/2‬‬

‫َ‬
‫ج‪ :25‬قال ابن القيم ‪« :‬يف السنن عنه‪ :‬أنه قال‪« :‬من أداها قبل الصَلة فيه زاكة‬
‫َ‬
‫مقبولة‪ ،‬ومن أداها بعد الصَلة فيه صدقة من الصدقات»‪.‬‬
‫ويف الصحيحني عن ابن عمر‪ ،‬قال‪« :‬أمر رسول اهلل ‪ ‬بزاكة الفطر أن‬
‫تؤدى قبل خروج انلاس إىل الصالة»‪.‬‬
‫ومقتىض ـهذين احلديثني أنه ال جيوز تأخريـها عن صالة العيد‪ ،‬وأنها تفوت بالفراغ‬
‫من الصالة‪ ،‬وـهذا ـهو الصواب؛ فإنه ال معارض هلذين احلديثني‪ ،‬وال ناسخ‪ ،‬وال إمجاع‬
‫‪223‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫يدفع القول بهما‪ ،‬واكن شيخنا ‪-‬يعين ابن تيمية‪ -‬يقوي ذلك وينرصه» زاد املعاد‬
‫(‪.)21-20/2‬‬
‫قلت‪ :‬ما اختاره ابن القيم ونقله عن شيخ اإلسالم من وجوب إخراج زاكة الفطر قبل‬
‫صالة العيد وعدم جواز تأخريـها إىل بعد الصالة ـهو قول الظاـهرية‪ ،‬وقول عند‬
‫احلنابلة واختاره الصنعاين‪ ،‬وابن باز‪ ،‬والعثيمني‪ ،‬وعليه فتوى علماء اللجنة ادلائمة‪،‬‬
‫للحديثني الذلين استدل بهما ابن القيم‪ ،‬الذلين يف أحدـهما األمر بذلك‪ ،‬واألصل يف‬
‫األمر الوجوب‪.‬‬
‫قال العثيمني ‪« :‬اذلي تقتضيه األدلة‪ ،‬أنها ال تقبل زاكته منه إذا أخرـها ولم‬
‫خيرجها إال بعد الصالة من يوم العيد‪ ،‬بل تكون صدقة من الصدقات‪ ،‬ويكون‬
‫بذلك ً‬
‫آثما» الرشح املمتع (‪.)172/6‬‬
‫وأما اجلمهور فقال الشواكين ‪« :‬ذـهب اجلمهور إىل أن إخراجها قبل صالة العيد‬
‫إنما ـهو مستحب فقط‪ ،‬وجزموا بأنها جتزئ إىل آخر يوم الفطر‪ ،‬واحلديث يرد عليهم»‬
‫نيل األوطار (‪.)218/4‬‬
‫وىلع لك حال ينبيغ ىلع املسلم أن ال يؤخرـها عن صالة العيد خروجا من اخلالف‪،‬‬
‫واحتياطا هلذه العبادة اجلليلة‪ ،‬ويكون بهذا قد أىت باألفضل واألكمل عند مجيع‬
‫العلماء‪ ،‬وباهلل اتلوفيق‪ ،‬وـهو أعلم وأحكم‪.‬‬
‫‪224‬‬

‫ج‪ :25‬قال الشواكين ‪« :‬أما تأخريـها عن يوم العيد فقال ابن رسالن‪ :‬إنه حرام‬
‫باالتفاق؛ (‪ )1‬ألنها زاكة واجبة‪ ،‬فوجب أن يكون يف تأخريـها إثم‪ ،‬كما يف إخراج‬
‫الصالة عن وقتها» نيل األوطار (‪.)218/4‬‬

‫ج‪ :27‬قال ابن ـهبرية ‪« :‬اتفقوا ىلع أنها ال تسقط عمن وجبت عليه بتأخري‬
‫أدائها‪ ،‬ويه دين عليه حىت يؤديها» اختالف األئمة العلماء (‪.)211/1‬‬
‫وقال ابن حزم ‪« :‬من لم يؤدـها حىت خرج ُ‬
‫وقتها فقد وجبت يف ذمته وماهل ملن‬
‫يه هل‪ ،‬فيه دين هلم‪ ،‬وحق من حقوقهم‪ ،‬وقد وجب إخراجها من ماهل‪ ،‬وحرم عليه‬
‫إمساكها يف ماهل؛ فوجب عليه أداؤـها أبدا‪ ،‬ويسقط بذلك حقهم‪ ،‬ويبىق حق اهلل تعاىل‪،‬‬
‫يف تضييعه الوقت ال يقدر ىلع جربه إال باالستغفار وانلدامة» املحىل (‪.)266/4‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)373/9‬من أخرـها عن وقتها فقد أثم‪ ،‬وعليه أن يتوب‬
‫من تأخريه‪ ،‬وأن خيرجها للفقراء»‪.‬‬

‫(‪ )1‬نقل اخلالف عن احلنفية كما يف بدائع الصنائع (‪ )74/2‬وـهو خالف مرجوح‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫ج‪ :28‬قال اخلريش املاليك ‪« :‬وال تسقط زاكة الفطر عمن لزمته بميض زمن‬
‫وجوبها وـهو أول يللة العيد أو فجره‪ ،‬بل خيرجها ملايض السنني عنه وعمن تلزمه عنه‪،‬‬
‫وأما لو مىض زمن وجوبها وـهو معرس فإنها تسقط عنه‪ ،‬وـهذا خبالف األضحية فال‬
‫خياطب بها بعد ميض زمنه» رشح خمترص خليل (‪.)233/2‬‬

‫ج‪ :29‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)372/9‬ال إثم عليها‪ ،‬وعليها القضاء»‪.‬‬
‫وقال شيخنا الواديع‪« :‬تعترب صدقة من الصدقات‪ ،‬وال يأثم‪ ،‬ولكن ليس هل‬
‫فضيلة إخراجها قبل الصالة» من فقه الواديع (‪.)43/2‬‬

‫ج‪ :30‬قال اإلمام ابن القيم ‪« :‬انليب ‪ ‬فرض صدقة الفطر‪ ،‬صاع‬
‫من تمر‪ ،‬أو صاع من شعري‪ ،‬أو صاع من زبيب‪ ،‬أو صاع من أقط‪ )1( .‬وـهذه اكنت‬

‫(‪ )1‬األقط قال األزـهري‪ :‬يتخذ من اللنب املخيض‪ ،‬يطبخ ثم يرتك حىت يمصل‪ .‬املصباح‬
‫املنري (‪ .)17/1‬وقال شيخنا العدين‪ :‬األقط ـهو‪ :‬اللنب املحمض يطبخ حىت يذـهب ماؤه‪،‬‬
‫ويصري عجينا ثم يؤلك‪ ،‬إما يؤلك يلنا أو ييبس ويؤلك أقراصا‪ .‬وـهذا موجود عند أـهل ابلوادي‪ ،‬فهذه‬
‫‪226‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫اغلب أقواتهم باملدينة‪ .‬فأما أـهل بدل أو حملة قوتهم غري ذلك فإنما عليهم صاع من‬
‫ُ‬
‫قوتهم‪ ،‬كمن قوتهم اذلرة واألرز أو اتلني أو غري ذلك من احلبوب‪ ،‬فإن اكن قوتهم من‬
‫ً‬
‫غري احلبوب اكللنب واللحم والسمك أخرجوا فطرتهم من قوتهم اكئنا ما اكن‪ ،‬ـهذا قول‬
‫مجهور العلماء‪ ،‬وـهو الصواب اذلي ال يقال بغريه؛ إذ املقصود سد خلة املساكني يوم‬
‫العيد ومواسا تهم من جنس ما يقتاته أـهل بدلـهم‪ ،‬وىلع ـهذا فيجزئ إخراج ادلقيق‬
‫وإن لم يصح فيه احلديث» أعالم املوقعني (‪.)18/3‬‬

‫ج‪ :31‬قال البسام ‪« :‬املشهور من مذـهب اإلمام أمحد‪ :‬أنه ال جيزئ غري ـهذه‬
‫األشياء مع وجود يشء منها‪ .‬واختار شيخ اإلسالم ابن تيمية جواز إخراجها من قوت‬
‫بدله‪ ،‬ولو قدر ىلع األصناف املذكورة‪ )1( ،‬وـهو رواية عن اإلمام أمحد وقول أكرث‬
‫َّ‬
‫العلماء‪ .‬وأفضل ـهذه األصناف وغريـها من أنواع األطعمة‪ ،‬أنفعها للمتصدق عليه‪،‬‬
‫ألنه اذلي حيصل به اإلغناء املطلوب يف ذلك ايلوم» تيسري العالم (ص‪.)310 :‬‬

‫األبلان املجففة مثل ادلانو وانليدو ليست يه املعنية باألقط‪ .‬ذكر ـهذا اتلعريف أـهل العلم‪ ،‬وأرانا‬
‫بعض اإلخوة شيئا من ـهذا األقط‪.‬‬
‫(‪ )1‬انظر الكم شيخ اإلسالم يف جمموع الفتاوى (‪.)69-68/25‬‬
‫‪227‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫َّ‬
‫ج‪ :32‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬فرس مجع من أـهل العلم الطعام يف احلديث بأنه‬
‫الرب‪ ،‬وفرسه آخرون بأن املقصود بالطعام ما يقتاته أـهل ابلالد أيا اكن‪ ،‬سواء اكن برا‬
‫أو ذرة أو دخنا أو غري ذلك‪ .‬وـهذا ـهو الصواب؛ ألن الزاكة مواساة من األغنياء للفقراء‪،‬‬
‫وال جيب ىلع املسلم أن يوايس من غري قوت بدله» فتاوى ابن باز (‪.)201-200/14‬‬

‫ج‪ :33‬ذـهب أمحد ومالك إىل أن األفضل اتلمر‪ ،‬وذـهب الشافيع وإسحاق ىلع أن‬
‫األفضل الرب‪ ،‬كما يف املغين (‪ )84/3‬قال العثيمني يف تعليقه ىلع الاكيف ‪« :‬األفضل‬
‫إخراج ما اكن أنفع للفقراء ـهذا ـهو الصحيح؛ ألن املقصود بها نفع الفقراء‪ ،‬وهلذا قال‬
‫‪« :‬إن انليب ‪ ‬فرضها طهرة للصائم من اللغو والرفث‬ ‫ابن عباس‬
‫وطعمة للمساكني» وما اكن أنفع هلم فهو أوىل»‬

‫ج‪ :34‬قال العثيمني ‪« :‬األرز يف وقتنا احلارض قد يكون أنفع من الرب؛ ألن‬
‫األرز ال حيتاج إىل تعب وعناء يف طحنه وعجنه وما أشبه ذلك‪ ،‬واملقصود نفع الفقراء»‬
‫فتاوى العثيمني (‪.)277/18‬‬
‫‪228‬‬

‫ج‪ :35‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬جيوز إخراجه يف مذـهب أيب حنيفة وأمحد‬
‫دون الشافيع‪ .‬وخيرجه بالوزن فإن ادلقيق يربع إذا طحن» جمموع الفتاوى‬
‫(‪.)69/25‬‬
‫وقال اإلمام ابن القيم ‪« :‬املقصود سد خلة املساكني يوم العيد ومواساتهم من‬
‫جنس ما يقتاته أـهل بدلـهم‪ ،‬وىلع ـهذا فيجزئ إخراج ادلقيق وإن لم يصح فيه‬
‫احلديث» أعالم املوقعني (‪.)18/3‬‬
‫قال ابن قدامة‪« :‬ألنه أجزاء حب يكال ويدخر‪ ،‬فأشبه احلب» الاكيف (‪.)416/1‬‬

‫ج‪ :36‬قال املرداوي ‪« :‬يشرتط أن يكون صاع ذلك بوزن حبه بال نزاع‬
‫أعلمه‪ .‬ونص عليه؛ ألنه لو أخرج ادلقيق بالكيل نلقص عن احلب؛ تلفرق األجزاء‬
‫بالطحن» اإلنصاف يف معرفة الراجح من اخلالف (‪.)125/7‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬احلب يزيد إذا طحن‪ ،‬فال بد أن يكون صاع وال‬
‫ينقص منه يشء؛ فإذا زاد فوق الصاع بقدر احلب ال بأس» االختيارات الفقهية‬
‫ملحدث ادليار ايلمنية ‪.‬‬
‫وقال الشيخ العباد حفظه اهلل‪« :‬إذا أخرج ادلقيق خيرج صاع وزيادة؛ ألن احلب إذا‬
‫طحن تزيد كميته‪ ،‬فلو أخرج صاع من ادلقيق نقص» برنامج أـهل احلديث واألثر ‪.‬‬
‫‪229‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫ج‪ :37‬قال ادلاوودي‪« :‬معياره اذلي ال خيتلف‪ :‬أربع حفنات بكيف الرجل‬
‫اذلي ليس بعظيم الكفني وال صغريـهما‪ ،‬إذ ليس لك ماكن يوجد فيه صاع انليب‬
‫ً‬
‫صحيحا»‬ ‫‪ .‬قال الفريوزآبادي ‪ ‬معلقا‪« :‬وجربت ذلك فوجدته‬
‫القاموس املحيط (ص‪.)739 :‬‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪« :‬مقداره أربع حفنات بملء ايلدين املعتدتلني من‬
‫الطعام ايلابس‪ ،‬اكتلمر‪ ،‬واحلنطة‪ ،‬وحنو ذلك‪ ،‬أما بالكيلو فيقارب ثالثة كيلو‪ ،‬وإذا‬
‫أخرج املسلم من الطعام ايلابس‪ :‬اكتلمر ايلابس‪ ،‬واحلنطة اجليد‪ ،‬واألرز‪ ،‬والزبيب‬
‫ايلابس‪ ،‬واألقط بالكيل‪ ،‬فهو أحوط من الوزن» فتاوى ابن باز (‪.)205-204/14‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)265/8‬مقدار الصاع ثالثة كيلو جرامات تقريبا»‪.‬‬

‫ج‪ :38‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬أمجع العلماء أن الشعري واتلمر ال جيزئ من أحدـهما‬
‫إال صاع اكمل‪ ،‬أربعة أمداد بمد انليب ‪ ‬واختلفوا يف الرب» اتلمهيد‬
‫(‪.)135/4‬‬
‫وقال انلووي ‪« :‬الواجب يف الفطرة عن لك نفس صاع‪ ،‬فإن اكن يف غري حنطة‬
‫وزبيب وجب صاع باإلمجاع‪ ،‬وإن اكن حنطة وزبيبًا وجب أيضا صاع عند الشافيع‬
‫(‪)1‬‬
‫رشح مسلم (‪.)60/7‬‬ ‫ومالك واجلمهور»‬

‫(‪ )1‬وقال يف املجموع (‪« :)142/6‬وبهذا قال مالك وأمحد وأكرث العلماء»‪.‬‬
‫‪230‬‬
‫ً‬
‫وقال الشيخ ابن باز ‪« :‬الصواب أنه ال بد من صاع أخذا بانلص؛ وهلذا قال أبو‬
‫ً‬
‫صاع‪ ،‬وـهو الصواب‪ ،‬واهلل تعاىل أعلم» الزاكة يف‬ ‫سعيد‪ :‬أما أنا فال أخرج إال‬
‫اإلسالم (ص‪ )220 :‬للقحطاين ‪.‬‬

‫ج‪ :39‬قال ابن ـهبرية ‪« :‬اتفقوا ىلع أنه ال جيوز إخراج القيمة يف زاكة الفطر‪ .‬إال‬
‫أبا حنيفة فإنه قال‪ :‬جيوز» اختالف األئمة العلماء (‪.)214/1‬‬
‫وقال ابن حزم ‪« :‬وال جتزئ قيمة أصال؛ ألن لك ذلك غري ما فرض رسول اهلل‬
‫‪ »‬املحىل (‪.)137/6‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وقال القايض عياض ‪« :‬لم جيز عمة العلماء إخراج القيمة يف ذلك» إكمال‬
‫املعلم (‪.)482/3‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)261/8‬ال جيوز دفع انلقود بدال من الطعام يف صدقة‬
‫الفطر‪ ،‬ألن انليب ‪ ‬أمر بإخراج الطعام يف صدقة الفطر‪ ،‬وقدره بالصاع‬
‫مما يدل ىلع ُّ‬
‫تعينه وعدم إجزاء القيمة‪ ،‬ويف إماكن الفقري أن يبيعها بعد قبضه هلا‬
‫وينتفع بثمنها يف حاجاته»‪.‬‬

‫ج‪ :40‬قال الشيخ األبلاين ‪« :‬حينما يأيت إنسان ويقول ال‪ ،‬خنرج القيمة ـهذا أنفع‬
‫للفقري‪ ،‬ـهذا خيطئ مرتني؛ املرة األوىل أنه خالف انلص‪ ،‬والقضية تعبدية‪ ،‬ـهذا أقل ما‬
‫‪231‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫يقال‪ .‬لكن انلاحية اثلانية خطرية جدا؛ ألنها تعين أن الشارع احلكيم أال وـهو رب‬
‫العاملني حينما أوىح إىل نبيه الكريم أن يفرض ىلع األمة إطعام صاع من ـهذه‬
‫األطعمة ليس داري ـهو وال عرف مصلحة الفقراء واملساكني كما عرف ـهؤالء اذلين‬
‫يزعمون بأن إخراج القيمة أفضل‪ ،‬لو اكن إخراج القيمة أفضل لاكن ـهو األصل‪ ،‬واكن‬
‫اإلطعام ـهو ابلدل» سلسلة اهلدى وانلور (‪.)247/10‬‬
‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬اهلل أرحم بعباده‪َ { :‬وما َكن َربك ن ِسيا} فانليب صىل‬
‫اهلل عليه وىلع آهل وسلم فرض صدقة الفطر صاع من تمر‪ ،‬أو صاع من زبيب‪ ،‬أو‬
‫صاع من شعري‪ ،‬أو صاع من أقط‪ .‬ما قال‪ :‬أو ما يقاومه‪ ،‬وقد علم اهلل أن ـهناك من‬
‫حيتاج إىل املال حىت يف زمن الصحابة‪ ،‬لكن ادلين ليس بالرأي؛ فال جيوز بل ال جيزئ‬
‫( )‬
‫أن خيرج نقودا‪ ،‬واهلل أرحم بعباده» أسئلة العزيري ‪1 .‬‬

‫ً‬
‫ج‪ :41‬قال الشيخ الواديع ‪« :‬إذا ألزمتك ادلولة بأن تعطي نقودا وخفت ىلع‬
‫نفسك من السجن ومن األذى دفعت إيلها ما تطلبه» االختيارات الفقهية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬عن طريق (فوائد رمضانية خمتارة) للشيخ أمحد بن ثابت الوصايب وفقه اهلل‪.‬‬
‫‪232‬‬

‫ج‪ :42‬قال العثيمني ‪« :‬الظاـهر يل أنه إذا أجرب اإلنسان ىلع إخراج زاكة الفطر‬
‫دراـهم فليعطها إياـهم وال يبارز بمعصية والة األمور‪ ،‬لكن فيما بينه وبني اهلل خيرج‬
‫صاع من طعام» فتاوى العثيمني (‪-281/18‬‬ ‫ً‬ ‫ما أمر به انليب ‪ ‬فيخرج‬
‫‪.)282‬‬
‫وقال الشيخ الواديع ‪« :‬إن استطعت أن تعطي زاكة الفطر للفقراء فعلت‪ ،‬وإن‬
‫كنت غري مقتدر ىلع إخراج زاكة الفطر مرتني‪ ،‬فتجزئك األوىل واإلثم ىلع احلكومة»‬
‫االختيارات الفقهية ملحدث ادليار ايلمنية ‪.‬‬

‫ج‪ :43‬قال العثيمني ‪« :‬ال يلزمه‪ ،‬لك من فعل ً‬


‫شيئا بفتوى علم أو باتباع علماء‬
‫بدله فال يشء عليه‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬لو أن امرأة ال تؤدي زاكة احليل فبقيت سنوات ال تدري‬
‫أن احليل جيب فيه الزاكة‪ ،‬أو ً‬
‫بناء ىلع أن علماءـها يفتونها بأنه ال زاكة فيه‪ ،‬ثم تبني هلا‪،‬‬
‫فإنها تؤدي الزاكة بعد أن تبني هلا‪ ،‬وقبل ذلك ال يلزمها» لقاء ابلاب املفتوح ‪.‬‬
‫‪233‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫ج‪ :44‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬جوزه أكرثـهم‪ ،‬وـهو مذـهب الشافيع وأيب‬
‫حنيفة وأمحد وغريـهم‪ .‬وروي عن مالك كراـهة ذلك‪ .‬وأما الزيادة يف الصفة فاتفقوا‬
‫َ َ َ َّ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ٌ َ َ ُ‬
‫ِين ي ِطيقونه ف ِدية طعام‬ ‫عليها‪ )1(،‬والصحيح جواز األمرين؛ لقوهل تعاىل‪{ :‬وىلع اَّل‬
‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ ً َ ُ َ َ ْ ٌ َ ُ َ َ ْ َ ُ ُ َ ْ ٌ َ ُ ْ ْ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫ِني فمن تطوع خريا فهو خري هل وأن تصوموا خري لكم إِن كنتم تعلمون}»‬ ‫مِسك ٍ‬
‫جمموع الفتاوى (‪.)250-249/31‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)371-370/9‬ال حرج يف إخراج زيادة يف زاكة الفطر‬
‫بنية الصدقة‪ ،‬ولو لم خترب بها الفقري»‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬يقول كثري من انلاس‪ :‬يشق يلع أن أكيل وال مكيال عندي‬
‫ً‬
‫مقدارا أتيقن أنه قدر الواجب أو أكرث وأحتاط بذلك‪ ،‬فهو جائز وال بأس به»‬ ‫فأخرج‬
‫فتاوى العثيمني (‪.)270/18‬‬

‫ج‪ :45‬قال انلووي ‪« :‬ولو اكن بعض ماهل معه يف بدل وبعضه يف بدل آخر‪ ،‬وجبت‬
‫زاكة الفطر يف ابلدل اذلي ـهو فيه بال خالف» املجموع (‪.)226/6‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)264/8‬تدفع زاكة الفطر عن نفسك يف ابلدل اذلي‬
‫ينتيه شهر رمضان وأنت فيه‪ ،‬وزوجتك وأوالدك خيرج عنهم وادلك يف بدلـهم اذلي‬

‫(‪ )1‬وقال يف موضع آخر (‪ّ « :)70/25‬‬


‫وأما انلقص عن الواجب‪ ،‬فال جيوز باتفاق العلماء»‪.‬‬
‫‪234‬‬
‫يقيمون فيه‪ ،‬وإن أخرجت زاكتهم مع زاكتك يف ابلدل اذلي تقيم فيه فال بأس‪ ،‬وكذلك‬
‫لو أخرجوا عنك يف ابلدل اذلي ـهم فيه»‪.‬‬

‫ج‪ :46‬قال العثيمني ‪« :‬إذا اكن أـهل ابليت خيرجونها عن أنفسهم فإنه ال يلزم‬
‫تغرب عن أـهله أن خيرجها عنهم‪ ،‬لكن خيرج عن نفسه فقط يف ماكن‬‫الرجل اذلي َّ‬

‫غربته إن اكن فيه مستحق للصدقة من املسلمني‪ ،‬وإن لم يكن فيه مستحق للصدقة‬
‫ّ‬
‫ولك أـهله يف إخراجها عنه ببدله» فتاوى العثيمني (‪.)264/18‬‬

‫ج‪ :47‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬ال بأس بذلك‪ ،‬وجتزئ إن شاء اهلل يف أصح قويل‬
‫العلماء‪ ،‬لكن إخراجها يف حملك اذلي تقيم فيه أفضل وأحوط‪ ،‬وإذا بعثتها ألـهلك؛‬
‫يلخرجوـها ىلع الفقراء يف بدلك فال بأس» فتاوى ابن باز (‪.)215/14‬‬

‫ج‪ :48‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)369/9‬زاكة الفطر تعطى فقراء املسلمني يف بدل‬
‫ُ‬
‫خمرجها‪ ،‬وجيوز نقلها إىل فقراء بدل أخرى أـهلها أشد حاجة»‪.‬‬
‫‪235‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫ج‪ :49‬قال الشيخ الفوزان وفقه اهلل‪« :‬الشخص اذلي أخذـها هل أن يبيعها وهل أن يهبها‬
‫وهل أن يأكلها وهل أن خيرجها عن نفسه صدقة عنه» املنتىق من فتاوى الفوزان‬
‫وقال الشيخ العباد وفقه اهلل‪« :‬من أعطي زاكة الفطر فقد ملكها يترصف فيها كيف‬
‫يشاء‪ ،‬فله أن يتصدق‪ ،‬وهل أن يهب‪ ،‬وهل أن يبيع»‪.‬‬

‫ج‪ :50‬قال ابن رشد ‪« :‬أمجعوا ىلع أنها ترصف لفقراء املسلمني» بداية‬
‫املجتهد (‪.)282/1‬‬
‫وقال اإلمام ابن القيم ‪« :‬اكن من ـهديه ‪ ‬ختصيص املساكني بهذه‬
‫الصدقة‪ ،‬ولم يكن يقسمها ىلع األصناف اثلمانية قبضة قبضة‪ ،‬وال أمر بذلك‪ ،‬وال‬
‫فعله أحد من أصحابه وال من بعدـهم‪ ،‬بل أحد القولني عندنا ‪ -‬أي عند احلنابلة ‪-‬‬
‫إنه ال جيوز إخراجها إال ىلع املساكني خاصة‪ ،‬وـهذا القول أرجح من القول بوجوب‬
‫قسمتها ىلع األصناف اثلمانية» زاد املعاد (‪.)22/2‬‬
‫‪ :‬فرض رسول اهلل ‪‬‬ ‫وقال الشواكين ‪ ‬عن حديث ابن عباس‬
‫زاكة الفطر طعمة للمساكني‪« :‬فيه ديلل ىلع أن الفطرة ترصف يف املساكني دون غريـهم‬
‫من مصارف الزاكة» نيل األوطار (‪.)103 /3‬‬
‫قلت‪ :‬ما اختاره ابن القيم والشواكين أن مرصف زاكة الفطر ـهم املساكني دون غريـهم‬
‫من مصارف الزاكة‪ ،‬ـهو مذـهب املالكية‪ ،‬واختيار شيخ اإلسالم كما يف جمموع‬
‫‪236‬‬
‫الفتاوى (‪ )73/25‬واألبلاين‪ ،‬والعثيمني يف الرشح املمتع (‪ )184/6‬خالفا‬
‫للجمهور‪.‬‬

‫ج‪ :51‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)377/9‬جيوز دفع زاكة الفطر عن انلفر الواحد‬
‫لشخص واحد‪ ،‬كما جيوز توزيعها ىلع عدة أشخاص»‪.‬‬

‫ج‪ :52‬قال الواديع ‪« :‬يه صدقة‪ ،‬والصدقة ال جتوز للهاشيم» من فقه‬


‫الواديع (‪.)45/2‬‬

‫ج‪ :53‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)387/9‬ال نعلم دعء معينا يقال عند إخراجها»‪.‬‬

‫ج‪ :54‬قال انلووي ‪« :‬هل أن يولك يف رصف الزاكة اليت هل تفريقها بنفسه‪ ،‬بال‬
‫خالف» املجموع (‪.)156/6‬‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)381/9‬إذا أناب الفقري شخصا لقبض ما يدفع هل من‬
‫الزاكة جاز لصاحب املال أن يدفع زاكته إىل الوكيل»‬
‫‪237‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫ج‪ :55‬قال الشيخ العثيمني ‪« :‬ال بأس ألن املعترب ـهو وصوهلا إىل الفقري»‬
‫فتاوى نور ىلع ادلرب ‪.‬‬

‫ج‪ :56‬قال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)318/8‬ال يعترب قبض اجلمعية زاكة الفطر إخراجا‬
‫هلا‪ ،‬والواجب تسليمها للفقري قبل صالة العيد‪ ،‬وإذا اكن الفقري اغئبا فله أن يولك من‬
‫يراه الستالمها‪ ،‬أو تدفع إىل فقري آخر من احلارضين قبل صالة العيد»‪.‬‬
‫وقالوا أيضا (‪« :)377/9‬جيب ىلع اجلمعية رصف زاكة الفطر للمستحقني هلا قبل صالة‬
‫العيد‪ ،‬وال جيوز تأخريـها عن ذلك؛ ألن انليب ‪ ‬أمر بأدائها للفقراء قبل‬
‫صالة العيد‪ ،‬واجلمعية بمثابة الوكيل عن املزيك‪ ،‬وليس للجمعية أن تقبض من زاكة‬
‫الفطر إال بقدر ما تستطيع رصفه للفقراء قبل صالة العيد»‪.‬‬

‫ج‪ :57‬قال احلجاوي ‪(« :‬ولفقري إخراج فطرة‪ ،‬وزاكة عن نفسه إىل من أخذتا‬
‫منه) ألنه رد بسبب متجدد أشبه ما لو عدت إيله بمرياث (ما لم يكن حيلة) كأن‬
‫‪238‬‬
‫يرشط عليه عند اإلعطاء أن يردـها إيله عن نفسه» اإلقناع مع كشاف القناع‬
‫( )‬
‫(‪1 .)255-254/2‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬ـهذه حيلة ال جيوز هلما‪ ،‬فليرصف لك واحد منهما‬
‫فطرته يف مرصفها‪ ،‬واهلل سبحانه وتعاىل قادر ىلع أن خيلف عليه» االختيارات‬
‫الفقهية ملحدث ادليار ايلمينة ‪.‬‬

‫ج‪ :58‬قال انلووي ‪« :‬قال املحاميل‪ :‬إذا دفع فطرته إىل فقري والفقري ممن تلزمه‬
‫الفطرة فدفعها الفقري إيله عن فطرته‪ ،‬جاز لدلافع األول أخذـها؛ ‪ ...‬ألنها رجعت إيله‬
‫بغري املعىن اذلي خرجت به فجاز‪ ،‬كما لو عدت إيله بإرث أو رشاء أو ـهبة»‬
‫املجموع (‪.)139/6‬‬

‫ج‪ :59‬قال احلافظ ابن رجب ‪« :‬يدل ىلع أن اإلمام إنما يعلم انلاس حكم‬
‫صدقة الفطر قبل يوم الفطر‪ :‬حديث ابن عمر‪ ،‬أن انليب ‪ ‬أمر بزاكة الفطر‬
‫أن تؤدى قبل خروج انلاس إىل الصالة‪ .‬وقد خرجه ابلخاري‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال انلووي‪ :‬وقال مالك‪ :‬ال جيوز أخذـها بعينها‪ ،‬بل هل أخذ غريـها ‪.‬‬
‫‪239‬‬ ‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر‬

‫وفيه‪ :‬ديلل واضح ىلع أنه اكن يأمر بذلك قبل يوم الفطر‪ ،‬واال فكيف اكن يأمر بعد‬
‫الصالة بأن تؤدى قبل الصالة» فتح ابلاري (‪.)67/9‬‬

‫ج‪ :60‬بينهما فروق ويه‪:‬‬


‫األول ‪ :‬زاكة الفطر ترتبط بابلدن‪ ،‬فإن سببها ـهو ابلدن‪ ،‬أما زاكة املال فيه مرتبطة‬
‫باملال؛ ألن سبب وجوبها ـهو ملك انلصاب من األموال الزكوية‪ .‬راجع‪ .‬جمموع‬
‫الفتاوى (‪.)69 /25‬‬
‫اثلاين‪ :‬أن مصارف زاكة املال ثمانية‪ ،‬املذكورة يف آية الصدقات‪ ،‬أما زاكة الفطر فالراجح‬
‫‪-‬واهلل أعلم‪ -‬أن مرصفها يكون يف سهم الفقراء واملساكني دون غريـهم‪.‬‬
‫اثلالث‪ :‬أن زاكة املال يشرتط هلا بلوغ انلصاب‪ ،‬أما زاكة الفطر فال يشرتط هلا ذلك؛ بل‬
‫جتب ىلع من اكن عنده فضل عن قوته وقوت من يلزمه نفقته يللة العيد ويومه‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أن زاكة املال يرشع تعجيلها لعام أو عمني ال أكرث‪ ،‬أما زاكة الفطر فيرشع‬
‫تعجيلها يلوم ويومني فقط‪.‬‬
‫اخلامس ‪ :‬أن زاكة املال جتب حبوالن احلول‪ ،‬فمن أخرـها عن وقتها بغري عذر ثم أداـها‬
‫أثم وصحت‪ ،‬وأجزأت عنه‪.‬‬
‫أما زاكة الفطر فإنها جتب بغروب شمس آخر أيام رمضان‪ ،‬وينتيه وقتها إىل ما قبل‬
‫صالة العيد‪ ،‬فمن أخرـها ‪ -‬بغري عذر‪ -‬إىل ما بعد صالة العيد فيه صدقة مقبولة‪،‬‬
‫ولم تقع موقع زاكة الفطر‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫السادس‪ :‬عدم جواز إخراج القيمة يف زاكة الفطر‪ .‬راجع‪ :‬األناة يف قواعد فقه‬
‫الزاكة (ص‪ )83-82 :‬أليمن إسماعيل‪.‬‬
‫‪241‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫}‬ ‫{‬
‫َ ُ ْ ُ َ َّ َ َ‬
‫الزَكة}‬ ‫ج‪ :1‬قال الشنقيطي ‪« :‬أكرث العلماء ىلع أن معىن‪{ :‬ويؤتون‬
‫ُّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫يعطون احلقوق الواجبة يف املال َّ‬
‫السنة‪ ،‬يف املوايش والزروع واثلمار‬ ‫املفصلة يف‬ ‫املقررة‬
‫واملعادن واذلـهب والفضة واتلجارة‪ ،‬وما جرى جمرى ذلك مما جتب فيه الزاكة»‬
‫العذب انلمري (‪.)204/4‬‬

‫}‬ ‫{‬

‫حلرمان‬
‫ٍ‬ ‫ج‪ :2‬قال ابن عطية ‪« :‬املعىن اجلامع هلذه األقوال أنه اذلي ال مال هل‬
‫ُ‬
‫أصابه‪ ،‬وإال فاذلي أجيحت ثمرته وهل مال كثري غريـها فليس يف ـهذه اآلية بإمجاع»‬
‫تفسري ابن عطية (‪.)175/5‬‬
‫وقال الشواكين ‪« :‬املحروم يف اللغة‪ :‬املمنوع‪ ،‬من احلرمان وـهو املنع‪ ،‬فيدخل‬
‫حتته من حرم الرزق من األصل‪ ،‬ومن أصيب ماهل جباحئة أذـهبته‪ ،‬ومن حرم العطاء‪،‬‬
‫ومن حرم الصدقة تلعففه» فتح القدير (‪.)101/5‬‬

‫ج‪ :3‬قال انلووي ‪« :‬اختلف السلف يف معىن قول اهلل تعاىل‪َ { :‬و َّاَّل َ‬
‫ِين ِِف‬
‫‪242‬‬
‫ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ٌّ َ ْ ُ ٌ‬
‫وم * ل ِلسائ ِِل َوال َمح ُر ِ‬
‫وم} فقال اجلمهور‪ :‬املراد به الزاكة‪ ،‬وأنه ليس يف‬ ‫أموال ِِهم حق معل‬
‫املال حق سوى الزاكة‪ ،‬وأما ما جاء غري ذلك فعىل وجه انلدب وماكرم األخالق‪... .‬‬
‫وذـهب مجاعة منهم الشعيب واحلسن وطاووس وعطاء ومرسوق وغريـهم إىل أنها‬
‫حمكمة‪ ،‬وأن يف املال حقا سوى الزاكة‪ ،‬من فك األسري‪ ،‬وإطعام املضطر‪ ،‬واملواساة يف‬
‫العرسة‪ ،‬وصلة القرابة» رشح صحيح مسلم (‪.)71/7‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬يف املال حقوق سوى الزاكة‪ ،‬مثل صلة‬
‫الرحم من انلفقة الواجبة‪ ،‬ومحل العقل عن املعقول عنه واجب باإلمجاع‪ ،‬ومثل إطعام‬
‫اجلائع‪ ،‬وكسوة العاري‪ ،‬وحنو ذلك‪ ،‬فهو فرض كفاية‪ ،‬فمن غلب ظنه أن غريه ال يقوم‬
‫بذلك تعني عليه‪ .‬ومثل اإلعطاء يف انلوائب‪ ...،‬وقرى الضيف‪ ،‬فهو واجب بالسنة‬
‫الصحيحة» خمترص الفتاوى املرصية (ص‪.)277 :‬‬

‫َ‬
‫ج‪ :4‬قال ابن حزم ‪« :‬فرض ىلع األغنياء من أـهل لك بدل أن يقوموا‬
‫بفقرائهم‪ ،‬وجيربـهم السلطان ىلع ذلك‪ ،‬إن لم تقم الزكوات بهم‪ ،‬وال يف سائر أموال‬
‫املسلمني‪ ،‬فيقام هلم بما يأكلون من القوت اذلي ال بد منه‪ ،‬ومن اللباس للشتاء‬
‫ُّ‬
‫والصيف بمثل ذلك‪ ،‬وبمسكن يكنهم من املطر‪ ،‬والصيف‪ ،‬والشمس‪ ،‬وعيون‬
‫َ ْ ُ ْ َ َ َّ ُ َ ْ ْ َ َ ْ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يل}‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬‫الس‬ ‫آت ذا القرَب حقه وال ِمسكِني وابن‬ ‫املارة‪ ،‬برـهان ذلك قول اَّلل تعاىل‪{ :‬و ِ‬
‫ُْ ْ َ َ ََْ َ َ َْ َ‬ ‫ادليْن إ ْح َسانًا َ‬ ‫[اإلرساء‪ ]26 :‬وقال تعاىل‪َ { :‬وبال ْ َو ِ َ‬
‫ِني‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫ا‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ال‬‫و‬ ‫اَم‬ ‫ت‬‫اِل‬ ‫و‬ ‫َب‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ذ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫يل وما ملكت‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬‫الس‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫اب‬‫و‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫اجل‬ ‫ب‬ ‫ب‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ح‬ ‫ا‬ ‫الص‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫اجل‬ ‫ار‬
‫ِ‬ ‫اجل‬ ‫و‬ ‫َب‬‫ر‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫ِي‬
‫ذ‬ ‫ار‬
‫و ِ‬‫اجل‬
‫‪243‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬
‫اَّلل تعاىل ّ‬‫ك ْم} [النساء‪ .]36 :‬فأوجب َّ َ‬ ‫ََْ ُ ُ‬
‫حق املساكني‪ ،‬وابن السبيل‪ ،‬وما ملكت‬ ‫أيمان‬
‫حق ذي القريب‪ ،‬وافرتض اإلحسان إىل األبوين‪ ،‬وذي القريب‪ ،‬واملساكني‪،‬‬ ‫ايلمني‪ ،‬مع ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫واجلار‪ ،‬وما ملكت ايلمني‪ ،‬واإلحسان يقتيض لك ما ذكرنا‪ ،‬ومنعه إساءة بال شك‪.‬‬
‫ين ‪َ ،‬ولَ ْم نَكُ نُ ْط ِع ُم‬ ‫سقَ َر ‪َ ،‬قالُوا لَ ْم نَكُ ِم َن ا ْل ُم َ‬
‫ص ِل َ‬ ‫وقال تعاىل‪َ { :‬ما َ‬
‫سلَ َك ُك ْم ِفي َ‬
‫َّ‬
‫ين} [املدثر‪ ،]44 - 42 :‬فقرن اَّلل تعاىل إطعام املسكني بوجوب الصالة‪.‬‬ ‫ا ْل ِم ْ‬
‫س ِك َ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫الصحة أنه قال‪« :‬من ال‬ ‫وعن رسول اَّلل ‪ ‬من طرق كثرية يف اغية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫جائعا عريانا‬ ‫يرحم انلاس‪ ،‬ال يرمحه اَّلل» ومن اكن ىلع فضل‪ ،‬ورأى أخاه املسلم‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫ضائعا‪ ،‬فلم يُغثه‪ ،‬فما رمحه بال شك» املحىل (‪.)281/4‬‬
‫وقال ابن العريب ‪« :‬إذا وقع أداء الزاكة ونزلت بعد ذلك حاجة فإنه جيب‬
‫رصف املال إيلها باتفاق العلماء» أحاكم القرآن (‪.)88/1‬‬
‫وقال أبو حيان ‪« :‬أمجع املسلمون ىلع أنه إذا نزل باملسلمني حاجة ورضورة‬
‫بعد أداء الزاكة‪ ،‬فإنه جيب رصف املال إيلها» ابلحر املحيط (‪.)138/2‬‬

‫ج‪ :5‬قال اإلمام مالك‪« :‬األمر عندنا فيمن منع فريضة من فرائض اهلل تعاىل‬
‫ًّ‬
‫فلم يستطع املسلمون أخذـها منه اكن حقا عليهم جهاده» (‪ )1‬املوطأ (‪.)269/1‬‬

‫(‪ )1‬قال ابن بطال ‪« :‬مراده إذا أقر بوجوبها‪ ،‬ال خالف يف ذلك» رشح ابلخاري‬
‫(‪.)577/8‬‬
‫‪244‬‬
‫وقال ابن قدامة ‪« :‬أمجع املسلمون يف مجيع األعصار ىلع وجوبها‪ ،‬واتفق‬
‫الصحابة ىلع قتال مانعيها» املغين (‪.)572/2‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬أمجع علماء املسلمني ىلع أن لك طائفة ممتنعة‬
‫عن رشيعة من رشائع اإلسالم الظاـهرة املتواترة فإنه جيب قتاهلا‪ ،‬حىت يكون ادلين‬
‫لكه هلل» جمموع الفتاوى (‪ )468/28‬وبنحوه يف جمموع الفتاوى (‪.)308/28‬‬
‫وقال أيضا ‪« :‬لك طائفة ممتنعة عن الزتام رشيعة من رشائع اإلسالم الظاـهرة‬
‫َ‬
‫رشائعه‪ ،‬وإن اكنوا مع ذلك ناطقني بالشهادتني‬ ‫املتواترة؛ فإنه جيب قتاهلم حىت يلزتموا‬
‫وملزتمني بعض رشائعه‪ ،‬كما قاتل أبو بكر الصديق والصحابة ‪ ‬مانيع‬
‫الزاكة‪ .‬وىلع ذلك اتفق الفقهاء بعدـهم» جمموع الفتاوى (‪.)502/28‬‬
‫وقال ابن بطال ‪« :‬أمجع العلماء ىلع أن مانع الزاكة تؤخذ من ماهل ً‬
‫قهرا‪ ،‬وإن‬
‫يف أـهل الردة» رشح‬ ‫ً‬
‫اقتداء بأيب بكر الصديق‬ ‫نصب احلرب دونها قوتل‪،‬‬
‫ابلخاري (‪.)391/3‬‬
‫تتمة‪ :‬سئل اإلمام األبلاين ‪ :‬ـهل جيب ىلع احلاكم قتال مانيع الزاكة؟ فأجاب‪:‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫«إذا غلب ىلع ظنه االنتصار عليهم فعل» املوسوعة الفقهية (‪ )18/3‬للعوايشة‪.‬‬

‫ج‪ :6‬قال العثيمني ‪« :‬الصحيح أنه يعزر بما ورد يف حديث بهز بن حكيم عن‬
‫ً‬
‫أبيه عن جده أن انليب ‪ ‬قال فيمن منعها‪« :‬إنا آخذوها وشطر ماهل عزمة‬
‫من عزمات ربنا»‪.‬‬
‫‪245‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬
‫وال شك أن الرشع إذا عني ً‬
‫نوع من العقوبة ولو باتلعزير‪ ،‬فيه خري مما يفرضه‬
‫السلطان‪ ،‬فنأخذـها وشطر ماهل‪ .‬وشطر املال أي‪ :‬نصفه‪.‬‬
‫ً‬
‫عموما أو شطر ماهل اذلي منع منه زاكته؟‬ ‫ولكن ـهل ـهو شطر ماهل‬
‫اجلواب‪ :‬يف ـهذا قوالن للعلماء‪:‬‬
‫األول‪ :‬أننا نأخذ الزاكة ونصف ماهل اذلي منع زاكته‪.‬‬
‫اثلاين‪ :‬أننا نأخذ الزاكة ونصف ماهل لكه‪ .‬وانلص حمتمل‪.‬‬
‫ً‬
‫فإذا اكن حمتمال‪ ،‬فالظاـهر أننا نأخذ بأيرس االحتمالني؛ ألن ما زاد ىلع األيرس‬
‫فمشكوك فيه‪ ،‬واألصل احرتام مال املسلم‪ .‬ولكن إذا انهمك انلاس وتمردوا يف ذلك‬
‫ومنعوا الزاكة‪ ،‬ورأى ويل األمر أن يأخذ باالحتمال اآلخر فيأخذ الزاكة ونصف املال‬
‫لكه‪ ،‬فله ذلك» الرشح املمتع (‪.)201-200/6‬‬
‫قلت‪ :‬وقد أخذ بظاـهر ـهذا احلديث الشافيع يف القديم‪ ،‬وـهو قول إسحاق‪ ،‬واألوزايع‪،‬‬
‫واختاره ابن القيم‪ ،‬خالفا للجمهور‪.‬‬

‫ج‪ :7‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬إذا فرط اإلنسان ولم خيرج الزاكة حىت‬
‫مات فعىل الورثة اإلخراج عند أمحد والشافيع‪ ،‬وكذلك لك حق هلل‪ ،‬وعند غريـهما ال‬
‫جيب ىلع الورثة‪ ،‬مع أنه يعذب برتكه الزاكة» خمترص الفتاوى املرصية (ص‪.)277 :‬‬
‫َ‬
‫ويستدل ملا اختاره أمحد والشافيع بقول انليب ‪« :‬دين اهلل أحق أن‬
‫يقىض» وبأنه قد تعلق بها حق املستحقني هلا‪.‬‬
‫‪246‬‬

‫ج‪ :8‬قال ابن حزم ‪« :‬لو مات اذلي وجبت عليه الزاكة‪ .. ،‬فإنها من رأس‬
‫ُ‬
‫حق للغرماء وال للوصية وال للورثة حىت ت ْستَ ْوىف‬
‫أقر بها أو قامت عليه بينة‪ ،‬ال ّ‬
‫ماهل‪َّ ،‬‬

‫لكها؛ سواء يف ذلك العني واملاشية والزرع‪ .‬وـهو قول الشافيع وأيب سليمان وأصحابهما»‬
‫قلت وـهو قول احلنابلة كما يف منتىه اإلرادات (‪.)448/1‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬وقال بعض العلماء‪ :‬إنهما يتحاصان؛ ألن الك منهما‬
‫َّ‬
‫واجب يف ذمة امليت‪ ،‬فيتساويان فإن اكن عليه (‪ )100‬دينار و (‪ )100‬زاكة‪ ،‬وخلف (‪)100‬‬
‫فللزاكة (‪ )50‬ولدلين (‪ )50‬وـهو الراجح» الرشح املمتع (‪.)48/6‬‬

‫ج‪ :9‬قال العثيمني ‪« :‬جتب يف عني املال وهلا تعلق باذلمة‪ ،‬فاإلنسان يف‬
‫ذمته مطالب بها ويه واجبة يف املال‪ ،‬ولوال املال لم جتب الزاكة‪ ،‬فيه واجبة يف عني‬
‫املال‪ ،‬إال أن يستثىن من ذلك مسألة واحدة ويه العروض‪ ،‬فإن الزاكة ال جتب يف عينها‬
‫‪.‬‬
‫ولكن جتب يف قيمتها» الرشح املمتع (‪)46/6‬‬
‫قلت‪ :‬القول بأنها جتب يف اذلمة قول احلنابلة‪ ،‬خالفا للجمهور‪ ،‬ويرتتب عليه‬
‫سبعة أشياء‪ ،‬ذكرـها احلافظ ابن رجب ‪ ‬يف القواعد الفقهية (ص‪-370 :‬‬
‫‪ )374‬منها‪ :‬أنه ال تسقط الزاكة إذا ـهلك املال بعد وجوبه ألنه تعلق بذمة املالك‪ .‬وأن‬
‫من لم خيرج زاكة األربعني شاة بعد احلول األول‪ ،‬لزمه يف احلول اآلخر أن خيرج شاتني؛‬
‫ألن الشاة األوىل بقيت يف ذمته‪ ،‬ولزمه أن خيرج أخرى عن األربعني‪ .‬واجلمهور ىلع‬
‫العكس من ذلك‪.‬‬
‫‪247‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫ج‪ :10‬جتب الزاكة ببلوغ انلصاب‪ ،‬وحلول احلول‪ ،‬سواء تمكن من األداء‪ ،‬أو لم‬
‫يتمكن‪ ،‬قال ابن قدامة ‪« :‬وبهذا قال أبو حنيفة‪ ،‬وـهو أحد قويل الشافيع»‬
‫املغين (‪.)508/2‬‬
‫قال العالمة العثيمني ‪« :‬لكن ال جيب اإلخراج حىت يتمكن من األداء»‬
‫(‪)1‬‬
‫الرشح املمتع (‪.)45/6‬‬

‫ج‪ :11‬ذـهب أبو حنيفة‪ ،‬كما يف فتح القدير (‪ )164/2‬والشافيع يف قول‪ ،‬وأمحد‬
‫يف رواية عنه‪ ،‬اختارـها ابن تيمية‪ ،‬وـهو قول الظاـهرية‪ ،‬والليث‪ ،‬وقتادة‪ .‬أنه ال زاكة فيه‬
‫حىت حيول عليه احلول بعد قبضه هل‪ ،‬واختاره السعدي قائال‪« :‬ألن اهلل حبكمته رشع‬
‫الزاكة يف األموال انلامية املقدور عليها‪ ،‬وـهذه األموال املذكورة ال يقدر عليها‬
‫أصحابها‪ ،‬وال يه معدة للنماء» املختارات اجللية (ص‪.)75 :‬‬
‫وذـهب الشافعية يف األصح‪ ،‬واحلنابلة يف املذـهب كما يف اإلنصاف (‪،)22/3‬‬

‫(‪ )1‬واختار انلووي أن اتلمكن من األداء رشط ضمان ال وجوب‪ ،‬قال‪« :‬فإن اكن معه مخس‬
‫من اإلبل ـهلك منها واحدة بعد احلول وقبل إماكن األداء (فإن قلنا) إماكن األداء رشط يف الوجوب‬
‫سقطت الزاكة‪ ،‬ألنه نقص املال عن انلصاب قبل الوجوب‪ ،‬فصار كما لو ـهلك قبل احلول‪ ،‬وان قلنا‬
‫إنه ليس برشط يف اجلوب وإنما ـهو رشط يف الضمان‪ ،‬سقط من الفرض مخسه ووجب أربعة‬
‫أمخاسه» املجموع (‪.)374/5‬‬
‫‪248‬‬
‫واثلوري‪ ،‬وأبو عبيد‪ ،‬إىل أنه يزكيه إذا عد إيله عن لك سنة مضت؛ آلثار وردت يف‬
‫ذلك عن يلع (‪ )1‬وابن عباس وابن عمر (‪. )2‬‬
‫بينما ذـهب مالك كما يف املدونة (‪ )315/1‬وـهو قول احلسن‪ ،‬وعطاء‪ ،‬والليث‪.‬‬
‫إىل أنه يزكيه إذا قبضه لسنة واحدة‪ ،‬واحتجوا تلأخري الزاكة باآلثار اليت احتج بها‬
‫أصحاب القول اثلاين‪ .‬راجع جمموع الفتاوى (‪ )18/25‬ورسالة‪ :‬الزاكة يف العقار‬
‫(ص‪ )116-108 :‬وحاشية رؤوس املسائل اخلالفية ىلع مذـهب أيب عبد اهلل أمحد بن‬
‫حنبل (ص‪.)323 :‬‬
‫واهلل أعلم بالصواب‪ ،‬وإيله املرجع واملآب‪.‬‬

‫ج‪ :12‬من أـهل العلم من قال إذا ـهلك املال بما ال ينقصه عن انلصاب‪ ،‬فيجب‬

‫ّ‬
‫وصححه‬ ‫(‪ )1‬أخرج أبو عبيد يف األموال (‪ )1220‬وابن أيب شيبة يف املصنف (‪)390/2‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫األبلاين يف اإلرواء (‪ )785‬عن يلع ‪ ‬يف ادلين الظنون‪« :‬إن اكن صادقا فلزيكه إذا قبضه‬
‫ملا مىض»‬
‫فائدة‪ :‬الظنون‪ :‬ـهو اذلي ال يدري صاحبه أيصل إيله أم ال‪ .‬انلهاية البن األثري‪ .‬ويسىم أيضا‬
‫بالضمار‪ ،‬قال ابن عبد الرب ‪« :‬الضمار‪ :‬الغائب عن صاحبه اذلي ال يقدر ىلع أخذه‪ ،‬أو ال‬
‫يعرف موضعه وال يرجوه» االستذاكر (‪.)95/9‬‬
‫(‪ )2‬ضعفهما األبلاين يف اإلرواء (‪.)786‬‬
‫‪249‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬
‫(‪)1‬‬ ‫ً‬
‫عليه أن خيرج بدال عنها؛ ألنها صارت دينا يف ذمته‪.‬‬
‫وإذا ـهلك من املال بما ينقصه عن انلصاب؛ فذـهب أمحد ‪ :‬إىل أن الزاكة‬
‫جتب عليه يف ـهذه احلالة؛ ألنها استقرت يف ذمته عند ما حال عليها احلول‪.‬‬
‫وذـهب الشافيع ‪ :‬إىل أن الزاكة ال جتب عليه يف ـهذه احلال؛ ألنه صار يف‬
‫حكم الفقراء‪ ،‬واختاره ابن قدامة وشيخ اإلسالم رمحهما اهلل‪ .‬انتىه ملخصا من‪:‬‬
‫كتاب الزاكة اكمال ملحمد عبد املقصود‪.‬‬
‫ومن أـهل العلم من فصل يف ذلك‪ ،‬قال اإلمام ابن قدامة ‪« :‬والصحيح إن‬
‫شاء اهلل أن الزاكة تسقط بتلف املال إذا لم يفرط يف األداء» املغين (‪.)145/4‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬الصحيح يف ـهذه املسألة أنه إن تعدى أو فرط ضمن‪،‬‬
‫وإن لم يتعد ولم يفرط فال ضمان؛ ألن الزاكة بعد وجوبها أمانة عنده‪ ،‬واألمني إذا لم‬
‫يتعد ولم يفرط فال ضمان عليه» الرشح املمتع (‪.)46-45/6‬‬
‫قلت‪ :‬ما اختاره ابن قدامة والعثيمني ـهو قول يف مذـهب اإلمام أمحد‪ ،‬ولعله أعدل‬
‫األقوال يف ـهذه املسألة‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ج‪ :13‬من أـهل العلم من قال‪ :‬تسقط عنه مطلقا‪ ،‬ومنهم من قال ال تسقط مطلقا فرط‬
‫أو لم يفرط‪ ،‬وـهو القول اذلي نرصه ابن حزم يف املحىل (‪ )263/5‬قال‪« :‬وـهو قول‬

‫(‪ )1‬وـهذا ىلع القول بأن الزاكة جتب يف عني املال‪ ،‬وهلا تعلق باذلمة ‪-‬سوى عروض اتلجارة‪.-‬‬
‫‪250‬‬
‫األوزايع‪ ،‬وظاـهر قول الشافيع يف بعض أقواهل ‪ ...‬وروينا عن عطاء‪ :‬أنها جتزئ عنه»‬
‫واختاره األبلاين‪ .‬بناء ىلع أن الزاكة اكدلين متعلقة بذمة صاحبها حىت يؤديها إىل من‬
‫أوجب اهلل إيصاهلا إيله‪.‬‬
‫ْ‬
‫ومنهم من توسط اكبن قدامة ‪ ‬حيث قال بعد أن نقل بعض األقوال يف املسألة‪:‬‬
‫ّ‬
‫«والصحيح ‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬أن الزاكة تسقط بتلف املال؛ إذا لم يفرط يف األداء‪ ،‬ألنها‬
‫جتب ىلع سبيل املواساة‪ ،‬فال جتب ىلع وجه جيب أداؤـها مع عدم املال وفقر من جتب‬
‫حق يتعلق بالعني‪ ،‬فيسقط بتلفها من غري تفريط اكلوديعة‪ .‬واتلفريط‬ ‫عليه‪ ،‬وألنه ٌّ‬

‫أن يمكنه إخراجها فال خيرجها‪ ... ،‬وإن قلنا بوجوبها بعد تلف املال‪ ،‬فأمكن املالك‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫أداؤـها أداـها‪ ،‬وإال أنظر بها إىل ميرسته‪ ،‬وتمكنه من أدائها من غري مرضة عليه؛ ألنه‬
‫إذا لزم إنظاره بدين اآلديم املتعني‪ ،‬فبالزاكة اليت يه حق اهلل تعاىل أوىل» املغين‬
‫(‪.)509/2‬‬
‫واهلل أعلم بالصواب‪ ،‬وإيله املرجع واملآب‪.‬‬

‫ذكر أن رجال‬ ‫أن انليب‬ ‫ج‪ :14‬جاء يف الصحيحني من حديث أيب ـهريرة‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫تصدق ىلع غين‪ ،‬وىلع سارق‪ ،‬وىلع زانية دون أن يعلم بذلك‪ ،‬فأيت فقيل هل‪ :‬أما‬
‫ُ َ‬
‫صدقتك فقد قبلت‪ :‬أما الزانية فلعلها ت ستعفف بها عن زناـها‪ ،‬ولعل الغين يعترب‬
‫فينفق مما أعطاه اهلل‪ ،‬ولعل السارق يستعفف بها عن رسقته‪.‬‬
‫‪251‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫قلت‪ :‬اختلف العلماء يف فهم ـهذا احلديث؛ فمنهم من خصه بالصدقة دون الفريضة‪،‬‬
‫ُ‬
‫قال انلووي ‪« :‬ـهذا يف صدقة اتلطوع‪ ،‬وأما الزاكة فال جيزىء دفعها إىل غين»‬
‫رشح مسلم (‪)120/4‬‬
‫ويف فتاوى ابن الصالح (ص‪ )137 :‬عن قوم تزيوا بزي الفقر ـهل إذا أعطاـهم‬
‫اإلنسان من الزاكة تربأ ذمته؟ اجلواب‪« :‬ال حيل هلم ذلك‪ ،‬وال تربأ ذمة من دفع إيلهم‬
‫الزاكة»‪.‬‬
‫وـهذا القول نقله ابن قدامة عن الشافيع‪ ،‬وأيب يوسف‪ ،‬وأيب ثور‪ ،‬وابن املنذر‪.‬‬
‫واختاره العز بن عبد السالم يف قواعد األحاكم (‪)65/2‬‬
‫ومن أـهل العلم من قال‪ :‬ـهو شامل للفريضة؛ فمن تصدق ىلع غين يظنه فقريا أجزأه‬
‫ذلك‪ ،‬وـهذا القول نقله ابن قدامة يف املغين (‪ )498/2‬عن احلسن وأيب عبيد وأيب‬
‫حنيفة وأمحد يف رواية‪ .‬واختاره أبو العباس القرطيب‪ ،‬وابن باز‪ ،‬واألبلاين‪ ،‬والعثيمني‬
‫يف الرشح املمتع (‪.)256/6‬‬
‫واستدلوا أيضا ىلع اإلجزاء بما أخرجه أبو داود (‪ )1633‬عن عبيد اهلل بن عدي بن‬
‫اخليار قال أخربين رجالن أنهما أتيا انليب ‪ ‬وـهو يقسم الصدقة فسأاله‬
‫َّ‬
‫منها فرفع فينا ابلرص وخفضه فرآنا جدلين فقال‪« :‬إن شئتما أعطيتكما‪ ،‬وال حظ‬
‫مكتسب» قال ابن قدامة ‪« :‬ولو اعترب حقيقة الغىن ملا‬
‫ِ‬ ‫فيها لغين وال لقوي‬
‫اكتىف بقوهلم» املغين (‪.)120/4‬‬
‫‪252‬‬

‫عطى من سهم الفقراء واملساكني َغ ّ‬


‫ين‪ ،‬وال‬ ‫ج‪ :15‬قال ابن قدامة ‪« :‬ال يُ َ‬
‫َ‬
‫والغ ّ‬
‫ين‬ ‫خالف يف ـهذا بني أـهل العلم؛ وذلك ألن اهلل تعاىل جعلها للفقراء واملساكني‪،‬‬
‫غري داخل فيهم» املغين (‪.)275/2‬‬
‫وقال شيخنا الواديع ‪« :‬ال جيوز للرجل أن جيامل بصدقته‪ ،‬يعطيها ضابطا‬
‫من أجل إذا حدثت قضية يدافع عنه» من فقه الواديع (‪.)30/2‬‬

‫ج‪ :16‬قال علماء اللجنة ادلائمة‪« :‬ال جيوز لوكيل اجلمعية استثمار أموال الزاكة‪،‬‬
‫وإن الواجب رصفها يف مصارفها الرشعية املنصوص عليها بعد اتلثبت يف رصفها يف‬
‫املستحقني هلا؛ ألن املقصود منها سد حاجة الفقراء‪ ،‬وقضاء دين الغرماء؛ وألن‬
‫االستثمار قد يفوت ـهذه املصالح‪ ،‬أو يؤخرـها كثريا عن املستحقني»‪.‬‬
‫وقال العثيمني ‪« :‬وأما استثمارـها يف رشاء العقارات وشبهها فال أرى ذلك‬
‫ً‬
‫جائزا؛ ألن الواجب دفع حاجة الفقري املستحق اآلن‪ ،‬وأما الفقراء يف املستقبل‬
‫فأمرـهم إىل اهلل؛ لكن كوننا جنعلها يف عقارات لالستثمار ويه زاكة تدفع احلاجة‬
‫(‪)1‬‬
‫امللحة‪ ،‬أقول‪ :‬إن ـهذا حرام وال جيوز» لقاء ابلاب املفتوح‬

‫(‪ )1‬أضاف بعض املؤلفني يف ـهذه املسألة‪ :‬وألنه قد ينشأ عن االستثمار خسارة‪ ،‬فيضمن‬
‫‪253‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫ج‪ :17‬إن اكن من أحد األصناف األربعة املذكورة يف أول آية الزاكة‪ ،‬وـهم الفقراء‬
‫واملساكني والعاملني عليها واملؤلفة قلوبهم فله استثمارـها واتلرصف فيها كيف ما‬
‫شاء؛ ألنها صارت يف ملكه ملاك مطلقا كسائر أمالكه‪ ،‬وإن اكن من األربعة‬
‫األصناف ابلقية وـهم الرقاب والغارمني ويف سبيل اهلل وابن السبيل فليس هل اتلرصف‬
‫فيها يف غري ما أخذـها هل‪.‬‬
‫جاء يف كشاف القناع (‪« :)282/2‬قاعدة (املذـهب) كما ذكره املجد وتبعه يف‬
‫الفروع وغ ريه (أن من أخذ بسبب يستقر األخذ به‪ ،‬وـهو الفقر واملسكنة‪ ،‬والعمالة‬
‫واتلألف‪ ،‬رصفه فيما شاء كسائر ماهل)؛ ألن اهلل تعاىل أضاف إيلهم الزاكة فالالم امللك‪.‬‬
‫(وإن لم يستقر) األخذ بذلك السبب (رصفه) أي املأخوذ (فيما أخذه هل خاصة‪،‬‬
‫لعدم ثبوت ملكه عليه من لك وجه»‪.‬‬

‫ج‪ :18‬قال ابن القيم ‪« :‬قوهل ‪« :‬ال ُيمع بني متفرق وال يفرق‬

‫ً‬
‫أرباحا‬ ‫املالك ذلك‪ ،‬فيعجز عن اتلعويض‪ ،‬فيضيع حق الفقراء؛ وألن مال الزاكة املستثمر قد يَ ُد ُّر‬
‫فورا فهو أقطع‬ ‫طائلة‪ ،‬تصيب املزيك بالطمع‪ ،‬مما قد يؤدي لعدوهل عن إخراج الزاكة‪ ،‬أما إخراجها ً‬
‫للطمع‪ ،‬وأبعد عن اجلشع‪ .‬وقد اختار ـهذا القول ً‬
‫أيضا جممع الفقه اإلساليم يف اهلند يف ندوته‬
‫اثلاثلة عرشة ‪.‬‬
‫‪254‬‬
‫بني جمتمع خشية الصدقة» ٌّ‬
‫نص يف حتريم احليلة املفضية إىل إسقاط الزاكة أو تنقيصها‬
‫ً‬
‫بسبب اجلمع واتلفريق‪ ،‬فإذا باع بعض انلصاب قبل تمام احلول حتيال ىلع إسقاط‬
‫الزاكة فقد فرق بني املجتمع‪ ،‬فال تسقط الزاكة عنه بالفرار منها» أعالم املوقعني‬
‫(‪.)172/3‬‬
‫قال ابن قدامة ‪« :‬وألنه قصد إسقاط نصيب من انعقد سبب استحقاقه‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫فلم يسقط‪ ،‬كما لو طلّق امرأته يف مرض موته‪ ،‬وألنه ّ‬
‫لما قصد قصدا فاسدا اقتضت‬
‫احلكمة م عاقبته بنقيض قصده‪ ،‬كمن قتل مورثه الستعجال مرياثه عقبه الرشع‬
‫باحلرمان» املغين (‪.)504/2‬‬

‫ج‪ :19‬قال اإلمام ابن القيم ‪« :‬لم يكن من ـهديه ‪ ‬أن يبعث‬
‫َّ‬
‫سعاته إال إىل أـهل األموال الظاـهرة؛ من املوايش والزروع واثلمار» زاد املعاد (‪.)9/2‬‬
‫وقال الشيخ األبلاين ‪« :‬يف عهده ‪ ،‬ويف عهد السلف الصالح‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اكنت جت َمع زاكة الزروع واملوايش‪ ،‬وأما زاكة انلقدين فما اكنت جت َمع‪ ،‬وإنما اكن األمر‬
‫يُ َّ‬
‫فوض إىل الغين الواجب عليه الزاكة‪ ،‬فهو يوزع ما وجب عليه يف نقديه» أرشطة‬
‫متفرقة للشيخ األبلاين وذكر ـهذا ابن قدامة يف املغين (‪.)68/3‬‬

‫ج‪ :20‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬يربأ بدفع الزاكة إىل ويل األمر العادل؛‬
‫‪255‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫فإن اكن ظاملا ال يرصف الزاكة يف املصارف الرشعية؛ فينبيغ لصاحبها أال يدفعها إيله‪،‬‬
‫فإن حصل هل رضر بعدم دفعها إيله فإنها جتزئ عنه إذا أخذت منه بهذه احلالة‪ ،‬عند‬
‫(‪)1‬‬
‫االختيارات الفقهية (‪.)458/1‬‬ ‫أكرث العلماء»‬

‫ج‪ :21‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬ما يأخذه والة األمور بغري اسم الزاكة ال‬
‫يعتد به من الزاكة» جمموع الفتاوى (‪.)93/25‬‬
‫وقال ابن حجر اهليتيم‪« :‬ولقد شنع العلماء ىلع بعض اجلهال الزاعمني أن‬
‫ادلفع إىل املاكسني بنية الزاكة جيديهم‪ ،‬وأطالوا يف رد ـهذه املقالة وتسفيهها وأن قائلها‬
‫جاـهل ال يرجع إيله وال يعول عليه‪ ،‬فتأمل ذلك واعمل به تغنم إن شاء اهلل تعاىل»‬
‫الزواجر عن اقرتاف الكبائر (‪.)304/1‬‬
‫وقال ابن عبدين احلنيف‪« :‬قال يف الزبازية‪ :‬إذا نوى أن يكون املكس زاكة‬
‫فالصحيح أنه ال يقع من الزاكة‪ ،‬كذا قال اإلمام الرسخيس» حاشية ابن عبدين‬
‫(‪.)311/2‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وقال علماء اللجنة ادلائمة (‪« :)285/9‬ال جيوز أن حتتسب الرضائب اليت يدفعها‬
‫أصحاب األموال ىلع أمواهلم من زاكة ما جتب فيه الزاكة منها‪ ،‬بل جيب أن خيرج الزاكة‬

‫(‪ )1‬أخرج أبو عبيد يف األموال (‪ )1791‬بسند حسن عن أيب صالح قال‪ :‬سألت سعد بن‬
‫أيب وقاص‪ ،‬وأبا ـهريرة‪ ،‬وأبا سعيد اخلدري‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬فقلت‪« :‬إن ـهذا السلطان يصنع ما ترون‪،‬‬
‫أفأدفع زاكيت إيلهم؟» قال‪ :‬فقالوا لكهم‪« :‬ادفعها إيلهم»‪.‬‬
‫‪256‬‬
‫املفروضة‪ ،‬ويرصفها يف مصارفها الرشعية‪ ،‬اليت نص عليها سبحانه وتعاىل بقوهل‪:‬‬
‫َّ َ َّ َ َ ُ ْ ُ َ‬
‫{إِنما الصدقات ل ِلفق َراءِ} اآلية»‪.‬‬

‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫ج‪ :22‬قال ابن قدامة ‪« :‬إذا ادىع رب املال أنه ما حال احلول ىلع املال‪ ،‬أو‬
‫لم يتم انلصاب إال منذ شهر‪ ،‬أو أنه اكن يف يدي وديعة‪ ،‬وإنما اشرتيته من قريب‪ ،‬أو‬
‫قال‪ :‬بعته يف احلول‪ ،‬ثم اشرتيته‪ .‬أو رد يلع‪ ،‬وحنو ـهذا مما ينيف وجوب الزاكة‪ ،‬فالقول‬
‫قوهل من غري يمني‪ .‬قال أمحد يف رواية صالح‪ :‬ال يستحلف انلاس ىلع صدقاتهم‪.‬‬
‫فظاـهر ـهذا أنه ال يستحلف وجوبا وال استحبابا؛ وذلك ألن الزاكة عبادة‪ ،‬فالقول قول‬
‫من جتب عليه بغري يمني‪ ،‬اكلصالة والكفارات» املغين (‪.)470 /2‬‬

‫ج‪ :23‬قال شيخنا الواديع ‪« :‬ال جيوز؛ ألنها ليست حقك‪ ،‬يه حق‬
‫َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ ُ ُ ُ ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ َ َّ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ني عليها َوالمؤلف ِة قلوبهم}‬ ‫ِني َوالعا ِملِ‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫ا‬ ‫س‬ ‫مصارفها‪{ :‬إِنما الصدقات ل ِلفقراءِ والم‬
‫اآلية» الفواكه اجلنية (ص‪.)45 :‬‬

‫ج‪ : 24‬اتفق العلماء ىلع أن األفضل إخراج زاكة لك مال يف فقراء بدله؛ ألن أـهل‬
‫‪257‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫ابلدل أحق بالرب واإلحسان؛ ولغرس املحبة بني األغنياء والفقراء؛ وألن أطماعهم‬
‫تتعلق بما عند األغنياء يف بدلـهم من املال‪.‬‬
‫قال اإلمام أبو عبيد يف كتاب األموال (ص‪« :)710-609 :‬العلماء ايلوم جممعون‬
‫ىلع ـهذه اآلثار لكها أن أـهل لك بدل من ابلدلان‪ ،‬أو ماء من املياه‪ ،‬أحق بصدقتهم‪ ،‬ما‬
‫دام فيهم من ذوي احلاجة واحد فما فوق ذلك‪ ،‬وإن أىت ذلك ىلع مجيع صدقتها‪ ،‬حىت‬
‫يرجع السايع وال يشء معه منها‪ ،‬بذلك جاءت األحاديث مفرسة»‪.‬‬

‫ج‪ :25‬اختلف العلماء يف ذلك؟ (‪ )1‬فأجازه احلنابلة إىل دون مسافة القرص‪ )2(،‬ومنع‬
‫منه مالك إال أن يقع بأـهل بدل حاجة‪ ،‬فينقلها اإلمام إيلهم‪ ،‬ومنع منه الشافيع مطلقا‪،‬‬
‫وكرـهه األحناف إال أن ينقلها إىل قرابة هل حماويج‪ ،‬أو قوم ـهم أمس حاجة من أـهل‬
‫بدله‪.‬‬
‫وما اختاره احلنفية من جواز نقلها للمصلحة الرشعية ـهو ظاـهر اختيار ابلخاري‬
‫ُّ‬
‫فقد بوب يف صحيحه «باب أخذ الصدقة من األغنياء‪ ،‬وترد يف الفقراء حيث‬
‫اكنوا»‪.‬‬
‫وـهو ما اختاره شيخ اإلسالم ابن تيمية كما يف االختيارات الفقهية و جمموع‬

‫(‪ )1‬وـهذا إذا اكن يف بدل املزيك مستحقني هلا‪ ،‬وإال فال إشاكل يف جواز نقلها‪ ،‬قال شيخ‬
‫َ‬
‫اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬إذا لم يكن أـهل ابلدل مستحقني فتُنقل بال خالف» جمموع‬
‫الفتاوى (‪.)39/25‬‬
‫(‪ )2‬ذكر شيخ اإلسالم ابن تيمية والسعدي أن ـهذا اتلحديد ليس عليه ديلل‪.‬‬
‫‪258‬‬
‫الفتاوى (‪ )85/25‬والسعدي كما يف املختارات اجللية (ص‪ )79 :‬وابن باز وابن‬
‫عثيمني‪ ،‬وعليه فتوى اللجنة ادلائمة‪ ،‬وقد بينوا املصالح الرشعية اليت يسوغ نقل الزاكة‬
‫من أجلها فقالوا‪ « :‬ال مانع من ذلك يف أصح قويل العلماء إذا اكن نقل الزاكة من ابلدل‬
‫اذلي يقيم فيه صاحب املال ملصلحة رشعية‪ :‬كشدة الفقر‪ ،‬أو قرابة من تدفع إيله‬
‫الزاكة؛ وكونه طالب علم رشيع حيتاج إىل اإلعنة ىلع ذلك»‪.‬‬
‫ويف ادلر املختار مع رد املحتار (‪(« :)353 /2‬أو أحوج) أو أصلح أو أورع أو‬
‫أنفع للمسلمني»‪.‬‬
‫وسئل الشيخ األبلاين‪ ‬عن ديلل اجلواز فقال‪« :‬ادليلل عدم ورود ادليلل‬
‫املانع من انلقل» املوسوعة الفقهية (‪ )141/3‬للعوايشة‪.‬‬
‫َ‬
‫تتمة‪ :‬قال ابن قدامة ‪« :‬فإن خالف ونقلها أجزأته يف قول أكرث أـهل‬
‫العلم» املغين (‪.)501/2‬‬
‫ّ‬
‫واحلنبلية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫املالكية‪،‬‬ ‫ّ‬
‫األصح عند‬ ‫وقال اإلتيويب ‪« :‬لو خالف ونقل‪ ،‬أجزأ ىلع‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫األصح عند الشافعية إال إذا فقد املستحقون هلا» ذخرية العقىب‬ ‫وال جيزئ ىلع‬
‫(‪.)323-322/22‬‬

‫ج‪ :26‬قال ابن مفلح ‪ :‬وال جيوز أن يشرتي من الزاكة فرسا يكون حبيسا يف‬
‫اجلهاد‪ ،‬وال دارا أو ضيعة الرباط‪ ،‬أو يقفها ىلع الغزاة» الفروع (‪.)621/2‬‬
‫‪259‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫وقال الرحيباين ‪« :‬وال جيزئ من وجبت عليه زاكة (أن يشرتي منها فرسا‬
‫حيبسها) يف سبيل اهلل‪( ،‬أو) أن يشرتي منها (عقارا يقفه ىلع غزاة) لعدم اإليتاء‬
‫املأمور به» مطالب أويل انلىه (‪.)148/2‬‬

‫ج‪ :27‬قال انلووي ‪« :‬قال الغزايل‪ :‬إذا لم يكن يف يده إال مال حرام حمض‬
‫(‪ )1‬فال حج عليه وال زاكة‪ ،‬وال تلزمه كفارة مايلة‪ .‬فإن اكن مال شبهة فليس حبرام‬
‫حمض لزمه احلج إن أبقاه يف يده ألنه حمكوم بأنه ملكه وكذا ابلايق» املجموع‬
‫(‪.)353-352/9‬‬
‫وقال ابن عبدين احلنيف ‪« :‬لو اكن اخلبيث نصابا ال يلزمه الزاكة؛ ألن اللك‬
‫واجب اتلصدق عليه‪ ،‬فال يفيد إجياب اتلصدق ببعضه» حاشية ابن عبدين‬
‫(‪.)291/2‬‬
‫وعلل بعضهم أيضا بأن املال احلرام خبيث‪ ،‬وال يقبل اهلل إال الطيب‪ ،‬كما صح‬
‫ذلك عن انليب‪.‬‬

‫(‪ )1‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬احلرام نوعن‪ :‬حرام لوصفه اكمليتة وادلم وحلم‬
‫اخلزنير‪ ،‬واثلاين احلرام لكسبه‪ :‬اكملأخوذ غصبا أو بعقد فاسد» جمموع الفتاوى (‪.)320/29‬‬
‫‪260‬‬

‫ج‪ :28‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪« :‬األموال اليت بأيدي ـهؤالء األعراب‬
‫ُْ ْ‬
‫املتناـهبني إذا لم يع َرف هلا مالك معني فإنه خيرج زاكتها‪ ،‬فإنها إن اكنت ملاك ملن يه‬
‫يف يده اكنت زاكتها عليه‪ ،‬وإن لم تكن ملاك هل ومالكها جمهول ال يعرف‪ ،‬فإنه يتصدق‬
‫بها لكها‪ ،‬فإذا تصدق بقدر زاكتها اكن خريا من أال يتصدق بيشء منها‪ ،‬فإخراج قدر‬
‫الزاكة منها أحسن من ترك ذلك ىلع لك تقدير» جمموع الفتاوى (‪.)325/30‬‬

‫ج‪ :29‬قال العثيمني ‪« :‬ال حيل لك أن تأخذ هلم وـهم عندـهم ما يغنيهم؛ ألن‬
‫َ‬
‫الزاكة للفقراء واملساكني وليست لأليتام‪ ،‬وما أخذته مع وجود غناـهم جيب عليك أن‬
‫َّ‬
‫ترده إىل أصحابه إن كنت تعرفهم‪ ،‬وإن كنت ال تعرفهم فتصدق به بنية الزاكة عنهم‪،‬‬
‫ألنك أخذته بنية الزاكة منهم» فتاوى العثيمني (‪.)364/18‬‬

‫ج‪ :30‬قال ابن دقيق العيد ‪« :‬إن وجد الراكز يف أرض عمة حلريب‪ ،‬فهو كسائر‬
‫أموال احلريب إذا حصلت يف أيدي املسلمني‪ )1( ،‬وإذا وجد يف موات دار احلرب فهو‬

‫(‪ )1‬يعين إن حصل عليه املسلم خالل قتال الكفار فهو غنيمة‪ ،‬وإن حصل عليه بدون حرب‬
‫فهو يفء‪.‬‬
‫‪261‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫كموات دار اإلسالم عند الشافيع‪ ،‬للواجد أربعة أمخاسه» إحاكم األحاكم (ص‪:‬‬
‫‪.)260‬‬
‫قال أصحاب املوسوعة الفقهية الكويتية (‪« :)108-107/23‬وـهذا حممول عند‬
‫احلنفية والشافعية ىلع ما إذا دخل دار احلرب بغري أمان‪ .‬أما إذا دخل بأمان فال جيوز‬
‫هل أخذ الكزن ال بقتال وال بغريه‪.‬‬
‫وذـهب احلنابلة إىل أنه إن قدر عليه بنفسه فهو لواجده‪ ،‬حكمه حكم ما لو وجده يف‬
‫موات أرض املسلمني‪ ،‬ولم يفرق احلنابلة يف املوات بني ما يذب عنه وبني ما ال يذب‬
‫عنه؛ ألنه ليس ملوضعه مالك حمرتم‪ ،‬أشبه ما لو لم يعرف مالكه»‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ما اختاره احلنابلة أن من وجده يف أرض موات للكفار فهو لواجده مطلقا كما‬
‫لو وجده يف أرض موات للمسلمني‪ ،‬ـهو ما اختاره ابن حزم يف املحىل (‪)324/7‬‬
‫ونرصه‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ً‬
‫ج‪ :31‬قال العثيمني ‪« :‬إذا قال صاحب الزاكة‪ :‬خذ ـهذه األموال وأعطها فالنا‪،‬‬
‫ً‬
‫فال جيوز أن يعطيها غريه ولو اكن أفقر‪ .‬ولكنين أرتب ىلع ـهذا السؤال سؤاال آخر وـهو‪:‬‬
‫غنيا وصاحب الزاكة ال يدري عنه فهل جيوز دفعها هل؟‬‫لو اكن املعني ًّ‬
‫ً‬
‫اجلواب‪ :‬أنه ال جيوز‪ ،‬فإذا قال للوكيل‪ :‬خذ ـهذه ادلراـهم زاكة أعطها فالنا‪ .‬والوكيل‬
‫ً‬
‫يعلم أن فالنا غري مستحق‪ ،‬فال حيل هل أن يعطيه إياـها‪ ،‬ولكن عليه أن يقول‬
‫‪262‬‬
‫ً‬
‫لصاحب الزاكة‪ :‬إن فالنا ال حتل هل الزاكة‪ ،‬ويف ـهذا إحسان دلافع الزاكة‪ ،‬واملدفوعة إيله‪،‬‬
‫بمنعه من أخذ ما ليس هل‪ .‬واهلل املوفق» فتاوى العثيمني (‪.)433/18‬‬

‫ج‪ :32‬قال ابن قدامة ‪« :‬يستحب لإلنسان أن ييل تفرقة الزاكة بنفسه؛‬
‫يلكون ىلع يقني من وصوهلا إىل مستحقيها‪ ،‬سواء اكنت من األموال الظاـهرة أو‬
‫ابلاطنة‪ .‬قال اإلمام أمحد‪ :‬أعجب َّ‬
‫إيل أن خيرجها بنفسه‪ ،‬وإن دفعها إىل السلطان فهو‬
‫(‪)1‬‬
‫املغين (‪.)109/8‬‬ ‫جائز»‬
‫وقال شيخنا الواديع‪« :‬إن كنت تعرف الفقراء واملحاويج رصفتها‪ ،‬فإن لم‬
‫تكن تعرف ـهذا فال عليك أن تعطي من تثق به‪ ،‬ويرصفها يف مصارفها» الفواكه‬
‫اجلنية (ص‪.)45 :‬‬

‫ج‪ :33‬قال السعدي ‪« :‬الصحيح أنه إذا نوى املتصدق الزاكة‪ ،‬ودفعها للوكيل‪،‬‬
‫ُْ‬
‫للمع َطى أن ذلك جيزئ‪ ،‬ولو أن الوكيل لم ينو أنها زاكة‪ ،‬سواء تأخر‬ ‫ثم دفعها الوكيل‬

‫ً‬ ‫(‪ )1‬قال املرداوي‪« :‬وقيل‪ :‬جيب ُ‬


‫دفعها إىل اإلمام إن طلبها‪ ،‬وفاقا لألئمة اثلالثة»‬
‫اإلنصاف (‪.)119/3‬‬
‫‪263‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬
‫ُ‬
‫دفعها عن نية املتصدق أو قارنها» املختارات اجللية (ص‪.)79 :‬‬

‫ج‪ :34‬قال الشيخ ابن باز ‪« :‬إذا ولكت وكيال يف توزيع الزاكة فال مانع أن تعطيه‬
‫أجرة من غري الزاكة؛ ألن الواجب عليك توزيعها بني الفقراء بنفسك أو بوكيلك‬
‫اثلقة‪ ،‬وعليك أجرته من مالك ال من الزاكة» فتاوى ابن باز (‪.)259/14‬‬

‫ج‪ :35‬قال العثيمني ‪« :‬ال حيسبها من زاكة العام القادم؛ ألنه لم ينوـها عنه‪،‬‬
‫ولكن تكون صدقة تقربه إىل اهلل عز وجل‪ ،‬لقول انليب ‪« :‬إنما‬
‫األعمال بانليات‪ ،‬وإنما للك امرى ٍء ما نوى» فتاوى العثيمني (‪.)309/18‬‬

‫ج‪ :36‬ذـهب أمحد والشافيع ‪-‬خالفا ألصحاب الرأي‪ -‬إىل أنه جيوز هل األخذ من‬
‫الزاكة‪ ،‬قال ابن قدامة ‪« :‬ألنه ال يملك ما يغنيه‪ ،‬وال يقدر ىلع كسب ما‬
‫يكفيه‪ ،‬فجاز هل األخذ من الزاكة‪ ،‬كما لو اكن ما يملكه ال جتب فيه الزاكة؛ ألن الفقر‬
‫َ َ ُّ َ َّ ُ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ َ ُ َ‬
‫اء إِىل اهلل} أي‬ ‫عبارة عن احلاجة‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪{ :‬يا أيها انلاس أنتم الفقر‬
‫‪264‬‬
‫املحتاجون إيله» املغين (‪.)122-121/4‬‬

‫ج‪ :37‬قال الشيخ عبد العزيز السلمان ‪« :‬وحيرم ىلع الشخص رشاء زاكته‬
‫وصدقته‪ ،‬ولو اشرتاـها من غري من أخذـها‪ ،‬حلديث عمر‪« :‬ال تشرته‪ ،‬وال تعد ِف‬
‫صدقتك وإن أعطاكه بدرهم‪ ،‬فإن العائد ِف صدقته َكلعائد ِف قيئه» متفق‬
‫عليه» اتللخيصات جلل أحاكم الزاكة‬
‫قال احلافظ ابن حجر ‪« :‬محل اجلمهور ـهذا انليه يف صورة الرشاء ىلع‬
‫اتلزنيه‪ ،‬ومحله قوم ىلع اتلحريم‪ ،‬قال القرطيب وغريه‪ :‬وـهو الظاـهر» فتح ابلاري‬
‫(‪.)237/5‬‬
‫ّ‬
‫ألن ّ‬
‫انل ّ‬
‫يب‬ ‫قال اإلمام ابلخاري ‪« :‬وال بأس أن يشرتي صدقة غريه؛‬
‫ً‬
‫‪ ‬إنما نىه املتصدق خاصة عن الرشاء ولم ينه غريه»‪.‬‬

‫ج‪ :38‬قال شيخنا الواديع ‪« :‬ال جيوز رصف الزاكة ىلع اذلين جيلسون ىلع‬
‫القبور تلالوة القرآن؛ ألن ـهذا من اإلعنة ىلع ابلاطل‪ ،‬بل الواجب اإلنكار عليهم‪،‬‬
‫‪265‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫وطردـهم من عند املقابر؛ (‪ )1‬فإنهم قد اختذوـها مصدر رزق‪ ،‬ومصدر معيشة» من‬
‫فقه اإلمام الواديع (‪.)30/2‬‬

‫ج‪ :39‬قال اإلمام انلووي ‪« :‬قوهل «اكن انليب ‪ ‬إذا أتاه قوم‬
‫بصدقتهم قال امهلل صل عليهم فأتاه أيب أبو أويف بصدقته فقال امهلل صل ىلع آل أيب‬
‫َ ِّ َ َ ْ ْ‬
‫أويف» ـهذا ادلعء وـهو الصالة امتثال لقول اهلل عز وجل‪َ { :‬وصل علي ِهم} ومذـهبنا‬
‫املشهور ومذـهب العلماء اكفة أن ادلعء دلافع الزاكة سنة مستحبة ليس بواجب‪ ،‬وقال‬
‫أـهل الظاـهر ـهو واجب‪ ،‬وبه قال بعض أصحابنا‪ ،‬واعتمدوا األمر يف اآلية‪ ،‬قال‬
‫اجلمهور‪ :‬األمر يف حقنا للندب؛ ألن انليب ‪ ‬بعث معاذا وغريه ألخذ الزاكة‬
‫ولم يأمرـهم بادلعء ‪ ...‬واستحب الشافيع يف صفة ادلعء أن يقول‪ :‬آجرك اهلل فيما‬
‫أعطيت‪ ،‬وجعله لك طهورا‪ ،‬وبارك لك فيما أبقيت» رشح مسلم (‪.)185-184/7‬‬

‫(‪ )1‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪« :‬االستئجار ىلع اتلالوة لم يرخص فيه أحد من العلماء»‪.‬‬
‫جمموع الفتاوى (‪ )364/23‬وقال العالمة ابن أيب العز احلنيف ‪« :‬وأما استئجار قوم‬
‫يقرءون القرآن ويهدونه للميت! فهذا لم يفعله أحد من السلف وال أمر به أحد من أئمة ادلين‪،‬‬
‫وال رخص فيه‪ ،‬واالستئجار ىلع نفس اتلالوة غري جائز بال خالف‪ ،‬وإنما اختلفوا يف جواز‬
‫االستئجار ىلع اتلعليم وحنوه‪ ،‬مما فيه منفعة تصل إىل الغري‪ ،‬واثلواب ال يصل إىل امليت إال إذا اكن‬
‫العمل هلل‪ ،‬وـهذا لم يقع عبادة خالصة‪ ،‬فال يكون ثوابه ما يهدى إىل املوىت! وهلذا لم يقل أحد أنه‬
‫يكرتي من يصوم ويصيل ويهدي ثواب ذلك إىل امليت» رشح العقيدة الطحاوية (‪-672/2‬‬
‫‪.)673‬‬
‫‪266‬‬

‫ج‪ :40‬قال اإلمام ابن القيم ‪« :‬ثم إنه أوجبها مرة لك عم وجعل حول الزرع‬
‫واثلمار عند كماهلا واستوائها وـهذا أعدل ما يكون إذ وجوبها لك شهر أو لك مجعة‬
‫يرض بأرباب األموال ووجوبها يف العمر مرة مما يرض املساكني فلم يكن أعدل من‬
‫وجوبها لك عم مرة‪.‬‬

‫ثم إنه فاوت بني مقادير الواجب حبسب سيع أرباب األموال يف حتصيلها‪ ،‬وسهولة‬
‫ذلك ومشقته‪ ،‬فأوجب اخلمس فيما صادفه اإلنسان جمموع حمصال من األموال وـهو‬
‫الراكز‪ .‬ولم يعترب هل حوال‪ ،‬بل أوجب فيه اخلمس مىت ظفر به‪.‬‬
‫وأوجب نصفه وـهو العرش فيما اكنت مشقة حتصيله وتعبه ولكفته فوق ذلك‪ ،‬وذلك يف‬
‫اثلمار والزروع اليت يبارش حرث أرضها وسقيها وبذرـها‪ ،‬ويتوىل اهلل سقيها من عنده‬
‫بال لكفة من العبد‪ ،‬وال رشاء ماء‪ ،‬وال إثارة برئ ودوالب‪.‬‬
‫وأوجب نصف العرش فيما توىل العبد سقيه بالكفة وادلوايل وانلواضح وغريـها‪.‬‬
‫وأوجب نصف ذلك وـهو ربع العرش فيما اكن انلماء فيه موقوفا ىلع عمل متصل من‬
‫رب املال بالرضب يف األرض تارة‪ ،‬وباإلدارة تارة‪ ،‬وبالرتبص تارة‪ ،‬وال ريب أن لكفة‬
‫ـهذا أعظم من لكفة الزرع واثلمار» زاد املعاد (‪ )6-5/2‬وبنحوه يف جمموع‬
‫الفتاوى (‪ )8/25‬لشيخ اإلسالم‪ ،‬و اإلعالم بفوائد عمدة األحاكم (‪ )11/5‬البن‬
‫امللقن‪.‬‬
‫‪267‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬

‫ج‪ :41‬قال ابن قدامة ‪« :‬الفرق بني ما اعترب هل احلول وما لم يعترب هل‪ ،‬أن ما‬
‫اعترب هل احلول مرصد للنماء‪ ،‬فاملاشية مرصدة لدلر والنسل‪ ،‬وعروض اتلجارة مرصدة‬
‫للربح‪ ،‬وكذا األثمان‪ ،‬فاعترب هل احلول؛ فإنه مظنة انلماء‪ ،‬يلكون إخراج الزاكة من‬
‫الربح‪ ،‬فإن ه أسهل وأيرس‪ ،‬وألن الزاكة إنما وجبت مواساة‪ ،‬وألن الزاكة تتكرر يف ـهذه‬
‫األموال‪ ،‬فال بد هلا من ضابط‪ ،‬يك ال يفيض إىل تعاقب الوجوب يف الزمن الواحد مرات‪،‬‬
‫فينفد مال املالك‪.‬‬
‫أما الزروع واثلمار‪ ،‬فيه نماء يف نفسها‪ ،‬تتاكمل عند إخراج الزاكة منها‪ ،‬فتؤخذ الزاكة‬
‫منها حينئذ‪ ،‬ثم تعود يف انلقص ال يف انلماء؛ فال جتب فيها زاكة ثانية‪ ،‬لعدم إرصادـها‬
‫للنماء‪.‬‬
‫واخلارج من املعدن مستفاد خارج من األرض‪ ،‬بمزنلة الزرع واثلمر‪ ،‬إال أنه إن اكن‬
‫من جنس األثمان‪ ،‬ففيه الزاكة عند لك حول‪ ،‬ألنه مظنة للنماء‪ ،‬من حيث إن األثمان‬
‫قيم األموال‪ ،‬ورأس مال اتلجارات» املغين (‪.)467/2‬‬

‫َّ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ ُ ْ ُ َ‬
‫وها الْ ُف َق َر َ‬ ‫ْ ُُْ‬
‫اء‬ ‫ات فنِ ِعما ِِه وإِن ُتفوها وتؤت‬
‫ج‪ :42‬قال اهلل تعاىل‪{ :‬إِن تبدوا الصدق ِ‬
‫َ ُ َ َ ْ ٌ َ ُ ْ ُ َ ِّ َ ْ ُ ْ ْ َ ِّ َ ُ ْ‬
‫ري لكم َويكف ُر عنكم مِن سيئات ِكم} [ابلقرة‪.]271 :‬‬ ‫فهو خ‬
‫ّ‬
‫قال ابن كثري‪« :‬فيه داللة ىلع أن إرسار الصدقة أفضل من إظهارـها؛ ألنه‬
‫أبعد عن الرياء‪ ،‬إال أنه يرتتب ىلع اإلظهار مصلحة راجحة من اقتداء انلاس‪ ،‬فيكون‬
‫‪268‬‬
‫أفضل من ـهذه احليثية» تفسري ابن كثري (‪.)701/1‬‬
‫وقال ابن بطال ‪« :‬وال خالف بني أئمة العلم أن إعالن صدقة الفريضة‬
‫أفضل من إرسارـها‪ ،‬وأن إرسار صدقة انلافلة أفضل من إعالنها» رشح ابلخاري‬
‫(‪.)420/3‬‬
‫وقال احلافظ ابن حجر ‪« :‬نقل الطربي وغريه اإلمجاع ىلع أن اإلعالن يف‬
‫صدقة الفرض أفضل من اإلخفاء‪ ،‬وصدقة اتلطوع ىلع العكس من ذلك‪ ،‬وخالف‬
‫يزيد بن أيب حبيب‪ ،‬فقال‪ »... :‬فتح ابلاري (‪.)289/3‬‬

‫ج‪ :43‬قال أمحد بن عبد الرمحن بن قدامة ‪« :‬اعلم أن ىلع مريد الزاكة‬
‫وظائف‪:‬‬
‫األوىل ‪ :‬أن يفهم املراد من الزاكة‪ ،‬وـهو ثالثة أشياء‪ :‬ابتالء مديع حمبة اهلل تعاىل‬
‫بإخراج حمبوبه‪ ،‬واتلزنه عن صفة ابلخل املهلك‪ ،‬وشكر نعمة املال‪.‬‬
‫اثلانية‪ :‬اإلرسار بإخراجها‪ ،‬لكونه أبعد عن الرياء والسمعة‪ ،‬ويف اإلظهار إذالل‬
‫للفقري‪.‬‬
‫اثلاثلة ‪ :‬أن ال يفسدـها باملن واألذى‪ ،‬وذلك أن اإلنسان إذا رأى نفسه حمسنا إىل‬
‫ً‬
‫منعما عليه باإلعطاء‪ ،‬ربما حصل منه ذلك‪ ،‬ولو حقق انلظر لرأى أن الفقري‬ ‫الفقري‬
‫حمسن إيله بقبول حق اهلل اذلي ـهو طهر هل‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن يستصغر العطية‪ ،‬فإن املستعظم للفعل معجب به‪.‬‬
‫‪269‬‬ ‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وأحبه إيله‪ ،‬أما احلل فإن اهلل تعاىل طيب‬ ‫اخلامسة‪ :‬أن ينتيق من ماهل أحله وأجوده‬
‫َ َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ ْ ُ َ‬
‫ال يقبل إال طيبا‪ ،‬وأما األجود فقد قال اهلل تعاىل‪{ :‬وال تيمموا اخلبِيث مِنه تن ِفقون}‪.‬‬
‫َّ ُ ُّ َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ َّ َ َّ ُ ْ ُ‬
‫رب حىت تن ِفقوا مِما َتِبون} واكن ابن‬ ‫وأما أحبه إيله فلقوهل تعاىل‪{ :‬لن تنالوا ال ِ‬
‫عمر ‪ ‬إذا اشتد حبه ليشء من ماهل قربه هلل عز وجل‪.‬‬
‫السادسة‪ :‬أن يطلب لصدقته من تزكو به نفوسهم» خمترص منهاج القاصدين‬
‫(ص‪ )39-37 :‬باختصار‪.‬‬

‫ج‪ :44‬قال أمحد بن عبد الرمحن بن قدامة ‪« :‬ال بد أن يكون آخذ الزاكة‬
‫من األصناف اثلمانية‪ ،‬وعليه يف ذلك وظائف‪:‬‬
‫األوىل ‪ :‬أن يفهم أن اهلل تعاىل أوجب رصف الزاكة إيله يلكفيه ما أـهمه‪ ،‬وجيعل‬
‫ـهمه ـهما واحدا يف طلب رضا اهلل عز وجل‪.‬‬
‫اثلانية‪ :‬أن يشكر املعطي ويدعو هل ويثين عليه‪ ،‬ولكن ذلك بمقدار شكر‬
‫السبب‪ ،‬فإن من لم يشكر انلاس لم يشكر اهلل‪ ،‬كما ورد يف احلديث‪.‬‬
‫اثلاثلة ‪ :‬أن ينظر فيما يعطاه فإن لم يكن من حل لم يأخذه أصال‪ ،‬وإن اكن من‬
‫شبهة تورع عنه إال أن يضيق عليه األمر‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬أن يتوىق مواضع الشبه يف قدر ما يأخذ القدر املباح هل‪ ،‬وال يأخذ أكرث‬
‫من حاجته» خمترص منهاج القاصدين (ص‪.)34 :‬‬
‫كتبه‪ /‬أبو عمرو نور ادلين بن يلع بن عبد اهلل السديع يللة (‪ 15‬من شهر رجب‬
‫لعام ‪ )1442‬من اهلجرة انلبوية ىلع صاحبها الصالة والسالم‪.‬‬
‫‪270‬‬
‫وباهلل اتلوفيق‪ ،‬وصىل اهلل وسلم َ‬
‫وبارك ىلع نبينا حممد وىلع آهل وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫‪271‬‬ ‫املحتويات‬

‫ـهاملقدمة ‪5 ........................................................................‬‬
‫ابلاب األول‪ :‬تعريف الزاكة وواجباتها ورشوطها‪8 ................‬‬
‫‪8‬‬ ‫س‪ :1‬ما يه الزاكة؟‬
‫‪8‬‬ ‫س‪ :2‬مىت فرضت الزاكة؟‬
‫‪9‬‬ ‫س‪ :3‬ما يه احلكمة من فرض الزاكة؟‬
‫‪9‬‬ ‫س‪ :4‬ما مزنلة الزاكة يف رشيعة اإلسالم؟‬
‫‪9‬‬ ‫س‪ :5‬حكم من جحد وجوب الزاكة؟‬
‫‪10‬‬ ‫س‪ :6‬ـهل يكفر من منع الزاكة خبال مع اعرتافه بوجوبها؟‬
‫‪10‬‬ ‫س‪ :7‬ىلع من جتب الزاكة؟‬
‫‪11‬‬ ‫س‪ :8‬ماذا خرج باشرتاط امللكية يف الزاكة؟‬
‫‪12‬‬ ‫س‪ :9‬ـهل انلية رشط إلجزاء الزاكة؟‬
‫‪12‬‬ ‫س‪ :10‬ماذا يستثىن من اشرتاط انلية يف الزاكة؟‬
‫‪13‬‬ ‫س‪ :11‬ـهل جتب الزاكة يف مال الصيب واملجنون؟‬
‫‪14‬‬ ‫س‪ :12‬إن لم خيرج ويل الصيب واملجنون زاكتهما فماذا جيب عليهما؟‬
‫‪14‬‬ ‫س‪ :13‬ـهل جتب الزاكة يف مال ايلتيم؟‬
‫‪14‬‬ ‫س‪ :14‬ـهل جيوز صدقة اتلطوع من مال ايلتيم واملجنون؟‬
‫‪15‬‬ ‫س‪ :15‬ـهل جيب إخراج الزاكة ىلع الفور؟‬
‫‪15‬‬ ‫س‪ :16‬ما ـهو ادليلل ىلع وجوب إخراج الزاكة ىلع الفور؟‬
‫‪272‬‬
‫‪16‬‬ ‫س‪ :17‬ـهل جيوز تأخري الزاكة لعذر؟‬
‫‪16‬‬ ‫س‪ :18‬ـهل هل أن يقسط الزاكة ىلع الفقري واملسكني؟‬
‫س‪ :19‬حكم تقسيط الزاكة ىلع الفقري اذلي ال حيسن اتلرصف يف املال؟ ‪17‬‬
‫‪17‬‬ ‫س‪ :20‬ـهل للزاكة وقت معلوم مثال‪ :‬يف شهر رمضان؟‬
‫س‪ : 21‬إذا اكن موعد إخراج الزاكة ـهو شهر مجادى األوىل فهل نلا تأخريـها إىل‬
‫‪17‬‬ ‫شهر رمضان؟‬
‫‪18‬‬ ‫س‪ :22‬ـهل جيوز تعجيل الزاكة قبل وقتها؟‬
‫‪19‬‬ ‫س‪ :23‬عجل زاكة ماهل قبل بلوغ انلصاب فهل جيزئ عنه؟‬
‫‪19‬‬ ‫س‪ :24‬ما يه األصناف اليت جتب فيها الزاكة؟‬
‫‪19‬‬ ‫س‪ :25‬ماذا يشرتط لوجوب الزاكة يف األصناف الزكوية؟‬
‫‪20‬‬ ‫س‪ :26‬ما يه األصناف اليت يشرتط فيها حوالن احلول؟‬
‫‪20‬‬ ‫س‪ :27‬ما ـهو ادليلل ىلع اشرتاط احلول؟‬
‫‪21‬‬ ‫س‪ :28‬مىت يبدأ احلول؟‬
‫‪21‬‬ ‫س‪ :29‬ـهل جيوز اعتبار احلول بالسنة امليالدية؟‬
‫‪22‬‬ ‫س‪ :30‬ما ـهو الرضر يف توقيت إخراج الزاكة باألشهر امليالدية؟‬
‫س‪ :31‬رشكة اعتادت إخراج زاكتها بالسنة امليالدية فكيف يتم احلساب يف‬
‫‪22‬‬ ‫حقها؟‬
‫س‪ :32‬مضت سنوات وـهو جاـهل بوجوب الزاكة فهل جيب عليه اإلخراج عن‬
‫‪22‬‬ ‫تلك السنوات؟‬

‫ابلاب اثلاين‪ :‬زاكة انلقدين الفضة واذلـهب‪23 ......................‬‬


‫‪273‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪23‬‬ ‫س‪ :1‬ما ـهو ادليلل ىلع وجوب الزاكة يف اذلـهب والفضة؟‬
‫‪23‬‬ ‫س‪ :2‬ما املراد بالكزن اذلي ورد فيه الوعيد؟‬
‫‪24‬‬ ‫س‪ :3‬ما ـهو رشط زاكة انلقدين؟‬
‫‪24‬‬ ‫س‪ :4‬كم نصاب اذلـهب؟‬
‫‪25‬‬ ‫س‪ :5‬كم نصاب الفضة؟‬
‫‪26‬‬ ‫س‪ :6‬كم مقدار زاكة اذلـهب والفضة باجلرام؟‬
‫‪26‬‬ ‫س‪ :7‬إذا نقص انلصاب قليال فهل جتب فيه الزاكة؟‬
‫س‪ :8‬نقص املال عن انلصاب يف بعض احلول فهل يؤثر ذلك يف اعتبار احلول؟‬
‫‪27‬‬
‫‪27‬‬ ‫س‪ :9‬ـهل يضم اذلـهب إىل الفضة تلكميل انلصاب؟‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪28‬‬ ‫س‪ :10‬ـهل جي َمع ذـهب النساء يف ابليت وخي َر ُج عنه الزاكة؟‬
‫‪28‬‬ ‫س‪ :11‬أعطى بناته حليا جمموعه يبلغ انلصاب فهل يزيك عنه؟‬
‫‪28‬‬ ‫س‪ :12‬مىت جتب زاكة احليل باإلمجاع؟‬
‫‪29‬‬ ‫س‪ :13‬إذا اكن احليل معدا للكراء ال للبيع فهل جتب فيه الزاكة؟‬
‫س‪ : 14‬إذا اكن احليل اذلي بلغ انلصاب معدا لالستعمال فقط فهل جتب فيه‬
‫‪30‬‬ ‫الزاكة؟‬
‫‪31‬‬ ‫س‪ :15‬ما ـهو األحوط يف زاكة احليل اذلي ليس معدا للتجارة؟‬
‫‪32‬‬ ‫س‪ :16‬ـهل جيب ىلع الزوج أن يزيك حيل امرأته؟‬
‫‪32‬‬ ‫س‪ :17‬إذا لم يكن مع املرأة مال تزيك به عن حليها فماذا تصنع؟‬
‫‪32‬‬ ‫س‪ :18‬ـهل أخرج زاكة اذلـهب بسعر الرشاء أم بسعر ابليع؟‬
‫‪274‬‬
‫س‪ :19‬مضت عليها سنوات لم خترج زاكة اذلـهب فكيف تصنع حايلا‪ ،‬علما‬
‫‪33‬‬ ‫أن سعر اذلـهب خيتلف من عم إىل آخر؟‬
‫س‪ :20‬قرب وقت الزاكة فوـهب ذـهبه لزوجته ثم اسرتده منها بعد ذلك فهل‬
‫‪33‬‬ ‫تسقط عنه الزاكة؟‬
‫‪33‬‬ ‫س‪ :21‬ـهل يف اذلـهب املغشوش زاكة؟‬
‫‪34‬‬ ‫س‪ :22‬ـهل تقوم األوراق انلقدية مقام اذلـهب والفضة؟‬
‫‪35‬‬ ‫س‪ :23‬ماذا يرتتب ىلع قول من ال يرى الزاكة يف األوراق انلقدية؟‬
‫‪35‬‬ ‫س‪ :24‬مىت جتب الزاكة يف األوراق انلقدية؟‬
‫س‪ :25‬ـهل يؤخذ يف زاكة األوراق انلقدية وعروض اتلجارة بنصاب اذلـهب أم‬
‫‪35‬‬ ‫الفضة؟‬
‫‪36‬‬ ‫س‪ :26‬كيف أعرف مقدار ما يلع من زاكة انلقدين وعروض اتلجارة؟‬
‫‪36‬‬ ‫س‪ :27‬ـهل جتب الزاكة فيما سوى اذلـهب والفضة من اجلواـهر؟‬
‫‪37‬‬ ‫س‪ :28‬ما الفرق بني زاكة اذلـهب والفضة وزاكة غريـهما من اجلواـهر؟‬

‫ابلاب اثلالث‪ :‬زاكة املعدن والراكز‪38...................................‬‬


‫‪38‬‬ ‫س‪ :1‬ما ـهو املعدن وـهل فيه زاكة؟‬
‫‪38‬‬ ‫س‪ :2‬ـهل جتب الزاكة يف لك أنواع املعدن؟‬
‫‪39‬‬ ‫س‪ :3‬كم مقدار زاكة املعدن؟‬
‫‪39‬‬ ‫س‪ :4‬ـهل يشرتط احلول لزاكة املعدن؟‬
‫‪40‬‬ ‫س‪ :5‬ما ـهو الراكز؟‬
‫‪275‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪41‬‬ ‫س‪ :7‬كم مقدار زاكة الراكز؟‬


‫‪41‬‬ ‫س‪ :8‬ـهل يشرتط يف الراكز بلوغ انلصاب وحوالن احلول؟‬
‫‪41‬‬ ‫س‪ :9‬ما الفرق بني املعدن والراكز؟‬
‫‪42‬‬ ‫س‪ :10‬ملاذا يشرتط يف املعدن بلوغ انلصاب وال يشرتط ذلك يف الراكز؟‬
‫‪42‬‬ ‫س‪ :11‬ما ـهو مرصف الراكز؟‬
‫س‪ :12‬وجد كزنا مدفونا يف األرض ليس عليه عالمات اجلاـهلية فما ـهو‬
‫‪43‬‬ ‫احلكم الرشيع يف ذلك؟‬
‫س‪ :13‬حكم استخدام الطالسم الستحضار الشياطني من أجل استخراج‬
‫‪43‬‬ ‫الكزن؟‬
‫‪44‬‬ ‫س‪ :14‬وجد راكزا يف أرض غريه فهل يكون هل أم لصاحب األرض؟‬
‫‪44‬‬ ‫س‪ :15‬ـهل يلزم من وجد راكزا أن يسلمه للسلطان؟‬
‫‪45‬‬ ‫س‪ :16‬ـهل فيما يستخرج من ابلحر زاكة؟‬

‫ابلاب الرابع‪ :‬أحاكم زاكة ادلين ‪46 .......................................‬‬


‫س‪ :1‬حال عليه احلول وعليه دين ينقص انلصاب فهل جتب عليه الزاكة؟ ‪46‬‬
‫س‪ : 2‬عندي مال دينا عند آخرين فهل أزيك عنه‪ ،‬وـهل يزيك عنه من ـهو دين‬
‫‪47‬‬ ‫عنده؟‬
‫‪47‬‬ ‫س‪ :3‬عندي دين ىلع ميلء باذل فهل يلزمين أن أزكيه لك عم؟‬
‫س‪ :4‬عندي دين ىلع رجل معرس فهل يلزمين تزكيته عند قبضه أم حىت حيول‬
‫‪48‬‬ ‫عليه احلول بعد قبضه؟‬
‫‪276‬‬
‫‪49‬‬ ‫س‪ :5‬إذا ماطل الغين فهل تسقط الزاكة عن مايل اذلي عنده؟‬
‫‪49‬‬ ‫س‪ :6‬ـهل يف مهر املرأة املؤخر عند زوجها زاكة؟‬
‫‪50‬‬ ‫س‪ :7‬عندي دين عند فقري فهل يل أن أسقطه عنه من الزاكة؟‬
‫‪50‬‬ ‫س‪ :8‬أعطاه زاكة برشط أن يقضيه بها دينه اذلي هل عنده؟‬

‫ابلاب اخلامس‪ :‬زاكة عروض اتلجارة ‪52 ..............................‬‬


‫‪52‬‬ ‫س‪ :1‬ما يه عروض اتلجارة؟‬
‫‪52‬‬ ‫س‪ :2‬ما ـهو ادليلل ىلع وجوب الزاكة يف عروض اتلجارة؟‬
‫س‪ :3‬ما يه حجة ابن حزم يف نيف زاكة عروض اتلجارة وما ـهو الرد عليها؟‬
‫‪55‬‬
‫‪55‬‬ ‫س‪ :4‬ما ـهو رشط وجوب الزاكة يف عروض اتلجارة؟‬
‫‪57‬‬ ‫س‪ :5‬كم مقدار زاكة عروض اتلجارة؟‬
‫‪57‬‬ ‫س‪ :6‬ـهل يزيك الربح مع األصل ولو لم يتم احلول ىلع الربح؟‬
‫س‪ :7‬ـهل العربة بقيمة السلعة عند وجوب الزاكة‪ ،‬بسعر اجلملة أم بسعر‬
‫‪58‬‬ ‫اتلجزئة؟‬
‫س‪ : 8‬عنده ذـهب أو فضة لم يبلغ انلصاب فهل يضمه إىل عروض اتلجارة‬
‫‪58‬‬ ‫ويزيك عن اجلميع؟‬
‫س‪ :9‬استبدل عروض اتلجارة بذـهب أو فضة فهل يستأنف احلول من وقت‬
‫‪59‬‬ ‫االستبدال؟‬
‫س‪ :10‬استبدل صنفا مما يشرتط فيه احلول جبنسه كذـهب بذـهب فهل يستأنف‬
‫‪277‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪60‬‬ ‫احلول؟‬
‫س‪ :11‬اشرتى شيئا حلاجته اخلاصة‪ ،‬ثم نواه للتجارة‪ ،‬فهل جتب فيه الزاكة؟ ‪60‬‬
‫‪61‬‬ ‫س‪ :12‬اشرتى شيئا للتجارة ثم نواه لالقتناء فهل يزيك عنه؟‬
‫س‪ : 13‬دفعت ماال لرشاء بعض السلع اليت لم يأت وقت تسليمها فهل أزيك‬
‫‪61‬‬ ‫عنها؟‬
‫‪62‬‬ ‫س‪ :14‬عنده سيارة أجرة يتعيش عليها فهل فيها زاكة؟‬
‫‪62‬‬ ‫س‪ :15‬ـهل يف املال املقتىن زاكة؟‬
‫‪63‬‬ ‫س‪ :16‬ماذا يستثىن من عدم وجوب الزاكة يف مال القنية؟‬
‫س‪ :17‬عندي سلع اكسدة يمر عليها سنون دون بيع هلا فهل جتب فيها الزاكة؟‬
‫‪64‬‬
‫‪64‬‬ ‫س‪ :18‬ـهل جيوز إخراج الزاكة من عروض اتلجارة بدال عن انلقود؟‬
‫‪65‬‬ ‫س‪ :19‬كيفية زاكة املضاربة؟‬
‫س‪ : 20‬ـهل زاكة ربح العامل يف مال املضاربة ىلع العامل أم ىلع صاحب رأس‬
‫‪66‬‬ ‫املال؟‬
‫‪66‬‬ ‫س‪ :21‬ما يه كيفية زاكة األسهم؟‬
‫س‪ : 22‬إذا اكنت الرشكة اليت ساـهمت معها ال تعطيين مايل مىت طلبته فهل‬
‫‪67‬‬ ‫أزيك عنه؟‬
‫‪67‬‬ ‫س‪ :23‬ـهل زاكة األسهم ىلع الرشكة أم ىلع املساـهمني؟‬
‫‪67‬‬ ‫س‪ :24‬كيف خترج الرشكة زاكة املساـهمني؟‬
‫س‪ :25‬ـهل زاكة األسهم باعتبار القيمة الرسمية للسهم أم باعتبار قيمته يف‬
‫‪278‬‬
‫‪68‬‬ ‫السوق؟‬
‫‪68‬‬ ‫س‪ :26‬باع سهمه يف أثناء احلول فهل يستأنف به حوال جديدا؟‬

‫ابلاب السادس‪ :‬زاكة األموال املدخرة واملستفادة والرواتب‬


‫والوقف وما أشبه ذلك ‪69 ......................................................‬‬
‫س‪ : 1‬حصل ىلع مال يبلغ انلصاب من إرث أو غريه فهل يزكيه عند قبضه أم‬
‫‪69‬‬ ‫يستأنف به حوال جديدا؟‬
‫س‪ :2‬استفاد ماال أثناء احلول فهل يستأنف هل حوال جديدا أم يزكيه مع حول‬
‫‪69‬‬ ‫األصل؟‬
‫‪70‬‬ ‫س‪ :3‬ـهل يف العسل زاكة؟‬
‫‪71‬‬ ‫س‪ :4‬ـهل يف األموال املوقوفة زاكة؟‬
‫‪71‬‬ ‫س‪ :5‬ـهل يف املال املدخر للزواج زاكة؟‬
‫‪72‬‬ ‫س‪ :6‬ـهل يف املال املدخر بلناء مسجد زاكة؟‬
‫‪72‬‬ ‫س‪ :7‬ـهل يف األموال املجموعة ملساعدة من وقع عليه رضر زاكة؟‬
‫‪72‬‬ ‫س‪ :8‬ـهل يف املال املرـهون زاكة؟‬
‫‪73‬‬ ‫س‪ :9‬كيف أخرج زاكة الراتب؟‬
‫‪73‬‬ ‫س‪ :10‬ـهل يف احلساب اجلاري زاكة؟‬
‫‪74‬‬ ‫س‪ :11‬ما يه كيفية زاكة السندات؟‬
‫‪75‬‬ ‫س‪ :12‬ما يه كيفية زاكة ماكفأة اخلدمة؟‬

‫ابلاب السابع‪ :‬زاكة العقارات ‪76..........................................‬‬


‫‪279‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪76‬‬ ‫س‪ :1‬ما ـهو ادليلل ىلع زاكة العقارات املعدة للبيع والرشاء؟‬
‫‪76‬‬ ‫س‪ :2‬مىت يزيك عن السهم العقاري اكمال ومىت يزيك عن رحبه فقط؟‬
‫س‪ : 3‬عنده عقارات أعدـها للتأجري فهل عليه زاكة فيها أم يف أجرتها فقط؟‬
‫‪77‬‬
‫س‪ :4‬عنده قطعة أرض للتجارة ال تبلغ انلصاب بمفردـها فهل يزيك عنها؟ ‪77‬‬
‫‪78‬‬ ‫س‪ :5‬حكم أخذ الزاكة ىلع قيمة العقارات املعدة للتأجري فقط؟‬
‫‪78‬‬ ‫س‪ :6‬ـهل أزيك العقار بسعر الرشاء أم بسعره عند تمام احلول؟‬
‫‪79‬‬ ‫س‪ :7‬مىت يبدأ حول العقار املعد للبيع وكم مقدار زاكته؟‬
‫س‪ :8‬عنده مال يبلغ انلصاب فاشرتى به عقارا للبيع فمن مىت يبدأ احلول؟‬
‫‪79‬‬
‫س‪ :9‬يمتلك عقارات يؤجرـها‪ ،‬ومىت حصل ىلع سعر مناسب باعها‪ ،‬فهل يزيك‬
‫‪80‬‬ ‫ىلع األجرة فقط‪ ،‬أم ىلع قيمة العقارات؟‬
‫س‪ :10‬عندي أرض منذ سنوات ويف نييت أن أبيعها عند تيرس أمر الزواج فهل‬
‫‪81‬‬ ‫أزيك عنها؟‬
‫س‪ :11‬عنده عقارات قيد ابلناء يلبيعها بعد ذلك فهل يزيك عنها لك عم أم‬
‫‪81‬‬ ‫بعد اكتمال بنائها؟‬
‫‪82‬‬ ‫س‪ :12‬إذا باع العقار اتلجاري فهل يستأنف هل حوال من تاريخ بيعه؟‬
‫‪82‬‬ ‫س‪ :13‬عنده عمارة لإلجيار ثم عرضها للبيع فكيف يزيك عنها؟‬
‫س‪ :14‬اشرتى أرضا أو دارا للقنية ناويا إن أعطي فيها رحبا أن يبيعها وإال‬
‫‪83‬‬ ‫أبقاـها للقنية فهل يزيك عنها؟‬
‫‪280‬‬
‫س‪ :15‬عندي أرض نويتها للتجارة ثم غريت انلية إىل السكىن فهل أزيك عنها؟‬
‫‪84‬‬
‫س‪ : 16‬اشرتى عقارا ينتظر به انلفاق يف األسواق فهل يزيك عنه لك عم أم إذا‬
‫‪84‬‬ ‫باعه فقط؟‬
‫س‪ :17‬عندي أرض اكسدة معروضة للبيع منذ سنوات لم يشرتـها أحد فهل‬
‫‪85‬‬ ‫يلع فيها زاكة؟‬
‫س‪ 18:‬عندي أرض اكسدة ال أقدر ىلع دفع زاكتها حايلا فكيف أصنع؟ ‪86‬‬
‫‪87‬‬ ‫س‪ :19‬عندي دار وأنا مرتدد بني تأجريـها أو بيعها فهل أزيك عنها؟‬
‫س‪ :20‬اشرتيت أرضا ناويا أن أبيع بعضها يف املستقبل ألبين به ابلعض اآلخر‪،‬‬
‫‪87‬‬ ‫فهل يلع فيها زاكة؟‬
‫س‪ : 21‬أمتلك أرضا ال أستفيد منها حايلا وأتركها لوقت احلاجة فهل أزيك‬
‫‪88‬‬ ‫عنها؟‬
‫س‪ :22‬اشرتى أرضا يلحفظ دراـهمه من الضياع‪ ،‬أو جيعلها حلاجته إن‬
‫‪88‬‬ ‫احتاجها باعها فهل يزيك عنها؟‬
‫‪89‬‬ ‫س‪ :23‬ما ـهو رشط جواز ترصف املزيك يف ماهل قبل حلول احلول؟‬
‫س‪ :24‬أكرث من رشاء العقار أو غري انلية من ابليع إىل القنية أو استبدل العقار‬
‫‪89‬‬ ‫بصنف آخر من األموال فرارا من الزاكة فهل تسقط عنه؟‬
‫س‪ :25‬ساـهم يف عقار بمال لغرض الربح ولم يزك عنه لعدة سنوات فكيف‬
‫‪90‬‬ ‫خيرج زاكته حايلا؟‬
‫‪91‬‬ ‫س‪ :26‬مىت جيب إخراج الزاكة ىلع املشرتكني يف العقار؟‬
‫‪281‬‬ ‫املحتويات‬

‫س‪ : 27‬اشرتيت شقة للمتاجرة بها ويلع من ادلين ما يعادل قيمتها فهل يلع‬
‫‪91‬‬ ‫فيها زاكة؟‬
‫س‪ :28‬يل مزرعة حتولت إىل خمطط سكين‪ ،‬ولكما بعت منها قطعة سقت زاكتها‪،‬‬
‫‪92‬‬ ‫فهل فعيل صحيح؟‬
‫‪92‬‬ ‫س‪ :29‬عنده أرض زراعية نوى بيعها للمتاجرة بها؟‬
‫س‪ :30‬عندي أرض بلغ قيمتها العام املايض سبعة ماليني‪ ،‬ويف ـهذا العام نزل‬
‫‪92‬‬ ‫سعرـها إىل ثالثة ماليني فكم أزيك عنها؟‬
‫ً‬
‫س‪ :31‬اشرتى أرضا يك يبين عليها مزنال‪ ،‬وبعد فرتة قرر أن يبيعها فهل عليها‬
‫‪93‬‬ ‫زاكة؟‬
‫س‪ :32‬عنده عقار معد للبيع لكنه ال يقدر ىلع بيعه بسبب بعض املشالك فهل‬
‫‪93‬‬ ‫يزيك عنه؟‬
‫س‪ :33‬دلي قطعة أرض منحة من ادلولة‪ ،‬هلا عندي مخس سنوات فهل أزيك‬
‫‪94‬‬ ‫عنها؟‬
‫ً‬
‫س‪ :34‬اشرتى أرضا للتجارة‪ ،‬لكنه لم يستلم الصك يف إثبات بيعها فهل عليها‬
‫‪94‬‬ ‫زاكة؟‬
‫س‪ : 35‬عندي عقار معروض للبيع وليس عند املكتب العقاري فهل أزيك‬
‫‪95‬‬ ‫عنه؟‬

‫ابلاب اثلامن‪ :‬زاكة احلبوب واثلمار ‪96 .................................‬‬


‫‪96‬‬ ‫س‪ :1‬ما ـهو ادليلل ىلع زاكة احلبوب واثلمار؟‬
‫‪282‬‬
‫‪96‬‬ ‫س‪ :2‬ما يه احلبوب واثلمار اليت جتب فيها الزاكة؟‬
‫س‪ :3‬ـهل يقاس ىلع احلبوب واثلمار املنصوص عليها يف احلديث غريـها؟ ‪98‬‬
‫‪101‬‬ ‫س‪ :4‬ـهل يف اخلضار والفواكه زاكة؟‬
‫‪102‬‬ ‫س‪ :5‬مىت جتب الزاكة يف الفواكه واخلرضوات؟‬
‫‪102‬‬ ‫س‪ :6‬ـهل يف اتلني زاكة؟‬
‫‪103‬‬ ‫س‪ :7‬ـهل يف الزيتون زاكة؟‬
‫‪103‬‬ ‫س‪ :8‬ـهل يشرتط احلول لزاكة احلبوب واثلمار؟‬
‫‪104‬‬ ‫س‪ :9‬من ماذا خترج زاكة اثلمار واحلبوب؟‬
‫س‪ :10‬إذا أخرج زاكة اتلمر رطبا‪ ،‬أو زاكة الزبيب عنبا‪ ،‬فهل جيزئه ذلك؟ ‪104‬‬
‫س‪ :11‬ـهل جتب الزاكة يف العنب اذلي ال يصري زبيبا إذا يبس‪ ،‬وـهل خترج زاكته‬
‫‪105‬‬ ‫من جنسه؟‬
‫س‪ : 12‬إذا بلغ العنب أكرث من مخسة أوسق لكنه إذا يبس نقص عنها فهل‬
‫‪105‬‬ ‫جتب فيه الزاكة؟‬
‫‪106‬‬ ‫س‪ :13‬ما ـهو وقت وجوب الزاكة يف احلبوب واثلمار؟‬
‫س‪ : 14‬ما ـهو ادليلل ىلع اشرتاط بدو صالح اثلمرة واشتداد احلب لوجوب‬
‫‪106‬‬ ‫الزاكة فيهما؟‬
‫‪107‬‬ ‫س‪ :15‬ـهل يشرتط لوجوب الزاكة بدو الصالح يف مجيع اثلمرة؟‬
‫س‪ :16‬ماذا يرتتب ىلع تقييد وجوب زاكة احلبوب باشتداد احلب وبدو صالح‬
‫‪108‬‬ ‫اثلمرة؟‬
‫‪108‬‬ ‫س‪ :17‬ـهل جيوز تعجيل زاكة احلبوب قبل بدو صالحها؟‬
‫‪283‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪109‬‬ ‫س‪ :18‬ـهل تضم اثلمار إىل بعضها تلكميل انلصاب؟‬


‫‪109‬‬ ‫س‪ :19‬ـهل تضم احلبوب إىل بعضها يف تكميل انلصاب؟‬
‫س‪ :20‬ـهل تضم أنواع اجلنس الواحد كأنواع اتلمر مثال إىل بعضه يف تكميل‬
‫‪109‬‬ ‫انلصاب؟‬
‫‪110‬‬ ‫س‪ :21‬ـهل يضم زرع العام الواحد إىل بعضه إلخراج الزاكة عنه؟‬
‫‪110‬‬ ‫س‪ :22‬ـهل تضم ثمرة العام الواحد إىل بعضها إلخراج الزاكة عنها؟‬
‫‪111‬‬ ‫س‪ :23‬كم مقدار نصاب احلبوب؟‬
‫‪112‬‬ ‫س‪ :24‬ـهل يف األوقاص يف اثلمر زاكة؟‬
‫‪112‬‬ ‫س‪ :25‬كم مقدار الوسق والصاع؟‬
‫‪112‬‬ ‫س‪ :26‬كم تقدير الصاع بالكيلو؟‬
‫‪113‬‬ ‫س‪ :27‬ـهل خترج زاكة احلبوب واثلمار بالكيل أم بالوزن؟‬
‫س‪ :28‬نقص الوسق قليال عن الستني صاع فهل تسقط زاكته بسبب ذلك؟‬
‫‪113‬‬
‫‪114‬‬ ‫س‪ :29‬كم مقدار املخرج من احلبوب واثلمار إذا بلغت انلصاب؟‬
‫‪114‬‬ ‫س‪ :30‬ماذا يشمل السيق بغري مؤونة؟‬
‫س‪ :31‬إن سيق نصف السنة بكلفة‪ ،‬ونصفها بغري لكفة‪ ،‬فكم جتب فيه من‬
‫‪115‬‬ ‫الزاكة؟‬
‫س‪ :32‬إن سىق بإحدى الطريقتني أكرث من األخرى‪ ،‬أو جهل أيهما أغلب من‬
‫‪115‬‬ ‫اآلخر‪ ،‬فكم مقدار الواجب فيه من الزاكة؟‬
‫س‪ :33‬اشرتى أرضا زراعية للتجارة بها وبلغت ثمرتها انلصاب فهل يزكيها‬
‫‪284‬‬
‫‪116‬‬ ‫زاكة الزروع أم زاكة اتلجارة؟‬
‫‪117‬‬ ‫س‪ :34‬ـهل خيرج من اجليد فقط أم من اجليد والرديء؟‬
‫‪117‬‬ ‫س‪ :35‬ماذا يصنع من اكن لك ماهل رديئا؟‬
‫‪118‬‬ ‫س‪ :36‬ـهل جيوز إخراج زاكة اثلمار نقدا بدال عن احلبوب؟‬
‫‪118‬‬ ‫س‪ :37‬ـهل يزيك صاحب اثلمرة ىلع ما أكله أو تصدق به؟‬
‫‪119‬‬ ‫س‪ :38‬إذا تلف احلب أو اثلمرة فهل تسقط الزاكة عن صاحبه؟‬
‫س‪ :39‬اتفق مع صاحبه ىلع العناية باثلمرة وإصالحها واملال بينهما نصفني‬
‫‪120‬‬ ‫فعىل من جتب الزاكة؟‬
‫‪121‬‬ ‫س‪ :40‬استأجرت أرضا ألزرعها فعىل من جتب زاكتها؟‬
‫س‪ :41‬بقيت عنده احلبوب بعد أن أخرج زاكتها فهل يزيك عنها مرة أخرى؟‬
‫‪121‬‬
‫‪122‬‬ ‫س‪ :42‬ما ـهو ادليلل ىلع اخلرص وما معناه وما يه الفائدة منه؟‬
‫‪123‬‬ ‫س‪ :43‬ما ـهو اذلي خيرص من احلبوب واثلمار؟‬
‫‪123‬‬ ‫س‪ :44‬ـهل يكتىف خبارص واحد؟‬
‫س‪ :45‬ـهل جيوز للمالك أن يترصف يف اثلمرة بعد وجوب الزاكة وقبل اخلرص؟‬
‫‪124‬‬
‫‪124‬‬ ‫س‪ :46‬كم يرتك اخلارص لصاحب اثلمرة؟‬
‫‪125‬‬ ‫س‪ :47‬أصابته جاحئة بعد اخلرص فما احلكم؟‬
‫‪125‬‬ ‫س‪ :48‬ماذا يصنع صاحب اثلمرة إن لم يرسل اإلمام من خيرصها؟‬
‫‪125‬‬ ‫س‪ :49‬ماذا ينبيغ لصاحب اثلمرة إذا أراد اجلذاذ؟‬
‫‪285‬‬ ‫املحتويات‬

‫ابلاب اتلاسع‪ :‬أحاكم زاكة بهيمة األنعام ‪126 ........................‬‬


‫‪126‬‬ ‫س‪ :1‬ما يه بهيمة األنعام اليت جتب فيها الزاكة؟‬
‫‪126‬‬ ‫س‪ :2‬ما يه رشوط وجوب الزاكة يف بهيمة األنعام؟‬
‫‪127‬‬ ‫س‪ :3‬ما يه أقسام زاكة بهيمة االنعام؟‬
‫‪128‬‬ ‫س‪ :4‬ما املراد بالسائمة اليت جتب فيها الزاكة؟‬
‫‪129‬‬ ‫س‪ :5‬ما ـهو ادليلل ىلع أن العوامل ليس فيها زاكة ولو اكنت سائمة؟‬
‫‪129‬‬ ‫س‪ :6‬ـهل يشرتط السوم يف لك احلول؟‬
‫‪130‬‬ ‫س‪ :7‬ـهل يشرتط نلتاج السائمة حوالن احلول؟‬
‫‪130‬‬ ‫س‪ :8‬ـهل يبدأ احلول باكتمال انلصاب بالسخال أم حبول األمهات؟‬
‫‪131‬‬ ‫س‪ :9‬كم مقدار نصاب اإلبل املجمع عليه؟‬
‫س‪ :10‬كم مقدار نصاب اإلبل إذا بلغت مخسا وعرشين وما فوق ذلك؟ ‪131‬‬
‫‪132‬‬ ‫س‪ :11‬ما ـهو ادليلل ىلع وجوب الزاكة يف ابلقر؟‬
‫‪132‬‬ ‫س‪ :11‬كم مقدار نصاب زاكة ابلقر؟‬
‫‪133‬‬ ‫س‪ :12‬كم نصاب ابلقر فيما زاد ىلع األربعني؟‬
‫‪134‬‬ ‫س‪ :13‬ما ـهو اتلبيع واملسنة اذلي يؤخذ يف ابلقر؟‬
‫‪134‬‬ ‫س‪ :14‬حكم أخذ اذلكر يف زاكة ابلقر؟‬
‫‪134‬‬ ‫س‪ :15‬كم مقدار نصاب زاكة الغنم؟‬
‫‪135‬‬ ‫س‪ :16‬كم نصاب الغنم فيما زاد ىلع مائة وعرشين؟‬
‫‪135‬‬ ‫س‪ :17‬كم نصاب الغنم فيما زاد ىلع اثلالثمائة؟‬
‫س‪ :18‬رجل عنده عرشون من الضأن وعرشون من املعز فهل جيمع بينهما‬
‫‪286‬‬
‫‪136‬‬ ‫وخيرج منهما الزاكة؟‬
‫‪137‬‬ ‫س‪ :19‬ـهل تضم بهيمة األنعام إىل بعضها تلكميل انلصاب؟‬
‫‪137‬‬ ‫س‪ :20‬ـهل جتب الزاكة يف األوقاص من بهيمة األنعام؟‬
‫‪137‬‬ ‫س‪ :21‬ما يه اخللطة املؤثرة يف الزاكة؟‬
‫‪138‬‬ ‫س‪ :22‬ما يه رشوط اخللطة املؤثرة يف الزاكة؟‬
‫َ‬
‫املختلطني أن يملك لك واحد منهما نصابا حىت يصري‬ ‫س‪ :23‬ـهل يشرتط يف‬
‫‪139‬‬ ‫ماهلما اكملال الواحد؟‬
‫س‪ :24‬ـهل يثبت هلما حكم اخللطة إن حصلت يف بعض احلول فقط؟ ‪140‬‬
‫س‪ :25‬ألحد املختلطني عرشون شاة وللثاين أربعون وللثالث ستون فجاء‬
‫‪140‬‬ ‫املصدق وأخذ منها الزاكة شاة‪ ،‬فكيف يتقاسمونها بينهم؟‬
‫س‪ :26‬عنده عرشون شاة يف ماكن وعرشون يف ماكن آخر فهل جيمع بينهما‬
‫‪141‬‬ ‫وخيرج عنهما الزاكة؟‬
‫س‪ :27‬ما معىن قوهل عليه الصالة والسالم‪( :‬ال جيمع بني متفرق‪ ،‬وال يفرق‬
‫‪142‬‬ ‫بني جمتمع خشية الصدقة)‪.‬؟‬
‫س‪ :28‬ـهل تؤثر اخللطة يف غري املاشية‪ ،‬اكثلمار والزروع وانلقدين وعروض‬
‫‪142‬‬ ‫اتلجارة؟‬
‫‪143‬‬ ‫س‪ :29‬ـهل ـهناك زاكة يف غري بهيمة األنعام من احليوانات؟‬
‫‪143‬‬ ‫س‪ :30‬من ماذا خترج زاكة احلبوب وبهيمة األنعام؟‬
‫‪144‬‬ ‫خرج يف الزاكة من بهيمة األنعام؟‬ ‫س‪ :31‬ما يه رشوط ُ‬
‫الم َ‬

‫‪144‬‬ ‫س‪ :32‬ما ـهو السن اذلي جيزئ إخراجه يف زاكة الغنم؟‬
‫‪287‬‬ ‫املحتويات‬

‫س‪ :33‬أخرج سنا من جنسه أىلع من السن الواجب عليه فهل جيزئه ذلك؟‬
‫‪145‬‬
‫‪146‬‬ ‫س‪ :34‬ـهل تؤخذ زاكة بهيمة األنعام من اذلكور أم اإلناث؟‬
‫‪146‬‬ ‫س‪ :35‬مىت جيزئ إخراج اذلكر يف بهيمة األنعام؟‬
‫‪147‬‬ ‫س‪ :36‬ـهل تؤخذ السخال اليت يه الصغار من أوالد املعز يف الزاكة؟‬
‫‪147‬‬ ‫س‪ :37‬ما يه العيوب اليت تمنع من اإلجزاء يف بهيمة األنعام؟‬
‫س‪ :38‬ما الفرق بني بهيمة األنعام وغريـها من أصناف األموال الزكوية؟ ‪148‬‬
‫‪149‬‬ ‫س‪ :39‬مىت جتب الزاكة يف بهيمة األنعام وإن لم تبلغ انلصاب؟‬
‫س‪ :40‬عنده موايش سائمة معدة للتجارة وقد بلغت انلصاب‪ ،‬فهل يزيك عنها‬
‫‪149‬‬ ‫زاكة املوايش أم زاكة اتلجارة؟‬

‫ابلاب العارش‪ :‬من حيل هلم األخذ من الزاكة‪151 ....................‬‬


‫‪151‬‬ ‫س‪ :1‬ما يه مصارف الزاكة؟‬
‫‪151‬‬ ‫س‪ :2‬ـهل جيوز إخراج الزاكة لغري األصناف املذكورة يف اآلية الكريمة؟‬
‫‪152‬‬ ‫س‪ :3‬اذلين يعطون من الزاكة من حيث اجلملة صنفان ما ـهما؟‬
‫‪152‬‬ ‫س‪ :4‬ما املراد بالفقراء واملساكني؟‬
‫‪153‬‬ ‫س‪ :5‬ما يه القاعدة يف اتلفريق بني الفقري واملسكني؟‬
‫‪153‬‬ ‫س‪ :6‬ما ـهو الغىن املانع من الزاكة؟‬
‫‪154‬‬ ‫س‪ :7‬ما حال األحاديث يف تقدير الغىن املانع من الزاكة؟‬
‫َ َ َْ َ‬ ‫َْ‬
‫‪154‬‬ ‫ني عليها}؟‬ ‫س‪ :8‬ما املراد بالعاملني عليها يف قوهل تعاىل‪َ { :‬والعا ِملِ‬
‫‪288‬‬
‫‪155‬‬ ‫س‪ :9‬ماذا يدخل يف العاملني عليها؟‬
‫‪155‬‬ ‫س‪ :10‬ـهل يعطى العامل ىلع الزاكة اثلُّمن أم ىلع قدر عمله؟‬
‫‪156‬‬ ‫س‪ :11‬ـهل يعطى العامل ىلع الزاكة ولو اكن غنيا؟‬
‫‪157‬‬ ‫س‪ :12‬ـهل يدخل الوكيل تلاجر يف توزيع الزاكة يف العاملني عليها؟‬
‫س‪ : 13‬ـهل يدخل الوكيل من تلقاء نفسه جلمع الصدقات يف العاملني عليها؟‬
‫‪158‬‬
‫س‪ :14‬جيمع الزاكة ويوزعها يف بعض ابلدلان‪ ،‬فهل جيوز أن يرصف منها نفقات‬
‫‪158‬‬ ‫السفر ذـهابا وإيابا؟‬
‫‪158‬‬ ‫س‪ :15‬إذا اكن العاملون عليها من آل ابليت فهل يعطون من الزاكة؟‬
‫ْ ُ َ َّ َ ُ ُ ُ ُ ْ‬
‫‪159‬‬ ‫س‪ :16‬ما املراد بقوهل تعاىل‪َ { :‬والمؤلف ِة قلوبهم}؟‬
‫س‪ :17‬ـهل بيق قسم للمؤلفة قلوبهم بعد وفاة انليب عليه الصالة والسالم؟‬
‫‪160‬‬
‫س‪ :18‬ـهل يشرتط فيمن يعطى ىلع سبيل اتلأيلف أن يكون سيدا مطاع يف‬
‫‪160‬‬ ‫قومه؟‬
‫ِّ َ‬ ‫َ‬
‫‪161‬‬ ‫اب}؟‬
‫س‪ :19‬ما املراد بقوهل تعاىل‪{ :‬و ِِف الرق ِ‬
‫‪161‬‬ ‫س‪ :20‬ـهل يدخل يف فك الرقاب فاكك األسري؟‬
‫‪162‬‬ ‫س‪ :21‬ما املراد بقوهل تعاىل‪َ { :‬والْ َغارم َ‬
‫ِني}؟‬ ‫ِ‬
‫‪162‬‬ ‫س‪ :22‬ما يه رشوط إعطاء الغارم نلفسه من الزاكة؟‬
‫س‪ :23‬توسع يف ادلين لغري حاجة ركونا منه ىلع الزاكة فهل يعطى منها؟ ‪164‬‬
‫س‪ :24‬ـهل جيوز أن أسدد ادلين عن املعرسين بغري إذنهم ودون علمهم؟ ‪165‬‬
‫‪289‬‬ ‫املحتويات‬

‫س‪ :25‬ـهل األفضل أن أقيض دين الفقري دون علمه‪ ،‬أم أعطيه يلتوىل قضاء‬
‫‪165‬‬ ‫دينه؟‬
‫س‪ :26‬أعطي ماال يلقيض به ديونا عن فقراء فاقتطع نلفسه منه؛ ألن عليه‬
‫‪166‬‬ ‫دين‪ ،‬فما احلكم؟‬
‫‪166‬‬ ‫س‪ :27‬ـهل جيوز أن يقىض دين امليت الفقري من الزاكة؟‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫‪167‬‬ ‫يل اَّلل} يف آية الصدقات؟‬
‫س‪ :28‬ما املراد بقوهل تعاىل‪{ :‬و ِِف سبِ ِ‬
‫س‪ :29‬ـهل الغزاة اذلين هلم راتب من ادلولة داخلون يف آية الصدقات؟ ‪168‬‬
‫‪168‬‬ ‫س‪ :30‬ـهل يشرتط يف الغازي أن يكون فقريا؟‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫‪169‬‬ ‫يل اَّلل}؟‬
‫س‪ :31‬ـهل احلج داخل يف قوهل تعاىل {و ِِف سبِ ِ‬
‫‪170‬‬ ‫س‪ :32‬ىلع القول جبواز دفع الزاكة يف احلج فماذا يشرتط يف ذلك؟‬
‫س‪ :33‬ـهل يدخل يف سبيل اهلل رصف الزاكة يف بناء املساجد أو شق الطرقات‬
‫‪171‬‬ ‫أو غري ذلك من أعمال اخلري؟‬
‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫‪172‬‬ ‫يل}؟‬
‫س‪ :34‬ما املراد بقوهل تعاىل‪{ :‬واب ِن الس ِب ِ‬
‫‪172‬‬ ‫س‪ :35‬إذا وجد ابن السبيل من يقرضه فهل يلزمه االقرتاض؟‬
‫‪173‬‬ ‫س‪ :36‬إذا اكن ابن السبيل يف سفر معصية فهل يعطى من الزاكة؟‬
‫‪173‬‬ ‫س‪ :37‬ـهل يدخل يف ابن السبيل من اكن سفره للزنـهة؟‬
‫‪173‬‬ ‫س‪ :38‬ـهل يدخل يف ابن السبيل املقيم اذلي ينشئ السفر؟‬
‫س‪ :39‬ملاذا عدل ربنا تعاىل يف آية الصدقات عن الالم إىل الواو يف قوهل‪َ { :‬و ِِف‬
‫ِّ َ‬
‫‪174‬‬ ‫اب}؟‬
‫الرق ِ‬
‫‪174‬‬ ‫س‪ :40‬ـهل جيب يف الزاكة استيعاب األصناف اثلمانية؟‬
‫‪290‬‬
‫‪176‬‬ ‫س‪ :41‬حكم رصف الزاكة يف حفر برئ للفقراء؟‬
‫‪176‬‬ ‫س‪ :42‬ـهل يعطى من الزاكة يف ادلية؟‬
‫‪177‬‬ ‫س‪ :43‬ـهل جيوز أخذ الزاكة ألجل الزواج؟‬
‫‪177‬‬ ‫س‪ :44‬من ـهو الفقري املقدم ىلع غريه يف إعطاء الزاكة؟‬
‫‪178‬‬ ‫س‪ :45‬كم يعطى الفقري من الزاكة؟‬
‫‪179‬‬ ‫س‪ :46‬عنده عقار لو باعه تلرضر فهل يأخذ من الزاكة؟‬
‫س‪ : 47‬ـهل جيوز أن أعطي الفقري ما يعمل به مرشوع جتاريا أو يبين هل مزنال‬
‫‪179‬‬ ‫وما أشبه ذلك؟‬
‫‪180‬‬ ‫س‪ :48‬ـهل جيوز بناء مسكن للفقري من أموال الزاكة؟‬
‫‪181‬‬ ‫س‪ :49‬ما ـهو ضابط املسكن اذلي يدفع للفقري من الزاكة؟‬
‫س‪ : 50‬إذا اجتمع يف الفقري أكرث من سبب لألخذ من الزاكة فهل هل أن يأخذ‬
‫‪181‬‬ ‫بكل واحد منها؟‬
‫‪182‬‬ ‫س‪ :51‬حكم إعطاء الفقري من الزاكة دون إخباره بأنها زاكة؟‬
‫‪182‬‬ ‫س‪ :52‬ـهل يقبل قول السائل إنه من أحد األصناف اثلمانية؟‬

‫ابلاب احلادي عرش‪ :‬من حيرم عليهم األخذ من الزاكة ‪184 ...‬‬
‫‪184‬‬ ‫س‪ :1‬من ـهم اذلين ال جيوز هلم األخذ من الزاكة ىلع سبيل اإلمجال؟‬
‫‪184‬‬ ‫س‪ :2‬ما يه رشوط جواز إعطاء الفقراء من الزاكة؟‬
‫‪185‬‬ ‫س‪ :3‬من ـهم األقارب اذلين ال جيوز دفع الزاكة هلم؟‬
‫‪187‬‬ ‫س‪ :4‬ما يه القاعدة يف دفع الزاكة لألقارب؟‬
‫‪291‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪187‬‬ ‫س‪ :5‬ـهل جيوز دفع الزاكة للوادلين اذلين ال أقدر ىلع انلفقة عليهم؟‬
‫س‪ :6‬عندي ودل فقري مزتوج يف بيت مستقل فهل جيوز يل أن أعطيه من‬
‫‪188‬‬ ‫الزاكة؟‬
‫‪190‬‬ ‫ّ‬
‫تصح زاكة ابلنت الغنية ىلع وادليها؟‬ ‫س‪ :7‬ـهل‬
‫‪190‬‬ ‫س‪ :8‬ـهل جيوز قضاء دين من تلزمين نفقتهم من الزاكة؟‬
‫س‪ : 9‬حتمل وادلي غرامة يف اإلصالح بني انلاس أو خرج اغزيا فهل يل أن‬
‫‪191‬‬ ‫أعطيه من زاكيت؟‬
‫س‪ : 10‬حصل ىلع ابنه الفقري حادث سيارة فهل جيوز هل أن يتعاون معه من‬
‫‪191‬‬ ‫الزاكة؟‬
‫‪192‬‬ ‫س‪ :11‬ـهل جيوز أن يقيض دين زوجته من الزاكة؟‬
‫‪192‬‬ ‫س‪ :12‬ـهل جيوز أن أعطي الوادلين أو االبن من صدقة اتلطوع؟‬
‫‪192‬‬ ‫س‪ :13‬ما يه كيفية ترتيب األقارب يف الزاكة من حيث األولوية؟‬
‫س‪ :14‬حكم دفع الزاكة لألقارب من غري الوادلين واألبناء والزوجات؟ ‪193‬‬
‫س‪ :15‬ـهل جيوز إعطاء األم من الرضاعة واألخت من الرضاعة من الزاكة؟‬
‫‪193‬‬
‫‪194‬‬ ‫س‪ :16‬ـهل جيوز إعطاء الزاكة لإلخوة واألخوات املحتاجني للمال؟‬
‫س‪ :17‬ـهل جيوز يل أن أعطي أخيت املزتوجة الفقرية وطفلتها الصغرية من‬
‫‪194‬‬ ‫الزاكة؟‬
‫‪194‬‬ ‫س‪ :18‬ـهل جيوز لألم أن تعطي أوالدـها من زاكتها؟‬
‫‪195‬‬ ‫س‪ :19‬ـهل جيوز للمرأة أن تعطي زوجها الفقري من زاكتها؟‬
‫‪292‬‬
‫س‪ : 20‬إن اكن يف عئلته من ال جيب عليه اإلنفاق عليه فهل هل أن يعطيه من‬
‫‪196‬‬ ‫الزاكة؟‬
‫س‪ :21‬إذا اكن األجنيب الفقري أحوج إىل الزاكة من القريب الفقري فأيهما يقدم؟‬
‫‪196‬‬
‫‪197‬‬ ‫س‪ :22‬حكم ختصيص املزيك الفقراء من أقاربه دون غريـهم؟‬
‫‪197‬‬ ‫س‪ :23‬ـهل جيوز أن أعطي العامل عندي من الزاكة؟‬
‫س‪ :24‬ـهل جيوز أن ندفع من الزاكة المرأة فقرية حتت رجل غين ينفق عليها؟‬
‫‪197‬‬
‫‪198‬‬ ‫س‪ :25‬ما يه القدرة ىلع الكسب اليت ال جيوز معها األخذ من الزاكة؟‬
‫‪199‬‬ ‫س‪ :26‬ـهل جيوز إعطاء الفقري القادر ىلع الكسب من الزاكة؟‬
‫‪199‬‬ ‫س‪ :27‬حصل ىلع كسب لكنه ال يليق به فهل حتل هل الزاكة؟‬
‫س‪ :28‬رجل يقدر ىلع الكسب لكنه لم جيد عمال فهل يعطى من الزاكة؟ ‪200‬‬
‫س‪ : 29‬ـهل يعطى طالب العلم من الزاكة يلتفرغ لطلب العلم ولو اكن قادرا‬
‫‪200‬‬ ‫ىلع الكسب؟‬
‫‪202‬‬ ‫س‪ :30‬ـهل جيوز األخذ من الزاكة لرشاء الكتب؟‬
‫س‪ :31‬ماذا ينبيغ ىلع من يوزع الصدقة إذا رأى من ـهو غري مستحق هلا؟ ‪202‬‬
‫‪203‬‬ ‫س‪ :32‬ـهل جيوز رصف الزاكة ألـهل ابلدع؟‬
‫س‪ : 33‬ـهل جيوز دفع الزاكة إىل من يغلب ىلع الظن أنه سيستعني بها ىلع‬
‫‪203‬‬ ‫املعصية؟‬
‫‪204‬‬ ‫س‪ :34‬ـهل جيوز رصف الزاكة لعايص ال نعلم كيف سيترصف فيها؟‬
‫‪293‬‬ ‫املحتويات‬

‫س‪ :35‬يل أخ شقيق فقري لكنه ال يصيل فهل جيوز أن أعطيه من الزاكة؟ ‪204‬‬
‫س‪ :36‬اكن يأخذ من الزاكة ثم أغناه اهلل‪ ،‬فهل جيوز هل أن يأخذ منها ويعطيها‬
‫‪205‬‬ ‫للفقراء؟‬
‫س‪ :37‬ـهل جيب ىلع الفقري أن يرد املال إذا استغىن وال زال املال عنده؟ ‪206‬‬
‫‪206‬‬ ‫س‪ :38‬ـهل جيوز بلين ـهاشم األخذ من الزاكة؟‬
‫‪207‬‬ ‫س‪ :39‬ـهل جيوز ملوايل بين ـهاشم األخذ من الزاكة؟‬
‫س‪ :40‬إذا ُمنع بنو ـهاشم من مخس اخلمس فهل جيوز هلم األخذ من الزاكة؟‬
‫‪207‬‬
‫‪208‬‬ ‫س‪ :41‬ـهل جيوز للهاشيم أن يأخذ زاكة اهلاشيم؟‬
‫‪209‬‬ ‫س‪ :42‬ـهل بلين ـهاشم األخذ من صدقة اتلطوع؟‬
‫‪210‬‬ ‫س‪ :43‬من تصدق عليه وـهو غري ـهاشيم وزوجته ـهاشمية؟‬

‫ابلاب اثلاين عرش‪ :‬أحاكم زاكة الفطر ‪211 .............................‬‬


‫‪211‬‬ ‫س‪ :1‬ما يه زاكة الفطر؟‬
‫‪211‬‬ ‫س‪ :2‬ـهل لتسمية العامة هلا بالفطرة أصل؟‬
‫‪211‬‬ ‫س‪ :3‬ما ـهو ادليلل ىلع وجوب زاكة الفطر؟‬
‫‪212‬‬ ‫س‪ :4‬ما يه رشوط وجوب زاكة الفطر؟‬
‫س‪ :5‬ماذا يرتتب ىلع اشرتاط دخول غروب الشمس من آخر يوم من رمضان‬
‫‪213‬‬ ‫لوجوب زاكة الفطر؟‬
‫س‪ :6‬مات بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان فهل تسقط عنه زاكة‬
‫‪294‬‬
‫‪214‬‬ ‫الفطر؟‬
‫‪214‬‬ ‫س‪ :7‬ما يه احلكمة من رشعية زاكة الفطر؟‬
‫س‪ :8‬إذا رشعت زاكة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث‪ ،‬فلماذا جتب ىلع‬
‫‪215‬‬ ‫من أفطر لعذر رشيع؟‬
‫‪215‬‬ ‫س‪ :9‬ىلع من جتب زاكة الفطر؟‬
‫‪215‬‬ ‫س‪ :10‬ـهل جتب زاكة الفطر عن الصيب واملجنون؟‬
‫‪216‬‬ ‫س‪ :11‬ـهل وجوبها ىلع الصيب أم ىلع ويله؟‬
‫‪216‬‬ ‫س‪ :12‬ـهل يلزم االبن أن خيرج زاكة الفطر عن الوادلين؟‬
‫‪217‬‬ ‫س‪ :13‬ـهل يستحب إخراجها عن اجلنني اذلي نفخ فيه الروح؟‬
‫س‪ :14‬ما حال األثر الوارد عن عثمان ريض اهلل عنه يف إخراج زاكة الفطر عن‬
‫‪217‬‬ ‫اجلنني؟‬
‫‪218‬‬ ‫س‪ :15‬ـهل يلزم الزوج إخراج زاكة الفطر عن املرأة انلازش؟‬
‫‪218‬‬ ‫س‪ :16‬ـهل فطرة املرأة واجبة عليها أم ىلع زوجها؟‬
‫‪218‬‬ ‫س‪ :17‬ـهل صدقة الفطر ىلع العبد أم ىلع سيده؟‬
‫‪219‬‬ ‫س‪ :18‬ـهل جتب زاكة الفطر ىلع من أفطر لعذر رشيع؟‬
‫‪219‬‬ ‫س‪ :19‬حكم اتلربع بإخراج زاكة الفطر عن اآلخرين؟‬
‫‪220‬‬ ‫س‪ :20‬مىت يبدأ وقت إخراج زاكة الفطر؟‬
‫س‪ :21‬رجل أدى زاكة الفطر‪ ،‬يف ايلوم السادس والعرشين من رمضان بسبب‬
‫‪221‬‬ ‫سفره؟‬
‫‪221‬‬ ‫س‪ :22‬ـهل جيزئ إخراج زاكة الفطر يف اثلامن والعرشين من رمضان؟‬
‫‪295‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪221‬‬ ‫س‪ :23‬إذا كنا نسافر قبل العيد بثالثة أيام فماذا نفعل جتاه الفطرة؟‬
‫‪222‬‬ ‫س‪ :24‬حكم تأخري زاكة الفطر إىل بعد صالة العيد لعذر؟‬
‫‪222‬‬ ‫س‪ :25‬حكم تعمد تأخري إخراجها إىل بعد صالة العيد؟‬
‫‪224‬‬ ‫س‪ :26‬حكم تأخريـها عن يوم العيد؟‬
‫‪224‬‬ ‫س‪ :27‬لم خيرجها حىت خرج وقتها فهل تسقط عنه؟‬
‫‪225‬‬ ‫س‪ :28‬ترك زاكة الفطر لعدة سنوات فهل يلزمه إخراجها عنها؟‬
‫‪225‬‬ ‫س‪ :29‬نسيت إخراج زاكة الفطر فما احلكم؟‬
‫‪225‬‬ ‫س‪ :30‬ـهل جيزئ إخراجها من غري األصناف الواردة يف احلديث؟‬
‫س‪ :31‬ـهل جيزئ اإلخراج من غري األصناف املنصوص عليها مع وجودـها؟‬
‫‪226‬‬
‫س‪ :32‬ما املراد بالطعام يف حديث أيب سعيد اخلدري ريض اهلل عنه‪« :‬كنا‬
‫‪227‬‬ ‫خنرج زاكة الفطر صاع من طعام»؟‬
‫‪227‬‬ ‫س‪ :33‬ما يه أفضل األنواع اليت خيرج منها زاكة الفطر؟‬
‫‪227‬‬ ‫س‪ :34‬حكم إخراج زاكة الفطر من األرز؟‬
‫‪228‬‬ ‫س‪ :35‬حكم إخراج زاكة الفطر من ادلقيق؟‬
‫‪228‬‬ ‫س‪ :36‬كم مقدار إخراج زاكة الفطر من ادلقيق؟‬
‫‪229‬‬ ‫س‪ :37‬كم مقدار الصاع بايلدين والكيلو؟‬
‫‪229‬‬ ‫س‪ :38‬ـهل جيزئ نصف صاع من الرب عن صاع من غريه؟‬
‫‪230‬‬ ‫س‪ :39‬حكم إخراج زاكة الفطر نقودا؟‬
‫س‪ :40‬إذا اكن املال أنفع للفقري من احلبوب فهل يل أن أعطيه زاكة الفطر نقودا؟‬
‫‪296‬‬
‫‪230‬‬
‫‪231‬‬ ‫س‪ :41‬إذا ألزمتك ادلولة أن تدفعها نقودا فهل تطيعها يف ذلك؟‬
‫س‪ :42‬إذا ألزمتنا ادلولة بإخراجها دراـهم فهل ذلك جيزئ أم ال بد من‬
‫‪232‬‬ ‫إخراجها من الطعام؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شخصا اكن خيرج زاكة الفطر نقدا‪ ،‬أخذا بقول علماء بدله‪ ،‬ثم‬ ‫س‪ :43‬لو أن‬
‫‪232‬‬ ‫تبني هل القول الراجح‪ ،‬فما يلزمه من صدقته؟‬
‫‪233‬‬ ‫س‪ :44‬حكم الزيادة يف زاكة الفطر بنية الصدقة دون علم الفقري؟‬
‫‪233‬‬ ‫س‪ :45‬أين أدفع زاكة الفطر ـهل يف بدلي أم يف حمل الغربة؟‬
‫س‪ :46‬ـهل يزيك املغرتب عن أـهله زاكة الفطر‪ً ،‬‬
‫علما بأنهم يزكون عن أنفسهم؟‬
‫‪234‬‬
‫س‪ :47‬أرسلت زاكة الفطر إىل أـهيل ليك خيرجوـها يف ابلدل‪ ،‬وأنا مقيم يف بدل آخر‪،‬‬
‫‪234‬‬ ‫فهل ـهذا العمل صحيح؟‬
‫‪234‬‬ ‫س‪ :48‬ـهل جيوز نقل زاكة الفطر؟‬
‫‪235‬‬ ‫س‪ :49‬من أعطي زاكة الفطر فهل هل أن خيرج منها عن نفسه؟‬
‫‪235‬‬ ‫س‪ :50‬ملن تدفع زاكة الفطر؟‬
‫‪236‬‬ ‫س‪ :51‬ـهل جيوز دفع زاكة الفطر لشخص واحد؟‬
‫‪236‬‬ ‫س‪ :52‬ـهل جيوز أن يدفع اهلاشيم زاكة الفطر هلاشيم آخر؟‬
‫‪236‬‬ ‫س‪ :53‬ـهل ـهناك دعء معني يقال عند إخراج زاكة الفطر؟‬
‫‪236‬‬ ‫س‪ :54‬إذا ولك الفقري من يقبض هل زاكة الفطر فهل ذلك جائز أم ال؟‬
‫س‪ :55‬إذا أعطيتها للوكيل يف نصف رمضان وقلت هل‪ :‬أخرجها عين يف وقتها‬
‫‪297‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪237‬‬ ‫فهل ذلك جائز؟‬


‫س‪ : 56‬ـهل يعترب قبض اجلمعية لزاكة الفطر إخراجا هلا أم ال بد أن تصل إىل‬
‫‪237‬‬ ‫يد املسكني قبل صالة العيد؟‬
‫س‪ :57‬حكم من يعطي زاكة الفطر لفقري ىلع أن يعطيه الفقري زاكته؟ ‪237‬‬
‫‪238‬‬ ‫س‪ :58‬ـهل للفقري أن خيرج فطرته من زاكة الفطر اليت حصل عليها؟‬
‫‪238‬‬ ‫س‪ :59‬مىت يرشع لإلمام أن يعلم انلاس أحاكم زاكة الفطر؟‬
‫‪239‬‬ ‫س‪ :60‬ما الفرق بني صدقة الفطر وبقية أنواع الزاكة؟‬

‫ابلاب اثلالث عرش‪ :‬مسائل متفرقة متعلقة بالزاكة ‪241 .........‬‬


‫‪241‬‬ ‫س‪ :1‬ما املراد بالزاكة يف قوهل تعاىل‪{ :‬ويؤتون الزاكة}؟‬
‫َْ ْ‬ ‫َّ‬
‫‪241‬‬ ‫س‪ :2‬ما املراد باملحروم يف قوهل تعاىل‪{ :‬ل ِلسائ ِِل َوالمح ُروم}؟‬
‫‪241‬‬ ‫س‪ :3‬ـهل يف املال حق سوى الزاكة؟‬
‫س‪ : 4‬إذا نزلت باملسلمني حاجة بعد أداء الزاكة فهل جيب رصف املال إيلها؟‬
‫‪242‬‬
‫‪243‬‬ ‫س‪ :5‬إذا امتنعت طائفة عن إخراج الزاكة فما حكم الرشع يف ذلك؟‬
‫‪244‬‬ ‫س‪ :6‬ـهل يعاقب مانع الزاكة بأخذ شطر ماهل؟‬
‫‪245‬‬ ‫س‪ :7‬فرط ولم خيرج الزاكة حىت مات فهل خترج من تركته؟‬
‫‪246‬‬ ‫س‪ :8‬مات وعليه دين وزاكة فأيهما يقدم؟‬
‫‪246‬‬ ‫س‪ :9‬ـهل جتب الزاكة يف عني املال أم يف اذلمة؟‬
‫‪247‬‬ ‫س‪ :10‬ـهل يشرتط يف وجوب الزاكة اتلمكن من إخراجها؟‬
‫‪298‬‬
‫‪247‬‬ ‫س‪ :11‬ـهل يف املال املغصوب أو الضائع أو املرسوق زاكة؟‬
‫س‪ :12‬تلف مال الزاكة أو ضاع بعد تمام احلول فهل يلزمه أن خيرج بدال عنه؟‬
‫‪248‬‬
‫‪249‬‬ ‫س‪ :13‬عزل الزاكة يلخرجها فضاعت أو تلفت فهل تسقط عنه؟‬
‫‪250‬‬ ‫س‪ :14‬دفع الزاكة لغين ظنه فقريا فهل جتزئ عنه؟‬
‫‪252‬‬ ‫س‪ :15‬أعطيت زاكيت لغين أو مسئول اتقاء لرشه فهل جتزئ عين؟‬
‫‪252‬‬ ‫س‪ :16‬حكم استثمار أموال الزاكة يف عقارات وما أشبه ذلك؟‬
‫‪253‬‬ ‫س‪ :17‬ـهل للفقري أن يستثمر ما حيصل عليه من أموال الزاكة؟‬
‫س‪ : 18‬باع من انلصاب قبل تمام احلول حىت ال يزيك عنه فهل تسقط عنه‬
‫‪253‬‬ ‫الزاكة؟‬
‫س‪ :19‬كيف اكن إخراج الزاكة يف عهد رسول اهلل صىل اهلل عليه وىلع آهل‬
‫‪254‬‬ ‫وسلم؟‬
‫‪254‬‬ ‫س‪ :20‬ـهل تربأ اذلمة بدفع الزاكة لويل األمر؟‬
‫‪255‬‬ ‫س‪ :21‬ـهل جيوز خصم الرضيبة اليت تأخذـها ادلولة من الزاكة؟‬
‫س‪ :22‬ادىع صاحب املال أنه ما حال عليه احلول أو لم يتم انلصاب فهل يقبل‬
‫‪256‬‬ ‫قوهل؟‬
‫‪256‬‬ ‫س‪ :23‬ـهل جيوز أن أقرض شيئا من مال الزاكة ملدة معينة مثال؟‬
‫‪256‬‬ ‫س‪ :24‬ـهل األفضل نقل الزاكة أم رصفها ىلع فقراء ابلدل؟‬
‫‪257‬‬ ‫س‪ :25‬ـهل جيوز نقل الزاكة إىل موضع آخر للمصلحة؟‬
‫س‪ :26‬ـهل جيوز أن أشرتي من أموال الزاكة شيئا أجعله وقفا يف سبيل اهلل؟‬
‫‪299‬‬ ‫املحتويات‬

‫‪258‬‬
‫‪259‬‬ ‫س‪ :27‬ـهل يف املال املحرم زاكة؟‬
‫‪260‬‬ ‫س‪ :28‬إن لم يتخلص من املال احلرام فهل يزكيه ىلع أقل األحوال؟‬
‫‪260‬‬ ‫س‪ :29‬مجعت ماال من الزاكة أليتام مكفيني فما احلكم؟‬
‫‪260‬‬ ‫س‪ :30‬وجد كزنا أو راكزا يف دار الكفر فما احلكم؟‬
‫س‪ :31‬ـهل جيوز للوكيل أن يعطي غري من عينه صاحب الزاكة ألنه أشد ً‬
‫فقرا؟‬
‫‪261‬‬
‫س‪ : 32‬ـهل األفضل أن يولك غريه يف توزيع الزاكة أم يتوىل إخراجها بنفسه؟‬
‫‪262‬‬
‫س‪ :33‬إذا لم ينو وكيل املزيك عند دفعه للزاكة أنها من الزاكة فهل جتزئ؟ ‪262‬‬
‫‪263‬‬ ‫س‪ :34‬ـهل أخصم أجرة وكييل يف توزيع الزاكة من مال الزاكة؟‬
‫س‪ : 35‬أخرج زاكته ثم تبني هل أنها أكرث مما ـهو واجب عليه‪ ،‬فهل حيسبها من‬
‫‪263‬‬ ‫زاكة العام القادم؟‬
‫‪263‬‬ ‫س‪ :36‬ـهل حيق ملن يزيك أن يأخذ من الزاكة إذا اكن فقريا؟‬
‫‪264‬‬ ‫س‪ :37‬حكم رشاء الزاكة ممن أعطيت هل‪.‬‬
‫‪264‬‬ ‫س‪ :38‬ـهل جيوز إعطاء اذلين يقرؤون القرآن ىلع القبور من الزاكة؟‬
‫‪265‬‬ ‫س‪ :39‬ـهل جيب ادلعء دلافع الزاكة؟‬
‫‪266‬‬ ‫س‪ :40‬ما يه احلكمة يف تفاوت أنصبة الزاكة؟‬
‫س‪ :41‬ما يه احلكمة يف اشرتاط احلول ىلع بعض األصناف الزكوية دون‬
‫‪267‬‬ ‫بعض؟‬
‫‪300‬‬
‫‪267‬‬ ‫س‪ :42‬ـهل األفضل يف الصدقة اجلهر أم اإلرسار؟‬
‫‪268‬‬ ‫س‪ :43‬ما يه اآلداب اليت ينبيغ أن يقوم بها من خيرج الزاكة؟‬
‫‪269‬‬ ‫س‪ :44‬ماذا ينبيغ ىلع اآلخذ من الزاكة؟‬

‫املحتويات ‪271 ..................................................................‬‬

You might also like